منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:14 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
كاليستوس أسقف روما




St. Callistus
العبد الهارب:


كان كاليستوس أو كاليكستوس Calixtus في الأصل عبدًا، وكان سيّده رجلًا مسيحيًا اسمه كاربوفورُس Carpophorus. سلّمه سيده بعض المال، ولكن لسبب ما -لا يرتبط بأمانته تجاه سيده- فقد هذا المال. اضطر لذلك أن يهرب من روما.
كاليكستوس المعترف:


هناك قُبِض عليه بسبب مسيحيته وسيق للعمل في مناجم سردينيا Sardinia. بعد ذلك أصدرت ماركيا Marcia التي كانت في رفقة الإمبراطور كومودُس Commodus أمرًا بإطلاق سراح المسيحيين.
حين صار القديس زيفيرينُس Zephyrinus أسقفًا لروما حوالي سنة 199 م.، جعل كاليستوس - الذي حصل على حق المواطنة - مسئولًا عن أول مقابر للمسيحيين في منطقة Appian Way، فاعتنى بها وأضاف إلى مساحاتها، لذا دُعيت سرداب سان كالستو San Callisto.
كاليكستوس الأسقف:


بعد ذلك رسمه الأسقف زيفيرينُس شماسًا وصار صديقًا ومستشارًا له، وبعد نياحة الأسقف اختاره معظم الإكليروس والشعب في روما ليخلفه حوالي عام 217 م.
تهاونه:


شهدت فترة رئاسته اعتراضات عقائدية ونظامية على بعض قراراته التي اتسمت بالتهاون، مثل الآتي:
  • تهاونه مع الأساقفة الذين ارتكبوا جرائم علنية خطيرة.
  • السماح بسيامة الذين كان لهم زواج ثانٍ أو ثالث.
  • السماح بزواج المرأة الحرة من العبد أو الجارية من الحر، مخالفًا بذلك قانون روما المدني.
  • أما من الجانب اللاهوتي فقد حاول التوفيق بين السابيلية التي ترى في الثالوث ثلاثة أشكال لا ثلاثة أقانيم وبين لاهوت هيبوليتس، وقد مال إلى حد ما نحو السابيلية أثناء دفاعه عن الوحدانية، وإن كان قد دان سابيليوس بعد سيامته أسقفًا. ويرى البعض أنه كان مدافعًا شجاعًا عن الإيمان المستقيم، وأنه لو عُرِف الأكثر عنه ربما لأصبح واحدًا من أعظم الأساقفة بروما.
نياحته:


مع أنه لم يَعش في زمن اضطهادات الكنيسة، إلا أن البعض يظن أنه قد استشهد، ربما في أحد الثورات الشعبية، وكانت وفاته سنة 222 م. العيد يوم 14 أكتوبر.


Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:15 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كاليوبيوس




St. Calliopius

شهيد من بمفيليه Pamphylia، أُحضِر أمام نوميريوس ماكسيموس Numerius Maximus حيث جُلِد وصُلِب في يوم الجمعة العظيمة 7 إبريل سنة 304.
دفعت أمه ثيؤديا Theodeia للجنود المكلَّفين بصلبه خمس قطع ذهبية حتى يصلبوه منكس الرأس، وغير معروف إن كان قد ثُبِّت فعلًا على الصليب أم استشهد قبل تنفيذ الحكم. يقال أن أمه قد توفّيت عند جسد ابنها الشهيد.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:17 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كانتيوس و كانتيانوس و كانتيانيللا الشهداء


SS. Cantius, Cantianus and Cantianella
أشراف بروما:


كان الشقيقان كانتيوس وكانتيانوس وأختهم كانتيانيللا من أسرة رومانية شريفة. توفى والدهم، فقام بتربيتهم في منزلهم في روما معلّم ومرشد مسيحي يدعى بروتس Protus، هذا أرشدهم إلى الإيمان المسيحي.
حين بدأ دقلديانوس اضطهاده ضد المسيحيين، أطلقوا سراح عبيدهم وباعوا كل أملاكهم ووزّعوها على الفقراء ورحلوا إلى أكويليا Aquileia، فوجدوا هناك أيضًا أوامر الاضطهاد تُطبق بكل عنف ضد المسيحيين.
الأشراف الصغار في أكويليا:


إذ علم المسئولون بوصول الأشراف الصغار طلبوا إليهم الحضور لتقديم القرابين للآلهة، وفي نفس الوقت أرسلوا رسول إلى دقلديانوس يسألونه عن التعليمات بشأن التعامل مع هؤلاء الأشراف. إذ أراد الإمبراطور التخلص منهم لأسباب سياسية أكثر منها دينية وجدها فرصة مناسبة فأرسل ردّه بأن تُقطع رؤوس الثلاثة إن لم يمتثلوا لأوامره بتقديم القرابين للآلهة.
استشهادهم مع معلمهم:

تم القبض عليهم على بعد أربعة أميال من مدينة Aquae Gradatae، وهناك أُحضِروا أمام المحققين الذين طلبوا منهم طاعة أوامر الإمبراطور، فأجابوهم أنهم لن يتخلّوا أبدًا عن إيمانهم بالله الحقيقي وحده، وكانت النتيجة أن قُطِعت رؤوس الأشقّاء الثلاثة مع معلّمهم بروتس سنة 304 يوم 31 مايو.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:17 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة كانديا



كانت ابنة لقائد يدعى تراجان، وقد جاهدت لكي تصل إلى الكمال المسيحي وخدمت الكنائس وقدّمت الأموال للكهنة، وكرّست ابنتها أيضًا للمسيح ووزّعت الصدقات على المساكين.
كانت تتعب جسدها فتقوم مبكّرة وتطحن القمح بيديها وتعجن الدقيق وتوقد الفرن لقهر شهوة الجسد. منعت نفسها من تناول اللحوم، وكانت تتناول الخضر بالزيت في أيام الأعياد فقط، بينما عاشت بقية عمرها على الخبز المنقوع في الخل، وكانت تقضي الليالي في العبادة والتسبيح منتظرة مجيء المسيح.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:18 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كانون


St. Canon

استشهد في زمن الإمبراطور ديسيوس في بامفيلية Pamphylia في السادس من شهر مارس.
كان بستانيًا ويقال أنه أتى من الناصرة Nazareth، وكان رجلًا بسيطًا فقيرًا محبًا للغرباء.
حين أخبروه أن الوالي يطلبه تساءل: ماذا يريد الوالي من رجلًا مثله، خاصة وأنه مسيحي. أمره الوالي بالذبح للأوثان، زمجر ودعا الوالي أن يترك عبادة الأوثان ويؤمن بالسيد المسيح. ثقبوا ركبتيه ووضعوا فيهما مسامير، وبهذه الحالة ألزموه على الجري أمام عربة حتى مات.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:19 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان كايريمون و إيسكيريون


SS. Chaeremon and Ischyrion

يتحدث القديس ديونيسيوس السكندري في رسالته إلى فابيان الأنطاكي Fabian of Antioch عن المسيحيين المصريين الذين تعذبوا وعانوا أثناء اضطهاد ديسيوس، فيشير إلى كثيرين اضطروا إلى الهروب في الصحراء وهلكوا من الجوع والعطش والحيوانات المفترسة، وكثيرون آخرون قُبِض عليهم وبيعوا كعبيد.
يذكر بالتحديد اسم كايريمون الذي كان رجلًا عجوزًا جدًا وأسقفًا على نيلوبوليس Nilopolis وهرب مع شخص آخر إلى جبال العربية، ولم يُرَ أو يُسمَع عنه بعد ذلك، وخرج الإخوة للبحث عنهما ولكن لم يجدوا ولا حتى جثتيهما.
يشير ديونيسيوس أيضًا إلى إيسكيريون الذي كان مندوبًا لأحد الأمراء في إحدى مدن مصر. أمره سيده أن يذبح للأوثان ولكنه رفض ولم يُثنِهِ عن رأيه التهديد أو التعذيب، أخيرًا أمر سيده أن يشوهوه ويقتلوه، فنال إكليل الشهادة في سنة 250 م. العيد يوم 22 ديسمبر.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:19 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب كايوس | غايوس أسقف روما


Caius

هو أسقف روما الذي جلس على الكرسي سنة 283 م.، ويقال أنه هو نفسه غايوس الشماس الذي سُجِن مع اسطفانوس أسقف روما سنة 257 م. ويقال أن في بداية عهده اشتعلت نار الاضطهاد على الكنيسة، ولكن فيما بعد هدأت حدة الاضطهاد ونعمت الكنيسة بالسلام. وقد قام الأسقف غايوس بتقسيم روما إلى مناطق وجَعَل شماسًا مسئولًا عن كل منطقة، كما أنه أرسل بعثات تبشيرية إلى سردينيا Sardinia. وقد تنيح بسلام في 22 إبريل سنة 296 م.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:22 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا كبريانوس أسقف قرطاجنة

(أنبا كيبريانوس الإفريقي)



يعتبر القديس كبريانس اللاهوتي الغربي الثاني بعد العلامة ترتليان. يقول عنه القديس جيروم في كتابه مشاهير الآباء:" كان معتادًا ألا يدع يومًا يعبر دون القراءة في كتابات ترتليان. وقد اعتاد أن يقول لتلميذه أعطني العلم، قاصدًا بذلك معلمة ترتليان".
سجّل لنا شماسه بونتيوس Pontius سيرته، هذا الذي شاركه ورافقه إلي يوم استشهاده، كتبها بعد استشهاده مباشرة.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Justina-01.jpg


القديس كبريانوس و القديسة يوستينة الشهداء
نشأته:

في قرطاجنة عاصمة شمال أفريقيا:


وُلد ثاسكيوس كايكليانوس (ساسيليوس) كبريانوس Cyprianus (Caecilius) Caecilianus Thascius علي الأرجح ما بين سنة 200 و 210 م. من أسرة شريفة وثنية. كانت قرطاجنة Carthage في حدود دولة تونس في شمال أفريقيا علي خليج تونس، وكان والده من أشرف قضاة المدينة.
تثقف ثقافة عالية حسب مقتضيات عصره ووضعه الاجتماعي. نال قسطًا وافر من العلوم، لاسيما المنطق والفلسفة والفصاحة، وكان قد تزوَّج وأنجب أولادًا.
إذ بلغ سن الشباب صار خطيبًا فصيحًا ومعلمًا للخطابة والفصاحة، وذاع صيته. ويبدو أنه عاش منغمسًا في الرذيلة شأن معظم شباب عصره. اهتدى إلى المسيحية وآمن على يد كاهن شيخ يُدعى كايكليانوس (ساسيليوس) بقرطاجنة، وكان ذلك حوالي سنة 246 م. وانضم إلى صفوف الموعوظين. وله قصته المعروفة مع القديسة يوستينة. إذ لمست النعمة الإلهية قلبه هاله الفساد الذي حل بالبشرية علي مستوي الأفراد والجماعات والحكومات، فاعتنق الإيمان المسيحي.
نال سرّ العماد علي يدي الكاهن ولمحبته فيه دُعي "ساسيليوس كبريانوس" بإضافة اسم الكاهن إلي اسمه. وقد حدث تغيّر جذري في حياته إذ يقول:
"بعد أن تعمَّدت اغتسلت من ماضي خطاياي بفعل ماء معمودية المجدد، وتدفّق نور من السماء في قلبي التائب الذي يبدد الشكوك ويفتح النوافذ وتنجلي الظلمة.
وما كنت أراه من قبل صعبًا صرت أراه سهلًا.
وما كنت أظنه مستحيلًا صار أمرًا واقعًا.
وظهرت لي الحياة الماضية أرضية مولودة من الجسد، والآن ولدت من الماء والروح. هذا عمل الله".
بعد قبول المعمودية أخذ كبريانوس أربع خطوات هامة في حياته:

أولًا: باع أغلب أملاكه ووزعها علي الفقراء والمساكين، مستبقيا القليل منها لسد احتياجاته.
ثانيًا: وهو في سن السادسة والأربعين تقريبًا نذر حياة البتولية برضا زوجته وسلمها مع أولادها للكاهن الشيخ سيسيليانوس وقدم لهم بعضًا من أمواله. أحب البتولية كعلامة لاشتياقه إلى الإلهيات ورغبته في قرب زوال العالم وتمتعه بالحياة الأخرى مع السمائيين. وفيه أيضًا احتجاج عملي علي الفساد الخلقي النجس الذي كان متفشيًا في عصره.
ثالثًا: جحده الدراسات العالمية وتركيزه علي دراسة الكتاب المقدس يوميا، واهتمامه بكتابات العلامة ترتليان. قال القديس عن نفسه أنه بعد عماده ازدري بالفصاحة البشرية واحتقر تنمّق الكلام والعناية بزخرفة الألفاظ، ومع هذا فكتاباته تشهد عن فصاحته. رابعًا: كرس مواهبه لخدمة ملكوت الله، فاستكمل منهجه في علم الاختزال، واستطاع به أن يسجل بكل دقة آراء سبعة وثمانين أسقفًا حضروا المجمع الذي دعا إليه عام 326 م. بخصوص إعادة معمودية الهراطقة.
أسقفيته:


صار كبريانوس مثلًا عجيبًا دُهش له المسيحيون كما الوثنيون. إذ تنيّح الأسقف انتخبه الإكليريكيّون والشعب خليفة له. لم يعبأ الشعب بمعارضة بعض الكهنة مثل نوفاتيوس Navatus لسيامة كبريانوس أسقفًا بحجة حداثة إيمانه.
هرب القديس واختفي في بيته، فهرعت الجماهير تبحث عنه، وحرست الجماهير مخارج المدينة وحاصروه، فخضع لآرائهم وسلم نفسه إليهم وسيم حوالي عام 249 م.
اضطهاد ديسيوس:


لم تمضِ سنة واحدة علي أسقفيته حتى هبت عاصفة شديدة من الاضطهاد أثارها الإمبراطور ديسيوس الذي أصدر مرسومًا إمبراطوريًا سنة 250 م. بالقضاء علي المسيحية. وهو أول اضطهاد شامل عمَّ أنحاء الإمبراطورية الرومانية كلها. فنال كثيرون إكليل الشهادة، وضعف بعض المرتدّين، والبعض هربوا، وآخرون حُسبوا معترفين. أنكر البعض الإيمان وبخّروا للأوثان، ولجأ البعض إلي الحصول علي شهادات مزوّرة تفيد بأنهم قد بخّروا للأوثان ليهربوا من التعذيب والقتل.
كتب القديس كبريانوس أن الله سمح بهذا الاضطهاد الشديد لأجل تراخي المؤمنين في العبادة، لأنهم لما استراحوا في زمن فيلبس قيصر وابنه اللذين تركا المسيحيين في سلام طفق الشعب ينهمك في المكاسب الزمنية، وتراخى رجال الدين والرهبان في دعوتهم المقدسة، وأحبت النساء الثياب الفاخرة ورغد العيش، لذلك رفع الله عليهم عصا أعدائهم لكي ينهبوهم فيتوبون.
كان القديس في صراع بين التقدم إلي ميدان الجهاد للتمتع بإكليل الشهادة، وهذا ما كانت تميل إليه نفسه، وبين الاختفاء قليلًا لأجل منفعة الشعب، وهذا ما تستلزمه ظروف الاضطهاد المرّة حتى يسند شعبه. أخيرًا رأي كبريانوس أن يتواري عن الأبصار ليس خوفا من الموت وإنما "لكي لا تثير جرأته المتناهية غضب الحكام" إذ كان يخشى من انهيار ضعفاء الإيمان.
ويبدو أنه فعل ذلك بإعلان إلهي. كان يرعى شعبه من مخبأه، فكراعٍ صالح يبعث برسالة للشعب لكي يسندهم، كان يحثّهم علي محبة مضطهديهم. كتب رسائل كثيرة أرسلها من مخبأه تشديدًا للمعترفين في السجون والمناجم وإظهارًا لمجد الاستشهاد، وتوصية للخدام والإكليروس بالعناية بالمعترفين والشهداء ماديًا ونفسيًا وروحيًا. كما كان يرسل ليلًا أشخاصًا يهتمون بأجساد الشهداء ويقومون بدفنها، ويهتم باحتياجات عائلاتهم الروحية والنفسية والمادية.
حاول بعض المنشقّين مهاجمة القديس بسبب هروبه، لكن كما يقول تلميذه كان يسير بخطى سريعة نحو الإكليل المُعد له، وأن معلّمه قد حُفظ وقتئذ "بأمر من الرب".
استمر الاضطهاد لمدة خمسة عشر شهرًا، فترة حكم ديسيوس وبعد موته استراحت الكنيسة وعاد القديس إلي كرسيه.
مشكلة الجاحدين:


إذ ارتد البعض عن الإيمان بسبب الضيق الشديد عادوا إلى الكنيسة فظهر اتجاهان الأول هو التساهل معهم واتخذ غيرهم موقفًا متشددًا.
أوصى الشماس فيلكسيسموس Felicissimus قبول الساقطين فورًا. وقبل بعض الكهنة الجاحدين للإيمان أثناء الاضطهاد بدون استشارة الأسقف كبريانوس ودون استخدام قوانين التوبة، وسمحوا لهم بالتناول من الأسرار المقدسة دون أي تأديب.
استغل معارضو سيامة القديس الفرصة وأثاروا هذه المشكلة بكونها تهاونًا في حق قدسية الكنيسة، ونادوا بالانفصال عن رئاسة القديس كبريانوس.
بعد فصح سنة 251 م. إذ عاد السلام إلي الكنيسة ورجع الأسقف إلي كرسيه بدأ يكرّم الشهداء، وجمع حوله المعترفين الذين تألّموا من أجل الإيمان، وجاءت رسائله تحمل مزيجًا من الفرح الشديد بالشهداء والمعترفين وأيضًا الذين هربوا حتى لا يجحدوا الإيمان مع الحزن المرّ علي الجاحدين. طالب الجاحدين أن يقدموا توبة بتواضع، معترفين بخطاياهم إذ داسوا إكليل الشهادة بأقدامهم، وقد ترك باب التوبة مفتوحًا أمام الجميع لكن بغير تهاون. لقد حرص علي تأكيد أمومة الكنيسة التي تلد المؤمنين وتربيهم وتؤدبهم وتقدم لهم الحضن الأبوي.
مجمع قرطاجنة:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Justina-02.jpg


: الشهيدان كبريانوس ويوستينة

في عام 251 م. عقد أساقفة إفريقيا مجمعًا بخصوص هذا الشأن عرف بمجمع قرطاجنة لدراسة موقف الجاحدين الراجعين. عالج هذا المجمع المشكلة من كل جوانبها.
فقد ارتد البعض عن الإيمان علانية، وقدم آخرون رشوة للقضاء الوثنيين وأخذوا منهم شهادة بأنهم قدموا ذبيحة للآلهة. وقد أكد القديس لهم أن مثل هذه الشهادة هو نوع من النفاق فندم كثيرون علي ما فعلوه.
كانت صرامة قوانين التوبة تصد البعض عن الرجوع إلي الكنيسة، فلجأ البعض إلي المعترفين الذين سُجنوا من أجل الإيمان وطلبوا شفاعة الكنيسة لكي تصفح عنهم وتقبلهم في الشركة وتخفف عليهم القوانين، وقد نشأ عن هذا نوع من التراخي.
شدد المجمع علي رجال الدين الذين جحدوا الإيمان إذ قبلوهم بين الشعب مع عدم العودة إلي عملهم الكهنوتي. أما أصحاب الشهادات الوثنية فقبلهم المجمع بعد وضع قوانين يلتزمون بها.
قطع المجمع فيليكسيموس وجماعته، وأوجبوا دخول الساقطين في التوبة، ولم تقبل عودة أحد منهم في الكنيسة إلا إذا كان مشرفًا علي الموت.
أُسر بعض المسيحيين:


دخل البرابرة إقليم نوميديا وأسروا الكثيرين من المسيحيين. بدأ القديس يحرك قلوب المؤمنين علي افتداء اخوتهم الأسري بصدقتهم. وبالفعل جمع مالًا وفيرًا وأنقذ المؤمنين من الأسر.
مشكلة الوباء، القديس كبريانوس ومرض الطاعون:


تفشّى مرض الطاعون في أثيوبيا ومصر حوالي عام 250 م. ثم انتقل إلى قرطاجنة عام 252 م.، وظلّ يهدّد أنحاء الإمبراطورية قرابة عشرين عامًا أخري. وكما يقول تلميذه الخاص بونتيوس أنه كان طوبيا زمانه، يهتم بالمرضي والراقدين دون تمييز بين مؤمن وغير مؤمن. فقد أكد علي شعبه ضرورة خدمة الكل بلا تمييز، وتقديم الصدقات للجميع، وحثهم علي البذل والسخاء من أجل العبور إلي السماء خلال الكنيسة بيت الإيمان.مع خطورة هذا المرض في ذلك الحين أدرك المسيحيون رسالتهم كشهودٍ علي أنهم أولاد الله أن يهتموا بالمنكوبين بلا خوف من انتقال العدوى وتعرضهم للموت. جاء في حياة كبريانوس بقلم شمّاسه [يليق بنا أن نعطي جوابًا عن ميلادنا الجديد، ولا يليق بالمولودين من الله أن يتخاذلوا، بل بالأحرى يبرهنون علي ولادتهم من الآب الصالح بإظهار صلاحه(9).]
معمودية الهراطقة:


لم تعترف كنيسة أفريقيا بمعمودية الهراطقة، شاركتها في ذلك كنيسة نوميدية في ثلاثة مجامع عقدت في قرطاجنة في السنتين 255 و256 م. كتب الأب اسطفانوس أسقف روما خطابًا شديد اللهجة مهددًا إياه بالقطع بسبب ذلك، فلم يعبأ القديس كبريانوس بالخطاب. وقد استشهد الاثنان في عام 258 م.
اضطهاد فاليريان:


في أثناء حكم فالريان، وفي أغسطس سنة 257 م. أثير الاضطهاد مرة ثانية، وأُستدعي كبريانوس، ووقف أمام الوالي الروماني على أفريقيا تنفيذًا لقرار الإمبراطور. لما سأله عما إذا كان يصر على عدم إتباع ديانة روما، أجاب أنه مسيحي وأسقف ولا يعبد إلا الله الواحد خالق السماء والأرض.
لم يجسر أسباسيانوس حاكم قرطاجنة يومئذ أن يقتل القديس كبريانوس نظرًا لجزيل اعتباره من الناس. فأصدر أمره بنفيه والخروج من المدينة.
قضي القديس مدة سنة في المنفي علي بعد نحو 50 ميلًا من قرطاجنة، حيث كتب الكثير عن الاستشهاد. ولما عزل أسباسيانوس عن منصبه وخلفه غاليريوس ماكسميانوس رجع القديس إلي قرطاجنة وهو مشتاق إلي إكليل الشهادة في بلده وسط شعبه وقد حقق الله له أمنيته.
سكن في بستان مع بعض رجال الإكليروس وأصدقائه، وكانت الجماهير تتوافد عليه. أشار عليه قوم من أصدقائه وكان كثير منهم من الوثنيين ذوي المكانة يحثّونه على تفادي الأخطار، وعرضوا عليه أماكن يختفي فيها حتى لا يقبض عليه الحاكم، فلم يقبل.
أرسل الحاكم الجنود والقوا القبض عليه، وكان الجنود يريدون نقله إلي أوتيكا عند الوالي، إلا أن الأسقف أراد أن يعلن عن إيمانه وسط شعبه فتجمهر الشعب حوله. وفي الصباح مضي به الجنود إلي الوالي. وكما يقول فونتيوس أنه كان يجري في سيره نحو المسيح كما يجري المصارعون المجاهدون. وأنه كان يتوق إلي التمتع بمعمودية الدم، كما كان يردد الكلمات التالية: "هناك، فوق فقط يوجد السلام الحقيقي، والراحة الأكيدة الدائمة الثابتة، والأمان الأبدي? هناك بيتنا فمن لا يسرع إليه؟"
أركبوه مركبة وجلسوا المسئولين عن يمينه وعن يساره ليصير حتى في يوم استشهاده في صورة رسمية. أسرعت الجماهير بإعدادٍ لا حصر لها وقد اختلطت مشاعرهم بين الفرح بالأسقف المحب للشهادة والحزن. وكان الكل يودعونه أما هو فوقف في هدوء ورزانة متحليًا بروح الرجاء والإيمان. سمع الأسقف الحكم عليه بالإعدام بالسيف في دار الولاية وهو يردد: "الشكر للَّه، وأشكر الله وأباركه".
تبعته الجموع إلي مكان الاستشهاد خارج المدينة. وهناك خلع ثوب الكهنوت وسلمه لشماسه وألقي كلمة صغيرة يعزّي بها شعبه ثم جثا علي ركبته مصليّا، وإذ رأي السياف مرتعدًا قدّم له خمس قطع ذهبية تشجيعًا له. وتقدم بعض أبنائه من رعيته وفرشوا تحته ثيابهم لتلتقط دماءه، ثم عصب عينيه بيديه ليُسلم نفسه في يديّ مخلصه، وكان ذلك في 14 سبتمبر سنة 258 م.، فنال إكليل الشهادة..
حمل المؤمنون جسده ليلًا بالشموع مع الصلوات في موكب النصرة إلي مقرّه الأخير.
اهتزّت قلوب شعبه وهو يقدم بكل حب حياته من أجل مخلصه. وقد عبر تلميذه بنتيوس عن مشاعره الشخصية فقال:
"يتمزق ذهني في اتجاهات متباينة.
أفرح إذ أرى آلامه، وأحزن من أجل بقائي هنا.
مشاعر مختلطة تمثل ثقلًا علي قلب مرتبك هكذا.
هل أحزن لأنني لا أرافقه؟
ومع هذا فإن نصرته التي نحتفل بها مبهجة، فهل احتفل بها؟
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...14-Century.jpg


صورة: القديس كيبريانوس والشيطان، و القديسة يوستينا - القرن 14

إني حزين لأني لا أرافقه، ومع هذا يلزمني أن اعترف لكم في بساطة عن أمر أنتم تعرفونه. إنني متهلّل جدًا بمجده، ولكنني حزين أكثر إذ تًركت ورائه هنا"(1).
شخصيته:


قدم لنا تلميذه الذي عاش معه في منفاه حتى لحظة استشهاده صورة حيّة عن شخصيته فقال:
"كانت القداسة والنعمة تشعان من وجهه بقوة، فكان يربك أذهان من يتطلعون إليه.
ملامحه جادة ومفرحة، ليست عنيفة بعبوسة ولا عذابه برخاوة...
يدهش الشخص هل كان يستحق أن يُهاب أم يحب؟ فإنه كان مستحقًا أن يهاب ويحب"(2).
كتاباته:


كان كبريانوس رجل رعاية أكثر منه رجل لاهوت، فلم يكتب لأجل البحث في اللاهوت وإنما ليعالج مشاكل رعوية وكنسية عملية وتسد احتياجاتهم حسب الظروف التي عاشت فيها الكنيسة في قرطاجنة. من بين كتاباته:

1. مقال لصديقه دوناتوس Ad Donatum بمناسبة عيد عماده وذلك في فصح 246 م. . يسجل فيه ليس فقط سرّ قبوله الإيمان المسيحي وإنما يحث الآخرين ليتبعوا نفس مسلكه، مبرزًا نعمة الله الفائقة التي ظهرت وسط الليل الحالك من فساد البشرية.
2. مقال في لباس العذارى De habitu virginum فيه يوجهن إلي خدمة الفقراء عوض الاهتمام بالزينة. يوصي العذارى ببساطة الملبس وعدم التبرج ولبس الحلي، مع عدم اشتراكهن في حفلات العرائس الصاخبة وعدم الدخول في الحمامات المختلطة، واستخدام أموالهن في مساعدة الفقراء.
3. مقال في الساقطين أو المرتدين De lapsis كتبه عقب عودته من مخبأه عام 251. فيه يحذّر المعترفين من التشفع في الساقطين في العبادة الوثنية دون ضغوط شديدة، فإن التساهل معهم يحرمهم من ممارسة التوبة.
4. في الموت De martalitale حيث يميز بين موقف المؤمنين وغير المؤمنين من الموت.
5. في الصلاة الربانية De dominica oratione بكونها أفضل الصلوات، حيث يلذ للأب أن يسمع كلمات ابنه، وبها يصير المسيح نفسه شفيعًا لنا أمام العرش ويليق بمن يتلوها أن يكون هادئا متواضعًا أمام الله. وهي تستوجب الوحدة إذ يصلي المؤمن بصيغة الجمع عن الجميع.
6. الأصنام ليس آلهة.
7. في الوحدة الكنسية De ccelesiae unitate بسبب انشقاق نوفاتيان وفليسيسيموس Felicissimus، يوضح فيها أن الانقسام من عمل إبليس، وان الانشقاق أخطر من الاضطهاد. لا توجد ألا كنيسة جامعة واحدة، ومن لا يعتبر الكنيسة أمه لا يقدر أن يدعو الله أبا له. المعلمون الكذبة والهراطقة أشر من جاحدي الإيمان.
8. مجموعة رسائل متنوعة. من بينها رسالة عنوانها "الرد على ديمتريانوس" يؤكد فيها أن المسيحيين ليسوا مسئولين عما حلّ بالعالم من ويلات الحروب والأوبئة، فالعالم شاخ وانحطّ فقلّ خصبه ونتاجه، والذنب في ذلك ليس ذنب المسيحيين بل هو ذنب الوثنيين الذين أخطأوا وارتكبوا الموبقات واضطهدوا المسيحيين، فأثاروا بذلك غضب الله واستحقوا القصاص.
9. كتب مقالة عنوانها "حثّ على الاستشهاد" موجّهة إلى فورتوناتوس Fortunatus من ثلاثة عشر فصلًا يقول فيها:
"نحن الذين بسلطان من الرب مَنَحنا المؤمنين العماد الأول، علينا أن نعد كلًا منهم للعماد الثاني، بحثّهم وتعليمهم أن هذا العماد أعظم في النعمة وأسمى في القوة وأرفع في الشرف.
بمعمودية الماء ننال مغفرة الخطايا، وبمعمودية الدم نظفر بإكليل الفضائل.
في سفر الخروج لما خاف الشعب واشتهى الرجوع، قال لهم موسى لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون. والرب في إنجيله يحذّرنا من أن نعود ثانية للشيطان وللعالم الذي رفضناه.
إننا على أبواب حرب أقسى وأشد، وعلى جنود المسيح أن يعدّوا ذواتهم لها بإيمان حيّ وشجاعة قوية، واضعين في اعتبارهم أنهم يشربون يوميًا كأس دم المسيح، حتى بذلك يمكنهم أن يسفكوا دماءهم لأجله".
10. عن الأعمال والصدقات.
11. فائدة الصبر.
12. الغيرة والحسد. 13. إلى كويرينوس.
من كتاباته:


إن عيني الخنزير اللّتين تنظران دائمًا إلي أسفل لا تستطيعان رؤية عجائب السماء. وهكذا أيضًا النفس التي يدفعها الجسد إلي أسفل لا تستطيع أن ترفع بصرها لتري الجمال العلوي.
إنها تتجه إلي الأشياء الوضيعة الحيوانية. إن النفس التي تريد أن تكرّس نظرها إلي المباهج السماوية تضع ما هو أرضي وراء ظهرها ولا تشترك فيما يورطها بالحياة الدنيوية.
إنها تحيل كل قوي الحب فيها من الأمور المادية إلي التأملات العقلية في الجمال اللامادي.
إن بتولية الجسد تفيد مثل هذه النفس. تهدف البتولية إلي أن تخلق في النفس نسيانًا كاملًا للشهوات الطبيعية، وتمنع عملية النزول باستمرار لتلبية الرغبات الجسمية. ومتى تحرّرت النفس مرة من مثل هذه الأمور لا تخاطر بالمباهج السماوية غير الدنسة لتكون جاهلة غير ملتفتة إليها، وتمتنع عن العادات التي تورط الإنسان فيما يبدو إلي حد ما أن ناموس الطبيعة يسلم به...
إن نقاء القلب الذي يسود الحياة هو وحده الذي يأسر النفس.
تمسك سمعان الرجل البار بمواعيد الله بإيمان كامل. حينما وُعد من السماء انه لا يرى الموت قبل أن يعاين المسيح، فإنه ما أن جاء المسيح إلى الهيكل مع أمه وعرفه بالروح حتى أدرك أنه يموت في تلك اللحظة. وفي وسط غمرة سعادته باقتراب الموت، وتأكده من استدعائه، حمل الطفل على ذراعيه وبارك الرب قائلًا "الآن أطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو 29:2)... شاهدًا بان خدام الله عندما يسحبون من وسط زوابع هذا العالم يدركهم السلام والهدوء والطمأنينة.
إننا بالموت نبلغ ميناء وطننا (السماوي)، الراحة الأبدية، وبه ننال الخلود.
هذا هو سلامنا وهدوءنا النابع عن الإيمان، وراحتنا الثابتة الأبدية.
* يُكتَب خطأ: كيبريانوس، كبريان، قبريانوس، قيبريانوس، كيريانوس، فرطاجنة.


Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:22 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا كبريانوس أسقف قرطاجنة

(أنبا كيبريانوس الإفريقي)



يعتبر القديس كبريانس اللاهوتي الغربي الثاني بعد العلامة ترتليان. يقول عنه القديس جيروم في كتابه مشاهير الآباء:" كان معتادًا ألا يدع يومًا يعبر دون القراءة في كتابات ترتليان. وقد اعتاد أن يقول لتلميذه أعطني العلم، قاصدًا بذلك معلمة ترتليان".
سجّل لنا شماسه بونتيوس Pontius سيرته، هذا الذي شاركه ورافقه إلي يوم استشهاده، كتبها بعد استشهاده مباشرة.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Justina-01.jpg


القديس كبريانوس و القديسة يوستينة الشهداء
نشأته:

في قرطاجنة عاصمة شمال أفريقيا:


وُلد ثاسكيوس كايكليانوس (ساسيليوس) كبريانوس Cyprianus (Caecilius) Caecilianus Thascius علي الأرجح ما بين سنة 200 و 210 م. من أسرة شريفة وثنية. كانت قرطاجنة Carthage في حدود دولة تونس في شمال أفريقيا علي خليج تونس، وكان والده من أشرف قضاة المدينة.
تثقف ثقافة عالية حسب مقتضيات عصره ووضعه الاجتماعي. نال قسطًا وافر من العلوم، لاسيما المنطق والفلسفة والفصاحة، وكان قد تزوَّج وأنجب أولادًا.
إذ بلغ سن الشباب صار خطيبًا فصيحًا ومعلمًا للخطابة والفصاحة، وذاع صيته. ويبدو أنه عاش منغمسًا في الرذيلة شأن معظم شباب عصره. اهتدى إلى المسيحية وآمن على يد كاهن شيخ يُدعى كايكليانوس (ساسيليوس) بقرطاجنة، وكان ذلك حوالي سنة 246 م. وانضم إلى صفوف الموعوظين. وله قصته المعروفة مع القديسة يوستينة. إذ لمست النعمة الإلهية قلبه هاله الفساد الذي حل بالبشرية علي مستوي الأفراد والجماعات والحكومات، فاعتنق الإيمان المسيحي.
نال سرّ العماد علي يدي الكاهن ولمحبته فيه دُعي "ساسيليوس كبريانوس" بإضافة اسم الكاهن إلي اسمه. وقد حدث تغيّر جذري في حياته إذ يقول:
"بعد أن تعمَّدت اغتسلت من ماضي خطاياي بفعل ماء معمودية المجدد، وتدفّق نور من السماء في قلبي التائب الذي يبدد الشكوك ويفتح النوافذ وتنجلي الظلمة.
وما كنت أراه من قبل صعبًا صرت أراه سهلًا.
وما كنت أظنه مستحيلًا صار أمرًا واقعًا.
وظهرت لي الحياة الماضية أرضية مولودة من الجسد، والآن ولدت من الماء والروح. هذا عمل الله".
بعد قبول المعمودية أخذ كبريانوس أربع خطوات هامة في حياته:

أولًا: باع أغلب أملاكه ووزعها علي الفقراء والمساكين، مستبقيا القليل منها لسد احتياجاته.
ثانيًا: وهو في سن السادسة والأربعين تقريبًا نذر حياة البتولية برضا زوجته وسلمها مع أولادها للكاهن الشيخ سيسيليانوس وقدم لهم بعضًا من أمواله. أحب البتولية كعلامة لاشتياقه إلى الإلهيات ورغبته في قرب زوال العالم وتمتعه بالحياة الأخرى مع السمائيين. وفيه أيضًا احتجاج عملي علي الفساد الخلقي النجس الذي كان متفشيًا في عصره.
ثالثًا: جحده الدراسات العالمية وتركيزه علي دراسة الكتاب المقدس يوميا، واهتمامه بكتابات العلامة ترتليان. قال القديس عن نفسه أنه بعد عماده ازدري بالفصاحة البشرية واحتقر تنمّق الكلام والعناية بزخرفة الألفاظ، ومع هذا فكتاباته تشهد عن فصاحته. رابعًا: كرس مواهبه لخدمة ملكوت الله، فاستكمل منهجه في علم الاختزال، واستطاع به أن يسجل بكل دقة آراء سبعة وثمانين أسقفًا حضروا المجمع الذي دعا إليه عام 326 م. بخصوص إعادة معمودية الهراطقة.
أسقفيته:


صار كبريانوس مثلًا عجيبًا دُهش له المسيحيون كما الوثنيون. إذ تنيّح الأسقف انتخبه الإكليريكيّون والشعب خليفة له. لم يعبأ الشعب بمعارضة بعض الكهنة مثل نوفاتيوس Navatus لسيامة كبريانوس أسقفًا بحجة حداثة إيمانه.
هرب القديس واختفي في بيته، فهرعت الجماهير تبحث عنه، وحرست الجماهير مخارج المدينة وحاصروه، فخضع لآرائهم وسلم نفسه إليهم وسيم حوالي عام 249 م.
اضطهاد ديسيوس:


لم تمضِ سنة واحدة علي أسقفيته حتى هبت عاصفة شديدة من الاضطهاد أثارها الإمبراطور ديسيوس الذي أصدر مرسومًا إمبراطوريًا سنة 250 م. بالقضاء علي المسيحية. وهو أول اضطهاد شامل عمَّ أنحاء الإمبراطورية الرومانية كلها. فنال كثيرون إكليل الشهادة، وضعف بعض المرتدّين، والبعض هربوا، وآخرون حُسبوا معترفين. أنكر البعض الإيمان وبخّروا للأوثان، ولجأ البعض إلي الحصول علي شهادات مزوّرة تفيد بأنهم قد بخّروا للأوثان ليهربوا من التعذيب والقتل.
كتب القديس كبريانوس أن الله سمح بهذا الاضطهاد الشديد لأجل تراخي المؤمنين في العبادة، لأنهم لما استراحوا في زمن فيلبس قيصر وابنه اللذين تركا المسيحيين في سلام طفق الشعب ينهمك في المكاسب الزمنية، وتراخى رجال الدين والرهبان في دعوتهم المقدسة، وأحبت النساء الثياب الفاخرة ورغد العيش، لذلك رفع الله عليهم عصا أعدائهم لكي ينهبوهم فيتوبون.
كان القديس في صراع بين التقدم إلي ميدان الجهاد للتمتع بإكليل الشهادة، وهذا ما كانت تميل إليه نفسه، وبين الاختفاء قليلًا لأجل منفعة الشعب، وهذا ما تستلزمه ظروف الاضطهاد المرّة حتى يسند شعبه. أخيرًا رأي كبريانوس أن يتواري عن الأبصار ليس خوفا من الموت وإنما "لكي لا تثير جرأته المتناهية غضب الحكام" إذ كان يخشى من انهيار ضعفاء الإيمان.
ويبدو أنه فعل ذلك بإعلان إلهي. كان يرعى شعبه من مخبأه، فكراعٍ صالح يبعث برسالة للشعب لكي يسندهم، كان يحثّهم علي محبة مضطهديهم. كتب رسائل كثيرة أرسلها من مخبأه تشديدًا للمعترفين في السجون والمناجم وإظهارًا لمجد الاستشهاد، وتوصية للخدام والإكليروس بالعناية بالمعترفين والشهداء ماديًا ونفسيًا وروحيًا. كما كان يرسل ليلًا أشخاصًا يهتمون بأجساد الشهداء ويقومون بدفنها، ويهتم باحتياجات عائلاتهم الروحية والنفسية والمادية.
حاول بعض المنشقّين مهاجمة القديس بسبب هروبه، لكن كما يقول تلميذه كان يسير بخطى سريعة نحو الإكليل المُعد له، وأن معلّمه قد حُفظ وقتئذ "بأمر من الرب".
استمر الاضطهاد لمدة خمسة عشر شهرًا، فترة حكم ديسيوس وبعد موته استراحت الكنيسة وعاد القديس إلي كرسيه.
مشكلة الجاحدين:


إذ ارتد البعض عن الإيمان بسبب الضيق الشديد عادوا إلى الكنيسة فظهر اتجاهان الأول هو التساهل معهم واتخذ غيرهم موقفًا متشددًا.
أوصى الشماس فيلكسيسموس Felicissimus قبول الساقطين فورًا. وقبل بعض الكهنة الجاحدين للإيمان أثناء الاضطهاد بدون استشارة الأسقف كبريانوس ودون استخدام قوانين التوبة، وسمحوا لهم بالتناول من الأسرار المقدسة دون أي تأديب.
استغل معارضو سيامة القديس الفرصة وأثاروا هذه المشكلة بكونها تهاونًا في حق قدسية الكنيسة، ونادوا بالانفصال عن رئاسة القديس كبريانوس.
بعد فصح سنة 251 م. إذ عاد السلام إلي الكنيسة ورجع الأسقف إلي كرسيه بدأ يكرّم الشهداء، وجمع حوله المعترفين الذين تألّموا من أجل الإيمان، وجاءت رسائله تحمل مزيجًا من الفرح الشديد بالشهداء والمعترفين وأيضًا الذين هربوا حتى لا يجحدوا الإيمان مع الحزن المرّ علي الجاحدين. طالب الجاحدين أن يقدموا توبة بتواضع، معترفين بخطاياهم إذ داسوا إكليل الشهادة بأقدامهم، وقد ترك باب التوبة مفتوحًا أمام الجميع لكن بغير تهاون. لقد حرص علي تأكيد أمومة الكنيسة التي تلد المؤمنين وتربيهم وتؤدبهم وتقدم لهم الحضن الأبوي.
مجمع قرطاجنة:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Justina-02.jpg


: الشهيدان كبريانوس ويوستينة

في عام 251 م. عقد أساقفة إفريقيا مجمعًا بخصوص هذا الشأن عرف بمجمع قرطاجنة لدراسة موقف الجاحدين الراجعين. عالج هذا المجمع المشكلة من كل جوانبها.
فقد ارتد البعض عن الإيمان علانية، وقدم آخرون رشوة للقضاء الوثنيين وأخذوا منهم شهادة بأنهم قدموا ذبيحة للآلهة. وقد أكد القديس لهم أن مثل هذه الشهادة هو نوع من النفاق فندم كثيرون علي ما فعلوه.
كانت صرامة قوانين التوبة تصد البعض عن الرجوع إلي الكنيسة، فلجأ البعض إلي المعترفين الذين سُجنوا من أجل الإيمان وطلبوا شفاعة الكنيسة لكي تصفح عنهم وتقبلهم في الشركة وتخفف عليهم القوانين، وقد نشأ عن هذا نوع من التراخي.
شدد المجمع علي رجال الدين الذين جحدوا الإيمان إذ قبلوهم بين الشعب مع عدم العودة إلي عملهم الكهنوتي. أما أصحاب الشهادات الوثنية فقبلهم المجمع بعد وضع قوانين يلتزمون بها.
قطع المجمع فيليكسيموس وجماعته، وأوجبوا دخول الساقطين في التوبة، ولم تقبل عودة أحد منهم في الكنيسة إلا إذا كان مشرفًا علي الموت.
أُسر بعض المسيحيين:


دخل البرابرة إقليم نوميديا وأسروا الكثيرين من المسيحيين. بدأ القديس يحرك قلوب المؤمنين علي افتداء اخوتهم الأسري بصدقتهم. وبالفعل جمع مالًا وفيرًا وأنقذ المؤمنين من الأسر.
مشكلة الوباء، القديس كبريانوس ومرض الطاعون:


تفشّى مرض الطاعون في أثيوبيا ومصر حوالي عام 250 م. ثم انتقل إلى قرطاجنة عام 252 م.، وظلّ يهدّد أنحاء الإمبراطورية قرابة عشرين عامًا أخري. وكما يقول تلميذه الخاص بونتيوس أنه كان طوبيا زمانه، يهتم بالمرضي والراقدين دون تمييز بين مؤمن وغير مؤمن. فقد أكد علي شعبه ضرورة خدمة الكل بلا تمييز، وتقديم الصدقات للجميع، وحثهم علي البذل والسخاء من أجل العبور إلي السماء خلال الكنيسة بيت الإيمان.مع خطورة هذا المرض في ذلك الحين أدرك المسيحيون رسالتهم كشهودٍ علي أنهم أولاد الله أن يهتموا بالمنكوبين بلا خوف من انتقال العدوى وتعرضهم للموت. جاء في حياة كبريانوس بقلم شمّاسه [يليق بنا أن نعطي جوابًا عن ميلادنا الجديد، ولا يليق بالمولودين من الله أن يتخاذلوا، بل بالأحرى يبرهنون علي ولادتهم من الآب الصالح بإظهار صلاحه(9).]
معمودية الهراطقة:


لم تعترف كنيسة أفريقيا بمعمودية الهراطقة، شاركتها في ذلك كنيسة نوميدية في ثلاثة مجامع عقدت في قرطاجنة في السنتين 255 و256 م. كتب الأب اسطفانوس أسقف روما خطابًا شديد اللهجة مهددًا إياه بالقطع بسبب ذلك، فلم يعبأ القديس كبريانوس بالخطاب. وقد استشهد الاثنان في عام 258 م.
اضطهاد فاليريان:


في أثناء حكم فالريان، وفي أغسطس سنة 257 م. أثير الاضطهاد مرة ثانية، وأُستدعي كبريانوس، ووقف أمام الوالي الروماني على أفريقيا تنفيذًا لقرار الإمبراطور. لما سأله عما إذا كان يصر على عدم إتباع ديانة روما، أجاب أنه مسيحي وأسقف ولا يعبد إلا الله الواحد خالق السماء والأرض.
لم يجسر أسباسيانوس حاكم قرطاجنة يومئذ أن يقتل القديس كبريانوس نظرًا لجزيل اعتباره من الناس. فأصدر أمره بنفيه والخروج من المدينة.
قضي القديس مدة سنة في المنفي علي بعد نحو 50 ميلًا من قرطاجنة، حيث كتب الكثير عن الاستشهاد. ولما عزل أسباسيانوس عن منصبه وخلفه غاليريوس ماكسميانوس رجع القديس إلي قرطاجنة وهو مشتاق إلي إكليل الشهادة في بلده وسط شعبه وقد حقق الله له أمنيته.
سكن في بستان مع بعض رجال الإكليروس وأصدقائه، وكانت الجماهير تتوافد عليه. أشار عليه قوم من أصدقائه وكان كثير منهم من الوثنيين ذوي المكانة يحثّونه على تفادي الأخطار، وعرضوا عليه أماكن يختفي فيها حتى لا يقبض عليه الحاكم، فلم يقبل.
أرسل الحاكم الجنود والقوا القبض عليه، وكان الجنود يريدون نقله إلي أوتيكا عند الوالي، إلا أن الأسقف أراد أن يعلن عن إيمانه وسط شعبه فتجمهر الشعب حوله. وفي الصباح مضي به الجنود إلي الوالي. وكما يقول فونتيوس أنه كان يجري في سيره نحو المسيح كما يجري المصارعون المجاهدون. وأنه كان يتوق إلي التمتع بمعمودية الدم، كما كان يردد الكلمات التالية: "هناك، فوق فقط يوجد السلام الحقيقي، والراحة الأكيدة الدائمة الثابتة، والأمان الأبدي? هناك بيتنا فمن لا يسرع إليه؟"
أركبوه مركبة وجلسوا المسئولين عن يمينه وعن يساره ليصير حتى في يوم استشهاده في صورة رسمية. أسرعت الجماهير بإعدادٍ لا حصر لها وقد اختلطت مشاعرهم بين الفرح بالأسقف المحب للشهادة والحزن. وكان الكل يودعونه أما هو فوقف في هدوء ورزانة متحليًا بروح الرجاء والإيمان. سمع الأسقف الحكم عليه بالإعدام بالسيف في دار الولاية وهو يردد: "الشكر للَّه، وأشكر الله وأباركه".
تبعته الجموع إلي مكان الاستشهاد خارج المدينة. وهناك خلع ثوب الكهنوت وسلمه لشماسه وألقي كلمة صغيرة يعزّي بها شعبه ثم جثا علي ركبته مصليّا، وإذ رأي السياف مرتعدًا قدّم له خمس قطع ذهبية تشجيعًا له. وتقدم بعض أبنائه من رعيته وفرشوا تحته ثيابهم لتلتقط دماءه، ثم عصب عينيه بيديه ليُسلم نفسه في يديّ مخلصه، وكان ذلك في 14 سبتمبر سنة 258 م.، فنال إكليل الشهادة..
حمل المؤمنون جسده ليلًا بالشموع مع الصلوات في موكب النصرة إلي مقرّه الأخير.
اهتزّت قلوب شعبه وهو يقدم بكل حب حياته من أجل مخلصه. وقد عبر تلميذه بنتيوس عن مشاعره الشخصية فقال:
"يتمزق ذهني في اتجاهات متباينة.
أفرح إذ أرى آلامه، وأحزن من أجل بقائي هنا.
مشاعر مختلطة تمثل ثقلًا علي قلب مرتبك هكذا.
هل أحزن لأنني لا أرافقه؟
ومع هذا فإن نصرته التي نحتفل بها مبهجة، فهل احتفل بها؟
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...14-Century.jpg


صورة: القديس كيبريانوس والشيطان، و القديسة يوستينا - القرن 14

إني حزين لأني لا أرافقه، ومع هذا يلزمني أن اعترف لكم في بساطة عن أمر أنتم تعرفونه. إنني متهلّل جدًا بمجده، ولكنني حزين أكثر إذ تًركت ورائه هنا"(1).
شخصيته:


قدم لنا تلميذه الذي عاش معه في منفاه حتى لحظة استشهاده صورة حيّة عن شخصيته فقال:
"كانت القداسة والنعمة تشعان من وجهه بقوة، فكان يربك أذهان من يتطلعون إليه.
ملامحه جادة ومفرحة، ليست عنيفة بعبوسة ولا عذابه برخاوة...
يدهش الشخص هل كان يستحق أن يُهاب أم يحب؟ فإنه كان مستحقًا أن يهاب ويحب"(2).
كتاباته:


كان كبريانوس رجل رعاية أكثر منه رجل لاهوت، فلم يكتب لأجل البحث في اللاهوت وإنما ليعالج مشاكل رعوية وكنسية عملية وتسد احتياجاتهم حسب الظروف التي عاشت فيها الكنيسة في قرطاجنة. من بين كتاباته:

1. مقال لصديقه دوناتوس Ad Donatum بمناسبة عيد عماده وذلك في فصح 246 م. . يسجل فيه ليس فقط سرّ قبوله الإيمان المسيحي وإنما يحث الآخرين ليتبعوا نفس مسلكه، مبرزًا نعمة الله الفائقة التي ظهرت وسط الليل الحالك من فساد البشرية.
2. مقال في لباس العذارى De habitu virginum فيه يوجهن إلي خدمة الفقراء عوض الاهتمام بالزينة. يوصي العذارى ببساطة الملبس وعدم التبرج ولبس الحلي، مع عدم اشتراكهن في حفلات العرائس الصاخبة وعدم الدخول في الحمامات المختلطة، واستخدام أموالهن في مساعدة الفقراء.
3. مقال في الساقطين أو المرتدين De lapsis كتبه عقب عودته من مخبأه عام 251. فيه يحذّر المعترفين من التشفع في الساقطين في العبادة الوثنية دون ضغوط شديدة، فإن التساهل معهم يحرمهم من ممارسة التوبة.
4. في الموت De martalitale حيث يميز بين موقف المؤمنين وغير المؤمنين من الموت.
5. في الصلاة الربانية De dominica oratione بكونها أفضل الصلوات، حيث يلذ للأب أن يسمع كلمات ابنه، وبها يصير المسيح نفسه شفيعًا لنا أمام العرش ويليق بمن يتلوها أن يكون هادئا متواضعًا أمام الله. وهي تستوجب الوحدة إذ يصلي المؤمن بصيغة الجمع عن الجميع.
6. الأصنام ليس آلهة.
7. في الوحدة الكنسية De ccelesiae unitate بسبب انشقاق نوفاتيان وفليسيسيموس Felicissimus، يوضح فيها أن الانقسام من عمل إبليس، وان الانشقاق أخطر من الاضطهاد. لا توجد ألا كنيسة جامعة واحدة، ومن لا يعتبر الكنيسة أمه لا يقدر أن يدعو الله أبا له. المعلمون الكذبة والهراطقة أشر من جاحدي الإيمان.
8. مجموعة رسائل متنوعة. من بينها رسالة عنوانها "الرد على ديمتريانوس" يؤكد فيها أن المسيحيين ليسوا مسئولين عما حلّ بالعالم من ويلات الحروب والأوبئة، فالعالم شاخ وانحطّ فقلّ خصبه ونتاجه، والذنب في ذلك ليس ذنب المسيحيين بل هو ذنب الوثنيين الذين أخطأوا وارتكبوا الموبقات واضطهدوا المسيحيين، فأثاروا بذلك غضب الله واستحقوا القصاص.
9. كتب مقالة عنوانها "حثّ على الاستشهاد" موجّهة إلى فورتوناتوس Fortunatus من ثلاثة عشر فصلًا يقول فيها:
"نحن الذين بسلطان من الرب مَنَحنا المؤمنين العماد الأول، علينا أن نعد كلًا منهم للعماد الثاني، بحثّهم وتعليمهم أن هذا العماد أعظم في النعمة وأسمى في القوة وأرفع في الشرف.
بمعمودية الماء ننال مغفرة الخطايا، وبمعمودية الدم نظفر بإكليل الفضائل.
في سفر الخروج لما خاف الشعب واشتهى الرجوع، قال لهم موسى لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون. والرب في إنجيله يحذّرنا من أن نعود ثانية للشيطان وللعالم الذي رفضناه.
إننا على أبواب حرب أقسى وأشد، وعلى جنود المسيح أن يعدّوا ذواتهم لها بإيمان حيّ وشجاعة قوية، واضعين في اعتبارهم أنهم يشربون يوميًا كأس دم المسيح، حتى بذلك يمكنهم أن يسفكوا دماءهم لأجله".
10. عن الأعمال والصدقات.
11. فائدة الصبر.
12. الغيرة والحسد. 13. إلى كويرينوس.
من كتاباته:


إن عيني الخنزير اللّتين تنظران دائمًا إلي أسفل لا تستطيعان رؤية عجائب السماء. وهكذا أيضًا النفس التي يدفعها الجسد إلي أسفل لا تستطيع أن ترفع بصرها لتري الجمال العلوي.
إنها تتجه إلي الأشياء الوضيعة الحيوانية. إن النفس التي تريد أن تكرّس نظرها إلي المباهج السماوية تضع ما هو أرضي وراء ظهرها ولا تشترك فيما يورطها بالحياة الدنيوية.
إنها تحيل كل قوي الحب فيها من الأمور المادية إلي التأملات العقلية في الجمال اللامادي.
إن بتولية الجسد تفيد مثل هذه النفس. تهدف البتولية إلي أن تخلق في النفس نسيانًا كاملًا للشهوات الطبيعية، وتمنع عملية النزول باستمرار لتلبية الرغبات الجسمية. ومتى تحرّرت النفس مرة من مثل هذه الأمور لا تخاطر بالمباهج السماوية غير الدنسة لتكون جاهلة غير ملتفتة إليها، وتمتنع عن العادات التي تورط الإنسان فيما يبدو إلي حد ما أن ناموس الطبيعة يسلم به...
إن نقاء القلب الذي يسود الحياة هو وحده الذي يأسر النفس.
تمسك سمعان الرجل البار بمواعيد الله بإيمان كامل. حينما وُعد من السماء انه لا يرى الموت قبل أن يعاين المسيح، فإنه ما أن جاء المسيح إلى الهيكل مع أمه وعرفه بالروح حتى أدرك أنه يموت في تلك اللحظة. وفي وسط غمرة سعادته باقتراب الموت، وتأكده من استدعائه، حمل الطفل على ذراعيه وبارك الرب قائلًا "الآن أطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو 29:2)... شاهدًا بان خدام الله عندما يسحبون من وسط زوابع هذا العالم يدركهم السلام والهدوء والطمأنينة.
إننا بالموت نبلغ ميناء وطننا (السماوي)، الراحة الأبدية، وبه ننال الخلود.
هذا هو سلامنا وهدوءنا النابع عن الإيمان، وراحتنا الثابتة الأبدية.
* يُكتَب خطأ: كيبريانوس، كبريان، قبريانوس، قيبريانوس، كيريانوس، فرطاجنة.


Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:23 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كبريانوس و فيلكس ورفقاؤهما الشهداء




SS. Felix and Cyprian

أسقفان من أفريقيا استشهدا في سنة 84 م. في الاضطهاد الذي أثاره الملك الأريوسي هونِريك.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:24 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الملكة كتيفان ملكة جورجيا

اعتقالها:


في القرن السابع عشر الميلادي كانت كتيفان ملكة جورجيا قد بلغت الخامسة والثلاثين من عمرها. هجم "الشاه عبّاس العظيم" - وهو ملك من بلاد فارس - على جورجيا، وقد اتسم بالشراسة والطغيان والتعطش إلى سفك الدماء.
سقطت الملكة أسيرة بين يديه فاعتقلها وعرض عليها أن تنكر مسيحها، مقدمًا إغراءات كثيرة فرفضت.
سجنها في جناح خاص بقلعة مُحكمة لمدة عشرة أعوام كاملة بعيدة عن بلادها، وكان معها في القلعة كاهن تقي يُدعى هرقل وفتاة من الأشراف تُدعى تامار.
فرحها بالاستشهاد:


سمع أحد الشبان أن الشاه عباس قادم إلى الملكة يعرض عليها ترك الإيمان أو التعذيب حتى الموت. دفع الشاب مبلغًا من المال لدى أحد الحراس لكي يلتقي بالكاهن هرقل ويخبره بما سمعه. حزن الكاهن لكنه امتلأ رجاءً في الرب الذي يعين وقت التجربة. نقل الكاهن الخبر للملكة التي فرحت جدًا كمن ينال إكليلًا، ومتهللة لأنها تشارك مسيحها آلامه.
لقاء مع الجماهير:


أمام القلعة تجمهر شعب كثير ليرى الملكة وقد أُعد لها أتون نار عظيم. انفتح باب القلعة وخرج موكب الملكة يتقدمه عدد كبير من الحرس المدجّج بالأسلحة، ومعها الكاهن التقي وخلفهما جند كثيرون للحراسة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
تطلّعت الجماهير إلى الملكة وقد ارتدت فستانًا أبيض وهي مقيدة بسلاسل الحبس. تقدمت بخطوات ثابتة بلا اضطراب. ساد الساحة صمت رهيب.
أمرها الوالي جنجر خان أن تنكر مسيحها كأمر موكله الشاه عبّاس وإلا تنال عذابات حتى الموت. أما هي فأعلنت إيمانها بالسيد المسيح، مجاهرة مستخفة بكل أنواع العذابات.
صدر الأمر بنزع ثوبها، وفي صوت خافت طوّبها الكاهن هرقل قائلًا لها: أنها تشارك مسيحه عُريه.
كانت الملكة كتيفان تصلي بحرارة طالبة عونًا من السماء، وشاركها في ذلك الكاهن والمؤمنون الحاضرون.
سحب الجنود مسامير محماة بالنار ووضعت بجوار بعضها، ثم ألقى الجنود الملكة على المسامير، ولم يصدر منها إلا تأوّهات خافتة. تكرر هذا العمل الوحشي عدة مرات، ثم وضعوا تاجًا محمى بالنار على جبهتها ففاضت روحها بين يدي مخلصها.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:25 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا كردونوس البطريرك الرابع


اجتمع الأساقفة والكهنة والشعب وتشاوروا حول من يجلس خلفًا للبابا ميليوس، فاتفق رأيهم بتأييد روح الله القدوس على انتخاب رجل فاضل اسمه كردونوس قيل أنه ممن عمدهم الرسول مرقس الرسول، فرُسِم بطريركًا في 7 توت سنة 98 م. في عهد تراجان قيصر.
كان هذا الأب عفيفًا متصفًا بكل الصفات الصالحة فرعى كنيسته باجتهاد وأمانة فكان أشهر رجال الدين في عصره وأتقاهم وأكثرهم علمًا. قُبِض عليه واستشهد في الاضطهاد الذي أثاره تراجان قيصر في 21 بؤونة سنة 108 م.، وكانت خدمته للكنيسة مدة 10 سنين و9 شهور و10 أيام، وقد خلا الكرسي بعده ثلاث سنوات أو تزيد نظرًا لشدة الاضطهاد وعدم تمكن الشعب المسيحي من انتخاب خليفة له.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:26 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس كرنيليوس القائد

(قائد المائة)


اللغة الإنجليزية: Cornelius the Centurion - اللغة اليونانية: Κορνήλιος.

قبوله الإيمان:


https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...isani-1709.jpg


لوحة القديس الشهيد بطرس الرسول يعمد كرنيسليوس قائد المئة، عماد كارنيليوس، لوحة زيتية على قماش، الفنان فرانشيسكو تريفيساني، 1709

كان رئيسًا على مائة جندي بقيصرية Caesarea فلسطين وكان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ ورأى الآيات التي كانت تُعمل على أيديهم مما تعجز عن عملها قوى البشر والآلهة الوثنية ذُهل عقله وتحيّر ودخله الشك في آلهته.
ترك عبادة الكواكب، وبدأ يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة والرحمة، وكان يقول في صلاته: "أيها الرب الإله إني قد تحيّرت في معرفتك فأرشدني وأهديني إليك". فتحنن الله عليه وقَبِل صلاته وصدقته وأرسل له ملاكًا يبشر له بقبولهما وصعودهما إليه، ويأمره أن يرسل إلى مدينة يافا فيدعو بطرس الرسول الذي كان نازلًا عند سمعان الدبّاغ فيعلمه ماذا ينبغي أن يفعل. فأرسل واستحضره ولما دخل بطرس استقبله كيرنليوس وسجد واقعًا على قدميه، فأقامه بطرس قائلًا: "قم أنا أيضًا إنسان". ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال لهم: "أنتم تعلمون أن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين، إلا أن الله قد أراني أن لا أقول على إنسان ما أنه دنس أو نجس. فلذلك جئت إذ استدعيتموني فماذا تريدون؟"
قال كرنيليوس: "منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائمًا وفى التاسعة كنت أصلى في بيتي، وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال: يا كرنيليوس سُمِعت صلاتك وذُكِرت صدقاتك أمام الله.فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس إنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر، فهو متى جاء يكلمك. فأرسلت إليك حالًا وأنت فعلت حسنًا إذ جئت. والآن نحن جميعًا حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله".
فتح بطرس فاه وقال: "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البرّ مقبول عنده". ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل، وأعلمه سرّ تجسده وصلبه وقيامته وصعوده وعمل الآيات باسمه. فآمن كرنيليوس وأهل بيته وكل غلمانه وأكثر الذين معه وتعمّدوا باسم الآب والابن والروح القدس فحلّت عليهم نعمة الروح القدس في الحال (أع10).
أسقف مدينة قيصرية:


بعد ذلك ترك كرنيليوس الجندية وتبع الرسل، ثم رسمه القديس بطرس أسقفّا علي مدينة قيصرية من أعمال فلسطين، فمضي إليها وبشّر فيها بالمسيح، مبينًا لهم ضلالة الأصنام، فاستنارت عقولهم بمعرفة الله وآمنوا به. ثم ثبّتهم بما صنعه أمامهم من الآيات والمعجزات وعمّدهم جميعًا، وكان بينهم ديمتريوس الوالي، ثم تنيّح بسلام ونال إكليل المبشرين.
العيد 23 هاتور.
* يُكتَب في بعض المخطوطات القديمة: قرنيليوس.


* يُكتَب خطأ: كيرنيليوس، كرنليوس، كرنيلوس، كيرنيلوس، كيرنليوس، كارنيليوس، كارنيلوس، كارنليوس، كورنيليوس.



Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:28 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس كرونيوس


St. Chronius
جاء في كتاب "مشاهير الآباء" للقديس جيروم:


[كان هذا القديس متقدمًا في العمر. وكان أحد الآباء الأوائل الذين عاصروا القديس أنطونيوس، وقد بلغ عمره مائة وعشرة أعوام. وقد عزّانا جدًا. كما تعلمنا روح التواضع، الذي عاش به حتى في شيخوخته.]
الولادة الروحية:


قال أخ للأب كرونيوس: قل لي كلمة، أجابه الأب: عندما التقى أليشع بالشونمية، وجد أن ليس لها علاقة بأحد، فحبلت وولدت ابنًا بحضور أليشع (2مل16:4) فقال له الأخ: وما معنى هذا الكلام يا أبتِ؟ أجابه الشيخ: إذا سهرت النفس وجمعت ذاتها من التشتت وهجرت إرادتها، يستقر عليها روح الله، فتلد ولو كانت عاقرًا.
بلوغ الإنسان إلى التواضع:


سأل أخ الأب كرونيوس قائلًا: كيف يبلغ الإنسان إلى التواضع؟
قال له الشيخ: بمخافة الرب.
قال الأخ: وكيف يصل إلى مخافة الرب؟
أجابه الشيخ: أظن أنه يتحقق له ذلك عندما يجمع ذاته ويسلم نفسه للتعب الجسدي متذكرًا من كل قلبه ساعة خروجه من هذا العالم ودينونة الله.
التعب الجسدي:


قال الأب كرونيوس: لو لم يوجّه موسى خرافه إلى سفح جبل سيناء، لما رأى النار في العليقة (خر3).
فسأله الأخ: وما معنى العليقة يا أبتِ؟
أجاب: العليقة هي الفعل الجسدي، لأنه مكتوب "يشبه ملكوت الله كنزًا مخفيًا في حقل..." (مت 44: 13).
فقال الأخ: إذن بدون التعب الجسدي لا ينمو أحد في الشرف والفضيلة؟
قال له الشيخ: فقد كتب "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع الذي من أجل السرور والموضوع أمامه احتمل الصليب" (عب 12: 2). (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ويقول النبي داود: "لن أعطي لعينيّ نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا، ولا لصدغي راحة حتى أجد مقرًا للرب..." (مز 131: 4).
رئيس يهرب من المجد الزمني:


قال الأب كرونيوس: حدثنا الأب يوسف البيلوسيوسي أنه لما أقام في سيناء كان فيها أخ صالح ناسك وجميل الهيئة. هذا كان يأتي إلى الكنيسة لابسًا ثوبًا باليًا كثير الرقع. فلما رآه يرتاد الكنيسة باستمرار، قال له: ألا ترى يا أخي كيف أن الأخوة كالملائكة في الكنيسة. فكيف تأتى إلى هنا هكذا؟
أجابه الأخ: سامحني يا أبتِِ إذ ليس عندي سوى ما تراني فيه. فأخذه الأب إلى قلايته وأعطاه ما كان بحاجة إليه، فلبسه وصار ملاكًا كسائر الأخوة. وحدث أن احتاج الآباء إلى عشرة أخوة يرسلونهم إلى الملك لأمر ما، فاختاروا هذا واحدًا منهم. فلما سمع بهذا، ركع أمام الآباء وقال: من أجل الرب سامحوني، لأني كنت خادمًا عند واحد من هؤلاء الكبار. فإذا عرفني، سيلزمني بالبقاء لخدمته. فاقتنع الآباء ولم يرسلوه. ثم علمت من إنسان كان يعرف هذا الأخ جيدًا أنه، عندما كان في العالم كان رئيسًا. فلكي لا يتعرّف عليه أحد ويزعجه الناس زعم هذا الزعم. لقد كان عند الآباء مثل هذه القوة كي يتحاشوا المجد والراحة الآتيين من العالم.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:28 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كرونيون و جوليان أو يوليان و بيساس الشهداء


SS. Cronion, Julian and Besas
استشهدوا في الإسكندرية حوالي سنة 250 م. أثناء اضطهاد الإمبراطور ديسيوس.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:30 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس كرياكوس


سيامته أغنسطسًا:


نشأ هذا المجاهد في مدينة كورنثوس ببلاد اليونان ابنًا لأبوين مسيحيين أرثوذكسيين. أدباه بعلوم الكنيسة ثم قدّماه إلى الأب بطرس أسقف كورنثوس - وهو ابن عمه - فرسمه أغنسطسًا، فداوم علي القراءة والبحث في معاني أقوال الكتب الإلهية، حتى فاق فيها كثيرين، وسلمه الأسقف مسئولية القراءة على الشعب في الكنيسة بل وكان يطلب منه أن يقرأ له في القلاية، وكان فرحًا بذلك.
رهبنته:


لما بلغ من العمر ثماني عشرة سنة، عرض عليه أبواه الزواج فأبى وطلب منهما السماح له بزيارة أحد الأديرة للتبرك من القديسين الذين به، وكثر تردده عليه من حين إلى آخر، فاشتاق إلي لباس الرهبنة.

ذهب إلى أورشليم المقدسة واجتمع بالقديس كيرلس أسقفها وعرض عليه رغبته في الرهبنة. فاستصوب رأيه وتنبأ عنه بقوله: "سيكون هذا أبًا كبيرًا ويقوم بمجهودات كثيرة وتستضيء بنور تعاليمه نفوس شبان كثيرين". ثم باركه وأرسله إلي الأب الكبير أوتيموس أبى رهبان فلسطين، فقبله فرحًا وألبسه ثياب الرهبنة، ثم سلّمه إلى بعض شيوخ الدير ليرشدوه إلي طرق العبادة ويكشفوا له حيل الشيطان.
قداسته:


سار هذا الأب بالسيرة الفاضلة والتقشف الزائد وغير ذلك من النسك والتواضع والورع. فأعطاه الله نعمة شفاء المرضى حيث كان يشفى كل من يقصد الدير ممن به علة أو سقم. فشاع فضله وقداسته.
في مجمع القسطنطينية:


صحب هذا القديس الأب كيرلس أسقف أورشليم إلي مجمع القسطنطينية الذي اجتمع على مقدونيوس عدو الروح القدس. فناضله وقاومه بالحجة والبرهان. ثم بعد ذلك تنيّح في شيخوخة صالحة.
أظهر الله من جسده بعد نياحته آيات كثيرة، ولا يزال جسده هذا باقيًا بمدينة أورشليم بأحد أديرتها لم ينله أي تغير، حتى ليعتقد كل من يراه أنه قريب العهد بالموت. وقد مضى عليه إلي يوم تدوين سيرته أكثر من سبعمائة سنة حيث كان في زمان الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير في أواخر القرن الرابع المسيحي. العيد 3 هاتور.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان كريسانتوس وداريا


SS. Chrysanthus and Daria
كان كريسانتوس ابنًا لأحد الأشراف ويدعى بوليميوس Polemius، أتى من الإسكندرية مع أبيه إلى روما في زمن حكم الإمبراطور نوماريون Numerian. تزوّج من داريا وحوّلها إلى الإيمان المسيحي.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:32 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة كريسبينا




St. Crispina

كثيرًا ما يتحدث القديس أغسطينوس عن القديسة كريسبينا باعتبارها معروفة في أفريقيا في زمانه، ونعلم منه أنها كانت ذات منصب كبير في ثاجارا Thagara في نوميديا Numidia، وكانت متزوجة ولها عدة أبناء. أثناء اضطهاد دقلديانوس أُحضِرت أمام الوالي أنيولينوس Anulinus في ثيفيستي Theveste بتهمة تجاهل الأوامر الإمبراطورية. حين وقفت أمام أنيولينوس في المحكمة أخذ يجادلها ويهدّدها إن لم تذبح للآلهة حسب أوامر الإمبراطور، أما القديسة فكانت حاسمة في ردودها عليه، حتى أمر في نهاية حوارهما بحلق شعرها تمامًا إمعانًا في إذلالها وإهانتها أمام الجموع. ولكن حين رآها ثابتة سألها: "هل تريدين أن تعيشي أم تموتي مثل رفقائك ماكسيما ودوناتيلا وسيكوندا؟" فأجابته القديسة: "إذا أردت أن أموت وأسلم روحي للّهلاك والنار التي لا تُطفأ فينبغي لي أن أطيع أوامرك". ولما رأى أن التهديد أيضًا لا يؤثر فيها أمر بقتلها بالسيف، أما القديسة فصرخت قائلة: "المجد للّه الذي نظر إليَّ وأنقذني من يديك". وهكذا نالت إكليل الشهادة في الخامس من ديسمبر سنة 304 م.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:33 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان كريسبين وكريسبينيان




SS. Crispin and Crispinian

كارزان بالإنجيل كانا شقيقان من أصل شريف وعاشا في منتصف القرن الثالث الميلادي.
جاءا من روما ليكرزا بالإنجيل في بلاد الغال Gaul مع القديس كوينتينُس Quintinus ومجموعة أخرى. استقرّا في مدينة سواسون Soissons وكانا يعظان أثناء النهار ويعملان بأياديهما أحذية أثناء الليل، متمثلين بالقديس بولس الرسول. تأثر الوثنيون من تعليمهما ومن قدوتهما فتحوّل الكثير منهم إلى المسيحية.
استشهادهما:


استمر القديسان في حياتهما هكذا مدة طويلة إلى أن أتى الإمبراطور ماكسيميان Maximian إلى بلاد الغال وسمع عنهما، فأمر بالقبض عليهما وعذبهما بعذابات مختلفة، ثم حاول قتلهما بالغرق والحرق. وأخيرًا أمر بقطع رأسيهما فنالا إكليل الشهادة، وقد بُنيت بعد ذلك كنيسة فوق قبريهما. العيد يوم 25 أكتوبر.

Mary Naeem 08 - 10 - 2012 03:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كريستوفر





St. Christopher
كان واحد من ثلاثة حراس الإمبراطور دقلديانوس، وقد آمن بالسيد المسيح سنة 269 م. حين رأى ثبات الشهيد مار جرجس St. George، فاحتمل التعذيب والسجن وأخيرًا استشهد في 19 إبريل.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 02:58 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة كريستين

ابنة حاكم توسكانا:


كان أوربانوس حاكمًا لمدينة توسكانا بإيطاليا، اغتنى جدًا ببيع بعض الأسرى كعبيد وإطلاق الآخرين مقابل فدية مالية ضخمة. عُرف بعنفه وشره.
رُزق بابنة وحيدة دُعيت كريستين، ففرح بها جدًا وبنى لها قصرًا فخمًا. كانت كريستين هي كل حياة والدها، ينشغل بها بكل فكره وقلبه. قدّم لها كل إمكانيات الرفاهية من حدائق تحوّط بالقصر وغيرها. كما زودها بمربيات وثنيات خشية أن تختلط بأحد المسيحيين، وتتعرف على ديانتهم. ووضع تماثيل لآلهته في كل جوانب القصر، كما أحضر معلّمين من كهنة الأوثان لتعليم ابنته. فقد كان الوثنيون يدركون جاذبية الإيمان المسيحي، وقوة تأثير المسيحيين خلال حياتهم المقدسة وسلوكهم الروحي الحيّ.
اشتياقها للتمتع بالحق الإلهي:


كانت كريستين تتمشى في حديقة قصرها، ولم يكن يشغلها القصر بكل فخامته وإمكانياته ولا الحديقة باتساعها وما تحمله زهور جميلة وفواكه، إنما ما كان يلهب قلبها البسيط هو شوقها نحو معرفة الحق الإلهي. كانت تتطلع إلى السماء والشمس والقمر والكواكب وتتأمل في النباتات، وهي تشعر بوجود خالق حكيم وقوي.
لم تقتنع بأن الأصنام التي لا تسمع ولا ترى ولا تحس بأنها الخالق لهذا العالم الجميل، بل هي من صنعة أيدي البشر.
رؤيا إلهية:


كان كل ما يشغل قلبها هو الإله المجهول بالنسبة لها. وكانت صرخات قلبها الخفيّة تنطلق نحو السماء. استجاب الله لاشتياقاتها الصادقة فظهر لها ملاك في حلم. قال لها الملاك: "إنني مرسل من ملك الملوك ورب الأرباب".
استيقظت كريستين من نومها وقد زاد شوقها نحو معرفة الله الحيّ".
جاذبية الشهداء:


خرجت كريستين يومًا ما مع والدها إلى مكان عمله، وكان ذلك اليوم يوم محاكمة بعض المسيحيين. وكان الوالي يفخر بتعذيبه للمسيحيين ويشعر بسعادة فائقة.
كانت كريستين تُدهش لمشاعر أبيها المرّة نحو أناس يُحاكمون لأجل ديانتهم دون أن يتهموا بأيّة جريمة أو سلوك شرير. إنما كان الاتهام الأوحد هو اسم "يسوع" الذي قبلوه مخلصًا لهم.
كان سلوك المسيحيين حتى في لحظات الاستشهاد جذّابًا للنفس.
عادت كريستين إلى القصر لا لتفتخر بما يفعله والدها بل تتساءل عن سرّ احتمال المسيحيين للعذابات والإهانات بفرحٍ شديدٍ. تحدثت مع بعض النساء العاملات في القصر واللواتي يبدو عليهم روح التقوى والورع، فأخبرن كريستين عن محبة الله الفائقة، وعمل السيد المسيح الخلاصي، وعذوبة الحياة الجديدة في المسيح يسوع.
استراح قلب كريستين وامتلأت بقوة عجيبة في داخلها، وانطلقت تحطم التماثيل الحجريّة.
شهادتها أمام والدها:


سمع والدها بما فعلته كريستين، فالتقى بها يستوضح الأمر، أخبرته بالرؤيا التي شاهدتها، وقبولها الإيمان بالسيد المسيح. ذُهل أوبانوس لذلك فصفعها على وجهها بكل قوته وتوعدها بالقتل وتقطيع جسمها إربًا إربًا إن لم ترجع عن فكرها هذا.
أدرك أوربانوس أن التهديد يزيد كريستين قوة وتمسكًا بالإيمان المسيحي فصار يلاطفها ويعدها بوعود جزيلة كثيرة. أما هي فلم يكن ما يشغلها سوى التصاقها بالله وتمتعها بالحياة الجديدة.
ضربها بالسياط:


لم يشفق أوربانوس على ابنته الوحيدة، فإنه لم يكن يحتمل اسم يسوع المصلوب. أمر بضربها بالسياط حتى تهرأ جسمها وسال دمها، ثم أمر بإلقائها في السجن لكي تكون عبرة لكل إنسانٍ في مقاطعته.
قتل والدها:


هجمت بعض العصابات على المدينة ودخل الوالي في حرب معهم انتهت بقتله، فبكتْه كريستين إذ مات بلا توبة ولا إيمان بالله مخلص العالم.
عادت كريستين إلى قصرها، ومارست عبادتها علانية بعد أن نالت سرّ العماد. ثم قامت ببيع كل ممتلكاتها التي ورثتها عن والدها ووزعته على الفقراء. صارت كارزة للإيمان المسيحي بحبها العملي واهتمامها بالمحتاجين.
عذاباتها:


انتشر خبر عماد كريستين وشهادتها للإيمان المسيحي واهتمامها بالفقراء، فاستدعاها ديوان الوالي الجديد. وعدها ديوان أن يرد لها كل ممتلكاتها التي قامت ببيعها وأن يجذل لها الهدايا، لكن محبتها للملك السماوي فاقت كل إغراء.
أمام إصرارها أمر الوالي بوضعها على سرير حديدي ويوقد تحتها بالنار، لكن الله حفظها.
اتهمها الوالي بأنها ساحرة، وأمرها أن تسجد للأوثان. تظاهرت بالموافقة ففرح فرحًا عظيمًا. انطلقت نحو أحد الأوثان، وضربته بقدمها بكل قوة فسقط وتهشم تمامًا. لم يصدق ديوان عينيه، وقد ملأ الغيظ قلبه. وعاد إلى بيته مرّ النفس لا يعرف ماذا يفعل بهذه العذراء. ومن شدة الغيظ أُصيب بمرض قلبي فمات في ذات الليلة.
بدأ الوالي الجديد عمله بمحاكمة كريستين، وظن أنه قادر على إقناعها لكي تترك إيمانها، لكنه لم يفلح. أمر الحاكم بإلقائها في حجرة بها ثعابين سامة. وإذ فُتحت الحجرة في اليوم التالي كان يتوقع أن يجدها جثة هامدة، لكنه وجدها واقفة تصلي والثعابين عند قدميها كأنها تسعد بالوجود بجوارها.
ذُعر الوالي وامتلأ رعدة، واتهمها بالسحر.
أراد أن يمنعها عن الصلاة فأمر بقطع لسانها، لكنه لم يستطع أن يحرم قلبها من الصلاة الصامتة.
استشهادها:


عُلّقت كريستين على شجرة كأمر الوالي وصُوّبت نحوها السهام حتى نالت إكليل الاستشهاد.
اهتم عمّها بجسدها الطاهر إذ كان قد آمن بالسيد المسيح، وقام بتكفينها. تُعيد لها الكنيسة الغربية في 24 يوليو.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 02:59 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة كريستينا العذراء


St. Christina
قبولها الإيمان:


فتاة شابة تُنسَب لعائلة رومانية مرموقة في أنيساي Anicii، صارت مسيحية وقامت بتكسير كل الصور والتماثيل الذهبية والفضية الوثنية في بيت أبيها، وباعتها وتصدقت بثمنها على الفقراء تخفيفًا لآلامهم.
اضطهادها من والدها:


لما علم والدها بما فعلته ضربها بشدة ثم ألقى بها في بحيرة بولسينا Bolsena بإيطاليا بعد أن ربط حجر في رقبتها، لكن الرب أنقذها بطريقة معجزية من الغرق. أُحضِرَت أمام الحاكم الذي عذبها بعذابات كثيرة، فأمر بقطع لسانها ثم أطلق عليها حيّات ولكنها لم تضرها، كما حاول حرقها حيّة إلا أن النار لمدة خمسة أيام لم تؤذيها. لما فشل الحاكم أخيرًا أمر بقتلها رميًا بالسهام، فنالت إكليل الشهادة، وكان ذلك على ما يُظَن في عهد الإمبراطور دقلديانوس.
كريستينا من مدينة صور:


امتزجت قصة هذه القديسة بقديسة أخرى من الشرق اسمها كريستينا من مدينة صور يُحتَفَل بعيدها في نفس اليوم أيضًا.
تقول قصتها أنها سُجِنت لرفضها التضحية للآلهة الوثنية حتى عندما طلبت منها أمها ذلك بإلحاح، ورفضت أن تترك بنوَّتها لله في سبيل بنوَّتها لأمها.ذاقت عذابات كثيرة، ونهشت الكلاب لحمها ولكنها قامت مرة أخرى، ثم أشعلوا النار تحتها فلم تصبها بسوء بينما أَحرَقت مئات من الأشخاص الواقفين. وعندما ألقوها في البحر نزل ربنا يسوع المسيح بنفسه في الماء وعمّدها قائلًا: "باسم الآب أبي وباسمي أنا ابنه وباسم الروح القدس" ثم أحضرها رئيس الملائكة ميخائيل سالمة إلى الشاطئ، وفي نفس الليلة مات الحاكم فوضعها خليفته في حوض زيت وزفت مغلي فلم يضرّها، ثم حلقوا شعرها وأخذوها عارية في المدينة إلى معبد أبولّلو الذي ما أن ظهرت أمامه حتى وقع بِطُولِه وانكسر. وحدث أن مات الحاكم الثاني وجاء خليفته الذي أمر بإطلاق حيّات سامة عليها، ولكنها بدلًا من أن تؤذيها هجمت على صاحبها الذي أطلقها وقتلته، فأقامته القديسة كريستينا من الموت.
ثم أمر الحاكم بقطع ثدييها ولسانها، ولكنها لم تَقُل شيئًا بل أخذت لسانها من الأرض وألقته في وجه الحاكم فأصيب بالعمى في إحدى عينيه.
أخيرًا أمر برميها بالسهام فنالت إكليل الشهادة.
التماثل بين القصتين واضح مما يرجّح أنها شخصية واحدة، وقد أثبتت الحفريات في بولسينا وجود مقبرة ومزار للشهيدة، مما يجعل قصة الشهيدة كريستينا في صور مشكوك في أمرها. العيد يوم 24 يونيو.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:00 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كريمنتيوس ورفقاؤه الشهداء


St. Crementius
من شهداء سراجوسا Saragossa، استشهدوا حوالي سنة 304 م. أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس Diocletian في الوقت الذي كان فيه داكيان Dacian حاكمًا على أسبانيا Spain، ويقال أن عدد هؤلاء الشهداء بلغ الثمانية عشر.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:02 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب كسنثيا


الحذر من السقوط:


قال الأب كسنثيا: "اللص الذي كان على الصليب تبرّر بكلمة واحدة، وهذا الذي كان في مصاف الرسل خسر في ليلة واحدة كل ما كان له وانحدر من السماء إلى الجحيم. لأجل هذا لا يفتخر أحد ممن يحيون حياة مترفة، لأن الذين يعتمدون على أنفسهم يسقطون".
يتحدى الشيطان:


صعد ذات يوم الأب كسنثيا من الإسقيط إلى ترينوثي. وعندما وجد المكان قدّموا له من أجل تعب النسك قليلًا من الخمر. فلما سمع به البعض أتوا إليه بإنسانٍ فيه شيطان. فبدأ الشيطان يشتم الشيخ ويقول: إلى هذا السكران أتيتم بي؟ أما الشيخ فلم يشأ أن يخرجه بسبب الشتائم، لكنه قال: أؤمن بالمسيح إني لن أنتهي من هذه الكأس حتى تكون قد خرجت. فلما بدأ يشرب صرخ الشيطان وزمجر قائلًا: أنت تحرقني، أنت تحرقني، قبل أن ينهي الشيخ كأسه خرج الشيطان بنعمة المسيح.
الإدانة:

قال: "الكلب أفضل مني، لأن عنده محبة، ولا يأتي إلى دينونة أحد".

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:03 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب كسويس

الخمر غريب عن الرهبان:


سأل أخ الأب كسويس قائلًا: "إذا حدث أنني كنت في مكان ما وأكلت ثلاث خبزات فهل هذا العدد كبير؟" أجابه الشيخ: "هل أتيت إلى البيدر يا أخي؟" فقال له ثانية: "إذا شربت ثلاثة كؤوس من الخمر فهل هذا العدد كبير؟" أجابه الشيخ: إذا لم يكن هناك شيطان، ليس العدد بكبيرٍ، ولكن إذا كان هناك شيطان، عندئذ فإن العدد كبير جدًا. فالخمر غريب عن الرهبان الذين يعيشون وفقًا لمشيئة الله (في كل الأحوال).
قوة صلاته:


قال أحد الآباء عن الأب كسويس الذي من طيبة إنه دخل مرة إلى جبل سيناء، ولما خرج قابله أخ قائلًا بتنهدٍ: "نحن في ضيق يا أبتِ، لأن السماء لا تمطر علينا". أجابه الشيخ: "ولماذا لا تصلّون وتتضرعون إلى الله؟" قال الأخ: "نحن نصلّي ونتلو الأدعية الطويلة، لكن المطر لا ينزل". قال له الشيخ: "أرى أنكم لا تصلّون بحرارة. هل تريد أن تعلم أن الأمر هو هكذا؟" فرفع يديه نحو السماء للصلاة وللحال أمطرت. فلما رأى الأخ هذا خاف وسقط على وجهه وسجد له، عندئذ هرب الشيخ. فذهب الأخ وأعلم الجميع بما جرى. والذين سمعوا هذا مجدّوا الله.
_____

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:04 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا كلاديانوس البطريرك التاسع


اختار الأساقفة خلفًا للبابا مرقيانوس رجلًا فاضلًا من مواليد الإسكندرية يدعى كلاديانوس، وكان بارًا حكيمًا مشهورًا بالتقوى والعفاف، فانتخبوه ورسموه رئيس أساقفة في 8 طوبة الموافق 4 يناير سنة 155 م. في عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس.
كان هذا الأب محبوبًا من الجميع وحقق آمالهم، واستمر يخدم رئاسة الكنيسة بجدٍ ونشاطٍ وبلا كلل أو ملل، وارتفع شأن المسيحيين في عهده.
استمر يعلم ويعظ ويهذّب شعبه ويرسخ الإيمان المستقيم في النفوس، وكانت أيامه هادئة لم يحصل فيها للكنيسة ما يكدر صفوها، ولبث مواظبًا على عمله مدة أربع عشرة سنة وستة أشهر وتنيّح بسلام في 9 أبيب سنة 169 م.
_____

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة كلافدية | كلوديا | كلودين




St. Claudia (Claudine)

في رسالته الثانية إلى تيموثاوس يقول القديس بولس: "يسلم عليك أفبولس وبوديس ولينس وكلافدية والإخوة جميعًا" (2تي 4: 21). يقول التقليد أنها كانت والدة لينس الذي يذكره القديس بولس، وأنها كانت امرأة ذات جاه.
يُقال أنها ابنة أحد الملوك البريطانيين يدعي كاراكتاكوس الذين هزمهم الرومان، وساقوه مع عائلته كأسرى إلى روما سنة 51 م. ثم أطلق سراحهم الإمبراطور كلوديوس قيصر إمبراطور روما. أطلق كاراكتاكوس اسم الإمبراطور علي ابنته المولودة حديثًا فدعاها كلوديا، عرفانًا بالجميل. عادوا إلى بلادهم ماعدا كلافدية إذ بقيت في روما.
تزوجت كلوديا بوديوس، وعندما حضر الرسول بولس إلى روما قبلا الإيمان ونالا سرّ العماد وتمتعا بالحياة الإنجيلية. ويقال أيضًا أن ابنها لينس قد صار بعد ذلك أسقفًا على كرسي روما. يُعيد لهم في 7 أغسطس.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس كلستينوس أسقف روما الثاني والأربعون


St. Celestine (Coelestinus)
نشأته:


في بدء حياته زار ميلان في أيام أسقفية القديس أمبروسيوس.
كتب ترحيبًا حارًا للقديس أغسطينوس وهو شماس لدى الأسقف إنوسينت Innocent ، وأجاب عليه القديس (رسالة 192). كان هذا الأب راهبًا فاضلًا عالمًا تلميذًا للقديس بونيفاسيوس Boniface أسقف روما، وعند نياحته أوصى أن يكون الأب كلستينوس بعده ثم أوصاه قائلًا: "تحَفَّظ يا ولدى فلابد أن يكون في روما ذئاب خاطفة".
فلما تنيّح بونيفاسيوس في 4 سبتمبر سنة 422 م. رسموا كلستينوس مكانه في 10 سبتمبر سنة 422 م. في أيام الإمبراطور هونوريوس. وقد مات هذا الإمبراطور في رافين بفرنسا في سنة 423 م.
هروبه:


لما أراد أحد الأباطرة أن يجعل نسطور بطريركًا على روما ويطرد كلستينوس القديس، قام الشعب وطرد نسطور. ولكن الإمبراطور حقد عليه فخرج هذا القديس إلى أحد الأديرة القريبة من المدن الخمس وأقام فيه مدة وأجرى الله على يديه عجائب كثيرة.
ظهر له الملاك رافائيل في حلم قائلًا: "قم اذهب إلى إنطاكية إلى بطريركها القديس وأقم عنده، لأن الإمبراطور قرر في نفسه أن يقتلك عند عودته من الحرب". فلما استيقظ خرج من الدير وكان معه اثنان من الإخوة وأتى إلى إنطاكية فوجد بطريركها القديس مريضًا، وروى له كل ما حدث وأقام في أحد الأديرة عنده. ثم ظهر للإمبراطور في حلم القديسان أغناطيوس وبونيفاسيوس ومعهما شخص أخر مهيب وهو يقول له: "لماذا تركت مدينة القديسين بلا أسقف؟ هوذا الرب ينزع نفسك منك وتموت بيد عدوك".
قال له: "يا سيدي ماذا أفعل؟"
أجابوه قائلين: "أتؤمن بابن الله؟"
قال: "نعم أؤمن".
قالوا: "أرسل إلى ولدنا الأسقف وأرجعه إلى كرسيه مكرمًا".
فلما استيقظ كتب إلى بطريرك إنطاكية يسأله أن يُعَرِّف رسله بمكان كلستينوس ويعيده إلى كرسيه، فوجدوه وأعادوه إلى كرسيه بكرامة عظيمة وتلقّاه الشعب بفرح وسرور واستقرت الكنيسة بوجوده.
لما جدف نسطور واجتمع عليه المجمع لم يقدر كلستينوس أن يحضر بنفسه لمرضه فأرسل قسيسين برسالة يحرّمه فيها، وكان الإمبراطور راضيًا بقبول نسطور إلا أنه خضع لقرار المجمع ونفى نسطور في مصر.
نياحته:


لما أراد الرب أن يريح القديس كلستينوس من أتعاب هذا العالم ظهر له بونيفاسيوس سلفه وأثناسيوس الرسول وقالا له: "قم وأوصِ شعبك فإنك ستحضر عندنا لأن المسيح يدعوك إليه".
فلما استيقظ أوصى شعبه وقال لهم لابد أن يدخل هذه المدينة ذئاب خاطفة. ولما قال هذا أردف قائلًا: "إني أقوم وأمضى لأن القديسين يطلبونني". ولما قال هذا تنيّح بسلام، وكان ذلك في 27 يوليه سنة 433 م.
أسقف روما ومشكلة أنطوني أسقف Fussala:


بعد سيامته أسقفًا تسلم رسالة من القديس أغسطينوس (رسالة 209) بخصوص أنطونيوس (أنطوني) أسقف Fussala التي تبعد حوالي 40 ميلًا من هيبو، هذا الذي سلك سلوكًا مشينًا وألزمه مجمع أساقفة بترك الإيبارشية، فالتجأ إلى بونيفاسيوس ليرده إلى كرسيه.
سأله القديس أغسطينوس ألا يضغط على الشعب مستخدمًا السلطان المدني لأن الأسقف أنطوني مخطئ.
بعد ذلك بقليل لم يعد أساقفة أفريقيا اللاتينية يسمحون بالالتجاء إلى روما. وعندما كتب كلستينوس إليهم بخصوص الكاهن أبياريوسApiarius ، أرسل مجمع عام لأفريقيا اللاتينية يطلبون إليه أن يراعي قوانين مجمع نيقية (قانون 5)، وألا يقبل الشركة مع الذين حُكم عليهم بالحرمان.
طالبت كنيسة أفريقيا بحقها أن تأخذ قراراتها في شئونها الداخلية. أشاروا إلى أن مجمع نيقية أمر بأن القرار في كل القضايا يتم في الموضع الذي تثور فيه القضية، وأنه لا يظن أحد بأن الله سيوحي لشخصٍ منفردٍ بالعدلٍ وينكر أن ذلك يتحقق بواسطة رأي عدد كبير من الأساقفة في مجمع، لذا يجب على هؤلاء الأشخاص أن يرجعوا من روما إلى أفريقيا ليؤخذ القرار في شأنهم.
غيرته على الإيمان:


كان كلستينوس غيورًا على الإيمان ضد البيلاجية، وألزم كولستيوس Coelestius أن يترك روما. في عام 429 م. أرسل جرمانوس أسقف أسقفAuxerre وLupus لجحد البيلاجية في بريطانيا.
روما والكنائس الشرقية Illyricum:


انشغل كلستينوس بشئون هذه الكنائس مثل سابقيه من أساقفة روما. من الجانب السياسي صارت هذه الايبارشية تتبع الإمبراطورية الرومانية الشرقية، لكن بقيت روما تشرف على كنائسها بتقديم سلطة كهنوتية لإيبارشية تسالونيك عليها. وكما قال داماسوس أسقف روما أن أساقفة تسالونيك يمثلونه.
في عام 421 م. حدث اصطدام بين بونفيوس أسقف روما وثيؤدوسيوس الثاني، الذي أعلن بأن السلطة قد انتقلت إلى أسقف القسطنطينية للإشراف على أساقفة الليقوريم التي سلمتها روما لتسالونيك، لكن يبدو أن ثيؤدوسيوس خضع في هذه النقطة.
في إحدى المشاكل استطاع أن يلزم أساقفة الليقوريم للخضوع لأسقف تسالونيك، وإن كان Tillemont يستصعب حدوث ذلك لأنه يخالف القانون 6 من قوانين نيقية، حيث أعطى أساقفة الـ Illyrian أن يخضعوا لمطارنتهم ومجامعهم المحلية.
رسالة إلى أساقفة فينا وناربون:


في 25 يوليو عام 428 م. بعث برسالة إلى أساقفة فينا وناربون Narbonneبقصد تصحيح بعض المفاسد. فقد علم أن بعض الأساقفة كانوا يرتدون الرداء الخاص بالفلاسفة سرًا ومنطقة الفلاسفة، معتمدين على ما ورد في لوقا 35:12. تساءل ولماذا أيضًا لا يوقدون سراجًا ويمسكون عصا كما جاء في نفس الاصحاح. لذا فإن ما جاء في الاصحاح يجب فهمه روحيًا لا حرفيًا. فإن هذا الثوب ربما يليق بالرهبان لا بالأساقفة وجاء في رسالته: "يليق بنا أن نتميز عن الشعب لا بالثياب بل بالتعليم، وليس بالثوب بل بالسلوك".
علّق أيضًا على الذين يرفضون إعطاء الحل للتائبين حتى في ساعة موتهم، قائلًا بأن هذا "قتل للنفس" وهو أمر همجي.
كما رفض تكريس أحد أسقفًا وهو من الشعب، بل يلزمه أن يمر عبر درجات الخدمة. كما نادى بضرورة احترام رأي الشعب في اختيار الأسقف.
خدمته في أيرلندة:


بعد إرسالية جرمان وليبوس إلى بريطانيا لمقاومة البيلاجية بعامين سام بالاديوس وأرسله إلى Scots الذين آمنوا، أي إلى الإيرلنديين بكونه أول أسقف لهم. لكن بالاديوس لم ينجح في الخدمة هناك، فلم يُقِم سوى مدة قصيرة.
كلستينوس والنسطورية:


في عام 429 م. استلم كلستينوس صور من المقالات الجدلية التي لنسطور، وكتب في هذا الأمر إلى الأساقفة الإيطاليين وإلى القديس كيرلس السكندري يطلب معلومات في هذا الشأن.
قدم نسطور نسخًا من مقالاته كتبها أنطوخيوس، وهو رجل له مركزه، أرفقها بخطاب فيه يتحدث عن بيلاجيين معينين يعيشون في القسطنطينية، ثم عبر إلى الحديث عن الجدال حول التجسد، ووصف مقاوميه بأنهم أبوللانريين الخ. كتب أكثر من مرة في هذا الشأن.
طلب كلستينوس ترجمة المقالات إلى اللاتينية، وفي نفس الوقت تسلم خطابًا من القديس كيرلس مرفقًا به ترجمات لهذه المستندات تمت بالإسكندرية. هذه ساعدت كلستينوس أن يتعرف على المشكلة.
دعا إلى مجمع أساقفة في بدء شهر أغسطس سنة 430. قدم فيه تسبحة للقديس أمبروسيوس خاصة بعيد ميلاد السيد المسيح، وقال أنها تتفق تمامًا مع قول أخينا كيرلس حيث يدعو مريم "ثيؤتوكوس". "إنه الله الذي ولدته العذراء بالحبل به، وذلك بقوته الكلي القدرة". واقتبس عبارة من القديس هيلاري وعبارتين قصيرتين من داماسوس.
جاء ثمرة هذا المجمع معبرًا عنه في رسالتين لكلستينوس إلى كيرلس ونسطور. جاء في رسالته إلى القديس كيرلس (رسالة 11) فيها يمتدح القديس كيرلس ويطالب بعزل نسطور عن جسدنا، إن لم يقدم في خلال عشرة أيام إدانة لتعليمه الشرير كتابيًا، مؤكدا ميلاد المسيح إلهنا، الذي يتمسك به الرومان والإسكندريون وكل الكنيسة.
كتب هذه الرسالة في 11 أغسطس عام 430 م. كما كتب ليوحنا أسقف إنطاكية وجوفينال أسقف أورشليم وفلافيان أسفف فيلبي ورفيوس أسقف تسالونيك (رسالة 12).
جاءت الرسائل تؤكد أنه ليس بالقاضي العالي ولا المتحدث عن الكنيسة الجامعة. كتب إلى أسقف الإسكندرية ليعملا معًا وليوقفا معًا كل علاقة مع أسقف القسطنطينية ما لم يكف عن هرطقته.
كتب إلى نسطور يعلن له أنه قد تم تحذيره للمرة الثالثة، ويطالبه بالاعتراف بالإيمان الحق ليعيد العلاقة مع الإسكندرية وروما.
كما كتب أيضًا إلى كهنة القسطنطينية وشعبها (رسالة 14) أن يتمسكوا بالإيمان المستقيم برجولة مقتدين بالقديسين ذهبي الفم وأثناسيوس.
وقد تمت رسائل متبادلة بين القديس كيرلس وبينه في هذا الشان ليسلكا معًا بروحٍ واحدةٍ، ولأخذ قرار مناسب في مجمع أفسس إذا لم يرجع نسطور عن رأيه.
كلستينوس وأغسطينوس:


أحد أعماله الأخيرة دفاعه عن عمل ذكرى للقديس أغسطينوس كمعلم ضد أشباه البيلاجيين في بلاد الغال.
كتب إلى فينيريوس Venerius أسقف مارسيليا وخمسة أساقفة ببلاد الغال يحثهم ألا يصمتوا.
كلستينوس وأتباع نوفاتيان يصف سقراط (7:11) بأن كلستينوس عامل أتباع نوفيتيان Novatianists بروما بقسوة، فاستولى على كنائسهم والزم أسقفهم Rusticola أن يمارس خدمته في بيوت خاصة. تنيح كلستينوس في 26 يوليو 432 م.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:09 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
صلسس المقاوِم | كلسس



اللغة الإنجليزية: Celsus - اللغة اليونانية: Κέλσος.


اتسم كلسوس (كيلسوس، سلسس) بالثقافة العالية، ويعتبر أفلاطوني إلى حد ما، وهو أحد الشخصيات التي كرّست موهبتها لمقاومة الإيمان المسيحي في القرن الثاني، فوجه أشعاره لتحقيق هذا الهدف.
درس صلسس بعض الكتابات المسيحية واليهودية خاصة أسفار التكوين ومتى ولوقا وجزء من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس.
من جهة نشأته وتاريخ حياته لا نعرف عنه شيئًا، إنما كل ما نعرفه هو من خلال كتاباته التي فُقدت ولم يبقَ منها إلا ما اقتبسه المدافعون عن الإيمان المسيحي. وقد كرس العلامة أوريجينوس عملًا خاصًا بذلك "ضد صلسس Contra Celsus, Contra Celsum، وباليونانية Κατὰ Κέλσου [Kata Kelsou]" يحوي حوالي 90 في المائة من عمل صلسس الذي دعاه: "التعليم السليم True Doctrine or True Discourse".</SPAN>
يعتبر كتاب "ضد صلسس" أهم أعمال أوريجينوس الدفاعية، وهو مقال مكوّن من ثمانية كتب في إجابة مطوَّلة ضد صلسس. كتبه في أواخر حياته حوالي عام 248 م.، موجود بكامله. ويعتبر أحد أعماله القيمة جدًا، كما يعتبر مصدرًا هامًا في تاريخ المسيحية في الكشف عن الصراع بين المسيحية والوثنية.
صلسس هذا في نظر أوريجينوس كان أبيقوريًا، لكن كانت له أفكار أفلاطونية، وهو صديق الخطيب لوقيان Lucian (حوالي 120-200 م). بجانب معرفته بفلسفات عصره كان صلسس في الواقع رجل دولة أكثر منه كاتب، كان غيورًا على الإمبراطورية الرومانية ومهتمًا بالحفاظ على شرائعها وتقاليدها.
إذ أراد الهجوم على المسيحية قرأ العهدين "القديم والجديد"، كما قرأ كتابات اليهود ضدّها، وعرف كتابات الغنوصيين، حتى ظن أنه عرف كل شيء عن المسيحية، فكتب عمله "True Discourse" حوالي عام 178 م.، مستخدمًا كل وسيلة تعلّمها للهجوم على المسيحية.
ا. في هجومه بدأ بتقديم يهودي، هاجم شخص يسوع المسيح، متهمًا القديسة مريم بالزنا، كما استخدم إنكار بطرس وخيانة يهوذا وموت يسوع كمتناقضات للاهوته؛ فقد رفض التجسد والصلب، كما جعل من القيامة خدعة.
ب. هاجم المسيحية واليهودية معًا، فسخر بفكرة المسيَّا، كما اتهم السيد المسيح أنه تعلم السحر في مصر.
ج. هاجم فكرة "ما فوق الطبيعة" التي تقوم عليها المسيحية واليهودية معًا، ويرى أن الصراع بين المسيحية واليهودية نوعًا من الغباء.
د. هاجم فكرة "الوحي الإلهي" وأنكر العقاب الأبدي، متهمًا المسيحيين أنهم ورثوا الجهل والقسوة عن آبائهم اليهود، ودعاهم غير متعلّمين وعبيدًا ونساءً وأطفالًا وسخفاء.
هـ. في رأيه أن الله لا يهتم بالإنسان أكثر من اهتمامه بالقرود والحشرات... وفي مجمله لم يحمل مشاعر دينية قوية.
و. مدح التعاليم المسيحية السلوكية وتعاليم اللّوغوس، وفي رأيه أن يُترك المسيحيون يعيشون بشرط أن يتخلّوا عن عزلتهم السياسية والدينية ويخضعوا لتقاليد الدولة الدينية. فقد كان متخوفًا من عزلتهم أن تسبب شقاقًا في الدولة وانهيارًا للإمبراطورية الرومانية. لهذا دعاهم لمساندة الملك والعمل معه في تحقيق العدل، والمحاربة من أجله، وإن استدعى الأمر أن يكونوا في الحرب تحت قيادته أو من ينيبه عنه، لتدعيم شرائع الدولة ودينها.
لم يقرأ أوريجينوس هذا العمل، الذي كان أثره على مصر وفلسطين لا يُذكر. قرأ أمبروسيوس صديقه الكتاب وشعر بخطورته فأرسل إليه يطلب أن يفنده.
في البداية كان رأيه أنه لا حاجة لتفنيده وأن حياة السيد المسيح وسلطانه يعرفها الجميع، وهذا خير شاهد ضد ما كتبه صلسس، وأن هذا العمل لن يهز إيمان أي مسيحي. لكنه عاد واستجاب لطلب صديقه، فكتب الرد بنظرةٍ روحيةٍ ثاقبةٍ ومهارةٍ عظيمةٍ وفكرٍ ناضجٍ يحمل قوة. وجاء ردّه يحوي اقتباسات كثيرة من الكتَّاب الوثنيين، ولعله بهذا أثبت أنه كان من حيث علمه منافسًا كبيرًا لخصمه صلسس.
وجَّه أوريجينوس مقاله لا للمؤمنين تمامًا، بل للذين ليس لهم معرفة بالإيمان المسيحي أو الذين قال عنهم الرسول بولس (رو14: 1) أنهم ضعفاء في الإيمان.
في هذا العمل أوضح الآتي:

ا. لو قرأ صلسس النبوات ودرس الكتاب المقدس بعهديه كما يجب لما قال أنه يعرف "كل شيء"... "نحن الذين درسنا هذه الأمور دراسة عن قرب لا نستطيع أن نجرأ ونقول أننا نعرف كل شيء لأننا نحب الحق".
ب. أجاب على اعتراض صلسس بأن المسيحية إيمان البسطاء، بأن هذا الإيمان البسيط يحمل نوعًا من المعرفة أكّده كلمة الله، وحمل ثمارًا حيّة في حياة المسيحيين أنفسهم الذين تركوا رذائلهم القديمة. هذا وأن المسيحية تقدم بساطة الإيمان للبسطاء، كما تقدّم سموّ المعرفة العالية للكاملين. الله في محبته للبشر قدّم لبنًا للأطفال وطعامًا قويًا للبالغين. لقد أراد أن يرتفع بالضعفاء إلى "معرفة الله في حكمة الله".
ج. انتقد أوريجينوس صلسس، لأنه عبر على النبوات الخاصة بالسيد المسيح دون مناقشتها كما ينبغي، فقد شهد الأنبياء قبل مجيئه عن ميلاده في بيت لحم وآلامه ومجيئه الأول والأخير وقيامته والتغيير الذي يصنعه...
د. أكد صدق الأناجيل بما تحمّله الرسل من أجل الكرازة به، كما تحدّث الإنجيليون عن ضعفاتهم الخاصة وعن تركهم للسيد أثناء الصلب وإنكار بطرس... فلو أن الأناجيل من عملهم الذاتي لما ذكروا شيئًا من هذا. أكد أوريجينوس كيف أن وعود السيد المسيح قد تحقّقت، فقبل العالم رسالته وانتشر الإنجيل في كل المسكونة، ومن أجله احتمل الكثيرون الاستشهاد.
هـ. أما عن قيامة السيد فقد أوضح أوريجينوس أنه صُلب علانية ومات أمام الكثيرين، فإذ ظهر بعد ذلك كانت قيامته حقيقة لا شك فيها. وقد شهد الرسل عنها حتى الموت. "لو أنهم اخترعوا رواية القيامة، كيف كانوا يبشرون بها بعد ذلك بقوة حتى أنهم ليس فقط قادوا الآخرين إلى احتقار الموت بل هم أولًا احتقروه". قد يعترض: لماذا لم يظهر بعد قيامته للجميع؟ أجابه ليس الكل كان مستحقًا لرؤيته ولا كان قادرًا على التفرس فيه؛ فيشرح لنا ظهوره لتوما وللتلميذين الذين كانا في طريقهما لعمواس الخ. تأكّدت القيامة أيضًا بالنبوات وبالمعجزات، وفوق الكل بثمار الخلاص التي قدمتها للجنس البشرى.
و. تحدّث عن التحوّل الذي حدث في العالم، وكيف قدّمت المسيحية حياة فُضلى فعّالة في حياة الناس. يحوَّل السيد الخطاة إلى قديسين... ويغيّر النفس البشرية ويجدّد طبيعتها. ز. أكد أوريجينوس طاعة المسيحيين للحكام، لكنها ليست طاعة مطلقة إنما في الرب، فلا يقبلون العبادات الوثنية.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:09 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كلوج القس

نشأته:


سبق لنا الحديث عن الأسقف أبا كلوج الذي رافق القديس بيخيبس الأشموني.
الآن نتحدث عن القس أبا كلوج من بلدة ألفنت القريبة من مدينة المنيا بمصر الوسطى وكان كاهنًا بتولًا. عُرف بالطهارة وقداسة السيرة مع محبته لشعبه، فأحبه شعبه جدًا.
وليمة الإستشهاد:


لما وصل أريانوس والي أنصنا إلى ألفنت لتنفيذ أوامر دقلديانوس الخاصة باضطهاد المسيحيين استدعاه، فلما مثل أمامه سأله عن اسمه فأجاب: "اسمي مسيحي، وبلدي أورشليم السمائية".
لحق به أهل البلدة وبكوا قائلين: "كيف تتركنا يتامى؟"
أجاب قائلًا: "إن نفسي مسرورة بما تقبله من آلام على اسم سيدي يسوع المسيح. فإذا ما سفكت دمي على اسمه القدوس، أجد القربى والدالة أن أطلب منه عنكم".
ثم التفت إلى الشعب وقال: "من يحب الله ويقدر على الجهاد فليأتِ معي"، فتبعه جمع كبير وكان يسير في وسطهم كمن هو ذاهب إلى وليمة.
لما هدده الوالي أجابه: "إني لا أرهب عذابك أيها الوالي".
أمر الوالي أن يُقيد ويُطرح في أتون نار متقد، فصار الأتون كالندى فظنوه ساحرًا. أمر الوالي أن يرقد على ظهره ويدحرجوا عليه عمودًا كبيرًا جدًا ثم أمر بأن يضرب بمطارق وشوَك وأعصاب البقر حتى سال دمه، وفي كل ذلك كان الرب يقويه ويقيمه معافى.
اصطحبه الولي معه مقيدًا إلى أهناسيا، طافوا به المدينة حتى يخيفوا الشعب لكن حدث عكس ذلك، فبسبب معجزاته التي أجراها وهو في مسيرته آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم، واستشهد في أهناسيا على يد إريانوس نحو ألفيّ نسمة.
وفوق كل ذلك فقد أقام أبا كلوج ابن إريانوس الوالي بعد أن مات وكان صبيًا، ومع ذلك تقسّى قلبه فلم يطلقه. أخيرًا أكمل جهاده بقطع رقبته بالسيف في بلدته ألفنت في 20 طوبة.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:10 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كلوديوس | أقلاديوس وأخواه الشهداء



St. Claudius

استشهد الإخوة الثلاثة كلوديوس (أقلاديوس) و أستيريوس و نيون على يد والي سيليسيا في زمن الإمبراطور دقلديانوس.
تجد سيرتهم في هذه السلسلة بموقع الأنبا تكلاهيمانوت تحت اسم "أستيريوس الشهيد". العيد يوم 23 أغسطس.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:12 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كلوديوس ورفقاؤه الشهداء


St. Claudius
نحاتون مهرة:


إذ كان الإمبراطور دقلديانوس ميالًا للبناء والتعمير، لفت انتباهه أعمال أربعة من النحاتين المهرة من بانونيا Pannonia هم كلوديوس ورفقاؤه نيكوستراتُس Nicostratus وسيمبرونيان Simpronian وكاستوريُس Castorius وكانوا جميعًا من المسيحيين، وخامس لهم هو سيمبليشيوس Simplicius الذي صار هو الآخر مسيحيًا لأنه بدا له أن موهبة زملائه كانت بسبب ديانتهم.
رفضهم نحت تمثال لإسكولابيوس:


أمرهم الإمبراطور بعمل عدد من المنحوتات من بينها تمثال لإسكولابيوس Aesculapius، فوافقوا على تنفيذ جميعها ماعدا التمثال المذكور لكونهم مسيحيين، فطلب الإمبراطور من عمال آخرين وثنيين أن ينفذوا تمثال إسكولابيوس. ولكن موقف المسيحيين هذا أثار عليهم الرأي العام، فأمر دقلديانوس بالقبض على كلوديوس ورفقائه وحبسهم، لرفضهم الذبح للآلهة. في البداية كان دقلديانوس وقائده لامباديوس Lampadius يعاملونهم باعتدال، ولكن موت لامباديوس المفاجئ أثار أقاربه ملقين باللائمة على المسيحيين الخمسة.
أمر الإمبراطور بقتلهم، فوضعوا كل واحد منهم في صندوق رصاص وألقوهم في النهر، وبعد ثلاثة أسابيع انتشل أجسادهم رجل اسمه نيقوديموس Nicodemus، وكان استشهادهم حوالي سنة 306 م. العيد يوم 8 نوفمبر.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:14 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كلوديوس و هيلاريا و رفقاؤهما الشهداء



SS. Claudius and Hilaria

في مدينة روما كان تعذيب الشهداء: كلوديوس الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ، وزوجته هيلاريا (إيلاريا) وولديهما ياسون Jason وموروس Maurus وسبعون جنديًا معهم.
أمر الإمبراطور نوماريان Numerian بربط كلوديوس إلى حجر ضخم وإلقائه في النهر فغرق ونال إكليل الشهادة، وبحرق ولديه والجنود فنالوا جميعًا إكليل الاستشهاد. وكانت هيلاريا بعد استشهادهم بفترة قصيرة تقف عند قبرهم وتصلي، فقبض عليها الوثنيون وساقوها إلى السجن حيث استشهدت هناك.
يقال أن السبب في إيمان كلوديوس هو رؤيته لثبات الشهيدين كريسانثوس Chrysanthus وداريا Daria أثناء تعذيبهما من أجل إيمانهما المسيحي. العيد يوم 3 ديسمبر.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:14 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كليتوس أسقف روما


St. Cletus

الترتيب الصحيح لتتابع أساقفة روما الأوائل غير معروف بدقة، ومازال هناك جدل فيما إذا كان القديس كليتوس هو ثالث أم رابع أسقف على كرسي روما.
يُشار إلى القديس كليتوس أحيانًا بالمرادف اليوناني لاسمه وهو أنِنكليتُس Anencletus، وقد تنيح حوالي سنة 91 م.، ومن المحتمل أن يكون قد استشهد في عهد الإمبراطور دومتيان Domitian، وغير معروف عن حياته تفاصيل أخرى. العيد يوم أبريل 26.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:15 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس إكليمنضس الروماني أسقف رومية | كليمندس أسقف روما


Saint Clement of Rome

(أو كليمنت الرومي، إكليمندس، كلمندس، كلمنضس أسقف روميا) يقول عنه القديس أيريناؤس من رجال القرن الثاني: "رأى الرسل الطوباويين وتحدث معهم، كانت كرازتهم لا تزال تدوي في أذنيه، وتقليدهم ماثلًا قدام عينه".
اختلفت الآراء في شخصه، فالبعض يراه أحد معاوني الرسول بولس في الخدمة (في 4: 3)، والبعض يراه أنه القنصل فلافيوس كليمنس العضو في العائلة الملكية، حفيد الإمبراطور فسباسيان وابن عم الإمبراطور دومتيان، ورأى البعض أنه مجرد قريب للقنصل، أو عبد يهودي له حرره فحمل اسمه.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...of-Rome-01.gif


قداسة البابا القديس إكليمندس الروماني، إكليمنضس من روما الأول

على أي الأحوال يعتبر الأسقف الثالث على روما بعد لينوس وأناكليتوس، سيم أسقفًا في السنة الثانية عشرة لحكم دومتيانوس، وتنيح في السنة الثالثة من حكم تراجان.
يرى البعض أن مجلس السانتو بروما لم يحتمل أن يرى من بينهم شريفًا صار أسقفًا مسيحيًا، يجذب الأشراف إلى المسيحية، فاجتمع ودعوه ونصحوه بالعدول عن مسيحيته، وإذ لم يقبل عرضوا عنه لتراجان تقريرًا، الذي أمر بنفيه في شبه جزيرة القرم، وتكليفه بقطع الأحجار.هناك في المنفى التقى بحوالي ألفين من المسيحيين المنفيين فكان أبًا حنونًا لهم، وإذ كانوا في حاجة إلى ماء اجتمع مع بعض المؤمنين وصار يصلي فأرشده الرب إلى صخرة بها نبع ماء يستقون بها.
وقد آمن على يديه كثير من الوثنيين، وتحوّل المنفى إلى مركز للعبادة والكرازة، الأمر الذي ملأ الولاة غضبًا، فوضعوا في عنقه مرساة وطرحوه في البحر ومات غرقًا عام 101 م. (29 هاتور). وقد قيل أن جسده بقى عامًا بأكمله في البحر دون أن يفسد حتى أظهره الرب.
هكذا تقدم لنا سيرته صورة للحياة الإيمانية التي حولت المنفى إلى أشبه بقدس للرب، والضيق إلى مصدر للفرح، فيحيا المؤمن وسط الآلام متهللًا بعمل الله معه.
رسالته:


كان لرسالته التي وجهها إلى أهل كورنثوس وزنها، تقرأ في الكنائس... وهي تحمل طابع صديقه معلمنا بولس الرسول وطريقة تفكيره. وتعتبر أول الكتابات الآبائية التي احتلت مركزًا خاصًا في الكنيسة.
* يُكتب أيضًا: القديس إكليمندس، القديس إكليمندوس، القديس إكليمنضوس،القديس كليمندس، القديس كليمندوس، القديس كليمنضوس، وبالإنجليزية سانت كليمنت أو سانت كلمنت، كلميندس، اكلمندس، كلمنضس.


* يُكتَب خطأ: اكليندس، كليمنس.



Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:18 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة كليوباترا الأرملة والشهيد فاروس



SS. Cleopatra and Varus
كان فاروس جنديًا في مصر، عاش واستشهد في القرن الرابع في زمن الإمبراطور ماكسيميانوس Maximinus، وكليوباترا امرأة مسيحية اهتمت برفات الشهيد.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:19 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس كليوباس الرسول




في اليوم الأول من شهر هاتور تحتفل الكنيسة بتذكار القديسَين كليوباس الرسول ورفيقه، وهما من الاثنين وسبعين رسولًا.
كانا منطلقين إلى قرية عمواس. وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب إليهما السيد المسيح نفسه، ولما لم يعرفاه قال لهما: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء، أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟" ولما اتكأ معهما أخذ خبزًا وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما. العيد 1 هاتور.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:20 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد كنديكا و أرتيموس وابنتهما الشهداء




سبق لنا الحديث عنهم في سيرة "الشهيد بطرس الشماس".
بينما كان الشماس بطرس متهللًا بالروح لاحظ على السجان أرتيموس علامات الحزن بسبب إصابة ابنته بروحٍ نجس. بعد حوار أكد الشماس للسجان أنه سيذهب إلى بيته ويخرج من ابنته الروح الشرير. حسب السجان ذلك نوعًا من الخيال والجنون.
تحقق ذلك فآمن أرتيموس وزوجته كنديكا وابنتهما.
فتح السجان السجن وأخرج كل المسيحيين، وبقي بطرس الشماس ومعه مارشيلليوس الكاهن في السجن.
كان الوالي سيرينسو مريضًا، وإذ شُفي استدعى السجّان وأمر بضربه حتى كاد أن يموت، ثم سجنه هو وزوجته وابنتهما.
أمرهم الوالي بالسجود للأوثان فرفضوا. فحكم عليهم بعذابات كثيرة، أما هم فكانوا ثابتين في الإيمان، متهلّلين بملكوت الله. أخيرًا حكم عليهم بالموت، فربطهم الجند بالسلاسل وقادوهم إلى حيث لا يدرون. أما هم فلم يشغلهم سوى عريسهم الذي ملأ قلوبهم بالفرح. أخيرًا وجدوا أنفسهم أمام الوالي وجمهور ضخم من الوثنيين، وقد أُعدت لهم حفرة عظيمة لكي يُدفنوا فيها أحياء. قدم لهم الوالي آخر فرصة لكي يعفو عنهم إن سجدوا للأوثان. أما هم فبفرحٍ عظيمٍ وثبوا في الحفرة، وتشابكت أيديهم بعضهم ببعض وصاروا يسبحون الرب. وقام الجنود بردمهم بالتراب لكي يُدفنوا وهم أحياء.

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:20 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس كوادراتس | كوادراتوس





لا نعلم على وجه الدقة موطن كوادراتس (كوادراتيس)، وإن كان البعض يرجح أنه من رجال آسيا الصغرى، لذا يدعوه البعض: "Quadratus the Asiatic". لعلّه أقدم المدافعين، أما تاريخ كتابة الدفاع فهو في الفترة من سنة 123 إلى سنة 129 م.
ذكره يوسابيوس القيصري في تاريخه الكنسي فقال: [بعد أن حكم تراجان تسع عشرة سنة ونصف، خلفه على الإمبراطورية أليوس هدريان. وقد وجّه إليه كوادراتس حديثًا متضمنًا الدفاع عن ديانتنا، لأن بعض الأشرار حاولوا إزعاج المسيحيين. ولا يزال هذا المؤلف بين أيدي الكثيرين من الأخوة وفي أيدينا أيضًا، وهو برهان قوي على ذكاء الرجل وعلمه وعلى أرثوذكسيته الرسولية. وهو يظهر قِدَم عهده وذلك في الكلمات التالية وأعمال مخلصنا كانت دائمًا ماثلة أمامنا لأنها حق، فالذين نالوا الشفاء والذين أقيموا من بين الأموات شوهدوا -ليس حينما نالوا الشفاء وأقيموا فحسب- بل أنهم ظلوا دائمًا موجودين في أثناء حياة المخلص وبعد موته مدة طويلة من الزمن. وبعضهم ظل عائشًا حتى عصرنا".

Mary Naeem 10 - 10 - 2012 03:22 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسان كوبرس و بتاربِموتس




Abba Copres and Petarpemotis
شهادة القديس جيروم عن القديس كوبرس:


تحدث القديس جيروم عن القديس "كوبرس" قائلًا بأنه رأى هذا الذي كان يقيم في البرية، وكان رئيسًا لدير يضم 50 راهبًا، وكان يقوم بعمل معجزات عظيمة، فكان يشفي الأمراض المتنوعة، ويطرد الشياطين من المكان، ويُخرج الأرواح الشريرة وغيرها من الأمور العجيبة التي رأيناها بعيوننا. كما قال:
[ولما رآنا حيّانا وصلى لنا، وغسل أقدامنا، وبدأ يسألنا عن العالم والأمور السياسية الحادثة فيه، ولكننا ناشدناه أن يذكر لنا سيرة حياته، وكيف أعطاه الله هذه المواهب؟ وتحدث بتواضعٍ وقال:
(بتاربموتس اللص يصير قديسًا)


كان أمامي أب يُدعى "بتاربموتس" الذي كان رئيسًا للرهبان. وسكن في هذا المكان وكان أول من ارتدى الثوب الرهباني الذي أرتديه وأول من ابتدع شكله. وكان سابقًا لصًا وسارقًا لقبور الوثنيين. وقد اشتهر بارتكاب الشر من كل نوع، سواء من قطع الطريق أو السرقة" أو غيرهما من أعمال الشر.
أما سبب خلاص نفسه، فقد ذهب ? ذات مرة ? ليسرق بيتًا، وكانت تُقيم به قديسة عفيفة. ودون أن يدري وجد نفسه على سطح منزلها. ونظرًا لأنه لم يتمكن من الدخول للبيت لسرقته لأن سقفه كان مستويًا، وليس هناك مواسير لتسريب مياه المطر (مزاريب) يمكن تسلقها والدخول عن طريقها أو الخروج من هذا البيت فلم يستطع النزول والهرب منه، فقد اضطر إلى البقاء إلى الصباح، وأخذ يفكر فيما ينبغي عمله حتى طلوع النهار.
غلبه النُعاس، فرأى ملاكًا في شكل إنسان جاءه وقال له: "لا تكرّس كل حياتك وتعبك للسرقة، ولو أردت أن تغيّر حياتك الشريرة إلى أعمال صالحة، ستخدم خدمة الملائكة أمام الملك المسيح وسيعطيك القوة والسلطان لغلبة الخطية". وبمجرد أن سمع هذا الكلام فرح به، فأرشده الملاك للذهاب إلى جماعة من الرهبان وأمره بأن يتولى قيادتهم!
ولما استيقظ من نومه وجد الراهبة واقفة أمامه وقالت له: "يا رجل لماذا جئت إلى هنا؟ وما هو غرضك؟ ومتى جئت؟ ومن أنت؟"
فقال لها: "لست أدري، ولكن أرجوكِ أن تقوديني إلى الكنيسة". فلما ذهب إلى الكنيسة جثا أمام أقدام الشيوخ (الكهنة) وتوسل إليهم لكي يصير مسيحيًا، لكي يجد الفرصة للتوبة.
فلما علم الشيوخ من هو تعجبوا وأرشدوه لكي لا يكون مجرمًا فيما بعد. وأما هو فقد طلب منهم أن يُعلّموه المزامير. وبقي مع الآباء الكهنة الشيوخ ثلاثة أيام، ثم مضى على الفور إلى البرية.
في البرية:


ولما عاش بها خمسة أسابيع بلا خُبز، جاءه رجل يحمل خبزًا وماء، وطلب منه أن يأكل ويشرب، وعاش ثلاث سنوات في صلوات ودموع. وكان يتغذى على جذور النباتات البرّية.
وبعد 3 سنوات عاد إلى الكنيسة، ونطق أمام الآباء بقانون الإيمان بالرغم من أنه لم يعرف القراءة فقد استطاع أن يكرر أمام الآباء ما حفظه عن ظهر قلب من الكتاب المقدس!
وتعجب الآباء أن رجلًا مثل هذا قد اقتنى هذه الدرجة من المعرفة والنُسك، فأعطوه المزيد من المعرفة الروحية ثم عمّدوه، والتمسوا منه أن يمكث معهم ولم يبقَ معهم سوى سبعة أيام فقط ثم رحل إلى موضعٍ آخر في البرّية.
قائد رهباني:


عاد من البرية بعد تدريب على حياة النسك وإنكار الذات. ثم دعا كثيرين ليتبعوا أثار خُطاه. وجاءه شاب يطلب أن يكون تلميذًا له، فلما قبله، ألبسه بالطريقة التي كان يرتدي بها ثيابه، وكان عبارة عن قميص قصير الأكمام وجلباب فوقه، وقلنسوة (طاقية) على رأسه، وشد وسطه بحزام، ثم أراه طريقة الرهبنة والبكاء على الخطايا، والجهاد في العبادة.
وكانت من عادة القديس "بتاربموتس" أنه عندما كان يموت مسيحي، كان يظل بجواره طول الليل ساهرًا ومصليًا، ويكفنه بإكرام ويدفنه. ولما رآه تلميذه وهو يُلبس الموتى المسيحيين بهذه الطريقة قال له: "هل يا سيدي ستدفني بهذه الطريقة عندما أموت؟" فقال له: "سألبسك هكذا. ثم ألف حول جسدك الكفن حتى تقول لي "كفى"!
وبعد مدة قليلة مات التلميذ، وتمت كلمات سيده، فقد ألبسه بإكرام وبمخافة الرب وقال بصوتٍ عالٍ أمام كل الواقفين: "هل ألبستك حسنًا يا ولدي؟ أو لا يزال ينقصك شيء؟!" فأرسل الميت صوتًا سمعه الجميع، قائلًا: "لقد ألبستني يا أبي حسب ما وعدتَ به ونفذته!" فتعجب الحاضرون ومجدوا الله. ثم مضى القديس للبرية هاربًا من المجد الباطل.
وكان على القديس أن يعود إلى رهبانه وتلاميذه ولخدمة المرضى منهم.
إقامة ميت:


ذهب القديس بتاربموتس لزيارة أخ مريض، ورأى أنه كان يعاني بشدة خلال سكرات الموت، وكان متعبًا في فكره، وكان عقله يلومه وضميره يوخزه بسبب شروره التي لم يكن قد تاب عنها بعد! فقال له القديس: "كيف تقدر أن تمضي إلى الرب وأنت تحمل معك دليل اتهامك بالإهمال في أعمالك؟" فتوسل إليه الأخ أن يصلي إلى الله من أجله ليعطيه عمرًا قليلًا آخر ليُصلح حياته وأعماله. فقال له لقد انتهت حياتك وأنت تسأل وقتًا للتوبة؟ ماذا كنت تفعل طول حياتك؟ ألم تستطع أن تُصلح من عيوبك؟ ومع ذلك أضفت غيرها إلى إهمالك". ولكن هذا الأخ ناشده أن يصلي ليقوم من فراش مرضه. صلى القديس ثم قال له: "إن الله منحك عمرًا آخر قدره ثلاثة أعوام"، ثم أمسك بيده وأقامه فورًا من فراش مرضه، ثم قاده معه إلى البرية حيث عاش معه ثلاث سنوات.]
الصلاة على الرمال:


حضر إلى الأنبا كوبرس مرة مزارع وهو يحمل دلوًا به رمل، فلما سُئل القديس عن سبب ذلك قال: "إن القرية القريبة للدير قد تعرضت لخطر الديدان التي كانت تأكل المحصول، فصلينا لهم على بعض الرمال وقلنا لهم أن يخلطوها بالتقاوي عند الزراعة، ولهذا يأتي الفلاحون إلى الدير لكي نصلي لهم على الرمال كما جرت العادة".
قبول لص الإيمان:

قال القديس كوبرس أنه كان لأخ حديقة خصص ثمارها للرهبان، فدخل إليها لص وثني وسرق بعض ثمارها وأوقد عليها لمدة ثلاثة ساعات ليطهيها، فظلّت كما هي، وكذلك تبقّى الماء دون أن يغلي. فتأثر بذلك وأحضر الثمار إلى القديس ورجاه أن يصفح عنه وأن يجعله مسيحيًا. فقام القديس كوبرس بتعليمه مبادئ الإيمان المسيحي.


الساعة الآن 03:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025