منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg




وَلَمَّا كَانَتْ تُضَايِقُهُ بِكَلاَمِهَا كُلَّ يَوْمٍ وَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ، ضَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمَوْتِ، 17 فَكَشَفَ لَهَا كُلَّ قَلْبِهِ، وَقَالَ لَهَا: «لَمْ يَعْلُ مُوسَى رَأْسِي لأَنِّي نَذِيرُ اللهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، فَإِنْ حُلِقْتُ تُفَارِقُنِي قُوَّتِي وَأَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَأَحَدِ النَّاسِ»." [16-17].

كانت دليلة تضيق عليه بقولها له: "كيف تقول أحبكِ وقلبك ليس معي، هوذا ثلاث مرات قد ختلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة؟" [15]، فضاقت نفسه إلى الموت. إذ انحنت نفسه لشهوات جسده الشريرة تضيق نفسه منجرفة نحو الموت، عوض اتساعها بالحب الإلهي لتقبل الله في داخلها فتنفتح لخليقته.


إذ ضاقت نفسه جدًا حتى الموت لم يستطع أن يتكتم أسراره الروحية فكشف لها عن كل قلبه، قائلًا لها إنه كنذير لا يعل موسى رأسه، فإن حُلقت تفارقه قوته. وقد علق بعض الآباء على هذا التصرف، منهم القديس غريغوريوس النزينزي حينما تحدث عن البابا أثناسيوس كعمود في الكنيسة، شبّه مقاومة الأشرار للكنيسة بما فعله الأشرار بشمشون، إذ نزعوا عنه شعره سرّ قوته؛ هكذا قاوم الأشرار البابا أثناسيوس كراعٍ قوي يسند شعبه حتى إذ يحلقون شعر الكنيسة أي ينزعون عنها مجدها يكونون قد نطقوا عليها بالشر.
وللقديس أغسطينوس تعليق على هذا الأمر نقتطف منه الآتي:
[لنحذر أيها الأخوة المحبوبون قدرما نستطيع لئلا نعاني روحيًا ما عاناه شمشون جسديًا. لنفهم العقل بكونه الرجل (شمشون) والجسد ترمز له المرأة (دليلة). إن كان الإنسان يخضع لجسده عندما يتملقه بلطف للانهماك في الملذات فسيعاني من جسده ما عاناه شمشون من المرأة (دليلة). لذلك يليق بنا أيها الأعزاء المحبوبون بمعونة الله أن نجاهد ما استطعنا محققين قول الرسول عن نفسه: "أقمع جسدي وأستعبده (أخضعه)" (1 كو 9: 27). لنحذر بمعونة الله من موسى العدو الذي حلق رأس الجنس البشري عندما انخدع آدم وحواء بحيلة لئلا يعلو رأسنا نحن أيضًا، لأن رأسنا هو المسيح. إن كنا نستسلم لامرأة أي لشهوات الجسد المتملقة أو للشرور الأخرى فإننا ننخدع ونُحرم من النعمة الروحية ونكون كمن نُزع عنه شعر النذر... يوجد موسى يقطع بطريقة نافعة وآخر بطريقة ضارة، موسى الشفاء واهب الجمال لنا هو المسيح ربنا، الذي يقطع من قلوبنا أفكار الشر الضارة. إنه يحلق الرذائل عن النفس، ينير الرأس، ويهب الذهن جمالًا ويحررنا من الشعر المميت الذي للعبودية البائسة ويجعل حياتنا مقدسة وفي طهارة وتدبير عندما تنمو كشعر النذير من جديد... انظروا لقد أظهرت الموسى الذي نطلبه، أما الآخر فنرفضه ونتجنبه. الموسى المُكَرَّم هو المسيح والموسى المُهْلِك هو الشيطان. المسيح هو رأسنا كقول الرسول، والشعر إما أن يكون فضائل أو رذائل، لذلك عندما تحدث النبي عن خطاياه قال: "أكثر من شعر رأسي (الذي يبغضونني بلا سبب)" (مز 69: 4). فالفصائل والرذائل يرمز لها بالشعر، عندما نحلق بالمسيح نتحرر من كل الرذائل، وعندما نحلق بالشيطان نُحرم من كل الفضائل].
كما يقول: [إن خضع إنسان لشهوة أو انهمك في ملذة يفعل به جسده ما فعلته دليلة بشمشون].


مرة أخرى يقول القديس أغسطينوس: [الآن ماذا يعني أن شمشون يحمل قوة في شعره؟ لاحظوا هذا بدقة أيها الأخوة. أنه لم يحمل قوة في يديه ولا في قدميه ولا في صدره ولا في رأسه وغنما في شعره. ما هو الشعر؟ يجيب الرسول أن الشعر غطاء (1 كو 11: 15)، وكأن المسيح حمل القوة في الغطاء عندما اختفى (احتمى) في ظلال الشريعة القديمة... ماذا يعني أن سرّ شمشون قد صار موضوع خيانة (من دليلة) وأن رأسه قد حُلقت؟ الشريعة قد احُتقرت والمسيح صُلب! لو لم يزدروا بالشريعة (حلق الرأس) لما قتلوا المسيح، إذ عرفوا أنه ليس من حقهم قتله. لقد قالوا للحاكم: "لا يجوز لنا أن نقتل أحدًا" (يو 18: 31)].


Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس غريغوريوس النزينزي

حينما تحدث عن البابا أثناسيوس كعمود في الكنيسة
شبّه مقاومة الأشرار للكنيسة بما فعله الأشرار بشمشون،
إذ نزعوا عنه شعره سرّ قوته؛ هكذا قاوم الأشرار البابا أثناسيوس
كراعٍ قوي يسند شعبه حتى إذ يحلقون شعر الكنيسة
أي ينزعون عنها مجدها يكونون قد نطقوا عليها بالشر.

Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس أغسطينوس


[لنحذر أيها الأخوة المحبوبون قدرما نستطيع لئلا نعاني روحيًا ما عاناه شمشون جسديًا. لنفهم العقل بكونه الرجل (شمشون) والجسد ترمز له المرأة (دليلة). إن كان الإنسان يخضع لجسده عندما يتملقه بلطف للانهماك في الملذات فسيعاني من جسده ما عاناه شمشون من المرأة (دليلة). لذلك يليق بنا أيها الأعزاء المحبوبون بمعونة الله أن نجاهد ما استطعنا محققين قول الرسول عن نفسه: "أقمع جسدي وأستعبده (أخضعه)" (1 كو 9: 27). لنحذر بمعونة الله من موسى العدو الذي حلق رأس الجنس البشري عندما انخدع آدم وحواء بحيلة لئلا يعلو رأسنا نحن أيضًا، لأن رأسنا هو المسيح. إن كنا نستسلم لامرأة أي لشهوات الجسد المتملقة أو للشرور الأخرى فإننا ننخدع ونُحرم من النعمة الروحية ونكون كمن نُزع عنه شعر النذر... يوجد موسى يقطع بطريقة نافعة وآخر بطريقة ضارة، موسى الشفاء واهب الجمال لنا هو المسيح ربنا، الذي يقطع من قلوبنا أفكار الشر الضارة. إنه يحلق الرذائل عن النفس، ينير الرأس، ويهب الذهن جمالًا ويحررنا من الشعر المميت الذي للعبودية البائسة ويجعل حياتنا مقدسة وفي طهارة وتدبير عندما تنمو كشعر النذير من جديد... انظروا لقد أظهرت الموسى الذي نطلبه، أما الآخر فنرفضه ونتجنبه. الموسى المُكَرَّم هو المسيح والموسى المُهْلِك هو الشيطان. المسيح هو رأسنا كقول الرسول، والشعر إما أن يكون فضائل أو رذائل، لذلك عندما تحدث النبي عن خطاياه قال: "أكثر من شعر رأسي (الذي يبغضونني بلا سبب)" (مز 69: 4). فالفصائل والرذائل يرمز لها بالشعر، عندما نحلق بالمسيح نتحرر من كل الرذائل، وعندما نحلق بالشيطان نُحرم من كل الفضائل].
كما يقول: [إن خضع إنسان لشهوة أو انهمك في ملذة يفعل به جسده ما فعلته دليلة بشمشون].


مرة أخرى يقول القديس أغسطينوس: [الآن ماذا يعني أن شمشون يحمل قوة في شعره؟ لاحظوا هذا بدقة أيها الأخوة. أنه لم يحمل قوة في يديه ولا في قدميه ولا في صدره ولا في رأسه وغنما في شعره. ما هو الشعر؟ يجيب الرسول أن الشعر غطاء (1 كو 11: 15)، وكأن المسيح حمل القوة في الغطاء عندما اختفى (احتمى) في ظلال الشريعة القديمة... ماذا يعني أن سرّ شمشون قد صار موضوع خيانة (من دليلة) وأن رأسه قد حُلقت؟ الشريعة قد احُتقرت والمسيح صُلب! لو لم يزدروا بالشريعة (حلق الرأس) لما قتلوا المسيح، إذ عرفوا أنه ليس من حقهم قتله. لقد قالوا للحاكم: "لا يجوز لنا أن نقتل أحدًا" (يو 18: 31)].

Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg





18 وَلَمَّا رَأَتْ دَلِيلَةُ أَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَهَا بِكُلِّ مَا بِقَلْبِهِ، أَرْسَلَتْ فَدَعَتْ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالَتِ: «اصْعَدُوا هذِهِ الْمَرَّةَ فَإِنَّهُ قَدْ كَشَفَ لِي كُلَّ قَلْبِهِ». فَصَعِدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَصْعَدُوا الْفِضَّةَ بِيَدِهِمْ. 19 وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلًا وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ، وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ، وَفَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ. 20 وَقَالَتِ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ. 21 فَأَخَذَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ، وَنَزَلُوا بِهِ إِلَى غَزَّةَ وَأَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ. وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. 22 وَابْتَدَأَ شَعْرُ رَأْسِهِ يَنْبُتُ بَعْدَ أَنْ حُلِقَ.

إذ سلم شمشون نفسه لدليلة وكشف لها أسراره أنامته على ركبتيها [19]... وفي هذه المرة لم يقل الكتاب: "حلّ عليه روح الرب" بل قال: "أخرج حسب كل مرة وأنتفض" [20]. حينما يُسلم الإنسان لشهوات جسدية فتذله الشهوات يفقد رعاية الله له، فيخرج لينتفض، وكأنه يخرج بذاته متكلًا على قوته. وهكذا تلتحم محبة الشهوات بالأنا، وعوض انطلاقه بالروح للجهاد ينحصر في الأنا على ركبتي ملذاته.
لقد سقط الجبار لا على ركبتي دليلة وإنما على ركبتي ملذاته الزمنية؛ بسبب هذه الملذات فتح باب النقاش مع دليلة كما مع الحية فلم يصمد كأبويه الأولين بالرغم مما أتسم به من قوة. لو أنه أغلق باب الحوار كيوسف مع امرأة فوطيفار، القائل في قوة وصراحة: "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟!" وهرب دون نقاش أو عتاب وانتصر بقوة الله.


"لم يعلم أن الرب قد فارقه" [20]، هذه هي كارثته أنه فقد معية الرب، فخسر سرّ قوته، انحط إلى المذلة بين يدي العدو، وفقد بصيرته، وأقتيد إلى حيث لا يريد، وأوثق بسلاسل وصار يطحن في بيت السجن كإحدى الحيوانات. صار سخرية في عيني الأشرار بعدما كانوا يهابونه ويرتعبون منه.
في هذا يقول القديس أغسطينوس: [حقًا إن الشيطان عدونا يسخر بالخطاة بشدة عندما تُنتهك نعمة المسيح، حدث عندما نزع عن شمشون شعره. إنه يُفقدهم بصيرة أعينهم، ويضعهم في السجن، ويجعلهم كالحمير يدورون في حجر الطاحونة].
كما يقول: [نصحنا ربنا خلال النبي: "لا تكونوا كفرس أو بغل بلا فهم" (مز 32: 9)، حتى لا نفشل في إخضاع عنقنا لنير المسيح ونصيره كالحمار مؤهلًا أن يدور في الطاحونة... بالحقيقة كان الإنسان مكرمًا لكنه سقط في الرذيلة، كما فعل شمشون عندما ترك الحكمة والنعمة فعوقب بالعمى والطحن. هكذا يتأهل الإنسان لممارسة عمل الحيوانات إن حرم نفسه من نور العقل. فمن يخضع لجسده ولملذاته خلال تملق الشريرات يصير كالحيوانات يطحن، يصير كحمار أو بغل يُربط في حجر الرحى بعد عصب عينيه الجسديتين فتضعفان. النفس التي تسقط في الملذات تكون أعين ذهنها قد أصابتها العمى خلال فساد الحياة، وتدور في فكرها الأخطاء كما لو كانت تطحن في طاحونة الشهوات القاسية، بدون بصيرة وتحت قيادة آخر: من يقف في طريق الخطاة يُربط بقيود شهواته، ويكون في سجنه مملوءًا بظلمة خطاياه... يعاني في داخله من قيود الطاحونة. إنه يدير صخرة قلبه الذي تقسَّى خلال تمسكه بالشر فصار كحجر رحى، ويطحن دقيقًا للعدو خلال الحنطة الفاسدة التي لنفسه]...
وأيضًا يقول: [من يمارس الخطايا يطحن حنطة للعدو خلال نخاع حياته ليطعم الشيطان؛ بينما تصير النفس خبزًا له تكون هي مصدر جوع لنفسها].


Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس أغسطينوس: [حقًا إن الشيطان عدونا يسخر بالخطاة بشدة عندما تُنتهك نعمة المسيح، حدث عندما نزع عن شمشون شعره. إنه يُفقدهم بصيرة أعينهم، ويضعهم في السجن، ويجعلهم كالحمير يدورون في حجر الطاحونة].
كما يقول: [نصحنا ربنا خلال النبي: "لا تكونوا كفرس أو بغل بلا فهم" (مز 32: 9)، حتى لا نفشل في إخضاع عنقنا لنير المسيح ونصيره كالحمار مؤهلًا أن يدور في الطاحونة... بالحقيقة كان الإنسان مكرمًا لكنه سقط في الرذيلة، كما فعل شمشون عندما ترك الحكمة والنعمة فعوقب بالعمى والطحن. هكذا يتأهل الإنسان لممارسة عمل الحيوانات إن حرم نفسه من نور العقل. فمن يخضع لجسده ولملذاته خلال تملق الشريرات يصير كالحيوانات يطحن، يصير كحمار أو بغل يُربط في حجر الرحى بعد عصب عينيه الجسديتين فتضعفان. النفس التي تسقط في الملذات تكون أعين ذهنها قد أصابتها العمى خلال فساد الحياة، وتدور في فكرها الأخطاء كما لو كانت تطحن في طاحونة الشهوات القاسية، بدون بصيرة وتحت قيادة آخر: من يقف في طريق الخطاة يُربط بقيود شهواته، ويكون في سجنه مملوءًا بظلمة خطاياه... يعاني في داخله من قيود الطاحونة. إنه يدير صخرة قلبه الذي تقسَّى خلال تمسكه بالشر فصار كحجر رحى، ويطحن دقيقًا للعدو خلال الحنطة الفاسدة التي لنفسه]...
وأيضًا يقول: [من يمارس الخطايا يطحن حنطة للعدو خلال نخاع حياته ليطعم الشيطان؛ بينما تصير النفس خبزًا له تكون هي مصدر جوع لنفسها].

Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg




وَأَمَّا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَاجْتَمَعُوا لِيَذْبَحُوا ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِدَاجُونَ إِلهِهِمْ وَيَفْرَحُوا، وَقَالُوا: «قَدْ دَفَعَ إِلهُنَا لِيَدِنَا شَمْشُونَ عَدُوَّنَا». 24 وَلَمَّا رَآهُ الشَّعْبُ مَجَّدُوا إِلهَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «قَدْ دَفَعَ إِلهُنَا لِيَدِنَا عَدُوَّنَا الَّذِي خَرَّبَ أَرْضَنَا وَكَثَّرَ قَتْلاَنَا». 25 وَكَانَ لَمَّا طَابَتْ قُلُوبُهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: «ادْعُوا شَمْشُونَ لِيَلْعَبَ لَنَا». فَدَعَوْا شَمْشُونَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ، فَلَعِبَ أَمَامَهُمْ. وَأَوْقَفُوهُ بَيْنَ الأَعْمِدَةِ. 26 فَقَالَ شَمْشُونُ لِلْغُلاَمِ الْمَاسِكِ بِيَدِهِ: «دَعْنِي أَلْمِسِ الأَعْمِدَةَ الَّتِي الْبَيْتُ قَائِمٌ عَلَيْهَا لأَسْتَنِدَ عَلَيْهَا». 27 وَكَانَ الْبَيْتُ مَمْلُوءًا رِجَالًا وَنِسَاءً، وَكَانَ هُنَاكَ جَمِيعُ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَعَلَى السَّطْحِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل وَامْرَأَةٍ يَنْظُرُونَ لِعْبَ شَمْشُونَ. 28 فَدَعَا شَمْشُونُ الرَّبَّ وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي الرَّبَّ، اذْكُرْنِي وَشَدِّدْنِي يَا اَللهُ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ، فَأَنْتَقِمَ نَقْمَةً وَاحِدَةً عَنْ عَيْنَيَّ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 29 وَقَبَضَ شَمْشُونُ عَلَى الْعَمُودَيْنِ الْمُتَوَسِّطَيْنِ اللَّذَيْنِ كَانَ الْبَيْتُ قَائِمًا عَلَيْهِمَا، وَاسْتَنَدَ عَلَيْهِمَا الْوَاحِدِ بِيَمِينِهِ وَالآخَرِ بِيَسَارِهِ. 30 وَقَالَ شَمْشُونُ: «لِتَمُتْ نَفْسِي مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». وَانْحَنَى بِقُوَّةٍ فَسَقَطَ الْبَيْتُ عَلَى الأَقْطَابِ وَعَلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِي فِيهِ، فَكَانَ الْمَوْتَى الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي مَوْتِهِ، أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي حَيَاتِهِ. 31 فَنَزَلَ إِخْوَتُهُ وَكُلُّ بَيْتِ أَبِيهِ وَحَمَلُوهُ وَصَعِدُوا بِهِ وَدَفَنُوهُ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ، فِي قَبْرِ مَنُوحَ أَبِيهِ. وَهُوَ قَضَى لإِسْرَائِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً.



ظن أقطاب الفلسطينيين أن إلههم داجون (نصفه الأعلى على شكل إنسان والأسفل بدن سمكة) هو الذي أسلم لهم شمشون عدوهم ولم يدركوا أن سقوط شمشون هو ثمرة مفارقة الرب له بسبب انحلال حياته في علاقته مع دليلة. على أي الأحوال كان لزامًا لشمشون أن يتأدب حتى يرجع إلى الرب إلهه بكل قلبه بعد أن يذوق ثمرة شره، وفي نفس الوقت يتأدب الوثنيون أيضًا على شرهم، فإن كان الله قد أسلم شمشون في يدهم ليسخروا به كيفما شاءوا إنما حين يرجع بقوة أعظم ويُحسب من رجال الإيمان.
في احتفالهم بإلههم وتقديم ذبائح له جاءوا بشمشون ليراه الشعب عبدًا ذليلًا فاقد البصيرة فيسخرون منه ويمجدوا إلههم، وإمعانًا في إذلاله إذ طابت قلوبهم جعلوه يرقص أمامهم ليسخروا به ويكون موضع تسليتهم...
حقًا من يستطيع أن يعبر عن مشاعر شمشون غالب الآلاف وهو أعمى يطحن كالحيوانات في بيت السجن ويلعب لتسليه أعدائه... كل هذا بسبب شهوة وقتية زائلة! ما هي مشاعره نحو دليلة التي سلمته جسدها إلى حين لتسليمه لأعماق العبودية والذل!!!
على أي الأحوال إذ بدأ شعر رأسه بنبت وتذلل قلبه في داخله أدرك أن الرب يكون معه، لذا صرخ قلبه: "يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فأنتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين" [ 28]. لقد أدرك وسط الضيق أن الله هو سرّ قوته، ولم يعد يخرج لينتفض متكلًا على ذاته. قبض "على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائمًا عليهما واستند عليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره، وقال شمشون: لتمت نفسي مع الفلسطينيين. وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه كان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته" [29-30].
يعلق القديس أغسطينوس على الأحداث الأخيرة في حياة شمشون بقوله: [السجن والطاحونة هما عمل هذا العالم؛ عمى شمشون يشير إلى الذين أصابهم العمى بجحودهم ولم يعرفوا المسيح ولا اختبروا سلطانه وصعوده إلى السموات. هذا العمى يُشير إلى ما أصاب اليهود، إذ امسكوا المسيح وقدموه للموت، فإذا به يقتل قاتليه. لهذا أحضره أعداؤه ليلعب كبهلوان (بلياتشو) أمامهم. لاحظ هنا صورة الصليب. شمشون يبسط يديه للعمودين كما لعارضتي الصليب، لذلك بموته غلب أعداءه، لأن آلامه صارت هلاكًا لمضطهديه. لذلك يقول الكتاب: "فكان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته" [30]. لقد تحقق السرّ بوضوح في ربنا يسوع المسيح، إذ أكمل الخلاص بموته هذا الذي أعلنه أثناء حياته].
كما يقول: [الحقيقة المذكورة بأنه أهلك الأعداء في موته أكثر مما في حياته تعلن سرّ آلام المسيح، فخلالها سقط بيت الشيطان وتهشمت مملكة الموت. حقًا أن البيت الذي ضم أقطاب الفلسطينيين يرمز إلى بيت مملكة الشيطان (فيه يُعبد الإله داجون)، وقد جاء عنه أنه يرتكز على عمودين... هما بلا شك الطمع والملذات، فلا يوجد شر نفهمه إلاّ وينبع عن هذين الشرين... كما هو مكتوب: "لأن محبة المال أصل لكل الشرور" (1 تي 6: 10)، أما عن الملذات فقيل أنها تكدر الجسد (أم 11: 8). هذا وأن شمشون يُشير إلى ربنا يسوع المسيح، أما دليلة القاسية فتُشير إلى المجمع، شمشون اقتنصته دليلة، والمجمع اضطهد المسيح وصلبه على الجلجثة. أما كون شمشون الممثل للمسيح قد أُعمى فيُشير إلى المسيحيين الأشرار الذين آمنوا بالمسيح إلى حين ولم يثابروا على الإيمان والأعمال الصالحة... شمشون وُضعَ في السجن بينما نزل المسيح إلى الجحيم. شمشون بسط يديه للعمودين فانهار بيت الفلسطينيين بأقطابه، وبسط المسيح يديه لعارضتي الصليب كما لعمودين فانطرح بيت الشيطان أو مملكته وتدمر مع ملائكته].


ويرى القديس إيريناؤس: [الغلام الذي قاد شمشون بيده يُشير إلى يوحنا المعمدان الذي أظهر للناس الإيمان بالمسيح، أما البيت الذي اجتمعوا فيه فيُشير إلى العالم الذي يقطنه أمم وثنية متنوعة جاحدة للإيمان تقدم الذبائح للأوثان، وأن العمودين هما العهدان إن حقيقة اتكاء شمشون على العمودين تُشير إلى تعلم الشعب سرّ المسيح (الذي يهدم الوثنية)].

Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وقال شمشون: لتمت نفسي مع الفلسطينيين. وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه كان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته" [29-30].

القديس إيريناؤس:

[الغلام الذي قاد شمشون بيده يُشير إلى يوحنا المعمدان الذي أظهر للناس الإيمان بالمسيح، أما البيت الذي اجتمعوا فيه فيُشير إلى العالم الذي يقطنه أمم وثنية متنوعة جاحدة للإيمان تقدم الذبائح للأوثان، وأن العمودين هما العهدان إن حقيقة اتكاء شمشون على العمودين تُشير إلى تعلم الشعب سرّ المسيح (الذي يهدم الوثنية)].

Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg




إقامة التمثال:

1 وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ اسْمُهُ مِيخَا. 2 فَقَالَ لأُمِّهِ: «إِنَّ الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلِ الْفِضَّةِ الَّتِي أُخِذَتْ مِنْكِ، وَأَنْتِ لَعَنْتِ وَقُلْتِ أَيْضًا فِي أُذُنَيَّ. هُوَذَا الْفِضَّةُ مَعِي. أَنَا أَخَذْتُهَا». فَقَالَتْ أُمُّهُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ مِنَ الرَّبِّ يَا ابْنِي». 3 فَرَدَّ الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلِ الْفِضَّةِ لأُمِّهِ. فَقَالَتْ أُمُّهُ: «تَقْدِيسًا قَدَّسْتُ الْفِضَّةَ لِلرَّبِّ مِنْ يَدِي لابْنِي لِعَمَلِ تِمْثَال مَنْحُوتٍ وَتِمْثَال مَسْبُوكٍ. فَالآنَ أَرُدُّهَا لَكَ». 4 فَرَدَّ الْفِضَّةَ لأُمِّهِ، فَأَخَذَتْ أُمُّهُ مِئَتَيْ شَاقِلِ فِضَّةٍ وَأَعْطَتْهَا لِلصَّائِغِ فَعَمِلَهَا تِمْثَالًا مَنْحُوتًا وَتِمْثَالًا مَسْبُوكًا. وَكَانَا فِي بَيْتِ مِيخَا. 5 وَكَانَ لِلرَّجُلِ مِيخَا بَيْتٌ لِلآلِهَةِ، فَعَمِلَ أَفُودًا وَتَرَافِيمَ وَمَلأَ يَدَ وَاحِدٍ مِنْ بَنِيهِ فَصَارَ لَهُ كَاهِنًا. 6 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ.

"كان رجل من جبل أفرايم اسمه ميخا" [1].
حدثت هذه القصة قبل أيام شمشون؛ يبدو أن ميخا كان يدعى "ميخيهو" أي (من مثل يهوه) أو "ميخائيل" أي (من مثل الله)، ويرى علماء اليهود أنه قد صار اسمه "ميخا" بدل "ميخيهو" لأنه عبد الأوثان. اسمه الأول يدل على أن والديه كانا تقيين يعتقدان أن ليس مثل يهوه، لكن والدته انحرفت إلى العبادة الوثنية جنبًا إلى جنب مع عبادة الله فجعلت من الصنم مثلًا لله، وهذا يخالف اسم ابنها.


ويبدو أن ميخا هذا سرق من والدته الغنية ألفًا ومئة شاقل من الفضة، وإذ لعنت السارق، لم يستطيع الابن أن يسمع اللعنة بأُذنيه فجاء بالفضة إلى أمه معترفًا [3]، أما هي فرفضت أن ترد الفضة إلى خزينتها بل أرادت تقديسها للرب بعمل تمثال منحوت وتمثال مسبوك تسلمها لابنها ليضعهما في بيته في موضع مقدس. هذه هي صورة إنسانة تقية أرادت أن تقدس فضتها المسروقة للرب فتُقدم بها تمثالين في بيت ابنها...
وإن كان البعض يرى أنها لم تقصد العبادة الوثنية وإنما عبادة الله الحيّ خلال التمثالين... بهذا ظنت أنها تنزع اللعنة عن ابنها، وتجعل من بيته مقدسًا للرب. فعمل ميخا أفودًا أي ثيابًا للكهنة، كما عمل ترافيم وهي تماثيل آشورية تستخدم كآلهة خاصة بكل عائلة. وملأ ميخا يد أحد من بنيه [5] أي أعطاه تقدمات يقدمها للرب ككاهن للرب؛ هكذا أُقيم أحد أبناء ميخا كاهنًا ليس من قبل الرب بل من قبل أبيه، فكان العمل كله يكشف عن جهل العائلة وغباوتها سواء في إقامة آلهة أو ملابس الكهنة أو الكهنة أنفسهم. لكن ما حدث في هذه العائلة كان مثلًا للفساد العام حتى تكرر القول: "وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، كان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه" [6].
إن كان ميخا قد أقام من فضته لنفسه إلهًا، ومن ابنه كاهنًا حسب هواه، فإن كثيرين إلى يومنا هذا يريدون أن يقيموا آلهة حسب أهواءهم الخاصة، منهم الذين تحدث عنهم الرسول بولس: [آلهتهم بطونهم] (في 3: 19)، ومنهم من كانت آلهتهم كرامتهم الزمنية إلخ... أما بالنسبة للكهنة فكثيرون لا يطلبون كهنة مدعوين من الله يفصلون كلمة الحق باستقامة وإنما يريدون من أبنائهم كهنة حتى يقدمون لهم الوصية حسب أهوائهم ويشوهون الحق بما يشبع رغباتهم وملذاتهم.


Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg




استئجار لاوي كاهنًا:

7 وَكَانَ غُلاَمٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا، وَهُوَ لاَوِيٌّ مُتَغَرِّبٌ هُنَاكَ. 8 فَذَهَبَ الرَّجُلُ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِكَيْ يَتَغَرَّبَ حَيْثُمَا اتَّفَقَ. فَأَتَى إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَيْتِ مِيخَا وَهُوَ آخِذٌ فِي طَرِيقِهِ. 9 فَقَالَ لَهُ مِيخَا: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟» فَقَالَ لَهُ: «أَنَا لاَوِيٌّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، وَأَنَا ذَاهِبٌ لِكَيْ أَتَغَرَّبَ حَيْثُمَا اتَّفَقَ». 10 فَقَالَ لَهُ مِيخَا: «أَقِمْ عِنْدِي وَكُنْ لِي أَبًا وَكَاهِنًا، وَأَنَا أُعْطِيكَ عَشَرَةَ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ فِي السَّنَةِ، وَحُلَّةَ ثِيَابٍ، وَقُوتَكَ». فَذَهَبَ مَعَهُ اللاَّوِيُّ. 11 فَرَضِيَ اللاَّوِيُّ بِالإِقَامَةِ مَعَ الرَّجُلِ، وَكَانَ الْغُلاَمُ لَهُ كَأَحَدِ بَنِيهِ. 12 فَمَلأَ مِيخَا يَدَ اللاَّوِيِّ، وَكَانَ الْغُلاَمُ لَهُ كَاهِنًا، وَكَانَ فِي بَيْتِ مِيخَا. 13 فَقَالَ مِيخَا: «الآنَ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُحْسِنُ إِلَيَّ، لأَنَّهُ صَارَ لِيَ اللاَّوِيُّ كَاهِنًا».

لم يقف الفساد عند الشعب وحدهم إذ أقام الكثيرون ترافيم في بيوتهم كآلهة يقدمون العبادة لله خلالها، فامتزجت العبادة الوثنية بعبادة الله الحيّ، وإنما حتى الكهنة واللاويين نسوا رسالتهم كأُناس نصيبهم الرب وعملهم خدمة الهيكل المقدس نيابة عن الجماعة كلها، وخرجوا يبحثون عن المال، فصاروا في وسط الجماعة يسألون عَمَّن يستأجرهم ليكونوا كهنة خصوصيين لهم. وفي أيام نحميا نجدهم يعملون في الحقول (نح 13: 10). هذه هي الخميرة التي كان يجب أن تحمل في داخلها عمل الله لتخمير العجين كله، قد انهمكت بأمور العالم، وصارت مستأجرة للعمل لا لحساب الله بل لحساب بطونهم. من بين هؤلاء اللاويين. وجد غلام أقام في بيت لحم بيهوذا حتى حُسب من عشيرة يهوذا وهو لاوي متغرب [7]، لم يجد هناك من يستأجره فترك بيت لحم وذهب إلى جبل أفرايم حيث التقى بميخا الذي سأله أن يقيم عنده ليكون اللاوي أبًا له وكاهنًا مقابل عشرة شواقل فضة وحلة ثياب بخلاف قوته اليومي. هكذا حسب ميخا نفسه سعيدًا إذ يقيم اللاوي كاهنًا عوض ابنه الذي كان له كاهنًا [5]. وجد الغلام اللاوي العرض سخيًا بالنسبة للظروف التي كان اللاويون يعيشون فيها فقبله.
فرح ميخا إذ صار لديه الآلهة والأفود والكاهن لاويًا... صورة مؤلمة للفساد الذي دبّ في حياة إسرائيل في ذلك الوقت، كثمرة لالتصاقهم بالوثنيين ومشاركتهم عبادتهم متجاهلين الشريعة الإلهية.

Mary Naeem 28 - 07 - 2025 04:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg




دان يطلب ميراثًا:

1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ، وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ كَانَ سِبْطُ الدَّانِيِّينَ يَطْلُبُ لَهُ مُلْكًا لِلسُّكْنَى لأَنَّهُ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَقَعْ لَهُ نَصِيبٌ فِي وَسَطِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 2 فَأَرْسَلَ بَنُو دَانَ مِنْ عَشِيرَتِهِمْ خَمْسَةَ رِجَال مِنْهُمْ، رِجَالًا بَنِي بَأْسٍ مِنْ صُرْعَةَ وَمِنْ أَشْتَأُولَ لِتَجَسُّسِ الأَرْضِ وَفَحْصِهَا. وَقَالُوا لَهُمُ: «اذْهَبُوا افْحَصُوا الأَرْضَ». فَجَاءُوا إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَيْتِ مِيخَا وَبَاتُوا هُنَاكَ.

"وفي تلك الأيام لم يكن مَلِكٌ في إسرائيل؛ وفي تلك الأيام كان سبط الدانيين يطلب له مُلْكًا (ميراثًا) للسكنى، لأنه إلى ذلك اليوم لم يقع له نصيب في وسط أسباط إسرائيل" [1].
"في تلك الأيام لم يكن مَلِكٌ في إسرائيل"، إذ كان ذلك بعد موت يشوع في بداية فترة القضاة حيث لم يكن لإسرائيل ملك. رفضوا الرب ملكًا لهم، ولم يكن لهم حتى ملك أرضي فصار الكل يعمل ما يحسن في عينيه (قض 17: 6) على مستوى الأفراد أو العائلات أو الأسباط، ليس من قائد ولا من مدبر أو مشير! في هذه الآونة تطلع بنو دان فرأوا أن ما استلموه من أرض كميراث للسبط يُحسب كلا شيء بالنسبة لعددهم الضخم، وكأنهم بلا نصيب في وسط إسرائيل فاختاروا خمسة رجال من ذوي البأس كجواسيس يفحصون الأرض التي يطلبون امتلاكها... انطلق هؤلاء الرجال للعمل، وفي الطريق مالوا إلى بيت ميخا في جبل أفرايم وباتوا هناك.


الساعة الآن 09:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025