منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 13 - 08 - 2025 11:55 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

* أنت أيها الرب نار آكلة تحرق اهتماماتهم
التي بلا حياة وتجدِّدهم أبديًا.

القديس أغسطينوس

Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


"إذا ولدتم أولادًا وأولاد أولاد وأطلتم الزمان في الأرض وفسدتم وصنعتم تمثالًا
منحوتًا صورة شيء ما وفعلتم الشرّ في عينيّ الرب إلهكم لإغاظته.
أشهد عليكم اليوم السماء والأرض أنَّكم تبيدون سريعًا عن الأرض التي أنتم عابرون الأردن
إليها لتمتلكوها،
لا تطيلون الأيَّام عليها بل تهلكون لا محالة.
ويبدِّدكم الرب في الشعوب، فتبقون عددًا قليلًا بين الأمم التي يسوقكم الرب إليها.
وتصنعون هناك آلهة صنعة أيدي الناس من خشب وحجر ممَّا لا يبصر ولا يسمع
ولا يأكل ولا يشم.
ثم أن طلبت من هناك الرب إلهك تجده،
إذا التمسته بكل قلبك وبكل نفسك.
عندما ضيَّق عليك وأصابتك كل هذه الأمور في آخر الأيَّام ترجع إلى الرب إلهك وتسمع لقوله.
لأن الرب إلهك إله رحيم لا يتركك ولا يهلكك، ولا ينسى عهد آبائك الذي اقسم لهم عليه"
[25 - 31].
إن الأمر في غاية الخطورة، فإن الانحراف عن عبادة الله الحيّ هو انفصال عن مصدر الحياة والسلام. لهذا قيل: "تهلكون لا محالة، ويبدِّدكم الرب في الشعوب، فتبقون عددًا قليلًا بين الأمم يسوقكم الرب إليها" [26-27]. يهلك الإنسان حينما يرفض الله العامل فيه لبنيانه ليصنع بيديه إلهًا، وكما قيل: "صنعه الصانع وليس هو إلهًا" (هو 8: 6). يحوِّل الإنسان نظره عن الله مصدر حياته، ليَستعْبد نفسه لما خلقه الله من أجله، كالحيوانات والطيور والزحَّافات والأسماك، أو أن يعبد الإنسان أخاه أو الخليقة السماويَّة. لا يوجد وجه مقارنة بين الله الحي الذي يشتهي أن يُقيم عهده مع شعبه، وبين الأوثان التي بلا حس إنَّما هي صنعة الإنسان (تث 6: 5؛ 10: 12؛ 11: 13؛ 26: 16؛ 30: 2، 6، 10).
يقدِّم هنا تحذيرًا لهم ولأولادهم من بعدهم لئلاَّ يتركوا عبادة الله الحيّ ويتعبَّدوا للأوثان. وقد حمل هذا التحذير نوعًا من النبوَّة. رأى موسى النبي بعين النبوَّة ما سيحل بشعبه من تشتيت وسبي بين الأمم. رأى الأجيال القادمة تسقط في العبادة الوثنيَّة لهذا أشهد السماء والأرض على تحذيره لهم والدمار الذي سيحل بإسرائيل، وما يصيبهم من تشتيت.
الله يفتح باب الرجاء لشعبه كما لكل مؤمن، لكي يرجعوا إلى الرب إلههم، فيتمتَّعوا بوعوده الإلهيَّة. فإن تشتَّت الشعب بسبب خطاياه، ورجع يجد أبواب مراحم الله مفتوحة، وذراعيه مبسوطتين تنتظرانه. غالبًا ما ينسى الشعب ميثاقه مع الله، لكنَّه ما أن يعود إليه بالإيمان العملي المعبَّر عنه بالطاعة حتى يجده يستقبلهم بمراحمه وحنوُّه. أنَّه لن ينسى عهده مع شعبه.
هنا يقدِّم التوبة بأسلوبٍ رائعٍ مملوء لطفًا ورقة، مستخدمًا الكلمات [ارجع] (تعال) [30]، [لا أتركك ولا أُهملك] [31]. لقد استخدم العهد القديم أسلوب الترحيب الشديد. فيتحدَّث الله حتى مع الساقطين والمقاومين ليدعوهم للعودة إلى الصداقة التي خانوها.
يفتح النبي أعينهم نحو الرب ليروه أبًا رحيمًا، "لأن الرب إلهك إله رحيم" [31]. هذه هي شهادة إنسان يدرك أنَّه اقتربت لحظات خروجه من العالم ولقائه مع الله. أنَّه يقدِّم خبراته الطويلة في اللحظات الأخيرة. أنَّه كمن يصرخ إلى شعبه قائلًا لهم: "لقد عرفته! لقد عشت معه! لقد كنت ملتصقًا به على الجبل وهو ملتحف بالنار والنور! لقد قرَّر حرماني من دخولي الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا. كل هذه الأمور أمام عيني لهذا أقول: "الرب إلهك إله رحيم لا يتركك ولا يهملك ولا ينسى عهد آبائك الذي أقسم لهم عليه" [31]. لقد قدَّم لي وصاياه التي بدوري قدَّمتها لكم. مع الوصايا قدم لنا قلبه. أنه الديان، لكنَّه رحوم. يجلس على عرشٍ ناريٍ، لكنَّه مشغول بالإنسان المحبوب لديه جدًا.

Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


الإله الواحد محب شعبه:

32 «فَاسْأَلْ عَنِ الأَيَّامِ الأُولَى الَّتِي كَانَتْ قَبْلَكَ، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ فِيهِ الإِنْسَانَ عَلَى الأَرْضِ، وَمِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاءِ إِلَى أَقْصَائِهَا. هَلْ جَرَى مِثْلُ هذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ، أَوْ هَلْ سُمِعَ نَظِيرُهُ؟ 33 هَلْ سَمِعَ شَعْبٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ، وَعَاشَ؟ 34 أَوْ هَلْ شَرَعَ اللهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ، بِتَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَحَرْبٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ، مِثْلَ كُلِّ مَا فَعَلَ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ؟ 35 إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. لَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. 36 مِنَ السَّمَاءِ أَسْمَعَكَ صَوْتَهُ لِيُنْذِرَكَ، وَعَلَى الأَرْضِ أَرَاكَ نَارَهُ الْعَظِيمَةَ، وَسَمِعْتَ كَلاَمَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 37 وَلأَجْلِ أَنَّهُ أَحَبَّ آبَاءَكَ وَاخْتَارَ نَسْلَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، أَخْرَجَكَ بِحَضْرَتِهِ بِقُوَّتِهِ الْعَظِيمَةِ مِنْ مِصْرَ، 38 لِكَيْ يَطْرُدَ مِنْ أَمَامِكَ شُعُوبًا أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، وَيَأْتِيَ بِكَ وَيُعْطِيَكَ أَرْضَهُمْ نَصِيبًا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. 39 فَاعْلَمِ الْيَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلْبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. لَيْسَ سِوَاهُ. 40 وَاحْفَظْ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لِكَيْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَإِلَى أَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ، وَلِكَيْ تُطِيلَ أَيَّامَكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُكَ يُعْطِيكَ إِلَى الأَبَدِ».

"فاسأل عن الأيَّام الأولى التي كانت قبلك من اليوم الذي خلق الله فيه الإنسان على الأرض،
ومن إقصاء السماء إلى أقصائها، هل جرى مثل هذا الأمر العظيم؟
أو هل سمع نظيره؟
هل سمع شعب صوت الله يتكلَّم من وسط النار كما سمعت أنت وعاش؟!" [32-33]
الأيَّام الأولى [32]: يدعو موسى الشعب ليذكر ما فعله الله معهم، فيذكر خصوصًا العجائب التي جرت وقت الخروج، وهو يكرر ذِكْر "مصر" 47 مرة، وليس ثمَّة فائدة من ذِكْر هذه الشواهد لو لم يكن موسى هو الكاتب الحقيقي لهذا السفر.
يليق بنا أن نسأل الذين سبقونا، ونطلب معرفة الله من الله نفسه بروح التواضع. شبَّه اسحق نيوتن نفسه بطفل وقف على شاطئ محيط المعرفة يجمع بعض الحصى الصغير اللامع من بين الصخور والحصى. وفي تواضعٍ قال إن أمامه محيطًا ضخمًا من المعرفة لم يصل إليها بعد. هكذا من يستطيع منَّا أن يقول أنَّه قد بلغ إلى منتصف محيط معرفة الله، وإنَّه يرى كل شواطئ المحيط من كل جانب؟! أنَّه يليق بنا أن نقول مع الصبي صموئيل: [تَكَلَّمْ يَا رَبُّ فَإِنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ].
يقدِّم موسى النبي هنا دعوة حيَّة للمقارنة بين الله محب البشر ومخلِّصهم وبين الآلهة الكاذبة قائلًا: "هل جرى مثل هذا الأمر العظيم؟ أو هل سُمع نظيره؟" [32].
لم يترك الله نفسه بلا شاهد، لكنَّه يطلب من محبوبه الإنسان أن يتأمَّل في عمل الله معه. لقد ركز هنا على النقاط التاليَّة:
أولًا: طالبهم أن يتطلَّعوا إلى التاريخ البشريَّة كلَّها منذ خلق فيه الإنسان، هل تمتَّع شعب ما بالله المهوب، النار الآكلة، كما تمتَّعوا هم وعاشوا.
الله نار آكلة، لكنَّه لا يميت الإنسان محبوبه بل يتحدَّث معه ويهبه الحياة الأبديَّة. لقد تمتَّع موسى النبي بهذه الخبرة، إذ رأى الله وسط النار، وتحدَّث الله معه، حديث حب رائعٍ. اختبر النار الإلهيَّة، هبة الحياة. لقد رأى موسى النار خلال العليقة الملتهبة نارًا، واقترب إليها، وسمع الصوت الإلهي خلالها، وعاشها على جبل سيناء. إذ اختبر موسى النبي عذوبة الوصيَّة الإلهيَّة لم يجد في كل تاريخ البشريَّة منذ الخلقة حتى لحظات حديثه معهم حدثًا أعظم من إعلان الله عن نفسه في حوريب، وتسليمه الوصايا لشعبه. لقد تحدَّث مع شعبه خلال النار الإلهيَّة.
لقد سمع أيوب صوت الله من وسط الريح وكان ذلك مرعبًا، أمَّا شعب إسرائيل فسمعه وسط النار التي هي أكثر رعبًا، لكنَّها لم تحرقه.
النار التي يتحدَّث عنها موسى النبي ليست نارًا سمع عنها، لكنَّه اختبرها بنفسه في بدء خدمته وأثناء خدمته، وهبته قلبًا ناريًا لا تقدر كل مياه العالم أن تطفئها.
إن كان الله يطالبهم برفض العبادات الوثنيَّة، فإنَّه لا يحرمهم من شيء بل يقدِّم نفسه لهم ليقتربوا إليه، فإنَّه الله الواحد الفريد في حبُّه لشعبه
ثانيًا: إله المستحيلات، الذي يخلِّص شعبه بيد شديدة وذراع رفيعة ومخاوف عظيمة، مقدِّمًا خروجهم من مصر مثلًا حيًّ لعمله معهم.
"أو هل شرع الله أن يأتي ويأخذ لنفسه شعبًا من وسط شعب بتجارب وآيات وعجائب وحرب
ويدٍ شديدة وذراع رفيعة ومخاوف عظيمة مثل كل ما فعل لكم الرب إلهكم في مصر أمام أعينكم؟
أنَّك قد أُريت لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه.
من السماء أسمعك صوته لينذرك وعلى الأرض أراك ناره العظيمة وسمعت كلامه من وسط النار"
[34 - 36].
يذكر العبوديَّة والعذاب والعجائب التي عملها الرب ليظهر مجده، كما يذكر الفصح وعبور البحر الأحمر مكرِّرًا كلمة "من مصر" كقرار بفرح الانتصار.
"لأنَّه أحب... اختار" [37]: الكلمة العبريَّة "أحب" تحمل معنى حب الله الذي يختار، وهي تتَّفق مع الكلمة اليونانيَّة ل¼€خ³خ±د€خ¬د‰ "أجابو" في العهد الجديد أي المحبة التلقائيَّة التي كلَّها من النعمة تمنح دون وجود ميزة في المحبوب. لا يجد موسى سببًا لاختيار الله لإسرائيل سوى اختياره المطلق.
ثالثًا: إله محسن إلى شعبه "لكي يحسن إليك وإلى أولادك من بعدك ولكي تطيل أيَّامك على الأرض التي الرب إلهك يعطيك إلى الأبد" [40].
اعتادت الأمم أن ترهب الله وتخاف من انتقامه، فكانت تقدِّم له الذبائح لاسترضائه، ويقوم البعض بتقديم أبنائهم ذبائح بشريَّة لرفع غضبه عنهم، وأحيانًا يقدِّمون الأسرى أو غيرهم، ويقومون بتجريح أنفسهم. أمَّا الله الحقيقي فإنَّه وإن ظهر كنار آكلة، فإنَّه لم يظهر لكي يُعلن غضبه الناري، ولا لينتقم بل ليُعين شعبه ويسنده. يلهب قلوبهم بنار حبُّه ويكون سور نار من حولهم (زك 2: 5).


Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


عدَّد موسى النبي سبع علامات على دور الله القدير في خلاص شعبه:

1. تجارب: الله يسمح بضيقات لكي يمتحن إيمانهم به وطاعتهم له. غاية ذلك أن يسحبهم إليه ويزكِّيهم.
2. آيات: بقصد إعلان قربه منهم، فكان يتقدَّمهم كعمود نور في الليل، وكسحابة تظلِّلهم في النهار. قدَّم الله لهم شرائع ممتزجة بآيات وعجائب، فأخرجهم من أرض مصر بيدٍ شديدةٍ وذراعٍ رفيعةٍ ومخاوفٍ عظيمةٍ [24]. ما أعلنه الله من رهبة كان لإبادة مقاوميهم. إنه أخرجهم كما من فرن نار العبوديَّة، إنه نار تعمل لحساب مؤمنيه وشعبه وليس لتدميرهم.
3. عجائب: إنه يُسخّر كل شيء لبنيان أولاده، الطبيعة بقوانينها، وأيضًا كسر قوانين الطبيعة، كما حدث في عبور البحر الأحمر، ونزول المنّ من السماء.
4. حرب: لكي يتمتَّعوا بأرض الموعد كان لا بُد أن يحتلُّوا أماكن الكثيرين من الأمم تدريجيًا، أغلبهم عمالقة ورجال حرب ولهم إمكانيَّات جبارة، لذا يتدخَّل الله كقائد لشعبه يهبهم النصرة والغلبة.
6. يد شديدة: يده الشديدة لحساب مؤمنيه، قادرة على صد كل المقاومات التي تقف أمامهم.
7. ذراع رفيعة: أو مبسوطة، قادرة أن تحطِّم الشرّ وأن تحتضن النفوس. كثيرًا ما يتحدَّث الكتاب المقدَّس عن يد الله كإشارة للعمل الإلهي:
إصبع الله: التي كتبت على لوحي العهد تُشير إلى روحه القدُّوس الناري.
يد الله: تُشير إلى تجسُّد الكلمة، الذي يتمِّم العمل الخلاصي، ويكشف عن محبَّة الآب العمليَّة ببذل ابنه وحيد الجنس.
ذراع الله: تُشير إلى قوَّة الله العاملة بلا حدود، تصنع عجائب لخير المؤمنين بلا توقًّف.


ذراع الله المبسوطة: شوق الله إلى احتضان الراجعين إليه.
8. مخافة عظيمة: يقدِّمها للقلوب القاسيَّة مثل فرعون وشعبه في الضربات العشرة.

Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:12 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


غاية الوصيَّة:

أ. إدراك اختيار الله لنا، وشوقه للتمتُّع بالحريَّة.
"ولأجل أنَّه أحب آباءك واختار نسلهم من بعدهم أخرجك بحضرته بقوَّته العظيمة من مصر" [37].
ب. أن نملك ونتهلَّل.
"لكي يطرد من أمامك شعوبًا أكبر وأعظم منك،
ويأتي بك ويعطيك أرضهم نصيبًا كما في هوذا اليوم.
فأعلم اليوم وردَّد في قلبك أن الله هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل،
ليس سواه.
واحفظ فرائضه ووصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم،
لكي يحسن إليك وإلى أولادك من بعدك،
ولكي تطيل أيَّامك على الأرض التي الرب إلهك يعطيك إلى الأبد" [38-40].
لا يقف الأمر عند إخراجهم من مصر بيدٍ قويَّة، ويحرِّرهم من عبوديَّة إبليس، إنَّما يود أن يهبهم إقامة سعيدة في كنعان، واستقرارًا هناك. هكذا يسحبنا الله من عبوديَّة إبليس ويحطِّم كل قوى الشرّ، ويجلسنا معه في السمويَّات لكي نستقر في حضن الآب، ونجد راحة أبديَّة.


Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


مدن الملجأ:

41 حِينَئِذٍ أَفْرَزَ مُوسَى ثَلاَثَ مُدُنٍ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ الشَّمْسِ 42 لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا الْقَاتِلُ الَّذِي يَقْتُلُ صَاحِبَهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَهُوَ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ. يَهْرُبُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ فَيَحْيَا. 43 بَاصِرَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ السَّهْلِ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ، وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ لِلْجَادِيِّينَ، وَجُولاَنَ فِي بَاشَانَ لِلْمَنَسِّيِّينَ.

"حينئذ أفرز موسى ثلاث مدن في عبر الأردن نحو شروق الشمس.
لكي يهرب إليها القاتل الذي يقتل صاحبه بغير علم وهو غير مبغضٍ له منذ أمس وما قبله،
يهرب إلى إحدى تلك المدن فيحيا.
باصر في البرِّيَّة في أرض السهل للرأوبينيِّين، وراموت في جلعاد للجاديِّين، وجولان في باشان للمنسيِّين" [41-43].
يرى موسى النبي في الله ملجأ لكل نفس تتبرَّر به، وقد جاءت شريعة مدن الملجأ السِّت إشارة ورمزًا لعمل الله. أقام الله مدن الملجأ (تث 4: 41-43؛ 19: 2-13)، غايتها تحرير أرض الموعد من سَفْك دم بريء.
حُددت مدن الملجأ الثلاث في الضفة الشرقيَّة، مدينة في نصيب رأوبين، وأخرى في نصيب جاد، والثالثة في نصيب نصف سبط منسى، ليكونوا مثلًا لإقامة المدن الثلاث الأخرى في الضفة الغربيَّة.
مدن الملجأ في الضفة الشرقيَّة هي: باصر تقع حوالي 20 ميلًا شمال شرق البحر الميت. كانت قريبة من القاطنين في جنوب الضفة الشرقيَّة. وراموت جلعاد للذين في المنتصف، تقع حوالي 30 ميلًا شرق منتصف الجانب الشرقي من بحيرة الجليل. وجولان للذين في الشمال.
بعض المدن التي كانت مراكز للعبادة الوثنيَّة صارت "مدنًا للملجأ"، يهرب إليها كل قاتل عن غير عمد ليجد طمأنينة وسلامًا؛ صارت تمثِّل بيت الله واهب التعزية.
لدراسة مدن الملجأ (راجع عدد 35: 6-15).


Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


مقدِّمة العظة الثانية:

44 وَهذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الَّتِي وَضَعَهَا مُوسَى أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 45 هذِهِ هِيَ الشَّهَادَاتُ وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي كَلَّمَ بِهَا مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ 46 فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْجِوَاءِ مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ، فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ سَاكِنًا فِي حَشْبُونَ، الَّذِي ضَرَبَهُ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ 47 وَامْتَلَكُوا أَرْضَهُ وَأَرْضَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ، اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ الشَّمْسِ. 48 مِنْ عَرُوعِيرَ الَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ سِيئُونَ الَّذِي هُوَ حَرْمُونُ 49 وَكُلَّ الْعَرَبَةِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ الشُّرُوقِ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ.

"وهذه هي الشريعة التي وضعها موسى أمام بني إسرائيل.
هذه هي الشهادات والفرائض والأحكام التي كلَّم بها موسى بني إسرائيل عند خروجهم من مصر.
في عبر الأردن في الجواء مقابل بيت فغور في أرض سيحون ملك الأموريِّين الذين كان ساكنا
في حشبون الذي ضربه موسى وبنو إسرائيل عند خروجهم من مصر.
وامتلكوا أرضه وأرض عوج ملك باشان ملكي الأموريِّين اللذين في عبر الاردن نحو
شروق الشمس.
من عروعير التي على حافة وادي ارنون إلى جبل سيئون الذي هو حرمون. وكل العربة في عبر الأردن نحو الشروق إلى بحر العربة تحت سفوح الفسجة" [44-49].
قدَّم لنا الكاتب افتتاحيَّة أو مقدِّمة عن عظات موسى النبي الوداعيَّة (تث 1: 1-5) تلاها العظة الأولى حيث أوضح فيها موسى النبي رعاية الله الفائقة بشعبه مع إصرارهم على عصيانه (تث 1). وضع الله لهم خطة حتى في حروبهم، فمع ما يقدِّمه لهم بسخاء يطلب التزامهم بالمسئوليَّة وتقديسهم، فلا يحاربون الأدوميِّين أو المؤابيِّين، لكنَّهم يغلبون سيحون وعوج (تث 2-3). تحدَّث معهم مرارًا وتكرارًا عن مدى شوقه للتمتُّع بأرض الموعد، لكن بسببهم حُرم من ذلك، فسلَّم القيادة بين يدي تلميذه يشوع (تث 34: 9). أخيرًا ما يشغله أن يرتبطوا مع الله بالعهد الإلهي ويقتربوا إليه (تث 4).
إذ ختم العظة الأولى حدَّد مدن الملجأ في الضفَّة الشرقيَّة ليبدأ في العظة الثانية.
لقد أوشك موسى النبي أن يلقي عظته الثانية الخاصة بالشهادات الصادرة عن الله لتُعلن عن إرادته، والفرائض التي يلتزم بها المؤمنون في سلوكهم، والأحكام التي تحدِّد الحقوق المشتركة بين البشر.
في هذه المقدِّمة للعظة يؤكِّد الكاتب اهتمام موسى النبي ألاَّ ينشغل الشعب بالنصرة على ملكيّ الأموريِّين وامتلاكهم الأرض، بل بالأحرى أن يتمتَّعوا بالوصيَّة الإلهيَّة. فيحمل كل مؤمن إرادة الله لا إرادته الذاتيَّة، ويسلك كما يليق بابن له، ويحفظ حق كل كائن.

Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


لتحملني وصيَّتك إليك

أيُّها النار الآكلة


* في وسط النار قدَّمت لوحيّ العهد شريعتك،
وبألسنة ناريَّة حلَّ روحك الناري عليَّ!
مرحبًا بوصيَّتك الناريَّة.
اَنحني أمامها فأحمل روح الطاعة،
أرى فيها عجائبك،
وأتقبَّل فيها برَّك ونقاوتك،
يا أيُّها القدُّوس وحده!
* بها أقتنيك يا أيُّها الحكمة الإلهي،
فأصير حكيمًا وأتمتَّع بمعرفتك!
* قدَّمت لي ذاتك نارًا آكلة.
لا لأرتعب فأهرب،
بل لأقترب إليك مع موسى نبيَّك.
واسمع صوتك الأبدي الفائق.
صوتك الناري يرهب أعدائي،
بك أدخل إلى مملكتك حرًا.
فأملك وأتهلَّل بك يا سرّ قوَّتي.

Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg


* في وسط النار قدَّمت لوحيّ العهد شريعتك،
وبألسنة ناريَّة حلَّ روحك الناري عليَّ!
مرحبًا بوصيَّتك الناريَّة.
اَنحني أمامها فأحمل روح الطاعة،
أرى فيها عجائبك،
وأتقبَّل فيها برَّك ونقاوتك،
يا أيُّها القدُّوس وحده!

Mary Naeem 13 - 08 - 2025 12:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg

* بها أقتنيك يا أيُّها الحكمة الإلهي،
فأصير حكيمًا وأتمتَّع بمعرفتك!
* قدَّمت لي ذاتك نارًا آكلة.
لا لأرتعب فأهرب،
بل لأقترب إليك مع موسى نبيَّك.
واسمع صوتك الأبدي الفائق.
صوتك الناري يرهب أعدائي،
بك أدخل إلى مملكتك حرًا.
فأملك وأتهلَّل بك يا سرّ قوَّتي.


الساعة الآن 09:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025