![]() |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
759 - واجه الشعب عماليق في حرب في رَفِيدِيمَ . اخذ يشوع رجاله وخرج يحارب عماليق . كان العدو عملاقا ً ورجاله عمالقة . عدو قوي يحتاج الى جيش قوي ليحاربه ، وارسل موسى يشوع ليدخل المعركة ضد العدو ، ونزل يشوع برجاله ِ الى الساحة . وقف موسى على رأس التلة من بعيد وكانت عصا الله معه ، وقف يراقب المعركة . وكان إذا رفع موسى يده أن الشعب يغلب واذا اخفض يده ان عماليق يغلب . استمر موسى يرفع يده الى السماء لكي يغلب الشعب وتعب موسى من الوقوف فاحضر هارون وحور له حجرا ً ووضعوه تحته وجلس عليه ليريح جسده . ولما صارت يدي موسى ثقيلتين دعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك ، وكانت يداه ثابتتين مرفوعتين الى غروب الشمس . ونحن يلزم علينا ان نرفع أيدينا الى السماء ونظل نرفعهما الى غروب شمس الحياة للشعب . الصلاة للآخرين هامة ٌ وفعالة . صلواتنا الشفاعية للغير واجبة ونافعة . حين واجه الشعب في القديم غضب الله طلبوا من صموئيل ان يصلي من اجلهم ، واستجاب صموئيل وقال : " وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ " (سفر صموئيل الأول 12 : 23 ) عدم الصلاة من اجل الغير خطأ ، خطية كما قال صموئيل النبي العظيم . ويوصينا يعقوب الرسول ايضا ً ان نصلي ، يقول : " صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ " (رسالة يعقوب 5: 16 ) كان يشوع يحارب ، كان شجاعا ً ومقداما ً وقويا ً ومعه رجال ٌ اشداء واقوياء لكنه احتاج الى يدين ، يدي موسى المرفوعتين على رأس التلة من بعيد لأجله . لم يتعب يشوع ، لم يكل ، لم ترتخ ِ يداه لكن موسى تعب من الصلاة . الصلاة عمل ٌ هام ، عمل ٌ شاق . الصلاة تستدعي قوة الله وتدخل الله . الشجاعة لا تكفي ، لا بد من الصلاة . القوة لا تحقق النصرة وحدها ، لا بد من الصلاة . في حربنا الروحية في العالم ، الحماس والقوة والبسالة تحتاج الى المواظبة على الصلاة . ارفع يديك واسأل الرب نصرة لك وغلبة ً لاخوتك واحبائك . لا تكل استمر رافعا ً يديك حتى غروب الشمس ، لا تتوقف عن الصلاة . ظل المسيح يصلي في جثسيماني طول الليل حتى انبلاج ضوء النهار . في حياتك تواجه الحروب ، انزل الى المعركة واستخدم سلاح الله واعرف ان هناك على رأس التلة من يرفع يديه لاجلك طول اليوم . وانت ايضا ً ارفع يديك الى السماء لاجل الآخرين المحاربين مثلك .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
760 - هناك اكثر من مليون مكالمة ٍ تُجرى في الصحراء يوميا ً ويتم من خلالها نقل الاخبار عن كيفية الربح في السوق المالي ، كما ان اكثر من عشرة ملايين مكالمة تُجرى يوميا ً للتنبؤ بنتائج المباريات الرياضية القادمة ، وماذا عن عدد الاحاديث التي تدور يوميا ً بشأن السياسة ، مئة مليون ؟ اكثر ؟ من المؤكد ان الكثيرين سيجزمون بانها كثيرة ٌ جدا ً . حينما تعتقد انك قد اكتفيت من السياسة ، يأتي الرسول بولس ويعلن انه يريد ان يتحدث في شؤون السياسة ، لكن الخبر الجيد بشأن اشتراك الرسول بولس في هذا الحديث هو انه لن يحاول تشويه سمعة القادة والرؤساء بل سيرفع صلوات ٍ لاجلهم . هل تذكر قادة ورؤساء بلدك في صلواتك ؟
رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2 : 1 – 10 1 فأطلب أول كل شيء، أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس 2 لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب، لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار 3 لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله 4 الذي يريد أن جميع الناس يخلصون ، وإلى معرفة الحق يقبلون 5 لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس : الإنسان يسوع المسيح 6 الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها الخاصة 7 التي جعلت أنا لها كارزا ورسولا. الحق أقول في المسيح ولا أكذب، معلما للأمم في الإيمان والحق 8 فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان ، رافعين أيادي طاهرة، بدون غضب ولا جدال 9 وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة ، مع ورع وتعقل ، لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن 10 بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة يحض الرسول بولس تلميذه تيموثاوس على الصلاة من اجل السلطات المدنية لكي ينعم المؤمنون بالسلام والحرية مما سيتيح لهم ان يعيشوا لاجل المسيح وان يشاركوا الانجيل مع الآخرين ، ويرجع السبب في اهمية ذلك الى ان الله يريد لجميع الناس ان يخلصوا . الله يريدنا ان ننقل الخبر الطيب عن المسيح الى الآخرين لكن هذا لن يحدث اذا كنا منشغلين بالاضطرابات والفوضى حولنا . صحيح ان ليس جميع الناس سيخلصون ، فالكثيرون يرفضون الدخول من بوابة المسيح الضيقة ، لكن رغم ذلك فإن الله يهتم كثيرا ً بتوصيل رسالة الخلاص الى الناس جميعا ً ، ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نصلي ونعمل لاجل السلام والحرية لكي نتمكن من نشر هذه الرسالة . لقد وضع الله طرقا ً لحفظ السلام في اروقة حكوماتنا المدنية على جميع مستوياتها . صلي دائما ً لاجل القادة والمسؤولين الذين يديرون بلادك . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
761 - قد تصلح المشاركة مقياس للمحبة ، فالاشخاص الذين يحبون بعضهم البعض يتشاركون طواعية في كل ما لديهم ، اما حين تصبح المشاركة عبئا ً ثقيلا ً فهذا يعني ان المحبة في ادنى درجاتها . وكما يشترك الزوجان بمحبة ٍ وسخاء ٍ في كل ما لديهم ينبغي على المؤمنين ان يفعلوا الامر ذاته . يحض الرسول بولس المؤمنين على مشاركة اموالهم مع الفقراء والمحتاجين لكنه لا يتوقف عند هذه الحد بل يقول للمؤمنين ان يعطوا بسرور ومن اعماق قلوبهم وليس بدافع الواجب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6 : 6 – 19 6 وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة 7 لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء 8 فإن كان لنا قوت وكسوة، فلنكتف بهما 9 وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة ، تغرق الناس في العطب والهلاك 10 لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة 11 وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا، واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة 12 جاهد جهاد الإيمان الحسن، وأمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضا، واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين 13 أوصيك أمام الله الذي يحيي الكل، والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن 14 أن تحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم إلى ظهور ربنا يسوع المسيح 15 الذي سيبينه في أوقاته المبارك العزيز الوحيد: ملك الملوك ورب الأرباب 16 الذي وحده له عدم الموت، ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة والقدرة الأبدية. آمين 17 أوص الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع 18 وأن يصنعوا صلاحا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع 19 مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية اوصى الرسول بولس تلميذه تيموثاوس ان يعلّم المؤمنين كيفية التصرف باموالهم ، فقد كتب يقول ان الذين يملكون ثروة ً كبيرة ً يتحملون مسؤولية كبيرة ً ايضا ً ، فيجب على الاثرياء ان يكونوا اسخياء لكن دون ان يتباهوا بكثرة عطائهم كما يجب عليهم ان يحترسوا من الاتكال على اموالهم عوضا ً عن الاتكال على الله فيما يتعلق بمستقبلهم . إن كنت غنيا ً فاعلم ان لديك العديد من الفرص لعمل الخير من خلال اموالك . اطلب من الله ان يرشدك الى كيفية استخدامها بطريقة ٍ مرضية ٍ امامه ، وإن لم تكن غنيا ً فما يزال بامكانك ان تكون سخيا ً بالقليل الذي لديك ، وفي جميع الاحوال اطلب من الله ان يوجهك وان يساعدك ان تشارك ما لديك بطريقة ٍ حكيمة |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
761 - قد تصلح المشاركة مقياس للمحبة ، فالاشخاص الذين يحبون بعضهم البعض يتشاركون طواعية في كل ما لديهم ، اما حين تصبح المشاركة عبئا ً ثقيلا ً فهذا يعني ان المحبة في ادنى درجاتها . وكما يشترك الزوجان بمحبة ٍ وسخاء ٍ في كل ما لديهم ينبغي على المؤمنين ان يفعلوا الامر ذاته . يحض الرسول بولس المؤمنين على مشاركة اموالهم مع الفقراء والمحتاجين لكنه لا يتوقف عند هذه الحد بل يقول للمؤمنين ان يعطوا بسرور ومن اعماق قلوبهم وليس بدافع الواجب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6 : 6 – 19 6 وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة 7 لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء 8 فإن كان لنا قوت وكسوة، فلنكتف بهما 9 وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة ، تغرق الناس في العطب والهلاك 10 لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة 11 وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا، واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة 12 جاهد جهاد الإيمان الحسن، وأمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضا، واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين 13 أوصيك أمام الله الذي يحيي الكل، والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن 14 أن تحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم إلى ظهور ربنا يسوع المسيح 15 الذي سيبينه في أوقاته المبارك العزيز الوحيد: ملك الملوك ورب الأرباب 16 الذي وحده له عدم الموت، ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة والقدرة الأبدية. آمين 17 أوص الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع 18 وأن يصنعوا صلاحا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع 19 مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية اوصى الرسول بولس تلميذه تيموثاوس ان يعلّم المؤمنين كيفية التصرف باموالهم ، فقد كتب يقول ان الذين يملكون ثروة ً كبيرة ً يتحملون مسؤولية كبيرة ً ايضا ً ، فيجب على الاثرياء ان يكونوا اسخياء لكن دون ان يتباهوا بكثرة عطائهم كما يجب عليهم ان يحترسوا من الاتكال على اموالهم عوضا ً عن الاتكال على الله فيما يتعلق بمستقبلهم . إن كنت غنيا ً فاعلم ان لديك العديد من الفرص لعمل الخير من خلال اموالك . اطلب من الله ان يرشدك الى كيفية استخدامها بطريقة ٍ مرضية ٍ امامه ، وإن لم تكن غنيا ً فما يزال بامكانك ان تكون سخيا ً بالقليل الذي لديك ، وفي جميع الاحوال اطلب من الله ان يوجهك وان يساعدك ان تشارك ما لديك بطريقة ٍ حكيمة |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
762 - لا تأتي الخطايا والتجارب دائما سافرة الوجوه ظاهرة الملامح مكشرة الانياب . حين تأتي هكذا نراها ونعرفها ونستعد لها ونتقدم لمواجهتها ومهاجمتها ، او الدفاع عن انفسنا منها ، لكنها تكون اخطر واصعب ونحن لا نحس بها ولا نتعرف عليها حين تتسلل الينا . حين تأتي في هدوء النسيم ورقته ، حين تأتي زاحفة ً لا منقضة ، حين تأتي مستترة . يقول داود النبي "اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا ؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي. أَيْضًا مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ احْفَظْ عَبْدَكَ فَلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَيَّ. " (سفر المزامير 19: 12، 13 ) صرخة استنجاد بالرب . ونحن اضعف واصغر من داود عرضة ٌ لنفس الموقف ، نفس الهجوم ، نفس التعدي . احفظنا يا رب ، ارحمنا يا رب ، احطنا بيدك ، دافع عنا بقبضتك ، احفظ با رب عبيدك . الخطية العاتية حولنا تهاجمنا ، الطبيعة الشريرة فينا تفترسنا ، هجوم ٌ خارجي وداخلي . من يقدر ان يواجه الخطية الجامحة وحده ، من يُمسكها ويلجمها ويسوسها ويسيطر عليها ؟ الله وحده الذي يقدر على ذلك ، يده اقوى منها ، ذراعه اقدر على لي اعناقها . ومن يستطيع ان يكبح الخطية المتفشية داخلنا ، من يوقفها ، من يشكمها ، من يسحقها ؟ الله وحده الذي يستطيع ذلك ، يأمرها فتنكمش ، يطردها فتهرب ، ينهرها فتتراجع . من الخطايا يا رب من كل الخطايا احفظ عبدك فلا تتسلط علي ، من الظاهرة والمستترة احفظني . حين تأتي الي منقضة شاهرة ً مخالبها أو حين تأتي الي زاحفة ً مستترة ً قاتلة . فاعطني يا رب القدرة ان اميزها ، هبني يا رب القدرة ان اقاومها ، ساعدني لاواجهها ، ولا تدخلني يا رب في تجربة لكن نجني من الشرير . إحمني يا رب من التجارب ، ونجني من الشرير . حين سعى آدم ليعرف الخير والشر ، حين مد يده وتناول الثمرة المحرمة واكلها ، دخلت جوفه وامتزجت بدمه وسرت في عروقه ولونت حياته ومستقبله . عرف الشر وعرف الخير وعمل الشر ولم يعمل الخير ، اختار الشر دون الخير . وحين اراد ان يقاوم الشر لم يقدر ، حتى حين اراد ان يفعل الخير لم يستطيع . يقول بولس الرسول : " لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 7: 19 ) الخطية ساكنة ٌ فينا ، بنت عشها داخلنا ، امتدت جذورها فينا وامسكت بنا واستعبدتنا . ويصرخ فينا الرسول ويقول : " فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ : الزِّنَا، النَّجَاسَةَ ، الْهَوَى ، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ ، الطَّمَعَ " ( رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 5 ) . المسيح حمل كل خطايانا على الصليب ودفنها معه في القبر وقام منتصرا ً متحررا ً منه ، ونحن بالمسيح انتصرنا على الخطية الظاهرة والمستترة .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
763 - حينما يسأل الآباء والامهات ابنائهم عن سبب رغبتهم بالقيام بامور معينة فغالبا ً ما يجيبهم الابناء قائلين : اريد فقط ان اجرب ، فهم يريدون ان يجربوا المخدرات والجنس والمغامرات ، وهكذا فهم يتوسلون لاهلهم ويطلبون منهم ان لا يسألوا عن السبب لكن الاهل يرفضون . وفيما يتعلق بالمؤمنين الذين يواجهون صعوبة ً في مواجهة اغواء الافكار السيئة وليس لديهم آباء ٌ وامهات ٌ من حولهم لردعهم فإن الرسول بولس ينصحهم بأن يهربوا ، فمن الافضل ان لا تعطي التجربة فرصة لعرض قضيتها ، بل اهرب من هناك على الفور ، فالرسول بولس يقول لك : عش شجاعا ً لكن تصرف بحكمة ، والقليل من الخوف الذي في موضعه ينفع المرء في حياته ِ
رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2 : 19 – 26 19 ولكن أساس الله الراسخ قد ثبت، إذ له هذا الختم: يعلم الرب الذين هم له. وليتجنب الإثم كل من يسمي اسم المسيح 20 ولكن في بيت كبير ليس آنية من ذهب وفضة فقط ، بل من خشب وخزف أيضا، وتلك للكرامة وهذه للهوان 21 فإن طهر أحد نفسه من هذه، يكون إناء للكرامة، مقدسا، نافعا للسيد، مستعدا لكل عمل صالح 22 أما الشهوات الشبابية فاهرب منها، واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي 23 والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالما أنها تولد خصومات 24 وعبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقا بالجميع، صالحا للتعليم، صبورا على المشقات 25 مؤدبا بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق 26 فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته. ينصح الرسول بولس تلميذه تيموثاوس ان يهرب من اي شيء ٍ من شأنه ان يدفعه لارتكاب الخطية ، ورغم ان البعض ينظر الى الهرب على انه شكل ٌ من اشكال الجبن الا ان الاشخاص الذين يتمتعون ببعض الحكمة يهربون من المخاطر والاعداء الذين لا يمكنهم مواجهتهم فهم يعرفون قدراتهم ويحترمون جوانب الضعف لديهم ، لهذا فحينما يشعرون بأن موقف ما سيكون محفوفا ً بالخطر وانه سيكون بمثابة تجربة ٍ لهم فانهم يتجنبون الموقف كله لانهم يعرفون بأن الهرب من التجربة القوية افضل بكثير من محاولة مقاومتها . ما هي التجربة التي تطاردك بصورة ٍ مستمرة ٍ وتجد صعوبة في مقاومتها ؟ تجنب اي موقف ٍ يعرّضك لذلك . اعرف متى تهرب ولا تخجل من فعل ذلك ، فلا جدوى من محاولة التظاهر بالقوة والوقوع في الخطية نتيجة ً لذلك . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
763 - حينما يسأل الآباء والامهات ابنائهم عن سبب رغبتهم بالقيام بامور معينة فغالبا ً ما يجيبهم الابناء قائلين : اريد فقط ان اجرب ، فهم يريدون ان يجربوا المخدرات والجنس والمغامرات ، وهكذا فهم يتوسلون لاهلهم ويطلبون منهم ان لا يسألوا عن السبب لكن الاهل يرفضون . وفيما يتعلق بالمؤمنين الذين يواجهون صعوبة ً في مواجهة اغواء الافكار السيئة وليس لديهم آباء ٌ وامهات ٌ من حولهم لردعهم فإن الرسول بولس ينصحهم بأن يهربوا ، فمن الافضل ان لا تعطي التجربة فرصة لعرض قضيتها ، بل اهرب من هناك على الفور ، فالرسول بولس يقول لك : عش شجاعا ً لكن تصرف بحكمة ، والقليل من الخوف الذي في موضعه ينفع المرء في حياته ِ
رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2 : 19 – 26 19 ولكن أساس الله الراسخ قد ثبت، إذ له هذا الختم: يعلم الرب الذين هم له. وليتجنب الإثم كل من يسمي اسم المسيح 20 ولكن في بيت كبير ليس آنية من ذهب وفضة فقط ، بل من خشب وخزف أيضا، وتلك للكرامة وهذه للهوان 21 فإن طهر أحد نفسه من هذه، يكون إناء للكرامة، مقدسا، نافعا للسيد، مستعدا لكل عمل صالح 22 أما الشهوات الشبابية فاهرب منها، واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي 23 والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالما أنها تولد خصومات 24 وعبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقا بالجميع، صالحا للتعليم، صبورا على المشقات 25 مؤدبا بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق 26 فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته. ينصح الرسول بولس تلميذه تيموثاوس ان يهرب من اي شيء ٍ من شأنه ان يدفعه لارتكاب الخطية ، ورغم ان البعض ينظر الى الهرب على انه شكل ٌ من اشكال الجبن الا ان الاشخاص الذين يتمتعون ببعض الحكمة يهربون من المخاطر والاعداء الذين لا يمكنهم مواجهتهم فهم يعرفون قدراتهم ويحترمون جوانب الضعف لديهم ، لهذا فحينما يشعرون بأن موقف ما سيكون محفوفا ً بالخطر وانه سيكون بمثابة تجربة ٍ لهم فانهم يتجنبون الموقف كله لانهم يعرفون بأن الهرب من التجربة القوية افضل بكثير من محاولة مقاومتها . ما هي التجربة التي تطاردك بصورة ٍ مستمرة ٍ وتجد صعوبة في مقاومتها ؟ تجنب اي موقف ٍ يعرّضك لذلك . اعرف متى تهرب ولا تخجل من فعل ذلك ، فلا جدوى من محاولة التظاهر بالقوة والوقوع في الخطية نتيجة ً لذلك . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
764 - كان حزقيا ملكا ً من اكفأ ملوك اسرائيل ، ملك وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وملك تسع وعشرين سنة في اورشليم . عمل المستقيم في عيني الرب طوال ايام حياته . من اول ملكه ، في اول شهر فتح ابواب بيت الرب ورممها ، لم يقبل ان يقيم بقصره قبل ذلك . امر الكهنة واللاويين ان يتقدسوا ، قال لهم : " تَقَدَّسُوا الآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِكُمْ " (سفر أخبار الأيام الثاني 29: 5 ) وقال امام الشعب كله : " فَالآنَ فِي قَلْبِي أَنْ أَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرُدُّ عَنَّا حُمُوَّ غَضَبِهِ. " تعهد بأن يعبد الرب وحده هو وجميع الشعب ويقدس بيت الرب ، وهكذا فعل كما تعهد ان يعمل . وكل عمل ابتدأ به في خدمة بيت الله وفي الشريعة والوصية ليطلب الهه إنما عمله بكل قلبه وافلح . وكل من يعمل عمله بكل قلبه يُفلح ، وكل من يعمل عمله بتكاسل وانقسام قلب يفشل . الله لا يحب المتكاسلين ولا يعطي حصاد ً للخاملين ولا يُنجح طريق المتخاذلين الفاترين . الله يُسر بكفاح المكافحين ويكافأ عرق المجاهدين ويعطي النجاح والفلاح للعاملين المجتهدين . الذي يسعى الى النجاح عليه ان يشمّر عن ساعديه ويعمل بكل قوته لينجح في عمله . النجاح كنز مخفى ً في داخل الارض ، الوصول اليه يحتاج الى حفر ٍ وعزق ٍ وحمل ٍ ونقل . هكذا في حياتنا المسيحية ، الله لا يحب الكسل والخمول وبلادة العقل وبرودة القلب . حياتنا المسيحية كفاح ، كفاح ٌ وجهاد لا يقل عن الكفاح في سبيل لقمة العيش وكسوة البدن . يقول لنا الوحي المقدس : " قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً ، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. " (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 12 ، 13 ) في طريق المسيحي احجار ٌ متناثرة ٌ وعوائق وصعوبات وحفر ومطبات وعثرات . وعلى المسيحي المجتهد ان يرفع الاحجار ويُبعد العوائق ويسوي الحفر ويعبّد الطريق ، ولا يمكن ان ينجح في ذلك إن لم يعمل بكل قلبه ، كل العزم ، كل القدرة ، كل الاصرار . كما تضع كل جهدك في عملك ولا تدّخرقوتك ، هكذا تضع كل قلبك وتثابر في عمل الله . الروح القدس يكمّل فينا كل نقص ، يضع فينا قوته ويسلحنا بنشاط وحيوية وحكمة . فنحن نحصل على مواردنا الروحية من الله لنحيا في علاقتنا به ناجحين فالحين منتصرين . الله يحب المؤمنين النشطين . الله يُسر بالايدي القوية والجباه التي تتندى عرقا ً . عمل الله يجب ان يُعمل بغيرة ٍ وحماسة وقلب ٍ ملتهب . هكذا عمل المسيح وهو يحيا على الارض . اعمل عمل الرب بلا تراخي . اعمل عمل الرب بقوة ٍوغيرة ٍ وحماس .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
765 - هل سبق ان تعرضت لموقف ٍ نظر فيه الآخرون اليك باستعلاء او احتقار ؟ ربما كنت تحظر مناسبة ً اجتماعية ً ما وكنت ترتدي ملابس عادية فعاملك الآخرون بازدراء أو ربما كنت تعيش وسط أناس ينتمون لجنسية اخرى ويعاملونك على انك اقل شأنا ً منهم ، وعلى اي حال مهما كانت تجربتك فهناك شيء ٌ واحد ٌ مؤكد ٌ الا وهو ان هذا شيء ٌ مؤلم . تتطرق رسالة الرسول بولس الى فيلمون لهذا الموضوع ، فهو يكتب هنا قائلا ً : احترم كل الناس ، احبب الجميع ، ولا تحكم على الآخرين من منطلق مكانتهم الاجتماعية أو وضعهم الاقتصادي او مهنتهم او العائلة التي ينحدرون منها ، فالاشخاص الذين يعملون بأجر ٍ يومي وكبار المدراء الذين يتقاضون رواتب عالية هم اخوة ٌ واخوات ٌ في نظر الله
رسالة بولس الرسول إلى فليمون 1 : 8 – 17 8 لذلك، وإن كان لي بالمسيح ثقة كثيرة أن آمرك بما يليق 9 من أجل المحبة، أطلب بالحري - إذ أنا إنسان هكذا نظير بولس الشيخ، والآن أسير يسوع المسيح أيضا 10 أطلب إليك لأجل ابني أنسيمس، الذي ولدته في قيودي 11 الذي كان قبلا غير نافع لك، ولكنه الآن نافع لك ولي 12 الذي رددته. فاقبله ، الذي هو أحشائي 13 الذي كنت أشاء أن أمسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الإنجيل 14 ولكن بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئا، لكي لا يكون خيرك كأنه على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار 15 لأنه ربما لأجل هذا افترق عنك إلى ساعة ، لكي يكون لك إلى الأبد 16 لا كعبد في ما بعد، بل أفضل من عبد: أخا محبوبا، ولاسيما إلي، فكم بالحري إليك في الجسد والرب جميعا 17 فإن كنت تحسبني شريكا، فاقبله نظيري كان أنسيمس عبدا ً هرب من سيده فليمون ، واثناء فرار انسيمس اهتدى الى المسيح ، فيا للفرق الذي ستحدثه شخصيته الجديدة على علاقته مع فليمون ، فهما لم يعودا سيدا ً وعبدا ً بل اخوين في المسيح ، فبسبب المسيح اصبح انسيمس وفليمون يحظيان بذات المكانة في عائلة الله . وقد كتب الرسول بولس رسالته هذه الى فليمون لتذكيره بهذه الحقيقة . إن هوية الشخص المسيحي بصفته عضوا ًفي عائلة الله تلغي جميع الفروق الاخرى ، فالجنسية والمكانة الاجتماعية والخلفية العرقية وكون المرء ذكرا ً او انثى لا يهم ، فجميع المؤمنين بالمسيح هم اعضاء ٌ في نفس العائلة وهم متساوون في المسيح حيث ينظر الله اليهم بنفس المنظار ويحبهم بنفس المقدار . عامل المؤمنين الآخرين باعتبارهم اخوتك واخواتك في المسيح . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
766 - احيانا ً تكون التفسيرات الغريبة لكيفية عمل الاشياء هي التفسيرات الصحيحة في نهاية المطاف . فقد كانت الفكرة القائلة بأن الارض تدور حول الشمس هي مجرد هرطقة قبل 800 سنة ، كما ان المجادلات السخيفة والغبية والعدائية ضد الحقيقة غالبا ً ما تعارض التفكير السليم . يكتب الرسول بولس قائلا ً بأننا اذا استخدمنا حسن تمييزنا فسوف نحسن التصرف ونتخذ الخيارات الذكية ونبقى بعيدين عن الغباوة ، اما المجادلات الغبية فتعيق التفكير ، وهو يحضنا هنا على استخدام ذكائنا وفطنتنا والانفتاح على الافكار الجديدة دون ان نقحم انفسنا في الاحاديث الفارغة
رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3 : 1 – 11 1 ذكرهم ان يخضعوا للرياسات و السلاطين و يطيعوا و يكونوا مستعدين لكل عمل صالح 2 و لا يطعنوا في احد و يكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس 3 لاننا كنا نحن ايضا قبلا اغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات و لذات مختلفة عائشين في الخبث و الحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضا 4 و لكن حين ظهر لطف مخلصنا الله و احسانه 5 لا باعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس 6 الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا 7 حتى اذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الابدية 8 صادقة هي الكلمة و اريد ان تقرر هذه الامور لكي يهتم الذين امنوا بالله ان يمارسوا اعمالا حسنة فان هذه الامور هي الحسنة و النافعة للناس 9 و اما المباحثات الغبية و الانساب و الخصومات و المنازعات الناموسية فاجتنبها لانها غير نافعة و باطلة 10 الرجل المبتدع بعد الانذار مرة و مرتين اعرض عنه 11 عالما ان مثل هذا قد انحرف و هو يخطئ محكوما عليه من نفسه يحذر الرسول بولس تيطس كما حذر تيموثاوس بأن لا يدخل في مجادلات ومناقشات غبية وعقيمة . فقد كان الرسول بولس يعرف ان تيطس قد يشارك في بعض المناقشات التي يسمعها ، كما انه يعرف بأن دراسة هذا الراعي للاسفار المقدسة وتعاليمه عنها ستؤدي الى مناقشات ٍ ساخنة ٍ مع البعض ، لذلك فهو يحض تيطس على اختيار معاركه بعناية وان يتجنب اية مناقشات ٍ عقيمة ٍ لا توصل الى اي نتيجة . بعض المناقشات والمجادلات لا توصل المرء الى اي نتيجة ٍ مفيدة فهي تتطرق الى موضوعات غير هامة او لا تفيد احدا ً حتى ولو كسب احد الاطراف النقاش بالفعل ، لهذا ينبغي علينا ان نتجنب هذا النوع من المجادلات . اجعل السلام هدفا ً رئيسيا ً حتى حينما تناقش موضوعات بالغة الاهمية . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
767 - قليلون جدا ً من المعلمين والمفكرين والقادة يعيشون ما يعلّمون به ويعملون بما يقولونه . لم يأتي المسيح ليرينا الطريق الى الخلاص بل ليخلّصنا . لم يأتي لينادي بالصليب بل ليحمل الصليب . وهم ملتفون حول مائدة العشاء وهو عالم ان هذا آخر عشاء له مع تلاميذه " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا " ( إنجيل يوحنا 13: 4 ) وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ وينشفها ، غسل ارجلهم ثم اخذ ثيابه وعاد يتكأ على المائدة ثم قال : " أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ . فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا." (إنجيل يوحنا 13: 12 - 15 ) كان مثالا ً كما كان معلّما ً ، علّم عن الطريق وكان هو الطريق ، علّم عن الحق وكان هو الحق ، علّم عن الحياة وكان هو الحياة ، علّم عن القداسة وكان هو القداسة ، كان مثالا ً . وضع لنا مثالا ً ، كما صنع بنا نصنع نحن ايضا ، امامنا جميعا ً المثال والقدوة الواجبة الاتباع . ويقول الرسول بولس لنا : " أَيُّهَا الرِّجَالُ ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ " (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 25 ) وضع الرسول امامنا وصية ومقياسا ً ، محبة ٌ من الرجل لزوجته بقدر محبة المسيح للكنيسة . ننظر الى المسيح ونقلد محبته ُ لكنيسته . الكنيسة لها مكانة ٌ خاصة في قلب المسيح وفكره ، والزوجة يجب ان تكون لها مكانة خاصة في قلب الرجل وفكره بنفس الطريقة ونفس القدر . رفع المسيح عينيه الى السماء وصلى لاجل الكنيسة وقال : " لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي ..... لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ." الكنيسة هي المختارة من الله ، اكليل مجد المسيح ، مركز محبته وكل اهتمامه ورعايته وتفكيره . والزوجة هي المختارة من الله ، اكليل مجد الرجل ، مركز محبته وكل اهتمامه ورعايته وتفكيره . احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها . جاء من السماء وتألم ، صُلب وقام لأجلنا . والرجل ليحب زوجته على نفس منوال محبة المسيح للكنيسة ليسلّم نفسه لاجلها ويضحّي لها بكل شيء . ومحبة المسيح للكنيسة حب ٌ دائم ٌ قائم ٌ لا يتغير ولا يتبدل ،لا يهتز ولا ينقص ولا يُنقض . محبة الرجل لزوجته حب ٌ لا بد ان يكون دائما ً قائما ًًُ لا يتغير بالظروف والصعوبات والضعف والفقر . محبة الرجل لزوجته على مثال محبة المسيح للكنيسة .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
768 - كل شخص اجرى عملية جراحية يعرف مدى الخوف المصاحب لذلك ، فرغم اننا نعرف ان الجراحين يقومون بالعمليات الجراحية كل يوم الا ان هذا لا يخفف من قلقنا وتوترنا ، فنحن ما نزال نشعر بالهلع والقلق حينما نفكر انه ستجرى لنا عملية حتى ولو كانت بسيطة ، ولولا التخدير لكانت العمليات مؤلمة بصورة لا توصف . وعلى الرغم من ذلك هناك عملية ليست جراحية تخيف البعض اكثر من العمليات الجراحية . وهنا يبين لنا كاتب الرسالة الى العبرانيين من هو الطبيب الذي سيجري هذه العملية وما هي الادوات التي سيستخدمها لاجراء هذه العملية ، لكن هذه العملية ليست بحاجة للتخدير بل هي تحتاج الى قلب ٍ متواضع ٍ ومستعد ٍ للتغيير .
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4 : 1 – 13 1 فلنخف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه 2 لأننا نحن أيضا قد بشرنا كما أولئك، لكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك. إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا 3 لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة، كما قال: حتى أقسمت في غضبي: لن يدخلوا راحتي مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم 4 لأنه قال في موضع عن السابع هكذا: واستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله 5 وفي هذا أيضا: لن يدخلوا راحتي 6 فإذ بقي أن قوما يدخلونها، والذين بشروا أولا لم يدخلوا لسبب العصيان 7 يعين أيضا يوما قائلا في داود: اليوم بعد زمان هذا مقداره، كما قيل: اليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم 8 لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر 9 إذا بقيت راحة لشعب الله 10 لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضا من أعماله، كما الله من أعماله 11 فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة، لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها 12 لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ، ومميزة أفكار القلب ونياته 13 وليست خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا يستخدم الله كلمته للعمل في حياتنا كما يستخدم الجراح المشرط ، فكلمة الله تخترق جلدنا وتبحث عن الخطايا السرطانية التي تؤثر على شخصيتنا باكملها ، لهذا السبب تحديدا ًيخاف الكثيرون من الكتاب المقدس ، فهم يخشون الالم والعناء الذي تقتضيه مواجهة مشاكلهم الروحية والتعامل معها ، انهم يخشون التغييرات التي ستطرأ على شخصيتهم وحياتهم . افسح المجال لله لأن يجري عملية تقويم ٍ لافكارك ومواقفك وسلوكياتك ، فرغم ان هذا سيكون مؤلما ً الآن الا ان النتائج النهائية تستحق العناء . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
769 - يفخر الانسان ويتباهى بما حققه من تقدم وما ادركه من حضارة وفهم ٍ وعلم . ينظر الى ما وصل اليه العلم حتى اصبح يسبح في الفضاء ويطأ بقدمه سطح القمر . نفذ نظره الى الكثير من الاسرار وطالت يده حتى كشفت المستور والخفي . يده قويت وقوته ُ عظمت حتى اصبح قادرا ً ان يقاوم الطبيعة ويصد هجماتها ، لكن الله يواجه ايوب بقوله : " أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَ ا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَارًا ؟ ...... هَلْ فِي أَيَّامِكَ أَمَرْتَ الصُّبْحَ ؟ هَلْ عَرَّفْتَ الْفَجْرَ مَوْضِعَهُ ........... «أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى حَيْثُ يَسْكُنُ النُّورُ؟ وَالظُّلْمَةُ أَيْنَ مَقَامُهَا ، ..... هَلْ لِلْمَطَرِ أَبٌ ؟ وَمَنْ وَلَدَ مَآجِلَ الطَّلّ ِ؟ ....... هَلْ تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا ، أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ ؟ .... أَتُرْسِلُ الْبُرُوقَ فَتَذْهَبَ .... مَنْ يُحْصِي الْغُيُومَ " ( ايوب 38 ) مهما وصل علم الانسان ، مهما علا فهمه ، مهما تعالت قوته ، ما هو الا تراب الارض . الرائد الذي طار في الفضاء ، الذي دار حول الارض والكواكب ، الذي اخترق الجاذبية ، الذي ارتفع الى ابعد ما ارتفع اليه انسان مات ممزقا ً في طائرة شراعية كلعب الاطفال . الانسان الذي دفع الصواريخ لتصعد الى الفضاء وتدور حول الاجرام السماوية لا يستطيع مهما حاول ان يزيد على قامته ذراعا ً واحدة ولا شبرا ً واحدا ً ولا سنتمترا ً . قد يصل الى النجوم لكن هل يستطيع ان يزحزحها من اماكنها ؟ هل يستطيع ان يحركها ؟ قد يطأ سطح القمر لكن هل يستطيع ان يُطفأ نوره او يوقف دورانه وحركته ؟ يكشف اسرار الكون لكن هل يقدر بكل علمه وقوته ان يمنع شعاع الشمس من الوصول الينا ؟ قد يصعد الى السماء او يهبط الى قاع المحيط لكن هل يقوى على الفصول ويغير تتابعها ؟ يقول داود النبي : " إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ ؟ " (سفر المزامير 8: 3 ، 4 ) مهما تعظّم ، مهما تجبر مهما علا وتشامخ هو ٌ " بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. " (رسالة يعقوب 4: 14 ) الله اعظم في قدرته وقوته ، الله اسمى في فهمه وحكمته ، الله اكبر في نعمته ورحمته . ونحن نتمتع بعمق محبته وعظمة لطفه واتساع مغفرته وشمول خلاصه . حين يغطينا دمه ، حين تحتوينا رحمته ، حين يشملنا فدائه ، حين تصبغنا صبغته ، لا يقدر انسان ، أي انسان ٍ مهما ارتفع الى اعلى السماوات ان يحرمنا من محبة الله . لا يستطيع شيطان ٌ او سلطان ٌ شرير ٌ مهما تجبّر ان يمنع عنا ميراثنا في ملكوته . لا تخشى العالم ولا كل قوى العالم . لا تهتم بهجمات الشرير وجنوده وزبانيته .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
770 - يبدو ان كل شيء ٍ معرض ٌ للتغيير من حولنا ، فالصداقات والاشغال والابناء والعلاقات الزوجية والامور المالية كلها تتغير اما الى الاحسن او الى الاسوأ . فهل يمكننا أن نضمن بقاء الاشياء والاشخاص على حالهم دون تغيير ؟ اجل ، فالمقطع الكتابي التالي يدعونا لأن نتمسك بالاساس المتين لله . فإن كان هناك شيء يمكننا ان نعتمد عليه فهو الله . اثناء قرائتك اشعر بالراحة والطمأنينة في شخصه العظيم واسمح له ان يمدك بالقوة واسمح لكي تتقبل جميع التغييرات التي سيجريها فيك ومن حولك .
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6 : 11 – 20 11ولكننا نشتهي أن كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية 12 لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد 13 فإنه لما وعد الله إبراهيم، إذ لم يكن له أعظم يقسم به، أقسم بنفسه 14 قائلا: إني لأباركنك بركة وأكثرنك تكثيرا 15 وهكذا إذ تأنى نال الموعد 16 فإن الناس يقسمون بالأعظم ، ونهاية كل مشاجرة عندهم لأجل التثبيت هي القسم 17 فلذلك إذ أراد الله أن يظهر أكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغير قضائه، توسط بقسم 18 حتى بأمرين عديمي التغير، لا يمكن أن الله يكذب فيهما، تكون لنا تعزية قوية، نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا 19 الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة، تدخل إلى ما داخل الحجاب 20 حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا، صائرا على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة إلى الأبد ربما كان قرّاء هذه الرسالة يتسائلون كما هو حال بعض المؤمنين في وقتنا الحاضر : هل سيتراجع الله عن خلاصه ِ ؟ لكننا نستطيع واياهم ان نستريح ونطمئن بأن الاجابة هي : لا . فالله يفعل ما يقول بأنه سيفعله ، وقد وعد بأنه سيخلّص جميع من يدعونه كما ورد في الرسالة الى العبرانيين 6 : 18 . والله لا يغير خططه لمجرد تغييرنا نحن لخططنا . اذا كنت قلقا ً بشأن خلاصك فاسأل نفسك عما اذا كنت قد طلبت من الله بكل اخلاص ٍ أن يخلّصك من خطاياك . فإن كنت قد فعلت ذلك فتأكد بانه قد استجاب لطلبتك ، اما اذا كنت تشك بين الحين والآخر فتذكر بان الله امين ٌ وهو لن يتركك ولن يهملك . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
771 - نحن نعلم جميعا ً ان الاطفال الصغار لديهم مقدرة ٌ محدودة ٌ على التركيز ، اما الشبيبة والكبار فيمكنهم ان يركزوا انتباههم على شيء ٍ ما لوقت ٍ اطول . هل جربت يوما ً ان تجعل فتى في العاشرة من عمره يترك لعبته المفضلة على الكومبيوتر ؟ وماذا عن محاولة منع احد عشاق الرياضة من مشاهدة مباراة الاسبوع ؟ .يقول كاتب الرسالة الى العبرانيين انه ينبغي علينا ان نركز انظارنا على المسيح بهذه الطريقة ، وخلافا ً للانشغال بالعاب الكومبيوتر او بمشاهدة المباريات الرياضية فإن تركيز انظارنا بالكامل على الرب يسوع المسيح يمكن ان يفيدنا من عدة جوانب ولا سيما في تعميق علاقتنا بالله
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12 : 1 – 9 ، 12 ، 13 1 لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا 2 ناظرين الى رئيس الايمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله 3 فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا و تخوروا في نفوسكم 4 لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية 5 و قد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا ابني لا تحتقر تاديب الرب و لا تخر اذا وبخك 6 لان الذي يحبه الرب يؤدبه و يجلد كل ابن يقبله 7 ان كنتم تحتملون التاديب يعاملكم الله كالبنين فاي ابن لا يؤدبه ابوه 8 و لكن ان كنتم بلا تاديب قد صار الجميع شركاء فيه فانتم نغول لا بنون 9 ثم قد كان لنا اباء اجسادنا مؤدبين و كنا نهابهم افلا نخضع بالاولى جدا لابي الارواح فنحيا . . . . 12 لذلك قوموا الايادي المسترخية و الركب المخلعة 13 و اصنعوا لارجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الاعرج بل بالحري يشفى لقد عانى يسوع الكثير من الاذلال والظلم والالم الجسدي في سبيل تتميمه ِ لمشيئة الآب ، لكنه صار ذبيحة ً عن خطايانا ، فقد كان هذا هو الثمن الذي دفعه يسوع لكي يطيع اباه السماوي . إن صراعاتك التي تمر بها لاجل اتّباع المسيح هي صراعات حقيقية ، فهي تتطلب منك قوة ً والتزاما ً برفض كل الرغبات الخاطئة والقيام بالاعمال الصالحة التي هي ضد طبيعتك الخاطئة ، والزام نفسك بالصلاة ودراسة كلمة الله بصورة ٍ دائمة ومنتظمة . حينما تشعر بالاحباط واليأس في حياتك المسيحية فكر في الرب يسوع وفي كل ما اجتاز فيه في سبيل تتميم مشيئة الله . لا تشك ابدا ً في انك تستطيع ان تفعل ما يطلبه الله منك إن استعنت بقوته ِ ونعمته ِ . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
772 - تقدم المسيح صاعدا ً الى اورشليم ، وبالقرب من بيت فاجي وبيت عنيا عند جبل الزيتون ارسل واحضر جحشا ً وركبه وسار الطريق نحو اورشليم وبدأ التلاميذ يفرشون الثياب امامه . فرشوا الثياب في الطريق امامه فتجمع الناس حوله وبدأوا يفرشون الثياب وسعف النخل . وارتفعت الاصوات ترحب به وتهلل وتغني . كل الذين كانوا حوله رفعوا اصواتهم مسبحين . قالوا :
مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي . أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي . وانزعج الفريسييون وقالوا له ما هذا الذي يقولون يا معلم انتهر تلاميذك . نظر اليهم المسيح وقال لهم " «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!" ( إنجيل لوقا 19: 40)... وهل تصرخ الحجارة ؟ الحجارة لا تصرخ لكنه هو ، هو يستطيع ان يجعل الحجارة تصرخ . لقد جعل الابكم الذي تحجر لسانه يتكلم والحجارة البكماء يجعلها تصرخ . لو توقف الناس عن الصراخ والهتاف وتمجيد لله والترحيب بالمسيح والتهليل له لصرخت الحجارة ، لارتفعت من الحجارة اصوات الهتاف والتمجيد والتسبيح . الحجارة لو صرخت ونطقت لارتفعت اصواتها بالتسبيح . الحجر الذي رقد عليه اسحق ذبيحة ، هذا الحجر لو نطق لسبّح برحمة الله وقدرته وقد أُمر ابراهيم ان يرفع يده عن الغلام . الحجر الذي اسند يعقوب رأسه عليه ونام ، لو نطق هذا الحجر وتكلم لسبّح الرب ، سبّح الرب للسلم المنصوبة بين السماء والارض والملائكة صاعدة نازلة عليه . الحجر الذي سوّى ايليا ذبيحة ً عليه واغرقها بالماء وصلى يطلب نارا ً من السماء ، لو تكلم هذا الحجر لاعلن بصوت ٍ عال ٍ آيات التسبيح لله القادر الذي ارسل ناره واكلت الذبيحة . والحجر الذي كان في البستان وتساقطت عليه قطرات عرق الفادي كالدم ، الحجر الذي كان في الجلجثة قد شهد محبة الله المصلوبة تصرخ طالبة ً الغفران للقتلة ، والحجر الذي ارتعب حين تحرك المسيح داخل القبر وقام فابتعد مدحرجا ً عن الباب ، كل هذه الاحجار وغيرها لو نطقت لسبّحت الله ومجدته واعلنت ملكوته . المسيح حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون جعلنا احجارا ً حية في هيكله . اختارنا من صُلب الجبل الخشن وقطعنا منه واخذنا وسوّانا وأعدّنا لنصلح للبناء . ووضعنا في هيكله ، هيكل الله الحي ، في الاساس او الجدار او الواجهة اينما يشاء . جعلنا جزءا ً من بنائه مرصوصين مع باقي القديسين نكوّن هيكل الله . وانت حجر ٌ في بناء الله ، تشهد وتصرخ وتُعلن وتسبّح وتتحدث عن المسيح . ما اعظم الحجارة الناطقة التي تشهد بمحبة الله وغفرانه وتعلن مجد الله . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
773 - لقد قدمت افلام الغرب الامريكي انواعا ً جديدة ً من الابطال الذين يتمتعون بالقوة والشجاعة والصلابة ، فنحن نرى في هذه الافلام ان هؤلاء الابطال يغامرون بالذهاب الى بعض المدن الخطرة الواقعة على الحدود لكي يروضوا اهلها ، كما انهم يستطيعون القيام بامور ٍ وأشياء لا يستطيع احد سواهم ان يفعلها . بالاضافة الى هذا كله فهم لا يطيعون القوانين بل يضعونها . إن الحياة المسيحية ليست شبيهة ً بهذه الافلام ولا هي تتطلب ابطالا ً كهؤلاء بل هي حياة ٌ مقدسة ٌ لمن يحترم قدسيتها وحدودها .
إن كنت تريد ان تكون مبادرا ً في اظهار الايمان العامل فهذه نقطة ٌ جيدة ٌ يمكنك ان تنطلق منها رسالة يعقوب 4 : 1 – 10 1 من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم 2 تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون ، لأنكم لا تطلبون 3 تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم 4 أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟ فمن أراد أن يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله 5 أم تظنون أن الكتاب يقول باطلا: الروح الذي حل فينا يشتاق إلى الحسد 6 ولكنه يعطي نعمة أعظم. لذلك يقول: يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة 7 فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم 8 اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم . نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين 9 اكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم إلى نوح، وفرحكم إلى غم 10 اتضعوا قدام الرب فيرفعكم إن اردنا ان نلتصق بالرب اكثر فاكثر فينبغي علينا ان ننقل ملكية حياتنا اليه ، اي ان نخضع حياتنا له بكل تواضع كما ورد في رسالة يعقوب الاصحاح 4 :7 – 10 وحالما تتم هذه العملية يجب علينا ان نواصل مقاومة جميع القوى التي تحاول ابعادنا عن المسيح ، فيجب علينا ان نقاوم ابليس وأن نهرب منه ويجب علينا ان نعمل مشيئة الله وان نتخلى عن رغباتنا الشريرة ، فالصواب هو ان نحزن على خطايانا لا ان نبتهج بها ، كما انه يجب علينا ان نطهّر انفسنا . إن كنت تسلّم حياتك للرب فهذا لن يجعلك بطلا ً في اعين غالبية الناس لكنه سيقودك الى علاقة ٍ حميمة ٍ مع الله ، كما ان هذا سيتيح لله ان يعمل فيك وان يرفعك كما ورد في الاصحاح 4 : 10 وهو امر ٌ لا يفعله الله مع اي شخص . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
774 - يجد غالبية الناس صعوبة ً في الترحيب بالدروس الصعبة في الحياة ، فهم يشتكون قائلين : لماذا يجب علي ً ان اتعلم هذا الامر بالطريقة الصعبة ، او : لماذا لا يتوفر كتاب ٌ جيد ٌ يمكنني ان اقرأه عن هذا الموضوع . يعقوب ، الذي خاض الكثير من التجارب بنفسه ، يحض القراء على اتخاذ اغرب موقف ٍ يمكن تخيله حينما تأتي المحن وتحل المصاعب . ورغم ان نصيحته هذه تبدو غريبة ً جدا ً للوهلة الاولى الا ان التزام المرء بها سيرتد عليه بالكثير من البركات الروحية . اثناء قرائتك فكر في الاشياء التي يمكنك ان تتعلمها من مشاكلك
رسالة يعقوب الرسول 1 : 2 – 12 1 احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة 3 عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا 4 وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء 5 وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيعطى له 6 ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه 7 فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب 8 رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه 9 وليفتخر الأخ المتضع بارتفاعه 10 وأما الغني فباتضاعه ، لأنه كزهر العشب يزول 11 لأن الشمس أشرقت بالحر، فيبست العشب، فسقط زهره وفني جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضا في طرقه 12 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه . يقول يعقوب هنا انه يجب علينا ان نفرح حينما نمر بيوم ٍ سيء ٍ وذلك لأن هذه التجربة التي سنجتاز فيها ستفيدنا وتنفعنا ، لكن يعقوب لا يعني بقوله هذا انه يجب علينا ان نستمتع بالمحن والتجارب ، بل هو يقول اننا يجب ان نفرح بسبب التأثيرات الايجابية التي يمكن ان تتركها هذه التجارب علينا وعلى حياتنا .قد ننظر الى المعاناة على انها لعنة لكنها قد تكون بركة ً لحياتنا ، فالمعاناة في التجارب تعلّم الكثير من الاشياء الجوهرية عن الحياة كالصبر والقدرة على التحمل . كما ان المرور في التجارب هو افضل طريقة ٍ لبناء الشخصية . حينما تصادفك مصاعب الحياة رحّب بها باعتبارها دروسا ً مفيدة ً لك حتى ولو كانت من النوع المزعج . استفد من ظروفك السيئة بزيادة اتكالك على الله لاخراجك من الظروف العصيبة ، فالله لن يعتني بك فحسب بل سيجعل منك شخصا ً افضل واعمق ايمانا ً ايضا ً . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
775 - تخيل نفسك جالسا ً في مقهى مع مجموعة من اصدقائك حيث تقضون وقتا ً ممتعا ً وتضحكون وتتحدثون وفجأة ترى شخصا ً يرتدي ملابس بالية يتجه نحوكم فتبدأ في التفكير قائلا ً : آه ، لا ، انه قادم ٌ الى هنا ، ماذا لو طلب ان ينضم الينا ؟ في هذا المقطع يواجه يعقوب المؤمنين في كنيسة اورشليم لأنهم كانوا ينظرون الى الفقراء بهذه الطريقة وهو يذكرهم بأن محاباة الاغنياء واهمال الفقراء هو سلوك ٌ خاطئ وكأنه يقول لهم هنا : لا يمكنكم ان تحكموا على جودة كتاب ما من غلافه ِ
رسالة يعقوب الرسول 2 : 1 – 13 1 يا إخوتي، لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح، رب المجد، في المحاباة 2 فإنه إن دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهي ، ودخل أيضا فقير بلباس وسخ 3 فنظرتم إلى اللابس اللباس البهي وقلتم له: اجلس أنت هنا حسنا. وقلتم للفقير: قف أنت هناك أو: اجلس هنا تحت موطئ قدمي 4 فهل لا ترتابون في أنفسكم، وتصيرون قضاة أفكار شريرة 5 اسمعوا يا إخوتي الأحباء: أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان ، وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه 6 وأما أنتم فأهنتم الفقير. أليس الأغنياء يتسلطون عليكم وهم يجرونكم إلى المحاكم 7 أما هم يجدفون على الاسم الحسن الذي دعي به عليكم 8 فإن كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب: تحب قريبك كنفسك. فحسنا تفعلون 9 ولكن إن كنتم تحابون ، تفعلون خطية، موبخين من الناموس كمتعدين 10 لأن من حفظ كل الناموس، وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرما في الكل 11 لأن الذي قال: لا تزن، قال أيضا: لا تقتل. فإن لم تزن ولكن قتلت، فقد صرت متعديا الناموس 12 هكذا تكلموا وهكذا افعلوا كعتيدين أن تحاكموا بناموس الحرية 13 لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم كان الناس في القديم يهتمون كثيرا ً بمقدار غنى المرء ومكانته الاجتماعية كما هو حال الكثير في وقتنا الحاضر ، كما ان بعض الاشخاص في الكنيسة كانوا يجاملون الاغنياء ويهتمون باحتياجاتهم في الوقت الذي كانوا فيه يتجاهلون الفقراء الذين يأتون الى الكنيسة ولا يعيروهم اي اهتمام ، لكن يعقوب بين ان المؤمنين الذين يفهمون ربهم يعيشون وفق معيار مختلف ، فهم لا يحابون الاغنياء بل يعاملون جميع الناس بذات الكيفية بصرف النظر عن غناهم او فقرهم . لم يكن الرب يسوع يظهر اي محاباة ٍ تجاه الاغنياء لذلك ينبغي علينا نحن ايضا ً ان نبتعد عن محاباة الناس ، اما إن حاولنا ان نرافق الاغنياء فقط فهذا دليل كافي على انانيتنا وعدم ايماننا وقلة اهتمامنا بالآخرين . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
776 - الصغير يقول للكبير انت من الجيل القديم ولا تفهم هذه الامور ، والكبير يقول للصغير : حسنا ً دعني اخبرك كيف كانت الامور حينما كنت في مثل عمرك . التواضع هي احدى الكلمات الرئيسية في الاصحاح الاخير من رسالة بطرس الاولى ، ومع ذلك فنادرا ً ما يكون التواضع هو الصفة المهيمنة على العلاقات بين الشباب والكبار، لذلك سواء كنت شابا ً او شيخا ً حاول ان تفحص نفسك وترى ما اذا كنت َ متواضعا ً أم لا
رسالة بطرس الرسول الأولى 5 : 1 – 11 1 أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح، وشريك المجد العتيد أن يعلن 2 ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط 3 ولا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية 4 ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى 5 كذلك أيها الأحداث ، اخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لأن: الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة 6 فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه 7 ملقين كل همكم عليه ، لأنه هو يعتني بكم 8 اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو 9 فقاوموه، راسخين في الإيمان ، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم 10 وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيرا، هو يكملكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكنكم 11 له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين كان اختلاف الاعمار بين المؤمنين في الكنيسة الاولى يشكل تحديا ً كبيرا ً للكنيسة ، فالمؤمنون الكبار يمتلكون حكمة ً يريدون ان يشاركوا بها الآخرين لكن الشباب لم يكونوا راغبين في سماعهم او اتبّاعهم ، لهذا يقول الرسول بطرس لقرائه انهم يستطيعون حل هذه المشكلة عن طريق تشجيع الكبار على المبادرة ، فالامر يتطلب تواضعا ً من كلا الطرفين فينبغي على الشباب ان يخضعوا للشيوخ ، وينبغي على الشيوخ ان يحترموا الشباب .. غالبا ً ما تكون خطوط الاتصال بين جيل الكبار وجيل الصغار مشوشة لكن تواضع الطرفين تجاه بعضهم البعض يعمل على ازالة هذا التشويش فتُصبح خطوط الاتصال واضحة ً ، فالكبرياء لا يفعل شيئا ً سوى تدمير الاتصال بين الطرفين ، اما التواضع فيفتح خطوط الاتصال بينهما . انظر الى من يكبرونك بالسن باعتبارهم قادة ً ومرشدين لك . اطلب رأيهم ونصيحتهم وخذ نصائحهم بعين الاعتبار ، واسمح لهم بالقيادة حيثما كان ذلك ممكنا ً ، في الوقت ذاته لا تنظر نظرة ازدراء ٍ او استخفاف لمن هم اصغر منك سنا ً بسبب افتقارهم للحكمة التي كنت انت نفسك تفتقر اليها ذات يوم . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
777 - تعتمد الفرق الرياضية في نجاحها على قواعد اللعبة الرياضية التي تلعبها فالمدربون يراجعون هذه القواعد مع اللاعبين بصورة منتظمة والرياضيون الجيدون يمارسونها مرارا ً وتكرارا ً والرياضيون المحترفون يناضلون في سبيل اتقانها ، وهكذا فالفائزون لا ينسون القواعد او الاسس بل هم يبنون لعبتهم عليها تماما ً كما يبني البناؤون البيت على الاساسات . في رسالة الرسول بطرس بدور المدرب ، فهو لا يريد للمؤمنين ان ينسوا اسس ايمانهم لهذا فهو يراجع معهم هذه الاسس :
رسالة الرسول بطرس الثانية 12 – 21 12لذلك لا أهمل أن أذكركم دائما بهذه الأمور، وإن كنتم عالمين ومثبتين في الحق الحاضر 13 ولكني أحسبه حقا - ما دمت في هذا المسكن - أن أنهضكم بالتذكرة 14 عالما أن خلع مسكني قريب، كما أعلن لي ربنا يسوع المسيح أيضا 15 فأجتهد أيضا أن تكونوا بعد خروجي، تتذكرون كل حين بهذه الأمور 16 لأننا لم نتبع خرافات مصنعة، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته 17 لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدا، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى : هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به 18 ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء، إذ كنا معه في الجبل المقدس 19 وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم 20 عالمين هذا أولا: أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص 21 لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس كان الرسول بطرس قلقا ً على ايمان قرّائه على المدى الطويل ، وحيث انه كان يعرف انه سيستشهد قريبا ً فقد راح يراجع معهم اساسيات الايمان على امل ان ترسخ في ذهن كل واحد ٍ منهم ، فقد اراد الرسول بطرس من قرّائه أن يفهموا رسالة الانجيل الاساسية ، وهو هدف ٌ يتطلب اعادة ً وتكرارا ً من اجل تحقيقه ِ ، فقد ارادهم ان يسمعوا مرارا ً وتكرارا ً أن الرب يسوع قد جاء لكي يموت من اجل خطاياهم وانه قام في اليوم الثالث وانه اعطاهم حياة ً ابدية وانه سيرجع ذات يوم ٍ ليدين الارض . فمن شأن معرفتهم لهذه الحقائق الاساسية ان ترفعهم وتشدد ايمانهم . من الجيد بين الحين والآخر ان نراجع اساسيات ايماننا بالمسيح ، فالقيام بذلك ينعش ذاكرتنا ويقوّي ايماننا ويخلّصنا من أية اكاذيب روحية بدأنا نصدّقها . هل تتذكر اساسيات الايمان ؟ سواء أكنت تذكرها ام لا ، احرص على مراجعة الكتاب المقدس بصورة منتظمة لكي تحافظ على لياقتك الروحية بصورة ٍ دائمة . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
778 - في كثير من الاحيان يكون التفسير المقنع لازما ً وضروريا ً ، فربما اساء احدهم فهم موقف ٍ ما وسألك قائلا ً : لماذا فعلت ذلك ؟ وربما كانت اجابتك معقولة جدا ً بالنسبة له ، فكل ما كنت تحتاج اليه هو ان تُطلع ذلك الشخص على طريقتك في التفكير . يقول الرسول بطرس هنا : استعدوا للقيام بذلك فبما انكم تؤمنون بالرب يسوع المسيح فربما سوء الفهم وربما الفضول احيانا ًسيجعل الاسئلة تنهال عليكم في كل مكان ٍ وزمان ، وعندها سوف يكون التفسير المقنع لازما ً وضروريا ً
رسالة بطرس الاولى 2 : 13 – 22 13فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير 14 ولكن وإن تألمتم من أجل البر، فطوباكم. وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا 15 بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف 16 ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح، يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر 17 لأن تألمكم إن شاءت مشيئة الله، وأنتم صانعون خيرا، أفضل منه وأنتم صانعون شرا 18 فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح 19 الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن 20 إذ عصت قديما، حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح، إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء 21 الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله، بقيامة يسوع المسيح 22 الذي هو في يمين الله، إذ قد مضى إلى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له إن فكرة اتّباع المسيح تصدم الناس مثل ما تفعل النظريات الجديدة المتطرفة ، فبالنسبة لهم فإن ايمان اي شخص ٍ بالمسيح هو شيء ٌ غريب ٌ ومستهجن ، لهذا فإن الرسول بطرس يقول لقرائه ٍِ ان يكونوا على اهبة الاستعداد لتقديم اجابات مقتعة عن الاسئلة التي تتعلق بايمانهم لكن للاسف الشديد فإن الكثير من المؤمنين يشعرون بانهم مقيدون بسبب الفكرة السائدة بانه ينبغي علينا ان نبتعد عن موضوع الايمان ، لكن لا يجدر بنا ان نتغاضى عن الموضوع بكامله ِفي سبيل الحفاظ على لطفنا وتهذيبنا في اعين الناس ، فيمكننا ان نشرح ايماننا لمن يسألنا دون ان نسبب اي خلاف لاسيما اذا ما دٌعينا الى القيام بذلك عن طريق التحاور بوداعة ٍ واحترام . في المرة القادمة التي يسألك فيها احدهم عن سبب ايمانك اشعر بالحرية بالاجابة في وداعة ٍ واحترام . كن مستعدا ً لأن هذا السؤال سيٌطرح عليك إن عاجلا ً أم آجلا ً لا سيما اذا رآك الناس تفعل الخير والصلاح . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
779 - ما من شيء ٍ يمكن ان يكون محبطا ً اكثر من ان تشتري سلعة ً ذات نوعية ممتازة لتكتشف حال اخراجك لها من صندوقها الكارتوني بانها رديئة ، وحينما تنظر الى داخل الصندوق فانك تجد قصاصة صغيرة مكتوب عليها : تم فحصها والتحقق منها . لكن لو تم التحقق منها بصورة صحيحة لكانت السلعة بحالة سليمة ، ولما اصبت انت بخيبة الامل هذه .
في رسالة بطرس الاولى يحذرنا الرسول بطرس من خيبات الامل ويعلّمنا كيف نقترب منها وكيف نتعايش معها وكيف نستفيد منها ايضا ً ، فخيبات الامل هي مجرد اختبارات ٍ او فحوصات ٍ للتحقق من البشر رسالة بطرس الاولى 1 : 4 – 12 4 لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم 5 أنتم الذين بقوة الله محروسون ، بإيمان ، لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير 6 الذي به تبتهجون ، مع أنكم الآن - إن كان يجب - تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة 7 لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح 8 الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد 9 نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس 10 الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء، الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم 11 باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها 12 الذين أعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن، بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء . التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها كتب الرسول بطرس عن المعاناة عدة مرات ٍ في هذه الرسالة . فقد كان قرائه بحاجة الى هذا الحديث عن التجارب لأن المؤمنين تعرضوا لسوء الفهم والمضايقات والتعذيب البدني على ايدي غير المسيحيين ، وقد جائت بعض المعارضة من الرومان وبعضها الآخر من الافراد غير المؤمنين وبعضها الآخر من عائلات المؤمنين انفسهم ، لهذا فقد كتب الرسول بطرس الى المؤمنين المتألمين يقول : " به تبتهجون ، مع أنكم الآن - إن كان يجب - تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة " 1 بط 1 : 6 إن المؤمنين ليسوا من هذا العالم ، فاهدافنا وقيمنا تتعارض جميعها مع اهداف المجتمع وقيمه ، لهذا لا بد للمؤمنين في نهاية المطاف من ان يواجهوا تجارب الرفض بسبب قرارهم الذي اتخذوه بأن يتّبعوا المسيح . اقبل الرفض والمعاناة الناجمين عن ايمانك وانظر الى مثل هذه الاشياء باعتبارها اختبارا ً لك ولايمانك ، فالله سينقيك ويطهرك من خلال هذه المحن والتجارب . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
780 - يقول الكثير من الاطفال : حينما اكبر سوف افعل كل ما اريده ، وحينما يكبرون يحاول البعض منهم القيام بذلك بالفعل فهم ينظرون الى حريتهم في فعل اي شيء ٍ يريدونه كما لو انها شيء ٌ رائع ٌ يفوق الحدود . يعرف الرسول بطرس ان المظاهر يمكن ان تكون خادعة لذلك فهو يحذّر قرائه في رسالته الثانية من الانخداع بفكرة الحرية الكاملة ، وهذه الفكرة التي يحاربها الرسول بطرس انما جائت من المعلمين الكذبة الذين كانوا يروجون لفلسفة : افعل ما يحلو لك . لكن الرسول بطرس يقول : إن تعاليمهم تقيّد الانسان اكثر مما تحرره وهو يقدم بعض الارشادات التي تلائم عصرنا هذا كما كانت تلائم المؤمنين في ذلك الزمان عن علاقة العبد بالسيد
رسالة الرسول بطرس الثانية 12 – 22 12أما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة، طبيعية، مولودة للصيد والهلاك، يفترون على ما يجهلون ، فسيهلكون في فسادهم 13 آخذين أجرة الإثم. الذين يحسبون تنعم يوم لذة. أدناس وعيوب، يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم 14 لهم عيون مملوة فسقا ، لا تكف عن الخطية، خادعون النفوس غير الثابتة. لهم قلب متدرب في الطمع. أولاد اللعنة 15 قد تركوا الطريق المستقيم، فضلوا، تابعين طريق بلعام بن بصور الذي أحب أجرة الإثم 16 ولكنه حصل على توبيخ تعديه، إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقا بصوت إنسان 17 هؤلاء هم آبار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء. الذين قد حفظ لهم قتام الظلام إلى الأبد 18 لأنهم إذ ينطقون بعظائم البطل ، يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة، من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال 19 واعدين إياهم بالحرية، وهم أنفسهم عبيد الفساد. لأن ما انغلب منه أحد، فهو له مستعبد أيضا 20 لأنه إذا كانوا، بعدما هربوا من نجاسات العالم، بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون أيضا فيها، فينغلبون ، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل 21 لأنه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من أنهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم 22 قد أصابهم ما في المثل الصادق: كلب قد عاد إلى قيئه ، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة تتناول رسالة بطرس الثانية موضوع الهرطقات التي كانت تحض المسيحيين على اقتراف الخطايا ، فقد كان المعلمون الكذبة يقولون باننا نستطيع ان نفعل اي شيء ٍ لأن الله سيغفر لنا ، وقد دعوا هذه حرية ، لكن الرسول بطرس يقول بان الله يحررنا من الخطية لكي نتمكن من اطاعته هو لا اطاعة رغباتنا الخاطئة ، فالله لا يحررنا من قيود عمل الصلاح والخير بل يحررنا من هيمنة شهواتنا ورغباتنا . من هو سيدك الحقيقي ؟ هل ستتبع رغباتك وشهواتك وتكون عبدا ً للخطية ام انك ستطيع رغبات الله وتتحرر من قيود الخطية ؟ الخيار يرجع لك وحدك ، لكن كن حكيما ً في اختيارك . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
781 - افترض إن احد اصدقائك يعاني من ازمة ٍ مالية ٍ صعبة ، ما الذي يمكنك فعله له ؟ هل ستساعده على الخروج من هذه الازمة أم انك ستكتفي بتقديم بعض النصائح المالية له ؟ وماذا لو كانت مشكلة صديقك صحية ؟ والأسوأ من هذا ماذا لو كانت مشكلة صديقك قانونية ؟ الى اي مدى ً يمكنك ان تمضي في مساعدة هذا الصديق ؟ في هذه القراءة من الكتاب المقدس يوضح لنا الرسول يوحنا المدى الذي قطعه الرب يسوع في سبيل تخليصنا من مشكلتنا الروحية العويصة : الخطية
رسالة يوحنا الاولى 3 : 11 – 24 11لأن هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء: أن يحب بعضنا بعضا 12 ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة، وأعمال أخيه بارة 13 لا تتعجبوا يا إخوتي إن كان العالم يبغضكم 14 نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة. من لا يحب أخاه يبق في الموت 15 كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه 16 بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة 17 وأما من كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجا، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه 18 يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق 19 وبهذا نعرف أننا من الحق ونسكن قلوبنا قدامه 20 لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا، ويعلم كل شيء 21 أيها الأحباء، إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله 22 ومهما سألنا ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه، ونعمل الأعمال المرضية أمامه 23 وهذه هي وصيته: أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية 24 ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه. وبهذا نعرف أنه يثبت فينا: من الروح الذي أعطانا لقد احبنا المسيح محبة ً عظيمة ً جدا ً الى درجة انه بذل حياته ُ لاجلنا ، فقد مات المسيح على الصليب لكي يدفع اجرة خطايانا وذلك بدافع محبته ِ العظيمة لنا . وهكذا يجب ان يكون عطاؤه الباذل والمضحي هذا مثالا ً لنا على كيف يجب علينا نحن ايضا ً أن نحب بعضنا بعضا ً . ان تحب شخصا ً ما يعني ان تكون مثل يسوع بالنسبة له ، اي ان تنكر نفسك و تضحي لاجله ، والمحبة بهذه الطريقة تتجاهل كل المغريات التي تدفعنا عادة ً الى التصرف بلطف ٍ مع الآخرين في سبيل المنافع الشخصية التي يمكننا ان نجنيها ، فهذه المحبة تضع مصلحة الآخرين فوق مصلحتنا وقد يكون ثمنها باهظا ً احيانا ً ، الكبرياء ، الممتلكات ، الوقت والمال . أجل فقد تكلّفنا هذه المحبة كل شيء . إن اردت بالفعل ان تصل الى الآخرين فقدم لهم ما قدمه الله لك : محبة ً غير مشروطة . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
782 - بعض الناس يعيشون الحياة حزانى بائسين يلفهم حزن ٌ ويغطيهم بؤس . يجرون اقدامهم على الطريق منكسي الرؤوس ، منكسري القلوب ، ضعفاء . حين يرفعون انظارهم يرون السماء ملبدة ً بالغيوم تخفي نور الشمس . اذا اصاغوا السمع المريض تصوروا تغريد الطيور بكاء ً وعويلا ً . اعصابهم متوترة ، عضلاتهم مشدودة ، عيونهم دامعة ، ارواحهم حزينة . يجدون في كل شيء ٍ سببا ً للاكتئاب ، يصرخون كل الوقت بالتذمر والشكوى . ينفثون دخانا ً اسود من اجوافهم يملأ الجو ظلاما ً وسوادا ً واكتئابا ً . اذا حل بهم شر صرخوا وولولوا ، واذا حل بهم خير لا يحسون به . اذا هبت عليهم ريح ضجوا واشتكوا ، واذا مرت بهم نسمة ٌ تشائموا . بعكس هؤلاء هناك من يسيرون في الحياة هاشين فرحين ، حولهم سعادة ٌ وبهجة ، يقفزون في سيرهم ، يرقصون ، اصوات اقدامهم موسيقى ، اقوال افواههم غناء . وجوههم تشع بشاشة وملامحهم تعكس السعادة ، عيونهم تُطلق نظرات نيرة . بسمات شفاههم تبعث اضواء ً مبهرة مبهجة ترطب القلوب وتسعد النفوس . الفرح يملأ النفس قوة ، قوة ً تواجه مشاكل الحياة وتطردها وتغلبها . الفرح يخلق جوا ً مريحا ً رطبا ً يفيض حولك فتشع محبة ً وسلاما ً . الذي يواجه الحياة بقلب ٍ متشائم ٍ حزين تبتلعه دوامات الحياة السوداء . والذي يخترق الحياة بقلب ٍ متفائل مبتهج يمتطي قمم الحياة وينجح . الله مصدر الفرح ، الله يريدنا دائما ً أن نفرح " افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. " (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 16 ) حين يحل روحه القدوس في القلب ينتج ويثمر محبة وفرحا ً وسلاما ً وراحة . الطبل والزمر لن يجلب الفرح ، الملذات والشهوات لن تحقق السعادة " فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ . كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، " (سفر إشعياء 61: 10 ) وينمو الفرح ويكبر بالشكر . الشكر كل حين يأتي بفرح كل حين ، الشكر وقود الفرح . حين تواجه تجربة قاسية ، اشكر ، يتحول حزنها الى فرح ونصرة وغلبة . اذا حل بساحتك حزن ، اشكر ، يخف الحزن ويزول ويختفي ويهرب . حين ينزل بك مرض ، اشكر ، يتقوى الجسم ويصح . الشكر يخلق قوة . اذا هاجمك عدو ٌ غاضب ، اشكر وارفع سلاحك بوجه ٍ مبتسم ، تغلب . داخلك يلون خارجك . الحزن والشكوى يجعلان حياتك مرة . الله داخلك يسعد خارجك . الفرح والشكر يجعلان حياتك ترنيمة .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
783 - كانت منى متشوقة كثيرا ً للحصول على رخصة قيادة ، فحالما تبلغ سن 18 سوف يصطحبها والدها او والدتها الى دائرة فحص السياقة لكي تخضع لفحص القيادة ، وان اجتازت الفحص فسوف تحصل على رخصة قيادة ٍ سارية المفعول ، وهذا يعني مزيدا ً من الحرية ومزيدا ً من المسؤولية . كما ان قيادة السيارة هي امتياز كذلك فان الحرية في المسيح هي امتياز ٌ للمؤمنين ايضا ً . في هذه الرسالة يخاطب الرسول يهوذا المؤمنين الذين تجاوزوا حدودهم في الحرية ، فهو لا يطيق اساءة استخدام هؤلاء لهذا الامتياز الممنوح لهم لانهم تعدوا عن قصد ٍ على قوانين الطريق التي يعرفونها جيدا ً
رسالة يهوذا 1 : 16 – 25 16 هؤلاء هم مدمدمون متشكون ، سالكون بحسب شهواتهم، وفمهم يتكلم بعظائم، يحابون بالوجوه من أجل المنفعة 17 وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح 18 فإنهم قالوا لكم: إنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات فجورهم 19 هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم، نفسانيون لا روح لهم 20 وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس ، مصلين في الروح القدس 21 واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية 22 وارحموا البعض مميزين 23 وخلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد 24 والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج 25 الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور . آمين كتب يهوذا هذه الرسالة الموجزة لتوبيخ المعلمين الكذبة ، فقد كان هؤلاء المعلمون الكذبة يعلمون المؤمنين انهم باستطاعتهم ان يعيشوا حياة لا اخلاقية لأن الله قد سامحهم ، لكن هؤلاء المعلمين الكذبة كانوا مخطئين في ذلك وسوف يعاقبهم الله على تعليمهم المضل هذا كما ورد في الاعداد 5 – 11 والاعداد 14 – 16 ما تزال الهرطقة التي كانت منتشرة في زمن يهوذا شائعة ً في يومنا هذا ايضا ً ، فالكثيرون يحاولون تبرير خطاياهم وافعالهم الخاطئة عن طريق اللجوء الى غفران الله ، لكن الله لم يغفر لنا لكي نستمر في فعل الخطية دون حساب فقد مات المسيح لكي يحررنا من الخطية لا لكي يمنحنا الحرية لعمل الخطية احترس من نظرتك الى حريتك في المسيح ، لا تقترف الخطية عن قصد ٍ وتستخف بغفران الله بعد اشباعك لرغباتك ، فهذه الحرية هي امتياز ٌ يرافقه مسؤولية عظيمة ، لذلك عش حياتك بحكمة ٍ وقداسة ٍ امام الله . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
784 - عندما بدأ يسوع المسيح ارساليته على الارض ابتدأ يجمع التلاميذ حوله . اختارهم من عند بحر الجليل وناداهم ليتبعوه فتركوا قواربهم وشباكهم خلفهم وساروا خلفه . وتجمع حوله اثنا عشر رجلا ً سمعوا دعوته وجاؤوا ليصبحوا صيادي ناس خلفه . زاد الملتفون حوله ، سمعوا تعاليمه ورأوا اعماله وعاينوا معجزاته . ارادوا ان يتبعوه ويكونوا ضمن تلاميذه ، فوضع المسيح شروطا ً لتلمذته . وبينما هم يتزاحمون بكثرة حوله وهم يقتربون منه ليكونوا في رفقته وصحبته ، قال لهم : " «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِه ِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. .......... كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا." (إنجيل لوقا 14: 26 ، 27 ، 34 ) . شروط صعبة وتضحيات ٌ كبيرة واختيار ٌ صعب ًوقرار ٌ كبير ان تكون للمسيح تلميذا ً . تكون للمسيح تلميذا ً . كم من مرة ٍ جائه من يظن نفسه قادرا ً ان يتبع المسيح فيُصدم ويفهم ويُحجم . بينما هم سائرون في الطريق جائه من يقول : " يَا سَيِّدُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي " نظر اليه المسيح وقال : " لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ " ( إنجيل لوقا 9: 58 ) ليس في اتّباع المسيح راحة وليس له مكان اقامة . وقال لآخر اتبعني . فوجئ الرجل وتردد ، قال " يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي»." رأى المسيح تردده فقال له :" دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ . وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ ، وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي . فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ : «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ»." اتّباع المسيح مكلّف ، ليس نزهة او لهوا ً او ارتخاء عزيمة او نعومة يد . السير خلف المسيح اولوية ، لم ينادي بالبغضة ، هو لا يريدك ان تبغض احدا ً لكنه يريدك ان تحسب النفقة جيدا ً ، اتّباع المسيح اول الاهتمامات . بجواره لا منافسة . محبته واتّباعه يتقدمان كل شيء وكل شخص وكل ارتباط . اتّباع المسيح حمل الصليب ، الصليب خشن ٌ ، قاس ٍ ، ثقيل ٌ ، طريقه وعر . العضلات الرخوة تنوء تحت ثقله ، الايدي الناعمة تُجرح وتنزف دما ً . الصليب ليس حملا ً فقط بل هو طريق ٌ للالم والمعاناة والاستشهاد . التلمذة للمسيح تنازل ٌ عن كل الحقوق . احسب النفقة والتكلفة جيدا ً لتتبعه وتسير خلفه .
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
785 -
سفر الرؤيا 4 : 1 - 11 1 بعد هذا نظرت و اذا باب مفتوح في السماء و الصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فاريك ما لا بد ان يصير بعد هذا 2 و للوقت صرت في الروح و اذا عرش موضوع في السماء و على العرش جالس 3 و كان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب و العقيق و قوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد 4 و حول العرش اربعة و عشرون عرشا و رايت على العروش اربعة و عشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض و على رؤوسهم اكاليل من ذهب 5 و من العرش يخرج بروق و رعود و اصوات و امام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة ارواح الله 6 و قدام العرش بحر زجاج شبه البلور و في وسط العرش و حول العرش اربعة حيوانات مملوة عيونا من قدام و من وراء 7 و الحيوان الاول شبه اسد و الحيوان الثاني شبه عجل و الحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان و الحيوان الرابع شبه نسر طائر 8 و الاربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها و من داخل مملوة عيونا و لا تزال نهارا و ليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان و الكائن و الذي ياتي 9 و حينما تعطي الحيوانات مجدا و كرامة و شكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين 10 يخر الاربعة و العشرون شيخا قدام الجالس على العرش و يسجدون للحي الى ابد الابدين و يطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين 11 انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد و الكرامة و القدرة لانك انت خلقت كل الاشياء و هي بارادتك كائنة و خلقت في رؤيا الرسول يوحنا للعرش الذي في السماء شاهد يوحنا الشيوخ الاربعة والعشرين وهم يسجدون لله ويطرحون اكاليل الذهب التي كانت على رؤوسهم امامه ويعلنون ان الرب مستحق ٌ ان يأخذ المجد والاكرام والقدرة ، فبسبب عظمة الله وجد هؤلاء الشيوخ انفسهم يندفعون ويطرحون اكاليل الذهب خاصتهم عند قدمي الرب يسوع المسيح . وكيف لا يفعلون ذلك فما فعله الرب يسوع ليكون مستحقا ً للمجد والكرامة والقدرة يفوق استيعاب جميع البشر . اليست ولادة يسوع خير دليل وبرهان على ذلك حينما اخلى يسوع خالق الكل نفسه وجاء الى هذه الارض كطفل ٍ صغير يعيش في بيئة ٍ بسيطة مع حقيقة انتصاره ِ على الخطية والموت . اعط ِ الله ما يستحقه من مجد ٍ واكرام . اسجد له واعبده بخشوع تماما ً كما فعل الاربعة والعشرون شيخا ً . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
786 - بين الحين والآخر تعرض لنا نشرات الاخبار تقريرا ً عن شخص ٍ يتخذ موقفا ً معارضا ًلاحد اشكال العنف او الظلم ، ورغم ان محاولة هذا الشخص قد تبدو عديمة الجدوى الا انه يستمر في الوقوف بثبات ٍ دفاعا ً عن رأيه ِ وموقفه ، وفي بعض الاحيان فانه ينجح في تحقيق هدفه ُ
رؤيا يوحنا اللاهوتي 11 : 3 – 12 3 وسأعطي لشاهدي ، فيتنبآن ألفا ومئتين وستين يوما، لابسين مسوحا 4 هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض 5 وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما، تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما. وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما، فهكذا لا بد أنه يقتل 6 هذان لهما السلطان أن يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في أيام نبوتهما، ولهما سلطان على المياه أن يحولاها إلى دم، وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا 7 ومتى تمما شهادتهما ، فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما 8 وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم ومصر، حيث صلب ربنا أيضا 9 وينظر أناس من الشعوب والقبائل والألسنة والأمم جثتيهما ثلاثة أيام ونصفا، ولا يدعون جثتيهما توضعان في قبور 10 ويشمت بهما الساكنون على الأرض ويتهللون ، ويرسلون هدايا بعضهم لبعض لأن هذين النبيين كانا قد عذبا الساكنين على الأرض 11 ثم بعد الثلاثة الأيام والنصف ، دخل فيهما روح حياة من الله ، فوقفا على أرجلهما. ووقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما 12 وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما: اصعدا إلى ههنا. فصعدا إلى السماء في السحابة، ونظرهما أعداؤهما واجه هذان الشاهدان معارضة ً قوية ً لانهما كانا يخبران كل شخص ٍ عن الخطية والتوبة والدينونة القادمة ، وقد جائت المعارضة من كل شخص ٍ وليس فقط من الاغلبية الساحقة او الاقلية ذات النفوذ . كما ان هذه المعارضة اشتملت على العنف . وحالما رفع الله حمايته عن هذين الشاهدين ، قام الناس بقتلهما والاحتفال بموتهما . ورغم ان هذين الشاهدين كانا على صواب الا ان الناس لم يصغوا اليهما . إن كنت الشخص الوحيد الذي يتمسك بوجهة نظر الله فهذا لا يعني على الاطلاق أن وجهة النظر هذه خاطئة ، فقد تكون الاغلبية هي المخطئة فردا ً فردا ً . وإن كان الامر كذلك فلن تستفيد من وجودك بينهم ، إن كانوا يعتبرونك على خطأ ويعتبرون انفسهم على صواب . أما إن حاولت البقاء مع امثال هؤلاء فلن تجني سوى الاحباط والفشل . وفي حالة هذين الشاهدين كان العالم كله على خطأ . دافع عن الحق حتى ولو كانت هناك فئة ٌ قليلة ٌ تشاركك قناعاتك ، فالحق المتعلق بالله سيبقى ثابتا ً حتى ولو كنت انت الشخص الوحيد الذي تدافع عنه . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
787 - تمر بحياتنا ظروف ٌسعيدة وايام ٌ هنية واوقات راحة ٍ فرِحة . وتحل بحياتنا احداث صعبة وكوارث مؤلمة ولحظات تعاسة حزينة . نقبل الطيب بسعادة وفرح ، نرضى به ونعتبره مكافأة صلاح ٍ فينا نستحقها . ونواجه الردي برفض ٍ وثورة ، بتذمر ٍ وتمرد ، بدهشة ، فنحن لا نستحق ذلك . نتلفت حولنا لنلقي اللوم على الغير ونوجه الاتهام ونعلل اسباب المتاعب بعلل ٍ مختلفة ، ضغوط العمل وثقل الواجبات ، غياب المكافأة وحلول العقاب من رئيس ٍ ظالم ، المشاكل الاقتصادية وضيق ذات اليد وندرة الموارد بسبب سياسات ٍ حكومية . انحراف الابناء وسوء تصرفاتهم وافعالهم لانحراف المجتمع وسوء نظامه . حتى المرض والمشاكل الصحية والوعكات جلبتها التكنولوجيا الحديثة بتلوثاتها . سوء الاحوال الجوية ، البرد والحر ، الفيضان والعواصف من ثقب الاوزون . نتذمر ونشكو ونصرخ بالرفض للاسباب التي تجعل حياتنا صعبة . ننظر من وسط معاناتنا لمن حولنا ، نعاتبهم ونتهمهم ونتطاول عليهم وندينهم . تُصبح الحياة كراهية ً وحقدا ً ، صراعا ً وحربا ً وتزداد تعاسة ً وقسوة . واحيانا ً نتمادى في اتهاماتنا ونتطاول ونلوم الله نفسه عما يحل بنا . تتزايد شكوانا ونغرق في الشك في الله فيخبو ايماننا ونضعف . يعذرنا الناس احيانا ً ويجدون تبريرا ً وعلة ً لعصياننا ورفضنا : مظلوم رئيسه يضطهده ، والقوانين تنهشه ، مطحون ٌ الحياة تعتصره . فيخرج من داخلنا دخان ٌ وغبار ٌ اسود . دخان ٌ وغبار تمرد ٍ وعصيان وثورة . الظروف السعيدة تأتي الينا جميعا ً والاحداث السيئة تحل بنا بلا استثناء . الكل ، كل واحد ، كل انسان ٍ يواجهها ، لا مفر منها لمن يعيش حياتنا . لا تهم الاسباب ، الأسباب متباينة متعددة ، العبرة في كيفية التعامل معها ، هل نرفضها ونعترض عليها ونهاجم من نتصوره سببا ً فيها بحق ٍ او بباطل ؟ هل ننفث غلّنا فيهم ؟ هل ننشب اظافرنا في رقابهم ، نجرح ونمزق ونفترس ؟ ام نقبلها بصبر ٍ واحتمال ، نرفع وجوهنا الى الله نصلي مستنجدين شاكرين ونمد ايدينا الى من يمر في ظروف ٍ مماثلة ، نساعد ونجبر ونتعاطف ونتراحم ؟ هذا يتوقف عليك ، انت صاحب الاختيار و القرار ، في يدك المبادرة ، اما الحرب ومناطحة الصخور ورفس المناخس او الرضا والقبول والشكر . مواجهة العاصفة ومصارعتها او اختراقها والارتفاع فوق امواجها
" اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. " (إنجيل متى 12: 35 ) . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
788 - كان احد الاغنياء يبين لصديقه ِ اتساع املاكه ِ فأخذه الى سطح احدى عماراته ِ واشار نحو الشمال وقال : الى آخر ما ترى عينيك ، كل هذا ملكي .
فقال الصديق متعجبا ً : نعم ، نعم ... ثم حوّله الى الجنوب وقال : والى آخر ما تراه عينيك هو ايضا ً ملكي . فازداد تعجب الصديق وهز رأسه ُ موافقا ً ، ثم قال الصديق : لم اكن اظن ان املاكك بهذا المقدار فقال الغني : لا ، لا ليس هذا كل ما املك ، انظر الى الشرق والى آخر ما تراه عينيك كل هذا ملكي ، وكذلك انظر الى الغرب جميع ما تراه ملكي . فصمت الصديق من كثرة الدهشة ثم اشار باصبعه ِ الى فوق نحو السماء وقال كلمات ٍ قليلة ، ويمكننا ان نخمّن انه كان يفكر في قصة الغني الغبي من العهد الجديد الذي وثق في امواله ِ ولم يأبه لنفسه ِ وروحه ِ ( لوقا 16 : 19 – 31 ) . اننا لا نهاجم الغني ولا غناه سواء أكان في قصة الرب يسوع او في قصة الغني وصديقه ِ ، فقط نحاول ان نبين بأن لا يتكل المرء على امور الزمان وينسى الغِنى الأبدي ، في حين ان الغِنى الأبدي هو الشيء الحقيقي . وكما إن هذا الغِنى الابدي شيء ٌ حقيقي ، هكذا معرفة ابن الله كالمخلّص شيء ٌ حقيقي ٌ ايضا ً ، وكذلك صداقتنا بالرب يسوع شيء ٌ حقيقي وغفران الخطايا شيء ٌ حقيقي بل وبركة يجب ان نتمتع بها هنا على الأرض ، وكذلك قوة الرب يسوع التي تُعطي لنا النصرة على الخطية في كل يوم ، هذه شيء ٌ حقيقي ، وقوة الروح القدس التي تفتح اذهاننا لتفهم المكتوب شيء ٌ حقيقي ، والوسيلة التي يشكّل بها الله حياتنا ويستخدمنا في كَرمه ِ شيء ٌ حقيقي ، وكل هذه متوقفة على اعترافنا بخطايانا وقبولنا التطهير والغفران بدم المسيح ، ثم بتكريسنا حياتنا له والا فاننا نعرّض انفسنا لهلاك ٍ محتوم إن كنا نهمل " خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ " (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 3 ) وهذا ايضا ً وبكل يقين شيء ٌ حقيقي . إن الرجل الحكيم هو الذي يعتبر الأشياء غير المنظورة كما يعتبرها الله ويعمل لها كل حساب ولهذا لا يُنسب له الله الغباء لأن الحكيم هو الذي يسلك بالايمان وليس بالعيان ، فإن الله غير المنظور كشف عن نفسه ِ في شخص الرب يسوع المسيح حتى قال الرب يسوع : " اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ " (إنجيل يوحنا 14: 9 ) ومن المسيح وصليبه ِ نتعلم ان الأله الذي نخافه ونرتعب منه بسبب خطايانا هو اله المحبة ، وان خطايانا التي ملئت الأرض لا نحتاج بسببها ان نتباعد عن الله وذلك لأن المسيح الذي مات على الجلجثة جعل القداسة والعدل يلتقيان في صليبه ِ ويتفقان على سعادتنا ، وهذا " الْمُبَارَكِ" الذي مات على الخشبة يحيا لنا هناك الى الابد ، وقد بين لنا الله محبته " لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. " ُ ( رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 8 ) واصبح" َدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. " (رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 7 ) " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " (إنجيل يوحنا 3: 16 ) . كم تساوي امور الزمان الحاضر في نظرك ؟ هل هي اثمن من امور الابدية ؟ إن امور الزمان تقدر ان تصل اليها بمجهودك أما الامور الابدية فهي عطية من الله . الاولى باقية ما بقيت على الارض تقريبا ً اما الثانية فابدية كالله الابدي . فما هو اختيارك . ثم لمن كل ما هو معك الآن ولمن انت ؟ إن ما معك ليس لك بل لغيرك لأنك ستموت وتتركه . وانت بالذات لمن تكون ، هل انت للسماء أم للجحيم ؟ انتبه وقرر فالابدية شيء ٌ حقيقي ٌ جدا ً . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
789 - ما من شيء ٍ في هذا العالم اروع من يجني المرء ثمر تعبه ِ الشاق الطويل ، فالآباء والامهات يجنون ثمر تعبهم حينما يكبر اطفالهم ويصبحون اعضاء ً فاعلين ومنتجين في المجتمع . في يوم ٍ ما سوف نجني نحن ايضا ً ثمر ايماننا بالرب يسوع المسيح واتباعنا له
رؤيا يوحنا اللاهوتي 21 : 1 – 14 1 ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد في ما بعد 2 وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها 3 وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا: هوذا مسكن الله مع الناس ، وهو سيسكن معهم ، وهم يكونون له شعبا، والله نفسه يكون معهم إلها لهم 4 وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم ، والموت لا يكون في ما بعد ، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد ، لأن الأمور الأولى قد مضت 5 وقال الجالس على العرش : ها أنا أصنع كل شيء جديدا . وقال لي : اكتب: فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة 6 ثم قال لي : قد تم أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية . أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا 7 من يغلب يرث كل شيء ، وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا 8 وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة ، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت ، الذي هو الموت الثاني 9 ثم جاء إلي واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوة من السبع الضربات الأخيرة ، وتكلم معي قائلا: هلم فأريك العروس امرأة الخروف 10 وذهب بي بالروح إلى جبل عظيم عال ، وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله 11 لها مجد الله ، ولمعانها شبه أكرم حجر كحجر يشب بلوري 12 وكان لها سور عظيم وعال ، وكان لها اثنا عشر بابا ، وعلى الأبواب اثنا عشر ملاكا ، وأسماء مكتوبة هي أسماء أسباط بني إسرائيل الاثني عشر 13 من الشرق ثلاثة أبواب ، ومن الشمال ثلاثة أبواب ، ومن الجنوب ثلاثة أبواب ، ومن الغرب ثلاثة أبواب 14 وسور المدينة كان له اثنا عشر أساسا ، وعليها أسماء رسل الخروف الاثني عشر في نهاية التاريخ سوف يدمر الله السماء القديمة والارض القديمة ويخلق سماء ً وارضا ً جديدتين وكاملتين ، وسوف يكون مصير الناس الذين ماتوا في خطاياهم هو البحيرة الملتهبة بالنار والكبريت ، وعلى النقيض من ذلك تماما ً فإن الاشخاص الذين غًُسلوا بدم المسيح سيدخلون مدينة الله المقدسة لكي يعيشوا معه في فرح ٍ ابدي . من المؤكد ان كل شخص ٍ يتوق للعيش في عالم ٍ كامل يخلو من المعاناة والموت والحزن ، كما اننا نتوق ايضا ً لرؤية المحبة ِ والعدالة يسودان في هذا العالم الكامل ، ورغم ان هذا يبدو حلما ً مستحيلا ً الا ان هناك حقيقة ً رائعة ً تقول بأن الله وعد جميع الذين يحبونه بمستقبل ٍ رائع . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
790 - ما ان دخلت الثمرة المحرمة جوف الانسان حتى دخلته الخطية ولوثت داخله . احدثت الخطية فيه ما لم يحدث له من قبل . ناداه الرب فخاف منه واختبأ . لم يعرف الخوف الا بعد ان اقترف الخطية . ملئه الخوف واحتواه بجناحيه السوداوين . منذ ذلك الوقت ولا ينجو انسان من الشعور بالخوف ، الخوف الذي يحصره ويعصره . ونحن نعيش الخوف كل ساعات اليوم ، لا تخلو ساعة من هجمات الخوف علينا . في كل ركن ٍ مظلم نتوقع خطرا ً ونخاف ، وخلف كل منحنى ً في الطريق مجهول ٌ خفي فنرتعب . ترتعش اوصالنا وتتلوى امعائنا وترتجف ركبنا وتتمزق عقولنا من الخوف . لا ينجو احد ٌ من الخوف ، اشجع الشجعان يخاف ، الشجاعة حسن مواجهة الخوف . من حقنا ان نخاف ، لنا الحق ان نخاف فنحن بشر لكن ليس لنا ان نستسلم للخوف . عاش داود النبي هاربا ً من الملك شاول ، كان ينام مفتوح العينين خائفا ً . كان يتصور انعكاس ضوء القمر على ورق الشجر نصلا ً موجها ً نحوه لقتله . صوت دبيب الحشرة بجوار اذنه اقدام جنود شاول جاؤوا يفتكون به . وفي وسط خوفه كان يرفع وجهه الى الله يصلي : " طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي ، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي." ( سفر المزامير 34: 4 ) كان يستدعي الله ليكون معه وسط خوفه . لم يشعر بالامان الا والله معه " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. " (سفر المزامير 23: 4 ) وسط العاصفة في منتصف الليل والظلام يغطي البحر والسفينة والتلاميذ ، صارعوا الامواج وصارعتهم الامواج ، قاوموا الريح وكسّرت الريح شراعهم . وسط هدير الموج ، وسط زئير الرعد ، وسط طعنات البرق ، وسط الزوبعة جاء المسيح ماشيا ً على الموج ، فوق البحر ، فوق العاصفة ، فزاد فزعهم وخوفهم . هدر صوته وعلا فوق كل صوت ، قال لهم : " أَنَا هُوَ، لاَ تَخَافُوا " (إنجيل يوحنا 6: 20 ) وهرب الخوف بحلوله ، جمع اذيال ثوبه وجرى واختفى حين رأوا المسيح .
وسط العواصف التي تحل بك يأتي المسيح ويقول : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " (إنجيل مرقس 5: 36 ) في اعماق الهاوية التي لا قرار لها واقدامك لا تجد موطئا ًلها ، يقول : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " وسط المعركة الروحية الرهيبة حولك والاسلحة مشرعة ٌ ضدك تسمع : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " وانت ملقى ً ضعيفا ً عاجزا ً والموت يحوم حولك يقول لك : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " كن شجاعا ً ، الشجاعة ستأتي اليك حين تراه بعين الايمان معك . لا تخاف الخوف ، الخوف ليس قاتلا ً . لن يقتلك الخوف ابدا ً ، واجه الخوف بالايمان . انتظره تجده بجوارك |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
791 - كثيرا ً ما نسمع البعض يقولون : إن نهاية العالم باتت وشيكة ً وانه من الافضل لنا ان نغير طرقنا . إن كل يوم ٍ جديد ٍ يجعل مجيء الرب ثانية ً اقرب من اليوم السابق . ولا يخفى علينا ان كل اسبوع ٍ جديد يحمل معه العديد من التحذيرات من انصار البيئة واخصائيي التغذية ورجال الدين والسياسة وغيرهم ، لكن للاسف الشديد فقد توقف الناس منذ زمن ٍ بعيد عن الاصغاء الى تحذيرات أمثال هؤلاء الاشخاص بحجة انهم متشددون او متطرفون في هذه المواضيع . من المرجّح ان الناس تجاوبوا بالطريقة نفسها مع نوح ، ومع ذلك فقد كان نوح هو الشخص الوحيد البار في نظر الله . لا يذكر لنا الكتاب المقدس ان الناس سخروا من نوح لكنه يبين لنا بوضوح انهم لم يصغوا اليه او الى كلام الله
سفر التكوين 6 : 9 – 22 9هذه مواليد نوح: كان نوح رجلا بارا كاملا في أجياله. وسار نوح مع الله 10 وولد نوح ثلاثة بنين : ساما، وحاما، ويافث 11 وفسدت الأرض أمام الله، وامتلأت الأرض ظلما 12 ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض 13 فقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلما منهم. فها أنا مهلكهم مع الأرض 14 اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر. تجعل الفلك مساكن، وتطليه من داخل ومن خارج بالقار 15 وهكذا تصنعه: ثلاث مئة ذراع يكون طول الفلك، وخمسين ذراعا عرضه، وثلاثين ذراعا ارتفاعه 16 وتصنع كوا للفلك، وتكمله إلى حد ذراع من فوق. وتضع باب الفلك في جانبه. مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله 17 فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت 18 ولكن أقيم عهدي معك ، فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك 19 ومن كل حي من كل ذي جسد، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرا وأنثى 20 من الطيور كأجناسها ، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها. اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها 21 وأنت، فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك، فيكون لك ولها طعاما 22 ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل لقد شرع نوح في بناء السفينة حالما امره ُ الله بذلك ، ويبدو ان الله حذر أناس آخرين من قرب وقوع الكارثة لكنهم على ما يبدو لم يتوقعوا حدوثها ، ففي كل يوم يسمع آلاف الناس عن دينونة الله الحتمية ومع ذلك لا يؤمن الغالبية منهم بأن ذلك سيحدث بالفعل . لا تتوقع ان يتقبل الناس او أن يقبلوا رسالتك عن دينونة الله القادمة على الخطاة ، فالاشخاص الذين لا يؤمنون بالله سيسخرون من دينونة الله ويحاولون اقناعك بانكار الله ايضا ً . لاحظ عهد الله مع نوح بأن يحفظه سالما ً ، بعد ذلك اعقد العزم على فعل كل ما يطلبه الله منك رغم المعارضات وثق بأن الله قادر ٌ على ان ينجّيك من الطوفان . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
792 - نحن نقيم نصبا ً تذكارية احتفاء ً باللحظات العظيمة او الاشخاص العظماء ، لكن النصب التذكارية ليست مجرد وسيلة لتذكيرنا ، فحينما نقيمها فنحن نريد بالدرجة الاولى ان نمجّد شيئا ً ما او ان نكرم شخصا ً ما او ان نجعل من حدث ٍ ما نموذجا ً يُحتذى . بعد الطوفان بوقت ٍ قصير اقام الله عهدا ً مع نوح ونسله ، لكن سرعان ما نسي الناس الله وصلاحه وتحريره ُ ودينونته ووعده ، وصاروا مفتونين بانفسهم الى درجة انهم قرروا تشييد نصب ٍ تذكاري لانفسهم ، وهكذا فقد بنى هؤلاء برجا ً لتمجيد عظمتهم ، لكن عوضا ً عن ذلك اصبح ذلك البرج نصبا ً تذكاريا ً لغباوة الانسان وغطرسته
سفر التكوين 11 : 1 – 9 1 وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة 2 وحدث في ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك 3 وقال بعضهم لبعض : هلم نصنع لبنا ونشويه شيا. فكان لهم اللبن مكان الحجر، وكان لهم الحمر مكان الطين 4 وقالوا: هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء. ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض 5 فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما 6 وقال الرب: هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه 7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض 8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض ، فكفوا عن بنيان المدينة 9 لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض. ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض قام الاشخاص في هذه القصة ببناء برج بابل كي يراه العالم اجمع ، ومن المرجح ان هذا البرج كان هيكلا ً هرمي الشكل من النمط السائد في بابل انذاك . قد لا يقوم الناس في يومنا هذا ببناء تماثيل او معابد او اهرامات لكنهم ما يزالون يقيمون نصبا ً تذكارية كالملابس الباهظة الثمن ، المنازل الكبيرة ، السيارات الفارهة ، الوظائف المرموقة كي يجلبوا الانظار الى انفسهم . قد لا تكون هذه الممارسات خاطئة في حد ذاتها لكن حينما نستخدمها لاظهار هويتنا وقيمتنا فانها تحتل مكان الله في حياتنا . إن الله يعطينا الحرية في النمو في العديد من المجالات لكنه لا يمنحنا حرية استبداله . عند قرائتك للآيات افحص مواقف عمال البناء في القصة وفكر : ما هي الابراج التي تقوم ببنائها في حياتك ؟ اهدم اي شيء ٍ من شأنه ِ أن يحتل مكان الله في حياتك . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
793 - لا يمكن لاي علاقة ٍ وثيقة ٍ بين اثنين ان تستمر بدون ثقة ، وكما هو حال الماسة الكبيرة فإن الثقة هي اعظم واثمن واندر عنصر ٍ في كل علاقة ، فما اصعب بناء الثقة وما اسهل فقدانها . يبدأ هذا المقطع الكتابي بواحد ٍ من ابرز الأحداث في الكتاب المقدس ، ابرام يتلقى دعوة ً من الله . إن دعوة ابرام هي التي انشأت العهد الذي اختار الله بموجبه الشعب العبراني القديم ليكون شاهدا ً له في كل الارض . وقد ادى انتقال ابرام الى كنعان والتحديات التي واجهها هناك اثناء عيشه مع ابن اخيه لوط الى زيادة ايمانه بذات الطريقة التي تعمل فيها تحديات الحياة على صقل ايماننا ، ومع هذه الدعوة جاء سؤال الله لابرام : هل تثق بي ؟
سفر التكوين 12 : 1 – 9 1وقال الرب لأبرام : اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك 2 فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة 3 وأبارك مباركيك ، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض 4 فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط . وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران 5 فأخذ أبرام ساراي امرأته ، ولوطا ابن أخيه ، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران. وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى أرض كنعان 6 واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض 7 وظهر الرب لأبرام وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض. فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له 8 ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته . وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق . فبنى هناك مذبحا للرب ودعا باسم الرب 9 ثم ارتحل أبرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب قطع الله وعدا ً لابرام بان يباركه ويجعله عظيما ً لكن بشرط ٍ واحد : أن يفعل ابرام ما يأمره الله به . وكان هذا يعني ان يترك ابرام ارضه ُ وعشيرته ُ واصدقائه ، وان يرتحل الى ارض ٍ جديدة حيث وعده الله ان ينشئ امة ً عظيمة ً من نسله ِ . وهكذا اطاع ابرام امر الله وترك بيته ُ ومكان راحته ِ وصدّق وعد الله له بالمزيد من البركات في المستقبل . لقد آمن ابرام بالله وعبّر عن ايمانه ِ هذا من خلال اعماله ِ . من الصعب ان يحيا المرء بالايمان . نحن نعرف الماضي ويمكننا ان نشعر بنوع ٍ من الأمان في الحاضر أما المستقبل فيبقى مجهولا ً ومحفوفا ً بالمخاطر . ومع ذلك حينما يسير الله امامنا فيمكننا ان نسير خلفه ُ واثقين كل الثقة بأن طريقه ُ هي الأفضل |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
794 - كثيرة هي الاشياء التي تدل على مقدار انزعاجنا من الانتظار ، فنحن نكره الوقوف على الاشارة الضوئية الحمراء ، وفي اغلب الاحيان حينما يقول لنا احدهم : انتظر قليلا ً فاننا نميل الى الاعتذار قائلين : لا استطيع شكرا ً . لا عجب اذن ان رجل الله ابرام وزوجته ساراي توقفا عن انتظار الرب ، فنحن نرى في هذه الآيات ان ايمانهما ضعف وسقط حينما اتفقا على اقحام الجارية هاجر في عملية تكوين اسرة لهما . لكن على الرغم من هذا القرار المندفع لابرام وساراي الا ان الله اعاد تأكيد وعده ِ لهما وابرم عهد الختان الذي كان بمثابة علامة دائمة على علاقته مع نسل ابرام
سفر التكوين 16 : 1 – 6 1 وأما ساراي امرأة أبرام فلم تلد له. وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر 2 فقالت ساراي لأبرام : هوذا الرب قد أمسكني عن الولادة . ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين . فسمع أبرام لقول ساراي 3 فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها، من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان ، وأعطتها لأبرام رجلها زوجة له 4 فدخل على هاجر فحبلت . ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها 5 فقالت ساراي لأبرام : ظلمي عليك أنا دفعت جاريتي إلى حضنك ، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها . يقضي الرب بيني وبينك 6 فقال أبرام لساراي : هوذا جاريتك في يدك . افعلي بها ما يحسن في عينيك. فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها سفر التكوين 17 : 15 – 19 وقال الله لإبراهيم : ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي ، بل اسمها سارة 16 وأباركها وأعطيك أيضا منها ابنا. أباركها فتكون أمما، وملوك شعوب منها يكونون 17 فسقط إبراهيم على وجهه وضحك ، وقال في قلبه : هل يولد لابن مئة سنة ؟ وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة 18 وقال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش أمامك 19 فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق . وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده حينما وهبت ساراي جاريتها هاجر الى زوجها ابرام كان كلاهما يفعل ذلك بحكم الاعراف والتقاليد السائدة آنذاك ، وما من شك ان هذا التصرف يكشف عن ضعف ايمانهما بأن الله سيتمم وعده ، وبسبب هذا القرار المتهور بدأت بعض المشاكل في الظهور . والشيء نفسه يحدث حينما نحاول القيام بعمل الله بانفسنا . كان الوقت بمثابة اختبار ٍ حقيقي ٍ لايمان ابرام وساراي ولمدى استعدادهما للسماح لله بلعمل في حياتهما . وفي كثير ٍ من الاحيان ينبغي علينا نحن ايضا ً ان ننتظر ، فحينما نطلب شيئا ً ما من الله ويكون الانتظار امرا ً لا مفر منه فاننا نميل الى القيام بالامر بانفسنا والتدخل في خطط الله . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
795 - متى كانت آخر مرة سمعت فيها احدهم يقول : - هذا ليس عدلا ً - قد تكون هذه العبارة قد صدرت عن صبي ٍ صغير ٍ منذ بضعة دقائق او ربما تذكر انك قلتها بنقسك منذ زمن ليس ببعيد . يعاني الكثيرون من حساسية ٍ تجاه مقاييس العدالة لا سيما حينما نعتقد باننا قد ظُلمنا . لقد واجه ابراهيم وسارة صعوبة في تصديق الملائكة الثلاثة وهم يكررون احد وعود الله المحددة لهما . من جهة ٍ أخرى كان عدم ايمان سدوم وعمورة قاطعا ً لدرجة ان الله اهلك السكان جميعا ً . بين الحالتين يأتي لوط الذي كان على ما يبدو يفكر في نفسه ِ بالدرجة الاولى
سفر التكوين 19 : 15 – 29 15ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين: قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة 16 ولما توانى، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة 17 وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال: اهرب لحياتك. لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة. اهرب إلى الجبل لئلا تهلك 18 فقال لهما لوط: لا يا سيد 19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك، وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي، وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فأموت 20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة. أهرب إلى هناك. أليست هي صغيرة ؟ فتحيا نفسي 21 فقال له: إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا، أن لا أقلب المدينة التي تكلمت عنها 22 أسرع اهرب إلى هناك لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى تجيء إلى هناك. لذلك دعي اسم المدينة صوغر 23 وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر 24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء 25 وقلب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض 26 ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح 27 وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب 28 وتطلع نحو سدوم وعمورة، ونحو كل أرض الدائرة، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون 29 وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم، وأرسل لوطا من وسط الانقلاب. حين قلب المدن التي سكن فيها لوط هل كان الله ظالما ً لاهل سدوم وعمورة ؟ في الحقيقة ان عدل الله واضحا ً وضوح الشمس ، فقد وافق اولا ً ً على ان يصفح عنهم في حالة وجود عشرة اشخاص ابرار ، وثانيا ً اظهر رحمة ً عظيمة تجاه لوط الذي كان على ما يبدو الرجل الوحيد في المدينتين الذي له علاقة ٌ بالله ، وثالثا ً اظهر صبرا ً عظيما ً مع لوط الى درحة انه ارغمه على ترك سدوم قبل ان يهلكها . تذكّر طول اناة الرب حينما تبدأ في التفكير بانه اله ٌ ظالم ، فجميع الناس بمن فيهم الاتقياء يستحقون قصاصه ُ . اثناء نمونا الروحي ينبغي علينا ان نزيد من عمق احترامنا لله بسبب غضبه ِ من الخطية وان نزيد من عمق محبتنا له بسبب صبره وطول اناته علينا حينما نخطئ . |
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
796 - كم مرة ً احسست بالظلم في العمل ؟ كم مرة ميّز رئيسك زميلك الأقل منك خبرة ً أو كفاءة ً عنك ، او استاذك الذي لم يعطيك حقك الكافي من التقدير العلمي الذي تستحقه او تخطاك في وظيفة ٍ في السلك الجامعي ، فقط لأنك تحمل اسم المسيح ؟ يمتلئ الكتاب بكثير ٍ من الآيات التي تدعو احباء المسيح الى الصبر وانتظار الرب إذ يقول : " انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ. " (سفر المزامير 27: 14 ) ويقول : " إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ. " ( سفر حبقوق 2: 3 ) ويقول ايضا ًُُ : " وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. " (سفر إشعياء 40: 31 )
" انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ " (سفر المزامير 37: 7 ) وغيرها الكثير . كما ان الله يكره الاعتماد على غيره ِ إذ يقول : " لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. " (سفر المزامير 146: 3 ) " الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ. " (سفر المزامير 118: 9 ) ففي من تضع ثقتك او من تنتظر ليرد لك المسلوب ؟ اقول لك : " انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ " فانه وان تأنى يستجيب . |
الساعة الآن 09:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025