![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدعوة وحيده https://3.bp.blogspot.com/_HoE109gEog...0/jeschild.jpg فلتنطلقى ياروح ابنه التراب انطلقى وحلقى فى سما القدوس البار أنطلقى ولا يقطع انطلاقك صوت عصفور ام غراب فكلاهما مساكين من خلقه يد ضابط الكون القدير فلا تهتمى سوى بالإنطلاق لمن تنتمى اليه يا نفحه الله القدوس العظيم إنطلقى بدعوتك الوحيده لمن وهبك جمال الحياه وملكك عليها بحبه العجيب انطلقى وهللى لواهب نعمك بحنانه العجيب انطلقى واصرخى وتوسلى وتزللى للرب القدير https://2.bp.blogspot.com/_HoE109gEog.../705032424.jpg إظهر يارب مجدك على كل بنيك فلا يهلكون بين حراب الشرير إظهر يا رب عظمة اسمك الذى ليس له مثيل إظهر يارب مقدرتك واجمع الحنطه بحنانك يا عظيم إظهر يارب سمو تعاليمك التى لا يزول حرف منها مهما مر القرون والسنين إظهر يا رب نورك فى كل شمعك واجعله بك ينير فمن يذوب الأن سيكون له من مجدك عندما يحين يومك القريب وابنتك على ذلك شاهد شهيد فانطلقى ياروح وحلق يا قلب بالتسبيح لرب الكون العظيم https://3.bp.blogspot.com/_HoE109gEog...0/83679695.gif الرب القدوس القدير الذى يظهر مجده فى كل شئ ضعيف باقتدار عجيب إنطلقى واطلقى كل دقه قلب وكل خليه بها نفس تسبح وتعترف بإيماننا بفادى نفوسنا العظيم آمين آمين آومن يا ضابط الكون العظيم آؤمن بآعظم آيه حدثنا عنها اشعياء النبى فى نبوته http://img688.imageshack.us/img688/5...78zdgn1cb9.gif آومن بسر التقوى الذى شرحه لنا بولس الرسول أؤمن بالله النازل فى الجسد ليأخذ ناسوت أدم ويحمل القصاص عنه وعن كل بنيه أؤمن بموت ناسوت القدير وإقامته ناسوته فأقامنا فى جسده ونصرنا على سلطان الشرير أؤمن بمن نصرنى بانتصاره على الموت بالموت باقتدار عجيب ولم يعد لأبواب الجحيم سلطان على كل من يختار المسيح الله القدوس من دبر بتواضعه تجسده وصلبه وقيامته واعطانى بها ميثاق الصلح مع السمائيين http://img16.imageshack.us/img16/2104/63425046.jpg وأصبح لى مكان فى سماه بحبه الذى ليس له مثيل فكم أنا محظوظ بيه فلك أنا يا واهب النعم العظيم فقط استجب لدعوتى الوحيده فلا ابغى سواهاواعيش على رجاها منذ كنت طفل صغير انا ابن الملك الكبير وليس لى من اعرفهم ليشتركون فى دعوتى التى ابغيها منك يا قدير ولكن تشترك روحى وعقلى ونفسى فى التزلل اليك وانا اعلم وارى وجودك فى حياتى كل حين فكم وعودك صادقه وامينه ليس لها مثيل فلا تهتم بما لى بل اسحقنى ولكن اظهر مجد اسمك وسموك العظيم فانا ابنتك وابنة الملك العظيم ليس ضعيفه او مستصغره لنفسها بل هى تعرف عظمة وسموا قدرها النابع من قدر ابيها السماوى القدير https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...okrator-02.jpg وابنة الملك لا تخاف لإنها محميه على صخرة الإيمان باقتدار عجيب وابنه الملك ليس فى بلاد عجائب بل هى فى واقع انتشر فيه الشر وتفشى وياليته يظهر شرا بل يلصقه الشرير بانها اراده الله ان يفعل البشر الشر ليرضيه فابنه الملك تعلم ذلك وتفهم ولكن ليس لها سوى الحق لتنطق بيه وابنه ملك الملوك المسيح العظيم ليست اعجوبه ولا نشاذ عن الكون بل من يتأمل خلقه الله القدوس العظيم يتعلم معنى سمو أخلاق المسيح الله المتجسد باقتدار عجيب ويتعلم ما هى إراده الرب من بنيه فالله السامى يسموا بكل من يقترب اليه https://3.bp.blogspot.com/_HoE109gEog...0919688wi4.jpg فلا يعد يهتم بما للتراب بل اهتمامه بما اعظم من ذلك كثير فابنه ملك الملوك ورب الأرباب الثالوث القدوس ذو الجوهر الواحد تعلم من هو الله الواحد الوحيد وان كان ما أظهره لها ابوهاالسماوى الحبيب ليس سوى قشور من عظمة مجده الذى لا يحتمل رؤيته بشر ويعيش فابنه الملك لا تهتم بما للجسد من عيوب او إساءات بل تصلى من اجل من يحاول ان يؤذيه فابنه المسيح ليست سوى شمعه نورها هو رب المجد يسوع من انار قلب القبر واقام ذاته باقتدار عجيب فأظهر نورك يارب على الجميع ليمجدوا عظمة اسمك القدير تبارك اسمك يا قدوس يا عظيم فشمعتك خاضعه لكل تدبير منك و فرحه انها تحمل منك اخف نير فدمه علىّ نعمه ياقدير فأرى واشعر نبض قلبك الحانى المحتوى لبنيه بنوره العجيب |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثق لا مكان للخوف مادمت ملتصق بقلب المسيح معونة الله " أنا أعينك " ( إش 41 : 14 ) + تأمل هذا الوعد باستمرار ، وثق أنه يقدر أن يعينك دائماً ، معونة بدون حدود ، وبلا قيد ولا شرط !! بل بمجرد الطلب ، من رب المجد ، المُحب لمساعدة أولاده . + لأنه مُعين لكل من ليس له معين ، ورجاء لكل من ليس له رجاء ، وميناء الذين فى العاصفة . + ويقول المرنم القبطى : مين أحن منك أتكل عليه وفى وقت ضيقى ألتجأ إليه ؟ يا أب الأرامل يا أب الأيتام حلاّل المشاكل صانع السلام إن دعوت غيرك إنتظارى يطول أما إن دعوتك تيجى على طول + وكان داود النبى يطلب باستمرار معونة الله ، وليس سواه ، فينال منه طلباته ، ويحقق كل آماله ، لذلك كان يقول : · " كنت عونى " ( مز 27 : 9 ) ، ( مز 63 : 7 ) . · " عونى ومنقذى أنت " ( مز 40 : 17 ) ، أى ضرورة طلب العون من الله وحده · " معونتى من عند الرب " ( مز 121 : 2 ) . · " أنت يارب أعنتنى وعزيتنى " ( مز 86 : 17 ) · " طوبى لمن إله يعقوب مُعينه " ( مز 146 : 5 ) . + وامتاز القديس بولس الرسول ، بذكر معونات الله المتعددة له ، فى خدمته فى عدة أماكن ، وفى ظروف مختلفة ، وقال بإيمان : · " الروح ( القدس ) يُعين ضعفاتنا " ( رو 8 : 26 ) . · " الرب لى مُعين ، فلا أخاف ماذا يصنع بى الإنسان " ( عب 13 : 6 ) ، وهو سر شجاعته وهدوئه فى كل متاعبه وتجاربه . · " فلنتقدم بثقة – إلى عرش النعمة – لكى ننال رحمة ، ونجد نعمة ، وعوناً فى حينه " ( عب 4 : 16 ) . + ويسأل الرب كل الهاربين منه ، ويقول لهم بصراحة تامة : · " إلى من تهربون للمعونة " ( إش 10 : 3 ) . + فليس سواه هو المعين ، لكل تعبان ، ولكل حزين ، ولكل من فقد الأمل الآن . + وها هو صوت الرب – يعلن بكل الحب - ويقول لك : · " قد أيدتك وأعنتك ، لأنى أنا الرب إلهك ، الممسك بيمينك ، القائل لك : " لا تخف ، أنا أُعينك " ( إش 41 : 11- 12 ) . + فهل بعد هذا الوعد الإلهى ، تخشى شيئاً أو تخاف شيئاً ، او ترتعد ؟! + وهل تتذكر دائماً قوله لك : " أنا أُعينك " ؟! . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مصدر الإيمان المسيحي
http://cs9775.vk.me/u119663057/151920967/x_1e7bd839.jpg بعض الكلمات في مصدر الإيمان المسيحي قرأت عن الدكتور هاري دريمر، عن حادثة جرت له حين كان يحاضر حول خيمة النبي موسى الشهيرة في البرية. وأشار إلى أن موسى النبي قدَّم الحل لمشكلة، طالما أزعجت المهندسين الذين يعملون في الصحراء. فقد تمكن موسى من تشييد بناء مستقر على أساس رملي. في نهاية المحاضرة نهض مهندس من الحضور وقال: {أود أن أعلق على ما قاله المتكلم في موضوع الخيمة}. أستطيع أن أوافق على ذلك الجزء من محاضرته، خصوصاً بسبب حادثة واقعية جرت مؤخراً. لقد ابتكر صديق لي نموذجاً لمبنى بسيط، يقيم فيه عمال البناء وهو يصلح للصحراء. واستخدم صديقي نفس هذه الفكرة، أي بناء صفين من الألواح الجدارية المشبكة بالعصي والمسامير ذات العرى. وتقدم بطلب امتياز اختراع، فرفض المكتب المختص أن يمنحه إياه. ورفع دعوى إلى المحكمة الفيدرالية، ليجبر مكتب منح الامتيازات، على منحه حق البراءة، ولكنه خسر القضية. وجاء في حيثيات الحكم أنه ما دام موسى قد استخدم هذه الفكرة منذ ٣٥٠٠ سنة فإن طلب امتياز الاختراع جاء متأخراً جداً. وجلس المهندس في مقعده وسط ضحكات الاستحسان وتصفيق الزملاء، وأوضح بذلك وبصورة غير مقصودة عصرية هذا الكتاب القديم اي الكتاب المقدس. أي أن أقدم مجلد حفظه الإنسان يوازي في عصريته تطبيقات مهندسي القرن الواحد والعشرين. للكتاب المقدس، أهمية بالغة، لا مثيل لها بالنسبة للمسيحي، لأنه يعتبره كلمة الله، والمصدر الوحيد لإيمانه. وهو يجد في هذا الكتاب إعلاناً واضحاً عن محبة الله للإنسان، كما يجد الوسائل الناجعة للتقرب إلى الله القدوس. حاول أعداء المسيحية عبثاً، أن يدمروا الكتاب المقدس. بل إن امتلاك نسخة منه، ما زال يعتبر في بعض البلدان جريمة خطيرة. ومع ذلك فإن آلاف الناس، فضلوا أن يموتوا على أن يتخلوا عن الكتاب الذي أحبوه. وفي كثير من الأحيان، حاولت الكثير من الدول المعادية للمسيحية أن تحرض على حرق كميات كبيرة من الكتاب المقدس ، على سبيل السخرية منه، وبغية إفنائه. وفي محاولة قام بها الإمبراطور الروماني دوقليستيان لمحو المسيحية، أصدر مرسوماً يقضي بالموت، على كل من يملك نسخة من الكتاب المقدس. وأفرط في قسوته، حتى أنه لم يستثن أفراد أسرته من حكم الإعدام، إذا لم يخبروا عن مثل هذه المخالفة القانونية. وبعد سنتين قال الإمبراطور متفاخراً: لقد استأصلت الكتابات المسيحية استئصالاً تاماً. إلا أنه حين عرض الإمبراطور قسطنطين، بعد ذلك، مكافأة سخية مقابل الحصول على نسخة واحدة من الكتاب المقدس، قُدمت له خمسون نسخة خلال أربع وعشرين ساعة. يحتل الكتاب المقدس اليوم، أعظم مرتبة بين الكتب من حيث سعة انتشاره وقراءته في كل أنحاء العالم. لقد قلل الفيلسوف الملحد الشهير فولتير، من شأن الكتاب المقدس، وتنبأ بأن المسيحية ستأفل وتموت في أقل من قرن أو نحو ذلك. وكم هو رائع أن يصبح البيت نفسه الذي عاش فيه فولتير، مخزناً لجمعية الكتاب المقدس في فرنسا. ومن هذا المكان توزَّع آلاف مؤلفة من الكتب المقدسة. إن كل من قرأ الكتاب المقدس أو درس دراسة مستفيضة عنه، سوف يعترف بسهولة، بأن الكتاب المقدس كتاب فريد. لقد صمد القسم الأقدم من الكتاب المقدس لمدة تزيد عن ثلاثة آلاف سنة، بينما طُمست، بمرور الزمن، كتابات أخرى كانت معاصرة له. ولا يمكن أن يتساوى به كتاب آخر من حيث تعاليمه الأخلاقية والأدبية. وعلى مر التاريخ، ظل تأثيره محسوساً في حياة الأفراد والمجتمعات. وحيثما انتشر هذا الكتاب، تبعته حتما الاستنارة والتقديم. ولا ينفرد الكتاب المقدس بكونه كتاباً غير عادي من حيث قوته واستحالة تدميره فحسب، لكنه فريد أيضاً من حيث ما يحتوي لخطة الله لخلاص الإنسان في الدقة المتناهية من حيث الزمان والحدث والمكان وأضهار محبه الله في الفداء بأبنه على الصليب وكذلك هو فريد أيضاً من حيث تأليفه. لقد كُتبت الكتب الأخرى من قبل أناس – بعضهم عباقرة. لكن الكتاب المقدس يدعي، بأنه كُتب من قبل رجال كانوا تحت قيادة روح الله نفسه. لقد تكلم الناس وكتبوا، ولكنهم كانوا مقودين بالروح القدس، روح الله. اشترك في الكتاب المقدس أربعون رجلاً مستخدمين ثلاث لغات. وجاء هؤلاء الرجال على مستويات معيشية مختلفة، فكان منهم الملك والراعي والنبي والجابي والطيب وصياد السمك. وانقضت ألف وستمائة سنة قبل أن يكمل الكتاب .هذا هو الكتاب الذي يبني عليه المسيحيون الحقيقيون إيمانهم . لقد قيل الكثير، في إمكانية تحريف الكتاب المقدس الا ان الأدلة التي يقدمها علم الآثار عموماً، تزيد ثقتنا بالدقة التي نُقل بها النص، عبر القرون، حتى وصل إلينا. كما أظهرت أيضاً أن النقل تمّ بأمانة غير عادية، مما لا يدع مجالاً للشك في التعليم الذي نقله إلينا النص الكتابي. وما زالت الآثار، تثبت النص الكتابي. وكثيراً ما ضحك المشككون من بعض الحوادث المثيرة للشك المدونة في الكتاب. لكن ضحكاتهم أُسكتت مرة بعد مرة بفضل الاكتشافات الآثارية المؤيدة للكتاب المقدس. هذا هو الكتاب الذي يؤمن به المسيحيون والذي هو مصدر ايمانهم، والذي يستطيع أن يدحض أي اتهام بالتحريف او بالتغيير، فهو يحوي بين طياته كلمة الله الحية والفعالة والتي هي امضى من كل سيف ذو حدين .وكلمته هذه قادرة ان تغير حياتك وتجعل منك انسان آخر، إن قبلت المسيح وعشت حسب إنجيله. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم هو ينبوع الحياة لجميع بني البشر |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما قلنا في مقدمة هذا الجزء أن للتوبة أساس راسخ تقوم عليه وتُبنى وبدونه تستحيل على وجه الإطلاق، لأن الله لا يدعو الإنسان ليتوب بمجرد كلام، أو نداء ودعوة للأخلاق الحميدة، أو على أساس أنه يهرب من الدينونة، أو لأجل أن يكون في المجتمع إنسان سوي لينال مدحاً من أحد، أو لأن الله سيستفيد من بره شيئاً أو حتى من توبته، لأن الإنسان لا يقدر أن يضيف أو ينتقص من الله شيئاً قط، بل أساس التوبة والدعوة قائمة على الآتي:[1] محبة الله الشديدة للإنسان، [2] طول أناة الله، [3] غفران الخطايا المجاني، وقد تحدثنا في العناوان الأول في الجزء السابق، والآن نتحدث في العنوان الثاني:
فلطف الله ليس مثل الإنسان لأنه هو لطف أبوته الحانية على حبيبه الإنسان، لأن الله بطبيعة أبوته كما كشفها لنا الكتاب المقدس تظهر في أصل الكلمة إذ تأتي بمعنى πραΰς [ لطيف، ودود، وديع، يُراعي شعور الآخرين، حليم، مترفق ]، وهذه كلها صفات تصدر من المحبة، وهذه تختلف عن القسوة والصرامة التي نتوقعها من الأعداء، لذلك فأن الله لم يكن يوماً عدواً للإنسان قط حتى لو عاداه الإنسان ورفضه، لذلك نجده بمحبته الأبوية الفائقة يشفق ويتحنن عليه ويطيل أناته جداً بصبر يفوق كل إدراكاتنا نحن البشر، لذلك يُلاطفنا ويتودد إلينا بالمحبة حتى نتوب ونرجع إليه فيُشفينا، لذلك يُعلن لنا مسرته قائلاً: [ هل مسرة أُسرّ بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طرقه فيحيا ] (حزقيال 18: 23)
[ ولأنك رب الجميع وجبروتك مصدر كل عدل، فأنت تترفق بالجميع، وتُظهر جبروتك للذين يؤمنون بكمال قدرتك، وأما الذين يعرفونها فتُشجعهم على إعلان ما يعرفونه، وبما أنت عليه من القدرة تحكم بالإنصاف، وتؤدبنا بمُنتهى العطف، وتُمارس جبروتك ساعة تشاء. وبعملك هذا عَلَّمْتَ شعبك أن من كان صالحاً فلا بُدَّ أن يكون رَحوماً، ومنحت ابنائك رجاءً كبيراً بإعطائهم فرصة للتوبة عن خطاياهم ] (حكمة 12: 16 – 19)
فهل وجدنا أُم تتأفف من طفلها المتسخ، أما أنها تحمله بيديها بكل لُطف وحنان فائق وتقبل أن تتسخ بنفس ذات الوسخ الذي له، وتأخذه لتحممه ولا تتذمر من رائحته الكريهة بل تحتملها، بل تفرح جداً لأنها تحممه وتمسح بكائه وتنتظر بسمته التي تفرح قلبها جداً، وأي أُم يا تُرى لا تحتمل طفلها في مرضه حتى أنها تعتبر نفسها رخيصة في عينيها، إذ أنها لا تبالي أن تقبل منه العدوى، بل تتمنى أن تحمل مرضه عنه وهو يظل صحيحاً مُعافاً !!! لذلك نجد أن الرب يسوع وهو الطبيب الحقيقي القادر أن يُقيم من الموت، عنده محبة تفوق كل إدراكنا، فهو بشفقة المحبة الحانية وفي تواضع قلب ووداعة شديدة بكل لطف جذب إليه العشارين والخطاة وكل المرضى بأبشع أنواع الخطايا والآثام، بل وحتى المرضى بالجسد، فهو أساساً أتى إلينا بتواضع على الأرض وفي وداعة أخلى ذاته من مجده الفائق واتخذ جسدنا الضعيف مسكناً خاصاً له واقترب إلينا بودٍ شديد وجمع كل أحاسيسنا ليُركزها في شخصه ليجذبنا إليه، فقد أتى بلطف ووداعة وجعل لاهوته مستتر وراء حجاب الناسوت لكي لا يرعبنا من عظمة بهاء مجد لاهوته التي لا تستطيع الملائكة أن تنظر إليه قط، وبهذا التواضع العجيب بوداعة وتواضع القلب قال للجميع: [ تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم ] (متى 11: 28) وهكذا نجد أن الرب يسوع يُريح ولا يُتعب أحد، يرفع الثقل ولا يضع ثقل على أحد، يُشفي ولا يُمرض أحد، بلطف يجذب أعظم الخطاة شراً ولا يلكم أو ينبُذ أحد قط، ولا يمنعنا من الدخول أو يطردنا إذا أتينا إليه خُطاة أو فجار أو حتى جهلة ملتمسين رحمته، وقد اختار تلاميذ وأعطاهم تعليم قائلاً [ أحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ] (متى 11: 29)، وحتى بذلك يصيروا مشابهين له، لطفاء، يدعون نفس ذات الدعوة عينها مجسدين محبة الله ورحمته للجميع، داعين كل الناس إليه بلا تمييز، لكي يجمعوا في النهاية شعب الله معاً المدعوين للحياة في شخصه العظيم القدوس، ولا يشتتوهم أو يرفضوهم أو يعيروهم. ومن هُنا يتضح لنا أن الذين يظنون أنهم ينبغي عليهم أن يتعاملوا بخشونة وشدة مع المُخطئين أو للمخالفين الرأي ويرفضوهم ويعنفوهم، لأنهم يعتبرونهم عميان لا يدركون الحق ولا يعرفونه، أو أنهم مرضى وأموات بالخطايا والذنوب، أو أنهم أذنبوا وجرموا بشدة، عوض أن يعاملونهم بلطف ووداعة، أو يشفقون عليهم لأنهم مرضى أو عُميان لا يبصرون، فهؤلاء لا يُحسبون من بين تلاميذ المسيح الرب، لأن مثل هؤلاء الذين يدَّعون أنهم يطلبون رحمة الله عليهم وتحننه ويلتمسون غفرانه لخطاياهم، لا يرحمون الآخرين ولا يطلبون لأجلهم الغفران بل يقيموا عليهم الحد لا بالسيف بل بالكلام، طلبين أن يُحرموا ولا يكون لهم نصيب معهم في الغفران لأنهم يرونهم لا يستحقون، وبذلك يكونوا منعوا عن أنفسهم غفران الله وإحسانه ويجلبون عليهم غضب الله ورفضهم من محضره تاركاً إياهم ليموتوا في خطاياهم الكبرى وهي عدم الغفران للآخر، وتصير الصلاة الربانية شاهداً عليهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يغفروا للآخرين ويريدون أن يدخلوا الله معهم في دينونة هؤلاء المرضى، لذلك صارت خطيتهم أعظم وحرمانهم من قوة غفران الله وسلامة أكيدة لأنهم لم يستطيعوا أن يرحموا أو يشفقوا على إخوتهم الذين أحبهم الرب ومات لأجلهم أيضاً، لذلك يقول الكتاب:
عموماً يقول الرب على لسان إرميا النبي: [ فَاذْهَبْ وَأَعْلِنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ نَحْوَ الشِّمَالِ وَقُلْ: ارْجِعِي أَيَّتُهَا الْخَائِنَةُ إِسْرَائِيلُ، فَأَكُفَّ غَضَبِي عَنْكُمْ لأَنِّي رَحِيمٌ، وَلَنْ أَسْخَطَ عَلَيْكُمْ إِلَى الأَبَدِ ] (إرميا 3: 12 ترجمة تفسيرية) يقول القديس أغسطينوس تعليقاً على الآية السابقة: [ أنظر كيف ينصحك الله ويحثك لكي تتوب عن خطاياك فتخلُّص. أنظر كم يدعو المستحقين للموت أن يأتوا للحياة. أي رقة وأي شفقة حتى أنه لا يرفض الخُطاة حين يرجعون، بل أنه يستمر في أن يدعوهم أبناء، رغم أنهم فقدوا أبوة الله لهم بسبب خطاياهم، كما شهد الله نفسه بحزن وأسى ونوح قائلاً: "رذل السيد كل مقتدري في وسطي دعا علي جماعة لحطم شباني، داس السيد العذراء بنت يهوذا معصرة ((بَدَّدَ الرَّبُّ جَمِيعَ جَبَابِرَتِي فِي وَسَطِي، وَأَلَّبَ عَلَيَّ حَشْداً مِنْ أَعْدَائِي لِيَسْحَقُوا شُبَّانِي، دَاسَ الرَّبُّ الْعَذْرَاءَ بِنْتَ صِهْيَوْنَ كَمَا يُدَاسُ الْعِنَبُ فِي الْمِعْصَرَةِ)) ] (مراثي 1: 15) فأننا نتعلم من هذه الكلمات أن الله يحبك ويُريد لك الحياة لا الهلاك، ولكنك تحتقره وترذله، ذاك الذي يقول: "هل أُسرّ بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طُرقهُ فيحيا" (حزقيال 18: 23) فأنت ترغب في الموت عن طريق الخطايا التي تسقط فيها، ولكنه يُريد لك الحياة عن طريق التوبة ] _____________________________ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما قلنا في مقدمة هذا الجزء أن للتوبة أساس راسخ تقوم عليه وتُبنى وبدونه تستحيل على وجه الإطلاق، لأن الله لا يدعو الإنسان ليتوب بمجرد كلام، أو نداء ودعوة للأخلاق الحميدة، أو على أساس أنه يهرب من الدينونة، أو لأجل أن يكون في المجتمع إنسان سوي لينال مدحاً من أحد، أو لأن الله سيستفيد من بره شيئاً أو حتى من توبته، لأن الإنسان لا يقدر أن يضيف أو ينتقص من الله شيئاً قط، بل أساس التوبة والدعوة قائمة على الآتي:[1] محبة الله الشديدة للإنسان، [2] طول أناة الله، [3] غفران الخطايا المجاني، وقد تحدثنا في العناوان الأول في الجزء السابق، والآن نتحدث في العنوان الثاني:
فلطف الله ليس مثل الإنسان لأنه هو لطف أبوته الحانية على حبيبه الإنسان، لأن الله بطبيعة أبوته كما كشفها لنا الكتاب المقدس تظهر في أصل الكلمة إذ تأتي بمعنى πραΰς [ لطيف، ودود، وديع، يُراعي شعور الآخرين، حليم، مترفق ]، وهذه كلها صفات تصدر من المحبة، وهذه تختلف عن القسوة والصرامة التي نتوقعها من الأعداء، لذلك فأن الله لم يكن يوماً عدواً للإنسان قط حتى لو عاداه الإنسان ورفضه، لذلك نجده بمحبته الأبوية الفائقة يشفق ويتحنن عليه ويطيل أناته جداً بصبر يفوق كل إدراكاتنا نحن البشر، لذلك يُلاطفنا ويتودد إلينا بالمحبة حتى نتوب ونرجع إليه فيُشفينا، لذلك يُعلن لنا مسرته قائلاً: [ هل مسرة أُسرّ بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طرقه فيحيا ] (حزقيال 18: 23)
[ ولأنك رب الجميع وجبروتك مصدر كل عدل، فأنت تترفق بالجميع، وتُظهر جبروتك للذين يؤمنون بكمال قدرتك، وأما الذين يعرفونها فتُشجعهم على إعلان ما يعرفونه، وبما أنت عليه من القدرة تحكم بالإنصاف، وتؤدبنا بمُنتهى العطف، وتُمارس جبروتك ساعة تشاء. وبعملك هذا عَلَّمْتَ شعبك أن من كان صالحاً فلا بُدَّ أن يكون رَحوماً، ومنحت ابنائك رجاءً كبيراً بإعطائهم فرصة للتوبة عن خطاياهم ] (حكمة 12: 16 – 19)
فهل وجدنا أُم تتأفف من طفلها المتسخ، أما أنها تحمله بيديها بكل لُطف وحنان فائق وتقبل أن تتسخ بنفس ذات الوسخ الذي له، وتأخذه لتحممه ولا تتذمر من رائحته الكريهة بل تحتملها، بل تفرح جداً لأنها تحممه وتمسح بكائه وتنتظر بسمته التي تفرح قلبها جداً، وأي أُم يا تُرى لا تحتمل طفلها في مرضه حتى أنها تعتبر نفسها رخيصة في عينيها، إذ أنها لا تبالي أن تقبل منه العدوى، بل تتمنى أن تحمل مرضه عنه وهو يظل صحيحاً مُعافاً !!! لذلك نجد أن الرب يسوع وهو الطبيب الحقيقي القادر أن يُقيم من الموت، عنده محبة تفوق كل إدراكنا، فهو بشفقة المحبة الحانية وفي تواضع قلب ووداعة شديدة بكل لطف جذب إليه العشارين والخطاة وكل المرضى بأبشع أنواع الخطايا والآثام، بل وحتى المرضى بالجسد، فهو أساساً أتى إلينا بتواضع على الأرض وفي وداعة أخلى ذاته من مجده الفائق واتخذ جسدنا الضعيف مسكناً خاصاً له واقترب إلينا بودٍ شديد وجمع كل أحاسيسنا ليُركزها في شخصه ليجذبنا إليه، فقد أتى بلطف ووداعة وجعل لاهوته مستتر وراء حجاب الناسوت لكي لا يرعبنا من عظمة بهاء مجد لاهوته التي لا تستطيع الملائكة أن تنظر إليه قط، وبهذا التواضع العجيب بوداعة وتواضع القلب قال للجميع: [ تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم ] (متى 11: 28) وهكذا نجد أن الرب يسوع يُريح ولا يُتعب أحد، يرفع الثقل ولا يضع ثقل على أحد، يُشفي ولا يُمرض أحد، بلطف يجذب أعظم الخطاة شراً ولا يلكم أو ينبُذ أحد قط، ولا يمنعنا من الدخول أو يطردنا إذا أتينا إليه خُطاة أو فجار أو حتى جهلة ملتمسين رحمته، وقد اختار تلاميذ وأعطاهم تعليم قائلاً [ أحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ] (متى 11: 29)، وحتى بذلك يصيروا مشابهين له، لطفاء، يدعون نفس ذات الدعوة عينها مجسدين محبة الله ورحمته للجميع، داعين كل الناس إليه بلا تمييز، لكي يجمعوا في النهاية شعب الله معاً المدعوين للحياة في شخصه العظيم القدوس، ولا يشتتوهم أو يرفضوهم أو يعيروهم. ومن هُنا يتضح لنا أن الذين يظنون أنهم ينبغي عليهم أن يتعاملوا بخشونة وشدة مع المُخطئين أو للمخالفين الرأي ويرفضوهم ويعنفوهم، لأنهم يعتبرونهم عميان لا يدركون الحق ولا يعرفونه، أو أنهم مرضى وأموات بالخطايا والذنوب، أو أنهم أذنبوا وجرموا بشدة، عوض أن يعاملونهم بلطف ووداعة، أو يشفقون عليهم لأنهم مرضى أو عُميان لا يبصرون، فهؤلاء لا يُحسبون من بين تلاميذ المسيح الرب، لأن مثل هؤلاء الذين يدَّعون أنهم يطلبون رحمة الله عليهم وتحننه ويلتمسون غفرانه لخطاياهم، لا يرحمون الآخرين ولا يطلبون لأجلهم الغفران بل يقيموا عليهم الحد لا بالسيف بل بالكلام، طلبين أن يُحرموا ولا يكون لهم نصيب معهم في الغفران لأنهم يرونهم لا يستحقون، وبذلك يكونوا منعوا عن أنفسهم غفران الله وإحسانه ويجلبون عليهم غضب الله ورفضهم من محضره تاركاً إياهم ليموتوا في خطاياهم الكبرى وهي عدم الغفران للآخر، وتصير الصلاة الربانية شاهداً عليهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يغفروا للآخرين ويريدون أن يدخلوا الله معهم في دينونة هؤلاء المرضى، لذلك صارت خطيتهم أعظم وحرمانهم من قوة غفران الله وسلامة أكيدة لأنهم لم يستطيعوا أن يرحموا أو يشفقوا على إخوتهم الذين أحبهم الرب ومات لأجلهم أيضاً، لذلك يقول الكتاب:
عموماً يقول الرب على لسان إرميا النبي: [ فَاذْهَبْ وَأَعْلِنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ نَحْوَ الشِّمَالِ وَقُلْ: ارْجِعِي أَيَّتُهَا الْخَائِنَةُ إِسْرَائِيلُ، فَأَكُفَّ غَضَبِي عَنْكُمْ لأَنِّي رَحِيمٌ، وَلَنْ أَسْخَطَ عَلَيْكُمْ إِلَى الأَبَدِ ] (إرميا 3: 12 ترجمة تفسيرية) يقول القديس أغسطينوس تعليقاً على الآية السابقة: [ أنظر كيف ينصحك الله ويحثك لكي تتوب عن خطاياك فتخلُّص. أنظر كم يدعو المستحقين للموت أن يأتوا للحياة. أي رقة وأي شفقة حتى أنه لا يرفض الخُطاة حين يرجعون، بل أنه يستمر في أن يدعوهم أبناء، رغم أنهم فقدوا أبوة الله لهم بسبب خطاياهم، كما شهد الله نفسه بحزن وأسى ونوح قائلاً: "رذل السيد كل مقتدري في وسطي دعا علي جماعة لحطم شباني، داس السيد العذراء بنت يهوذا معصرة ((بَدَّدَ الرَّبُّ جَمِيعَ جَبَابِرَتِي فِي وَسَطِي، وَأَلَّبَ عَلَيَّ حَشْداً مِنْ أَعْدَائِي لِيَسْحَقُوا شُبَّانِي، دَاسَ الرَّبُّ الْعَذْرَاءَ بِنْتَ صِهْيَوْنَ كَمَا يُدَاسُ الْعِنَبُ فِي الْمِعْصَرَةِ)) ] (مراثي 1: 15) فأننا نتعلم من هذه الكلمات أن الله يحبك ويُريد لك الحياة لا الهلاك، ولكنك تحتقره وترذله، ذاك الذي يقول: "هل أُسرّ بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طُرقهُ فيحيا" (حزقيال 18: 23) فأنت ترغب في الموت عن طريق الخطايا التي تسقط فيها، ولكنه يُريد لك الحياة عن طريق التوبة ] _____________________________ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سأله المسيح: أتحبني؟
http://www.lexamoris.com/diesdomini/...%20Khirafi.jpg سأله المسيح: أتحبني؟ في يوم من الأيام حضرت اجتماعاً تمَّت خلاله مناقشة بعض المواضيع الساخنة. طبعاً كان من الطبيعي أن يكون هناك حالة من الهيجان وارتفاع الأصوات بين غالبية المتواجدين، إلا أنني لاحظت التزام أحد الأعضاء بالهدوء. فالتفتُّ إليه وسألته: "لماذا أنت صامت؟ لماذا لا تتكلم؟ نريد معرفة رأيك بخصوص هذه القضية!". فأجاب الرجل وقال: "صمتي هو إجابتي ورأيي". أيمكن أن يكون الصمت في بعض الأحيان رأيًا أو إجابة؟ عندما قرأت قصة السيد المسيح بعد واقعة قيامته من الأموات وتقابله مع تلاميذه، شعرتُ بدهشة كبيرة لقلـَّة الكلمات التي تمَّ تبادلها بين الطرفين! عندما كنت صغيرًا، أذكر أنني تساءلت: لماذا لم يُلقِ المسيح خطابًا للاحتفال بقيامته؟ لماذا لم يسأله التلاميذ كيف أستطاع أن يقوم مِن القبر حيًا؟ ألم تخطر هذه الأسئلة على بالهم؟ بالتأكيد كانوا يفكرون بأمور كثيرة، لكن لم يتم تدوين أي شيء من هذا القبيل. كل الكلام الذي دوِّن آنذاك كان كلام المسيح - الذي كان نادراً أيضاً! وقت للصمت في إنجيل يوحنا الأصحاح 21 نقرأ عن اجتماع عُقِد بين المسيح وتلاميذه عند بحيرة طبرية. في إحدى الأمسيات، وبعد قيامة السيد المسيح مِن القبر، ذهب بعض تلاميذه إلى الصيد، إلا أنهم لم يصطادوا شيئاً طوال الليل! ولما طلع الفجر، ناداهم شخص - لم يعرفوا مَن هو، مِن شاطيء البحيرة وسألهم: أعندكم سمك؟ قالوا: لا. فقال لهم: ألقوا الشبكة إلى يمين القارب فتجدوا سمكاً. فألقوا الشبكة هناك، ويا لشدَّة دهشتهم...! لقد امتلأت الشبكة بالسمك، حتى أنهم لم يستطيعوا أن يسحبوها! تـُرى من هو الشخص الذي أرشدهم لعمل ذلك؟ أسرع التلاميذ بقاربهم نحو الشاطيء لينظروا مَن كان المتكلـِّم. وهناك رأوا خبزاً وجمراً وسمكاً. هناك أيضاً شاهدوا المسيح وعلموا أنه هو الذي صنع معهم تلك المعجزة. ثم قال لهم السيد المسيح: "قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآنَ... وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟" (يوحنا 21: 10 و12) لأنهم علموا بأنه هو السيد المسيح. لم يجروء أحد على سؤاله بالرغم من كثرة شكوكهم وريبتهم وعدم تصديق بعضهم حقيقة قيامته من القبر! هل يمكنك أن تتخيل أنك تتقابل مع المسيح وتلتزم بنفس الصمت الذي التزم به التلاميذ آنذاك؟ يبدو بأننا معتادون على التكلم أكثر من الصمت! فغالباً ما يكون من الأسهل بالنسبة لنا أن نفعل شيئًا أو نقول شيئًا بدلاً من الالتزام بالصمت. إن اجتماع السيد المسيح مع تلاميذه عند بحيرة طبرية كان قوياً للغاية! فقد ركض التلاميذ مسرعين وممتلئين بالشوق نحو المسيح، إلا أنهم كانوا... صامتين! فوجود المسيح كان كافيًا بالنسبة لهم، ولم يسأله أحد عن أي شيء. إن صمت التلاميذ هذا لم يكن الأول خلال الفترة التي قضوها برفقة السيد المسيح، فقد حدثت حادثة أخرى على جبل عالٍ هو جبل التـَّجلي. في إحدى المرات، أخذ السيد المسيح ثلاثة من تلاميذه وصعد معهم إلى ذلك الجبل. هناك، تغيَّرت هيئة السيد المسيح فشعَّ وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وظهر معه كلا من النبي موسى والنبي إيليا وابتدأآ يتحدثان معه. في هذا الموقف أيضاً، لم يسأل أحد من التلاميذ عن أي شيء، لا عن النبي موسى ولا عن النبي إيليا! كان الثلاثة صامتين وفرحين بقضاء هذا الوقت مع المسيح، ثم قال الرسول بطرس للمسيح: "جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا!" (متى 17: 4). يبدو بأن الموقف الذي وضعوا فيه لم يترك مجالاً للتساؤولات ولا حتى للكلام - كما لو أن الكلمات كانت تعجز عن وصف شعورهم آنذاك. فهيئة السيد المسيح وحقيقة ظهور نبيين من أعظم الأنبياء معه كان إجابة كافية عن أي سؤال كان من الممكن أن يُطرح. كل ما فعله التلاميذ آنذاك هو أنهم فرحوا بما رأوا وأرادوا المكوث هناك. اسمح لي هنا عزيزي أن أتأمل بهذا الموقف وأحاول تقريبه إلى الأذهان بصورة أبسط، ليس لغاية التقليل من أهمية الموقف، بل بهدف فهم وإدراك بعض الأحاسيس والمشاعر التي اختلجت صدور التلاميذ حينها. لو قارنت ردَّة فعل التلاميذ حين رأوا السيد المسيح بعد القيامة وحين رأوه أيضاً برفقة أعظم نبيين من أنبياء العهد القديم، ألا تـُشبه ردَّة فعلهم ردَّة فِعل العاشقين والمحبين في بعض المواقف؟ أليس الصمت هو أحد الطرق التي يُعبِّر بها العاشقون عن حُبِّهم وإعجابهم؟ غالباً ما نحرص على أن نتعلـَّم وندرس فن الخطابة والإلقاء والكلام، إلا أننا لا نتعلـَّم فن الصمت، وقليلاً ما نسمع عن أهمية الصمت! هل سبق وحاولت أن تقضي وقتاً صامتاً في حضرة الله متيقناً وواثقاً من وجوده معك؟ هل تأملت في محبته لك ومُساعدته وعلمه بكافة أمور حياتك؟ ألم تشعر بأن كلماتك ليست ذات معنى أو قيمة أمام عظمة الله ووفرة خيراته وحمايته ورحمته عليك؟ في علاقتنا مع الله، هناك وقت للعمل، وللجهاد، وللتضحية، وللصلاة، وللعطاء، وللعبادة بكافة أشكالها، وهنالك أيضاً وقت للتأمل والتـَّفكـُّر بالله. إذا لم يكن لعلاقتك مع الله هذا البعد الأساسي، الذي هو الصمت، فثمَّة شيء ينقص علاقتك به. علـِّم نفسك أن تقضي وقتاً في الصمت أمام عرش الله وفي حضرته. عوِّد نفسك على قضاء وقت يتحدث فيه صمتك أكثر من أي كلمات بليغة أو عميقة تحاول قولها أو وصفها. إننا، أنا وأنت بحاجة لإعادة هذا البعد في علاقتنا مع الله. وقت للكلام بالرغم من أن اللقاء الذي جرى ما بين السيد المسيح وتلاميذه ابتدأ بالصمت، إلا أنه لم ينتهِ به! فوسط الصمت سأل المسيح تابعه بطرس هذا السؤال المُحدَّد: "أَتُحِبُّنِي؟" (يوحنا 21: 15). ليس لديَّ أي أدنى شك بأن بطرس ارتبك كثيراً عندما سمع هذا السؤال! ربما كان يتوقع أي شيء آخر غير هذا السؤال المُباشر والمُحيِّر. فلماذا هذا السؤال بالتحديد، ولماذا الآن؟ فأجاب بطرس وقال: نعم، أنت تعلم أني أحبك. فقال له المسيح: ارعَ خِرافي (أتباعي والمؤمنين بي). ثم سأل المسيح بطرس ثانية: "أتحبني؟" فأجاب بطرس: نعم، أنت تعلم أني أحبك. فقال له المسيح: ارع غنمي. وللمرة الثالثة وجَّه السيد المسيح لبطرس نفس السؤال وقال: "أتحبني؟" فحَزن بطرس وقال للمسيح: "أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك." (يوحنا 21: 17) فقال له المسيح مؤكداً: ارعَ غنمي. إن هذا السؤال الذي طرحه السيد المسيح على الرسول بطرس يصل صداه اليوم لكَ ولي، فهو يسألني ويسألك الآن: "أَتُحِبُّنِي؟" لقد سأل السيد المسيح هذا السؤال ليس لأنه كان يجهل حقيقة محبة بطرس له، أو لأنه كان يشك في مقدار وصدق محبته له - فالمسيح كان يعرف ما يجول في أفكار وخواطر الناس من حوله، بل على العكس، فقد كان السيد المسيح متيقناً من عمق محبة بطرس له، ولهذا السبب كلـَّفه برعاية خرافه (أتباعه والمؤمنين به) إذ قال له مؤكداً: "إرعَ خِرافي" (يوحنا 21: 15، 16، 17). إن إجابتك على هذا السؤال هو مطلب أساسي من متطلبات خضوعك لله وتنفيذ أوامره وخدمة الناس من حولك. فبدون محبة حقيقية لا تقدر أن تحب الله وتطيع وصاياه ولا تقدر حتى أن تخدم الناس. وإذا كُنتَ تخدم بدون محبة، فبإمكانك أن تحقق طموحاتك ومصالحك الشخصية وتصل إلى رغباتك في السيطرة والحصول على القوة، لكنك لن تتمكن أبداً من إتمام مشيئة الله. ولاحظ عزيزي بأننا كثيرًا ما نجد في التاريخ والقصص والعبر التي تركها لنا الله في كتابه أمثلة كثيرة عن أناس قاموا بخدمات وأعمال كثيرة إلا أنها كانت غير المؤسسة على المحبة المخلصة، إلا أنها لم تكن إلا شكلا "طاهراً" مِن أشكال الظلم والاستبداد! اليوم، يدعوك السيد المسيح لأن تتقابل معه على شاطىء بحيرة طبرية. إنه يشتاق لأن تأتي إليه وتقضي معه لحظات من الصمت. وهناك سيُواجهك بسؤاله: "أتحبني؟" فماذا ستقول؟ نعم أحبك! لكن كيف ستـُظهـِر محبتك للمسيح؟ هل من خلال اتباع مثاله والعمل بوصاياه وتعليماته؟ هل مِن خلال التزامك بالصلاة والصوم ومساعدتك الأيتام والأرامل، بالإضافة إلى أعمال الخير التي تقوم بها، وانخراطك في نشاطات اجتماعية ودينية تعود بالفائدة على المجتمع! ربما ستقول أنا أعمل كل هذا وأكثر بكثير. لكن تأكد من أن رد المسيح سيكون: "أقدِّر كل ذلك، لكنني لا أسألك عن أعمالك. سؤالي لك هو: أتحبني؟" هل أحب السيد المسيح؟ هل ستؤرقـِّك الإجابة على هذا السؤال؟ هل لديك الشجاعة لتقول نعم، أنت تعلم أني أحبك. هل يعجز لسانك عن الكلام! إن هذا السؤال هو سؤال جدِّي للغاية، ونظرًا لأهميته البالغة لا يمكن الإجابة عليه بطريقة عرضية أو بصورة متسرِّعة. تـُرى كيف يمكننا أن نـُحب؟ هل تحب المسيح حقاً؟ هل تحب الله بالفعل، أم أنك تطيعه وتخشاه وتكرمه خوفاً من عقابه أو ربما طمعاً في بركاته وخيراته والحياة الأبدية التي وعدنا بها؟ في هذا اليوم، أدعوك لأن تواجه نفسك بالسؤال الذي وجهه السيد المسيح للرسول بطرس والذي يوجهه لك ولي أنا أيضاً. فهل تحبه؟ هل دافعك ونيتك في عمل الخير والخدمة والتضحية هو الحب أم الأنانية؟ مع الأسف لا نسمع إلا القليل من الناس الذين يتحدثون عن أهمية حُبّنا لله، وقليلون هم الذين يُعلموننا هذا. فهل ستتمكن من الرد على هذا السؤال وتقول كما قال الرسول بطرس: "نعم...، أنت تعلم أني أحبك"؟ إذا كنت بالفعل تحبه، كيف ستظهر محبتك له؟ أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم هو ينبوع الحياة لجميع بني البشر |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بسيطًا في صعوده http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...4m2XRqZv7NBO9A من كتاب المسيح مشتهى الأجيال منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي "صعد الله بتهليل. والرب بصوت البوق" (مز46: 5). مع أن صعوده إلى السماء قد احتفلت به الملائكة أعظم احتفال.. إلا أن المظهر المنظور لصعود السيد المسيح كان بسيطًا للغاية، تمامًا مثل مظهر قيامته المجيدة. بعدما ظهر لتلاميذه مرات كثيرة على مدى أربعين يومًا، "أخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء. فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم. وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله" (لو50:24-53). لم يصعد الرب مثل إيليا النبي في العاصفة إلى السماء. ولم تظهر مركبة من نار وخيل من نار لتفصل بينه وبين تلاميذه مثلما حدث مع إيليا وتلميذه أليشع وقت صعوده إلى السماء. ولكن الرب صعد في هدوء عجيب أمام أعين تلاميذه، بعدما أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم حتى يحل الروح القدس عليهم. "ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض. وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء. حينئذ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون الذي هو بالقرب من أورشليم" (أع1: 9-12). أراد السيد المسيح أن يؤكد حقيقة صعوده إلى السماء "حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا، صائرًا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد" (عب6: 20). لهذا صعد أمام أعين تلاميذه كما سبق أن وعدهم "أنا أمضى لأعد لكم مكانًا. وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتى أيضًا وأخذكم إلىّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا" (يو14: 2، 3). وهكذا صعد مَن قدّم نفسه صعيدة مقبولة لله الآب على الصليب.. وكان لابد للصعيدة أن تصعد، وأن يدخل رئيس الكهنة الأعظم إلى قدس الأقداس السماوي. كقول معلمنا بولس الرسول: "وأما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا، قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات، خادمًا للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" (عب 8: 1، 2). وحينما صعد السيد المسيح ليدخل إلى مجده السماوي بعد أن صنع الخلاص لأجلنا.. رافقته جماهير من الملائكة، ونادت تلك الملائكة نحو حراس الأقداس السماوية: "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم، وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية، فيدخل ملك المجد"، وحينما سأل الحراس قائلين: "من هو هذا ملك المجد؟" أجابوهم قائلين: "الرب العزيز القدير، الرب القوى في الحروب.. رب القوات، هذا هو ملك المجد" (مز23: 7-10). فالسيد المسيح كان داخلًا إلى الموضع الذي لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية من قبل.. في أعلى السماوات حيث عرش الله القدير.. وقد أعلنت الملائكة المصاحبة لموكب الابن الوحيد أن القادم والمحتفَل بدخوله إلى الأقداس هو ملك المجد.. الرب العزيز القدير، القاهر في الحروب.. والذي انتصر على مملكة الشيطان، وحرر البشر، وفتح الفردوس، ورد آدم وبنيه إلى هناك، بعدما أعلن محبته على الصليب في طاعة كاملة للآب السماوي. ما أروع ذاك المشهد الذي لخصه معلمنا مرقس الإنجيلي بقوله: "ثم إن الرب بعدما كلمهم (أى التلاميذ) ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله" (مر16: 19). لم يشأ السيد المسيح أن يبصر التلاميذ هذه الأمجاد العجيبة والمناظر السمائية وهو يدخل إلى السماء، لأن مشهد المجد هذا سوف يبصرونه في استعلان مجد ملكوته عند مجيئه الثاني ودخولهم معه إلى الأبدية. لم يشأ أن ينشغلوا بالمناظر الفائقة للطبيعة.. لكي لا تنسى الكنيسة رسالتها الحقيقية في حمل الصليب والكرازة بالإنجيل.. ولكي لا ينقادوا إلى الأمور العالية، بل ينقادوا إلى المتواضعين. أما المناظر السمائية الفائقة فلها وقتها المناسب، حينما يلبس القديسون أجساد القيامة الروحانية ليرثوا مع السيد المسيح في مجده. قد يحدث في بعض الأوقات أن تظهر بعض الإعلانات السماوية لضرورة خاصة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولهذا أرسل السيد المسيح ملاكين من الملائكة المصاحبين له ليؤكدوا للتلاميذ أنه قد انطلق إلى السماء، وأنه سوف يعود مرة أخرى. ولينصحوهم بالذهاب إلى أورشليم انتظارًا لحلول الروح القدس، وبداية عمل الكرازة المؤيّد بمواهب الروح. لقد صار الصعود حقيقة مؤكَدة في وجدان الكنيسة، ولكن ليس مشهدًا تنشغل به عن رسالتها الحقيقية في خلاص البشر. اختفى السيد المسيح عن أعين التلاميذ إذ أخذته سحابة عن أعينهم.. ولكنه كان قد وعدهم قائلًا: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20). هو حاضر بلاهوته في كل زمان ومكان.. هو حاضر بروحه القدوس وفاعل في المؤمنين. يستطيع القديسون في الروح أن يروه بأعين الإيمان.. بأعين القلب النقى.. بشركة الروح كما سبق فوعد قائلًا: "الذى عنده وصاياى ويحفظها.. أنا أحبه وأظهر له ذاتى" (يو14: 21). كما طوّب السيد المسيح القديسين وقال: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت5: 8). لم تعد رؤية السيد المسيح منظرًا عاديًا ينشغل به البشر.. ولكنها صارت حياة تتدفق في قلوب الذين باعوا العالم، وأحبوا البر الذي في السيد المسيح، وحملوا الصليب من خلف فاديهم (المقصود إنه من حيث أن السيد المسيح قد مات حاملًا خطايانا، وأعطانا أن نحيا للبر الذي فيه، فحياتنا بعد صلب الإنسان العتيق بالعماد هى بحياة المسيح فينا "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فىَّ" (غل2: 20). مثل التشبيه بقصة الأخوين البحارين اللذين قدّم أحدهما -وهو البار الذي أصابته القرعة ليركب زورق النجاة- قرعته وحياته للآخر الذي كان خاطئًا ويحتاج إلى التوبة ليحيا بها. ومات هو عوضًا عنه)، مرددين قول معلمنا بولس الرسول: "لى الحياة هى المسيح" (فى1: 21). وتحقق فيهم قول المرنم عن الكنيسة وأعضائها "كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز44: 13). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل صعود المسيح ضد الجاذبية الأرضية؟ سؤال: هل في صعود الرب، قد داس على الجاذبية الأرضية؟! http://www.chaldeaneurope.org/wp-con...immelfahrt.jpg الإجابة: للجواب على هذا السؤال نذكر نقطتين: النقطة الأولى: أن القوانين الطبيعية قد وضعها الله، لتخضع لها الطبيعة، وليس ليخضع هو لها. النقطة الثانية: إن قانون الجاذبية الأرضية ، تخضع له الأمور المادية، التي من الأرض. أما السيد المسيح فإنه في صعوده، لم يصعد بجسد مادي، أو بجسد أرضي، يمكن أن يخضع للجاذبية الأرضية. جسده، جسد القيامة والصعود، هو جسد ممجد، جسد روحاني، جسد سمائي. لأنه إن كنا نحن سنقوم هكذا (رسالة كورنثوس الأولى 15: 43 ـ 50)، فكم بالأولى السيد المسيح، الذي قيل عنه من جهتنا إنه "سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على شبه جسد مجده" (رسالة فيلبي 3: 21). هذا الجسد الممجد، الذي قام به السيد المسيح وصعد، لا علاقة له إذن بقانون الجاذبية الأرضية. هنا ويقف أمامنا سؤال هام وهو: هل إذن لم تكن هناك معجزة صعود ؟ نعم كانت هناك معجزة. ولكنها ليست ضد الجاذبية الأرضية. إنما المعجزة هي في تحول الجسد المادي، إلى جسد روحاني سماوي يمكن أن يصعد إلى فوق. لم يكن الصعود تعارضًا مع الطبيعة، إنما كان سموًا لطبيعة الجسد الذي صعد إلى السماء. كان نوعًا من التجلي لهذه الطبيعة. وكما أعطانا الرب أن نكون على شبهه ومثاله عندما خلقنا (سفر التكوين 1: 26، 27)، هكذا سنكون أيضًا على شبهه ومثاله في القيامة والصعود. سيحدث هذا حينما نتمجد معه ونصعد معه في المجد. حينما نقوم في قوة، وفي مجد. الأحياء على الأرض في وقت القيامة، سوف يتغيرون "في لحظة، في طرفة عين، عند البوق الأخير"، "ويلبس هذا المائت عدم موت" (رسالة كورنثوس الأولى 15: 52، 53). "ثم نحن الأحياء الباقين، سنُخطف جميعنا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا سنكون في كل حين مع الرب" (تسالونيكي الأولي 4: 17). سنوات مع إيميلات الناس! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل اختبرت الفشل ؟ https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...xUXQWbyrbIh2Iz فقد سمح الرب لبطرس أن يجتاز في مدرسة الفشل على مراحل: 1 - فشل في مهنته: ذهب ليتصيد وإذا ببطرس الصياد الماهر يتعب الليل كله ولم يمسك شيئًا (يو 21) وكانت يد الرب وراء ذلك. أليس هذا ما يحدث لنا في أشغالنا الزمنية، عندما نفتخر بما أنجزناه أو ننسب نجاحنا لفهمنا وذكائنا غير معترفين بأفضال الرب مصدر كل عون فمن ثم تتخلى عنا نعمة الرب إلى حين ويسمح الرب بالفشل. 2 - فشل في موهبته: كان الرب قد سبق وقال لبطرس: من اليوم تكون صياداً للناس ويبدو أن بطرس شعر في نفسه بأهميته في هذا المجال وإذ وُضع في الغربال وسقط (قَطع أذن ملخس ثم الإنكار) قال "أنا أذهب لأتصيد" مُعلناً أنه لا يصلح لهذه الخدمة الشريفة (يو21). 3 - فشل في محبته للرب: قال وهو واثق في محبته للرب "وإن شك فيك الجميع أنا لا أشك أبداً" لكن عندما اختبرت هذه المحبة أنكر الرب هو وحده دون الجميع. أليس هذا ما يحدث معنا عندما ننشغل بمحبتنا للرب دون انشغالنا بمحبة الرب لنا وننسى أن محبتنا له ما هى إلا صدى لمحبته. 4 - فشل في تبعيته للرب: عندما قال للرب "أنا مستعد أن أمضي معك إلى السجن وإلى الموت"، وقال أيضًا في مرة سابقة "ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك"، وعندما امتُحنت هذه التبعية بحوادث الصلب عندئذ تبع بطرس الرب من بعيد. 5 - فشل في اقتراحاته: كان الرب في مشهد تجلي موسى وإيليا وهما في مجد وكانا يتكلمان عن الصليب (لو 9: 30و31) كان بطرس ورفاقه نيامًا لسبب التعب وعندما استيقظوا ورأوا المشهد إذ ببطرس يقترح اقتراحاً "جيد يا رب أن نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة". ونتيجة هذا الاقتراح رد الآب غيرة على مجد ابنه بالآتى "هذا هو ابنى الحبيب الذي به سُررت، له وحده اسمعوا" وأُخفي من المشهد موسى وإيليا. فجاءت سحابة نيرة وظللتهم، وكأن الآب يرد على بطرس: أنا الذي أصنع له المظلة وليس أنت. ربما الذي ساعد بطرس على ذلك اقتراحاته السابقة وثقته فيها. أليس هذا ما يحدث معنا إذا كان المحيطون بنا يثقون في آرائنا واقتراحاتنا ويأتون إلينا للمشورة؟ هذا يجعلنا نثق في آرائنا واقتراحاتنا والخوف كل الخوف من أن لا ننسبها لمصدرها (روح الحكمة والإعلان) بل ننسبها لذواتنا وهذه هى الأنا. 6 - فشل في إيمانه: في حادثة البحر المضطرب عندما الزمهم الرب أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر، كان هذا امتحان لإيمانهم وكانوا بمفردهم معذبين في البحر. أتى إليهم الرب ماشيًا على الأمواج فلما رأوه ظنوه خيالاً، ومن الخوف صرخوا فقال لهم يسوع "أنا هو لا تخافوا". فرد بطرس "إن كنت أنت هو فمرنى أن آتي إليك ماشياً على الماء" فقال له الرب "تعال". فنزل بطرس ومشي على الماء. ربما فكر في نفسه وقال أنا أفضل من الآخرين لأنه ربما لو لهم الإيمان في قلوبهم مثلي لطلبوا ذات الطلبة وكنا مشينا جميعاً في صحبة السيد على الأمواج. وفى ظل المشغولية بنفسه والمشغولية بالآخرين والمشغولية بالظروف المحيطة خاف وابتدأ يغرق فصرخ "يا رب نجنى". وفى الحال مد يسوع يده وأمسك به قائلاً: "لماذا شككت يا قليل الإيمان"؟ أليس هذا ما نختبره عندما ننشغل بما أعطاه الله لنا من مواهب، ولا نُقدر مَا أعطاه الله للآخرين ونحاول الاستفادة منه لذلك يؤدبنا الرب خوفاً علينا فنجلس أمام كلمة الله ولا نجد حتى التعزية ولا اللمسات التي كنا نختبرها أمام الكلمة وفى وقوفنا أمام الرب في الصلاة لا نجد التعزية فنصرخ في أعماق قلوبنا وفى قرارة نفوسنا إننا أضعف الكل. 7 - فشل في شجاعته: لاشك أن المواقف التي ذُكرت عن بطرس في كلمة الرب لا تركز فقط على كونه متسرع بل تذكر أنه كان شجاعاً. وربما لكثرة المواقف التي اجتاز فيها وثق في شجاعته. فعندما تُرك لنفسه وجلس وسط الجواري والعبيد نجد بطرس يسمع ما يقولونه عن سيده دون أن يدافع بكلمة واحدة وهذا إنكار قبل الإنكار، وعندما واجهوه بالأسئلة أنكر أنه يعرف هذا الرجل. أين إذاً شجاعتك يا بطرس؟ مما سبق يتضح لنا مراحل الفشل المتكررة من جهة: موهبته، مهنته، محبته، إيمانه، شجاعته، اقتراحاته، تبعيته. تفرَّغ بطرس من الأنا تمامًا وذهب بعيدًا قائلاً "أنا أذهب لأتصيد" وكأنه يقر أنه لا يصلح بعد لشيء. في هذا الوقت ذهب إليه الرب ليقول له "أتحبني"؟ أرع غنمي. وكم كان استخدام الرب له رائعاً في سفر الأعمال لكن بعد أن تفرغ من الأنا. لكن ما اعظم الهنا يصنع من الفاشلين ناجحين مستخدمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمات ليست من الروح https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...coRhaK1FAC22LA لا أعرف لماذا يحدث كل ما يحدث....لا أعرف كيف تنقض الظروف من المكان والزمان لتحدث أمرأ..أكون انا جزءا او فاعلا او متأثرا به...الى الحد الذي تتغير فيه مشاعري وأفكاري ..وحتى حياتي. أنا لا أعرف متى كنت صغيرا...لكني أذكر...ولا أعرف أيضا...متى كبرت...لكني أمضي...مندهشا ...منذهلا...وروحي متخمة بالغرابة...من كل ما جرى ويجري...لاأجد معادلة بسيطة ألملم بها صورتي المتشضية ما بين مكان وزمان...وما بين انسان وانسان...ومابين انفعال وتمرد..وما بين جبن وخوف...انا لا ادري ان كانت طبيعة الحياة هي هكذا...او ان لها مسارات أخرى....لست حزينا ولافرحا من كل ماكان...لانني لا أعرف مكاني ولازماني...كي افرح او احزن على ضوئهما. كثيرة هي الاشياء والافكار والقيم التي تلقيتها في صغري...كثيرة هي الانفعالات والمشاعر والاحاسيس التي فرضت نفسها علي في فترات من عمري...لم يكن لي دور ابدا في نشأتها او ازالتها...أين أنا ياترى من كل ذلك؟ كلما اقتربت من فك شيفرة خيط صغير من حبل حياتي المتين...ضاعت علي كل الخيوط الاخرى...حتى اكتشف انني امسك بيدي ظل خيط. وكلما ابتعدت عن تدويخ رأسي في نبش الماضي وتفكيك الحاضر من أجل استطلاع خرائطه....أجدني احمل معولا بيد وخريطة كنز في يد اخرى..جاثما في حفرة مضى على حفرها بساعدي بقدر عمري كله. كأن كل الاماكن والازمان والاحداث والاشخاص يتناوبون علي أنا المصلوب على وتد لطيف...والكل يدور حولي مكتضا كالدائرة. ما يرعبني حقا...أن اغادر لعبة الحياة دون ان أعرف قوانينها...وما يؤلمني حقا...ان لا ارى مسار العمر بأنارات ابدية...تكون عونا لي كلما داهمتي الغفلة او استولت على روحي .روح العتمة. ما أنا بباحث...لكني ابدا لم اكن غير ذلك...اضع السؤال أمام السؤال...ليتفتح السؤال ذاته عن اجابته المسكوكة بين أحرفه. حتى الاجابة لن تعني لي أكثر من نقطة شروع لدروب الاستفهام المولد في كل خطوة منها مئات الاسئلة. انا لست محتار..لان الحياة التي اعرفها ليست من الامور التي يستطيع ان يروضها اي منطق في العالم...ولست مهتديا...لان الهداية التي ارجوها...لاتستتبع أسئلة لانهائية...ولا تعني صمت العقل ..أبدا. أحب كل أنسان...لانني لا أقوى ألا على أن أحب نفسي....لذلك اراني مرسوما في حياة الاخرين فأحبهم حبا في ذاتي...واعطيهم من روحي...لانني متيقن من أنني من والى روحي آخذ وأعطي. لا أكره احدا ابدا....لانني لا أجد في ذاتي شيء يدعو للكراهية...ولا ألوم احدا على شيء...بل انني غالبا ما اتفهم المجرم أكثر من الضحية...لان للضحية في تضحيته عزاء...فما عزاء المجرم المسكين؟ لا أجد نفسي مع أحد من العالمين...لذلك أتوق الى المطلق الذي أجهل مكانه وزمانه...والذي يحيلني مرة أخرى الى البحث عن نفسي في كل آخر. الناس تقول انني اعطي دون مقابل وللكل....وحقيقة الامر أنني لا أجدني ألآ آخذا دون مقابل مثل ثقب اسود...او حفرة في صحراء. اعرف ان هنالك الكثير من الناس لم اعرفهم حق معرفتهم...اما لقلة حيلة تعبيرهم عن ذواتهم...او لانانيتي المفرطة التي تفهت الاصغاء اليهم. وأعرف ان هنالك الكثير من الناس لم يعرفوني...ليس لسبب الا لانني خائف من ان يعرفني احد..ولا أعرف لماذا...والى الان. وأعرف ان هنالك الكثير من الناس...لم اعرفهم ولم يعرفوني...لانهم ليسوا في مكاني او زماني...آه ...كم اود التعرف اليهم. أسوأ ما رأيته في حياتي..هي انصاف الحلول...انصاف المعرفة..انصاف القراءة ...انصاف الكتابة...انصاف الفهم...انصاف الحياة... وأجمل ما رأيته في حياتي...هو أمرين...أما معرفة شمولية دون موقف مسبق...او جهل أصيل يحيل حتى الكبير...بريئا. كثير من الاحيان أكتب...وانا انظر اليكم..الى اعينكم..الى اصغائكم لي...الى افكاركم ومشاعركم التي ترتد من وقع الكلمة. كثير من الاحيان...اراني وحيدا...أخاطب البحر والشجر والقمر....وانا أكتب...مثل عازف للناي على مرتفع شاهق في جبال نائية بلا كوخ او قطيع. وما بين كثير وكثير...وما بين قليل وقليل....تتموج حياتي...صعودا نحو الاسفل....غوص في أعماق الحياة...ونزولا...نحو الاعلى...العيش على هامش الوجود. تلك حياتي...هذا أنا....الذي فيك ومنك ولك منه الكثير والقليل.... وعلى هذا الاساس...اجد ان انعدام الحياة ولانه مجهول تماما لاكثر العالمين بالمعاني الكبرى...أجده غير جاذب لي وغير مشوق ...فروعة ما انا فيه...لاتكمن في ذاتي أنا...أنما في ذاتي التي نسجت من كل انسان عرفته وكل كلمة سمعتها وكل شعور ساهم في وجوده احدا من الناس. ألان فهمت أنني ابدا لست وحيدا بوجودكم في حياتي ..جزءأ من ذاكرة...او حركة في حاضر..أو تأملا في المستقبل. أهنيء نفسي على توصيفها لما أنا فيه....وأهنيء نفسي على وجودكم في حياتي الذي جعل الموصوف مرئيا وملموسا...ورأئعا كأعينكم الجميلة.. |
الساعة الآن 05:03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025