منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 07 - 07 - 2012 04:24 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النعمة المعلّمة وسُبل البر

لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلّصة لجميع الناس، مُعلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك (تي2: 11-13)

تيطس2: 12 هو العدد الأوسط بين ثلاثة أعداد تمثل عنواناً للعهد الجديد كله. ع11 يمثل الأناجيل، ع12 يمثل الرسائل، ع13 يمثل سفر الرؤيا.

الجزء الأول يمثل الخلاص الكامل والمجاني، والجزء الثاني يمثل التعليم الكامل والقيِّم، والجزء الثالث يمثل الرجاء المبارك. ولكن بين الخلاص (ع11)، والرجاء (ع13) علينا أن نختبر سُبل البر (ع12؛ مز23: 3)، علينا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر، حينئذ تصبح طرقنا طرق نعم وكل مسالكنا سلام (أم3: 17).

وهنا نجد شقان أحدهما سلبي والآخر إيجابي، والدرس السلبي يأتي أولاً أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، وهذا أمر إلهي أننا يجب أن نتوقف عن عمل الشر قبل أن نتعلم أن نعمل الخير (إش1: 16). علينا أن نكون كارهين للشر قبل أن نكون ملتصقين بالخير (رو12: 9). ألا يعتبر هذا تفسيراً واضحاً لقصر قامتنا في النعمة، فنحن نفعل حسناً إذ نشتهي اللبن العقلي لكي ننمو به (1بط2: 2) ولكننا لا نطرح كل خبث ومكر ورياء وكل مذمة (1بط2: 1).

لكن هناك أيضاً الدرس الإيجابي أن نعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. ولنتأمل بدقة في تلك الأمور الثلاثة العظيمة:

« التعقل » يشير إلى العالم الداخلي؛ الفكر والعواطف التي يجب أن تكون في حالة الخضوع الكامل، والجسد ليس بعد عبداً للخطية بل أصبح أداة لمشيئة الله.

« البر » يشير إلى العالم الخارجي؛ يجب أن يرى العالم وضعنا القضائي في نظر السماء.

« التقوى » تشير إلى العالم الأعلى؛ « إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله » (كو3: 1).

بالنسبة للتعقل نتعلم هذا الدرس « البطيء الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة » (أم16: 32). وبالنسبة للبر فهو امتلاك ضمير صالح من نحو الله والناس (أع24: 16). أما بالنسبة للتقوى فهي الدخول إلى العمق: إلى اهتمام الروح الذي هو حياة وسلام (رو8: 6).

sama smsma 07 - 07 - 2012 04:24 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الوديع الأعظم

« تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب » (متى29:11)
الوديع الأعظم الذي ليس له مثيل ولا شبيه، هو ربنا يسوع المسيح الذي قال عنه الوحي « لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ » (مت19:12، 20). وهو الذي قال « تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم » (مت29:11) .

لقد قال الرب له المجد، هذا القول العظيم، بعد أن تأسف لرفض الناس له. أوَ لم يكن أمراً مُحزناً حقاً أن المسيح المحب، والذي أتى بيد مملوءة بالرحمة والخير للإنسان، لا يجد سوى الرفض من هذا العالم الشرير ومدنه المتكبرة؟ لكنه بدل الشكوى، نجده في ذلك الوقت يتهلل بالروح ويقول « أحمدك أيها الآب .. لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأنه هكذا صارت المسرة أمامك ».

ومن هذا نتعلم أن الوداعة هي ذلك الهدوء الجليل نتيجة ترك الأمور بين يدي الله والخضوع له، وقبول ما يسمح به بشكر حتى ولو كان مُضاداً لطبيعتنا ومُذلاً لكرامتنا. أوَ لم تكن وداعة المسيح منقطعة النظير؟ ففي وسط أحزانه الكثيفة نتيجة رفض الناس له، فإنه خضع لمشيئة الله، بل وتهلل بالروح!

قارئي العزيز: هل أنت مُتعب من ذلك العالم المتكبر؟ من جحود البشر وخيانتهم؟ هل فشلت تماماً في أن تفسّر الأمور المعاكسة معك، ورفض الناس وجحودهم لك؟

إن الوديع الأعظم .. ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ينادى جميع الـمُتعبين ولثقيلي الأحمال كي يُريحهم، ويستطرد قائلاً « تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم » (مت28:11، 29).

إن كل مؤمن حقيقي مدعو ليكون وديعاً. إنها ليست صفة لبعض المؤمنين دون البعض الآخر، إذ يقول المسيح « تعلموا منى لأني وديع ». ولقد احتاج الله إلى أربعين سنة ليعلـّم موسى هذه الصفة النادرة؛ الوداعة.

إن الوداعة صفة نتعلمها في مدرسة الله، مصدرها روح الله، ونموذجها مسيح الله.



يوسف رياض


sama smsma 07 - 07 - 2012 04:25 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
إلى الشريعة وإلى الشهادة

بكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف (مز17: 4)

هل نقبل كلمة الله؟ هل نجد فيها شبع نفوسنا؟ هل نخبئها في قلوبنا؟ « ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم » (يع1: 22). إن حفظ الكلمة هو من علامات البقية الأمينة في آخر الأيام، وما هو وعد الرب لها؟ « لأنك حفظت كلمة صبري، أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الأرض » (رؤ3: 10).

فلكي نكون أقوياء يجب علينا أن نتقوّى بواسطة الكلمة، كما قال الرب ليشوع « إنما كُن متشدداً وتشجع جداً لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي. لا تَمِل عنها يميناً ولا شمالاً لكي تفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك » (يش1: 7،8). فالمهم أن تكون كلمته ثابتة فينا « كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير » (1يو2: 14). وهذه هي رغبة الرسول بولس « لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى » (كو3: 16).

لنتمثل بكاتب مزمور119 الذي لم يكن فقط يحب كلمة الله، بل كان يحتفظ بها في قلبه « خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك » (مز119: 11). لقد أحبها من أعماق قلبه « كم أحببت شريعتك ». وإذ كان يرددها، كان يجد لذة أكثر « اليوم كله هي لهجي » (مز119: 97) « بفرائضك أتلذذ » (مز119: 16). كان يتأملها « فهمني فألاحظ شريعتك وأحفظها بكل قلبي » (مز119: 34). كان يتذكرها كل حين « لا أنسى كلامك » (مز119: 16). فكل اختباراته كانت تتلخص في « طوبى لحافظي شهاداته. من كل قلوبهم يطلبونه » (مز119: 2).

فلو أحببنا الله نحفظ كلمته، والنتيجة المباركة هى أن الآب يحبنا. إننا بحفظ وصاياه نُظهر محبتنا له. وألا يسر قلوبنا أن نسمع القول « إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا » (يو14: 23).


لوصاياك اشتياقي
وهي فخرُ لذتي وترانيمُ سروري
في ديارِ غربتي وكلامُك سراجي
وهو نوري في الطريق وخلاصي وحياتي
حسب عهدِك الوثيق



sama smsma 07 - 07 - 2012 04:25 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أنتم نور العالم

أنتم نور العالم. لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل (مت5: 14)

ما أعظم هذه الكلمات الثلاث « أنتم نور العالم »!

أيها الأخ الحبيب: هل وعيت كلمات المسيح الرائعة؟ إن الخطر الكبير علينا هو أن نعتبر، إذا قرأنا مثل هذه الكلمات، أن هذا التكليف العظيم تقع مسئوليته على أكتاف أشخاص آخرين سوانا، أو كأنه قاصر على فئة من المؤمنين لا تتعداهم. هذا ليس صحيحاً بالمرة، فمسئوليته تقع على كل مؤمن ومؤمنة في الوقت الحاضر.

ويا لها من مسئولية. إن العالم اليوم يغط في الظلام المُخيف، وينتظر قتام الظلام إلى الأبد، والمطلوب من كل مؤمن حقيقي بالمسيح أن يهدي النفوس المُتعبة إلى المسيح مُريح التعابى ومخلص الخطاة.

ولا يقلل من هذه المسئولية كون العالم لا يشعر أنه في ظلمة، بالعكس، إن ما يضاعف المسئولية على المؤمنين، ويزيد من صعوبة التكليف الذي أمامهم، هو أن العالم اليوم يفتخر باستنارته. فالاستنارة هى الكلمة التي تلذ للمفكرين أن يستخدموها عند وصفهم لأحوال العالم ابتداءً مما أسماه المؤرخون بعصر النهضة أو التنوير. لكن العالم رغم استنارته العلمية، يرزح في ظلمة روحية كثيفة أكثر من أي وقت مضى.

صحيح أن العلم استطاع أن يحطم الذرة، ويكتشف القوة النووية الجبارة، لكن أين هى الأخلاق التي تضمن حصر استخدام هذه القوة في نفع البشرية وخدمتها، لا في تدميرها وإبادتها؟ نعم أين هى الأخلاق في عالم أصبح الإرهاب والقتل يمثلان المادة الكُبرى من أخبار وسائل إعلامه؟!

وصحيح أن الطب تطور بفضل اكتشاف العديد من العلاقات العضوية والحيوية، لكن ماذا عن العلاقات الأسرية المنهارة؟!

وصحيح أنه بفضل تطور وسائل النقل والمواصلات تقاربت المسافة بين البلدان والقارات بل والكواكب الأخرى، لكن في نفس الوقت تباعدت المسافة بين الشقيقين. وأهم من كل ما سبق، ما أوسع الشقة التي تفصل الإنسان عن الله، وتنتظره هوة عظيمة تُبعده تماماً عن محضر الله حيث ترن في الأبدية أصداء كلمات المسيح المُرعبة « تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم » (لو13: 27).

لهذا يقول المسيح لتلاميذه « أنتم نور العالم ». وعلى قدر اشتداد الظلمة تكون الحاجة للنور، وفي الليلة الليلاء يُفتقد البدر!



يوسف رياض


sama smsma 07 - 07 - 2012 04:26 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أين إيمانكم؟!

فتقدموا وأيقظوه قائلين يا معلم يا معلم إننا نهلك. فقام وانتهر الريح وتموج الماء فانتهيا وصار هدوء. ثم قال لهم أين إيمانكم؟ (لو8: 24،25)

« أين إيمانكم؟ » : قالها الرب لتلاميذه المضطربين. وكانت كلماته مميزة أفكار القلب ونياته؛ فاحصة كاشفة عن عدم إيمان دفين. ولم يسجل الكتاب جواباً من التلاميذ. كانوا حيارى وكانوا خجلين، لأنه أي عذر لمؤمن لا يثق في الرب عند الأزمات؟ وكيف يبرر رجل مؤمن عدم التمسك بإيمانه عند اشتداد العاصفة؟

لقد كانت في صرختهم رنة يأس تحت الشعور بالخطر. لقد نسوا إمكانيات الرب الموجود في وسطهم؛ ولو عمل الإيمان في قلوبهم لتشبثوا باسمه ووثقوا في محبته واستندوا على حكمته وآمنوا بقوته. لكن خوفهم كشف ضعف إيمانهم فصرخوا « يا معلم يا معلم إننا نهلك! ».

وماذا نحن فاعلون وسط الأنواء التي تهددنا؛ ونحن نعمل عمل الرب؟ إن رياح التعاليم الفاسدة وأمواج الروح العالمية، وروح التعصب الطائفي، تريد كلها أن تحطم بنيان الجماعة التي تتماسك معاً للشهادة للرب. هل نثق بالرب في هدوء ويشدنا الإيمان معاً؟ أم أننا خائرون وخائفون؟ هل أخذتنا رعدة فصرنا نصرخ « يا معلم يا معلم إننا نهلك » في حين أنه قال لنا بأن لن يهلك منكم أحد؟ هل نصرخ: « يا معلم يا معلم الأساسات تتزعزع »، في حين أنه قال لنا إن « أبواب الجحيم لن تقوى عليها؟ ».

يا لنا من تلاميذ حيارى مُثقلين، لمعلم راسخ الخطوة لا يخون. ليت كلماته التي قالها لتلاميذه قديماً تدخل إلى دواخلنا « أين إيمانكم؟ » و« كيف لا إيمان لكم » (مر4: 40). هل سفينتنا الصغيرة والرب في وسطها يمكن أن تغرق بهجمات الشر والأعداء؟ هل نؤمن أن الرب في وسطها فلن تتزعزع؟ أم نفزع قائلين: « يا معلم إننا نهلك »؟

إن هذه الحادثة تتحدانا، وفي نفس الوقت تعزينا. إننا أحياناً نرى ريحاً جارفة تهز كيان الجماعة، وسموماً خبيثة ينفثها العدو بين البعض، وبوادر خراب روحي تلوح في الجو، ويبدو كأن الرب صامت لا يتحرك ولا يقول كلمة ذات سلطان آمر لكي تهدأ الأمور، فلنتشجع وليكن لنا إيمان واثق في وسط النوء أو في الصحو. لنثق أن الرب معنا سيداً للموقف مهما كانت هجمات العدو.





sama smsma 07 - 07 - 2012 04:27 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
بعض الأفكار عن الصلاة

مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه ... (أف6: 18)

* الصلاة هي التعبير عن الاعتماد. والاعتماد هو الوضع الصحيح للمخلوق نحو خالقه. إن كل مخلوق معتمد على غيره. حتى الحيوانات والطيور تتميز بحاجتها للاعتماد على الخالق. اسمع ما يقوله الكتاب:

« أتصطاد للبوة أم تشبع نفس الأشبال. حين تجرمز في عريسها وتجلس في عيصها للكمون. مَنْ يهيء للغراب صيده إذ تنعب (تصرخ، تصلي) فراخه إلى الله وتتردد لعدم القوت » (أي38: 39ـ41). وأيضاً « الأشبال تزمجر لتخطف ولتلتمس من الله طعامها » (مز104: 21). « أعين الكل إياك تترجى وأنت تعطيهم طعامهم في حينه، تفتح يدك فتشبع كل حي رضى » (مز145: 15،16).

* الصلاة غريزة من غرائز الطبيعة الجديدة التي تتكل وتعتمد على مصدرها. أول شيء قيل عن شاول الطرسوسي كعلامة الولادة الثانية « هوذا يصلي » (أعمال9: 11).

لماذا يجب أن نصلي مع أن الآب يعلم ما نحتاج إليه قبل أن نسأل؟ (متى6: 18).

1 ـ كما ذكرنا آنفاً أنها حياة الاعتماد، تذكّرنا أن بدونه لا نقدر أن نفعل شيئاً.

2 ـ من خلال الصلاة نتعرف على مشيئة الله.

3 ـ الصلاة تعبير عن المستوى الروحي للمؤمن.

4 ـ الصلاة تدريب ونمو للتوافق مع الفكر الإلهي.

5 ـ الصلاة تعبير عن مدى فهمنا للمكتوب واهتمامنا بكلمة الله.

6 ـ الصلاة تفكنا من الأنانية والتمحور حول الذات.

7 ـ الصلاة تعلم الانتظار والصبر.

8 ـ الصلاة هي علامة من علامات السهر.

9 ـ الصلاة وسيلة للاعتراف والإدانة لكل ما لا يتوافق مع الله.

10 ـ الصلاة تعطي تدريباً للضمير « صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ».

11 ـ الصلاة مجال لعمل الروح القدس لتشكيل أذهاننا نحو حالة أفضل.

12 ـ في الصلاة هناك مشاركة في خطية الآخرين ووضعهم (الأكل من ذبيحة الخطية) (لا6: 29).

13 ـ الصلاة وسيلة لطرح الهم والامتلاء بالسلام « لا تهمتوا بشيء .. » (في4: 6،7).


sama smsma 07 - 07 - 2012 04:27 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تأملوا الزنابق!

ولماذا تهتمون باللباس، تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب ولا تغزل، ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها (مت6: 28،29)

لقد كان سليمان واحداً من أعظم ملوك الأرض على الإطلاق، لكن الرب يوضح هنا أن صناعة البشر التي كان يلبسها سليمان لا تُقارن بصنعة الله، سليمان كان يكتسي بالصوف أو بالكتان أو بالحرير، وهذه تتكون من خلايا ميتة، أما الخلايا التي تكسو الزنبقة مجداً هي خلايا حية. وفارق كبير بين الموت والحياة!

والآن دعنا نفكر في ما يكسو الزنبقة من مجد وبهاء:

فأولاً: لون الزنبقة الأبيض يجعلها تعبيراً ورمزاً للطهارة؛ أيوجد رداء يكسو الشخص مجداً مثل الطُهر والنقاء؟!

ثانياً: مكان وجود هذه النبتة الصغيرة، وهو الأودية، يجعلها رمزاً للاتضاع!

ثالثاً: زهرة الزنبقة هي نفسها زهرة السوسن، ومكان تكرار الإشارة إلى هذه الزهرة في الكتاب هو سفر النشيد، حيث تَرِد فيه نحو سبع مرات، وبالتالي فهي تحدثنا عن المحبة.

وهنا نحن نتساءل: ألعل المؤمنين أولاد الله يكتسون بمجد أسمى من مجد الزنبقة الذي أشرنا إليه الآن؟ وهل يكسوهم ما هو أفضل من كساء الزنابق؟ الإجابة هي نعم بكل يقين، والسبب لذلك أن المسيح بنفسه صار كساء المؤمن!

أتحدثنا الزنبقة عن الطُهر والنقاء؟ اسمع ما يقوله الرسول بولس « لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه (في المسيح) » (2كو5: 21). فيا للبر والنقاء!

ثم الاتضاع والوداعة. ألا يحرِّض الرسول بطرس النساء أن لا يتزين بالزينة الخارجية، بل بزينة الروح الوديع الهادئ؟ بل ويحرّض المؤمنين جميعاً بالقول « وتسربلوا بالتواضع » (1بط3: 3،4؛ 5: 5). أليس المسيح بنفسه قدوتنا في ذلك وهو القائل « تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب » (مت11: 29)؟ فما أبهى تلك العباءة؟ عباءة الوداعة والتواضع!

ثم المحبة، هي ذات طبيعة الله « الله محبة »، وقد سكب الله محبته الإلهية بالروح القدس المُعطى لنا (رو5: 5) أتوجد حُلة نرتديها مثل حُلة المحبة التي قال عنها الرسول إنها « رباط الكمال » (كو3: 14)؟! هذا هو المجد الحقيقي الذي يريد الرب أن نتزين به، رداء البر، وعباءة التواضع، وحُلة المحبة!



يوسف رياض


sama smsma 07 - 07 - 2012 04:28 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تحريضات الرسول بطرس

كونوا قديسين .. كونوا جميعاً متحدي الرأي ... تسربلوا بالتواضع... اصحوا واسهروا (1بط1: 16؛ 3: 8؛ 5: 5؛ 5: 8)

لا شك أن الرسول بطرس كان بسبب اختباراته أكثر الرسل صلاحية ليكون آلة في يد الرب لتحريض الآخرين. فبين الوقت الذي فيه دُعي ليتبع المخلّص، والوقت الذي فيه قال له الرب « ارع خرافي ... ارع غنمي » اجتاز الرسول بطرس في اختبارت وتجارب ثمينة. كان الرب المُنعم يدرب عبده للعمل الذي كان مزمعاً أن يكلفه به ومن ضمنه كتابة رسائله لأجل بركة القديسين في كل الأجيال. والآن لنتأمل في أربعة تحريضات وردت في رسالته الأولى:

أولاً: « كونوا قديسين لأني أنا قدوس » (1بط1: 16). هذه الكلمات بنفسها قالها الناموس. فالإنجيل والناموس كلاهما يتفقان في تعليمنا حق قداسة الله. وصحيح دائماً أن إلهنا نار آكلة. والنعمة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تغير من هذا الحق. ومَنْ منا يجرؤ على الاستخفاف بالخطية؟ إن كل تهاون مع الخطية له جزاؤه من يد الله المؤدبة. ومُخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.

ثانياً: « كونوا جميعاً متحدي الرأي » (1بط3: 8) واتحاد الرأي لا يمكن أن يكون إلا عن طريق روح النعمة. تأمل في الكلمات التي تأتي بعد هذا مباشرة « بحس واحد ذوي محبة أخوية مُشفقين لطفاء ». هذه الصفات إذا توفرت فوحدت الرأي بين المؤمنين تبرز فيهم وتستقر بينهم بكل سهولة. ونحن الآن أحوج ما نكون إلى وجود هذه الصفات بيننا.

ثالثاً: « تسربلوا بالتواضع » (1بط5: 5). وكأن التواضع رداء نلتف به. رداء موافق لكل طقس وكل فصل، لكل جو وكل مناخ. يوجد تواضع هو الكبرياء بعينها، ليس على مثل هذا يحرضنا الرسول، إنه يحرضنا على التواضع القلبي الناتج عن المشغولية بشخص الرب « الوديع والمتواضع القلب ». لقد اتضع المسيح فنزل من قمة المجد الإلهي إلى صليب العار. « فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع » (في2: 5-8). هذه الكلمات كُتبت لكل واحد منا.

رابعاً: « اصحوا واسهروا » (1بط5: 8) إن عدونا لا ينام ولا يغفل، لذلك نحتاج إلى السهر والصحو. إن الشيطان يحاول جهده باستمرار أن يصطادنا بفخاخه، ومكان الأمن الوحيد هو في القرب من المسيح والاعتماد الكُلي عليه.




sama smsma 07 - 07 - 2012 04:29 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ترس الإيمان

حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة (أف6: 16)

إن ما يعنيه « ترس الإيمان » هو حالة النفس التي تستريح على الإيمان الحقيقي بالله والثقة فيه نتيجة لمعرفة صفاته. وهذا يدعم ثقتنا الكاملة فيه. لذات ليأتِ أي حال مهما يكون، فنحن متأكدون أنه لا يوجد شيء يفصلنا عن محبته. ربما تبدو لنا الأمور معاكسة، ونُصاب بالحيرة والارتباك إزاءها، رغم هذا يستمر القلب الذي يعرف الرب ويعرف ثبات صفاته منتظراً بصبر الوقت المعين الذي يُظهر قوته لصالح مَنْ يثقون فيه.

إن المقصود هنا ليس إيمان الشخص الخاطئ الذي يمسك بالمسيح كمخلصه. هذا الإيمان نجده في رسالة رومية « وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسب له برا » (رو4: 5). أما هنا في رسالة أفسس فنجد ثقة المؤمن الكاملة في الله الذي عرفه واختبره كمن يفعل ويحقق ما يقول. هذه الثقة تزداد كلما تعمق القلب في معرفة الله. وفي نفس الوقت يكتشف المؤمن بعمق أكثر ينبوع الشر الذي في داخله. رغم ذلك يجد أن ثقته في الرب تنمو وتزداد، وبالتالي يستمر القلب في الثقة فيه والاعتماد عليه مع عدم الثقة في الذات أو الاتكال عليها. وإذ يكتشف المؤمن حقيقة ذاته وفساده، يلتصق بالرب أكثر، يلتمس منه أن يسير معه لأنه لو تُرِكَ وحده دون رفقة الرب فلا بد من السقوط والهزيمة.

ويحق لنا أن نشكر الرب كثيراً لأنه أعطانا أن نعرفه أكثر من معرفتنا لذواتنا! صحيح أننا لا نعرفه مثل معرفته هو لنا، لكننا نعرفه أكثر من معرفتنا لقلوبنا. ويا لها من تعزية وراحة للقلب بأن ندرك أن الله يعرف كل شيء عنا! إننا نستطيع أن نذهب إليه ونُخبره بكل شيء ـ نخبره بأعماق الشر الذي في داخلنا والدوافع التي تحركنا، لكن في نفس الوقت نجد أنه معنا ضد كل هذه الأشياء. أي أننا نطفئ سهام الشيطان الملتهبة بهذه الترنيمة المُفرحة المباركة: الله معنا! وهكذا يستد فم الشيطان أمام هذه الحالة المباركة للنفس والتي يعبر عنها رمزياً « ترس الإيمان » أي الثقة الكاملة في صلاح الله رغماً عن كل نقائصنا.

ما أعظم حياة الإيمان. إن الله نفسه هو ترسنا الذي يحمينا من الخطر « ترسٌ هو لجميع المُحتمين به » (2صم22: 31).

sama smsma 07 - 07 - 2012 04:29 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تصوّر المسيح فينا

« يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصوَّر المسيح فيكم » (غل19:4)
لقد كان الشر المتفشي في كنيسة غلاطية، هو جمعهم بين الناموس والمسيح. ولو سلـَّمنا جدلاً أنهم استطاعوا أن يحفظوا الناموس بكل طقوسه وفرائضه، فهل كان ذلك ليغيرهم عن صورة آدم؟ كلا. ولا كان يجعل هذه الصورة موافقة لمشيئة الله. لكن بولس جاهر قائلاً: إن الإنسان الذي تسعون في إصلاحه وتهذيبه، قد قضى الله عليه ومات بالناموس للناموس ليحيا لله « مع المسيح صُلبت ». ومَنْ ذا يسعى في تحسين منظر إنسان مصلوب؟ إن الإنسان الذي وُضع له الناموس، قد صُلب واختفى عن عيني الله وعن عيني عبده بولس أيضاً.

فإن كان ذلك الإنسان انتهى، ألا يوجد شخص آخر مكانه؟ نعم فالرسول لم يتكلم عن القضاء على الإنسان الأول الفاسد فقط، بل تكلم أيضاً عن الإنسان الثاني المقبول لدى الله « فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في »
(غل20:2) ، وكان يتمخض بالغلاطيين حتى يتصوَّر المسيح فيهم بقوة الروح القدس الذي يقضى على الذات باعتبارها في الجسد، ثم يحوّل النظر إلى المسيح كغرض الإيمان، وعندئذ يتم الحصول على الحرية. ثم بثباتنا في الحرية واتخاذنا المسيح غرضاً لقلوبنا، يتصوّر المسيح فينا.

والنتيجة لذلك هي ظهورنا في شكل جديد وظهور ثمر الروح فينا- المحبة. الفرح. السلام. طول الأناة. اللطف. الصلاح. الإيمان. الوداعة. التعفف - التي هي صفات المسيح وليست صفات آدم مهما تهذب وتأدب. ونرى هذا الحق واضحاً في رسالة كولوسي حيث يقول الرسول « خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه، حيث ليس يوناني ويهودي، ختان وغرلة، بربري سكيثي، عبد، حر، بل المسيح الكل وفى الكل »
(كو9:3-11) .

ثم على هذا الأساس يحرضنا بقوله « فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين؛ أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة، محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً. إن كان لأحد على أحد شكوى، كما غفر لكم المسيح، هكذا أنتم أيضاً. وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال »
(كو12:3-14) .

معنى هذا أن آدم قد رُفض من كل وجه، وأصبح المسيح الكل وفى الكل، وحلـّت صفات المسيح محل صفات آدم الذميمة.


sama smsma 07 - 07 - 2012 04:30 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تعليم النعمة

« لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل ... » (تى11:2، 12)
إن تعليم النعمة لنا يشمل الماضي والحاضر والمستقبل. ففيما يتعلق بالماضي، ننكر الفجور والشهوات العالمية، أما بالنسبة للحاضر، فنعيش بالتعقل والبر والتقوى، وبالنسبة للمستقبل ننتظر الرجاء المبارك.

وسنتأمل الآن في الوجهين الأوليين من تعليم النعمة:

إنكار الفجور والشهوات العالمية: الإنكار يتضمن الإقرار علانية بعدم معرفتنا لشخص أو شيء كنا نعرفه فيما سبق مثال ذلك إنكار بطرس ليسوع. ومعنى ذلك أن المسيحي المتعلم من النعمة، قد قطع عملياً كل علاقة له بهذه الأمور الماضية، فالفجور هي العيشة بدون الله في هذا العالم. والشهوات؛ شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة، تخص العالم وليس لها علاقة البتة بالطبيعة الجديدة، فصليب المسيح لا يتفق وهذه الأشياء. بالصليب قد صُلبنا عن هذه الشهوات، وكل مجد العالم لا يليق بمجد المسيح. إن طريق المسيحي تنحصر كلها بين نقطة الانطلاق (الصليب)، ونقطة الوصول (المجد)، وهذا الطريق بتنافى تماماً مع ما كانت تتصف به حياتنا الماضية التي قضيناها في البُعد عن الله.

نعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر: بالتعقل فيما يتعلق بأنفسنا، بالبر فيما يتعلق بالآخرين، بالتقوى فيما يتعلق بالله. هذا ما يجب أن تتميز به حياتنا كلها على طول الخط إلى أن نصل بسلام إلى راحتنا الأبدية. هذا ولنلاحظ أن الأشياء الثلاثة التي تعلمنا إياها النعمة هنا، تتناول في الصميم الناحية العملية من حياة جميع طبقات المؤمنين التي تكلمنا عنها هذه الرسالة. فأولاً التعقل أو الحكمة، أو الاعتدال في كل شيء وضبط النفس وامتلاكها، ثم البر.

وهنا نقول إنه إذا كان البر العملي يقتضي منا أولاً أن لا ندع الخطية تتسرب إلى قلوبنا وطرقنا، وبعبارة أخرى إذا كان يجعلنا قساة على ذواتنا، فإنه من الناحية الأخرى يجعلنا لطفاء ورحماء من جهة الآخرين بحيث نعطى لكل واحد ما يستحقه. والتقوى نجد أنها هي أرفع وأسمى الثلاثة. فالحياة بالتقوى معناها الاحتفاظ بعلاقات نفوسنا المستديمة مع الله في حياة الشركة، في المحبة والإجلال والطاعة والخوف من عدم مرضاته.





sama smsma 07 - 07 - 2012 04:31 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تقديم إسحاق

الآن علمت أنك خائف الله، فلم تُمسك ابنك وحيدك عني (تك22: 11)

لقد أعطى الله إسحاق لإبراهيم، وكبر إسحاق وترعرع ولمع في عيني إبراهيم، فأحبه جداً. ولو خُير إبراهيم بأن يخسر كل شيء لقبِلَ ذلك بكل سرور بشرط أن يبقى له إسحاق. ولكن تأملوا كلام الله لإبراهيم « خُذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق، واذهب إلى أرض المُريا واصعده هناك مُحرقة على أحد الجبال الذي أقول لك » (تك22: 2). لقد كان قلب إبراهيم كله لله قبل وجود إسحق. وما كان يوجد فيه أثر للغنم والبقر والذهب والفضة ولا أي شيء غير الله. ولكن بمجرد أن أعطى له إسحاق، ابتدأ يدخل قلب إبراهيم شيئاً فشيئاً، لقد قال الرب: « مَنْ أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني، ومَنْ أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني » (مت10: 37). ولما رأى الله أن إسحاق تربع في قلب إبراهيم، لم يسكت عن طلب حقوقه، لأن القلب ملكه الخاص الذي لا شريك له فيه. وماذا يقول الله لكل واحد؟ « يا ابني أعطني قلبك » (أم23: 26) وهو لا يرضى بأقل من القلب. فطلب من إبراهيم أن يُصعد إسحاق مُحرقة، فكتم الأمر عن سارة، فإيمانه جعله لا يستشر لحماً ولا دماً، بل بكَّر صباحاً علامة الطاعة والمحبة للرب. وفي اليوم الثالث أبصر الموضع الذي قال له الله، وهذه مدة كافية لإبراهيم بأن يخرج فيها إسحاق من قلبه. نعم وإن كان الألم عظيماً، ولكن الطاعة لله كانت أعظم، إذ كان في كل خطوة من مسيرة الثلاثة أيام يخرج إسحاق من قلبه رويداً رويداً إلى أن أخذ السكين ليذبح إسحاق. فكما دخل إسحاق في قلب إبراهيم، هكذا خرج تماماً بكُليته. عندئذ ناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم فقال هأنذا، فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تُمسك ابنك وحيدك عني ... ثم باركه قائلاً: أباركك مُباركة، وأكثِّر نسلك تكثيراً كنجوم السماء .. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض (تك22: 11-18).

وهكذا رجع إبراهيم بعد أن قدم ذبيحة بدلاً عن ابنه. فلا توجد خسارة من وراء طاعتنا لله، بل نكسب العطية كما حدث مع إبراهيم إذ رجع إسحاق معه وكسب رضى الله ورجع فرحاً بإسحاق.



جرجس روفائيل


sama smsma 07 - 07 - 2012 04:31 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تواضع المؤمنين

يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة (يع4: 6)

كما كانت الكبرياء علة سقوط ملائكة (إش14، حز28) وكانت علة سقوط الإنسان (تك3) فإن التواضع يرفع الإنسان في نظر الله. وهذا ما ترنمت به المطوَّبة مريم « أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين » (لو1: 52). ويحلو للرب أن يسكن مع المتواضع « لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه، في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين » (إش57: 15). وقد طوَّب الرب أولئك المساكين بالروح في موعظته على الجبل (مت5)، بينما وبخ الفريسيين في قوله « إن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله » (لو16: 15). وفي ختام مَثَل الفريسي والعشار قال لهم « لأن كل مَنْ يرفع نفسه يتضع ومَنْ يضع نفسه يرتفع » (لو18: 14).

ويعطينا الوحي أمثلة للمستكبرين ونتائج كبريائهم لنتحذر منها، وأمثلة للمتضعين لنتمثَّل بها. فلنذكر نبوخذ نصر الذي كان يتمشى على قصر مملكة بابل وقال « أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت المُلك بقوة اقتداري ولجلال مجدي. والكلمة بعد في فم الملك وقع صوت من السماء قائلاً لك يقولون يا نبوخذ نصر الملك إن المُلك قد زال عنك ويطردونك من بين الناس » (دا 4: 30ـ32). وقد تظهر الكبرياء في المؤمن نفسه كواحدة من أعمال الجسد، كما نرى في عُزيا الملك التقي، حيث يعلن الكتاب: « ولما تشدد ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور » وكانت النتيجة أن ضربه الرب بالبرص وطرده الكهنة بل أنه هو نفسه بخزي الوجه بادر إلى الخروج وظل أبرص إلى يوم وفاته (2أخ 26: 16ـ21).

لكن ما أحلى أن نتمثل بالمتواضعين مثل إبراهيم الذي قال « شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد » (تك18: 21) ولذلك أعلن الرب له أسرار قلبه من جهة سدوم. وموسى الذي قال لله « مَنْ أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أُخرج بني إسرائيل من مصر » (خر3: 11) ولهذا كان يحلو للرب أن يتكلم معه وجهاً لوجه، وليس بالرؤى والأحلام.

ليتنا نسلك في التواضع متعلمين من سيدنا فنجد راحة لنفوسنا.




sama smsma 07 - 07 - 2012 04:32 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ثمر الروح

وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس (غل5: 22)

المحبة هى طبيعة الله، وهى أيضاً ما يجب أن نكون عليه نحن. ويصف هذه المحبة كورنثوس الأولى13، في حين أن عمل المسيح الكفاري فوق الصليب يجسمها لنا تماماً. أما الفرح فهو اكتفاء المؤمن وشبعه بالله ومعاملاته الطيبة، وقد جسّم المسيح ذلك في يوحنا4: 34. والسلام يشمل سلام الله كما يتضمن أيضاً العلاقة المتناغمة بين المؤمنين المسيحيين. ويمكننا الرجوع إلى لوقا8: 22-25 لنرى السلام في حياة الفادي. وطول الأناة هو الصبر في الضيقات والضرورات والاضطهادات، ويمكننا إيجاد المثال الأعلى لهذه الفضيلة في لوقا23: 34. واللطف هو الوداعة في المعاملة، وأفضل مثال له هو الرب يسوع في تصرفه مع الأولاد الصغار في مرقس10: 14. أما الصلاح فهو الخير الذي نُظهره للآخرين، وعلينا أن نقرأ لوقا10: 30-35 حتى نرى الصلاح مجسماً. الإيمان، أو الأمانة، قد يعني الثقة بالله، والثقة بإخوتنا المؤمنين، والإخلاص، أو أن نكون أهلاً للثقة. وربما يكون هذا المعنى الأخير هو المقصود هنا. أما الوداعة فهى أخذ مركز التواضع دائماً كما فعل الرب يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه (يو13: 1-17). وأخيراً التعفف يعني حرفياً ضبط النفس، خاصة بالنسبة للأمور الجنسية. يجب أن تخضع حياتنا لضبط النفس، فالشهوات والميول والأهواء والطباع؛ جميعها أمور يجب التحكم فيها. وينبغي أن نمارس - آذار - الحشمة والاعتدال في كل شيء.

قال أحدهم في هذا الشأن: لو كُتب هذا المقطع بلغة الجرائد لقرأناه على الشكل التالي: ثمر الروح هو تصرف مُحب حنون، روح مُشرق وطبع مرح، فكر مطمئن وسلوك هادئ، صبر يحتمل الظروف الصعبة والناس، نظرة تعاطف ومساعدة فعالة، صواب في الحكم وقلب واسع في أعمال الرحمة، ولاء وجدارة بالثقة في جميع الأحوال، وداعة تنسى النفس في فرح الآخرين، سيطرة على الذات وضبط النفس في كل شيء، وهو تاج صفات الكمال. يا لشدة ترابط هذه الصفات مع 1كورنثوس13.

لكن كيف نحصل على هذا الثمر؟ أبواسطة الجهد البشري؟ كلا البتة. إذ يحصل المؤمنون على هذا الثمر عندما يعيشون في شركة مستمرة مع الرب. وإذ ينظرون إلى المخلّص بمحبة وتكريس ويطيعونه في حياتهم اليومية، يصبحون مثله إذ ينظرون إلى وجهه (2كو3: 18).




sama smsma 09 - 07 - 2012 03:30 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
جسد المسيح

لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد .. (1كو12: 13)

إن جسد المسيح مجموع أعضاء حية - مجموع تميزه الحياة والنمو - وليس هو منظمة أو هيئة تضم أعضاء يناصرون عقيدة واحدة أو يتفقون في وجهات نظر واحدة. وكل من افتداه الرب، سواء عرف أو لم يعرف، هو عضو في جسد المسيح. ومن واجبنا أن نُظهر وأن نعبر عن حقيقة ما نحن عليه بالفعل كأعضاء هذا الجسد.

والجسد واحد لكنه يتكوَّن من أعضاء كثيرة لها وظائف مختلفة ومزوَّدة بتشكيلة منوّعة من العطايا والمواهب (رو12: 5-8) وليس لأحد أن يختار الخدمة التي يرغبها، بل « قد وضع الله الأعضاء كل واحد منها في الجسد كما أراد » (1كو12: 18). على أن هناك ثلاثة أخطار تهدد أعضاء الجسد.

(1) الخطر الأول: والأكثر شيوعاً هو عدم تمييز الخدمة التي يُناط بها العضو، وعدم الاهتمام بحمل أعبائها. هذا هو مرض عدم المُبالاة بمصالح كنيسة الله وعدم التدرب، سواء على إدراك أية مواهب ائتمنا الرب عليها، أو على الجد، نحو ما هو أفضل بين المواهب الحُسنى. ويا للخسارة!! ليس فقط خسارة العضو نفسه، بل أيضاً خسارة المجموع.

(2) والخطر الثاني: الحسد الذي يجعلنا نقلل من قيمة الخدمة التي قُسمت لنا ونطمع في خدمة قُسمت لآخرين. هذا خطر وبيل العواقب. آه لو علم الأخ صاحب الخدمة البسيطة التي تبدو له كأنها قليلة الأهمية، أن صاحب الخدمة البارزة لا يستطيع أن يستغني عن تلك الخدمة البسيطة، بل « هي ضرورية »، لارتاح ولخدم راضياً (1كو12: 14-17).

(3) والخطر الثالث: الانتفاخ الذي يجعلنا نتفاخر بالموهبة التي أُعطيناها، ونظن أننا بها نستغني عن خدمة الآخرين (1كو12: 21-23). فهل نسينا التحريض الوارد في 1كورنثوس4: 7 « أي شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ ...؟ » . والمقصود هنا أن ما لدى المؤمن ليس من عندياته بل أخذه من الرب فلا فضل له ولا سبب للافتخار.

على أن تعرضنا لهذه الأخطار ينبغي أن لا يغيّب عن أعيننا جمال هذه الحقيقة الثمينة، ألا وهي حقيقة « الجسد الواحد » الذي يضم جميع مفديي الرب من جميع الشعوب والألسنة.


sama smsma 09 - 07 - 2012 03:31 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
جعلت الرب أمامي

جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع (مز16: 8)

كل مؤمن يستطيع الآن أن يعيش وأمام قلبه المثال الكامل الرب يسوع المسيح، ويستطيع أن يقول « جعلت الرب أمامي في كل حين ».

وينبغي، أول كل شيء، أن يكون الرب أمام قلوبنا في محبته الفادية. كنا هالكين وقد جاء إلينا ليفدينا « الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ». هذه هي الترنيمة التعبدية لجميع الذين اغتسلوا بالدم الكريم. وجميع الذين يعرفون الثمن الذي دُفع للفداء، يذكرون كل يوم أن المسيح أحبنا وأنه « حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24). إننا نحتاج أن نتزود بنظرة جديدة إلى تلك المحبة العظيمة ليزداد تقديرنا لشخصه العزيز. أما تذوب قلوبنا فينا إن كنا حقاً نذكر أنه اشترانا بدمه؟!

وينبغي أيضاً أن يكون الرب المبارك أمامنا في تواضعه على الأرض، هو « وديع ومتواضع القلب ». وكم تتبارك نفوسنا إذا نحن تعلمنا منه دائماً، أليست دعوتنا هي أن نسلك كما سلك ذاك؟ هل نمر في حزن أو ضيق؟ لقد سلك هو في الحزن والضيق قبلنا، وكان كاملاً في خضوعه وفي صبره. هل يسيء الناس فهمنا ويسيئون الحكم علينا؟ هذا كان نصيبه من جيل معوّج وملتوِ. هل نحن في عوز أو احتياج؟ هو يعرف كل شيء عن ذلك، وينفعنا كثيراً إن كنا نضع حياته على الأرض مادة للتأمل أمام قلوبنا، لأننا ننال بذلك قوة ونجد عوناً. وبقوة الروح القدس نُظهر للناس صورته الجميلة.

نجعله أيضاً أمامنا كالمُكلل بالمجد والكرامة على عرش أبيه. لقد جلس هناك لأجلنا. إن محبته لم تتغير وقوته تعضدنا. إنه هناك لأجلنا ونحن منقوشون على صدره. إنه يعرفنا بعلمه الواسع ويعرف ظروفنا وهو الكفيل بها. لنكلمه عن أعوازنا وننتظره وحده، ونتقبل من يده المُحسنة كل ما يقدمه لنا. هذه هي الحياة التي دُعينا لأن نحياها كمفدييه.

ثم ينبغي أن نجعله كمن سيأتي إلينا. في كل مساء ننتظر قدومه إلينا قبل شروق شمس الصباح. وفي كل صباح نتوقع مجيئه قبل أن يميل النهار. لا بد أن يأتي سريعاً وسنلاقيه وجهاً لوجه، ونشاركه مجده ونُشابه صورته ويدوم حالنا هكذا إلى أبد الآبدين.





sama smsma 09 - 07 - 2012 03:32 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حاجتنا إلى السهر

اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة (مت26: 41)

إن الطبيعة البشرية وعدو الخير لا يؤمَن لهما جانب! فهذه الطبيعة مهما تهذبت وارتقت، لا يطرأ عليها تغيير، بل إنها تظل كما هي بكل ميولها وغرائزها حتى نهاية الحياة على الأرض. كما أن عدونا لا يضعف ولا تثبط همته، فهو دائماً أبداً العدو اللدود الحقود الذي إن هدأ حيناً، لا يهدأ إلا لكي يترقب الفرصة المناسبة له، حتى ينفث فينا كل الأهواء التي يراها كافية لسقوطنا في الخطية.

ومن ثم إذا لم يحيا المؤمنون حياة اليقظة والسهر، عرّضوا أنفسهم للسقوط في الخطية في وقت لا ينتظرونه وفي ظروف لا يعملون لها حساباً. لذلك قال الرب لنا « اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة » (مت26: 41). وقال الرسول بطرس « لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً مَنْ يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان » (1بط5: 8،9).

ويقصد بالسهر؛ المواظبة على الشركة مع الرب، وحفظ القلب تحت تأثيره. وهذا العمل ليس من العسير علينا القيام به، لأنه لا يتطلب منا مجهوداً عقلياً كما يظن البعض، إذ أن كل ما يتطلبه هو الإيمان الحقيقي بوجود الرب معنا ومحبته لنا ورغبته الخالصة في أن نحيا معه.

والطبيعة نفسها تعلمنا هذا الدرس الثمين. فالنباتات مثلاً لا تبذل مجهوداً في سبيل نموها، إذ أن كل ما تفعله هو أنها تظل في مكانها هادئة مطمئنة. وفي هدوئها واطمئنانها تمتص من الشمس والهواء والأرض، ما تحتاج إليه من غذاء، وبذلك تنمو وتُثمر أيضاً.

وإذا لم نستطع التمتع بالشركة مع الرب وقتاً ما، فلا نفشل، بل لنتذكر في الحال أن الرب يحبنا أكثر مما نحبه، ويهتم بنا أكثر مما نهتم به، ويشتاق إلينا أكثر مما نشتاق إليه. فهو القائل أيضاً « محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة » (إر31: 3)، وبذلك تتجه نفوسنا إليه وتستريح في حضرته، ومن ثم لا تستطيع الخطية أن تخدعنا أو يكن في نفوسنا ميل إليها.




sama smsma 09 - 07 - 2012 03:32 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حق الرب علينا

« لأنكم قد اشتُريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفى أرواحكم التي هي لله » (1كو20:6)
إن الرب له الحق في حياتنا، حق المحبة التي بها دفع ثمن فدائنا. لقد أحب المسيح الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها، حتى تكون له خالصة كما يريدها هو لنفسه (أف25:5-27) . لقد دفع الثمن عنها كاملاً، بل لقد باع كل ما له ليمتلكها (مت46:13) . لقد « أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (فى7:2، 8). هذا هو الثمن الذي دفعه لكي يخلصنا من الدينونة الأبدية وليعطى لنا أسمَى البركات السماوية، أفلا يعطيه هذا الثمن الغالي الذي دفعه، الحق فينا؟ بلى، إن له الحق في أن يأخذ كل محبتنا، وقدرتنا، وطاعتنا له. بل له الحق في أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. له الحق فينا بكل ما لنا.

وفوق ذلك. فمازال هناك من الأسباب ما يُنشئ علينا حقوقاً له. فهو الذي خلقنا، لذا فله الحق في أن نطيعه، لأن كل الأشياء « به وله » قد خُلقت
» (كو16:1) . لقد عمل العالمين، وأيضاً قد خلق الإنسان ليخدمه ويمجده. ومعنى ذلك أن الإنسان قد تكوَّن في الخلق بطاقات وقدرات روحية وإمكانات طبيعية لتوظف جميعها لخدمة الرب، وهذا حقه.

ثم سبب ثالث تحدثنا عنه رسالة العبرانيين في مطلعها. فابن الله هو الذي له حق السلطان. وكل شيء أخيراً بحسب مشورات ومقاصد الله لابد وأن يخضع تحت قدميه كابن الإنسان (عب5:2-8،كو15:1).

والسؤال الآن هو: هل نحن نعترف بحق الرب هذا علينا؟ وهل نأتي إليه بكل رغباتنا وحاجاتنا؟ هل نحن نسأله في كل أمر عما يريدنا أن نفعله؟ هل نسأله عن نوعية العمل الذي يريدني أن ألتحق به؟ أو ماذا أفعل من أجل المستقبل أو أعد له؟ هل نطلبه لكي يكشف لنا عمن يريدنا هو أن نكون في شركة معهم؟ أو نسأله عن المكان الذي يريد لكل منا أن يسكن فيه؟ هل سألته عن الأثاث والأجهزة التي يريدها هو في بيتك؟ هل استشرته في كيفية تربية أولادك؟ هل نسأله عن كل كبيرة وصغيرة في حياتنا؟ هكذا يجب علينا دقيقة بعد دقيقة أن نسأله دائماً « يارب ماذا تريد أن أفعل؟ »
(أع6:9) .


sama smsma 09 - 07 - 2012 03:33 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حكماء وبسطاء

ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئابٍ. فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام (مت10: 16)

إن الخالق العظيم، وإن كان لم يُعطِ النعامة الجميلة قسطاً وافراً من الحكمة (أي39: 17)، لكنه لم يحرم الحية من تلك الميزة الهامة التي نحن في حاجة أن نتعلمها منها. فالحية لا تعرِّض نفسها قط للمخاطرة بدون لزوم. إنها تتجنب قدر الإمكان المواقف الخطرة. وكم نحن في أشد الاحتياج أن نتعلم هذا الدرس.

يقول الحكيم « الذكي يبصر الشر فيتوارى. والأغبياء يعبرون فيُعاقبون » (أم27: 12). تفكّر في يوشيا الملك التقي، الذي اندفع بلا مبرر إلى معركة لا تعنيه في شيء، فعرَّض نفسه للخطر ومات. ولم يكن هذا بحسب فكر الله قط (2أخ35: 20-25). بينما من الجانب الآخر نقرأ عن بولس الرسول الشجاع عندما طلب إليه الأخوة مرة ألاّ يعرِّض نفسه لخطر لا فائدة من ورائه، فقد استجاب لهم (أع19: 29-34).

لكن الرب إذ ذكر حكمة الحية، فقد أشار بعدها مباشرة إلى بساطة الحمامة. ذلك لأننا عُرضة أن نتمادى في ما يعتبره الناس حكمة فنتصرف تصرفاً خالياً من البساطة تماماً. فهل يليق بالمؤمن مثلاً أن يكذب ليتفادى الوقوع في مشكلة؟ كلا بكل تأكيد. لقد فعل أبو المؤمنين إبراهيم ذلك عندما قال عن سارة إنها أخته (تك12: 11-20؛ 20: 1-13)، وكان ذلك خطأ في حياة ذلك البطل العظيم لا يفعل الحمام نظيره!

أو قد يتمادى المؤمن في الحكمة ليجنب نفسه المشاكل فيوقع فيها غيره. هذا أيضاً ليس من بساطة الحمام. ولقد فعل ذلك الرسول العظيم بولس لينجي نفسه من مأزق، فأوقع المجمع كله في معركة عندما قال أنا فريسي ابن فريسي (أع23: 6-10). نعم لقد كان بولس في هذا الموقف حكيماً كالحية لكنه لم يكن بسيطاً كالحمام.

إن الحية، وإن كانت من الجانب الواحد لا تعرِّض نفسها بلا لزوم للأذى، فإن الحمام من الجانب الآخر لا يؤذي غيره قط. ما أعجب يوسف ذلك الشاب الحكيم البسيط، ما أعظم حكمة الحية التي ظهرت فيه عندما هرب من فخ وغواية امرأة فوطيفار. وما أروع بساطة الحمام التي أظهرها عندما لم يدافع عن نفسه ليجنب تلك المرأة الفاجرة الأذى!!



يوسف رياض


sama smsma 09 - 07 - 2012 03:34 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حياة الأسرة من الداخل والخارج

فضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم.. واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك (تث11: 18-20)

تقدم لنا هذه الأعداد من كلمة الله وصفاً صحياً لحياة روحية أسرية صحيحة، إذ يبدأ البناء الأسري من كلمة الله المنقوشة على القلوب والعقول لأولئك المرتبطين بالزواج المسيحي. وتُعتبر كلمة الله المخبَّأة في القلب هي الجوهر الفعَّال في طابع حياة الوالدين المسيحيين حيث كلمة الله تؤثر في حياتهما وأفعالهما تأثيراً مباشراً، وهذا هو المقصود بالاستعارة في قول الكتاب « علامة على أيديكم ». « ولتكن عصائب بين عيونكم » لتعطي المقدرة على رؤية العالم بالارتباط بالشركة مع الله. وبعبارة أخرى فإن الوالدين يصوّران ويعلّمان طريق الله لأولادهما عندما لا تكون هناك تناقضات بين أقوالهما وأفعالهما.

وماذا من جهة الأولاد ؟ .. الأمر واضح « وعلِّمها ـ أي كلمة الله ـ لأولادك » فيجب أن يكون للكلمة مكان بارز، فتأخذ الجزء الأكبر من الأحاديث سواء كانت داخل البيت أو خارجه.

والمظهر الثاني للتنشئة يعتمد على طبيعة الاختبارات الروحية في البيت، ومظهر العائلة أمام العالم، إذ أن عبارة « أبواب بيتك » تصوّر لنا الأجواء الداخلية وحياة الأسرة الاختبارية، أما « أبوابك » فتعرض لنا مظهر العائلة في الخارج.

غالباً ما تهتم العائلات بالوجهة الروحية في ناحية واحدة، في حين تهمل الأخرى. فثمة مجهود ضخم يُبذل للظهور الخارجي بمظهر يُشبه العائلة المسيحية في عيون الآخرين، أو العكس، حيث يكون البناء الداخلي نفسه مسيحياً حقاً، ولكن من الخارج تصعب التفرقة بين هذه الأسرة وأية أسرة أخرى.

وعندما يبدو المظهر الخارجي مسيحياً ولكن الداخلي ليس كذلك فالنتيجة مروِّعة! إذ بمجرد أن تحتك هذه الأسرة بالعالم، تجد نفسها وقد تهاوت! وعندما لا يعكس المظهر الخارجي الحقيقة الداخلية، يترك الأولاد جانباً السلوك المسيحي الحقيقي في المنزل عندما يخرجون للعالم.

وبإيجاز، فإن عملية التنشئة لبناء الأسرة المسيحية الصحيحة بحسب المكتوب مبنية على إصلاح الأبواب الداخلية doors والخارجية gates لتكون النتيجة الأكيدة مظهراً أسرياً بلا تناقضات بين الداخل والخارج.




sama smsma 09 - 07 - 2012 05:33 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حياة أولادنا

ولكن القابلتين خافتا الله، ولم تفعلا كما كلمهما ملك مصر. بل استحيتا الأولاد (خر1: 17)

كان عدد بني إسرائيل في مصر يزداد بدرجة كبيرة أثارت قلق فرعون من الأهمية التي كانت لذلك الشعب. فأمر القابلتين ألاّ تتركا الأولاد الذكور الذين يولدون يعيشون، وبهذه الطريقة لن يتجدد الشعب ويختفي مع الوقت. ولكن شكراً للرب أن القابلتين رفضتا إطاعة هذا الأمر.

والشيطان رئيس هذا العالم يبذل اليوم كل جهوده لكي يُضعف شعب الله. لاحظ كيف يسلك إزاء العائلات المسيحية حتى لا يدخل أولادهم الحياة الأبدية. إنه يقترح على الوالدين أنه لا يجب أن يتحكموا في أولادهم بأن يجعلوهم يشاركونهم إيمانهم، فيقول لهم: انتظروا إلى أن يبلغوا سن الرشد لكي يأخذوا قراراً عن علم؛ إن الإفراط في التعليم الكتابي في البيت سوف يجعلهم يتشبعون ويُبعدهم ذلك عن الله! اهتموا بالأولى بإعدادهم للنجاح في مستقبلهم في العالم!

منذ بضع عشرات من السنين، كانت الأنظمة الدكتاتورية تجبر الوالدين على التصرف بهذه الطريقة، وكانوا يظنون بذلك أنهم سوف يطفئون المسيحية. واليوم يُذاع هذا الفكر بطريقة أكثر دهاءً عن طريق مجالات الإعلام أو الكتب عن تربية الأطفال، وأكثر من ذلك في الكثير من البيوت تأخذ البرامج التليفزيونية مكان قراءة الكتاب المقدس في العائلة.

لنتحذر من هذه الهجمات الماكرة، وليت الأمهات، نظير هاتين القابلتين اللتين حُفظ لنا اسماهما: شفرة وفوعة، يحرصن على أن يرسخن في أذهان أطفالهن المحبة للرب منذ حداثتهم، وليتهن يجدن من أزواجهن المُساندة باهتمام بهذا العمل اليومي.

لقد أكرم الرب القابلتين « فأحسن الله إلى القابلتين ... وكان إذ خافت القابلتان الله أنه صنع لهما بيوتا » (خر1: 20،21). وبالمثل سوف يُكرم الوالدين الذين يخافون الرب ويضعون في المقام الأول من اهتماماتهم تربية أولادهم الروحية.

لا شك طبعاً أن الله وحده هو الذي يعطي الحياة الأبدية لأولادنا، ولكن مسئولية الوالدين هي أن يربوا أولادهم « بتأديب الرب وإنذاره » (أف6: 4).


sama smsma 09 - 07 - 2012 05:34 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حياة في رضاه

لأنك أنت تبارك الصديق يارب. كأنه بترس تُحيطه بالرضا (مز5: 12)

كان داود متأكداً من شيء واحد كل التأكيد، وهو أن الرب يبارك الصديق، وعلينا ألا نكون نحن أقل تأكداً. فاليوم قد نجد العديد من الأمور التي كنا نضع فيها رجاءنا قد خانتنا. فالمصادر المالية والاجتماعية قد تتهاوى من حولنا. غير أن هناك شيئاً واحداً يملؤنا باليقين وهو أن الرب هو كنز المؤمن الذي لا يتناقص، والذي فيه كل بركته وغناه.

هذه الحقيقة البسيطة غير المتغيرة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكيفية حياتنا. فنحن لا يشغلنا كثيراً ـ وهذه الحقيقة أمام عيوننا ـ كيفية تأمين مستقبلنا مادياً واجتماعياً ببذل الجهد الشاق وصرف معظم أوقاتنا لتلبية هذه الاحتياجات. ومن جانب آخر نحن نجتهد أن نكون مرضيين أمامه، وأن تكون حياتنا مؤهلة لتلك البركة التي يختزنها الله للصديقين، وللصديقين فقط.

إن بركة الرب تحمل معها الحماية والضمان. إن داود يقول: « كأنه بترس تُحيطه بالرضا » أي عندما تعمل رضى الله، فالله يُحيطك برضاه. إنه يحمينا من صدمات وضغوطات الحياة. إنه يحول بيننا وبين قوى الشر التي تبغي تدميرنا وهي أقوى وأحيل من أن نتعامل معها بقوتنا وحكمتنا. إنه لا يوجد مَنْ يحمينا من هذه القوى الهائلة التي تواجهنا، سوى تُرسه الذي يُحيطنا بالرضى، أو بالمعروف.

في ضوء هذه الحقائق غير المتغيرة التي تحكم حياتنا، فإننا نشعر أننا نحتاج أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، فرضى الرب أكثر ربحاً، وأطول بقاءً، وأكثر ضماناً من كل المهارات والاجتهادات والاحتياجات.

« لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم » (مت6: 33).


دعني أعيشُ في رضاك
وأستمرُ في الجهادْ عيني إليك لا سواك
حتى أفوزَ بالمُرادْ

sama smsma 09 - 07 - 2012 05:35 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
خدمة الرب

مَنْ أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً. لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (مر10: 44، 45)
.

كان الرب لتوه قد أعلن لتلاميذه أنه في أورشليم، حيث كان ذاهباً، سيلاقي كل أنواع الإساءة من قِبَل الرؤساء الدينيين الذين كانوا سيسلمونه للرومان ليُميتوه. ومع ذلك كانت تلك هي اللحظة التي اختارها يعقوب ويوحنا ليطلبوا منه الأماكن الأولى في ملكوته. يا لها من طريقة غريبة للتعبير عن مشاركتهم بعواطفهم لسيدهم!

إن هذا الإظهار للكبرياء من قِبَل يعقوب ويوحنا قد أثار الغضب منهما وكانت وحدة الاثني عشر عُرضة لأن تتبدد. وفي أيامنا هذه أيضاً ينشأ الانقسام بين الإخوة في أغلب الأحيان من الكبرياء، بما في ذلك كبرياء مَنْ يجعل نفسه مُدافعاً عن الحق الذي يتمسك به مع الاحتقار العدائي للإخوة الذين يلقون الظلال على هذا الكبرياء.

في ذلك الوقت دعا الرب التلاميذ إليه. إنه يريد أن يكون مركز وحدتهم ومصدر تعليمهم. إنه يريد أن تنفصل أفكارهم عن غيرهم لتتركز فيه.

ما هو التعليم الذي أعطاه لهم؟ ألاّ يتمثلوا بعادات غير المؤمنين الذين يريدون في كل طبقات المجتمع أن يسودوا على الآخرين، ويحرضهم أن يتبعوا مثاله في أن يخدموا الآخرين، بأن يكونوا خادمين للجميع وأكثر من ذلك أن يكونوا عبيداً للجميع.

هل نريد حقاً أن نتبع الرب؟ لنضع جانباً « شهوات الغرور » التي تميّز بها « التصرف السابق » (أف4: 22) ولنتبع الإرشادات التي تركها لنا ابن الإنسان الذي جاء ليَخدِم ويبذل نفسه.

ونجد هذه الإرشادات في الأناجيل وأيضاً ونحن نتأمله في سلوكه الكامل وفي كل أثر للمحبة والحق. وحينئذ تستمد حياة خدمتنا حقاً مصدرها من محبة المسيح وتتغذى به وتظهر خالية من كل تشويش من قِبَل مشاعر الكبرياء الرديئة.


sama smsma 09 - 07 - 2012 05:36 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
خدمة العطاء

والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شيء تزدادون في كل عملٍ صالح ... مستغنين في كل شيء لكل سخاء (2كو9: 8،11)

في هذه الآية لدينا وعد بأنه إن شاء أحد في الحقيقة أن يكون سخياً في العطاء، فإن الله بالتأكيد سيعطيه الفرصة ليفعل ذلك « والله قادر أن يزيدكم كل نعمة ». وكلمة « نعمة » تُستخدم هنا كمرادف للموارد. الله قادر أن يمدنا بالموارد بحيث لا يكون لنا اكتفاء فقط، بل نستطيع أيضاً أن نشارك الآخرين فيها، وهكذا نزداد في كل عملٍ صالح.

ولاحظ يا أخي المؤمن الكلمة « كل » وكم تكررت في عددي 8،11 « كل نعمة، كل حين، كل اكتفاء، كل شيء، كل عمل صالح ... مستغنين في كل شيء، لكل سخاء » فيا لها من وفرة وازدياد في كل شيء، وهذا هو عمل الرب.

فالله الذي نقدم له عطايانا هو قادر أن يزيدنا « كل نعمة »، وهل يستطيع أحد أن يحد نِعَم الله وبركاته؟ وهو قادر أيضاً أن يعطي المؤمن « كل اكتفاء » أي أنه يملأ نفسه شبعاً وسروراً حتى يستطيع أن يقول « لا يعوزني شيء ».

والاكتفاء الكامل الذي يعطيه الرب ليس لوقت معين بل « كل حين » فيظل المؤمن سعيداً دائماً في كل وقت وفي كل ظرف (في4: 11-14). وهذا الاكتفاء يشكل كل جوانب الحياة « في كل شيء ». فالرب يتولى أمرنا في كل شيء. وتبعاً لذلك تأتي النتيجة المباركة أننا نزداد « في كل عمل صالح ». ثم يقول الرسول « مستغنين في كل شيء » أي أنه ليس لنا الكفاية فقط، بل كل شيء فائضٍ، ليس فقط « لا يعوزني شيء »، بل أيضاً « كأسي ريا ».

وتُختتم هذه السباعية الجميلة بعبارة « لكل سخاء » أي أننا نستخدم هذا الازدياد والفيض الذي لنا من الله لكل سخاء في العطاء. والسخاء هو لمصلحتنا نحن لأنه « يوجد مَنْ يفرّق فيزداد أيضاً ومَنْ يمسك أكثر من اللائق وإنما إلى الفقر » (أم11: 24). وينطبق هذا على الأمور الزمنية والروحية أيضاً، فإن كان المؤمن سخياً في العطاء فالرب الذي يراه خادماً أميناً، والذي يحب المعطي المسرور سيكثر له ذات الذي أعطى منه « فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكّل. فإذاً حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان » (غل6: 9،10).



فايز فؤاد


sama smsma 09 - 07 - 2012 05:37 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
خلاص النفوس

وأما أنت فاصحُ في كل شيء. احتمل المشقات. اعمل عمل المبشر. تمم خدمتك (2تي4: 5)

إني مقتنع تمام الاقتناع أنه لا يمكن أن يكون المسيحي شاغلاً مركزه الصحيح إن كان لا يسعى بأية طريقة في الإتيان بنفوس إلى المسيح. وعلى نفس المبدأ أيضاً، لا يوجد اجتماع في الحالة الصحيحة إن لم يكن له نشاط تبشيري. يجب علينا أن نكون جميعاً مهتمين بالبحث عن النفوس، وحينئذ نتأكد أننا سنرى نتائج مُفرحة ومُنعشة لنفوسنا. ولكن إن كنا نستمر من أسبوع إلى أسبوع، ومن شهر إلى شهر، ومن سنة إلى سنة دون أن يولد أحد بواسطتنا، فحالتنا يُرثى لها.

ولكن علينا أن نلاحظ في تبشيرنا أن يكون غرضنا أن نُكرم ابن الله المبارك، وأن نعتمد عليه في عملنا، وأن نتبعه حيث يقودنا ـ لا نتقدم أمامه ولا نتأخر عن إرشاده.

كثيراً ما أردد هذه العبارة في نفسي ولنفسي « ستكون السماء أحسن وأضمن مكان فيها نسمع عن نتائج عملنا »، وهذه كلمة نافعة لكل العاملين في حقل الرب. وإنني أفزع كثيراً عندما أرى أسماء خدام المسيح تُذاع على صفحات الجرائد تقترن فيها تلميحات لأعمالهم الفائقة وثمارها.

وإني أؤمن أننا لسنا نحتاج في التبشير الناجح إلى كمية كبيرة من الحق، على قدر ما نحتاج إلى المحبة المتوقدة للنفوس. تأمل جورج هواتيفيلد المبشر المشهور. ماذا تظن كان سر نجاحه؟ إنك إذا قرأت مواعظه لا تجد فيها كمية كبيرة من التعليم. ولكن كان في هوايتفيلد ما نطمع فيه ونشتهي أن يكون عندنا، كانت فيه محبة متأججة للنفوس، وعطش لخلاصها. وكان له تأثير عظيم على الضمير وتعامل جريء وحار مع الأشخاص بخصوص طرقهم الماضية، وحالتهم الحاضرة، ونصيبهم المستقبل. هذه هي الأمور التي استخدمها الرب وباركها. ونريد أن يستخدمها بنا ويباركها لنا.

وما أحلى الكلمة المقولة في حينها، فكثيراً ما يستخدمها الرب لبركة النفوس. تشجع وتكلم عن الرب يسوع في كل مكان وفي كل وقت، وهو سيرعى كلمته ولن ترجع إليه فارغة. « اِرمِ خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة » (جا11: 1). ويا ليتنا نستمع إلى نصيحة الرسول بولس لابنه تيموثاوس « اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب » (2تي4: 2).


sama smsma 09 - 07 - 2012 05:37 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
خواطر عن الخدمة

إن كان أحد يخدمني فليتبعني (يو12: 26)

- الله يهمه دائماً الخادم أكثر من الخدمة. وبقدر ما يتدرب الخادم في الخفاء، بقدر ما تكون خدمته ناجحة ومؤثرة. والنجاح يتضمن شعور الخادم بأنه لا شيء، وأن يقود النفوس للمسيح، وليس أن ينشغلوا به هو. وهذا ما قاله المعمدان « ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص ».

- على الخادم أن يُعطي اهتماماً خاصاً للخلوة مع الله. ومهما كانت المسئوليات الروحية وأعباء الخدمة الكثيرة، فلا ينبغي أن يهمل الخلوة مع الله. وإلا سيُصبح نحاساً يطن أو صنجاً يرن. والرب يسوع كان المثال الأعظم في ذلك حيث كان « يعتزل في البراري ويصلي »، ويقضي الليل كله في الصلاة. وبذلك يجدد قوة لمواصلة الخدمة والعطاء.

- الخادم يجب أن يقدِّر اعتبارات قداسة الله. فالقداسة هي المطلب الأول فيمن يستخدمه الله. وهذا ما تعلمه موسى قبل أن يرسله الرب إلى مصر، عندما ظهر له في لهيب نار من وسط العليقة وقال له: « اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت عليه أرض مقدسة ». وكذلك يشوع عندما قال له رئيس جند الرب « اخلع نعلك من رجلك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه مقدس ». وكان ذلك قبل أن يستخدمه في الحروب لامتلاك الأرض.

- الخادم يجب أن يقدِّر أهمية الوقت ويعمل بكل نشاط واجتهاد ما دام نهار. إنه يدرك أن الحياة قصيرة والفرص التي تضيع لا تتكرر. وهو يرتب أولوياته ويُميِّز الأمور الأفضل. يقنع بالقليل لأجل أموره الشخصية ويوفر الوقت لأجل أمور الرب وشعب الرب.

- الخادم يجب أن يكون تلميذاً للكتاب، عاكفاً على دراسته، حتى يستطيع أن يُخرج من كنزه جُدداً وعتقاء، ويكون عنده دائماً ما يقدمه لشعب الرب.

- الخادم يجب أن يعتمد على قوة الروح القدس وليس على معلوماته أو فصاحته. فما أعظم النتائج والتأثيرات عندما يمتلكنا ويملأنا ويحرّكنا ويستخدمنا الروح القدس.

- على الخادم ألا ينتظر مكافأة في الزمان بل يمدّ البصر إلى ذلك اليوم العتيد عندما يقف أمام كرسي المسيح. وهناك سيسمع كلمات المديح والتقدير والإعجاب من فم السيد شخصياً. وهو لن ينسى عملاً صغيراً أو كبيراً عُمِلَ لأجل مجده وإكراماً لاسمه.



محب نصيف


sama smsma 09 - 07 - 2012 05:38 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
خوذة الخلاص

حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تُطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص... (أف6: 16، 17)

في ترس الإيمان نرى الثقة الكاملة للنفس المؤمنة في الله كما هو في ذاته ـ في طبيعته غير المتغيرة. أما خوذة الخلاص ففيها نرى ما فعله الله لأجلنا. هذا العمل الذي عندما تعرفه النفس وتتمتع به، تصبح واثقة تماماً من النتائج المترتبة عليه، والتي ستتحقق في القريب العاجل. كما تشعر النفس بالحرية في ميدان المعركة وتسير في طريقها دون أدنى خوف ويمكنها أن تفكر في الآخرين الذين يسعى عدو الخير لهلاكهم. إنها تختبر القوة والفرح اللذين في كلمات المرنم الجميلة « ظللت رأسي في يوم القتال » (مز140: 7). قد يثور العدو ضد المؤمن ولكنه لا يستطيع أن يخترق تلك الخوذة المنيعة الصلبة ـ خوذة الخلاص. إن خلاص الله خوذة فوق الرأس وضعها الله بنفسه، تجعل القلب ثابتاً جريئاً بدون خوف أمام العدو.

ويمكننا أن نجد توضيحاً جميلاً لخوذة الخلاص في حالة بولس في أعمال26 حيث نراه بعد أن قضى فترة في السجن محروماً من الخدمة التي أحبها وعاش فيها، لا يزال يذكر بفرح اللحظة الأولى لاهتدائه وتغيره. فعندما وقف مقيداً بالسلاسل أمام فستوس والملك أغريباس وبرنيكي، كشف لهم بكل جرأة ودون تردد قصة خلاصه وإرسالية خدمته. إن هذا الفريسي المتعصب الذي كان من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم، والذي عاش بضمير صالح بينما كان يصنع أموراً كثيرة مضادة لاسم المسيح الناصري ـ هذا المُضطهد القاسي لكنيسة الله، وقف هناك مستحوذاً على انتباه الحاكم الروماني بكلماته الملتهبة الموجهة للملك (أع26: 24-29). ووقف ذلك الشاهد الأمين؛ بولس، يشهد لقوة الخلاص الذي به ظلل الله رأسه.

إن قيود ذلك السجين لم تستطع أن تضعف من الفرح السماوي الذي ملأ قلبه، فهو بقلب طليق لابساً خوذة الخلاص على جبهته استطاع أن يفكر في بركة الآخرين وخلاصهم، وليس في الخلاص من قيوده. وهو لم يرغب فقط في أن يكونوا مسيحيين كما ظن الملك أغريباس (ع28)، لكنه رغب أيضاً أن يصيروا هكذا كما هو، أي يكون لهم نفس الفرح العميق الذي ملأ قلبه، ونفس الخلاص الذي حصل عليه « ما خلا هذه القيود ».





sama smsma 09 - 07 - 2012 05:39 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
درس في الاتحاد والنظام والعمل


أربعة هي الأصغر في الأرض، ولكنها حكيمة جداً .... الجراد ليس له ملك ولكنه يخرج كله فرقاً فرقا (أم30: 24-27)

الجراد في حركته يسير في خطوط مستقيمة كأفضل ما تكون الجيوش المُدربة جيداً. ولقد قيل في تفسير هذا أن الجراد (الذي لا وزن يُذكر له) يُحركه الريح. وهو حساس جداً لحركة الرياح ويسير في اتجاهها. وهناك في كلمة الله ما يجعلنا نستنتج هذا الأمر (انظر خروج10: 13،19).

هذا التفسير يقدم لنا درساً روحياً هاماً. فكيف يمكننا نحن المؤمنين أن نتحد كلنا في الحركة الجماعية، لا سيما إذا وُجدنا في محضر الرب للسجود والعبادة؟ الإجابة إننا لو تخلينا عن إرادتنا الجسدية واستحساننا البشري، وسلمنا قيادتنا بالتمام للروح القدس، فإنه سيقودنا قيادة إلهية سماوية حكيمة، سيشعر بها ليس صاحب الذهن الروحي فقط، بل حتى المشاهد العادي (قارن 1كورنثوس14: 24،25).

إن كلمتي الريح والروح في كل من اللغتين العبرية واليونانية، وهما لغتا الوحي، هما نفس الكلمة. والحكمة التي يعلمها الجراد لكثير من أولاد الله أننا لسنا في حاجة إلى أن نُقيم رئيساً للاجتماع لينظم حركتنا. فالجراد ليس له ملك لكنه يخضع في حركته للريح. وأما المؤمنون فإنهم لو خضعوا تماماً للروح القدس فإنه كُفء لأن ينظم عبادتنا « لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة ... لكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء (أي كما يشاء الروح) » (1كو12: 7،11)، وبهذا يُثبت المؤمنون أنهم ناضجون وبالغون « لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله » (رو8: 14).

ألا يحضر المسيح اجتماعات قديسيه (مت18: 20)؟ ألم يَقُل « في وسط الكنيسة أسبحك » (عب2: 12)؟ إذاً فهو رأسنا الحاضر وإن كانت عيوننا لا تراه. وينبغي أن نخضع بواسطة الروح القدس لرأسنا غير المنظور.

وأخيراً نقول إن الجرادة في ذاتها ضعيفة، والواحدة لا تقدر أن تعمل عملاً يُذكر. أما جيش الجراد فإنه يعمل أعمالاً خطيرة ومُذهلة (ولو أنها أعمال تخريبية). فماذا لو تعلَّم المؤمنون هذا الدرس أيضاً من الجراد. إننا في ذواتنا لا شيء، لكننا معاً وفي خضوع للمسيح يمكننا أن نعمل أعمالاً عظيمة ونافعة، فينطبق علينا ما قيل عن العروس « مُرهبة كجيش بألوية » (نش6: 4،10).



يوسف رياض


sama smsma 09 - 07 - 2012 05:40 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
درع البر

فاثبتوا ... لابسين درع البر (أف6: 14)

إن ما يعنيه « درع البر » هو الضمير الذي بلا عثرة من نحو الله والناس. وبدون هذا الجزء من سلاح الله لا يقدر المؤمن أن يثبت أمام هجمات العدو، لأنه إذا كانت هناك أي شكوى على الضمير، لا يمكن للمؤمن أن يقف ثابتاً جريئاً أمام شكايات الشيطان ومكايده. إن المؤمن ذا الضمير الصالح يستطيع أن يجاهد جهاد الإيمان الحسن. ولا يوجد شيء يجب أن نهتم به مثل الضمير الصالح أمام الله والناس. لذا يقول بولس الرسول « لذلك أنا أيضاً أدرب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس » (أع24: 16).

إن أقل عثرة أو شكوى على ضمير المؤمن يتسبب عنها إحزان الروح القدس، فيتعطل فرح المؤمن بالرب، هذا الفرح الذي هو من نصيبه دائماً، وهو القوة الدافعة له للشهادة والخدمة. وهل يمكن أن نثبت ضد مكايد إبليس وصوت الضمير يشتكي علينا ويلومنا بسبب أمور لا يرضى عنها الرب، ونسكت عليها دون أن نحكم على أنفسنا؟ ومتى كان المؤمن الحقيقي الذي تبرر مجاناً بالفداء الذي بيسوع المسيح ممنطقاً حقويه بالحق الإلهي، مطبقاً إياه بكل دقة على حياته، مقدماً أعضاءه آلات بر لله، فلا بد أن يظهر ثمر البر العملي في حياته لمجد الله. هذا هو المؤمن اللابس « درع البر » المستعد للمعركة، فلا يجد العدو منفذاً لقلبه وضميره. وحينئذ تشعر النفس برضى الله عليها وابتسامته الدائمة نحوها، وتشعر أيضاً بالحرية التي أعطتها لها النعمة في محضر الله. لقد تطهر الضمير بدم يسوع المسيح الثمين، والقلب تدرب على حياة الإيمان.

وهكذا يختبر المؤمن لذة وبهجة السير مع الله بحرية كاملة. في هذا الطريق يعرف المؤمن حركات الجسد جيداً أفضل من الشخص ذي الضمير الملوم بسبب كثرة السقطات والضعفات. إن المؤمن ذا الضمير الصالح يعرف ميول الجسد فيه لأنه يكتشفها في نور حضرة الله، ويتعلم أيضاً كيف يستند على قوة الله في مواجهة هذه الميول.

فالمؤمن يختبر أن الخطية الساكنة فيه تجعله يشعر دائماً بضعفه وبحاجته المستمرة إلى النظر إلى الرب يسوع كمصدر قوته، خاضعاً للحق الإلهي وعمل الروح القدس فيه.



sama smsma 09 - 07 - 2012 05:40 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
دروس في الخدمة

لأنه مَنْ ازدرى بيوم الأمور الصغيرة (زك4: 10)

كثيراً ما نحاول أن نبحث عن ثمر لتعبنا من أجل الرب، بدلاً من أن نتذكر أنه ليس من شأننا أن نتطلع إلى نتائج عظيمة. إن الله قادر أن يُنتج هذه الثمار، ولكن لا يجب أن نحتقر الفرص التي يضعها أمامنا. إن نظرة على خدمة ربنا وسيدنا، تجعلنا ندرك كل مداها.

إنه هو أثناء خدمته هنا على الأرض لم يبحث عن ثمار منظورة رائعة. وعندما جاء إليه سمعان بطرس فرحاً ليعلن له أن الجميع يطلبونه، أجابه يسوع بهذه الإجابة التي خيّبت أمله: « لنذهب إلى القرى المجاورة ... » (مر1: 38). وعندما كان « الجميع يأتون إليه » (يو3: 26) بدلاً من يوحنا المعمدان لدرجة أن لاحظ اليهود ذلك (يو4: 1) « ترك اليهودية ومضى أيضاً إلى الجليل » (يو4: 3)، أي إلى مكان لم يكن مكرماً فيه (قارن يو4: 3، 43-44). كم يجب أن نتعلم منه! إنه لم يطلب نجاحاً يجذب الانتباه.

ولرجلين اثنين فقط وجه دعوته: « تعاليا وانظرا »؛ ثم بعد ذلك دعا شخصاً آخر، ثم ثانياً ثم ثالثاً (يو1). لم يكن يثق في الكثيرين الذين آمنوا ظاهرياً باسمه، ولكنه بكل عناية كان يهتم في الليل بإنسان واحد، دفعته حاجة أكثر عمقاً إلى الإتيان إليه (يو2: 23،24، يو3). وفي مناسبة واحدة فقط نراه يحصد ثماراً لدى كثيرين (يو4: 39) في سوخار، في السامرة التي كان لا بد أن يجتازها ليهتم عند بئر يعقوب بنفس مسكينة متروكة! وكان مريض عند بركة بيت حسدا وامرأة زانية موضع اهتمامه. ولم يجد راحته إلا عندما أتى بمولود أعمى لأن يمجد الله. ولمّع شخص لعازر مجد رئيس الحياة، ولم يستحِ أن يعرض كلمته لمريم التي كانت جالسة عند قدميه.

لنتشجع إذاً ونحن نتأمل شخص الخادم الكامل العجيب! فهو الذي « لم يقدر أن يختفي » (مر7: 24) وكان يسير في طريقه بدون صوت، ولم يكن يطلب أموراً عظيمة (قارن إر45: 5). وحيثما كان يذهب كانت جموع كثيرة تُحيط به، ومع ذلك كان يبحث على واحد بين فروع الجميزة يستطيع أن يمكث عنده (لو19). ولم يتراجع أمام عبور البحر الهائج لأنه كان يوجد شخص أو شخصان فقط من الجدريين يطلبان معونته. وفي بيت رئيس الفريسيين ظهرت نحوه روح عدم إيمان، ولكن كانت تكفي رغبة أحد المتكئين المدعوين الملتهبة ببركات الملكوت لتجعله يعلن عن كنوز نعمة الله (لو14).




sama smsma 09 - 07 - 2012 05:41 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
دروس للحياة

أما الأرامل الحدثات فارفضهن، لأنهن متى بطرن على المسيح يُردن أن يتزوجن. ولهن دينونة لأنهن رفضن الإيمان الأول (1تي5: 11،12)

يتحدث هذا الفصل (1تي5) عن وضع الأرامل في كنيسة الله، والمساعدة الواجبة لهن. وعلينا أن نتذكر كيف كانت الظروف السائدة في ذلك الوقت قاسية للغاية بالنسبة للأرامل، الأمر الذي تغير كثيراً إلى الأحسن في ظل نُظم التأمينات والمعاشات، ومع ذلك فإن الفصل مليء بالدروس الروحية لنا أيضاً.

يطلب الرسول بولس من تيموثاوس ألاّ يُدرج الأرامل الحَدَثات في سجلات الكنيسة لتتولى الكنيسة تدبير إعاشتهن (وهو المُعبر عنه في النص بالقول ارفضهن). ويوضح الرسول سبب ذلك في الأعداد 11-13. فالسبب الأول أنهن بعد أن يتم تسجيل أسمائهن في سجلات الكنيسة باعتبارهن أرامل، وضعن ثقتهن على الله وحده لتدبير معيشتهن، واكتفين بالعيشة لأجل المسيح وخدمته، قد يتعرضن للرغبة في الزواج مرة أخرى، وفي هذه الحالة سيجلبن الدينونة على أنفسهن لأنهن بذلك يكن قد رفضن الإيمان الأول.

وعبارة « رفض الإيمان الأول » تفيد أن هؤلاء الأرامل في بداية التجربة التي تعرضن لها قبلنها من الرب معتبرين أن الوقت مقصر. لكنهن مع الوقت (ونظراً لحداثة سنهن) فقدن تلك النظرة الواثقة إلى المسيح. وإذ تتحول النفس عن البساطة والاكتفاء بالمسيح، فهذا يقود النفس إلى ما هو أبعد جداً (ع15). فمع زيادة الرغبة في الزواج يتعرضن لتجربة التضحية بالولاء للمسيح فيقبلن أزواجاً وثنيين أو غير مؤمنين.

والسبب الثاني أن مساعدة الكنيسة لهن ستؤدي بهن إلى عدم العمل، وهذا يعرضهن لتجربة من نوع آخر إذ يطفن البيوت لينقلن القيل والقال (ع13). وهو درس هام لنا جميعاً، إذ أن مدنية العصر الحاضر جعلت أوقات الفراغ كبيرة ولا سيما للأخوات في البيوت. ووقت الفراغ، بصفة عامة، ما لم يُحسَن توجيهه لخدمة الرب والصلاة، قد يتحول إلى نقمة للشخص لا بركة. فالوقت الذي يضيع في الأحاديث التليفونية العاطلة يتحول وبالاً على الشخص لأن « كثرة الكلام لا تخلو من معصية » ومثله طبعاً الوقت الذي يضيع في الجلسات أو القراءات أو المشاهدات العاطلة.





sama smsma 09 - 07 - 2012 05:43 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
دعوة التلاميذ

صعد إلى الجبل، ودعا الذين أرادهم فذهبوا إليه. وأقام اثني عشر ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا (مر3: 13،14)
.

أراد الرب أن يضم إليه من بداية خدمته تلاميذاً دعاهم هو بنفسه، فتركوا كل شيء وتبعوه. سمعان وأندراوس « تركا شباكهما وتبعاه »، أيضاً « يعقوب ويوحنا تركا أباهما زبدي في السفينة وذهبا وراءه »، « ولاوي (متى العشار) قام وتبعه ». ويا لها من طاعة لدعوة السيد. لكن لنلاحظ أن التلاميذ لم يختاروا من أنفسهم أن يتبعوا السيد، بل هو الذي دعاهم واختار « الذين أرادهم ». ولما ذهبوا إليه فهو الذي أقامهم، لكن لا ليرسلهم ليكرزوا أولاً، بل قبل كل شيء « ليكونوا معه »؛ فكل خدمة مثمرة، وكل خدمة مباركة ومؤثرة، لا تكون إلا نتيجة مترتبة على الوجود في حضرته، والشركة الدائمة معه.

في لوقا14: 25-35 يذكر الرب ثلاثة شروط للتلمذة له، هي الشروط التي تتضمن سر الحياة المباركة المنتصرة. إن كل من يسمع دعوة الرب يسوع: « اتبعني أنت » يجب عليه أن « يحمل صليبه » (مر8: 34)، فمعرفة اتحادنا مع المسيح في موته شيء، ومعرفة الصليب اختبارياً شيء آخر. أما هذه الشروط الثلاثة فهي متضمنة في القول: « إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا ».

فدائرة الروابط العاطفية القوية ينبغي أن يكون المسيح مركزها، وله الأولوية فيها.

وأيضاً النفس ينبغي أن لا تُحسَب ثمينة إذا طُلبت تضحيتها لأجل الرب. صحيح أن الموت لأجل المسيح هو نعمة خاصة للبعض وليست للجميع، ولكن إنكار الذات هو شرط أساسي لمن يريد أن يكون تلميذاً له.

والشرط الثالث هو أن « كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا ». هذا الشرط يجمع في آن واحد جميع مجالات التضحية لأجل المسيح. إنه شرط يسري على « كل واحد »، ولا يستثنى منه تلميذ.

فهل عقدنا العزم وحسبنا النفقة لأن نكون تلاميذ للمسيح؟





sama smsma 09 - 07 - 2012 05:43 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
دعوة الله للانفصال

واجتاز أبرام في الأرض ... وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض ... فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له... ونصب خيمته (تك12: 6-8)

إن الأساس الذي تقوم عليه دعوة الله هو أن الله نفسه منفصل عن الأرض، ولذلك فإن مشيئته هي أن يدعو أُناساً منهم ليكونوا له خاصة ولينفصلوا عنها ويرتفعوا فوقها.

على أن الأرض ذاتها لا تفهم هذا القصد الإلهي. والله يتركها كما هي بدون تداخل خارجي من فوق. فدعوة الله بالنعمة للانفصال عن العالم لا تقترن بدينونة تقع على العالم أو افتقاد مباشر من يد الله لمشهد الفساد الذي فيه.

ومبدأ الانفصال عن الأشرار ـ هذا ـ قد ظهر بصفة بارزة في إبراهيم، فكان ذلك الأب موضوع دعوة الله من وسط عالم وثني، وبناء على ذلك لما كان في أرض الموعد لم يجد الكنعانيون فيه منافساً لهم في حيازة الأرض أو منازعاً لهم حق امتلاكها، بل قد وجدهم أصحاب الأرض وتركهم كما وجدهم أصحاباً لها، وكانت كل بغيته أن تُنصب خيمته ويُبنى مذبحه على سطح الأرض لمدة معينة، ثم أن تدفن عظامه في بطنها بعد ذلك في قبر مُشترى بفضته.

وكما كان الحال مع إبراهيم، هكذا هو مع كنيسة الله في الوقت الحاضر؛ فهي أيضاً تحت دعوة الله وقد أُنقذت من هذا العالم الحاضر الشرير. ولكن دعوتها تترك السلطات الأممية صاحبة النفوذ في العالم كما وجدتها، وصوت الله الذي دعاها يناديها قائلاً « لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة » (رو13: 1). فما على القديسين المدعوين من الله إلا أن يطيعوا السلاطين الكائنة في حالة اتفاق مطالبهم مع دعوة الله والخضوع للمسيح، أو قبول اضطهادهم بصبر في حالة مخالفة تلك المطالب لدعوة الله.

وأولئك الذين دُعوا من وسط العالم لا يليق بهم أن يتخاصموا مع رعاة الأرض، فسيف بطرس يجب أن يوضع في الغمد، وبيلاطس يجب أن يعلم أن خدام المسيح لا يحاربون لأن ملكوته ليس من هذا العالم، ومصارعة القديسين ليست مع دم ولحم بل مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أف6). إن احتياجاتنا الضرورية لا دعوة الله هي التي تربطنا بالأرض، وعلى قياس تلك الاحتياجات يجب أن يكون تعاملنا مع هذا العالم لسدها، أما دعوتنا السماوية فهي تفصلنا عن العالم على قياس ارتفاع السماوات عن الأرض.


sama smsma 11 - 07 - 2012 03:07 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
دموع الزرع وأفراح الحصاد

الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع؛ مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه (مز126: 5، 6)

في ترتيب الله منذ البدء، أن النهار يعقب الليل (تك1: 5)، والمجد يلي الألم (رو8: 18)، والأفراح تأتي بعد الدموع.

هذا ما نراه أولاً في ربنا المعبود، ثم نستطيع أن نتتبعه في طريق كل مؤمن؛ ولا سيما مَنْ يتعبون في خدمة الرب. كما أنه ذات الترتيب في معاملات الله مع شعبه القديم.

فالرب له المجد كان بحق رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن (إش53: 3)، وفي إرسالية النعمة نلحظ كم تعب، وكم ذرف الدموع. لقد كان هو « الذاهب ذهاباً بالبكاء »؛ فلقد أجهش بالبكاء بصوت مسموع على أورشليم، تلك المدينة العاصية التي لم تعرف زمان افتقادها (لو19: 41-44). وفي طريق الخدمة شارك بعواطفه ودموعه المتألمين (يو11: 35)، بل وإن طريق الطاعة لمشيئة الآب كلّفه الجهاد والدموع (عب5: 7) حتى أنه في طريق الصليب الرهيب يُعبِّر عن أحزانه بروح النبوة قائلاً « إني قد أكلت الرماد مثل الخبز، ومزجت شرابي بدموع » (مز102: 9) حتي بعمل الصليب يأتي بثمر كثير (يو12: 24) و « يرى نسلا » (إش53: 10 مع مز22: 31؛ 69: 36). وقريباً جداً سيُحضرنا بنفسه لنفسه وعندئذ يجيء بالترنم حاملاً حزمه، ومن « تعب نفسه يرى ويشبع » (إش53: 11).

وطريق تلاميذ المسيح هو ذات طريق معلمهم؛ طريق يتعرضون فيه للظلم من عالم موضوع في الشرير (جا4: 1؛ 1يو5: 19). وعلى نهج الخادم الكامل نرى الخدام الأمناء، الذين يزرعون بالدموع، نظير الرسول بولس الذي لم يفتر عن أن ينذر في أفسس بدموع كل واحد « ليلاً ونهارا » (أع20: 31)، وعندما كتب إلى كنيسة كورنثوس مُحذراً ومنذراً، فقد كتب من كآبة قلب ودموع كثيرة (2كو2: 4). ودموع الزرع هذه هى دائماً مُقدمة لأفراح الحصاد « لكي يفرح الزارع والحاصد معا » (يو4: 36).

وهذا هو نفس حال الشعب القديم الذي هو الآن في ليل طويل، وبعد أن يدخلوا في تدريبات الضيق والدموع لرَّد النفس، سيتم القول « يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد » ويتم المكتوب « ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه، وينزع عار شعبه عن كل الأرض » (إش9 :3، 25: 8).

لكن أفراحنا نحن ستسبق أفراح هذا الشعب لأنها تبدأ بمجيء الحبيب عن قريب، وبعدها يتم القول « لنفرح ونتهلل ونُعطه المجد » (رؤ19: 7) حيث أفراح الحصاد الأبدية للذي ذهب بالبكاء، وللذين زرعوا بالدموع. وإن كان الآن دمع الحَزَن، فإنه غداً يُنزع.



اسحق إيليا


sama smsma 11 - 07 - 2012 03:08 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
رسالة المسيح

« ظاهرين أنكم رسالة المسيح » (2كو3:3)
لا يقول الرسول « يجب أن تكونوا رسالة المسيح » بل « أنتم رسالة المسيح »، فليس علينا أن نعمل ذلك بمجهوداتنا الشخصية وإلا فسيقودنا ذلك إلى المشغولية بالذات. ونحن لن نصبح رسالة المسيح إلا بروح الله الذي يكتب المسيح في قلوبنا.

وإذ تتجه عواطفنا نحو ذاك الذي بوركنا فيه، وإذ كل يوم نتمتع بمحضره ومحيا وجهه الكريم، يكتب الروح القدس صفاته الأدبية في قلوبنا لنكون رسالة المسيح.

ونحن رسالة المسيح الظاهرة للجميع، فالقديسون عليهم أن يُظهروا لجميع الناس شيئاً من صفات المسيح. إن المسئولية لدى القديسين ليس أن يسلكوا حسناً ليصبحوا رسالة المسيح، بل لكونهم رسالة المسيح فعليهم أن يسلكوا حسناً لتُصبح هذه الرسالة مقروءة من جميع الناس.

عندما نكتب « خطاب توصية » فمعناه أننا نوصى بالشخص المذكور في الخطاب، وكذلك عندما يكتب روح الله شخص المسيح في قلوب المؤمنين، فذلك لكي يصبحوا معاً رسالة أو خطاب توصية يقدمون فيه المسيح، ممدوحاً للعالم الـمُحيط.

وما أجمل أن يقول الرسول إن القديسين ليسوا فقط رسالة المسيح، بل رسالة معروفة ومقروءة من جميع الناس.

قد يحدث للأسف أن تكون الكتابة غامضة ومع ذلك فعدم وضوحها لا يعنى أنها ليست رسالة. فالمسيحيون غالباً ما يُشبَّهون بكتابة على حجر قديم. ومع أن النقش باهت المعالم، غير أن الحروف تؤكد أن ثمة كتابة ما كانت منقوشة على الحجر ولكنها بهتت وتلوثت وأصبح من الصعب قراءتها.

ومن أسف، أن الأمر هو هكذا مع أنفسنا. فعندما كتب الروح القدس شخص المسيح في قلوب القديسين، كانت عواطفهم حارة وحياتهم تتحدث صراحة عن المسيح، كانت الكتابة واضحة وحية، وصارت معروفة ومقروءة من جميع الناس. ولكن بمرور الوقت وحيث لا يتوفر السهر والحكم على الذات، ودخلت الغيرة والحسد والمرارة إلى النفوس، بهتت الكتابة.

وإن كان الناس قديماً قرأوا متطلبات بر الله منقوشة على ألواح حجرية، فعلينا الآن أن نجعل الناس تقرأ محبة الله الـمُقدَّمة للإنسان على مبدأ النعمة منقوشة بروح الله الحي على ألواح قلوبنا.




sama smsma 11 - 07 - 2012 03:09 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
روح الاتضاع والانكسار

ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره (مز51: 17)

إن روح الكبرياء والتعالي يبغضها الله، لذلك مكتوب « يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة » (يع4: 6) ويقول أيضاً « مستكبر العين ومنتفخ القلب لا أحتمله » (مز101: 5).

هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه، من ضمنها « عيون متعالية، لسان كاذب ... » (أم6: 17)، ويقول « ... الكبرياء والتعظم وطريق الشر وفم الأكاذيب أبغضت » (أم8: 13) لذلك « فإن لرب الجنود يوماً على كل متعظم وعالِ، وعلى كل مرتفع فيوضع » (إش2: 12)، وأيضاً يقول الكتاب: « قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح » (أم16: 18) ولقد أُصيب بهذا الداء كثيرون مثل:

فرعون (خر5: 2)، ونعمان السرياني (2مل3: 5)، ونبوخذ نصر (دا4: 30). ويوجد مَنْ أُصيبوا بكبرياء روحية مثل: أيوب (أي33: 9)، وبعض المؤمنين في كنيسة كورنثوس (1كو4: 18). لكن الرب يَعِد المتضعين فقط، وليس المستكبرين، ببركات كثيرة، لأن:

ـ التواضع طريق الراحة (مت11: 29).

ـ التواضع طريق الغنى والكرامة والحياة (أم15: 33، 22: 4).

ـ التواضع طريق الحكمة (أم11: 2).

ـ التواضع طريق المجد (أم29: 23).

ـ التواضع طريق الشركة مع الرب، كما نقرأ « لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه، في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح، لأحيي روح المتواضعين، ولأحيي قلب المنسحقين » (إش57: 15).

ـ التواضع طريق الرِفعة (لو1: 52، 18: 14).

ـ التواضع طريق النعمة (يع4: 6).

ـ وهو أيضاً طريق التعزية (2كو7: 6).

ـ وطريق التبرير (لو18: 9-14).

لأجل هذا يجب أن يتضع الإنسان عند التوبة والرجوع إلى الله، ويظل متضعاً طول حياته.



حليم حسب الله


sama smsma 11 - 07 - 2012 03:09 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ساعة الشركة اليومية

أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك (مز32: 8)

يا ابني لا تحتاج إلى كثير من العلم لكي ترضيني بل يكفي أن يكون لك كثير من المحبة لي. تكلم معي كما تتكلم مع أم رؤوم فاتحة ذراعيها لكي تضمك.

هل لك أشخاص تريد أن تصلي لأجلهم؟ أخبرني بأسماء أقاربك وأصدقائك واسألني بعد كل اسم عما تريدني أن أفعل له. وسّع دائرة الطلب واسأل لأجل كثيرين جداً لأني أحب النفوس السخية التي تنسى ذاتها في اهتمامها بالآخرين.

هل لك طلبات خاصة لأجل نفسك؟ اعمل - إذا أردت - قائمة طويلة بكل احتياجاتك وأشواق نفسك وتعال اعرضها علىَّ. أخبرني بكل بساطة وصراحة أنك شاعر بكبريائك وبحب ذاتك وبسرعة شعورك بأقل شيء يمس كرامتك. أخبرني عن انحطاط ميولك واطلب مني أن أساعدك في جهادك للتغلب على هذه الأمور. ولا تحجم عن طلب بركات لأجل جسدك وعقلك، لأجل صحتك وذاكرتك ونجاحك. إني أستطيع أن أمنح كل هذه ودائماً أمنح كل ما يساعد على قداسة النفس.

والآن ماذا تريد أن تطلب يا ابني لهذا اليوم؟ آه، ليتك تدري كم من الخير أشتاق أن أمنحك إياه! هل رسمت لنفسك بعض الخطط والمشاريع؟ هيا أخبرني بها. وهل رغبة قلبك أن تجلب السرور لأفراد عائلتك؟ فما الذي تشتاق أن تفعله لهم؟

ثم ماذا من نحوي أنا؟ ألا تحب أن تخدمني بأكثر غيرة؟ ألا تشتاق أن تسعى لخير نفوس ذويك وأصدقاءك الذين ربما تغافلوا عني؟ كلمني عن أولئك الذين تهتم بخيرهم وعن الوسائل التي تريد أن تستخدمها لصالحهم. أنت تعلم أني أستطيع أن أحوّل كل القلوب إلى الاتجاه الذي يرضيني.

هل يفزعك شبح مصيبة قادمة؟ هل يستولي على قلبك رُعب من شيء شديد الوطأة على نفسك؟ إذاً فالقِ بنفسك في أحضاني. أنا معك وأنا أنظر كل شيء ولن أتركك وحيداً فاطمئن.

هل عزمت على أن لا تزج بنفسك في ما بعد في تجربة معينة، وأن تتخلى عن أمر يقودك بسهولة إلى الشر؟ إذاً فامض يا ابني وابدأ في العمل بسكون وتواضع، بوداعة وخضوع، وعُد إلىً غداً واسكب أمامي قلباً يزداد في الأمانة والحب من يوم إلى يوم.

وفي الغد سيكون لدىَّ بركات جديدة جاهزة لك.


sama smsma 11 - 07 - 2012 03:10 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
سر الخدمة الصحيحة

هكذا أنتم أيضاً إذ أنكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزدادوا (1كو14: 12)

في ثلاثة أصحاحات متتالية (1كو12-14) نجد ثلاث نقاط هامة متعلقة بموضوع الخدمة في كنيسة الله:

(1) في أصحاح12 نرى الأساس الإلهي الوحيد للخدمة وهو العضوية في الجسد بحسب مشيئة الله كما نقرأ في ع18 « وأما الآن فقد وضع الله الأعضاء كل واحد منها في الجسد كما أراد ». هذا هو المبدأ الأساسي « وضع الله ... كما أراد ». فليست المسألة أن إنساناً يضع نفسه، أو إنساناً يضع آخر بأي شكل من الأشكال، لا يوجد مكان لأمر كهذا في الوضع الإلهي للخدمة « فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد، وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد، وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل » (ع4-6). فالثالوث الأقدس له ارتباط بالخدمة. موهبة الروح يُخدَم بها تحت سيادة الابن وتصير فعّألة بواسطة الآب. هذه هي صفات كل خدمة نافعة وفعالة.

(2) ثم في الأصحاح الجميل: أصحاح13، نرى نبع الخدمة والدافع إليها « المحبة ». فقد يكون لإنسان أسمى المواهب ولكن إن لم يمارسها بالمحبة ـ إن لم تكن المحبة هي الدافع والمحرك لها ـ فلا فائدة منها بالمرة. قد يخدم إنسان في الاجتماع لكي يبين الموهبة التي له أو معرفته للتعاليم أو ليُظهر فصاحته وطلاقة لسانه، فلا يفيد الجماعة شيئاً، وذلك لأن المحبة لم تكن هي الدافع له على الخدمة. يجب على الخادم أن يمتحن نفسه دائماً بهذا السؤال « هل المحبة هي التي تحركني؟ » فإن لم يكن كذلك فليعلم أن لا فائدة منه بالمرة. يا ليت الروح القدس يطبّق علينا هذا الحق بقوة.

(3) أخيراً نجد في أصحاح14 غرض الخدمة أو نتيجتها ـ « البنيان ». هذا هو مرمى كل خدمة. والرسول كان يفضّل أن يتكلم « خمس كلمات » تصل إلى هذا الغرض، خير من « عشرة آلاف كلمة » لإظهار الذات (ع19). والنقطة الخاصة التي يشدد عليها الرسول في خلال الأصحاح كله هي هذه « لبنيان الجماعة ». هذا هو الغرض الذي تسعى المحبة لإدراكه مهما كان نوع الموهبة. ليس أمام المحبة من غرض سوى فائدة الآخرين.

فلنتذكر إذاً هذه النقاط الثلاث: أساس الخدمة الحقيقية والدافع لها وغايتها. يا ليتنا نزنها كما يجب ونسعى لإدراكها تماماً ونطبقها عملياً لمجد الله وخير كنيسته.




sama smsma 11 - 07 - 2012 03:11 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
سِر أمام الله

ظهر الرب لأبرام وقال له أنا الله القدير. سِر أمامي وكن كاملا (تك17: 1)


سِرْ أمام الله لا
تخشى عيناً للبشرْ فهي لا ترى سوى
ما طفا وما ظهرْ واخشَ من ربٍٍ به
توزَنْ كلُ الفِكَرْ كلُ قولٍٍٍ أو عَملْ
ما بدا وما استَترْ سِرْ أمامَ اللهِ كن
حيث لا عينٌ ترى واكشفِ القلبَ له
واعترفْ بما جرى فاحصاً ضميركَ
وما قلبَك اعترى تحظى كلُ عمرِكَ
برضى ربِِ الورى سِرْ أمامَ اللهِ لا
تعطي عينيك وسنْ مهما أظهر البشرْ
مِن رضى أو حُسنِِ ظنْ إنما خوفُ البشرْ
شركاً لا يُؤتمنْ خِفْ على إكليلِكَ
إن سهوتَ يؤخذنْ سَرْ أمامَ اللهِ كنْ
خاضعاً يا بني له لا تقلْ له « سيدي »
ثم تعصى أمرَه عن قريبٍٍ قلبُك
تُكشفُ آراؤه يا لسعدِك إذا
بك سُرّ قلبه
« لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان ... لذلك نحترص مستوطنين كنا أو متغربين أن نكون مرضيين عنده. لأنه لا بد أننا جميعاً نُظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد بحسب ما صنع، خيراً كان أم شرا » (2كو5: 7-10).

* وسن : أي نوم

sama smsma 11 - 07 - 2012 03:11 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
سفراء عن المسيح

إذاً نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله (2كو5: 20)

استخدم الرسول بولس تشبيهاً ليصوِّر للمؤمنين في كورنثوس ـ ولنا معهم ـ مقام ودور رسل المسيح، والمؤمنين عموماً. وهذا التصوير واضح أنه ينطبق علينا نحن أيضاً اليوم.

كسفراء نحن دائماً غرباء: إن طبيعة عمل السفير تدفعه للعمل بعيداً عن وطنه، وطالما كان يعمل سفيراً، فإنه دائماً غريب في أي بلد كان. وفي رسالته الأولى أشار الرسول بطرس إلى المؤمنين كثيراً بالقول « غرباء ». وقد حرّض القديسين قائلاً: « سيروا زمان غربتكم بخوف »، ثم أضاف « أيها الأحباء أطلب إليكم كغرباء ونُزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس » (1بط1: 17؛ 2: 11).

وكسفراء عن الرب يسوع المسيح فإننا نعمل تحت قوانين مختلفة يضعها هذا العالم الذي نعيش فيه: فقد تختلف وظائفنا ومكانتنا في العالم، وقد يختلف تقديرنا لِما فيه. على أن الخطر العظيم يكمن في أن نميل إلى قيم هذا العالم ومبادئه، فلا نعود نعيش فيه كغرباء. ويا لوضوح وقوة كلمات الرسول « لا تشاكلوا هذا الدهر (العالم) بل تغيروا .. بتجديد أذهانكم » (رو12: 2). فهل استخدامي كمؤمن للوقت والمال والطاقة، يتوافق مع دعوتي للحياة كغريب في هذا العالم.

كسفراء نحن مسئولون أمام المسيح: فرغماً عن كون السفير يعيش في بلد غريبة، إلا أنه يتلقى التعليمات من حكومته، كما أنه مسئول أمامها. والمرء دائماً يجد نفسه مسئولاً مسئوليات معينة أمام بعض المُحيطين به: مثل الزوجة، والعائلة والأصدقاء، والمؤمنين، وزملاء العمل ... على أنه وسط هذه المشاعر المشروعة تجاه كل هؤلاء يجب ألا ننسى أننا سفراء عن المسيح، وأن كلاً منا مسئول لدى ذاك الذي معه أمرنا (عب4: 13).

كسفراء نحن نعمل بعقد مُحدد المدة: ووظيفة السفير لا تعني أنه سيستمر هكذا بلا نهاية، فقد يستدعي السفير إلى بلاده في أية لحظة لظروف التقاعد والسن، أو لأية أسباب أخرى. وعند ذلك تنتهي إرساليته. ويا له من مصدر للتشجيع والتعزية والبهجة، أن الله لا يفكر إطلاقاً في أن يترك مؤمناً واحداً على الأرض إلى الأبد. وعندما تنتهي وظيفتنا هنا على الأرض، فإننا لحظتها نُستدعى إلى وطننا الأصيل. ويا له من فرح، ويا لها من أمنية!!





الساعة الآن 09:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025