منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:13 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان جوناس أو يونا و باراخيسيوس



SS. Jonas and Barachisius يروي إشعياء قصة الشهيدين كشاهد عيان، كان خادمًا للملك سابور الثاني.
ذلك أنه في السنة الثامنة عشرة من مُلك سابور الثاني ملك فارس، بدأ اضطهاد مرير ضد المسيحيين. فلما سمع يونا وباراخيسيوس الراهبان أن الكثير من المسيحيين قد صدر عليهم الحكم بالموت في هوباهام Hubaham ذهبا ليشجعاهم على الثبات في الإيمان. ولما استشهد تسعة منهم قُبض على يونا وباراخيسيوس وقُدِّما للمحاكمة.
بدأ المحقق بمهادنتهما طالبًا منهما أن يخضعا للملك وأن يعبدا الشمس، فردا عليه بأنهما يفضلان طاعة ملك السماء والأرض الذي لا يموت على طاعة ملك أرضي. فوضعوا باراخيسيوس في زنزانة ضيقة، بينما ألقوا يونا على وجهه وتحت منتصف جسمه قطعة خشب حادة ثم ضربوه بالعصي، وكان يصلي طول الوقت، فأمر القاضي بإلقائه في بحيرة مثلجه.
فى محاولة للتأثير على باراخيسيوس أخبروه بأن أخاه قد بخر للأوثان، فرد قائلًا بأنه لا يصدق أنه قدم عبادة للنار المخلوقة، ثم أخذ يتحدث عن قوة الله وعظمته حتى قال بعضهم لبعض إن تركه ليتحدث بهذا المنطق أمام الجماهير قد يؤثر على الكثير منهم ويدفعهم للإيمان بالمسيحية، لذلك صدرت الأوامر أن تتم محاكمته مساءً، وأخذوا يعذبونه في أثناء ذلك.
في الصباح أحضروا يونا من البحيرة وسألوه عن حالته، فرد قائلًا انه منذ ولادته إلى الآن لا يتذكر أنه اختبر مثل هذا السلام الذي اختبره بالأمس، إذ استطاع أن يختبر شركة آلام المسيح. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ولما حاولوا إخباره أن صديقه قد تراجع وبخر للأوثان قاطعهم قائلًا إنه يعلم أن صديقه قد نبذ الشيطان وملائكته منذ زمنٍ طويلٍ.
في محاولة أخيرة منهم حذروه من أن يمضى من العالم مرفوضًا من الله والإنسان. رد عليهم يونا إن الحكمة تقتضي أن نبذر الحبوب على الأرض لا أن نخزنها، فحياتنا مثل البذرة التي نزرعها لتقوم في العالم الآخر حيث يجددها السيد المسيح ويحفظها إلى حياة أبدية.
أعادوا تعذيبه مرة أخرى، وأخيرًا عصروا جسمه بين ألواح خشب حتى تفجرت عروقه ثم قطعوا جسمه بمنشار إلى نصفين وعينوا حراسًا ليمنعوا المسيحيين من أخذ جسده.
بالتخلص من يونا، التفتوا مرة أخرى إلى باراخيسيوس ناصحين إياه أن يحافظ على سلامة جسمه. فرد قائلًا إنني لم أخلق جسمي ولن أهلكه، لكن الله هو الذي يحافظ عليه وهو الذي سيحاكمكم أنتم وملككم. فعُذب مرة أخرى، وأخيرًا استشهد بأن القوا في فمه قار ساخن وكبريت.
عند سماع نبأ استشهادهما، تقدم أحد أصدقائهما وابتاع جسديهما بخمسمائة دينار، وكان ذلك حوالي سنة 327 م. العيد يوم 29 مارس.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:14 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة جونيلاّ


St. Junilla استشهدت في لانجرِس Langres سنة 189 م، وتذكرها الكنيسة الغربية في السابع عشر من شهر يناير.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:15 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد جيتوليوس و سيراليس ورفقاؤهما الشهداء



SS. Getulius, Cerealis, and their Companions كان جيتوليوس - زوج القديسة سيمفوروزا Symphorosa - ضابطًا في الجيش الروماني أثناء حكم تراجان وهادريان الإمبراطورين. بعد إيمانه بالسيد المسيح اعتزل الجندية، وسكن في ضيعة جابي Gabii في منطقة سالين Saline بالقرب من روما. هناك عاش محاطًا بمجموعة من المسيحيين، حيث كان يعلمهم ويشجعهم.
فى أحد الأيام أتى سيريالس Cerealis مندوب الإمبراطور ليعتقله بسبب إيمانه.
إذ بلغ مسكن جيتوليوس دار بينهما الحوار التالي:
  • ألم تسمع أوامر الإمبراطور؟
  • ولماذا يلزم طاعة أوامر الإمبراطور؟
  • بلى، إخبرني ولماذا لا تُطاع؟
  • حسنًا! لنناقش الأمر معًا.
  • تعال يا إنسان! هات يدك ولنقدم ذبيحة للآلهة.
  • يلزمنا أن نعبد الله، ابن الله، ملك الملوك، الذي يليق أن يطيعه الكل أكثر ممن هو مائت.
  • ماذا، هل للَّه ابن؟
  • بالتأكيد إنه ذاك الذي كان وهو كائن، لأنه هو البدء.
  • كيف أتأكد أن كلماتك صادقة؟ اثبت لي أن ابن الله هو الله.
  • أعرف ذلك أنه حق، لأن كلمة الله، الله ذاته تجسد ليس من إنسان، بل هو مولود من الله في أحشاء العذراء مريم وذلك بعمل الروح القدس. وقد أعلن الحق للبشر، مؤكدًا هذا بآيات عجيبة كثيرة، جعل الخرس يتكلمون، والصم يسمعون، وشفى البرص.
إذ طال الحديث عن شخص السيد المسيح وتأكيد أن كلمة الله المتجسد لا ينفصل عن الله، لأنه واحد مع كلمته، وأن تجسده كشف عن حب الله الفائق للبشرية، دُهش سيراليس.
قدم جيتوليوس أخاه أمانتيوس Amantius الذي كان قد اختفى بسبب الاضطهاد، وكان محاميًا عامًا tribune وصديقًا شخصيًا لسيراليس. فرح سيرليس بلقائه مع صديقه، وتحدث جيتوليوس وأخوه مع سيراليس عن نبذ العبادة الوثنية من أجل الإيمان بالله وكلمته المتجسد يسوع المسيح. قبل سيراليس الإيمان، وعِوض رجوعه إلى روما مقيدًا جيتوليوس في سلاسل، جلس عند قدميه ينصت إلى الحق الإنجيلي، وبعد قليل نال سرّ العماد وتمتع بالإفخارستيا.
إذ غاب طويلًا أرسل رؤساؤه رجلًا من البلاط يبحث عنه، فعاد إلى روما يخبرهم بأنه صار مسيحيًا.
حين علم الإمبراطور بتحول سيريالس ومعموديته، أمر بالقبض على الرجال الثلاثة وتقديمهم للموت ما لم يقبلوا ترك المسيحية. وإذ جاهر الثلاثة بإيمانهم بقوة أُلقوا في السجن في تيفولى لمدة سبعة وعشرين يومًا، عُذبوا أثنائها عذابات كثيرة. أخيرا حوالي سنة 124 م، استشهدوا إما بقطع رؤوسهم أو بالحرق، واستشهد معهم مسيحي آخر اسمه بريميتيفوس Primitivus. وأخذت القديسة سيمفوروزا أجسادهم ودفنتها.
العيد يوم 10 يونيو.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:16 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان جيرفاز و بروتاس



SS. Gervase and Protase يُحتَفَل بهذه العذراء الشهيدة في الأول من أكتوبر، وقد اسشهدت في القرن الخامس الميلادي في المكان المسمى حاليًا مونت سان جيرمان Mont-Ste.-Germaine بفرنسا. تقول سيرتها أنها كانت شماسة، وأنها استشهدت على يد البرابرة Vandals حين أتوا إلى فرنسا، وأن جسدها المقطوع الرأس دُفِن بكنيسة القديس اسطفانوس.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:17 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان جيرفاز و بروتاس



SS. Gervase and Protase يعتبر الشهيدان جيرفاز وبروتاس من أوائل شهداء مدينة ميلان الإيطالية. وقد حدثت معجزات كثيرة بواسطة جسديهما كما يذكر القديس أمبروسيوس أسقف المدينة. والقديسان هما أخان توأمان لاثنين من الشهداء أيضا هما فيتاليس Vitalis وفاليريا Valeria . وقد بدأ تعذيبهما في زمن نيرون Nero وذلك بعد حوالي عشر سنوات من استشهاد أبيهما، فضُرب جيرفاز حتى الموت بينما قُطعت رأس بروتاس.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:20 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس جيروم
(القديس إيرونيموس | چيروم)




https://st-takla.org/Gallery/var/thum...e-St-Paula.gif
القديس جيروم و القديسة يوستوخيوم (يوستوكيوم، اوستوكيوم، اوستوخيوم) والقديسة باولا - الفنان فرانشيسكو دي زورباران - 1638-40

St. Jerome هو القديس إيرونيموس الذي يُعد من أعظم آباء الغرب في تفسيره للكتاب المقدس. وقد وردت سيرته هنا بموقع الأنبا تكلاهيمانوت تحت "القديس إيرونيموس". العيد يوم 30 سبتمبر.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:29 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد جيريون و رفقاؤه الشهداء



SS. Gereon and his companions في حوالي سنة 286 استشهد ثلاث مجموعات:
  • هذا القديس مع رفقائه الـ 318 في زمن الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ماكسيميان ضد المسيحيين، وذلك في مدينة كولونيا Cologne.
  • في نفس الوقت كان اضطهاد القديس فيكتور (بقطر) St. Victor ورفقائه الـ 330 الشهداء في Xauten.
  • وفي بون Bonn بألمانيا استشهد القديسين كاسيوس Cassius وفلورنتيوس Florentius مع عدد كبير من الشهداء.
يبدو أن هؤلاء الشهداء كانوا عبارة عن مجموعات انفصلت عن الكتيبة الطيبية، مجموعة في مدينة كولونيا، ومجموعة أخرى في Xauten على نهر الرون Rhine، وقد نالت هاتان المجموعتان بركة العذابات، في نفس الوقت الذي تعرض فيه القديس موريتوس ومجموعته للعذابات في Agaunum بسبب مسيحيتهم.
لما وجد مكسيميان أن عدد قواته قد انخفض، أرسل يطلب تعزيزات من شمال أفريقيا Mauritania، ولما علم أن القوات الجديدة مُصابة أيضًا بالمسيحية قدم مذبحة جديدة إذ أمر بقتلهم، وضُمت رفاتهم إلى رفات القديس جيريون وزملائه.
في القرن الثالث عشر اُكتشفت رفاتهم وتمت معجزات خلالها. وقام الراهب Froimont بالكتابة عنهم في شيء من التفصيل.
عند توسيع الكنيسة في Xauten في عام 1284 وُضعت أساسات في أماكن لآثار مقابر قديمة ووجدت كمية ضخمة من العظام معًا، غالبًا ما كانت رفات للمجموعة التي استشهدت في ذلك الموضع، وقد كُرمت هذه الرفات.
أما أسماء الشهداء فكما جاء في مخطوط للقديس جيروم بأن "الله وحده الذي يعرف أسماءهم".
وقد أقامت الملكة هيلانة كنائس فوق أماكن اكتشاف أجسادهم في كولون وبون.
العيد يوم 10 أكتوبر.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد جيسليمييه



هو أحد جنود الكتيبة الطيبية، التي كان كل أفرادها من قائدها الأعلى إلى أصغر جندي فيها من المسيحيين الأمناء. وسترد سيرة الكتيبة الطيبية في حرف "ش" تحت: "شهداء الكتيبة الطيبية".
أما جيسليمييه فكان آنذاك في مدينة جوليا بشمال إيطاليا. أمسك به جنود الإمبراطور وساموه أنواع العذاب إلى أن نال إكليل الشهادة. وقد تحول اسم المدينة إلى بورجو سان دودينو، وفيها إلى الآن حجر مُغطَّى بدماء هذا الشهيد إلى جانب قبره الذي كُتِبت فوقه العبارة التالية: "هنا يرقد بسلام البطل الطيبي الشهيد جيسليمييه".
يُعتبر هو والقديس دومنينوس معًا القديسين الحارسين لهذه المدينة". العيد يوم 15 بابه.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:33 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
جيناديوس الأول أسقف القسطنطينية



Gennadius I of Constantinople كان أسقفًا على القسطنطينية (458-471 م)؛ ومفسرًا.
قبل اختياره للأسقفية هاجم جيناديوس بعنف تعاليم القديس كيرلس الكبير الخاصة بطبيعة السيد المسيح.
استلم بعد سيامته خطابًا من بابا لاون يثيره ضد البابا السكندري تيموثاوس أوليروس.
عقد مجمعًا عام 459 تقريبًا لمحاربة السيمونية (سيامة الكهنة أو الأساقفة بدفع مبلغ من المال). عظاته مفقودة فيما عدا بعض فقرات من هجومه على القديس كيرلس، محفوظة في كتابات Facundus of Hermaine. بعض فقرات من تفاسيره محفوظة في Catenae.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الكاهن جيناديوس كاهن مارسيليا



Gennadius كاهن من مرسيليا في أواخر القرن الخامس (توفى عام 496).
وضع في قلبه أن يكمل العمل الذي قام به القديس جيروم "حياة مشاهير الآباء De viris illustribus" واتبع نفس روحه في الكتابة.
ويلاحظ عليه:

ا. أنه عمل ضئيل غير منظم، أقل أهمية من عمل القديس جيروم. لكننا لا نقدر أن ننكر أن له إضافات غاية في الأهمية، حتى يمكننا أن نحسبه جزءً ثانيًا لعمل جيروم.
ب. شمل عمله 99 فصلًا حيث استمر إلى عام 495 م، خاتمًا كتابة بفصل آخر عن كتاباته هو. ج. كان جناديوس نصف بيلاجي، وقد ظهر ذلك في انطباعاته على وصفه وتعليقاته بصورة أو أخرى، ومع ذلك يُعتبر رجلًا واسع الاطلاع.
أعماله الأخرى مفقوده فما عدا Liber ecclesiasticorum dogmatum. الذي نُسب خطأ للقديس أغسطينوس.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:36 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد جينتيانوس و فيكتوريانوس و فوسكيانوس الشهداء



كان جينتيانوس وثنيًا أحب الله والتصقت نفسه بمخلصه يسوع المسيح خلال كرازة صديقيه، وسرعان ما صار شهيدًا محتملًا عذابات لا حصر لها من أجل إيمانه.
التجأ كل من فيكتوريانوس وفوسكيانوس إلى Amirns عند جينتيانوس حيث كرزا له بالإيمان بالسيد المسيح. أُلقى القبض على الثلاثة ووُضعت في آذانهم أسياخ حديدية، ومسامير ملتهبة في جماجمهم، وفقأوا أعينهم، وصوّبوا نحوهم الرماح، فلم يهتز إيمانهم. لم يسمح لهم الرب بالموت ليكونوا شهداء له.
في النهاية قُطعت رؤوسهم في حوالي عام 303 م.
توجد رفات لهم في Amirns ، وأجزاء في S. Quentin، وأخرى في كنيسة نوتردام في Beaugency في إيبارشية أورلينز. يُعيد لهم الغرب في 11 ديسمبر.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا جينولف أو جينو الأسقف



St. Genulf, or Genou أتى جينولف مع أبيه جينيتوس Genitus من روما في القرن الثالث، ليكرزا بالإنجيل في بلاد الغال (فرنسا). واستقرا في إحدى المدن عدة شهور حيث آمن الكثيرون بالمسيح، وهناك بنيا كنيسة. ثم توحدا على ضفاف نهر ناهون Nahon ، وأخيرًا تنيحا بسلام حوالي سنة 250 م بعد أن أحاط بهما العديد من التلاميذ. العيد يوم 17 يناير.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد جينيسيوس



كان جينيسيوس St. Genesius موعوظًا مسيحيًا يعيش في مدينة آرل Arles ، يعمل كاتبًا رسميًا في الدولة، وكان يدون كثير من محاكمات الشهداء المسيحيين. وبلغ من براعته وسرعته في الكتابة أنه كان يستطيع تسجيل كلام المتهم والقاضي والشهود في آن واحد.
في أحد الأيام إذ كان يعمل في محكمة المدينة أمام القاضي، أن قُرئ منشور أرسله الإمبراطور لاضطهاد المسيحيين في أنحاء المملكة، فرفض جينيسيوس تسجيل هذا الكلام، وقام من مكانه وألقى بلوح الكتابة من يده عند قدمي القاضي، وهرب سرًا من المدينة.
وإذ أراد تثبيت إيمانه بأن يتعمد أرسل إلى الأسقف طالبًا نوال هذه النعمة. ولكن الأسقف - ربما لأنه هو نفسه كان معتقلًا في ذلك الوقت أو أنه لم يثق في جينيسيوس لصغر سنه - أجابه أن سفك دمه على اسم السيد المسيح يغنيه عن المعمودية التي يشتهى نوالها.
أخيرًا اُعتقل جينيسيوس، وقطعت رأسه على ضفاف نهر الرون Rhone حوالي سنة 303 في زمن الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان ودقلديانوس على المسيحيين. العيد يوم 25 أغسطس.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:38 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد جينيسيوس المهرج | البهلوان



St. Genesius في مجيء الإمبراطور دقلديانوس إلى روما اُستقبل بمظاهر الحفاوة والترحاب. ومن ضمن برنامج الترفيه الذي أُعِد له، رتب أحد المهرجين واسمه جينيسيوس أن يُقلِّد طقوس المسيحيين في المعمودية، عالمًا أنها لابد أن تُعجب الجمهور الذي كان ينظر إلى المسيحية بطقوسها وأسرارها نظرة ازدراء وتهكُم.
استلقى جينيسيوس على المسرح ممثلًا المرض، ثم نادى قائلًا: "يا أصدقائي أشعر بحمل ثقيل جاثمًا فوقى وأريد أن أتخفف منه".
أجابه الممثلون الآخرون: "ماذا نفعل لكي نخفف عنك؟"
قال جينيسيوس "أريد أن أموت مسيحيًا حتى يقبلني الَّله في هذا اليوم كأحد المؤمنين به".
أتوه بكاهن ممثل، وسأل جينيسيوس عن سبب طلبه له. وهنا أضاءت نعمة الَّله بصيرة جينيسيوس فرد قائلًا بحق وليس تمثيلًا: "لأني أريد أن أتقبل نعمة السيد المسيح بالميلاد الجديد حتى أُغسل من جميع خطاياي". ثم أكمل بقية الممثلين طقس المعمودية حسب المعتاد، بينما كان جينيسيوس يجاوب على كل أسئلتهم حقيقة وليس تمثيلًا.
أخيرًا، استكمالًا للتمثيلية، أتى ممثلون آخرون يلبسون ملابس الجنود وأخذوا جينيسيوس ليوقفوه أمام الإمبراطور ليحاكمه كمسيحي. وهنا وقف جينيسيوس على المسرح وتكلم بالصدق قائلًا:
"استمعوا يا جميع الحاضرين الآن إليّ، فإني دائمًا كنت احتقر المسيحية والمسيحيين، وحين تعلمت طقوسها وأسرارها كان هدفي هو زيادة تمتعكم بإتقاني للتمثيل.
لكن حين كنت أستعد لتمثيل المعمودية أمامكم الآن، رأيت فوق رأسي مجموعة من الملائكة يقرأون من كتاب كل خطاياي منذ طفولتي حتى الآن، ثم غمسوا هذا الكتاب في ماء المعمودية التي أُعِدت لأتعمد فيها أمامكم، وإذا به يصير أبيض من الثلج.

لذلك فإني أدعوك أيها الإمبراطور مع جميع الحاضرين أن تؤمنوا بالسيد المسيح الإله الحقيقي، فهو النور والحقيقة، وبه ننال مغفرة خطايانا". دُهِش دقلديانوس من هذا الكلام وأمر بضرب جينيسيوس وتعذيبه حتى يبخر للأوثان. فعذبوه بتقطيع جنبيه وبحرقه بالنار، فكان يزداد صراخًا:
"ليس إله إلا يسوع المسيح، لن أعبد سواه حتى ولو اضطررت أن أموت آلاف المرات.
لن يَنزع التعذيب اسمه من فمي أو قلبي.
إني آسف على كل إهانة وجهتها إلى اسمه المبارك، وعلى كل وقتٍ ضاع مني دون أن اخدمه فيه".
وأخيرًا قتلوه بقطع رأسه. العيد يوم 25 أغسطس.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أسماء قديسين بحرف ح

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
حانانا أو حينانا مدير مدرسة نصيبين


مدير مدرسة نصيبين Nisibis:


Henana (Hadiabaia) وُلد في إقليم أديابين Adiabene الذي استولى عليه تراجان عام 116 م وصار إقليم أشور الروماني، لكن سرعان ما عاد فانتصر عليه الفارسيون.
تتلمذ في مدرسة نصيبين بالميصة (ما بين النهرين Mesopotamia) على يدي موسى الذي كان معلمًا في عهد إبراهام من بيت رابان Beit Rabban (509- 569)، ثم صار مديرًا لها قبل مجمع خلقيدونية.
فكره اللاهوتي:


كان مفضلًا تقليد القديس يوحنا الذهبي الفم، وضد فكر ثيؤدور الموبسويستي Theodorus of Mesopotamia، فمع شهرة ثيؤدور إلا أنه أُتهم بالنسطورية والبيلاجية، ومن أشهر تلاميذه يوحنا أسقف إنطاكية وهيبا أسقف الرُها Ibas of Edessa والمبتدع نسطور.
علّم حنانا بأن يسوع المسيح شخص واحد، أقنوم واحد، وله طبيعتان.
طرده بولس أسقف نصيبين من المدرسة بسبب ولائه لمجمع خلقيدونية، ثم عاد فصار مديرًا للمدرسة عام 572 م، وبقي في هذا المركز إلى يوم موته بالرغم من الجهود التي بذلها مجمعان (595 و596) لطرده.
أُتهم بالأوريجانية هو والأب إبراهام من هاسكار Haskar رئيس دير جبل Izla بالقرب من نصيبين، وذلك بسبب نقده اللاذع جدًا لباباي الكبير Babai the Great، الذي كتب "اتحاد (التجسد)" ضد حنانا واتهمه بأنه أوريجاني خطير، مع أمور أخرى.
بعد نشر هذا الاتهام في سنة 580 م تركه حوالي 300 تلميذًا، وقد بذل جهدًا عظيمًا لرد ثقة الكنيسة فيه كدارسٍ لكنه فشل.
كتاباته:


كان حنانا خطيبًا، قدم تفاسير لكثير من أسفار العهد القديم (التكوين والمزامير وأيوب والأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد والأنبياء الصغار) والعهد الجديد (مرقس ورسائل بولس)، فُقدت جميعها عدا بعض اقتباسات منها.
وضع تفسيرًا لقانون الإيمان النيقوي، وشرحًا للأسرار مع عدد من العظات منها عن إجلال الهوشعنا أو أحد الشعانين Solemnity of Hossannas ومعجزة القديس بطرس لشفاء أعرج باب الجميل واكتشاف الصليب المقدس. ما تبقى من كتاباته هو عظة على الجمعة العظيمة الذهبية، وأخرى على "صوم نينوى rogations"، واقتباسات من تفاسيره وردت في تفاسير Isodad of Merw.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة حبصة ورفيقتاها الشهيدات



جاءت قصة حبصة تكشف عن شوق المؤمنين نحو التمتع بشركة الصلب مع السيد المسيح، فأرادوا أن يقدموا حياتهم ذبيحة حيَّة لذاك الذي قدم حياته ذبيحة حب كفارة عنهم.
الحميريون:


عانت بلاد نجران من ملوكٍ يهود في أجيال كثيرة, من بينهم ذونواس في القرن السادس، فقد بذل كل جهده لإبادة المسيحيين خاصة النساء النجريات.
شهوة الاستشهاد:


كانت حبصة بنت حيان بن حيان الكبير الذي نشر المسيحية في بلاد نجران. وقد حزنت جدًا لأنها لم تكن مع النساء النجرانيات اللواتي استشهدن على يد اليهود من أجل إعلانهن الإيمان المسيحي، وطلبت من السيد المسيح أن يلحقها بهن.
شهادتها للسيد المسيح وشجاعتها:


في اليوم التالي قامت وأخذت صليبها النحاسي الصغير ووضعته على غطاء رأسها ونزلت إلى الشارع. وأخذت تصيح أنها مسيحية، ثم تبعتها امرأتان شريفتان، إحداهما عجوز والأخرى شابة، اسم كل منهما حيَّة، كما اجتمع حولهن كثيرون من أهل نجران من رجالٍ ونساءٍ.
تطلعت إليهم حبصة ورأت وسطهم جارًا لها يهوديًا. دخلت معه في حوارٍ بخصوص شخص السيد المسيح. أخيرًا قالت له: "أيها اليهودي، صالب ربك، أنتم تكفرون بالمسيح وتقولون أنه ليس إلهًا، لكني آمنت بسيدي يسوع المسيح ربًا وإلهًا".
لما بلغ الملك اليهودي كلامها استحضرها وسألها عن إيمانها فأجابت أنها مسيحية. وحاول استمالتها فلم تقبل، فأخذ يهددها. فقالت له: "إني أؤمن أن المسيح هو الله خالق كل البشرية، وإني أحتمي بصليبه.وأعلم إني لا أهتم بالعذابات، فافعل ما تشاء". وكانت رفيقتاها توافقنّها على كلامها.
استشهادهن:


أمر الملك أن يربطوا أجسادهن بالحبال حتى سُمع صوت عظامهن التي كانت تتخلع. وأخذوا يلطموهن بشدة ويضربوهن على أفواههن حتى تعذّر عليهن الكلام.
وإذ لم تحتمل العجوز سقطت ميتة، أما حبصة وحية الشابة فقد أخذوهما وجلدوهما وأتوا بجملين، وربطوا كل منهما بجملٍ، وأطلقوهما في البرية حتى فارقتا الحياة، ذاهبتين إلى الحياة الحقيقية الأبدية. بذلك نالتا إكليل الاستشهاد في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 523 م. لم يكتفِ الملك عدو الحق بهذا، فقد صمم ألا يترك في نجران امرأة مسيحية إلا وقتلها، فأمر قائده ذايزن أن يدخل نجران ويجمعهن إليه، وتمكن من جمع نحو مائة واثنين وعشرين سيدة استشهدن جميعًا بعد اعترافهن بالسيد المسيح.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:44 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأرخن حبيب المصري



ولد سنة 1885 م وقضى طفولته وفترة تعليمه الابتدائي في أسيوط، ثم جاء إلى القاهرة للدراسة الثانوية. إذ انتهى منها بدأ عمله كموظف في الحكومة، لكنه في الوقت عينه دخل مدرسة الحقوق الفرنسية. وتدرج في المناصب الحكومية إلى أن وصل لمنصب "المستشار الملكي لوزارة العدل".
نشاطه الكنسي:


في أسيوط وقبل مجيئه إلى القاهرة أسس مع اثنين من أصدقائه ناديًا ثقافيًا للشباب القبطي، كانت تُلقى فيه المحاضرات والندوات العلمية والدينية أيضًا.
ولما حضر إلى القاهرة صار عضوًا في عدد كبير من الجمعيات الخيرية القبطية. وفي سنة 1928 م أُنتخب لأول مرة في المجلس الملّي الذي ظل عضوًا فيه إلى آخر حياته، كما كان وكيلًا له في ثلاث دورات. وأهم ما كان يشغله وهو في المجلس هو الأسرة. فكان رئيسًا للجنة الأحوال الشخصية باستمرار، وكان يتطلع دومًا إلى حماية المرأة والأبناء، والهدف الثاني الذي شغله واهتم به وهو في المجلس الملّي هو الإكليريكية والإكليريكيين.
أرض الأنبا رويس:


في سنة 1937 م أراد وزير الداخلية الاستيلاء على أرض الأنبا رويس لأنها كانت أصلًا مدافن. طلبت الحكومة نقلها إلى أرض الجبل الأحمر الذي تبرعت به، ثم بعد ذلك أرادت أن تستحوذ على الأرض الأصلية لسعتها ولأهمية موقعها. فظلت المفاوضات بين الكنيسة وبين وزيريّ الداخلية والصحة حتى سنة 1943 م. خلال هذه السنوات كتب حبيب المصري ثلاث مذكرات دفاعًا عن حق الأقباط في ملكية هذه الأرض؛ إحداها لرئيس الديوان الملكي وكتب الاثنتين للوزيرين.
وشاءت المراحم الإلهية أن ينجح في مسعاه. فقرر الوزيران ووافقهما رئيس الوزارة على أن الكنيسة تملك أرض الأنبا رويس بشرط بناء منشآت عليها لا تدر أي ربح خلال خمس عشرة سنة وإلا تستولي الحكومة على الأرض.
رابطة القدس للأقباط الأرثوذكس:


في خميس العهد الموافق 13 إبريل سنة 1944 م اتفق عدد من الغيورين من بينهم حبيب المصري مع الأنبا ثيؤفيلس مطران أورشليم آنذاك على تأليف جماعة لتنظيم الزيارات للأراضي المقدسة وتسهيل السفر للراغبين فيها، فألَّفوا ما تعرف "برابطة القدس للأقباط الأرثوذكس" برئاسة شرف المطران والرئاسة الفعلية لحبيب المصري.
نياحته:


لما أكمل سعيه تنيح بسلام سنة 1953 م، ورثاه الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية آنذاك قائلًا: "إن اسمه كان وصفًا حقيقيًا لشخصه فهو حبيب لأنه أحب الناس وأحبه الناس، وهو المصري لأنه يحب مصر من صميم قلبه". العيد يوم 28 توت.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:46 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأرشيدياكون حبيب جرجس



https://st-takla.org/Pix/Saints/Moder...-Gerges-01.jpg


أرشيدياكون حبيب جرجس

إن كان بابا الإسكندرية الحالي, الأنبا شنودة الثالث، وكثير من الأساقفة والكهنة والشمامسة من خدام التربية الكنسية، فالكل يشعر بأن الفضل يعود إلى الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي أنشأ مدارس الأحد في كل القطر.
وقد حكى أحد الخدام انه كان تلميذًا في اجتماع للشباب يقوده المتنيح حبيب جرجس، وكانوا ثائرين ضد رجال الكهنوت. أما هو فقال لهم إن الإصلاح الكنسي لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال والفتيان والشباب، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة في المستقبل، ومنهم من يتسلم القيادات الكنسية.
نشأته:


ولد سنة 1876 م وصار أشهر واعظ في جيله بعد القمص فيلوثيؤس إبراهيم، وكان في وعظه جهوري الصوت، قويًا، غزير المعلومات، يؤثر في سامعيه.
قام بإنشاء جمعيات خيرية جديدة، كما قام بتشجيع الجمعيات القائمة وأنشأ جمعيات أخرى للوعظ.

https://st-takla.org/Pix/Saints/Moder...-Gerges-02.jpg

\
أرشيدياكون حبيب جرجس
المعلم الأول:


مر وقت كان فيه حبيب جرجس هو المعلم الأول حتى أخرج للكنيسة جيلًا من المعلمين. وشمل عمله في التعليم الكلية الإكليريكية ومنابر الكنائس والجمعيات، كما علَّم بقلمه من خلال الكتب التي ألفها. وتعتبر مدارس التربية الكنسية من أهم ميادينه في التعليم.
كتاباته:


أصدر حبيب جرجس مجلة الكرمة.
كما أصدر أكثر من ثلاثين كتابًا في شتى العلوم الدينية: في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي.
أصدر أيضًا كتبًا في الترانيم وفي الشعر.
مؤسس مدارس الأحد:


أنشأ مدارس الأحد سنة 1918 لتعويض النقص الذي يعانيه الطلبة الأقباط في دراسة مادة الدين في المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية. فإنه وإن كان قد نجح مرقس بك مليكة في تقرير دراسة الدين المسيحي في المدارس الأميرية سنة 1908 لكن عدم وجود أساتذة متخصصين واعتبار مادة الدين إضافية أدى إلى إهمال تدريسه.
حددت اللجنة العليا لمدارس الأحد هدفها الذي تركز في خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحي بروح وطني، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية. تقدمت مدارس الأحد بسرعةٍ فائقةٍ، فصار لها في سنة 1935: 20 فرعًا بالقاهرة، 18 بالوجه البحري، 44 بالوجه القبلي، 30 بالسودان.
https://st-takla.org/Pix/Saints/Moder...-Gerges-04.JPG


حبيب جرجس

في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس سيم نيافة الأنبا شنودة أول أسقف على المعاهد الدينية والتربية الكنسية، وباختياره بابا للإسكندرية بقي أيضًا مسؤولًا عن هذه الأسقفية.
المؤسس الحقيقي للإكليريكية:


يعتبر حبيب جرجس المؤسس الحقيقي للإكليريكية في عصرها الحاضر، فهو الذي اشترى لها الأرض وأسس لها المباني في مهمشة، وأعد القسم الداخلي لمبيت الطلبة. أنشأ الإكليركية في 29 نوفمبر 1893 والتحق بها, وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بالكلية في الربع الأول من القرن العشرين. وتسلم نظارتها سنة 1918 إلى نياحته سنة 1951.
وأنشأ كذلك القسم الليلي الجامعي سنة 1946 م. وكان أول أستاذ لعلم اللاهوت في الكلية الإكليريكية، وتولى تدريس زملائه وهو طالب.
ترشيحه للمطرانية:


اختير عضوًا للمجلس الملّي العام، ورُشِّح مطرانًا للجيزة سنة 1948 م ولكن لم يقبل البابا يوساب رسامته لأنه لم يكن راهبًا، وكانت نياحته سنة 1951 م.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:47 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
حبيب فرج البار


شاب مستهتر:


نشأ في أسرة رقيقة الحال، كان عنيدًا وغمًا لوالديه، كرهه الجميع لأنه كان يسيء معاملة الكل. لما كبر وأخذ الشهادة الابتدائية كان نموذجًا للشاب المستهتر، وكان من يرى حبيب وهو في هذه الحال يحكم بلا جدال أنه أمام شيطان لا أمل في توبته وإصلاح حاله.
توبته:


السماء ومجدها، كان يفتقده خدام الشباب بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا على غير جدوى، ومن كثرة تردد الخدام عليه قال لأحدهم ذات مرة: "أنا سآتي هذه المرة، لكن إن لم يعجبني الحال سوف لا أذهب ولا أريد أحدًا منكم يفتقدني".
ذهب إلى اجتماع الشبان وعملت نعمة الله فيه، وحال سماعه كلمة الله انسحق قلبه بالتوبة والندامة. ومنذ ذلك الوقت أخذ حبيب يواظب على الكنيسة مواظبة المحب الشغوف الذي يود لو أمكنه أن يتجرَّع الدين جرعة واحدة.
رؤيا إلهية:


زاده حبًا في الله رؤيا أُعلنت له، إذ أبصر وكأنه بيد السيدة العذراء التي أرَته مكانًا مخيفًا يتعذب فيه ساكنوه، فلما سألها عنهم قالت: "إنهم الأشرار". ثم أرَته قصرًا فخمًا نورانيًا عظيمًا وقالت: "هنا يتمتع الأبرار إلى أبد الآبدين"، وأرَته فيه كرسيًا بهيًا من نور أشد لمعانًا من ضوء الشمس، وقالت له: "إنه كرسيك وهو محفوظ لك إذا اتبعت يسوع". استيقظ حبيب من حلمه وهو أشد اضطرامًا نحو وكثيرًا ما سُمِع يصلي من أجل وصوله إلى السماء ليجلس فوق كرسيه المُعَد له.
عبادته:


كان أمينًا في صلوات المزامير السبع. فكان في الصباح يصلي باكر والثالثة، وبعد عودته من عمله وقبل الغداء يصلي السادسة والتاسعة، وقبل خروجه من منزله بعد الظهر كان يصلي الغروب والنوم، وقبل أن ينام يتلذذ بصلاة نصف الليل.
كان يمارس جميع أصوام الكنيسة إلى ساعة متأخرة جدًا، غالبًا إلى المساء، ومع أنه كان يجد اعتراضًا من والدته، لكن ذلك لم يضعف من عزمه. وقيل إنه كانت له أصوام خاصة يفرضها على نفسه أيام الإفطار (بإشراف أب اعترافه). وفي أصوامه كان يأكل مرة واحدة كل أربع وعشرين ساعة. وكان يمارس صوم يونان الثلاثة أيام كلها انقطاعًا، وصام في إحدى المرات أسبوعًا كاملًا، وقد فكر في أن يصوم الأربعين المقدسة دون طعامٍ مطلقًا لولا أن أب اعترافه انتهره.
كان محبًا للكنيسة، محبًا لألحانها يرددها على الدوام، وكان متمسكًا بتُراثها. وشهد عنه أب اعترافه كيف كان أمينًا في اعترافه، وكيف كان يستعد للتناول من الأسرار المقدسة. وكان يبكر في المجيء إلى الكنيسة، ويظل واقفًا في آخر الكنيسة طوال القداس، وكان ضميره لا يساعده على ترك الكنيسة قبل نهاية الخدمة.
كان يحب الخدمة في الأحياء الفقيرة بين البسطاء، وأسس فروعًا للخدمة في أماكن صعبة. كان ينهال عليه الصبية بالحجارة، ومع ذلك كان دائمًا فرحًا، كما كان مواظبًا على افتقاد من يخدمهم فردًا فردًا.
نظرًا لالتصاق حبيب بمحبة الكنيسة وعدم مغادرتها في أيام الآحاد حتى تنتهي الخدمة، كان يتأخر عن الموعد المصرح به في العمل وهو العاشرة صباحًا، خاصة في أيام الصوم الكبير. رُفِع الأمر إلى رئيسه فاستحضره وكان يهدده. وفي ليلة اعتزم رئيسه أن يؤذيه فأتاه من أفزعه في منامه بأن لا يمس حبيب بسوءٍ، فنادى المدير حبيب في الصباح وأظهر له كل عطفٍ وحنانٍ.
بتوليته:


اشتاق حبيب أن يعيش بتولًا. أراد مرة أن يلتحق بدير المحرق وكان معه صديقه. لكن رئيس الدير رفض قبولهما إلا بموافقة والديهما، وأعطاهما بعض النقود أوْصلتهما إلى المنيا، لكنهما كانا يريدان أن يعودا إلى القاهرة ولم يكن معهما نقود. قصدا أوتوبيس وسألا الكمساري أن يأخذهما مجانًا فسخر منهما، صليا إلى الله فأرسل لهما صديقًا بسيارته أخذهما معه إلى القاهرة.
عرض عليه والداه الزواج فأبى، وألحّ عليه كثيرًا، وأحالا عليه أصدقاءه وبعض الكهنة ليقنعوه بالزواج فلم يقبل. انتهز والده فرصة وجود أحد الآباء الأساقفة، وهو المتنيح الأنبا باسيليوس أسقف إسنا والأقصر وأسوان، وكان قديسًا ورعًا، فشكاه له. وأمام إلحاح الوالد ودموعه عرض عليه الأب الأسقف الزواج فأطاع على شرط أن يعيش مع زوجته كأخٍ وأختٍ.
فرح الجميع لموافقته، واختاروا له إحدى الفتيات ووزعوا المرطبات والحلوى، لكنه قال للحاضرين ما فُهِم منه أن هذا الزواج لن يتم، ولم يمضِ أسبوع حتى توفت العروس. فخجل الجميع أن يفاتحوه في هذا الشأن لأنهم أيقنوا أنها إرادة الله.
أدرك بالحق سرَّ البتولية وكما يقول القديس كبريانوس: "البتولية هي رفيق العمل بالنسبة للإنسان. وهي تعينه في تحقيق هدفه من العواطف السامية... وأنا أعتبر أن البتولية هي المنهج العلمي في علم الحياة السمائية، تزود الإنسان بالقوة ليتحد مع الطبائع الروحية. وإن المحاولات المستمرة في هذه السبل تمنع نبالة النفس وسموها من الانحدار والهبوط عن طريق الشهوات الحسية التي فيها لا يحتفظ العقل بأفكاره السماوية ونظراته إلي ما فوق، بل يهبط غارقًا في انفعالات تتعلق بالجسد والدم. كيف تستطيع النفس الغارفة في ملذات الجسد والمنشغلة بالاشتياقات الإنسانية فقط أن توجه نظرة خالية من المشاغل إلي النور العقلي؟... إن عيني الخنزير اللتين تنظران دائمًا إلي أسفل لا تستطيعان رؤية عجائب السماء. وهكذا أيضًا النفس التي يدفعها الجسد إلي أسفل لا تستطيع أن ترفع بصرها لتري الجمال العلوي. إنها تتجه إلي الأشياء الوضيعة الحيوانية. إن النفس التي تريد أن تكرس نظرها إلي المباهج السماوية تضع ما هو أرضي وراء ظهرها، ولا تشترك فيما يورطها بالحياة الدنيوية. إنها تحيل كل قوي الحب فيها من الأمور المادية إلي التأملات العقلية في الجمال اللامادي. إن بتولية الجسد تفيد في اتجاهات مثل هذه النفس. فالبتولية تهدف إلي خلق نسيان كامل للشهوات الطبيعية في النفس، إنها تمنع عملية النزول باستمرار لتلبية الرغبات الجسمية. ومتى تحررت النفس مرة من مثل هذه الأمور لا تخاطر بالمباهج السمائية غير الدنسة لتكون جاهلة غير ملتفتة إليها وتمتنع عن العادات التي تورط الإنسان فيما يبدو إلي حد ما أن ناموس الطبيعة يسلم به? إن نقاء القلب الذي يسود الحياة هو وحده الذي يأسر النفس حينذاك" (البتولية 5).
نياحته:


عرف وقت نياحته وأخبر كثيرين بذلك، وأوصى أخاه بطاعة والديه.
ذهب إلى الترزي ليفصِّل حلة فقال له: "إن شاء الله هذه حلة الزفاف"، فأجابه حبيب قائلًا إنها الحلة التي سينتقل بها من العالم. فنهره الواقفون أما هو فقال لهم بلهجة الواثق: "سوف ترون، وفي هذا الأسبوع"، وتم ذلك حرفيًا، بل قيل أنه كتب بخط يده في مفكرة الجيب يوم نياحته والساعة. قضى ساعاته الأخيرة في ترنيم وتسبيح وصلوات ودعاء واستغاثة وطلب شفاعة القديسين، وظل هكذا حتى أسلم روحه الطاهرة. والعجيب أنهم لما غسَّلوا جسده فإذا به مرسوم بصلبان واضحة، وكانت نياحته في سنة 1941 م.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:48 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القس الأب حديد

نشأته:


في قرية سنجار بإقليم البرلس بمحافظة الغربية، عاش والد عوض ووالدته نصرة في حياة بسيطة مقدسة. كانا يعطفان على الفقراء ويمارسان عبادتهما بمخافة الرب، فكانا سبب بركة لكثيرين. إذ لم يكن لهما ولد طلبا من الله بدموع في رجاء، فوهبهما هذا الابن "حديد" برؤيا ظهرت للأم، وكان ذلك في بداية القرن الرابع عشر.
وُلد حديد ونشأ بفكر إيماني إنجيلي حيّ، وكان يعمل مع والده في صيد الأسماك، فكان الرب يبارك عمل يديه كما كان موضوع تعزية الكثيرين من صيادي السمك الذين أحبوه.
بتوليته:


أرادت والدته أن تزوجه قبل نياحتها أما هو فرفض معلنًا شوقه لحياة البتولية، وإذ رأت صدق نيته فرحت وشجعته.
اختفى فجأة بعيدًا عن أقربائه ومعارفه ليعمل مع بعض البنائين مختفيًا عن الأنظار، وكان يوزع أغلب أجرته على الفقراء، فتعلق الكثيرون به وأحبوه.
اضطر أن يهرب للمرة الثانية ليذهب إلى قرية تلبانة (تلبانة عدى التابعة للمنصورة بمحافظة الدقهلية، وهي غير تلبانة التابعة لإيتاي البارود بالبحيرة). اشتغل هناك في مزرعة، فبارك الرب العمل وأحبه أهل القرية وتعلقوا به. وإذ أراد الهروب من المجد الباطل قرر الذهاب إلى الإسقيط، لكنه رأى القديسة مريم تدعوه للذهاب إلى قرية مطوبس الدمان التابعة لمركز فوه بمحافظة الغربية (حاليًا ضمن أراضي عزبة عمرو)، فأطاع وصار يخدم أهل القرية بمحبة فائقة.
سيامته قسًا:


أجمع شعب القرية على تزكيته قسًا، فصار يخدمهم بروح التواضع والبذل.
في أيامه مرت الكنيسة بضيقة شديدة في أيام ولاية الملك الصالح بن محمد بن قلاوون، حيث صادر أوقاف الكنيسة وأمر بهدم معظم الكنائس والأديرة، وضاعف الجزية على المسيحيين وألقى كثيرين منهم في السجون، بل وألقى بالبابا مرقس الرابع (البابا الـ84) في السجن ولم يطلقه إلا بعد تدخل ملك النوبة.
اهتم ببناء كنيسة، ووُشي به لدى الوالي بالإسكندرية، فألقى القبض عليه، لكن ملاك الرب ظهر له وطمأنه، وبالفعل أُفرج عنه ليعود ويبني الكنيسة.
قام بعض الأشرار بمحاولة حرق الكنيسة، لكن الله بدد مشورتهم.
نياحته:

أصيب بحمى شديدة، فجمع أولاده وباركهم وأعلن لهم أنه سينتقل في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، ثم أوصى تلميذه يوحنا الربان بتعهد الشعب ورعايته. وفي 3 برمهات سنة 1113ش (1387 م) أسلم الروح في يديّ الرب.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:49 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس حزقيال الناسك



أب الرهبان بدير ديبرا ليبانيوس، وهو الرابع في خلفاء القديس تكلاهيمانوت. العيد يوم 27 برمهات.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:50 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة حسنة العفيفة اليهودية


مع أخ زوجها:


قيل أن حسنة هذه كانت من بني إسرائيل، سيدة جميلة جدًا تركها زوجها في عهدة أخيه الأصغر وسافر للتجارة.
صار الأخ الأصغر يتردد على حسنة كثيرًا، وكانت تصرفاته تكشف عما يحمله قلبه من شهوة جسدانية. لم تكن حسنة تسيء الظن إذ حسبته أخًا لها يفكر فيها كزوجة أخيه.
جاءها يومًا ما وقد ظهرت عليه علامات الحزن الشديد، وكانت الدموع تنهار من عينيه. وإذ سألته عن السبب، أجابها بأنه قد بلغه خبر وفاة زوجها. حزنت السيدة على زوجها، لكنها إذ لاحظت تصرفات أخيه المشوبة أدركت كذبه وخداعه. حاول أن يقترب إليها فامتنعت وانتهرته بشدة.
رجمها:


إذ فشلت حيلته أراد الانتقام منها، فاستأجر شهودًا وشكاها لدى حاكم المدينة بأنه قد رآها تزني، وشهد بذلك من استأجرهم.
حُكم عليها بالرجم حتى ظنوا أنها ماتت، فربطوا قدميها بحبل وسحبوها إلى المدافن وتركوها لكي تأكل الكلاب جثمانها.
أعرابي ينقذها!


إذ كان أعرابي يسير بجوار المدافن سمع صوت أنينٍ خافتٍ، فبحث عن مصدره ووجدها بين الحياة والموت. بالكاد طلبت منه ماءً لتشرب، فقدم لها ماءً، وحملها على ناقته وذهب بها إلى بيته. وإذ عادت إليها صحتها طلب أن يتزوجها فأجابته أنها متزوجة، فتركها تعيش على مقربة منه.
اتهامها بالقتل:


دبّت الغيرة في قلب زوجة الإعرابي، إذ خشيت أن يتزوجها رجلها، فصارت تهاجمها وتبذل كل الجهد لتمنع زوجها من خدمتها أو الاهتمام بها.
كان لدى الإعرابي عبد شرير، أُعجب بالسيدة اليهودية، فحاول الاعتداء عليها لكنها بقوة منعته. أراد الانتقام منها، فدخل إلى حجرة طفل الإعرابي وذبحه وأخذ من الدم وصار يسكب منه تجاه مسكن حسنة، وألقى بالسكين بجوار مسكنها.
في الصباح إذ دخلت الأم وجدت ابنها مذبوحًا وعلامات الدم في الأرض نحو الباب، فصرخت بمرارة.تتبع الإعرابي علامات الدم فوجدها تتجه نحو مسكن حسنة.
أمسك بسيفه وانطلق ليقتل المسكينة. فوجئت بمنظره، وإذ ظهرت عليها علامات الدهشة تحدث معها. اكتشف أنها بريئة، لكنه خشي من موقف زوجته، فأعطاها أربعين درهمًا وطلب منها أن ترحل فورًا.
الرجل المحتال:


انطلقت حُسنة مرّة النفس، لكنها كانت تشكر الله الذي لم يتركها في وسط تجاربها المرّة. وفي الطريق وجدت جمهرة من الناس يحكمون على شخص بالصلب لأنه كان قد احتال على شخصٍ وأخذ منه أربعين درهمًا. لم يرد أحد أن يساعده بسبب سوء سمعته. أما هي فأخرجت كل ما لديها، وقدمت الأربعين درهمًا لإنقاذ هذا الرجل من الموت.
شكرها الكل على سخائها، أما هي فانطلقت إلى الطريق لا تملك شيئًا، ولا تعرف ماذا تفعل. أعجب الرجل بجمالها وحاول أن يستميلها فرفضت وقالت له أنها متزوجة، لن تخون رجلها. ومن التعب رقدت في أحد زوايا الطريق ونامت.
بدأ الشرير يفكر ماذا يفعل، وإذ بتاجر يعبر في الطريق مال إليه وسأله إن كان يشتري عبدة جميلة جدًا، ثم كشف وجه حسنة وهي نائمة فأُعجب بها التاجر، ودفع ثمنًا كبيرًا للشرير الذي أخذ الثمن وهرب.
استيقظت حسنة فوجدت التاجر بجوارها ينتظرها، وإذ سألته عن أمره أجابها أنه اشتراها. انتهرته السيدة وقالت له: "كيف تشتري سيدة حرّة؟ ألا تخجل من شيبتك؟" أدرك الشيخ أن الذي باعها هو محتال قد خدعه.
انطلقت حسنة إلى طريقها، وإذ لم تجد لها موضعًا طرقت باب منزلٍ ما فخرجت منه سيدة فاضلة اهتمت بالضيفة الجميلة.
موهبة الشفاء:


إذ أصيبت صاحبة المنزل بحمى شديدة صلّت حسنة إلى الله بحرارة فشفيت المريضة. انتشر خبر الشفاء، وجاء كثيرون يطلبون صلواتها عنهم.
في أحد الأيام اجتمع حولها كثيرون يطلبون الصلاة من أجلهم، إذ كانوا مصابين بأمراض مختلفة خطيرة. فاعترف الكل بخطاياهم، لكن أحدهم تردد في الاعتراف. تحت مرارة تعبه بسبب الجذام الذي كان في مراحله الأخيرة والخطيرة اعترف بأنه اتهم امرأة أخيه بالزنا لأنها رفضت أن يرتكب معها الشر أثناء غياب أخيه. وأنه استأجر شهود زور وحُكم عليها بالرجم، وأنها ماتت ظلمًا. كان أخوه بجواره فامتلأت نفسه مرارة بسبب ما فعله أخوه الأصغر بزوجته البريئة.
صلّت حسنة من أجل كل مضايقيها الذين أصيبوا بأمراض خطيرة، حتى أخ زوجها الذي دبّر أمر رجمها، ووهبهم الرب الشفاء. إذ كانت نفس الأخ الأكبر مرّة للغاية رفعت حسنة الغطاء عن وجهها وقالت له: "لا تحزن. أنا حسنة زوجتك". وإذ رآها فرح بها جدًا وأخذ يقَّبلها وهو يبكي، ثم عادا معًا ليعيشا خمسة عشر عامًا تحت ظل رعاية الله الذي ينقذ النفوس العفيفة ويتمجد فيها.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:51 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان حلفا وزكا



SS. Alphaeus and Zachaeus في أول سنة للاضطهاد العام الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس والذي صادف الاحتفالات بالعيد العشرين لارتقائه العرش، استصدر حاكم فلسطين عفوًا إمبراطوريًا عن كل المجرمين المحبوسين، باستثناء المسيحيين.
في ذلك الوقت قُبِض على زكا الذي كان شماسًا من جادارا Gadara في عبر الأردن. جُلِد بقسوة ثم مزقوا جسده بأمشاط حديدية، وبعد ذلك ألقوه في السجن حيث شدوا رجليه متباعدتين حتى كادت أطرافه تتفكك من بعضها. وكان القديس وهو في هذه الحال في غاية الفرح والتهليل، يسبح الله نهارًا وليلًا. وبعد قليل انضم إليه حلفا، الذي كان من سكان إليوثيروبوليس Eleutheropolis كنيسة قيصرية Caesarea.
أثناء الاضطهاد كان يثبت المؤمنين، ولما قُبِض عليه وبَّخ الحاكم في أول محاكمة أمامه فأُلقي وكان من عائلة شريفة وقارئ في في السجن. في المحاكمة التالية جلدوه حتى تمزق لحمه ثم أكملوا التمزيق بالخطاطيف، وبعدها ألقوه في السجن مع زكا وربطوه بنفس الطريقة القاسية. وفي المحاكمة التالية حُكِم على الاثنين بالموت، وقطعوا رأسيهما معًا في 17 نوفمبر سنة 303 م، ونالا إكليل الاستشهاد. تعيد الكنيسة القبطية للقديسين حلفا وزكا ورومانوس ويوحنا الشهداء مع القديسين توما وبقطر واسحق من الأشمونين في الحادي والعشرين من شهر هاتور.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:52 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد حنانيا الرسول



أقامه الرسل أسقفًا على مدينة دمشق. فبشر فيها ببشارة الحياة كما بشر في بيت جبرائيل أيضًا، وردَّ كثيرين من أهلها إلى الإيمان وعمدهم هم وأبناءهم. وهو الذي عمَّد بولس الرسول عندما أرسله الرب إليه، ولما عمَّده وقعت من عينيه قشور ثم أبصر. وقد أجرى الله على يديّ هذا القديس آيات كثيرة فآمن ببشارته كثيرون من اليهود والأمم.
بعد ذلك قبض عليه لوكيانوس الأمير وعذبه بعذابات شديدة منها حرق جنبيه بمشاعل نار. وأخيرًا أخرجه خارج المدينة وأمر برجمه، فرجموه حتى أسلم روحه الطاهرة بيد الرب. العيد يوم 27 بؤونة.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:54 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد حنانيا



St. Hananias كان كاهنًا في بلاد فارس واستشهد سنة 343 م أثناء حكم الملك سابور الثاني Sapor II، وهو أحد الشهداء الذين استشهدوا مع سمعان بارسابا الأسقف الشهيد ورفقاؤه الشهداء،
بعد أن أمر الملك بقتل عدد كبير من المسيحيين أصدر الأمر أخيرًا بقتل حنانيا ورفيقيه سمعان بارسابا وعبدخالاس Abdechalas، إذ حفظهم للنهاية. وكان يأمل أن يؤثر فيهم منظر الدم فيهتز ثباتهم ويخضعون لأمره ويسجدون للشمس، إلا أن سمعان ثبَّت رفيقيه بكلماته ونصائحه حتى نالوا جميعًا إكليل الاستشهاد. وحدث أن حنانيا حين جاء دوره لربطه ليتلقى ضربة الفأس، تأثر فجأة واهتز بمشاعر الخوف الطبيعي من الموت، وارتجف جسمه فقط بسبب الضعف البشري، إلا أن روحه ظلَّت قوية مثل السابق دون أي تغيير. حين رأى فوسيك Phusik الذي كان ناظر عمَّال الملك وكان هو نفسه مسيحيًا ما يحدث قال لحنانيا: "تشجع واغلق عينيك للحظة، فبعد قليل سوف ترى نور السيد المسيح". من أجل هذه الكلمات قُبِض عليه وعلى ابنته العذراء وعُذِبا بوحشية وقُتِلا.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:54 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد حنانيا وهرواج وخوزي الشهداء



تعيد الكنيسة القبطية بتذكار استشهاد القديسين هرواج وحنانيا وخوزي الشهداء الذين من الفيوم في السادس عشر من شهر كيهك. العيد يوم 16 كيهك.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:56 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة حنة
والدة العذراء مريم




هي والدة السيدة العذراء مريم والدة الإله. وكانت هذه الصدِّيقة ابنة لماثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن، واسم أمها مريم من سبط يهوذا. وكان لماثان هذا ثلاث بنات: الأولى مريم باسم والدتها وهي أم سالومي القابلة، والثانية صوفية أم أليصابات والدة القديس يوحنا المعمدان، والثالثة هي هذه القديسة حنة زوجة الصديِّق يواقيم من سبط يهوذا ووالدة السيدة العذراء مريم أم مخلص العالم. بذلك تكون السيدة البتول وسالومي وأليصابات بنات خالات.
وإن كنا لا نعلم عن هذه الصدِّيقة شيئًا يذكر إلا أن اختيارها لتكون أمًا لوالدة الإله بالجسد لهو دليل على ما كان لها من الفضائل والتقوى التي ميزتها عن غيرها من النساء حتى نالت هذه النعمة العظيمة.
إذ كانت عاقرًا كانت تتوسل إلى الله أن ينزع عنها هذا العار، فرزقها ابنة بركة لها ولكل البشر، هي العذراء مريم أم مخلص العالم. العيد يوم 11 هاتور.


Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:56 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد حنس


St. Hanus كان كاهنًا في بلاد فارس واستشهد في شهر مايو سنة 375 م أثناء حكم الملك سابور الثاني Sapor II. وقد استشهد معه شماس اسمه حنس ومعه أربعون آخرين تقريبًا، من بينهم أسقفان، وستة عشر كاهنًا، وتسعة شمامسة وستة رهبان وسبع عذارى مكرسات.

Mary Naeem 19 - 09 - 2012 07:57 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أسماء قديسين بحرف خ

Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا خائيل الأول البابا السادس والأربعون


سيامته بطريركًا:


كان هذا الأب راهبًا بدير القديس مقاريوس وكان عالمًا زاهدًا. فلما تنيح سلفه البابا ثاؤذوروس الخامس والأربعون اجتمع أساقفة الوجه البحري وكهنة الإسكندرية في كنيسة الأنبا شنودة بمصر، وادعوا بأن لهم وحدهم حق الانتخاب بينما قام فريق آخر يدعي خلاف ذلك. وحصل خلاف بينهم على من يصلح للبابوية. وأخيرًا استدعوا الأنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسقف مريوط. ولما حضرا وجد الأنبا بطرس تعنتًا من كهنة الإسكندرية، فزجرهم على ذلك وصرف الجمع هذه الليلة حتى تهدأ الخواطر. ولما اجتمعوا في الغد ذُكر اسم القس خائيل بدير القديس مقاريوس، فارتاحوا إلى اختياره بالإجماع، وحصلوا على كتاب من والي مصر إلى شيوخ برية شيهيت (وادي النطرون). ولما وصلوا إلى الجيزة وجدوا القس خائيل قادمًا مع بعض الشيوخ لمقابلة الأمير حفصا لكي يعفيهم من الضرائب، فامسكوه وقيدوه وساروا به إلى الإسكندرية، ورسموه بطريركًا في 17 توت سنة 460ش (14 سبتمبر سنة 743 م). وحدث أن امتنع المطر عن الإسكندرية مدة سنتين، ففي هذا اليوم سقطت أمطار غزيرة لمدة ثلاثة أيام فاستبشر السكندريون من ذلك خيرًا.
دَعى نفسه " خائيل" أي "الأخير"، ولم يرضَ أن يُدعَ ميخائيل تواضعًا منه حتى لا يكون اسمه كاسم رئيس الملائكة.
شدائده:


في عهد خلافة مروان آخر خلفاء الدولة الأموية وولاية حفص بن الوليد جرت على المؤمنين في أيام هذا الأب شدائد عظيمة وهاجر البلاد المصرية عدد كبير من المؤمنين، كما بلغ عدد الذين أنكروا المسيح أربعة وعشرون ألفًا، وكان البطريرك من جراء ذلك في حزنٍ عظيمٍ جدًا إلى أن أهلك الله من كان سبب ذلك.
بسبب شدة الضيق هرب بعض الأساقفة إلى الأديرة، فعقد البابا مجمعًا قرر فيه ضرورة استمرار الأساقفة في ايبارشياتهم، وحرم من يتجاوز هذا الحكم.
خلاف مع الملكيين (البطريرك التابع لبيزنطة):


بعد سيامته بمدة وجيزة تقرب قوم من الملكيين (الروم) عند الخليفة مروان، ودفعوا له مالًا وحثوه على إصدار أمر إلى عبد الملك بن موسى بمصر لكي يسلمهم دير القديس مارمينا بمريوط، وكانت في يد الأقباط الأرثوذكس. فلما عادوا إلى مصر سلموا الأمر إلى عبد الملك، فعقد مجلسًا تحت رئاسة قاضٍ يدعى عيسى للنظر في ملكية الدير، ودعا الفريقين لكي يدافع كل منهما عن حقه. فجمع البابا أشهر أساقفته وعلماء كنيسته وعرض عليهم صورة أمر الخليفة وكلفهم بالحضور في مجلس القضاء. لكن الملكيين رشوا القاضي، فكان يماطل ولا يستمع إلى الأقباط الأرثوذكس. وبينما كان يستعد لكتابة تقريره في صالح الملكيين عُزل من منصبه وتعين قاضٍ آخر يُدعى أبو الحسيني، وكان عادلًا لا يحابي الوجوه فقدم الحقيقة إلى عبد الملك واستمر الدير في حوزة الأقباط.
بين ملك النوبة وأسقفها:


في دنقلة بالنوبة حدث خلاف بين قرياقوص الملك والأنبا إبراهيم أسقفها، وذلك لأن الأسقف حاول ردع الملك عن تصرفاته الشريرة. اغتاظ الملك وطلب من البابا السكندري قطع الأسقف وإلا يدفع بالشعب إلى عبادة الأوثان.
خشي البابا من ضياع شعب النوبة كله فاستدعى الأسقف وعقد مجمعًا لدراسة الموقف. فرأى الكل أن يبقى الأسقف بالإسكندرية ويبعثون بأسقفٍ آخر للنوبة حتى يهدأ الملك. شعر الأسقف إبراهيم بأن الحكم فيه ظلم فترك الإسكندرية وذهب إلى أحد الأديرة بالنوبة حتى نهاية حياته هنا.
قرياقوس ملك النوبة:


لاقى هذا الأب البطريرك مصائب شديدة من عبد الملك بن مروان، كالضرب والحبس والتكبيل بالحديد. فقد وضع رجليه في خشبة عظيمة وطوق رقبته بطوق حديد ثقيل، وكان معه أنبا موسى أسقف أوسيم وتادرس أسقف مصر وغيرهما، فوضعوهم في خزانة مظلمة نُقرت في صخر لا تصل إلها أشعة الشمس، واستمروا في هذا الضيق من 11 توت إلى 12 بابه، وكان أيضًا معهم ثلاثمائة من الرجال والنساء.
في وسط هذا الضيق كان المرضى يأتون إلى البابا في السجن يصلي من أجلهم وينالون نعمة الشفاء. كما اهتم البابا بالمسجونين، فتاب كثيرون ورجعوا إلى الرب. أطلق الوالي سراحه فمضى إلى الصعيد وعاد بما جمعه إلى الوالي بالرغم من الظروف المالية الصعبة التي اجتازها المصريون بسبب الضرائب الفادحة، وكان البابا يعبر بينهم كملاك الرب، يشفي مرضاهم خلال نعمة الله الفائقة. فأخذه منه ثم ألقاه في السجن. فلما علم بذلك قرياقوس ملك النوبة استشاط غضبًا وجهز نحو مائة ألف جندي وسار إلى القطر المصري واجتاز الصعيد قاتلًا كل من صادفه من المسلمين حتى بلغ مصر، فعسكر حول الفسطاط مهددًا المدينة بالدمار.
فلما نظر الوالي عبد الملك جيوش قرياقوس منتشرة كالجراد جزع خوفًا وأطلق سبيل البطريرك بالإكرام والتجأ إليه أن يتوسط في أمر الصلح بينه وبين ملك النوبة، فلبى دعواه وخرج بلفيف من الإكليروس والتقى بالملك، وطلب منه أن يقبل الصلح مع عبد الملك، فقبل وانصرف من حيث أتى. أكرم عبد الملك المسيحيين ورفع عنهم الأثقال وزاد في اعتبارهم.
شفاء ابنة الوالي عبد الملك:


صلى البطريرك على ابنة الوالي وكانت تعاني من روح نجس وخرج منها الروح بصلاته.
مناظرات بينه وبين قزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد:


حدثت مناظرات بين هذا الأب وقزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد، فكتب إليه الأب خائيل رسالة وقع عليها مع أساقفته قائلًا: "إنه لا يجوز أن يُقال إن في المسيح طبيعتين مفترقتين بعد الاتحاد ولا اثنين ولا شخصين". واقتنع قزما بذلك ورضى أن يصير أسقفًا على مصر تحت رئاسة الأب خائيل.
تجديد الاضطهاد:


لم تستمر فترة الراحة طويلًا إذ حضر مروان إلى مصر ونكث هو وعبد الملك عهدهما مع الأقباط، وأخذا في اضطهادهم بقسوة بربرية. اضطر الأقباط إلى الثورة حتى هزموا جيش مروان، لكن مروان استجمع قواته وقاتلهم بشدة وقبض على البابا السكندري وبطريرك الروم، فدفع الأخير ألف قطعة ذهب بينما لم يكن لدى البابا ذات المبلغ. ثقل رجليه بقطعة من الحديد وألقاه في السجن وابتدأ يعذبه تسعة أيام ثم أحضره وجذبه بيده وطرحه وصار يضربه بقضيب في يده مائتين مرة ثم أمر الوالي بضرب عنقه، لكنه عدل عن ذلك. طلب منه أن ينصح البشامرة الثائرين من الأقباط بالتوقف عن مقاتلته، لكن البشامرة ثاروا بالأكثر.
في سنة 751 م دخل أبو العباس مصر بجيش زاخر للاستيلاء على الحكم من يد مروان، وكان الأقباط في ضيق شديد فانحازوا إليه وطلبوا مساعدته.عسكر أبو العباس على شاطئ النيل في البر الشرقي تجاه مروان الذي كان مازال قابضًا على البابا وبعض الأساقفة. وأمر الجند أن يهينوا البابا من الجانب الآخر للنيل وينتفون شعر لحيته كما قاموا بتعذيب الأنبا موسى أمام الأقباط.
في اليوم التالي أحضر البابا ومعه الأساقفة ومجموعة من الشعب وتركهم في الشمس عشرة ساعات ثم بدأ في تعذيبهم بقسوة شديدة، حتى كان الأقباط ومعهم المسلمون في البر الشرقي يبكون بمرارة. وكان البابا يصلي ويثبّت المؤمنين.
لم يحتمل عبد الله بين مروان المنظر، فسكب دموعًا كثيرة أمام أبيه لكي يطلق سراحهم، قائلًا له بأنه لن يقدر على مقاومة الخراسانيين وسيضطر إلى الذهاب إلى السودان، هناك أولاد هذا البطريرك لن يقبلوه. تطلع مروان إلى جيش الخراسانيين فانزعج جدًا واضطر إلى إعادة البابا ومن معه إلى المعتقل بالجيزة، وأدخلهم موثقين في أربعة سجون في ضيقٍ شديدٍ حتى أشرفوا على الموت، لكن البابا كان يعزيهم. عبر الخراسانيون إلى الضفة الغربية وهزموا مروان، فهرب بينما ذهب ابنه ليحرق السجن الذي فيه البابا، لكن ما أن أشعل النار حتى أكرهه الأعداء على الهروب. أطفأوا النيران وأطلقوا المسجونين وجاءوا بهم إلى كنيسة مارمرقس بالجيزة.
شدة جديدة:


إذ استولى أبو العباس على مصر أحسن معاملته مع المسيحيين، غير أن هذه الراحة لم تدم سوى أربع سنوات مرت كالحلم. وبسفر أبو العباس وترك الولاية لآخرين أساءوا التصرف، وصاروا يضايقون الأقباط من جديد. حاول البابا أن يذكرهم بما أظهره أبو العباس من آمان لهم لكنه لم ينجح، واستمر المسيحيون في مرارة حتى شوهدت مياه النيل ناقصة عن منسوبها المعتاد ذراعين.
رفع منسوب مياه النيل:


أقام الأساقفة مع البابا صلوات عيد الصليب وتقدموا مع جميع كهنة الجيزة وأهل الفسطاط وحملوا الأناجيل والمباخر ودخلوا كنيسة مار مرقس واكتظت الحقول والحدائق حولها بالشعب. تقدم البابا ورفع الصليب وصلى الكل، وكان الشعب يصرخ: "يا رب ارحم" لمدة ثلاث ساعات، فزاد النيل ذراعًا. سمع الوالي بذلك فأرسل علماء المسلمين وحاخامات اليهود وصلوا فلم يرتفع مقياس النيل.
اضطر أن يدعوا النصارى للصلاة، حيث أقام البابا الأسرار الإلهية وألقوا بمياه غسل الأواني في النهر في الساعة السادسة من النهار، فزادت المياه حتى بلغت ثلاثة أذرع، فأحب الوالي أبوعون الأقباط.
خلاف مع كنيسة إنطاكية:


كانت زوجة المنصور أبي جعقر عاقرًا فسمعت عن تقوى اسحق أسقف حاران وعمله العجائب فاستدعته وصلى من أجلها فوهبها الله طفلًا، فصار الأسقف اسحق موضوع الإكرام والتبجيل. وإذ تنيح يوحنا بطريرك إنطاكية سأل الأنبا اسحق الوالي أن يخلفه فأجابه طلبه حالًا وهدد من يعترض ذلك. قيل أنه تسبب في قتل مطرانين رفضا أن لا يترك الأسقف ايبارشيته ليصير بطريركًا.
بناء على طلب الأنبا اسحق كلف الخليفة والي مصر أن يحقق طلبات البطريرك الأنطاكي الجديد، كما بعث البطريرك رسالة إلى البابا خائيل في صحبة مطراني دمشق وحمص وكاهنين. عقد البابا مجمعًا لمدة شهر وقرروا ألا يشترك البابا مع بطريرك أخذ رتبته بقوة السلطان. وكان أمام البابا أحد اختيارين، إما مصادقة البطريرك اسحق أو الذهاب لمقابلة الخليفة. وإذ كان البابا يستعد للسفر وهو شيخ، متحملًا مشقة الطريق إذا بخبر انتقال اسحق من العالم قد حلّ المشكلة. كانت أيامه الأخيرة في سلام بعد أن أقام على الكرسي ثلاثة وعشرين عامًا، إذ تنيح في 16 برمهات سنة 468 ش (767 م).

Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:32 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا خائيل الثالث البابا السادس والخمسون


اختياره بطريركًا:


بعد نياحة البابا شنودة الأول استقر رأى جميع الشعب والأساقفة على اختيار الأب ميخائيل خلفًا له. وكانت سيامته في شهر برمودة من نفس السنة التي تنيح فيها سلفه (597ش، 880 م). في عهد خلافة المعتمد بن المتوكل، ولم يتعرض احمد بن طولون لسيامته لانشغاله مع ابنه في الحرب. فقد كانت عادة الولاة التعرض للشعب في تنصيب بطاركة رغبة في سلب أموالهم.
خلاف مع أسقف سخا:


إذ رأى البابا الجو صافيًا أمامه نهض إلى تعمير الكنائس التي تهدمت أثناء الاضطهاد، وتشييد بعضها التي أُزيلت معالمها.
كان هذا الأب ذا خصال حميدة غير أن أحزانًا شديدةً قد نالته، منها أن البابا قِسْما كان قد بنى كنيسة على اسم الشهيد أبطلماوس ببلدة دنوشر التابعة لأسقف سخا. وحدث أن أهالي دنوشر أرادوا أن يدعوا الأب البطريرك وبعض الأساقفة المجاورين لتكريس الكنيسة فلم يطب لدى الأسقف هذا الأمر. ولما عملوا على غير رغبته وجاء الأب البطريرك ومعه الأساقفة لم يقبل هذا الأسقف البقاء. فخرج من الكنيسة مدعيًا أنه ذاهب ليهتم بأمر طعامهم. فلما طال غيابه كثيرًا وحان وقت القداس صلى الأب البطريرك صلاة الشكر ورفع القربان بعد إلحاح من الأساقفة وبما له من حقوق الرئاسة. غضب الأسقف ودفعه شره إلى دعوى أن البطريرك تعدى القوانين ورفع قربانًا في إيبارشية بدون إذن صاحبها، وعاد إلى الكنيسة مسرعًا وتعدى على المذبح المقدس الطاهر، أما البابا البطريرك فأكمل صلاة القداس بكل هدوءٍ وكمالٍ.
أحمد بن طولون يلقيه في السجن:


في اليوم التالي عقد البطريرك مجمعًا من الأساقفة الذين معه والكهنة والعلماء وقطع ذلك الأسقف وأقام غيره. فازداد غضبًا وأضمر سوءً، فمضى إلى والي مصر أحمد بن طولون وقال له: "إن البطريرك كثير الثروة واسع الغنى"، وكان الوالي يستعد للذهاب إلى الحرب ومحتاجًا إلى النفقات. استدعى الوالي الأب البطريرك وطلب منه أموال الكنائس وأوانيها، فأبى أن يعطيها له، فطرحه في السجن مع شماس اسمه ابن المنذر مدة سنة كاملة وهو لا يقتات بغير الخبز والبقول المسلوقة والملح.
الإفراج مقابل غرامة مالية:


اتفق يوحنا وموسى من كتَّاب الوالي مع كاتبيّ وزيره يوحنا ومقار ابنه على إنقاذ البطريرك، واستغاثوا بالوزير، فلبّى دعوتهم وشفع لدى الوالي على شرط دفع مبلغ 20 ألف دينارًا لابن طولون. فكتب البطريرك تعهدًا على نفسه بدفع المبلغ على قسطين، الأول بعد شهر والثاني بعد أربعة أشهر وبهذا أمكنه الخروج من السجن. فلما جاء ميعاد القسط الأول دفع أولئك الكُتَّاب ألفيّ دينار وتبرع الوزير بألف ودفع البابا سبعة آلاف جمعها من الأساقفة والمؤمنين. واقترض البابا من التجار المسلمين، وكان لا بد له من جمع المبلغ ليفي التجار ولكي يسدد القسط الثاني. وكان لا يخاف الموت إنما يخشى على حياة يوحنا الكاتب وابنه اللذين ضمناه على تسديد المبلغ.
اضطر أن يطلب من الشعب أبناء الكنيسة، كما وضع على كل راهب دينارًا، فلم يفِ بالمطلوب. اضطر أن يبيع بيوتًا موقوفة للكنائس وأراضٍ خارج الفسطاط كان يسكنها جماعة من الأثيوبيين، وقرر على كل أسقف أن يدفع مبلغًا من المال ؛ كل ذلك تُعتبر مبالغ زهيدة خاصة وكادت الشهور الأربعة أن تعبر سريعًا.
اضطر إلى سيامة عشرة أساقفة على عشرة إيبارشيات كانت خالية مقابل مبلغ دفعه كل واحد منهم. وقد تألم البابا كثيرا لهذا الموقف لكن لم يكن هذا إلا لرفع الاضطهاد عن الكنيسة. ولم يذكر أحد من المؤرخين أنه سام أسقفًا غير كفءٍ بسبب المال. قالت مدام بوتشر في كتابها عن الأمة القبطية: "ولا يغرب عن ذهن اللبيب أن أساقفة الأقباط قديما دفعوا تلك المبالغ فدية لكنيستهم، ولكن أساقفة الكنيسة الإنجليزية الذين يتمتعون بالسلام والأمن في ظل حكومة ملك مسيحي لا يزالون يدفعون إلى يومنا هذا مبلغًا لا يقل عن 300 جنيهًا يؤدونها ضريبة للحكومة ولرئيس الأساقفة يوم رسامتهم" ( ج 274:2).
انتهز اليهود هذه الفرصة وأخذوا يساومون البابا على كنيسة للأقباط كانت قد خربت وتهدمت، واضطر أن يبيعها. ويقول القس منسي يوحنا أنها كانت في الأصل كنيس يهودي تحولت إلى كنيسة، وعند الانشقاق استولى عليها الروم وبقيت في حوزتهم حتى القرن التاسع، فاستولى عليها الأقباط. وإذ حل الضيق بهم استأجرها اليهود لمدة مائة عام وقيل أنهم اشتروها، وهي الآن في أيديهم، ويعتبرونها من أقدس الأماكن إذ يزعمون أن فيها قبر إرميا النبي.
أراد أن يتدبر القسط الثاني فقصد بلبيس، وبينما هو يفكر في الأمر إذا براهب رثْ اللباس مرَّ بتلاميذه وقال لهم: "امضوا وقولوا لمعلمكم أن الرب سيمزق عنه صك الغرامة بعد أربعين يومًا". فلما علم البابا بذلك طلب الراهب فلم يجده. وقد تم ذلك فعلًا، إذ أنه لم تمضِ تلك المدة حتى توفى ابن طولون وتولى مكانه ابنه خمارويه سنة 875 م، الذي استدعى البابا وطيب خاطره ثم مزق الصك الثاني.
قضى هذا الأب على الكرسي المرقسي حوالي خمسًا وعشرين سنة ثم تنيح بسلام سنة 907 م. العيد يوم 20 برمهات.


Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:34 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا خائيل الثاني البابا الثالث والخمسون


حبه للوحدة:


كان هذا الأب راهبًا قديسًا وقد رٌسم قسًا على دير القديس أنبا يحنس. وكان ذا سيرة صالحة، فاختاروه بطريركًا واعتلى كرسي البطريركية سنة 849 م.
سيم في عهد خلافة المتوكل بن المعتصم، ولم يكد يجلس على الكرسي حتى تعرض له الولاة الظالمون طالبين منه مبالغ طائلة على سبيل الرشوة أو يمنعوه من الجلوس على الكرسي، فاضطر أن يبيع ذخائر الكنيسة ويوفي المطلوب.
ولما حلت أيام الصوم المقدس صعد إلى البرية لتمضيتها هناك، فتذكر حياته الأولى في البرية، فسأل الله ببكاء وتضرع قائلًا: "أنت تعلم يا رب أني لا أزال أهوى الوحدة، وأنه ليس لي طاقة على هذا المركز الذي أنا فيه". فقبل الرب دعاءه وتنيح بسلام سنة 851 م بعد عيد الفصح، بعد أن قضى على الكرسي سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية وعشرين يومًا. العيد يوم 22 برمودة.


Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا خرستوذولس السائح


اهتمامه بخلاص نفسه:


كان القديس خرستوذولس صائغًا من مدينة عين شمس، عاش أمينًا في عمله، تقيًا مهتمًا بخلاص نفسه. أراد عدو الخير أن يحطمه فأرسل إليه امرأة حسنة الصورة جدًا، تحمل إناء من الذهب مكسورًا. تقدمت إليه كصائغٍ تطلب منه أن يصنع لها بعض الحليّ من هذا الإناء الذهبي، وبخداع صارت تكشف له عن يديها كي يصنع لها سوارين، وعن أذنيها ليصنع لها قرطًا، وعن الصدر ليصنع له صليبًا. شعر هذا التقي أنها جاءت بهدفٍ شريرٍ فطلب منها أن تأتيه في اليوم التالي لأنه مريض.
انطلق هذا الشاب الوحيد إلى بيته بعد أن حمل كل ما لديه من ذهب، ثم صار يعاتب نفسه قائلًا: "يا نفسي لستِ أقوى من القديسين الذين هربوا من العالم وسكنوا البراري، مثل القديسين مقاريوس وأنطونيوس وباخوميوس وغيرهم، فاهربي من هذا العالم إن أردتِ الخلاص".
رهبنته هو ووالدته:


صلى بدموعٍ طالبًا مشورة الله، ثم قصَّ ما جرى له على والدته وسألها بدموع غزيرة أن تسمح له أن يمضي إلى البرية.
لم تقف والدته حائلًا في طريق خلاصه، إنما التهب قلبها هي أيضًا بالشوق لتكريس بقية حياتها لحساب ملكوت الله، فسألت ابنها أن يرشدها إلى دير تترهب فيه ليكون حرًا، ويكون الرب معه.
فرح الابن باشتياق والدته، وللحال أخذها إلى أحد أديرة الراهبات وسلمها لرئيسته، وقدم لها حاجتها من المال، ثم وزع ما تبقى على المساكين ومضى نحو الجبل.
في البرية:


سار في الجبل نحو ثلاثة أيام حتى التقى بثلاثة رجالٍ، وكان بيد كل واحدٍ منهم صليب يشع منه نور أبهى من نور الشمس. فقصدهم وتبارك منهم وسألهم أن يرشدوه إلى ما فيه خلاص نفسه.
فأرشدوه إلى وادٍ به أشجار مثمرة وعين ماء عذب. فلبث به عدة سنوات يسلك في حياة نسكية تقوية، يقتات من ثمر أشجار هذا الوادي ويقضي أغلب وقته في الصلوات والتسابيح بالمزامير، وهو متكئ على عصا بها صليب قدمها له هؤلاء الرجال.
جهاده ضد عدو الخير:


لما عجز الشيطان عن التغلب عليه، ظهر لقومٍ أشرارٍ في زي بربري وقال لهم: "إن هناك كنزًا عظيمًا في هذا الوادي وقد عثر عليه شخص وهو مقيم بجواره، هلموا معي لأريكم إياه". فتبعوه إلى الجبل ولكنهم لم يستطيعوا النزول إلى الوادي. فذهب الشيطان في زي راهبٍ شيخٍ إلى القديس خرستوذولس وقال له: "في أعلى الجبل رهبان ضلوا الطريق وقد أعياهم التعب وكاد يقتلهم العطش، هلم إليهم لننزلهم إلى هنا ليأكلوا ويشربوا ويحيوا". فرسم القديس علامة الصليب على وجهه كعادة الرهبان، وللحال تحول الشيطان إلى دخان واختفى، وهكذا كان دائمًا يتغلب عليه بعلامة الصليب.
نياحته:


كان دائم الجهاد بلا انقطاع حتى بلغ سن الشيخوخة. ولما دنا وقت انتقاله من هذا العالم أقبل إليه الثلاثة السواح الذين سبقوا فظهروا له وأرشدوه إلى الوادي. صلى الجميع معًا وبعد أن تباركوا من بعضهم البعض. وقالوا له: "الرب أرسلنا إليك لتخبرنا بسيرتك لنسطرها لمنفعة الاخوة". فأخبرهم بكل ما حدث له، ثم مرض قليلًا وتنيح بسلام. فصلوا عليه وواروا جسده التراب. العيد يوم 14 كيهك.


Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا خرستوذولس البابا السادس والستون


متوحد، صانع عجائب:


هو أصلًا من بلدة بورة على الشاطئ الغربي لفرع دمياط، وترهب منذ حداثته بدير البراموس، وانتقل منها ليتوحد في صومعة تطل على البحر في نتراوه (بحيرة البرلس حاليًا).
وهو من الآباء النساك الذي تمجد الرب على أيديهم بآيات وعجائب كثيرة، وعاصره أيضًا آباء نساك عُرِف عنهم صنعهم للعجائب.
اختياره بطريركًا:


اختاره أراخنة الإسكندرية بطريركًا، فسار إليه عشرة منهم ومعهم سيمون كاهن بكنيسة مار مرقس، وبصعوبة كبيرة تمكنوا من مقابلته وامسكوه وساروا به إلى الإسكندرية، حيث رُسِم بطريركًا في الخامس عشر من كيهك سنة 763ش (11 ديسمبر 1046 م). ويشهد عنه تاريخ البطاركة بهذه العبارة:
"كانت بداية أمره حسنة وظهرت منه معجزات، وكان الروح القدس قريبًا منه وكانت قسمته من الله"، ثم سار حسب العادة إلى دير أبو مقار ببرية شيهيت. وبعد رسامته بطريركًا كرّس ست كنائس بالإسكندرية كما جدّد بيعة مار مرقس".
إقامة مقر بابوي بالقاهرة:


بعد سيامته انتقل من الإسكندرية إلى مصر، واتخذ كنيسة المعلقة بظاهر الفسطاط مقرًا له. كما جدد كنيسة القديس مرقريوس وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزًا لكرسيه، وجعل أيضًا كنيسة السيدة العذراء في حي الأروام مقرًا له يأوي إليه عند اللزوم وذلك برضى أسقف بابيلون.
أما سبب ذلك فهو انتقال عظمة مدينة الإسكندرية إلى مدينة القاهرة، وكثرة عدد المسيحيين فيها، ولارتباطه بالحكومة. فصار البابا يعين أسقفًا للإسكندرية باسم وكيل الكرازة المرقسية.
شدائده:


كانت مدة حبريّة هذا البطريرك في خلافة الخليفة الفاطمي المستنصر، وقد نالته متاعب كثيرة على يد وزيره محمد اليازوري الذي كان شديد الكراهية للمسيحيين عامة وللأقباط خاصة.
كما نالته متاعب على يد رجال قبيلة "اللواته" الذين عاثوا فسادًا في الوجه البحري وقبضوا على البابا خرستوذولس وأذاقوه ألوان العذاب بعد أن نهبوا داره. وشى به شخص يدعى علي القفطي عند أمير الجيوش بدر الجمالي، ولكن فيما بعد اتضح له كذبه، فاحترمه الأمير وأكرمه.
اتهامه بتحريض ملك النوبة:


أُتهم بأنه استخدم سلطانه على جرجس ملك النوبة للضرر بمصالح المسلمين، وألزمه بقطع العلاقات التجارية معهم والامتناع عن إرسال الجزية المعتادة من الرقيق. وكان البابا قد أوفد أسقفًا من قبله إلى ملك النوبة لتدشين كنيسة بنيت في عهده. استدعى البابا وأخذ يقنع يازوري وزير الخليفة في مصر بأن علاقته بالنوبة دينية وليست لها أي صلة بالسياسة فاقتنع بذلك.
مقاومة أحد القضاة له:


شيد البابا كنيسة فخمة في دمنهور واتخذها مقرًا لكرسيه أحيانًا لبعدها عن مركز الحكومة ومنع وصول الاضطهاد إليها. فكان كثير من الأقباط يتوافدون عليها.
انتقل القاضي عبد الوهاب أبو الحسين من القاهرة إلى دمنهور وكان يتوهم أن البابا سيهبه شيئًا، وإذ خاب أمله استخدم كراهية الوزير للبطريرك فوشي به بأنه سلب أموال الكثيرين وبنى بها عشرين كنيسة وشيد كنيسة فخمة في دمنهور وقصرًا شاهقًا نقش عليه البسملة المسيحية. واتهمه بأنه يحتقر الإسلام. سمع له الوزير وأرسل فورًا من يهدم الكنائس، ناصره في ذلك أبو الفرج البابلي من كبار الدولة الذي كان وكيلًا على الوجه البحري، وألزم البابا أن يمحو البسملة المسيحية المنقوشة على باب قصره، فلم يمانع في ذلك، لكنه قال: "إن محوها من على السور لن يمحها عن صفحات قلبي".
أُلقي القبض على البابا وبعض أساقفة الوجه البحري واعتقلوا وأُرسلوا إلى القاهرة متهمين باتهامات باطلة. لكن الخليفة أخلى سبيلهم وطيب خاطرهم. اغتاظ الوزير فأمر بإغلاق جميع الكنائس في القطر المصري، فثار الشعب القبطي وبلغ الخبر للخليفة الذي أمر بنفي الوزير إلى تانيس بأقصى الوجه البحري، وأخيرًا إذ وجده يثير المسلمين على المسيحيين قتله.
إعادة القبض على البابا:


ثار اضطهاد آخر عندما حاول الأقباط فتح الكنائس وتعينت ضريبة باهظة على أقباط الإسكندرية مقابل تسليم البابا مفاتيح كنيسة واحدة لممارسة العبادة.ألقي القبض علي البابا وسلبوا تسعة آلاف دينارًا وجدوها في الخزنة ثم أطلقوا سراحه بتوسط ذوي النفوذ من موظفي الأقباط.
الهجوم على الأديرة:


بينما كان البابا يزور أديرة وادي النطرون هجم اتباع ناصر الجولة زعيم الترك على الأديرة وذبحوا كثيرين من الرهبان وأسروا البابا وعذبوه، لكن الله نجاه بواسطة أحد أبنائه الأقباط يُدعى أبو الطيب، كان رئيس كتبة ناصر الدولة بعد أن دفع لمولاه ثلاثة آلاف دينار فدية.
منع المئونة:


تدهورت حالة الأقباط المادية جدًا، وإذ رسم البابا مطرانًا لبلاد النوبة طلب من ملك النوبة جرجس أن يرسل زادًا، ولكن جنود ناصر الدولة اعترضوا رسل ملك النوبة عند وصولهم إلى حدود مصر وأرجعوهم بالمئونة إلى ملكهم.
القبض على البابا:


إذ تولى بدر الدين الجمالي الولاية وشي إليه أحد المسلمين بأن فيكتور مطران النوبة أمر بهدم جامع المسلمين، فثار وألقي القبض على البابا. برهن له البابا كذب الاتهام فأطلقه.
هرب أحد العصاة من وجه بدر الدين الجمالي إلى النوبة، فكلف البابا أن يبعث إلى أسقفه من قبله ليطلب من ملك النوبة تسليم هذا الهارب، وبالفعل قبض عليه ملك النوبة وسلمه إلى مندوبي بدر الدين وجاءوا به إلى القاهرة.
القبض على البابا مرة أخرى:


وشي إلى بدر الدين بأن كيرلس مطران أثيوبيا يغرر بمسلمي أثيوبيا الضعيفي الإيمان ويدعوهم إلى شرب الخمر عند تناول الإفطار. القي القبض على البابا وطلب منه الوالي معاقبة المطران. وإذ لم يكن قد سيم كيرلس بعد مطرانًا أوضح البابا للوالي بطلان التهمة.
كان غيظ الولاة يتزايد بسبب نفوذ البابا في أثيوبيا، فكانوا يستلمون المراسلات المتبادلة ويمزقونها أو يردونها.
متاعب من داخل الكنيسة:


أحب يوحنا بن الظالم الأسقفية وسعى لدى البابا حتى ولاه أسقفية سخا. تحالف معه بعض الأساقفة وجمهور من الشعب على عزل البابا وادعوا بأن رسامته غير قانونية لأنه لم تقرأ عليه فصول مختصة بسيامة البطاركة. لكن استطاع أبا زكريا يحي بن مقارة وهو شيخ فاضل يعمل في بلاط الخليفة وله كلمة مسموعة أن يتدخل ويصالح البابا مع أسقف سخا ويطيّب خاطر الكل.
تشاحن أسقفان على حدود ايبارشيتهما ولم يُحل الخلاف إلا بعد تعبٍ شديد.
الاحتفاظ برأس مارمرقس الرسول:


في عهد هذا البطريرك تمكن الأقباط من الاحتفاظ برأس مار مرقس الرسول على الرغم من سعي الروم للحصول عليها مقابل عشرة آلاف دينار.
من الأمور الحسنة التي تُذكر له اهتمامه بالنواحي الطقسية والعبادة، وقد وضع قوانين طقسية، توجد نسخة منها بمكتبة المتحف القبطي بمصر القديمة.
علاقته بأنطاكية:

في أواخر حبريّة البابا خرستوذولس رُسِم بطريرك جديد في إنطاكية اسمه يوحنا وكان من القديسين، فبعث إليه الأنبا خرستوذولس برسالة الشركة في الإيمان بين الكنيستين كالمعتاد. كذلك حرص على الصلات الطيبة التي تربط بين الكنيسة في مصر ومملكة النوبة المسيحية. وأخيرُا لما أكمل سعيه تنيح بسلام سنة 1077 م.

Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا خروماتيوس أو كروماتيوس أسقف أكويلا



St. Chromatius of Aquileia أحد رجال الدين الغربيين الذين كان لهم تأثيرهم القوي في عصره. كان صديقًا للقديسين أمبروسيوس وجيروم ورفينوس وغيرهم من القادة الكنسيين. وكان يساند القديس يوحنا الذهبي الفم ضد مقاوميه.
نشأته:


نشأ في مدينة أكويليا Aquileia، وعاش فيها مع أمه الأرملة (التي امتدحها القديس جيروم Jerome في رسالة إليها سنة 374 م بأن لها نسل مقدس)، وشقيقه يوسابيوس الذي صار هو الآخر أسقفًا، وشقيقاته غير المتزوجات.
أعماله الكنسية:


بعد رسامته كاهنًا اشترك في مجمع عُقِد في أكويليا ضد بالاديوس وسيكونديانوس Secundianus الأريوسيين سنة 381 م.
بعد نياحة القديس فالريان Valerian سنة 388 م انتُخِب كروماتيوس بدلًا منه أسقفًا على أكويليا، ومن خلال هذا المنصب صار من مشاهير عصره.
اهتمامه بنشر الكلمة المكتوبة:


كان من بين الذين ساندوا القديس جيروم لكي يترجم الأسفار المقدسة ويكتب وينسخ تفاسير الكتاب المقدس هما الأسقفان خروماتيوس وهيليودورس Helidorus أسقف Altinum.
إنه موقف كنسي حق، نرى فيه الأساقفة يعملون معًا لنشر الكلمة وتفسير الكتاب المقدس بروح التواضع. فلا يخجلوا من أن يطلبوا بكل قوة من القديس جيروم كي يترجم ويفسر لهم الأسفار المقدسة. وأيضًا تبرز روح الوحدة في العمل.
جاء في مقدمة الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد للقديس جيروم:
"حسنًا أن أبعث برسالتي المزدوجة للذين هما اثنين في الأسقفية، ولا أفصل على الورق اللذين ارتبطا معًا في الواحد بناموس المسيح.
أكتب تفاسير عن هوشع وعاموس وزكريا والملوك بناء على طلبكما، إن لم يمنعني المرض.
قدمتما لي راحة بالمعونة التي قدمتموها إليّ، لقد أعنتما السكرتاريين والناسخين لديّ حتى أقدم كل قوتي لكم...
ليس من العدل أن أتجاهل عطشكما وعملكما من أجل الآخرين...

إني مدين لكل أحد بل ولكما. لهذا فإنني وإن كنت أعاني من مرض طال زمانه إلا أنني لن أصمت ولن أكون أبكم بينكما هذا العام. لقد كرّست حياتي لكما ثلاثة أيام عمل (كل أسبوع)، لترجمة كتب سليمان الثلاثة".
كما أشار إليهما القديس جيروم في تفاسيره لأسفار أخرى مثل طوبيت وأخبار الأيام وقدم كتابيه في تفسير حبقوق لخروماتيوس.
تبادل الكثير من الرسائل مع صديقه القديس جيروم، كما حاول أن يكون صانع سلام في قضية أوريجينوس.
علاقته بصديقه روفينوس:


كان صديقًا قديمًا لروفينوس Rufinus الذي التجأ إلى دير في أكويلا ونال العماد على يديه حوالي عام 371.
عندما نشر روفينوس ترجمة كتاب "عن المبادئ" للعلامة أوريجينوس تحولت الصداقة بين جيروم وروفينوس إلى عداوة عنيفة ومرة، وبقي خروماتيوس صديقًا للاثنين، وبذل كل الجهد لمصالحتهما ولم يفلح.
طلب خروماتيوس من روفينوس ترجمة "التاريخ الكنسي" ليوسابيوس القيصري إلى اللاتينية، وأيضا عظات أوريجينوس عن يشوع وأعمال أخرى.
علاقته بالقديس يوحنا ذهبي الفم:


أثناء اضطهاد القديس يوحنا الذهبي الفم احتضن خروماتيوس قضيته بكل حماس. كتب للقديس ذهبي الفم رسالة تعزية مملوءة بالعاطفة مع المندوبين العربيين. وفا عام 406 تسلم منه خطاب شكر ( ذهبي الفم رسالة 145).
كما كان خروماتيوس مؤيدًا قويًا للقديس يوحنا ذهبي الفم حتى أنه كتب للإمبراطور هونوريوس Honorius معترضًا على اضطهاد ذهبي الفم، وقام هونوريوس بنقل هذا الاعتراض إلى شقيقه أركاديوس Arcadius في القسطنطينية، ولكن للأسف كانت هذه الجهود بدون فائدة (بالاديوس 403).
علاقته بالقديس أمبروسيوس:


بناء على طلب شرح القديس أمبروسيوس نبوة بلعام في شكل رسالة.
كتب أيضا لهونوريوس لصالح ذهبي الفم، والذي وجه خطابه إلي أخيه أركاديوس كشهادة توضح مشاعر الكنيسة الغربية.
كتاباته:


كان خروماتيوس نفسه مُعَلِّقًا مقتدرًا على أسفار الكتاب المقدس. توجد 18 عظة باسمه عن الموعظة علي الجبل، ومعها 17 مقتطفًا عن تفسير لإنجيل متى 3: 15 - 17؛ 5؛ 6.
تفسيره حرفي لا رمزي، وتأملاته سلوكية وليست روحية. تنيح هذا الأسقف القديس حوالي سنة 407 م.

Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
خريسبوس أو كريسبوس الكبادوكي


نشأته:


Chrysippus أحد اخوة أربعة كبادوكيين بالمولد، منهم اثنان يدعيان كوسماس Cosmas وغبريال، كما ذكر كيرلس Cyril of Scythopolis . تركوا موطنهم وذهبوا إلى أورشليم ليتعلموا على يدي اوثيميوس Euthymius .
أعماله الكنسية:


في عام 455 أقامه البطريرك جوفينال رئيسًا على دير لورا Laura ، وبالتالي على كنيسة القيامة.
صار كاهنًا؛ وبعد تولى أخوه كوسماس كرسي سكيثوبوليس Scythopolis، عُين خريسبوس "حارسًا للصليب المقدس"، وبقي هكذا إلى يوم نياحته.
كان غزيرًا في كتاباته، ترك أعمالًا كثيرة وإن كان لم يبقَ إلا القليل جدًا منها. سجل لنا فوتيوس أنه قرأ له بخصوص عماد غمالائيل ونيقوديموس بواسطة القديسين بطرس ويوحنا، وعن استشهاد الأخير، نقلًا عن كاهنٍ زميل له يدعى لوسيان، ظهر له في حلم في الموقع الذي فيه وُضع جسداهما مع جسد الشهيد إسطفانوس.


Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد خريستوجونس أو كريستوجونس



Chrystogonus أحد الشهداء في عصر دقلديانوس، كان اسمه يُدرج في القداس الإلهي الغربي منذ فترة مبكرة جدًا، مما يبدو أنه كان له صيته العظيم.
لا نعرف عنه إلا القليل جدًا. يحتفل بذكراه مع القديسة الشهيدة انسطاسية Anastasia (22 ديسمبر) التي استشهدت في اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. وكان هو الأب الروحي لها.
يُذكر عنه أنه من المسئولين في روما العظمى، وأنه إنسان يخاف الرب، ومعلم للمسيحيين، وعندما حدث اضطهاد أُلقي القبض عليه وأودع في السجن.
إذ كان دقلديانوس في Nice (ربما اختصار نيقوميدية) كتب إلى روما أنه يجب قتل جميع المسيحيين، وأن يُحضر خريستوجونس مقيدًا إلى Nice ، وعند حضوره سيقطع رقبته.
يرى البعض أن دقلديانوس أصدر أربع قرارات خاصة باضطهاد المسيحيين، فإلى أي قرار من الأربعة صدر منه الأمر السابق؟
1. القرار الأول كان في فبراير 303.
2. القرار الثاني بعد الأول بقليل، فيه أمر بوضع جميع رجال الكهنوت في السجن. يبدو في هذا القرار كان لخريستوجونس أثره العظيم على تثبيت المؤمنين. كان من سجنه يرسل إلى أنسطاسية رسائل إرشاد وتوجيه.
3. القرار الثالث في الاحتفال العظيم الحادي والعشرين لتوليه الملك، فيه الزم الكهنة أن يقدموا ذبائح إن أرادوا الخروج من السجن. لم يصدر قرارًا بالقبض على كل المسيحيين. ولكن إن مات أحد أثناء تعذيبه يُحسب هذا قانونيًا.
4. في ربيع سنة 304 صدر القرار الرابع وهو لم يأت بشيء جديد إنما جاء يفسر القرارات السابقة. يبدو أن بقاء خريستوجونس بالرغم من كل العذابات أثار دقلديانوس فطلب إرساله سريعًا ليقطع رقبته.
تم استشهاده في أكويلا Aquileia أو بالقرب منها في Aquae Gradata ، بفريلا Friulia حيث حُكِم عليه وقُطِعت رأسه. بعد استشهاده ألقوا بجسده في البحر، وأخرجه القديس زوْيلوس Zoilus ودفنه. وكان استشهاد القديس كريسوجونوس حوالي سنة 304 م. العيد يوم 24 نوفمبر.

Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:43 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد خريستوظُلو



رافق هذا الأب القديس الشهيدين أنبا بضابا والقس أندراوس (وردت سيرتهما تحت "الأنبا بضابا") إلى الاستشهاد في زمن أريانوس والي أنصنا، ونال معهما إكليل الاستشهاد. العيد يوم 19 أبيب.

Mary Naeem 21 - 09 - 2012 01:45 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد خريستوفوروس حامل المسيح



قديس من رجال النصف الأول من القرن الثالث، نال شهرة عظيمة في بلاد وسط أوروبا بسبب كثرة معجزاته.
نشأته:


ولد روبروبس Reprobos (اسمه قبل المعمودية) ومعناه "عديم القيمة"، أو "أوفيرو" ومعناه "الحامل Offero "، في بلاد سوريا حوالي سنة 250 م.
كان من نسل كنعان، وكان عملاقًا طويل القامة وضخم الجسم، وكان وجهه يحمل ملامح عنيفة ومخيفة، يدرب نفسه أن يكون مقاتلًا.
تقول الروايات أنه إذ كان يخدم ملك كنعان فكر أنه يريد أن يصير خادمًا مطيعًا لأعظم ملك في العالم كله، فأخذ يبحث حتى وجد من ظن أنه أعظم ملك، فقبله الملك في خدمته وصار من خاصته. اختير ليكون ضمن رجال الحرس الإمبراطوري وذلك لضخامة جسمه وشهامته. بسرعة فائقة تألق نجمه وصار رئيسًا للحرس الإمبراطوري. انكسر الإمبراطور في حرب، فانطلق أوفيرو يطلب خدمة الملك الغالب معتقدًا أنه أعظم ملك في العالم.
خدمته لرئيس هذا العالم:


في أحد الأيام كان المغني في حضرة الملك يغني أغنية فيها ذكر لاسم "الشيطان". لاحظ أوفيرو على الملك - الذي كان مسيحيًا - أنه كثيرًا ما يرشم نفسه بعلامة الصليب كل مرة يُذكَر فيها اسم الشيطان.
تعجب كريستوفر من ذلك، وسأل الملك عن معنى العلامة التي يكرر رشمها ملكه وسبب رشمه لها، فأجابه بعد تردد: "كل مرة يُذكَر فيها الشيطان أخاف أن يتسلط عليَّ، فأرسم تلك العلامة حتى لا يزعجني". تعجب كريستوفر وسأله: "هل تشك أن الشيطان يمكنه أن يؤذيك؟ إذن فهو أقوى وأعظم منك".
شعر أوفيرو أن ملكه ضعيف أمام إبليس فقرر أن يخدم الملك العظيم. وفي الليل انطلق من القصر، وجال من مكان إلى آخر يسأل عن إبليس. وإذ دخل صحراء واسعة فجأة وجد فرقة من الفرسان تتجه نحوه، وكان منظرهم كئيبًا للغاية.
في شجاعة وقف أوفيرو أمام قائد الفرقة يعترض طريقه، وكان منظره مرعبًا. عندئذ سأله القائد عن شخصه وسبب مجيئه إلى الغابة، فقال أنه يبحث عن الملك الذي يسود على العالم. أجابه القائد بكبرياء: "أنا هو الملك الذي تبحث عنه!"
فرح أوفيرو وأقسم له أنه مستعد أن يخدمه حتى الموت، وأنه سيطيعه في كل شيء، وسيتخذه سيدًا له إلى الأبد.
كان عدو الخير يثيره للهجوم على المدن في الظلام وقتل الكثيرين ليعود في الفجر إلى الصحراء مع جنود الظلمة. وكان أوفيرو معجبًا بهذا الملك العاتي وجنوده الأشرار الأقوياء.
إدراكه قوة الصليب:


في ذات ليلة عاد أوفيرو إلى الصحراء، وفي الطريق وجد الفارس القائد ساقطًا، وكاد كل كيانه أن يتحطم. وكان جواده ساقطًا علي ظهره متهشمًا. تطلع ليري ما وراء هذا كله فوجد صليبًا ضخمًا من الخشب على حافة الطريق، وقد أشرق نور منه.
كان القائد مرتجفًا غير قادرٍ علي الحركة نحو الصليب. تعجب أوفيرو مما حدث وسأل الشيطان عن ذلك فرفض الإجابة، فقال له أوفيرو: "إذا لم تخبرني سوف أتركك ولن أكون خادمك أبدًا".
اضطر الشيطان أن يخبره: "كان هناك شخص اسمه المسيح عُلِّق على الصليب، وحين أرى علامته أخاف وأرتعد وأهرب من أمامها أينما وُجِدت".
إذا بخيبة الأمل تحل على أوفيرو الذي قال له: "بما أنك تخاف من علامته فهو إذن أعظم وأقدر منك. لقد كنت مخدوعًا حين ظننت أني وجدت أعظم سيد على الأرض. لن أخدمك فيما بعد وسأذهب لأبحث عن المسيح لأخدمه".
هرب القائد وكل جنوده وبقي أوفيرو أمام الصليب. رفع عينه ليري تلك القوة العجيبة التي حطمت قوات الظلمة. هنا صرخ أوفيرو طالبًا أن يتبع سيده الجديد المصلوب.
أخذ يبحث عن وسيلة ليجد السيد المسيح، وأخيرًا اهتدي إلى شيخ راهب قديس يعيش في كهفٍ مجهولٍ في حياة السكون حدثه عن الإيمان المسيحي.
خريستوفر الخادم:


قال له الشيخ الراهب: "إن الملك الذي تريد أن تخدمه يطلب منك الصوم المستمر". فأجاب أوفيرو: "أطلب شئ آخر، لأنني لا أستطيع تنفيذ ما تطلبه".
قال المتوحد: "إذن عليك بالتبكير كل يوم من أجل الصلوات الكثيرة"، فأجاب أوفيرو: "وهذا أيضًا لا أستطيعه". ثم قال المتوحد مرة أخرى: "هل تعرف النهر الفلاني حيث يبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان، ولا تستطع القوارب أن تقاوم تياره؟" أجاب أوفيرو: "أعرفه جيدًا"، فقال المتوحد: "بما أن بنيانك قوي فعليك بالسكنى إلى جوار النهر وعليك أن تحمل كل من يريد أن يعبر النهر، وهذا العمل سوف يسعد الرب يسوع المسيح الذي تريد أن تخدمه، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يظهر ذاته لك".
كان رد القديس: "بالتأكيد هذه خدمة يمكنني تنفيذها وأعِدَك بذلك".
مضى أوفيرو إلى ذلك المكان بجوار النهر وبنى لنفسه كوخًا من الحجارة وغطاه بأغصان الشجر ليسكن فيه، وأحضر عصا كبيرة يمسكها بيده لتساعده على حفظ توازنه في الماء، وكان يجلس عند الشاطئ يساعد كل العابرين، وفي نفس الوقت كان يبعث فيهم السلام الداخلي بكلماته الروحية العذبة، واستمر يفعل ذلك مدة طويلة بدون توقف.
عاد أوفيرو إلى الراهب ليتدرب علي حياة العبادة الصادقة والخدمة لله. أخيرًا طلب منه أن يعود إلى النهر.
امتلأت حياته بالفرح، ووجد لذته في التعب من أجل الآخرين غير أنه أحيانًا كان يحزن لعدم إمكانية الصلاة المستمرة.
اختبار محبته:


في إحدى الليالي بينما كان الجو عاصفًا والأمطار شديدة سمع صوت طفلٍ يناديه من الخارج: "خريستوفر أخرج إليَّ، واحملني عبر النهر". استيقظ القديس وفتح باب كوخه ليري ذاك الذي يتجاسر علي طلب العبور في وسط هذا الجو العاصف في الليل وسط الظلام. لكنه لم يرَ أحدًا فظنّ أنه كان يحلم.
إذ أغلق الباب وتمدد على الأرض لينام سمع الصوت يناديه مرة أخري بوضوح باسمه طالبًا أن يحمله عبر النهر.
وقف للمرة الثانية علي باب كوخه فلم يرَ أحدًا.
دخل كوخه وأغلق بابه وظل ينتظر فجاءه الصوت خافتًا في هذه المرة. قفز من مكانه وانطلق يبحث عن مصدر الصوت فوجد طفلًا على الشاطئ يطلب منه أن يحمله ويعبر به. بشجاعة حمله ونزل في الماء البارد، وسط التيار الجارف الخطير، وعرّض حياته للخطر. سار به لكن بدأ ثقل الطفل يزداد عليه جدًا وسط هذا الجو الخطير. بالكاد عبر النهر بجهد جهيد وبلغ الضفة الأخرى ففرح انه خدم هذا الطفل وعبر به. وقال له: "لقد عرضتني إلى خطر عظيم، وكنت ثقيلًا حتى تصورت أنني أحمل العالم كله فوقي ولا أعتقد أنه بإمكاني أن أحمل أكثر مما حملت اليوم".
قفز الطفل من على كتفيه، وأعلن عن شخصه ثم قال له: "سيكون اسمك من الآن خريستوفر لأنك حملت المسيح. لا تتعجب لأنك لم تحمل العالم بل من خلق العالم كله فوق كتفيك. أنا هو يسوع المسيح الملك الذي تخدمه بعملك هذا، وحتى تتأكد مما أقول اغرس عصاك بجانب الكوخ وسترى أنها غدًا تُخرِج لك زهورًا وثمارًا"، ثم اختفى الطفل عنه.
نفذ خريستوفر الأمر وفي الصباح وجد عصاه مثل النخلة وتحمل زهورًا وأوراق وبلحًا. عاد خريستوفر يخدم الجميع بوداعةٍ وحبٍ شديدٍ.
القبض عليه:


ذهب القديس إلى مدينة ليسيا Lycia ولكنه لم يفهم لغتهم، فصلَّى إلى الله أن يفهمهم فأعطاه الله طلبه.وأثناء صلاته ظنه الناس مختلًا فتركوه ومضوا، فلما فهم لغتهم غطى وجهه ومضى إلى مكان استشهاد المسيحيين فعزَّى الموجودين باسم الرب.
لما رأى القاضي ذلك ضربه على وجهه، فرد قائلًا: "لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وجنودك تحسبون شيئًا أمامي".
شهادته للسيد المسيح:


غرس عصاه في الأرض وصلَّى إلى الله أن تحمل زهورًا وثمارًا من أجل إيمان الموجودين، فتم له ذلك حتى آمن ثمانية آلاف رجل. أرسل القائد إلى ديسيوس الملك يروي له ما حدث، حينئذ أرسل الملك اثنين من فرسانه ليبحثا عنه، فوجداه يصلي ولم يجسرا على الطلب منه.
أرسل إليه الملك عدة مرات وأخيرًا أرسل مائتين جنديًا. سألهم القديس بعد انتهائه من الصلاة: "ماذا تريدون؟" فلما نظروا في وجهه أجابوه: "أرسلنا الملك لنحضرك مقيدًا إليه". قال لهم: "لن تأخذونني إليه مقيدًا أو غير مقيد"، فأجابوه: "اذهب إذن في طريقك وسوف نقول للملك أننا لم نجدك". أجابهم خريستوفر: "لا يكون هكذا بل سأذهب معكم". وفي الطريق إذ فرغ الطعام ولم يبقَ سوى القليل جدًا من الخبز، صلى القديس على الخبز وبارك فصار كثيرًا جدًا، حتى دهش الجند وآمنوا بالسيد المسيح. وحين بلغوا إنطاكية اعتمد الجند على يديّ البطريرك بولا.
حين رآه الملك ارتعب من منظره حتى سقط عن كرسيه، ثم سأل القديس عن اسمه ومدينته، فأجاب خريستوفر: "قبل أن أتعمد كان اسمي ريبروبُس وبعد المعمودية خريستوفر. قبل المعمودية كنت من كنعان، وبعدها أنا إنسان مسيحي". قال الملك: "إن لك اسم غبي إذ تتذكر المسيح المصلوب الذي لم يستطِع أن يساعد نفسه وبالتالي لن يكون ذا منفعة لك. فلماذا إذن تلعن كنعان ولماذا لا تقدم قرابينك للآلهة؟"
كان رد القديس حادًا: "إنك بالحقيقة تدعى داجنَس Dagnus لأنك تحمل موت العالم وتابع للشيطان، وآلهتك ما هي إلا صنعة أيدي الناس".
أجاب الملك: "لقد تربيت وسط الحيوانات المتوحشة ولذلك لا يمكنك النطق إلا بلغة متوحشة وكلمات غير معروفة للناس، وإذا قَرَّبت الآن للآلهة فسوف أمنحك عطايا وكرامة جزيلة، أما إذا رفضت فسوف أدمرك وأقضي عليك من فرط الألم والتعذيب". رفض القديس الوعود والتهديد فسجنه الملك بينما أمر بقطع رؤوس كل فرسانه الذين آمنوا على يد خريستوفر.
امرأتان في السجن:


أرسل الملك امرأتين إلى السجن ووعدهما بعطايا جزيلة إذا استطاعا إسقاط خريستوفر معهما في الخطية، أما القديس فحين رأى ذلك أخذ يصلي طالبًا المعونة من الله.
وقف أمامهما قائلًا: "ماذا تطلبان؟ وما الذي أتى بكما إلى هنا؟"
خافت المرأتان من منظره وتأثرتا بصفاء وجهه فقالتا: "أشفق علينا يا قديس الله حتى نؤمن بالإله الذي تبشر به".
حين سمع الملك بذلك أمر بإحضارهما أمامه وهددهما بالتعذيب والقتل إن لم يقرِّبا للآلهة، فأجابتاه: "إذا كانت رغبتك أن نقرِّب للأوثان فأمر بإعداد الهيكل وتنظيفه وأحضر كل رجالك إليه".
وحين تم لهما ما طلباه دخلا الهيكل ولفَّا حزاميهما حول أعناق الآلهة وجذبوها بقوة فسقطت إلى الأرض وتحطمت، ثم قالتا للموجودين بسخرية: "استدعوا الأطباء لعلاج آلهتكم". أمر الملك فعُلِّقت واحدة ورُبِط ثقل عظيم في قدميها حتى تمزقت أعضاؤها وأسلمت الروح، أما الأخرى فأُلقِيت في وسط النار فلم تؤذِها فقطعوا رأسها واستشهدت.
تعذيبه:


أُحضِر خريستوفر أمام الملك فأراد أن يذيقه الآلام، فأمر بإلقائه في قدر وأن يُوقد نار تحته. فوقف في القدر يخاطب الحاضرين كمن هو في فردوسٍ مفرحٍ أو داخل كنيسة، يعلن لهم عن محبة الله ورعايته وخلاصه الأبدي. تأثر الحاضرون ودهشوا كيف يحول الله النار إلى بردٍ ويعطي شهداءه حبًا للآخرين وسلامًا، فآمنوا بالسيد المسيح وعندئذ أمر الملك بتقطيع أجسادهم بالسيوف.
استشهاده:


أمر بضربه بقضبان حديدية ووضع صليب من حديد ملتهب فوق رأسه، ثم أعد له كرسيًا من حديد أجلسه عليه وأشعل تحته، فاحترق الكرسي مثل الشمع بينما لم يتأثر القديس وخرج سالمًا.
إذ رأى الملك ذلك أمر بربطه وضربه بالسهام بواسطة أربعين من فرسانه الأشداء، فلم تصبه أيِّ من السهام بل كانت تتعلق في الهواء دون أن تلمسه، وحدث أن ارتد أحد هذه السهام وأصاب عين الملك فأعماه. فقال له القديس: "غدًا سوف أموت فاصنع طينة صغيرة من دمي واطلي بها عينيك وسوف تشفى".
أمر الملك فقطعوا رأسه بحد السيف وهكذا نال إكليل الاستشهاد. ثم أخذ الملك قليل من دمه ووضعه على عينيه وقال: "باسم إله خريستوفر" فبرئ في الحال. العيد يوم 2 برمودة.



الساعة الآن 11:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025