منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أقوال الأباء وكلمة منفعة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=623681)

Mary Naeem 31 - 07 - 2019 06:46 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
قوة الله المحيية
تفسير لوقا 19:22 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

كيف كان يمكن للإنسان على الأرض الممسوك بالموت أن يعود إلى الخلود؟ كان لابد أن يصير جسده المائت شريكًا لقوة الله المحيية.
وأما قوة الله الآب المحيية فهو اللوغوس, الابن الوحيد, لذلك أرسله إلينا مخلِّصًا وفاديًا وصار جسدًا، لكي يزرع نفسه فينا باتحاد غير مفترق، ويجعلنا فوق الموت والفساد, فقد اتخذ لنفسه جسدنا لكي يقيمه من بين الأموات،
فيفتح طريق العودة إلى الخلود للجسد الرازح تحت الموت، كما يقول القديس بولس: «كما أن الموت بإنسان،
بإنسان أيضًا قيامة الأموات» (1كو21:15) لأنه لما وحد بنفسه الجسد الممسوك بالموت، بينما هو الإله الكلمة والحياة، فقد زجر منه الفساد وجعله جسدًا محييًا...
لذلك فحينما نأكل هذا الجسد الذي للمسيح مخلِّصنا كلنا ونشرب دمه الكريم، فإننا ننال منه الحياة في أنفسنا، إذ نصير واحدًا معه ونكون ثابتين فيه ونقتنيه داخلنا.

Mary Naeem 31 - 07 - 2019 06:48 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
المسيح القائم من بين الأموات أصل للخليقة الجديدة
تفسير إشعياء 19:26 للقديس كيرلس الكبير
https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

إن ربنا يسوع المسيح لما ذاق الموت من أجل الجميع،
بل وقام في اليوم الثالث؛ قد صار بذلك «باكورة للراقدين»
وأصلاً للذين يُخلقون من جديد بواسطته للحياة،
كبداية لطبيعة بشرية (جديدة) قد خُلعت عنها الفساد...

Mary Naeem 31 - 07 - 2019 06:50 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
«كما لبسنا صورة الترابي، لنلبس أيضًا صورة السماوي»
في تجسد الوحيد للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

لأن المسيح هو أول البشرية (الجديدة)،
وأصل وباكورة للذين تتغير طبيعتهم بالروح القدس إلى جدة الحياة,
فهو منذ الآن ينقل إلى كل الجنس البشري, بواسطة, الشركة معه وبالنعمة,
عدم فساد جسده وثبات لاهوته, ولما علم ذلك بولس الإلهي كتب قائلا:
«كما لبسنا صورة الترابي، لنلبس أيضًا صورة السماوي» (1كو49:15)

Mary Naeem 02 - 08 - 2019 05:21 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا
شرح عب24:9 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

بأى معنى «يظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا؟» (عب24:9) ألم يكن دائمًا ظاهرًا أمام الله من قبل تأنسه؟
من البديهي أنه كان كذلك، إذ هو حكمة الله الآب الخالقة التي بها خرجت جميع الأشياء من العدم إلى الوجود، والتي بها كان يفرح الآب منذ الأزل (أم30:8),
وأما الآن فهو يظهر أمام الآب، ليس بعد بصفته اللوغوس المجرد وغير المتجسد، كما كان منذ البدء؛ بل في شكلنا نحن وطبيعتنا نحن,

فإننا لذلك نقول إنه يظهر الآن «لأجلنا» في حضرة الله الآب ليقدم له طبيعتنا نحن، تلك التي صارت مطروحة من أمامه بسبب مخالفة آدم,
فنحن، إذن، الذين يُحضرنا أمام عيني الآب في شخصه هو كبدءٍ لنا بصفته قد صار إنسانً, لكي يقربنا إلى الآب.

Mary Naeem 05 - 08 - 2019 06:54 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
قيامتنا وصعودنا مع المسيح كحزمة واحدة مُقدمة للآب
جلافيرا في سفر العدد للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

«فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم، في غد السبت يرددها الكاهن» (لا11:23) إن يسوع المسيح واحد هو, ولكنه كمثل الحزمة يعتبر جامعًا الكثيرين في ذاته، وهو كذلك لأنه يقتني في ذاته جميع المؤمنين في اتحاد روحي،
ولهذا السبب يكتب بولس الطوباوي إننا: «أقمنا معه وأجلسنا معه في السماويات» (اف6:2) لأنه لما صار مثلنا، صرنا معه «شركاء فى الجسد» (اف6:3)

واغتنينا بالاتحاد به بواسطة جسده، ولذلك نقول إننا كلنا فيه ... إنه يقول إنه يجب ترديد الحزمة في غد اليوم الأول (من الفطير)، أي في اليوم الثالث (بعد ذبح الخروف)،
لأن المسيح قام من بين الأموات في اليوم الثالث، وفيه أيضًا انطلق إلى السموات.... فلما قام ربنا يسوع المسيح وأكمل ترديد نفسه كباكورة للبشرية أمام الله الآب، حينئذ بالذات تم تغيير أعماق كياننا إلى حياة جديدة.

Mary Naeem 05 - 08 - 2019 06:56 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
قام من بين الأموات حاملاً الجميع في نفسه
ضد نسطور 1:5 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

حيث إننا خرجنا من أصل مستهدف للفساد (آدم) فنحن أيضًا مستهدفون للفساد، ولذلك نبقى نحن الأشقياء ممسوكين في أشراك الموت,
ولكن لما قصد الخالق مقاصده الصالحة من نحونا، وشاء أن يعيد طبيعة الإنسان إلى حالتها الأُولى، برفع الفساد منها، حينئذ هيأ لنا مثل أصل ثان (لجنسنا)
غير قابل لأن يُمسك من الموت، أعني الرب الواحد يسوع المسيح، الذي هو من جوهره الخاص، الإله الكلمة، وقد صار إنسانًا مثلنا، (مولودًا) من امرأة ....
فإن قيل إنه تألَّم فنحن نعلم أنه غير خاضع للآلام كإله، ولكنه تألَّم تدبيريا بجسده الخاص حتى الموت، لكي يدوس الموت، ثم يقوم بصفته هو الحياة ومعطي الحياة،
فيحول إلى عدم الفساد ما كان واقعًا تحت سطوة الموت، أعني الجسد. وهكذا انتقلت إلينا نحن أيضًا قوة ما حقَّقه، وانتشرت إلى سائر جنسنا... لأنه قام من بين الأموات حاملا الجميع في نفسه.

Mary Naeem 05 - 08 - 2019 06:57 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
كما قمنا فيه من الأموات هكذا صرنا فيه محبوبين من الآب
تفسير إنجيل يوحنا 23:17 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

«وأنك أحببتهم كما أحببتني» (يو23:17), كما أنه لما استعاد الحياة بعد أن نقض سلطان الموت، لم يُكمل قيامته من أجل نفسه هو بصفته الكلمة والإله،
بل لكي يمنحنا نحن القيامة من خلال نفسه وفي نفسه، لأن كل طبيعة الإنسان المقيدة برباطات الموت كانت في المسيح, هكذا أيضًا يجب أن نعتبر أنه اقتبل حب الآب ليس لنفسه،
إذ أنه محبوب بصفة أزلية وفي كل حين, ولكن لكي يحول إلينا نحن محبة الآب، لذلك يقتبلها منه من جديد بعد أن صار إنسانًا, فكما أننا سنكون مشابهين لصورة قيامته ومجده،
بل وقد صرنا كذلك منذ الآن في المسيح كباكورة جنسنا وبدءٍ لنا، هكذا أيضًا قد نلنا نوعًا من المشابهة معه في نوال حب الآب؛ غير أننا ننسب للابن الوحيد التفوق في كل شيء،
ونندهش حقًّا من تحنن طبيعة الله الذي لا يُجارى من نحونا، إذ هو يُضفي على الذين خلقهم الأشياء التي له، ويشرك خلائقه فيما يختص به هو وحده!

Mary Naeem 05 - 08 - 2019 06:58 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
قام حاملاً في ذاته طبيعتنا كلها
شرح إنجيل يوحنا 39:7 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

حيث إنه صار إنسانًا فقد كان حاملا في ذاته طبيعتنا كلها، لكي يقومها بالتمام ويعيد تشكيلها بحسب أصلها ... فإن جميع الخيرات تتدفَّق منه إلينا...
ولذلك دُعي مخلِّصنا في الكتب الإلهية آدم الثاني، لأن في آدم الأول خرج الجنس البشري من العدم إلى الوجود، ثم بعد ذلك فسد لما خالف الناموس الإلهي؛
وأما في آدم الثاني، أي في المسيح، فقد ارتقى الجنس البشري إلى بداية ثانية وأعيد تشكيله إلى جدة الحياة وإلى سيرة لا يطالها الفساد، كما يقول القديس بولس:
«إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة» (2كو17:5) وقد أُعطي لنا روح التجديد الذي هو الروح القدس، ينبوع الحياة الأبدية، بعد أن تمجد المسيح (يو39:7)
أي بعد قيامته، لما مزق رباطات الموت وأظهر نفسه فائقًا للفساد، وقام من جديد حاملاً في ذاته طبيعتنا كلها، من حيث إنه صار إنسانًا وجعل نفسه واحدًا منا


Mary Naeem 05 - 08 - 2019 07:00 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
انتقل منه إلينا ما حققه في نفسه
حوار المسيح واحد للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

لم يكن ممكنًا أن يزعزع سلطان الموت إلا بتجسد الوحيد, لذلك ظهر مثلنا، واقتنى لنفسه الجسد المستهدف للفساد بحسب طبعه الخاص،
لكي يستطيع بكونه هو نفسه الحياة، إذ أنه مولود من الآب الذي هو الحياة, أن يزرع في هذا الجسد امتيازه الخاص الذي هو الحياة....وقد دُعى «آدم الأخير» (اكو45:15)
لأنه مولود من آدم بحسب الجسد، ولكنه صار بداية ثانية للذين على الأرض، إذ قد تحولت فيه طبيعة الإنسان إلى حياة جديدة، حياة في القداسة وعدم الفساد بالقيامة من الأموات.
وهكذا أُبيد الموت, إذ لم يحتمل من هو الحياة بطبعه أن يخضع جسده للفساد، لأن المسيح «لم يكن ممكنًا أن يُمسك من الموت» (أع 24:2) بحسب قول الحكيم بطرس. وهكذا انتقل منه إلينا الخير الذي حققه في نفسه.



Mary Naeem 05 - 08 - 2019 07:02 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
جلس كابن لكي يجعلنا نحن أيضًا نُدعى أبناءً لله فيه
تفسير إنجيل يوحنا 2:14-3 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

لقد كرس لنا ربنا يسوع المسيح «طريقًا حديثًا حيًا» .... فليس لنفسه قد صعد المسيح ليظهر أمام وجه الله الآب؛ لأنه كان، وهو كائن، وسيكون دائمًا في الآب،
وهو ماثل أمام عيني أبيه الذي يفرح به في كل حين. وأما الآن فاللوغوس الذي كان منذ القديم مترهًا عن البشرية قد صعد الآن كإنسان،
ليظهر بطريقة غير مألوفة وعجيبة. وهذا كان لأجلنا ولصالحنا نحن، حتى إذا ما وُجد كإنسان، وهو نفسه الابن بقوة، وإذا ما سمع هذه الكلمات الموجهة له بكل كيانه، بما فيه الجسد: «اجلس عن يميني» (مز 1:109)
ليُصل مجد التبني إلى عموم الجنس البشري.... لقد ظهر الآن كإنسان أمام الآب لأجلنا، نحن الذين كنا مطروحين من أمام وجهه بسبب المعصية الأولى،
ليوقفنا من جديد أمام وجه الآب؛ وجلس كابن ليجعلنا نحن أيضًا نُدعى بسببه أبناءً وأولادًا لله. لذلك فالقديس بولس الذي يؤكد أن المسيح هو المتكلِّم فيه،
يُعلِّمنا أن ما حدث للرب خاصًة صار ملكًا مشتركًا للطبيعة البشرية، فيقول إن الله «أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات» (أف6:2)

Mary Naeem 06 - 08 - 2019 07:04 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
حينما قام المسيح، أعطى روح التبني
عظة ظ£ظ¨ على إنجيل لوقا للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg


إن يوحنا المعمدان المغبوط، هو وكل الذين وُجدوا قبله، كانوا مولودين من النساء، أما الذين قبلوا الإيمان فلم يعودوا مولودين من النساء، بل أنهم يدعون أبناء الله ...
لأن المسيح حينما قام بعد أن سبى الجحيم، أعطى لمن يؤمن به روح التبني، وأول الكل لتلاميذه الأخصاء لأنه «نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس,
من غفرتم خطاياه تُغَفر له» (يو 22:20), ومنذ ذاك صاروا تمامًا شركاء الطبيعة الإلهية. ولكي يوضح يوحنا الإنجيلي الجزيل الحكمة أن روح التبني لم يكن في البشر قبل صعود الرب،
لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد فيقول: «لأن يسوع لم يكن قد مُجد بعد» بمجد القيامة من بين الأموات والصعود إلى السموات.
ولكن لمَّا صعد إلى هناك الابن الوحيد، كلمة الله، أرسل كبديل له الباراقليط، الذي به يكون المسيح فينا ... لذلك فإننا حتى إذا كنا أقل من الذين لهم بر الناموس,
أعني من جهة التدقيق في السلوك, لكننا بالمسيح أفضل من جميع المولودين من النساء.

Mary Naeem 06 - 08 - 2019 07:06 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
صعد لكي يقدمنا في ذاته إلى محضر الآب
العبادة بالروح والحق للقديس كيرلس الكبير
«وتقدمون حزمة باكورة حصادكم إلى الكاهن, فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم» (لا 10:23-11),
إن الحزمة كانت تُرفع أمام الرب، لأن عمانوئيل بعد أن قام من بين الأموات، وهو باكورة جديدة وغير فاسدة للبشرية، قد صعد إلى السماء،
«لكي يظهر الآن أمام وجه الله الآب من أجلنا» (عب 24:9), ولم يكن ذلك في الواقع لكي يقدم نفسه هو أمام نظر الآب لأنه قائم فيه منذ الأزل ولم ينفصل قط عن الآب لكونه إلهًا،
بل هذا كان بالحري لكي يقدمنا نحن في ذاته إلى حضرة الآب, نحن الذين كنا مطروحين بعيدًا عن وجهه، وواقعين تحت الغضب بسبب معصية آدم، وبسبب الخطية المتسلِّطة علينا.
إذًا، فنحن في المسيح نربح الوجود أمام وجه الله، بل وصرنا منذ الآن مؤهّلين لهذه المعاينة بسبب أنه قدسنا.

Mary Naeem 06 - 08 - 2019 07:07 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
جعلتكم شركاء الطبيعة الإلهية واضعًا روحي فيكم
تفسير إنجيل يوحنا 20:14 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

يقول المسيح: «إني أنا حي، لأني أنا الحياة بالطبيعة، وقد أظهرت هيكل (جسدي) أنه حي. ولكن حينما ترون أنفسكم بالرغم من أنكم ذوي طبيعة فاسدة قد صرتم أحياءً،
بشبه ما أنا حي، فحينئذ ستعرفون بكل وضوح أنه بسبب كوني أنا الحياة بالطبيعة قد ربطتكم من خلالي بالله الآب، الذي هو نفسه الحياة بالطبيعة،
وبهذا جعلتكم شركاء ومشتركين في صفة عدم الفساد التي له. فإني أنا بطبيعتي في الآب، وأنتم فيَّ وأنا فيكم لكوني قد صرت إنسانًا، وقد جعلتكم شركاء الطبيعة الإلهية عندما وضعت روحي فيكم».
فإن المسيح فينا بواسطة الروح القدس، وقد استرجع ما هو فاسد إلى عدم فساد، وغيره من الموت إلى عدم موت...
لأنه حينما أرسل الله روحه جعلنا شركاء طبيعته، وبه جدد وجه الأرض (مز30:104)؛ فقد تغيرنا إلى جدة الحياة، ناقضين الفساد النابع من الخطية، ومتقبلين فيما بعد الحياة الأبدية بنعمة ربنا يسوع المسيح وبمحبته للبشر.

Mary Naeem 06 - 08 - 2019 07:09 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
شركة الطبيعة الإلهية بواسطة الروح القدس
ضد نسطور2:3 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

إن كلمة الله الآب يُرقِّينا إلى حد أن يجعلنا شركاء طبيعته الإلهية بواسطة الروح القدس. وبذلك صار له الآن إخوٌة مشابهون له وحاملون صورة طبيعته الإلهية من جهة التقديس.
لأن المسيح يتصور فينا هكذا: بأن يغيرنا الروح القدس تغييرًا جذرياً من صفاتنا البشرية إلى صفاته هو.
وفي ذلك يقول لنا بولس الطوباوي: «وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح» (رو9:8), فمع أن الابن لا يحول أحدًا قط من المخلوقين إلى طبيعة لاهوته الخاص,
لأن هذا مستحيل, إلا أن سماته الروحية ترتسم بنوع ما في الذين صاروا شركاء طبيعته الإلهية بقبول الروح القدس، وبهاء لاهوته غير المفحوص يضيء مثل البرق في نفوس القديسين.

Mary Naeem 06 - 08 - 2019 07:10 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس يطبع نفسه في نفوس الذين يقبلونه
كتاب الكنز في الثالوث للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

«لقد خُتمتم بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا» (أف13:1-14) إن كنا حينما نُختم بالروح القدس نتغير إلى شكل الله،
فكيف يكون مخلوقًا ذاك الذي بواسطته تتشكَّل فينا صورة الجوهر الإلهي، وتنطبع فينا سمات الطبيعة غير المخلوقة؟ الروح القدس بالتأكيد لا يصور الجوهر الإلهي فينا مثل رسام، فيكون هو مختلفًا عما يرسمه،
ليس بهذه الطريقة يقتادنا إلى مشابهة الله، ولكن باعتباره إلهًا ومنبثقًا من الله هو يطبع نفسه, بطريقة غير منظورة, في قلوب الذين يقبلونه،
كما يطبع الختم نفسه في شمع. فهو بواسطة الشركة معه والمشابهة به يُعيد رسم طبيعتنا بحسب الجمال المثالي الأصلي ويجعل الإنسان مرة أخرى على صورة الله.
فكيف إذن يكون مخلوقًا ذاك الذي بواسطته يُعاد تشكيل طبيعتنا بشكل الله، حتى تصير شريكًة لله؟

Mary Naeem 07 - 08 - 2019 06:31 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس يوحدنا معاً
شرح رسالة كورنثوس الأولى 13:12 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

«لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد... وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا» (1كو13:12),
لقد اتحدنا ببعضنا البعض وصرنا جسداً واحداً في المسيح، لأنه أقامنا معاً وربطنا معاً بطريقة ما بالروح القدس الواحد الذي يحل في الجميع، هذا الذي سُقينا منه باعتباره شرابًا محييًا...
ولا عجب في ذلك، لأنه إن كان هو نفسه نهر الله المملوء ماءً بحسب قول المزمور (مز10:64)
ووادي النعيم الذي يسقي منه الله الآب الذين يحبونه، فكيف لا يُعتبر روحه شرابًا وماءً محييًا؟
فإن كنا قد دُعينا إلى الوحدة بواسطة الروح فقد صرنا جسدًا واحدًا في المسيح، فلنتمسك إذًن برباط المحبة بغير انقسام.

Mary Naeem 07 - 08 - 2019 06:31 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
بدء الخليقة الجديدة
تفسير يوحنا 22:20 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

«نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس» كان الله الآب في البداءة بواسطة كلمته الخاص قد أخذ ترابًا من الأرض كما هو مكتوب،
وجبل الكائن الحيّ, أعني الإنسان, وزوده بنفس عاقلة، بالطريقة التي يعلمها هو، وأناره بشركة روحه الخاص، كما هو مكتوب لأنه:
«نفخ في وجهه نسمة حياة», فلما حدث أن سقط الإنسان في الموت بسبب المعصية، وزلق من رتبته الأولى، أعاد الله الآب خلقته من جديد،
وجدده إلى جدة الحياة، وذلك بواسطة الابن كما في البداءة. فكيف جدده الابن؟ بموت جسده المقدس قتل الموت،
ثم رفع الجنس البشري مرة أخرى إلى عدم الفساد، لأن المسيح قام من أجلنا. ولكي نعلم أنه هو بعينه الخالق الذي خلق طبيعتنا في البداءة وختمها بالروح القدس،
لذلك منحنا مخلِّصنا روحه في هيئة نفخة منه، نفخها علنًا في تلاميذه القديسين بصفتهم باكورة الطبيعة المتجددة.

Mary Naeem 07 - 08 - 2019 06:33 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس يوحدنا جميعًا لأنه واحد وهو غير قابل للانقسام
شرح إنجيل يوحنا 21:17 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

أما بخصوص الوحدة في الروح القدس فنقول إننا جميعًا, بسبب قبولنا الروح الواحد بعينه، أعني الروح القدس، قد امتزجنا, بطريقة ما,
ببعضنا الببعض, بل ومع الله أيضًا. لأن المسيح، على الرغم من كوننا كثيرين بحسب كياننا الفردي، فأنه يجعل روح الآب, الذي هو روحه الخاص أيضًا،
يسكن في كل واحد منا على انفراد؛ لكن الروح واحد وغير قابل للانقسام، فهو يجمع الأرواح المنفصلة عن بعضها البعض, أعني من جهة كيانها ووجودها الذاتي المنفرد،
يجمعها إلى الاتحاد بواسطة نفسه، جاعلا الجميع يظهرون فيه كأنهم صاروا كيانًا واحدًا. فكما أن قوة الجسد المقدس تجعل الذين يحلُّ فيهم جسدًا واحدًا بالتمام،
كذلك أعتقد بنفس الطريقة أن روح الله حينما يحلُّ في الجميع، وهو واحد وغير قابل للانقسام، فهو يجمع الجميع إلى الوحدة الروحية.

Mary Naeem 08 - 08 - 2019 07:02 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس يشكِّلنا على صورة الابن ويجعلنا محبوبين لدى الآب
العظة الفصحية 2:10 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg


لقد دينت الخطية إذ قد صارت مائتة في المسيح ذاته أولاً، وستصير مائتة فينا نحن أيضًا، متى قبلنا حلول المسيح داخل نفوسنا بالإيمان وبشركة الروح القدس،
الذي يجعلنا مشابهين للمسيح (رو29:8) بتقديسنا بواسطة الفضيلة، لأن روح المسيح مخلِّصنا هو بمثابة صورته الخاصة،
وهو يطبع فينا الصورة الإلهية بطريقة ما بواسطة نفسه... غير أن الروح القدس يجب أن يُعتبر بحق هو الروح، وليس هو الابن، بل بالحري هو روح الابن،
إذ هو يعجن ويعيد تشكيل على صورة الابن أولئك الذين يحل فيهم بالمشاركة، حتى إذا ما رأى الله الآب فينا ملامح ابنه الخاص اللائقة به، يحبنا نحن أيضًا كأولاد له، ويُشرق علينا بالكرامات الفائقة لهذا العالم.

Mary Naeem 08 - 08 - 2019 07:03 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
بين برج بابل ويوم الخمسين
جلافير على سفر التكوين للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

لقد انتهر الله الذين كانوا يشيدون البرج، وفرقهم إلى ألسنة كثيرة... وأما في المسيح فقد كان تعدد الألسنة آيًة صالحًة:
«فبينما كان التلاميذ مجتمعين في بيت واحد في يوم الخمسين، امتلأ الجميع من الروح القدس, وابتدأوا يتكلَّمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا» (أع4:2),
فبماذا كانوا يتكلَّمون؟ بمؤازرة الروح كانوا يتكلَّمون عن الانطلاق إلى فوق، وعن الصعود إلى السموات في المسيح بواسطة الإيمان، وعن اجتماع كل ما في المسكونة من ألسنة،
أي من الشعوب والأمم, إلى وحدانية الروح... إذن فقد كان تعدد الألسنة في حادثة البرج إلى جميع الأمم آيًة للتشتت والتفرق, وأما في المسيح فقد صار آيًة للانجماع في الوحدانية بواسطة الروح.

Mary Naeem 09 - 08 - 2019 04:35 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
نعمة الروح القدس المحيية والمبهجة
تفسير يو1:15-4 للقديس كيرلس الكبير
https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

لكي يُظهر المسيح لنا أنه يليق بنا أن نحبه ونتمسك بمحبتنا له، وما أعظم المنفعة التي نجتنيها من التصاقنا به،
يقول بأسلوب تصويري إنه هو الكرمة، وأن الأغصان هم الذين اتحدوا به وثبتوا فيه وتأصلوا بطريقة ما فيه،
بل وصاروا شركاء طبيعته الخاصة بشركة الروح القدس. فإن الذي يوحدنا بالمسيح مخلِّصنا إنما هو روحه القدوس...
وكما أن أصل الكرمة يخدم الأغصان ويوفِّر لها التنعم بنفس صفاته الطبيعية الخاصة المدخرة فيه،
هكذا أيضًا الوحيد كلمة الله يضفي على القديسين نوعًا من القرابة لطبيعته الخاصة أو النسب التي مع طبيعته الخاصة, التى هي أيضًا طبيعة الله الآب،
وذلك بإعطائهم الروح القدس.... فهو يدَسم نفوسنا ويرويها بنعمة الروح القدس المحيية والمبهجة وذلك حينما نكون ثابتين فيه بمثل الأغصان بواسطة المحبة والإيمان.

Mary Naeem 09 - 08 - 2019 04:40 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس يعطينا شركة لا يُنطق بها مع الله
تفسير إنجيل يوحنا 20:17-21 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

كان مستحيلاً علينا نحن الذين سقطنا من رتبتنا بسبب المعصية الأُولى أن نعود إلى مجدنا الأول، إلا بحصولنا على شركة لا يُنطق بها مع الله والاتحاد به...
ولكن لا يستطيع أحد أن يصل إلى الاتحاد بالله إلا بشركة الروح القدس، الذي يبثُّ فينا ذات قداسته، ويُعيد تشكيل طبيعتنا التي فسدت إلى شكل ذات حياته،
وهكذا يرجع إلى الله وإلى التشبه به أولئك الذين أعوزهم ذلك المجد (انظر رو23:3), إن الابن هو صورة الآب الكاملة،
وروح الابن هو مشابهة طبيعية له، ولذلك فإن الروح حينما يُعيد تشكيل بطريقة ما نفوس الناس إلى ذات شكله, فهو يطبع عليها الشكل الإلهي ويختمها بصورة الجوهر الفائق الكل.

Mary Naeem 19 - 08 - 2019 06:30 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس ليس ضمن المخلوقات لأنه يوحدنا بالله
الكنز في الثالوث 33 للقديس كيرلس الكبير
https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

يكتب بولس الرسول لبعض المؤمنين وهو يفكِّر ويتكلَّم بمنتهى الاستقامة والحكمة: «لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله،
إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني, الذي به نصرخ يا أبا الآب» (رو 14:8-15),
فإن كان الروح القدس يجعل الذين يسكن فيهم أبناء الله، بل ويجعلهم شركاء الطبيعة الإلهية، حتى إننا بسبب ذلك نكون متحدين بالإله الذي يفوق الكل، فنصرخ بدالة يا أبا الآب،
فليس إذن الروح القدس من ضمن العبيد، ولا هو في رتبة المخلوقات، بل هو بالحري يحمل في ذاته طبيعياً امتياز الجوهر الإلهي،
لأنه من هذا الجوهر وبه هو كائن، وهو يُمنح للقديسين بواسطة الابن، وبذلك يؤلِّههم، ويدعو للتبني أولئك الذين يحل فيهم.

Mary Naeem 19 - 08 - 2019 06:32 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس إله لأنه يجعلنا أولادًا لله
الكنز في الثالوث 33 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

يكتب أيضًا بولس الرسول: «الروح نفسه أيضًا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله» (رو16:8), فلأن الروح القدس كائن من نفس جوهر ذاك الذي يمنحه للقديسين،

أعني من نفس جوهر المسيح، فحينما يسكن فينا كلمة الله بواسطة الروح ويكون فينا، فنحن نرتقي إلى رتبة التبني، لأننا نقتني الابن في أنفسنا، ونتغير إلى شكله بشركة روحه،
فنرتقي إلى دالة مساوية له، ونجسر أن نقول «يا أبا الآب», لذلك فالروح القدس هو إله، لأنه يجعل الذين يقبلونه آلهة.

Mary Naeem 19 - 08 - 2019 06:33 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الروح القدس يمنحنا شركة الطبيعة الإلهية بواسطة نفسه
الحوار السابع في الثالوث الأقدس للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

لو كانت النعمة المعطاة بالروح القدس شيئًا منفصلاً عن جوهره فلماذا لم يُقل موسى الطوباوي بوضوح عند خلقة الكائن الحي (آدم) إن الله خالق الكل نفخ فيه «النعمة»،
بل قال «نسمة حية»؟ ولماذا لم يقل المسيح: «اقبلوا النعمة التي يستخدمها الروح القدس»؟ لكنها دُعيت بواسطة ذاك «نسمة حياة»، لأن طبيعة اللاهوت هي الحياة الحقيقية،
إن كنا حقاً «به نحيا ونتحرك ونوجد» (أع 28:17), كذلك قيل بصوت المسيح: «أقبلوا الروح القدس» والروح القدس هو الله، لأنه يغير شكلنا بحسب الله، ليس كما بنعمة يستخدمها،
ولكن بأن يمنح بواسطة نفسه شركة الطبيعة الإلهية للمؤهلين لذلك... فإن جبلتنا تتجدّد بحسب صورة الروح القدس، أي بحسب الله، بالإيمان والتقديس والارتباط به،
أعني ارتباط الشركة الذي نشعر به من الداخل، إن كنّا حقًا دُعينا «شركاء الطبيعة الإلهية» ليس لي ما أعارض به هذا الكلام. لقد دُعينا, بل وصرنا هياكل الله (1كو16:3-17),
بل وآلهة أيضًا (يو 35:10), كيف يكون ذلك؟ اسأل الذين يقاوموننا, إن كنّا في الحقيقة نشترك في مجرد نعمة غير أقنومية,
ولكن ليس الأمر كذلك. فنحن هياكل للروح الحقيقي الكائن بالأقنوم، وقد دُعينا بسببه آلهة، لأننا بعلاقتنا به صرنا شركاء الطبيعة الإلهية الفائقة الوصف.

Mary Naeem 20 - 08 - 2019 06:06 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
ليس كثيرًا على محبة الله أن يأتي إلى الحقيرين ويقدسهم بالروح القدس
الكنز في الثالوث للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

هذه القوة التقديسية بعينها الصادرة بطبيعتها من عند الآب والمانحة الكمال للناقصين، هي التي ندعوها الروح القدس،
فمن النافلة كما يظهر أن نتصوّر شيئًا آخر وسيطًا يقدس به الروح الخليقة، إذ أنه ليس كثيرًا على محبة الله أن يأتي إلى الحقيرين ويقدسهم بالروح القدس،
إذ أن الجميع من صنيعه.... إذن فالروح القدس يعمل فينا بذاته، يقدسنا بالحقيقة ويوحدنا بذاته بسبب تمسكنا به، ويجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية.

Mary Naeem 20 - 08 - 2019 06:07 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الإفخارستيا سر وحدة جسد المسيح
شرح إنجيل يوحنا 20:17-21 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

إذن فقد صار لنا السر الحاصل في المسيح مثل بداية وطريق لاشتراكنا في الروح القدس ولاتحادنا بالله، لأننا كلنا نتقدس فيه ...
فلكي يوحدنا ابن الله بنوع ما مع الله ومع بعضنا البعض، بل ويمزجنا بعضنا ببعض، على الرغم من كوننا مفترقين في نفوسنا وأجسادنا بسبب الكيان الذاتي لكل واحد،
قد ابتكر وسيلًة، بحكمته الخاصة وبمشورة الآب؛ فقد بارك المؤمنين به في جسد واحد هو جسده الخاص،
وذلك بالتناول السري، وجعلهم بذلك جسدًا واحدًا معه ومع بعضهم البعض. فمن يقدر أن يفصل ويفصم من هذا الاتحاد النافذ إلى عمق الطبيعة
أولئك الذين ارتبطوا بالوحدة في المسيح, بهذا الجسد المقدس الواحد؟ لأننا إن كنا كلنا نشترك في الخبز الواحد, فإننا نكون جميعًا جسدًا واحدًا بالتمام، لأن المسيح لا يمكن أن ينقسم.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 11:53 AM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
المسيح لا يمكن أن ينقسم بأي حال
العبادة بالروح والحق 15 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg

يقول: «ثم يأخذ الكاهن اليمامة ويحزها بظفره» (لا 8:5) فإنه هكذا تُذبح صغار الطيور, ولكن دون أن يفصلها تمامًا،
أي دون أن يفصل رأسها، لأنه هكذا قد صار موت المسيح ليس للانقسام بل للاتحاد. وهكذا أيضًا لما وضع في القديم شريعة الفصح وأوصى أن يُذبح الحمل قال: «في بيت واحد يٌؤكل ولا تُخرجوا شيئًا من لحمه إلى خارج» (خر46:12)
فإن المسيح لا يمكن أن ينقسم بأي حال، ولكنه واحد بالتمام وهو كائن في كل واحد وفي الجميع، «وهو سلامنا» (أف14:2), لأنه يجمعنا في الوحدة بعضنا مع بعض في توافق النفوس، كما أيضًا في الوحدة مع الله بواسطة نفسه في الروح.
وهكذا لم يصر موت المسيح سببًا للانقسام بل لاتحاده بنا، ويظهر ذلك كما في لغز في كون الطائر يُذبح بدون أن تفصل رأسه تمامًا عن عموده الفقري.
وأما أن المسيح يقدس الكنيسة بدمه الخاص فالإشارة إلى ذلك في كون دم الطائر ينضح على الخيمة وما فيها.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 11:56 AM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الكنائس مربوطة بعضها ببعض بحسب الوحدة التي في المسيح
للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg
فإنه يقول: «وتصنع المسكن عشر شقق من بوص مبروم وأسمانجوني وأرجوان وقرمز، خمس شقق تكون موصولة بعضها ببعض الواحدة بالأخرى،
وخمس شقق تكون موصولة الواحدة بالأخرى» (خر 1:26-3), فالشقق إذًا عشرة وماسكة بعضها ببعض بإحكام, لأن هناك منازل كثيرًة لدى الآب,
وهدف جميع الساكنين فيها هو, ولا بد, هدف واحد ومقدس، لأن معرفة الله واحدٌة، لأن الله قد دعانًا في السلام كما هو مكتوب, فأنت ستوافقني, إن تراءى لك,
بأن العشر الشقق هي، كما تتوقَّع، ملء الكنائس التي في العالم، التي ليست مفترقة باختلاف الرأي ولا بتعارض المعتقد،
ولكنها متحدة في الروح وكأنها بنوع ما مربوطة معًا إلى واحد بحسب الوحدة التي في المسيح بالإيمان. فإنه في جميعها وفي كل مكان رب واحد، إيمان واحد، معموديٌة واحدٌة (أف5:4)

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 11:58 AM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
رسالة إلى يوحنا الأنطاكي عند استعادة الوحدة بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة أنطاكيا سنة 433 م
الرسالة 39 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg
لتفرح السموات ولتبتهج الأرض لأن حائط السياج المتوسط قد نُقض, ومضى الحزن ورُفع كل سبب للخلاف، لأن المسيح مخلصنا كلنا قد منح السلام لكنائسه...
لأنه لما حضر إلى الإسكندرية سيدي المحبوب من الله، أخي وشريكي في الخدمة بولس (أسقف حمص اُلمرسل للوساطة من قبل يوحنا الأنطاكي)، قد امتلأنا فرحًا، وكنّا محّقين جدًا في ذلك, بسبب مجيء مثل ذلك الإنسان ليتوسط....
أما عن أسباب الخلاف فمن الفضول التحدث عنها، فإني أعتبر من الأنفع أن نفكِّر ونتحدث عن الأمور اللائقة بزمن السلام. فقد ابتهجنا إذن بمقابلة ذلك الرجل المذكور الفائق التقوى نحو الله، الذي ربما ظن أن أمامه جهادًا ليس بقليل ليقنعنا بضرورة ربط الكنائس بأواصر السلام...
غير أنه قد وجدنا مستعدين لذلك, حتى إنه لم يبذل في سبيل ذلك أي جهد على الإطلاق, فإننا تعّلمنا أن نقول في صلواتنا: «أيها الرب إلهنا أعطنا سلامك, لأن كل شيء أعطيتنا»,
والآن قد تيقنا تمامًا أن الخلاف الحاصل بين الكنائس كان بدون أي مبرر على الإطلاق ولم يكن مناسبًا، وذلك لما قدم سيدي الأسقف التقي بولس بيانًا يحوي اعترافًا بالإيمان لا يشوبه عيب.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:00 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
وحدة البشرية في المسيح
الكنز في الثالوث 12 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg
كيف ينبغي أن نفهم القول القائل: «كما أننا نحن واحد ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا, أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد» (يو21:17-23),
لما أراد كلمة الله أن يقدم لجنس البشر عطية عظمى وفائقة الطبيعة، أخذ يجتذب الجميع إلى نوع من الاتحاد بنفسه؛ فقد لبس الجسد البشري وبذلك صار داخلنا،
ومن جهة أخرى فهو له الآب في ذاته لكونه كلمته الخاص وشعاعه. فكأنه يقول: كما أني أنا فيهم بسبب لبسي نفس الجسد الذي لهم،
وأنت أيها الآب فيَّ بسبب كوني من ذات جوهرك، هكذا أريد أنهم هم أيضًا يرتبطون بنوع من الاتحاد، حتى يصيروا متداخلين بعضهم في بعض وكأنهم صاروا جسدًا واحدًا،
فيكونون جميعًا فيَّ، وكأني أحملهم جميعًا في هيكل (جسدي) الوحيد الذي اتخذته لنفسي. وهكذا يكونون ويظهرون مكملين. لأني أنا الكامل وقد صرت إنسانًا.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:03 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الوحدة الروحية
تفسير إنجيل يوحنا 11:17 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/156217418968941.jpg
إنه يقول: «أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذي أعطيتني, ليكونوا واحدًا كما نحن واحد» (يو 11:17).
إنه يريد أن يكون التلاميذ محفوظين في وحدة الحس والرأي وكأنهم قد انصهروا معًا بالنفس والروح بواسطة السلام والمودة المتبادلة,
حتى تنعقد بينهم رُبط المحبة التي لا تنحل، فترتقي الوحدة الكائنة بينهم إلى أن يصير توافقهم الاختياري صورًة لتلك الوحدة الطبيعية الكائنة بين الآب والابن،
فلا يستطيع شيء ما من كل ما في العالم ولا من الشهوات أن يضع حدودًا لهذا التوافق ولا أن يفصمه إلى مشيئات متضاربة،
بل تبقى بالحري قوة محبتهم محفوظة بلا عيب في وحدانية التقوى والقداسة، الأمر الذي قد تحقق بالفعل:
فإننا نقرأ في أعمال الرسل أنه كان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة (أع 32:4) في وحدانية الروح القدس.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:05 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
المسيح هو رباط الوحدة
تفسير إنجيل يوحنا 20:17-21 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg
إن كنا «جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (1كو17:10), فنحن كلُّنا نصير جسدًا واحدًا، لأن المسيح لا يمكن أن ينقسم.
من أجل ذلك تُدعى الكنيسة جسد المسيح ونحن أعضاءه، بحسب دراية القديس بولس (أف4:3), فلأننا كلنا متحدون بالمسيح الواحد بجسده المُقدس،
الذي نتناوله في أجسادنا الخاصة، وهو واحد وغير قابل للانقسام، تكون بالتالي أعضاؤنا له أكثر مما هي لنا...
والقديس بولس يشهد أننا نحن الذين نشترك في جسده المقدس ننال الوحدة بحسب هذا الجسد، أعني الوحدة في المسيح، إذ يقول عن سر التقوى:
«الذي في أجيال آُخر لم يعرف به بنو البشر، كما اُستعلن الآن لرسله القديسين ولأنبيائه في الروح؛ أن الأمم شركاء في الميراث وفي الجسد وفي نوال الموعد في المسيح» (أف5:3-6).
فإن كنا كلنا شركاءَ في الجسد، بعضنا مع بعض في المسيح، وليس فقط بعضنا مع بعض، بل ومعه أيضًا الذي هو فينا بجسده الخاص؛
فكيف لا نكون كلنا منذ الآن واحدًا بوضوح، بعضنا مع بعض وفي المسيح؟ فإن المسيح هو رباط الوحدة، بسبب كونه في نفس الوقت إلهًا وإنسانًا.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:06 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:07 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الخالق يقدم نفسه لخليقته لتسعد به
عظة 10 عن العشاء السري للقديس كيرلس الكبير
https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg
هلم نذهب معًا باشتياق إلى العشاء السري, اليوم المسيح يحتفي بنا، اليوم المسيح يخدمنا, المسيح محب البشر يريحنا, يا للسر الرهيب,
يا للتدبير الذي لا يُنطق به, يا للتنازل الذي لا يُدرك, يا لرحمة أحشاء إلهنا التي لا تُستقصى,
الخالق يقدم نفسه لخليقته لتسعد به, الذي هو الحياة يقدم نفسه للمائتين ليأكلوه ويشربوه, إنه يأمرهم: «هلموا كلوا خبزي واشربوا من الخمر التي مزجتها لكم» (أم 5:9),
كلوني أنا الحياة لتحيوا، لأني أريد ذلك. كلوا الحياة التي لا تزول، لأني لأجل هذا أتيت، لتكون لكم حياة، وتكون لكم أوفر, كلوا الخبز الذي يجدد طبيعتكم،
واشربوا الخمر التي تعطي تهليل الخلود, لأني من أجلكم صرت مثلكم دون أن أتغير عن طبيعتي، حتى تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية بواسطتي.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:09 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الاتحاد الوثيق بالمسيح في الإفخارستيا
تفسير إنجيل يوحنا 1:15 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg
كما أن أصل الكرمة يخدم الأغصان ويوفِّر لها التنعم بنفس صفاته الطبيعية الخاصة المذخرة فيه،
هكذا أيضًا الوحيد كلمة الله يُضفي على القديسين نوعًا من القرابة أو النسب مع طبيعته الخاصة, التي هي أيضًا طبيعة الله الآب،
بإعطائهم الروح القدس... فإن المخلِّص نفسه يقول: «من يأكل جسدي ويشرب دمي, يثبت فيَّ وأنا فيه» (يو 56:6).
وهنا يليق بنا أن نلاحظ على وجه الخصوص أن المسيح يقول إنه سيكون فينا، ليس فقط بارتباط يتم عن طريق العواطف، بل أيضًا بمشاركة كيانية.
فكما أنه إذا عجن أحد قطعة شمع بقطعة أخرى وصهرهما بالنار يجعلهما واحدًا، هكذا أيضًا بواسطة الشركة في جسد المسيح ودمه الكريم يكون هو فينا ونحن أيضًا نكون فيه متحدين.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:10 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
فلنمسك بالجسد الإلهي
تفسير إنجيل لوقا 35:4 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg
لما دخل الرب بيت بطرس, وكانت العجوز منطرحة على الفراش مريضة بحمى شديدة، فمع كونه كان قادرًا أن يقول كإله:
«دعي عنك المرض وقومي»، لكنه لم يفعل ذلك، بل بالحري أظهر أن جسده قادر على منح الشفاء, لأنه كان جسدًا لله, لكنه أمسك بيدها,
وللوقت كما يقول الكتاب فتركتها الحمى. إذن فلنقبل نحن أيضًا يسوع لأنه حينما يدخل فينا ونقتنيه في قلوبنا وأفكارنا فهو يطفئ منا حُمى الشهوات الردية ويقيمنا ويجعلنا أصحاء,
أعني أصحاء روحيا, حتى أننا نخدمه, أي نعمل الأعمال المرضية عنده... ومع أنه كان قادر أن يجري المعجزات بمجرد كلمة أو إشارة منه،
ولكن لكي يعلِّمنا شيئًا نافعًا لنا كان يبسط يديه على السقماء. فإنه كان يلزمنا جدًا أن نتعلَّم أن الجسد المقدس الذي اقتناه لنفسه قد اكتسى بقوة اللوغس وفاعليته،
لأنه غرس فيه قوته الإلهية. إذن فلنجعله يمسك بنا نحن أيضًا, أو بالحري فلنمسك نحن به بواسطة سر الأولوجيا (أي الإفخارستيا) حتى يحررنا من عللنا النفسية ومن ضلال الشياطين ومكرهم.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:12 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
عشاء خميس العهد نقطة تحوُّل في تاريخ البشرية
العبادة بالروح والحق للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg
«وأطلق الرب الموت على إسرائيل, من باكر إلى ساعة العشاء» (2صم 15:24), من «باكر» تشير إلى زمن مبكِّر, أي منذ أول أزمنة الدهر الحاضر,
والموت يسطو على العائشين على الأرض، حتى «ساعة العشاء», أي حتى موعد المائدة. فلما حضر إلينا موعد المائدة المقدسة،
تلك المائدة السرية التي هي في المسيح، التي منها نأكل الخبز اُلمحيي الذي من السماء، حينئذ أُبطل الموت بتحنن من الله,
الموت الذي كان في القديم رهيبًا ومرعبًا. وانكسر أخيرًا ذلك المهلك, لأن المسيح صار يسكن فينا, وهو نفسه الحياة ومعطي الحياة.

Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:14 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
بالإفخارستيا والروح القدس نصير جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا
الحوار الأول في الثالوث الأقدس للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg
مع كوننا منقسمين إلى شخصيات متميزة،
أعني شخصية خاصة لكل واحد منّا،
التي بحسبها يكون الواحد بطرس أو يوحنا والآخر توما أو متى،
لكننا صرنا جميعًا شركاء في الجسد فى المسيح,
لأننا نغتذي من جسد واحد، ولأننا خُتمنا للوحدة بالروح القدس الواحد,
وحيث إن المسيح غير قابل للانقسام,
إذ أنه لا ينقسم بأي حال من الأحوال, فنحن جميعًا واحد فيه.
فإنه بناءً على ذلك قال للآب الذي في السموات:
«ليكونوا واحدًا كما نحن واحد»,
يتضح من ذلك أننا في المسيح وفي الروح القدس نكون جميعًا واحد,
بحسب الجسد وبحسب الروح.


Mary Naeem 05 - 09 - 2019 12:16 PM

رد: آبائيات للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي
 
الابن الوحيد هو نفسه صار «بكر كلِّ خليقة»
تفسير لو 7:2 للقديس كيرلس الكبير

https://upload.chjoy.com/uploads/15585486217061.jpg
«متى أُدخل البكر إلى العالم يقول:
ولتسجد له كل ملائكة الله» (عب6:1),
فمع بقائه ابن الله الوحيد من جهة لاهوته،
إلاَّ أنه لما صار أخًا لنا، قد دُعي أيضًا بلقب البكر,
حتى يصير مثل باكورة لتبني البشرية
ويهيء لنا أن نصير نحن أيضًا أبناءً لله.


الساعة الآن 01:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025