منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الثالوث القدوس

http://schools.hcdsb.org/hlyt/School...inity_knot.gif


تطرقنا في الدرس السادس عن فِهم الله وعن كون الله غير محدود يصعب علينا فهمه بالكامل. الثالوث القدوس هو أحد التعاليم التي تصعب علينا ولا يمكن لشخص ان يتوصل لها بواسطة منطق بشري بل تحتاج لإعلان إلهي يكشف عن هذه الطبيعة الإلهية. فالقارئ ممكن ان يقع في الوهلة الأولى في مشكلة عدم فهم وحدانية الله ويستنتج بعجالة ان هناك ثلاثة الهة او ان ثلاثة الهة تعني إله واحد.

تعبير الثالوث يصف طبيعة الله ويُعرف ملء اللاهوت من ناحية وحدته وتنوعه، فالله واحد في الجوهر لكن له ثلاثة أقانيم. فوحدة الله هي من ناحية جوهره وكينونته في حين تنوع الإلوهية عُبر عنها بالأقانيم.
هذا يُفسر لنا عدم وجود تعبير الثالوث القدوس في الكتاب المقدس، لانه تعبير يصف الطبيعة الإلهية الجلية في الكتاب المقدس، فالكتاب المقدس يُعلن لنا ان الله واحد ويعلن لنا في نفس الوقت الألوهية التامة للآب والإبن والروح القدس. فتعبير الثالوث الغير موجود في الكتاب المقدس لا يعني عدم وجود فكر الثالوث لانه صيغة ووصف يُستعمل ليصف طبيعة الله التي أعلنت لنا في الكتاب المقدس.

نستطيع فهم الثالوث من خلال النظر لأعمال الله وإشتراك الأقانيم فيها. فنرى مثلاً ان الله حقق خلاصه في البشرية كالآتي:

الآب يبدأ الخلق والفداء
الأبن يفتدي الخليقة
الروح القدس يجدد ويُقدس ويطبق الفداء على المؤمنين.

لقد حافظت الكنيسة بكل حرص على هذا التعليم فلم تترك المجال لأي هرطقة تدعي بأن الأقانيم هي ظهورات أو تثليث (تعدد الألهة). هذا يعني إن الكنيسة كانت واعية وفاهمة للمعنى الحقيقي للإعلان الإلهي عن الثالوث القدوس وفي نفس الوقت استطاعت التمييز والتفرقة بين الهرطقات وبين الإعلان الإلهي.

بالرغم من الإعلانات الإلهية والإشارات الواضحة في الكتاب المقدس عن الثالوث والأقانيم الا إن هذا التعليم الكتابي لا يشرح طبيعة الله بصورة شاملة، بل بالاحرى يشرح لنا الطبيعة الألهية التي يُريد الله الإعلان عنها (لاننا بعقلنا المحدود لا نستطيع إستيعاب طبيعة الله كاملةً) واضعاً حدوداً لا يجب علينا ان نتعداها.

الخلاصة
عقيدة الثالوث تُعلن وتؤكد لنا ان الله مثلث الأقانيم فالله واحد في الجوهر وله ثلاثة أقانيم هي الآب والإبن والروح القدس. في نفس الوقت يؤكد لنا الكتاب المقدس وحدانية الله وإلوهية كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة. عقيدة الثالوث لا تشرح طبيعة الله بالكامل بل تقدم لنا الإعلان الإلهي المحدود بحدود تفكيرنا البشري القاصر عن فهم الله بالكامل.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فِهم الله


http://websitedesign-miami.com/wordp...Gods-Faith.jpg



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وفِهم كلمته التي نقلها لنا الأنبياء والرسل بالوحي المقدس. فِهمنا للكتاب المقدس وللإعلانات الإلهية هو مصدر فِهم الله.

الحقائق المسيحية المعلنة في الكتاب المقدس هي حقائق بسيطة يمكن فهمها بكل سهولة، فإعلانات الله ليست مقدمة للفلاسفة او الحكماء، بل هي معطاة للجميع بصورة واضحة. فالله يتكلم إلينا بلغتنا، أي بلغة سهلة بسيطة مفهومة كما يكلم الوالد إبنه، مبتغياً إيصال فكره وكلمته لنا.
في نفس الوقت تبقى الحقائق المسيحية بكل بساطتها عميقة جداً لها ان تشغل أذهان علماء اللاهوت لسنين طويلة.

بالرغم من بساطة وعُمق الإعلان الإلهي لكن نبقى نحن كبشر غير قادرين على فِهم الله بشكل تام. فنحن بشر محدودون والله غير محدود فلا يمكن للمحدود ان يحتوي كل الغير محدود ولا يمكن للغير محدود ان نضعه في حيز محدود.

علينا ان نتقبل ان الله غير محدود لكن في نفس الوقت علينا ان نفهم ان هذا لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله. نحن نعرف الكثير عن الله لكن ما نعرفه هو محدود مقارنة بالله الغير محدود. فالله أعلن عن نفسه وعن ذاته وهذا ما نعرفه لكن معرفتنا عن الله هي جزئية ومحدودة وليست كاملة شاملة. نحن نعرف الله بالدرجة التي أختارها هو ان يعلن عنها في إعلانات في الكتاب المقدس كما تقول كلمة الرب في تثنية 29 : 29 "السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا وَالمُعْلنَاتُ لنَا وَلِبَنِينَا إِلى الأَبَدِ لِنَعْمَل بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ».".


الخلاصة
الحقائق المسيحية المعلنة لنا هي حقائق يسهل فهمها وتقبلها لكن في نفس الوقت تحمل معاني وأعماق تستطيع شغل أذهان أكبر علماء اللاهوت.
معرفتنا بالله وإعلاناته هي معرفة محدودة مقتصرة على ما أعلنه الله لنا، فالله غير محدود ولا يمكننا كبشر محدودين ان نفهم كل الله الغير محدود.
عدم فهم الله بالكامل بسبب عدم محدوديته لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله، بل نحن نعرف الكثير عن الله بحسب إعلاناته.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فِهم الكتاب المقدس

http://beginningandend.com/wp-conten...the-Bible1.jpg



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وكلمة الله التي نقلها الأنبياء والرسل لنا بواسطة الوحي المقدس. هدف الله من كل هذا ان يعلن لنا عن أشياء مُهمة ولذلك علينا قراءة الكتاب المقدس ومحاولة فهمه بصورة صحيحة.

طريقة فهم الكتاب المقدس تعتمد على مبدأ اساسي وهو إن الكتاب المقدس يُفسر نفسه بنفسه. هذا يعني إن الكتاب المُقدس يُفهم بواسطة محتوى الكتاب المقدس، إذ وضوح جزء من سفر ما قد يعتمد على جزء من سفر آخر. هذا يعني أيضاً إن علينا فهم الكتاب المقدس ككل وليس في سياق النص المحدود.

فهم الكتاب المقدس يجب ان لا يكون طبقاً لما نحمله من أفكار ورغبات مسبقة بل علينا بكل طاعة وإحترام ان نتقبل كلمة الله ومحاولة فهمها كم هي بدون فرض لوجهة نظرنا. لو نظرنا للهراطقة لوجدنا مثالاً واضحاً لمن يقرأ بحكم مسبق محاولاً تسخير النصوص الفردية لتأييد فكر ما. ليس الهراطقة فقط بل الشيطان نفسه إقتبس من الكتاب المقدس في محاولته لإغراء المسيح في تجربة على الجبل.

الرسالة الأساسية للكتاب المقدس بسيطة وواضحة وغير معقدة لكن الكتاب المقدس بصورة عامة يحتاج لعناية ودراسة لكي يُفهم محتواه بصورة سليمة، فهناك الكثير من المواضيع اللاهوتية العميقة التي تطرق لها الكتاب المقدس والتي تحتاج لمجهود كبير ومنهج سليم في فهمه.

هناك مبادئ عامة لمنهج فهم الكتاب المقدس بصورة سليمة منها:


  • تفسير الكتاب المقدس بحسب تخصص أسفاره: الكتاب المقدس يحتوى أسفار عديدة منها الأدبي والتاريخي الخ. فعلينا تفسير الأمثال الأدبي على كونها أمثال وعلى كون القصص التاريخية كتاريخ وعلى كون القصص للتعليم. لو أخذنا قصة الله وتقديم اسحق بيد إبراهيم علينا ان نفهم مقصد الله من القصة من ناحية تعليمية وان لا نستنتج ان الله لا يعرف إيمان إبراهيم لان الكتاب المقدس يُخبرنا في موضع آخر ان الله كُلي العلم والمعرفة.
  • النصوص الضمنية يجب تفسيرها على ضوء النصوص الواضحة: علينا ان نفهم النصوص الضمنية وما تحتوي من إشارات غير واضحة بواسطة الإعتماد على نصوص آخرى أكثر وضوحاً. علينا الإبتعاد عن محاولة فهم تلميحات النصوص بصورة تتعارض مع الصورة الكاملة التي تقدمها النصوص الآخرى.
  • الكتاب المقدس والمنطق: الكتاب المقدس كُتب بلغة البشر مُقدماً للبشر بصورة مفهومة وغير معقدة. هذا يعني ان المنطق البشري السليم في فهم النصوص هو اداة مشروعة في فهم سياق الكتاب المقدس لانه لا يتعارض مع المنطق البشري. فعلينا ان نفهم الكتاب المقدس بصورة منطقية سليمة او ان لا نخرج بخلاصات غير منطقية.


الخلاصة
علينا ان نفهم الكتاب المقدس فهو إعلان الله لنا. طريقة فهم الكتاب المقدس الأساسية هي ان الكتاب المقدس يشرح نفسه بنفسه. علينا ان نفهم الكتاب المقدس بدون افكار واحكام مسبقة بل علينا ان نفهم ما يعني الكتاب المقدس فعلاً عن طريق اتباع المبادئ العامة في التفسير.



Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 


سنتكلم عن الأنبياء والرسل الذي نقلوا لنا محتوى الكتاب المقدس والناموس الإلهي.

أنبياء ورسل الكتاب المقدس هم أشخاص دعاهم الله بطريقة فريدة، معطياً لهم رسالاته بطرق خارقة للطبيعة. مُهمة الأنبياء والرسل هي نقل رسائل الله لنا عن طريق نقل كلمته بواسطة كلامهم وكتابتهم للأسفار المقدسة.

الرسائل التي نقلها الأنبياء والرسل تحتوي نبؤات وإعلانات ووصايا إلهية. لقد أعطى الله موهبة من الروح القدس لكي ينقل الأنبياء والرسل كلامه وأقواله بصورة مباشرة. فكان كلام الإنبياء كلام بسلطان إلهي لان الله دعاهم بصفة خاصة ان يكونون متحدثين بإسمه. هذه السلطة وهذا الإختيار ليس شئ يؤخذ بالوراثة او بالإنتخاب بل الدعوة الإلهية وقوة الروح القدس هي التي كانت تختار الإنبياء بشكل فريد وخاص.

الكتاب المقدس وما يحتويه من شرائع ورسائل وإعلانات إلهية كُتب على يد كثير من الأنبياء إختلفوا في زمانهم ورسائلهم ودورهم في نقل كلام الله. الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كُتب على مدار 1500 سنة في ازمنة مُختلفة وفي مجتمعات واوضاع مختلفة، لكن بقت الرسالة هي رسالة إلهية واستمر الإنبياء بنقل كلام الله بكل أمانة وحرص.


الخلاصة
الأنبياء والرسل اختارهم الله كوكلاء لنقل كلمته ورسائله للبشر، فكان لهم دور اساسي في التواصل مع البشرية ونقل كلام الله بكل امانة وحرص. الله اختار اشخاص مُعينين بصفة خاصة وهؤلاء الإشخاص بحسب الإختيار الإلهي هم الوحيدين الذين يملكون سلطة ان يكونو انبياء ورسل لينقلوا كلام الله. الكتاب المقدس يحتوي على كلام الله الذي نقله لنا الأنبياء والرسل بكل أمانة وحرص على فترة زمنية طويلة وبواسطة أكثر من شخص.




Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الناموس
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...ECvaAI-ge6fyYQ

من البديهيات ان نقول إن الله هو خالق الكون وما فيه. الكون والخليقة تخضع لرعاية وتنظيم الله، وهذا بذاته يُعتبر ناموس أيضاً. عملية العناية بالكون وتنظيمه ضمن آلية مُعينة هو ناموس بحد ذاته لأنها عمل الله ولأن الله كامل في أعماله.
الله كامل في طبيعته ولذلك هو مقياس الكمال، فلا يوجد ناموس إلهي خارج عن طبيعة الله الكاملة ولا توجد أعمال إلهية تتنافى مع ناموسه.

كخليقة تابعة لخالقها مطلوب مننا أن نعيش طبقاً للناموس الأدبي الذي أعلنه الله في الكتاب المقدس، إذ إن ناموس الله هو المعيار لقياس وتقييم الأعمال البشرية ولتحديد ماهو الخطأ وما هو الصواب.

الله له كامل السلطان ان يفرض علينا ناموسه وأن يأمرنا بالطاعة والإلتزام، كما له حق المعاقبة في حالة العصيان او الخروج عن ناموسه. لذلك نحن خاضعين بالكامل لناموس الله الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس ولا نملك سلطة خلق نواميس بشرية مستقلة خارجة عن ناموس الله، لان لله وحده سلطة خلق النواميس أو إلغائها أو التعديل عليها.


الخلاصة
يسيطر الله على الكون بمجموعة من نواميس الطبيعة التي تعكس طبيعة الله الكاملة في تنظيم الكون. فالله كامل وكل أعماله صالحة، لان أعماله هي طبقاً لناموس طبيعته الكاملة أيضاً.
بنفس المعنى يفرض الله على البشر الإلتزام بناموسه الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس. فالله يملك سلطان فرض الناموس على خليقته ويملك سلطان التحكم في فعالية هذه النواميس.




Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإعلان الإلهي الخاص
http://i233.photobucket.com/albums/e...n786/jesus.png

الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه لنا الله من خلال الكتاب المقدس، فالسيد المسيح بنفسه علمنا بإن الكتاب المقدس هو صوت الله وكلمة الله.

الكتاب المقدس أخذ هذه التسمية لانه يحتوي على كلمة الله أعطيت لتلاميذ المسيح ورسله عن طريق الروح القدس. عملية الإيحاء التي تكون بين الله وبين الكاتب تُسمى بالوحي الكتابي.
الرسول بولس يعلمنا ان كل الكتاب هو موحى به من الله، اي كل ما كُتب هو إيحاء من الله بواسطة الروح القدس للكاتب.

الوحي في العقيدة المسيحية ليس إملاء على الكاتب وليس سطور جاهزة تُقحم في عقل الكاتب، بل سيادة الروح القدس على الكتاب لكي يرشده ولكي تكون كلماته هي كلمات الله.
المصدر الرئيسي لكل ما كُتب في الكتاب المقدس هو الله، كُتب بواسطة القديسين بإرشاد وقيادة الروح القدس، فحافظ كل كاتب على طريقته في صياغة الكلام وحافظ الله على إن يكون إختيار الكلمات بحسب كلماته.

كون الكتاب المقدس إعلان إلهي ومكتوب بالوحي الإلهي بتدخل مباشر من الله، فهذا يعني إن الكتاب المقدس معصوم ومنزه عن الخطأ. الله كلمته صادقة ومحل للثقة ولا يمكن لله ان يوحي بشئ مُزيف او يسمح لأحد بتزييف كلمته وإعلاناته، فكما لم يسمح للطبيعة وللخليقة ان تُزيف إعلانه العام كذلك هو الحال مع إعلاناته الخاصة.

الخلاصة
الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه الله لنا في الكتاب المقدس. الكتاب المقدس هو كلمته الله الموحى بها بالوحي الإلهي الذي هو عملية كتابة كلمة الله بتدخل مباشر من الله بدون إملاء أو إنزال. الكتاب المقدس هو كلمة الله ولا يمكن لكلمة الله ان تكون مزيفة او خاطئة ولا يمكن ان يسمح الله لاحد ان يُزيف كلامه وإعلاناته.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

الإعلان الإلهي هو عملية كشف الله عن ذاته ونفسه للبشرية. الإعلان الإلهي يختلف في طرقه ومحتواه فالكتاب المقدس يعلمنا في رسالة العبرانين الإصحاح 1 بأن الله كلمنا بأنواع وطرق كثيرة وآخر هذه الطرق في ابنه يسوع المسيح.



أقتباس كتابي http://www.arabchurch.com/forums/files/qi.gif

1. اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ،
2. كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.



مشيئة الله ان يعلن لنا عن نفسه وعن ذاته وان لا يترك الخليقة بعيدة عن معرفته، فهو لا يترك نفسه بلا شاهد (أعمال 14 : 17)
هذه الطرق الكثيرة للإعلان الإلهي يمكننا قسمها لقسمين: إعلان عام وإعلان خاص.

الإعلان الإلهي العام
الإعلان الإلهي العام هو إعلان الله عن ذاته ونفسه للبشرية أجمع بدون إستثناء. فنرى إن الله يعلن لنا عن ذاته بإنه هو الخالق عن طريق خليقته كما ينقل لنا داود في مزموره ال 19:
اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. أيضاً الرسول بولس ينقل لنا نفس الفكرة في رسالته الى رومية الإصحاح الأول: لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.

الإعلان الإلهي العام هو ليس إعلان إلهي مفصل عن الله او شرائعه وطرق خلاصه. فالإعلان الإلهي يمكننا ان نستخلص منه بإن الله هو الخالق السرمدي من خلال خليقته، بإن الله محب وحكيم من خلال إهتمامه وعنايته بالخليقة.
بالرغم من أهمية الإعلان الإلهي العام، فهي المدخل للتعرف على الله، الا إنه إعلان لا يدخل في تفاصيل وإعلانات إلهية آخرى كالشريعة والخلاص. لهذا السبب أعلن الله لنا عن نفسه عن طريق الإعلان الإلهي الخاص.

الإعلان الإلهي الخاص
الإعلان الإلهي الخاص هو إعلان الله عن أسراره لمجموعة معينة بطريقة فريدة في الكتاب المقدس لأنها غير معلنة في الطبيعة أو في الخليقة وعلاقتها بالله.

والخاص هنا لا يعني إنه الإعلان موجه لفئة معينة فقط، لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

شرائع الله وخطة خلاصه مذكورة في إعلاناته الخاصة الذي يخبرنا عنها الرسول بولس في رسالته للعبرانيين. فالله أعلن لنا عن إعلاناته الخاصة عن طريق الأحلام والرؤى وعن طريق الإنبياء وعن طريق إبنه أخيراً.
فكل ما نعرفه عن العقيدة المسيحية هو إعلان إلهي خاص مُعلن لنا في الكتاب المقدس. فلا توجد عقيدة أو شريعة مسيحية نتاجها الفكر او الإستنتاج البشري إطلاقاً، بل الكل مبني على ما كشفه الله لنا في كلمته، الكتاب المقدس.

الخلاصة
هناك طرق كثيرة للإعلانات الإلهية، تختلف في محتواها وفي جمهورها. فالله أعلن عن ذاته ونفسه للجميع بإنه هو الخالق عن طريق خليقته وأعلن عن نفسه وعن خلاصه بأنه هو المخلص عن طريق إعلانه الخاص في الكتاب المقدس.
العقيدة المسيحية هي عقيدة مبنية على الإعلانات الإلهية الخاصة بدون تحليل او توقعات شخصية من أحد.



Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان العملى .. كيف يُختبر ؟؟ وماذا يُضعفهُ
بقلم مثلث الرحمات
البابا شنودة الثالث


https://3.bp.blogspot.com/-0gizA0x8kv.../Pope+Shenouda



إن الأيمـــــــــــان النظــــــــــري
هو مجرد إيمان العقل بوجود الله وبصفاته, وبوجود الملائكة والأرواح, وبوجود الأبدية والعالم الآخر..

ولكننا في هذا المقال سوف لا نتكلم عن هذه الأمور إنما نتكلم عن
الأيمـــــــــان العمـــــــــــــــلي الذي تظهر علاماته في الحياة العملية وبسلوكياتها.

وفي هذا الأمر توجد درجات من الإيمان:
هناك إيمان قوي ................................وإيمان آخر ضعيف.
كما يوجد
إيمان شامل يشمل كل تصرفات الحياة, .....وإيمان محدود.
إيمان دائم.......................................وإيمان يهتز أحيانًا ويرتبك أو يضعف.


ولعل أهم ما يضعف الإنسان عن الأيمان بالله هو الـــــــــــــــــــــــذات.
حينما تحاول الذات أن ترفض الله لأنه ضد رغباتها الخاطئة, وضد حريتها الخاصة في أن تفعل كل ما تريد حتى الأمور التي لا يوافق الله عليها,
ومثال ذلك الوجوديون الملحدون الذين صار شعارهم هو:
من الخير أن الله لا يوجد, لكي أوجد أنا, والمقصود الوجود بكامل حريتهم دون عائق من وصايا الله. وهم هنا لا يفهمون معني الحرية. بل يتصورونها ألوانًا من التسيب.


فهل أنت يا أخي القارئ يتعطل إيمانك بسبب ذاتك؟ بسبب رغباتك وغرائزك وأفكارك وشهواتك؟
هل هناك تعارض بين محبتك لله ومحبتك لذاتك؟!

إن كان كذلك فعليك ان تدرب نفسك علي فضيلة إنكار الذات, نعم لان كثيرين ذاتهم هي صنـــــــــــــمهم الذي يتعبدون له.


فيمنعهم عن حياة العملية محبة الذات والاعتداد بالذات, والرغبة في تكبير الذات وتضخيم الذات, وتحقيق شهوات الذات, والهروب من كل من يكشف هذه الذات
أو يظهر مساوئها. وهكذا يريدون أن تحيا ذاتهم في جو من التدليل والمجاملة.

كذلك يضعف الإيمان
سيطرة الحواس, وسيطرة العقل .......... فالعقل له حدود لا يتعداها
أما الإيمــــــــــــــــــــان
فهو مستوي اعلي من العقل,

ولكن هناك أشخاصًا يريدون أن تعي عقولهم اللامحدود والمعجزات, وما هو فوق إدراكهم, وإلا فإنهم يرفضون كل هذا!

وكذلك الحواس لها حدودها.
فمن الصعب عليها أن تدرك ما لا يُرى كالأرواح والملائكة.
ومن أمثلة هؤلاء
من يريدون إخضاع الوحي والمعجزة للبحــــــــــــــــــث العلمــــــــــــــــــــــي
أو لمجرد التفسير الرمزي وبهذا ينكرون كثيرا من المعجزات ويدخلونها في علم الأساطير Mythology.

++++

ومما يضعف الإيمان أيضًا:
معاشرة الشكاكين,
أو قراءة أفكارهم من بعض الكتب أو المقالات, فإن تلك الأفكار تغرس الشك في العقول والقلوب إن كانت بمداومة أو من النوع العميق التأثير. أو إن كان المستوي الخاضع للشكوك اقل في المعرفة أو في المستوي العقلي, أو كان غير عميق في الإيمان،

ولهذا مما يضعف الإيمان أيضًا:
الانقياد وضعف الشخصية, الذي لا يستطيع أن يصمد أمام الشكوك أو أمام الشائعات أو كلام غير المؤمنين فيهتز من الداخل بسبب التأثير الخارجي الضاغط والانقياد إليه. لان الشخصية اضعف من أن تصمد.
وقد يضعف إيمان البعض وينقادون وراء من يدعي الرؤى والأحلام, كما لو كانت حقيقة ينخدعون بها, ولو ضد معتقداتهم أو مبادئهم الروحية. كمن ينقاد وراء من يتكلمون عن السحر والعمل.

الشهوة أيضا تضعف الأيمان, وبخاصة لان الذين يمارسون شهواتهم لا يؤمنون بأن الله يراهم, أو أن الله يفحص قلوبهم. ويعرف أفكارهم و نياتهم! كل ذلك لا يضعونه أمامهم وكأنهم لا يؤمنون به بسبب الشهوة.

ومما يضعف الأيمان أيضا
ضلالات الشياطين. ومن أهمها الرؤى الكاذبة التي يندمج بها إرشاد معين يضل الإنسان, ومن أمثال ضلالات الشياطين: الأحلام والنبوءات الكاذبة, وأفكار الضلالات والبدع.

الشك أيضا يضعف الأيمان.
كما أن ضعف الأيمان يولد الشك.
فإن حاربتك شكوك من جهة وجود الله أو بعض العقائد الأساسية
فلا تخف هذه محاربات من العدو, وليست إنكارًا منك للإيمان,
وبخاصة إن كان قلبك رافضًا لها.
أما إن كانت الشكوك منك, وأنت مقتنع بها, فعليك أن تعالجها بفهم إيماني سليم.
وبسؤال المتخصصين وأهل العلم, وبقراءة الكتب المفيدة في موضوعك.

+++++++++++++++++

وهناك أمور تستطيع أن تختبر بها إيمانك العملي: من أمثلتها ......
الضيقــــــــــــــة. قد تحل الضيقة بإثنيــــــــــن: : ـــــ
أحدهما مؤمن .............. والآخر غير مؤمن

فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق, ويتصور أسوأ النتائج, وتزعجه الأفكار,
أما المؤمن فيلاقيها بكل اطمئنان, وبسلام قلبي عجيب,
وقد يسأله البعض عن شعوره إزاء الضيقة فيقول:
هذه المشكلة سوف يتدخل الله فيها ويحلها, وسوف تئول إلى الخير,

وقد تسأله كيف سيتدخل الله؟ وكيف سيحلها؟
فيجيبـــــــــــــــــــــك:
أنا لا أعرف ولكن ما اعرفه إننا لا نهتم بمشاكلنا فالله هو المهتم بالكل.

إذن
إن كانت الضيقة تفقدك سلامك القلبي فاعرف أن إيمانك ضعيـــــــــــــــف. وهو ضعيف من جهة الإيمان بالله الحافظ والراعي,
لذلك فإن الإنسان
المؤمن يجعل الله بينه وبين الضيقــــــــــــــــــــتة, فتختفي الضيقة ويظهر الله,
أما غير المؤمن فإن الضيقة تخفي عنه معونة الله.

فالمؤمن مهما بدت كل الأبواب مغلقة, يري باب الله مفتوحا.

++++++++++++++++

تختبر إيمانك أيضًا
ببعض الوصايا. ومنها وصية العطاء, التي تعطي بها نصيبا من مالك ولله, إي للفقراء والمحتاجين. وبخاصة إذا كان المؤمن محتاجا, أو مطلوبا منه أن يعطي من أعوازه.
فإن ضعف إيمانه يقول: إن كان المرتب كله أو الإيراد كله لا يكفي, فكيف يكون الحال ان نقص ما أعطيه لله؟!
أما المؤمن الحقيقي فإنه يؤمن بان الله سيبارك باقي ما يملكه إن دفع للمحتاجين.

انه اختبار لإيمانك: هل الله قادر أن يعولك بما تبقي لك بعد دفع نصيب الفقراء.

كذلك من الاختبارات الهامة:
مدي محبتك للصلاة. فهل تنساها و تمر عليك أوقات كثيرة لا نصلي فيها؟
وهل إذا وقفت للصلاة تفكر في كيف تنتهي منها لتنشغل بأمور أخرى تهمك بالأكثر؟
وهل أثناء صلاتك يمكن أن يسرح فكرك في أمور أخرى, وتنسي انك واقف إمام الله تخاطبه؟!

تختبر إيمانك أيضا بأنه هل يدركك اليأس أحيانًا, واليأس ضد الأيمان ولاشك أن المنتحرين يكونون قد فقدوا إيمانهم بحقيقة الحياة بعد الموت, التي يدخل إليها المنتحر وهو قاتل نفس
.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الصليب خلاصنا


http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...3/04/thumb.jpg
يتموضع أحد الصليب وسط الصوم الأربعيني، من الطبيعي لبعض المؤمنين الذين يجاهدون جهاداً روحياً أن يتعبوا وسط الصوم، دوماً الجهاد الروحي يُتعب ولكنه يعتبر مقدس لأنه يقود للكمال. الكنيسة، أمّنا الحنون، تضع أمامنا الصليب الكريم كي نسجد له ونتشجع ونتابع جهاداتنا وصولاً للقيامة.
"من أراد أن يتبعني…"
فعل "يريد" يعود لله وللإنسان، لله يوضحها بولس الرسول بالتعبير أنه يريد الخلاص الكل "الذي يريد ان جميع الناس يخلصون" (اتيمو4:2)، للإنسان يقول السيد في المقطع الإنجيلي "من أراد أن يتبعني…" ليقول أن الأمر أيضاً متعلق بجهد وتعب الإنسان. إرادة الله هي القصد الإلهي للبشرية أن يخلصوا كلهم وأن يحققوا إرادته كما تفعل القوات الملائكية "ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض" (متى10:6)، للبشر كلهم قال "من أراد" أن يخلص، هي موجهة لكل البشرية بالعموم ولكنها تتوجه أيضاً لكل مؤمن لوحده وشخصياً.

"من أراد…" تشمل هذه العبارة كل عظة الصليب وكل معنى المقطع الإنجيلي اليوم، أعطى المسيح بصلبه وقيامته الخلاص للإنسان، ولكن الإنسان لن يخلص ما لم يرفع بذاته صليبه، وما لم يعيش آلام المسيح، ما لم يصلب ذاته محبة بالمسيح، هذه الحقيقة هي الطريق الوحيد التي تودي الى الحقيقة المفرحة عبر الحزن إلى القيامة "بالصليب" وفي هذه الحياة عبر طريق الموت ومن خلال الموت المحيي.
دعوة السيد المسيح هي للجميع لأن ارادته أن يخلص كل الذين يؤمنون بالأبن وسيحصلون على حياة ابدية وسيقومون معه "هذه مشيئة الآب الذي ارسلني ان كل ما اعطاني لا أتلف منه شيئا بل اقيمه في اليوم الاخير لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو39:6-40)، ولكن بالمقابل نداء الله "من أراد…" ودعوته هذه يجاوب عليه كل واحد بطريقته، واتباع المسيح هي دعوة من الله ولكن تنتظر جواب من الإنسان المستند على حريته.
"فلينكر بنفسه ويحمل صليبه"
ماذا ينفع الإنسان أن يعرف ما يريده الله إن لم يسعى لتطبيقه؟ المسيح يطلب حمل الصليب وإنكار الذات وأمور صعبة، الله يعرف الإنسان بشكل جيد، وحتى يستطيع الإنسان تحقيق الخلاص عليه أن يطبق هذه الشروط، الإنسان جسد وروح لذلك حريته الأخلاقية ليست مطلقة لكنه مرتبط بطبيعته، هو مركب من روح ومادة وبعد السقوط أصبح هناك صراع بين الإثنين "لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم احدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (غلا17:5).
الإنسان مدعو أن يكون إما مع المسيح أو بعيداً عنه، ولكن لا يوجد في هذا العالم شيء أفضل من الروح، والمؤمن عليه الإختيار بين الجسم والروح، والجسم بحسب مفهوم الكتاب المقدس ليست الجسد بل عالم الخطيئة، في هذا الإختيار تأتي عبارة "فلينكر بنفسه" ، "لان الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة" (1تس7:4)، وأن لا تكون حياتنا ملئ بالأهواء "لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله" (1بط2:4)، ولكن لتكون بشكر مستمر "اشكروا في كل شيء. لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم" (1تس18:5)، وصبر لا ينقطع "ولكم ضمير صالح لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر" (1بط16:3) وبدون حدود لفعل الخير "هكذا هي مشيئة الله ان تفعلوا الخير" (1بط15:2) كلها محبة بالله.
الصليب المطلوب منا حمله ليس فقط أن نتحمل مصيبة ما أو أن نتواضع أو أن نرفض بعضاً مما في حياتنا، لكنه الحد الفاصل الموجود داخل قلبنا بين عالمين الروح والجسم. عندما يقرر المؤمن أن يتبع طريق الرب الروحي فهو لا يصلب ذاته فقط بل يرفع صليب التضحية لخلاص العالم ويصبح معاون للمسيح في رفع الصليب "فاننا نحن عاملان مع الله وانتم فلاحة الله" (1كو9:3).
"ويتبعني"
أن أتبع المسيح هذا يعني أنني أؤمن به بإيمان يغلب كل التجارب والمصاعب، يعني أنني أتبع نور العالم الذي ينير لي الطريق كي أتبعه ولا أقع في دروب الخطيئة، أن أتبع المسيح هذا يعني أنني أضع أمامي صفات الإله المجسد والمخلص المصلوب لأن هذا يدفعني أن أتوب عندما أخطئ، لأنه مخيف أن يعيش الإنسان بعداوة مع صليب المسيح "لان كثيرين يسيرون ممن كنت اذكرهم لكم مرارا والآن اذكرهم ايضا باكيا وهم اعداء صليب المسيح" (فل18:3) يكره ويدين نفسه عندما يكون واقع في الموت الروحي الأبدي.
لا أتبع يسوع المسيح عندما أتخلى عن إيماني وعندما لا أتوب عن خطاياي ولا أمارس سر الإعتراف المقدس لأن بهذه كلها أعود لأصلب المسيح من جديد "وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية ويشهّرونه" (عبر6:6). لذلك على المسيحين وهم يسجدون اليوم للصليب المقدس أن يرفعوا أعينهم الروحية نحو المسيح القائم وأن تتوجه نحوه حياتنا كلها.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأحد الجديد – أحد توما الرسول

http://www.stmaryab.net/Uploaded/Saints/t.jpg
“ربي وإلهي”
خلال قراءتنا لمسيرة بعض الأشخاص الذين تبعوا يسوع المسيح نلاحظ أنهم تعرضوا للحظات ضعف إيمانية بما يخص آلام السيد المسيح وقيامته، والتي عشناها في الأسبوعين الماضيين، ونتذكر ثلاثة مواقف وحالات: نكران بطرس الرسول، وتسليم يهوذا وانتحاره، وقلة إيمان توما الرسول.
تصرف بطرس الرسول ونكرانه كان نتيجة واضحة لضعفه وخوفه، أما تسليم وانتحار يهوذا فكان سببه شكّه وحبه للمال وفقدانه الرجاء برحمة الله، كان عند يهوذا تخيل مسبق عن المخلص ولكنه رأى شخصاً مختلفاً، وعندما أدرك أن المسيح الذي يراه غير الشخص الموجود في فكره ضحّى بأن يسلّم الحقيقة، أي المسيح، وليس بالأوهام التي في فكره عن السيد، أما توما فقد أثّرت فيه الأحداث المؤلمة الأخيرة وجعلته يطلب أشياء ملموسة كي يؤمن.

الإيمان وسط الجماعة
حضور المسيح أمام أعين توما أعاده إلى وضعه الأول في علاقته الصحيحة مع السيد، توما خرج من حزنه، بحواره مع المسيح، وأعاد ذاته إلى وضعها الطبيعي بعد تشتتها عند تسليم وموت المسيح. مشكلة توما ليست أن يتخلص من ضعف الإيمان، بعد تشتت التلاميذ بالقبض على المسيح، بل أن يعود إلى شركته مع التلاميذ، هو التقى مع السيد حيث كان التلاميذ مجتمعون وليس على انفراد. جاء المسيح وسط التلاميذ حيث كانوا مجتمعين، الكنيسة، كي يقابله شخصياً، وقال له: “هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً”. وحالاً يجيب توما الرسول على طلب السيد باعتراف إيماني: “ربي وإلهي”.
يمكننا ملاحظة أمرين من اعتراف توما الرسول: 1. بأن توما الرسول لا يطابق بكلامه بين السيد القائم ويسوع المسيح فقط بل يعترف بإلوهيته، 2. هذا الاعتراف ليس عاماً بل هو محدد يتوجه إلى إلوهية السيد القائم.
هناك حالات كثيرة نتعرض فيها لصعوبات كبيرة أو لضعف ما فننغلق بأفكارنا غارقين بها، فنذهب محاولين البحث عن يسوع المسيح خارج كنيسته أو نطلب علامات ظاهرة أو عجائب كي نؤمن، ولكن كي نستطيع أن نتجاوز هذا الأمر تعلّمنا الكنيسة أن نعيش حضور المسيح في حياتنا وفق الوسائل الثلاثة التالية:
الأولى، حفظ وصايا السيد، لأنه هناك طريق واحد كي نعرف المسيح حقيقة وهو وصاياه، كل الذين يقبلون الصليب، الذي هو رأس كل الوصايا، يكونون قد سلكوا هذا الطريق.
ثانياً، باشتراكنا في الأسرار الإلهية، ففي القداس الإلهي نرتل: “قد وجدنا النور الحقيقي…” أي نحصل على النور باشتراكنا بالأسرار وبدونه نحن عميان.
ثالثاً، بالصلاة، لأن الذين يعملون على تطبيق وصايا الكتاب المقدس، أي إرادة الله في حياتهم، ويحيون أسرار الكنيسة بصلاة نقية يستحقون أن يروا المسيح.
كنز الكنيسة
معرفة شخص يسوع المسيح هو كنز مخبأ في أحضان كنيستنا. لكن ضعف إيمان توما يذكرنا بواقعنا الضعيف. ولنتذكر أن الله يسمح أن نمّر بلحظات ضعف وقلة إيمان وتجارب صعبة في حياتنا لأنه عارف عند تجاوزنا إياه أن إيماننا بالله سيزداد، الكثير منا يرغب أن تكون حياته بدون تجارب ولكن حياة مسيحية كهذه غير موجودة.
إخوتي، لنضع جواب توما الرسول “ربي وإلهي” وصراخنا الشخصي “قام المسيح” نصب أعيننا ولندعها تملأ حياتنا، كي نستطيع السير وسط صعوبات هذه الحياة، ولنتأكد بأن الخلاص سيكون من خلال الصبر على ضعفاتنا ومشاكل حياتنا ولنعتمد على المسيح الإله القائم لنكون من أهل القيامة فلا يتزعزع إيماننا من أي تجربة أو ضعف.


الساعة الآن 01:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025