![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
احتمال التعب إن المحبة العملية تحتمل التعب لأجل من تحبه.. https://st-takla.org/Gallery/var/resi...im-01-Fire.jpg قول: إذا انطفأت شعلة الحب التي تلهبك، فإن كثيرين حولك سيهلكون بردًا - القديس سيرافيم ساروفيسكي، ساروفيم ساروف وهكذا نري السيد المسيح يقول لملاك كنيسة أفسس: {أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك.. وقد احتملت، ولك صبر، وتعب من أجل اسمي، ولم تكل} {رؤ2: 2،3}. حقًا، إن كل الذين أحبوا الله، وتعبوا من أجله، ووجدوا لذة في هذا التعب. ويقول القديس بولس الرسول {كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه} {1كو8:3}. ويقول أيضًا في رسالته إلي العبرانيين {إن الله ليس بظالم حتى ينس عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم} {عب10:6}. لذلك فإن الرسول يشجع على بذل المزيد من التعب في العمل، لأجل الرب قائلًا {إذن يا أخوتي الأحباء، كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب في كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلًا في الرب} {1كو58:15}. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وأيضًا تظهر محبتنا للناس، بتعبنا لأجلهم. يعقوب أبو الآباء، تعب كثيرًا من أجل محبته لراحيل. خدم لأجلها سنوات طويلة، قال عنها {كنت في النهار يأكلني الحر وفي الليل الجليد، وطار النوم من عيني} {تك40:31}. ويقول الكتاب عن تلك السنوات {فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها} {تك20:29}. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البذل والعطاء وهنا امتزج الحب بالطاعة، وبالتضحية والبذل.. المحبة العملية هي المحبة الباذلة، التي فيها يعطى الإنسان: يبذل وقته وجهده وماله، وكل شيء ويقدمه لأجل الذي يحبه.. وعندما تنمو المحبة وتصل إلى كمالها، يبذل ذاته أيضًا، كما قال السيد الرب: "ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13). وبهذا كان حب الشهداء لله، هو أعظم ألوان الحب، لأن فيه بذل للذات.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وفي مقدمة هذا الحب، بذل السيد المسيح ذاته عنا.. وهكذا بين محبته لنا " ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8).. مات البار لأجل الأثمة والفجار. وكان على الصليب ذبيحة حب. لأنه "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). ويقول الرب في هذا أيضًا، إن الراعي يبذل نفسه عن الخراف (يو 10: 11). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg هذا هو مقاييس المحبة: البذل والعطاء. يبذل الإنسان كل شيء. ويعتبر كل شيء رخيصا في سبيل من يحبه.. كشعور الأم من جهة رضيعها. هي تعطيه كل ما تستطيع، وفوق ما تستطيع. وتجد لذة في إعطائه، في بذل راحتها، وصحتها لأجل صحته. إنها مثال للحب الذي يعطى. لذلك ضرب الله هذا المثل في محبته لنا: حتى وإن نسيت الأم رضيعها، هو لا ينسانا" (أش 49: 15). https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ers-of-Men.jpg هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس (متى 4: 19) - دعوة التلاميذ بطرس سمعان و أندراوس الرسول أخيه ويعطينا القديس بطرس الرسول مثالا آخر في محبة الرب، إذ قال له: "تركنا كل شيء وتبعناك" (مت 19: 27). من أجل محبتهم له، تركوا البيت والأهل والعمل. وساروا وراءه، وهم لا يعلمون إلى أين يذهبون.. متى الرسول، لما دعاه الرب وهو في مكان الجباية، عبر عن محبته بأن ترك مكان الجباية وتبعه (مت 9: 9)، وتاركا الوظيفة والمال والمسئولية.. وكذلك تلاميذه المرأة السامرية، تركت جرتها وذهبت إلى المدينة لتبشر به (يو 4: 28). وكذلك تلاميذه الصيادون: يعقوب ويوحنا، وبطرس وأندراوس: تركوا الشباك، وتركوا السفينة وتبعوه (مت 4: 18 - 22). والقديس بولس الرسول يقول في ذلك: "خسرت كل الأشياء وأنا احسبها نفاية، لكي أربح المسيح، واوجد فيه" (في 3: 8، 9). خسر كل شيء، ولم يندم عليه، بل حسبه نفاية.. ويقول أكثر من هذا: "ما كان لي ربحا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى" (عب 11: 24 - 26) https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg نفس الوضع بالنسبة إلى موسى النبي. كان أميرا ً في القصر "ابن ابنه فرعون" محاطا بكل مظاهر الرفاهية والعظمة،ولكنه من أجل محبة الشعب، ومن أجل خدمة الله، ترك كل شيء. وهكذا "لما كبر، أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، مفصلا بالأحرى أن يذل مع شعب، ومن أجل خدمة الله، ترك كل شيء. وهكذا "لما كبر، أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله.. حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر.." (عب 11: 24-26). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg كذلك أيضًا كان آباء البرية الرهبان والنساك. تركوا كل شيء. وسكنوا في الجبال والقفار، وفي المغائر وشقوق الأرض، من أجل عظم محبتهم للملك المسيح. فقد كل شيء قيمته في نظرهم، العالم وكل ما فيه.. عندما تدخل محبة الله في قلب إنسان، يحدث أن يكون في القلب شيء أو أشياء من أدران هذا العالم. ولكن كلما تزداد محبة الله في القلب، تتناقص بنفس القياس هذه الأدران، وتطرد محبة الله الله كل ما في القلب من أمور العالم، حتى تنتهي جميعًا، ويبقى الله وحده. وتنطبق وصية "تحب الرب من كل قلبك" (مت 22: 37). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg إذن من علامات المحبة العملية، زوال محبة العالم من القلب. وفي ذلك قال معلمنا يوحنا الرسول {لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب} {1يو15:2}. هل تظنها محبة، حقيقية، أن يدعي أحد بأنه يحب الله، بينما يقبض يده عن دفع العشور والبكور؟!.. أو يقف قلبه مترددًا بين محبة الله ومحبة المال!! إن المحبة العملية نحو الله والناس هي أن يشرك المحتاجين في ماله، حتى لو تعب بعض الشيء في تدبير أموره المادية.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وتظهر المحبة العملية في قصة أرونة اليبوسى: حدث لما أراد داود النبي أن يشتري بيدر أرونة اليبوسي، لكي يقيم فيه مذبحًا للرب، {قال أرونة لداود: فلتأخذ سيدي الملك.. انظر البقرة للمحرقة. والنوارج وأدوات البقر حطبًا. الكل دفعه أرونة المالك للملك} {2صم24: 21-23}. أراد أن يتبرع بالكل من أجل حبه لله وللمذبح وللملك داود. ولكن داود النبي قال لأرونة في حكمة {لا، بل أشتري منك بثمن ولا أصعد للرب إلهي محرقات مجانية..} {2صم24:24}. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لزوم المحبة العملية https://st-takla.org/Gallery/var/albu...org--ruth1.jpg أختيار راعوث الحكيم بالبقاء مع حماتها نعمي: "شعبك شعبي وإلهك إلهي" - راعوث 1: 16 كثيرون يدعون أنهم يحبون الناس. وتكون عبارة الحب مجرد لفظة من ألسنتهم، وليست مشاعر في قلوبهم، كما لا يظهر هذا الحب أيضًا في معاملاتهم!! وقد يقولون أيضًا أنهم يحبون الله، بينما يسكرون وصاياه كل يوم!! لذلك كله قال القديس يوحنا الحبيب: "يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 3: 18). هذه المحبة العملية هي التي يريدها الله منا في تعاملنا معه ومع الناس. وليس في كلامنا.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg لقد اختبر بطرس الرسول في هذا الأمر في ليلة الخميس الكبير. قال للسيد الرب "وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبدًا.. إن اضطررت أن أموت معك، لا أنكرك" (مت 26: 33، 35)، "إني مستعد أن أمضى معك، حتى إلى السجن وإلى الموت" (22: 33).. أما ما حدث عمليا، فهو أن بطرس أنكر سيده ومعلمة ثلاث مرات، وأمام جارية.. لذلك قال له الرب بعد القيامة "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟!" (يو 21: 15، 16).. وكان يقصد المحبة العملية، وليست محبة الكلام واللسان.. ولكن بطرس الذي أنكر، اثبت محبته العملية فيما بعد.. حينما احتمل السجن والجلد من أجل إيمانه وكرازته، وهو وباقي الرسل، وكانوا "فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5: 41). وبرهن بطرس أيضًا على محبته العملية للرب، حينما رفض تهديد رئيس كهنة اليهود، وقال في جرأة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 19) بل برهن على محبته العملية للرب، حينما ختم كرازته بقبوله أن يموت من أجله مصلوبا ومنكس الرأس.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وتظهر المحبة العملية في الحياة الاجتماعية. مثال ذلك راعوث التي رفضت أن تذهب حماتها وحدها بعد موت ابنها، بل قالت لها: "لا أتركك. حيثما ذهبت اذهب. وحيثما مت أموت. شعبك شعبي، وإلهك إلى. وإنما الموت هو الذي يفصل بيني وبينك" (را: 16، 17). وهكذا فعلت، ولم تترك حماتها وحدها.. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبتنا للناس https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ers-of-Men.jpg عندما تحدث عن الوصية العظمى، أعني المحبة، ذكر أنها تشمل فضيلتين هامتين: الأولى أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك.. ثم قال "والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء" (مت 22: 36-40). وأود هنا أن أترك عبارة (و الثانية مثلها) مجالا لتأملك الخاص. وأتحدث معك عن محبة القريب. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ومحبة القريب، هي محبة لكل الناس. لأن البشر كلهم أقرباؤك. كلهم أبناء آدم وحواء. لقد خلق الله العالم كله من أب واحد وأم واحدة، ليكونوا جميعا أسرة واحدة تربطهم رابطة الدم، وبالتالي رابطه الحب. وحتى هذه الأم الواحدة، أخذها من أحد أضلاع الرجل الأول، لكيما يحبها، ويقول "هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمى" (تك 2: 23). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg لهذا كله كان عدم الحب بين البشر أمرًا غير طبيعي. وهو في نفس الوقت لا يتفق مع الصالح العام، كما لا يتفق مع مشيئة الله. والعجيب أن أول إيذاء حدثنا عنه الكتاب المقدس، كان من إنسان ضد إنسان، ولم يكن من وحش افترس إنسانًا!! لقد قام على هابيل أخيه وقتله. وبدأت البغضة والقسوة بين الناس. ولم تستطع البشرية أن تحتفظ بالحب بين أفراد الأسرة الواحدة.. فيوسف الصديق، قام عليه أخوته وألقوه في البئر، ثم باعوه كعبد (تك 37: 37). ودبت الغيرة ودب التنافس بين ليئة وأختها راحيل حول إنجاب البنين (تك 30: 8). وعيسو نافس أخاه يعقوب على نوال البركة وقال "أقتل يعقوب أخي" (تك 27: 41). وأبشالوم قام على أبيه داود وحاربه (2صم 15). وتتابعت مأساة فقدان الحب في تاريخ البشرية: وكثرت قصص العداوة والبغضاء، وقصص الحسد وتصادم الأغراض، والنزاعات والحروب، والتنافس على الرزق وعلى السلطة والمناصب. واكتست الأرض بدماء بريئة ودماء غير بريئة. وأصبح الأخ يعتدي على أخيه، والأخ يخاف أخاه. حتى قال أحد الشعراء: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان، فكدت أطير https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وكان لابد من وصايا إلهية لتعالج الحال.. وكان لابد من إعادة المحبة بين الناس، وتقديم القدوة في ذلك، ومعالجة الأسباب التي أوصلت البشرية إلى التخاصم والعداوة والقسوة. مع العمل على ترميم بناء المحبة المنهدم. فتدخل الله لوضع أسس قوية للتعامل بين الناس. واستلزم الإصلاح أساسين: أحدهما إيجابي، والآخر سلبي: أما الأساسي الإيجابي، فهو مشاعر الود والتعاطف والتعاون. وأما العنصر السلبي فهو الكف عن الكراهية والاعتداء. لأن الكراهية هي المشاعر الكامنة داخل القلب. والاعتداء هو التعبير الظاهر عن تلك المشاعر الداخلية. والمطلوب هو الارتقاء بكل مشاعر الإنسان، للوصول بها إلى مستوى الحب. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg والحب هو القمة التي تصل إليها المشاعر البشرية. والله في يوم الدينونة العظيم، سيفحص كل أعمالنا وعواطفنا، ويستخلص ما فيها من حب، ليكافئنا عليه. وكل خير نفعله، ولا يكون فيه حب، لا يعتبره الله خيرًا على الإطلاق. على أن هذا الحب وقواعد ينبغي أن نعرفها، لكيما يكون حبنا سليمًا ومقبولًا. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg فأولًا ينبغي أن تكون محبتنا للناس داخل محبتنا لله. لا تكون ضدها، ولا تزيد عليها.. فلا تحب أحدًا عن طريق كسر وصية من وصايا الله. فالأم التي تحب ابنها بأن تدلله يفسده، أو أن تغطى على أخطائه بحيث لا يعرفها أبوه، لا تكون محبتها حقيقية ولا نافعة. بل لا نسميها حبا وإنما تدليلا.. والصديق الذي يحب صديقه، بحيث يجامله في كل خطأ، ويخشى أن يقدم له نصيحة مخلصه لئلا يجرح شعوره.. هذا لا يحبه بالحقيقة.. لذلك أيضًا فالأب الذي يحب ابنه يؤدبه (عب 12: 6). وقد قال الرب "من أحب أبا أو أما أكثر منى، فلا يستحقني. ومن أحب ابنا أو ابنه أكثر منى، فلا يستحقني.." (مت 10: 37). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg شرط آخر، هو أن يكون الحب عمليا. يقول القديس يوحنا الرسول في هذا "يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 3: 18)،.وهكذا قال عن محبتنا للناس تظهر عمليا في معاملاتنا لهم. في إخلاصنا لهم، ومشاركتنا الوجدانية، ووقوفنا معهم في وقت الشدة، وتخليصنا لهم من ضيقاتهم. ومحبتنا للفقراء في عطفنا عليهم، وإعطائهم ما يلزمهم، وليست مجرد كلام العطف أو الدعاء.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وهكذا ارتبط الحب عمومًا بالعطاء وبالبذل. وقيل عن محبة الله لنا "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16) بنفس الوضع ينبغي أن نحب بعضنا البعض، حبا باذلا. ويصل البذل إلى قمته ببذل الذات. وبالعطاء من الأعواز (مر 12: 44). وبالاستعداد للتضحية والفداء كما قال القديس بولس الرسول عن أكيلا وبريسكلا "الذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي" (رو 16: 4). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ومن شروط المحبة أيضًا أن تكون طاهرة. فليست محبة حقيقية. أن شابا يحب فتاة لكي يفسد عفتها، ويضيع أبديتها، ويفقدها سمعتها في المجتمع الذي تعيش فيه..! مثل هذا الشاب إنما يهتم بنفسه وإشباع شهواته، ولا يهتم بالفتاة صالحها وأبديتها. وقد قلت من قبل في الفارق بين المحبة والشهوة "إن المحبة تريد دائما أن تعطى. وبينما الشهوة تريد دائما أن تأخذ..". https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ومن شروط المحبة الحقيقية أن تكون للجميع.. وإلا صارت تحيزًا أو لونا من القبلية.. هي محبة للكل، لا تفضيل بسبب الجنس أو اللون أو الدين. محبة بلا تحيز ولا انحياز. إن يعقوب أبا الآباء لما ميز ابنه يوسف عن باقي أخوته، وأعطاه قميصا ملونا، تسبب ذلك في حسدهم له، وجر عليه الكثير من الضيقات. ولما أحب راحيل أكثر من ليئة، تسبب ذلك في تنازع هاتين الشقيقتين وتنافسهما في صراع طويل.. لهذا أيضًا ينبغي أن تكون المحبة عادلة، وتكون المكافأة ملتزمة بالحق وبالموضوعية. وينبغي أن تكون المحبة أيضًا صادقة وروحانية. وكما قال الكتاب "المحبة فلتكن بلا رياء" (رو 12: 9). فالرياء تدل على أنها ليست محبة صادقة. ويدخل في ذلك كلام الملق والمديح الكاذب، مثلما قال الشعب لهيرودس إن صوته إلى، فضربه ملاك الرب، فمات (أع 12: 21، 23). ومثل ملق الشعب لرحبعام، بأن خنصره أغلظ من متني أبيه!! فأضاعوا منه الشعب وغالبية المملكة (1مل 12: 8 - 16). ومن جهة الروحانية، لم تكن محبة إيزابل لزوجها الملك آخاب محبة روحانية، حينما ساعدته على تنفيذ رغبته الآثمة في امتلاك حقل نابوت اليزرعيلى باتهامه كذبا وقتله (1مل 21) مما أدى إلى هلاكها وهلاكه كذلك لم تكن محبة أخيتوفللأبشالوم محبة روحانية، حينما أشار عليه مشورة لإهلاك أبيه داود (1صم 17) إن الذي يحب شخصا محبة روحانية، يحب أن يسعى باستمرار على أبديته وخلاص نفسه، ولا يشاركه في خطأ، ولا يوافقه عليه، ولا ينصحه به.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg القلب المحب لا يعرف البغضة مطلقا. والقلب الذي تسكنه البغضة، لا يسكنه الله لأن الله محبة ولهذا يقول الكتاب "كل من يبغض أخاه، فهو قاتل نفس. وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس، ليست له حياة أبدية ثابتة فيه" (1يو 3: 15).. ذلك لأنه قاتل لذلك الإنسان في قلبه. وينبغي معالجة قلبه أولا. ويقول الكتاب في ذلك "لا يفرح بسقوط عدوك. ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم 24: 17). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg والقلب المحب لا ينتقم لنفسه. فالانتقام لون من الكراهية والعداوة. ويدخل في (محبة) الذات لا في محبة الغير والكتاب يقول "لا تجاوزا أحدًا عن شر بشر"، "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء" بل "إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقة" (رو 12: 17، 19، 20). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ومحبة الناس لها مجالات عديدة. منها محبة الأبوة والأمومة، ومحبة البنوة والأخوة. ومحبة الأزواج، ومحبة الأصدقاء، ومحبة العشيرة، ومحبة الكنيسة، ومحبة الخدام والمخدومين، ومحبة المجتمع عموما.. وتوجد المحبة العامة التي تشمل العالم أجمع. وما أكثر ما نقرأ عن الهيئات العالمية التي تعمل في نطاق الخير والإغاثة والإنقاذ لأي شعب على وجه الأرض. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وفى ذلك تظهر أيضًا محبة الغرباء. وقد أوصى الله كثيرا الغرباء. فقال: "أحبوا الغريب، لأنكم الغريب، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر." (تث 10: 19). وقال أيضًا "عاكفين على إضافة الغرباء" (رو 12: 13). وأيضًا " لا تنسوا إضافة الغرباء، لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب 13: 2). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ترتفع المحبة إلى أعلى قممها، فتصل على محبة الأعداء. وقال الرب في ذلك "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 5: 43، 44). وعلل ذلك بقوله "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم ؟ أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك!" قد يقول البعض " من الصعب على أن أحب عدوى فماذا أفعل؟" أقول لك: على الأقل لا تبغضه.. على الأقل اغفر له في قلبك، وانس إساءته إليك "تدرج في الفضيلة إلى أن تصلى من أجله أن يصلحه الله، ويقوده إلى التوبة، ويغفر له.. وهكذا تصل إلى محبته. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علامات محبتنا لله تحدثنا كثيرا عن كيف تحب الله، وبقى أن نذكر ما هي علامات هذه المحبة، وما نتائجها في حياتك؟ https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg العلامة الكبرى هي أن محبة الله في قلبك، تنسيك كل شيء، فلا تشعر بلذة شيء سواه. كل ملاذ العالم تبدو بلا طعم لمن ذاق محبة الله. يبدو كل شيء تافها وضئيلا، كما قال سليمان الحكيم "الكل باطل وقبض الريح" (جا 1: 14). وهكذا كلما تنمو في محبة الله، على هذا القدر تزهد مغريات العالم كلها، وتردد مع القديس بولس الرسول "خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح، وأوجد فيه" (في 3: 8، 9). تصوروا إنسانا نال درجة الدكتوراه في الرياضيات، أتراه يجد لذة في مراجعة مبادئ علم حساب والجمع والطرح؟! أم هذه الأمور تبدو تافهة جدا في نظره، لا يفكر فيها! هكذا أمور العالم بالنسبة إلى من امتلأ بمحبة الله بل الإنسان الذي انشغل بمحبة الله، ينسى حتى نفسه في هذه المحبة --- لا يشعر بوجودها، بل بوجود الله فيه.. https://st-takla.org/Gallery/var/albu...on-King-01.jpg النبي سليمان الملك وهكذا يقول مع القديس بولس الرسول "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20). عجيبة حقا هذه العبارة "لا أنا..". هنا إنكار الذات في أعمق صورة.. هناك من ينكر ذاته في تعامله مع الناس. ولكن الأعمق هو إنكار الذات في محبة الله.. وإن وجد ذاته، يجدها في الله، مثل الغصن الذي في الكرمة. إنه يحيا طالما هو ثابت في الكرمة، تسرى فيه عصارتها (يو 15). وهنا بالمحبة يصل إلى الثبات في الله.. كما قال الرب نفسه "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير" (يو 15: 5). وكيف نثبت فيه؟ لقد شرح ذلك بقوله "اثبتوا في محبتي" (يو 15: 9). وعلامة ثباتنا في محبته، أن نثبت في كلامه، في وصاياه. وقد قال في ذلك "إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي" (يو 15: 10) https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg على أن الثبات في الله، له معنى آخر أعمق. الغصن حينما يثبت في الكرمة، يشعر أنه أحد أعضاء هذه الكرمة. هكذا أنت إن كنت ثابتًا في الرب، تشعر أنك عضو في جسد المسيح.. حقا إن هذا السر عظيم (أف 5: 32). لماذا إذن تشعر بالغربة عن الله.. وتقول مثل عذراء النشيد في وقت بعدها عنه " لماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك" (نش 1: 7). إنك يا أخي، لست غريبا عن الله. وليس الله غريبا عنك. أنت في قلبه، وهو في قلبك، أنت فيه، وهو فيك، أنت فيه، كالغصن في الكرمة. وهو فيك لأنك هيكل لروحه القدوس، وروحه القدوس يسكن فيك (1كو 3: 16). وقد قال أيضًا عن سكناه هو والآب فيك "إن أحبني أحد، يحفظ كلامي. ويحبه أبى. وإليه تأتى وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 3)،إنه يعبرنا إخوته، ويعتبرنا كشخصه ولذلك حينما اضطهدت الكنيسة من شاول الطرسوسي، قال له الرب "لماذا تضطهدني؟!" (أع 9: 4).. معتبرًا اضطهاد الكنيسة اضطهادا له هو. وقال في مناسبة أخرى " مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 15: 40) https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg من علامات محبتنا لله التصاق نفوسنا به. وفي ذلك يقول داود النبي في المزمور "وأما أنا فخير لي الالتصاق بالرب.." (مز 73: 28). وقال أيضًا "التصقت نفسي بك. تعضدني" (مز 63: 8) إن التصقنا بالله، نبعد تلقائيا عن الخطية، بل نكرهها، ولا تتفق مع طبيعتنا، لأنه "لا شركة للنور مع الظلمة" (2كو 6: 14). والذي يلتصق بالله، لا يمل من الحديث معه. بل يقول له مع داود "التحقت نفسي وراءك"، "عطشت نفسي إليك" (مز 63: 1). إنه يفرح بالوجود في حضرة الله، كما قالت عذراء النشيد "نبتهج ونفرح بك.. بالحق يحبونك"، "لأن حبك أطيب من الخمر" (نش 1: 4، 2). ومن أجل الفرح بالوجود مع الله، ترك آباؤنا الرهبان كل شيء، لكي ينفردوا في البرية مع الله الذي أحبوه. أما أنت، إن كنت تسأم من الصلاة بسرعة، وتحب أن تختمها، فاعلم أنك لم تصل إلى محبة الله بعد.. آباؤنا الشهداء القديسون، في وقت استشهادهم: كانت مشاعر حبهم لله هي التي تملك على قلوبهم، أكثر بكثير من شعورهم بالألم. لذلك احتملوا العذابات، بل أحبوها لأنها ستقربهم إلى الوجود الدائم مع الله. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg محبة الله، ليست مجرد مشاعر مبهمة، بلا ثمر. إنما تظهر محبتنا لله بحفظنا لوصاياه. وعن هذا الأمر يتحدث القديس يوحنا الحبيب بوضوح تام فيقول "بهذا نعرف أننا قد عرفناه، إن حفظنا وصاياه، من قال قد عرفته، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته، فحقا في هذا قد تكلمت محبة الله" (1يو 2: 3-5). إلى أن يقول "فإن هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه" (1يو 5: 3). وهذا واضح جدًا، لأن الذي يكسر وصاياه، لا يكون محبًا له. إنما هو إنسان متمرد عليه، أو شخص يخون الله، وينضم إلى مقاوميه. فحفظ الوصايا علامة أساسية لمن يحبون الله، كما أن الابن الذي الذي يحب أباه بالجسد، يطيع وصاياه. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg من علامات المحبة لله أيضًا، أن الذي يحب الله يحب كل ما يتعلق بالله.. يحب كنيسته ويقول "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 84:1). "واحدة طلبت من الرب وإياها ألتمس، أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي انظر إلى جمال الرب، وأتفرس في هيكله" (مز 127: 4). "طوبى لكل السكان في بيتك، يباركونك إلى الأبد" (مز 84: 4). يحب كلام الله، شريعته، ناموسه، وصاياه. ويقول: "وجدت كلامك كالشهد فأكلته" بل هو "أحلى من العسل والشهد في فمي" (119) "ناموسك هو تلاوتي"، "شريعتك هي لهجي، هي لذتي" فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة " "سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي" (مز 119)0 الذي يحب الله، يحب أيضًا سماءه وقديسيه وملكوته. الذي يحب لله، تقوده العاطفة في كل ممارساته الروحية. هو من أجل الله يقرأ. ومن أجل المتعة به يصلى. من أجل الله يخدم. بل من أجل اللقاء به والتمتع بأسراره المحيية، يدخل إلى الكنيسة. ومن أجله يحضر الاجتماعات الروحية. ومن أجله يجلس مع الناس. من أجله يتكلم لكي يحدث الناس عنه. ومن أجله يصمت ليتأمل صفاته الجميلة. بل من أجله يحيا لكي يخدمه وينشر اسمه. ومن أجله يموت لكي يلتقي به في الفردوس ثم في الملكوت.. قائلا في كل ذلك مع بولس الرسول "إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. وإن عشنا أو متنا فللرب نحن" (رو 14: 8). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg الذي يحب الله، قد ارتفع عن المصارعة ضد الخطية. إن عبارة "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد. وهذان أحدهما الآخر" (غل 5: 17)، إنما هي عبارة للمبتدئين، الذين لم يصلوا إلى حب الله بعد، وما زالت أجسادهم تشتهى أشياء تبعدهم عن الله.. أما الذي يحب الله، فإنه يمجد الله بجسده وبروحه (1كو 6:20). وهو "لا يستطيع أن يخطئ" (1يو 3: 9)، "والشرير لا يمسه" (1يو 5: 18). لأن محبة الله ثابته فيه. وكلما تقترب إليه خطية لتحاربه، يقول "كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله ؟" (تك 39: 9). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg الذي يحب الله، ويتعلق به فكره، يجعل كل شيء يذكره بالله يحبه. فهو إن رأى السموات، لا يتأمل فقط نجومها وكواكبها، ونور الشمس والقمر، إنما يقول مع داود النبي في المزمور "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 19). ويقول أيضًا "السماء هي كرسي الله، والأرض موضع قدميه" (مت 5: 34، 35). ويقول إن السماء هي مسكن الله مع الناس (رؤ 21). ويتذكر أبانا الذي السموات. ويقول هذه السماء التي أراها ليست شيئا، فهناك السماء الثالثة التي اختطف إليها القديس بولس الرسول (2كو 12: 2). وهناك سماء السموات التي قال عنها الرب "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وإن رأى الطبيعة الجميلة، لا ينشغل فقط بجمالها، بل يمجد الله الذي خلقها بهذا الجمال. إذ لا يليق أن عطايا الله لنا، تغلنا عن الله الذي أعطاها. بل كل هذه تعطينا فكرة عن حبه وكرمه وقدرته. وهكذا إذا رأى زنابق الحقل، التي "ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها" يقول في نفسه: ما أعجب قدرة الله الذي "ألبسها هكذا" (مت 6: 28-30). ونفس الوضع بالنسبة إلى الفراشات في ألوانها، والطيور في تغريدها، والنحلة في صنعها للشهد، والنملة في عملها ونشاطها.. كيف أن الله وهب كل هذه المخلوقات ما لها من مواهب تثير العجب وإعجاب.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg بل حتى إن رأى قطة يطاردها كلب، يعجز عن إمساكها: يقول في نفسه: عجبا كيف أن الله في حنوه، أعطى المخلوقات الضعيفة وسيلة تهرب بها من التي هي أقوى منها. فالقطة تستطيع في هربها أن تتسلق شجرة بحيث لا يستطيع الكلب أن يدركها.. والأسد وإن كان أقوى بمراحل من الغزال، إلا أن الله وهب الغزال قوة على الجري بحيث يكون أسرع من السد، ويمكنه أن يهرب منه.. وهكذا يمجد الله في محبته، كلما رأى أسدًا وغزالا. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg كذلك يتذكر محبة الله، كلما رأى شجرة تتفض ورقها في الشتاء، وتكسى بالورق في الصيف. مثل الكرمة على التكعيبة: تنفض ورقها في الشتاء، فتعطيك فرصة أن تتمتع بدفء الشمس وأنت جالس تحتها. وتكتسي الورق صيفًا، فتعطيك فرصة أن تستظل بورقها حين تشتد الحرارة.. ونفس الحال مع أنواع أشجار كثيرة. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ما أجمل أن تحول الماديات إلى روحيات، أو تأخذ دروسا روحية من أمور مادية.. فتعجب كيف أن الله يكسو الدب القطبي أو الثعلب القطبي بفراء جميل يمنحه الدفء في تلك المناطق الجليدية، بينما لا يثقل الجمل أو الحصان بفراء يتعبه في سكنى المناطق الحارة. هناك أمور عديدة تذكرنا بعمل الله. ولكننا لا نتذكر، لأن محبتنا الله لم تصل إلى مستوى هذا التأمل! أما القلوب المحبة له، فكل شيء يذكرها به.. ولها "الحواس المدربة" على ذلك (عب 5: 14). أستأذنك أيها القارئ العزيز في الاكتفاء بهذا القدر عن محبتنا لله، وننتقل إن شاء الله إلى الحديث عن محبة الناس. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذكر الموت والدينونة https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...e2wDtw2tBZ1K7w مما يقودك إلى محبة الله أيضًا: التفكير في الأبدية. لأن الإنسان إذا شعر بفناء هذا العالم، وبأنه سوف يبيد وشهوته معه (1يو 2: 17)، وأنه كله باطل وقبض الريح (جا 1). ولا بد للإنسان أن يقف يوما للدينونة أمام كرسي الله العادل، الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله (مت 16: 27)، وحسب كل ما فعله بالجسد خيرا كان أم شرًا (2كو 5: 10).. فحينئذ يستيقظ ضمير الإنسان، يبدأ أن يستعد لملاقاة الله. ويحاول أن يكون علاقة مع الله، واعتذر عن خطاياه، ويدخل في محبة الله مادام سيلاقيه في الأبدية، وبأي وجه سيلقاه؟ لذلك فالكنيسة المقدسة ذكرتنا بالدينونة والمجيء الثاني في صلوات الغروب والنوم ونصف الليل. لكنه نستعد للقاء الله، بالتوبة والندم على خطايانا، وبمخافة الله التي توصلنا إلى محبة الله ليتك تصلى هذه الصلوات، وبخاصة التحاليل. وثق أنها ستعمل في قلبك عملًا. وما أكثر القديسين الذين كان تذكار الموت والدينونة ويقودهم إلى الالتصاق بالله بالأكثر. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مما يربطك بمحبة الله أيضًا: وسائط النعمة: إن الله قد دبر لنا وسائط كثيرة تساعدنا على محبته، منها الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، واجتماعات الكنيسة وألحانها وطقوسها وأسرارها المقدسة، وبخاصة الاعتراف والتناول. وكذلك القراءة الروحية، والتأمل، وزيارة الأماكن المقدسة، والإرشاد الروحي. فلكي تصل إلى محبة الله، عليك أن تهتم بكل هذه الوسائط، لأن بعدك عنها يسبب لك الفتور، لا يعود الله يشغل فكرك. ولقد أصدرت لك كتابًا عن (الوسائط الروحية) موجود هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت أرجو أن يفيدك في هذا المجال. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل المال شر ؟؟؟
https://files.arabchurch.com/upload/i...7862602802.jpg توجد معادلة صعبة لا يستطيع جميع الناس حلها ذكرها السيد المسيح في العظة على الجبل" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال." ( مت 6 : 24 ) من يستطيع حل هذه المعادلة هو من يجد الباب الضيق و يدخل منه و هذا يحتاج إلى جهاد " ادخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه! ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه! ( مت 7 : 13 ، 14 ) كيف نجد الباب الضيق ؟ يجيبنا على هذا التساؤل معلمنا بولس الرسول في رسالته الاولى لتلميذه تيموثاوس و يقول : " وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة، لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك،" ( 1 تي 6 : 6 - 9 ) الباب الضيق نجده عندما نعيش حياة الاكتفاء و الفقر الاختياري و الترك اجوبة كتابية اخرى للسلوك بالباب الضيق " وقال لهم: «لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان. " ( لو 9 : 3 ) " والله قادر أن يزيدكم كل نعمة، لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شيء، تزدادون في كل عمل صالح." ( 2 كو 9 : 8 )هذه الطلبة يقولها الاب الكاهن في ختام الاواشي( لكي نحن أيضًا إذ يكون لنا الكفاية في كل شئ كل حين نزداد في كل عمل صالح ) " فأجاب بطرس حينئذ: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. فماذا يكون لنا؟» فقال لهم يسوع: «الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين وآخرون أولين». ( مت 19 : 27 - 30 ) - سيقف التلاميذ في يوم الرب العظيم كديّانين للأسباط الإثني عشر، لأن ما كان ينبغي لهؤلاء أن يفعلوه، أي الكرازة بالمسيّا الملك قد تخلّوا عنه ليقوم التلاميذ البسطاء به، تاركين كل شيء من أجل الملكوت - " فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له: «يعوزك شيء واحد. اذهب بع كل ما لك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب».( مر 10 : 21 ) هذا الكلام سمعه الشاب الغني من فم السيد المسيح و لكن كان لديه مشكلة أنه كان محبًا للمال لذلك لم يستطع اتباع السيد المسيح لأن المال مسيطر على قلبه و اهتماماته كما يقول معلمنا بولس الرسول " لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. " ( 1 تي 6 : 10 ) بعكس الشاب انطونيوس الذي كان يفكر في كيفية الدخول من الباب الضيق و نظر جثمان والده و قال له خرجت من العالم بدون إرادتك أما أنا فسأخرج منه بإرادتي و سمع الشماس يقرأ نفس الآية في القداس و نفذها حرفيًا لأن اشتياقات قلبه كانت تريد ترك العالم بما فيه من شهوة الجسد و شهوة العيون و تعظم المعيشة كان يريد ترك الكل للالتصاق بالواحد و قد كان عندما اسس الحياة الملائكية و طقس الرهبنة المقدس و قد يتبادر للذهن سؤال مهم يدعو للتفكير العميق هل من يخلص فقط هم الرهبان الذين تركوا العالم ؟ نجيب من واقع الكتاب المقدس " والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه. لأن هيئة هذا العالم تزول." ( 1 كو 7 : 31 ) " لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير. " ( يو 17 : 15 ) " نعلم أننا نحن من الله، والعالم كله قد وضع في الشرير." ( 1 يو 5 : 19 ) يقصد بالعالم ليس الكون و لكن الشهوات كما قلنا سابقا " لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد." ( 1 يو 2 : 16 ،17 ) فيمكن أن يكون انسان ترك العالم و لكن العالم لا يزيل يعيش في داخله فبالزغم من سلوكه في حياة الرهبنة إلا أنه لا يزال يعيش في العالم و يمكن أن يكون شخص لم يترك العالم و مع ذلك لا يجعل العالم يعيش في داخله و هذا الفصل تذكرنا به الكنيسة كل يوم بعد قراءة الكاثوليكون لتذكرنا أن العالم كله إلى فناء " لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة. " ( عب 13 : 14 ) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة الناس https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ne-Another.jpg أحبوا بعضكم بعضًا: لنحب بعضنا بعضًا، لأن المحبة هي من الله: يوحنا الأولى 4: 7 الذي يحب الخير، يحب الناس، لذلك يصنع معه خيرًا. ومحبة الناس توصله إلى محبة الله. وكما قال الرسول: "إن قال احد أنى أحب الله، وهو يبغض أخاه، فهو كاذب". لأن من يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟! (1يوحنا 4: 20). إن أردت أن تحب الله، ابدأ أولًا بمحبه الناس. أخدم الناس، ساعدهم، احترمهم، ابذل نفسك عنهم. وعندئذ تجد أن محبه الله قد دخلت تلقائيًا إلى قلبك. أعط من قلبك حبًا لكل المحتاجين إلى الحب. أعط حبًا للأطفال، للعجزة والمسنين، للأيتام، للمحتاجين إلى الحب. أعط حبًا للأطفال، للعجزة والمسنين، للأيتام، للمحتاجين والفقراء، للمعوقين، للذين ليس لهم أحذ يذكرهم أخدمهم جميعًا، وستجد أن محبة الله قد دخلت قلبك بقوة. وستجد أيضًا أنك ترفع قلبك إلى الله ليساعدك على خدمتهم. وأنك تشكره إذ قدم لك احتياجاتهم.. تحبهم، لأنهم أولاد وشعبه. وتحبه لأنه يحبهم ويساعدك على محبتهم. وتجد أن محبة الله في قلبك ترتبط أيضًا بمحبة الناس. إن أحببته تحبهم. وإن أحببتهم تحبه.. لذلك فإن السيد المسيح حينما قال إن الوصية الأولى هي محبه الله، قال "والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك" (مت22: 39). تأمل في كلمة (مثلها) وكلمة (كنفسك).. لذلك فإن الخدمة توصل إلى محبه الله. الخدمة توصلك إلى محبة الله، ومحبة الله ترسلك إلى الخدمة،بشرط أنها لا تكون خدمة روتينية ولا مجرد نشاط. إنما خدمة ممتزجة بالحب. الحب هو الذي يدفع إليها، والحب يكون من نتائجها. فأنت تخدم الناس لأنك تحب ملكوت الله، وتحب لهم أن يدخلوا هذا الملكوت، وأن يحبوا الله الذي تحبه والذي يحبك. انظر ماذا قال السيد المسيح عن تلاميذه للآب "عرفهم اسمك، وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم" (يو17: 26). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة للخير ربما في بادئ الأمر نغصب أنفسنا على محبة الخير، ولكننا بتوالي ممارسته نعمله بكامل إرادتنا، بل وبرغبة قلوبنا. ولا نستطيع أن نخطئ (1يو 3: 9). وأنا أقول محبة الخير، وليس مجرد عمل الخير، فقد يفعل الإنسان الفضيلة خوفًا، أو خجلًا من انتقاد، أو الناس، أو اتقاء للعقوبة، أو حفظا لسمعته، أو مجاملة، أو مجاراة للمجتمع، أو رياء بينما يحب الخطية في أعماقه. ليست هذه المظاهر هي التي توصل إلى محبة الله. فالمقصود ليس هو عمل الخير بل محبة الخير إن الله لا يهمه الخير الذي نعمله مضطرين، أو مجبرين. كما لا قيمة للخير الذي نبغي من ورائه مديحًا أو مجدًا من الناس أو إعجابًا.. لأننا في هذه الحالة، يكون حبنا هو للمديح والإعجاب وليس للخير، كما إننا أجر ما فعلناه هنا على الأرض (مت 6: 2، 5) إنما الخير الحقيقي، هو الذي نعمله حبا للخير ذاته، وحبا لمن نصنع معهم الخير، وحبا لله نفسه.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg وعندما نحب الفضيلة والخير، سنحب الله تلقائيا. لأن الله هو الخير المطلق. وهكذا يمكن للإنسان البار أن يحب الله بعكس الخاطئ الذي يحب الخطية، ولا يستطيع أن يحب الله معها في نفس الوقت، لأنه لا شركة بين النور والظلمة، ولا خلطة للبر والإثم (2كو 6: 14).. وكالوجوديين الذين يظنون أن الله يعطل ممارستهم لشهواتهم، فينكرون وجود الله الذي يدعو إلى الخير، ويعاقب على تلك الشهوات. https://st-takla.org/Gallery/var/resi...ee-of-Life.jpg صورة فن الفيكتور: شجرة الحياة، النمو أما أنت إذا أحببت البر والخير، فستجد أن الله هو مثلك الأعلى فيما تحب، فتحبه.. وإذا أحببت الخير، ستجد أنك قد ارتفعت فوق مستوى الصراع مع الخطية. إن عبارة الجسد يشتهى ضد الروح. بل روح البار هي التي تقود جسده. وروح الله يقود هذه الروح البشرية (رو 8: 14). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg إذا أحببت الخير، وصار جسدك هكذا مقدسا، سيكون فعلا هيكلا للروح وروح الله يسكن فيه (1كو 3: 16). وتدخل في شركة الروح القدس (2كو 13: 14). وروح الله هو الذي يسكب محبة الله في قلبك. لأنه هكذا قال الرسول"..محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو 5: 5). إذن احتفظ بسكنى الروح القدس فيك، وبشركتك مع الروح القدس في الفكر والعمل، لكي تحتفظ أيضًا بمحبة الله في قلبك. ولا تحزن روح الله بأي عمل يضاد مشيئة الرب. وهكذا تعيش باستمرار في محبة الله. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg الذى يحب الخير ويحب الله، جهاده الروحي هو جهاد لذيذ وبلا تعب، جهاد للنمو في الخير ومحبة الله.. إنه لا يجاهد ضد نفسه ليغصبها على حياة الفضيلة. فمادام يحب الفضيلة، طبيعي أنه لا يغصب نفسه عليها، بل يمارسها بفرح وبشوق، ويجد لذته فيها. وهكذا يحب الصلاة، ويحب الله الذي يكلمه في صلاته. ويحب الكتاب المقدس، ويحب الله الذي أرسل إليه هذه الكلمات التي تشبع نفسه. ويحب الكنيسة وكل أسرارها المقدسة. ويجد فيها نبعا روحيا يرويه وينميه. ويفعل كل ذلك بلا تغصب. لماذا؟ لأنه دخل إلى راحة الرب، دخل سبته الذي لا ينتهي، الذي يتدرج فيه من خير إلى خير أكبر. ويرتبط الخير عنده بمحبة الله ارتباطًا وثيقا وعجيبا،فالخير يقوده إلى محبة الله ومحبة الله تقوده إلى الخير. وتصبح كل منهما سببا ونتيجة بالنسبة إلى الأخرى. الذي يحب الخير، لا يرى وصية الله ثقيلة كما الرسول (1يو 5: 3)، ذلك لأنه يحبها بل إن الذي يحب الرب ويحب البر، قد ارتفع فوق مطالب الناموس، إذ قد دخل في الحب إنه يفعل الخير بلا وصية. بل بطبيعته الخيرة. ليس هو محتاجًا إلى وصية تدعوه إلى الخير. في محبته للخير، عاد كما كان صورة الله. وأصبح الخير من عناصر نفسه، يفعله كشيء عادى طبعي، لا يبذل فيه جهدًا. يصير الخير في حياته، كالنفس الذي يتنفسه، دون أن يشعر في داخله أنه يفعل شيئًا زائدًا أو عجيبا، دون أن يحاول ذلك.. ولذلك فهو أيضًا لا يفتخر أبدًا الخير، باعتبار أنه أنه شيء عادى.. إنه يحب الله، ويحب فيه الخير الذي يشتهيه. ويصبح الله هو شهوته ولذته. ويجد في الله مثالياته التي يفقدها العالم. لذلك يزهد العالم، ويجب دائما أن يلتصق بالرب، كما قال داود النبي "أما أنا فخير، وعاشرة وعاش معه. واختبر معه لذة الحياة الروحية، لذلك يقول مع عذراء النشيد "أمسكته ولم أرخه" (نش 3: 4). |
الساعة الآن 12:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025