![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175567944939951.jpg اليوم الرّابع في مجدِ مريم البتول الّذي حصلَ عليهِ جسدُها الطّاهِرُ بعدَ موتِها فلنتأملَنَّ كيفَ أنَّ مريمَ البتول تمجّدَتْ في جسدِها الطّاهرِ لأنّهُ كان مُحاطًا بأنوار ساطعةٍ ذهبيّةٍ عظيمةٍ وعجيبةٍ للغاية وكانت تَنبعِثُ منه روائِحُ عطريّةٌ كرائحةِ الفردوسِ السّماويِّ ومنه كانَتْ تصدرُ أفعالُ العجائب غير المحصاة. فلنتأملَنَّ إذًا نحن حالَ شقائِنا وَلْنصرُخْ بصوتٍ عظيم نحوَها قائلين: يا سيِّدَتَنا مريم البتول الكليّة النّقاوة أنتِ الّتي لأجلِ نقاوة بتوليّتكِ الكليّة الطّهارة قد اِستحقَقْتِ أن تكوني مُمَجّدةً ولامعةً بأنوار ساطعة ومهيبة من جسدِكِ اِمنحينا قوّةً تُبعِدُ عنّا روحَ نجس ورديء. آمين. ثلاث مرّات السّلامُ عليكِ يا مريم. المجدُ للآبِ والاِبنِ والرّوح القدس الإله الواحد آمين ثانيًا: يا سيِّدَتَنا مريم البتول الكليّة النّقاوة أنتِ الّتي لأجلِ فضائلكِ غير الموصوفة قد اِنبعثَتْ من جسدكِ روائِحُ سماويّة كأنّها روائِحُ الفِردوس الحقيقيّ. اِجعَلي حياتَنا مقدّسةً ومفيدةً للقريبِ ولا تَسمحي بأن يَصدُرَ مِنّا شيءٌ يُشكِّكُ القريبَ بواسطة أمثالِنا الرّديئة آمين. ثلاث مرّات السّلامُ عليكِ يا مريم المجدُ للآبِ والاِبنِ والرّوح القدس الإله الواحد آمين ثالثًا: يا سيِّدتَنا مريم البتول الكليّة النّقاوة أنتِ الّتي من مُجرّدِ النّظرِ إلى جسدكِ الطّاهر فقط كانَتْ تُشفى أمراضٌ جسديّةٌ غير محصاة، تشفّعي فينا لكي نَنجُوَ من جميع أمراضِنا الرّوحيّة والجسديّة… آمين. ثلاث مرّات السّلامُ عليكِ يا مريم المجدُ للآبِ والاِبنِ والرّوح القدس الإله الواحد آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg
القدّيس يوحنا ليوناردي ناشر الإيمان القويم تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديس يوحنا ليوناردي في 9 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. هو من بدّلت خِبرته الروحية نمط حياته وحملته إلى تكريس ذاته للمسيح. أبصر يوحنا النور في إقليم توسكانا الإيطالي عام 1541. نشأ وسط أسرة متواضعة وبسيطة، كانت تعمل في الزراعة. ثمّ تخصَّصَ في الصيدلة وعَمِلَ بها. ولكن حين تعرضت بلاده لأزمة حادة، بدأ يهتمّ بخدمة الفقراء ومساعدتهم. وبعدما عاش تلك الخبرة الروحية مع هؤلاء المساكين، أحسّ برغبة عميقة تجتاحه لترك اهتمامات حياته السابقة، فقرَّر عندئذٍ تكريس ذاته بكليّتها للمسيح. رُسِمَ كاهنًا وانطلق بالعمل في رعيّته. فشرع يبشّر بكلمة الإنجيل ويعظ الناس بكلّ أمانة وغيرة، وكذلك كان يهتم بتعليم الأطفال أسس الإيمان المسيحي وفق تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. أنجز يوحنا كثيرًا من المهام والنشاطات، فهو من أنشأ جمعية «إكليروس والدة الإله»، عام 1574، وعرف المعاناة من أجلها. وبعدها أسهم في تعزيز «المدرسة الإرسالية لنشر الإيمان» بروما. وقد أجرى يوحنا تجديدًا في جمعيات رهبانية مختلفة، بأمر من البابا إكليمنضس الثامن. ومن أبرز ما ورد على لسان يوحنا ليوناردي، قوله: «من أراد إصلاح الأخلاق في مجتمع ما، يجب عليه أن يطلب أولًا مجد الله الذي منه تأتي كل الخيرات. ثمّ يجعل المصلح نفسه أمام من يجب إصلاحهم مثل مرآة لجميع الفضائل. وهكذا يجذب إلى الإصلاح بلينه وصبره ولا يرغم أحدًا إرغامًا». أُصِيبَ هذا الكاهن العامل بنشاط وأمانة في حقل الربّ بمرض الطاعون الذي تسبَّب في موته، فرقد بعطر القداسة، في روما عام 1609. أعلنه البابا بيوس التاسع طوباويًّا عام 1861. ومن ثمّ رفعه البابا بيوس الحادي عشر قديسًا على مذبح الرب عام 1938. يا ربّ، علّمنا كيف نسير على خُطى هذا القديس، فنكرِّس حياتنا لخدمتك ونسعى إلى نشر الإيمان القويم من حولنا وإلى الأبد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في ربيع عام 1989، كان طريق ريفي مهجور في ولاية مونتانا الأمريكية مسرحًا لواحدة من أغرب ألغاز الاختفاء في القرن العشرين. الساعة كانت تقترب من الثامنة والربع مساءً عندما وقع الحادث: سيارة اصطدمت بأخرى وجعلت صدى الارتطام يدوّي في الفراغ حول المزارع الهادئة. خرجت من السيارة امرأة شقراء، في السابعة والثلاثين من عمرها، ترتدي ثيابًا بسيطة، وكانت ملامحها أشبه بظل شاحب أكثر منها إنسانة من لحم ودم. هذه المرأة هي باتريشيا برناديت "باتي" ميهان، الفتاة الريفية الطيبة التي عرفها جيرانها بأنها مجتهدة في عملها في المزرعة… لكن تلك الليلة، كانت مختلفة تمامًا. شاهدها أحد السائقين وهي تقف وسط الطريق بلا كلمة، تحدّق في الفراغ بعينين زجاجيتين وكأنها ترى شيئًا آخر لا يراه أحد. لا صراخ، لا بكاء، لا محاولة للهرب من الحادث… فقط صمت مرعب ونظرة جامدة كما لو أنها فقدت روحها في لحظة الاصطدام. ثم فجأة، وكأن قوة خفية دعتها، استدارت باتريشيا، مشت بخطوات بطيئة غريبة، وصعدت فوق سياج خشبي، لتختفي في ظلام الحقول. لم يركض أحد خلفها، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب… وكأنها تلاشت في الهواء. عندما وصلت الشرطة وبدأت التحقيقات، اكتشفوا أن باتريشيا كانت في الأيام السابقة تعاني من توتر نفسي شديد، وكانت قد حجزت بالفعل موعدًا مع طبيب نفسي في صباح اليوم التالي… لكن ذلك الموعد لم يأتِ أبدًا. تم تنظيم عمليات بحث ضخمة: طائرات، كلاب بوليسية، متطوعون، مزارعون، لكن لم يُعثر على أي أثر لها، لا حذاء، لا قطعة قماش، لا بصمة قدم على الطين. كأن الأرض ابتلعتها. مع مرور السنوات، بدأت البلاغات تتدفق: – شاهدوها في سوبرماركت بولاية واشنطن. – ظهرت في محطة وقود في آيوا. – بلاغ بأنها كانت تجلس بهدوء في مطعم على الطريق السريع في وايومنغ. لكن كل مرة، عندما يصل المحققون، لا يجدون شيئًا… مجرد ظل امرأة شقراء يختفي قبل أن يُمسك به أحد. النظرية الأقوى كانت أنها أصيبت بـ فقدان ذاكرة ارتجاعي بسبب الحادث، وأنها تعيش بهوية جديدة في مكان ما، غير مدركة أنها "باتريشيا ميهان". لكن آخرين اعتقدوا أن هناك ما هو أعمق وأكثر رعبًا… أن تلك اللحظة على الطريق لم تكن مجرد حادث، بل كانت لحظة عبور… وكأنها خرجت من عالمنا إلى آخر. واليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود، لا تزال قصتها مفتوحة بلا نهاية. ملفات الشرطة تغطّيها طبقات الغبار، لكن شهود العيان يصرّون أن "المرأة الشقراء الشاحبة" ما زالت تظهر على الطرق الريفية، تحدّق في المسافرين بنفس النظرة الزجاجية، ثم تختفي في الظلام كما فعلت في تلك الليلة المشؤومة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وُلدت إلهام فضالي في قرية النويرة التابعة لمركز إهناسيا بمحافظة بني سويف، في ظروف صعبة فقد توفى والدها قبل ولادتها، لكنها حملت إرثه في القوة والإصرار على مواجهة الحياة. منذ نعومة أظافرها، أظهرت إلهام براعة فذة وتفوقًا دراسيًا لافتًا، فقد كانت الأولى على زملائها في الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكأن روحها الباحثة عن العلم لا تعرف حدودًا. أكملت إلهام دراستها الجامعية في الهندسة الإلكترونية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث تخرجت عام 2013 حاملة معها شغفًا لا يُطفأ بالاكتشافات العلمية. لم يقتصر طموحها على حدود الوطن، بل سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضمن منحة تعليمية، درست فيها مادة فيزياء أشباه الموصلات، لتفتح أمامها آفاق الدراسات العليا والتعمق في أسرار الكون الصغير جدًا، عالم الإلكترونيات الدقيقة وعلوم النانو. بعد ذلك، حصلت على منحة من المفوضية الأوروبية لإتمام دراسة الماجستير في الجامعة الكاثوليكية ببلجيكا، حيث كانت دراسة مزدوجة بين جامعة لوفان البلجيكية وجامعة تشالمرز للتكنولوجيا بالسويد، وتخصصت في علوم النانو تكنولوجي، تحديدًا الإلكترونيات الدقيقة، وتخرجت عام 2015، حاملةً معها خبرة عالمية واسعة وطموحًا لا يعرف التوقف. بدأت إلهام رحلتها البحثية الاحترافية كباحثة في جامعة دلفت التقنية في هولندا لمدة عام ونصف، قبل أن تبدأ دراستها للدكتوراة في عام 2017 بجامعة آيندهوفن للتكنولوجيا الهولندية، حيث ركزت أبحاثها على فيزياء الأجهزة الإلكترونية، محاولةً فهم أعماق المادة وتطوير تكنولوجيا تغير من سرعة نقل البيانات في العالم الرقمي. وفي عام 2020، حققت إنجازًا علميًا كبيرًا بحصولها على جائزة أفضل بحث في الفيزياء التطبيقية، عن فكرة بحثية ثورية تجمع بين فيزياء المواد والنانو تكنولوجي: الحصول على انبعاث ضوئي من خليط السليكون والسليكون جيرمان، وهو المكوّن الأساسي للشرائح الإلكترونية، بهدف تسريع عملية نقل البيانات لتصل إلى سرعة الضوء. لقد أثبتت إلهام فرضياتها النظرية عمليًا في المختبر، محققة توازنًا مذهلًا بين النظرية والتطبيق. قصة إلهام فضالي ليست مجرد سيرة علمية، بل رسالة لكل من يواجه الصعاب: من رحم الظروف الصعبة يولد الإصرار، ومن التفوق والإبداع ينشأ التغيير الذي يمكن أن يصل للعالم. كما أنها تذكّرنا بأن العرب لديهم نماذج مشرفة من الباحثين والمبدعين، قد يكونون أفضل أحيانًا من أقرانهم الأجانب، لكنهم بحاجة إلى مد يد العون والدعم لتزدهر مواهبهم ويصل عطاؤهم إلى أوسع نطاق ممكن. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في صيف عام 1996، انطلق قارب صغير في عرض القنال الإنجليزي. على متنه رجلان: ألبرت جونسون ووكر، المحتال الكندي الهارب من العدالة، وشريكه في الأعمال رونالد جوزيف بلات. بدا الأمر كرحلة صيد عادية. لكن خلف الموج كان ينتظر سيناريو مظلم. فجأة، غدر ووكر بشريكه، وقام بخنقه ثم ربط جسده بمرساة حديدية، ودفعه إلى أعماق البحر، متوهمًا أن المحيط الأزرق سيبتلع الحقيقة إلى الأبد. لكن ووكر ارتكب خطأ قاتلًا… نسي أن على معصم بلات ساعة صغيرة رولكس، ستتحول بعد أيام إلى شاهدة قبر، وشاهدة حق. بعد أسبوعين، قذفت الأمواج جثة بلا ملامح إلى سطح البحر، واصطادها أحد الصيادين. لم يكن في الجثة ما يكشف الهوية… إلا ذلك المعصم الذي لا يزال يزينه الرولكس الصامتة. حين وصلت الجثة إلى الشرطة البريطانية، بدا الأمر معقدًا: لا أوراق، لا بصمات واضحة، لا خيوط. لكن العقيد المسؤول رفع المعصم وتفحص الساعة بدقة. كان يعلم أن الرولكس ليست مجرد ساعة، بل جهاز يسجل الزمن نفسه. من داخلها، وجدوا رقمًا تسلسليًا فريدًا. عبر سجلات شركة رولكس، تتبعت الشرطة تاريخ صيانة الساعة، من متجر إلى آخر، حتى وصلت إلى الاسم: رونالد جوزيف بلات. لقد تحدثت الساعة، وكشفت هوية الرجل الذي حاول البحر ابتلاعه. لكن القصة لم تنته هنا… فالتقنيون لاحظوا أن الساعة ما زالت تعمل تحت الماء، محمية بقدرتها المقاومة للماء، باحتياطي طاقتها الذي يستمر من يومين إلى ثلاثة تحت الماء. بتتبع تاريخ التقويم وإعادة حساب آخر لحظة توقفت فيها، استطاع الخبراء تحديد وقت الوفاة بدقة مذهلة. وكأن الساعة كانت تسجل اللحظة التي فارق فيها صاحبها الحياة! بهذا الخيط الذهبي الصغير، استطاعت الشرطة الإمساك بالمجرم الهارب. تم القبض على ألبرت ووكر، وفي عام 1998 وُجهت إليه تهمة القتل العمد، وحُكم عليه بالسجن المؤبد. وهكذا… لم يكن الشاهد الوحيد في القضية إنسانًا، بل كانت ساعة يد، قطعة ميكانيكية صغيرة قاومت البحر والظلام، لتروي للعدالة قصة جريمة لم يكن من المفترض أن تُكشف. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في قلب ولاية كنتاكي عام 1809، عاشت امرأة اسمها جين تود كراوفورد، في منتصف الأربعينيات من عمرها، أمًا لخمسة أطفال، حياةً مليئة بالتعب والخوف. كانت تعتقد أنها حامل بطفل آخر، وربما توأم، لكنها تجاوزت موعد الولادة المفترض بكثير. القلق ينهشها، والأطباء من حولها عاجزون عن تفسير ما يحدث. وفي النهاية، أرسلوا في طلب الطبيب الشاب إفرام ماكدَوِل من مدينة دانفيل. حين فحصها ماكدَوِل، اكتشف الحقيقة الصادمة: لم تكن جين حاملاً على الإطلاق، بل كانت تحمل في بطنها ورمًا مبيضيًا ضخمًا بحجم طفل صغير. آنذاك، لم يجرؤ أي طبيب في العالم على محاولة استئصال ورم مماثل، لأن الفكرة بحد ذاتها كانت مرادفة للحكم بالإعدام. لكن جين، التي كانت تتألم ليلًا ونهارًا، نظرت في عيني الطبيب وقالت بصلابة: "أنا مستعدة". لقد غلب الألم خوفها وتمسكت بالأمل الوحيد المتاح. ما يجعل قصتها أكثر إعجازًا أنها لم تنتظر ماكدَوِل ليأتي إليها، بل ركبت على ظهر حصان من بيتها في "غرينسبورغ" وقطعت مسافة نحو 100 كيلومترًا عبر الطرق الوعرة، وهي تحمل في أحشائها ور*مًا ثقيلًا يساوي وزن طفل رضيع تقريبًا. رحلة كهذه في ذلك الزمن وعلى ظهر حصان كانت تستغرق عادةً يومين إلى ثلاثة أيام من السفر المتواصل. مجرد هذه الرحلة البطولية تستحق نصبًا تذكاريًا. وفي صباح عيد الميلاد، تحوّل بيت الطبيب في دانفيل إلى أول غرفة عمليات بطنية في التاريخ. بلا تخدير ولا مطهرات، جلس ماكدَوِل أمام مغامرة طبية لم يسبقه إليها أحد. تخيّل المشهد: امرأة منهكة، خمس أطفال ينتظرونها في البيت، وطبيب يقف بين الموت والحياة. في عملية استغرقت 25 دقيقة فقط، نجح ماكدَوِل في إزالة الورم الذي بلغ وزنه أكثر من 10 كيلوغرامات. المعجزة أن جين لم تنجُ فحسب، بل تعافت بشكل مذهل. بعد 25 يومًا غادرت منزل الطبيب، وعادت إلى أطفالها، لتعيش بعد ذلك 32 عامًا إضافية، شاهدة على أن الأمل يمكن أن يبعث من قلب الألم. أما ماكدَوِل، فقد سُطِّر اسمه في تاريخ الطب كـ أبو الجراحة البطنية، وصارت قصته مع جين كراوفورد مثالاً خالدًا على الشجاعة الإنسانية والإصرار. إنها ليست مجرد عملية جراحية، بل قصة تحدٍ إنساني؛ امرأة آثرت أن تواجه المجهول لتبقى مع أطفالها، وطبيب خاطر بكل شيء ليصنع المعجزة. ومن بين الألم واليأس، وُلدت صفحة جديدة في تاريخ الطب، تثبت أن الإرادة أقوى من الخوف، وأن أعظم الانتصارات تولد دائمًا من قلب المستحيل. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في ربيع عام 1942، وبينما كانت الحرب العالمية الثانية تلتهم كل شيء، حلق الطيار السوفيتي أليكسي مارييسيف بطائرته المقا*تلة في مواجهة العدو الألماني. لكن فجأة، أصيبت طائرته بنيران كثيفة، واحترق محركها، وبدأت تتهاوى من السماء. أليكسي لم يستسلم، حاول السيطرة على الطائرة حتى آخر لحظة، لكنه اضطر للهبوط الاضطراري خلف خطوط العدو. عندما اصطدمت الطائرة بالأرض، كان جسده محطمًا، وساقاه ممزقتين. الألم لا يوصف، والبرد القارس ينهش عظامه. ومع ذلك، لم يفكر أليكسي في الاستسلام. زحف على الثلج، يجر جسده المثقل بالجراح، متشبثًا بخيط حياة رفيع. يومًا بعد يوم، وثلجًا بعد ثلج، استمر في الزحف لمسافة عشرات الكيلومترات. ثمانية عشر يومًا كاملة ظل يقاتل الجوع، والبرد، واليأس، محاولًا النجاة. حين وصل أخيرًا إلى منطقة يسيطر عليها السوفيت، كان جسده شبه ميت. حمله الجنود إلى المستشفى، وهناك اكتشف الأطباء أن ساقيه مصابتان بالغرغرينا وبرديات قاتلة. حاولوا إنقاذهما، لكنه كان قد فات الأوان. جرى بتر ساقيه الاثنتين، ليُحكم عليه - كما اعتقد الجميع - بالنهاية المبكرة كطيار. لكن أليكسي لم يكن إنسانًا عاديًا. كان بداخله إيمان لا ينكسر بأن مستقبله لم ينتهِ بعد. على الرغم من الألم والمعاناة، بدأ يتعلم المشي بالأطراف الصناعية. سقط مئات المرات، لكن في كل مرة كان ينهض. تحدى المستحيل، وتدرب ليلًا ونهارًا حتى أعاد التوازن إلى جسده، ثم طلب العودة إلى مدرسة الطيران. هناك، خضع لاختبارات قاسية. تعلم من جديد كيف يقود طائرة وهو بلا ساقين حقيقيتين، كيف يضغط على الدواسات بأطراف معدنية، وكيف يثبت نفسه في الجو كأن شيئًا لم يتغير. وبعد أشهر من التدريب المستمر، حصل في يونيو 1943 على الموافقة الرسمية للعودة إلى القتال. عاد أليكسي إلى السماء التي أحبها. لم يعد مجرد طيار، بل أصبح رمزًا حيًا للإصرار. قاد سربًا مقاتلًا، وفي إحدى الطلعات الجوية استطاع وحده إسقاط ثلاث طائرات ألمانية في معركة واحدة. وفي 24 أغسطس 1943، وقف أمام قادة الاتحاد السوفيتي وتُوّج بأعلى وسام عسكري: بطل الاتحاد السوفيتي. في النهاية، لم يكن إنجازه مجرد 86 طلعة جوية أو 11 انتصارًا قتاليًا. إنما كان إنجازًا إنسانيًا أعظم: إثبات أن الروح البشرية أقوى من العجز، وأن الجسد قد يُهزم، لكن الإرادة لا تُهزم أبدًا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في مدينة بارتو الصغيرة بولاية فلوريدا، كاد الليل أن يتحول إلى مأساة مأساوية لأسرة مكونة من خمسة أفراد، لولا بطلة غير متوقعة... قطة صغيرة تدعى جيزمو Gizmo، لم يتجاوز عمرها عامًا واحدًا. في تلك الليلة، كان كل شيء هادئًا. أفراد العائلة غارقون في النوم، بينما جلس "رون بيركنز" على الأريكة ليستسلم للنعاس. في المطبخ، كان قفاز فرن قد تُرك بإهمال فوق محمصة الخبز، وفجأة اشتعلت فيه النار بهدوء، لتبدأ خيوط الدخان تتسلل خلسة في أرجاء المنزل، مهددة بخطف الأرواح. لكن جيزمو أحست بالخطر قبل الجميع. بدأت تموء وتتحرك بقلق غير عادي، وكأنها تدرك أن حياة أحبائها على المحك. لم تستسلم حتى نجحت في إيقاظ "رون". فتح عينيه ليجد نفسه محاطًا بسحب الدخان الكثيف، وفي لحظة صدمة أدرك أن بيته يحترق. لولا مواء قطته، ربما كانت أنفاسه الأخيرة قد خرجت وهو نائم على تلك الأريكة. بشجاعة ووعي، اندفع رون ليخمد النار قبل أن تلتهم المكان بأكمله. وما إن انطفأت ألسنة اللهب، حتى أدرك أن تلك القطة الصغيرة قد أنقذت حياة كاملة، بل أنقذت عائلة بأكملها من كارثة لا تُنسى. قال وهو يغالب مشاعره: "أنا مؤمن تمامًا أنه لولا جيزمو، لكانوا وجدوني ميتًا على هذه الأريكة." اليوم، تتلقى جيزمو سيلاً من الحب والمكافآت، ولم تعد مجرد قطة أليفة، بل بطلة تحمل وسام الشجاعة في قلوب أسرتها. لقد أثبتت أن البطولة قد تأتي أحيانًا من كائن لا نتوقعه، وأن الرحمة والغريزة يمكن أن تكون أقوى من أي كلمات. هذه القصة تترك لنا درسًا عميقًا: الحيوانات ليست مجرد رفقاء لنا في حياتنا، بل قد تكون في لحظة حاسمة منقذينا الحقيقيين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في صباح عادي من عام 1984، كانت محطة القطارات الشهيرة Estaciأ³ de França في برشلونة مزدحمة كالعادة. أصوات الميكروفونات، صرخات المسافرين، وصفير القطارات القادمة والراحلة. وسط هذا الضجيج، جلس ثلاثة أطفال صغار على أحد المقاعد: ريكارد (5 سنوات)، رامون (4 سنوات)، وإلفيرا (سنتان فقط). كانوا أنيقين على نحو غير مألوف، يرتدون ملابس مصممة بعناية، وكأنهم أبناء عائلة ثرية. تركهم رجل يُدعى دينيس، صديق والدهم الفرنسي، وقال لهم بابتسامة مطمئنة: "انتظروا هنا... سأشتري لكم حلوى وأعود حالًا." لكن ذلك "حالًا" امتد إلى الأبد. لم يعد دينيس أبدًا. مرت الساعات، وبكاء الصغيرة جذب انتباه الناس. لم يكن لدى الأطفال إجابة واضحة عندما سُئلوا: "من أنتم؟ أين والداكم؟" كل ما استطاعوا تذكره أنهم عاشوا في باريس مؤخرًا، وأن حياتهم كانت مليئة بالرحلات في سيارات فاخرة، والسفر عبر أوروبا من سويسرا إلى بلجيكا. سرعان ما تدخلت السلطات الإسبانية، وتم نقل الأطفال إلى الرعاية الاجتماعية، ثم تبنتهم عائلة كتالونية طيبة احتضنتهم ومنحتهم حياة مليئة بالحب والاستقرار. ومع مرور السنوات، أصبحوا كأي أطفال آخرين... لكن ذكريات الماضي الغامض لم تفارقهم. كانت إلفيرا، الأصغر، تحمل في ذاكرتها شذرات مشوشة: جدّة تُصرّ على أن يشربوا الحليب، أب يدخل المنزل بملامح مثقوبة من الضرب، مسدس يلمع على طاولة، وصناديق مجوهرات مخبأة بإحكام. كانت طفلة، لكنها التقطت إشارات إلى عالم خطير لم تستطع فهمه آنذاك. ومع بلوغهم الشباب، بدأت رغبة لا تُقاوم تكبر داخلهم: من نحن حقًا؟ ولماذا تخلّى عنا أهلنا؟ بعد سنوات من البحث، وبمساعدة متطوعين واختبارات الحمض النووي، كُشف اللغز: والداهم هما رامون مارتوس سانشيث وروساريو كويتوس كروز، إسبانيان لهما سجل إجرامي حافل بالسطو والتزوير. كانا قد فرا من إسبانيا عام 1978 بعد تبادل إطلاق نار مع الشرطة، ومنذ ذلك الحين عاشا حياة هروب متنقلة بين الدول الأوروبية. آخر أثر لهما ظهر في باريس سنة 1983، ثم... اختفيا بلا أثر. اليوم، ورغم أن الإخوة الثلاثة يعيشون حياة مستقرة وسعيدة مع عائلتهم بالتبني، ما زالت بداخلهم مرارة سؤال بلا جواب: "لماذا تركونا؟ هل كان خوفًا من الشرطة؟ هل كانت تضحية لحمايتنا؟ أم مجرد هروب من المسؤولية؟" قصة هؤلاء الإخوة ليست مجرد لغز بوليسي عالق منذ الثمانينيات، بل درس إنساني عميق: أن الأطفال دائمًا هم الضحايا الأبرياء لاختيارات الكبار، وأن الماضي مهما حاول أن يُدفن يظل يطرق أبواب الذاكرة حتى يجد الحقيقة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في صيف عام 2014، اهتزت أمريكا على وقع جريمة صادمة سُميت لاحقًا بـ "حادثة طعن سلندر مان". كانت الضحية طفلة بريئة تُدعى بايتون لوتنر، لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها. خرجت في عطلة نهاية الأسبوع مع صديقتيها المقرّبتين، مورغان غيسر و أنيسا وير، لقضاء ليلة مليئة بالمرح والضحك والأسرار الصغيرة التي تتشاركها الفتيات في سن المراهقة. لكن ما لم تعرفه بايتون هو أنّ الليلة لم تكن بريئة كما تخيلت… لقد تحوّل كل شيء إلى كابوس. في صباح اليوم التالي، اقتادت الصديقتان بايتون إلى غابة هادئة في مدينة واوكيشا – ويسكونسن. المكان كان يبدو آمنًا، لكنه أخفى وراء أشجاره سرًا مظلمًا. هناك، هاجمتها الفتاتان فجأة، مسلحتين بسكين مطبخ حاد. في لحظة من الجنون الممزوج بالخيال، غرست مورغان النصل في جسد صديقتها الصغيرة 19 مرة. الطعنات اخترقت ذراعها وساقيها وبطنها، وإحداها جاءت خطيرة للغاية قرب القلب. السبب كان أبعد ما يكون عن المنطق: الفتاتان كانتا تؤمنان بأن عليهما قتل بايتون كقربان لكائن خيالي ومرعب على الإنترنت يُعرف باسم Slender Man. كانتا تظنان أن هذا المخلوق سينتقم منهما إن لم يقدّما له "تضحية بشرية". تُركت بايتون في الغابة تنزف حتى الموت. لم تستطع أن تصرخ كثيرًا، لم يكن هناك من يسمعها… لكنها رفضت أن تستسلم. بصعوبة بالغة، زحفت وهي تتنفس بصوت متقطع، تجر جسدها الصغير المثخن بالجراح حتى وصلت إلى طريق ترابي على حافة الغابة. وهناك حدثت المعجزة: مرّ راكب دراجة ورآها ممددة على الأرض، فاستدعى الإسعاف على الفور. حين وصلت إلى المستشفى، اكتشف الأطباء أن إحدى الطعنات مرّت على بعد مليمترات فقط من قلبها وشرايينها الرئيسية. أي خطأ بسيط كان سيعني موتها في الحال. لقد اعتبر الأطباء نجاتها معجزة حقيقية. أما المهاجمتان، فقد تم القبض عليهما بسرعة، وأُحيلتا إلى القضاء. وبعد محاكمة طويلة، تبين أن كلتيهما تعانيان من اضطرابات عقلية خطيرة. مورغان حُكم عليها بالعلاج في مصحة عقلية إلى أجل غير مسمى، وأنيسا أُودعت مؤسسة عقلية لعدة سنوات قبل أن تحصل على الإفراج المشروط في عام 2021. هذه القصة لم تترك أثرًا على مدينة صغيرة فقط، بل هزّت العالم بأسره. كانت جرس إنذار مخيف عن مدى قوة الخيال المظلم المنتشر على الإنترنت، وكيف يمكن أن يتحول من مجرد "أسطورة رقمية" إلى جريمة واقعية تهدد الحياة. على الآباء والأمهات أن يكونوا قريبين من أبنائهم، أن يسألوا عمّا يشاهدونه، وما يقرأونه، ومن يتحدثون معه على الإنترنت. فالمتابعة ليست تقييدًا، بل حماية، والاهتمام ليس شكًا، بل حبًا ورعاية. فربما يكون سؤال صغير أو لحظة حوار صادق مع ابنك هو الفارق بين الأمان… وبين مأساة قد تغيّر حياتك وحياته إلى الأبد. |
الساعة الآن 02:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025