![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg إِنَّ فِكرَةَ المَسيحِ المُتَأَلِّم لَم تَكُنْ مُناقِضَةً لِإِعلانِ العَهدِ القَديم، بَل مُطابِقَةً تَمامًا لِشَهادَةِ الشَّريعَةِ وَالأَنبِياءِ الَّذينَ مَثَّلَهُم موسى وَإيليّا. فالنَّاموسُ وَالأَنبِياءُ قَد تَنَبَّأوا بِآلامِ السَّيِّدِ المَسيح، كَما جَاءَ في الإِنجِيل: "وبَدَأَ يَسوعُ مِن مُوسى وَجَميعِ الأَنبِياءِ يُفَسِّرُ لَهما في جَميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه" (لوقا ظ¢ظ¤: ظ¢ظ§). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg آلامُ يَسوعَ كانَت بِمَشيئَةِ الآب كَما أَعلَنَ أَشعيا: " هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه، مُختاريَ الَّذي رَضِيَت عَنهُ نَفسي"(أشعيا ظ¤ظ¢: ظ،). فَما حَدَثَ على جَبَلِ طابور هُوَ امتِدادٌ جَديدٌ لِما حَدَثَ على جَبَلِ سِيناء، لَكِنَّهُ يَختَلِفُ في أَنَّ اللهَ صارَ مَنظورًا فِي شَخصِ يَسوعَ. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg موسى وإيليّا شَاهِدان. إِنَّ ظُهورَ مُوسى وَإيليّا مَعَ يَسوعَ هُوَ تَأييدٌ لِرسالَتِهِ بصفَتِهِ المَسيحَ الَّذي يُتَمِّمُ شَريعَةَ اللهِ وَأَقولَ الأَنبِياءِ وَوُعودَهُم النُّبُوِيَّة. موسى يُمَثِّلُ الشَّريعَة، وَقَد تَنَبَّأَ عَن مَجيءِ نَبِيٍّ عَظيم: "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِن بَينِكَ، مِن إِخوَتِكَ مِثلِي، فلَهُ تَسمَعون" (تثنية ظ،ظ¨: ظ،ظ¥). إيليّا يُمَثِّلُ الأَنبِياءَ، وَقَد أَعلَنُوا مَجيءَ المَسيح: "هاءَنَذا أُرسِلُ إِلَيكم إيليّا النَّبِيّ قَبلَ أَن يَأتيَ يَومُ الرَّبِّ العَظيمُ الرَّهِيب" (ملاخي ظ¤: ظ¥). وهَكَذا جاءَ مُوسى وَإيليّا نِيابَةً عَن رِجالِ العَهدِ القَديم، يُشارِكانِ رِجالَ العَهدِ الجَديد فَرحَهُم بِالمَسيحِ المُخلِّص الَّذي طالَ انتِظارُه. ويُعلِّقُ القدِّيسُ مار أفرام السُّرياني قائِلًا: "لقدِ امتلأَ الأَنبِياءُ بَهجَة، وأَيضًا التَّلامِيذُ بِصُعودِهِم عَلَى الجَبَل. فَرِحَ الأَنبِياءُ لأَنَّهُم شاهَدوا تَأنُّسَه، وابتهَجَ التَّلامِيذُ لأَنَّهُم رَأوا مَجدَ لاهُوتِه الَّذي لَم يَكونوا بَعدُ قَد عَرَفوه". |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg أَعطى صَوتُ اللهِ مِنَ الغَمامِ على جَبَلِ سِيناء السُّلطانَ لِلشَّريعَة (خُروج ظ،ظ©: ظ©)، هكَذا أَضفى صَوتُ اللهِ على جَبَلِ التَّجَلِّي سُلطانًا على أَقولِ يَسوعَ: "هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ظ،ظ§: ظ¥). فَقَد دَلَّ الصَّوتُ السَّماوِيّ عَلَى أَنَّ يَسوعَ هُوَ الكَلِمَةُ بَينَ موسى وَإيليّا، الَّذي يَجِبُ أَن يَسمَعَهُ الشَّعبُ. وهُوَ الَّذي جاءَ لِيُكمِلَ عَمَلَ الشَّريعَة (موسى) وَالنُّبُوءَات (إيليّا)، فَيُنشِئَ عَهدًا جَديدًا، عَهدَ المَلكوت. وهكَذا أَكَّدَ ظُهورُ مُوسى أَعظَمِ المُشَرِّعين، وَإيليّا أَعظَمِ الأَنبِياءِ، وَسَماعُ صَوتِ الآبِ في التَّجَلِّي، أَنَّ يَسوعَ المَسيحَ يُحَقِّقُ التَّاريخَ وَيَكتَمِلُ التَّاريخُ فيه. إذن، التجلّي لم يكن مجرّد رؤية سماوية، بل كان إعلانًا أن المسيح هو ملء الشريعة والأنبياء، وبدايتهما ونهايتهما في آنٍ واحد، فهو العهد الجديد الحيّ الذي يفتح باب الملكوت. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg أَعطى الصَّوتُ الآتي مِنَ الغَمامِ المَعنى الأَساسِيَّ لِلتَّجَلِّي: "وإِذا غَمامٌ نَيِّرٌ قد ظلَّلَهُم، وإِذا صَوتٌ مِنَ الغَمامِ يَقول: هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ظ،ظ§: ظ¥). المَطلوبُ، إذًا، هُوَ السَّماعُ لِيَسوعَ كابنِ اللهِ الَّذي لِكَلِماتِهِ قُوَّةُ اللهِ وسُلطانُه. فَعَلى التَّلامِيذِ أَن يُصغُوا لَهُ كَما كَانَ هُوَ يَسوعُ يُصغِي لِصَوتِ أَبيهِ السَّماوِيّ. أَمّا هُم فَكانُوا يَميلونَ أَن يَسمَعوا لأَفكارِهِم وَرَغَباتِهِم الخاصَّة: ماذا يُريدونَ أَن يَفعَلوا لأَنفُسِهِم، أَو ماذا يُريدونَ أَن يَفعَلَ لَهُم الرَّبّ. أَمّا يَسوعُ فَكَانَ يَسمَعُ ماذا يُريدُ أَبوُهُ السَّماوِيُّ أَن يَفعَلَ. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg التَّلامِيذُ كَانوا يَستَمِعونَ إِلى المَسيحِ الرَّبّ، ولَكِن لَيسَ بِحَسَبِ أَفكارِه، بَل بِحَسَبِ أَفكارِهِم البَشَرِيَّة البَعيدَة كُلَّ البُعدِ عَن مَقصِدِ الله. كَانوا يَذهَبونَ مَعَ السَّيِّدِ المَسيح، ولَكِن لَيسوا فِي السَّيِّدِ المَسيح. كَانوا يَسمَعونه، ولَكِن لَم يَتَفَكَّروا مِثلَه. فَجاءَ تَشجِيعُ صَوتِ الآبِ لَهُم أَن يَسْمَعوا لابنِهِ: "هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ظ،ظ§: ظ¥). كَلِمَةُ الله هي الطَّريقُ إِلى المَلكوت. يَسوعُ يَعيشُ كَلِمَةَ الله ويُتَمِّمُ كُلَّ نُبُوءَةٍ وَكُلَّ وَحيٍ إِلَهيّ. فَهُوَ مُكمِّلُ العَهد وَمَحورُ تاريخِ الخَلاص، وَقَد قالَ عَن نَفسِهِ: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضِي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلّا بي" (يوحنّا ظ،ظ¤: ظ¦). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg إِنَّنَا لا نَقدِرُ أَن نَنطَلِقَ إِلى المَلكوتِ لِنَرى المَجدَ الإِلَهيَّ إِلّا مِن خِلالِ كَلِمَةِ الله المَكتوبَة وَكَلِمَةِ اللهِ المُتَجَسِّدَة. ولِذظ°لكَ شَجَّعَ الصَّوتُ الإِلَهيُّ الرُّسُلَ أَن يَسمَعوا لِيَسوعَ المَسيح، وَأَن يَقرَؤوا الشَّريعَةَ وَالأَنبِياءَ فِي ضَوءِ «الابنِ الحَبيب»، الَّذي هُوَ قاعدَةُ النَّاموسِ الجَديد وَمَركَزُ تاريخِ الخَلاصِ والكِتابِ المُقَدَّس. فَقَد بَعَثَت حادِثَةُ جَبَلِ التَّجَلِّي الرَّجاءَ فِي قُلوبِ التَّلامِيذ، حَتّى ولَو لَم يَفهَموا كُلَّ ما حَدَث. جَعَلَتهُم شُهودًا لِلمَسيح، وَالشّاهِدُ هُوَ الَّذي يَرى ثُمَّ يُعلِن. فَعَلى الجَبَلِ شاهَدوا مَجدَه، فَصاروا شُهودًا لَه: بُطرُسُ وَيَعقوبُ وَيُوحَنّا، ثُمَّ بِامتِدادِهِم جَميعُ التَّلامِيذِ. وكَما حَدَثَ فِي جَبَلِ سِيناء عِندَما أَعطى اللهُ الشَّريعَةَ لِلشَّعبِ بِوَاسِطَةِ موسى (خُروج 19: 9)، هكَذا فِي جَبَلِ التَّجَلِّي طَلَبَ اللهُ مِنَ التَّلامِيذِ، مُمَثِّلينَ شَعبَ اللهِ الجَديد، أَن يَسمَعوا كَلامَ يَسو"َ، «الابنِ الحَبيب" فِي الأَزمِنَةِ الأَخيرَة. ويُذَكِّرُنا هظ°ذا الصَّوتُ الآتي مِنَ الغَمامِ بِذلِكَ الصَّوتِ السَّماوِيّ عِندَ مَعمُودِيَّةِ يَسوعَ:"أَنتَ ابنِيَ الحَبيبُ، عَنكَ رَضِيت" (مرقس 1: 11) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg "أَنتَ ابنِيَ الحَبيبُ، عَنكَ رَضِيت" (مرقس ظ،: ظ،ظ،). فَقَد حَثَّ اللهُ التَّلامِيذَ على أَهمِّيَّةِ الاستِماعِ لابنِهِ يَسوع، خُصوصًا عِندَما كانَ يَتَكلَّمُ عَن آلامِهِ المُقبِلَة، مُحَقِّقًا نُبُوءَةَ مُوسى: "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثلِي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتِكَ، فلَهُ تَسمَعون" (تثنية ظ،ظ¨: ظ،ظ¥). ولَكِنَّ بُطرُسَ لَم يَكُن بَعدُ مُستَعِدًّا أَن يَفعَلَ ذظ°لِكَ، بَل "َعَلَ يُعاتِبُهُ فيَقول: حاشَ لَكَ يا رَبّ! لَن يُصيبَكَ هذا" (متى ظ،ظ¦: ظ¢ظ¢). فَهل نَغْرَقُ نَحنُ أَيضًا فِي الشَّكِّ مِثلَ بُطرُسَ أَم نُصغِي لِكلامِ الابنِ الحَبيب، كَما يُعلِنُهُ الآبُ بِصَوتٍ لا يَدَعُ مَجالًا لِلشَّكّ: "هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا"(متى ظ،ظ§: ظ¥). هكذا، يعلّمنا التجلّي أن المسيحية ليست رؤية عابرة للمجد، بل مسيرة إصغاء متواصل لكلمة الابن، لأن السماع الحقيقي يفتح أمام المؤمن طريق الملكوت، ويجعله شاهدًا لمجد المسيح في هذا العالم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg تَتْمِيمُ الشَّريعَةِ وَالأَنبِياءِ إِنَّ فِكرَةَ المَسيحِ المُتَأَلِّم لَم تَكُنْ مُناقِضَةً لِإِعلانِ العَهدِ القَديم، بَل مُطابِقَةً تَمامًا لِشَهادَةِ الشَّريعَةِ وَالأَنبِياءِ الَّذينَ مَثَّلَهُم موسى وَإيليّا. فالنَّاموسُ وَالأَنبِياءُ قَد تَنَبَّأوا بِآلامِ السَّيِّدِ المَسيح، كَما جَاءَ في الإِنجِيل: "وبَدَأَ يَسوعُ مِن مُوسى وَجَميعِ الأَنبِياءِ يُفَسِّرُ لَهما في جَميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه" (لوقا ظ¢ظ¤: ظ¢ظ§). آلامُ يَسوعَ كانَت بِمَشيئَةِ الآب، كَما أَعلَنَ أَشعيا: " هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه، مُختاريَ الَّذي رَضِيَت عَنهُ نَفسي"(أشعيا ظ¤ظ¢: ظ،). فَما حَدَثَ على جَبَلِ طابور هُوَ امتِدادٌ جَديدٌ لِما حَدَثَ على جَبَلِ سِيناء، لَكِنَّهُ يَختَلِفُ في أَنَّ اللهَ صارَ مَنظورًا فِي شَخصِ يَسوعَ. موسى وإيليّا شَاهِدان. إِنَّ ظُهورَ مُوسى وَإيليّا مَعَ يَسوعَ هُوَ تَأييدٌ لِرسالَتِهِ بصفَتِهِ المَسيحَ الَّذي يُتَمِّمُ شَريعَةَ اللهِ وَأَقولَ الأَنبِياءِ وَوُعودَهُم النُّبُوِيَّة. موسى يُمَثِّلُ الشَّريعَة، وَقَد تَنَبَّأَ عَن مَجيءِ نَبِيٍّ عَظيم: "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِن بَينِكَ، مِن إِخوَتِكَ مِثلِي، فلَهُ تَسمَعون" (تثنية ظ،ظ¨: ظ،ظ¥). إيليّا يُمَثِّلُ الأَنبِياءَ، وَقَد أَعلَنُوا مَجيءَ المَسيح: "هاءَنَذا أُرسِلُ إِلَيكم إيليّا النَّبِيّ قَبلَ أَن يَأتيَ يَومُ الرَّبِّ العَظيمُ الرَّهِيب" (ملاخي ظ¤: ظ¥). وهَكَذا جاءَ مُوسى وَإيليّا نِيابَةً عَن رِجالِ العَهدِ القَديم، يُشارِكانِ رِجالَ العَهدِ الجَديد فَرحَهُم بِالمَسيحِ المُخلِّص الَّذي طالَ انتِظارُه. ويُعلِّقُ القدِّيسُ مار أفرام السُّرياني قائِلًا: "لقدِ امتلأَ الأَنبِياءُ بَهجَة، وأَيضًا التَّلامِيذُ بِصُعودِهِم عَلَى الجَبَل. فَرِحَ الأَنبِياءُ لأَنَّهُم شاهَدوا تَأنُّسَه، وابتهَجَ التَّلامِيذُ لأَنَّهُم رَأوا مَجدَ لاهُوتِه الَّذي لَم يَكونوا بَعدُ قَد عَرَفوه". كَمَا أَعطى صَوتُ اللهِ مِنَ الغَمامِ على جَبَلِ سِيناء السُّلطانَ لِلشَّريعَة (خُروج ظ،ظ©: ظ©)، هكَذا أَضفى صَوتُ اللهِ على جَبَلِ التَّجَلِّي سُلطانًا على أَقولِ يَسوعَ: "هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ظ،ظ§: ظ¥). فَقَد دَلَّ الصَّوتُ السَّماوِيّ عَلَى أَنَّ يَسوعَ هُوَ الكَلِمَةُ بَينَ موسى وَإيليّا، الَّذي يَجِبُ أَن يَسمَعَهُ الشَّعبُ. وهُوَ الَّذي جاءَ لِيُكمِلَ عَمَلَ الشَّريعَة (موسى) وَالنُّبُوءَات (إيليّا)، فَيُنشِئَ عَهدًا جَديدًا، عَهدَ المَلكوت. وهكَذا أَكَّدَ ظُهورُ مُوسى أَعظَمِ المُشَرِّعين، وَإيليّا أَعظَمِ الأَنبِياءِ، وَسَماعُ صَوتِ الآبِ في التَّجَلِّي، أَنَّ يَسوعَ المَسيحَ يُحَقِّقُ التَّاريخَ وَيَكتَمِلُ التَّاريخُ فيه. إذن، التجلّي لم يكن مجرّد رؤية سماوية، بل كان إعلانًا أن المسيح هو ملء الشريعة والأنبياء، وبدايتهما ونهايتهما في آنٍ واحد، فهو العهد الجديد الحيّ الذي يفتح باب الملكوت. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg تَشجِيعٌ عَلَى سَماعِ كَلِمَةِ الله أَعطى الصَّوتُ الآتي مِنَ الغَمامِ المَعنى الأَساسِيَّ لِلتَّجَلِّي: "وإِذا غَمامٌ نَيِّرٌ قد ظلَّلَهُم، وإِذا صَوتٌ مِنَ الغَمامِ يَقول: هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ظ،ظ§: ظ¥). المَطلوبُ، إذًا، هُوَ السَّماعُ لِيَسوعَ كابنِ اللهِ الَّذي لِكَلِماتِهِ قُوَّةُ اللهِ وسُلطانُه. فَعَلى التَّلامِيذِ أَن يُصغُوا لَهُ كَما كَانَ هُوَ يَسوعُ يُصغِي لِصَوتِ أَبيهِ السَّماوِيّ. أَمّا هُم فَكانُوا يَميلونَ أَن يَسمَعوا لأَفكارِهِم وَرَغَباتِهِم الخاصَّة: ماذا يُريدونَ أَن يَفعَلوا لأَنفُسِهِم، أَو ماذا يُريدونَ أَن يَفعَلَ لَهُم الرَّبّ. أَمّا يَسوعُ فَكَانَ يَسمَعُ ماذا يُريدُ أَبوُهُ السَّماوِيُّ أَن يَفعَلَ. التَّلامِيذُ كَانوا يَستَمِعونَ إِلى المَسيحِ الرَّبّ، ولَكِن لَيسَ بِحَسَبِ أَفكارِه، بَل بِحَسَبِ أَفكارِهِم البَشَرِيَّة البَعيدَة كُلَّ البُعدِ عَن مَقصِدِ الله. كَانوا يَذهَبونَ مَعَ السَّيِّدِ المَسيح، ولَكِن لَيسوا فِي السَّيِّدِ المَسيح. كَانوا يَسمَعونه، ولَكِن لَم يَتَفَكَّروا مِثلَه. فَجاءَ تَشجِيعُ صَوتِ الآبِ لَهُم أَن يَسْمَعوا لابنِهِ: "هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ظ،ظ§: ظ¥). كَلِمَةُ الله هي الطَّريقُ إِلى المَلكوت. يَسوعُ يَعيشُ كَلِمَةَ الله، ويُتَمِّمُ كُلَّ نُبُوءَةٍ وَكُلَّ وَحيٍ إِلَهيّ. فَهُوَ مُكمِّلُ العَهد وَمَحورُ تاريخِ الخَلاص، وَقَد قالَ عَن نَفسِهِ: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضِي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلّا بي" (يوحنّا ظ،ظ¤: ظ¦). إِنَّنَا لا نَقدِرُ أَن نَنطَلِقَ إِلى المَلكوتِ لِنَرى المَجدَ الإِلَهيَّ إِلّا مِن خِلالِ كَلِمَةِ الله المَكتوبَة وَكَلِمَةِ اللهِ المُتَجَسِّدَة. ولِذظ°لكَ شَجَّعَ الصَّوتُ الإِلَهيُّ الرُّسُلَ أَن يَسمَعوا لِيَسوعَ المَسيح، وَأَن يَقرَؤوا الشَّريعَةَ وَالأَنبِياءَ فِي ضَوءِ «الابنِ الحَبيب»، الَّذي هُوَ قاعدَةُ النَّاموسِ الجَديد وَمَركَزُ تاريخِ الخَلاصِ والكِتابِ المُقَدَّس. فَقَد بَعَثَت حادِثَةُ جَبَلِ التَّجَلِّي الرَّجاءَ فِي قُلوبِ التَّلامِيذ، حَتّى ولَو لَم يَفهَموا كُلَّ ما حَدَث. جَعَلَتهُم شُهودًا لِلمَسيح، وَالشّاهِدُ هُوَ الَّذي يَرى ثُمَّ يُعلِن. فَعَلى الجَبَلِ شاهَدوا مَجدَه، فَصاروا شُهودًا لَه: بُطرُسُ وَيَعقوبُ وَيُوحَنّا، ثُمَّ بِامتِدادِهِم جَميعُ التَّلامِيذِ. وكَما حَدَثَ فِي جَبَلِ سِيناء عِندَما أَعطى اللهُ الشَّريعَةَ لِلشَّعبِ بِوَاسِطَةِ موسى (خُروج ظ،ظ©: ظ©)، هكَذا فِي جَبَلِ التَّجَلِّي طَلَبَ اللهُ مِنَ التَّلامِيذِ، مُمَثِّلينَ شَعبَ اللهِ الجَديد، أَن يَسمَعوا كَلامَ يَسو"َ، «الابنِ الحَبيب" فِي الأَزمِنَةِ الأَخيرَة. ويُذَكِّرُنا هظ°ذا الصَّوتُ الآتي مِنَ الغَمامِ بِذلِكَ الصَّوتِ السَّماوِيّ عِندَ مَعمُودِيَّةِ يَسوعَ: "أَنتَ ابنِيَ الحَبيبُ، عَنكَ رَضِيت" (مرقس ظ،: ظ،ظ،). فَقَد حَثَّ اللهُ التَّلامِيذَ على أَهمِّيَّةِ الاستِماعِ لابنِهِ يَسوع، خُصوصًا عِندَما كانَ يَتَكلَّمُ عَن آلامِهِ المُقبِلَة، مُحَقِّقًا نُبُوءَةَ مُوسى: "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثلِي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتِكَ، فلَهُ تَسمَعون" (تثنية ظ،ظ¨: ظ،ظ¥). ولَكِنَّ بُطرُسَ لَم يَكُن بَعدُ مُستَعِدًّا أَن يَفعَلَ ذظ°لِكَ، بَل "َعَلَ يُعاتِبُهُ فيَقول: حاشَ لَكَ يا رَبّ! لَن يُصيبَكَ هذا" (متى ظ،ظ¦: ظ¢ظ¢). فَهل نَغْرَقُ نَحنُ أَيضًا فِي الشَّكِّ مِثلَ بُطرُسَ أَم نُصغِي لِكلامِ الابنِ الحَبيب، كَما يُعلِنُهُ الآبُ بِصَوتٍ لا يَدَعُ مَجالًا لِلشَّكّ: "هظ°ذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا"(متى ظ،ظ§: ظ¥). هكذا، يعلّمنا التجلّي أن المسيحية ليست رؤية عابرة للمجد، بل مسيرة إصغاء متواصل لكلمة الابن، لأن السماع الحقيقي يفتح أمام المؤمن طريق الملكوت، ويجعله شاهدًا لمجد المسيح في هذا العالم. |
الساعة الآن 10:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025