![]() |
ارشدنى لخدمتك يارب http://up3.up-images.com/up//uploads...58e77665d2.gif ربى يسوع المسيح اسجد عند قدميك اشكرك على نعمك الكثيرة اشكرك على نعمه الوجود فى هذة الدنيا اشكرك ايضا على نعمه الفداء ورحمتنى من الموت المحكوم به قبلا اشكرك ايضا على نعمه الكفاف لانك كافينى من خيرك الذى لايحصى ولايعد ماذا اقدم لك ياربى كى اعبر لك عن شكرى وحبى ؟؟ ماذا يقدم التراب لخالق الكون ؟؟؟ دائما ياربى يشغل بالى كيف اخدمك دائما احس بالنقص وعدم الاهميه وانى اقل من انى اخدمك او دائما احس انى لاانفع فى اى خدمه تحتاجها منى ربى اريدك ان تعرف انى لااجد فى نفسى موهبه اخدمك بها ولكنى لن اقف عاجزة .. بل اتقدم اليك بكل شوق وحب وايضا بفرح اقف امامك كى اقول لك اكشف لى عما استطيع خدمتك به وان لم يكن بى اى امكانيه او موهبه للخدمه فأوجدها بداخلى كى اخدمك يارب اريد ان اتعب من اجلك كما ارسلت اخرين ليتعبوا من اجلى اريد ان اكون سفيرة حسنه امامك ارضيك وافرح قلبك اريد ان يعرف الاخرون من هو انت ليمجدوا اسمك القدوس ولكى تسترد خرافك الشريدة الى حظريتك ويرتاح قلبك من جهاتهم اكشف يارب عن لسانى ان كانت هى خدمتى اكشف يارب عن قلبى ان كان هو الذى يخدمك اترك لك نفسى لتخرج من الجافى حلاوة اترك لك ذاتى لتعمل بها فى طريق الخدمه وان كنت لااصلح للخدمه فأصلحنى وان كنت بعيدة عن طريقك فقربنى وان كنت اجهل ماتريدة منى فعلمنى هأنا قطعه طين فى يداك ايها الفخارى فأصنع منى إناء صالح امامك اجعلنى طريق يمشى عليه الاخرون اليك اجعلنى سببا لرجوع المسبيين اليك احبك يارب لانك قوتى وصخرتى لم تجعلنى احتاج لشىء ارضى فأجعلنى اداة فى يمينك لخدمتك اشكرك لانك اطالت فى عمرى كى اصوم ولكى اصلى امامك ولكى احبك اشكرك لانك اعطيتنى هذا القلب القادر على الحب ارفع يارب عنا مالانستطيع رفعه عنا احمينا يارب ممن لانقدر نحن ان نحمى انفسنا افتح لنا ابواب السما لنرى من معنا لنتقوى ونتعزى احفظ مصر امامك يارب من كل شر ومن كل معتدى ارعى شعبك يارب وقدهم امامك ايها الراعى الامين اشفى مرضانا قوى شيوخنا عزى الحزانى كن لنا الصدر الحنون فى زمن قل فيه الامان لانك الله ترى وتسجل وتعمل ولك كل مجد وعزة وتقديس الى الابد اميــــــــــــــــــــــــــــــــن |
اجعل صومى مقبولا امامك يالله https://files.arabchurch.com/upload/i...4812011835.gif وجاء وقت الصوم الكبير هذا الصوم كبير فعلا بقدر البركه التى نأخذها من الصوم والصلاة واليوم ياالله اريد ان اتامل فى حضورك عن معنى الصوم المقبول لديك اتريد منا ان ننقطع عن الطعام ونأتى اليك ونطلب منك بركه الصيام ؟؟؟ ام ان للصيام معنى مسيحى وروحى مختلف عن اهل العالم ؟؟؟ اعلم تماما يارب اننا مختلفون لاننا متميزون مفهوم الصوم الحقيقى امامك هو صوم الحواس لان الحواس هى الباب الذى يدخل منه محبه العالم والتى هى ضد محبتك وان صام اللسان عن التملق والرياء والكذب والنميمه فهو صوم مقبول وان صامت النفس عن محبه المال فهو صيام مقبول وان صامت ايضا عن تعظم المعيشه والكبرياء فهو صيام مقبول وان صام الجسد عن الشهوات الرديئه النجسه فهو صيام مقبول وان صام الجسد واستعبد انطلق الروح الساكنه بداخلها وان انطلقت الروح فهى قادرة على رفع الجسد معها لتجلس معك فى الصلاة وحينئذا فقط نتاكد ان الصيام مقبول والصلاة مقبوله ووجودى فى حضرتك وجود حقيقى يااااااااااااااااة يالله كم انت رائع لانك الله لاتعرف الغش ولا المظهريه فى التقرب اليك انت تعرف روح الانسان الساكنه فيه هل هى روح منطلقه ام روح محبوسه ان كانت الروح منطلقه فهذا لان الجسد ضعيف ومستعبد وان كانت الروح محبوسه فلان الجسد مستقوى اللهى اريدك ان تساعدنى على كبح زمام الجسد المستوحش بداخلى اللهى اريدك تقوينى على وضع باب حصين على حواسى اللهى اريدك ان ترشدنى كيف اقمع شهواتى واستعبدها اللهى اريدك ان تعرفنى طريقك وتمسك يداى وتقودنى كيفما تشاء اريدك ربى واريد ان اتواصل معك فى طريقك المؤدى لطريق الحياة اعرف ان الطريق صعب ولكنى اعرف ايضا انك لايستحيل امامك امر لاتنظر الى بساطتى فى الامور الروحيه لانى كل مااعرفه انى احبك فقط اجهل كل الامور الاهوتيه واجهل كل الطقوس الروحيه ولكنى اعرفك جيدا اللهى استخدام القليل الذى عندى كما استخدمت الخمس خبزات استخدام هذا القلب الذى يحبك كأداة فى يداك لصنع مشيئتك فى الارض ستجدنى يارب طوع مشيئتك احبك يارب واشكرك فى كل وقت واشكرك على لحظات وجودك معى فى صلاتى كما كنت معى فى صومى واتمنى ان يكون صوم وصلاة مقبولين امامك كى اربحك واربح الابديه لانك الله تستحق كل مجد وكرامه من الان والى الابد اميــــــــــــــــــــــــــــــــــــن |
يا من تضبط النجوم والأفلاك فى مسارها http://www.iraqnaa.com/ico/image/nn023.gif يا من تحكم العالم بنواميس غاية فى الدقة والأحكام أتوسل اليك أن تضبط غرائزى أنت يا سيدى الذى خلقت فى الغريزة أعطنى نعمتك كى أسيطر عليها وأتحكم فيها وأخضعها لمشيئة الحق قدس يا سيدى ميولى ونزعاتى ونصر شهواتى ووجدانى كن أنت شهوتى فلا أشتهى الا بك ومنك كن أنت شبعى فلا أتوق لأخر إلا منك وإليك لك كل القوة والمجد الى أبد الأبدين |
فى شبابك افتكر ربك http://i88.servimg.com/u/f88/13/68/14/31/13578910.gifكتير من الناس والذين تتجاوز اعمارهم سن الشباب يشتاقون ويتمتعون الى الرجوع الى ايام الشباب والعودة الى القوة والنشاط والعضلات وكم من رجل مسن قد ندم على الطريقة التى قضى بها شبابة ويتمنى الرجوع الى الوراء ليصلح اخطاءة ولكن هل يعود الشباب .... ؟ ان شبابنا لا يزال القسم الكبير منهم يقضون شبابهم فى اماكن اللهو والمسرات الذاتية والكل يعلم متاهات الحياة وسرابها وعوضا عن الاستعداد لمستقبلهم وبناء عوائلهم واوطانهم يصبحون عالة على مجتماعتهم وعوائلهم وخاصة فى بلدان المهجر لكون ان الحرية فيها مطلقة لكننا نسينا ان الرب قد حذرنا بواسطة الكتاب المقدس على ان لا ننزلق ونسقط فى ملذات الشباب " فأنزع الغم من قلبك وابعد الشر عن لحمك لان الحداثة والشباب باطلان فاذكر خالقك قبل ان تاتى ايام الشر او تجىء السنون اذ تقول ليس لى فيها سرور " ان الغذاء الروحى للشباب والشيوخ وحتى الاطفال ايها الاعزاء هو قراءة الكتاب المقدس والمشاركة فى النشاطات الكنسية والعمل بموجب وصية الرسول بولس القائل " اما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقى فان كنا ابرار واصحاب ايمان ولدينا المحبة والسلام نستطيع ان نهزم الشيطان ونتغلب علي الشهوات الشبابية ونكون اوانى نقية لا تتسرب اليها التعاليم الهدامة ولا تبهرها مظاهر الحياة المزيفة وارجو المعذرة من ابنائى الشباب ... كل هذا الكلام ليس انتقاصا من شأنهم بل بالعكس اريد رفع شأنهم الى فوق والرب يبارككم سأظل فى المكان الذى تريدة لى يا سيدى ... مع انى اريد الرحيل ومللت الانتظار لكن مهما كان الامر لن اطرح ثقتى بة انة لن يخذلنى منقول |
سؤال مهم بجد!!! https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net..._1669410_n.jpgعندك احساس ان ربنا بعيد عنك .. وحاسس كمان انه سايبك لعدوك يجرحك وجاي تقوله "الى متى يا رب تنساني كل النسيان. الى متى تحجب وجهك عني. الى متى اجعل هموما في نفسي وحزنا في قلبي كل يوم. الى متى يرتفع عدوّي عليّ." (المزامير 13 :1-2). حاسس ان ربنا مشغول عنك .. حاسس ان ربنا ناسيك وانت مش على باله .. طب نفترض ده مع بعض انه حقيقي مع انه مستحيل طب مفكرتش ليه؟! مفكرتش تلفت نظره وتقوله انا هنا؟! مفكرتش تجري عليه وتقوله لأ يارب انا ابنك؟! مغيرتش على ابديتك وقولتله لن اتركك ان لم تباركني؟! مغيرتش وقولتله اضربني على فخدي علشان اجري بقلبي ناحيتك مش بعيد عنك؟! مخفتش على مكانتك عنده "واقول لكم ان كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات. واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان." (متى 8 : 11-12). والأمم خدوا مكانك؟! موحشكش كلامه موحشكش قعدتكوا ودردشتكوا سوا واما كنتوا بتتمشوا سوا ويشيلك على كتفه وانت مبسوط وتضحك وتلعب معاه .. نسيت كل ده؟! افكرك بحاجه؟ فاكر اما كنت بتصليله وتقوله "انا دعوتك لانك تستجيب لي يا الله. امل اذنك اليّ. اسمع كلامي" (المزامير 17: 6). فاكر كان بيقولك إيه قبلها "وادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني" (المزامير 50: 15). جاي تقوله إلى متى يرتفع عدوي عليا بعد ماقالك "ولكنني انقذك في ذلك اليوم يقول الرب فلا تسلم ليد الناس الذين انت خائف منهم. بل انما انجيك نجاة .. لانك قد توكلت عليّ يقول الرب" (إرمياء 39 : 17-18). وبرضو اما قالك "واجعلك لهذا الشعب سور نحاس حصينا فيحاربونك ولا يقدرون عليك لاني معك لاخلّصك وانقذك يقول الرب." (إرمياء 15: 20). ولا عندك شك في كلامه؟!. ها إي رأيك مش هوا هوا اللي انت فاكره ناسيك اللي صنع معاك العجايب وكنت دايما فوق كتافه ولا انت اللي عاوز تنزل تترمغ في الطين ويقولك هتتعب تقوله لأ انا راجل وهمسك نفسي ومش هقع ولا رجلي تغرس في الطين واقع جواه انا همشي فوقيه بس واشوفه .. وبرضو اما تقع وتتبهدل وتنجرح اول ماتناديله يرفعك بحنان ابوته ويغسلك ويعطرك ويلبسك اجدد ثياب واحلى لبس فاكر ولا ناسي ولا عاوز تنسى؟! فكر ورد لو ناسي قوله افتكرت لو فاكر قوله عمري ما انسى لو عاوز تنسى قوله اضعف ضعفي واكسر كبريائي قدام حبك يا إلهي. لأتنعم بحبك ورعايتك وحنانك. |
http://img41.imageshack.us/img41/2694/19798522.jpg أقام ملك وليمة كبيرة لأصدقائه وخدّامه لمدة أيام كثيرة ليظهر لهم غنى مملكته وعظمته الشخصية. وعندما خضع قلب الملك لتأثير الخمر قال لأمرائه: أرغب في أن تقدّروا عظمتي وأن تقولوا لي ما هي قيمتي أنا وكل ما لديّ! فساد هدوء تام لأن كل واحد تحيّر من هذا الأمر مفكّرا أن حتى الملائكة لا يستطيعون تقدير قيمة الملك. ولكن شيخا حكيما قال بصوت منخفض: إن قيمتك لا تبلغ حتى ثلاثين قطقة من الفضة. فاغتاظ الملك وصرخ بصوت مرعب: هل جننت؟ إن كل خيط ذهبي في ملابسي ثمنه أغلى! ولكن الشيخ أجاب: الله الذي خلق الكون قد بيع بثلاثين من الفضة، فهل تريد أنت أن يكون ثمنك أكبر؟ فخجل الملك من كبريائه وأدرك أن كل ذهب العالم ومجد العالم مجرد تراب ولا يستطيع أن يعرف قيمة الإنسان إلا الله الفاحص القلوب. |
وسيلة أم غاية http://www.amcoptic.com/media/userfi...ist[1].jpg قال صبي ٌ لابيه : لم اصلي الليلة الماضية لأني لم أكن في حاجة الى شيء اطلبه منه ، قالها في نبرات تنم عن اقتناع عميق انه لم يأتي الا التصرف الطبيعي السليم الذي يجب ان لا يكون موضع مؤاخذة أو دهشة . هل تعلم ماذا كان يطلب الجمع الذي عبر البحر ليفتش عن المسيح باجتهاد ؟ لم تكن غايتهم شخص المسيح لذاته ، ولكنه كان وسيلتهم للحصول على الخبز . وقد كان المسيح صريحا ً عندما قال لهم : " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ ، بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ . " ( يوحنا 6 : 26 ) وقد هانت الصلاة على البعض حتى اتخذوها اداة لارتكاب الآثام وستارا ً يحجبها عن اعين الناس ، وقد مارسها الكتبة والفريسيون على هذا النحو ، حتى قال عنهم الرب : " وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ . هؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ " ( لوقا 20 : 47 ) أما من سمت محبتهم عن الاغراض فقد احبوا الرب الذي احبهم فضلا ً محبة خالصة ، ورفعوا صلاتهم مع النبي آساف : " مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ." ( مزمور 73 : 25 ) وقد تأمل داود وقلبه ممتلئ محبة ً لله حتى لم يوجد فيه مجال لمطمع أو مطمح آخر فاصبحت له امنية وحيدة يطلبها بحرارة الشوق ، وقال : " وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي ، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ " ( ( مزمور 27 : 4 ) واذا تطلعنا الى قمة الاختبار ، نجد ايوب هناك يتمسك بالرب ، لا ابتغاء نفع أو كسب ولكن رغما ً عن كل ما يسمح له به من حرمان وآلام ، فنقرا في سفر ايوب : " هُوَذَا يَقْتُلُنِي . لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ." ( ايوب 13 : 15 ) . قل معي كن انت يا رب كل شيء في حياتي ، وسيلتي وغايتي ، سبيلي الى كل خير ٍ ومنتهى آمالي واماني ّ ، طريقي وهدف حياتي ، فأنت هو " الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" . |
يا رب.. في هذا النهار نطلب منك
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...10621943_n.jpg يا رب.. في هذا النهار نطلب منك ان تجعلنا أداة طيعة بين يديك تستعملنا لسلامك اجعلنا نتمم ما تعلمنا إياه بكل حذافيره ،فنزرع المحبة في كل من نلتقي به ،ولا نحاسب من اخطأ بحقنا ،وحاول إيذائنا فلك يا رب نسلم كل حياتنا من أفراح وأحزان لتكون بخوراً يقدم لك من على مذبح حياتنا |
ظلمة الجلجثة وفجر القيامة https://files.arabchurch.com/upload/i...5567542780.jpg إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ... أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي. فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ ( مز 22: 1 ، 22) لقد تنبأ أنبياء العهد القديم عن الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها ( 1بط 1: 11). ومزمور 22 يحتوي فعلاً على هاتين الفكرتين؛ الآلام والأمجاد. من ع1- 21 موضوعه صرخة المتألم؛ ويبدأ بقوله الكريم: «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟». ومن ع22- 31 موضوعه تسبيح المنتصر؛ ويبدأ أيضًا بقوله: «أُخبر باسمك إخوتي. في وسَط الجماعة أُسبِّحك». عندما صرخ الرب كان بمفرده، فلم يكن ممكنًا أن يكون أحد معه. لكن عندما سبَّح؛ لم يُسبِّح وحده، بل نراه يُسبِّح وسط مفدييه؛ الجماعة التي انفصلت لأجله وصارت له. ففي النصف الأول من المزمور نجده وحيدًا تمامًا، لم يكن معه أحد من أحبائه. عندما أتوا ليقبضوا علي المسيح «تركَهُ الجميع وهربوا» ( مر 14: 50). وهو يقول لله في هذا المزمور «لا تتباعد عني ... لأنه لا معين» (ع11). لكن ليس فقط كل البشر تركوه، بل أيضًا الله تركه! أما في النصف الثاني، فنجد أكثر من دائرة مرتبطة به. في القسم الأول نراه مُحاطًا بأعدائه المُشبَّهين بالثيران الجامحة والكلاب الجائعة، يُعيِّرونه ويضطهدونه، بينما في القسم الثاني هو في وسط أحبائه ومفدييه يقود تسبيحاتهم لأبيه. في القسم الأول وهو في ساعات الظلمة يشكو أن الله لا يسمع له ولا يستجيبه (ع2)، بينما في القسم الثاني يقول: «لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكَنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صُراخهِ إليهِ استمع» (ع24). القسم الأول خلاصته التنهد (ع2). أما القسم الثاني فجوّه هو الترنم (ع22، 25). في القسم الأول نرى ظلمة الجلجثة، وفي القسم الثاني فجر القيامة. وما أبعد الفرق بين ظلمة الجلجثة في رابعة النهار، وبين الصبح المُنير عندما قام المسيح من الأموات، فجلا ليل الدُجى! في القسم الأول نرى أحزان المسيح، حيث يُرى وهو ذاهب ذهابًا بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، وفي القسم الثاني نرى أفراح المسيح حيث نراه مجيئًا يجيء بالترنم حاملاً حُزمه ( مز 126: 6). في القسم الأول نرى العمل الذي أتمه المسيح على الصليب، ثم بداية من القسم الثاني نرى نتائج عمله الكريم. |
قاوم الفشل اذا تقدمت بك الايام http://s1.goodsalt.com/view/our-shep...-prcas2716.jpg لا تسمح لإبليس ان يقول لك لم تعد نافعا لغيرك ، اين انت من الأزمنة التى خلت . . ايها الحبيب لا تفقد ايمانك ، فها بولس الرسول يقول لك : " لذلك لا نفشل بل وان كان انساننا الخارجى يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما " ( 2 كو 4 : 16 ) . . تأمل وعود الله الصادقة الأمينة : "وإلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمل. قد فعلت، وأنا أرفع، وأنا أحمل وأنجي " ( اش 46 : 4 ) . . " أيضا يثمرون في الشيبة. يكونون دساما وخضرا " " اى مملوئين بالحيوية " ( مز 92 : 14 ) . . ثق فى إلهك إنه صالح وأمين . . ثق إنه ولدك ملكا لتحيا ناجحا . . |
«وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَليْهِ يَدَيْهِ فَسَمِعَ لهُ بَنُو إِسْرَائِيل وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى.» (تثنية 9:34) http://blogs.telegraph.co.uk/news/fi...52-400x288.jpg درس مهم نتعلّمه من هذه الآية هو أن موسى عَيَّنَ يشوع خليفة له بعد أن علم أن خدمته قد قاربت على الانتهاء. وبهذا قد وضع مثالاً جيّداً للذين هم في مواقع قيادة روحية. يعتقد البعض أن هذا أمراً بديهياً جداً لا ضرورة للتشديد عليه، لكن الواقع هو أن هنالك أحياناً فشلاً ذريعاً في تدريب خلفاء ولتسليمهم العمل. يبدو أن هناك مقاومة فطرية للفكرة القائلة أنه يوجد بديل لنا. في بعض الأحيان يواجه أحد الشيوخ هذه المشكلة في كنيسة محلية. ربما خدم بأمانة لسنين عديدة، لكن يقترب اليوم الذي لن يستطيع به مزاولة رعاية القطيع. لكن يصعب عليه أن يدرّب شاباً ليأخذ مكانه. ربما يرى في الشباب تهديداً لمركزه. أو قارَن ما بين عدم خبرتهم وبين نضوجه ويستنتج أنهم غير مناسبين. يسهل عليه نسيان قلّة خبرته عندما كان في جيلهم، وكيف وصل إلى نضوجه الحالي بالتدرب ليقوم بعمل الناظر. تقوم هذه المشكلة أحياناً في الحقول التبشيرية. يَعلم المرسل أن من واجبه تدريب محلييّن ليتسلّموا مراكز قيادة. لكنه يعتقد أنهم غير قادرين على القيام بالعمل جيداً مثله. ربما يقومون بأخطاء عديدة...وينخفض حضور الاجتماعات إن لم يقُم هو بالوعظ. وبأي حال، لا يعرفون كيف تكون القيادة. الجواب لكل هذه الحجج أنه ينبغي أن يعرف أنه يمكن الاستغناء عنه. يجب أن يدرّب المحلييّن ويفوّضهم السُّلطة حتى يخرج هو من هذا المجال المعيّن. توجد حقول أخرى بحاجة لعاملين. ينبغي ألاّ يخشى البطالة. عندما أخذ يشوع مكان موسى كان الانتقال سلساً. لم يحدث فراغ في القيادة. لم يُعانِ عمل الله من أي صدمة. هكذا ينبغي أن يكون العمل. يجب أن يفرح جميع خدّام الربّ حين يرون شباباً يرتقون لمراكز قيادة. ينبغي أن يعتبروها امتيازاً ليشاركوا معرفتهم وخبرتهم مع هؤلاء التلاميذ، ومن ثمّ يسلّموهم العمل قبل أن تضطرّهم لذلك يد الموت. ينبغي أن يتحلّوا بروح موسى التي زاولها حيث قال في مناسبة أخرى، «ليت كل شعب الرب أنبياء.» |
«فَهُوَ (الروح القدس) لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.» (يوحنا 13:16، 14) http://www.freecrosses.com/poster-jesus_christ.jpg عندما قال الرب يسوع أن الروح القدس لا يتكلّم من نفسه، لم يكن قصده أن الروح القدس لن يشير أبداً إلى نفسه. بل بالحري، أن الروح القدس لن يتكلّم بسُلطته هو أو مستقلاً عن الله الآب. وهذا نابع من الكلمات التالية: «...كل ما يسمع يتكلّم به.» أي لن يتكلّم بمبادرة منه. لكن بعد قول هذا ينبغي أن نضيف أن الروح القدس لا يتكلّم عادة من نفسه. إحدى ميزات عمل الروح القدس هي تمجيد المسيح. قال يسوع، «ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.» وهذا يعني أنه في كل مرّة نسمع خدمة تمجّد الرب يسوع المسيح، نَعلم بالتأكيد أنها من وحي الروح القدس. ومن ناحية أخرى، عندما نسمع رسائل تمجّد المتكلّم بدل تمجيد الرب، نَعلم بالتأكيد أن الروح قد أُحزِن. لا يمكننا أن نشهد لعظمة يسوع وعظمة المتكلّم في نفس الوقت. «أعظم التعليم الروحاني يتحلّى باستمرار تقديم المسيح. هذا هو ثِقل عمل التعليم. لا يمكن للروح القدس أن يمكث على لا شيء بل على المسيح. يُسر بالحديث عنه. يفرح بتقديم فتنته وميزاته. وهكذا حين يخدم شخص بقوة روح الله، يكون أغلب الكلام عن المسيح بدل أي أمر آخر في خدمته. هنالك مكان صغير جداً لمنطق ولفكر الإنسان...هدف الروح الوحيد...يكون دوما وأبداً تقديم يسوع» (س. ه. ماكنتوش). وفي نفس الموضوع يمكننا القول أن العالم الإنجيلي يجب أن يعيد النظر في تعريف المتكلّمين بتلاوة إنجازاتهم العلمية المسرفة وبدرجات الشرف اللاهوتية. ليس واقعياً أن ترفع إنساناً إلى علو السماء ثم تتوقّع منه أن يعظ بقوة الروح القدس. هنالك امتحان لاختبار المواد المكتوبة إذا كانت تمجّد الرب يسوع. أتذكّر قراءة كتاب عن شخص وعمل الروح القدس. وقد اعتقدت في البداية أنه من الغرابة أن المؤلّف يمكث طويلاً في تعداد ميزات سلوك المسيح بدل الكلام عن الروح القدس. لكن تحقّقت أن هذه المقدمة كانت نظرة حقيقية لشخص وعمل الروح. كتب إليوت جيم في مذكّراته، «لو كان البشر ممتلئين بالروح، لا يقوموا بتأليف الكتب في ذاك الموضوع، بل عن الشخص الذي جاء الروح ليظهره. هدف الله أن يعمل مع المسيح، وليس ملء الروح.» |
«وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ. (رؤيا 15:20) http://amazingmoments.org/wp-content...fixion-525.jpg موضوع جهنم يُوَلّد في قلب الإنسان مقاومة شديدة. ويعبّر عن هذه المقاومة بالتساؤل، «كيف يمكن لإله المحبة أن يعزّز جهنّماّ أبدية؟» لو كان بولس الرسول يجيب على هذا السؤال ربما كان يقول كبداية، «من أنت حتى تستجوب ضد الله؟» أو «ليكن الله صادقاً وكل إنسان كاذباً.» ما معناه: ليس للمخلوق حق ليشك في الخالق. إن كان الله يعزّز جهنّم أبدية، فعنده أسباب مشروعة لعمله هذا. ليس لنا حق لنشك في محبته أو عدله. لكن أُعطينا معلومات كافية في الكتاب المقدس لكي يبّرر الله في هذا الموضوع. أولاً، نعلم أن الله لم يعمل جهنم للإنسان، بل لإبليس وملائكته (متى 41:25). نعلم أيضاً أن الله لا يرغب في هلاك أحد، بل يدعو الجميع للتوبة (بطرس الثانية 9:3). ذهاب أي شخص إلى جهنّم يُحزن قلب الرب. خطية الإنسان هي المشكلة. قداسة، بر وعدالة الله تتطلّب عقاب الخطية. الشرع الإلهي يقول، «النفس التي تخطيء تموت» (حزقيال 4:18). هذا ليس استبداداً من جهة الله. هذا هو الموقف الوحيد الذي يستطيع الكيان الإلهي أن يأخذه ضد الخطية. كان من الممكن أن ينتهي الموضوع هنا. اقترف الإنسان الخطية فينبغي أن يموت. لكن محبة الله تدخّلت. لكي لا يهلك الإنسان إلى الأبد، توجَّه الله إلى طرف مطلق ليُعدّ طريق الخلاص. أرسل ابنه الفريد ليموت بديلاً عن خطية الإنسان، ويدفع عقوبة الخطية. كان هذا نعمة عجيبة من جهة المخلّص أن يحمل في جسده خطايا الإنسان على الصليب. والآن يقدّم الله حياة أبدية مجانية لكل من يتوب عن خطاياه ويؤمن بالرب يسوع المسيح. لكنه لا يُخلّص الإنسان رغماً عنه. على الإنسان أن يختار طريق الحياة. وبكل صراحة لا يوجد أي شيء آخر يمكن لِلّه أن يعمل. لقد عمل أكثر بكثير ممّا يتوقّع منه. إذا رفض الإنسان هذه الرحمة المجانية فلا بديل لها. فجهنّم هي الاختيار التلقائي لكل من يرفض السماء. اتهام الله ولومه لتعزيز جهنم أبدية اتهام باطل وغير عادل. يتغاضى عن تفريغ الله للسماء من أفضل ما فيها لكي لا يعرف أسوأ ما في الأرض آلام بحيرة النار. |
«يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ.» (أمثال 24:18) https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-22.jpg صداقة المسيح موضوع يستدعي رد فعل دافئ في قلوب شعبه في كل مكان. عندما كان على الأرض، سخروا منه لأنه «صديق العشّارين والخطاة» (متى 19:11)، لكن المؤمنين قد أخذوا السخرية وقلبوها عنوان كرامة. قبل ذهابه إلى الصليب، دعا الرب تلاميذه «أصدقاء». «أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.» (يوحنا14:15، 15). إحدى أحب الترانيم في هذا الموضوع هي «يا ترى أي صديق مثل فادينا الحبيب، يحمل الآثام عنّا وكذا الهمّ المذيب». لماذا تصيب صداقة المسيح وتراً حسّاساً؟ أعتقد أن السبب الرئيسي يكمن في كون الإنسان وحيداً. يريد أن يكون محاطاً بأناس آخرين، لكن ليس من أصدقاء. أو يكون الإنسان منقطعاً عن الإتصال بالآخرين. وهذه هي عادة حال كبار السن الذين طال عمرهم عن أبناء جيلهم. الوحدة قاسية. مضرّة للصحة الجسدية، العقلية والعاطفية. تقضم بمعنوياته، يكون متوتّر الأعصاب، تجعل الإنسان متعباً من الحياة. تؤدّي بالناس عادة إلى اليأس فيكونوا عرضة للتساهل مع الخطية أو يقوموا بأعمال متهوّرة غير عقلانية. ولهؤلاء الناس صداقة المسيح شافية كالبلسم. وسبب آخر لأهمية صداقة المسيح هي أنها لا تفشل أبداً. طرق الإنسان تفشلنا أو تنساب في حياتنا لكن صداقة الرب ثابتة وحقيقية. أصدقاؤنا الأرضيون يمكن أن يُفشلونا ويتركونا، يوم لطفاء وفي التالي مُحزِنون. لكن هذا الصديق لن يخدعنا أبداً. كم يحبّنا! يسوع هو الصديق الألزق من الأخ. هو الصديق الذي يحبنا في كل وقت (أمثال 17:17). حقيقة كون يسوع ليس حاضراً معنا في الجسد لا تحد من حقيقة صداقته. يتكلّم إلينا من خلال كلمته، وبالصلاة نتكلّم إليه. وهكذا جعل من نفسه حقيقة لنا كصديق نحن بحاجة له. وبهذا يستجيب لصلواتنا، أيها الرب يسوع، كن لي حقيقة حيّة منيراً، حاضراً لرؤيا الإيمان بادياً أكثر من أي غرض أرضي عزيزاً، قريباً يفوق أي قربى أرضية. |
«أيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ.» (بطرس الأولى 11:2) http://www.historicalstockphotos.com...n_his_hand.jpg يذكّر بطرس قرّاءه أنهم غرباء وسيّاح، وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى. السيّاح هم أناس يتنقّلون من بلد إلى آخر. البلاد التي يعبرون بها ليست موطنهم، إنهم غرباء فيها. موطنهم هو البلد الذي يسافرون إليه. سِمة السائح هي خيمة. وهكذا عندما نقرأ أن إبراهيم سكن في خيام مع إسحق ويعقوب، فهِم أنه اعتبر أرض كنعان بلداً غريباً (بالرغم من أن الله قد وعده بها). فسكن في مساكن مؤقتّة لأنه «لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ» (عبرانيين 10:11). إذاً فالسائح ليس مستوطناً. إنه في ارتحال دائم. ولأنه مسافر إلى بلد بعيد، يحمل حملاً خفيفاً. لا يجيز لنفسه أن تؤخّره الأحمال من الممتلكات المادية. لا يسمح لنفسه بحمل أمتعة لا ضرورة لها. يجب أن يطرح عنه كل ما يعيق مسيرته. سِمة أخرى للسائح هي أن يختلف عن الناس الذين يحيطون به والذين هم في موطنهم. لا يتمشّى معهم في أسلوب حياتهم، أو عاداتهم، أو حتى في عبادتهم. والسائح المسيحي يصغي لتحذيرات بطرس ليمتنع عن «الشهوات الجسدية التي تحارب النفس.» لا يسمح لخُلقه أن يتشكّل من محيطه. هو في العالم لكنه ليس منه. إنه عابر في بلد غريب دون تبنّي أعرافه وقيَمه. إن كان يمر في بلد مُعاد، ينتبه أن لا يتصادق مع العدو. يُعد هذا عدم أمانة لقائده. يكون خائناً لمصلحته. السائح المسيحي عابر في بلد مُعاد. لم يقدّم هذا البلد لسيدنا سوى الصليب والقبر. الصداقة مع هذا العالم يُعد خيانة للرب يسوع. صليب المسيح يقطع أي علاقات تربطنا بالعالم. لا نسعى وراء مديح العالم أو نخاف دينونته. يستمد المؤمن قوة في رحلته بمعرفة أن مسيرة كل يوم تقرّبه مسافة ما من موطنه. ويَعلم أنه حالما يصل إلى وجهته سينسى جميع صعاب وأخطار الطريق. |
«لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.» (غلاطية 28:3) https://1.bp.blogspot.com/-ZrOhfMRugQ...oly-spirit.jpg مهم جداً عند قراءة عدد كهذا أن نعرف ما يُقصد به أو ما لا يُقصد به. وإلاّ سنجد أنفسنا نتبنّى مواقف غريبة تسيء لباقي الكتاب ولحقائق الحياة. المفتاح لفهم هذا العدد يوجد في الكلمات «في المسيح يسوع». هذه الكلمات تصف وضعنا، أي، ما نحن عليه في نظر الله. لا تشير إلى الممارسات اليومية، أي، ما نحن في نظر أنفسنا أو في المجتمع الذي نعيش فيه. فإذاً ما يقوله العدد هو أنه لا يهودي ولا يوناني في الوقوف أمام الله. كلاهما، المؤمن اليهودي والمؤمن الأممي، في المسيح يسوع ولذلك يقفان أمام الله في موقف نعمة مطلقة. لا أفضلية للواحد على الآخر. ولا يعني زوال الاختلافات الجسدية أو الطباع المختلفة. في المسيح يسوع، لا عبد ولا حُر. يجد العبد نفس القبول الذي يجده الحُر بواسطة شخص وعمل المسيح. ومع هذا ففي الحياة اليومية يستمر الإختلاف الإجتماعي. لا ذكَر ولا أنثى في المسيح يسوع. المرأة المؤمنة بالمسيح مقبولة بالحبيب، مبرّرة مجّاناً-تماماً مثل الرجل المؤمن. لها نفس الحرية للدخول إلى حضرة الله. لكن هذا العدد ينبغي ألاّ يُفسَّر بالإشارة إلى الحياة اليومية. المميزّات الجنسية بين الرجل والمرأة تبقى على حالها. الأدوار لكل منهما تبقى على حالها-أب وأم. مراكز السُّلطة والخضوع لتلك السُّلطة التي عينَّها الرب تبقى على حالها-أُعطي الرجل مكان القيادة وأعُطيت المرأة مكانة الخضوع لسُلطة الرجل. يحدّد العهد الجديد ما بين خدمة الرجل وخدمة المرأة في الكنيسة (تيموثاوس الأولى 8:2، 12:2، كورنثوس الأولى 34:14، 35). يتوجّب على الذين يدافعون عن فكرة عدم وجود ذَكر أو أنثى في الكنيسة أن يحرّفوا الكتاب، يعينّوا دوافع غير مستحقّة للرسول بولس أو حتى يشكّكون في وحي هذه الكلمات في هذه الفقرة. ما ينبغي أن يفهموه هو أن جميع الإختلافات العرقية، الإجتماعية والجنسية ملغيّة عند المثول في حضرة الرب ولكن ليس في الحياة اليومية. وينبغي أن يَعلموا أن لا علاقة لهذه الإختلافات بالأفضليات. ألأممي، العبد، المرأة ليسوا في مركز يقل عن اليهودي، الحُر أو الذَكر. بل ومن الممكن أن يتفوّقوا في طرق ما. بدل محاولة إعادة صياغة ترتيب الله في الخليقة وفي العناية، يجب أن يقبلوا ويفرحوا فيه. |
«يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أيضاً وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّئِقِ وَإِنَّمَا إِلَى الْفَقْرِ.» (أمثال 24:11) http://image.shutterstock.com/displa...n-36715279.jpg يطلعنا الروح القدس هنا على سِر مُفرح. وبِعَكس كل ما نتوقّع ولكنه واقع لا مُتغيّر. السر هو: كل ما أعطيت أكثر، تزداد. وكل ما خزنت أكثر يقل ما عندك. الكَرَم يضاعف نفسه. البُخل يولّد الفقر. «ما أعطيت، عندي، ما أنفقت، كان عندي، وما خبّأت، خسرت.» لا يعني هذا أنك تحصد بقدر ما تزرع، أو أن الوكيل الأمين يصبح غنياً مادياً. يمكن أن يزرع دولارات ويحصد نفوساً. يمكن أن يزرع لطفاً ويحصد صداقة. يمكن أن يزرع حناناً ويحصد محبة. وهذا يعني أن الكريم يحصد مكافآت لا يعرفها الغير. تَصِله رسالة تخبره أن المبلغ الذي تبرع به سد حاجة شديدة في الوقت المناسب وبالمبلغ المطلوب. يَعلم أن كتاباً قد اشتراه لأحد الشباب المؤمنين استعمله الله ليُغيّر اتجاه حياة أحدهم. يسمع أن معاملته اللطيفة التي قام بها بإسم يسوع المسيح كانت حلقة في سلسلة خلاص ذلك الشخص. فهو مبتهج جداً. فرحه لا يعرف الحدود. لن يبدّل مكانه مع آخرين يبدو أنهم يملكون أكثر منه. الناحية الثانية من هذا الحق هي أن التخزين يؤدّي إلى الفقر. في الحقيقة نحن لا نلاقي المتعة في المال المودَع في المصارف. ربما يخدعنا بشعور زائف من الأمان، لكنه لن يمنحنا فرحاً دائماً وحقيقياً. إن أي فائدة نحصل عليها تكون هزيلة ولا تقارن أبداً مع الفرح الذي يجلبه المال المُستعمل لمجد الرب يسوع، والبركات التي يحصل عليها الأفراد. الرجل الذي يحتفظ بماله أكثر ممّا يجب، يمكن أن يكون له رصيد كبير في المصرف، يكون رصيد فرحه قليلاً في هذه الحياة، ورصيداً صغيراً في مصرف السماء. ليس القصد من عدد هذا اليوم أن يعلّمنا مبدأ إلهياً فقط بل أيضاً ليضع أمامنا تحدياً إلهياً. يقول لنا الرب، «تأكّد بنفسك. أتِح لي استعمال خبزك وسمكك. أعلم أنك كنت تريد أن تأكلها بنفسك. لكن إن سلّمتها لي، سيكون كفاية لطعامك ولآلاف غيرك. ستشعر بالحرج أن تأكل أنت بينما يجلس حولك الكثيرون يراقبونك. لكن فكر بالارتياح الذي تشعر به حينما تَعلم أنني استعملت طعامك لإشباع الآلاف.» قال شارلز واردسورث: «كل ما ننفقه على أنفسنا يضيع هباء، أما ما نقرضه للرب يصبح كنزاً لا ينفذ، لأن كل شيئ من عندك.» |
«لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ.» (رسالة يوحنا الثالثة 4) http://www.topnews.in/files/jesus-Christ.jpg لم يكن الرسول يوحنا غير مدرك للفرح الشخصي الذي يتأتّى جراء ربح النفوس. يأتي بفرح روحي عظيم عند المجيء بخاطئ إلى الرب يسوع. لكن بالنسبة ليوحنا، الفرح الذي يفوق هذا أن يرى أولاده بالإيمان مستمرّين بالثبات في الرب. كتب الدكتور م. دهان، «كان في خدمتي أوقات أقول فيها، أعظم فرح المؤمن هو أن يقود نفساً للمسيح. ومع مرور السنين، غيرّت فكري...لأن الكثيرين الذين فرحنا باعترافهم، سقطوا سريعاً وتبدّل فرحنا بحزن شديد وأسى. لكن وبعد مرور سنوات نجد المؤمنين ينمون بالنعمة، يسلكون بالحق- هذا هو الفرح الأعظم.» عندما طُلب من ليروي إيمز أن يخبر بأعظم فرح من أي أمر آخر في الحياة قال، «عندما ينمو شخص أتيت به للمسيح ينمو ويتقدّم في حياة القداسة والإثمار، تلميذاً ناضجاً يسعى إلى المجيء بالآخرين إلى المسيح ويساعدهم بدوره.» ليس غريباً أن يكون هذا أعظم فرح. فللروحيات ما يقابلها في الطبيعيات. هنالك فرح عظيم عند ولادة طفل، لكن هنالك عادة سؤال يفرض نفسه، «كيف سيكون حاله عندما يكبر؟» كم يكون سرور الأبوين عندما ينضج ويظهر أنه رجل صاحب شخصية متميزّة وإنجازات باهرة! وهكذا نقرأ في أمثال 16،15:23: «يَا ابْنِي إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيماً يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أيضاً وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ.» الدرس العملي الذي ينبثق من كل هذا هو أننّا ينبغي ألاّ نكتفي بأساليب التبشير والتلمذة السطحية. إن كنا نريد أولاداً يسلكون بالحق ينبغي أن نكون مستعدّين لنسكب حياتنا في حياتهم، عمليّة مُكلفِة تتضمّن الصلاة، الإرشاد، التشجيع، النصح والتقويم. |
«الاِبْنُ الْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ وَالاِبْنُ الْجَاهِلُ حُزْنُ أُمِّهِ.» (أمثال 1:10) http://www.dollsofindia.com/dollsofi...ist-BC87_l.jpg ما الذي يقرّر إن كان الابن سيكون حكيماً أو جاهلاً؟ ما هي العوامل التي تقرّر أن يصبح يوحنا أو يهوذا؟ تدريب الآباء بلا شك اعتبار مهم. وهذا يتضمّن تأسيساً جذرياً في الكتب المقدسة. التأثير المقدس للكلمة لا يمكن المغالاة به؟ يتضمّن بيتاً محصّناً بالصلاة. والدة أحد المبشّرين الإنجيليين تنسب حفظه من الشر الأخلاقي أو العقائدي إلى حقيقة «بليَت ركبتاها في الصلاة لأجله.» يعني التأديب الحازم ليتعلّم الولد الطاعة والخضوع للسلطة. نسمع اليوم صرخات مرتفعة ضد التربية الحازمة، لكن قد تحطّمت أنفُس لا حصر لها بالتدليل أكثر ممّا باستعمال القضيب. (أمثال 24:13، 13:23، 14) يعني تجهيز الولد بأمان المعرفة أنه محبوب. ينبغي إيقاع العقاب كعمل ينم عن المحبة وليس عن الغضب. يعني أن يقوم الوالدان بتجهيز المثال الحي عمّا يؤمنان به. المُرآة في الدين أثبتت أنها حجر عثرة للعديد من أولاد الأهل المؤمنين. لكن هنالك أيضاً مكان لإرادة الولد. عندما يترك البيت يتمتّع بالحرية ليتخذ قراراته بنفسه. وغالبا ما يختلف الأولاد كلياً عن بعضهم حتى الذين تربّوا تحت ذات الشروط وفي نفس البيت. يجب مواجهة حقيقتين في الحياة. ألأولى أن معظم الناس يطلبون أن يتذوقوا طعم العالم بأنفسهم. والأخرى هي أن معظم الناس يفضلون أن يتعلّموا من خلال العار والخزي أكثر منه عن طريق المشورة الحكيمة. الآباء الحكماء لا يمارسون الضغط على أولادهم ليقوموا باعتراف الإيمان. إذا رغبوا في المجيء إلى الرب ينبغي تشجيعهم. لكن إذا أُجبروا على الاعتراف الكاذب، يتخلّوا عن ذلك الاعتراف في سنين تالية ويكون من الصعب ربحهم للرب. إن كان الآباء المؤمنون قد بذلوا جهدهم ليربّوا أولادهم في خوف وتحذير الرب، لكي يتحطّم هذا الولد فيما بعد، فما الفائدة؟ ينبغي أن يتذكّروا أن الفصل الأخير لم يكتب بعد. لا تصعب حالة على الرب. بالصلاة المستمرّة والمُخلِصة وبالحفاظ على قنوات الإتصال مفتوحة يمكن أن يشهدوا رجوع ولدهم العاق. وفي حالات أخرى فإن صلوات الوالدين قد استجيبت بعد أن انتقلوا هم أنفسهم إلى بيتهم ليكونوا مع الرب. |
«إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ.» (كورنثوس الأولى 58:15) http://images5.fanpop.com/image/phot...01-400-266.jpg ليس غريباً أن يثْبط عزم شخص في خدمته لأجل الرب ويتوقّف عن الخدمة. أعتقد أن معظمنا قد مر في هذه التجربة في وقت من الأوقات. لذلك، في قراءة اليوم، أود أن أشارككم بأربع فقرات كانت لي تشجيعاً هائلاً ومنعتني من الاعتزال. الأولى من أشعياء 4:49، «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ عَبَثاً تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغاً أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي.» هنالك لحظات، ولكنها قليلة لحسن الحظ، تأتي بعد مرور سنوات طويلة من الخدمة للرب تبدو كأنها تتبخّر إلى لا شيء. يبدو كأن كل عملنا كان مجهوداً ضائعاً. وقد يبدو أن «عمل المحبة قد ضاع.» لكن لا، ليس الأمر كذلك. يؤكّد لنا عدد اليوم أن الله عادل ويؤمّن لنا مكافأة ملوكية. لن يضيع عبثاً أي عمل يُعمل لأجله. الفقرة الثانية من أشعياء 10:55و11 «لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعاً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلآكِلِ، هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ.» نجاح العاملين على توزيع كلمة الله الحية مضمون. النتائج مضمونة. كلمته لا تقاوَم. كما أن جيوش الأرض لا يمكنهم منع المطر والثلج من السقوط، هكذا لا تستطيع جميع جيوش إبليس والإنسان أن يمنعوا كلمة الله من التقدّم وإحداث ثورة في حياة البشر. نحن مع الجانب المنتصر. ثم هنالك التشجيع العظيم في متى 40:10، «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.» هل زجرك أحد بسبب شهادتك المسيحية؟ أو نبذك؟ أو سخر منك؟ هل أوصد أحدهم الباب في وجهك؟ لا تأخذ المسألة شخصياً. عندما يرفضونك، فإنهم في الواقع يرفضون المخلّص. الطريقة التي يعاملك بها الناس هي نفس الطريقة التي يعاملون بها الرب. كم هو جميل أن تكون على علاقة قريبة مع ابن الله. وهنالك طبعا كورنثوس الأولى 58:15 (في أعلى الصفحة). كان بولس يقدّم حقيقة القيامة. لو كانت هذه كل الحياة، فإن تعَبنا يكون عبثاً. لكن هنالك أمجاد أبدية وراء القبر. كل ما يُعمل باِسم الرب يُكافأُ هناك. لن تكون هناك خدمة غير مثمرة أو بلا جدوى. الخدمة المسيحية هي أكثر مجداً من جميع الدعوات. لا يوجد أبداً سبب شرعي للاعتزال. التشجيع من كلمة الله كافٍ ليحفظنا من التقهقر. |
«وَلَكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هَذَا الْخَتْمُ. يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ. وَلْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي اسْمَ الْمَسِيحِ.» (تيموثاوس الثانية 19:2) http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...tures-2510.jpg حتى في أيام الرسل كان هناك ارتباك في ديانات العالم. كان اثنان يعلّمان عقيدة غريبة وهي أن قيامة المؤمنين قد انتهت. تبدو هذه الفكرة جنونية لنا. لكنها كانت جدية بما فيه الكفاية لتقلب إيمان بعض الناس. يبرز السؤال الطبيعي، «هل كان هذان الشخصان مؤمنين حقيقيين؟» وكثيراً ما نواجه هذا السؤال في أيامنا. ها رجل دين بارز ينكر الولادة العذراوية. مدرِّس في كلية اللاهوت يعلّم أن الكتاب المقدس يحتوي أخطاء عديدة. طالب في الجامعة يدّعي أن الخلاص بالنعمة بالإيمان لكن يتمسّك بالمحافظة على يوم السبت كضرورة للخلاص. رجل أعمال يخبر عن اختبار خلاصه لكنه يبقى عضوا في كنيسة تكرّم الرموز وتعلِّم أن الخلاص بالأسرار المقدسة، ويدّعي قائدها أنه معصوم عن الخطأ في شؤون الدين والأخلاق. هل هؤلاء مؤمنون حقيقيون؟ لنكون صريحين جداً، إن هناك حالات لا يمكننا التحديد بالضبط سواء كان الشخص مؤمناً حقيقياً أو مزيفاً. بين الصحيح والخطأ، بين الأسود والأبيض. هنالك منطقة رمادية لا يمكننا الجزم فيها. الله وحده يعلم. الشيء الوحيد الأكيد في عالم الشكوك هو أساس الله. كل ما يبنيه ثابت وراسخ. وعلى هذا الأساس نُقِشَ شيئان. الواحد يمثِّل الجانب الإلهي والآخر الإنساني. الأول إعلان والآخر وصايا. الجانب الإلهي يعني أن الله يعلم مَن هُم خاصّته. يعلم مَن هُم الذين ينتمون له حقيقة حتى ولو كانت أعمالهم ليست دائماً كما ينبغي أن تكون. من الجهة الأخرى يعرف عن كل تظاهر ورياء من طرف الذين يُظهرون الخارج وليس حقيقتهم المخفية. ربما لا يمكننا التمييز ما بين الخراف والجداء، لكن الله يستطيع ويُفرِّق. أمّا الناحية البشرية فهي أن كل من يدعو باِسم الرب يسوع ينبغي أن يبتعد عن الإثم. وبهذا يبرهن الشخص حقيقة اعترافه. كل من يستمرّ في الخطية يخسر مصداقيّته فيما يختص بإدعائه أنه مؤمن. هذا هو إذاً مصدرنا، عندما يصعبْ علينا الأمر التمييز ما بين الحنطة والزوان. الرب يعرف خاصته. كل الذين يدَّعون اٌلايمان يمكنهم أن يظهروا ذلك للآخرين عن طريق انفصالهم عن الخطية. |
«بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.» (يوحنا الأولى 10:3) http://leightonbaptist.com/wp-conten...Christiani.jpg قبل سنوات عديدة كانت العادة أن يحتفظ كل بيت بألبوم العائلة في غرفة الضيوف. كان مغلّفاً بقماش جلديّ ومزيّن بنقوش ذهبية بارزة. حزام من الجلد مع مشبَّك يلتف حول الألبوم ويقفله جيّداً. كانت الصفحات من الورق المقوّى المزيّن بعيّنات من الزهور وأطرافه مطليّة باللون ذهبي. وعلى كل جانب من هذه الصفحات كانت تُلصق بعض الصور. وعندما كان الضيوف يتصفّحون الصور كانوا يطلقون عبارات مثل، «أسعد يشبه جدّته في هذه الصورة» أو «تَحمِل سارة سِمات العائلة». رسالة يوحنا الأولى تذكّرني بألبوم صور العائلة القديم لأنه يصوِّر كل من هم في عائلة الله ويحملون شبّه العائلة. لكن يتكلّم هنا عن شبَه روحي وأخلاقي وليس جسدي. يوجد على الأقل ثماني نواحٍ «يشبه» المؤمنون فيها بعضهم البعض روحياً. الأولى أن جميعهم يُقرّون بنفس الاعتراف عن يسوع، يعترفون أنه المسيح، أي المسيا أو الممسوح (يوحنا الأولى 2:4، 1:5). بالنسبة لهم يسوع والمسيح نفس الشخص الواحد. جميع المؤمنين يحبّون الله (2:5). مع أن هذه المحبة تكون أحياناً ضعيفة، ألا أنه يوجد وقت يستطيع المؤمن فيه أن يرفع بصره إلى الأعلى إلى وجه الله ويقول، «أنت تعلم أني أحبك.» جميع المؤمنين يحبّون الإخوة (10:2، 10:3، 14، 7:4، 12). هذه السِمة مشتركة لكل الذين انتقلوا من الموت إلى الحياة. لأنهم يحبون الله، يحبون كل المولودين من الله. يتميَّز كل الذين يحبون الله بالمحافظة على وصاياه (24:3). طاعتهم مدفوعة بمحبة الذي بذل كل شيء لأجلهم وليس بدافع الخوف من العقاب. لا يمارس المؤمنون الخطية (6:3، 9، 18:5). نعم، يقترفون أعمال الخطية لكن الخطية لا تُهيْمن بقوة على حياتهم. ليسوا بلا خطية ولكن خطاياهم قليلة. أعضاء عائلة الله يمارسون البرّ (29:2، 7:3). ليس فقط أنهم لا يقترفون الخطية كعادة-يمكن أن يكون هذا سلبياً وخاملاً. يمدّون يداً للآخرين بأعمال البرّ-هذا إيجابي وفعاّل. السِمة السابعة لأعضاء عائلة الله هي أنهم لا يحبون العالم (15:2). يدركون أن العالم مكوّن من أنظمة مصمّمه لمقاومة اللّه، وكونك صديقاً للعالم يعني أنك عدوٌ لِلّه. وأخيراً المؤمن يتغلّب على العالم بالإيمان (4:5). ينظرون إلى ما هو أبعد من خديعة الأشياء الفانية إلى الأشياء الباقية الأبدية. يعيشون لأمورٍ لا تُرى وأبدية. |
«وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ.» (تيموثاوس الأولى 19:1) http://www.trulygraphics.com/wp-cont...st-graphic.jpg ذا الضمير عبارة عن جهاز مراقبة منحه الله للإنسان ليصادق على كل سلوك جيّد ويحتج على كل ما هو خطأ. عندما أخطأ آدم وحواء، أدانهما ضميرهما وعرفا أنهما عريانان. مثل باقي أعضاء الإنسان الطبيعية، تأثَّر الضمير بدخول الخطية بحيث لا يمكن الاعتماد عليه دائماً. الحكمة القديمة «دع ضميرك يكون مرشدك» لم يعد قانوناً ثابتاً. لكن في معظم فساد الأخلاق لا يزال الضمير يضيء إشاراته الحمراء والخضراء. عند الإيمان يتطهّر ضمير الشخص من أعمال ميّتة بدم المسيح (عبرانيين 14:9). وهذا يعني أنه لم يعُد يعتمد على أعماله ليقدّم له موقفاً مستحسناً أمام الله. قلبه مرشوش من ضمير شرّير (عبرانيين 22:10) لأنه يعلم أن مشكلة الخطية قد وَجدَت حلّها إلى الأبد بواسطة عمل المسيح. لا يدينه الضمير فيما بعد بما يختص بالذنب والدينونة والخطية. من الآن فصاعداً يتوق المؤمن إلى ضميرٍ خالٍ من الإزعاج من جهة الله أو الإنسان (أعمال 16:24). يتوق إلى ضميرٍ صالح (تيموثاوس الأولى 5:1،19، عبرانيين 18:13، بطرس الأولى 16:3). ويتوق لضمير طاهر (تيموثاوس الأولى 9:3). ضمير المؤمن بحاجة للتعليم من روح الله من خلال كلمة الله. وبهذه الطريقة يطوّر حساسية عالية تجاه مجالات مشكوك فيها في السلوك المسيحي. المؤمنون الكثيرو الشكوك في أمور غير صحيحة أو مغلوطة في ذاتها يملكون ضمائر ضعيفة. إن عملوا شيئاً تدينه ضمائرهم، يقعون بالخطية (رومية 23:14) وبذلك ينجّسون ضمائرهم (كورنثوس الأولى 7:8). يُشبِه الضمير رباطاً من المطّاط. كلّما شددته أكثر يفقد من ليونته أكثر. وهكذا يمكن أن يُخنَق الضمير. يستطيع الإنسان أن يحلّل سلوكه الخاطئ بأن يجعل ضميره يقول ما يريده أن يقول. غير المؤمنين يمكن أن يملكوا ضمائر موسومة (تيموثاوس الأولى2:4)، كأنها موسومة بالحديد الساخن (مكويّة). وباستمرار رفضهم لصوت الضمير، يصِلون في النهاية إلى مرحلة يفقدون فيها الحسّ. لا يُزعجهُم فيما بعد اقتراف الخطية (أفسس 19:4). |
«وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِالتَّرَنُّمِ وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ فَرَحٌ أَبَدِيٌّ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. يَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ.» (أشعياء 11:51) http://1800sunstar.com/zzC1LUV/zholy...christ-136.jpg خلفية العدد، تنظر نبوّة أشعياء إلى المستقبل حيث يرجع بفرح شعب الله المختار بعد سبعين سنة من السبي في بابل. يمكن أيضاً أن تشير هذه إلى التجديد المستقبلي حين يجمعهم المسيّا في البلاد، من كل أنحاء العالم. وهذا أيضاً يكون وقت فرح عظيم. لكن في مفهوم أوسع، نكون مُحقّين في تطبيق هذا العدد على اختطاف الكنيسة. نستيقظ على صراخ الربّ، على صوت رئيس الملائكة، وبوق الله، عندما تقوم أجساد جميع المفديّين عبر الأجيال من القبور. المؤمنون الأحياء، يتغيرّون في لحظة، فينضمّون إليهم ليصعدوا لملاقاة الرب في الهواء. ثم تبدأ المسيرة الكبيرة نحو بيت الآب. من الممكن أن تكون كل الطريق مليئة بأجواق من الملائكة. على رأس المسيرة يقف الفادي نفسه، يندفع بانتصار مجيد على الموت وعلى القبر. ثم يتبعه المفديون، من كل قبيلة، ولسان، وشعب وأمةّ. ربوات، وربوات ربوات، يرنّمون بكل كمال، «مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ.» كل واحد من هذه الجموع هو بمثابة نصب تذكاري لنعمة الله العجيبة. كل منهم قد إفتدي من الخطية ومن عارها، وصار خليقة جديدة بالمسيح يسوع. مرّ بعضهم بآلام شديدة بسبب إيمانهم، آخرون بذلوا حياتهم لأجل المخلّص. لكن اختفت الآن كل آثار الجروح والتشويهات، والقدّيسون في أجسادهم العديمة الموت والممجّدة. إبراهيم وموسى في وسطهم، وأيضاً داود وسليمان. هناك بطرس المحبوب، يعقوب، يوحنا وبولس. مارتن لوثر، جون ويسلي. جون نوكس وجون كالفن. لكنهم ليسوا مجهولين كبعض أولاد الله المختبئين، غير معروفين على الأرض، لكنهم معروفين للسماء |
«اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ.» (مرقس 19:5) http://i3.squidoocdn.com/resize/squi...t_Art_print.jp في بداية خلاصنا نعتقد أن الأمر بسيط جداً وجميل حتّى أننا نعتقد أن كل أقاربنا يريدون أن يؤمنوا بالمخلّص عندما نخبرهم. وبدلاً من ذلك نجد في بعض الحالات أنهم يُقاوِمون، شاكين ومعادين. يتصرّفون وكأننا قد اقترفنا خيانة ضدّهم. وحين نجد أنفسنا بجوّ مثل هذا، يكون ردّ فعلنا غالباً بطرق تعيق مجيئهم إلى المسيح. وفي بعض الأحيان نردّ بعنف ثم نصبح منعزلين ومزاجيين. أو ننتقِد حياة عدم الإيمان فيهم متناسين أنهم لا يمتلكون القوة الإلهية اللازمة ليسلكوا بالمستوى المسيحي. يسهُل في مثل هذه الأوضاع أن نعطي انطباعاً أننا نعتبر أنفسنا أعلى منهم مرتبة. وبما أنهم سوف يتّهموننا بأننا نقول أننا «أقدس منهم» فينبغي أن نتجنّب إعطاءهم سبباً عادلاً لهذا الإتهام. خطأ آخر نقترفه هو محاولة إجبارهم على قبول الإنجيل. بسبب محبّتنا الكبيرة لهم وغيرتنا على أرواحهم، نُبعدهم بكرازتنا الهجومية. أمر واحد يؤدّي إلى آخر. نفشل في ممارسة خضوع المحبة لوالدينا، كأن إيماننا المسيحي أعتقنا من واجب إطاعتهم. ثم نزيد من ابتعادنا عن البيت، قضاء الوقت في خدمات الكنيسة وبصحبة المؤمنين. وهذا بدوره يزيد من امتعاضهم من الكنيسة ومن المؤمنين. عندما شفى يسوع المسكون بالأرواح الشريرة، لجيئون، قال له أن يذهب إلى بيته ويخبر أصدقاءه بما صنع به الرب. هذا أول ما ينبغي أن يعمله- يقدّم شهادة بسيطة، متواضعة، صادرة عن محبة للإيمان الجديد. ويصاحب هذا شهادة الحياة المتغيِّرة. لنجعل نورنا يضيء قدّامهم لكي يروا أعمالنا الحسنة ويمجّدوا أبانا الذي في السموات (متى 16:5). وهذا يعني إظهار إكرام جديد، خضوع، محبة واحترام لوالدينا، نقبل نصيحتهم ما لم تتعارض مع الكتاب المقدس. ينبغي أن نكون متعاونين أكثر في البيت ممّا كنا في السابق- نحافظ على نظافة وترتيب غرفتنا، نغسل الأطباق، ونُخرج النفايات، نعمل كل هذا دون أن يُطلب ذلك منّا. ويعني أيضاً تقبُّل الانتقاد بكل صبر دون المعاملة بالمثل. سيُصعقون من روح الانكسار الجديدة، وخاصة إن لم يشهدوا ذلك من قبل. قليل من اللطف يساعد على كسر المقاومة- رسائل تقدير، معايدات، مكالمات هاتفية وهدايا. بدل عزل أنفسنا عن والدينا ينبغي أن نقضي وقتاً معهم محاولين تقوية الروابط. ومن ثم ربّما يقبلون دعوة لمرافقتنا إلى الكنيسة- وأخيراً يكرسّون حياتهم للرب يسوع المسيح. |
«اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا.» (كورنثوس الأولى 20:7) http://www.quotespicture.org/quotes/...t-quotes-1.jpg عندما يصبح أحدهم مؤمناً، ربما يعتقد أنه ملزم بقطع كل علاقة بحياته السابقة. لتصحيح هذا الاعتقاد، يضع الرسول بولس قاعدة عامة أنه ينبغي للشخص أن يبقى في نفس الحِرفة التي كان يمارسها عند التجديد. لندرس هذه القاعدة ونقترح بعض المعاني الإيجابية والسلبية. في سياق الكلام، ينطبق العدد على علاقة خاصة في الزواج. في حالة إيمان واحد من الزوجين بينما الآخر غير مؤمن. ماذا ينبغي أن يعمل المؤمن، هل يقوم بطلاق الزوجة؟ لا، يقول بولس، ينبغي أن يحافظ على العلاقة الزوجية على أمل أن يتجدّد شريكه بواسطة شهادته. وبصورة عامة، تعني قاعدة بولس أن التجديد لا يتطلّب قطع أو وقف علاقات وصداقات ما قبل الخلاص التي لا تُمنع بوضوح في الكتاب. فمثلاً، اليهودي غير مضطر لإجراء عملية جراحية ليطمس علامات كونه يهودياً. وكذلك المؤمن الأمُمي ليس ملزماً بالختان لتمييزه عن الوثني. لا أهمية للمعالم الجسدية وللسِمات. يريد الله أن يرى طاعة لوصاياه. عندما يكون الشخص عبداً عند تجديده، ينبغي ألاّ يثور على عبوديّته لئلاّ يسبّب لنفسه الوقوع في مشاكل وعقوبات. يمكنه أن يكون عبداً صالحاً ومؤمناً جيداً في نفس الوقت. المراكز الإجتماعية والطبقية غير مهمة عند الله. لكن، إن كان العبد قادراً على تحرير نفسه بالطرق القانونية فليفعل ذلك. يكفي هذا عن النواحي الإيجابية من قاعدة بولس. ينبغي أن يكون واضحاً أن هنالك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة. فمثلاً، لا تعني أن الشخص الذي يعمل في عمل شرّير يستمر فيه. إن كان يعمل كعامل بار أو يدير بيت دعارة أو نادياً للقمار فيعرف بالغريزة الروحية أنه ينبغي أن يغيّر مهنته. إستثناء آخر لهذه القاعدة العامة يتعلّق بالصداقات الدينية. المؤمن الحديث ينبغي أن لا يستمر في أي مؤسّسة تتنكّر لأسُس الإيمان المسيحي. يجب أن ينفصل عن أي كنيسة حيث لا يُكرّم المخلّص. ينطبق هذا على العضوية في نواد اجتماعية حيث يُحَّرم اسم المسيح أو لا يُرحَّب به. الولاء لابن الله يتطلّب من المؤمن أن يستقيل من هكذا مؤسّسات. ونختصر الكلام بالقول أن القاعدة تقول أنه ينبغي على المؤمن الحديث أن يبقى في مهنته التي يعمل بها ما لم يكن في ذاك العمل خطية أو جَلبْ العار للرب. ليس مضطراً أن يقطع علاقاته الماضية ما لم تمنعها وبكل وضوح كلمة الله. |
«مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟» (يعقوب 14:2) http://www.davejackson.com/wp-conten..._of_christ.jpg لا يدّعي يعقوب أن الشخص المذكور في عدد اليوم له إيمان. الشخص نفسه يقول أن له إيمان، لكن لو كان له حقاً إيمان مُخلِص، لكانت له أعمال أيضاً. إيمانه مجرّد كلمات فقط، وهذا النوع من الإيمان لا يمكنه أن يُخلّص أحداً. كلمات دون أعمال ميّتة. الخلاص ليس بالأعمال، ولا بالإيمان بإضافة الأعمال. لكن الخلاص بذاك النوع من الإيمان الذي ينشأ عنه أعمال صالحة. لماذا يقول يعقوب إذاً في العدد 24 أن الإنسان يتبّرر بالأعمال. أليس هذا تناقضاً صريحاً لتعاليم بولس أننا نتبّرر بالإيمان؟ لكن في الواقع ليس هناك مِن تناقض. الحقيقة هي أنه يوجد ستّة نواح مختلفة من التبرير في العهد لجديد: نتبرّر بالله (رومية 33:8)، هو الذي يعتبرنا أبراراً. نتبرّر بالنعمة (رومية 24:3)، الله يمنحنا التبرير عطيّة مجانيّة لا نستحقّها. نتبرّر بالإيمان (رومية 1:5)، نحصل على هذه العطية بالإيمان بالرب يسوع المسيح. نتبرّر بالدم (رومية 9:5)، دم يسوع الثمين هو السعر الذي دُفع لتبريرنا. نتبرّر بالقوة (رومية 25:4)، القوة التي أقامت ربنا من الموت هي التي تجعل تبريرنا ممكناً. نتبرّر بالأعمال (يعقوب 24:2)، الأعمال الصالحة هي البرهان الظاهر للجميع أننا حقاً قد تبّررنا. الإيمان عملة خفِيّة، إنها إجراء غير منظور وقع ما بين النفس البشرية والله. لا يستطيع الناس أن يشاهدوا إيماننا. لكنهم يستطيعون أن يروا أعمالنا الصالحة التي هي ثمر الإيمان المخلِّص. يحق لهم الشك في إيماننا إلى أن يروا الأعمال. أعمال إبراهيم الصالحة كانت استعداده ليقدّم ابنه ذبيحة للرب (يعقوب 21:2). أعمال راحاب الصالحة كانت خيانة بلدها (يعقوب 25:2). وسبب كونها «صالحة» هي أنها أظهرت الإيمان بيهوه. وإلاّ، لكانت أعمالاً سيّئة، أعني، جرائم وخيانة. الجسد المنفصل عن الروح ميت. هذا هو الموت- انفصال الروح عن الجسد. وهكذا الإيمان بلا أعمال ميت أيضاً. لا حياة فيه، عديم القوة والنشاط. الجسد الحي يُظهر أن روحاً غير مرئيّة تسكن فيه. فالأعمال الصالحة دليل أكيد على وجود الإيمان المخلّص، غير المرئي الساكن في داخل الإنسان. |
«حارِّينَ فِي الرُّوحِ.» (رومية 11:12) http://turnerjrarleeultimateweapon.w...20-%20Copy.jpg أحد القوانين العاملة في العالم الطبيعي هو أن الأشياء تخسر قوة الدفع أو تنحل أو تحترق. هذا ليس اقتباساً علمياً للقانون لكن يعطينا فكرة عامة. يُقال، مثلاً، أن الشمس تحترق بصورة شديدة، ومع أنها تستطيع الاستمرار لمدّة طويلة فعُمرها في تراجع. الأجساد تشيخ، تموت وتعود إلى التراب. عقارب الساعة التي تعمل بالبطّاريّة تتباطأ ثم تتوقّف. نغيّر الباطارية وبعد فترة تَحتاج إلى تغييرها من جديد. الماء الساخن يبرد ليتساوى مع حرارة الغرفة. تفقد المعادن بريقها وتبهت. الألوان تبهت. لا يدوم شيء إلى الأبد ولا حركة دائمة. التغيير والتعفّن يؤثّران في كل شيء. العالم نفسه يشيخ. وعند الكلام عن السماء والأرض يقول الكتاب، «هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ (ابن الله) تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى» (عبرانيين 11:1، 12). ولسوء الحظ هنالك كما يبدو مبدأ مشابه في العالم الروحي. يصحّ قوله في الأفراد، في الكنائس، في الحركات وفي المؤسسات. حتّى لو بدأ الشخص حياته المسيحية بتألُّق، يوجد دائما خطر هبوط الغيرة، أو إخماد القوة وتراجع الرؤيا. نتعَب، نكتفي بأنفسنا، نفتُر ونشيخ. ينطبق نفس الشيء على الكنائس. بدأ الكثير منها في قمّة حركة الروح القدس العظيمة. استمرّت النار مشتعلة لعدّة سنوات. ثم جاء الانحدار. تترُك الكنيسة محبّتها الأولى (رؤيا 4:2). انتهى شهر العسل. يخلي الحماس التبشيري مكانه للخدمة الروتينية. ربما يُضحّى بالطهارة العقائدية لهدف الوحدة التي لا قيمة لها. وأخيراً تكون بناية فارغة شهادة صامتة أن الأمجاد قد تلاشت. الحركات والمؤسّسات خاضعة للفساد. ربما بدأت بامتداد تبشيري قوي، ثم انشغلت بالعمل الاجتماعي حتّى صار الإنجيل مُهمَلاً. أو قد بدأوا بحماس وقيادة الروح، ثم هبطوا إلى التقاليد الباردة والشكليّات. ينبغي أن نحترز ضد الانحطاط الروحي. نحتاج إلى اختبار ما يسميّه نورمان جراب «النهضة المستمرة». ينبغي المحافظة على «الوهج الروحي». |
«اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ.» (أمثال 17:18) http://lh6.ggpht.com/_VBexm3KnFCw/SZ...A/Christ12.jpg الجزء الأول من هذا العدد يشير إلى ضعف شائع بين جميعنا. نقوم وبشكل دائم بتقديم براهين بطريقة تضعنا تحت الضوء بقدر الإمكان. ويتم هذا تلقائياً وطبيعياً. فمثلاً، نخفي حقائق يمكن أن تسبّب لنا ضرراً ونركّز على ما فيه مصلحتنا. نقارن أنفسنا بالآخرين الذين يُبان عليهم الضعف. نلقي باللوم الناتج من أعمالنا على الآخرين. ننسب دوافع مقدّسة لأعمالنا المغلوطة. نشوه ونحرّف الحقائق لكي يكون لها شبهٌ ولو قليل بالواقع. نستعمل كلمات عاطفية ملوّنة لنرسم صورة أكثر استحساناً. يلقي آدم اللوم على حوّاء، «الْمَرْأةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأكَلْتُ» (تكوين 12:3). وألقت حوّاء اللوم على إبليس، «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأكَلْتُ» (تكوين 13:3). دافَع الملك شاول عن عدم إطاعته وأنقى على الخراف والثيران عماليق ونسب لها دوافع مقدّسة: «فَأَخَذَ الشَّعْبُ مِنَ الْغَنِيمَةِ ...لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي الْجِلْجَالِ» (صموئيل الأول 21:15)، مقترحاً أن اللوم يقع على الشعب إن كان لا بد من اللوم. أمّا داود فقد كذب على أخيمالك لكي يحصل على أسلحة قائلاً: «لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ مُعَجِّلاً؟» (صموئيل الأول 8:21). وفي الحقيقة لم يكن داود في خدمة الملك بل كان هارباً منه. لقد أخفت المرأة على البئر الحقيقة وقالت، «لَيْسَ لِي زَوْجٌ» (يوحنا 17:4). في الواقع كان عندها خمسة أزواج وكانت تعاشر الآن رجلاً لم تكن متزوّجة به. وهكذا يستمرّ الحال! بسبب طبيعتنا الساقطة، التي ورثناها من آدم، يصعب علينا أن نكون موضوعييّن عندما نُقدِّم وجهة نظرنا في موضوع معيّن. نميل إلى تصوير أنفسنا بأحسن صورة إيجابيّة. يمكن أن نتعاطف بخصوص خطية في حياتنا بينما ندين نفس الخطية بشدّة في شخص آخر. «اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ،» أي عندما يتقدّم الرفيق ليُدلي بشهادته، يعطي صورة صحيحة للحقائق. يكشف كل المحاولات الماكرة للتغطية ولتبرئة الذات. يخبر القصة دون تحريف. وأخيراً، الله هو الرفيق. الشخص الذي يلقي الضوء على الأشياء المخفيّة في الظلام ويكشف أفكار ونوايا القلب. الله نور وليس فيه ظلمة البتّة. ينبغي أن نكون أمناء وفوق كل الشبهات في شهادتنا إن كنّا نريد أن نسير معه في شركة مكشوفة، حتىّ ولو ينتج عن ذلك إدانتنا. |
«لَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ.» (يعقوب 2:4) https://1.bp.blogspot.com/_y8O6oXwz20...hrist+0203.jpg يثير مِثل هذا العدد سؤالاً مهماً. لا نملك لأننّا لا نطلب، فما هي الأشياء العظيمة التي نفتقدها في الحياة لأننّا لا نطلبها بالصلاة. سؤال شبيه بهذا يُثار في يعقوب 16:5، «طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا.» فإن لم يصلّي هذا البار، فهل نستغرب من قلّة الإنجازات بواسطته؟ المشكلة مع كل منّا هي أننّا لا نصلّي بما فيه الكفاية، أو عندما نصلّي، نطلب قليلاً. نحن ما يقول عنّا س. ت. ستاد «نأكل ما يمكننا من الفُتات بدل أن نقبض على المستحيل.» صلواتنا بسيطة ضعيفة الخيال بدل أن تكون جريئة وجسورة. ينبغي أن نكرم الله بالصلاة لأجل أمور عظيمة. وبحسب كلمات جون نيوتن، أنت تقف أمام ملك، فأحضر التماسات عظيمة، لأنّ نعمته وقوّته تتّسع لمطالب كثيرة. نكرم الله عندما نعمل هذا، نُغني أنفسنا روحياً. يحب أن يَفتح كنوز السماء ويُغدقها علينا، لكن عدد اليوم يقول لنا أنه يعمل هذا استجابة للصلاة. يبدو لي أن هذا العدد يجيب على سؤال نسمعه دائماً. والسؤال هو: هل فعلاً تحرّك الصلاة الله ليعمل أشياء لا يعملها بطريقة أخرى، أو هل تضعنا الصلاة بانسجام مع ما يشاء أن يعمل؟ يبدو أنّ الجواب واضح: يعمل الله أشياء استجابة للصلاة لا يعملها في طريقة أخرى. يهيم خيالنا في اتجاهين حين نتأمّل هذا الموضوع. أولاً، نتذكّر الإنجازات العظيمة التي جاءت نتيجة مباشرة للصلاة. نقتبس كلمات عبرانيين 33:11و34 متذكّرين هؤلاء «الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ.» لكن يمكننا أن نتذكّر ما يمكن أن نكون قد أنجزنا نحن للمسيح لو طلبنا منه. نستطيع أن نتفكّر بالوعود الكتابية العديدة والثمينة التي فشلنا في المطالبة بها. كنّا ضعفاء حين كان من الممكن أن نكون أقوياء. لقد أثّرنا على القليلين لأجل الله، بينما كان من الممكن أن نؤثّر على الآلاف أو حتّى على الملايين. لقد طلبنا دونمات بينما كان بإمكاننا أن نطلب قارّة بأكملها. كنّا فقراء روحيّاً بينما كان بإمكاننا أن نكون أقوياء أصحاب نفوذ. لا نملك لأننّا لا نطلب. |
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدا.» (متى 26:20، 27) https://1.bp.blogspot.com/-BCKmtq_syI...iveness202.jpg هنالك نوعان من العظمة في العهد الجديد ومفيد لنا أن نميّز بينهما؟ هنالك عظمة متعلّقة بمركز الشخص وعظمة أخرى تتعلّق بشخصية الفرد. عند الكلام عن يوحنا المعمدان، قال يسوع أنه لا نبي أعظم منه (لوقا 28:7). هنا كان المخلّص يتكلّم عن عظمة مركز يوحنا. لم يفز أي نبي آخر الامتياز بأن يكون سابقاً للمسيح. ليس المقصود أن يوحنا كان ذو شخصية أفضل من أنبياء العهد القديم، لكن فقط بسبب أنه كان فريد في مهمّته في تعريف حمل الله الذي يرفع خطية العالم. في يوحنا 28:14، قال يسوع لتلاميذه: «أبي أعظم منّي.» هل كان يقصد أن أباه أعظم منه شخصيّاً؟ لا، لأن جميع أعضاء الألوهية متساوون. كان يعني أن الآب كان على عرشه في الأمجاد السماوية بينما هو كان محتقراً ومرفوضاً على الأرض. لقد فرح التلاميذ حين عرفوا أن، يسوع سيرجع إلى الآب لأنه سيكون له مركز المجد نفسه كما للآب. يحوز جميع المؤمنين على مركز عظيم بسبب تشابههم بالرب يسوع. إنهم أولاد الله، ورثة الله وورثة مع المسيح يسوع. يتكلّم العهد الجديد عن عظمة شخصية. فمثلاً، في متى 26:20، 27، يقول يسوع، «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدا.» العظمة هنا هي عظمة الصفات الشخصية، التي تظهر في حياة الخدمة للآخرين. يهتم معظم رجال العالم بالعظمة التي تدل على مراكزهم. وقد أشار يسوع إلى هذا حين قال، «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ» (لوقا 25:22). لكن كل ما يختص بصفاتهم الشخصية، فهي خالية من كل عظمة. يمكن أن يكونوا زناة، مختلسين أو سكّيرين. يدرك المؤمن أن عظمة المراكز دون عظمة الشخصية لا تساوي شيئاً. فما نعتبره هو ما في داخل الإنسان. ثمر الروح مهم أكثر من المراكز العالية في سلّم المسؤوليات. من الأفضل أن تُحصى بين القدّيسين ممّا بين النجوم. |
«أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ.» (فيلبي 13:3) http://purpleopurple.com/biography/s...sus-Christ.jpg عندما نقرأ هذه الكلمات نميل عادة للإعتقاد أن بولس كان يتكلّم عن خطاياه السابقة. كان يعلم أن هذه الخطايا قد غُفرت، أن الله قد وضعها خلف ظهره، ولن يذكرها ثانية. فكان بولس أيضاً مصمّماً على نسيانها وَ «يسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ الله العُليا في المسيح يسوع.» أعتقد أن هذا تطبيق مشروع لهذا العدد. لكن بولس لا يفكّر بخطاياه في هذه الفقرة. بل يفكّر بالأشياء التي ربما كان يفتخر بها نَسَبه، تدينّه السابق، غيرته وبّره الناموسي. و الآن لم تعُد هذه الأشياء تعني له شيئاً. فكان مصمّماً على نسيانها. أتذكّر جون سانج، المبشّر الصيني التقيّ، والذي جاء إلى الولايات المتّحدة للتعليم. وكان في طريق عودته للصين. كَتَبَت ليسلي ليال عنه قائلة: «في أحد الأيام، عند اقتراب السفينة من نهاية سفرتها، ذهب جون سانج إلى حجرته، أخرج شهاداته من حقيبته، وميدالياته ومفاتيح أخويّته ورماها جميعها في البحر ما عدا شهادة الدكتوراه التي حافظ عليها ليفرّح والده. وضعها في إطار وعلّقها في بيته القديم. رآها هناك القس س. كول عام 1938. ولاحظ الدكتور سانج أن القس كول يتطلّع يوماً إلى الشهادة وقال، «لا فائدة من أشياء كهذه. لا تعني لي شيئاً بتاتاً.» «لا بدّ من التخلّي عن الألقاب لامتهان الخدمات المسيحية! كتب هذه الكلمات الدكتور ديني وهو يفكّر بالدكتور سانج. من المحتمل أن العامل الرئيسي في عمل الدكتور سانج أنه جاء اليوم الذي فيه تنازل عن كل ما يعتقد العالم أنه ثمين.» لا تسمح لي أيها الرب أن أفتخر إلاّ بصليب المسيح إلهي، أضحّي بكل ما يمكن أن يعجبني من الأشياء لأجل دمه. ألقاب الإنسان زائلة، أمور لا قيمة لها. تُصان لفترة ثم تُترك لتجمع الغبار لسنوات طويلة. في الصليب كل المجد. نطمح لنكون مسرّين للذي مات لأجلنا وقام ثانية. كل ما يهم هو سماع كلماته «نِعمَّ!» ونكون مقبولين عند الله. مستعدّين أن نتخلّى عن كل شيء لنفوز بالمكافأة. |
«...يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أيضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.» (بطرس الثانية 16:3) http://wallpoper.com/images/00/08/63...t_00086306.jpg اعتاد الدكتور فان جوردر أن يُحدّث عن لافتة معلّقة فوق دكان مشغل للأدوات الخشبية تقول «نقوم هنا بجميع أنواع الفتل واللّي.» لا يتقن عمّال الخشب فقط الفتل واللّي، لكن العديد من المؤمنين المُعلنين إيمانهم يحرّفون ويحوّلون الكتب المقدّسة لتناسبهم. البعض، كما يقول العدد، يحرّفون الكتاب المقدس لهلاك أنفسهم. نحن خبراء لا بأس بنا في التبرير، فمثلاً، نقدّم أعذاراً لخطّة عدم الطاعة بأن نقدّم شرحاً معتمداً أو ننسب لأعمالنا دوافع مستحقّة. نحاول أحياناً أن نعوِّج الإنجيل ليناسب تصرّفاتنا. نقدّم أسباباً حسب الظاهر معقولة لكنها غير حقيقية لسلوكنا أو لوجهة نظرنا. إليك بعض الأمثلة: يَعرِف رجل الأعمال المؤمن أنه من الخطأ أن يقاضي مؤمناً آخر في محكمة مدنيّة (كورنثوس الأولى6: 1-8). وعندما يُواجَه بهذا يقول، «أجل، لقد كان فعلاً مخطئاً ولا يريده الرب أن يفلت من العقاب.» تنتظر جين أن تتزوّج من جون بالرغم من معرفتها أنه غير مؤمن. وعندما يذكّرها أحد المؤمنين بأن كورنثوس الثانية 14:6 يمنع هذا، تقول، «أجل، لكن الرب قال لي أن أتزوجّه لأتمكن من قيادته إلى المسيح.» بالرغم من أن جلين وراعوث مؤمنان يعيشان معاً دون زواج. وعندما يقول له صديقه أن ما يقوم به يُعدّ زنا وأن الزناة لا يرثون ملكوت الله (كورنثوس الأولى 9:6، 10)، يردّ جلين بقَوله: «هذا ما تقوله أنت. نحب بعضنا البعض حبًّا شديداً وفي نظر الله نحن متزوّجان.» وها عائلة مسيحية تعيش حياة بذخ وبهاء، وبالرغم من تحذير بولس أنه ينبغي أن نحيا حياة بسيطة، مكتفين بالطعام والغطاء (تيموثاوس الأولى 8:6). يبرّرون أسلوب حياتهم بإجابة تنم عن الدعابة، «لا ضرر بأن يحيا شعب الله حياة رفاهية.» وهنا رجل أعمال جشع، يكدِّس بكل طمع ما يمكنه من الثروة. وتقول فلسفته، «لا عيب في المال. إنها محبة المال التي هي أصل لكل الشرور.» ولا يخطر بباله أبداً أنه يمكن أن يكون مذنباً بمحبة المال. يحاول الناس أن يضعوا تفسيرات أفضل على خطاياهم ممّا يسمح به الكتاب المقدّس. وعندما يصمّمون على عصيان الكلمة، يجدون عُذراً أقبح من ذنب. |
«وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْمَى ذَبِيحَةً أَفَلَيْسَ ذَلِكَ شَرّاً؟ وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ أَفَلَيْسَ ذَلِكَ شَرّاً؟ قَرِّبْهُ لِوَالِيكَ أَفَيَرْضَى عَلَيْكَ أَوْ يَرْفَعُ وَجْهَكَ؟ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.» (ملاخي 8:1) http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...tures-2508.jpg لا شك فيما يطلبه الله في الذبيحة الحيوانية. ينبغي أن تكون بلا عيب أو بقعة. كان يتوقّع من شعبه أن يقدّموا له أفضل حيوانات قطعانهم. الله يطلب الأفضل. لكن ماذا كان يعمل بنو إسرائيل؟ كانوا يقدّمون الحيوان الأعمى، الأعرج والمريض. الحيوان الصحيح يأتي بالربح الجيّد في السوق، أو يكون مرغوباً للتربية. وهكذا قدّم الناس الحيوان الضعيف كأنهم يقولون، «أي شيء يصلح للرب.» قبل أن ننظر إلى بني إسرائيل نظرة توبيخ وازدراء، ينبغي أن نتأمّل إن كنّا نحن في القرن الحادي والعشرين نقوم بإهانة الرب حين نفشل في تقديم الأفضل له. نقضي أيامنا في بناء المستقبل، محاولين أن نكسب سمعة حسنة، نسكن في بيت كبير في ضواحي المدينة، نتمتّع بالأشياء الرائعة، ثم نقدّم للرب تفاهات من حياة مهترئة. أفضل مواهبنا تذهب لعملنا ولمهنتنا، ويحصل الرب على ما يتبقّى من أمسيات أو نهايات أسبوع. نربّي أولادنا للعالم، نشجّعهم على كسب المال الكثير، على الزواج السعيد، والحصول على بيت مميّز مع كل وسائل الراحة الحديثة. لا نضع عمل الرب أمامهم كطريقة جذّابة يقضون حياتهم فيها. الحقل التبشيري مناسب لأولاد الآخرين وليس لأولادنا. ننفق أموالنا على سيارات فخمة، سيارات رياضة، قوارب شراعية، وأجهزة رياضية من أفضل الأنواع، ثم نقدّم جنيهاً خسيساً أو اثنين لعمل الرب. نلبس الملابس الثمينة، ثم نشعر بالنشوة حين نقدّم القديم لجيش الخلاص. ما نقوله، في الواقع، أن أي شيء يصلح للرب، ونريد الأفضل لأنفسنا. ويقول الرب لنا، «اذهب وتبرّع به لرئيس الدولة. وانتظر لترى إن كان يسر بهديتّك.» سوف يشعر بالإهانة. وهكذا الرب. لماذا نعامله بالطريقة التي لا نجرؤ أن نعامل بها الرئيس. يطلب الله الأفضل. يستحق الأفضل. لنصمّم بكل صدق بأن يحوز على أفضل ما عندنا. |
«فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.» (متى 16:10) http://images.clipartof.com/small/34...esurrected.jpg اللباقة أحد عناصر الحكمة العملية. يجب على المؤمن أن يتعلّم كيف يكون لبقاً. وهذا يعني أنه ينبغي أن يطوّر إحساساً مرهفاً لكل ما يعمله أو يقوله لكي يتجنّب الإساءة وليبني علاقات حسنة. الشخص اللبق يضع نفسه مكان الآخر ويسأل نفسه، «هل يعجبني أن يُقال هذا الكلام عني أو يُعمل لي هذا الأمر؟» يسعى أن يكون دبلوماسياً، يراعي شعور الغير، مهذباً وبصيراً. لسوء الحظ كان للإيمان المسيحي حصّته من أنصار عدم اللباقة. أحد الأمثلة الكلاسيكية كان حلاّقاً مسيحياً يعمل في مدينة صغيرة. في أحد الأيام دخل إليه أحد زبائنه سيّئ الحظ وطلب أن يحلق ذقنه. أجلسه الحلاّق وربط فوطة بيضاء حول عنقه وأمال ظهر الكرسي إلى الخلف. وعلى السقف رأى الزبون هذه الكلمات، «أين ستقضي أبديّتك؟» طلى الحلاق وجهه بالصابون، ثم بدأ يشحذ موسى الحلاقة على حزام الجلد وبدأ بتقديم شهادة مسيحية بالسؤال، «هل أنت مستعد أن تقابل الله؟» اندفع الزبون هارباً من الكرسي ومن الفوطة ومن كل شيء ولم يُسمع منه أي خبر منذ ذلك الوقت. وهنالك الطالب المتحمّس الذي يقوم كل ليلة بالكرازة الشخصية. فبينما كان يسير في شارع معتم، رأى سيّدة في مقتبل العمر تسير أمامه في الظلال. حاول اللحاق بها فأسرعت راكضة. ومن كثرة حماسه، ابتدأ يركض خلفها. وعندما أسرعت في ركضها قام هو بنفس الشيء. وأخيراً ركضت إلى شرفة أحد المنازل وكادت تصاب بصدمة وأخذت تتحسّس حقيبتها تفتّش عن مفاتيحها. وعندما وصل هو إلى الشرفة، بدأت تصرخ متشنّجة من الخوف. ثم قدّم لها كرّاسة وابتسامة على شفتيه وثم وغادر المكان، شاعراً بالسعادة ليفتّش عن خاطئ آخر يقدّم له الأخبار السارة. اللياقة ضرورية عند زيارة المرضى. لا يليق القول، «تبدو مريضاً حقاً» أو «أعرف شخصاً بنفس المشكلة- وفارق الحياة.» من يرغب في تعزية كهذه؟ ينبغي أن نكون لَبِقين حين نزور بيت عزاء. يجب ألاّ نكون مثل ذاك الشخص الذي قال لأرملة فقيد سياسي، «لماذا كان يجب أن يحدث هذا هنا!» ليبارك الله أولئك القديسين المختارين الذين يعرفون كيف يتكلّمون بأدب، وبكلام مناسب. ليت الله يعلِّم الباقين منّا كيف نكون دبلوماسيين لَبِقين بدل أن نكون مرتبكين. |
«أَنَا أَعْرِفُ...ضَيْقَتَكَ، وَفَقْرَكَ.» (رؤيا 9:2) http://rlv.zcache.ca/jesus_christ_po...d_201r_400.jpg يقول الرب يسوع سبع مرّات لكنائس آسية، «أنا عارف» وتقال هذه الكلمات عادة لتدل على إحساس إيجابي. «أنا أعرف أعمالك...تعبك...صبرك...ضيقتك...فقرك...إيمانك...وخد متك.» يوجد بهذه الكلمات عزاء شديد وتعاطُف وتشجيع لشعب الله. يقول ليهمان شتراوس، أنه عند قول يسوع «أنا أعرف»، لم يقصد بالمعرفة التي تأتي بالتدريج بل المعرفة الكاملة، ليس بمجرّد الملاحظة لكن بالخبرة. مع أن القديسين المتألمّين غير معروفين للعالم ومكروهين من العالم. لكنّهم معروفين للرب ومحبوبين منه. يعرف المسيح اضطهاده وفقره، يعرف كيف ينظر العالم إليهم. قدّيسين كثيرين مُتعَبين، تحت التجارب والضيقات قد تقوّوا وتشجّعوا من هاتين الكلمتين «أنا أعرف». هاتان الكلمتان اللتان نطق بهما المخلّص تصيبان ضيقاتنا بابتسامة الله، وتجعل من آلام هذا العالم غير مستحقّة للمقارنة مع المجد الذي سيعلن فينا (رومية 18:8).» إنها كلمات تعاطُف. كاهننا الأعظم يعرف ما نمرّ به لأنه مرّ بنفسه في هذه من قبل. إنه رَجُل الأوجاع ومختبر الحزن. لقد تألم، وجُرِّب. كلمات مشاركة. إنه رأس الجسد، يشارك في تجارب وضيقات الأعضاء. «مع كل غصة قلب، يشاركنا رجل الآلام.» لا يعرف في فكره فقط ما نمرّ به، يعرف الإختبار الحالي ويشعر به. كلمات وعد بالمساعدة. هو الروح المعزّي، يأتي إلى جانبنا ليأخذ أحمالنا ويمسح دموعنا المذروفة. موجود ليضمد جراحاتنا وليطرد أعداءنا. وأخيراً كلمات تؤكّد المكافأة. يعرف كل ما نعمل وكل ألم نَحِسُّ به لأننا نتماثل معه. يحافظ على سِجل دقيق لكل عمل محبة، طاعة أو صبر وسيأتي سريعا اليوم الذي به يُغنينا. إن كنت تمرّ الآن في وادي حزن أو ألم، إسمع المخلّص يقول لك، «أنا أعرف.» أنت لست وحدك. الرب معك في الوادي، وسيعينك على العبور بأمان إلى وجهتك. |
»اُنْظُرُوا أنْ لاَ يَكُونَ أحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ.» (كولوسي 8:2) http://deskofbrian.com/wp-content/up...us-Christ1.jpg تعني كلمة الفلسفة في أصلها محبة الحكمة، ثم أضيف إليها معان جديدة وأصبحت تعني البحث عن الحقيقة وعن القصد من الحياة. معظم فلسفات العالم تعبّر عن نفسها بلغة معقّدة ومتفاخرة فوق مستوى الشخص العادي. محبّبة على أصحاب القوى الفكرية ليغلّفوا الأفكار البشرية بكلمات صعبة الفهم. وبكل صراحة أقول أن الفلسفات البشرية غير مقنعة. يقول عنها فيليبس أنها ليست سوى «أفكاراً وهراءاً صارخاً» مؤسّسة على أفكار الإنسان فيما يختص بطبيعة الأشياء، وتتجاهل المسيح. لقد سُمع الفيلسوف المشهور بيرتراند راسل يقول في أواخر أيامه، «لقد ثبت لي أن الفلسفة ما هي سوى هزيمة ساحقة.» لا يُؤخذ المؤمن بالهراء الصارخ الصادر عن الفكر الحديث. إنه يرفض السجود في معبد الحكمة البشرية. بدلاً من ذلك يدرك أن كل كنوز الحكمة والمعرفة موجودة في المسيح. يفحص كل فلسفات العالم على ضوء كلمة الله ويرفض كل ما يتعارض مع كلمته. لا يزعزعه ظهور الفلاسفة في عناوين الصحف بهجوم جديد على الإيمان المسيحي. يمتلك نضوج الحُكم ليدرك أنه لا يمكن توقّع الأفضل منهم. لا يشعُر بعقدة النقص لعدم استطاعته التحدّث إلى الفلاسفة بكلمات ومقاطع أو يجاريهم باستخدام أفكارهم. يشك في مقدرتهم على التعبير عن رسالتهم ببساطة. ويفرح لأن رَجُل الشارع وحتى أكثرهم جهلاً يستطيع فهم الإنجيل. يرى في الفلسفات الحديثة غواية الحية، «...تكونان كالله» (تكوين5:3). يُجرِب الإنسان ليُمجِد فكره فوق فكر الله. لكن المؤمن الحكيم يرفض كذب الشيطان. يلقي بالتفكير البشري جانباً وبكل ما يرفع نفسه ضد معرفة الله (كورنثوس الثانية 5:10). |
«لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.» (فيلبي 10:2، 11) http://www.newstimeafrica.com/wp-con...sus-Christ.jpg يا له من منظر. كل ركبة في الكون ستجثو لاِسم يسوع القدّوس! سيعترف كل لسان أنه ربّ! لقد حَكَم الله بذلك وحتماً سيتم. هذا ليس خلاص كَوني. لا يقترح بولس هُنا أن كل الخليقة ستتّخذ المسيح ربّاً حياًّ ومحبوباً. لكنه يقول أن هؤلاء الذين رفضوا الإعتراف في هذه الحياة سيضطرون لذلك في الحياة القادمة. وأخيراً ستعترف كل الخلائق بحقيقة يسوع المسيح. سيكون خضوعاً عالمياً. في إحدى عظاته، بعنوان يسوع رب، قال جون ستوت: «عند تتويج جلالة الملكة في كتيدرائيّة ويست مينيستر، أكثر اللحظات المثيرة هي عندما يوشَك أن يوضع التاج على رأسها وعندما يصيح رئيس أساقفة كانتربري، المواطن الأول في البلاد، أربع مرّات باتّجاه البوصلة في الكنيسة، شمالاً، جنوباً، شرقاً وغرباً، أيها السادة، أقدّم لكم الملكة التي بلا شك ملكة على هذه المملكة. هل أنتم مستعدّون لتقدّموا لها الولاء؟ لا يوضع التاج على رأس الملكة حتى يتم سماع صراخ الموافقة في صحن الكنيسة أربع مرّات.» ثم يضيف جون سكوت، «وأقول لكم في هذه الليلة، أيها السيّدات والسادة، أقدّم لكم يسوع المسيح ملكاً ورباً لا جدال حوله. هل أنتم مستعدّون لتقديم الولاء له؟» ذاك السؤال يكّرر نفسه عبر القرون. ومن كثيرين يصدر صراخ الموافقة، «يسوع المسيح رب لنا.» ومِن آخرين يصدر جواب عداء، «لن نَقبل به ملكاً علينا.» ستضطر القبضة المهدّدة على الانفتاح يوماً والرُّكب التي رفضت الانحناء ستجثو لذاك الذي يرتفع اسمه فوق كل اسم. والمأساة هي أن ذلك سيكون متأخراً إذ يكون عندها قد نفذ يوم نعمة الله. لقد انتهت فُرص الخاطئ ليؤمن بالمخلّص. وذاك الذي احتُقرت ربوبيّته يكون قاضياً جالساً على عرش أبيض عظيم. إعترِف به رباً ومخلّصاً اليوم إن لم تكن قد فعلت ذلك من قبل. كن مستعدّاً لتقديم الولاء له. |
قوة حياة المسيحي
الوداعة وتواضع القلب أن حياة الإنسان المسيحي الحقيقي تكون بثقة الإيمان في شخص ربنا يسوع وحيد الآب، الذي وحده يرفع النفس بقدرته إلى العلو الحلو الذي للقديسين، في وداعة القلب الذي يحرسه التواضع، والتواضع يا إخوتي ليس هو في أن يعتبر الإنسان نفسه خاطي، لأنه كذلك فعلاً، وحينما يقولها فهذا ليس تواضع منه، إنما هو اعتراف بحقيقته التي يعرفها جيداً عن نفسه، لذلك حينما يقولها أحد على سبيل التواضع فهذا غش وتدليس، وتظاهر بالتواضع يقوى كبرياء النفس ويغذيه، لأنه ينبغي أن يعترف أمام الله ولا ينكر أمام الناس أنه فعلاً خاطي !!! والإنسان المسيحي عادة لا يعترف ويقول أنه خاطي وعند هذا يصمت، لأنه لو صمت عند أنه خاطي فقط، فهذا يُثبت أنه لم يعرف المسيح الرب بعد ولازال يحيا تحت سلطان الخطية التي لا يرى سواها في داخل قلبه متملكه على كيانه، وقد أصبح ميتاً عن الله، لأن المسيحي الحقيقي يعترف أنه خاطي، ولكنه هو [ الخاطي الذي أحبه يسوع ]، وهذه هي قمة التواضع الحقيقي، لأننا لا نعترف بأعمالنا ولا حتى توبتنا ولا إيماننا ولا حتى عظمة تقديماتنا، على أنها سبب خلاصنا، أو نتيجة أننا أمناء مع الله، بل دائماً ننظر للرب الذي له وحده الخلاص والفضل، والسبب محبته لنا، لأن المتواضع يرى محبة الله وحدها أمام عينيه، ومهما ما فعل من صلاح يجد أن محبة الله تدفعه لهذا دائماً، لأن الله يُريد الكل يخلُّص وإلى معرفة الحق يأتي، وليس لأحد فضل في هذا كله، لأنه تقبَّل دعوة المحبة التي من الله، لأن الدعوة قُدمت لخُطاة الأرض والمُزدرى والغير موجود، لذلك يتغنى المؤمن بالمسيح إذ يرى حقيقة نفسه في محبة الله قائلاً: [ لست أشعر بشيء في ذاتي، ولكني بذلك لستُ مُبرراً ] (1كورنثوس 4: 4)، [ إن يسوع المسيح قد جاء ليُخلِّص الخُطاة الذين أولهم أنا ]، [ أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله ] (1يوحنا 3: 1)، [ القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين. ] (لوقا 1: 49 – 53) أن الاتضاع بهذه الصورة، وهي أن نعرف حقيقة أنفسنا ونراها في محبة الله المعلنة بالإنجيل في قلوبنا بالروح القدس، فنعترف بخطايانا أمام الله الحي الذي هو برنا الحقيقي، تجعلنا نرتفع فوق كل ضعف وخطية مهما ما كانت، مثل العشار الذي قرع صدره معترفاً بحقيقة نفسه مستنداً على محبة الله ومتكلاً على عمل نعمته قائلاً: [ اللهم ارحمني أنا الخاطئ ] (لوقا 18: 13)، في حين أننا نرى مشكلة الكبرياء التي تُطيح بأعظم القديسين، وتمحو أقوى الأعمال، أنها مفسدة للنفس، تهبط بها بعيداً جداً عن الله وتصير مرفوضة بالتمام، مثل الفريسي الذي وقف أمام الله محتقراً العشار الخاطي الذي بجواره، لأن كبرياءه جعله غير راضٍ عن الذين ليسوا مثله، فأهان بكثير من الاعتداد بالذات، ذلك العشار الذي كان ماثلاً امام الله بالقرب منه !!! أليس هذا ما يفعله الكثير منا، حينما نظن في أنفسنا أننا الفاهمين الوحيدين لطريق الرب ونعرف كل التعليم المقدسة، وغيرنا لا يفقه شيئاً وبالتالي مُدان في أعيُننا، لأنه غير صالح للتعليم، أو أن أعماله لا تليق بطريق الله ولا يحق له أن يقترب منا أو يتساوى معنا في الكرامة، أو أن هذا له دين مختلف عنا، فهو في حالة تخلف وعدم اتزان وأعمى وعُريان وشقي، وهكذا نرى بعضاً الخدام أو بعضاً من الكهنة أو قله من أساقفة أو رهبان ... الخ، لا يحتملون أي إنسان يروه في خطية معينة وعلى الأخص لو كانت مقززة لنا، وكأن خطيئته غريبة عنا، ونحن الصالحون المقبولون عند الله وهذا ينبغي أن يُرفض ويُلكم ويُلكز ويُبكَّت، لأن من هذا الخاطئ الشرير الغير متعلم التقوى ولا يفقه في التعليم، حتى يُجالسنا أو يتناقش معنا أو يُقيم معنا شركة !!! لأنه هو الأعمى الفاقد الحس الغير مقبول عند الله !!! وهذا كله نتاج أننا لا نرى [ الله محبة ]، بل نعرف أنه محبة من الكُتب، ومحبته صارت مقصوره علينا، لأننا نعترف أنه يحب الجميع قولاً، إنما من جهة الخبرة والحياة، فأننا نقتصر محبته علينا لذلك لا نرى مسيح العالم كله، بل نرى مسيحنا فقط، وكأن الخلاص صار حكراً علينا، لذلك نحتقر إخوتنا الذين لا يتفقون معنا، وتستحيل وحدتنا معهم، لأن كبرياء القلب الدفين يمنعنا، لأن فلسفة العقل صارت حاجزاً أساسي يمنعنا من أن نُقيم شركة مع أي آخر مختلف عنا، وهذا لأننا لسنا في المسيح، ولكن عقلنا في الكتب والفكر والمنطق، ونُعلِّم بأن الرب يسوع هو عقل الآب والمنطق العاقل، لذلك نفحص كل شيء بحسب العقل والمنطق وليس في برهان الروح والقوة، الذي يجمع المختلفين في المسيح بدون أدنى مشكلة حتى لو كانت أفكارهم مختلفة، وطبعهم مختلف، لأن في المسيح الرب وحده تذوب الخلافات وترتفع كل خصومة ولا يبقى سوى المحبة في تواضع ووداعة عجيبة تجعل الأثنين واحداً بلا أي صعوبة التي نجدها عند الفلاسفة وأصحاب الفكر ومنطق العقل، لأن هيهات أن فلحت أن تجمع أثنين وتصالح بينهما وكل واحد له منطقه وفكره ومتمسك برأيه الذي يراه صحيحاً وكل ما عداه خاطئ بعيداً عن التقوى، وحتى لو فلحوا واتفقوا على صيغة واحدة، ولكنهم لن يستطيعوا أن يستمروا في هذه الوحدة المُزيفة التي بُنيت على قناعة عقل وفي ضوء المنطق، لأنهما لم يجتمعا معاً في المسيح الواحد، وصار كل واحد فيهما مصلوب عن فكره ويقدم المسيح أولاً في تواضع ووداعة القلب، عالماً أنه الخاطي الذي أحبه يسوع، لأن حتماً في أي وقت سيصطدمان مرة أخرى عند أي موضوع يطرح فكرة جديدة قد يتفقان في بعضها أو يختلفان مرة أخرى، لأن كل من لم يدخل في سر الشركة مع الله بالروح، بالطبع لن يحفظ الوحدة في المسيح لأنه خارج عنه، بل ربما يصنع وحدة اجتماعية ولكنها ليست مسيحية على الإطلاق ... الخطية مع الاتضاع تجعل النفس خفيفة ترتفع بسهولة لقوة التوبة والاعتراف الحسن أمام الله، فيُصبح الإنسان مبرراً بفعل عمل النعمة، والكبرياء مع الفضيلة في أعظم صورها، يُثقل النفس ويجر الفضيلة بسهولة إلى الدناءة والانحطاط: [ قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح ] (أمثال 16: 18)، [ قبل الكسر يتكبر قلب الإنسان وقبل الكرامة التواضع ] (أمثال 18: 12). الله يا إخوتي لا يستمع فقط إلى الكلمات والأقوال الخارجة من الفم، بل ينظر للقلب أولاً الذي صدرت منه، فإذا وجد الكلمات تُطابق ما في القلب، وتظهر في تواضع وثقة في محبته، استجاب فوراً وسكب غنى نعمته وبرر النفس ووهبها فرح لا يزول مع سلام فائق... كونوا معافين في روح تواضع يسوع آمين |
امتلاك الروح القدس
إن هدف الحياة المسيحية هو امتلاك روح الله ، الصلاة و السهرانية و الصوم و الرحمة و الأعمال الصالحة التي تتم لجل المسيح هي فقط وسائط لامتلاك الروح القدس. *- ماذا يعني امتلاك؟؟؟.... أمتلك يعني اجمع أحشد ...أجاب الستارتس (سيرافيم) ..هل تفهم أهمية كلمة " أمتلك" بالمعنى الدنيوي؟ عن هدف الناس العاديين هو امتلاك المال بينما يعني النبلاء – إضافة للمال – امتلاك الوجاهة و الإكرام و الالقاب و اجور أخرى لأجل خدمتهم في الدولة. إن امتلاك الروح القدس هو الشيء نفسه و الفرق الوحيد هو أنه مبارك و ابدي يمتلك بالوسائل نفسها تقريباً ... إن كلمة الله " يسوع المسيح" الإله الإنسان قد شبه حياتنا بالسوق و شبه اعمالنا بالبضائع المتاجر بها و قال لنا " تاجروا حتى آتي" " افتدوا الوقت لأن الأيام شريرة " "اف 5 : 16 " أي استغلوا زمانكم حتى تمتلكوا السماويات بالخيرات الأرضية. المتاجرات الأرضية هي الأعمال الصالحة التي تُصنع لأجل المسيح و تؤمن نعمة الروح القدس و بدون هذا لا يوجد خلاص . الروح القدس يسكن وحده في نفوسنا و لكن لكي يسكن و يبقى مع روحنا يجب أولاً أن نجاهد بكل قوانا لكي نمتلكه عندئذ سيجهز مسكنه في نفوسنا و في أجسادنا بحسب قول الرب الذي لا يحنث " و أجعل مسكني في وسطكم، و لا تسأم نفسي منكم و أسير في وسطكم و أكون لكم إلهاً و انتم تكونون لي شعباً"" لاويين 26 : 12 ". من اقوال القديس سيرافيم عن الروح القدس |
الساعة الآن 01:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025