منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 19 - 07 - 2012 03:20 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
لاحظ نفسك والتعليم

لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا تُخلّص نفسك والذين يسمعونك أيضا (1تي4: 16)

هذه الآية (1تي4: 16) تحتوي على واجبين من أهم واجبات الخادم. واجبين جوهريين جداً يجب أن يُلتفت إليهما بالاستمرار وبروح الصلاة، إن أراد أن يكون عاملاً نافعاً للرب يسوع المسيح. وهذان الواجبان هما: ملاحظة نفسه، وملاحظة التعليم.

(1) ولنبدأ بالتأمل في هذه العبارة الخطيرة « لاحظ نفسك ». فالخادم يلزمه قبل كل شيء أن يلاحظ نفسه ويسهر على حالة قلبه وضميره وإنسانه الداخلي تماماً. يلزمه أن يحفظ نفسه طاهراً، وأن تكون أفكاره وميوله وطباعه وروحه ولسانه جميعها تحت سلطان الروح القدس وكلمة الله على الدوام. يلزمه أن يلبس منطقة الحق ودرع البر وأن تكون حالته الأدبية وسيرته العملية مطابقتين للحق الذي يُعلّم به. لأنه إن لم يفعل ذلك لا بد وأن يجد العدو سبيلاً للانتصار عليه. فيجب على المعلم أن يكون صورة حية للتعاليم، أو على الأقل يجعل هذا الأمر غايته التي يسعى إليها دائماً بكل شوق ليكون « قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة » (1تي4: 12).

(2) والآن نتأمل قليلاً في النقطة الثانية من موضوعنا، ألا وهي « التعليم »، وما أعظم ما تتضمنه هذه العبارة « لاحظ التعليم ». يا له من تحذير خطير! بل ما أعظم الحذر والانتباه اللازمين لنا، وما أشد حاجتنا إلى الصلاة وانتظار الرب حتى يرشدنا إلى ما نقوله وكيف نقوله. فالله وحده هو الذي يعلم حاجة النفوس ودرجة احتمالها. أما نحن فلا نعلم، بل قد نقدم طعاماً قوياً لمن لا يحتملون إلا « اللبن » فنفعل بذلك ضرراً « إن كان أحد يتكلم فكأقوال الله » فلا يقول الوحي « بحسب أقوال الله » بل « كأقوال الله ». لأنه قد يقف إنسان ويتكلم ساعة كاملة في الاجتماع وكل كلمة يقولها تكون مُطابقة للمكتوب تماماً ومع ذلك فلا يكون متكلماً « كأقوال الله » أي كلسان حال الله إلى الجماعة. فقد يعلّم بحق إلهي ولكن ليس بالحق اللازم في ذلك الوقت.

إن هذا الأمر الخطير يقودنا إلى الشعور بخطورة التحذير الذي يقدمه الرسول بقوله « لاحظ التعليم » ويقودنا أيضاً إلى وجوب الاعتماد الكُلي على قوة وقيادة الروح القدس، الأمر الذي هو سرُّ الخدمات النافعة سواء كانت بالكتابة أم بالكلام.




sama smsma 19 - 07 - 2012 03:21 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
لسنا عاملين حسناً

لسنا عاملين حسناً. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون ... (2مل7: 9)

لا ننسى أننا في عالم محكوم عليه بالهلاك بنيران دينونة الله. وحيثما أجَلنا النظر، نجد الكل محكوماً عليه بوضوح كامل ومنقوشاً عليه بحروف بارزة « محفوظ للنار » (2بط3: 7). ونحن على يقين من ذلك « نحن عالمون (رعب) الرب » (2كو5: 11). وإن عاصفة الدينونة ستهب سريعاً على هذا العالم. ولكن نرى الآن الله المبارك حاجزاً غضبه المُريع مُظهراً صبره وطول أناته « يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أُناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة » (2بط3: 9).

أخي القارئ العزيز .. يا مَنْ تذوقت حلاوة الخلاص وتمتعت بالمخلص، لماذا تسكت؟ لماذا تتقاعس عن تقديم هذا المخلص الكريم صانع الخلاص العظيم للنفوس التي من حولك لكي يتذوقوا « أن الرب صالح » (1بط2: 3) فينالوا من يده المُحبة في الحال « خلاص النفس » (1بط1: 9)؟

يا ليتنا نطيع الكلمة الحية ونكرز بها ونعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. ابدأ يا أخي بمن لك واسمع ما قيل للوط « مَنْ لك أيضاً ههنا. أصهارك وبنيك وبناتك وكل مَنْ لك ... أَخرِج من المكان لأننا مُهلكان هذا المكان.. » (تك19: 12،13).

اسمع يا أخي كلام السيد للمجنون في كورة الجدريين الذي تقابل معه وصار جالساً ولابساً وعاقلاً « اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك » (مر5: 19).

انظر ملياً إلى اندراوس الذي سرعان ما خرج من الشركة الحلوة مع الرب، قيل عنه « وجد أولاً أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح، فجاء به إلى يسوع » (يو1: 41،42).

بحق ما أعمق الفرح الذي يملأ القلب عند إرشاد وقيادة الآخرين للوجود عند أقدام المخلص. ليتنا نكون أنواراً متألقة في بيوتنا ووسط ذوينا ثم تتسع دائرة النور إلى الآخرين. لقد سبقتنا في هذا السبيل راحاب التي طلبت من الرسولين أن يستحييا أبيها وأمها وإخوتها وأخواتها لكي تخلِّص نفوسهم من الموت. وأيضاً كرنيليوس الذي دعا في بيته « أنسباءه وأصدقاءه » (أع10: 24).

ليتنا نتأهب للعمل من أجل النفوس الغالية ويضيء أمام عيوننا القول الكريم « اعمل عمل المبشر » وإذا لم نعمل ذلك فنحن لسنا عاملين حسناً.




sama smsma 19 - 07 - 2012 03:22 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
لكي يتبع أولادنا الرب

« وقدموا إليه أولاداً لكي يلمسهم. وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم. فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم دعوا الأولاد يأتون إلىَّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله .... فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم » (مر10: 13-16)
.

كانت أم جون وسلي المبشر القدير في زمانه، وأم هدسون تيلور رسول الصين، تصليان كثيراً لأولادهما. وكانتا أيضاً مثل الأمهات المذكورات في الإنجيل تقدمان أولادهما للرب لكي يباركهم.

ونحن الآباء والأمهات والأجداد نفهم أهمية الصلاة بالإيمان وبالمواظبة لأجل الأولاد الذين عهد بهم الرب إلينا. لنترك لهم هذا الميراث الأثمن من جميع الأموال المادية التي يمكن أن نتركها لهم.

وأية بركة أخرى نستطيع أن نطلبها لأجل أولادنا إلا أن يتبعوا الرب بأمانة في وقت مبكر ومدى الحياة؟ إننا بذلك نطلب السعادة الحقيقية لهم، أي سعادة الحياة معه وله.

لنُصلِّ إذاً:

* ليمنحهم الرب الخلاص منذ بداية شبابهم.

* ليمتلئوا بالمحبة لمخلصهم، وبالتالي لجميع المفديين ولجميع الناس.

* لكي يختاروا في وقت مبكر أن يخدموا الرب حيث يوجدهم لكي يكونوا عبيداً مُخلصين ونافعين للسيد

* لكي يُحفظوا من التجارب التي يقدمها لهم العالم بسعة كبيرة، وهى تجارب من السهل أن ندرك خطورتها (كالمخدرات والجنس التي تدمر أجسادهم وأخلاقهم) وأخرى أكثر خبثاً (كالفلسفة والنزعة الإنسانية التي تُتلف أرواحهم ونفوسهم).

* وأخيراً لكي يظلوا متواضعين جداً في كل حين وبصفة خاصة إذا قادهم الله لكي يكون لهم مكان ظاهر في المجتمع أو بين المؤمنين.

نعم ليحتضن الرب أولادنا جميعهم ويعطيهم أن يتبعوه بأكثر أمانة منا نحن الكبار!


sama smsma 19 - 07 - 2012 03:23 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
لي الحياة هي المسيح

لأن لي الحياة هي المسيح (في1: 21)

هذه الكلمات تكشف لنا الستار عن النبع الذي فاض في ذهن بولس ومنه جرى كل شيء. قد اشتهى الرسول أن يظهر المسيح لا شخصه كما قال « يتعظم المسيح في جسدي » (في1: 20). أي لكي يظهر المسيح أكثر. فالمياه الحية جرت فيه ومنه، وحياته تدفقت من المياه الحية الجارية جديداً من المسيح صخر الدهور. ألم يتعظم المسيح في بولس؟! قَبِل بولس كل التجارب من يد المسيح، واشتاق لا أن يؤمن فقط بل أن يتألم من أجل اسمه، فهو لم يَفُز بتعليم جديد ولكنه حظى بنور جديد ومجد، ولذا فاض منه التعليم بتأثير مضاعف. قد تعلم بولس حق المسيح المُقام عندما قابل الرب مواجهة حينما ناداه « شاول شاول » (أع9: 4). ولم يعرف بولس مجرد تعليم ولكنه عرف شخصاً حياً في المجد كان مشغولاً ببولس وهو في سماه. لا بد من معرفة المسيح أولاً، ثم بعد ذلك يمكننا أن نقول « لي الحياة هي المسيح ».

فإذا ما عرفنا المسيح كالذبيحة المقبولة وأنه بعمله قد أكملنا إلى الأبد، لا نعود في ما بعد ننشغل بمسألة الخطية ولكن بمجده، وليس هذا مجرد تعليم بل حقيقة راهنة - أي أنه هو نفسه حياة المؤمن.

وماذا كانت هذه الحياة؟ ماذا كانت أفكاره؟ لي أن أقول بملء الوقار؛ إنه كإنسان كان له فكر واحد وهو « ها أنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله ». وظل في كل حين يُظهر الآب هنا في أرضنا. وبما أنه ليس هنا بعد، فكر أن يأخذ بولس ويجعله مظهراً لشخصه وجعله يقول عملياً « لي الحياة هي المسيح ».

وكما أظهر المسيح الآب، كان سبيل بولس أن يظهر المسيح وحده دون سواه. فالمسيح الإنسان في المجد يُعلن نفسه للمؤمنين مُعطياً لهم أن يعرفوا أن الآب والابن والروح القدس لهم، والآن ينتظر منا أن نجعل النور مُضيئاً .




sama smsma 19 - 07 - 2012 03:28 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ليسوا من العالم

« لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم ... » (رو2:12)
إن المؤمن بينما هو في هذا العالم، لكنه ليس منه. ليس منه بنفس المعنى المستفاد من أن المسيح ليس منه. إنه ينتمى إلى عالم آخر، لأنه إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. لقد صار المؤمن خارج العالم بواسطة موت وقيامة المسيح، وعليه أن ينفصل بجملته عن العالم ولا يُشاكل أهله (غل4:1، رو2:12) - في الروح والعادات والعيشة والسلوك.

ينبغى أن يظهر في كل شىء أنه ليس من العالم، كما أنه بتطبيق الصليب على نفسه يعتبر نفسه مصلوباً للعالم.

ولا يمكن أن يكون هناك مُشابهة ولا تجاذب بين شيئين قد مات كل منهما. لكن من جهة أخرى نقول أن المؤمن موجود في العالم في مكان المسيح أو هو في العالم لأجل المسيح وفى اتحاد كامل معه. وبالتبعية يجب أن يشهد للمسيح وأن يسلك كما سلك المسيح.

يقول الرسول بولس « لكى تكونوا بلا لوم وبسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوّج وملتوٍ تُضيئون بينهم كأنوار في العالم »
(فى15:2) . وأيضاً الرسول يوحنا يقول « مَنْ قال إنه ثابت فيه، ينبغى أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا » (1يو6:2) .

ويجب عليه أن يتوقع نفس معاملة العالم للمسيح. ليس معنى ذلك أننا نتوقع أن نُصلب كما صُلب المسيح، لكن إن كنا أمناء فسنلاقى نفس روح العالم التى لاقاها هو له المجد. وفى الحقيقة بقدر ما يزداد تشبهنا بالمسيح، سيزداد ما نواجهه من اضطهاد.

وكون المؤمنين الآن يواجهون بُغضة قليلة من العالم، فهذا بسبب كونهم أقل انفصالاً عن العالم. ويا لها من دعوة لجميع القديسين ليتضعوا أمام الله وأن يطلبوا من جديد نعمة من الرب ليكونوا أكثر تكريساً وأكثر انفصالاً حتى يمكن للعالم نفسه أن يرى أننا ننتسب إلى الشخص الذي رفضه وصلبه!

كم واحداً هنا له روح بولس الذي رغب في « شركة آلام المسيح والتشبُّه بموته »!

كم منا لهم هذه الرغبة في ظل مسيح ممجد هو غرض قلوبهم وهدف آمالهم؟

ليت الرب يسترجع إلى قلوبنا هذا التكريس في الانفصال الكُلى عن العالم.





sama smsma 19 - 07 - 2012 03:29 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ليلة في الصلاة

وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله (لو6: 12)

إن معظمنا قد اختبر ليلة أو ليالي قُضيت بدون نوم، ولكن كم واحد منا اختبر ليلة قُضيت كلها في الصلاة؟

لا شك أن الاختبار الأول مرير، ولكن الاختبار الثاني هو اختبار سعيد وعظيم.

إنه من الأمور المُحزنة والشائعة في هذه الأيام أن يظن المؤمنون أنهم يستطيعون أن يحيوا حياة منتصرة ومُثمرة بالرغم من إهمالهم الواضح للصلاة. إن التحريضات الكثيرة مثل التي تَرِد في فيلبي4: 6 « في كل شيء بالصلاة والدعاء » وأيضاً في أفسس6: 18 « مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين » تبدو بالنسبة لكثير من المؤمنين وكأنها لا تعني أكثر من أنه يجب عليهم أن يتذكروا أن يصلوا في بعض الأوقات!

بل إن كثيرين لا يعرفون ما تعنيه كلمة « دعاء ». إنها صلاة ناتجة عن شعور مُلِّح بالحاجة. إن الشخص الذي يصلي وهو شاعر باحتياجه الشديد، سوف يواظب على الاستمرار في الصلاة بلجاجة. ولقد نبَّر المسيح على هذه الحقيقة عندما يذكر لنا في لوقا18: 1 « وقال لهم أيضاً مَثَلاً في أنه ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يُمّل ».

« لا يُمَّل » تعني أن لا نتعب أو نكِّل من السؤال، ويضيف الرب قائلاً: « أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً وهو متمهل عليهم، أقول لكم إنه ينصفهم سريعا ».

إننا نحتاج أن نتعلم كيف نصلي ونحن نشعر باحتياجنا العميق، ونحتاج أيضاً أن نتعلم كيف أنه ينبغي أن نصلي بلا انقطاع (1تس5: 17) وليتنا نتذكَّر أن « طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها » (يع5: 16).


صلي بلا انقطاع
في الروحِ كلَ حيـن وواظبي في الطلبةِ
لربكِ المعين

كرم ناشد


sama smsma 19 - 07 - 2012 03:30 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
مؤهلات الخادم الأمين بحسب حزقيال 3: 22-27




وكانت يد الرب عليّ هناك وقال لي قُم اخرج إلى البقعة وهناك أكلمك (حز3: 22)

إن من ينطلق ليمثل الله لدى باقي الناس وقد ائتمنه الله على إعلان فكره وتقديم كلمته للنفوس الغالية سواء للخطاة لأجل التوبة والإيمان والخلاص، أو للمؤمنين لأجل التعزية والبنيان، ينبغي أن تتوفر فيهم صفات ومؤهلات من أهمها:

1 ـ تحركه يد الرب وليست إرادة أو يد بشرية « وكانت يد الرب علي ».

2 ـ أذناه مفتوحة لسماع صوت الرب « وقال لي قم اخرج » وطوبى للآذان التي تسمع لصوت الرب. في إشعياء6 قال الرب: « مَنْ أُرسل ومَنْ يذهب لأجلنا » فاجأبه إشعياء على التو: « هأنذا أرسلني ».

3 ـ مُنقاد إلى التواضع: « أخرج إلى البقعة » فالبقعة أو الوادي تكلمنا عن الاتضاع، ويعلن الرب في كلمته « في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح « (إش57: 15).

4 ـ الطاعة المُطلقة: « فقمت وخرجت إلى البقعة » ما أجمل ما نقرأه عن طاعة رجل الله إيليا عندما كلمه الله قائلاً: « انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث ... فانطلق وعمل حسب كلام الرب ... ثم كان له كلام الرب: قُم اذهب إلى صرفة ... فقام وذهب إلى صرفة » (1مل17: 2-10).

5 ـ ممتلئ من الروح القدس « فدخل فيّ روح وأقامني على قدمي » فالروح القدس يعطي القوة للخدمة « لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود ».

6 ـ هو رجل صلاة يطلب لأجل النفوس « اذهب اغلق على نفسك في وسط بيتك ».

7 ـ يصمت عندما يأمره الرب بالصمت، ويتكلم عندما يأمره بالكلام « للسكوت وقت وللتكلم وقت » (جا3: 7) « الصق لسانك بحنكك .... فإذا كلمتك افتح فمك » (حز3: 26)

8 ـ وأخيراً هو يتكلم كلام الرب وليس كلامه هو « هكذا قال السيد الرب » وهذا ما يتوافق مع ما قاله بطرس « إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله » وسواء سمع الناس أو رفضوا، المهم أن الأمين يؤدي الرسالة والله يُكرَم من خلاله.



وهيب ناشد


sama smsma 19 - 07 - 2012 03:32 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ما هو التكريس؟

لا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو12: 2)

إن أول شرط للتكريس هو أن نكون على تمام الاستعداد لقبول مشيئة الله من جهة حياتنا، إذ لا يكفي أن نريد أن نؤدي بعض الخدمات المسيحية. كثيرون يرغبون أن يقوموا بأعمال معينة في خدمة المسيح ولكنهم لا يرغبون أن يعملوا أي شيء يريدهم أن يعملوه. لنا مشروعات محبوبة في خدمة السيد وأعمال مُسلية نقبل على أداءها بشغف وحماس ونظن أننا بذلك مكرسون.

ولكن قلب التكريس ليس هو التفاني في نوع معين من الخدمة للمسيح، بل التفاني في عمل مشيئة الله. إنه الاستعداد لا لعمل ما نريده من الخدمة، بل ما يعطينا السيد لنعمله. ومتى وصلنا إلى روح التسليم هذه، لا نحتاج إلى طويل عناء لمعرفة العمل المطلوب منا.

الشرط الثاني للتكريس وهو نتيجة للشرط الأول، هو وضع حياتنا دائماً تحت تصرف المسيح ورهن إشارته المباشرة. فلا يكفي أن نكون راغبين في عمل مشيئته كيفما تكن، بل يجب أن نعملها فعلاً وهذا هو الجزء العملي. ففي اللحظة التي يدعونا المسيح لأية خدمة، يجب أن نطرح كل شيء جانباً ونلبي نداءه، وبناء عليه يجب أن نضع مشروعاتنا الصغيرة أمام نظره طالبين منه أن يرشدنا إلى تتميم مشروعه الكامل الذي يقصده في حياتنا، ونكون مستعدين دائماً لأن نتخلى حالاً عن أي مشروع لا يوافق عليه.

وشرط آخر من شروط التكريس هو التواضع؛ فليس معنى التكريس القيام بأعمال عظيمة وخدمات شهيرة، بل كثيراً ما يتجلى في أشياء صغيرة متواضعة لا ننال من أجلها مدحاً ولا ثناء. إن معظم الأعمال التي تبارك الآخرين وتعمل على انتشار ملكوت المسيح هي التي تؤدى وسط الواجبات العادية في العلاقات البيتية، وفي الاتصالات الاجتماعية، وفي تقديم الخدمات المطلوبة للجيران والزملاء. إن التكريس يجب أن يكوِّن أولاً في داخلنا روح محبة للرب والناس، ويفيض من قلوبنا إلى الذين حولنا في الرغبة لمساعدة الآخرين ومباركتهم. وحياة كهذه يحفزها التكريس الحقيقي ويخلق لها السبيل للخدمة. ولكن الأمر يحتاج إلى الروح المتضعة التي ترضى بأمثال تلك الخِدَم الضئيلة.





sama smsma 19 - 07 - 2012 03:33 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ماذا أرُدُّ للرب؟

ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي. كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو (مز116: 12،13)

هيا بنا ـ أخي الحبيب ـ نخصص لأنفسنا هذا التساؤل القديم ذاته، هيا بنا ـ وإلى لحيظة ندخل في حوار مع أنفسنا.

ماذا أرد للرب؟ إنني أحصي مقتنياتي وأقيس أبعاد ممتلكاتي. ماذا لي لم آخذه؟ يوم وُلدت في هذا العالم لم أدخل إليه بشيء، ولن أقدر أن أخرج منه بشيء. إنما في الرب أحيا وأتحرك وأوجد.

أي شيء ـ يا ترى ـ يصلح أن يكون هبة مني لله؟ الساعات التي تطير مُسرعة، أنواع النشاط الكثيرة المنوعة التي تحفل بها تلك الساعات. قوى تفكيري، وكل قواي، ممنوحة لي من الله. وإنني لأعترف بأن كل ما يدخل تحت حرف الملكية « ي » قد أخذته من واهب كل عطية صالحة وكل موهبة تامة. وليس في حياتي ما يمكن أن أعده ملكاً خاصاً بي: إلا أن تكون خطاياي!!

ماذا ـ إذاً ـ أرد؟ لا أقدر أن أرُّد للرب سوى ما هو له فعلاً. إذاً سأرد له كل شيء. سأعطيه نفسي (2كو8: 5). سأقدم له ذبيحة ليست ذات قرون وأظلاف مما يملأ المذبح (مز69: 31)، إنما هي الذبيحة الحية ـ هي جسدي، هي كل كياني بكل نتاجه (رو12: 1).

لقد وصل الشعب القديم إلى مجد عظيم يوم تخلوا عن كل شيء ليتفرغوا لبناء الهيكل المقدس. فقد أعطى داود وقومه أنفسهم للرب، فهان عليهم بعد ذلك أن يساهموا في متطلبات العمل بسخاء وبساطة. وصدرت دعوة الملك للشعب قائلة « مَنْ ينتدب اليوم لملء يده للرب؟ » وكانت استجابة مُذهلة من الشعب. أعطوا أنفسهم، وهكذا انفتحت طاقات الوفاء والسخاء.

عمل تضحية عظيم! لكن داود كشف عن الحافز الدفين. فقد رَّد الشعب للرب ما كانوا قد أخذوه منه ... وفي حمده قال داود « والآن يا إلهنا نحمدك ونسبح اسمك الجليل. ولكن مَنْ أنا ومَنْ هو شعبي حتى نستطيع أن نُنتدب هكذا؟ لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك » (1أخ29: 13،14).

ماذا أرُّد للرب؟ هل أصغر قطعة عُملة نقدية؟ نفاية يوم قضيته كله في خدمة العالم؟ رواسب حياة الأنانية والذات؟ لا: خُذ نفسي، فأكون لك بروحي وحسي .. لك وحدك في ظلك القدسي.





sama smsma 19 - 07 - 2012 03:35 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ماذا تقرأ؟

سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي (مز119: 105)

على طريق البرية المنحدر من أورشليم إلى غزة، كان يتقدم ركب مسافرين على رأسهم خصي كنداكة ملكة الحبشة. كان يعيش في أرض بعيدة وجاء ليسجد في أورشليم التي ظلت بالنسبة له المكان الوحيد الذي يمكن فيه السجود للإله الحقيقي، ويجد فيه الإجابة لحاجات قلبه. وإذ أكمل واجباته الدينية، كان عائداً فارغ القلب دون أن يجد ما من شأنه أن يشبعه. ولكن الرب وحده هو الذي كان يقدر أن يفعل ذلك بواسطة كلمته، وكان هذا بالتمام ما كان الرجل الحبشي يقرأه. لقد كان ذلك أفضل أسلوب لاستخدام وقت السفر الطويل أن يقرأ النبي إشعياء، ولو لم يقرأ هذه الكلمة لما كانت ستكون له الرغبة في معرفة الشخص الذي تُعلنه.

نحن نعرف جيداً أن نستخدم وقت سفرياتنا للقراءة، والشيطان لا يجهل ذلك. لذلك فقد اعتنى أن يضع في متناول المسافرين كتباً أو مجلات توافق أذواقهم الطبيعية وتحوّل نفوسهم عن الأشياء التي هى فوق.

وبدلاً من سؤال فيلبس للخصي: « ألعلك تفهم ما أنت تقرأ »، ألا يمكن أن يسألنا الرب في حالات كثيرة سواء في سفرياتنا أو في مناسبات أخرى قائلاً: ماذا تقرأ؟ إن كثيرين من المؤمنين إذ لا يحبون أن يفكروا كثيراً، يفضلون القراءات السهلة والسطحية، لكننا نحتاج أن نتغذى كل يوم بالكلمة لأن القراءات العالمية تُضعف اهتمامنا بكلمة الله، وبدلاً من أن نحرز تقدماً وأن ننمو في معرفة الرب يسوع، إذا بالقلب يضيق، ويقل عندنا التذوق للكتاب المقدس، ولا تتم قراءته إلا على سبيل الواجب فقط.

ولماذا لا نقرأ الكتابات التي تجعلنا نفهم بصورة أفضل كلمة الله وتفتح أذهاننا وتنمّي فهمنا لعمل الرب ولشخصه؟ لا تَقُل إنها صعبة! إن الخصي أيضاً لم يكن يفهم أولاً ما كان يقرأه، فهل وضع كتابه جانباً ليأخذ كتاباً آخر أكثر بساطة وسهولة؟ كلا، لأن قلبه كانت له احتياجات والرب أجابه بصورة عجيبة.

لندرس الكتاب المقدس في أيام شبابنا حيث لنا الذاكرة الغضة.

« اقتنِ الحكمة. اقتنِ الفهم » (أم4: 5). « اقتنِ الحق ولا تبعه » (أم23: 23). « افهم ما أقول. فليُعطك الرب فهماً في كل شيء » (2تي2: 7).

sama smsma 19 - 07 - 2012 03:35 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ماذا نصنع ؟

ما هذا الذي صنعت بنا؟ (تك26: 10)

لطالما سُئل هذا السؤال على صفحات الوحي، وربما يسألك إياه الله أو الناس، فماذا تكون إجابتك؟ أرجو أن تكون صادقاً وأنت تُجيب على ذلك أمام الله الذي لا يُخدع. وإليك بعض مجالات هذا السؤال:

أولاً: ماذا تصنع لنفسك؟ في ظن خاطئ استل السجان سيفه ليقتل نفسه. لكن بولس السجين ناداه بصوت تحذير عظيم « لا تصنع بنفسك شيئاً رديا » وإذا به يسأل: « ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص »؟ والجواب: « آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك » (أع16). هل تأملت فيما صنعه سليمان لنفسه من أمور عظيمة، وقد شهد عنها بقوله « باطل الأباطيل ... وقبض الريح ». هل تذكر الغني الذي فكَّر في نفسه وقال: « ماذا أعمل؟ .. أهدم .. أبني .. أجمع. أقول لنفسي استريحي. كُلي. اشربي. افرحي ». وقبل أن تنتهي ليلته، انتهى عمره، إذ قال له الله: « يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك منك » هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنياً لله. لذلك يقول السيد: « لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ».

ثانياً: ماذا تصنع لأولادك؟ في 1صموئيل10: 2 نجد أباً يهتم بابنه قائلاً: « ماذا أصنع لابني؟ » ها هي كلمة الله توصيك: « وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره » (أف6: 4). اعلم أنك ستعطي حساب وكالتك عن أولادك.

ثالثاً: ماذا تصنع لأخيك؟ قال يهوذا عند أخذ بنيامين أخاه « لأني كيف أصعد إلى أبي والغلام ليس معي؟ » (تك44: 34) هل تهتم بخلاص أخيك؟ هل تتجنب عثرته؟ هل تسعى لرَّد نفسه؟ أم أنك تقول: « أحارس أنا لأخي »؟

رابعاً: ماذا تصنع للناس؟ سأل أبيمالك إسحاق « ما هذا الذي صنعت بنا؟ » كان تصرف إسحاق سيجلب ذنباً على شعب الأرض .. وكان يونان سبب بلية لمَنْ في السفينة. بينما بارك الرب بيت المصري بسبب يوسف، وأعلن الرب لأبرام « أباركك وتكون بركة » فمن أي نوع أنت يا عزيزي؟



وهيب ناشد


sama smsma 19 - 07 - 2012 03:36 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
مال الظلم

وأنا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية (لو16: 9)

قال المسيح هذه الآية أثناء حديثه عن مَثَل وكيل الظلم. وهو مَثَل سبّب حيرة لدى البعض، ومرجع حيرتهم أن الرب مدح وكيل الظلم. والحقيقة أن الرب لم يمدح وكيل الظلم بل الذي مدحه هو سيده (أي سيد ذلك الوكيل). أما الرب فقد حرَّض سامعيه بعد هذه الآية مباشرة على الأمانة إذ قال في ع10 « الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير ... فإن لم تكونوا أمناء في مال الظلم، فمَنْ يأتمنكم على الحق؟ ».

إن الدرس الذي أراد الرب أن يعلمه لسامعيه ولنا من بعدهم، هو حكمة التفكير في المستقبل لا في الحاضر فحسب. ويقول الرب « اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم »، وهو بذلك يُعتبر كل المال الموجود في العالم، بما فيه المال الموجود معنا، هو مال الظلم، وعلينا بدل أن نكتنزه، أن نصنع به أصدقاء.

ولماذا يسميه الرب مال الظلم؟ ليس لأننا حصلنا عليه بطريقة خاطئة، ولا لأن المال شر في ذاته. لكن فكِّر لو لم تدخل الخطية إلى العالم، هل كان هناك لزوم للمال؟ ثم فكِّر في كيفية توزيع المال بين البشر، هل يحصل عليه مَنْ هم أكثر استحقاقاً، أم العكس هو الصحيح في معظم الأحوال؟ ثم فكِّر في استخدامات المال في العالم، هل هي لمجد الله أم لإغاظة الرب غالباً؟ ومن إجابتك على هذه الأسئلة ستأخذ فكرة: لماذا اعتبره الرب أنه مال الظلم.

لكن كيف نصنع أصدقاء بمال الظلم؟ بأن نستخدم ما بين أيدينا في خدمة الآخرين، أبدياً وزمنياً، لفائدة أرواحهم وأجسادهم. فإذا فنينا، أي انتهت حياتنا من على هذه الأرض الفانية، فإن هذه النفوس التي خدمناها ستكون في انتظارنا مُرحبة بنا في المظال الأبدية، أي في السماء.

تخيَّل أحدهم أخاً أنفق أمواله في طبع الكتب المقدسة والنبذ التبشيرية، ووصلت هذه الكتب والنبذ لأشخاص كثيرين واستفاد منها البعض ووصلوا إلى السماء. عندما نقف أمام كرسي المسيح سيعرف هؤلاء الأشخاص قصة وصول النبذة إليهم، وسيعرفون أنه بفضل التقدمة التي قدمها هذا الأخ طُبعت الكتب أو النبذ التي استخدمها الرب في خلاصهم. عندئذ سيقدمون شكرهم إليه قائلين له: إنه بفضل تقدمتك قد وصلنا إلى السماء. بهذا المعنى يمكن أن نفهم معنى « يقبلونكم في المظال الأبدية ».



يوسف رياض


sama smsma 19 - 07 - 2012 03:37 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
متطلبات الجهاد الروحي

إن كان أحد يجاهد لا يُكلل إن لم يجاهد قانونياً (2تي2: 5)

الجهاد الروحي يتطلب تركيز الغرض وتوحيد الغاية، وضبط النفس. فالذين قد عقدوا النية على ربح الجائزة أو الجعالة قد طرحوا كل ثقل وحرروا أنفسهم من كل عائق أو معطل. هم ليسوا في حاجة إلى مَنْ يحرضهم على ذلك بل من تلقاء أنفسهم يطرحون كل ما من شأنه تعطيلهم في الركض. وهذا يبين الإخلاص وتوحيد القلب. إن الرب يسوع يقول « الحاجة إلى واحد ». فيا ليت القلب يُجيب « واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس »، ويا ليت الحياة تكون « أفعل شيئاً واحدا ». إن كل ثقل، وحمل الاهتمامات والصعاب، والمشروعات الأرضية والخطط والأتعاب التي نضعها ونختارها لأنفسنا - هذه كلها يجب أن نطرحها عن كواهلنا.

والرسول يطلب إلينا في هذا الجزء (عب12: 1،2) أن نطرح كل ثقل والخطية المُحيطة بنا كشيء في استطاعتنا أن نعمله ونعمله بسهولة. وكأنه يقول لنا: اطرحوا هذه الأشياء الضارة غير النافعة. اتركوها وراءكم. إنه لأمر سهل إن نظرنا إلى يسوع، ولكنه مستحيل ما لم تكن أفكارنا وعواطفنا مركزة في المسيح، ما لم نتطلع إليه كسيدنا وعريسنا، قوتنا وفرحنا. هذه هي وسيلة العهد الجديد الوحيدة. لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة. ليس بالفحص الداخلي أو التدريب النفسي أو محاولة طرح أثقالنا وخطايانا أولاً نربح الغلبة وننال النُصرة. هذه الأشياء لا تسبق النظرة إلى يسوع، فالنور هو الذي يبدد غياهب الظلمة، ومحبة الرب يسوع هي التي تفصلنا عن العالم، ونعمة المسيح هى التي تنقذنا وتخلصنا من كل خوف وشك.

هكذا يصف لنا الرسول اختباره (في3) فقد كان غرضه الأوحد أن يربح المسيح ويوجد فيه. وكان شوقه المستمر أن يعرف المسيح في ملئه بشركة آلامه وقوة قيامته متشبهاً بموته. لقد دخل الجهاد بادئاً بيسوع، واشتاق أن يكمل سعيه متطلعاً إليه وسائراً معه. فالمسيح هو غاية الطريق كما هو الطريق نفسها.


طارحين كل ثقل
راكضين في الجهاد صابرين كل حين
شاكرين باجتهاد

sama smsma 19 - 07 - 2012 03:40 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
متقو الرب

« حينئذ كلم متقو الرب كل واحد قريبه والرب أصغى وسمع وكُتب أمامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب وللمفكرين في اسمه » (ملا16:3)
أيام ملاخي أُعطيت الرسالة الأخيرة للشعب قبل مجيء الرب لكي تتيقظ ضمائرهم إزاء حالتهم. وفى يومنا هذا قبيل مجيء الرب، فإننا نؤمن أن رسالة الله الأخيرة لشعبه هي نداء لإيقاظ الضمير تجاه حالتنا الأدبية والروحية، لكي يوجد على الأرض أولئك الذين يتوافقون مع مجيئه والذين بعواطفهم الصادقة يقولون « آمين تعال أيها الرب يسوع » .

وما يميز هذه البقية القليلة هو الحالة الأدبية. إنه ليس مركزهم الخارجي مهما كان صحيحاً أو خدماتهم الخارجية مهما اتصفت بالغيرة - هي التي منحتهم المصادقة من الرب، بل حالتهم الأدبية التي استحسنها الرب وجعلت لهم في نظره غلاوة ثمينة. وبكل تأكيد فإن الرب لا يستخف بالمركز الصحيح أو بالخدمة له. ولكن في آخر مرحلة من تاريخ شعبه عندما تفسد الشهادة الخارجية، فإن الرب يتطلع فوق كل شيء إلى الحالة الأدبية التي تتوافق مع نفسه.

إن الملاحظة الأولى المميزة لتلك البقية أنهم « اتقوا الرب ». وهذا نتبينه من المفارقة الهائلة مع جماهير الشعب المتدين الذين يحيطون بهم، والذين باعترافهم الديني مع هبوط مستوى تدريبهم الروحي، كشفوا عن مدى بعدهم عن مخافة الرب. لقد اعترفوا أن يهوه أبوهم وسيدهم، ولكن ما أبعدهم عملياً عن إكرامهم له كأبيهم، أو مهابتهم له كسيدهم
(ملا6:1) . ولكن الرب يتطلع إلى البقية التقية وبسرور يعترف بهم أنهم « متقو الرب ». والرجل الذي يخشى الرب، إنما هو محكوم بالرب وليس بالناس. وهو يشير في كل شيء إلى الرب، والرب أمامه في كل طرقه. إنه لا يسمح لإنسان مهما كان مركزه ومهما كانت موهبته أن يقف بينه وبين الرب. وبالاختصار فإنه يعطى الرب حقه ومكانه المتفوق، وهذا شيء ثمين أمام الرب.

والملاحظة الثانية أنهم تكلموا « كل واحد (مع) قريبه » وهذه هي الشركة - إنها ليست شركة المركز الصحيح، بل بالحري شركة الحالة الأدبية الصحيحة. إنها شركة أولئك الذين « اتقوا الرب ». إن تدريبات النفس الروحية ومخافة وتقوى الرب بين أولئك البقية، تقودهم معاً في شركة مقدسة سعيدة.

والملاحظة الثالثة أنهم « المفكرين في اسمه ». إنهم لا يسعون لتعظيم أسمائهم، بل يجتهدون في إكرام اسمه. بينما الذين يحيطونهم، يحتقرون اسم الرب. فإن النفوس التقية غيورة جداً لأجل اسمه.





sama smsma 19 - 07 - 2012 03:40 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
مِثل النسر

الرب... الذي يُشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك (مز103: 5)

يعيش النسر أكثر من مائة سنة، وعندما يبلغ الستين من عمره، ويبدو عليه الضعف والشيخوخة حتى يكاد يدنو من النهاية، نراه يجلس هناك بريشه العتيق المتنافر، خائراً ضعيفاً، ويصبح منقاره مُشققاً كبير الحجم يفتحه بصعوبة بالغة ليتناول طعامه. ثم لا يلبث أن ينهض فجأة من هذه الحالة ليطير ويضرب منقاره القديم بكل قوة في الصخر مرات كثيرة حتى يتكسر ويسقط هشيماً، فيظهر تحته منقار صغير جديد حاد. ثم يبدأ يحك جسده في الصخور ليتخلص من الريش القديم، فيتجرح وتسيل منه الدماء، لكن يبدأ الريش الجديد ينمو. نعم لقد بدا النسر ضئيل الحجم عن ذي قبل إلا أن شبابه قد تجدد تماماً وعادة يعيش بعد ذلك حوالي خمسين سنة.

هكذا أيضاً حياة الإيمان والتكريس والخدمة، لا يجب أن تلحقها الشيخوخة مثل الجسد الضعيف الفاني، بل على العكس، تكون حياة شبع متزايد وحياة نمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح. قد يصيب الجسد الضعف والوهن بسبب تفدم السن والتعب في خدمة السيد وتحمل الآلام في طريق الخدمة، لكن « لا نفشل، بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوما » (2كو4: 16).

لقد وعدنا الرب نفسه أن يأتي ثانية ليأخذنا إليه، والنفس المنتظرة لهذا « الرجاء المبارك » ترفع أجنحتها استعداداً لمُلاقاة الرب في الهواء « وهكذا نكون كل حين مع الرب ». وكل الذين ينتظرون الرب بقلوب مشتاقة، يستندون الآن على وعده الثمين « منتظرو الرب يجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون » (إش40: 31)، وهكذا هم يواصلون السير في الطريق الضيق، محتملين الآلام في طريق الخدمة للرب « حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت » (2كو4: 10).

فإن كان قد أصابك أيها الأخ المؤمن الضعف الروحي، فضعفت شهيتك لكلمة الله وفترت عزيمتك في الصلاة، فابحث عن السبب. هل مال قلبك إلى العالم أو إلى المال؟ هل فيك خطية مُستترة؟ ليتك تستيقظ الآن وتقطع صلتك بكل ما يعطل شركتك. والرب مستعد أن يقويك ويجدد شبابك الروحي.




sama smsma 19 - 07 - 2012 03:41 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
محبة العالم

فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن... (تك13: 11)

توجد خطايا كثيرة منتشرة في العالم، خطايا مُخيفة ومُزعجة يفعلها الناس، مثل الزنا والسرقة والنهب وكل أنواع النجاسة والرجاسة، وهؤلاء الناس سيدينهم الله. ونحن كمؤمنين نشمئز من هذه الخطايا غاية الاشمئزاز. ولكن ألا توجد خطايا فينا تستدعي النفور منها أيضاً؟ ماذا يقول الكتاب المقدس؟ « أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله » (يع4: 4).

فخطية محبة العالم منتشرة الآن بين المؤمنين انتشاراً يدعو إلى الدهشة والخوف، ويجب أن ننتبه لأنفسنا.

لماذا رفع لوط عينيه واختار لنفسه كل دائرة الأردن؟ هل لأن له هناك أقرباء؟ ألم يترك عمه الطيب وسارة التقية؟ لقد اختارها لأنه « رأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة، كجنة الرب كأرض مصر » (تك13: 10) وسكن في سدوم مع أهلها الذين كانوا « أشراراً وخطاة لدى الرب جدا » (تك13: 13) ونتيجة لتمسكه بهذه الأرض وهذا المكان أُخذ لوط أسيراً. ونحن نعلم قسوة هذه التجربة على نفس لوط. ولكن ما الذي أوصله إلى هذه الحالة؟ أليس محبة العالم ومحبته لسدوم؟ وهكذا نحن كثيراً ما نجلب على أنفسنا مصائب عديدة بسبب ميل قلوبنا إلى الأمور العالمية.

نحن ننتقد لوطاً ونلومه، بينما نحن نستحق أن نُلام أكثر منه. يا ليت الرب يقنع قلوبنا بأن نشبع به ونتمسك بالقول: « لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم، إن أحب أحدُ العالم فليست فيه محبة الآب لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم والعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد » (1يو2: 15-17).


يا ليت به نقنع
ونسعى بالإيمان فلا نعودُ نُخدع
بالبُطل والعيان

sama smsma 19 - 07 - 2012 03:42 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
مخافة الله

وحّد قلبي لخوف اسمك (مز86:: 12)

ما أكثر ما نصرفه من حياتنا، ليس في عمل الشر بصورة إيجابية، بل في المسئوليات الكثيرة الضائعة أو التي لا قيمة حقيقية لها، والتي تُفسد علينا إيجابية الشهادة لله! وما أقل ما نتفق مع الرسول في قوله « لكني أفعل شيئاً واحدا ».

عندما يأتي إلينا الشيطان محاولاً أن يغرينا « بممالك العالم ومجدها » فإننا نرفضها إذ ننتبه أنها تجربة منه. ولكننا مع الأسف في أوقات أخرى نذهب إلى التجربة بأقدامنا ونسلّم أنفسنا لمجموعة من الجهود الضائعة في هذا العالم، وكأننا نُمسك بالهواء، كأطفال يركضون بكل قواهم وراء خيال واهم.

إننا وباعتبارنا أغصاناً في الكرمة، فنحن نعلم أن الغاية من الكرمة هي الثمر. والكرَّام ينقي الأغصان لكي تُثمر. ولكننا إذ نراه ينقيها من الأمور المعطلة للثمر، نحسبه يقضي عليها ويحطمها، ونتساءل: ما الضرر من تلك الفروع الصغيرة العقيمة، أو تلك الأوراق الميتة؟ في ذاتها لا ضرر، ولكن فيما يتعلق بمحصول الكرمة من الثمر، فإن بقاء هذه الأشياء ضار جداً. بل إن الطقس الخارجي نفسه لا يُصيب الكرمة بأذى قدر تلك الأوراق والجذوع العقيمة التي تمتص العصير الثمين. فإذا استبقى الكرّام هذه الأوراق والجذوع فلن يقل الثمر فقط، بل يتلف كل العصير.

وهكذا الحال مع كثير من الأمور التي من شأنها أن تبعثر النشاط الذي كان يجب أن يولّد الثمر لله. فدعونا نوحّد الغرض ونقول مع الرسول بولس « أفعل شيئاً واحدا » - الأمر الذي يميز الإنسان المكرس للمسيح، والذي يمجد المسيح في حياتنا إذ يصير المسيح هو الكل في الكل.

دعونا ندرك أن كل لحظة في الحياة غالية جداً للتخلص من الرسميات والسطحيات، وجعل المسيح سيداً لا مجرد مُشير، مترنمين معأً في كل لحظة « وحّد قلبي لخوف اسمك ».





sama smsma 19 - 07 - 2012 03:43 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
« مشابهين صورة ابنه »


« لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه » (رو29:8)
دعونا نتأمل كيف يمكن أن نكون على صورة مجيدة كهذه؟ إن الإنسان مليء بالخراب، والغرض الإلهي هنا ليس هو إعادة تحسينه، أو إصلاحه أدبياً، بل بالأحرى إقامة شيء جديد تماماً في أعماق الإنسان. إن الخاطئ غير المولود من الله لا يمكنه إطلاقاً أن يختبر عملاً في نفسه كهذا ليكون على صورة المسيح، قبل أن يولد ثانية وينال الحياة الجديدة في المسيح يسوع أولاً وقبل كل شيء.

المسيحية إذاً ليست تعديلاً للطبيعة العتيقة، لكنها توطيد لغرس جديد هو الطبيعة الجديدة. إنها ليست « الجسد » الذي يتجه للتدين والتحسن والتوجه إلى حياة الورع والتقوى، ومحاولة تغطية مفاسد النفس الدفينة بالطقوس، والممارس - آذار - ات، والصلوات، والأصوام والصدقات، فهي ليست تحويلاً للإنسان في الجسد من « أعمال شريرة » إلى « أعمال ميتة » بتغيير شكلي من قصور مليئة بالفساد، أو طاولة لعب، إلى أخذ نصيب من الجلوس في الأديرة المنعزلة عن العالم، أو مقعد في « الكنيسة » أو حضور الاجتماعات الروحية وسماع كلمة الله. كلا. بل المسيحية هي شخص المسيح ذاته الذي يظهر في حياتنا اليومية بقوة عمل الروح القدس.

ومَنْ وجد في المسيح نصيبه الشخصي، تراه مشغولاً بالتغذي على حياة المسيح ودراسة شخصيته واقتفاء آثار خطواته. فكمؤمنين نتصرف كما تصرف سيدنا، وغرضنا دائماً هو أن نتمثل به، وغاية أشواقنا أن يظهر فينا بصفاته الرائعة. وإن السؤال الفاحص للمؤمن في جميع الظروف هو « هل هذا تمثُل بالمسيح؟ »

إن المسيحية ينبوع يفيض من القلب، من المسيح الحي، يظهر أثره في الحياة. وهذا الأمر ينطبق عملياً على كل العلاقات والروابط الإنسانية، فهو يعلمنا كيفية التصرف كأزواج وآباء، وكأولاد ... الخ، والمسيحية تعلمنا كل هذا ليس عن طريق قواعد جافة وقوالب جامدة، بل بوصفها مجسده أمامنا في شخص المسيح؛ مثالاً كاملاً لنحتذيه. ويا له من مثال. ومَنْ منا وصل إلى مستواه؟ لا أحد. لكن علينا أن نضع هذا هدفاً أساسياً لحياتنا، نقترب منه على قدر ما نستطيع في شركة وثيقة معه يوماً وراء الآخر، إلى أن « يتصور المسيح فينا ».


sama smsma 19 - 07 - 2012 03:44 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
مشيئة الله الصالحة

« لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة » (رو2:12)
هناك عدة خطوات تساعدك على الوصول إلى هذا الهدف:

(1) أخضع إرادتك الذاتية :

في البداية تأكد من أن قلبك بلا غرض محدد أو إرادة ذاتية بخصوص الأمر المطروح. إن تسعين في المائة من المتاعب آلتي نعانيها تكمن في هذه النقطة. تسعين في المائة من المشاكل والصعوبات يمكن التغلب عليها عندما تكون قلوبنا على استعداد لتنفيذ مشيئة الله، مهما تكن هذه المشيئة. وعندما يصل المرء إلى هذا الوضع، فإنه يكون قد اقترب بشدة من معرفة مشيئة الرب.

(2) لا تعتمد على المشاعر :

عندما تُخضع إرادتك بالتمام للرب، لا تترك النتائج للمشاعر أو التأثيرات البسيطة. فإذا اتبعنا هذا الأسلوب - أسلوب المشاعر - فإننا سنكون قد عرَّضنا أنفسنا إلى ضلال كبير.

(3) ابحث عن فكر الروح القدس من خلال كلمة الله :

إن الروح القدس والكلمة المقدسة مرتبطان معاً ارتباطاً وثيقاً. وعندما نقول إننا نتجه إلى الروح القدس وحده بدون الكلمة، فإننا نوقع أنفسنا في وهم كبير، إذ لا يوجد توجه مثل هذا بدون الكلمة المقدسة. لكن إذا كنا ننقاد بالروح باستمرار، فإن الروح القدس سيقودنا بحسب المكتوب، وليس إلى أمور تناقض المكتوب!

(4) لاحظ أعمال العناية الإلهية :

ثم لتأخذ في اعتبارك أعمال العناية الإلهية معك، فهي غالباً تشير بوضوح إلى مشيئة الله المرتبطة بالروح القدس وكلمة الله.

(5) صلِ :

واطلب من الله أن يعلن لك مشيئته باستمرار.

(6) انتظر :

وهكذا من خلال الصلاة ودراسة الكلمة والحكم على الذات، سيُعلن لك الرب فكره الصالح المرضى الكامل. لأن « سره عند المستقيمين »
(أم32:3) ، وأيضاً « سر الرب لخائفيه » (مز14:25) .


علمني أنتظرك يارب
عرفني رؤيتك للدرب فليس لـي
سـواك أنـــت سنــــدي وروحـــــك يقودنــــــي
وكلامــــك سراجـــــي

sama smsma 31 - 07 - 2012 07:37 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ملكوت الله وبره


اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم (مت6: 33)

أن أطلب ملكوت الله وبره يعني أن أسأل نفسي دائماً: هل كل تفاصيل حياتي الشخصية، وهل بيتي وعائلتي وكل ما تحت سيطرتي، خاضع لسلطان الله؟ وهل أنا في أدق التفاصيل أراعي بر الله؟

لاحظ - أخي العزيز - أن المسيح لم يَقُل « اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره »، ثم اطلبوا بعد ذلك الأشياء الأخرى، كلا، بل اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لكم. وكأن الرب يسوع يقول لتلاميذه ولنا نحن أيضاً معهم: كونوا منشغلين في حياتكم بأمور الله، والله نفسه سيتولى أموركم. فإن كان اهتمامك وطلب قلبك هو ملكوت الله وبره، فإن الله سيعطيك دون تعب أو عناء كل ما تحتاج إليه من طعام الحياة، وكساء الجسد.

لكن كيف يمكننا أن نطلب أولاً ملكوت الله وبره؟ كيف يمكننا فهم هذه العبارة؟

يمكننا أن نفهمها بمفاهيم ثلاثة كالآتي:

1 - اطلبوا أولاً: أي في المقام الأول. فلا نطلب ملكوت الله وبره كشيء ثانوي، زهيد القيمة، أو كشيء مكمل يمكن الاستغناء عنه، بل نطلبه كشيء ثمين جداً وكشيء حيوي لا تصح الحياة بدونه. اطلبه من كل قلبك (مز119: 1-4).

2 - ثم اطلبه أولاً: فليس بعد أن تنتهي من دراستك، وتأخذ وضعك في وظيفتك، وتستقر في بيتك ومع أسرتك، وتربي أولادك وتطمئن على مستقبلهم، وبعد أن تحل مشكلاتك المستعجلة، ساعتها يصبح عندك الوقت لأمور الله. كلا، بل اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره. الله أولاً وكل شيء آخر يأتي بعده. قال الرب « الذين يبكرون إلىَّ يجدونني » (أم8: 17)، وقال الحكيم « فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر » (جا12: 1).

3 - ثم « اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره » : أي ابدأ برنامج يومك بأن تصلي إلى الله وبأن تقرأ جزءاً في كلمته. أعطِ باكورة اليوم لله، وتمتع في أول النهار بجلسة معه، استمع إليه، واستمتع بحديثه إليك، وحديثك إليه. نعم اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لكم: أي ستحصل عليها دون طلب، « فوق البيعة » كما يقولون. ليس فقط دون أن تدفع ثمنها، بل وأيضاً دون أن تنشغل بها!



يوسف رياض


sama smsma 31 - 07 - 2012 07:38 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ملوك المستقبل

الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين (رؤ1: 5،6)

في يوم 11/3/1830 بدأت فتاة إنجليزية، في العاشرة من عمرها، دروسها مع مدرِّسها الخاص الذي أحضره إليها أبوها. وكان موضوع درسها الأول هو « تسلسل وراثة العرش الإنجليزي ». وعند نهاية الدرس أدركت « فيكتوريا » وكان هذا هو اسمها ـ أدركت أنها وليّة العهد، وأنها الملكة القادمة لعرش الإمبراطورية البريطانية التي وُصِفت يومها بأنها « الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس ».

وبعد انصراف المدرس، دخل أبوها الملك عليها في حجرتها، فوجد عينيها دامعتين، ووجهها مليء بتعبيرات الرهبة والهيبة والجدية. وبعد فترة صمت طويلة سألت فيكتوريا أباها: « أهذا صحيح!! هل أنا ملكة المستقبل في إنجلترا؟! ». أومأ إليها أبوها موافقاً، فمسحت الفتاة دموعها وقال بجدية واضحة: « إذاً يجب أن أكون فتاة صالحة من الآن ».

لقد أدركت عظمة ما ستكون عليه في المستقبل، فصمّمت أن تتصرف وتعيش بمقتضى هذا المركز من ذلك اليوم فصاعداً.

وبعد قرابة سبع سنوات من هذا التاريخ، وقبل أن تتم عامها الثامن عشر، تُوِّجت فيكتوريا ملكة لبريطانيا العُظمى، وظلت متربعة على العرش لفترة امتدت لأكثر من نصف قرن، وكانت فترة حكمها هي أزهى عصور الإمبراطورية، بفضل تقواها وصلاحها وتمسكها بتعاليم الكتاب المقدس. وقد كانت حازمة في اعترافها بإيمانها المسيحي، وعاشت بمقتضى هذا الإيمان.

عزيزي المؤمن .. هل تدرك أنك واحد من ملوك المستقبل؟ هل تدرك السمو الذي أوصلنا إليه الرب يسوع في نعمته الغنية؟! لقد ربح قلوبنا بمحبته العجيبة التي أحبنا بها ونحن خطاة أثمة، ولم يغسّلنا من خطايانا ونجاساتنا بشيء أقل من دمه الكريم. وما أرفع المقام الذي أوصلنا إليه إذ جعلنا « ملوكاً وكهنة لله أبيه » (رؤ1: 5،6). أفلا تفيض قلوبنا سُبحاً وتعبداً للذي أعطانا معه نصيباً في مُلكه إلى أبد الآبدين (رؤ5: 10؛ 20: 6؛ 22: 5). ويا ليتنا لا نفرح فقط بكل ما أجزلته لنا نعمة الله، بل لنسلك أيضاً كما يحق لغنى هذه النعمة.

يا ملوك المستقبل: تصرفوا تصرفات الأمراء السماويين، بكل نُبل وتعفف، من الآن .. وإلى اللقاء على سحاب السماء



فايز فؤاد


sama smsma 31 - 07 - 2012 07:39 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ممر الكسالى !

ليس أحد يضع يده على المحراثوينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله (لو9: 62)

في أحد جبال فرنسا، على مسيرة نصف ساعة من إحدى القمم، يوجد ممر أطلق عليه اسم « ممر الكسالى ». ويحكى المرشدون أن كثيرين من السياح يتعبون من الصعود الطويل على الأنقاض وتخور عزيمتهم عندما يرون أنه ما زال أمامهم الكثير ليتسلقوا بطول حافة منحدرة وشاقة، وبالتالي يعدلون عن المواصلة للوصول إلى أقصى القمة. وإذ يقيسون المسافة التي تفصل بينهم وبين الهدف، يلقون عصاهم ويضعون حقيبتهم ويتمددون في الظل، ولا يعبأون بالمكافأة التي ستكون لهم عند الوصول إلى القمة.

إن طريق حياتنا يعبر أيضاً « ممر الكسالى » وكم من الجبال يتعين تسلقها، وكم من عوائق وصعاب يجب التغلب عليها إن كنا نريد أن نحصل على « جعالة دعوة الله العُليا »! إن « ممر الكسالى » يدعونا ونحن على مسافة قصيرة من الهدف لأن نستريح قليلاً وأن نترك المعركة للحظة ... وما أكثر الذين تخور عزيمتهم، الذين لم يصعدوا أبداً إلى ارتفاع أكبر. نحن نرى هناك أُناساً لهم ظروف من كل نوع، أُناساً من كل مهنة، وكثيرين من الشبان والشابات جالسين في راحة في رفقة شيوخ مُتعبين ومُنهكين لا نأخذ عليهم شيئاً لوجودهم هناك. ألا يجب أن يخجل الشباب من تركهم المعركة والرجوع أمام المجهودات الأخيرة بعد أن تأملوا سابقاً بحماس الهدف الموضوع أمامهم؟

كان مؤمن موقر يتسلق يوماً برج كاتدرائية ستراسبورج. وقبل أن يصل إلى القمة بمسافة صغيرة انتابه دوار وأراد أن ينزل. فصاح الحارس قائلاً: كيف يمكن بعد الوصول إلى هذا الارتفاع، أن ترجع ثانية دون أن تبلغ الهدف؟ فرفع الرجل نظره ورأى فعلاً أنه لم يبقَ سوى خطوات قليلة للوصول، فتشجع وواصل المسير حتى وصل إلى القمة.

هكذا يجب أن يكون أيضاً سيرنا نحو السماء. إنه عار لاسم المسيح أن نتجند في طريق اتباعه ثم نتحول عنه، وكثيراً ما يحدث هذا للأسف! كم تعوزنا المثابرة والجدية للوصول إلى الهدف والفوز بجعالة الدعوة السماوية!

ليت حياتنا تكون دائماً في صعود، فلا نتوقف عند حد القليل الذي تعلمناه وشعرنا به أو أدركناه، لكن لنستمر في التقدم والصعود.




sama smsma 31 - 07 - 2012 07:40 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
من ينابيع القوة


لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين.. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه (عب4: 12،16)

كما أن الطائر يستمد قوته على الطيران وحفظ اتزانه بواسطة جناحيه، هكذا يستمد المؤمن قوته الروحية كيما يحلّق في أجواء الشركة بواسطة الصلاة وكلمة الله.

لقد كان الرسل من الوجهة الإنسانية ضعفاء نظيرنا، لكنهم كانوا يستمدون القوة غير العادية في خدمتهم من ذات الينابيع. ويمكننا أن نرى في قول الاثنى عشر « أما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة » (أع6: 4). وفي أفسس6: 17،18 يكلمنا الرسول بولس عن جزئين مرتبطين معاً من سلاح الله الكامل وهما « سيف الروح الذي هو كلمة الله » والصلاة « مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت ». وكذلك ما ورد في عبرانيين4: 12،16 كلمة الله الأمضى من كل سيف، وعرش النعمة الذي نتقدم إليه في الصلاة.

ويهوذا في ختام تحريضاته في الرسالة يقول: « وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس (الحقائق الإيمانية كما وردت في كلمة الله) مُصلين في الروح القدس.

وبالصلاة وكلمة الله يمكننا أن نمارس - آذار - الشركة مع الله. فالصلاة شركة فيها يستخدم المؤمن فمه ليتكلم ويميل الرب أذنه ليسمع، والكلمة شركة فيها يستخدم المؤمن أذنيه ليسمع فم الرب متكلماً.

والرب يسوع هو مثالنا العظيم في الصلاة وحفظ الكلمة. تأمله في مشهد المعمودية « وإذ كان يصلي انفتحت السماء » (لو3: 21) ثم بعدها انقاد بالروح في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من إبليس وكان جوابه الدائم على أقوال الشيطان « مكتوب. مكتوب. مكتوب » (لو4: 1-12)، بل كان هو الصلاة والكلمة مُجسمين. ففي مزمور109: 4 يقول: « أما أنا فصلاة » وفي يوحنا8: 25 عندما سأله اليهود « مَنْ أنت؟ فقال لهم أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به ».

الصلاة تعطي قوة للمصلي، فنقرأ عن داود أنه تشدد بالرب إلهه (1صم30) وعن شاول « هوذا يصلي » ثم بعد ذلك كان يزداد قوة (أع9). وعندما صلى الرسل في أعمال4 كانوا يؤدون الشهادة بقوة عظيمة. وكلمة الله أيضاً فيها القوة « ولما كلمني تقويت » (دا 10: 19)، وفيها القدرة أن تحكِّم للخلاص (2تي3: 15)، وقادرة أن تبني (أع20: 22) وقادرة أن تخلِّص نفوسكم (يع1: 21).





sama smsma 31 - 07 - 2012 07:40 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
موقف العالم من أتباع المسيح

إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم (يو15: 18)

إننا نحتاج أن نتذكر أن كل مؤمن فينا قد بدأ حياته المسيحية؛ حياة الإيمان، بأن اختار الارتباط بشخص يرفضه العالم، الأمر الذي لأجله يشير الروح القدس في موضع آخر « لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته. وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد » (1يو2: 15-17).

إن كثيرين عندما يسمعوننا نستخدم تلك اللفظة « العالم » يتحيرون ويسألوننا: أي عالم تقصدون ... هل تقصدون هذا الكون الذي نعيش فيه ... أم الكرة الأرضية التي نحيا فوقها..؟ لا .. لا هذا ولا تلك. وإنما نقصد بالعالم، ذلك النظام أو الترتيب البشري الذي تحول عن الله تماماً. ذلك هو العالم الذي نعنيه، وهذا العالم هو نفسه اليوم كما كان بالأمس. لذلك فعندما يحاول المؤمن أن يهادن العالم ويصادقه، فإنه بذلك إنما يضع نفسه في موقف العداء لله كما هو مكتوب « أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله. فمن أراد أن يكون مُحباً للعالم فقد صار عدواً لله » (يع4: 4،5).

لقد ربطنا أنفسنا بذاك الذي يرفضه العالم. لذلك فإننا نقترف نوعاً من الزنى الروحي عندما نمد لهذا العالم يدنا. هذا العالم الشرير الذي لم يقبل فادينا ومخلصنا. نعم، لو أدرك كل مؤمن أنه دُعيَ خارج نظام العالم، ولو فهمنا الطبيعة السماوية لدعوتنا، لَما أثرنا أي سؤال من هذا النوع: هل هناك ضرر من ذلك ... هل هذا حلال .. وإنما يكون السؤال الأصح هو: هل ذلك من الآب، أو ذلك من العالم..؟ فإذا كان هذا لمجد الله، سأمضي فيه بكل سرور. أما إذا لم يكن ذلك الأمر لمجد الله، فلا يجب أن يكون له مكان في حياتي.

لا يزال المسيح هو الشخص المُبغَض من العالم، والمقاومة لشخصه - له المجد - تزداد يوماً فيوماً. ومن هنا فالذي يلزمنا هو أن نسأل أنفسنا: هل نحن على استعداد حقيقة لأن نتحمل كل شيء من أجل اسمه؟




sama smsma 31 - 07 - 2012 07:41 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ميت عن الخطية

كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا (رو6: 11)

تُعلن لنا كلمة الله بوضوح أن الخطية ساكنة فينا ولكن لا قوة لها علينا لأننا على أساس عمل المسيح صار لنا الحق والقوة على أن نحسب أنفسنا أمواتاً عن الخطية، وطالما نحقق ذلك تكون لنا النُصرة. ليس علينا أن نكافح ضد الخطية، لأنه حتى لو أحرزنا نُصرة ظاهرية، فإن الشر سوف لا يزال قائماً وكل اتصال به ينجسنا.

لنأخذ مثلاً: خباز يرتدي ثياباً بيضاء من قدميه إلى رأسه، واقف أمام مخبزه. مرَّ أمامه منظف المداخن وصب عليه شتائم، فاستولى الغضب على الخباز، ودون أي انتظار، أمسك الرجل الوقح وأخذ يهزه بكل قواه. حاول منظف المداخن أن يدافع عن نفسه ولكن الخباز بدفعة يده ألقاه على الطريق، وبذلك قد صان كرامته. ولكن المارة كانوا يسخرون من المنتصر لأن نظرة على ثيابه سرعان ما وضّحت السبب، وإذ ملأه الخجل أسرع للدخول إلى بيته.

إن النُصرة لم تكن سوى هزيمة، إذ تركت المعركة عليه آثاراً أردأ مما لو كان لم ينفعل عند سماع شتائم منظف المداخن واعتبرها كما لو كانت غير موجهة إليه، وحينئذ كانت ستكون له النُصرة الحقيقية!

إننا مُتنا، هذا أمر واقع ولكن يجب أن نحقق ذلك في حياتنا العملية، والروح القدس فينا هو القوة لذلك، كما أنه هو القوة لنسلك في جدة الحياة. إنها أمور لا نتعلمها في يوم واحد، ونحن نحتاج أن يعلمنا الرب نفسه إياها لكي ندركها بقلوبنا وليس فقط بأذهاننا. إنه يعطي نعمة للمتواضعين، وهو أمين ليعلمنا، ولكن علينا قبل كل شيء أن نؤمن بكلمته، وسنتعلم أيضاً أن نعرف شناعة الخطية وأن كل صلة بها مهما كانت، تنجس دائماً وتهين الرب الذي تألم لكي يأتي بنا إلى الله ويعطينا الحياة الأبدية.


إنساننا العتيق قد
صُلب معه وانقضى ففيه قد مُتنا إذاً
حكماً وشرعاً في القضا أيضاً به روح الحياة
أعتقنا نحن العبيد كي نحيا بالقداسة
حسب مقامنا الجديد

sama smsma 31 - 07 - 2012 07:42 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ناطورة الكروم

جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره (نش1: 6)

يبذل العدو كل مجهود لكي يسلب من المؤمن أوقاته وقواه ومواهبه التي ائتمنه الرب عليها، فعوضاً عن أن يستخدم المؤمن تلك الأوقات والمواهب لمجد الرب، نراه ينفقها بكل سخاء في الأمور العالمية ظاناً أن العالم سيعطيه أجراً على مجهوداته الكثيرة. وما أكبر الخسارة التي تعود على نفس المؤمن الذي يتعب ويكّد في الحصول على ثمرة مجهوداته الجسدية، فإذا به يجد أن « الكل باطل وقبض الريح ». مَنْ من المؤمنين الذي أنفقوا قواهم في الأمور العالمية لم يكن تعبهم باطلاً؟ يا للأسف، قد أضاع الكثيرون حياتهم في خدمة العالم وخرجوا منه عُراة بلا ثمر. ربما ظنوا في بادئ الأمر أنهم مع تعبهم في العالم يستطيعون أن يتعبوا للرب ويخدمونه بأمانة، ولكن مَنْ ذا الذي يستطيع أن يحرس كرمين في آن واحد؟ لقد حرست العروس كروم العالم فلم تستطع أن تحرس كرمها لأنه « لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ». ويا له من اعتراف مؤلم ومُحزن « أما كرمي » أي العمل الذي لأجله أوجدني الرب هنا، الموهبة التي منحها لي لأخدمه بها، الأوقات التي أعطاني إياها وسيحاسبني عليها، الأموال التي أوجدها الرب بين يدي وجعلني وكيلاً عليها وليس أكثر، الأولاد الذين أعطاهم الرب لي لأربيهم في تأديب الرب وإنذاره، النفوس الضالة التي أوجدني الرب شاهداً لها بغنى نعمته تعالى. هل نحن أمناء في هذه وغيرها مما أودعنا إلهنا؟ يا ليتنا لا نضيّع حياتنا سُدى، بل نكون « مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبنا ليس باطلاً في الرب » (1كو15: 58).

ثم أن لهذه العبارة معنى عملياً آخر « جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره ». إنه من السهل علينا أن نُقيم أنفسنا حراساً على حالة الآخرين فنراقب كل حركاتهم بل وربما ننتقد الكثير من أعمالهم، بينما نهمل السهر على حالة نفوسنا مع أنه كان الأولى بنا أن نلاحظ حالة نفوسنا أولاً « لاحظ نفسك (أولاً) والتعليم (ثانياً) ... » (1تي4: 16). أما إذا لم نسهر على حالة نفوسنا وانشغلنا بمراقبة حالة الآخرين وتصرفاتهم، فإنه يتم فينا قول الرب « يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تُبصر جيداً أن تُخرج القذى من عين أخيك » (مت7: 5).





sama smsma 31 - 07 - 2012 07:43 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ناظرين .. غير ناظرين!

ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف .. (2كو3: 18)
ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى.. (2كو4: 18)

إن كلمة « ناظرين » تفيد تثبيت اتجاه النظر والفكر بصورة مستمرة على شيء أو شخص معين. وجميل أن تستقر عين الإيمان، وأفكار المؤمن على الرب يسوع نفسه « ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمله يسوع » (عب12: 2)، الذي بقدر تأملنا بعمق في أمجاده المتنوعة، بقدر شبعنا بشخصه، وبقدر تغيرنا تدريجياً إلى صورته المجيدة أدبياً بحسب عمل الروح القدس فينا. وما أروع أن تكون النفس شبعانة، فهي في هذه الحالة ستدوس « العسل » الذي يقدمه العالم (أم27: 7).

والرسول في رسالة كورنثوس الثانية يركز على نفس هذه الفكرة في أصحاحين متتاليين؛ مرة بتحريض إيجابي لِما ينبغي أن ننظر إليه « ناظرين » (3: 18)، ومرة بتحريض سلبي لِما لا ينبغي أن ننظر إليه « غير ناظرين » (4: 18)! فإذا كنا نريد أن نتجنب الفشل (2كو4: 1،16) في أيام كثرت فيها المفشلات، فعلينا باتباع هذا التحريض ثنائي الوجه:

الوجه الأول: ناظرين مجد الرب. وهذا امتياز كل مؤمن « ونحن جميعا ». وقديماً ظهر « إله المجد » لأبينا إبراهيم ـ أبي المؤمنين ـ فترك كل شيء: الأرض والأهل والعشيرة، وخرج في طاعة الإيمان خلف الرب المجيد. إن مجد الرب يخلع قلوبنا من مشاهد « أمجاد » العالم الزائفة الزائلة ونرنم:


فالذي في مجده
ببهاه نرتوي تاركين ما ورا
إذ به لا ننغوي
والوجه الثاني: والمكمّل للوجه الأول « غير ناظرين » إلى الأشياء التي تُرى. وما الذي يُثقل كاهلنا ويحنينا في هذه الأيام سوى « الأشياء التي تُرى » سواء من الداخل أو من الخارج! لكن الإيمان يتعامل بإيقان مع الأمور التي لا تُرى (عب11: 1). بل إن ما يشدد نفوسنا هو ذاك الذي « لا يُرى » كقول الوحي عن موسى « بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك، لأنه تشدد كأنه يرى مَنْ لا يُرى » (عب11: 27).

ما أروع عين الإيمان التي تستقر على الله الذي « لا يُرى ». فنتشدد ونوقن أنه صاحب الكلمة العُليا والأخيرة، ونفرح بالأمور الروحية، أبدية الطابع، ودائمة التأثير المبارك.


sama smsma 31 - 07 - 2012 07:43 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
نصائح تلميذ قديم

أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم (عب13: 17)

يا قديسي الرب المحبوبين - استيقظوا من سُباتكم ولا تناموا كالباقين. اعزلوا عنكم أوثانكم وآلهتكم الغريبة. وتطهروا وابدلوا ثيابكم وارجعوا إلى بيت إيل حيث تجدون إلهكم وتذوقون صلاحه وتختبرون حلاوته بكيفية لم تعرفوها من قبل.

اطرحوا عنكم آخر بقية من الحياة العالمية، واسهروا على ألسنتكم حتى يكون حديثكم المستمر عن المسيح وما يهم المسيح، فلا تتحدثوا عن كل شيء، كما يحدث كثيراً، إلا عن المسيح. ولتمتزج صلواتكم الحارة بكل مثابرة بصلوات غيركم من القديسين في اجتماعات الصلاة؛ تلك الاجتماعات التي لم تحتاجوا إليها في أي وقت بقدر حاجتكم الشديدة إليها في الوقت الحاضر. لا تهملوا أية فرصة فيها تجمعون لأنفسكم التعاليم والإرشادات من كلمة الله التي وحدها تستطيع أن تحفظنا من طرق المهلك، ولتظهر في حياتكم تلك اللآلئ التي تلتقطونها من سماعكم المواعظ أو من اجتماعات درس الكتاب المقدس، أو من تأملاتكم السرية قدام الرب. إذا كنتم تريدون أن تمارسوا عملاً يعود عليكم بالمكافأة المجيدة من السيد المحبوب، فاسألوا السيد أن يهيئ لكم عملاً مرضياً ومُمجداً له، فلا يمكن أن تأسفوا أو تندموا على مثل ذلك العمل لا في الدهر الحاضر ولا في الآتي.

أرجو أن تحتملوا كلمة الوعظ هذه لأنها صادرة عن محبة قلبية لنفوسكم. أنتم للمسيح والمسيح لكم، فلا تفصلوا عُرى هذه الشركة المقدسة بعيشتكم لذواتكم أو للعالم. لا تجعلوا العذراء المخطوبة غير أمينة لعريسها، بل بالحري اهتموا لكي تصيروا مرضيين لربكم، وتذكّروا بأن كل ثمر البر والنعمة الذي يقصد الروح القدس أن يُنشئه فيكم، يزيد في حُسنكم وجمالكم في عيني ذاك الذي خطبكم لنفسه. فلا تحرموه من لذاته فيكم. تفكّروا في محبته لكم وفي آلامه لأجلكم، وإنكم قد استغنيتم بآلامه ودمه فلا تسمحوا للعالم بأن ينساب إلى قلوبكم فيبقى الرب خارج أبواب قلوبكم وحياتكم مُحتقراً ومُهملاً أو منسياً.

هيا بنا إذاً نطرح أعمال الظلمة غير المُثمرة ونخلع الثياب المدنسة من الجسد. علينا أن نلتصق بالرب بعزم القلب فيضيء نور شهادة الروح القدس من مصابيحنا وعندئذ يزداد فرحنا بسرعة مجيء الرب فلا نخجل منه في مجيئه.





sama smsma 31 - 07 - 2012 07:45 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
نعم أو لا؛ نعم ولا

... بل لتكن نعمكم نعم ولاكم لا لئلا تقعوا تحت دينونة (يع5: 12)

نعم أو لا واضحة وغير مُبهمة. في الموعظة على الجبل، يحذرنا الرب من أن ننطق بقَسَم لتأكيد حقيقة ما نقوله، فيقول « ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير » (مت5: 37). إن الإنسان الكاذب كثيراً ما يسرف في الأقسام، وعادة إخفاء الحق هي التي ترغمنا على تدعيم تأكيداتنا بكلمات كثيرة لكي تُقبل.

نعم صادرة من إرادة خاضعة لله. قال الرسول بولس للمؤمنين في كورنثوس إنه سيمر عليهم وأيضاً سيمكث عندهم بعض الوقت (1كو16: 5-7)، ولكن قلقه بخصوصهم والأخبار التي وصلته من تيطس قادته إلى تغيير خطته (2كو1: 23) ولذلك فقد فكّر في حيرتهم فقال لهم « ... أم أعزم على ما أعزم بحسب الجسد كي يكون عندي نعم نعم ولا لا » (2كو1: 17). لم يكن يريد أن تتعارض خطته مع إرادة الله.

نعم الخاصة بكلمة الله. في نفس هذا الأصحاح يعمل الرسول مُباينة بين مشروعاته الخاصة القابلة للتغيير، وكرازته بالإنجيل التي لا تقبل المساومة، فيقول: « لأن ابن الله يسوع المسيح الذي كُرز به بينكم بواسطتنا أنا وسلوانس وتيموثاوس، لم يكن نعم ولا، بل قد كان فيه نعم » (ع19).

نعم المطلقة في يسوع المسيح. « لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا » (ع20). لقد جاء مخلصنا إلى الأرض ليتمم فيها العمل اللازم لتحقيق المواعيد الإلهية. لقد أقامت خطية الإنسان عائقاً كُلياً لتنفيذ المواعيد، وقد أزال الرب يسوع بموته على الصليب هذا العائق لكي تتحقق هذه المواعيد أيضاً بواسطته وستكون لها نتائج أبدية.

يا للتباين مع الطبيعة البشرية التي كثيراً ما تنطق بكلمات غامضة تعكس نقص الحقيقة. إن المؤمن هو شاهد للمسيح، هل يقول نعم بدلاً من لا، أو حتى نعم ولا بحسب حالة مَنْ يتحدث معه؟ لتكن الحقيقة دائماً مميزة سلوكنا.





Mary Naeem 31 - 07 - 2012 07:46 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
شكرا يا سمسمة على الموضوع الممميز
ربنا يبارك حياتك

sama smsma 31 - 07 - 2012 07:46 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
نقاوة القلب

« طوبى لأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله » ( مت8:5)
ما أروع المشهد الذي نراه عندما وقف بولس أمام فيلكس الوالي، يتكلم بكل جرأة وقوة، ومع أنه هو المتهم إلا أن الحاكم هو الذي ارتعب. من أين لبولس هذه القوة؟ الإجابة: لقد عاش الطريق الصحيح، فقد كان قلبه نقياً ولم يلمه ضميره على شيء.

أحبائي لو خيَّرنا بين نقاوة القلب، أو حراسة جيش من الملائكة لنا؛ ماذا نختار؟ أي الاثنين سيجلب لنا السعادة الحقيقية؟ لقد رأى يعقوب في يومه جيشين من الملائكة في محنايم وهو في طريقه لملاقاة عيسو أخيه، إلا أننا بعدها لا نراه سعيداً بل خائفاً، نسمعه يقول للرب « نجني من يد أخي، من يد عيسو لأني خائف منه أن يأتي ويضربني الأم مع البنين »
(تك11:32) . لم يتمتع يعقوب بالسعادة رغماً عن وجود جيشي الملائكة، ذلك لأنه كان مخادعاً وغشاشاً ولم يكن قلبه نقياً. أما بولس الذي في إحدى محاكماته لم يحضر أحد معه، إلا أننا نسمعه يقول « الرب وقف معي وقواني » (2تى17:4) ذلك لأن بولس كان له القلب النقي الذي يعاين الله.

إن طريق السعادة يستلزم نقاوة القلب والتي نرى توضيحاً لها في مزمور2:32
» ولا في روحه غش ». أي لا يوجد لسانين، ولا يوجد رأيين، لا يوجد رياء أو إعوجاج في الكلام، بل صدق ووضوح وصراحة .. أي « نقاوة قلب ».

آه عندما يأتي اليوم الذي فيه سيُنير الله خفايا الظلام ويكشف السرائر كلها. أيها الأحباء هل يتطابق ما يبدو منا في الظاهر من خدمة وصورة التقوى مع ما هو في دواخلنا حقيقة؟ هل اعتدنا فعل الخطية؟ هل نحزن بصدق على كل خطية نقترفها؟ أم أننا نعمل الخطية في الداخل، ونخدم الرب بالخارج؟ هل اعترافنا وتوبتنا عن الخطية هما اعتراف قلبي، وتوبة صادقة؟

دعونا يا أحبائي لا نستخف بأمور الله؟ فلقد ترك عالي الكاهن يوماً أولاده يعبثون بهذه الأمور المجيدة السامية، فجاء قول الرب إليه « لماذا ... تكرم بنيك علىَّ؟ » ولذلك جاء القضاء الإلهي (1صم29:2، 34).

أيها الأحباء، عندما تكون قلوبنا نقية ونظيفة، نستطيع أن نرى الله فنتمتع بالسعادة. أما مَنْ ليس له القلب النقي، فهو لا يعرف السعادة الحقيقية حتى ولو رأى جيشين من الملائكة.

sama smsma 31 - 07 - 2012 07:56 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ميرسى كتييييير يا مرمر لمرورك الحلو
ربنا يفرح قلبك

sama smsma 31 - 07 - 2012 07:58 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
هل لنا الذهن النقي؟

« لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يارب صخرتي ووليي » (مز14:19)
يلعب الذهن دوراً أساسياً في الحياة الروحية. ويصف الكتاب ذهن المؤمن أنه قد صار جديداً « تتجددوا بروح ذهنكم » (أف23:4) آي صارت له بعد الإيمان مقدرة جديدة على استقبال الأمور الإلهية بالشركة مع الله، الأمر الذي كان مستحيلاً قبل الإيمان « يسلك سائر الأمم أيضاً ببُطل ذهنهم إذ هم مُظلمو الفكر » (أف17:4، 18). وأيضاً « تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم » (تى15:1) والكتاب يوصى المؤمنين بالقول « تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم » (رو2:12) بتأثير كلمة الله ومبادئها السامية.

لكن للأسف يعانى كثير من المؤمنين من عدم القدرة على التحكم في أفكارهم، ويشكون من شرود الذهن وعدم التركيز عند قراءة الكتاب أو قضاء فرصة للصلاة أو في الاجتماعات. فما السبب؟ أعتقد للأسباب الآتية:

أولاً: هناك دور علينا أن نقوم به من جهة أفكارنا. يقول بطرس « لذلك منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين .. »
(1بط13:1) ، آي اضبطوا ذهنكم وتحكموا في أفكاركم ولا تدعوها تتجول بلا ضابط، وهذا تدريب علينا أن نقوم به دائماً، ولا نتذرع بأننا غير قادرين.

ثانياً: علينا أن نتبع المصادر آلتي تغذى الذهن بالأفكار والتخيلات العاطلة والنجسة لكي نوقفها ونمنعها. إن كل كتاب تقرأه عزيزي الشاب، وكل مجلة تتصفحيها عزيزتي الشابة، تترك في الذهن أفكاراً وانطباعات. وماذا عن المؤمنين الذين يجلسون قدام الشاشة الصغيرة ليغذوا عقولهم بكل ما هو « أرضى نفساني شيطاني »؟ أبعد ذلك نستغرب من مهاجمة الأفكار الشريرة؟ كلا ياأحبائي ، فإن أذهاننا ينبغي أن تُحفظ نقية، وأفكارنا لابد أن نستأسرها كلها لطاعة المسيح. لذا علينا أن نصحو فلا نطالع كل مجلة، ولا نسترسل في قراءة آي كتاب، ولا نشاهد كل ما تقع عليه عيوننا، بل علينا أن نتحكم في ما يغذى ذهننا ولنستخدم الفلتر filter حتى نمنع الشوائب عن الوصول لأفكارنا وتلويثها. « الفلتر الروحي » هو « كل ما هو حق ... كل ما هو مُسرّ، كل ما صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا » <آي اشغلوا أفكاركم دائماً>
(فيلبى8:4) .





sama smsma 31 - 07 - 2012 07:59 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
وسيلة النُصرة

فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية (1بط4: 1)

أول ما تطالعنا به الأناجيل هو محبة الآب للابن. ففي مشهد المعمودية عندما دخل المسيح وربط نفسه مع التائبين عن الخطية، ولكي تميزه السماء عنهم تنفتح وتأتي شهادة الآب بأن هذا الإنسان يختلف عن الباقين .. « هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ». وبعد هذا الإعلان مباشرة « للوقت أخرجه الروح إلى البرية وكان هناك في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من الشيطان » (مر1: 12،13).

ونلاحظ أن المسيح ـ تبارك اسمه ـ لم يواجه الشيطان باعتباره ابن الله (لذلك لا نجد ذكر للتجربة في إنجيل يوحنا) لأنه لو واجهه كابن الله لَمَا وقف أمامه العدو لحظة واحدة، وما كان لنا نحن فائدة من هذا الاختبار.

إذاً لقد واجه المسيح التجربة كإنسان في حالة الطاعة والاستناد على الله. ولا يوجد شيء أقوى من الطاعة. إنها ذلك المبدأ الإلهي الذي يعطينا النُصرة على العدو.

ما الذي أسقط آدم؟ العصيان. فلو أن آدم كان حازماً في الطاعة ما كان هناك سبيل لدخول العدو.

لذلك كانت الإجابة الواضحة البسيطة على تجربة العدو « مكتوب .. مكتوب .. مكتوب ». فكإنسان أطاع، ونقرأ في فيلبي2 أنه « أطاع حتى الموت موت الصليب » وهذه الآية تتكلم عن مسيرة حياته كلها، تلك التي كللها بعمل الصليب.

وفي 1بطرس4: 1 يعطينا هذا الأمر كسلاح « فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد، تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية » بمعنى أن المسيح من ساعة أن واجه العدو في البرية حتى مواجهته له عند الصليب، سواء ما عرضه عليه في التجربة وهو إغراءات العالم والجسد، أو فيما بعد بتهديدات الخوف والرعب من الصليب .. في كل هذه فضَّل المسيح أن يطيع الله منفذاً مشيئته، متألماً، على أن يستريح ولا يطيع الله. لذلك قيل في عبرانيين2: 17 « لأنه في ما هو قد تألم مجربا ». لماذا تألم مجرباً؟ لأنه رفض التجربة. وعندما نُجرَّب نحن ونرضخ، لا يكون هناك ألم، وذلك لأننا نكون قد أعطينا الحرية للجسد، لكن عندما نُجرَّب رافضين التجربة لا بد أن يكون هناك ألم. وهذا هو معنى بقية الآية في 1بطرس4 « لأن مَنْ تألم في الجسد كُفّ عن الخطية ».


sama smsma 31 - 07 - 2012 08:00 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل!

ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تُعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان (مت23: 23)

في حديث الرب في متى23 نطق على الكتبة والفريسيين المرائين بثمانية ويلات. هذا هو الويل الخامس. وكان الرب في الويل السابق لهذا مباشرة قد دان تعليم الفريسيين الفاسد، واعتبرهم عمياناً (ع16)، وبعدها في هذا الويل دان الرب ممارستهم الفاسدة وشبّههم أيضاً بالعميان (ع24). ولقد كان مظهر فساد ممارستهم غيرتهم الكبيرة في أمور بسيطة مع تجاوزهم التام عن أمور أهم. لقد أظهروا تدقيقاً زائداً في الأمور الصغيرة، وفي نفس الوقت إهمالا مُطلقاً للأمور العظيمة!!

وطبعاً لم يكن العيب تمسُّك الكتبة والفريسيين بالأمور البسيطة، ولا غبار في إخراج عشور النعنع والشبث والكمون (وهي أقل منتجات حقولهم قيمة)، وإعطائها للرب ولخدامه. نعم لم يكن العيب في هذا، لكن العيب الخطير الرهيب أنهم وقد فعلوا ذلك فقد تجاوزوا عن أثقل الناموس، أي أهم ما فيه.

لقد أهملوا الرحمة والحق، بل وتركوها نهائياً!

من ثم يصفهم الرب مصوراً إياهم في أسلوب تهكمي كيف يتجنبون الخطايا السهلة ويقعون عامدين فيما هو بخلاف ذلك « يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل ». والبعوض لم يَرِد بحصر اللفظ في الشريعة أنه نجس. فلا ورد اسمه ولا حتى وصفه. أما الجمل فليس فقط وردت الإشارة إليه بأنه نجس، بل أنه على رأس قائمة البهائم المُحرَّمة في الشريعة (لا11: 4).

والصورة التي يرسمها الرب هنا لرجل فريسي يُمسك بيده كأساً من عصير العنب مثلاً. والفريسي يحتاط متحذراً لئلا يكون قد وقع شيء في الكأس. فيمتص المشروب ببطء من بين أسنانه المغلقة ليمنع تسرب أصغر حشرة إلى فمه، بعوضة مثلاً. وبعد هذه الاحتياطات لمنع البعوضة يبلع الجمل؛ أكبر حيوان نجس في فلسطين!!

يا لها من صورة لازدواجية المبادئ والكيل بمكيالين في آن واحد. ولقد اختار الفريسيون طبعاً الجانب السهل من القداسة والذي يعطيهم المدح من الآخرين، لا حباً في الرب، ولا حباً في ناموسه، لكن حباً في التظاهر والتفاخر « لهم صورة التقوى ولكنهم مُنكرون قوتها. فاعرض عن هؤلاء » (2تي3: 5). وهذا عين ما يعمله التدين. فليتنا نحذر من الرياء، وندرب أنفسنا كيف نهرب منه هروبنا من وباء مُميت.



يوسف رياض


sama smsma 31 - 07 - 2012 08:24 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ


«تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ في مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ في مَحَلَّهَا (أَوَانِهَا)» (أم 25: 11)

يا لروعة ويا لجمال الصورة التي يرسمها أمامنا الروح القدس في أمثال 25: 11، حيث يُشَبِّه الحكيم الكلمة التي تُقال في أَوَانِهَا وفي مَحَلَّهَا بالتفاح الشهي الجميل، الأصفر كالذهب، المُقدَّم على طبقٍ من فِضَّةٍ! وهذه الصورة لا تجد إتمامها واكتمالها إلا في شخص الرب يسوع المسيح، ذاك المجيد الفريد الذي هو موضوع الكتاب المقدس كله.
فالرب يسوع المسيح هو الكَلِمَة المتجسد..
وهو الكَلِمَة التي قيلت في أَوَانِها..
وهو مِثْلُ تُفَّاحٌ شَهي..
وهو مِثْلُ تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ..
وهو مِثْلُ تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ مُقَدَّمٌ في مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ..
1- الكلمة المتجسد:
الكلمة أحد الأسماء الرائعة لربنا المعبود، والتي تُظهر لاهوته، ويرد أربع مرات في الوحي المقدس، كلها في الأصحاح الأول من إنجيل يوحنا (يو1: 1، 14).
و«الكلمة» هو الأقنوم المُعبِّر عن الله وعن فكر الله، ولا يمكن أن نعرف الله إلا بواسطته؛
فقد عبَّر في الخليقة عن حكمة الله وقوته ومجده
وعبَّر في الفداء عن محبة الله وبره
وسيُعبَّر في الدينونة عن قداسة الله وعدله وغضبه.
ويا لجمال وإبداع إنجيل يوحنا، إنجيل الكلمة المتجسد، الذي يُفتتح باسم المسيح باعتباره الكلمة «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّه َ.... وَﭐلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» (يو1: 1، 14).
إن الرب يسوع المسيح هو الله، كما أن الآب هو الله، والروح القدس هو الله، ولكن لا يُقال عن الآب إنه الكلمة ولا عن الروح القدس. فيسوع المسيح ابن الله، هو وحده الكلمة. إن أقنومي الآب والروح القدس قد بقيا في جلالهما غير المنظور، أما الكلمة فقد أعلن الله إعلانًا كاملاً.
وليس معنى ذلك أنه صار «الكلمة» عندما أتى إلى هذا العالم فقط، ولكن « فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ». ففي الوقت الذي لم تكن فيه خليقة، وقبل أن يتكوَّن شيء مما هو كائن « كَانَ الْكَلِمَةُ»؛ هذا هو وجوده الأزلي. «وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ (أي معه)» فالكلمة كان له وجوده الشخصي وشخصيته المتميزة قبل وجود أي كائن أو مخلوق. « وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ»، فهو الله في جوهر لاهوته الشخصي. «هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ» فهو وحده كان عند الله في رفقة متميزة مع الآب والروح القدس.
«وَﭐلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا»... وإنها لَحقيقة رائعة تلك التي يعلنها لنا الوحي في هذه العبارة القصيرة! فالذي كان قبل أن يكون زمان، الذي بأمره دارت عجلة الزمن، الذي جعل الكون ينبض بالحياة، الأزلي في جوهر ذاته وفي جوهر لاهوته وفى علاقاته الأقنومية، الذي هو بهاء مجد الله ورسم جوهره، الكلمة الأزلي الأبدي؛ «صَارَ جَسَدًا». لقد اتخذ «الكلمة» الجسد مسكنًا له «وَحَلَّ بَيْنَنَا» مشتركًا معنا في اللحم والدم، حتى يستطيع أن يقترب إلينا دون أن يُرعبنا (أي13: 20،21؛ 33: 6)، وهذا ما يملأ نفوسنا بالإعجاب والتعبد.
وتبارك اسم إلهنا الذي «صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا ... مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» لأن «النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ ... َبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا» (يو 1: 14، 17).
إن «الحق» بنوره الكشاف يكشف للإنسان ماهيته ومصيره، ويظهرهما واضحين. و«النعمة» تقف شاهدة له بأنه، رغم كل الشر الذي عاشه، وعلى حساب استحقاقات شخص آخر – الرب يسوع المسيح – يمكن أن تكون البركة الأبدية من نصيبه.
«الحق» يُشخِّص الداء، و«النعمة» تُقدِّم الدواء.
«الحق» يُظهر حقيقة الإنسان، و«النعمة» تُعالج تلك الحالة التي أظهرها الحق.
«الحق» يضع الخاطئ في مركزه الصحيح، و«النعمة» تأتي بالله إليه.
و«الحق» الذي يُبين ويُقرر مطاليب الله،
يزداد بهاءً ولمعانًا لارتباطه بالنعمة.
و«النعمة» التي تسدد إعواز الخاطئ
يزيدها جمالاً أنها مرتكزة على الحق.
فيا لبهاء مجد ربنا يسوع المسيح الشخصي!!
ويا لبهاء مجد خدمته وعمله!!
2- الكلمة التي قيلت في أوَانِهَا:
لقد صار «الكلمة» جسدًا، فكانت الحادثة في ذاتها ”ترجمة“ لغة السماء إلى لغة الأرض. لقد أخذ الله الكلمة جسدًا إنسانيًا ليُعلن لنا الله، وجاء ابن الله لكي يُخبر عن الآب «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يو 1: 18).
«اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ».. هذا معناه بكل بساطة أنه الوحيد الذي له فكر الآب، الوحيد الذي يستطيع أن يتكلم بما رأى ويشهد بم يعرف (يو3: 11) لأنه «لاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ» (مت11: 27؛ لو10: 22).
ويا لروعة استهلال رسالة العبرانيين «اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ» (عب1: 1،2).
لقد تكلَّم الله قديمًا «بالأنبياء» -أي بواسطتهم- وتكلَّم «بطُرُق كثيرةٍ»: بالأحلام، بالرؤى، بالرموز، بالشرائع، بالفرائض، بالذبائح،... إلخ. وتكلَّم «بأنواع كثيرة» أي ”بأجزاء كثيرة“، فقد كان يستحيل إعطاء إعلان كلي وكامل قبل مجيء ذاك الذي فيه تتبلور كل الإعلانات، والذي فيه يتجسد كل ما هو الله.
أما الآن «في هذه الأيام الأخيرة» أي ”في آخر أيام الأنبياء“، فقد كلَّمنا الله «في ابنه». ليس ”به“ بل «فيه»؛ أي في شخصه الكريم بكل كيانه: قولاً وفعلاً وحياة. لقد انتهى وقت الإعلانات الجزئية الناقصة الوقتية، وصار الله يكلمنا بطريقة أمجد وأعظم وأكمل وأوضح، فقد «كلَّمنا في ابنه» و«لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ» (غل4: 4).
إن الابن لم يكن فقط ”رسول الله“، آخِِر وأعظم من أرسلهم (مت21: 37؛ مر12: 6؛ لو20: 13)، ولكنه الابن الذي كان الله نفسه يتكلم في شخصه «عمانوئيل... الله معنا» (مت1: 23). فالشخص الذي هو «كلمته»، والذي هو أيضًا مساوٍٍٍ له، الحامل لكل أفكاره ومشوراته ومقاصده «ابنه الوحيد الحبيب»، كلًَّمنا الله الآن فيه. تكلَّم قديمًا بالأنبياء، وتكلَّم الآن لنا كاملاً وواضحًا في ابنه. وإن يسوع «ابن الله» ليس فقط يعلن لنا رسالة الآب، بل هو نفسه رسالة الآب. فكل ما عند الله ليقوله لنا الآن هو «يسوع». جميع أفكار الله وهبات الله ومواعيد الله ومشورات الله هي في «يسوع».
أي نعم. الله كلَّمنا الآن في ابنه.. فيا لروعة الكلمة التي قيلت في أوَانِهَا!!
3- مِثْلُ تُفَّاحٌ شَهي:
إن هذا العالم بالنسبة للمؤمن كالقفر (البرية) أو الوعر (الغابة). والسياحة في هذا العالم شاقة لأنه «أرض قفرٍٍٍ... خلاءٍ مستوحشٍٍٍ خربٍٍٍ»، بل إنه «القفر العظيم المخُوف، مكان حيَّاتٍ مُحرِقَةٍ وعقاربٍ وعطشٍٍ حيث ليس ماءٌ»، وهو أيضًا «أرض ناشفةٍ ويابسةٍ بلا ماءٍ» و«وادي البكاء» و«وادي ظل الموت» و«أرض الغربة والمذلة» و«البقاع» و«مكان التنانين».
وإن كانت توجد في هذا القفر أشجار فهي «شجر الوعر»؛ لا ظل مريح تحتها ولا ثمر فيه يُشتهى، فهي والعدم سواء. ولكن الرب يسوع الحبيب هو للمؤمن السائح في البرية «كَالتُّفَّاحِ بَيْنَ شَجَرِ الْوَعْرِ» (نش2: 3). فكما أن التفاح يمتاز في طبيعته عن شجر الوعر، هكذا شخص المسيح يمتاز في طبيعته عن كل البنين؛ أبناء الله بالإيمان. كما أنه يمتاز أيضًا عن كل البنين من الملائكة «بنو الله» أو «بنو العلي» بالخلق (أي1: 6،13؛ 38: 7).
لقد رآه الناس هنا، لما كان على الأرض سائرًا في هذا العالم، كعِرقٍ من أرض يابسة، لا صورة له ولا جمال (إش53: 2)، أما لعيون الإيمان فقد كان هذا الإنسان المتضع هو الوحيد الذي فيه يجد المؤمن كل ما يرجو وأكثر، ففيه كل الكفاية لشبع القلب وراحة الضمير. نعم «كَالتُّفَّاحِ بَيْنَ شَجَرِ الْوَعْرِ كَذَلِكَ حَبِيبِي بَيْنَ الْبَنِينَ. تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي» (نش2: 3). وكلمة التفاح تعني هنا شجرة التفاح. والمسيح هو شجرة التفاح الحقيقي. وفي المسيح، كالتفاح، كل الكفاية للمسافر في البرية أو الوعر:
ففيه الظل الظليل، للراحة والحماية من الحرارة الحارقة..
وفيه الثمر الشهي المستديم، للشبع..
وفيه العصير الحلو، للارتواء..
وفيه أيضًا الرائحة العطرية للإنعاش،
لذلك فلا غرابة أن تقول العروس: «أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ» (نش2: 5).
وفي وجودنا تحت ظله لا نجد اللذة والراحة والشبع والإرتواء والإنعاش فقط، بل نجد أيضًا الأمن والسلامة والحفظ المستمر أيضًا لأن «اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ» (مز91: 1)، «وَيَكُونُ إِنْسَانٌ كَمَخْبَأٍ مِنَ الرِّيحِ وَسِتَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ كَسَوَاقِي مَاءٍ فِي مَكَانٍ يَابِسٍ كَظِلِّ صَخْرَةٍ عَظِيمَةٍ فِي أَرْضٍ مُعْيِيَةٍ» (إش32: 2).
وإننا عندما نكون قريبين منه، جالسين تحت ظله، نتلذذ ونتغذى بالتأمل المستمر في حياة وصفات وسجايا وأعمال وأقوال الإنسان الكامل كما تعلنها لنا كلمة الله المكتوبة، عندئذٍ نستطيع أن نترنم بنغمة عالية وصادقة: « فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ ... شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ. هَكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي. بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ. 5كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي ... لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْناً لِي وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ » (مز63: 1-7).
«تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي» ... فكل من يقترب من الرب يسوع المسيح بالإيمان ويجلس عند قدميه وتحت ظله، تتساقط له كل ثمرات شجرة التفاح، أي كل البركات والامتيازات التي حصَّلها لنا بموته وفدائه. إنها عطاياه لنفوسنا؛ البركات الثمينة التي اشتراها لنا بدمه ومنحها لنا بروحه القدوس: غفران الخطايا.. التبرير.. الفداء.. المصالحة والسلام مع الله.. التقديس.. الولادة الجديدة.. الإحياء.. الخلاص.. عطية الروح القدس.. رجاء الحياة الأبدية وعربونها في الحياة الحاضرة.
أيها الأحباء: «ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ» (مز34: 8). ودعونا إذًا لا نشكو من أشواك البرية، ولا من حَيَّاتها المُحرِقَة وَعَقَارِبَها، ولا من حرارتها اللافحة ورمالها الساخنة؛ ففي وسط البرية، لنا شجرة التفاح، والمسيح لنا في البرية، فماذا يعوزنا بعد؟!
4- مِثْل تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ:
يُشار بالذهب إلى العظمة والجلال (دا 2: 38؛ رؤ4: 4؛ 14: 14). وإلى كل ما هو رفيع القدر عظيم القيمة (أم3: 14؛ 8: 10،19؛ 16: 16؛ 25: 12). كما إلى الثبات والرسوخ (نش5: 11،14،15؛ أي23: 10؛ ملا3: 3؛ 1بط1: 7؛ رؤ3: 18). وكل هذه الصفات لا نجد اكتمالها إلا في شخص الرب يسوع المسيح.
والذهب يُشير أيضًا إلى لاهوت ربنا يسوع المسيح، وأيضًا إلى البر الإلهي كما هو ظاهر في غشاء التابوت وفي غطائه. فالتابوت من أوضح الرموز للرب يسوع المسيح، الله الظاهر في الجسد (يو1: 14؛ 1تي3: 16). لقد كان مصنوعًا من خشب السنط ومُغشّى بذهبٍ نقي من الداخل والخارج.
وخشب السنط هو الخشب الذي ينبت في البرية، وهو خشب غير قابل للفساد، لذا فهو رمز مناسب لناسوت الرب يسوع المسيح الكامل، فهو - تبارك اسمه - «لم يفعل خطية» و«لم يعرف خطية» و«ليس فيه خطية» (1بط2: 22؛ 2كو5: 21؛ 1يو3: 5) وهو - له كل المجد - «قدوس الله» (لو1: 35؛ 4: 34؛ مر1: 24) و«قُدُّوسٌ بلا شرٍّ ولا دنسٍٍ» (عب7: 26).
وشجر السنط يمكنه أن ينمو في تربة جافة جدًا، ولا تؤثر جدوبة الأرض في حجمه أو معدل نموه، وهذا يذكرنا بقول إشعياء النبي عن الرب يسوع المسيح: «نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ» (إش 53: 2).
والذهب النقي يُشير إلى لاهوت المسيح - له كل المجد - واتحاد خشب السنط مع الذهب النقي في تركيب التابوت يُشير إلى اتحاد الطبيعتين الإلهية والإنسانية في شخصه الكريم، الذي هو الله الحقيقي والإنسان الحقيقي؛ الله في كل ما هو الله، والإنسان في كل ما هو الإنسان ما خلا الخطية.
«وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ» (يو1: 1) اللاهوت
«وَﭐلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا» (يو1: 14) الناسوت
«اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» (1تي3: 16) اتحاد اللاهوت بالناسوت في ذاك الذي
«فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً» (كو2: 9).
والكيفية التي بها يتحد اللاهوت بالناسوت في شخصه المجيد هي فوق إدراك عقول البشر «وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ» (مت11: 27؛ لو10: 22)، ولكن لنا أن نؤمن ونتمسك بما أعلنه الله لنا في كلمته عن شخصه العجيب الذي صار إنسانًا وكفَّر عن الخطية على صليب الجلجثة، ومع ذلك ففي اتضاعه وصيرورته إنسانًا ظل هو هو الله. وحقًا إنه «عمانوئيل... الله معنا» (مت 1: 23)
في فاتحة العهد القديم نقرأ عن الإنسان الذي خُلق على صورة الله، وفي فاتحة العهد الجديد نقرأ عن الله آتيًا في صورة الإنسان. الخالق جاء على صورة المخلوق منه «اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ»؛ الله في وسط البشر! نعم، إن الابن المولود من العذراء، والذي قُمِّط واُضطجع في مذود هو في ذات الوقت «الله القدير... أبو الأبدية... رئيس السلام» (إش9: 6). والذي دُعي اسمه «يسوع» هو الله المخلص وحده، وهو موضوع إيماننا، وهو غرض تعبدنا.
فبحق إنه التُفَّاح مِنْ ذَهَب...
5- وهو مِثْلَ تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ مُقَدَّمٌ في مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ:
الفضة تشير إلى الرب يسوع المسيح في قيمة فدائه وكفارته. فنحن نقرأ صريحًا في كلمة الله عن «فضة الفداء» (عد3: 46-51)، وعن «فضة الكفارة» (خر30: 11-16). وفي إشعياء 52: 3 نقرأ هذا القول: «هكذا قال الرب: مَجَّانًا بُعْتُمْ (أو بعتم أنفسكم)، وبلا فِضَّةٍ تُفَكُّونَ (أي تُفدون)». ويعقب هذا الأصحاح الثالث والخمسون الذي يصور لنا عبد يهوه المبارك متألمًا ومائتًا، جاعلاً نفسه ذبيحة إثمٍ. وفي 1بطرس1: 18-20 نقرأ القول المبارك: «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ».
فيا لروعة الإعلان الكامل! «الكلمة» الأزلي في جوهر ذاته وفي جوهر لاهوته وفي علاقاته الأقنومية، لما جاء ملء الزمان، صار جسدًا، ليقوم بعمل الفداء للبشر الخطاة. نعم، الكلمة الأزلي، الخالق في بدء الخلق، هو الذي اتخذ ناسوتًا ليصنع الفداء في الزمان.
وهكذا فإن التُفَّاح مِنْ ذَهَب (الرب يسوع المسيح في مجده الإلهي)، قُدِّمَ إلينا في مَصُوغٍ من فِضّةٍ (الفداء والكفارة). لأنه عندما يرسل الله ابنه إلى هذا العالم، وعندما يضحي الآب بهذه التضحية الرائعة وهي السماح لابنه الحبيب الوحيد أن يأخذ صورتنا، ويشترك معنا في اللحم والدم، وعندما يقبل ربنا يسوع المسيح أن يأتي إلى عالمنا هذا، مُخليًا نفسه من هالة المجد، مستترًا في الناسوت الذي تهيأ له، وساترًا صورة الله تحت صورة العبد، فل يمكن أن يكون لهذا إلا غرض واحد وهو الفداء (غل3: 13،14؛ 4: 14،15)، ولا يمكن أن يكون لهذا إلا معنى واحد وهو الخلاص (رو5: 9)، ولا يمكن أن يكون له إلا باعث واحد وهو محبة الله العجيبة الفائقة المعرفة (أف3: 19).
إن الله لكي يرسل إلينا رسالة القضاء والقصاص القريب الوقوع، ليس هو في حاجة لإرسال ابنه، أيّ ملاك كان يكفي لهذا العمل، وأيّ عبد يكفي لإعلان مثل هذه الرسالة. موسى كان يقدر أن ينطق بها (يو1: 17)، بل إن ضميرنا ذاته هو رسول كافٍ لمثل هذه المهمة (رو2: 15). ولكن، في ملء الزمان أرسل الله ابنه الكلمة المتجسدة، ليس ليُعلّم أو يعظ أو يعلن القضاء والدينونة، وليس ليأتي كما يأتي ملك لزيارة رعاياه في أكواخهم، ناطقًا لهم بكلمات رقيقة أو إنعامات ملكية، ثم يتركهم ناسيًا إياهم، كلا وألف كلا. الله أرسل ابنه ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين (مت20: 28؛ 1تي2: 6؛ تي2: 14)، ولكي يطلُب ويُخلِّص ما قد هلك (لو19: 10)، ولكي ما يدعو الخطاة إلى التوبة (مت8: 13)، ولكي ما يأتي بأبناء كثيرين إلى المجد (عب2: 10)، ولكي ما تكون لنا الحياة الفُضلى (يو10: 10)، ولكي ما نستطيع الآن أن نذهب إلى العالم أجمع لننادي ببشارة الخلاص المفرحة للخليقة كلها (مر16: 15).
فيا ليت مجد الرب يسوع المسيح الإلهي (الذهب)، وكمال عمله الكفاري على الصليب (الفضة)، يكونان هما موضوع رسالتنا إلى العالم أجمع، ويا ليت لسان حال كل منا «لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً» (1كو2: 2)؛ فتكون كلماتنا كلها مثل تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ في مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ.
فايز فؤاد

sama smsma 07 - 08 - 2012 09:07 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
+ "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" ((في13:4))
إن قلت أنا لا أستطيع... فأنا في عمق العبودية، وإن قلت أستطيع
بإرادتي... فأنا واقع في عبودية الذات،

ولكن المقياس الذي به أحس أني أستخدم إرادتي في فعل الخير
أن أكون في نفس الوقت ناكرا ذاتي، حاملا الصليب.


sama smsma 07 - 08 - 2012 09:07 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 


+ "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" ((مت8:5))
يا للمساكين الذين يعكرون قلوبهم بالمشاكل والعواطف الشريرة!..
عليهم أن يتدربوا على نقاوة القلب إن أرادوا أن يكون لهم تأمل في
شخص الرب يسوع.


sama smsma 07 - 08 - 2012 09:07 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 


+ "لا تهتموا بالغد..." ((مت34:6))
- إنها حرية كاملة.. لماذا الهم؟..
- هل هذا يتعارض مع ترتيب المستقبل؟
- لا.
- الصراع الرهيب حول مجاميع الثانوية العامة نوع من الهم.
- ولكن المذاكرة، والاجتهاد، والتسليم، والشكر نوع من الحرية في
المسيح.
- العمل والإجهاد من صفات يسوع النجار..
- ولكن القلق والخوف من الغد، والهجرة خوًفا من المستقبل،
وحزًنا على الدرجة نوع من العبودية.




sama smsma 07 - 08 - 2012 09:07 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
+ "لا ُتهلِك بسبب طعامك ذاك الذي مات المسيح لأجله" ((رو15:14))
- فالدافع لعدم العثرة هنا هو قيمة النفس البشرية التي بسببها مات
المسيح.


الساعة الآن 10:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025