منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:35 AM

مُرسَلٌ من الآب
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...st-300x225.jpg
طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله ( يو 4: 34 )
تقدم لنا الأناجيل الأربعة قصة المسيح باعتباره المُرسَل من الله. ونلاحظ أن إنجيل يوحنا يحدّثنا أكثر من غيره عن المسيح باعتباره «المُرسل من الآب». وهذا الفكر، كون المسيح مُرسَلاً من الآب، يسري في كل إنجيل يوحنا، ويَرِد فيه 42 مرة.

وفي الأصحاح الرابع قال المسيح لتلاميذه: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني» ( يو 4: 34 ).
فهو لا يتحدث عن إتمام مشيئة الآب، بل ”مشيئة الذي أرسله“ مؤكدًا أنه أتى إلى العالم في إرسالية من الآب.

صحيح لقد أتى المسيح من السماء، والبشير يوحنا يذكر لنا ذلك أيضًا، لكن التركيز فيه ليس على إتيانه هو، بل على إرسالية الآب له.
وفي أصحاح واحد هو الأصحاح السادس من هذه البشارة، يكرر المسيح ”سبع مرات“ أنه مُرسَل من الآب.

ويلفت النظر الموضوع السامي الذي تكلَّم فيه المسيح مع المرأة السامرية، فهو لم يتكلم معها عن الولادة الجديدة، كما فعل مع نيقوديموس (يو3)، بل تحدث إليها عن أعظم الإعلانات، تحدَّث إليها عن ”عطية الله“.
وماذا عند الله ليعطيه؟ إنه يعطي الحياة الأبدية، الحياة التي تخص الآب والابن والروح القدس!

إن المسيح وعد أن يعطي المرأة السامرية الماء الحي، أي الروح القدس. ولماذا يعطي المسيح لهذه المسكينة الروح القدس؟ الإجابة لأن هذا الأقنوم الإلهي يمكِّننا من أن نفهم ونتمتع بكل الكنوز المخبوءة في هاتين الكلمتين:

«الحياة الأبدية».

وتأمل في تلك التي قصد الله أن يعلن لها هذه الكنوز؟ إنها امرأة سامرية. كان السامري في نظر اليهودي أحقر عيّنات البشر، وأما المرأة السامرية فهي في نظره أكثر انحطاطًا.
فما بالك بسامرية بأخلاق هذه المرأة التي عند البئر؟!

لكن المسيح بكل لطف تحدث مع هذه المرأة، لا عن مطاليب الله، ولا عن غضب الله، بل عن عطية الله!
وما أعجب نعمته وهو يتحدث إليها!
لقد أعطاها من وقته الكثير،
وتأنى على بلادة قلبها وبُطء فهمها.


آه يا إلهي:
أعطني قلب المسيح!
كم نحتاج أن نقرأ كثيرًا قصة يوحنا4، ليمكننا أن نعرف نظرتك العجيبة لنفوس الخطاة، وتقديرهم السامي في عيني مقاصد نعمتك.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:35 AM

الله معنا
https://files.arabchurch.com/upload/i.../183407562.gif
هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا ( مت 1: 23 )
ما أن نشرع في الحديث عن ولادة يهوه المخلِّص، حتى يسترعي اهتمامنا سر التجسد.
منذ القِدَم وردَت النبوة عنه، وإن تكن في لغة يكتنفها الغموض، إلا أن متى استطاع أن يكتب وصفًا دقيقًا واضحًا عن هذا الأمر.
«وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا، ويدعون اسمه
عمانوئيل
، الذي تفسيره: الله معنا» ( مت 1: 22 ، 23).
تلك معجزة المعجزات حقًا، أن يعلن الله عن مكنونات قلبه، وعن مشورته الأزلية في واقع مجيئهِ ليحلّ بين بشر خطاة.

في ذلك الحين كان هناك تباين عظيم بين السماء والأرض ليس لعقل أن يدركه. كانت السماء، ولا عَجَب، في حركة لم يسبق لها مثيل، بينما كانت الأرض، فيما عدا نفر من الأتقياء، في هجوع وبلا رجاء.
وإذا ملاك الرب يطير مُسرعًا في طريقه إلى الأرض، حاملاً بشرى ذلك الحَدَث المُذهل، لا لحكام الأرض وعظمائها، وإنما لنفر من الرعاة الوادعين «لا تخافوا! فها أنا أُبشركم بفرحٍ عظيمٍ يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّصٌ هو المسيح الرب» ( لو 2: 10 ).
ولم يكن ملاك يهوه بمفرده، فما أن فرغ الملاك من إعلان البشرى، حتى ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من جُند السماء مُسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» ( لو 2: 14 ).

وكم كان رائعًا أن الله في مولد المسيح أعلن عن نفسه، حتى أن جُند السماء الذين توفرت لهم بقدرته معرفة وطيدة، رتلوا مُنشدين، حتى هكذا يستطيع كل صوت أن يشاركهم إنشاء مديحهم. أي حُب نظير حبه ظهر في مشورته المقدسة وصيرورة الإله القدير إنسانًا!

إلا أن هذا الحَدَث الجليل لم يكن يسترعي التفات الإنسان الذي ألْهَته مشاغله وأهدافه المتشعبة، فلم يفطن أحد إليه، علمًا بأنه حَدَث في وسطهم، ولكنهم كانوا مستغرقين في أنانيتهم، حتى لم يأبه أحد بالطفل المخلِّص فيُفسح له مكان في الفندق ( لو 2: 7 ). وهكذا الناس، فإنه مع وجود مَنْ هو موضوع مشورات نعمته الأزلية فيما بينهم، تلك المشورات التي كان الله وشيكًا أن يتممها، بواسطة ذاك الذي وإن يكن هو الخالق لكل الأشياء، فقد وُلِدَ في عالمنا غريبًا وبلا مأوى.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:36 AM

وقفات لأجل الرب
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...paper-0205.jpg
وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه .... ومريم المجدلية ( يو 19: 25 )

في ثلاثة أماكن مختلفة نرى وقفات ما أروعها من أجل الرب يسوع:

1 ـ عند الصليب: حيث نُعاين محبته الفائقة المعرفة وكيف أنه لأجلنا وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب وهناك نسمعه قائلاً: «قد أُكمل» فتستريح قلوبنا وضمائرنا على كفاية وكمال عمله لأجلنا ونستطيع أن نرنم: «الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه»، هناك نتعلم كيف نضع نفوسنا لأجل الإخوة، من ذاك الذي وضع نفسه لأجلنا، وأيضًا يقودنا مشهد الصليب لحياة مكرسة بالتمام كي نعيش نحن الأحياء لا لأنفسنا بل للذي مات لأجلنا وقام ( 2كو 5: 15 ) وهذا هو المشهد الذي كلَّمنا عنه يوحنا19: 25- 27 «وكانت واقفات عند صليب يسوع ..».

2ـ عند القبر:
وهناك نُعاين قيامته إذ نرى القبر فارغًا ونسمع الملائكة قائلةً: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام» ( لو 24: 5 ، 6)، نرى هذا المشهد في يوحنا20: 11- 18 «أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي ...»، وإذا بالرب المُقام يُظهر ذاته لها، ويناديها باسمها، ويعلن أن علاقتها به هي علاقة الإيمان، ويحمّلها بأعظم بشارة «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم».

3 ـ عند جبل الزيتون:
حيث نُعاين صعوده وننتظر مجيئه. وهذا المشهد نراه في أعمال1 حيث كان الرسل ومَنْ معهم على جبل الزيتون في يوم صعود الرب إلى السماء بعد أن أوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد مجيء الروح القدس، وبعد أن ارتفع، وأخذته سحابة عن أعينهم، ظلوا يشخَصون إلى السماء، وإذ برجُلان قد وقفا بهم بلباسٍ أبيض قائلين: «أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء».
ونحن بدورنا نقف على المرصد، ننتظر تحقيق وعد الرب بالمجيء لأخذنا، ونحب ظهوره ومُلكه، حيث تُرَّد كل اعتبارات مجده، وتجثو باسمه كل ركبة،
ويعترف كل لسان أنه رب لمجد الله الآب.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:37 AM

من قوة إلى قوة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...t-to-Jesus.jpg
طوبى لأُناس عزهم بكَ ... يذهبون من قوة إلى قوة. يُرَونَ قدام الله في صهيون ( مز 84: 5 ، 7)
إن بداية الرحلة لهؤلاء العابرين في وادي البكاء، كانت «من قوة إلى قوة». وتلك القوة كانت بعمل إلهي في القلب. وهذا يذكِّرنا بقول الرب لتلاميذه: «لكنكم ستنالون قوةً متى حلَّ الروح القدس عليكم» ( أع 1: 8 ).
إذًا بدأت الرحلة «من قوة»، وكان أمام الشعب غرض هو «يُرونَ قدام الله في صهيون». هذا الغرض ضاعف القوة في الشعب. وهكذا معنا.

عزيزي .. إن «
وادي البكاء
» يختلف من مؤمن إلى آخر، فلنلقي نظرة على أحد الأبطال، وهو إنسان تحت الآلام مثلنا، وأعني به: بولس الرسول.

لقد بدأ بولس الرحلة بقوة، إذ «تناول طعامًا فتقوى» ( أع 9: 19 )، وازدادت القوة، كقول الوحي: «وأما شاول فكان يزداد قوة، ويحيِّر اليهود الساكنين في دمشق مُحققًا أن هذا هو المسيح» ( أع 9: 22 ).
ولقد كان أمام الرسول بولس غرض واحد يسعى لأجله، وهو جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع ( في 3: 14 ). وهذا الغرض جعله ينسى ما هو وراء. ورغم الشوكة التي أُعطيت له في الجسد، فقد نال معها قوة «قوتي في الضعف تُكمَلُ»، فنسمعه يقول: «فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحلّ عليَّ قوة المسيح ... لأني حينما أنا ضعيفٌ فحينئذٍ أنا قوي» ( 2كو 12: 7 - 10).
لقد ذهب «من قوة إلى قوة»، لأن الله كان غرضه.

لقد بدأ الرحلة حوالي سنة 36م، وبدأ بالقوة، وزادت القوة، وفي آخر حياته، حوالي سنة 67م، نسمعه يقول: «ولكن الرب وقف معي وقوَّاني، لكي تُتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم. فأُنقذت من فم الأسد» ( 2تي 4: 17 ).
لقد عاش بعد إيمانه حوالي 31 سنة، ذهب فيها «من قوة إلى قوة»، إلى أن وصل إلى الغرض الذي سعى من أجله «الرب يسوع المسيح».

يا ليتنا لا ننظر حولنا حتى لا نفشل، ولا داخلنا كي لا نخور، بل لننظر إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله ( عب 12: 2 ، 3).


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:38 AM

قوموا واذهبوا
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ss-300x268.jpg
قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة. من أجل نجاسة تُهلِك والهلاك شديد ( مي 2: 10 )

«قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة».
هذه الآية وردَت ضمن عتاب الرب لشعب إسرائيل بسبب أفعالهم الأثيمة ورفضهم لأقواله الصالحة؛ كان الأشرار منهم إرهابيين يغتصبون البيوت والحقول، وينزعون أردية العابرين ويطردون النساء والأطفال من بيوتهم، والتأمل الهادئ في كلماتها يقودنا لاستخلاص بعض الحقائق النافعة:

الحقيقة الأولى:
رحمة الله وشفقته على الإنسان: جعلته يطلب منهم أن يقوموا ويذهبوا، أي يتخلوا عن أفعالهم الأثيمة ولذلك يقول: «هل مسرةً أُسرّ بموت الشرير يقول السيد الرب؟ ألا برجوعه عن طُرقه فيحيا؟ .. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟ لأني لا أُسرّ بموت مَن يموت يقول السيد الرب. فارجعوا واحيوا» ( حز 18: 23 ، 32).

الحقيقة الثانية:
الله يراقب بكل دقة ووضوح كل ما يحدث على الأرض من ظلم وعدوان وشر واغتصاب «إذا اختبأ إنسانٌ في أماكن مُستترة، أَ فما أراه أنا يقول الرب؟» ( إر 23: 24 )، وشهد عنه أيوب قائلاً: «لأنه هو ينظر إلى أقاصي الأرض. تحت كل السماوات يرى» ( أي 28: 24 ).
في القديم رأى مذلة شعبه وسمع صراخهم من أجل مسخّريهم، وعلم أوجاعهم،
عيناه تراقبان المسكين، وتراقبان الأمم.

الحقيقة الثالثة:
لا توجد راحة لأي إنسان في بُعده عن الله حتى لو لم يشترك في الاعتداء على الآخرين أو يظلمهم، ولا توجد راحة للإنسان الذي يعتبر نفسه سيد قراره فيتصرف بالاستقلال عن الله خالقه ومُشيره وناصحه، كما لا توجد راحة في مُعاشرة الأشرار ومصاهرتهم.

الحقيقة الرابعة:
الخطية لها عقاب وعقابها شديد. من البداية حذر الرب الشعب وهم في البرية قائلاً إنهم إذا فعلوا الشر سيبيدهم سريعًا.
وشهد داود قائلاً: «تُهلك المتكلمين بالكذب»، وقال آساف «لأنه هوذا البُعداء عنك يبيدون. تُهلك كل مَن يزني عنك».

الحقيقة الخامسة:
هناك راحة حقيقية لن يجدها الإنسان إلا عند الرب يسوع المسيح الذي بكل الحب قال: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم.
احمِلوا نيري عليكم وتعلَّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحةً لنفوسكم. لأن نيري هيِّن وحملي خفيف» ( مت 11: 28 - 30).


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:39 AM

ابن الوعظ والموعظة الحية
https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...arnabas-01.jpg
ويوسف الذي دُعيَ من الرسل برنابا، الذي يُترجم ابن الوعظ .. إذ كان له حقلٌ باعَهُ، وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل ( أع 4: 36 ، 37)
”أرني الموعظة ولا تُسمعني إياها، لا تشِر لي إلى الطريق بطرف أصبعك، بل سِر معي فيه، والنصيحة الخالصة قد يختلط عليَّ السلوك بها، أما المثال العملي فواضح تمامًا. وأفضل جميع الخدام هم الذين يعيشون وِفق ما ينادون به. وبكل سرعة سأتعلم كيف أمارس الصلاح إن كنت تُريني ـ عمليًا ـ كيف يُمارَس. قد يكون لسانك فصيحًا مُفوَّهًا وطلقًا، أعجز عن مُسايرته وإدراك كلمته البليغة، لكني لن أخطئ في فهم ما تعمله وتحياه.
الخُلاصة يا صديقي: ليكن صوت حياتك أعلى من صوت عِظاتك، ولتكن حياتك هي الموعظة الحية“.

لا أعرف إن كان أحدهم قد قال هذه الكلمات لبرنابا أم لا، ولكني أكاد أجزم أنه تعلَّم فحواها في محضر الله، بالروح القدس. كان اسمه الأصلي «يوسف»، ولكن الرسل دعوه ”برنابا“، وهو اسم أرامي يعني حرفيًا ”ابن النبوة“ ولكن لوقا يترجمه ”ابن الوعظ“ أو ”ابن التعزية“ أو ”ابن التشجيع“، فالكلمة اليونانية تتسع لكل هذه المعاني.
وأيًّ كانت الترجمة، فإنه من الواضح أن الرجل كان يمتلك لسانًا لبقًا فصيحًا، يتكلم به إلى الناس، واعظًا ومُعزيًا ومشجعًا، مُحولاً الأنظار من الآلام والتجارب والصعوبات، إلى الرب يسوع بكل محبته وحكمته، وقدرته وسلطانه. وكانت كلماته تبلغ الأعماق، فتُرسل السكينة والهدوء إلى النفوس المتألمة الشقية، باعتباره ”ابن الوعظ“ أو ”ابن التعزية والتشجيع“. كما كانت كلماته وعظاته، تستحضر ضمائر السامعين إلى محضر الله باعتباره ”ابن النبوة“.
وكم كانت الحاجة شديدة لمثل هذه الخدمة، خاصةً في الأوقات العصيبة، التي شهدت الاضطهادات القاسية العنيفة، التي شنَّها اليهود على المؤمنين.

وبالرغم من ذلك لم يسجل الروح القدس، في كل الكتاب المقدس، عظة واحدة، لبرنابا. لقد سُجلت بعض العِظات للرسول بولس (أع13؛ 17؛ 20؛ 22؛ 24؛ 26؛ 28)، وللرسول بطرس (أع2؛ 3؛ 4؛ 10)، ولاستفانوس (أع7)، ولكن ولا عِظة واحدة ”لابن الوعظ“، بل إن كل ما سُجل عنه كان مواقف عملية، تُبرهن أنه أظهر القدوة قبل ممارسة الموهبة، وأظهر الطاعة للحق قبل أن يعلِّم به، وأنه مدَّ يده بالمعونة المادية والمعنوية لكل محتاج وعاثر، وأنه كان أنيسًا للمنفردين، ومُعينًا للمعوزين. وفعلاً كان صوت حياته أعلى من صوت عظاته.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:40 AM

ضبط النفس والأفكار

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...il-300x198.jpg
اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقاً أبدياً ( مز 139: 23 ،24)
أظن أنه قلَّ أن يوجد مسيحي لم يقاسِ الآلام من جراء الأفكار الشريرة ـ تلك اللصوص المُزعجة التي تتسلل إلى أوقات عزلتنا وسكوتنا، وكثيراً ما تعكر صفو راحتنا العقلية وتكدّر الجو حولنا حتى لا نستطيع أن نتمتع بلمعان
وبهاء السماء فوقنا.

وقال أحدهم عن الأفكار الشريرة: لا أستطيع أن أمنع الطيور من أن تحوم حول رأسي، ولكني أستطيع أن أمنعها من أن تستقر عليها. وعلى هذا القياس لا أستطيع أن أمنع الأفكار الشريرة بخاطري ولكني أستطيع أن أرفض سُكناها في ذهني.

ولكن كيف يمكننا أن نضبط أفكارنا؟
لننظر إلى المسيح، فهذا هو السر الحقيقي لضبط النفس. والمسيح يستطيع أن يحفظنا لا من سُكنى الأفكار الشريرة فقط، بل من مرورها أيضاً، يستطيع أن يمنع أولئك اللصوص الأشرار ـ لا من الدخول فقط ـ بل من طرق الباب أيضاً. عندما تكون الحياة الإلهية نشطة، وتيار الأفكار الروحية جارياً وعميقاً، وعواطف القلب مشغولة بشغف بشخص المسيح، حينئذ لا يمكن أن تزعجنا الأفكار الشريرة.

ولكن عندما يتسرب الخمول الروحي فهذه هي الفرصة التي تتولد فيها الأفكار الشريرة وتهجم علينا كسيل جارف وما ملجأنا حينئذ إلا الالتفات إلى الرب يسوع المسيح لأنه قد صار لنا من الله قداسة، ونستطيع كل شيء في شخصه. فما علينا إلا أن نضع اسم "يسوع" أمام سيل الأفكار الشريرة وهو لا بد أن يصده ويعطينا خلاصاً كاملاً منه.

ولكن الطريقة الفُضلى التي تحفظنا من الأفكار الشريرة هي سبق الافتكار والمشغولية بالخير. عندما يكون مجرى الفكر متجهاً إلى أعلى، عندما يكون مُصلحاً وعميقاً، عندما يكون خالياً من المعوجات والفجوات، فمن الطبيعي أن تيار الفكر والشعور عندما يخرج من منبع النفس يجري في ذلك المجرى المُمهد. وهذه كما قلت هي الطريقة الفُضلى "أخيراً أيها الأخوة كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسرّ، كل ما صيته حسن، إن كان فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا" ( في 4: 8 ). وعندما يكون القلب متشبعاً بالمسيح الذي هو مجتمع الفضائل المذكورة في فيلبي4: 8، حينئذ نتمتع بسلام عميق لا تعكر أفكاره شريرة وهذا هو ضبط النفس الصحيح.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:41 AM

شجرة التفاح
https://st-takla.org/Pix/Plants-Trees...e-Apple-01.jpg
كالتفاح بين شجر الوعَر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظلِّه اشتهيت أن أجلس، وثمرته حُلوة لحلقي ( نش 2: 3 )
لقد شبَّهت العروس نفسها بسوسنة الأودية (المتواضعة)، أما عريسها فهو كشجرة التفاح التي يجد فيها السائح كل أعوازه؛ ذلك السائح الذي سئم وملَّ من سفره الطويل الشاق بعد رؤية أشجار الوعَر التي تُشبه إلى حدٍ كبير شجر السنط.
وماذا في شجرة السنط سوى القَرض المُرّ والشوك المؤذي؟ وهذه صورة جميع البشر بغير استثناء.

ولا شك في أن السائح قد اختبر بنفسه تلك الأشجار الشائكة فلم يجد ظلاً مُريحًا تحتها ولا ثمرًا فيها يُشتهى. لقد جرَّب تلك الأشجار مرارًا وحاول أن يستريح تحت ظلها، فلم يجد راحة بل بالعكس زادته تعبًا فوق تعب، أما وقد وجد شجرة التفاح فكأنه وجد «شجرة الحياة»
و«
مَن يجدني يجد الحياة
» ( أم 8: 35 ).

نعم لقد وجد راحة أبدية لنفسه التعوبة «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). لقد تغيَّر المنظر تمامًا، فعوضًا عن النظر إلى أشجار الوعر المُقبضة، إذا بالمؤمن السائح يتمتع برؤية شجرة التفاح المُبهجة، ويستنشق رائحتها الزكية، ويتغذى بأثمارها الشهية، ويستظل بظلها الظليل، ويرتوي من جداول المياه العذبة التي تجري تحتها.

طوباك أيها السائح الذي أعياك السفر في البرية، فقد ظَفرت بالسعادة التي كنت تنشدها والراحة التي كنت تتوق إليها. طوباك لأنك بعد أن كِدت ”تهلك جوعًا“ في هذا القفر المُضني، قد وجدت في ربنا المبارك يسوع المسيح بركات روحية تشتهي الملائكة أن تطلع عليها، وطعامًا سماويًا؛ طعام الله نفسه. لقد كنت قبلاً تشتهي أن تملأ بطنك من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يُعطِك أحد، أما الآن فأمامك وليمة السماء؛ وليمة الآب، فكُلْ هنيئًا واشبع ولتتلذذ بالدسم نفسك.

ومن المحقق أن العروس التي ذاقت قبلاً مرارة أثمار الوعر وآلمتها أشواكها المؤذية، ثم تغذت بعد ذلك من شجرة التفاح الشهية فانتعشت روحها، لن يخطر ببالها بعد ذلك أن تعود مرة أخرى لتتذوق مرارة شجر الوعر.
إنها لو فعلت ذلك لحسبناها في مُنتهى الغباوة.

هبنا يا إلهنا الحكمة لنوجد قريبين منك وفي الشركة معك لأن «أمامك شبع سرور. في يمينك نِعَمٌ إلى الأبد» ( مز 16: 11 ).


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:43 AM

بمَنْ نُشبِّه الله؟
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...l-of-Grace.jpg
فبمَنْ تُشبِّهون الله، وأي شَبَهٍ تُعادلون بهِ؟ ( إش 40: 18 )

على أية صورة تعرف الله؟ لكي تعطي جوابًا على هذا السؤال اطرح جانبًا الخيال وفلسفة العقل البشري، وكل طقوس الديانات البشرية، وارفض حتى تقاليد وفرائض المسيحية الاسمية، والديانة اليهودية.

والكلمة الصادقة وحدها فيها الكفاية للهداية والإرشاد، فإن الرب يسوع المسيح هو الكل في الكل «فإنه فيه يحلُّ كل ملء اللاهوت جسديًا» ( كو 2: 9 )، فكل مجد الله وكل صفاته تعالى نراها في المسيح.
إن الإنسان الذي هو الآن في المجد هو الله الابن. والابن المتجسد هو الذي فيه يحل ملء الله. وقال المسيح: «الذي رآني فقد رأى الآب» ( يو 14: 9 ).

ولكي أعرف مَنْ هو الله عليَّ أن أتطلع وأتفرَّس في المسيح نفسه الذي قال عنه كاتب رسالة العبرانيين: «الذي، وهو بهاء مجد (الله)، ورسم جوهره» ( عب 1: 3 ). فيه يحلُّ كل الملء، فكل صفات الله مُستعلَنة في الابن، كل مجده ورحمته وقداسته وبره ومحبته ونعمته، تُرى في ربنا يسوع المسيح. فبمَنْ نُشبِّه الله؟

إنه بالضبط وبالتمام ما نراه في الرب يسوع المسيح. هذا الحق العظيم من أغنى الكنوز التي نمتلكها بالإيمان في يومنا الحاضر، والتي لم يَزَل أمامنا أن نكتشفها بصورة أعمق وأوضح في المستقبل. عندما نصل إلى حضرة أبينا السماوي سوف نعرف أنه ليس غريبًا عنا، بل قد عرفنا شيئًا عنه ونحن هنا في الأرض،
لأننا رأيناه ولمحناه في ربنا يسوع المسيح.

لذلك هو امتياز عظيم للمؤمن أن يتأمل ويدقق النظر في ملامح يسوع المسيح التي تُعلنها الكلمة الحية الصادقة. ويا له من إهمال إذا كنا نتوانى عن التمتع بهذا الامتياز.

يا لها من خسارة تلحق بنا إن كنا نترك التزوُّد والتشبُّع من هذا الامتياز وننشغل بأمور وقتية حتى ولو كانت مقدسة، مثل الاهتمام بخدمته قبل الاهتمام بالشبع من حلاوته.
بماذا عرَّف الرب يسوع الحياة الأبدية بالنسبة لنا؟ إنه قال عنها: «وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» ( يو 17: 3 ). وإنه بكل تأكيد الآن هو الوقت لكي نبدأ أن نتعرَّف بالله أبينا الذي سنعرفه، وسنظل نتعرَّف به على مدى آباد الدهور.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:43 AM

كفاية المسيح

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...obile-0402.jpg

الجميع تركوني ... ولكن الرب وقف معي وقواني ( 2تي 4: 16 ،17)
حقيقة مباركة هي أننا لا يمكن أن نوجد في ظروف يعجز المسيح عن مواجهتها. وسواء كنا أفراداً أو جماعة لا يمكن أن نوجد في مكان أو زمان ولا يكون المسيح كفواً له.

إن للمؤمن نصيباً حقيقياً وامتيازاً في أن يفرح "في الرب كل حين" ـ من امتيازه أن "لا يهتم بشيء" ـ أي شيء هنا على الأرض، وأن يلقي كل همه على الرب وفي هذا سلامه. لأن الرب لا تقلقه مشاكلنا لأنه يعرف النهاية من البداية. وفوق كل شيء لنثق دائماً أن نعمته تكفينا.
وتثبيت القلب على المسيح يجعل "العراقيب سهلاً" ( إش 40: 4 ) ونسلم نحن من فخاخ الطريق.

والرب هو هو على الدوام كُفء للصغير وأيضاً للكبير، ورحوم رقيق عميق النعمة.
ليتنا نتضع أمامه لنختبر صلاحه وغنى موارده حتى عندما نستوحش من ترك الآخرين لنا، لأنه سبق واختبره قبلنا "هوذا تأتي ساعة تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوني وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي" ( يو 16: 33 ).

وكلما ازددنا معرفة به، ازددنا معرفة بأنه كل شيء لنا، وحكمتنا هي في أن نعرف أننا بدون المسيح لا نستطيع أن نفعل شيئاً. وسر سلام القلب في أن ننشغل به محبةً فيه وإعزازاً لشخصه، وحينذاك سنجد سلامنا فيه ونمضي في موكب نصرته إن جاء ضيق أو خطر.

إنه لشيء عظيم أن نرى أن قوة المسيح فينا تستطيع أن ترفعنا تماماً فوق كل شيء "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" ( يع 1: 17 ).

ومن الناحية العملية غالباً ما نناقض هذا الحق ونتجه بأفكارنا إلى تحت ولا نحصد سوى النكد. لكن الله لا يتحير إذا نحن أصابتنا الحيرة، بل قد يسمح لنا بخيبة الأمل لكي نتعلم أن حاجتنا إليه وكفايتنا فيه.

"واهدني طريقاً أبدياً" أليس هو الطريق الوحيد الأبدي؟
إنه يُسرّ أن يفحص طرقنا لكي يهدينا طريقاً أبدياً، ولكي يعرّفنا أنه ينبغي أن يكون هو عملياً بالنسبة لنا الأول والآخر، الألف والياء ـ النصيب الذي لأجله نعيش ونحيا به.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:44 AM

الرب آتٍ

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...hrist-0202.jpg
نعلم أنه إذا أُظهرَ نكون مثلهُ، لأننا سنراهُ كما هو. وكل مَن عنده هذا الرجاء بهِ، يُطهر نفسه كما هو طاهر ( 1يو 3: 2 ، 3)

الرب آتٍ!
يا له من حق مبارك وعظيم! ويا لها من لحظة!
فكل القديسين سيتغيرون في لحظة في طرفة عين، عند سماع البوق الأخير، فيُخطفون لمُلاقاة الرب في الهواء. بينما سيُترك أولئك الذين احتقروا الإنجيل للضلال الرهيب من إبليس، فيُحملوا بعيدًا إلى الارتداد الشنيع حيث يصبح ”إنسان الخطية“ في وضع التحدي لله ويُعبَد هناك في هيكل الله. وستشاهد العين البشرية فجأة وبكل سرعة، ذلك التميز الإلهي؛ فكل مؤمن سيؤخذ وكل رافض للمسيح سيُترك هنا. فالانفصال والتمييز هنا بين مؤمنين وغير مؤمنين.

ومَنْ ذا الذي يُمكنه أن يُخبر بالبركات وبالأفراح التي لا يُنطق بها لأولئك المنتظرين المسيح!
ومَنْ ذا الذي يتغير ليكون على صورة مجده عند مجيئه «نكون مثله، لأَننا سنراه كما هو» ( 1يو 3: 2 )! والآن ما هي قوة ذلك الرجاء المجيد؟ «وكل مَنْ عنده هذا الرجاء بِه، يُطهِّر نفسه كما هو طاهرٌ» ( 1يو 3: 3 ).
سنصبح مثله عندئذ، وإننا نريد أن نكون مثله الآن، فنُطهِّر أنفسنا كما هو طاهر. أَ يمكننا أن ننمي في أنفسنا تلك العواطف العُرسية في قلوبنا ونحفظ أنفسنا ـ كعذراء عفيفة مخطوبة للمسيح بلا دنس من هذا العالم؟

وهل سيجدنا الرب سائرين مع العالم الذي صلبه وهو الآن بكل برودة يرفض رسالة النعمة؟ أَ نحن الآن أعضاء في مجتمعاته وشركاء في مسراته مستغرقين في الأشياء التي تلهى ضمائرنا عن صوت الله؟

إن ذاك الذي كان نورًا للعالم قد مضى وصُلب واستُبعد من الأرض. وقد صار الآن ليل ـ إنه ليل غياب طويل وليل خراب. فهل نسعى للراحة والمُلك في المكان الذي قُتل فيه سيدنا؟ أم بالأحرى نرتبط به بعواطف حارة محتملين برودة الليل الشديدة، ولتكن مصابيحنا مضيئة بلمعان واضح حتى يأتي؟

«
ها أنا آتي سريعًا»: ليت هذا الصوت يحرك أوتار قلوبنا فتعزف له منسجمة مع قلبه الذي لا يهدأ حتى يأتي بنا إلى نفسه. ولننتظر تلك اللحظة عندما نتبادل معًا ـ ”قلبه وقلوبنا نحن“ـ السرور هناك، عندما يُقال إن «عُرْس الحَمَلِ قد جاء، وامرأَتُهُ هَيَّأَت نفسهَا». «آمين. تعال أَيُّها الربُّ يسوع»


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:45 AM

الله هو الذي يُبرِّر
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-pics-1115.jpg
مَن سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يُبرِّر ( رو 8: 33 )
إنه لأمر عجيب أن يتبرر الإنسان ـ أي يُجعل بارًا. لو لم نكن قد كسرنا نواميس الله ما كنا نحتاج إلى التبرير لأننا نكون عندئذٍ أبرارًا في ذواتنا.
إذا وُجد شخص قد فعل في كل حياته جميع ما يجب أن يفعله، وابتعد عن كل ما يجب أن يبتعد عنه، فإن هذا الشخص يتبرر بالناموس. وإني واثق أنك أيها القارئ العزيز أكثر أمانة من أن تدّعي بأنك بلا خطية. لهذا فأنت محتاج لأن تتبرر. ولا حاجة للقول بأنه لا فائدة من تبرير الناس إياك. تستطيع أن تجعلهم يقولون حسنًا عنك بأجر زهيد، كما أنه يوجد مَن يذمك بأقل من ذلك. إن حكم هؤلاء أو أولئك قليل الاعتبار.

يقول الكتاب: «الله هو الذي يُبرِّر»، وهذا هو الأمر المهم والذي يحتاج لأن تُعيره كل اهتمامك. ولنتذكر أنه لم يفكر أحد قط سوى الله في تبرير المُذنبين. لقد عاش هؤلاء في العصيان العَلَني، صنعوا الشر بكِلتا اليدين، تقدموا من رديء إلى أردأ، رجعوا إلى الخطية حتى بعد أن ذاقوا مرارتها، كسروا الناموس وداسوا الإنجيل، رفضوا إعلانات الرحمة وثابروا على العيشة في الشر. فكيف يُصفح عن هؤلاء ويُبرَّرون؟ إن الله في عجيب نعمته قد أعدّ لهم ما يُبررهم ويجعلهم مقبولين في المحبوب. أَ ليس مكتوبًا «والذين سبق فعيَّنهم ... فهؤلاء برَّرهم أيضًا» ( رو 8: 30 )؟ إذًا يوجد أُناس يبرِّرهم الله، فلماذا لا تكون أنت وأكون أنا بين هؤلاء الناس؟

وإني أجرؤ على القول إن الخاطئ الذي يُبرِّره الله يقف على ما هو أثبت مما يقف عليه شخص يتبرر بالأعمال، إن وُجد مثل هذا الشخص. لا يمكن أن نتأكد البتة بأننا عملنا أعمالاً صالحة كافية. إن الضمير يخشى على الدوام من أن نكون لم نصل إلى المقياس المطلوب من حيث تتميم الناموس، ولذلك يخاف من أن يقع تحت الدينونة. ولكن عندما يُبرِّرنا الله نفسه ويشهد الروح القدس بإعطائنا سلامًا مع الله، نشعر بأننا ثابتون على صخرة لا تتزعزع.
ولا يستطيع لسان أن يُعبِّر عن الطمأنينة التي تحصل عليها نفس قد نالت سلام الله الذي يفوق كل عقل.
فيا عزيزي اطلب هذا السلام بالإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح الفادي.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:46 AM

عظيمة من شونم

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...letting-go.jpg


وكانت هناك امرأة عظيمة ( 2مل 4: 8 )
أولاً عظيمة في شركتها مع رجل الله: تمتعت المرأة الشونمية بشركة خاصة مع أليشع رجل الله، ودعونا نتابع كيف تدرجت الشركة في عُمقها. ففي ذات يوم عبَر إلى شونم وكانت بداية جديدة في حياة هذه المرأة التي أمسكت به ليأكل خبزًا. أتخيلها قبل مغادرته لبيتها تؤكد عليه ضرورة زيارتها، ويُخبرنا الوحي بأنه كلما عبَر كان يميل، فتكررت الزيارات وتوطدت الشركة مع رجل الله. ثم إذ ازدادت الشركة عُمقًا صنعت له عليّة حتى إذا جاء لا يكون مروره سريعًا، بل يصعد إلى علّيته ليستريح فيها ويطول حديثها معه. وبعد ذلك نجد الشونمية تغتنم الفرص في رأس الشهر والأعياد والسبوت لتذهب إليه لمزيد من الشركة.

تدربت الشونمية من البداية على الشركة المكلِّفة. فأمسكت برجل الله في البداية وكانت تقدم له طعامًا «ليأكل خبزًا». وبعد أن توطدت العلاقة ذهبت بُعدًا آخر، فبَنت له عليّة على السطح ليستريح فيها وأمدتها بما يحتاج؛ ليست وجبة أو وجبات بل إقامة في بيتها.

عزيزي القارئ: هل شركتك مع إلهنا في تدرج إيجابي؟ هل هي أفضل الآن عنها في العام الماضي؟ هل هناك توافق مقدس مع القدوس؟ هل نعرف ونسعَد بالكُلفة من الوقت والالتزام والأولوية.

ثانيًا: عظيمة في طاعتها. كلَّم رجل الله الشونمية ( 2مل 8: 1 ) قائلاً قومي انطلقي وتغرَّبي أنتِ وبيتك لأن الرب دعا بجوع سيأتي على الأرض سبع سنين. فيقول الوحي: ففعلت حسب كلام رجل الله؛ طاعة كاملة. كما أنها لم تجادل وإن كان لها الحق أن تتعجب. فإن جاعت هذه الغنية فمَن سيعيش، لماذا تتغرب؟

أحبائي .. بعد الشركة تأتي الطاعة. ولا شك أن كل قديس يعرف الطاعة. «تقديس الروح للطاعة». ولكن ما أحوجنا إلى طاعة الشونمية الكاملة بلا جِدال.

ثالثًا: عظيمة في شهادتها. إن الطاعة الكاملة هي أساس الشهادة الصحيحة، فبعد أن رجعت من غُربتها أكرمها الرب ( 2مل 8: 6 ) بأن تشهد للملك ليس عن أليشع (رمز لإله كل نعمة) فحسبْ، بل عمَّا فعل رب أليشع معها، وهذا سر عظمة شهادتها. حقًا لقد عرفت هذه الشونمية كيف تشهد، بعد أن عرفت كيف تطيع طاعة كاملة، نتيجة شركة عميقة مع رجل الله.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:47 AM

النعمة التي لأجلكم
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...irit-Image.jpg
أنبياء ... تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم.. أُعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي اُخبرتم بها أنتم الآن ( 1بط 1: 10 - 12)

يجب أن نلاحظ ثلاثة أشياء هامة جدًا في 1بطرس1: 10- 12:

أولاً: صدق الوحي وطابعه المتميز. لقد خدم الأنبياء، ولكن مصدر نبوءاتهم، سواء شفهية أو مكتوبة، كان الروح القدس نفسه. فالروح القدس فيهم شهد بواسطتهم، وقد كان هو حقًا مصدر ما تكلموا به، حتى أنه كان عليهم أن يبحثوا في كلماتهم ويتأكدوا من قوتها الحقيقية، فقط ليكتشفوا أن معناها الكامل يتخطى توقعات الجيل الذي عاشوا فيه، وأنهم في الحقيقة يكتبون لتعليم قديسين في زمن آتٍ، هم نحن «الذين أُعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أُخبرتم بها أنتم الآن» (الآية12).

ثانيًا: مع أن المسيح لم يُستعلن في الزمن المنصرم، إلا أن الروح القدس في الأنبياء والمتكلم فيهم، كان هو «روح المسيح» (الآية11). وطبقًا لهذا، فالمسيح، كان هو المتكلم بروحه، حتى في أيام العهد القديم (قارن 1بط3: 18- 20).

ثالثًا: الفروق الكبيرة التي وَضَحت بين الزمن قبل المسيح والزمن بعده. فخلاص النفس، وهو الملكية المشتركة للمؤمنين اليوم، كان في الزمن المنصرم ـ حتى بالنسبة للأنبياء ـ موضوع بحث «فتَّش وبحث عنه أنبياء» (الآية10). ويقول عنها «تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم» (أو النعمة التي كان ينبغي أن تأتي إليكم)، أي أنها لم تكن قد أتت في الزمن السابق. وأيضًا، الأمور التي أخبرنا بها الرسل والآخرون الذين بشَّروا برسالة الإنجيل بالروح القدس المُرسل من السماء، هي الأمور التي أُعطيت عنها نبوءات فقط من قبل. فالأمور التي سبق أن تنبأ بها الروح القدس، هي بعينها الأمور التي كشف عنها الآن الروح القدس. عندئذٍ، كان الروح القدس في الأنبياء ليوحي لهم، ولكن الآن أُرسل الروح القدس من السماء. ويتميز الزمن الحالي بإتمام آلام المسيح، وبالتالي فقد أتت النعمة، وتحقق خلاص النفس، وهي أمور تشتهي الملائكة أن تطلع عليها، وأُرسل الروح القدس من السماء إلينا ليُخبرنا بها بواسطة الذين بشَّرونا (الآية12).


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:48 AM

معونات على الطريق
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...me-300x292.jpg
عابرين في وادي البكاء يصيّرونه ينبوعاً. أيضاً ببركات يغطون مورة. يذهبون من قوة إلى قوة ( مز 84: 6 ، 7)
توجد بركات مرتبطة بالطريق الذي نعبر فيه.
فلنا أولاً: قوة للطريق (ع5).
ثانياً: مياه للإنعاش في وسط الأرض اليابسة والناشفة (ع6).
وثالثاً: شمس لتُضيءعلينا ومجن ليحمينا في إلهنا نفسه (ع11).

"طوبى لأُناس عزهم بك"

فمع أنه من حظنا أن نمتد بأبصارنا إلى الأفراح التي تنتظرنا، إلا أن وجودنا في الجسد يُلزمنا أن نشعر بمرارة التجارب التي نقابلها في سفر البرية، وأن نواجه الحقائق المؤلمة التي تُحيط بنا. حتى يخيَّل إلينا أن الرحلة إلى ديار الرب في الأعالي طويلة وطويلة جداً. صحيح أن هناك الغبطة والبركة، ولكن نحن لازلنا في الطريق الوعر بما فيه من مشقات كثيرة. أفلا يوجد سبيل إلى الحصول على الغبطة هنا؟ الجواب "طوبى لأُناس عزهم بك". فالشخص الذي هناك هو عزنا في برية هذا العالم. وفي رسالة فيلبي التي هى رسالة البرية يقول الرسول "أستطيع كل شيء" - لا في قوتي أنا لأنه لا قوة لي بل "في المسيح الذي يقويني" ( في 4: 13 ).

والله دائماً يستخدم أشياء هذا العالم الضعيفة والفقيرة لمجده إذ يقويها بقوته الفائقة. فمنساس بقر يجعل الأعداء يختفون، ووتد تدقه امرأة ضعيفة يهلك العدو الجبار. وهكذا يستخدم الله الأشياء الصغيرة التي في البرية للغلبة والانتصار. لأن القوة فيه وليست فينا. ومن ثمّ طوبى لنا ونحن في السفر بالرغم من كل مشقاته لأن الرب عزنا.

"عابرين في وادي البكاء"

البكاء معناه الحزن والألم والتجارب. ولكن بعبورنا في هذا الوادي نصيّره ينبوعاً "أيضاً ببركات (أمطار) يغطون موره" (ع6). يذكر المرنم هنا الينبوع والأمطار. والمطر ينزل من السماء، أما الينبوع فيصعد من تحت - من الأرض نفسها. فالله يعدّ إنعاشاً للمسافرين المُعيين الظمآنين بكلا الطريقتين وذلك في أماكن لا ينتظر فيها راحة - في وادي البكاء.

أثناء السفر في البرية من مصر إلى كنعان، أمر موسى شيوخ اسرائيل أن يحفروا في رمال البرية فظهر بئر ( عد 21: 18 ). فالماء كان هناك ولو أنه مستور عن الأنظار. وقد استعملوا عصيهم لإزالة الطبقة العُليا فانفجر الينبوع المُنعش الذي كان قريباً منهم.

حقاً إن ينابيع الله لنا قريبة جداً، بل ويمكننا أن نجدها في نفس الأشياء التي تسبب لنا الحزن في وادي البكاء
.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:49 AM

كلُّه مشتهيات
حلقُهُ حلاوةٌ، وكلُّهُ مُشتهياتٌ ( نش 5: 16 )

https://files.arabchurch.com/upload/images/570619247.gif
إن حلاوة المسيح كائنة ـ كما تبدو لي أول كل شيء ـ في إنسانيته الكاملة. فهو واحد معنا في كل شيء ما عدا خطيتنا وخطايانا. لقد نما في القامة والنعمة، لقد تعب وبكى وصلى. لقد تجرَّب مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية. ومع أننا نعترف به ربًا وإلهًا (كما اعترف توما)، ونعبده ونجلّه،

ولكن أيها الأحباء لا يوجد شخص آخر تنعقد بيننا وبينه ألفة كالمسيح الذي صار قريبًا جدًا لقلوبنا البشرية. لا يوجد شخص في دائرة الكون كله غير المسيح نطمئن إليه. هو كامل الإنسانية اليوم كما كان منذ عشرين قرنًا خَلَت، لم يغيِّره القِدَم. إن يوحنا الذي رآه يُقيم الموتى ويُسكت الريح ويتكلم مع موسى وإيليا على الجبل، لم يخشَ أن يجعل من صدره وسادة له عند العشاء.
وفي كل هذا نرى أن «كُلهُ مشتهيات»، فكماله لا يزال يلمع بنور فائق تكتحل به عين الإيمان. يقبل يسوع خطاة ويأكل معهم. خطاةً من كل صنف؛ نيقوديموس الخاطئ المتدين المؤدب، ومريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين. يأتي يسوع إلى النفوس الخاطئة فيُنظفها ويطهرها دون خوف من التلامس.

كان أيضًا كُلهُ مشتهيات في حنانه، فدائمًا كان «يتحنن». فالجموع التي لا راعي لها، وأرملة نايين الحزينة، وابنة الرئيس المائتة، ومجنون كورة الجدريين، والخمسة الآلاف الجياع، وكل مشهد مؤلم، كل ذلك كان يهز أعطاف قلبه الحنَّان. ولم يكن غضبه ضد الكتبة والفريسيين إلا زيادة في الحنان على الذين وقعوا تحت نير البر الذاتي.

لقد ظهرت نعمته أيضًا في شفقته. فلماذا لمس ذلك الأبرص المسكين؟ لقد كان في إمكانه أن يشفيه بكلمة، ولكن لمسة يسوع لذلك المطرود ـ الذي تجرَّد من كل حقوقه الإنسانية وأصبح مجرد الاقتراب منه نجاسة ـ أعادت إليه اعتباره في الحياة.

ولقد ظهرت حلاوته ونعمته في تواضعه ووداعته «أنا بينكم كالذي يخدم» و«ابتدأ يغسل أرجل تلاميذه» و«إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا» و«كنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه». وهل سمعنا أو قرأنا عن المسيح بأنه طلب حقًا له بين الناس؟ حقًا إن «حلقه حلاوة وكُلهُ مشتهيات».


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:49 AM

هل عملت واجبك؟
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ve-300x217.jpg

فجازا (بطرس والملاك) المحرَس الأول والثاني، وأتيا إلى باب الحديد ... فانفتح لهما من ذاته، فخرجا وتقدَّما زقاقًا واحدًا،
وللوقت فارقه الملاك ( أع 12: 10 )

أتى الملاك وانفتحت أبواب السجن وسقطت سلاسل بطرس وأُطلق سراحه، ولم يكن خلاصه بيد بشرية بل بيد الله الذي يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر. ولكن لنلاحظ أن الملاك لم يفعل لبطرس ما كان بطرس يستطيع أن يفعله لنفسه، فقال له الملاك: «تمنطق والبس نعلَيك»، ولما تجاوزا الباب الحديد وخرجا إلى الطريق، اختفى الملاك لأن بطرس كان يعرف الطريق ولم يكن بحاجة إلى ملاك ليرشده إلى شوارع أورشليم. وفي هذا درس عملي لنا، فالله ينتظر منا أن نقوم بنصيبنا من العمل، ولا يصح أن ننتظر من الله أن يرسل ملاكًا ليعمل لنا ما يمكننا أن نعمله لأنفسنا.
كثيرون منا يصلّون ويقولون: نحن قد تركنا العمل كله لله. حسنًا، ولكن الله يريدنا أن نقوم بواجبنا.

هل نصلي من أجل خلاص شخص معيَّن؟ هذا حسن. ولكن ربما يقصد الرب أن يُجيب هذه الصلاة بواسطتنا، فهل هناك خطاب يمكن أن نكتبه؟ وهل هناك نبذة يمكن أن نقدمها؟ وهل هناك كلمة يمكن أن نقولها؟ إن الله ينتظر ذلك منا، فهل نحن على استعداد لأن نؤدي واجبنا، أم نحن نترك الكل للرب؟ لا شك أن مسألة الخلاص هي من اختصاص الله وحده ونحن لا نستطيع أن نخلِّص أحدًا. الروح القدس هو الذي يعلن شخص الرب للنفس كالمخلِّص ويغيِّرها، ولكننا نستطيع أن نقدم الحق وأن نضع طريق الخلاص أمام النفس. والله ينتظر منا أن نفعل ذلك، وأن نسلِّم أنفسنا له ليستخدمنا في إجابة صلواتنا إذا كانت هذه مشيئته.

كان بعض المؤمنين مجتمعين للصلاة لأجل بعض المتضايقين، وبعد أن قضوا فترة من الوقت خرج أحدهم، وبعد مدة وقفت أمام باب الاجتماع عربة مُحمَّلة بالبضائع ومعها ولد يقول: ”الأخ فلان قد أرسل إجابة صلاته على هذه العَربة“.

وليس من المناسب أن أصلي لكي يرسل الله مالاً إلى أحد المشروعات إذا كان في استطاعتي أن أمدّ يدي إلى جيبي وأُخرج له مساعدة ولا أفعل. لا فائدة من الصلاة لكي يرسل الله فعَلَة إلى عمله ما لم نكن مستعدين أن نذهب نحن أنفسنا إذا دعانا الرب.
يجب ونحن نصلي أن نقول: ”
وها نحن يا رب استخدمنا“.



Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:50 AM

في يوم خوفي
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...from-above.jpg


بخوافيه يُظللك. وتحت أجنحته تحتمي. تُرسٌ ومِجنٌّ حقهُ ( مز 91: 4 )
أنشودة رائعة أنشدها المرنم وهو يتأمل في حماية الرب للمؤمن في أوقات الخطر، فمَن يسكن في سِتر العلي، ويبيت في ظل القدير، ويضع ثقته في الرب كملجأه وحصنه ( مز 91: 1 ، 2)، سيتمتع بثلاث بركات عُظمى:

أولاً: «بخوافيه يُظلِّلك»: الرأفة والحنان. فالخوافي هي الريش الناعم تحت إبط الطائر، وهو مكان مناسب للفراخ الصغيرة لتجري إليه فتجد الدفء والحنان. والرب هنا، يُشبِّه نفسه، في عنايته الدقيقة بكل واحد من أفراد شعبه، بالنسر القوي ذي الأجنحة القوية والخوافي الناعمة. وهو يريدنا أن نهرَع إليه في أوقات الخوف فنتمتع بحنانه وعطفه ورأفته «كما يترأَف الأب على البنين يترأَف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جِبلتنا. يذكر أننا ترابٌ نحن» ( مز 103: 13 ، 14).

أخي، أختي: هل تعاني من جفاء الناس وقسوة الظروف، ومن الوحدة والانفراد؟ إلجأ إليه، والتصق به، وستجده دائمًا رقيقًا عطوفًا، رحيمًا شفوقًا.

ثانيًا: «تحت أجنحته تحتمي»: الحفظ والأمان. قوة النسر تكمن في جناحيه، وبهما يحمي فراخه عند اقتراب الخطر منها. وقديمًا وصف الرب، لبني إسرائيل، قوته في خلاصهم وإنقاذهم قائلاً: «وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليَّ» ( خر 19: 4 ).
وقد تعلَّم داود هذا الدرس في يومه، فصرخ إلى الرب وهو مُحَاصر من شاول: «ارحمني يا الله ارحمني، لأنه بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب» ( مز 57: 1 )، ولما أراد أن يتغنى بقوة الرب التي حفظته، قال: «لأنك كنت عونًا لي، وبظل جناحيك أبتهج» ( مز 63: 7 ).

ثالثًا: «تُرسٌ ومجَنٌ حقُّهُ»: الوعد والطمان. حقه هو كلمته التي تحوي مواعيده العظمى والثمينة. أَ ليس هو القائل: «لا أنقض عهدي، ولا أُغيِّر ما خرج من شفتيَّ» ( مز 89: 34 ). ومواعيده هي سلاحنا ضد العدو في معركتنا الشرسة معه. إنها تُرسنا ومجننا، وكلما تمسكنا بها انتصرنا أعظم انتصار. وعن اختبار أنشد داود قائلاً: «في يوم خوفي، أنا عليك أتكل. الله أفتخر بكلامه. على الله توكلت فلا أخاف...» ( مز 56: 3 ، 4).

أخي المؤمن: احفظ مواعيد الرب ورددها، واملأ بها ذهنك وقلبك، عندئذٍ تثبت في حربك،
وتنتصر على الأعداء الروحيين.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:51 AM

الكورة البعيدة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...Us-295x300.jpg
وبعد أيامٍ ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيءٍ وسافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذَّر ماله بعيشٍ مُسرِف ( لو 15: 13 )
”الكورة البعيدة“ هي العالم البعيد عن الله، بعيدًا جدًا حتى إن «العالم كله قد وُضع في الشرير»، فنتيجة لخطية آدم، انفصل الإنسان عن الله، ودخل كل نسل آدم إلى هذا العالم وهم «مُتجنبون عن حياة الله» ( أف 4: 18 )، فأصبحت هناك هوَّة كبيرة بين الله القدوس وهذا المخلوق الخاطئ، ولن يستطيع أحد أن يضع جسرًا لهذه الهوّة إلا شخص المسيح. فالخاطئ بعيد عن الله في قلبه وأفكاره وطرقه، وهذا يفسر لنا الكثير.

إنه يفسر لنا تجاهل الناس الشائع للكتاب المقدس. سوف يعطونك الكثير من الأسباب التي تجعلهم لا يقرأونه: أنهم لا يجدون وقتًا، لا يفهمون منه الكثير، كثيرًا ما تتضارب تفاسير محتوياته، ولذلك فهم يتركونه.

وبسبب تأنيب الضمير يقرأ الكثيرون بين الحين والآخر أصحاحًا من كلمة الله، وينتهي الأمر عند ذلك، والسبب الحقيقي في هذا أن الكتاب المقدس يُحضر الإنسان في حضرة الله، وهذا آخر شيء يريده الإنسان الطبيعي. وهذا دليل كافٍ على أنه في ”الكورة البعيدة“، وأن القلب مُبتعد تمامًا عن الله.

وهذا يفسر أيضًا لماذا لا يُسرّ الخطاة بالصلاة. فالصلاة الحقيقية هي كلام مباشر مع الله بواسطة المسيح. فهي التي تجعلنا في اتصال وشركة مع العظيم الذي لا يُرى. ولكن الخاطئ لا يملك القلب الذي يُقدِّر هذا، فهو لا يجد أية مُتعة في سكب نفسه أمام الله.
أما إذا صلَّى، فالصلاة تصبح فرضًا ثقيلاً وتكرارًا سقيمًا للكلمات، فهو يفضِّل فعل أي شيء بخلاف الصلاة، والسبب في هذا أنه يرغب في الابتعاد عن الله.

وهذا يفسر أيضًا لماذا لا يجد الخاطئ سرورًا حقيقيًا بالعبادة الجماعية لله. صحيح قد يذهب إلى اجتماعات الكنيسة، فالإحساس بالواجب قد يقوده إلى هناك، أو ربما بسبب العادة التي اكتسبها من نشأته المسيحية، أو قد يقوده ضميره المُتعب للمواظبة على الحضور.
ولكنه دائمًا غير مُكترث بما يسمع. ولكن عندما يقدم الواعظ الرسالة منمَّقة فصيحة مُمتعة للآذان، فهو لا يسمع فقط بل يُبهر ويُسرّ.
ولكن دَع الواعظ ينسى بلاغته وفصاحته، دَعه يخاطب ضمير الخاطئ مباشرةً قائلاً: «
أنت هو الرجل»، دعه يستحضره في حضرة الله، وسوف تجد هذا الخاطئ المسكين في حالة من عدم الارتياح، وليس غريبًا إذا لم يَعُد يستمع مرة أخرى لهذا الواعظ.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:52 AM

ديماس .. نجم خبا

http://www.istockphoto.com/file_thum...sh-foliage.jpg
بادر أن تجيء إليَّ سريعًا، لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي ( 2تي 4: 9 ، 10)

لماذا ترك ديماس الرسول بولس؟ هناك عدّة احتمالات:

(1) ربما كانت رغبة بسيطة، تبدو شرعية للمنطق البشري، في الحصول على مأوى آمن مُريح، بعيدًا عن تداعيات سجن بولس ومحاكمته ومصيره الذي بَدَا محتومًا. لم يكن يستطيع أن يقدِّر هبة الألم من أجل المسيح ( في 1: 29 )، ولا كان بإمكانه الفرح بالاشتراك في آلام المسيح ( 1بط 4: 13 ).

(2) ربما يعطينا معنى اسمه، وهو ”شعبي“ أو ”مشهور“، فكرة. ولنلاحظ أنه لم يفكر في تغيير اسمه ككثيرين من مؤمني عصره الذين غيَّروا اسماؤهم لتتناسب مع مفهومهم الجديد للأمور؛ فشاول ”المرغوب“ غيَّر اسمه إلى بولس ”الصغير“. لكن بقاء اسم ديماس كما هو يعطينا الإيحاء أنه كان يرغب في تحقيق معنى الاسم. وما منفعة مَن سار طريق الخدمة للبحث عن الشعبية والشُهرة، من البقاء مع سجين قارب يوم إعدامه؟ أن يفارقه لَهَو أمر متوقع. وما منفعة مثله اليوم، إن خدم ذاك الذي ما زال العالم يرفضه؟ إن لم يفارقه شكليًا، فداخليًا هو بالفعل فارقه.

(3) تسالونيكي، بسبب تاريخها كانت تتمتع بمركز سياسي وحربي مرموق. وبسبب جغرافيتها على الطريق الرئيسية بين المشرق والمغرب، كانت مركز تجارة لامع في تلك الأيام الغابرة. وبجمعها للاثنين معًا، صارت مقصدًا لكل طالب غنى وشُهرة ومركز وقوة. ولنستمع للتشخيص الإلهي الدقيق «إذ أحب العالم الحاضر». يا كل ديماس .. أوَ ليست «محبة العالم عداوة لله؟ فمَن أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله» ( يع 4: 4 )؟

وكيفما كان السبب، فقد خسر ديماس الجعالة مع أنه كان السبَّاق، فالعِبرة بإتمام السباق. وما أوسع المُباينة بين ذلك الذي «أحب العالم الحاضر» كما تُظهره هذه الأعداد، وبين الذي تطلَّع في الأعداد السابقة إلى «ذلك اليوم»، الذي فيه سيُمنح «إكليل البر» من يد «الرب الديان العادل»! ( 2تي 4: 6 - 8).

إن «الذي معه أمرنا» أو بالحري الذي سنقدِّم له تقريرنا، هو الذي «كل شيء عريان ومكشوف» لعينيه ( عب 4: 13 )، حتى الدوافع الداخلية. ولا بد أن نقف أمامه لنقدِّم تقريرنا. فليتنا جميعًا نفحص دوافعنا، ليس في الخدمة فقط، بل في كل ما نفعل، في ضوء الوقفة القريبة أمام كرسيه!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:53 AM

كثرة الكلام
http://www.istockphoto.com/file_thum...-the-phone.jpg
كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل ( أم 10: 9 )
«كثرة الكلام» مرض مألوف جدًا يتعلق باللسان. فإذا تكلمت كثيرًا، لا يمكن أن تتفادى الخطأ أبدًا،
بل إن الكتاب المقدس يحذرنا من كثرة الكلام حتى في مُخاطبة الله، الأمر الذي يحتاج أكثرنا إلى الانتباه إليه، فنقرأ في جامعة 5: 1- 2 «احفظ قَدَمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهَّال، لأنهم لا يُبالون بِفعل الشر «لا تستعجل فمك ولا يُسرع قلبك إلى نُطق كلام قدام الله، لأن الله في السماوات وأنت على الأرض، فلذلك لتكن كلماتك قليلة».

لقد قال لي أحدهم يومًا: "تذكَّر أن الكذب بالكلام ليس خطية أكبر من الكذب بالترنيم".

نعم، لقد سمعت أُناسًا يرنمون كلمات التسليم الكامل والتكريس الفائق لله، مثل "سلَّمت قلبي، خصصت حبي ... أنا لك كُلي بجملتي.." وكانوا هم أنفسهم يتهربون من دفع القليل من مالهم لعمل الرب. هذان موقفان متناقضان، فإن لم تكن حقًا مستعدًا لتسليم حياتك للرب، لماذا تقول له ذلك؟!

ألا تدري بأنك ستعطي أمامه حسابًا عن كل كلمة قُلتها أو رنمتها في محضره؟

نقرأ في الأصحاح نفسه من سفر الجامعة، ما يُشير إلى أننا سنُسأل عن كل ما نقوله ونرنمه ونصليه، ولا مجال بعد ذلك لأن نقول: «إنه سهوٌ» ( جا 5: 6 )، لأننا سنعطي حسابًا عن كل كلمة خالية من الإخلاص وبعيدة عن التطبيق.

ونتابع في جامعة 5: 3 «لأن الحلم يأتي من كثرة الشغل، وقول الجهل من كثرة الكلام»، أو كما جاء في الترجمة التفسيرية: "فكما تُراود الأحلام النائم من كثرة العناء، كذلك أقوال الجاهل تصدر عن الإفراط في الكلام".

فكثرة الكلام إذًا هي علامة الجهل، وحديث الجاهل يُعرف من كثرة كلامه من دون الحاجة إلى دليل آخر، حيث أن "أقوال الجهل تصدر عن الإفراط في الكلام".

ما هو جذر المشكلة؟
أعتقد أنه يكمن في أن
اللسان
هو عضو لا يُضبط ( يع 3: 8 ). فكثيرو الكلام لا يضبطون ألسنتهم، وهم كثيرون في مجتمعاتنا المُعاصرة.
أ لم تكن يومًا برفقة امرأة أو رجل صدَّع رأسك بكلامه الكثير الذي تخاله لن ينتهِ أبدًا؟ ما هو أصل المشكلة؟
إنه لسان لا يُضبط؛ إن كثرة الكلام دليل أكيد على أن هناك قلبًا مُتعبًا غير منضبط.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:53 AM

نعمان العظيم الأبرص

https://files.arabchurch.com/upload/images/63419250.jpeg
وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيمًا عند سيده مرفوع الوجه .. وكان الرجل جبار بأس، أبرص ( 2مل 5: 1 )
في 2ملوك5: 1 نرى حالة نعمان من وجهيها، فمن جهة ظروفه كان «عظيمًا»، «مرفوع الوجه» و«جبار بأس» و”منتصرًا“ ـ أي أنه كان حائزًا لكل ما يتمناه القلب من امتيازات. فكان القائد الأعلى لقوات أرام، وكان حائزًا لثقة الملك واعتباره، وكان يحمل على جبينه إكليل الفوز والنصر.

ولكنه كان أبرص.
يا لها من وصمة شنيعة على مقامه السامي، وسحابة قاتمة في جو مجده الساطع، فلم يكن ذلك المرض الخبيث عائقًا له عن التمتع بامتيازاته العظيمة فقط، بل كان مُنغِّصًا له ومُذلاً لنفسه، لأن علو منصبه جعل مرضه معروفًا ومشهورًا للناس، وأشعة عظمته كشفت وأوضحت قُبح منظره وتشويهه، فكانت البدلة العسكرية الفاخرة تكسو جسمًا أبرصًا، وإكليل النصر يتوج جبينًا أبرصًا، وبالاختصار نقول إنه لو فرضنا أن أحقر خادم من خَدَم نعمان أُصيب بذلك الداء الخبيث ما كان ليشعر بالمذلة التي شعر بها ذلك القائد العظيم نفسه.
وإننا نؤكد أنه كان يتمنى أن يضحي بكل شيء في سبيل حصوله على الشفاء.

وفي شخص نعمان نرى صورة الخاطئ في حالته الطبيعية، وهو مضروب من الداخل والخارج بمرض الخطية العديم الشفاء. فقد يكون الإنسان كنعمان مُحاطًا بالغنى والثروة، يتنعم كل يوم مترفهًا، ولكنه خاطئ هالك.

وعندما تتفتح عيناه ليرى ذلك، لا يزيده غناه وتنعمه إلا آلامًا وشقاوة داخلية. فهو هالك محتاج إلى خلاص، محتاج إلى بُرء دائه ومحو ذنبه وتطهير ضميره، هذا ما يحتاجه وهذا ما أعدّه الله له.

فكما أعد الله مياه الأردن لتطهير نعمان من كل آثار مرضه، هكذا أعدّ دم المسيح الثمين لتطهير الخاطئ من كل ذنب وإعفائه من كل دينونة.

وكانت الفتاة الأسيرة المسكينة تعلم سرًا يجهله سيدها بالرغم من عظمته ومقامه؛ كانت تعلم أنه في أرض إسرائيل يمكن لسيدها أن يجد ما يتمناه.
كانت تعلم أين توجد النعمة، ومعرفتها هذه ملأت قلبها شوقًا إلى اشتراك سيدها في تلك النعمة، فقالت: «
يا ليت سيدي (هناك)
» (ع3).

وهكذا هو الحال دائمًا فالنعمة تملأ القلب بحب الخير للآخرين، فلم تهتم تلك الفتاة بكونها مسبية من أرض آبائها، وأسيرة في بيت شخص أرامي، ولكنها اهتمت بمرض سيدها واشتاقت لأن ترشده إلى طريق الشفاء. وأين يجد الأبرص شفاءه إلا عند إله إسرائيل؟


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:54 AM

حيٌّ ليشفع فينا
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...st-300x225.jpg
فمِن ثمَّ يقدر أن يخلِّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حيٌ في كل حينٍ ليشفع فيهم ( عب 7: 25 )

تعترض المسيحي في طريق الجهاد أزمنة عصيبة يحتاج إزاءها إلى عون حاضر سريع، وإلى قوة تشجيع يومًا فيومًا طوال الطريق حيث تقف في وجهه تجارب وامتحانات وصعوبات منوَّعة، عليه أن يواجهها جميعًا كجندي ليسوع المسيح. على أن الله في نعمته لم يسدد حاجة نفوسنا من حيث إعداد مخلِّص كريم كشخص ابنه العزيز وحسبْ، بل تنازل وعمل حساب أعوازنا اليومية وسددها في رحمته وغناه.
ونقصد بذلك التشجيع المبارك الذي نناله من رثاء وشفاعة ربنا يسوع كاهننا العظيم في السماء. فإنه ـ له المجد ـ بعد أن قدَّم كفارة لخطايانا بدمه على الصليب، جلس في يمين الله ليشفع فينا دائمًا، ويعيننا في طريقنا على الأرض «إذ هو حيٌ في كل حين ليشفع فينا» ( عب 7: 25 ).

وما أكمل لياقة شخص ربنا يسوع ابن الله لهذا المركز العجيب والخدمة المباركة!
فإذ هو له المجد إنسان حقيقي (كما أنه ـ مبارك اسمه ـ الإله الحقيقي)، فإن في قلبه لشعبه العزيز حنان وعطف القلب الإنساني الكامل، لأنه مرة اجتاز تجارب الطريق لما عبَر برية هذا العالم كرجل الأحزان.

أَ فلم يجلس عند بئر السامرة مُتعبًا؟ أَ لم يبكِ على لعازر؟ أوَ لم يتضايق في كل ضيق شعبه؟ حقًا إنه وحده الذي صدق فيه القول: «هو أخذ أسقامنا وحَمَل أمراضنا» ( مت 8: 17 ).

وكم كان بديعًا جدًا ذلك الرمز القديم؛ هارون، الذي يرمز إلى مركز ربنا يسوع كرئيس الكهنة العظيم!
فثيابه الكهنوتية لها مدلولها وأهميتها. فالأفود مثلاً يرمز إلى بعض وجوه خدمة ربنا المبارك الآن من حيث الشفاعة الدائمة في شعبه العزيز لدى حضرة الله. وكان لهذا الرداء كتفان وصُدرة تتصل به اتصالاً وثيقًا ليس له انفكاك. وكانت أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر منقوشة عليها حتى متى دخل هارون إلى المقادس مرتديًا هذا الرداء المُتقن الرمز، فإنه يدخل حاملاً أسماء الشعب أمام الله بلا انقطاع.

هذا رمز ضعيف لشخص كاهننا العظيم. ولئن كان رمزًا صحيحًا صادقًا، إلا أن هارون لم يكن سوى إنسان مائت أصبح اليوم في عِداد الراقدين،

فإن ربنا يسوع يحمل أعباء شعبه وأعوازهم المختلفة على كتفيه وعلى قلبه، ويحملها دائمًا أمام الله بفضل قيمته الشخصية وقبوله الخاص في حضرة الله.
وإذ هو «يبقى إلى الأبد» فإن كهنوته عديم التغير لا يفشل ولا يبطل.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:55 AM

استجابة صلاتين
http://www.istockphoto.com/file_thum...6808-hands.jpg
بنو رأوبين والجادّيون ونصف سبط منسى من بني البأس ... انتصروا ... لأنهم صرخوا إلى الله في القتال، فاستجاب لهم لأنهم اتكلوا عليه ( 1أخ 5: 18 - 20)
بلا شك أن الصلاة هي أسمى أنواع التعبير عن الاحتياج، وهي بحق حاجة كل مؤمن تقي يلاقي ما يلاقيه فيدفعه هذا إلى استخدام هذا السلاح.

وفي سفر أخبار الأيام الأول أمامنا مشهدان للصلاة في أصحاحين متتاليين: ففي 1أخبار4: 10 نرى صلاة يعبيص، ثم في 1أخبار5: 18 نرى صلاة بني رأوبين والجاديين ونصف سبط منسى.
فالأولى صلاة فرد، وأما الثانية فصلاة جماعة.
الأولى صلاة عامة تخص حياة يعبيص بصفة شخصية، والثانية صلاة نبعت من الضغط ووجود هؤلاء الرجال أمام معركة، بل واحتياجهم إلى قوة الله للانتصار فيها.

ونحن بحاجة إلى هذين النوعين من الصلاة، فيلزمنا أن نصلي في الرَحَب كيعبيص، وأن نصلي في الضيق كرجال السبطين ونصف. والرائع أن الله استجاب الصلاتين، فنقرأ في الحالة الأولى «أتاه الله بما سأل»، ونسمع التعبير في الثانية «استجاب (الله) لهم لأنهم اتكلوا عليه».

أما عن المشهد الثاني ( 1أخ 5: 18 - 22) فنجد فيه رجال لديهم من المقومات ما يجعلهم لا يفكرون في الصلاة مُطلقًا، وعلى الرغم من ذلك فهم صرخوا إلى الله في القتال. فبالرغم من امتيازاتهم من حيث إنهم بنو بأس، حاملون الأتراس والسيوف، لهم أن يتقدموا ليهاجموا باستخدام سيوفهم، ولهم أن يدافعوا عن أنفسهم بالأتراس إذا انقلب عليهم القتال، بل لهم أن يطاولوا العدو من بعيد بأقواسهم، وهم فوق الكل مُتعلمون القتال، لهم من المهارات القتالية ما يكفيهم لإدارة معركة حربية متكاملة.
أضِف إلى ذلك عددهم الكبير: أربعة وأربعون ألفًا وسبع مئة وستون، وعلى الرغم من ذلك فقد ضغط عليهم القتال فصرخوا إلى الله.

ولنلاحظ أن يعبيص «دعا الله»، فكان أمامه وقت ليُعبِّر عن احتياجه وعما يريد، بينما أولئك «صرخوا إلى الله»، فالمعركة جعلتهم في احتياج عظيم لله ولتداخله السريع.

ونرى نتيجة اتكالهم على الرب أنه استجاب لهم فانتصروا، ثم نهبوا الأعداء، وسَبوا منهم مئة ألفًا، بل سقط قتلى كثيرون في القتال، وما سبب كل هذا إلا «لأن القتال إنما كان من الله». فقد تدخل الله لصالحهم فجدَّد آمالهم وأدار الحرب على أعدائهم، فانتصروا أروع انتصار، وذلك لأنهم شعروا بضعفهم وبخوفهم بالرغم من امتيازاتهم الكثيرة، فصرخوا إلى الله فاستجاب لهم.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:56 AM

المسيح الكل وفي الكل
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...The-Church.jpg
يُقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون ( تث 18: 15 )
مرَّت قرون على هذه الكلمات التي قالها موسى، وبعدها ظهر ذلك ”النبي“ الجليل في مشهد هذا العالم. وفي أحد أيام جسده أُعطيَ لموسى وإيليا أن يشاهداه «على الجبل المقدس» وأن يكونا في صُحبته المجيدة.
وكان عجيبًا في تلك الفرصة الفريدة أن يحدث حادث أعاد إلى الأذهان تلك الكلمات التي فاه بها موسى «له تسمعون». إذ نقرأ أنه على أثر اقتراح بطرس الذي قدمه وهو لا يدرك، من حيث صُنع ثلاث مظال «لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة»، وعلى أثر هذا الاقتراح غير الحكيم «إذا سحابةٌ نيِّرة ظلَّلتهم، وصوتٌ من السحابة قائلاً:
هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا» (مت17).

فلو أن بطرس تذكَّر فقط تلك الكلمات المأثورة «مجدي لا أُعطيه لآخر» ( إش 42: 8 )، وأنه لم يكن قديمًا سوى خيمة (مظلة) واحدة وسحابة واحدة ( تث 31: 15 )، لَمَا تفوَّه بذلك الاقتراح الذي أدَّى في الحال إلى انسحاب الزائرَين السماويَين.
حتى إذا ما عاد التلاميذ إلى صحوهم ونظروا حولهم «لم يروا أحدًا إلا يسوع وحده معهم» ( مر 9: 8 ).

نفس هذا الدرس تُلقيه علينا رسالة كولوسي، إذ إنها تنذرنا بخطر الخروج عن المسيح والالتجاء إلى فلسفة الناس الفارغة أو الحكمة الإنسانية الباطلة.
وإذ كان الرسول بولس يَغار على بقاء مجد الفادي العزيز مصونًا مُكرَّمًا، فإنه أنذر القديسين في كل مكان ( كو 2: 1 )، وحذَّرهم حتى لا يخدعهم أحد بكلام مَلِق (ع4)، ولا يسبيهم أحد بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس (ع8). كما حذرهم من أن يحكم عليهم أحد في أكلٍ أو شربٍ، أو من جهة يوم مقدس إن كان عيدًا أو هلالاً أو سبتًا (ع16)، وألاّ يخسِّرهم أحد الجعالة، راغبًا في التواضع وعبادة الملائكة (ع18)، وألاّ يخضعوا لفرائض حسب تعاليم ووصايا الناس (ع20).

فاتقاء لهذا كله قاد روح الله القدوس، الذي عمله أن يمجد المسيح، الرسول بولس لأن يتأمل في شخص الرب كالبارز في كفايته واقتداره، سواء في دائرة الخليقة الواسعة ( كو 1: 15 - 17)، أو في دائرة القيامة (ع18). فهو الذي ستُجرى على يديه مصالحة كل شيء في المستقبل (ع20)، كما سبق وتمت مصالحة الأفراد المؤمنين الآن (ع21). وبهذه الطريقة ألفتَ الرسول أنظار قديسي كولوسي إلى حقيقة أن «المسيح الكل في الكل» ( كو 3: 11 ).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:56 AM

أبوك يُجازيك
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...th-244x300.jpg
متى صنعت صَدَقة فلا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يُجازيك علانيةً ( مت 6: 3 ، 4)

في متى6: 2- 4 يذكر خبير القلوب ثلاثة توجهات مختلفة للإنسان في عمل الصَدَقة:

(1) مدح الناس (ع2)

(2) الإعجاب بالذات (ع3)

(3) رضى وسرور الآب (ع4)

إن الذين كان مقصدهم من العطاء الحصول على مدح الناس قد نالوه، ومثلهم أيضًا الذين كانوا مُعجبين بذواتهم، لقد كان هذا هو كل نصيبهم.
مساكين هم، فإنهم لا يفرقون كثيرًا عن الحية التي «التراب طعامها». فهل تريد أنت أن يكون نصيبك في حِطام هذا العالم الزائل، أم أنك تريد أن يكون نصيبك شيئًا أفضل، وفي مجال أعظم وأمجد؟ إن كان عملك دافعه مجد الله فلقد رأى هو عملك، وكُتب أمامه سفر تذكرة، وحين يأتي وقت المُجازاة، سيجازيهم الآب الذي يرى في الخفاء.

ليتنا نتذكَّر أن ما نحصل عليه من مديح الناس وإعجابهم يمضي، ولكن ما نحصل عليه من الله يبقى إلى الأبد.

عزيزي .. لا تَدَع الناس يعرفون ما عملت، وأيضًا لا تعرِّف شمالك ما فعلَت يمينك، وانسَ أنت ما فعلت، لكن الله لن ينسى «لأن الله ليس بظالمٍ حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم» ( عب 6: 109 .

وما دام هو لن ينسى، فحبذا لو نسينا نحن. إنني أعتقد أننا سننال المكافأة في ذلك اليوم على ما عملناه حبًا في الرب، ثم لم ننشغل به، بل ونسيناه، إذ إن قلبنا لم يكن على العمل نفسه بل على الرب ( مت 25: 37 - 39).

نعم يا سيدنا أعِنا لنخدم بدافع المحبة والولاء لك، وشعارنا: ينبغي أنك أنت تزيد، وأننا نحن ننقص.

ألا ليتنا نعيش دائمًا في ضوء هذه الحقيقة المباركة أن الله يرى كل ما نعمله، وأنه عن قريب سيُحضر كل عمل إلى الدينونة على كل
خفي إن كان خيرًا أو شرًا ( جا 12: 14 ).

وعليه فلنحترص أن نكون مرضيين عنده «لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحدٍ ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا» ( 2كو 5: 9 ، 10).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:57 AM

يُذلك ويُجرِّبك
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ds-300x199.jpg
سار بك الرب إلهك .. لكي يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟ فأذلك وأجاعك وأطعمك المنّ ( تث 8: 2 ، 3)

«أذلَّك وأجاعَك» .. ما أقسى هذه الكلمات!

أَ يمكن لمَن تمتعوا بكل عناية الله الفائقة أن يُقال عنهم: «أذلك وأجاعَك»!
نعم يمكن أن يحدث ذلك مع الوضع في الاعتبار المصدر الذي منه يأتي الإذلال. فهناك فارق كبير بين ما كان يُعانيه الشعب من ذُل أثناء وجودهم في أرض مصر من يد فرعون القاسي، وما يلاقونه من ذل من يد الله المُحب:

(1) إن إذلال فرعون هو ذل العبودية والقهر، أما ذاك الذي من يد الله فهو ذُل الأبوّة الحانية الصادرة من قلب مليء بالمحبة والعطف، والذي عبَّر عنه إرميا «فإنه ولو أحزنَ يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لا يُذل من قلبه، ولا يُحزن بني الإنسان» ( مرا 3: 32 ، 33).

(2) إن غرض إذلال فرعون للشعب هو تحطيمهم وإفشالهم، أما غرض إذلال الرب فيختلف تمامًا «يُذلك .. لكي يُحسن إليك في آخرتك» ( تث 8: 16 ).

(3) إن إذلال فرعون لا حدود له، فلو أمكن لجعلهم في هذا الذل طوال حياتهم، حتى إنه ندم عندما أطلقهم من أرض مصر وأراد أن يُرجعهم مرة أخرى للعبودية والذل ( خر 14: 5 ). أما الرب فهو يُذل بحساب ولغرض معيَّن «يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟» ( تث 8: 2 ). فهناك هدف مُحدد في قصد الرب وهو يُذل شعبه، ولا يمكن أن يُطيل فترة الإذلال طالما استوعب شعبه الدرس الذي يريدهم أن يتعلموه.

(4) نتيجة إذلال فرعون هو الصراخ والأنين، حتى إن الرب قال عن شعبه: «إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر، وسمعت صراخهم من أجل مُسخِّريهم. إني علمت أوجاعهم» ( خر 3: 7 ).
أما نتيجة إذلال الرب لشعبه هو التمتع بطعام ما أروعه وما أمجده، يقول عنه موسى: «أذلك وأجاعَك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك» ( تث 8: 3 ).

أَ كان يحلم الشعب بطعامٍ رائع مثل هذا؟

(5) إن الجائع ولا سيما نتيجة الإذلال يشتهي أي طعام يُقدَّم له، مهما كانت رداءته، لكن الرب في جوده وصلاحه ومحبته يقدم لشعبه وهم يجتازون تحت يديه التأديبية أفخر ما عنده «بُرّ السماء ... خُبز الملائكة» ( مز 78: 24 ، 25)، والذي عرفنا في نور العهد الجديد
أنه يُشير إلى الرب يسوع ـ تبارك اسمه ـ الذي هو «خبز الله النازل من السماء» ( يو 6: 32 - 35، 49- 51).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:58 AM

الشاب الغني والفرصة الضائعة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-beautiful.jpg
وفيما هو خارجٌ إلى الطريق، ركض واحدٌ وجثا له وسأله: أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ ( مر 10: 17 )
في هذه الحادثة التي وردت في الأناجيل الثلاثة: متى ومرقس ولوقا، نرى أنه مهما كانت الثروة الأرضية والمزايا الطبيعية حسنة في مكانها الصحيح، إلا أنها ليست فقط غير قادرة على أن تعطي صاحبها حق دخول ملكوت الله،
ولكنها أيضًا تقف حائلاً حقيقيًا دون الحصول على البركة. فالطبيعة في أحسن حالاتها لا تدرك حاجتها للمسيح، وليس عندها تقدير صحيح لمجد شخصه الكريم.

لقد كانت في هذا الشاب صفات كثيرة ممتازة: لقد كان مملوءًا بحماس الشباب لأنه جاء راكضًا.
وكان مستعدًا لأن يعترف بسمو المسيح لأنه بكل خشوع «جثا له». وكان راغبًا في أن يعمل الصلاح لأنه قال: «ماذا أعمل؟».
شكله الخارجي يدل على أن صفاته ممتازة، ولقد حفظ الناموس ظاهريًا. لقد كان هناك الكثير من الجمال في صفاته (التي هي من ثمار خليقة الله الجيدة) وكانت هذه موضع تقدير من الرب، ولذلك نقرأ «فنظر إليه يسوع وأحبه». ومع ذلك فكل هذه الصفات الطبيعية المتميزة لم توجِد عنده تقديرًا حقيقيًا لشخص الرب ولمجده. كما لم تُوجِد شعورًا حقيقيًا بحالته وحاجة قلبه. لقد كان يستطيع أن يدرك تميز المسيح كإنسان، ولكنه لم يستطع أن يدرك مجد شخصه كابن الله.

وفي إجابة الرب له يتمشى معه من نفس أرضية سؤاله له إنه لا يقر أن الإنسان صالح: «ليس أحدٌ صالحًا إلا واحدٌ وهو الله». لقد كان المسيح صالحًا بحق، وذلك لأنه هو الله.

وإذ لم يكن لهذا الشاب شعور بحاجته، لذلك لم يكن سؤاله: ”ماذا ينبغي أن أعمل لأخلُص؟“، ولكن «ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟». فوضعه الطبيعي الممتاز أعماه عن حقيقة أنه خاطئ هالك في حاجة إلى خلاص بالرغم من كل ما يتمتع به من صفات ممتازة.

ويكشف الرب الستار عن حقيقة حالته بهذا الطلب: «اذهب بِع كل مالك ... وتعال اتبعني حاملاً الصليب». ولقد أظهر هذا الطلب حقيقة قلبه وأنه يفضِّل المال عن المسيح، وهكذا نقرأ «فاغتم على القول ومضى حزينًا».

هذا يبيِّن ما في قلب الإنسان الطبيعي من جهة الله،
فالصفات الممتازة ليست دليلاً على حالة القلب الروحية الداخلية.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:59 AM

زكريا الكاهن
http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...d9abc36aad.JPG

فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح. فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف ( لو 1: 11 ، 12)

مشهد زكريا وأليصابات يُشبه إلى حد ما مشهد إبراهيم وسارة، وأيضًا مشهد ألقانة وحنة؛ كانوا جميعهم في مركز البر أمام الله، ولكنهم كانوا عقيمين بلا نسل. فقيل عن زكريا وأليصابات «وكانا كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم» ( لو 1: 6 ).

ونلاحظ أن الملاك الذي بشَّر زكريا بميلاد يوحنا، لم يصعد في لهيب المذبح نحو السماء، الأمر الذي حدث سابقًا مع ملاك الرب (الذي هو الرب يسوع)، الذي بشَّر منوح بميلاد شمشون ( قض 13: 20 ).

ولم يَقُل الملاك لزكريا كما قال الرب يسوع لمنوح: «لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟» ( قض 13: 18 )، ولا نقرأ في حادثة زكريا مثلما قال منوح لامرأته: «نموت موتًا لأننا قد رأينا الله!» ( قض 13: 22 ). ففي مشهد لوقا1 يشغل الملاك مركزه باعتباره خادم واقف أمام الله ( لو 1: 19 ).

«لا تخف» .. يا لها من كلمة مطمئنة ومُشجعة قيلت لزكريا (ع13)، وقيلت أيضًا للعذراء (ع30)، وللرعاة ( لو 2: 10 )، وليوسف رجل مريم ( مت 1: 20 ). إن مجيء الفادي يبدد كل خوف. إن رؤية الرعاة للملائكة ملأتهم خوفًا، أما رؤيتهم للمسيح فقد ملأتهم فرحًا وتسبيحًا ( لو 2: 8 - 20).

إن زكريا الكاهن مثال لنا عندما نطلب ولا يستجيب الرب لطلبتنا سريعًا، وذلك لكي يدربنا على الخضوع لمشيئته وانتظار توقيته. كما يمثلنا زكريا في فشله، فمع أننا ـ من الكتاب المقدس ـ نعرف الكثير من الحقائق الروحية التي تطمئنا في تجاربنا وآلامنا، لكن كثيرًا ما ننسى ما عرفناه، فلا نستفيد عمليًا واختباريًا.
فبكل تأكيد عرف زكريا الكاهن قصة إبراهيم وسارة، وقصة ألقانة وحنة، ومع أن إبراهيم قد صار مُماتًا وتأكد من مُماتية مستودع سارة، لكن القدير أعطاهما إسحاق.

وكان على زكريا أن يستفيد عمليًا واختباريًا مما عرفه، وكان عليه ألا يضع العقبات أمام ما سمعه، فيسأل الملاك: «كيف أعلم هذا، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها؟» (ع18).
ليساعدنا الرب أن نعيش عمليًا واختباريًا ما نعرفه من مواعيد صادقة أُعطيت لنا.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:00 AM

أمرت أن تعولك
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...er-237x300.jpg
الأشبال احتاجت وجاعت، وأما طالبوا الرب فلا يعوزهم شيء من الخير ( مز 34: 10 )
لا يترك الله أولاده في عَوَز أو احتياج، بل إنه يعولهم بطرق ووسائل مختلفة، وهذا وعده لنا. ونرى ذلك متمثلاً في إيليا، وكيف اعتنى الله به لمدة ثلاث سنوات ونصف، إذ انقطع المطر ( يع 5: 17 )، وحدثت مجاعة عظيمة في البلاد، وقد تكفَّل الرب به، مستخدمًا سلطانه المطلق، في تطويع الإنسان والمخلوقات العجماء (الطيور) لأمره، ولإعالة إيليا، ونرى ذلك في قول الرب له:

1 ـ أمرت الغربان:


قال الرب لإيليا: «انطلق .. واختبئ عند نهر كريث .. فتشرب من النهر. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك» ( 1مل 17: 3 ، 4)، فنجد أن الغربان كانت تحت طوع الله لإعالة إيليا، فكانت تأتي له بخبز ولحم صباحًا ومساءً، وذلك عكس طبيعتها، ولم تتخلف ولو مرة واحدة قرابة سنة ونصف، فكان إيليا عندما يسمع صوتها ويراها، يرى فيها عناية الله ومراحمه، فكان يُسرّ بمجيئها، بل وكان ينتظرها، وفي نهاية المدة المحددة من الرب، نجد أن النهر وهو مصدر المعونة الموثوق به للعيان قد يبس، ولم يذكر الكتاب أن الغربان وهي المصدر غير الموثوق به للعيان قد تخلفت عن إحضار الطعام.

2 ـ أمرت امرأة أرملة:


قال الرب لإيليا: «قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك» ( 1مل 17: 9 )، فقام وذهب حسب قول الرب، وهو لا يعلم مَن هي المرأة، وعندما ذهب وجد أنها امرأة فقيرة، وكل ما عندها «ملء كف من الدقيق .. وقليل من الزيت»، والحقيقة أنها تحتاج إلى مَن يعولها هي وابنها، ربما اندهش إيليا وتحيَّر، لكن لم يتركه الرب في حيرته، بل قال لها الرب بفم إيليا: «إن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطرًا على وجه الأرض»، وإن كانت المرأة فقيرة في الزمان، لكنها كانت غنية في الإيمان، «فذهبت وفعلت حسب قول إيليا»، وبهذا أعالت إيليا من مخازن الرب التي لا تفرغ. «وأكلت هي وهو وبيتها أيامًا» قرابة سنتين، حتى افتقد الرب شعبه بالمطر.

فهل تخشى من العَوَز أو الاحتياج في زمن الجوع والغلاء؟ اعلم أن مخازن الله لا تفرغ.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:01 AM

أنغام الساجدين

http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...2b4178e5c8.jpg
ما حبيبُكِ من حبيبٍ أيتها الجميلة بين النساء، ما حبيبُكِ من حبيبٍ حتى تُحلِّفينا هكذا؟ ( نش 5: 9 )

إنه سفر الألحان الرخيمة، حيث نستمتع بدفء لغة المحبة الكريمة، بل بخرير مياه الودّ المنسابة هديرا، من العريس الجوَّاد، لعروسه، قاطعةً شوط البرية الأليمة.

في هذا السفر، بدءًا من أصحاح5: 9 وحتى أصحاح6: 13 نجد ثلاث أسئلة، الإجابة عنها تكوِّن فكرة ثلاثية جميلة:

السؤال الأول عنه: «ما حبيبُكِ من حبيبٍ أيتها الجميلة بين النساء؟» (5: 9)، والإجابة عنه هي أنغام الساجدين.

السؤال الثاني: عن المكان الذي ذهب إليه، وعن موعد مجيئه: «أين ذهب حبيبكِ أيتها الجميلة بين النساء؟» (6: 1) والإجابة عنه تُظهر أشواق الراجين.

السؤال الثالث عنها: «ماذا ترون في شولميث؟» (6: 13) والإجابة عنه تَصِف سلوك المُخبرِّين.

عزيزي، هل لديك إجابةٌ ضليعة، ينشئها فيك الروح القدس، «الذي يأخذ مما له ويُخبرنا» تدلي بها بإنشائك، إذا سُئلت عن هذا الفريد؟
فما أروع تلك العروس!
التي كانت سجايا عريسها واضحة ومتسلسلة، من رأسهِ وحتى قَدمه، فأخذت تَصِف مَنْ «يبيت بين ثدييها» ( نش 1: 13 )، في حب وإعجاب، فجاءت بمثابة أنغام الساجدين.

وعندما نسجد له، متأملين إياه على مهلٍ، يأتي السؤال الثاني: «أين ذهب حبيبكُ أيتها الجميلة بين النساء؟» وكأن مَنْ حولنا يتساءلون: ”إن كنتم تحبونه، وأنتم لا ترونه، هلاَّ تذهبون إليه؟“.

عزيزي، هل تملأُك إجابةٌ أكيدة، ينشئها فيك الوعد، بل أقول بالأحرى: مَنْ وعد بقُرب مجيئه؟
فما أكثر تلك العروس ثباتًا، التي لم يكن وعدُ عريسها، مداعبًا خيالها، بل يقينٌ يملأ قلبها: «حبيبي نزل إلى جنته ... ليرعى في الجنات ويجمع السوسن» ( نش 6: 2 ).
يقينًا سيجمع السوسن، أَ ليست هذه أشواق الراجين؟

وأما السؤال الثالث: «ماذا ترون في شولميث؟» وما أجمل ما يفتتح به الأصحاح الذي يليه مباشرةً: «ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم» ( نش 7: 1 ).

عزيزي، يا مَنْ تسجد وتُخبر، هل لديك شهادة، لا أقول عن ذيوع صيتك، ولا عن شهرة خدمتك، ولكن أقول عن تقوى مسلَكك؟ وإلاّ فأين سلوك المُخبرين؟

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:01 AM

في العُمق
http://www.freeuploadimages.org/imag...g29y6sfql6.jpg
لأنك طرحتني في العُمق في قلب البحار، فأحاط بي نهرٌ. جازت فوقي تياراتك ولُججك ( يون 2: 3 )
عميقة حقًا كانت تلك المياه التي أُرسل إليها يونان يوم اكتنفته مياهٌ إلى النفس، وأحاط به الغمر، والتف عُشب البحر برأسه، ولكن أعمق منها بما لا يُقاس مياه الموت تلك التي نزل إليها ابن الله الطائع، من أجل عصياننا، يوم كان «غمرٌ ينادي غمرًا عند صوت ميازيبك»، يوم كانت مياه الموت ليس فقط من تحت سيدنا ومن حوله، بل إن كل تيارات ولُجج غضب الله طَمَت عليه ( مز 42: 7 ).

عجيبة حقًا، وفوق متناول الاستقصاء، أعماق مشورات حكمة الله ومحبته ونعمته ومجده. مَنْ ذا في مقدوره أن يصل إلى أغوارها؟

لقد اقتضت تلك المشورات آلام الصليب لإنجازها؛ آلام ذاك الذي هو يوشك أن يسلِّم الروح فوق الصليب، إذ نكَّس رأسه المتوَّج بالشوك وصاح: «قد أُكمل».

عظيمة فعلاً كانت شدة نفس يونان يوم كان ـ في قبره الحي ـ محرومًا من كل عون بشري، ”صارخًا من جوف الهاوية“، يوم ”أعيت فيه نفسه“.
ولكن ما تلك الآلام ـ وقد استحقها ـ قياسًا إلى آلام خشبة اللعنة؟ يوم صرخ أول المتروكين ـ متروكًا من أجلنا ـ «إلهي، إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي، عن كلام زفيري؟»، يوم كان متروكًا، لا من تلاميذه فحسبْ، أولئك الذين سمَّاهم «أحباء»، بل متروكًا ـ آخر المطاف ـ من الله، وقد «اكتنفته جماعة من الأشرار»، حيث انطلقت كل قوة الشيطان ومكره وعدائه، مُضافة إليها عداوة الإنسان.

فكل السهام التي ذخَرت بها جُعبة الشيطان، وكل عتاد ترسانة العدو اللئيم، تدفقت جميعها على الإنسان الإلهي الكريم اللطيف الصبور حين كان الوسيط بين الله والناس ـ كمَنْ هو حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ـ مجعولاً خطية لجميع الذين يؤمنون به، حاملاً خطاياهم يوم وقعت عليه تعييرات مُعيري الله.

إنه موقف أليم يجد الإنسان نفسه فيه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة مهجورًا من أحبائه وأقربائه وخَدَمه.
وهكذا، فما من صوت تعزية، ولا من صلاة تُسمع، ولا من أُذن تصغي في عطف ورثاء، ولا من يد حانية تقدم إليه آخر جُرعة مقبولة، أو تمسح العرق البارد الذي يتصبب من جبين الصديق المحتضر!! مَنْ منا يرتضي أن يموت هكذا؟


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:02 AM

سيروا زمان غربتكم بخوف
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ey-234x300.jpg
وإن كنتم تدعُون أبًا الذي يحكم بغير مُحاباة حسب عملِ كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوفٍ ( 1بط 1: 17 )
هذا الكلام ليس عن كرسي المسيح، بل عن نظرة عيني الآب نظرة مستمرة لكل ولد من أولاده في كل يوم ليرى ما نحن فاعلون. والذي نزرعه فإياه نحصد أيضًا.
يقول الابن المطيع: كم أتمنى أن لا يوجد في طريقي من يوم إلى يوم شيء لا يرضى الآب أن يراه. أي نعم، فهو يلاحظنا باستمرار متطلعًا علينا، ويدخل معنا أيضًا في معاملات لكي يحفظنا بنعمته ولكي يؤدبنا إذا استدعت الحال. وإنها غلطة كبيرة أن نتصوَّر، بسبب اختلاف شهادة الله في يومنا الحاضر في ضوء المسيحية عن شهادته في عهد اليهودية، أن مبادئ سياسة الله الأدبية تتغير تبعًا لتغير شهادته. كلا. فإن سياسة الله مع شعبه هي هي اليوم كما بالأمس.
ولا أنت ولا أنا ـ أيها القارئ ـ مع أننا في عهد النعمة، نقدر أن نتجاوز كلمة الله أو طرقه دون أن نتحمل مُجازاة عادلة، نظير أولئك الذين كانوا تحت الناموس.

من أجل ذلك يحرِّضنا الرسول بطرس بالقول: «
سيروا زمان غربتكم بخوفٍ
».
على أن الخوف المذكور هنا ليس هو الخوف الذي يولِّد العبودية، وليس هو الخوف من جهة الفداء، أو القبول أو العلاقة التي لنا بالآب، لأن الوحي يضيف بعد ذلك كلمة من شأنها أن تزيل الشك «عالمين أنكم افتُديتُم».

إذًا لماذا أخاف؟ أخاف لأنني أعلم بعض الأمور. فإن معرفة الفداء والتمتع بغبطة المركز الذي تعطيني إياه نعمة الله في المسيحية من شأنها أن تجعل سبيلي متميزًا بالخوف.
وكلما كان لدينا كثير من هذا الخوف كلما قلَّت أحزاننا في يوم غربتنا. واللحظة التي يتعطل فيها خوفنا هذا، هي لحظة سقوطنا. أما طالما سار معنا هذا الخوف التَقَوي طالما كنا في حُزمة الحفظ والصيانة.

إذًا فهذا العدد يدور حول سياسة الله اليومية لأولاده. فلا هو عن العرش العظيم الأبيض ولا عن كرسي المسيح الذي سيقف أمامه قديسوه، بل عن حقيقة كون الآب يثبِّت عينيه عليَّ اليوم، ويتعامل معي اليوم أو غدًا بمقتضى ما تراه عيناه في طرقي.

إن لي «أبًا يحكم بغير مُحاباة حسب عملِ كل واحدٍ»، لذلك يجب أن أخاف لئلا أتجاوز فكره في أي ناحية من طرقي، أو أضل عن طريقه، أو أحزن روحه، فهو إذًا خوف الأبناء من أن يجلبوا الألم لأب مُحب ساهر.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:03 AM

سماوات جديدة وأرض جديدة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...er-300x224.jpg
ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضًا جديدة يسكن فيها البر ( 2بط 3: 13 )
كم نتوق إلى جو الأبدية السعيد حيث الصفاء والنقاء، والراحة والهناء. حيث يسكن البر ويستقر، ويصبح كل شيء في توافق تام مع الله وصفاته، ولا يوجد مُطلقًا ما يعكر أو يكدِّر. فلا يوجد شر يحتاج إلى الحكم والإدانة، ولا يوجد تمرُّد أو عصيان يحتاج إلى قمع أو إخضاع، ولا يوجد شيطان يعربد ويفسد ما عمله الله لمسرته.
ولا يوجد ليل أو أحزان. ولا توجد لعنة فيما بعد، فكل آثار الخطية تكون قد رُفعت تمامًا ونهائيًا من العالم بفضل حَمَل الله وما عمله على الصليب.
وسيمسح الله كل دمعة من العيون، ويمحو من الذاكرة كل الذكريات الأليمة الماضية. والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد. ويصنع الله كل شيء جديدًا.
ويقول الرائي: «ثم رأيت سماءً جديدة وأرضًا جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد» ( رؤ 21: 1 ).
فستزول السماوات الحالية بضجيج وتنحل العناصر مُحترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها ( 2بط 3: 10 ). ولقد أشار الرب إلى هذه الحادثة بالقول: «السماء والأرض تزولان» ( مت 24: 35 ).
وذلك تحقيقًا للنبوة «السماوات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى، وكلها كثوبٍ تبلى، كرداء تغيرهن فتتغير» ( مز 102: 26 ). ستنحل السماوات ملتهبة والعناصر مُحترقة تذوب ( 2بط 3: 12 ). أي أنه سيحدث تحلل ذري للكون وسيصحب ذلك انفجارات هائلة مروعة، وضجيج صاخب وحريق مدمر، تزول به السماوات والأرض التي تدنست بفعل الشيطان وشر الإنسان. وكان لا بد أن الله يغيرها فتتغير.
ليس أنه سيخلق سماءً جديدة وأرضًا جديدة، بل سيغيرها، أي سيجمع ذراتها من جديد في شكل جديد، مُصاغة بكيفية جديدة تناسب الحالة الأبدية. وهذا مثلما سيحدث في تغيير أجساد المؤمنين التي ستصبح على صورة جسد مجد المسيح وتناسب الحالة الأبدية.

«والبحر لا يوجد فيما بعد». فإن طبيعة الحياة في الحالة الأبدية ستختلف تمامًا عما هي الآن وحتى في المُلك الألفي على الأرض.
ويا لها من تعزية أن البحر الذي يتكلم عن الاضطراب وعدم الاستقرار وهياج الشعوب والفواصل، لن يكون في الأبدية ـ بل سلام وهدوء وسرور وخلود مع الرب الودود.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:04 AM

خلاص الله
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-pics-2108.jpg

فقال له يسوع: اليوم حَصَل خلاصٌ لهذا البيت ... لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك ( لو 19: 9 ، 10)
«اليوم حصل خلاصٌ لهذا البيت» هذه الكلمات الثمينة تبين لنا ثلاث صفات للخلاص الذي تمنحه نعمة الله، وهي أنه خلاص حاضر، وخلاص كامل، وخلاص شخصي.
فكلمة «اليوم» تدل على أنه خلاص حاضر. فإذا كان قارئ هذه السطور لم يخلُص إلى الآن، فلا حاجة له أن ينتظر إلى الغد حتى ينال الخلاص، لأن العمل الذي على أساسه يمنح الله الخلاص قد تم على الصليب.
فالمسيح قال: «قد أُكمل»، و«تألم مرةً واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرِّبنا إلى الله»، وكل نفس تؤمن بذلك تخلُص الآن، وتخلُص إلى الأبد.

ثم قلنا إنه خلاص كامل «
اليوم حصل خلاصٌ
»، فلا يقول إنه سيحصل، أو إنه في طريق الحصول، بل قد حصل فعلاً، لأن يسوع ـ له المجد ـ قد عمله لأجلنا وأكمله، وليس على الخاطئ أن يفعل شيئًا، بل الخلاص يأتيه إلى الباب كاملاً تامًا، وهو يناله على أساس كونه هالكًا، إذ لا يحتاج إلى الخلاص إلا الهالك، ولا شيء ينفع الهالك إلا الخلاص الكامل. فهو لا يحتاج إلى معونة، بل إلى خلاص جاهز.

أما الصفة الأخيرة فهي أنه خلاص شخصي «اليوم حصل خلاص لهذا البيت». وهذه الصفة هامة جدًا، لأننا كثيرًا ما نسمع الناس يتكلمون بلهجة التعميم في مسألة الخلاص، فيقولون: ”نحن جميعًا خطاة، ونعلم أن المسيح مات عن الجميع“، ومع قولهم هذا فإنهم لم يفكروا في الموضوع قط بصفة شخصية، ولم يتعلموا أن يقول كلٌ منهم ـ من أعماق قلب حزين ـ ”أنا هالك، ولكن المسيح أحبني وأسلم نفسه لأجلي“.

من ثمَّ نرى أن الخاطئ لا يجوز له أن ينظر إلى الغد حتى ينال الخلاص، لأنه خلاص حاضر. ولا يجوز له أن يفكر في إضافة شيء إلى الخلاص الذي تقدمه إليه النعمة، لأنه خلاص كامل. ولا يجوز له أن يرتاب في أهليته للحصول على الخلاص، لأنه خلاص شخصي. وفي اللحظة التي فيها يأخذ الإنسان مركزه كخاطئ هالك، في تلك اللحظة يكون له الحق في نوال الخلاص، كما أن كل شخص له الحق في استنشاق الهواء، وكل شخص له الحق في التمتع بنور الشمس. وهل سمعنا أن شخصًا عاقلاً ارتاب في أهليته للتمتع بالهواء والشمس؟
هكذا لا يجوز لأي خاطئ شاعر بهلاكه أن يرتاب في أهليته للخلاص.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:04 AM

آساف وقمة الاختبار
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ss-at-dawn.jpg
مَنْ لي في السماء؟ ومعك لا أريد شيئًا في الأرض ( مز 73: 25 )
الآيات من3- 14 من مزمور73 تصوِّر لنا سفر الجامعة، إذ تحدَّث فيها آساف عما تحت الشمس. وكما كانت نَغَمة سليمان في سفر الجامعة هي الأنين:
«الكل باطل وقبضُ الريح (أو انقباض الروح)، ولا منفعة تحت الشمس» ( جا 2: 11 )، هكذا كانت لغة آساف أيضًا في هذه الآيات.

لكن آساف دخل إلى المقادس في ع17.
والمقادس تصوِّر لنا سفر الأمثال. فسفر الأمثال بين أسفار سليمان الثلاثة التي كتبها، يُناظر القدس. ونلاحظ أن سليمان في سفر الأمثال يُحذِّر من طرق الشر نظرًا لآخرة هذه الطريق المُرّة، فيقول لنا مثلاً:
«لأن المستقيمين يسكنون الأرض، والكاملين يبقون فيها. أما الأشرار فينقرضون من الأرض، والغادرون يُستأصلون منها» ( أم 2: 21 ، 22). ويحذِّر من أن الشهوة غير المقدسة «عاقبتها مُرّة كالأفسنتين» ( أم 5: 4 )،
وأنها «في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأُفعوان» ( أم 23: 32 )، وهو عين ما فعله آساف عندما دخل مقادس الله، وتنبَّه إلى آخرة الأشرار.

أما في الآية25، فكأننا وصلنا إلى سفر نشيد الأنشاد، الذي هو بين أسفار سليمان الثلاثة يناظر قدس الأقداس، لا يجذب القديس فيه ما تحت الشمس، ولا هو يرفض الشر لأنه يعلم أن عواقبه مرّة، بل نجده قد اكتفى بالرب وحده، وشبع به تمامًا. فيقول مع العروس:
«ليقبِّلني بقُبلات فمه، لأن حُبك أطيب من الخمر» ( نش 1: 2 ).

إننا في سفر الجامعة نجد شهوات سائر الأشياء ( مر 14: 19 ). لقد اشتهت عينا سليمان أشياء كثيرة، ومهما اشتهته عيناه لم يمسكه عنهما ( جا 2: 10 )، ولما حصل على الكل وجد الفراغ والخواء في قلبه!
فعلم أن أمور العالم لا تُشبع القلب، ووجد نفسه رازحة، ونفسه ما زالت مُشتهية ( إش 29: 8 ).
وأما في سفر الأمثال فنقرأ شيئًا أفضل، إذ نقرأ قول الحكيم: «شهوة الصديقين تُمنح» ( أم 10: 24 )،
ولأنها شهوة الصديقين، فإنها يقينًا شهوة مقدسة.

وأما في سفر النشيد فتختفي كل شهوة، حسنة كانت أم رديئة، مقدسة أم عاطلة، وتُختزل كلها في شهوة واحدة فقط، هي الوجود مع المسيح، كقول العروس: «تحت ظله اشتهيت أن أجلس» ( نش 2: 3 ).

لقد شُفيَ آساف تمامًا، وصار مثل العروس التي ما كانت تريد شيئًا ولا شخصًا سواه، فقالت: «أحلّفكنَّ يا بنات أورشليم، إن وجدتن حبيبي، أن تُخبرنه بأني مريضةٌ حُبًا» ( نش 5: 8 ).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:05 AM

العشاء العظيم
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...beckons-us.jpg
إنسانٌ صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين، وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين: تعالوا لأن كل شيءٍ قد أُعِدَ ( لو 14: 16 ، 17)
في مَثَل الإنسان الذي صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين ( لو 14: 15 - 24)،
نرى الرب يُشير إلى ثلاثة أنواع من الناس إزاء النعمة المُقدَّمة لهم:

(1) النوع الأول هم أولئك المشغولون بمصالحهم العالمية (ع18- 20) مشغولية صدَّت شهيتهم عن العشاء السماوي. فهم يفضّلون قطعة أرض أو خمسة أزواج بقر أو بعض شئون عالمية عن التمتع بكنوز النعمة الغنية. ومع أن هذه الأشياء كلها جائزة في ذاتها، ولكن قلوبهم انصبت فيها انصبابًا جعلهم يستخفون بالأمور السماوية، وهكذا حكموا بهلاكهم الأبدي إذ يصرِّح الملك أخيرًا قائلاً: «إنه ليس واحدٌ من أولئك الرجال المدعوِّين يذوق عشائي» (ع24). ولنلاحظ أنهم لم يُدانوا لممارستهم تلك المشغوليات، بل لاكتفائهم بها واحتقارهم للنعمة الغنية، ورفضهم الدعوة إلى العشاء العظيم، أما النعمة فإذ يحتقرها هؤلاء لا ينقطع تيارها بل تفيض إلى غيرهم.

(2) والنوع الثاني الذي يُدعى إلى العشاء العظيم هم المساكين والبائسون الذين في الشوارع والأزقة (ع21)،
أولئك المستعدون لتقدير الفضل والإحسان. ونحن عندما نشعر بحاجتنا ونحسّ ببؤسنا وشقائنا، عندئذٍ نمد أيدينا لقبول الإحسان المُقدَّم لنا. ويا لها من صورة يرسمها الرب ليبيِّن بها حالة الإنسان الروحية. مساكين وجُدع وعُرج وعُمي، في حالة الفقر وبلا أيدي لتعمل أو أرجل لتمشي أو أعين لتُبصر، يا لها من حالة مُحزنة لا علاج لها إلا في نعمة الله الظاهرة في إنجيل ابنه. آه لو شعرنا بأعواز النفوس العميقة لَمَا اكتفينا بفتح الاجتماعات للكرازة، بل لزُرنا الجيران، وطُفنا الشوارع والأزقة مقدمين الدعوة للهالكين البائسين، ومتوسلين إليهم بكل إلحاح أن يقبلوها ويأتوا في بادئ الأمر إلى الاجتماع الذي تسمع فيه الكرازة، ثم إلى المسيح، وفي النهاية يأتون إلى بيت الآب ويسكنون فيه إلى الأبد.

(3) النوع الثالث، هم الموجودون في الأطراف النائية جدًا «في الطرق والسياجات» (ع23)، وهؤلاء هم الأمم الذين يُعتبرون في أقصى الأرض بالنسبة لمدينة أورشليم التي هي مركز الله الأرضي.

فيا لها من نعمة فائضة تلك التي اندفعت بغزارة بالرغم من اتساع دائرتها الشاملة للعالم أجمع، وبالرغم من المقاومات الكثيرة التي اعترضتها في سبيلها، ولكن هكذا كان يليق بها لأن نبعها من الله.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:06 AM

اقترابنا إليه
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ldren-2309.jpg
أما أنا فالاقتراب إلى الله حَسَنٌ لي ( مز 73: 28 )

من أروع إعلانات الوحي المقدس أن الله أعلن منذ الأزل لذَّاته مع بني آدم ( أم 8: 31 )، فليس بغريب عليه أن يقطع هو المسافات مقتربًا إلى الإنسان في كل أحواله: في الجنة قبل السقوط وبعده (تك3)، وفي زيارات عجيبة لقديسيه (تك18)، أو في ظهورات ملائكية خاصة لأحبائه (قض6) إعلانًا عمليًا عن أشواقه نحو الإنسان، وتمهيدًا للحَدَث الأعظم عندما تجسد وأتى في هيئة البشر، ليسير في شوارعنا، ويدخل إلى بيوتنا ويشاركنا دموعنا، ويشفي مرضانا ويواسينا في أحزاننا، وفوق الكل يذهب إلى الصليب ليضع الأساس المتين للاقتراب الفعلي للإنسان إلى الله بدمه الكريم (كو1).
وقبيل الصليب بساعات، لا عَجَب أن يعلن أن هؤلاء الذين أحبهم وأحبوه، واقترب منهم فاقتربوا إليه، سيكون مآلهم الأبدي ”معه“
في بيت الآب في مجد السماء ( يو 14: 3 ).

لقد قيل حقًا ”أنه في المسيح نزل المجد إلينا، وفي المسيح صعد الإنسان إلى ذلك المجد“.

فيا لروعة هذا القُرب العجيب!

ومن الطبيعي في المقابل، أن يكون اقتراب الإنسان إلى هذا الإله العظيم والمُحب، هو أروع ما في الوجود بالنسبة لذلك الإنسان «أما أنا فالاقتراب إلى الله حسنٌ لِي»؛ هكذا هتف آساف في يومه، بعد أن ذاق مرارة البُعد عن مقادس الله، والحرمان من الشركة بداخلها.

لقد هيأت لنا نعمة الله كل لوازم هذا القُرب العجيب: فضعْفُنا له كهنوت المسيح ( عب 7: 25 )، وحيرتنا في صلواتنا لها معونة الروح القدس ( رو 8: 14 )، وضمائرنا مُكمَّلة بفاعلية دمه الكريم (عب9، 10)، وأخطاؤنا في الطريق لها الشفيع الذي لأجلنا في السماء ( 1يو 1: 9 )، والظلام المُحيط بنا روحيًا وأدبيًا له كلمة الله التي هي كالسراج المُنير في الموضع المُظلم.

وما أثمن الدروس من بركات الجلوس مع فادي النفوس، هناك نتعلم حقيقتنا كما يراها هو (إش6)، لا كما نراها نحن أو كما يراها الناس، كما نرى كل ما حولنا بعينه هو لا بأعيننا نحن، وعلى جبال الشركة الغالية،
الدنيا تصغر والعالم يتضاءل، وأجمل الكل أننا نراه هو في جماله البديع وأمجاده المتنوعة، فنعيش نعكس مجده إلى أن نراه في المجد قريبًا بالعيان، ويتحقق اقترابنا إليه ولا يكون بعد ذلك افتراق على الإطلاق.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:07 AM

المسيح افتدانا
http://img69.imageshack.us/img69/796/439yd.jpg
لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِلَ الكثيرون خطاةً، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارًا ( رو 5: 19 )
لقد دخل ربنا يسوع المسيح ـ بصفته آدم الأخير ـ معركة الصليب الرهيبة وكسبها لحسابنا.
ومَنْ كان الطرف الثاني في هذه المعركة؟ مَن كان الخصم العدو سوى إبليس بكل حُججه ضدنا أمام عدالة الله؟ كان هناك ذلك الذي له سلطان الموت بكل قوة قبضته التي شددها حول رقابنا حتى لا نفلت من دائرة نفوذه، ومن سيادته وطغيانه علينا. وفي ثلاث ساعات مظلمة مُرهبة مُرعبة كانت ختام أربعة آلاف سنة تكبَّر فيها ذلك العدو وطغى بالظلم وبالخداع وبالكذب، بالقتل وبالمكر وبالرياء، وبكل خديعة الإثم وظل فيها يبسط عرشه على ظلمة هذا الدهر فيُطاع.

هناك في الصليب إذ مات المسيح في مكان المديونين والمُذنبين كأنه منهم، لأنه ناب عنهم، سقطت الحُجة من فم العدو، وأدرك هذا القاتل الظالم أن حكمة الله التي خفيت عليه رتبت أن تكون إطاعة يسوع المسيح حتى الموت، هي التعويض الذي كفَّر وسدد حساب معصية آدم الأول في جنة عدن «كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحدٍ صارت الهبة إلى جميع الناس، لتبرير الحياة» ( رو 5: 18 ).

وبنُصرة المسيح أعتق مفديوه الذين كانوا أسرى في سلاسل الشيطان وأطلقهم الفادي في الحرية، وتهدَّم العرش الذي قام على الظلم في الظلام، وسقط المتربع عليه سقوطًا عظيمًا.

والآن إبليس عدو مهزوم ودائرة نفوذه وعتاد حربه وقيود أسراه الذين آمنوا وخصصوا موت الفادي لنفوسهم، إنما جميعها من مخلَّفات معركة رهيبة قاسية اندحر فيها جبار الشر وأجناده.

والخطية ومبادئ الشر التي حكمت وتحكمت في الناس قد أُبطلت كقوة وانكسرت كشوكة، وفقد الشيطان قاعدته فينا (الطبيعة الفاسدة القديمة)، لأن الله صلب كل أولئك في الصليب وأحرق كل ذلك حرقًا بدينونة ملتهبة أكلت الذبيحة أكلاً.

لقد فقدَ إبليس أرضه فينا، التي كانت مالاً مُباحًا له قبل أن نحصل على الفداء.
لقد فقد حق السيادة علينا الذي كان له بوضع اليد بالخطية. لقد أُبطلت الخطية، وبذلك تجرَّد الشيطان من صفة السيادة شرعًا وحكمًا على أساس موت المسيح النيابي.

فإن كان جميع الناس ـ جميع نسل آدم ـ يموتون في آدم شرعًا، ففي المسيح ـ الرأس الجديد ـ يحيا الجميع بالإيمان الذي يصدِّق الله فيما يعلنه ويقوله عن موت ابنه.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:08 AM

الكسل هو منبع المرار
https://files.arabchurch.com/upload/i...370956505.jpeg
وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم ( 2صم 11: 2 )
داود في سريره إلى وقت المساء؟!!
أعتقد أن كثيرين يفعلون ذلك حرفيًا متى تأتَّت لهم الفرصة! فيتم فيهم القول: «البابُ يدورُ على صائرِهِ، والكسلان على فراشهِ» ( أم 26: 14 )،
ويا للكسل! ويا لنتائجه المدمرة!!

ويكفي أن أحيلك إلى سفر الأمثال لتبحث فيه بنفسك، لترى خسائر هذه الخِصلة المدمرة، فتجد الكسلان يفتقر (روحيًا وزمنيًا)، ويشتهي (النصرة والنجاح و...) وليس له، ويستعطي (يتمنى أن يساعده أحد في تحقيق أحلامه) ولا يُعطَى، وغير ذلك (اقرأ على سبيل المثال أمثال6: 6- 11؛ 13: 4؛ 19: 15؛ 20: 4؛ 21: 5؛ 26: 14- 16). وهنا أذكر قول الحكيم: «عبرتُ بحقل الكسلان.. فإذا هو عَلاهُ كلهُ القريص (الشوك)، وقد غطى العوسج (شجرة شوكية بلا ثمر) وجهه، وجدار حجارته انهدَمَ» ( أم 24: 30 ، 31)،
هل رأيت الصورة المُزرية: أشواك وانهدام ولا ثمر؟ وهل هناك تعبير عن الخطايا التي تحوط الحياة فتدمرها أبلغ من ذلك؟!

انفض غبار الكسل يا صديقي، فنموك الروحي يحتاج إلى اجتهاد وعمل
، وتذكَّر أن «العامل بيدٍ رخوة يفتقر، أما يد المجتهدين فتُغني» ( أم 10: 4 )، وما في قلب الله من ناحيتك هو الغنى الروحي.

ويا ليت داود فعل شيئًا حسنًا بعد أن استيقظ في المساء. ليتك رنمت إحدى ترنيماتك الحلوة يا داود، أو اجتهدت أن تتمم شهوتك المعروفة بالوجود في محضر الله، أو صلَّيت من أجل شعبك المحارب، أو قمت لتهتم بأمر من أمور مملكتك، أو لتفتقد واحدة من غنيماتك! لكنه قام يتمشى على السطح!
يا للفراغ القاتل! ويا للاستغلال الخاطئ للوقت! وبالطبع نحن في خطر عندما نُسيء استخدام ما يسمونه ”أوقات الفراغ“. بل نحن لسنا بمأمن عندما يكون عندنا من الأصل ما يُسمَّى أوقات فراغ.

فكم هي قصيرة الحياة!

أقصر مما نعتقد! بخار يضمحل، قصة تنطوي، تُقرَض سريعًا فنطير ( يع 4: 14 ؛ مز90: 9، 10). لِذا وجب أن نُحسن استغلال كل لحظة فيها.

صديقي:
استَفِد بوقتك بطريقة سليمة، لأنك إن لم تفعل، فالبديل هو الوقوع في الخطأ. لتكن كل لحظة من وقتك بنَّاءة لك، روحيًا ونفسيًا وعمليًا واجتماعيًا. استثمر الوقت في أن تعرف الرب أكثر، وتخدمه أكثر. في أن تساعد الناس وتبنيهم، في أن تنمّي قدراتك وإمكانياتك.
في أن تكون مُفيدًا بكل صورة ـ وإلا فستضُرّ وتُضَرّ.



الساعة الآن 04:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025