منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=258194)

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:57 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أمثلة من سلطان الحل والربط


سنذكر أمثلة عديدة، فيها السلطان للرسل، وليس لجميع الناس، وطبعًا لخلفاء الرسل من بعدهم في عمل الكهنوت.
19-سلطان بولس الرسول بالنسبة إلى خاطئ كورنثوس (1كو 5).
يتكلم الرسول بسلطان فيقول:".. قد حكمت -كأني حاضر- في الذي فعل هذا هكذا، باسم ربنا يسوع المسيح.. أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، ولكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع" (1كو 5: 3-5). وختم الرسول كلامه بقوله: "فاعزلوا الخبيث من بينكم" (1كو 5: 13). وعزل الخاطئ excommunicated.

https://st-takla.org/Pix/People-Chris...ng-Hand-01.gif
ثم عاد القديس بولس فحالله في رسالته الثانية. عفا عنه:
وقال في ذلك: "مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي (ناله) من الأكثرين. حتى تكونوا بالعكس تسامحونه بالحري وتعزونه، لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط. لذلك أطلب أن تمكنوا له المحبة" (2كو 2: 6-8).
ونفذ الشعب الأمر الكهنوتي الذي أصدره الرسول عقوبة وعفوًا.
هو الذي ربط، وهو الذي حل. و الشعب أطاع ونفذ.. إنه سلطان كهنوتي مارسه الرسول. وما كان أحد يناقشه فيه.
20- وقد تحدث الرسول عن سلطانه الكهنوتي هذا، في نفس هذه الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس. فقال لهم: "فإني وإن افتخرت شيئًا بسلطاننا الذي أعطانا إياه الرب لبنيانكم لا لهدمكم، لا أخجل" (2كو 10: 8)
كرر نفس العبارة أيضًا في آخر الرسالة قائلًا: "لذلك أكتب بهذا وأنا غائب،.. حسب السلطان الذي أعطاني إياه الرب لبنيان لا للهدم" (2كو13: 10).
21- واستخدام الرسول سلطان (الأناثيما) أي القطع والحرام.
وذلك في رسالته إلى أهل غلاطية، حيث قال: "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما" (غلا 1: 8) وكرر نفس العبارة قائلًا: "كما سبقنا فقلنا، أقول الآن أيضًا: إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم، فليكن أناثيما. (أي محرومًا)" (غلا 1: 9). (وعلق القديس باسيليوس الكبير على عبارة القديس بولس الرسول قائلًا: إن بولس الرسول جرؤ أن يحرم ملائكة..
22- وينذر القديس بولس بسلطانه على معاقبة المخالفين قائلًا:
".. الآن أكتب للذين أخطأوا من قبل، ولجميع الباقين: إني إذا جئت أيضًا، لا أشفق" (2كو 13: 2). ويقول لهم كذلك: "مستعدين أن ننتقم على كل عصيان، متى كملت طاعتكم" (2كو 10: 6).
هنا إذن سلطان: يأمر، ويحكم. ويفرز من جماعة المؤمنين، ويحرم، ويعفو. وهو سلطان من الرب، مارسه الرسل، وخلفاؤهم من بعدهم
23- ومن أمثلة عدم الشركة مع جماعة المؤمنين، قول الرسول لأهل تسالونيكي: "إن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة، فسموا هذا ولا يخالطوه، لكي يخجل" (2تس 3: 14). وقوله أيضًا: "نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح، أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم (التقليد) الذي أخذه منا" (2تس 3: 6).
وهنا أيضًا حكم من السلطان الكهنوتي، وتنفيذ من الشعب.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:58 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كيف للكاهن أن يغفر الخطايا؟!

يظن الأخوة البروتستانت أن الكاهن يغفر الخطايا بسلطانه الخاص، وليس بسلطان من الله أعطى له..! كما لو كان قد اغتصب حقًا من حقوق الله تبارك اسمه، أتجرأ أن يعمل عملًا إلهيًا، وهو بشر!! وسنورد هذا الاعتراض، ونرد عليه بالأدلة اللاهوتية والكتابية، لتوضيح ما يفعله الكاهن بالضبط..
اعتراض
24-يقولون إن الغفران هو لله وحده، حسب قول الكتاب: "من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر 2: 7 ). والله هو الذي قيل عنه في المزمور: "غفرت إثم شعبك. سترت جميع خطاياهم" (مز 85: 2). وهو الذي خاطبه السيد المسيح على الصليب قائلًا: "يا أبتاه اغفر لهم" (لو 23: 34). فكيف إذن تقولون إن الكاهن يغفر الخطايا؟!
الرد على الاعتراض
25- أولا – لسنا نحن الذين نقول، إنما هذا قول المسيح:
هو الذي قال: "من غفرتم خطاياه تغفر له" (يو 20: 23). وهو الذي قال: "ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18)
26- ثانيا – هناك ثلاثة أنواع من الغفران، لكل منهما معناه الخاص: وهي مغفرة الله، ومغفرة الناس بعضهم لبعض، ومغفرة الكاهن:
أ-مغفرة الله هي الأساس، فهو ديان الأرض كلها (تك 18: 25). ونحن جميعًا سنقف أمامه في اليوم الأخير لنعطى حسابًا عن أعمالنا. وبدون مغفرته الإلهية، كل مغفرة أخرى لا تنقذنا من العقاب الأبدي.
ب- ومغفرة الناس بعضهم لبعض، معناها مسامحتهم في الإساءات الموجهة منهم إليهم، ومصلحتهم، وتنازلهم عن حقوقهم الشخصية.
وهذا أمر يطلبه الله نفسه: "اذهب أولا اصطلح مع أخيك" (مت 5: 24). وتوضحها الآيات الآتية:
" إن أخطأ إليك أخوك، فوبخه. وإن تاب فاغفر له. وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم، ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلًا: أنا تائب، فاغفر له" (لو 17: 3، 4). وأيضًا سؤال بطرس للرب: "كم مرة يا رب يخطئ إلى أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات" (مت 18 : 21، 22).
وأيضًا نقول في الصلاة الربانية: "اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا" (مت 6: 12). وهنا يظهر النوعان الأولان من المغفرة: مغفرة الله، ومغفرة الناس بعضهم لبعض.
وهذه هي الطلبة الوحيدة في الصلاة الربانية، التي علق عليها الرب قائلا: "فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم" (مت 6: 14، 15).
وقد ورد في الإنجيل لمعلمنا القديس مرقس المعنى: "ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء، لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الذي في السموات زلاتكم. وإن لم تغفروا أنتم، لا يغفر أبوكم الذي في السموات أيضًا زلاتكم" (مر 11: 25، 26).
إذن مطلوب من الإنسان أن يغفر. فكيف يغفر إن كان الذي يغفر هو الله وحده؟ الإجابة أن مغفرة الإنسان لأخيه بمعنى، ومغفرة الله للإنسان بمعنى آخر.
ومغفرة الإنسان لأخيه، ومعناها مجرد تنازله عن حقه من نحوه، وليس معنى ذلك ضمان مستقبله الأبدي، الذي هو في يد الله، يغفر له إن كانت توبته صادقة، ويمحو بالدم الكريم الخطية التي تاب عنها المسيء، وتنازل عنها المُساء إليه. ومغفرة الإنسان لأخيه هي شرط لنواله هو نفسه المغفرة، حسبما ورد في الإنجيل لمعلمنا لوقا: "اغفروا يغفر لكم.. لا تدينوا" (لو 6: 37).
وقال القديس بولس في هذا النوع من المغفرة: "محتملين بعضكم بعضًا، ومسامحين بعضكم بعضًا، إن كان لأحد على أحد شكوى، كما غفر لكم المسيح، هكذا أنتم أيضًا" (كو 3: 13).
27- أما مغفرة الكاهن، فهى من نوع آخر. إنها تدخل في مغفرة الله، لأن ما يحله على الأرض يكون محلولًا في السماء (مت 16: 19).
فهل للكاهن هذا السلطان؟ وكيف يتم إذن الغفران؟ هذا ما نريد أن نشرحه هنا بالتفصيل:
28- معروف أنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب 9: 22). إذن لا يمكن أن ينال أحد الغفران إلا بدم المسيح، سواء سمع كلمة الغفران والمسامحة من الأب الكاهن أو من الأخ الذي غفر له إساءته.
29- واجب الكاهن إذن أن يتحقق من استحقاق الخاطئ لدم المسيح لمغفرة خطاياه، وذلك بالتحقق من توبته.
فالتوبة هي لنوال المغفرة، ولإعلان المغفرة، حسب قول السيد الرب: "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون " 13: 3، 5). فإذا اعترف الخاطئ بخطيئته، وأظهر توبته عنها، وعزمه على تركها، يعلن له الكاهن مغفرة هذه الخطية، لأن من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2: 7). وكيف يتم ذلك؟
30- عملية المغفرة التي يعلنها الكاهن، هي نقل للخطية إلى حساب السيد المسيح، لكي يحملها عن الخاطئ، ويمحوها بدمه.
ولذلك حسنًا قال ناثان لداود النبي لما اعترف بخطيته: "الرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت" (2صم 12: 13).. أي نقلها من حسابك إلى حساب المسيح، فلا تعطى أنت عنها حسابًا. المسيح سيحملها عنك ويمحوها بدمه.
31- إذن الكاهن ليس هو مصدر المغفرة، إنما هو معلنها.
إنه يعلن للخاطئ المغفرة التي أعطيت له من الله، عن طريق الكفارة والفداء، بالدم الكريم المسفوك لأجله.
إن المغفرة تتم عن طريق الله، والكاهن مجرد وكيل له.
ولهذا فإن الكاهن لا يقول للخاطئ مطلقًا: "قد غفرت لك أو حاللتك "، إنما يقول له: "الله يحاللك".
32- ومما يدل على أن الله هو مصدر الحل والمغفرة، هو أن التحليل الذي يناله الخاطئ من الكاهن هو مجرد صلاة يرفعها الكاهن عن الخاطئ، تسمى صلاة التحليل يقول فيها للرب عن الخاطئ: "اغفر له خطاياه. حالله. باركه. طهره " إن الكاهن له سلطان. وهو يستخدمه هنا كصلاة..
33- ومن أجمل العبارات التي توضح تحليل الكاهن، جملة جميلة يقولها الأب الكاهن في صلاة القداس الإلهي، في التحليل الذي يسبق الاعتراف الأخير. يقول عن الشعب:
" يكونون مُحاللين من فمي بروحك القدوس".
إذن، الروح القدس الذي يأخذه الكاهن في السيامة، أثناء النفخة المقدسة، وحينما ينفخ فيه الأسقف قائلًا: اقبل الروح القدس. فيفتح الكاهن فمه ويقول: "فتحت فمي واقتبلت لي روحًا" (مز 119).
ولذلك نلاحظ أن السيد المسيح نفخ في وجوه تلاميذ القديسين وقال لهم أقبلوا الروح القدس. ثم قال لهم بعدها: من غفرتم خطاياه تغفر له (يو 20: 22، 23).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:59 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الله هو مصدر المغفرة في الكهنوت
34-الروح القدس إذن هو مصدر المغفرة في الكهنوت. يغفر للناس من فم الكاهن. وكيف يغفر؟
يقول السيد المسيح عنه: "يأخذ مما لي ويخبركم" (يو 16: 14). يأخذ مما لي كأقنوم المعرفة، ويذكركم بكل ما قلته لكم. وأيضًا يأخذ من استحقاقات دمى، ويخبركم أن خطاياكم قد غفرت.
وكيف يخبركم الروح أن خطاياكم قد غفرت؟ يخبركم بهذا من فم الكاهن.
إذا قد وضح الموضوع، ولم يعد فيه لبس. وهو:
أ-الله هو الذي يغفر الخطايا. يغفرها روحه القدوس.

ب-الروح القدس يأخذ من استحقاق دم المسيح ويغفر.
ج-و الروح يعلن مغفرة الخطايا من فم الكاهن.
د-وذلك بالنسبة إلى الخاطئ التائب، المستحق دم المسيح بتوبته.
ه-وتوبته يتأكد منها الكاهن عن طريق اعترافه عليه.
و-وحينئذ يصلى طالبًا من الله أن يغفر له. ثم يقول له: "الله يحالك".
" الله يحالك من فمي بروحه القدوس"..
35-وعمومًا، فإن غالبية الذين يرفضون الاعتراف على الكاهن، ويقولون إنهم يعترفون على الله مباشرة، لا يرفضون الاعتراف عقيديًا، إنما يهربون منه خجلًا. والله يريد لهم هذا الخجل، حتى لا يعودوا إلى خطاياهم مرة أخرى.
هذا الذي يقول إنه يريد أن يعترف على الله بخطيته، قد ارتكب هذه الخطية أمام الله بدون مبالاة ولم يخجل، كما خجل يوسف الصديق من قبل (تك 39: 9). ويريد أن يعترف أمام الله وحده، لكي يهرب مرة أخرى من الخجل.
36-نحن لا نمنعه من الاعتراف أمام الله، فهذا واجب. وإنما يضاف إلى هذا، الاعتراف أمام الكاهن. ليس من أجل الخجل فقط، وإنما لأجل الإرشاد أيضًا، ولكي يسمح له الكاهن بالتناول من الأسرار المقدسة، إذا تأكد من توبته.
37-و الذي يعترف على الله وحده بخطاياه، ربما توجد أمور لا يعتبرها خطايا، وبالتالي لا يعترف بها. فإن كشفها للكاهن في الاعتراف يظهر له أنها خطية..
وفى ذلك قال الكتاب: "توجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم 14: 12، 16: 25). وهذه الطريق التي عاقبتها طرق الموت، كيف سيعترف بها أمام الله، مادامت تبدو في فهمه البشرى مستقيمة؟!
38-إن الآباء الرسل، حينما تقبلوا من الناس اعترافاتهم (أع 19: 18)، إنما كانوا يقومون في نفس الوقت بخدمة المصالحة.
أي مصالحة الناس مع الله. هذه الخدمة التي قال عنها القديس بولس الرسول: "وأعطانا خدمة المصالحة.. إذن نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2كو5: 18: 20).
والمصالحة لا تأتى بالوعظ فقط، إنما تأتى أيضًا بمعرفة النفس وحروبها وسقطاتها، وإرشادها إلى كيف تصطلح مع الله.
لأن كثيرين يعترفون لله بخطاياهم، وفي نفس الوقت لا يعرفون كيف يتخلصون منها ويتوبون. وسر الاعتراف في الكنيسة نسميه سر التوبة..
39- إن مغفرة الخطايا هي بدم المسيح. وقد سفك المسيح دمه عن العالم كله. ومع ذلك فإن العالم كله لم ينل الخلاص. فليس الجميع مستحقين لهذا الدم. واستحقاق الدم يلزم له الإيمان و المعمودية والتوبة.
والكاهن أمين على كنوز هذه المغفرة التي قدمها دم المسيح، يقدمها للمستحقين عن طريق الإيمان والمعمودية أولًا (مر 16: 16) وعن طريق التوبة بعد ذلك (لو 13: 3).
والتوبة يلزمها الاعتراف، حسب قول الكتاب: "من يكتم خطاياه لا ينجح. ومن يقربها ويتركها، يرحم" (أم 28: 12).
40- ومن غير المعقول أن يغفر الكاهن خطايا لا يعرفها.
أو ينقل إلى حساب المسيح، خطايا لا يعرفها، لكي يمحوها بدمه. أو أن يسمح بتناول شخص من الأسرار المقدسة بدون أن يتأكد من توبته.. لهذا كله ارتبط الاعتراف بالمغفرة.
وأخيرًا إن كان الله قد منح الكاهن هذا السلطان، فلماذا يغار البعض لله، كأن سلطانه قد أغتصب. هذا ما سنرد عليه في الفصل التالي إن شاء الله.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:00 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
سلطان الربط والحل



https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...abic-Bible.jpg
وبعد،،،
وبعد.. بعد كل الذي قلناه عن سلطان الحل والربط، مؤيدًا بأسانيد من الكتاب المقدس، وبأمثلة مما فعله الرسل الأطهار، وما كان سائدًا في أيامهم، نريد أن نسأل سؤالًا مهما وهو:
ما ذنب رجال الكهنوت، إن كان الله قد سلمهم هذا السلطان؟ وقال لهم: "كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السموات، وكل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماوات" (مت 18: 18) كما قال لهم أيضًا: "من غفرتم خطاياه، غفرت له. ومن أمسكتموها عليه أمسكت" (يو 20: 23).
ما ذنبهم إن مارسوا هذا السلطان، وهذه المسئولية؟
إنسان وضعه الله في مسئولية أن يعاقب أو أن يعفو، بناء على معرفته بوصايا الله، لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2: 7). إن مارس هذا الشخص حدود مسئوليته هذه، فما ذنبه؟
أكان يستطيع هؤلاء الناس حينما قال لهم الرب: "ما تحلونه يكون محلولًا.. وما تربطونه يكون مربوطًا.." أكانوا يستطيعون أن يقولوا: حاشا لنا يا رب أن نمارس سلطانك قل لنا كلامًا غير هذا!!

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:02 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
غيرة خاطئة من مُنكري الكهنوت

1-الذين ينكرون الكهنوت، يغارون لله غيرة خاطئة..!
ويظنون أننا نأخذ مجد الله، ونعطيه للكهنوت!
ويحتجون بقول الله: "مجدي لا أعطيه لآخر" (إش 42: 8). كما لو كنا نحن نمنح الكهنوت صفات أو ألقابًا ليست له! أو نمنحه سلطانًا واختصاصات ليست له، أو نقابله باحترام وتوقير يليق بالله وحده، ولا يجوز منحه للبشر!
وفى هذا الفصل نريد أن نبحث هذه الغيرة في ضوء التعليم الكتابي، في ضوء كلام الله نفسه، ونرى هل هي غيرة عن معرفة أم لا (رو 10: 2).
1- تذكرني غيرة هؤلاء الأخوة بغيرة يشوع لموسى (عدد 11).
حدث أن الله أمر موسى النبي أن يختار سبعين رجلًا من الشيوخ المشهورين بالمعرفة لكي يحملوا معه ثقل الشعب، فلا يحمل ذلك وحده. قال له " فأنزل أنا معك هناك، وآخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم، فيحملون معك ثقل الشعب" (عد 11: 16، 17).
وحدث كما أمر الرب. ونزل الرب في سحابة وكلم موسى. وأخذ من الروح الذي عليه وجعله على السبعين رجلًا الشيوخ. فلما حل عليهم الروح تنبأوا. ولكنهم لم يزيدوا (عد 11: 25). " وبقى رجلان في المحلة: اسم الواحد ألداد، واسم الآخر ميداد، فحل عليهم الروح.. فتنبآ في المحلة. فركض غلام وأخبر موسى ويشوع. فغار يشوع لموسى، وأراد ردعهما. ولكن النبي العظيم موسى، وبخ تلميذه يشوع على هذا قائلًا له:
هل تغار أنت لي؟! يا ليت كل شعب الله كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد 11: 29).
هكذا كان موسى النبي أعلى من مستوى الغيرة.. فلماذا نقول إذن عن الله – في كل عظمته التي لا تقاس -؟! أيغار الله؟!
إن الله أعظم من أن يغار، فالغيرة هي للصغار..
3- على أنني أحب أيضًا أن لا أترك هذه القصة التي فيها غيرة يشوع لموسى، بدون ملاحظة ضرورية وهامة، ترينا مدى إكرام الله لأولاده ومعاملته لهم بمعاملة ترتفع جدًا عن مستوى الغيرة إننا ولا شك نقف مبهوتين من جهة قول الله لموسى عن الشيوخ:
" آخذ من الروح الذي عليك، وأضع عليهم.." (عد 11: 17).
ويكرر الكتاب نفس العبارة عن الله أنه بعد أن تكلم مع موسى: "أخذ من الروح الذي عليه، وجعل على السبعين رجلًا الشيوخ" (عد 11: 25). حقًا إن في هذا لعجبًا..
الله معطى كل موهبة، يأخذ من الروح الذي على موسى، ويعطى للشيوخ!!
أليس الله هو الذي أعطى موسى هذا الذي يريد الآن أن يأخذ من الروح التي عليه؟! أليست مواهب الله بلا حصر، وبإمكانه أن يعطى هؤلاء الشيوخ من عنده مباشرة، كما أعطى موسى من قبل؟! نعم. كل هذا سليم منطقيًا ولاهوتيًا.
ولكن.. ولكن ماذا؟ الإجابة هي: إن الله أراد في هذا الموقف أن يكرم موسى أمام الناس. وكيف؟
موسى هو الذي يختار الشيوخ، وأيضًا يأخذون من الروح الذي عليه. وبهذا يصيرون خاضعين له، وليسوا مساوين. وبهذا يتمجد موسى أمامهم وأمام الناس، بيد الله..
4-هنا يبدو واضحًا تمامًا، أن الله لا يغار من أولاده، وإنما على العكس هو يعظم أولاده، ويكرمهم ويظهرهم ويمجدهم. وسنشرح كل هذا بالتفصيل، حتى لا يعود أحد فيغار لله غيرة خاطئة، ويغار له من أولاده! ومن مجد، الله نفسه أعطاه لهم!!
5-على أن الذين يغارون لله من الكهنوت يقولون: كيف يمكن للبشر أن يأخذوا وظائف الله وألقابه؟!
كيف يلقب أحدهم بأنه كاهن، و الكاهن الوحيد هو المسيح؟
كيف يلقب أحدهم بسيد أو أب أو معلم، بينما الله هو السيد، وهو الأب وهو المعلم؟ كيف يصيرون رعاة، بينما المسيح هو الراعي الصالح (يو 10) كيف يغفرون الخطايا، بينما لا يغفر الخطايا إلا الله؟
كيف يصيرون واسطة بين الله و الناس، بينما لا يوجد سوى وسيط واحد هو يسوع المسيح (1تى 2: 5).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:03 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ألقاب المسيح لتلاميذه

6-يحتجون ويقولون: كيف تؤخذ ألقاب السيد المسيح وتعطى للبشر؟! وكما رأينا في كتب ظهرت حديثًا: البعض يعتبرون هذا تجديفًا!! والبعض يسميه: "ضلالات شيطانية "! حسبما تسمح رقة ألفاظهم في التعبير! والأمر الذي أريد أن أقوله هو:
إن الكتاب أعطى بعض ألقاب السيد المسيح للناس، والسيد المسيح نفسه أعطى بعض ألقابه للناس..
السيد المسيح أعطى بعض ألقابه للشعب كله، لكل جماعة المؤمنين.
بينما بعض ألقابه أعطاها لوكلائه من الرسل ولخلفائهم من بعدهم، حسب المسئولية الملقاة عليهم.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:06 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
لقب المسيح باعتباره الراعي

قال السيد المسيح: "أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11). وكرر نفس عبارة: "أنا هو الراعي الصالح" (يو 10: 14). بل حدد الأمر وقال عن الخراف: "تسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد" (يو 10: 16)..
فهل معنى ذلك أن من يلقب نفسه راعيًا، يكون متعديًا على ألقاب المسيح، ناسبًا إياه لنفسه؟!
وهنا نقول: كم من خادم في البروتستانتية يقول إنه: "راعى كنيسة كذا "، ولا يرى أنه "يرتئي فوق ما ينبغي" (رو 12: 3). ولا يتعبه ضميره مطلقًا، حينما يسمع السيد المسيح يقول عن رعاية الشعب: "أنا هو الراعي". ولا تتعبه عبارة: "راع واحد".. ولا يأتي هنا بذكر الحق الكتابي!
إن الحرف يقتل (2كو3: 6) وما أخطر استخدام الآية الواحدة في تفسير الكتاب..
إن السيد المسيح الذي قال: "أنا هو الراعي".. قال للقديس بطرس الرسول: "ارع غنمي.. ارع خراف" (يو 21 : 15 – 17)، مكررًا لقب الرعاية لبطرس ثلاث مرات..
وبطرس الرسول الذي يقول عن السيد المسيح: "كنتم كخراف ضالة. لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها" (1بط 2: 25)، هو نفسه يقول للرعاة في نفس الرسالة: "ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا (أو أساقفة) لا عن اضطرار بل باختبار" (1بط 5: 4). و القديس بولس الرسول يقول لأساقفة أفسس: "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي لأقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي أقتناها بدمه" (أع 20: 28).
8-ها نحن نرى أن لقب الراعي، أطلق على المسيح وعلى الرسل والأساقفة. ولكنه للمسيح بمعنى، وللرعاة من البشر بمعنى آخر.
المسيح هو الراعي بطبيعته. وهم رعاة بتكليف منه، كمجرد وكلاء الله (تى 1: 7). المسيح هو الراعي للكل، حتى للرعاة أنفسهم. ولذلك هو "راعى الرعاة". الكاهن يرعى شعبه، شعب المسيح هو معهم واحد من خرافه.. ولذلك يقول القديس بطرس عن السيد المسيح إنه: " رئيس الرعاة". أما الرعاة فيقول لهم: "صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة، تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (5: 3، 4).
9- إن لقب الراعي هو لقب لله منذ القديم:
ولذلك يقول في سفر حزقيال النبي: "أنا أرعى غنمي وأربضها -يقول السيد الرب- وأطلب الضال، واسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح" (حز 34: 15، 16). ويقول داود النبي: "الرب راعى، فلا يعوزني شيء" (مز 23: 1). ومع ذلك نرى الكتاب يقول إن الله: "أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).
هو الذي أعطى. فلماذا نغار نحن له ولألقابه؟!
على أن العبارة الأخيرة من (أف 4: 11) تنقلنا إلى لقب آخر من ألقاب السيد المسيح، أطلق عليه، وعلى تلاميذه.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:15 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
المسيح هو المُعَلِّم

هكذا كان الكل يلقبونه: "أيها المعلم الصالح" (مت 19: 16).
و السيد المسيح نفسه قال لتلاميذه حينما غسل أرجلهم: "أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت. وأنا السيد والمعلم - قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14)
فعلى الرغم من أن السيد المسيح هو العلم، وعلى الرغم من قوله لرسله ولخلفائهم -وليس لكل الشعب- "لا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح" (مت 23: 10).. على الرغم من كل هذا: "أعطى البعض أن يكونوا رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).
11-نكرر ونقول: اللقب واحد، ولكن الاستعمال مختلف.
المسيح هو المعلم بمعنى. ووكلاؤه معلمون بمعنى آخر. والآيات الخاصة بهم كمعلمين كثيرين جدًا (أنظر مقال "معلمون" هنا في موقع الأنبا تكلا من هذا الكتاب).
المسيح هو المعلم الحقيقي، هو مصدر كل علم ومعرفة. أما الكاهن فهو معلم من حيث هو ينقل تعليم الله للناس، لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2: 7).
هل يغار أحد للمسيح، من حيث لقبه كمعلم؟! اطمئنوا: لقب المسيح في حصن حصين وبكل حرص مصون.
12-ولكن رسالته كمعلم، عهد بها إلى أناس أمناء أكفاء أن يعلموا آخرين (2تى 2: 2). وقال لكل منهم: "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك" (1تى 4: 16)
فلا تظنوا إذن أن لقب المسيح كراع ومعلم، حينما يمنح إلى رجال الكهنوت، يكون مجد الله قد أعطى لآخرين!! كلا، بل إن مجد الله يشعر به الكل، عن طريق التعليم.. ننتقل إذن إلى لقب من ألقاب المسيح..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:16 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
لقب المسيح كابن الله

المسيح هو ابن الله. والآيات في هذا اللقب عديدة جدًا. وكمثال لذلك استخدام السيد المسيح هذا اللقب في حديثه مع المولود أعمى قائلًا له: "أتؤمن بابن الله" (يو 9: 35) فآمن ذلك الأعمى وسجد له (يو 9: 38).
ومع ذلك أعطانا نفس اللقب: أبناء الله، إذ قيل: وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله" (يو 1: 12).
وقال القديس يوحنا: "انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله" (1يو 3: 1).
14-ولكن نحن أبناء بمعنى. و المسيح ابن الله بمعنى آخر.
نحن أبناء بالإيمان، بالمحبة، بالتبني. أما هو فإنه ابن الله بمعنى أنه من جوهره وله نفس طبيعته، لذلك دعي "الابن" (يو 8: 36) ودعي الابن الوحيد (يو 3: 16، 18، يو 1: 18، 1يو 4: 9).
أخذنا لقب أبناء الله، دون أن يؤثر هذا على السيد المسيح في شيء. وهذا اللقب بالذات ليس فقط للرسل ولرجال الكهنوت، بل هو لجميع الناس. وهناك لقب آخر للمسيح، وفي نفس الوقت أعطى لجميع الناس وهو النور

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:17 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
السيد المسيح هو النور

قال: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12) وكرر نفس العبارة: "أنا نور العالم" (فى (يو 9: 5). وقال عن نفسه إنه هو النور (يو 12: 35).. ومع ذلك قال لنا: "أنتم نور العالم.. فليضيء نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 14، 16).
فهل تنازل السيد المسيح هنا عن مجده، وأعطاه للناس؟! كلا، بل كما قلنا سابقًا، نقول أيضًا إنه نور بمعنى، بينما المؤمنون نور بمعنى آخر.
16-هو النور الحقيقي (يو 1: 9). أما نحن فبنوره نعاين النور.
هو الذي ينير لكل إنسان (يو 1 ك 9). لذلك يقول المرتل في المزمور "الرب نورى وخلاصي، ممن أخاف" (مز 27: 1).. "أنه نور لا يدنى منه" (1تى 6: 16) وهو النور العجيب (1بط 2 : 9).
نورنا بالنسبة إلى نور الله، يشبه نور القمر بالنسبة إلى الشمس. فالشمس نورها حقيقي، والقمر يستمد نوره منها.
إذن هو نور بذاته. أما نحن فننير حينما نستمد نورنا منه. وهو نور ليس فيه ظلمة البتة (1يو 1: 5). أما نحن فكثيرًا ما يكتنفنا الظلام بسبب خطايانا. ولذلك فإن يوحنا المعمدان، مع أنه كان عظيمًا أمام الرب (لو 1: 15). إلا أن الكتاب قال عنه: "هذا جاء للشهادة، ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور" (يو 1: 7، 8).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:18 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
المسيح ولقب أسقف و مدبر



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-24.jpg
17-بنفس الوضع نتكلم عن لقب أسقف، ولقب مدبر:
قيل عن السيد المسيح: "راعى نفوسكم وأسقفها" (1بط 2: 25). وقيل في الكهنوت: "يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل لله" (تى 1: 7). فالمسيح هو الأسقف، لأنه هو الراعي الحقيقي. أما الأسقف فهو بهذا الصفة، لأنه وكيل للمسيح الذي هو أسقف نفوسنا.
وقيل عن المسيح - في الحديث عن بيت لحم: "منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل" (مت 2: 6). بينما قيل عن رجال الكهنوت: "الشيوخ المدبرون حسنا، فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة" (1تى 5: 17).
18-ولكن ما أعظم الفرق بين المسيح كأسقف ومدبر، وبين رجال الكهنوت..
المسيح هو أسقف الكل، ومدبر الكل. أما رجال الكهنوت فلهم دائرة محدودة وهم في رعايتهم وتدبيرهم تحت رعاية المسيح وتدبيره. وتنطبق عليهم -كما على الشعب- عبارة: "راعى نفوسكم وأسقفها" (1بط 2: 25). والمسيح راع وأسقف من حيث طبيعته. أما هم فرعاة وأساقفة ومدبرون من حيث أنهم وكلاء الله، استؤمنوا على وكالة (2كو 5).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:19 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
لقب المسيح ككاهن

19-بنفس الوضع نتكلم عن لقب كاهن:
قيل عن السيد المسيح إنه: "كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (مز 110، عب 5: 6). وقال بولس الرسول عن نفسه: "حتى أكون خادمًا.. مباشرًا لإنجيل الله ككاهن" (رو 14: 16).
ولكن بين كهنوت المسيح، كهنوت البشر فرقًا جوهريًا.
20-المسيح كاهن باعتبار أنه مقدم الذبيحة، وهو نفسه الذبيحة. أما كهنوت البشر، فإنهم خدام لهذه الذبيحة عينها. أما المسيح فهو الذبيحة.
ولهذا قال عنه القديس بولس الرسول إنه: "قدم نفسه" (عب 7: 27). وإنه "بدم نفسه دخل مرة إلى الأقداس فوجد فداء أبديًا" (عب 8: 12). فالمسيح هو الكاهن وهو الذبيحة، وهذا هو الفارق الجوهري بين كهنوته وكهنوت البشر.
كما أن البشر يستمدون كهنوتهم من كهنوت المسيح. ولولا أن المسيح ككاهن قدم نفسه ذبيحة، ما كان الكهنوت المسيحي يستطيع أن يقف على مذبح. والمسيح يعطى الغفران بكهنوته وذبيحته. أما الكهنة فيمنحون الغفران بسلطان منه، كوكلاء له على استحقاق دمه..
إذن عمل البشر ككهنة، لا يتعارض مع عمل المسيح ككاهن، بل على العكس هو استمرار له.
21- بعد أن استعرضنا كيف أن ألقابًا كثيرة للمسيح أعطيت لتلاميذه، دون المساس بمجده، أقول للذين يغارون لمجد الله أن يعطى لآخر، ما رأيكم في قول السيد المسيح عن تلاميذ، حديثه مع الآب في (يو 17):
"وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو 17: 22).
هل تقفون مبهوتين أمام هذه العبارة؟! لا مانع أن قفوا مبهوتين، وأنا أيضًا معكم أقف مبهوتًا أمام محبة الله لأولاده ولخدامه. ولكن لا نغار لله. فالمسيح لم يعطهم المجد الذي كان له عند الآب قبل كون العالم (يو 17: 5). وإنما المجد الذي يمكن أن تحتمله طبيعتهم البشرية، كخدام. أعطاهم مجد هذه الخدمة، التي مسح فيها السيد المسيح كاهنًا وملكًا ونبيًا.
22- سلمهم بعضًا مما قدمه المجوس: ذهبا ولبانًا ومرًا:
فكان لهم المجد في الذهب، في تاج الكهنوت، في رئاسة شعبه.. وكان لهم مجد اللبان، في عمل الكهنوت وتقديم البخور عن الشعب. وكان لهم مجد المر، مجد الصليب الذي يحتملونه في الخدمة. مع الفارق.. إذ كان مجد الذهب واللبان والمر غير محدود بالنسبة إلى السيد المسيح، بينما هو محدود بالنسبة إلى الكهنوت
و الذين يغارون لمجد الله، ننقلهم بعد إلى نقطتين هما:
أ-المجد الذي يعطيه الله لخليقته.
ب-و العظمة التي يمنحها الله لخدامه.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:20 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الله يُمَجِّد خليقته

23-إن الله يمنح مجدًا لخليقته، حتى الجامدة منها:
وفى هذا يقول القديس بولس الرسول: "مجد السماويات شيء، ومجد الأرضيات شيء آخر. مجد الشمس شيء، ومجد القمر آخر، ومجد النجوم آخر. لأن نجمًا يمتاز عن نجم في المجد" (1كو 15: 40، 41). حتى زنابق الحقل أعطاها الله في جمالها مجدًا لم يكن لسليمان الملك. وفي ذلك قال الرب: "تأملوا زنابق الحقل.. ولا سليمان في كل مجده، كان يلبس كواحدة منها.." (مت 6: 28، 29).
24-بل تأملوا الملابس الكهنوتية التي أمر الله أن تصنع لهرون رئيس الكهنة بالذهب والاسمانجوني.. للمجد والبهاء (خر 28، 40).
الله هو الذي اختار بنفسه هذه الملابس لكاهنه، وأختار نوع قماشها وزينتها وطريقة تفصيلها، وأمر أن الذين يقومون بصنعها يكونون مملوءين من روح الحكمة. وهكذا قال لموسى النبى:
"واصنع ثيابًا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء. وتكلم جميع حكماء القلوب، الذين ملأتهم روح حكمة، أن يصنعوا ثياب هرون ليكهن لي" (خر 28: 2، 3) " فيصنعون الرداء من ذهب واسمانجونى وقرمز وبوص مبروم صنعة حائك حاذق" (خر 28: 6)، وكذلك الصدرة (خر 28: 15) "وتصنع على الصدرة سلاسل مجدولة صنعة الضفر من ذهب نقي. وتصنع على الصدرة حلقتين من ذهب.." (خر 28: 22) "وتصنع صفيحة من ذهب نقي. وتنقش عليها نقش خاتم (قدس للرب) وتصنعها على خيط اسمانجونى لتكون على العمامة" (خر 28: 36، 37). وتكون على جبهته دائمًا للرضا عنهم أمام الرب (خر 28: 38). إن الله يرضى عن الشعب، حينما ينظر إلى الصفيحة الذهب التي على جبهة هرون المكتوب عليها " قدس للرب".
أي مجد هذا أعطاه الله لهرون في ملابسه وفي شفاعته؟! وليس هرون فقط، بل يقول الرب عن أولاد هرون:
"ولبنى هرون تصنع أقمصة، وتصنع لهم مناطق، وتصنع لهم ملابس للمجد والبهاء. وتلبس هرون أخاك إياها وبنيه وتمسحهم.." (خر 28: 40 / 41).
فهل المجد الذي أحاط الله به هرون، انقص من مجد الله؟! أم الله فرح بهرون وأولاده، وألبسهم المجد و البهاء؟
وإلى هذه الدرجة بلغ اهتمام الله بكهنته وبرئيس كهنته. أتريد أنت أن تصف هرون بالكبرياء والعظمة، وهو في ملابس الذهب والأرجوان والاسمانجوني؟! إذن عليك أن تصف زنابق الحقل بهذه التهمة أيضًا، لأنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها..!
وما ذنب هرون وما ذنب الزنبقة، أن الله ألبسهما هكذا؟!
إن كان الله يعطى بهاء لزنابق الحقل، أفلا يعطى خدمه ووكلاءه؟! بل هو يعطى بالأكثر.
24- بل انظروا المجد الذي أعطاه لموسى وإيليا على جبل التجلي.
حتى أن القديس بطرس الرسول قال:".. نصنع هنا ثلاث مظال. لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة" (مت 17: 4). ولكن هذا المجد يعطيه الله لخادمين له، قدما له الذبائح من قبل.. إنه مجد يحسب كعربون لأمجاد القيامة، التي سنكون فيها كملائكة الله في السماء (مت 22: 30).
25- ومن أمثلة المجد الذي أعطاه الله لخليقته، المجد الذي أعطاه للملائكة " المقتدرين قوة" (مز 103) الذي يقال عن الواحد منهم إنه ملاك نور (2كو 11: 14)، بكل مواهبهم وجمالهم ونقاوتهم..
26- والمجد كما أعطاه الله للقديسين، أعطاه كذلك للتائبين.
انظروا إلى الخاطئة يهوذا (في سفر حزقيال)، هذه التي كانت مطروحة بدمها، كيف طهرها الله وقال لها: "حممتك بالماء، وغسلت عنك دماءك، ومسحتك بالزيت" ليس هذا فقط، بل يقول أيضًا : "وألبستك مطرزة.. وحليتك بالحلي.. وتاج جمال على رأسك. فتحليت بالذهب و الفضة، ولباسك الكتان والبز والمطرز وجملت جدا جدًا، فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملًا ببهائي الذي جعلته عليك، يقول السيد الرب" (خر 16: 9 – 14).
أي مجد هذا، أن يلقى الله بهاءه على البشر، ليكون جمالهم كاملًا ببهائه؟!
27- ولكن ليس هذا غريبًا على الله عندما خلق الإنسان قال: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"، "فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه" (تك 1: 26، 27).
هذا هو أول مجد، إن الإنسان خلق على صورة الله.
28- ومن المجد الذي مجد الله به الإنسان، صنع العجائب
وهى معجزات عظم الله بها أولاده في أعين الناس، وكانت وسيلة لنشر أو تثبيت الإيمان. ونحن نرى في معجزة شق الأردن أن الله قال ليشوع بن نون قبلها: "اليوم أبتدئ أعظمك في أعين جميع إسرائيل، لكي يعلموا أني كما كنت مع موسى أكون معك" (يش 3: 7). وسمح الله أن معجزة شق البحر الأحمر لا تكون بيده الإلهية مباشرة، وإنما بيد موسى..
على أنى لا أرى في الكتاب المقدس كله آية تدل على تمجيد الله لأولاده بالمعجزات، أكثر من قول السيد المسيح لتلاميذه:
" من يؤمن بي، فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها" (يو 14: 12).
الكتاب المقدس مملوء بالمعجزات، وهناك سجل بالمواهب ذكره بولس الرسول (1كو 12) ولم يكن ضد مجد الله في شيء أن يتمتع أولاده بهذه المواهب التي أعطاهم الله إياها..
29- إن المجد لم يطلبه أولاد الله، بل هو الذي أعطاه.
ولو كان الله يرى في ذلك شيئًا ضده، ما كان يعطى. ولكن هوذا الرسول يقول: "الذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضًا. والذين بررهم مجدهم أيضًا" (رو 8: 30). ويقول: "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضًا معه" (رو 8: 17).
30- ومن أروع أنواع المجد، ذلك المجد العتيد الذي نناله في القيامة وفي العالم الآخر، مجد الأبدية:
يقول بولس الرسول: "أن آلام الزمان الحاضر، لا يقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رو 8: 18). ولعل أولى بشائر هذا المجد الجسد الروحاني الذي ستقوم به "على صورة جسد مجده" (فى 3: 21)، هذا "الذي دعانا إلى مجده الأبدي" (1بط 5: 10) دعانا إلى ملكوته ومجده (1تس 2: 12).
وعن جسد القيامة يقول بولس الرسول: "يزرع في هوان، ويقام في مجد. يزرع جسمًا حيوانيًا، ويقام جسمًا روحانيًا.. وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضًا صورة السماوي" (1كو 15: 43-49).
وبطرس الرسول يقول عن نفسه: "شريك المجد العتيد أن يعلن".. ويقول للرعاة: "ومتى ظهر رئيس الرعاة، تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى".

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:22 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الله يُعَظِّم خليقته

يشهد السيد المسيح لعظمة يوحنا المعمدان الكاهن فيقول:
لم يقم بين المولودين من النساء، أعظم من يوحنا المعمدان (مت 11: 11). بل العجيب في يوحنا هذا، أن يقال عنه أثناء البشارة بمولده أنه: "يكون عظيمًا أمام الرب" (لو 1: 15). يمكن أن يكون عظيمًا أمام الناس، أما عبارة:" عظيما أمام الرب " فتدل على تواضع كبير من الله، ومحبته لأولاده تجعلهم عظماء أمامه، وهم تراب ورماد.
32- وهوذا إبراهيم أبو الآباء، يقول له الرب: "أجعلك أمة عظيمة، وأباركك وأعظم اسمك، تكون بركة (تك 12 : 2).
والكتاب يشرح لنا الكثير عن عظمة إبراهيم، وعن شفاعته في أهل سادوم (تك 18)، وعن أن لعازر المسكين حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم (لو 16: 22). كما يحدثنا الكتاب عن نسل إبراهيم، وقول الرب لهذا القديس: "تتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك 12: 3).
33- ولا ننس العظمة التي وهبها الله للسيدة العذراء.
هذه الوحيدة التي قال لها الرب: "الروح القدس يحل عليك. وقوة العلى تظللك. لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو 1: 35). وشعرت القديسة مريم بأن القدير صنع معها عجائب، لذلك قالت: "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو 1: 48، 49).
وبلغ من تكريم الله للقديسة العذراء، أنه بمجرد وصول سلامها إلى أذني أليصابات، أن أليصابات امتلأت من الروح القدس، وارتكض الجنين بابتهاج في بطنها (لو 1: 41، 44).
34- وعظم الرب من شأن موسى جدًا..
وصنع على يديه معجزات وعجائب عديدة. بل أنه بلغ من المجد الذي أسبغه الرب على موسى أن قال له: "أنا جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1)!! ولما تقولت مريم وهرون على موسى، قال الرب لهما مدافعًا عنه:
"إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له، في الحلم أكلمة. أما عبدي موسى فليس هكذا، بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه.. وشبه الرب يعاين" (عد 12: 6 – 8). وضرب الرب مريم بالبرص عقابًا لها لأنها تكلمت على موسى..
35- وأعطى عظمة، حتى للعامة أيضًا..
فقال: "وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات" (مت 5: 19). وقال عن المتضعين أيضًا إنهم هم: "الأعظم في ملكوت السموات" (مت 18: 1، 4). والمرأة الكنعانية، على الرغم من أنها من شعب لعنة أبونا نوح بعد الطوفان، إلا أن السيد المسيح وجد فيها شيئًا حسنًا، فقال لها: "عظيم هو إيمانك" (مت 15: 28).
36- ووصف الله بالعظمة، حتى الطبيعة والمدن.
فوصف الشمس والقمر بعبارة: النيرين العظيمين" (تك 1: 16) وجعل أحدهما لحكم النهار والآخر لحكم الليل. وقال عن نينوى: "المدينة العظيمة " لمجرد أنها كانت مدينة ذات شعب كبير (يون 4: 11).
37- بعد هذا نتكلم عن العظمة التي منحها الله للكهنوت:
شرحنا في الأبواب السابقة السلطان الذي منحه الله للكهنوت، حتى أن رجال الكهنوت يمكن أن يمنحوا الروح القدس للناس، وأن يمنحوهم أيضًا المغفرة. وذكرنا الألقاب والاختصاصات التي أسندها الله لرجال الكهنوت، وما خصهم به الله من دعوة واختيار وإرسالية ومسحة.. إلخ. ونذكر هنا مثالًا ورد في سفر الرؤيا:
رأى القديس يوحنا حول العرش الإلهي، "أربعة وعشرين كاهنًا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب" (رؤ 4: 4).
من هؤلاء الذين يمكنهم الجلوس في حضرة الله، وعلى رؤوسهم أكاليل، بينما الملائكة وقوف قدامه، الشاروبيم و السارافيم (إش 6:2).
ويتابع الرائي حديثه عن هؤلاء الكهنة، بأن لهم جامات (مباخر) من ذهب، مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ 5: 8) يرفعونها إلى الله..
ولقب العظمة يلصقه الله برئيس الكهنة، فيقول عنه "الكاهن العظيم" (زك 3: 1)، وأحيانًا يقول عنه: "الكاهن الأعظم" (لا 21: 10).
إذن لا تغاروا لله، فألقاب العظمة، هو الذي يمنحها لأولاده، دون أن تؤثر هذه على عظمته هو.
38- حقًا إن العظمة الطبيعية هي الله وحده. ولكنه من تواضعه منح العظمة لأولاده. ولكن بين عظمة الله والناس فروقًا.
عظمة الله طبيعية بحكم لاهوته. أما العظمة بالنسبة إلى الإنسان، فهي إما مكتسبة أو هي منحة من الله. وعلى أية الحالات، ليست هي منه، من ذاته، لأنه تراب ورماد..
عظمة الله هي عظمة شاملة. أما الإنسان زاوية معينة.
عظمة الله هي عظمة حقيقية تتصف بالكمال والقدسية والدوام، بعكس الإنسان في كل هذه الصفات..
39- إذن لا داعي مطلقًا لأن يغار البعض لله من عظمة يسبغها هو على بعض عبيده، ويبقون على الرغم من ذلك عبيدًا كما هم. فعظمتهم ومجدهم، كلها أمور نسبية، في المقارنة مع أخوتهم. أما أمام الله فهم خدامه. وكل إكرام منه لهم يزيدهم تواضعًا قدامه..
40- وأخيرًا نقول لكل من يغار لله من الكهنوت:
الله يريد أن يعطى غيرك. فلماذا تتذمر على عطاياه؟!
الله يمجد أولاده. فماذا يضايقك أنت من هذا؟!
الله لا يحسب هذا انتقاصًا لمجده. فما سبب الغيرة؟! أتريد أن تكون ملكيًا أكثر من الملك نفسه؟! أتود أن تحسب عطايا الله ومواهبه ضد مجده؟!
ما هو غيرتك على مجد الله؟ أهو قوله تبارك اسمه: "مجدي لا أعطيه لآخر (إش 42:8). إذن لنبحث معنى هذه الآية.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:23 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
معنى آية: مجدي لا أعطيه لآخر



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...okrator-15.jpg
41- المقصود به بلا شك، هو مجد اللاهوت:
فالله قد منحنا أمجادًا كثيرة، وأنواعًا كثيرة من العظمة. وكلها لا تقاس بعظمة الله غير المحدودة ومجده غير المحدود. الشيء الوحيد الذي لا يمكن منحه للبشر هو مجد اللاهوت، هذا الأمر الذي اشتهى الشيطان أن يناله، قائلًا في قلبه: "أصير مثل العلى" (إش 14: 14). وهذا الذي أغرى به الشيطان أبوينا الأولين، قائلا لهما: "تصيران مثل الله.." (تك 3: 5).
42- وتكملة الآية (إش 42: 8)، تدل على أنها ضد عبادة الأصنام: إذ قال الله: "أنا الرب. هذا اسمي - ومجدي لا أعطيه الآخر، ولا تبيحي للمنحوتات (أي للتماثيل المنحوتة)".
43- وكل الأصحاحات التالية من سفر إشعياء تدور في هذا المعنى، كأن يقول الرب: "ولكي تعرفوا وتؤمنوا بي، تفهموا إني أنا هو. قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص" (إش 43: 10، 11). "أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله غيري" (إش 44: 6) "أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي.. أنا صانع كل هذه" (إش 45: 5، 7)
44- ولا يمكن لأحد أن يدعى بأن الكهنوت أخذ مجد اللاهوت. وكل ما يعمله، إنما يعمل كوكيل لله مفوض منه.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:26 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت خدمة

1- ذكرنا في الفصول السابقة أن الكهنوت دعوة إلهية واختيار ومسحة، وأنه لجماعة مميزة بأعمال مميزة، وأن رجال الكهنوت دعوا ملائكة وسفراء ووكلاء ورعاة وآباء ومدبرين، وأنهم تمتعوا بألقاب كانت للمسيح نفسه. وان الله منحهم الرئاسة على شعبه، والسيادة، وسلطان الحل و الربط، وجعلهم بركة ويمنحون البركة.
حتى أن البعض بدأ يغار لله من الكهنوت: لذلك نقول في هذا الفصل إنهم مجرد خدام.
هم خدام لله، فيما هم وكلاء وسفراء. وهم خدام للكلمة، خدام للمذبح، ولهم خدمة الأقداس، وخدمة السرائر الإلهية.
2- نقول إنهم خدام، لكي تكون لهم روح الاتضاع أمام السلطان الذي وهبهم الله إياه ونقول خدام حتى يهدأ الذين (يغارون لله)..
3- وهكذا نرى القديس بولس الرسول يقول لأهل كورنثوس: "من هو بولس؟ ومن هو أبلوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما".
فالقديس بولس يرى نفسه مجرد خادم، وعمل الرسولية الذي يقوم به هو عمل خدمة. لذلك حينما احتاج للقديس مرقس الرسول، أرسل إلى القديس تيموثاؤس قائلا له: "لوقا وحده معي خذ مرقس واحضره معك، لأنه نافع لي للخدمة" (2تى 4: 11).
4- ولذلك لما كان يهوذا الإسخريوطي واحدًا من الاثني عشر قبل خيانته، قال عنه الرسل: "إذ كان معدودًا بيننا، وصار له نصيب في هذه الخدمة" (أع 1: 17).
وصلى الرسل وعملوا قرعة. اختار الرب متياس "ليأخذ قرعة هذه الخدمة" (أع 1: 25).
5- إذن كان الآباء الرسل هم خدام العهد الجديد.
وفى هذا يقول القديس بولس الرسول: "بل كفايتنا من الله، الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد" (2كو 3: 6).
وسمي الرسول خدمتهم: خدمة الروح، وخدمة البركة (2كو 3: 8، 9).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:26 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت خدمة لله



https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...03-Menorah.jpg
6-هو هكذا منذ القديم. لذلك قيل في سفر إشعياء:
" أما أنتم فتدعون كهنة الرب. وتسمون خدام إلهنا" (إش 61: 6).
كما قيل في الصوم الذي صامه الشعب أيام يوئيل النبي: "ناحت الكهنة خدام الرب" (يؤ 1 9).
7-ونفس الوضع في العهد الجديد، يقول القديس بولس:
".. نظهر أنفسنا كخدام المسيح في صبر كثير" (2كو 6: 4). ويقول أيضًا: "ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة منا" (2كو 3: 3). واضح من هذه الآية أن الكهنوت هو خدمة نفوس. وحينما يقارن بولس الرسول خدمته بخدمة باقي الرسل يقول: "أهم خدام المسيح؟ أقول كمختل العقل فأنا أفضل" (2كو 11: 23).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 05:27 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و خدمة المذبح



https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...02-Menorah.jpg
خدمات ثلاث

الكهنة هم خدام الله، خدام المسيح. ولكن فيم يخدمونه؟ إنها خدمات عديدة نذكر من بينها خدمة المذبح، وخدمة الكلمة، وخدمة المصالحة.
8- فمن جهة خدمة المذبح:
قيل في يؤئيل النبي: "تنطقوا ونوحوا أيها الكهنة. ولولوا يا خدام المذبح ادخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام إلهي، لأنه قد امتنع عن بيت إلهكم التقدمة والسكيب" (يؤ 1: 13). وقيل عن زكريا الكاهن: "وفيما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله، حسب عادة الكهنوت، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر.. فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح البخور.. ولما كلمت أيام خدمته، مضى إلى بيته" (لو 1: 8 – 23).
وقال القديس بولس الرسول: "لأن كل رئيس كهنة، يقام لكي يقدم قرابين وذبائح" (عب 8: 3). والمسيح كرئيس كهنة قدم ذبيحة، "بدم نفسه" (عب 8: 12) "ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 9: 26).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:25 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و خدمة الكلمة

9-ومن جهة خدمة الكلمة، خدمة الإنجيل:
قال الآباء الرسل عند سيامة الشمامسة السبعة: "أما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة" (أع 6: 4).
وهنا تظهر أهمية خدمة الكلمة في عمل رئاسة الكهنوت.
ولما تحدث لوقا الإنجيلي عن مصادر معلوماته، قال: "كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2) أي الآباء الرسل: ".. بالإنجيل الذي صرت أنا خادمًا له" (أف 3: 7). وقال إنه أؤتمن على الإنجيل (1تس 2: 4).
خدمة الكلمة هي خدمة الكرازة، وخدمة التعليم.
وعنها قال المسيح لتلاميذه: "اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16: 15). وقال بولس لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "أكرز بالكلمة.. وبخ انتهر عظ، بكل أناة وتعليم.. أعمل عمل المبشر. تمم خدمتك" (2تى 4: 2-5).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:26 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و خدمة المُصالحة

10- أما عن خدمة المصالحة:
فيقول القديس بولس الرسول: الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا خدمة المصالحة.. واضعًا فينا كلمة المصالحة. وإذن نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2كو 5: 18-20).
11- وخدمة المصالحة بين الله و الناس، وتشمل المناداة بالإيمان والتوبة.
وعمل التوبة هو موضوع طويل، يشمل الوعظ، والاعتراف، والإرشاد، وقيادة الناس في الطريق الروحي السليم.
12- بل المصالحة مع الله تشمل أعمال الرعاية كلها..

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:28 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخدمة عمل المسيح والملائكة والرسل



https://st-takla.org/Pix/Angels/Bedou...__Angel-08.jpg
13- لا يتهاون أحد بعمل الخدمة، منقصًا من قدره. فقد قيل عن السيد المسيح إنه خادم. السيد المسيح الذي هو سيد كل أحد، قال عن نفسه في الإنجيل: "لأن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم، ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 28، مر 10: 45). وقال عنه بولس الرسول إنه: "رئيس كهنة، خادمًا للأقداس" (عب 8: 1، 2).
14- ونفس لقب خادم أطلق أيضًا على الملائكة فقيل: "الصانع ملائكته أرواحًا، وخدامة نارًا تلتهب" (مز 104 : 4).
وقيل عن الملائكة: أليس جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة، لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1 : 14).
15- ولقب خادم أطلق على الآباء الرسل الأطهار كخدام عهد جديد، وقد ذكرنا أمثلة كثيرة. وقد أطلق أيضًا على الأنبياء فقيل عن موسى النبي:
"وموسى كان أمينًا في كل بيته كخادم" (عب 3: 5).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:29 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وكلاء وخدام



https://st-takla.org/Pix/Gallery/Coll...Image2_new.jpg
16- كون الكهنة ورؤساء الكهنة والرسل كانوا خدامًا، لا يمنع أنهم كانوا في نفس الوقت وكلاء لله، وسفراء له. إنهم أمامه خدام، وأمام الشعب وكلاء الله. وفي هذا المعنى يقول القديس بولس الرسول :
"هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح، ووكلاء سرائر الله. ثم يسأل في الوكلاء، لكي يوجد الإنسان أمينا" (1كو 4: 1، 2).
17- وهنا يوجد جمع بين لقبي خدام، ووكلاء. وكذلك في (لو 12).
قال الرب: "يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذي يقيمه سيده على عبيده، ليعطيهم طعامهم في حينه. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده، يجده يفعل هكذا. الحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله" (لو 12: 42-44).
وفى هذا النص يوجد جمع بين لقب وكيل، وعبد.
18- كذلك جمع الرسول بين خدمة المصالحة، ولقب سفراء..
فقال: "وأعطانا خدمة المصالحة.. إذن نسعى كسفراء للمسيح.. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2كو 5: 18، 20).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:30 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت والبركة: هل يمكن أن تؤخذ بركة من إنسان؟ أليس أن الله هو مصدر البركة ؟ أم نحن البشر الخطاة! فكيف يمكن لإنسان خاطئ أن يمنح البركة لغيره؟

1- لا جدال أن الله هو مصدر كل بركة..
وهو الذي بارك آدم وحواء (تك 1: 28) وبارك نوحًا وبنيه (تك 9: 1). " وبارك الله اليوم السابع وقدسه" (تك 2: 3). والله هو الذي بارك أبانا إبرام، وقال له: "أباركك وأعظم اسمك.. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك 12: 2، 3). وبارك الرب أيوب الصديق في آخرته (أي 42: 12). كما أمر الله أن تتلى بركاته على جبل جرزيم أمام كل الشعب (تث 27: 12) ووردت قائمة هذه البركات في سفر التثنية.
وفى العهد الجديد نرى السيد المسيح يبارك تلاميذه (لو 24: 50). ونراه أيضًا يبارك الأطفال (مر 10: 16 ). ويبارك الخبز في سر الافخارسيتا (مت 26: 26)
2- ولكن بركة الله لا تمنع مطلقا بركة البشر للبشر..
وسنذكر أمثلة عديدة جدًا في هذا المقال. وسنضرب أولًا أمثلة من بركة الآباء البطاركة، أي رؤساء الآباء أمثال نوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب. وبركة رجال الكهنوت، وبركة الأنبياء والأبرار الفقراء، وبركة الدعاء من كل أحد، وبخاصة بركة الوالدين.
3- وسنرى أن البركة الممنوحة من رجال الله، هي بركة ممنوحة من الله نفسه.
وستوضح ذلك الأمثلة التي سنذكرها إن شاء الله.
وبنفس الوضع: اللعنة التي كانت تصدر من رجال الله، كانت تعتبر لعنة صادرة من الله نفسه. ومثال ذلك لعنة نوح لكنعان (تك 9: 25)، التي ظلت سائدة عبر الأجيال، حتى في حديث السيد المسيح مع المرأة الكنعانية (مت 15: 22، 26).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:36 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
بركة الآباء البطاركة في العهد القديم


4- لقد بارك أبونا نوح ابنيه سام وحام، ولعن كنعان (تك 9: 26، 27). وكما قال هكذا كان.
أيجوز لنا أن نقول إن أبانا نوح قد تجاوز حدوده حينما بارك سام وحام، وذلك لأنه بشر؟! حاشا..
5- وأبونا إسحق بارك يعقوب، ثم أعطى بركة لعيسو.
وكلام أبينا إسحق كان كأنه صادر من فم الله نفسه، وتم كما قال. وأتى السيد المسيح من نسل يعقوب، حسبما باركه أبوه إسحق قائلا: "الله القدير يباركك.. ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك" (تك 28: 3).

https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...tery-Egypt.jpg
هل أخطأ أبونا إسحق حينما قال ليعقوب: "حتى تباركك نفسي قبل أن أموت" (تك 27: 4)؟! وحينما قال عنه أيضًا: "نعم، ويكون مباركًا" (تك 27: 33).
لقد كانت بركة إسحق ليعقوب مطابقة لقول الرب لرفقة وهي حبلى: "في بطنك أمتان. ومن أحشائك يفترق شعبان.. وكبير يستعبد لصغير" (تك 25: 23).
ولهذا فيما كان القديس بولس الرسول يتحدث عن رجال الإيمان، قال: "بالإيمان إسحق بارك يعقوب وعيسو من جهة أمور عتيدة" (عب 11: 20).
6- وبالمثل "بالإيمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابنيّ يوسف" (عب 11: 21) "وبفطنة وضع يديه" (تك 48: 14) اليمنى على رأس افرايم الصغير، واليسرى على رأس منسى البكر. ولم يغير الوضع حينما ساء ذلك في عيني يوسف أبيهما، أنا تكون اليد اليسرى على البكر.. وكما فعل يعقوب هكذا كان إذن "قدم افرايم على منسي" (وباركهما في ذلك اليوم" (تك 48: 20).
وكما بارك يعقوب أولاده (تك 49) ويقول له: "البركة من الله وحده"! كيف تؤخذ بركة من إنسان؟!
7- والآباء لم يباركوا فقط، إنما أيضًا كانوا بركة:
وهكذا قال الله لأبينا إبراهيم، ليس فقط: "أباركك وأعظم اسمك" وإنما أيضًا: "تكون بركة" (تك 12: 2).
هكذا كان أبونا إبراهيم بركة للعالم كله. كما كان إيليا النبي بركة في بيت أرملة صرفة صيدا (1مل 17). وكان اليشع النبي بركة في بيت المرأة الشونمية (2مل 4). وكان يوسف الصديق بركة في بيت فوطيفار. ويقول الكتاب هنا عبارة جميلة ودقيقة وهى:
"إن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف" (تك 39: 5).
ويكمل الوحي قوله عن بركة يوسف في بيت فوطيفار: "وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل. فترك كل ما كان له في يد يوسف". عبارة "تكونون بركة " قالها الرب أيضًا لبيت يهوذا (زك 8: 13).
8- إن الذي يرفض البركة من رجال الله هو الخاسر.
بل إنه لم يصل غلى مستوى عيسو الذي رفع صوته وبكى، وقال لإسحق "باركني أنا أيضًا يا أبي"، "ألك بركة واحدة فقط يا أبي. باركني أنا أيضًا يا أبى" (تك 28: 34، 38). على الرغم من كل أخطاء عيسو، كان يؤمن ببركة أبيه إسحق.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:37 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
بركة الكهنوت


9- نذكر مثالًا هو بركة موسى وهارون الكاهنين (مز 99: 6):
يقول الكتاب: "فنظر موسى جميع العمل، وإذا هم قد صنعوه كما أمر الرب فباركهم موسى" (خر 39: 43). ونود أن نقول بالنسبة إلى هارون وبنيه ملاحظة هامة:
10- كان هارون وبنوه يباركون الشعب بأمر إلهي:
يقول الكتاب: "وكلم الرب موسى قائلا: كلم هرون وبنيه قائلًا: هكذا تباركون بنى إسرائيل قائلين لهم: يباركك الرب ويحرسك. يضئ الرب بوجهه عليك ويرحمك.. فيجعلون اسمي على بنى إسرائيل، وأنا أباركهم" (عد 6: 22 – 27).
11- إذن بركة الكهنة هي استمداد لبركة الله على الشعب:

https://st-takla.org/Pix/Holy-Bible-C...elchizedek.jpg
يباركون الشعب قائلين له "يباركك الرب". بركة الكهنة إذن هي صلوات إلى الله لأجل الشعب.
12- وهم قنوات من خلالها يوصل الله بركته للشعب. أو هم وكلاء الله يوصلون بركته للناس.
الله هو الذي القنوات بنفسه. وهو الذي أمرهم بمباركه الشعب، ووضع على ألسنتهم البركة التي يقولونها. وأمرهم أن يوصلوا هذه البركة قائلين للشعب: "يباركك الله". وتكون هذه البركة من الله، من فم الكاهن. تمامًا ككلمة الحل والمغفرة، مع تنوع التفاصيل.

13- هل نحتج ونقول:
كيف يباركون الشعب وهم بشر؟! الله هو الذي أمرهم بهذا أم هل نحتج ونقول: إذن ليسوا هم الذين يباركون وإنما الله. ليكن. ولكن الله شاء أن تكون بركته عن طريقهم. وهو - تبارك اسمه الذي استخدم هذا التعبير: "هكذا تباركوا (الشعب.. وأنا أباركهم" (6: 22، 27).
ونفس المعنى نراه في مباركه ملكي صادق الكاهن لأبينا إبراهيم:
يقول الكتاب عن ملكي صادق في مقابلته لإبرام: إنه " أخرج خبزًا وخمرًا، وكان كاهنا لله العلى. وباركه وقال: مبارك إبرام من الله العلى مالك السموات والأرض" (تك 14: 18، 19).
ومعلمنا القديس بولس الرسول يتأمل هذا الحادث التاريخي في عمق، ويستخرج منه عقيدة عن أفضلية الكهنوت الذي بطقس ملكي صادق على الكهنوت الهرونى فيقول:
"لأن ملكي صادق هذا ملك ساليم، كاهن الله العلى، الذي استقبل إبراهيم راجعًا من كسرة الملوك وباركه.. وبدون كل مشاجرة الأصغر يبارك من الأكبر" (عب7: 1، 7).
ملكي صادق بارك إبرام. وكيف باركه؟ نقول له: مبارك أنت من الله إذن الله هو الذي يبارك، عن طريق الكاهن وصلاته. والكاهن قناة شرعية لتوصيل البركة.
15-ورجال الكهنوت لا يباركون الأشخاص فقط، وإنما السرائر المقدسة أيضًا وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول:
"كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح" (1كو 10: 16).
ذكرنا الآن أمثلة من بركة رؤساء الآباء، وبركة رجال الكهنوت

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:46 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
بركة الأنبياء والأبرار

16-خرج شاول الملك لكي يباركه صموئيل النبي (1صم 13: 10). ونقرأ أيضًا عن مباركة داود النبي لهدورام (1أى 18: 10). وقد ذكر لنا الكتاب أن سليمان الملك بارك الشعب (1مل 8: 14، 2 أي 6: 3) طبعًا بصفته مسيحًا للرب ونقرأ عن أن ياهو "صادف يهوناداب بن ركاب يلاقيه، فباركه" (2مل 10: 15).
ولعل من الأمثلة الواضحة للبركة:
17-مباركة سمعان الشيخ للسيدة العذراء ويوسف النجار:
وقيل عن سمعان الشيخ أنه كان بارًا تقيًا.. والروح القدس كان عليه (لو 2: 25). وأنه بارك العذراء ويوسف (لو 2: 33، 34).
18-ومن نصوص الكتاب الواضحة عن بركات البشر للبشر:
" ببركة المستقيمين تعلو المدينة" (أم 11: 11). الرجل الأمين كثير البركات" (أم 28: 20).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:51 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
البركة من مصادر أخرى


19- نذكر في المقدمة بركة الوالدين:
سواء قالوا البركة بألسنتهم، أو نال الابن بركة إكرامهم. وفي ذلك يقول بولس الرسول: "أكرِم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد" (أف 6: 2). ولعل المقصود هو البركة التي ذكرت في الوصايا العشر "أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك على الأرض" (خر 20: 12).
20- هناك بركة أخرى هي بركة خدمة الفقراء والمساكين:

https://st-takla.org/Pix/Gallery/Open...ch-Priests.jpg
ولعل من أمثلتها قول أيوب الصديق في حديثه عن خدمته للمساكين: "بركة الهالك حَلَّت على" (أى 29: 13). أي أن الشخص الذي كان يهلك، أو كان في حكم الهالك وأنقذته، هذا بركته حلت على.
وهنا بركة، سواء كلمة دعاء من الفقير أو طالب المعونة، تكون بركة للإنسان، أو مجرد بركة الخدمة ذاتها ولو في الخفاء..
21- بركة دعاء من أي أحد:
كقول الرسول: "باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا" (رو 12: 14). ولعله قد أخذ هذا من قول الرب في العظة على الجبل: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم " (مت 5: 44).
وفى هذا المعنى يقول القديس بطرس الرسول: "غير مجازين عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين" (1بط 3: 9).
22- فإن كان الإنسان يمكن أن يتلقى كلمة بركة من أي إنسان، حتى ممن قد أساء هو إليه، فكم بالأولى كلمة البركة من الكاهن الذي استؤمن من الله على منح البركة.
إذن عبارة "كيف نأخذ بركة من إنسان "لا تتفق مع الحق الإنجيلي. ومن ناحية أخرى، فإن مباركة الكهنة للشعب عبارة عن وصية أمر بها الرب. وإن لم ينفذوها يكونون مقصرين ومخطئين.
23- والعجيب أن الذين يحتجون على منح الكاهن للبركة، كثيرًا ما يقول كل منهم لمن يخاطبه " الرب يباركك". وقد يقولها في حديثه مع أحد الآباء الكهنة القسوس، أو أحد الأساقفة، ككلمة دعاء..

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:53 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت والسيادة: كيف ندعو بعض رجال الكهنوت بعبارة (سيدنا)، بينما لا يوجد سوى سيد واحد هو الله. وقد قال السيد المسيح : "أما أنتم فلا تدعوا سيدى، لأن معلمكم واحد هو المسيح" (مت 23: 8)؟


1- قال السيد المسيح هذه العبارة في مجال نقده لكبرياء الكتبة والفريسيين، الذين "يعرضون عصائبهم، ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (مت 23: 5-7 ). ثم قال بعد ذلك مباشرة: "وأما أنتم فلا تدعوا سيدي"..
قال لهم هذا، ليلغى قيادة الكتبة والفريسيين وسيادتهم، تمهيدًا لوضع نظام لقيادات كنسية جديدة، لا علاقة لها بهؤلاء السادة محبي الظهور..
2- وقال هذه العبارات لرسله القديسين، وليس لكل الشعب:
"لا تدعوا سيدي.. لا تدعوا معلمين. لا تدعوا لكم أبا على الأرض" (مت 23: 8-10). فالرسل وخلفاؤهم من رؤساء الآباء، ليس لهم على الأرض معلم أو أب أو سيد.. أما باقي الشعب فلهم..
ونتكلم الآن عن كلمة "سادة"، فنقول:

https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...Timothy-01.jpg
3-إن السيادة منحها الله للإنسان منذ البدء، لأنه صورته ومثاله (تك 1: 26).
فقال لآدم وحواء: "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض، وأخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء.." (تك 1: 28). بل قال الله قبل خلق الإنسان: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون.." (تك 1: 26).
وهذه السلطة ذاتها، وهذه السيادة، كما منحها الله لآدم وحواء، منحها أيضًا لنوح وأولاده، بعد الفلك (تك 9: 2).
الإنسان كصورة لله هو سيد، وكوكيل له على الأرض هو سيد. وسيادة الإنسان لا تتعارض مع سيادة الله إطلاقًا، ولا تنافسها.
إنها منحة من الله، وليس منافسة له، وتمارس باتضاع.
4- وأمامنا مثال هو يوسف الصديق، منحه الله ألقاب السلطة والسيادة والأبوة دفعة واحدة، وسلك في ذلك باتضاع.
يقول يوسف الصديق إن الله "جعلني أبا لفرعون، سيدًا لكل بيته، ومتسلطًا على كل أرض مصر" (تك 45: 8).
وما أكثر الأمثلة في الكتاب المقدس، التي منح فيها الله بعض أولاده أن يكونوا سادة بغير كبرياء..
5- هل تعجبون من أن الله جعل يوسف أبا لفرعون، وسيدًا لكل بيته؟! هوذا ما هو أكبر من هذه، أعنى قول الرب لموسى:
"أنا جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1) وقوله أيضًا لموسى عن هرون: "هو يكون لك فمًا، وأنت تكون له إلها" (خر 4: 16).
طبعًا كلمة "إلها" هنا لا تعنى اللاهوت الذي هو طبيعة الله وحده -تبارك اسمه- إنما تعنى السيادة، بأسلوب فيه لون واضح من التمجيد.. فهل تتعجبون من هذا المجد الذي منحه الرب لعبده موسى، الذي قال عنه في مجال آخر لتمجيده: "إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. أما عبدي موسى، فليس هو هكذا، بل هو أمين على كل بيتي. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه.. وشبه الرب يعاين" (عد 12: 6-8).
6- نأخذ مثالًا للسيادة في البركة التي أخذها يعقوب أبى الآباء، حيث قال له فيها:
" ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل. كن سيدًا لأخوتك، وليسجد لك بنو أمك" (تك 27: 29).
إنها سيادة، وسجود. ومع ذلك كانت بركة. ولم تتعارض مع روح الاتضاع ولا مع سلطان الله وسيادته.
وطبعًا السجود هنا، هو سجود الاحترام، وليس سجود العبادة.
ونلاحظ أن السيادة التي منحها الله ليعقوب على أخوته، لم يستخدمها في كبرياء، ولا هي أفقدته اتضاعه. بل أنه -وهو السيد- سجد إلى أخيه سبع مرات إلى الأرض (تك 33: 3)
7- السيادة إذن في الكهنوت، لا تمنع الاتضاع. وهي نابعة من أن الأسقف هو وكيل لله (تى 1: 7). فكل احترام مقدم له، إنما هو مقدم لمركزه هذا.. ووضعه أليس هو الشخص الذي بوضع يُنال الروح القدس؟
والسيادة هنا ما هي إلا طاقة للتنظيم في الكنيسة، وليست مطلقا للتسلط، كما كان يحدث مع الكتبة والفريسيين.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:54 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
سجود العبادة، وسجود الإكرام: هل يليق السجود لإحدى رتب الكهنوت، كما يفعل البعض؟ أليس السجود هو لله وحده حسب تعليم الكتاب؟

1- تعوَّد الناس أن يسجدوا للأسقف احترامًا، باعتباره وكيل الله (تى 1: 7). فهم يسجدون لله في شخصه. ومثال ذلك:
ومثال ذلك أنهم يستقبلون الأسقف بلحن إب أورو.. "يا ملك السلام، أعطنا سلامك" بينما ملك السلام هو المسيح. ولكنهم يقولون هذا اللحن في وجود الأسقف، للترحيب به، باعتباره وكيلا للمسيح.
وبالمثل حينما يصلى الأسقف الإنجيل، يرتلون لحن "أقسم الرب ولن يندم، أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (مز 110) بينما هذا اللحن هو للسيد المسيح، وهذا المزمور نبوءة عنه. ولكن اللحن يقال في وجود الأسقف باعتباره الوكيل الذي يمثل لرئيس الجمهورية، حتى لو كان ضابطا صغيرًا..


2- والسجود للأسقف هو سجود احترام، وله أمثلة في الكتاب:
وكثير من الأساقفة يمتنعون عن قبول هذا السجود، فيحترمهم الشعب بالأكثر بسبب تواضعهم، ويتمسكون بالسجود بالأكثر. فيضطر هؤلاء أن يستسلموا لهذا الواقع، وفي قلوبهم يعتقدون أنهم تراب ورماد.
3- ولبحث الموضوع لاهوتيا وكتابيا نقول إن هناك نوعين من السجود: سجود عبادة وسجود احترام. وسجود العبادة هو لله وحده.
وعن سجود العبادة قال الكتاب عن الأصنام: "لا تسجد لهن ولا تعبدهن" (تث 5: 9). وقال أيضًا: "للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (مت 4: 10). وفى كلا النصين يقترن السجود بالعبادة والآيات كثيرة. ولا خلاف في أن سجود العبادة لله وحده.
أما سجود الاحترام، فأمثلته كثيرة في الكتاب. وقد صدر من قديسين يعتبرون أمثلة عليا في الإيمان: سجدوا لغيرهم، أو قبلوا السجود.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:55 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
قديسون يسجدون لبشر

5- أبونا إبراهيم مثلا، أبو الآباء والأنبياء: لما اشترى من بنى حث أرضًا لمقبرة، ليدفن زوجته سارة، يقول الكتاب: "فقام إبراهيم، وسجد لشعب الأرض لبنى حث" و"سجد إبراهيم أمام شعب الأرض" (تك 23: 7، 12)
فهل كان سجود أبينا إبراهيم لبنى حث ضد الإيمان؟! فأبونا إبراهيم من أبرز الأمثلة في الإيمان بشهادة الكتاب (عب 11: 8-10).
6- وأبونا يعقوب أبو الآباء "سجد إلى الأرض سبع مرات، حتى اقترب إلى أخيه عيسو" (تك 33: 3). وكذلك سجدت زوجتاه وجاريتاه وأولادهن لعيسو فهل خرجوا جميعًا عن الإيمان؟! حاشا.
7- وموسى النبي خرج لاستقبال حميه يثرون وسجد وقبله (خر 18:7).
8-وداود النبي سجد أمام شاول الملك لأنه مسيح الرب (1صم 24: 8). وقال له: يا سيدي الملك. فهل أخطأ موسى النبي العظيم، وخرجا عن الإيمان؟!
إن سجود آبائنا إبراهيم ويعقوب وداود وموسى، أمام بشر، كان مجرد احترام وتوقير. ومن المحال أن نتهم إيمان هؤلاء الأنبياء العظام الذين شهد لهم الرب بنفسه.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 03:56 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
قديسون سجدوا لملائكة

9- وهناك قديسون سجدوا أيضًا لملائكة:
فإبراهيم أبو الآباء رأى ثلاثة رجال، فركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض (تك 18: 2). وكانوا الرب وملاكين. وما كان إبرام وقتذاك يعرف أن الرب بينهم، وإلا ما كان يقول لهم: "اغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة، فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون" (تك 18: 4، 5).
10-ولما " جاء الملاكان إلى سادوم مساء، وكان لوط جالسًا في باب سادوم. لما رآهما لوط، قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض" (تك 19: 1).
ولم يعترض الملاكان إطلاقا على سجود لوط لهما.
إنه سجود احترام. ولو كان سجود عبادة لمنعاه حتما.
11- وبلعام لما أبصر ملاك الرب واقفًا "خر ساجدًا على وجهه" (عد 22: 31).وحتى لو كان بلعام مخطئا، لم نسمع أن الملاك منعه من السجود أو وبخه على ذلك، بل وبخه على أنه ضرب أتانه" (عد 22: 32).
12- إن الملاك الذي سجد له يوحنا، امتنع تواضعًا.
ومن المحال أن تظن أن هذا الرسول العظيم الذي كان من أعمدة الكنيسة، قد خرج عن الإيمان بسجوده للملاك! بل انه لما منعه الملاك من السجود له (رؤ 19: 10) عاد فسجد للملاك مرة ثانية (رؤ 22: 8)

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:01 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
سجود بأمر من الله

21- سجود أخوة يوسف له، كان بوحي من الله. وكان مؤيدًا برؤى إلهية حكاها يوسف لوالديه وأخوته. فالأمر إذن متفق مع مشيئة الله، وبتدبير منه.
قال لإخوته عن حلمه: "وإذا حزمتي قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي" (تك 37: 7). وقال لأبويه: "حلمت حلمًا أيضًا. وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا ساجدة لي.. فانتهره أبوه قائلا: هل نأتي أنا وأمك وأخوتك ونسجد لك" (تك 37: 9، 10).
22- ومن البركة الإلهية التي نالها يعقوب أبو الآباء، أن يسجد له أخوته، وتسجد له شعوب وقبائل. هكذا كانت البركة:
"ليستعبد لك شعوب. وتسجد لك قبائل. كن سيدًا لأخوتك، وليسجد لك بنو أمك" (تك 27: 29).
23- ولئلا يظن البعض أن بركة السجود للغير، أو طاعته وخضوعه، كانت في العهد القديم فقط، نأخذ مثلًا واضحًا له في العهد الجديد، في سفر الرؤيا. وذلك في الرسالة إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا، حيث قال الرب عن القائلين إنهم يهود، وهم ليسوا يهودا بل يكذبون:
"هأنذا أصيرهم يأتون، ويسجدون أمام رجليك، ويعرفون أني أنا أحببتك" (رؤ 3: 9).
ومادام هؤلاء سيسجدون لراعى كنيسة فيلادلفيا، بأمر إلهي ومشيئة إلهية، إذن مثل هذا السجود ليس خطية.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:02 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أنواع سجود أخرى

24-وهناك سجود أمام الهياكل و المذابح والأماكن المقدسة.
يقول داود النبي: "أمام الملائكة أرتل لك، وأسجد قدام هيكلك المقدس" (مز 137). ويقول أيضًا: "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك" (مز 5: 7).
ونحن حينما نسجد أمام الهيكل أو المذبح، أترانا نعبد الهيكل أو المذبح؟! حاشا. وإنما هو احترام للمواضع المقدسة. كما قال رئيس جند الرب ليشوع: "اخلع نعلك من رجليك، لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس" (يش 5: 15).
25-هناك سجود آخر للتوبة أو للاعتذار:
مثل المطانيات، يسجد بها شخص لآخر اعتذرًا، أو يعبر بها عن توبته لله وهذا خارج نطاق الكهنوت.
26-الأسقف أو البطريرك الذي يسجد له الناس، هو أيضًا يسجد لهم.
وذلك قبل بداية القداس قائلا للشعب:
أخطأت سامحوني".
إذن ينبغي أن نفهم السجود، بالروح لا بالحرف، لأن الحرف يقتل.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:03 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أهو سلطان للرسل فقط؟ بما نرد على القائلين بأن السلطان أعطى للرسل فقط؟

في الواقع أن هذا الأمر لا يستقيم إلا لو كانت الديانة المسيحية هي لعصر الرسل فقط، وليست لكل العصور.
و الذي يقول بهذا، إنما يهدم المسيحية دون أن يقصد، ويوقف كل الممارسات والعقائد والتعاليم التي كانت موجودة أيام الرسل. وتكون المسيحية قد انتهت بنياحة القديس يوحنا الإنجيلي، آخر من رقد من الاثني عشر..
أما لو كانت المسيحية هي لكل العصور، فلا بد أن يستمر ما كان يعمله الرسل. يسلمونه لخلفائهم، وهم للأجيال التي بعدهم، بنفس السلطان.
وسنضرب عدة أمثلة في هذا الموضوع:
1- التعليم
2- الافخارستيا
3- المعمودية
4- منح الروح القدس
5- سلطان المغفرة والإرشاد والحل والربط
6- سلطان وضع اليد
7- الرسل هم الأساس

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:04 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و التعليم



https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...Timothy-01.jpg
السيد المسيح قال للرسل: "معلمكم واحد هو المسيح" (مت 23). ولكن السيد المسيح المعلم، سلم التعليم للرسل، وقال لهم: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.. وعلموهم أن يحفظوا خلفاءهم. بولس الرسول مثلا تلميذه تيموثاوس، وتيطس، ولوقا، وتيخيكس، وآخرين. ثم قال لتيموثاوس مثلًا: "لاحظ نفسك والتعليم، ودوام على ذلك" (1تى 4: 16) " اعمل عمل المبشر. تمم خدمتك" (2تى 4: 5). وكيف ذلك؟
"ما تسلمته منى بشهود كثيرين، أودعه أناسا أمناء، ويكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (2تى 2: 2).
أي أن المسيح سلم التعليم للرسل. وبولس استلم من الرسل ومن المسيح. بولس سلم تيموثاوس. وتيموثاوس أودع نفس التعليم لأناس أمناء. وهؤلاء الأمناء كانوا أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا وجيل يمضى، وجيل يجئ. والكنيسة باقية بنفس التعليم.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:04 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و الافخارستيا

المسيح سلم الرسل هذا السر، قائلا لهم: "هذا هو جسدي. هذا هو دمى. اصنعوا هذا لذكرى". وسلم ذلك لبولس أيضًا. وبولس يقول: "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا.." (1كو 11: 23). وتسليم تقديم جسد الرب ودمه، لازم لاستمرار السر.
وهذا الاستمرار هو أمر إلهي، قال فيه الرب: "اصنعوا هذا لذكرى". لا يمكن أن يصنعه إلا الذين ائتمنوا على هذا السر. وواضح أن الرب سلمه لرسله القديسين، فينتقل بطبيعة الحال إلى خلفائهم، أي إلى رجال الكهنوت.
ومن المحال أن يكون جسد الرب ودمه لعصر الرسل فقط.
وإلا تكون الأجيال كله قد حرمت من بركات هذا السر ذكرناها في الباب السادس، ووردت في (يو 6). وكذلك من الناحية السلبية تتعرض كل الأجيال لقول الرب: "الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم" (يو 6: 53).
إذن اختصاص تقديم جسده ودمه، مستمر لاستمرار التعليم.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:05 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و المعمودية

من المحال أن تكون المعمودية قاصرة على العصر الرسولي وحده، وذلك لعلاقتها بالخلاص "من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16).
وأيضًا بسبب الإنذار الذي ذكره الرب في حديثه لنيقوديموس (يو 3: 5) ولعلاقتها بمغفرة الخطايا، حسب قول القديس بطرس لليهود في يوم الخمسين: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح، لمغفرة الخطايا.." (أع 2 ك 38). وكذلك لعلاقة المعمودية بالميلاد الثاني (يو 3: 5، تى 3: 5).
فمادامت المعمودية لها علاقة بالخلاص، وبمغفرة الخطايا، وبالميلاد الثاني، إذن لابد أن تستمر عبر الأجيال، ولا يمكن أن تكون قاصرة على العصر الرسولي. والمعمودية لم يعهد بها الله إلا لرسله، وبالتالي لخلفائهم لتستمر.
قال لهم: "تلمذوا جميع الأمم.. وعمدوهم.. وعلموهم" (مت 28).
ولم يعهد بهذه المسئولية لعامة الشعب. فلكي تستمر في خلفاء الرسل، وخلفائهم في المسئولية. ويكفى لأهمية استمرارها، قول الرسول عن المعمودية:
" لأنكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). هل يمكن حرمان الأجيال كلها من هذه البركة، حينما يقول البعض إن وصايا المسيح للرسل كانت لعصرهم فقط؟!

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:06 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و منح الروح القدس



https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...Holy-Ghost.jpg
هل يمكن أن جيلا من الأجيال يمكن أن يعيش بدون الروح القدس؟! محال.. وكيف إذن كان يمنح الروح القدس؟ كان ذلك عن طريق الآباء الرسل.
وليس أفراد الشعب، كما حدث بالنسبة إلى السامرة:
"ولما سمع الرسل.. أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا.. حينئذ وضعا الأيادي عليهم، قبلوا الروح القدس" (أع 8: 14-17).
ولم نسمع إطلاقًا أن عامة الشعب كانوا يمنحون الروح القدس. ونفس الوضع، نراه في منح الروح لأفسس (أع 19).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:07 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و سلطان المغفرة والإرشاد، والحل والربط

سلطان المغفرة الذي منحه السيد المسيح للآباء الرسل (يو 20: 23) هل كان خاصا بعصر واحد يتمتع به.. يتمتع بالإرشاد الروحي، وإراحة النفوس عن طريق الاعتراف. وأما باقي العصور، فلا..!
إن المسيحية هي المسيحية، ديانة لكل الشعوب، ولكل العصور..
و الذي أعطى الآباء الرسل، إنما أعطى لقيادة الخدمة في أشخاصهم، لكي يتمتع به كل الناس..
كان لابد لتنظيم الكنيسة من سلطان الحل والربط، ليس فقط من أجل المغفرة والعقوبة، إنما من أجل سلطة التقنين والتشريع، بما لا يتعارض مع كتاب الله. وقام الرسل بواجبهم.
وفى كل جيل، تظهر أمور جديدة تحتاج إلى معرفة رأى الذين فيها، وتحتاج إلى كلمة من الكهنوت الذي له سلطان الحل والربط (مت 18: 18)، والذي "من فمه يطلبون الشريعة، لأنه رسول رب الجنود" (ملا 2: 7).
فهل تبقى الكنيسة بلا قيادة بعد عهد الرسل؟! وهل يبطل سلطان الحل والربط؟ وهل يبطل التقنين والتشريع؟ وهل نترك الشعب حيارى لا يعرفون أين هو الخير، وأين هو الشر..؟ حاشا أن يحدث هذا في كنيسة الله، التي كل شيء فيها يسير بلياقة وحسب ترتيب (1كو 14: 40).
إن كان الرسول قد قال لأهل كورنثوس: "أما الأمور الباقية، فعندما أجئ أرتبها" (1كو 11: 34)، فإنه قال لتلميذه تيطس أسقف كريت: "تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة، وتقيم في كل مدينة قسوسًا كما أوصيتك" (تى 1: 5).
يتضح من هنا أن سلطان الترتيب الذي كان للرسول، قد اشترك فيه تلميذه أيضًا. وهنا جيل يسلم جيلًا.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 04:08 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنة و سلطان وضع اليد

السيد المسيح بنفسه أقام خدامًا. وتركهم يقيمون خدامًا من بعده، يتولون مباشرة الاختصاصات التي عهد بها إليهم. وهكذا وضعت اليد على بولس وبرنابا (أع 13: 3). بولس وضع اليد على تلميذه تيموثاوس أسقف أفسس، قائلا له: "أذكرك أن تضرم موهبة الله التي فيك بوضع يدي" (2تى 1: 6). وتيموثاوس وضع اليد على آخرين. قال له بولس: "لا تضع يدك على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين (1تى 5: 22)
وكما كلف بولس تلميذه تيموثاوس، أن يكون حريصًا في وضع يده في إقامة القسوس، كذلك كلف تلميذه تيطس أسقف كريت، أن يقيم في كل مدينة قسوسًا (تى 1: 5).
وهكذا تسلسل وضع اليد من المسيح، إلى بولس، إلى تيموثاوس وتيطس وغيرهما، إلى آخرين. وهكذا مع باقي الرسل.
كان لابد أن ينتقل السلطان من الرسل عبر الأجيال، لكي تستمر الرئاسة الكنسية، ويستمر عمل الكهنوت، وتستمر الخدمة، وتستمر النعم الإلهية التي تأتى عن هذا الطريق.


الساعة الآن 08:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025