منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 12:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وصية حفظ السبت بقصد تركيز الأذهان على ترقب مجيء المخلص
محررنا من عبودية إبليس، واهب الراحة الحقة.
وكما يقول القدِّيس أكليمندس الإسكندري:

[إننا نتمسك بالسبت الروحي حتى مجيء المخلص،
إذ استرحنا من الخطية].
ويقول القديس أغسطينوس:

[(فيه) نستريح ونرى، نرى ونحب،
نحب ونسبح، هذا ما سيكون في النهاية التي بلا نهاية].

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 12:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


وصايا خاصة بعلاقتنا بالله:

1. الارتباط بالله وحده دون آخر سواه (وصية 1)، هذا الإله تعرفنا على أسراره خلال تجسد الكلمة (مت 11: 27).
يقول القديس أغسطينوس: [إنه عندما تحدث السيِّد المسيح مع اليهود عن تحررهم من العبودية قالوا له إنهم لم يُستعبدوا قط لإنسان (يو 8: 31-36)، مع أن يوسف بيع عبدًا (تك 37: 28)، ووجد أنبياء قديسون في الأسر (2 مل 24؛ حز 1)، كما سقط الشعب تحت عبودية فرعون (خر 1: 14)، حتى في أيام السيِّد المسيح كانوا خاضعين للجزية للدولة الرومانية (مت 22: 15-21). ما أراده السيِّد المسيح هو أن يحررهم من عبودية الأنا، الكبرياء الفارغ، لكنهم فهموا الحرية بمفهوم جسداني].
2. الامتناع عن عبادة التماثيل (وصية 2) حتى لا ننحرف إلى عبادة الأوثان [إقامة تماثيل في القلب مثل حب الذات وحب الاقتناء إلخ].
إن كان موسى النبي يشهد بأن الله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء، إلاَّ أنه في نفس السفر يؤكد أن الآب لا يموت بخطية ابنه أو العكس (تث 24: 16)، كيف؟
يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: [بأن النص الأول يخص الأبناء الذين يكملون مكيال آبائهم ويصيرون أشر منهم].
3. عدم النطق باسم الله باطلا (وصية 3). في القديم كان القسم باسم الله علامة تكريم الله ومخافته لذلك سُمح به، أما في العهد الجديد فإذ ارتفع الإنسان إلى مستوى النضوج الروحي يليق به إلاَّ يحلف البتة (مت 5). تهتم الوصية بتقديس الفم؛ وعندما تحدث الرسول بولس عن فساد البشرية وأن الجميع زاغوا وفسدوا معًا، اهتم بالفم، إذ يقول: "حنجرتهم قبر مفتوح، بألسنتهم قد مكروا سم الأصلال تحت شفاههم، وفمهم مملوء لعنة ومرارة" (رو 3: 13-14).
4. حفظ السبت (وصية 4؛ راجع خر 20). سبق لنا الحديث عن السبت وحفظه وطقوسه في شيء من التفصيل، وقد لاحظنا أنه في جوهره ليس وصية ثقيلة يلتزم بها المؤمن لكنه عيد مفرح يعكس روح البهجة على الجماعة كلها، وعلى كل مؤمن مع أهل بيته والغرباء النازلين عنده، وعلى الأجراء والعبيد، بل ويعكس راحة حتى على الحيوانات.
أعطت أسفار العهد القديم تركيزًا خاصًا على وصية حفظ السبت بقصد تركيز الأذهان على ترقب مجيء المخلص، محررنا من عبودية إبليس، واهب الراحة الحقة.
وكما يقول القدِّيس أكليمندس الإسكندري: [إننا نتمسك بالسبت الروحي حتى مجيء المخلص، إذ استرحنا من الخطية].
ويقول القديس أغسطينوس: [(فيه) نستريح ونرى، نرى ونحب، نحب ونسبح، هذا ما سيكون في النهاية التي بلا نهاية].
يظهر الاختلاف بوضوح في الوصية الرابعة الخاصة بتقديس يوم السبت. في (سفر الخروج 31: 13) طالبنا الله بتقديس يوم السبت لأنه خلق العالم في ستة أيام، لذا يليق بنا أن نقدسه، أي نكرس اليوم السابع لتقديم العبادة والشكر للخالق. أما هنا فيقدم تعليلًا جديدًا، وهو تقديس يوم السبت من أجل أعماله الخلاصية وتجديد حياتنا، فهو الذي أطلقنا من عبودية إبليس (فرعون) ودخل بنا إلى كنعان السماوية. الآن صار الرب سبتنا، فيه يجد الآب راحته نحونا ونحن نجد راحتنا.
يذكرهم الرب بمرارة العبودية التي عاشوها في مصر، حاسبًا خروجهم هو السبت أو الراحة التي خلالها تمتعوا بالحرية. فالسبت الحقيقي هو أن نقدم للغير روح الحرية حتى لا تتمرر نفوسهم في مذلة. فالسبت هو انطلاق النفس بالحب نحو كل الإخوة وحتى نحو الحيوانات والطيور، مشتاقًا أن يتمتع الكل بالراحة الحقّة.
إن كان السبت هو "خروج" الإنسان من عبودية إبليس، لذا صار سبتنا هو يوم الأحد بكونه خروجنا تحت قيادة السيِّد المسيح، مختفين فيه، لنخرج من عبودية إبليس إلى حرية مجد أولاد الله.

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


وصايا خاصة بعلاقتنا بأقربائنا في الرب:

إكرام الوالدين (وصية 5): بعد تقديم وصايا خاصة بعلاقة المؤمن بالله، يقدم الوصايا الخاصة بعلاقته بالإنسان، فيبدأ بعلاقته بالوالدين. من لا يعرف كيف يكرم والديه اللذين يراهما ويتلامس معهما حسيًا، كيف يمكنه أن يكرم الله أباه السماوي؟‍ في هذه الوصية أضاف ما اقتبسه الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (أف 6: 3): "لكي تطول أيامك ولكي يكون لك خير على الأرض التي يُعطيك الرب إلهك" [16].
طول الحياة لا يعني المعنى الحرفي بل تمتع الإنسان بالخير، فاللحظات التي عاشها الجنين يوحنا المعمدان في بطن أمه أليصابات كانت مملوءة ثمارًا أكثر من القادة شيوخ إسرائيل الذين جحدوا الإيمان وقاوموا الحق. لذلك قيل إن يومًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة عنده كيومٍ واحدٍ. حسابات الله غير حساباتنا البشرية. يقول سليمان الحكيم: "الخاطئ وإن عمل شرًا مائة مرة وطالت أيامه إلاَّ إني أعلم أنه يكون خير للمتقين الله الذين يخافون قدامه، ولا يكون خير للشرير، وكالظل لا يطيل أيامه، لأنه لا يخشى قدام الله" (جا 8: 12-13).

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


وصايا خاصة بعلاقتنا بالمجتمع في الرب:

جاءت الوصايا الخمس الأخيرة معًا كأنها وصية واحدة.
"لا تقتل، ولا تزن، ولا تسرق، ولا تشهد على قريبك شهادة زور، ولا تشته امرأة قريبك، ولا تشته بيت قريبك، ولا حقله، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره ولا حماره، ولا كل ما لقريبك" [17-21]. بهذا أوضح موسى النبي وحدة الوصايا. وكما يقول يعقوب الرسول: "لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرمًا في الكل" (يع 2: 10).
6. لا تقتل (وصية 6) وقد أوضح السيِّد المسيح أن الإنسان قد يقتل بلسانه (مت 5).
7. لا تزنِ (وصية 7) طالبنا رب المجد بطهارة القلب الداخلية (مت 5).
8. لا تسرق (وصية 8).
9. لا تشهد على قريبك بالزور (وصية 9).
10. لا تشته امرأة قريبك ولا بيته ولا حقله (وصية 10). ذلك متى انشغل القلب بالله نفسه فيشبع ويفيض بالحب عوض طلب ما هو للآخرين.
* حقًا إن شرائع الله تئن بصوتٍ عالٍ حين ترى فسادًا عظيمًا على الأرض.
القدِّيس باسيليوس الكبير

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
* حقًا إن شرائع الله تئن بصوتٍ عالٍ
حين ترى فسادًا عظيمًا على الأرض.



القدِّيس باسيليوس الكبير

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg



"هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار والسحاب والضباب
وصوت عظيم ولم يزد.
وكتبها على لوحين من حجر وأعطاني إيَّاها" [22].
أوضح موسى النبي أن هذه الوصايا قدمت في جو من الرهبة العجيبة. إن كانت النار مرهبة، فإن رهبتها تزداد أكثر في وسط الظلمة. أكد النبي: "ولم يزد"، بمعنى أن وصايا الله كاملة، لا تحتاج إلى زيادة.
النار والسحاب والضباب [22]. سمع الشعب الرعد ولكن موسى سمع الكلام (يو 12: 29؛ أع 9: 7). فكان موسى وسيطًا بين الله والناس (غلا 3: 19) كرمز للسيِّد المسيح (شرح تث 34: 10).
كتبت الوصايا على لوحين من حجر: "وكتبها على لوحين من حجر وأعطاني إيَّاها" [22]. نحتها على حجرين حتى لا يستطيع إنسان أن يُغير شيئًا فيها.
يشير الحجران إلى القلب، إذ صار قلب الإنسان حجريًا، ويحتاج إلى الوصية الإلهية لكي تنقش بإصبع الله عليه. وضع موسى النبي اللوحين في تابوت العهد الذي يشير إلى الحضرة الإلهية. يقول القدِّيس يوحنا الحبيب: "وانفتح هيكل الله في السماء، وظهر تابوت عهده في هيكله، وحدثت بروق وأصوات ورعود وزلزلة وبرد عظيم" (رؤ 11: 19).

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg



تسلمه الشريعة:

23 «فَلَمَّا سَمِعْتُمُ الصَّوْتَ مِنْ وَسَطِ الظَّلاَمِ، وَالْجَبَلُ يَشْتَعِلُ بِالنَّارِ، تَقَدَّمْتُمْ إِلَيَّ، جَمِيعُ رُؤَسَاءِ أَسْبَاطِكُمْ وَشُيُوخُكُمْ 24 وَقُلْتُمْ: هُوَذَا الرَّبُّ إِلهُنَا قَدْ أَرَانَا مَجْدَهُ وَعَظَمَتَهُ، وَسَمِعْنَا صَوْتَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. هذَا الْيَوْمَ قَدْ رَأَيْنَا أَنَّ اللهَ يُكَلِّمُ الإِنْسَانَ وَيَحْيَا. 25 وَأَمَّا الآنَ فَلِمَاذَا نَمُوتُ؟ لأَنَّ هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ تَأْكُلُنَا. إِنْ عُدْنَا نَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِنَا أَيْضًا نَمُوتُ. 26 لأَنَّهُ مَنْ هُوَ مِنْ جَمِيعِ الْبَشَرِ الَّذِي سَمِعَ صَوْتَ اللهِ الْحَيِّ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ مِثْلَنَا وَعَاشَ؟ 27 تَقَدَّمْ أَنْتَ وَاسْمَعْ كُلَّ مَا يَقُولُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُنَا، وَكَلِّمْنَا بِكُلِّ مَا يُكَلِّمُكَ بِهِ الرَّبُّ إِلهُنَا، فَنَسْمَعَ وَنَعْمَلَ. 28 فَسَمِعَ الرَّبُّ صَوْتَ كَلاَمِكُمْ حِينَ كَلَّمْتُمُونِي وَقَالَ لِي الرَّبُّ: سَمِعْتُ صَوْتَ كَلاَمِ هؤُلاَءِ الشَّعْبِ الَّذِي كَلَّمُوكَ بِهِ. قَدْ أَحْسَنُوا فِي كُلِّ مَا تَكَلَّمُوا. 29 يَا لَيْتَ قَلْبَهُمْ كَانَ هكَذَا فِيهِمْ حَتَّى يَتَّقُونِي وَيَحْفَظُوا جَمِيعَ وَصَايَايَ كُلَّ الأَيَّامِ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ وَلأَوْلاَدِهِمْ خَيْرٌ إِلَى الأَبَدِ. 30 اِذْهَبْ قُلْ لَهُمْ: ارْجِعُوا إِلَى خِيَامِكُمْ. 31 وَأَمَّا أَنْتَ فَقِفْ هُنَا مَعِي فَأُكَلِّمَكَ بِجَمِيعِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي تُعَلِّمُهُمْ فَيَعْمَلُونَهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيهِمْ لِيَمْتَلِكُوهَا. 32 فَاحْتَرِزُوا لِتَعْمَلُوا كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. لاَ تَزِيغُوا يَمِينًا وَلاَ يَسَارًا. 33 فِي جَمِيعِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ تَسْلُكُونَ، لِكَيْ تَحْيَوْا وَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ وَتُطِيلُوا الأَيَّامَ فِي الأَرْضِ الَّتِي تَمْتَلِكُونَهَا.

"فلما سمعتم الصوت من وسط الظلام والجبل يشتعل بالنار تقدمتم إليَّ جميع رؤساء
أسباطكم وشيوخكم.
وقلتم هوذا الرب إلهنا قد أرانا مجده وعظمته وسمعنا صوته من وسط النار هذا اليوم.
قد رأينا أن الله يكلم الإنسان ويحيا.
وأما الآن فلماذا نموت؟ لأن هذه النار العظيمة تأكلنا إن عدنا نسمع صوت الرب إلهنا أيضًا نموت.
لأنه من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحيّ يتكلم من وسط النار مثلنا وعاش.
تقدم أنت واسمع كل ما يقول لك الرب إلهنا وكلمنا بكل ما يكلمك به الرب إلهنا فنسمع ونعمل.
فسمع الرب صوت كلامكم حين كلمتموني وقال لي الرب سمعت صوت كلام هؤلاء الشعب
الذي كلموك به قد أحسنوا في كل ما تكلموا.
يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني ويحفظوا جميع وصاياي كل الأيام لكي يكون
لهم ولأولادهم خير إلى الأبد.
اذهب قل لهم ارجعوا إلى خيامكم.
وأما أنت فقف هنا معي فأكلمك بجميع الوصايا والفرائض والأحكام التي تعلمهم فيعملونها
في الأرض التي أنا أعطيهم ليمتلكوها.
فاحترزوا لتعملوا كما أمركم الرب إلهكم لا تزيغوا يمينًا ولا يسارًا.
في جميع الطريق التي أوصاكم بها الرب إلهكم تسلكون لكي تحيوا ويكون لكم خير وتطيلوا
الأيام في الأرض التي تمتلكونها" [23-33].
لم يعد يحتمل الشعب أكثر مما رأى من نار تتقد في الجبل، وكان الصوت الإلهي الرهيب خارجًا من وسط الظلمة. لهذا طلب من موسى أن يتقدم لاستلام الشريعة نيابة عن الشعب كله. أدرك الشعب أنه لا يقدر أن يرى أكثر أو يسمع أكثر وإلاَّ ماتوا، مع شوق حقيقي للاستماع أكثر فأكثر، لذا طلبوا من موسى النبي أن يكمل المسيرة. العجيب أن هذا الطلب حدث بعد فترة قليلة من رغبتهم في قتله ورجمه (خر 17: 4).
أراهم أيضًا مدى اهتمام الله بهم، فإنهم إذ كانوا يتحدثون معه اهتم الله بهذا الحديث كمن هو مشغول بهم ولكلماتهم. "فسمع الرب صوت كلامكم حين كلمتموني، وقال لي الرب: سمعت صوت كلام هؤلاء الشعب الذي كلموك به وقد أحسنوا في كل ما تكلموا" [28].
الله المهتم بهم يطلب أن تكون قلوبهم مملوءة تقوى تطابق ما تنطق به ألسنتهم: "يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني، ويحفظوا جميع وصاياي كل الأيام لكي يكون لهم ولأولادهم خير إلى الأبد" [29]. لقد أظهروا بشفاههم أنهم يطلبون مزيدًا من الأحاديث الإلهية أو الشرائع التي يقدمها عن طريق موسى كنائبٍ عنهم، لكن الله يطلب قلوبهم وليس مجرد شفاههم.
يُعلن القلب هنا عن الشوق الحقيقي والرغبة الصادقة والحب العميق، كما يمثل الإرادة الإنسانية الحرة. ليطلبوا بكامل حريتهم، فإنه وإن كانت قلوبهم قد صارت باردة يحولّها إلى نار إلهية ملتهبة، وإن كانت قد تحجرت تمامًا ينقش وصاياه عليها بإصبعه، فيجعل من القلب لوحين للشهادة، مقدسين للرب، وشاهدين للكلمة الإلهية.
* إذ أود أن أُظهر شوق الله العظيم نحو خلاصنا اسمعوا ماذا وعد الشعب بعد معاصيهم الكثيرة لكي يسيروا في الطريق المستقيم، قائلًا: "من يهبهم قلبًا هكذا يكون فيهم حتى يتقوني ويحفظوا وصاياي كل أيامهم، لكي يكون لهم ولأولادهم خير إلى الأبد؟" . وإذ كان موسى يحاورهم قال: "فالآن يا إسرائيل ماذا يطلب منك الرب إلهك إلاَّ أن تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه؟" (تث 10: 12).
ذاك الذي هو مهتم أن نحبه، ويصنع كل شيء بهذا الهدف لم يشفق على ابنه الوحيد من أجل حبه لنا، حاسبًا أنه أمر محبوب لديه إن تصالحنا معه في أي وقت، فكيف لا يرحب بنا ويحبنا إن تُبنا؟.
القديس يوحنا الذهبي الفم


Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg



عيَّن الله موسى النبي رسولًا له يتسلم الشريعة من فمه الإلهي. "وأما أنت فتقف هنا معي، فأكلمك بجميع الوصايا والفرائض والأحطام التي تعلمهم فيعملونها في الأرض التي أنا أعطيهم ليمتلكوها" [31].
* هذا ما قيل لموسى: "لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة" (خر 3: 5)، لا يقف أحد ما لم يقف بالإيمان، ما لم يقف ثابتًا مصممًا بقلبه. في موضع آخر نقرأ: "وأما أنت فقف هنا معي" (تث 5: 31). كل عبارة منهما إنما نطق بها الرب مع موسى، بمعنى قف معي، إن وقفت بثبات في الكنيسة. لأن الموضع ذاته مقدس، نفس الأرض مثمرة بالقداسة ومخصبة بمحاصيل الفضائل.
لتقف إذن في الكنيسة، لتقف حيث أظهر لك، وحيث أكون معك. حيث توجد الكنيسة يوجد أعظم مكان راسخ لراحة فكرك، فيه تجد عونًا لنفسك، فأظهر لك في العليقة.
أنت هو العليقة وأنا النار. النار ملتهبة في العليقة، إنني في الجسد. لذلك فأنا هو النار، أهبك النور، واستهلك أشواكك، أي خطاياك، وأظهر لك نعمتي.
إذ تقف بثبات في قلبك أطرد الذئاب التي تطلب أن تجد فريسة...
القديس أمبروسيوس


Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg



"فاحترزوا لتعملوا كما أمركم الرب إلهكم. لا تزيغوا يمينًا ولا يسارًا" [32].
بقوله هذا يريدنا أن نحترز للعمل كأمر الرب، أي نقبل بفرح إرادته الإلهية تحتل إرادتنا، أو نقبل أن يشكل إرادتنا لتصير مطابقة لإرادته، فإن كنا نخسر الإرادة الذاتية الضعيفة لكننا ننعم بما هو أعظم، نحمل بإرادتنا الحرة إرادة الله عاملة فينا.
أما غاية هذه الإرادة فهي السلوك في طريق الحق والبرّ، بكونه طريقًا مستقيمًا، يحملنا إلى حضن الآب، ويدفع بنا إلى أمجاد داخلية مع شركة مجد سماوي. ما هو هذا الطريق إلاَّ ذاك الذي قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة".

Mary Naeem 15 - 08 - 2025 01:12 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


لا أزيغ عنك يمينًا ولا يسارًا

* وهبتني وصاياك طريقًا للحق.
يحملني روحك ويقودني في الطريق الملوكي.
لا أزيغ يسارًا بالشهوات والرجاسات.
بل أسير في الطريق الملوكي وأبلغ أحضان أبيك.
أنت هو الطريق والحق والحياة.
* قدمت لي الوصايا العشر من وسط النار.
ليصر قلبي نارًا ملتهبة فتتكلم في داخلي.
تنقش على قلبي الحجري وصاياك الإلهية.
وتجعل من أعماقي تابوت عهدٍ لك.
* لأحفظ وصاياك بروحك الناري.
فلا أرى إلهًا غيرك.
يتسع قلبي لك فيحمل فيه البشرية المحبوبة لديك.
أصير أيقونة حيّة لك.
وأتشبه بك يا من ليس لك شبيه!


الساعة الآن 05:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025