![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg ملاك الرب في بوكيم: "1 وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. 2 وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ هذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟ 3 فَقُلْتُ أَيْضًا: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكًا». 4 وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكَوْا. 5 فَدَعَوْا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بُوكِيمَ». وَذَبَحُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ." [1-5]. تقدم لنا هذه العبارات ملخصًا دقيقًا للاهوتيات السفر كله، وخطًا واضحًا لغايته. ويلاحظ في هذه العبارات الآتي: أولًاً: ملاك الرب المذكور هنا غالبًا ما يعني ظهورًا إلهيًا لكلمة الله كما يرى غالبية الدارسين. فكلمة الله الحيّ هو الذي قاد الشعب إلى الجلجال وهو الذي صعد بهم إلى بوكيم، بكونه واهب التوبة وقابلها. ثانيًا: صعود ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم يحمل مفهومًا لاهوتيًا عميقًا، فالجلجال كما رأينا في دراستنا لسفر يشوع هو أول معسكر للشعب بعد عبوره الأردن ودخوله كنعان، والاسم يعني "متدحرج" أو "دائرة"، جاء ليعلن عن دحرجه عار العبودية القديم (يش 5: 9)، وكأن عار العبودية لا يُنزع عنا إلاّ بدخولنا "دائرة الأبدية". وكان الجلجال مركزًا لعمليات يشوع، وفيه اختتن الشعب ثانية (يش 5: 9)، وظهر كموضع مقدس حتى أيام صموئيل النبي (1 صم 7: 16) وغالبًا ما كان به هيكل، كما صار مركزًا لعمليات شاول الحربية ضد عماليق إلخ... بمعنى آخر الجلجال إنما يعني مقدس القلب الداخلي الذي فيه يدير ربنا يسوع (يشوع) العمل الروحي، وفيه تتجلى الحياة السماوية (الختان الروحي الثاني)، وفيه تقدم ذبيحة شكر لله، وخلاله نصارع مع الشيطان (عماليق)... هذا المقدس يفارقه ملاك الرب معلنًا عصياننا وكسرنا للعهد المبرم مع الله، وينطلق بنا إلى بوكيم، فيتحول قلبنا إلى الندامة والبكاء حتى إذ نرجع إلى الله في أعماقنا نقدم ذبيحة روحية للرب [5]. ثالثًا: لخص ملاك الرب خطايانا في إعلانه أنه لن ينكث العهد معنا إلى الأبد وإذا بنا نتجاهل العهد الإلهي لنقيم عهدًا مع سكان هذه الأرض، أي مع الخطايا. فإن كان الله إلهًا غيورًا، إنما يريدنا في إتحاد معه على مستوى الإتحاد الزواجي، فكل إتحاد مع غيره (الخطايا) يُحسب زنى، بسببه ينحل عقد اتحادنا الزواجي معه. رابعًا: الله يقدس الحرية الإنسانية جدًا، فإذ نقيم العهد مع سكان هذه الأرض (الخطايا) يهبنا سؤال قلبنا فلا يطردهم من أمامنا... فيكونون مضايقين لنا، وهكذا جعل الله من تصرفاتنا الشريرة فرصة للتأديب. إنه لا يلزمنا بالتوبة، لكن ثمار خطايانا المرّة تضيق علينا فنرفع قلوبنا بكامل حريتنا لنرى الأذرع الأبدية مفتوحة لنا. على أي الأحوال فإن صعود ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم وحديثه معهم هو بمثابة إعلان عن العلاج قبل استعراض مرارة المرض. هكذا يتعامل الله معنا، إذ يفتح أمامنا أبواب الرجاء مقدمًا حتى متى سقطنا نذكر رحمته وننطلق بالروح القدس إلى بوكيم لنقدم ذبائح التوبة للرب في استحقاقات الدم الثمين. والآن إذ قدم العلاج بدأ يكشف عن ظهور المرض فتحدث عن عصر يشوع والشيوخ المرافقين له حيث شهد الكل أعمال الله العجيبة فلم ينحرفوا عن الإيمان، لكن الجيل التالي "لم يعرف الرب ولا العمل الذي عمل لإسرائيل" |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg موت يشوع: 6 وَصَرَفَ يَشُوعُ الشَّعْبَ، فَذَهَبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ لأَجْلِ امْتِلاَكِ الأَرْضِ. 7 وَعَبَدَ الشَّعْبُ الرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ، وَكُلَّ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ الَّذِينَ رَأَوْا كُلَّ عَمَلِ الرَّبِّ الْعَظِيمِ الَّذِي عَمِلَ لإِسْرَائِيلَ. 8 وَمَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ عَبْدُ الرَّبِّ ابْنَ مِئَةٍ وَعَشْرَ سِنِينَ. 9 فَدَفَنُوهُ فِي تُخْمِ مُلْكِهِ فِي تِمْنَةَ حَارَسَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. 10 وَكُلُّ ذلِكَ الْجِيلِ أَيْضًا انْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ، وَقَامَ بَعْدَهُمْ جِيلٌ آخَرُ لَمْ يَعْرِفِ الرَّبَّ، وَلاَ الْعَمَلَ الَّذِي عَمِلَ لإِسْرَائِيلَ. إذ سمع يشوع كلمات ملاك الرب في بوكيم ورأى الشعب يرفع صوته ويبكي لأنه عرف ما سيحل به أو بالأجيال المقبلة كثمرة لتهاونهم مع الأمم الوثنية، ذُبحت ذبائح للرب [5]، ثم صرف يشوع الشعب... "كل واحد إلى ملكه لأجل امتلاك الأرض" [6]، إي ذهب كل سبط ليملك ما قد تمتع به كنصيب له. يا لها من صورة حيَّة للكنيسة الحقيقية، إذ تجتمع معًا مع يشوع لتمارس التوبة الجماعية في بوكيم، وتقدم ذبيحة الرب بروح واحد جماعي، لكن كل واحد يملك نصيبه! كأن الحياة الكنسية هي حياة جماعية تمثل جسدًا واحدًا، لكن لكل عضو عمله وشركته الخاصة. بمعنى آخر لا تعني الحياة الجماعية تجاهل العمل الشخصي أو العلاقة الشخصية السرية التي تربط النفس بالله، كما أن العمل الشخصي لا يوقف الحياة الجماعية، بل هما متلازمان ومتكاملان غير منفصلين. إني أعرف الرب إلهي كرأس خاص بيّ "حبيبي ليّ وأنا له" (نش 2: 16)، ألتقي معه سريًا على مستوى شخصي، لكن كعضو في الجماعة المقدسة، فهو رأس الكنيسة (أف 1: 22) التي أنا عضو فيها. تحدث عن حال الشعب في عهد يشوع، قائلًا: "وعبد الشعب الرب كل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع الذين رأوا كل عمل الرب العظيم الذي عُمل لإسرائيل" [7]. متى كان يشوع الحقيقي، يسوع المسيح، هو القائد للكنيسة والمحرك لها روحيًا يعبد الشعب الرب في حرارة الروح؛ ومتى تسلم الكنيسة شيوخ أي رعاة رأوا كل عمل الرب العظيم وتلامسوا مع صليبه تبقى الكنيسة ملتهبة بالروح، أما إن تسلمها رعاة ليس لهم شركة مع يشوع الحقيقي فينحرف الشعب عن عبادة الله الحقة. أخيرًا "مات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين فدفنوه في تخم ملكه في تمنة حارس في جبل أفرايم شمالي جبل جاعش" [8-9]. إعلان موت يشوع والاهتمام بدفنه في تخم نصيبه إنما يكشف للشعب عن الإيمان بقيامة الجسد، الأمر الذي لم يكن يستطيع اليهود في ذلك الحين إدراكه تمامًا. دفن في المنطقة الجرداء التي اختارها لنفسه بعد التوزيع للأسباط إذ كان زاهدًا لا يطلب ما لنفسه بل ما هو للآخرين. إنه يدفن في أرض جرداء لينعم بالأرض الجديدة، أي الحياة الأبدية حيث فيض الغنى السماوي. دفن في "تمنة حارس" أو كما جاء في سفر يشوع "تمنة سارح" (يش 24: 30)، وقد اشتهرت المدينة بالاسمين، الأول تمنة حارس الذي يعني "نصيب الشمس"، والثاني تمنة سارح الذي يعني "نصيب مزدوج". ويرى الربانيون أنها دُعيت تمنة حارس بسبب وقوف الشمس في عهد يشوع، لذلك رسمت صورة الشمس على قبره. على أي الأحوال دفن يشوع في هذه المدينة ليكون نصيبه شمس البر، يسوع المسيح، أي مات على رجاء التمتع به، وبتمتعه بيسوع يحسب نفسه قد نال نصيبًا مزدوجًا أو وفيرًا. كانت هذه المدينة في جبل أفرايم شمالي جبل جاعش أي جبل الزلزلة، الذي يذكرنا بالزلزلة التي حدثت عند قيامة يشوع الحقيقي، كأن يشوع قد مات منتظرًا أن يكون "شمس البر" نفسه هو نصيبه المزدوج، به ينعم بالزلزلة للحياة القديمة ليتمتع بحياته المقامة من الأموات. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg التعبد للبعل وإقامة قضاة: 11 وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ. 12 وَتَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَسَارُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ، وَسَجَدُوا لَهَا وَأَغَاظُوا الرَّبَّ. 13 تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ. 14 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَدَفَعَهُمْ بِأَيْدِي نَاهِبِينَ نَهَبُوهُمْ، وَبَاعَهُمْ بِيَدِ أَعْدَائِهِمْ حَوْلَهُمْ، وَلَمْ يَقْدِرُوا بَعْدُ عَلَى الْوُقُوفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ. 15 حَيْثُمَا خَرَجُوا كَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَكَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ. فَضَاقَ بِهِمُ الأَمْرُ جِدًّا. 16 وَأَقَامَ الرَّبُّ قُضَاةً فَخَلَّصُوهُمْ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِمْ. 17 وَلِقُضَاتِهِمْ أَيْضًا لَمْ يَسْمَعُوا، بَلْ زَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا. حَادُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي سَارَ بِهَا آبَاؤُهُمْ لِسَمْعِ وَصَايَا الرَّبِّ، لَمْ يَفْعَلُوا هكَذَا. 18 وَحِينَمَا أَقَامَ الرَّبُّ لَهُمْ قُضَاةً، كَانَ الرَّبُّ مَعَ الْقَاضِي، وَخَلَّصَهُمْ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِمْ كُلَّ أَيَّامِ الْقَاضِي، لأَنَّ الرَّبَّ نَدِمَ مِنْ أَجْلِ أَنِينِهِمْ بِسَبَبِ مُضَايِقِيهِمْ وَزَاحِمِيهِمْ. 19 وَعِنْدَ مَوْتِ الْقَاضِي كَانُوا يَرْجِعُونَ وَيَفْسُدُونَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِهِمْ، بِالذَّهَابِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِيَعْبُدُوهَا وَيَسْجُدُوا لَهَا. لَمْ يَكُفُّوا عَنْ أَفْعَالِهِمْ وَطَرِيقِهِمْ الْقَاسِيَةِ. 20 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدْ تَعَدَّوْا عَهْدِيَ الَّذِي أَوْصَيْتُ بِهِ آبَاءَهُمْ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِي، 21 فَأَنَا أَيْضًا لاَ أَعُودُ أَطْرُدُ إِنْسَانًا مِنْ أَمَامِهِمْ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ يَشُوعُ عِنْدَ مَوْتِهِ 22 لِكَيْ أَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ: أَيَحْفَظُونَ طَرِيقَ الرَّبِّ لِيَسْلُكُوا بِهَا كَمَا حَفِظَهَا آبَاؤُهُمْ، أَمْ لاَ». 23 فَتَرَكَ الرَّبُّ أُولئِكَ الأُمَمَ وَلَمْ يَطْرُدْهُمْ سَرِيعًا وَلَمْ يَدْفَعْهُمْ بِيَدِ يَشُوعَ. الآن إذ أُعلن موت يشوع على رجاء القيامة ومات الجيل الذي عاين أعمال الرب العظيمة "قام بعدهم جيل آخر لم يعرف الرب" [10]... وفي عبارات قليلة كشف بقية الأصحاح عن جوهر أحداث سفر القضاة ومعاملات الله مع الشعب في ذلك الحين، إذ قال: "وتركوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأغاظوا الرب" [12]. لقد نسى الجيل الجديد أعمال الله محب البشر مع آبائهم وانسحب قلبهم إلى العبادات الوثنية من أجل ما تحمله من رجاسات وملذات جسديه طريقها سهل، فتركوا إله آبائهم ونقضوا عهده [20] وعبدوا البعليم والعشتاروت [13] فأغاظوا الرب الذي حمى غضبه عليهم [20]. ماذا تعني إغاظة الرب وما معنى حمو غضبه عليهم؟ الله ليس فيه انفعالات مثلنا لكنه حب مطلق، وفي حبه يضمنا إليه كعروس له، يغير علينا. يودنا أحباء وأبناء نسكن في حضنه، ويسكب حبه بلا حدود فينا. فإغاظته إنما تعني تهاوننا نحن في قبول حبه واستهتارنا بصداقته، أما غضبه فإشارة إلى سقوطنا تحت عدله الإلهي نجتني ثمر خطايانا... فيبدو الله كغاضب. إذ تركوا الله مصدر حياتهم وانطلقوا إلى العبادات الباطلة سقطوا في الباطل واجتنوا منها ثمر عملهم، وحرموا أنفسهم بأنفسهم من الرحمة الإلهية، ومع هذا فهو يسمح لهم بذلك حتى يضيق بهم الأمر جدًا [15]، عندئذ كان يقيم لهم قضاة يُخلصونهم من يد ناهبيهم [16]. وللأسف "عند موت القاضي كانوا يرجعون يفسدون أكثر من آبائهم..." [19]. هذه هي قصة سفر القضاة كله، بل هي قصة حياة الكثيرين منا، سرعان ما ننسى معاملات الله معنا لنسلك حسب أهوائنا وإذ نخضع لثمر شرنا نصرخ فيُنجي، لنعود مرة أخرى فننسى الرب ونتعدى عهده! أما عبادة البعل فكانت تُقدم للإله الكنعاني "بعل" وجمعه "بعليم"، ومعناه "سيد" أو "رب" أو "زوج". وكانت زوجته الإلهة عشتاروت. هو إله الخصب ورب المزارع والمهتم بالحيوانات إله الشمس، وهي إلهة القمر. لذا كانت النساء يعجن لها فطيرًا (أر 7: 18) يُرسم عليه صورة القمر. وكان المتعبدون لها يحسبون البعل أبًا لهم وعشتاروت أمًا، وكانوا يُقدمون لهما من أطفالهم ذبائح ومحرقات. إذ كانت بعض الأصنام تصنع من النحاس مجوفة، يوقدون تحتها النيران ومتى احمرت جدًا وتوهجت تلقي الأم رضيعها على يديه المتوهجتين وتُضرب الطبول حتى لا تُسمع صرخات الرضيع وهو يحترق! وكان للبعل كهنة كثيرون يخدعون الناس بسحرهم وشعوذتهم، كما وُجدت أحيانًا كاهنات هن نساء وبنات يقدمن أنفسهن للزنى والرجاسات كجزء من العبادة وطقسٍ من طقوسها (هو 4: 14). هذا وقد انتشرت عبادة البعليم في الشرق بصورة متسعة حتى صار لبعض البلاد بعل خاصٍ بها مثل بعل فغور، وبعل زبوب إلخ. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg يا للتعطُّفات الأبوية الرحيمة هو خلقنا ولا يزال يحمل مسئولية أنيننا، ويهتمُّ جدّاً بأحوالنا، ولا يطيق أن يرى أولاده تحت ظُلم أو سُخرة أو ضيق، لأنه في كلِّ حال ضيقهم يتضايق جدّاً، ومَنْ يمسُّهم كأنه يمسُّ حَدَقَة عينه.أليس بسبب تعطُّفات الأُبـوَّة الرحيمة التي تملأ طبيعته المجيدة، أرسل لنا ابنه الحبيب ليتجسَّد ويتأنَّس ويصير تحت آلامنا كلها بعينها، فلا يعود الآب يتشارَك معنا في آلامنا تشارُكاً معنوياً فقط، بل تصير المُشاركة مُشاركة فعلية حقيقية في جسد ابنه!! مَنْ ذا يستطيع بعد ذلك أن ينسى حنان الأُبوَّة التي افتقدنا بها الآب في المسيح أو يتجاهلها؟ أو مَنْ ذا يتضايق إلى حدِّ التذمُّر مهما بلغت شدَّة الضيقة، بعد أن عرفنا بتأكيد أنه يتضايق معنا ومثلنا؟ وإن كانت أنوار بيت لحم في هذه الأيام المُباركة تجذب أبصار قلوبنا بشدَّة للتأمُّل في أمجاد البنوَّة المملوءة حبّاً وسلاماً، فإنَّ أصوات الملائكة لا تزال تلحُّ عليَّ جدّاً أن أتكلَّم مُعطياً المجد لله الآب في الأعالي، مُكرِّماً مشاعر الأُبوَّة المتعطِّفة التي صارت منها هذه المسرَّة والنعمة المُتضاعفة. ومَنْ ذا يستطيع أن يتقدَّم إلى بيت لحم إن لم يجذبه الآب أولاً؟ أو مَنْ ذا قد صار في الابن ولم يسبق أن اختاره الآب؟ هذا هو عيد البنوَّة حقّاً، وهو عيد الأُبوَّة بالضرورة.فإن امتلأت قلوبنا بمشاعر المسرَّة بالابن، فلنا أيضاً شركة مع الآب في مسرَّته: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» (مت 3: 17)، مُمجِّدين مقاصده الرحيمة لنا التي ادَّخرها لنا في المسيح قبل تأسيس العالم. إنَّ الآب إذ رأى وسمع أنين البشرية كلها أرسل ابنه؛ بل إنَّ الآب الرحيم المحب أَظهر لنا قِدَم محبته لنا، إذ ونحن بعد خطاة وُلِدَ المسيح. والعالم وهو غارق في ظلمة الجحود، أحبه الآب هكذا، وأرسل ابنه ليبذل نفسه فدية لأجل الجميع.أيَّة متعة لنا في مشاعر حنان الأُبوَّة! آه أنا محصور في حب الآب! إني أستشعر حبه جدّاً قديماً قبل بيت لحم هذا الذي به عرفني ابنه، وهذا الذي به أيضاً جذبني إليه. ومحبة الآب لا زالت واضحة المشاعر في أعماقي أرى في نورها نور محبة المسيح، وأفهم على هُداها مجد ذبيحة المسيح وتكميل المقاصد المكتومة في أسرار ما قبل الدهور.وفي الحقِّ أنا محصورٌ بين الاثنين، فمن قلب الآب تقبَّلتُ أعظم وأجلَّ مشاعر محبة الله ملموسة منظورة في الحياة الأبدية وطبيعته الإلهية التي أُظهِرَت لنا في المسيح مُتجسِّداً. ومن قلب المسيح المجروح من أجلي تقبَّلتُ أسمى آيات الحب الباذل لرفع نفسي والصعود بها في طريق النور، طريق مُقدَّس كرَّسه حديثاً بجسده المكسور، ليُوصِّلني أنا بنفسي إلى أعماق قلب الآب.وها أنا كلَّما أنظر المسيح يسوع ربي وأنذهل من فرط حبه واتضاعه وأنفعل في قلبي بحبٍّ لذيذ واضح، لا أملك إلا أن أرفع نظري إلى فوق نحو الآب أبيه وأبي كل أحد، وأرى وأحسُّ بحبه الأبوي، فأنذهل أيضاً من فرط هذا الحب والاتضاع، فيزداد قلبي انفعالاً واضطراباً لذيذاً حتى أكاد أغيب عن وعيي وأستريح من فرط فرحتي التي أثقلت عقلي.كذلك كل مرَّة أتطلَّع فيها إلى الآب وأتقبَّل منه مشاعر الأُبوَّة الرحيمة كما يتقبَّلها ابن عاطل من القوة مستكين في حضن أبيه سيد كل البشر، يمتلئ قلبي شجاعة وينطلق لساني تسبيحاً ومجداً، لا يكمل فرحي ولا تهدأ نفسي حتى أنظر إلى الابن الجالس في حضن أبيه الذي به صار لي مثل هذه الجرأة إلى صدر الله وقدوماً بثقة إلى أُبوَّته الرحيمة ومعرفة بطبيعته المجيدة.فأي تسبيح يا نفسي يمكن أن تُقدِّميه إلى الآب السمائي في ذكرى ميلاد ابنه الحبيب؟ وأي مجد يليق بالأُبوَّة في يوم عيد البنوَّة؟! ولكن مهما مجَّدنا الآب بالمجد اللائق الفائق، فلن نستطيع أن نبلغ شيئاً مما بلغه المسيح في ذلك. فما من عظمة لائقة في موضعها إلاَّ وقدَّمها لأبيه، وما من فرصة مواتية بقولٍ حسن أو عمل مجيد أو آية أو صلاح إلا ونسبهُ للآب! حتى فاق في تمجيده لأبيه كل حدود إمكانيات البشر ولم يستَبْقِ لنفسه منها شيئاً قط مُتمِّماً القول القائل: «لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ» (في 2: 7). ولكن ليس عن تمايُز أو تفاضُل بين الآب ونفسه، حاشا! لأنه هو القائل: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» و«كُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ (للآب)، وَمَا هُوَ لَكَ (للآب) فَهُوَ لِي» (يو 10: 30؛ 17: 10)، بل بكفاءة متساوية وكرامة واحدة متَّحدة.ونحن وإن كُنَّا قد تصوَّرنا أنفسنا في عداوة سابقة، كلَّ واحد منَّا كابن رافض لمحبة أبيه مُتغرِّباً عنه في كورة بعيدة؛ إلاَّ أنَّ الآب الصالح ما فتئ يطلبنا بنداء الحب الصامت ويدعونا إليه ناسياً جهلنا في اشتياقات صلاحه، وبتوسُّط ذبيحة ابنه. وما الصورة التي قدَّمها لنا السيد المسيح في قصة الابن الضال إلاَّ شرحاً لصلاح الأُبوَّة بالأكثر، مُظهراً في نهايتها المُبدعة كيف تُغسل عيوب البنوَّة في حب الآب فتُنسى.ثم يزيد المسيح قُرباً وتلامساً لصلاح أبيه وحنانه ورقَّة مشاعره من نحونا في مُقارنة لطيفة قصيرة غزيرة المشاعر مزدحمة بالأحاسيس بين أبوَّة الإنسان وأبوَّة الله (انظر: مت 7: 7 -11)، مُقرِّراً في تأكيد كم أنَّ هذه الأخيرة أكثر تعرُّفاً على الخير وأكثر سخاءً في تقديمه.ولقد كان شغل المسيح الشاغل أن يُعرِّف الجميع بكل وسيلة ممكنة وغير ممكنة: مَنْ هو الآب! فلم يكُفَّ فمه الطاهر عن نُطق هذه الكلمة العزيزة عنده أعز من كل شيء، فقد رآه واستعلنه واضحاً ظاهراً في كل عمل وقول، مُعلناً بوضوح أنه مـن حضن الآب جاء، وبالآب يعمل الأعمال كلها، ومن الآب يتكلَّم، ومن عنده يشهد، وله وحده يُمجِّد، وفي الآب هو كائن، وإلى الآب يعود؛ حتى إن التلاميذ فات عليهم عُمق اتضاعه وارتبكت معرفتهم عنه هو فسألوه: «أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا» (يو 14: 8).ويا لعِظَم مسرَّة قلوبنا وغِنَى حظنا في الآب بالابن، لأن المسيح لم يكفَّ بعد عن أن يُعرِّفنا الآب حتى الآن: «وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ» (يو 17: 26)، وذلك «ليتمجَّد الآب بالابن» كما مجَّد الآب الابن (يو 14: 13؛ 8: 54).والنفس التي ذاقت حقّاً حب المسيح وتنسَّمت رائحة أقنومه الإلهي وتقلَّبت على جمر نار حبه، لابد وأن تذوق حب الآب أيضاً الذي هو أسمى اختبارات البشرية، هذا الذي يُقال عنه في التصوُّف ”التاورية الثالثة“ أي تاورية (= تأمُّل) الثالوث الأقدس. هذا هو نهاية جميع الهبات وختام مواهب الروح القدس الذي ختم به السيد المسيح صلاته وسؤاله عنا في نهاية رسالته على الأرض: «لِيَكَونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ» (يو 17: 26).ولقد كان الرسل شديدي الإحساس بالآب وما استطاعوا أبداً أن يتذوَّقوا جمال الابن إلا في أبيه، ولا رسالته إلا في إرساليته، بل وما ذكروا الابن إلا بالآب، وما طلبوا سلاماً أو نعمة أو بركة إلا واستمدُّوها من الآب بالمسيح أو في المسيح. وهذا الشعور المقدَّس في تفهُّم الرسل لشخصية الآب يُحدِّده يوحنا الرسول في عبارة موجـزة شاملة مُكمِّلة: «اَلَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُـونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (1يو 1: 3).وإن قدَّاسَي القدِّيسَيْن باسيليوس وكيرلس لَتَطبيق عملي لحياة الشركة العميقة مع الآب ومع الابن التي تكلَّم عنها يوحنا الرسول.فيا ليتنا نتذوَّق مشاعر الآب في ذكرى ميلاد ابنه، ونجعلها تنمو في قلوبنا لتحتل في حياتنا وأفكارنا ولغتنا مكانها الأول المناسب. فنحن أبناء الله الآب في يسوع المسيح وشركتنا هي مع الآب ومع الابن.سلامٌ لكِ يا بيت لحم مسقط رأسنا. فقد وُلِدنا فيكِ لله بالمسيح، وصرتِ لنا مكان التبنِّي الذي حُسبنا فيه أهل بيت الله لَمَّا وُلِدَ فيكِ أخونا البِكْر.يسوع الذي تجمَّعت فيه بُنوَّات الإنسان الكثيرة المتباينة المتنافرة، فأخذها وغسلها بالماء والدم، وطهَّرها وقدَّسها ووحَّدها بروحه الأزلي، وقدَّمها في طاعة محبته بنوَّة واحدة لائقة للآب، «وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ» (عب 2: 10)، مستطيعاً أن يجعل الكلَّ واحداً فيه، وهو إذ لم يَسْتَحِ أن يدعونا إخوة، استحققنا باتضاعه واشتراكه معنا في اللحم والدم أن ندعو أباه أبانا.وهو لَمَّا تجسَّد، وهبنا فكره الذي بـه استطعنا أن نمتدَّ وراء الدهور، لنقرأ بالروح مكنونات الأسرار في الأزلية؛ عن قصة خلقتنا الحقيقية في مقاصد الآب، ونَعْلَم أننا كُنَّا في المسيح قبل تأسيس العالم لمقاصد ومشيئات الآب الصالح ولنهاية مجيدة مُفرحة.يا لقِدَم تاريخ الإنسان الذي انكشفت أهم وأمجد حلقاته الروحية بتجسُّد الابن، رافعاً الستار عن طبيعة الإنسان المباركـة المكرَّمـة في المسيح يسوع قبل أن توجـد خليقة ما وقبل أن يـرفَّ روح الله على وجه المياه.هذا هو كلمة الله الأقنوم الثاني والمساوي مـع الآب في الجوهر، صانع الخليقة المنظورة وغير المنظورة، الذي ليس مخفياً عن معرفتنا؛ بل مقروءٌ لاهوته في خليقته ومُدرَكٌ لاهوته بالمصنوعات (رو 1: 20). هذا الذي لما عرفوه لم يمجِّدوه كإله، ولما جهلوه نـزل ليُعلِن وينطق بخبر الآب الذي أرسله ويكشف عن طبيعة الله بكلمته.هذه هي الحياة الأبدية التي أُظهِرَت لنا في جسد إنسان، وهي هي التي تمدُّ الخليقة بالحياة وتحفظها من العدم. هذا هو الحق المتجسِّد ليُعلِن لنا أسرار الله في ذاته وفي قيامته.هذا هو النور الذي جاء إلى العالم مُضيئاً بالحقِّ والحياة التي فيه، حتى بنوره نستطيع أن نُدرك النور أي الحق والحياة معاً التي في الله.هذا هو الإله المتأنِّس الذي يحمل طبيعة الإنسان بكافة نواحيها، والذي اكتملت فيه مشاعر الطبيعة البشرية حتى يستطيع أن يتلامس مع كل إنسان في الوجود، إذ يجمع في شخصه كل سجيات البشرية الفاضلة ولمسات روحها المبدعة بكلِّ أنواعها وصفاتها العديدة، من كل شكل وكل جنس وكل قامة من فجر الطفولة إلى غَسَق الشيخوخة، خلا صفة واحدة ذات اسم شنيع مكروه: ”الخطية“.ففي المسيح، كل ذي جمال وكل ذي عاطفة نبيلة أو حاسة مقدَّسة طاهرة، يجد فيه اتفاقاً ومَعِيناً لا ينضب لإلهاماته وإبداعاته. وفي المسيح أيضاً يجد كل إنسان، خلا من امتيازات العبقرية والإلهام، يجد في المسيح إنساناً نظيره؛ ولكن فيه مقدرة أن يستكمل فيه ومنه كل ما تشتهيه نفسه من إلهام وإبداع.وكل مرذول محتَقَر، كل مَنْ نبذته البشرية وأذلَّته فصار كأنه غريب على عنصرها، يكدح خارجاً عن دائرة اعتبارها مع المخلوقات الأقل؛ هذا يجد في المسيح إنساناً مُهاناً نظيره يستطيع أن يستعيد فيه كرامته البشرية، ويجد عنده راحة من كدِّ هذا العالم، ويتقبَّل منه شرف أخوية أسمى لعنصر أرقى وحياة أبقى.إذاً، فاليوم عيد، عيد لكلِّ الناس، لأنه وُلِدَ للبشرية مُعين، وأُعطِيَ للإنسان ابن تكمَّلت فيه كل إعوازها. سلامٌ لكِ يا بيت لحم! فأنتِ حقّاً لستِ الصُّغرى، فتخومكِ امتدَّت مع المولود فيكِ ودَخَلَت مناطق الأزلية في أقصى السموات، وصار لنا منكِ عبورٌ سهل إلى تلك النواحي البعيدة في اللانهائية.وسلامٌ للنجم الذي لا يزال يُضيء قلوب الحاجين إليه، أي كلمة الحياة، التي هي سراجٌ منير في موضع العالم المظلم، يسير أمام السائرين على هَدْي نورها حتى لا تُدركهم الظلمة، يرقَى بهم إلى مراقي المجد حتى قلب الله. وسلامٌ على موكب الحكماء السائرين في ليل هذا العمر، متشجِّعين بالرؤيا وبالنجم الذي يتقدَّمهم ويُلهمهم حكمة لمعرفة الطريق، حكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر، حكمة في سرٍّ، حاملين هداياهم: مال العالم والذهب، ومُشتهيات الجسد مع اللُّبان، ومُر الحياة مع الرضا.قدَّموا أموالهم لينالوا الملكوت، ووهبوا أجسادهم ليحظوا بالكهنوت، واحتملوا المُر ليجدوا السرور.ما أحكم المجوس وما أعمق سر الهدايا، إن أسرارها لكثيرة! وسلامٌ للعذراء الأُم الممتلئة نعمة التي اختيرت ليحلَّ روح الله على هيكلها البشري حتى تصير نموذجاً أبدياً لإمكانية حلول الله في الإنسان.سلامٌ للتي لها دالة عند الله أفضل من نبي ورسول، ومن البشريين قاطبة، إذ لها مع الأقنوم الثاني رباطٌ وثيق مقدَّس يضمُّها إليه إلى الأبد.سلامٌ للتي وَجَدَت نعمة أكثر من ملاك ومن رئيس ملائكة، وأُعطِيَت أن تجلس عن يمين الملك في مجده لأن القدير صنع بها عظائم، رفعها وأنزل الأعزَّاء عن الكراسي.هو الربُّ، لذَّته دائماً مع المتضعين في بني الإنسان. لذلك جميع الأجيال تُطوِّبها، وسعيدٌ أنـا إذ بلغتُ جيلاً يُطوِّبها.بركات بيت لحم فلتحلَّ على شعب الله مـن جيلٍ إلى جيل، له المجد في كنيسته إلى الأبـد، آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg هو خلقنا ولا يزال يحمل مسئولية أنيننا، ويهتمُّ جدّاً بأحوالنا، ولا يطيق أن يرى أولاده تحت ظُلم أو سُخرة أو ضيق، لأنه في كلِّ حال ضيقهم يتضايق جدّاً، ومَنْ يمسُّهم كأنه يمسُّ حَدَقَة عينه.أليس بسبب تعطُّفات الأُبـوَّة الرحيمة التي تملأ طبيعته المجيدة، أرسل لنا ابنه الحبيب ليتجسَّد ويتأنَّس ويصير تحت آلامنا كلها بعينها، فلا يعود الآب يتشارَك معنا في آلامنا تشارُكاً معنوياً فقط، بل تصير المُشاركة مُشاركة فعلية حقيقية في جسد ابنه!! مَنْ ذا يستطيع بعد ذلك أن ينسى حنان الأُبوَّة التي افتقدنا بها الآب في المسيح أو يتجاهلها؟ أو مَنْ ذا يتضايق إلى حدِّ التذمُّر مهما بلغت شدَّة الضيقة، بعد أن عرفنا بتأكيد أنه يتضايق معنا ومثلنا؟ وإن كانت أنوار بيت لحم في هذه الأيام المُباركة تجذب أبصار قلوبنا بشدَّة للتأمُّل في أمجاد البنوَّة المملوءة حبّاً وسلاماً، فإنَّ أصوات الملائكة لا تزال تلحُّ عليَّ جدّاً أن أتكلَّم مُعطياً المجد لله الآب في الأعالي، مُكرِّماً مشاعر الأُبوَّة المتعطِّفة التي صارت منها هذه المسرَّة والنعمة المُتضاعفة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg مَنْ ذا قد صار في الابن ولم يسبق أن اختاره الآب؟ هذا هو عيد البنوَّة حقّاً، وهو عيد الأُبوَّة بالضرورة.فإن امتلأت قلوبنا بمشاعر المسرَّة بالابن، فلنا أيضاً شركة مع الآب في مسرَّته: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» (مت 3: 17)، مُمجِّدين مقاصده الرحيمة لنا التي ادَّخرها لنا في المسيح قبل تأسيس العالم. إنَّ الآب إذ رأى وسمع أنين البشرية كلها أرسل ابنه؛ بل إنَّ الآب الرحيم المحب أَظهر لنا قِدَم محبته لنا، إذ ونحن بعد خطاة وُلِدَ المسيح. والعالم وهو غارق في ظلمة الجحود، أحبه الآب هكذا، وأرسل ابنه ليبذل نفسه فدية لأجل الجميع.أيَّة متعة لنا في مشاعر حنان الأُبوَّة! آه أنا محصور في حب الآب! إني أستشعر حبه جدّاً قديماً قبل بيت لحم هذا الذي به عرفني ابنه، وهذا الذي به أيضاً جذبني إليه. ومحبة الآب لا زالت واضحة المشاعر في أعماقي أرى في نورها نور محبة المسيح، وأفهم على هُداها مجد ذبيحة المسيح وتكميل المقاصد المكتومة في أسرار ما قبل الدهور.وفي الحقِّ أنا محصورٌ بين الاثنين، فمن قلب الآب تقبَّلتُ أعظم وأجلَّ مشاعر محبة الله ملموسة منظورة في الحياة الأبدية وطبيعته الإلهية التي أُظهِرَت لنا في المسيح مُتجسِّداً. ومن قلب المسيح المجروح من أجلي تقبَّلتُ أسمى آيات الحب الباذل لرفع نفسي والصعود بها في طريق النور، طريق مُقدَّس كرَّسه حديثاً بجسده المكسور، ليُوصِّلني أنا بنفسي إلى أعماق قلب الآب.وها أنا كلَّما أنظر المسيح يسوع ربي وأنذهل من فرط حبه واتضاعه وأنفعل في قلبي بحبٍّ لذيذ واضح، لا أملك إلا أن أرفع نظري إلى فوق نحو الآب أبيه وأبي كل أحد، وأرى وأحسُّ بحبه الأبوي، فأنذهل أيضاً من فرط هذا الحب والاتضاع، فيزداد قلبي انفعالاً واضطراباً لذيذاً حتى أكاد أغيب عن وعيي وأستريح من فرط فرحتي التي أثقلت عقلي.كذلك كل مرَّة أتطلَّع فيها إلى الآب وأتقبَّل منه مشاعر الأُبوَّة الرحيمة كما يتقبَّلها ابن عاطل من القوة مستكين في حضن أبيه سيد كل البشر، يمتلئ قلبي شجاعة وينطلق لساني تسبيحاً ومجداً، لا يكمل فرحي ولا تهدأ نفسي حتى أنظر إلى الابن الجالس في حضن أبيه الذي به صار لي مثل هذه الجرأة إلى صدر الله وقدوماً بثقة إلى أُبوَّته الرحيمة ومعرفة بطبيعته المجيدة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg أي تسبيح يا نفسي يمكن أن تُقدِّميه إلى الآب السمائي في ذكرى ميلاد ابنه الحبيب؟ وأي مجد يليق بالأُبوَّة في يوم عيد البنوَّة؟! ولكن مهما مجَّدنا الآب بالمجد اللائق الفائق، فلن نستطيع أن نبلغ شيئاً مما بلغه المسيح في ذلك. فما من عظمة لائقة في موضعها إلاَّ وقدَّمها لأبيه، وما من فرصة مواتية بقولٍ حسن أو عمل مجيد أو آية أو صلاح إلا ونسبهُ للآب! حتى فاق في تمجيده لأبيه كل حدود إمكانيات البشر ولم يستَبْقِ لنفسه منها شيئاً قط مُتمِّماً القول القائل: «لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ» (في 2: 7). ولكن ليس عن تمايُز أو تفاضُل بين الآب ونفسه، حاشا! لأنه هو القائل: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» و«كُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ (للآب)، وَمَا هُوَ لَكَ (للآب) فَهُوَ لِي» (يو 10: 30؛ 17: 10)، بل بكفاءة متساوية وكرامة واحدة متَّحدة.ونحن وإن كُنَّا قد تصوَّرنا أنفسنا في عداوة سابقة، كلَّ واحد منَّا كابن رافض لمحبة أبيه مُتغرِّباً عنه في كورة بعيدة؛ إلاَّ أنَّ الآب الصالح ما فتئ يطلبنا بنداء الحب الصامت ويدعونا إليه ناسياً جهلنا في اشتياقات صلاحه، وبتوسُّط ذبيحة ابنه. وما الصورة التي قدَّمها لنا السيد المسيح في قصة الابن الضال إلاَّ شرحاً لصلاح الأُبوَّة بالأكثر، مُظهراً في نهايتها المُبدعة كيف تُغسل عيوب البنوَّة في حب الآب فتُنسى.ثم يزيد المسيح قُرباً وتلامساً لصلاح أبيه وحنانه ورقَّة مشاعره من نحونا في مُقارنة لطيفة قصيرة غزيرة المشاعر مزدحمة بالأحاسيس بين أبوَّة الإنسان وأبوَّة الله (انظر: مت 7: 7 -11)، مُقرِّراً في تأكيد كم أنَّ هذه الأخيرة أكثر تعرُّفاً على الخير وأكثر سخاءً في تقديمه.ولقد كان شغل المسيح الشاغل أن يُعرِّف الجميع بكل وسيلة ممكنة وغير ممكنة: مَنْ هو الآب! فلم يكُفَّ فمه الطاهر عن نُطق هذه الكلمة العزيزة عنده أعز من كل شيء، فقد رآه واستعلنه واضحاً ظاهراً في كل عمل وقول، مُعلناً بوضوح أنه مـن حضن الآب جاء، وبالآب يعمل الأعمال كلها، ومن الآب يتكلَّم، ومن عنده يشهد، وله وحده يُمجِّد، وفي الآب هو كائن، وإلى الآب يعود؛ حتى إن التلاميذ فات عليهم عُمق اتضاعه وارتبكت معرفتهم عنه هو فسألوه: «أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا» (يو 14: 8).ويا لعِظَم مسرَّة قلوبنا وغِنَى حظنا في الآب بالابن، لأن المسيح لم يكفَّ بعد عن أن يُعرِّفنا الآب حتى الآن: «وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ» (يو 17: 26)، وذلك «ليتمجَّد الآب بالابن» كما مجَّد الآب الابن (يو 14: 13؛ 8: 54). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg النفس التي ذاقت حقّاً حب المسيح وتنسَّمت رائحة أقنومه الإلهي وتقلَّبت على جمر نار حبه، لابد وأن تذوق حب الآب أيضاً الذي هو أسمى اختبارات البشرية، هذا الذي يُقال عنه في التصوُّف ”التاورية الثالثة“ أي تاورية (= تأمُّل) الثالوث الأقدس. هذا هو نهاية جميع الهبات وختام مواهب الروح القدس الذي ختم به السيد المسيح صلاته وسؤاله عنا في نهاية رسالته على الأرض: «لِيَكَونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ» (يو 17: 26).ولقد كان الرسل شديدي الإحساس بالآب وما استطاعوا أبداً أن يتذوَّقوا جمال الابن إلا في أبيه، ولا رسالته إلا في إرساليته، بل وما ذكروا الابن إلا بالآب، وما طلبوا سلاماً أو نعمة أو بركة إلا واستمدُّوها من الآب بالمسيح أو في المسيح. وهذا الشعور المقدَّس في تفهُّم الرسل لشخصية الآب يُحدِّده يوحنا الرسول في عبارة موجـزة شاملة مُكمِّلة: «اَلَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُـونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (1يو 1: 3).وإن قدَّاسَي القدِّيسَيْن باسيليوس وكيرلس لَتَطبيق عملي لحياة الشركة العميقة مع الآب ومع الابن التي تكلَّم عنها يوحنا الرسول.فيا ليتنا نتذوَّق مشاعر الآب في ذكرى ميلاد ابنه، ونجعلها تنمو في قلوبنا لتحتل في حياتنا وأفكارنا ولغتنا مكانها الأول المناسب. فنحن أبناء الله الآب في يسوع المسيح وشركتنا هي مع الآب ومع الابن. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg فقد وُلِدنا فيكِ لله بالمسيح وصرتِ لنا مكان التبنِّي الذي حُسبنا فيه أهل بيت الله لَمَّا وُلِدَ فيكِ أخونا البِكْر.يسوع الذي تجمَّعت فيه بُنوَّات الإنسان الكثيرة المتباينة المتنافرة، فأخذها وغسلها بالماء والدم، وطهَّرها وقدَّسها ووحَّدها بروحه الأزلي، وقدَّمها في طاعة محبته بنوَّة واحدة لائقة للآب، «وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ» (عب 2: 10)، مستطيعاً أن يجعل الكلَّ واحداً فيه، وهو إذ لم يَسْتَحِ أن يدعونا إخوة، استحققنا باتضاعه واشتراكه معنا في اللحم والدم أن ندعو أباه أبانا. وهو لَمَّا تجسَّد، وهبنا فكره الذي بـه استطعنا أن نمتدَّ وراء الدهور، لنقرأ بالروح مكنونات الأسرار في الأزلية؛ عن قصة خلقتنا الحقيقية في مقاصد الآب، ونَعْلَم أننا كُنَّا في المسيح قبل تأسيس العالم لمقاصد ومشيئات الآب الصالح ولنهاية مجيدة مُفرحة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg يا لقِدَم تاريخ الإنسان الذي انكشفت أهم وأمجد حلقاته الروحية بتجسُّد الابن، رافعاً الستار عن طبيعة الإنسان المباركـة المكرَّمـة في المسيح يسوع قبل أن توجـد خليقة ما وقبل أن يـرفَّ روح الله على وجه المياه.هذا هو كلمة الله الأقنوم الثاني والمساوي مـع الآب في الجوهر، صانع الخليقة المنظورة وغير المنظورة، الذي ليس مخفياً عن معرفتنا؛ بل مقروءٌ لاهوته في خليقته ومُدرَكٌ لاهوته بالمصنوعات (رو 1: 20). هذا الذي لما عرفوه لم يمجِّدوه كإله، ولما جهلوه نـزل ليُعلِن وينطق بخبر الآب الذي أرسله ويكشف عن طبيعة الله بكلمته.هذه هي الحياة الأبدية التي أُظهِرَت لنا في جسد إنسان، وهي هي التي تمدُّ الخليقة بالحياة وتحفظها من العدم. هذا هو الحق المتجسِّد ليُعلِن لنا أسرار الله في ذاته وفي قيامته.هذا هو النور الذي جاء إلى العالم مُضيئاً بالحقِّ والحياة التي فيه، حتى بنوره نستطيع أن نُدرك النور أي الحق والحياة معاً التي في الله.هذا هو الإله المتأنِّس الذي يحمل طبيعة الإنسان بكافة نواحيها، والذي اكتملت فيه مشاعر الطبيعة البشرية حتى يستطيع أن يتلامس مع كل إنسان في الوجود، إذ يجمع في شخصه كل سجيات البشرية الفاضلة ولمسات روحها المبدعة بكلِّ أنواعها وصفاتها العديدة، من كل شكل وكل جنس وكل قامة من فجر الطفولة إلى غَسَق الشيخوخة، خلا صفة واحدة ذات اسم شنيع مكروه: ”الخطية“.ففي المسيح، كل ذي جمال وكل ذي عاطفة نبيلة أو حاسة مقدَّسة طاهرة، يجد فيه اتفاقاً ومَعِيناً لا ينضب لإلهاماته وإبداعاته. وفي المسيح أيضاً يجد كل إنسان، خلا من امتيازات العبقرية والإلهام، يجد في المسيح إنساناً نظيره؛ ولكن فيه مقدرة أن يستكمل فيه ومنه كل ما تشتهيه نفسه من إلهام وإبداع.وكل مرذول محتَقَر، كل مَنْ نبذته البشرية وأذلَّته فصار كأنه غريب على عنصرها، يكدح خارجاً عن دائرة اعتبارها مع المخلوقات الأقل؛ هذا يجد في المسيح إنساناً مُهاناً نظيره يستطيع أن يستعيد فيه كرامته البشرية، ويجد عنده راحة من كدِّ هذا العالم، ويتقبَّل منه شرف أخوية أسمى لعنصر أرقى وحياة أبقى.إذاً، فاليوم عيد، عيد لكلِّ الناس، لأنه وُلِدَ للبشرية مُعين، وأُعطِيَ للإنسان ابن تكمَّلت فيه كل إعوازها. |
الساعة الآن 05:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025