منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   كل سنه وأنتم طيبين (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=822783)

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:56 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
معنى الفداء
أمر الله إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده إسحق، فأخذ إبراهيم ابنه إسحق وربطه، ووضعه على الحطب حتى يذبحه، فمنعه الله وأرسل إليه خروفًا، فأخذه إبراهيم وذبحه عوضًا عن إسحق حسب أمر الرب. أي أنه قد فدى إسحق بهذا الخروف، وهذا هو معنى الفداء.

إن السيد المسيح قد جاء لكي يقدم نفسه فدية أو ذبيحة من أجلنا. وكان الدافع لهذه التضحية هو محبته لنا. وذلك لكي يوفى الدين الذي علينا بسبب الخطية. فبميلاد السيد المسيح في وسط الحملان، أراد أن يوضح لنا من أول لحظة لميلاده في العالم، أنه لم يأتِ لكي يتنعم بالحياة على الأرض، بل لكي يقدم نفسه ذبيحة. ففي الميلاد نرى الصليب بطريقة رمزية واضحة في الأحداث المحيطة بالميلاد.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:56 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
الرب راعىّ فلا يعوزني شيء
إن السيد المسيح هو الراعي، وهو الحمل أيضًا. فمن الطبيعي أن يكون الراعي في وسط الأغنام. لأنه إن لم يولد في وسط الغنم فمن الذي سوف يرعاهم؟!! إن وجوده في وسط الحملان أو الغنم؛ يعلن أنه هو الراعي الحقيقي، وكما يقول المزمور "الرب يرعاني فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني، على مياه الراحة يوردني، يرد نفسي، يهديني إلى سُبُل البر من أجل اسمه" (مز22: 1-3).

فمن الذين بشرهم الملاك بميلاد السيد المسيح في ليلة ميلاده؟ إن المجوس قد أتوا بعد فترة عندما ظهر لهم النجم في المشرق، وأتوا وقدموا هداياهم. فمن الذين احتفلوا بميلاد السيد المسيح في ليلة ميلاده؟!! إلى جوار السيدة العذراء القديسة مريم والدة الإله، وخطيبها القديس يوسف النجار الذي كلفه الله برعاية السيدة العذراء والطفل المولود، وطبعًا لم يكن متزوجًا من العذراء بمعنى الزواج الجسدي؛ لكنه كان حارسًا وخادمًا للطفل المولود لكي يؤدى رسالته، وإلى أن يكبر هذا الطفل وتبدأ فيما بعد خدمته من أجل خلاص العالم.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:57 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
شارة الملاك للرعاة
"وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا. فقال لهم الملاك: لا تخافوا؛ فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلًا مقمطًا مضجعًا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو2: 8-14).

فالذين بُشروا بميلاد السيد المسيح، ونظروا هذه المناظر السماوية العظيمة، وسمعوا البشارة المفرحة بميلاد المخلص؛ هم الرعاة الذين يرعون الغنم. لأن هؤلاء هم زملاء السيد المسيح راعى الخراف العظيم وراعى الرعاة ومن الطبيعي أن يحتفل السيد المسيح بميلاده في وسط زملائه.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:57 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
أنا هو الراعي الصالح
لقد ولد السيد المسيح في وسط الأغنام. لأنه هو الراعي. والذين أتوا لكي يباركوا لولادته هم زملاؤه الرعاة. فمسألة أن السيد المسيح هو الراعي مسألة خطيرة جدًا، وهامة جدًا. لأنه هو نفسه قال "أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11). وأيضًا قال "لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا" (يو10: 17).

وقد كرر السيد المسيح أنه هو الراعي الصالح، وأكد أنه قد أتى لكي يقدم الرعاية الحقيقية باعتباره أنه هو الله الظاهر في الجسد. وهو الله الراعي الحقيقي. كما قال داود النبي "الرب يرعاني فلا يعوزني شيء" (مز22: 1). فكان لابد أن السيد المسيح يكون هو الراعي. لأن الرعاة الذين هم كهنة إسرائيل كانوا قد أهملوا الرعاية. فكان لابد أن يأتي رئيس كهنة جديد يكون هو الراعي.

إن رعاة إسرائيل هم الذين صلبوا السيد المسيح. لذلك تغير الكهنوت من كهنوت العهد القديم الهاروني إلى كهنوت العهد الجديد على رتبة ملكي صادق. أي كهنوت السيد المسيح الذي يقدم فيه جسده ودمه في العهد الجديد بعد إتمام الفداء. خبز وخمر حاضر على المذبح، نتناول منه من أجل غفران خطايانا، ونيل الحياة الأبدية. فالسيد المسيح هو نفسه الذي أسس سر العشاء الرباني في ليلة صلبه، وأعطاه لتلاميذه وقال "اصنعوا هذا لذكرى" (لو22: 19) أي تذكارًا حيًا معاشًا لموته على الصليب وقيامته من بين الأموات.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:58 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
ماذا اختار الملاك الرعاة؟
إن هناك فرق بين راعٍ ساهرٍ على حراسة الرعية؛ وبين راعٍ يبدد الرعية. وهنا نسأل ما هو السبب في اختيار الملاك لهؤلاء الرعاة إلى جوار أنهم كانوا ساهرين؟ السبب إن هؤلاء الرعاة كانوا يبحثون عن الخلاص. والدليل على ذلك؛ أنه عند ذهاب السيدة العذراء مريم إلى الهيكل لكي تقدم السيد المسيح بعد أربعين يومًا من ميلاده، وقفت حنّة النبية بنت فنوئيل، وتكلمت عن المسيح مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم.

أي أن روح الله قد أعلن لها أن هذا هو المخلص.. بمجرد دخول السيد المسيح الهيكل، تكلم روح الله على فم حنّة النبية، وبدأت تتحدث عن أنه هو خلاص إسرائيل، وخلاص العالم "وكانت نبية حنّة بنت فنوئيل من سبط أشير.. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم" (لو2: 36-38).


إن الروح القدس كان يحرك بعض الأشخاص في وقت ميلاد السيد المسيح، فكما بشر الملاك العذراء مريم والروح القدس حل عليها، كذلك امتلأت أليصابات من الروح القدس وقالت للسيدة العذراء "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتى أم ربى إلىَّ" (لو1: 42-43).

وكذلك امتلأ زكريا من الروح القدس عند ميلاد يوحنا المعمدان، وفتح فمه وقال "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه. وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه" (لو1: 68- 69). فالروح القدس كان يعمل في أشخاص كثيرين وقت أحداث الميلاد، قبله وخلاله وبعده.

إن حدث ميلاد السيد المسيح، ومجيئه إلى العالم، هو بداية تحقيق وعد الله لخلاص البشرية. فقال زكريا أبو يوحنا المعمدان "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه" (لو1: 68) لأن الله قد تذكر وعده المقدس، لذلك فإن كلمة زكريا تعنى "الله تذكّر"، واسم يوحنا يعنى "الله تحنن" واسم يسوع يعنى "الله يخلص". أي أن الله قد تذكّر.. الله قد تحنن.. الله قد خلّص. فعندما قال زكريا "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه" (لو1: 68). أكمل وقال "ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس" (لو1: 72).

إن الله لم ينس وعده، لكنه كان ينتظر الوقت المناسب. وذلك بعد أن يكون قد أعد كل شيء. وقد كُتبت نبوات كثيرة في الكتب المقدسة تمهد لمجيء المخلّص، ورموز كثيرة. لأن تجسد كلمة الله، أو ظهور الله الكلمة في الجسد، لم يكن شيئًا بسيطًا لكي يقدر الإنسان أن يفهمه، أو أن يستوعبه. فكان لابد أن يمهد الله برموز وأحداث كثيرة. كما أنه كما ينبغي أن ينتظر حتى يجد الإنسانة المباركة جدًا التي تستحق أن تكون والدة الإله وهي القديسة العذراء مريم. ولأسباب كثيرة انتظرت البشرية عدة آلاف من السنين حتى أتم الله وعده.

يقول الكتاب "القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا" (لو1: 73).

فالقسم قد أعطاه الله لإبراهيم؛ فكان لابد أن ينتظر حتى يأتي إبراهيم، وعندما أتى إبراهيم. كان قد مر عدة آلاف من السنين. فهذا يوضح أنه كان لابد من حدوث بعض المراحل لكي عندما يتم الخلاص، يكون إتمام الخلاص هو تحقيق لوعود قالها الله، ونبوات كتبها الأنبياء القديسون، وسجلوها في كتب العهد القديم.

إن الروح القدس كان يعمل في شخصيات كثيرة. ومن بين هذه الشخصيات الرعاة الساهرون على حراسة رعيتهم. ولكن ليس فقط لأنهم كانوا ساهرين، ولكن يوجد أسباب أخرى.. فزكريا أبو يوحنا المعمدان عندما تكلم عن ما ذكرته الكتب المقدسة قال "كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا" (لو1: 70-73). أي أنه كان شخصًا يعيش ويدرس نبوات الأنبياء التي تتحدث عن مجيء المخلّص.

وأيضًا الأرملة القديسة التي عاشت في الهيكل أربع وثمانين سنة، وذلك بعد ترملها بسبعة سنين من زواجها. فهذه الأرملة كانت خلال هذه الأربع والثمانين سنة لا تفارق الهيكل. وكما يقول الكتاب "وهى أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلًا ونهارًا" (لو2: 37).

فقد ظلت أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل. وذلك في المكان المخصص للنساء، وليس في الأماكن الخاصة بالكهنة. وقد كانت أثناء هذه السنين تدرس، وتستمع إلى الصلوات اليومية، والقراءات المقدسة، وتقرأ في الأسفار المقدسة. أي أنها كانت متفرغة للعبادة أربع وثمانين سنة. لذلك عمل الروح القدس في داخلها، في نفس الوقت الذي كانت تعيش فيه كل هذه المعاني التي تتكلم عن مجيء المخلص، وميلاد السيد المسيح.

إن الحدث الذي رأته بعينها قد عاشته بقلبها. أي إنها قد رأته بعيني قلبها قبل أن تراه بعينيها الطبيعية. فتقابل الإحساس الذي عاشته في داخلها مع المنظر الذي رأته بعينيها. وعندما يتقابل شيئًان يسرى التيار. مثلما يحدث عند غلق الدائرة الكهربية يصير من الممكن أن يسرى التيار. فالروح هو الذي تكلم على لسانها بدون أن يعلمها أحد.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:58 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
لرعاة كانوا ينتظرون الخلاص
إن هؤلاء الرعاة كانوا ينقادون بالروح القدس، فما الذي كان من الممكن أن يتحدثوا فيه أثناء سهرهم ليلًا؟ من المؤكد أنهم كانوا يتحدثون في النبوات وفي الأسفار المقدسة. فمثلًا من الممكن أن يقولوا إنهم يرعون الأغنام التي تقدم منها ذبائح كثيرة في الهيكل، وهذه الذبائح ترمز إلى الخلاص الذي وعد به الله. لكن متى سيأتي المخلص؟!

يقول الكتاب إن حنّة بنت فنوئيل تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم. إن الله يعلن لمن ينتظره، ولكن الذي لا يهمه لماذا يعلن له؟!! فهؤلاء الرعاة كانوا ينتظرون مجيء المخلّص لذلك يقول الكتاب "وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم" (لو2: 8). وبالأخص أنهم كانوا في بيت لحم اليهودية مدينة داود، ومن المعروف أن المسيح هو من نسل داود حسب الجسد، لذلك فهؤلاء الناس كانت المزامير هي تسليتهم.

إن التسبحة التي نقولها في كل ليلة في الكنيسة مليئة في أجزاء كثيرة بالمزامير والتسابيح والنبوات التي تتحدث عن الخلاص، وعن عمل الله في حياة البشر. والتسبحة نفسها غير المزامير بها أجزاء من الأسفار المقدسة. فمثلًا الهوس الأول تسبحة موسى النبي وأخته مريم النبية مع شعب إسرائيل عند عبور البحر الأحمر. وقد كانت رمزًا للخلاص، ورمزًا للمعمودية.

إن الرعاة بكل تأكيد كانوا يسبحون، لذلك عندما كانت هناك تسبحة على الأرض، كان هناك تسبيحًا في السماء فيقول الكتاب "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو2: 13-14).

إن كلمة "بالناس المسرة" معناها باللغة اليونانية "المسرة في قلوب الناس الصالحين". فالملائكة فرحوا بما حدث في قلب الرعاة عندما سمعوا بشرى الخلاص. والمسيح هو رئيس السلام، وهو صانع السلام. لأنه هو الذي سيصالح الله مع البشر، ويصالح الإنسان مع أخيه الإنسان، ويصالح الإنسان مع نفسه. وكذلك هو الذي قال "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9).

إن الرعاة كانوا يسبحون ويتأملون ويصلون، لذلك ظهر لهم الملائكة. فمن يريد أن يحيا مع الملائكة حياة الصداقة والعشرة الحقيقية، يجب أن تمتلئ حياته بالصلاة، والتسبيح، والتأمل في الأسفار المقدسة.

يقول سفر أشعياء "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (أش53: 7). ولذلك نقول في القداس الغريغوري }أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب{ ويقول الكتاب أيضًا "أما الرب فسُرَّ بأن يسحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلًا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح" (أش53: 10). وأيضًا "حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (أش53: 12).. "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (أش53: 5). فالرعاة كانوا قد قرأوا هذا الكلام ويرددونه. وكانوا يسألون الرب متى سيرسل الحمل الحقيقي الذي يحمل خطايا العالم كله؟

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:59 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
أهمية السهر الروحي
إن هذه القلوب الساهرة المنتظرة المترقبة عمل الله؛ هي التي سيرسل الله إليها ملائكته. فالله لم يرسل ملائكته إلى الأشخاص المترفهين أو المتنعمين. بل أرسل إلى أناس يجلسون في العراء، وهم ساهرين على رعاية أغنامهم. وهذه هي أهمية السهر في الحياة الروحية، وأهمية السهر في الصلاة، وأهمية السهر في الكنيسة والتسبيح.

إن هؤلاء كانوا رعاة للأغنام. والله كان يريد أن يرى رعاة للشعب. ويرى رعاية حقيقية. فيقول بفم نبيه حزقيال "يا ابن آدم تنبأ على رعاة إسرائيل، تنبأ وقل لهم هكذا قال السيد الرب للرعاة: ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم. ألا يرعى الرعاة الغنم؟! تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم. فتشتتت بلا راعٍ وصارت مأكلًا لجميع وحوش الحقل وتشتتت. ضلّت غنمي في كل الجبال وعلى كل تلٍ عالٍ وعلى كل وجه الأرض تشتتت غنمي ولم يكن من يسأل أو يفتش" (حز34: 2-6).

فالله كان حزينًا أن رعاة بنى إسرائيل كانوا قد أهملوا الغنم، وأهملوا الرعاية، وبحثوا عن ملذاتهم الشخصية، وظلموا الخراف. لذلك قال بطرس الرسول للرعاة "ولا كمن يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية" (1بط5: 3).

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:59 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
نا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب
يقول الرب للرعاة "هكذا قال السيد الرب هأنذا على الرعاة وأطلب غنمي من يدهم وأكفهم عن رعى الغنم ولا يرعى الرعاة أنفسهم بعد فأخلص غنمي من أفواههم فلا تكون لهم مأكلًا. لأنه هكذا قال السيد الرب هأنذا أسأل عن غنمي وأفتقدها. كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا أفتقد غنمي وأخلصها من جميع الأماكن التي تشتتت إليها في يوم الغيم والضباب.. أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب" (حز34: 10-15).

إذن الرب هو الراعي الحقيقي وقال السيد المسيح "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11). فقد جاء السيد المسيح لكي يشفى الجراح، ويقيم البشرية من سقطتها. ويعيد آدم إلى الفردوس مرة أخرى. ولكن ذلك لمن يقبل محبته، ويقبل خلاصه. كما هو مكتوب "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يو1: 12).

وهنا يظهر العلاقة الوثيقة بين ليلة ميلاد السيد المسيح، وبين إعلان الرب عن نفسه أنا هو الراعي. وذلك سواء في العهد القديم عندما قال "أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب" (حز34: 15)، أو كلام السيد المسيح عندما بدأ خدمته الخلاصية وعندما بدأ يتكلم عن نفسه باعتباره أنه هو الراعي الصالح وقال "وأنا أضع نفسي عن الخراف" (يو10: 15).

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:00 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
الأدلة أن الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس
ومن الأدلة أن هؤلاء الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس؛ إنهم استجابوا لإعلان الملاك عندما قال "لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو2: 10-11). أي أن الذي تنتظرونه قد حدث فاذهبوا وانظروا بأنفسكم "وهذه لكم العلامة تجدون طفلًا مقمطًا مضجعًا في مذود" (لو2: 12).

فهل من الممكن أن يوضع طفل في مذود للغنم؟!! إن المذود هو المكان الذي يوضع فيه أكل الأغنام. فلماذا يوضع الطفل في المذود؟!! لقد وضع في المذود لأنه لم تجد العذراء مريم مكان في البيت. فعندما ذهبت مع يوسف إلى بيت لحم لكي تكتتب يقول الكتاب "وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" (لو2: 6-7).

إن الله لم يجد له مكانًا في قلوب البشر، فولد في وسط الأغنام لكي يقول للبشر أنتم الذين رفضتموني في حياتكم من الممكن أن الحيوانات تكون أكثر قبولًا لي إذا جلست في وسطهم. لكن أنا قد جئت لتحويل حياتكم من حيوانات إلى بشر لأن الإنسان قد خلق على صورة الله، فأنا أريد أن أحول هذه الحظيرة إلى كنيسة في العهد الجديد.

وبالفعل فإن كنيسة بيت لحم قد بُنيت في مكان المذود الذي ولد فيه السيد المسيح وأصبحت كنيسة عظيمة ضخمة في بيت لحم اسمها كنيسة المهد. فلم تعد حظيرة للخراف غير الناطقة لكن أصبحت حظيرة للخراف الناطقة أي البشر من شعب الله.

"ولما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا في المذود" (لو2: 15-16).

فكيف عرف الرعاة في أي حظيرة وُلد السيد المسيح؟!! إن بيت لحم كلها هي مدينة الأغنام، فقد كان كل عمل داود هو رعاية الغنم فكيف عرفوا أين هي الحظيرة إن كان لم يظهر لهم نجم، أو ذهب معهم ملاك؟!!



إن المجوس قد احتاجوا للنجم لكي يرشدهم إلى مكان وجود الطفل يسوع، وكان ذلك بعد فترة من ميلاد السيد المسيح، بدليل أن هيرودس عندما حسب المدة وتحقق زمان النجم الذي ظهر حسب المدة من ساعة ظهور النجم حتى ذهاب المجوس فوجد هذه المدة حوالي سنتين فأرسل وذبح كل الأطفال من سن سنتين فما دون. فالمجوس لم يأتوا في ليلة ميلاد السيد المسيح. ولكن في بعض صور الميلاد يضعوا المجوس بها. لكن هذا ليس أكثر من تجميع لأحداث الميلاد في صورة واحدة، وفي بعض الأحيان يقوم البعض بعمل مذود به تماثيل في ليلة عيد الميلاد وذلك من أجل فرحة الأطفال الصغار، ولكن يجب أن يوضع هذا المذود خارج الكنيسة لأن الكنيسة القبطية لا يجب أن يدخلها أي تماثيل بل أيقونات فقط بما في ذلك مغارة الميلاد التي تُعمل من أجل الأطفال.

ولكن الرعاة ذهبوا في نفس ليلة ميلاده، فكيف عرفوا مكان الحظيرة؟!! لقد عرفوا لأن الروح القدس كان يرشدهم "فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا في المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي" (لو2: 16-17).


بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:00 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة
وكما أعلن الله عن ميلاد ابنه الوحيد للرعاة الذين يمثلون الشخصيات التي كان من الممكن أن يتعامل معها الله نظرًا لأمانتهم في وسط شعب إسرائيل المنتظر الخلاص. أيضًا بدأ الله يتعامل مع الأمم، إذ قال السيد المسيح "ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتى بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يو10: 16).

فهنا يتكلم عن نفسه أنه هو الراعي الصالح. والمقصود هنا بالخراف الأُخر الأمم وليس اليهود، ولا نسل يعقوب أبو الأسباط الاثني عشر، ولا نسل اسحق، ولا نسل إبراهيم، لكن الأمم. وكما قال سمعان الشيخ "نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (لو2: 32).

فليس الخلاص الذي أتى الله لكي يعلنه مسألة تخص شعب إسرائيل فقط. وإن كان قد قال "لأن الخلاص هو من اليهود" (يو4: 22) لكن المقصود في هذه العبارة الأخيرة أن الله كان قد وعد إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض. فالسيد المسيح من نسل إبراهيم. لكن البركة لجميع قبائل الأرض. وفي سفر إشعياء "أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا للأمم. لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة" (أش42: 6-7).

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:01 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
نورًا تجلى للأمم
إن السيد المسيح في نظر الآب هو الابن الوحيد الذي سُرّت به نفسه وكما يقول الكتاب "هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سُرّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق" (مت12: 18). وأيضًا في سفر الأعمال قال "ولتُجرَ آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع" (أع4: 30).

فكلمة "نورًا للأمم" تعنى أن الخلاص ليس لشعب إسرائيل فقط، وإن كان الله قد ذكر هذا الكلام في العهد القديم. وكان اليهود يعتبرون أنفسهم أنهم شعب الله الخاص. والله نفسه كان يتحدث إليهم باعتبارهم شعبه الخاص. ويقول الكتاب "والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك، أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" (أش43: 1-3).

فكان الكلام موجهًا لإسرائيل. لكن في خلال كلامه في الإصحاح السابق بنفس السفر يقول "نورًا للأمم". وكذلك عند حمل سمعان الشيخ السيد المسيح قال "نورًا تجلى للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (لو2: 32). فمن الواضح أن الله له قصد في أن يدعو الأمم إلى ميراث الحياة الأبدية، وإلى أن يكونوا رعية مع شعب إسرائيل الذي يقبل ويؤمن بمسيحه. فتكون رعية واحدة لراعٍ واحد.


بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:01 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
تعامل الله مع الأمم
لقد بدأ الله يتعامل مع الأمم في وقت ميلاد السيد المسيح بطريقة لطيفة جدًا. فقد كان يوجد أشخاص حكماء في بلاد المشرق أي ناحية فارس، ويسمون المجوس. وهم حكماء المملكة. وكان عملهم رؤية الأفلاك، وحساب الأزمنة.. وكان بعضهم يعمل في التنجيم. فعندما أُخذ شعب إسرائيل إلى السبي من مملكة بابل، وأصبحوا تحت حكم مملكة فارس، كان دانيال النبي موجودًا في البلاد في ذلك الوقت. وقد اختاره الملك لأنه وجد فيه "روح الآلهة القدوسين" على حسب قوله، والمقصود روح الله. وعيَّنه كبيرًا للمجوس أي كبيرًا للحكماء. وفي هذه الأيام كتب دانيال النبي السفر وبه نبوات كثيرة عن السيد المسيح. مثل النبوة التي قال فيها "سبعون أسبوعًا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين" (دا9: 24).


بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:02 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
المجوس يترقبون مجيء المخلص
إن النبوات التي في سفر دانيال كانت تتكلم عن ميعاد ميلاد السيد المسيح. فيقول سبعون أسبوعًا أي 490 سنة ونطرح منها أسبوع فيكون 483 سنة والسيد المسيح كان يجب أن يبدأ خدمته الكهنوتية وعمره 30 سنة وذلك حسب الشريعة، وبهذه الطريقة يمكن حساب ميعاد ميلاد السيد المسيح. والمجوس حسب النبوات كانوا يترقبون ظهور علامة لهم. لذلك ظهر لهم ملاك في صورة نجم. أي كائن سماوي كان يتحرك وغير ثابت. فإن كان هذا نجمًا عاديًا في السماء، سيكون بعيدًا جدًا وكان غير ممكن أن يحدد المكان بالتحديد.

ولكن هذا النجم جاء ونزل فوق حيث كان الصبي. لقد كان هذا ملاكًا وليس نجمًا عاديًا. ولكن لأنهم يرصدون حركة النجوم، فقد رأوا هذا النجم أنه نجم غريب. ورأوا علامات مميزة ففهموا أنه نجم لملك عظيم، أو أنه ملك كبير في الأرض. وبالنسبة للنبوة التي كانت عندهم في سفر دانيال. فإن دانيال النبي كان كبيرًا للمجوس. أي أن المجوس كانوا تلاميذًا له ومع تسلسل الأجيال. وعندما رأوا المنظر بدأوا يفهمون.

إن الروح القدس كان لا يعمل في المجوس بنفس الصورة التي كان يعمل بها مع الرعاة ولكن ليس معنى هذا أنه لا يعمل نهائيًا. ولكنه كان يتدرج معهم وذلك من خلال الأمور التي كانوا يستطيعون فهمها. فبالنسبة لهم كان سفر دانيال مثل أسفار الحكمة، أي أحكم الحكماء. فعندما نتذكر قصة نبوخذ نصر الملك عندما أخبره دانيال النبي بالحلم، وفسّر له الحلم وعيّنه كبيرًا للمجوس فكل هذه الأمور تجعلهم يثقون في نبوات دانيال النبي.

إن الله كان يتعامل مع المجوس على حسب تفكيرهم. لذلك ظهر لهم الملاك على هيئة نجم وعندما قادهم إلى بلاد اليهودية، ذهبوا إلى العاصمة أورشليم وإذا النجم قد اختفى. وهنا بدأوا يسألون الناس، وذهبوا إلى هيرودس الملك يسألون أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له.

وبدأ هيرودس الملك يضطرب وأرسل لإحضار رؤساء الكهنة ليسألهم أين يولد المسيح "فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل" (مت2: 5-6).

واضطرب هيرودس وقرر أن يقتل هذا الطفل المولود الذي سوف يأخذ الملك منه وذلك حسب نظرته للعالم. ولكن السيد المسيح قال "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو18: 36). فعندما خرج المجوس من عند الملك ظهر لهم النجم مرة أخرى. وهنا بدأ الإعلان السماوي يرجع إلى قيادتهم مرة أخرى.

وعندما وصلوا إلى البيت نزل النجم الذي كان يقودهم ثم اقترب من البيت. فعرفوا أن المولود هو ملك اليهود أو ملك ملوك الأرض أو ملك الملوك ورب الأرباب في السموات وما على الأرض حسب تفسير حلم الملك نبوخذ نصر الذي فسّره له دانيال النبي وكتبه في السفر المعروف باسمه.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:02 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
لروح القدس يرشد المجوس إلى أنواع الهدايا
عندما بدأ المجوس يستعدون لرحلتهم اختاروا بعض الهدايا لكي يقدموها للملك المولود فاختاروا ثلاث هدايا وهى: ذهب ولبان ومر. فالمر له مذاق مر، ولكن رائحته عطرية. واعتبروا أن هذه أنواع من الهدايا التي أحيانًا تقدم لبعض الناس في بعض المناسبات. ولكن بالنسبة للسيد المسيح كان لها مدلول عقائدي، ومدلول لاهوتي، ومدلول روحي، ومدلول نبوي.

فمن الواضح أن الروح القدس هو الذي أرشد المجوس إلى اختيار هذه الهدايا. ونلاحظ في صورة الميلاد أنها تكون بها ثلاثة من المجوس فقط. لكن من الممكن أن يكونوا أكثر من ثلاثة أشخاص لأن الكتاب لم يذكر أنهم ثلاثة مجوس. ولكن الهدايا فقط هي التي ثلاثة. فهم مجموعة من الحكماء أتت من بلاد فارس من رحلة طويلة. ولكن الذين قدموا الهدايا هم ثلاثة أشخاص.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:02 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
لماذا ثلاث هدايا؟
إن اختيار عدد الهدايا ثلاثة هي إشارة إلى أن هذا المولود واحد من الأقانيم الثلاثة التي لإله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم. فعدد الهدايا رمز وإشارة إلى السيد المسيح، ونوع الهدايا ذهب يرمز إلى أن السيد المسيح هو ملك، واللبان يرمز إلى إن السيد المسيح هو كاهن، والمر يرمز إلى أن السيد المسيح سوف يتألم من أجل خلاص العالم.

فهو ملك وكاهن ونبي ولكن ليس نبي مثل باقي الأنبياء الذين سبقوه. ولكن هو رب الأنبياء. فهو ظهر فى الهيئة كإنسان، ولكن في نفس الوقت هو ملك الملوك ورب الأرباب فإذا تكلمنا عنه كملك فهو ليس ملكًا عاديًا. ولكنه ملك الملوك ورب الأرباب. وإذا قيل عنه نشيد فلا يقال نشيد عادى، بل يقال نشيد الأناشيد. وإذا كان هو كاهن فهو رئيس الكهنة الأعظم. الذي كهنوته كهنوت أبدى لا يزول. وإذا كنا نتكلم عنه كنبي فهو ليس مجرد نبي عادي. فمثلًا تنبأ عن موته, وعن خراب أورشليم، وعن قيامته في اليوم الثالث. وقد تحققت كل هذه النبوات في حينها. وتنبأ أيضًا عن نهاية العالم. وسيتم ذلك لأن السيد المسيح هو الذي تنبأ بها.

وأهم نبوة قيلت "ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم. فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم" (مر10: 33-34).

وكانت هذه هي أهم نبوة قالها السيد المسيح. وهذه النبوة كانت عن آلامه لذلك ارتبط المر بمعنى النبوة عند السيد المسيح أي أن المر إشارة إلى أنه نبي. أو أنه قد تنبأ عن موته وعن آلامه الخلاصية. فاللبان يرمز إلى الكهنوت لأن الكاهن يقدم ذبيحة البخور. وحتى عند الوثنيين فهم يبخرون للأوثان.

لذلك فإن مسألة التبخير وارتباطها بالكهنوت، مسألة معروفة من العهد القديم عند شعوب كثيرة. ولكن عندنا نحن لها مدلول روحي خاص. بل إن السيد المسيح نفسه كان رائحة بخور عطرة ونقول عنه أيضًا }هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة{ (لحن "فى إيتاف إنف vaietafenf" الذي يقال يوم الجمعة العظيمة ويقال بلحن آخر في تسبحة يوم الأحد).

فالسيد المسيح أصعد ذاته رائحة رضا وسرور لله الآب في طاعة كاملة. وفي سيرته العطرة كرئيس كهنة قدم الذبيحة المقبولة التي قبلها الآب السماوي، وبها كفَّر عن كل خطايا البشرية لكل الذين يؤمنون باسمه ويؤمنون بخلاصه ويقبلون أن يتشبهوا بموته وقيامته عندما يدفنون في المعمودية مع المسيح ويقومون فيها أيضًا معه.

إن السيد المسيح عندما يتكلم من حيث إنه قد تنبأ فلابد أن نتذكر أنه ليس مجرد نبي، ولكنه الله الكلمة المتجسد، وهو ابن الله الوحيد. لكن من الطبيعي إذ ظهر في الهيئة كإنسان أن يقول بعض الأمور التي تنبأ بها. وحينما تحدث نتأكد أنه كان يتكلم كلام الله. وليس مجرد كلامًا عاديًا مثل أي إنسان عادى. فقد كانت نبوته عن موته على الصليب وقيامته من بين الأموات شيئًُا هامًا جدًا بالنسبة للكنيسة لهذا فحينما ظهر السيد المسيح بعد القيامة قال لتلاميذه "أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده" (لو24: 26).

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 07:03 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كيف تعامل الروح القدس مع المجوس؟
إن الروح القدس قد تدرج مع المجوس. ففي البداية أرشدهم إلى اختيار أنواع الهدايا التي يقدمونها ثم ظهر لهم نجم لكي يرشدهم إلى الطريق. ولكن بعد أن سجدوا للسيد المسيح الإله الكلمة ومخلّص العالم. بدأت علاقة الله معهم تكون أقوى من الأول، وبدأ الله يتعامل معهم بإعلانات سماوية واضحة فيقول الكتاب "ثم إذ أوحى إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم" (مت2: 12).

وذلك لأن هيرودس كان يريد قتل الطفل، ولكن الله أوحى إليهم أن ينصرفوا في طريق آخر. وبذلك نرى الروح القدس قد بدأ يعمل في حياتهم بصورة أقوى عن طريق الوحي. وهذا معناه أن الله يدعو الأمم إلى معرفته عن طريق مجيء السيد المسيح إلى العالم. ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:00 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كيف يجب علينا أن نستقبل
عيد ميلاد السيد المسيح؟

القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان



يكون الفرح عظيمًا وعدد الجموع كثيرًا حينما يُعيّد لميلاد ملك أرضي. الجنود والقواد يرتدون أفخر الحلل ليسرعوا ويقفوا أمام مليكهم. تعلم الرعية أن سرور الملك يزداد برؤيته الزينة الخاصة، وفرحها الظاهر، فتضاعف اجتهادها أثناء الحفلة. ولكن الملك كإنسان لا يعرف مكنونات القلوب، فيحكم بما يشاهده فقط، على مقدار محبة الرعية له. فمن أحبّ ملكه ارتدى أفخر الثياب. أضِف إلى ذلك أن الملك يوزّع هبات كثيرة على الأمراء والأخوة الصغار. ولذلك يجتهد المقربون إليه أن يملأوا الخزائن بالثروات الطائلة ليكون لهم نصيب منها.



هكذا، أيها الأخوة، يستقبل أبناء هذا العصر ميلاد ملكهم الأرضي، بالاستعداد اللائق، ابتغاء شرف وقتي. فكيف يجب علينا نحن أن نستقبل يوم ميلاد الملك السماوي الذي لا يعطينا الجائزة المؤقتة فحسب، بل المجد الأبدي، ويجعلنا مستحقين، لا الشرف من الرئاسة الأرضية التي تنتقل من السلف إلى الخلف، بل الملكوت السماوي الذي لا خلف له. أمّا الوحي الإلهي فيقول عن العطاء المعد لنا : "لم تره عين ولا سمعته أذن ولا خطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه" (أشعياء 64: 4 وكورنثوس2: 9) فما هي الحلل التي نرتديها لنزين نفوسنا؟ إنّ ملك الملوك لا يطلب الحلل الفاخرة، بل نفوسًا مخلصة. لا ينظر إلى زينة الجسد، بل إلى القلوب التي تخدمه. لا يدهش للمعان المنطقة الفانية التي يتمنطق بها على الحقوين، بل يبتهج بالعفاف المصون الذي يتغلّب على كل شهوة مخزية. فلنسرع إلى الملك السماوي متمنطقين بالإيمان متّشحين بالرحمة.


من أحب الإله، فليزين نفسه بحفظ وصاياه، ليرى إيماننا الحقيقي به، فيسر بنا كثيرًا، إذ يرى طهارتنا الروحية. فلنصن قلوبنا بالعفاف قبل كل شيء، ولنقدس أرواحنا، ولنستقبل مجيء السيد القدوس المولود من العذراء الفائقة الطهارة. ولنكن نحن عبيدًا أنقياء، لأن من يظهر دنسًا في ذلك اليوم فهو لا يحترم ميلاد المسيح بل يحضر إلى حفلة السيد بالجسد، وأما روحه فتبقى بعيدة عن المخلص، لأن الرجس لا يشترك مع القديسين، ولا البخيل مع الكريم الرحيم، ولا الفاسد مع البتولي. بل إن دخول غير المستحق إلى هذا الاجتماع يستوجب الشتم لوقاحته. كذلك الإنسان المذكور في الإنجيل الذي تجاسر أن يدخل إلى وليمة العرس، وهو غير لابس حلة العرس، في حين أن أحد المتكئين كان يتلألأ بالعدل، والآخر بالإيمان، والثالث بالعفاف، خلافًا له، لأنه لم يكن نقي الضمير فنبه الحاضرين لينفروا منه؛ وكانت تظهر رجاسته كلما اشتد بهاء الصديقين المتكئين في عشاء العرس لذلك أمسكه خدام الملك بيديه ورجليه وذهبوا به وطرحوه في الظلمة الخارجية، لا لأنه كان خاطئًا بل لأنه خصَّ نفسه بالجائزة المعدة للأبرار (متى11:22-13). وعليه لنطهّر ذواتنا من أدران الخطيئة مستقبلين ميلاد سيدنا، لنملأ خزائنه بالهدايا المتنوعة ونخفف في ذلك اليوم همّ الحزانى ونعزي الباكين، فلا يحسن أن نرى عبيد السيد الواحد، واحدًا مسرورًا مرتديًا حلة فاخرة، وآخرًا بائسًا يرتدي ثيابا بالية. الواحد مفعم بألوان الطعام والآخر يتضوّر جوعًا. وما تأثير صلاتنا حينما نطلب قائلين: نجنا من الشرير، ونحن لا نريد أن نرحم إخوتنا. فإذا كانت مشيئة الرب تريد أن تعطي نصيبًا للفقراء في النعمة السماوية، فلماذا لا ندعهم يشتركون معنا في الخيرات الأرضية؟ نعم: لا يجوز للإخوة في الأسرار أن يكونوا غرباء، الواحد عن الآخر بسبب المقتنيات. إننا نكسب شفعاء لنا لدى السيد عندما نطعم على نفقتنا الذين يقدمون الشكر لله. فإذا مجّد الفقير الله يجلب نفعًا لذلك الذي بإحسانه مجّد الله.

إن الكتاب المقدس ينذر بالويل الإنسان الذي يكون واسطة للتجديف على اسم الله، ويعد بالسلام، من يكون سببًا لتمجيد اسم الله. إن المحسن يعطي الحسنات وحده فيتوسل بذلك إلى الله بأفواه عديدة، ويحصل على ما لم يجسر أن يطلبه من الآب السماوي، وينال ما يريده بشفاعة الذين أحسن إليهم، كما يقول الرسول المغبوط، ممجدًا هذه المساعدة: "بمعونة دعائكم لنا حتى أن كثيرين يؤدون الشكر على الموهبة التي لنا بواسطة كثيرين" (2 كورنثوس 11:1) وفي محل آخر: "حتى يكون قربان الأمم مقبولًا ومقدسًا بالروح القدس" (رومية16:15) آمين.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:01 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
هل التجسد يعني التحيُّز؟!

يقول قداسة البابا شنوده الثالث:

التجسد ليس معناه التحيز. فالله لا يحده حيز من المكان. وإنما عندما كان بالجسد في مكان، كان بلاهوته في كل مكان.

مثلما نقول أن الله كان يكلم موسى على الجبل، ومع ذلك لم يكن في حيز الجبل، إنما في نفس الوقت كان في كل مكان، يدير العالم في كل قراراته ... وهكذا حينما كان الله يكلم إبراهيم، وحينما ظهر لغيره من الأنبياء. كان في نفس الوقت في كل مكان.

وأيضًا حينما يُقال أن الله على عرشه، لا يعني أنه تحيز على هذا العرش. بل هو ممجد هنا، وموجود في كل مكان. عرشه السماء، وعرشه كل مكان يتمجد فيه. هو في السماء. والسماء لا تسعه...

هكذا كان السيد المسيح يكلم نيقوديموس في أورشليم. وقال له "ليس أحد صعد إلي السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يوحنا3: 13). أي أنه كان في السماء، بينما كان يكلم نيقوديموس في أورشليم.


كان في الجسد في مكان، أي مرئيّا بالجسد فيه. وفي نفس الوقت، غير مرئي في باقي الأمكنة، باللاهوت.

هو بلاهوته في كل موضع. ولكن يراه الناس بالجسد في مكان معين. وهذا لا يمنع من وجوده باللاهوت في كل الأرض والسماء، لأن اللاهوت غير محدود...

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:03 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
التجسد والأرثوذكسية
نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب


تتسم الأرثوذكسية – بالذات - بالتركيز على سرَ التجسد الإلهي، ويتضح ذلك في أمور كثيرة مثل:

1- تهتم الكنيسة جدًا بشرح هذا السّر لشعبها، ليعرفوا ما لهم فيه من: تعليم، وفداء، وسكنى إلهية فينا، وتأسيس للكنيسة المقدسة، جسد المسيح وعروسه.

2- تقدم الكنيسة حياة الرب يسوع كاملة، في سّر الافخارستيا، منذ اختيار حمل بلا عيب، إلى مسحه بالماء، ثم تقميطه، ثم الدوران به حول المذبح إشارة للكرازة،ثم موته، ودفنه،وقيامته المجيدة!!

3- وتحرص الكنيسة أن تقدم لنا الافخارستيا يوميًا، وذلك تنفيذًا لوصية الرب: "اصنعوا هذا لذكرى" (لو19:22). ومن غير المعقول أن نتذكر الرب كل بضعة أشهر، بل من المناسب أن نفعل ذلك يوميًا.

4- والذكرى هنا ليست فكرية أو معنوية، بل من نفس نوع ما قدمه الرب بيديه الطاهرتين، في خميس العهد،جسدًا هو "مأكل حق"، ودمًا هو "مشرب حق" (يو55:6).تمامًا كما وضع بنو إسرائيل بعض المن، في قسط خاص، في تابوت العهد، وذلك من نفس المن الذي كان ينزل من السماء لغذائهم، إشارة للمن السماوي، جسد الرب ودمه.

5- ولقبت الأرثوذكسية السيدة العذراء "بوالدة الإله"، إيمانًا منها بأن المولود من أحشائها ليس مجرد إنسان، بل هو الإله المتجسد، أو الكلمة المتأنس.

6- واستمرت الكنيسة تطوَّب أم النور، تتميمًا لما قالته بالروح القدس: "هوذا منذ الآن، جميع الأجيال تطو بنى" (لو 48:1)... وهذا ما نفعله كل يوم، وبخاصة في التسبحة اليومية، وبالذات في شهر كيهك.

7- إن تمجيدنا لسر التجسد، هو تمجيد لرب المجد يسوع الذي تجسَد لخلاصنا، كما أنه تمجيد لهذا السّر المقدس، سّر التقوى: "عظيم هو سرّ التقوى، الله ظهر في الجسد" (1تى16:3)... فالتجسد من أمنا العذراء هو سر التقوى البشرية، وبدونه ليس لنا خلاص!!

8- الصورة الأساسية للسيدة العذراء في الطقس القبطي، هي صورتها واقفة عين يمين الرب، تحمله طفلًا على ذراعها، وترتدي ثوبًا أزرق به نجوم، رمز السماء... وبهذا نعبر عن النبوة القائلة: "جعلت الملكة عن يمينك" (مز 9:45).

9- والبشارة الموضوعة دائمًا على المذبح، وكذلك الكرسي، يحملان صورة السيدة العذراء، حاملة الطفل الإلهى.

10- والأساقفة يحملون على صدورهم صورة "الثيؤطوكوس" qeotokoc (العذراء والدة الإله)، تأكيدًا لإيمانهم بهذه الحقيقة، ورفضهم للنسطورية التي فصلت الطبيعتين ونادت بأن العذراء هي أم المسيح "كريستوطوكوس" (1) أي أنها والدة "الإنسان"، الذي حلّ عليه بعد ذلك اللاهوت حينًا، وتركه حينًا آخر!!

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:04 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
سر التجسد... في الثيؤطوكيات:
ما أجمل ما ترتله الكنيسة في الثيؤطوكيات!!

وكلمة "ثيؤطوكية" qeotokia مكونة من مقطعين هما:

"ثيؤ" = الله = qeo،

طوكوس= والدة = tokoc،

أى "والدة الإله"،

فالعذراء حينما ولدت رب المجد، لم تلد إنسانًا عاديًا، بل ولدت ابنًا، دعى "عجيبًا مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام" (إش 6:9)، لهذا دعته بروح النبوة: "عمانوئيل" أي "الله معنا" وليس مجرد إنسان، فهو الإله المتجسد.

ونحن لا نقول عن السيد المسيح أنه "إنسان تأله"، بل نقول عنه أنه "الإله وقد تأنس"، أي اتخذ جسدًا، وحلّ بيننا، وأثبت في كل تصرفاته وكلماته ومعجزاته وقداسته المطلقة، أنه الإله المتجسد!!
وكمثال موجز عن حب كنيستنا القبطية لسرّ التجسد، وتطويبها لأم النور، نورد هذه الأمثلة:

في ثيؤطوكية السبت:
(أيتها الغير الدنسة، العفيفة القديسة في كل شيء، التي قدمت لنا الله? محمولًا على ذراعيها. تفرح معك كل الخليقة، صارخة قائلة: السلام لك يا ممتلئة نعمة، الرب معك. السلام لك يا ممتلئة نعمة. السلام لك يا من وجدت نعمة. السلام لك يامن ولدت المسيح. الرب معك).

(من قبل ثمرتك، أدرك الخلاص جنسنا، وأصلحنا الله معه? مرة أخرى، من قبل صلاحه).

(كخدر بغير فساد، الروح القدس حلّ عليك، وقوة العلى? ظللتك يا مريم. لأنك ولدت الكلمة الحقيقي، ابن الآب، الدائم إلى الأبد، أتى وخلصنا من خطايانا).

(صرت سماء ثانية على الأرض، يا والدة الإله، لأنه أشرق لنا منك? شمس البر).

ثم تبدأ الثيؤطوكية في تقديم رموز التجسد في العهد القديم، مثل: سلم يعقوب، والقبة، والتابوت... والحمامة الحسنة.. إلخ.


بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:04 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
فى ثيؤطوكية الأحد:
* (مدعوة صديقة، أيتها المباركة في النساء، القبة الثانية، التي تدعى قدس الأقداس، وفيها لوحا العهد... هذا الذي تجسد منك بغير تغيير، وصار وسيطًا لعهد جديد، من قبل رش دمه المقدس، طهر المؤمنين، شعبًا مبررًا. من أجل هذا كل واحد يعظمك، يا سيدتي والدة الإله، القديسة كل حين. ونحن أيضًا نطلب أن نفوز برحمة بشفاعاتك، عند محب البشر).

(واحد من اثنين: لاهوت قدوس، بغير فساد، مساوٍ للآب، وناسوت طاهر، بغير مباضعة، مساوٍ لنا كالتدبير. هذا الذي أخذه منك، أيتها الغير الدنسة، واتحد به كأقنوم).

(أنت هي القسط الذهب النقي، الذي المن مخفي في وسطه، خبز الحياة الذي? نزل من السماء، وأعطى الحياة للعالم).
(الإله الحق من الإله الحق، الذي تجسد? منك، بغير تغيير).

(أنت هي المجمرة الذهب النقي، الحاملة جمر النار المباركة،? الذي يؤخذ من المذبح، يطهر الخطايا، ويرفع الآثام، أي الله الكلمة الذي تجسد منك، ورفع ذاته، بخورًا إلى أبيه).

وتستمر الكنيسة في ذكر رموز العذراء والتجسد في العهد القديم، فهي القبة، والتابوت، والقسط الذهب، والمنارة الذهبية،والمجمرة الذهبية، وعصا هرون التي أفرخت، وزهرة البخور، والمائدة الذهبية... ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن أمثلة كثيرة أخرى في ثيؤطوكيات بقية الأيام. لكن خلاصة القول: أن كنيستنا القبطية تهيم حبًا بالعذراء البتول، والدة الإله، التي ولدت لنا المسيح، مخلصنا الصالح، لهذا فهي لا تكف عن تمجيد هذا السّر الإلهي العظيم، سرّ التجسد، سرّ التقوى، وسرّ الخلود!!

فبعد أن تجسد الرب وعلمنا، ثم فدانا وخلصنا، قام وصعد إلى السماء جسديًا، ووعدنا بأننا سنقوم معه بأجساد نورانية، ونرث معه في ملكوته.

أليس مناسبًا أن تتهلل السماء والأرض، بميلاد الرب يسوع، وترنم جوقات السماء قائلة: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة" (لو 14:2).

فها قد تمت بشارة الملاك: "قد ولد لكم اليوم في مدينة داود، مخلص هو المسيح الرب" (لو 11:2).

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:05 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
فلنذهب إليه مع الرعاة الساهرين، لنقدم له العبادة والسجود...

ومع المجوس العابدين، نعطيه الذهب (أغلى ما نملك)،
واللبان (صلواتنا وتسابيحنا)، والمرّ (آلامنا وأتعابنا)... وهكذا نسجد عند قدميه،
تصحبنا شفاعة العذراء، أم الخلاص، ومثال يوسف البار، خادم سرّ الخلاص!!

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:06 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
إنجيل قداس عيد الميلاد




يحدثنا إنجيل هذا العيد المبارك عن الهدايا التي قدمها المجوس لرب المجد في ميلاده ويحدثنا أيضًا عن المواقف المختلفة التي قام بها البشر وقامت بها السماء في هذا الميلاد البتولي العجيب … ربنا من محبته للبشر لما وجد أنه لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا نبي ولا رئيس آباء يأتمنه علي خلاصنا. ولا يستطيع أي مخلوق أن يخلصنا من خطية آدم. أخلى ذاته وأخذ صورة العبد وصار في الهيئة كإنسان وأطاع حتى الموت. موت الصليب وبهذا فدانا وأعادنا إلي رتبتنا الأولي.

الملائكة أنشدت بهذه التسبحة المباركة " المجد لله في الأعالي … ونحن ندخل الكنيسة بالحمل نقول لحن أبؤورو `pouro.. يا ملك السلام … أتي ليعطينا السلام الذي فقدناه بخطايانا.

في محبته أراد أن يرفع قلوبنا وأفكارنا وأنظارنا إلي السماء.. فأرسل ملائكة.. وأرسل النجم أيضًا ليرشد المجوس. والمجوس قدموا هداياهم ذهبًا ولبانًا ومرًا. واللبان والمر ضمن التقدمات للمحرقة وتتصاعد إلي السماء فيشتمها الله كرائحة بخور.. أعطانا هذه الأمثلة لكي نتعرف علي السماء أعطانا نموذج في الاتضاع بميلاده في مذود.. كيف نضع أنفسنا تحت أقدامه وذواتنا لأجل بعضنا البعض.. في محبته أعلن هذه البشري للرعاة الساهرين ليعطينا تأملًا كيف نسهر علي خلاص أنفسنا.. أمثلة عديدة كلها من السماء.. المجوس قدموا الذهب الذي يمحص بالنار فيتنقى، الله يطلب منا في هذا اليوم أن ننقى قلوبنا فتكون قلوبنا طاهرة تستقبل ميلاده الطاهر.. اللبان الذي يستخدم في الصلوات ينصحنا ويرشدنا أن تتحول حياتنا إلي صلاة. والمر.. أن نشترك معه في الألم وحمل الصليب. ربنا يسوع المسيح من أجل محبته لنا يوضح لنا هذه الأمور لكي نتعبه ونستفيد بالعيد ونتمتع ببركات الميلاد.. وهو قادرًا أن يهبكم النشاط الروحي لكي تنقوا قلوبكم وذواتكم وتخلعوا عنكم الإنسان العتيق وتلبسوا الجديد الفاخر. ويعطيكم أن تحولوا قلوبكم إلي مذود مقدس يسكن فيه ومذبح مقدس ترتفع منه الصلوات الطاهرة النقية ويعطيكم نعمة لتحتملوا كل تجربة ، تحتملوا الصليب وتحملوه خلف المسيح وأنتم فرحين.

ربنا يبارك حياتكم كلها بكل بركة من السماء. ويفرح قلوبكم ببهجة هذا العيد المجيد.



الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي



بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:06 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
سانتا كلوز أو القديس نيقولاوس



هو اسمه بابا نويل ولا سانت كلوز ولا القديس نيكولاس؟؟ هل قصة حياته أسطورة أم واقع؟؟ ولماذا ارتبطت بعيد ميلاد السيد المسيح؟؟ وما هذه الملابس التي يرتديها؟؟ ولماذا نراه أحيانا يركب حمارا وأحيانا مركبة تجرها الغزلان؟؟

إن بابا نويل هو شخصية حقيقية وربما يتعجب البعض عندما يعرف إن الكنيسة القبطية تحتفل بعيد نياحته في العاشر من كيهك..؟؟ هو القديس نيكولاس أسقف مورا بآسيا الصغرى في القرن الرابع الميلادي.. ولنقرأ بعض سطور حياته من السنكسار القبطي cuna[arion..:

كان من مدينة مورا، اسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة. وقد جمعا إلى الغنى، الكثير من مخافة الله. ولم يكن لهما ولد يقر أعينهما ويرث غناهما. ولما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. ولما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، اظهر من النجابة ما دل علي إن الروح القدس كان يلهمه من العلم أكثر مما كان يتلقى من المعلم. ومنذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة. فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسًا عليه، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة حتى رسم قسا وهو في التاسعة عشرة من عمره. وأعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء المرضي، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات وقدمه من إحسانًا وصدقات..

ومنها انه كان بمدينة مورا رجل غني فقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان إن يوجههن للعمل في أعمال مهينة، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما أعتزمه هذا الرجل، فاخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا دون إن يشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرًا واستطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. وفي ليلة أخرى كرر القديس عمله والقي بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية

إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفي المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، اشرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف انه الآسف الطيب القديس نيقولاؤس، فخر عند قدميه وشكره كثيرًا، لأنه أنقذ فتياته من فقر. إما هو فلم يقبل منهم إن يشكروه، بل أمرهم إن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:07 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
رسامته أسقفا

و لما تنيح أسقف مورا ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم واعلمه بان المختار لهذه الرتبة هو نيقولاؤس واعلمه بفضائله، ولما استيقظ اخبر الأساقفة بما رأي فصدقوا الرؤيا، وعلموا أنها من السيد المسيح، واخذوا القديس ورسموه أسقفا علي مورا. وبعد قليل ملك دقلديانوس وآثار عبادة الأوثان، ولما قبض علي جماعة من المؤمنين وسمع بخبر هذا القديس قبض عليه هو أيضا وعذبه كثيرا عدة سنين، وكان السيد المسيح يقيمه من العذاب سالما ليكون غصنا كبيرا في شجرة الإيمان. ولما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى إن اهلك الله دقلديانوس، وأقام قسطنطين الملك البار، فاخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين. وكان القديس من بينهم، وعاد إلى كرسيه

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:08 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
غيرته على الإيمان
ويقول القديس ميثوديوس Methodius أنه بسبب تعاليم القديس نيقولاوس كان كرسي ميرا هو الوحيد الذي لم يتأثر ببدعة اريوس.

وحين كان القديس نيقولاوس حاضرًا مجمع نيقية تَحَمَّس ضد أريوس ولطمه على وجهه، فقرر الآباء على أثر ذلك أن يعزلوه من رتبته وقرروا حبسه، إلا أن السيد المسيح والسيدة العذراء ظهرا له في السجن وأعاداه إلى حريته ورتبته.

كان القديس يأخذ مواقف حاسمة ضدهم وضد الوثنية. من ضمن معابدهم التي دمرها كان معبد أرطاميس، وهو المعبد الرئيسي في المنطقة، وخرجت الأرواح الشريرة هربًا من أمام وجه القديس


اهتمام القديس بشعبه

من القصص التي تُروَى عن اهتمام القديس بشعبه أن الحاكم يوستاثيوس Eustathius أخذ رشوة ليحكم على ثلاثة رجال أبرياء بالقتل. وفي وقت تنفيذ الحكم حضر القديس نيقولاوس إلى المكان وبمعجزة شلَّ يد السياف وأطلق سراح الرجال. ثم التفت إلى يوستاثيوس وحرَّكه للاعتراف بجريمته وتوبته. وكان حاضرًا هذا الحدث ثلاثة من ضباط الإمبراطور كانوا في طريقهم إلى مهمة رسمية في فريجية Phrygia، وحين عادوا إلى القسطنطينية حكم عليهم الإمبراطور قسطنطين بالموت بسبب وشاية كاذبة من أحد الحاقدين.

تذكَّر الضباط ما سبق أن شاهدوه في ميرا من قوة حب وعدالة أسقفها، فصلّوا إلى الله لكي بشفاعة هذا الأسقف ينجون من الموت. في تلك الليلة ظهر القديس نيقولاوس للإمبراطور قسطنطين وهدده إن لم يطلق سراح الأبرياء الثلاثة.

في الصباح أرسل واستدعاهم للتحقيق معهم، وحين سمع أنهم تشفعوا بالقديس نيقولاوس الذي ظهر له، أطلق سراحهم في الحال وأرسلهم برسالة إليه طالبًا منه ألا يهدده بل يصلي من أجل سلام العالم.

ظلت هذه القصة لمدة طويلة من أشهر معجزات القديس نيقولاوس.

ولما أكمل سعيه انتقل إلى الرب في ميرا، ودفن في كاتدرائيتها. وكانت أيام حياته تقترب من الثمانين سنة، منها حوالي أربعين سنة أسقفًا.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 06:08 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
سانتا كلوز

بعد نياحة القديس نيكولاس انتشرت سيرته العطرة وعمت أماكن عديدة في روسيا وأوربا خاصة ألمانيا وسويسرا وهولندا وكانوا يتبادلون الهدايا في عيد الميلاد على اسمه.. وبدأت الحقيقة تختلط بالأسطورة.. وجاء اسم بابا نويل ككلمة فرنسية تعنى أب الميلاد وظن البعض أن موطن بابا نويل هو السويد وذهب البعض الآخر أن موطنه فنلندا خاصة أن هناك قرية تدعى قرية بابا نويل يروجون لها سياحيا إنها مسقط رأس بابا نويل.. ويزورها نحو 75 ألف طفل سنويا.. ومع اكتشاف أمريكا حمل المهاجرون معهم قديسيهم ومنهم القديس نيكولاوس أو سانت نيقولا وتطور الاسم حتى صار سانتا كلوز..

أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كلارك موريس الّذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها هذا الزائر المحبّب ليلة عيد الميلاد.

وفي عام 1881، قام الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، ببدلته الحمراء الجميلة وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع!! ويقال أن ذلك كان ضمن حملة ترويجية لشركة كبرى ربما تكون كوكاكولا!! ومن وقتها انتشر بابا نويل في ثوبه الجديد (نيو لوك) وصار من أشهر الشخصيات التي يحبها الأطفال في كل أنحاء العالم.. ومع تغير المكان تخلى (سانتا كلوز) عن حماره الذي كان يحمل عليه الهدايا والألعاب ليمتطي زحافة على الجليد يجرها ثمانية غزلان يطلق عليها حيوان (الرنة) ذو الشكل المميز.

وتروي الحكايات أن (بابا نويل) يضع للأطفال الهدايا داخل (جوارب) صوفية يضعونها فوق المدفأة في منازلهم حيث كان يتسلل (بابا نويل) من خلال فتحة المدفأة حتى لا يراه الأطفال ليلا ويفاجئون بالهدايا في الصباح فيتملكهم السرور أكثر وأكثر.

وفى مصر انتشر بابا نويل في الكنائس القبطية في احتفالها برأس السنة الميلادية.. وصار رمزًا شعبيًا للاحتفال بالعام الجديد ونسى الكثيرون انه قديس ومعترف به في الكنيسة الأولى.. كنيسة القرن الرابع الميلادي.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 09:42 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
القديس أثناسيوس الرسولي


للقمص مرقس داود:



قد لقب أثناسيوس الرسولي بحق أنه "حامي الإيمان" ولعل أهم ما يقوله أثناسيوس عن المسيح يتلخص فيما يلي:

"هذا هو الذي صلب أمام الشمس وكل الخليقة كشهود، وأمام من أسلموه إلى الموت. وبموته صار الخلاص للجميع، والفداء لكل الخليقة، هو حياة الجميع، الذي سلم جسده إلى الموت نيابة عن الجميع، ولأجل الجميع، ولو لم يؤمن اليهود بذلك (فصل 37: 7) فليس بأحد غيره الخلاص.

أما ما يقوله أثناسيوس لليونانيين فأهمه هو قوله : إن الفلاسفة اليونانيين (وخاصة أفلاطون) يقول أن الكون جسم (أو جسد) هائل، وهذا حق لأننا نراه، ونرى أجزاءه واقعة تحت حواسنا، فإن كان كلمة الله في الكون الذي هو جسم وان كان قد اتحد بكل الكون وبكل أجزائه، فما هو وجه الغرابة أو السخف إن قلنا إنه اتحد بالإنسان أيضًا؟ (فصل 41: 5) ويضيف كذلك:

" إنه لو كان حلوله في جسد أمرا سخيفا وغير معقول، لكان أمرا سخيفا أيضا أن يتحد بكل الكون، ويعطي ضياء وحركة لكل الأشياء بعنايته، لأن الكون أيضا جسد. أما إن كان قد لاق به أن يتحد بالموت، وأن يعرف في الكل، وجب أن يليق به أيضا أن يظهر في جسد بشري، وأن يستضئ به ذلك الجسد ويعمل، لأن البشرية جزء من الكل كسائر الأجزاء. ولو كان آمرا غير لائق أن يتخذ جزءا كأداة يعلم البشر بها عن لاهوته، لكان أمرا في غاية السخف أن يعرف بواسطة كل الكون أيضا فصل 41: 6و7

المسيح كلمة الله الحي باسمه تخرج الشياطين وان كانت الشياطين تعترف به، وأعماله تشهد له يوما فيوما، فقد اتضح جليًا -ويجب أن لا يتصلف أحد نحو الحق- أن المخلص أقام جسده، وأنه هو ابن الله الحقيقي المولود منه وأنه هو كلمته وحكمته وقوته، الذي في الأزمنة الأخيرة اتخذ جسدا لخلاص الجميع، وعلم العالم عن الله (الأب) وأبطل الموت ووهب الكل عدم الفساد بموعد القيامة إذ أقام جسده كباكورة لذلك، وأظهر بعلامة الصليب كعلامة للظفر على الموت وفساده (فصل 32: 6) " فلقد بسط المسيح يده على الصليب الذي وهو روح لا جسد له ظهر في الجسد (اتخذ جسدًا) من أجلنا وتألم عن الجميع (فصل 38: 2) فليس اسم آخر تحت السماء به ينبغي أن نخلص، فهو الذي أنار الحياة وفتح باب الخلود لمن يؤمن به.


" عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد"

تفرد المسيح بأنه كلمة الله الأزلي المتجسد. لماذا؟!!! لم يكن ممكنا أن يتأله الإنسان ليتصل بالله. فالله بنفسه اختار طوعا أن يتجسد.

الله الكلمة اتخذ جسد

ففي المسيح حل كل ملء اللاهوت جسديًا.

الله نور لا يدنى منه، والمسيح هو صورة الله غير المنظور.

الله محبة، والمسيح هو تجسد محبة الله لكل البشر وقد أظهر الله محبته في الصليب فتم الفداء وفتحت أبواب الخلود لمن يقبل عمل الله في المسيح لأجل خلاص نفسه.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 09:48 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كيف نشأ صوم الميلاد في الغرب؟
يقول الآب يوحنا زكريا نصرالله راعي كنيسة السيدة العذراء، فى بحث له نشره الموقع الرسمي لكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، انتشر ما بين القرن الرابع والقرن السادس الميلادى، الحديث عن صوم يسبق الاحتفال بعيد الميلاد ، مدته أربعون يوما، ويسمى "أربعينية الميلاد" ويكون الصوم فيه ثلاثة أيام فى الأسبوع، غالبا أيام الإثنين والأربعاء والجمعة .

ويقول القس كيرلس كيرلس كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس القبطية الأرثوذكسية، بخماروية، فيلا شبرا، في كتابه: "أصوامنا بين الماضى والحاضر": "في الحقيقة لا توجد مصادر أخرى تشير إلى ممارسة الصوم ستة أسابيع قبل عيد الميلاد، إلا عند غريغوريوس أسقف تورس ، وكان الصوم فيها أيام الاثنين والأربعاء والجمعة فقط، كما كانت فرنسا هي بداية وأصل هذه الأسابيع الستة التي تصام قبل عيد الميلاد والتي رتبت في القرن السادس لتتشابه مع الصوم الكبير.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 09:48 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 


كيف نشأ صوم الميلاد في الشرق؟

أول من فرض صوم الميلاد بصفة رسمية في الشرق هو البابا خريستوذولس البطريرك الـ66 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046- 1077)، فى قوانينه التى حدد بها الأصوام المفروضة، حيث قال: "كذلك صوم الميلاد المقدس من عيد مار مينا في خمسة عشر يوما من هاتور إلى تسعة وعشرين يوما من كيهك، وإن وافق عيد الميلاد الشريف يوم الأربعاء أو يوم الجمعة، فيفطروا فيه ولا يصوموا بالجملة، وكذلك عيد الغطاس المقدس فى الحادى عشر من طوبة، وإن اتفق يوم أربعاء أو يوم جمعة فيفطروا فيه أيضا ولا يصوموا، وإن وافق العاشر من طوبة الذى فيه صوم الغطاس أن يكون يوم سبت أو يوم أحد فلا يصام بالجملة بل يصوموا الجمعة الذي قبل ذلك عوض ليلة الغطاس".

ويذكر ابن العسال – من أشهر المؤرخين الأقباط في القرن الثالث عشر- عن صوم الميلاد قائلا فى كتبه: "ومنها ما هو دون ذلك وأُجري مجرى الأربعاء والجمعة، وهو الصوم المتقدم للميلاد، وأوله أول النصف الثاني من هاتور وفصحه يوم الميلاد"، فيما يشير ابن كبر من أشهر المؤرخين والفلاسفة الأقباط في القرن الثالث عشر إلى صوم الميلاد بقوله :"وكذلك صوم الميلاد الذي أوله 16من هاتور وقيل الحادي والعشرين لتمام أربعين يوما".

أما يوحنا ابن أبي زكريا ابن السباع هو أحد أشهر المؤرخين الأقباط في القرن الثالث عشر، في كتابه "الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة" يعلل سبب الصيام بقوله: "صوم الميلاد المجيد سببه هو أن السيدة الطاهرة أم النور مريم البتول كانت في الشهر السابع ونصف من حملها الطاهر بالبشارة المملؤة خلاصا للعالم ، قد كثرت تعييراتها من يوسف النجار وغيره بكونها كانت تدعي البكورية وقد وجدت حبلى ، فكانت تتفكر دائما في التعيير ، ولذا صامت شهرأ ونصفأ باكية حزينة على ما تسمعه من التعيير لأنها أيضا لم تعلم ما ستلده ، فنحن بما أنه ليس لنا في مذهبنا واعتقادنا وكنيستنا سوى هذه الأصول وهذه الأعمدة الثلاثة التي هي السيد له المجد والسيدة الطاهرة مريم والآباء الرسل . فصام السيد فقد صمنا امتثالا لتعاليمه لنا صامت السيدة شهر ونصف (في كيهك) صمنا مثلها".

قرار بابوي بصيام الميلاد 28 يوما
أمر البابا غبريال الثامن (1587- 1603) البطريرك السابع والتسعون من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى قراراته التي سنها بخصوص تعديل الأصوام التى صدرت فى سنة 1602: "أن يُبتدئ صوم الميلاد من أول شهر كيهك ويكون فصحه عيد الميلاد"، أي تكون مدته 28يومأ فقط ، بحسب بحث القس يوحنا زكريا نصرالله، راعى كنيسة السيدة العذراء بجزيرة الخزندارية في طهطا ونشره الموقع الرسمي لكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك.

فرض الصيام على الشعب فى القرن الـ 11
ويقول القمص يوحنا سلامة مؤلف سلسلة كتب "اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة": قد ذهب البعض إلى القول إن هذا الصوم كان خاصا في مبدئه بالطغمة الإكليريكية ، ولاشتهاره واستعمال أغلب المسيحيين القدماء إياه ، ورغبة في اكتساب فوائد الصوم رتبه بصفة رسمية الأنبا خرستوذولس البطريرك 66 بالكنيسة القبطية - القرن 11- وجعله فرضا عاما على جميع أفراد الكنيسة.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 09:49 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 

متى أصبح الصيام 43 يوما بالكنيسة الأرثوذكسية
يقول القس كيرلس كيرلس كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس القبطية الأرثوذكسية، بخماروية، في شبرا، في كتابه: "أصوامنا بين الماضى والحاضر": “صوم الميلاد بوضعه الحالي أدخله الأنبا خرستوذولـس البطريـرك الـ 66 في القرن الحادي عشر عن الغرب حتى يتشابه في عدد أيامه مع الصوم الكبير، و أضيف إليه ثلاثة أيام الصوم لنقل جبل المقطم وأصبح 43 يوما ، ولكن خرستوذولس لم يذكرها في قوانينه ، ولم يصم أهل الصعيد للميلاد إلا من أول كيهك (28يومأ ) ، وثبته البابا غبريال الثامن على هذا الوضع .

مدة صوم الميلاد

منذ أن عُرف هذا الصوم، واستقر الرأى على أن تكون عدد أيامه أربعين يوما حتى يماثل في عدده الأربعين المقدسة، أضافت إليها الكنيسة القبطية الثلاثة أيام التي صامها الأنبا ابرآم بن زرعه السريانى (975-978) – البطريرك “62” من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – والشعب القبطي معه قبل معجزة نقل جبل المقطم ، فصار صوم الميلاد في الكنيسة القبطية 43يومأ ، عدله البابا غبريال الثامن كما رأينا وجعله 28يومأ فقط، إلا أن الكنيسة عادت بعد وفاته إلى المدة المحددة سابقا 43 يوما ، بينما ظل في باقي الكنائس أربعين يوما فقط.

بشرى النهيسى 25 - 11 - 2021 09:53 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 

صوم

← اللغة الإنجليزية: fasting - اللغة القبطية: nhcti`a.



الصوم بمفهومه الخاص، هو الامتناع عن الطعام فترة معينة، يتناول الصائم بعدها أطعمة خالية من الدسم الحيواني. أي أن فترة الانقطاع جزء أساسي من الصوم. لكن للصوم مفهومًا عامًا عند الآباء القديسين. فهو في رأيهم يشتمل على كل صنوف التقشف والنسك وقمع الأهواء والشهوات الجسدية..

وللصوم مكانة خاصة متميزة في الحياة الروحية.. ونجد ممارسات وأمثلة عديدة للصوم في كل من العهد القديم، و العهد الجديد من الكتاب المقدس.


* الأصوام في الكنيسة القبطية:


صوم الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام: الأربعين يومًا التي صامها السيد عنا.

صوم يومي الأربعاء والجمعة: يوم الأربعاء تذكارًا للتآمر على المسيح له المجد، وصوم يوم الجمعة تذكارًا لصلبه.

صوم الرسل: وهو أقدم الأصوام إذ صامه الرسل أنفسهم.

صوم الميلاد المجيد: ومدته 43 يومًا، يبدأ من 16 هاتور (25 نوفمبر)، وينتهي بعيد الميلاد في 29 كيهك (7 يناير).

صوم نينوى أو صوم يونان: ومدته 3 أيام. ويصام تذكارا لتوبة أهل نينوى، وهو يبدأ قبل الصوم الكبير بأسبوعين.

صوم السيدة العذراء مريم: ومدته 15 يوم، تنتهي بعيد صعود جسد العذراء في 16 مسرى.

برمون الميلاد وبرمون الغطاس: والبرمون هو اليوم السابق للعيد، وكان يُصام بدرجة تقشفية أكبر، فيكون انقطاعيًا طوال اليوم استعدادًا لتقبل النعمة التي ينالها المؤمنون في مناسبة العيدين المقدسين.

هذه الأصوام تختلف في طقسها وفي فترة الانقطاع وفي نوع الأطعمة التي تؤكل خلالها. فالصوم الكبير لا يؤكل فيه السمك، وكذلك كان الحال في صومي الأربعاء والجمعة. ويجري هذا المجرى أيضًا في صوم يونان ويوما البرمون. أما أيام البصخة المقدسة (أسبوع الآلام) فطقس الكنيسة الأول هو ألا يتناول الصائم سوى الخبز والملح بعد فترة من الانقطاع، وبالنسبة للضعفاء الذي كان يصرح لهم بالطعام كانت تُمنَع عنهم الأطعمة الحلوة المذاق. أما باقي الأصوام فيصرح فيها بأكل السمك.


الصوم الانقطاعي: أما فترة الانقطاع فالأصل أن تكون إلى الغروب بالنسبة إلى الصوم الكبير وما يجري مجراه، وإلى الساعة الثالثة بعد الظهر في باقي الأصوام. ولكننا ننصح بأن يُترك تحديد فترة الانقطاع إلى مشورة أب الاعتراف وتوجيهه حسبما يراه من جهة صحة المعترف الجسدية وحياته الروحية.

يمتنع عن الصوم الانقطاعي في يومي السبت والأحد على مدار السنة، ما عدا يوم سبت الفرح حيث كان السيد المسيح في القبر، ويمتنع عن الصوم إطلاقًا خلال الخمسين يومًا المقدسة التي تعقب عيد القيامة المجيد، وهذه هي الفترة الوحيدة التي لا يصام فيها الأربعاء والجمعة. ولا يكسر صوم الأربعاء والجمعة إلا إذا اتفق مع ورود عيد سيدي كبير كالميلاد والغطاس (نلاحظ أن غالبية الأعياد السيدية الكبرى لا تأتي في يومي الأربعاء والجمعة).

نلاحظ أن المطانيات metanoia تمشي مع الصوم جنبًا إلى جنب من حيث اليوم الذي لا يجوز فيه الصوم، لا تجوز فيه أيضًا المطانيات، مثل الأعياد السيدية الكبرى والخماسين والسبوت والآحاد. كما يجوز أيضًا ممارسة الميطانيات في باقي أيام السنة.

ويوجد صوم أيضًا قبل التناول من الأسرار المقدسة، وهو صوم انقطاعي عن الطعام لمدة تسع ساعات قبل التناول. وإذا كان القداس في الصباح أو بعد الظهر، يتم الصوم بدءًا من الساعة الثانية عشر منتصف الليل. أما إذا كان القداس مساءً، كما هو الحال في بعض الأعياد، يتم الصوم قبل موعد التناول بتسع ساعات.

هذه الـ9 ساعات على عدد الساعات التي تألم فيها السيد المسيح عند صلبه، من الساعة الثالثة (9 صباحا) ساعة الحكم عليه إلى الساعة الثانية عشر (6 مساء) ساعة دفنه بعد موته على الصليب.

ينبغي أن يكون الكاهن صائمًا عند ممارسة سر مسحة المرضى، ويجب أن ينبه المريض وأقاربه إلى وجوب الصوم عند عمل سر القنديل (ونقصد بهذا صوم انقطاعي).

وبالطبع كل هذا بخلاف الأصوام الشخصية أو الجماعية التي تكون لغرض معين بخلاف الأصوام الكنيسة الطقسية.. مثل أن يصوم إنسان ثلاثة أيام قبل الارتباط بشريك/شريكة الحياة، أو تنادي الكنيسة بصوم لمدة محددة ولغرض محدد، مثلما نادَت بصوم ثلاثة أيام من الدرجة الأولى (ثلاث مرات) خلال مراحل انتخابات البطريرك المائة والثامن عشر، والتي على غِرارها تم تنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني.


الساعة الآن 02:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025