![]() |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يغضب
عندما سمع داود شعر بالإهانة الشديدة. لقد كان يستحق كل كلمة صالحة من نابال، وكان يستحق هدية عظيمة على الخير الذي عمله. ولكن نابال لم يقدّر خدمة داود له، فقرر داود أن ينتقم منه وأن يقتله. ومن معرفتنا السابقة بشخصية داود نستغرب كثيراً أنه أراد أن يقتل نابال. لقد كان داود مخطئاً في رغبته في الانتقام، فإن الكتاب المقدس يقول لنا إن النقمة للرب وحده. الله الذي يعرف قلوب الناس، وحده له الحق أن يدين ويحكم ثم ينفذ. نحن لا نعرف كل الظروف. الله وحده هو الذي يعرف، وحكمه وحده هو الحكم الصحيح. لم يكن لداود، أو لأي إنسان آخر حق أن يحرم شخصاً من الحياة. فالله هو الذي أعطى الإنسان حياته، والله وحده هو الذي له الحق أن يأخذ تلك الحياة عندما يريد. الله عادل ولا يبرئ الخاطي، وليس عنده محاباة. لذلك يجب أن نتكل على حكم الله في كل شيء، وهو في وقته يسرع بحكمه العادل. وأدرك داود بعد أن غضب وأراد أن يقتل نابال، أنه أخطأ في غضبه السريع. وبعد أن مات نابال ميتة طبيعية قال داود: «مُبَارَكٌ ظ±لرَّبُّ ظ±لَّذِي ظ±نْتَقَمَ نَقْمَةَ تَعْيِيرِي مِنْ يَدِ نَابَالَ، وَأَمْسَكَ عَبْدَهُ عَنِ ظ±لشَّرِّ» (ظ،صموئيل ظ¢ظ¥: ظ£ظ©). هذه القصة تعلمنا أن نحذر من الغضب، فإن الذي يملك نفسه أفضل من الذي يأخذ مدينة. إذا غضبت لا تخطئ. لا تنتقم لنفسك ولا تعمل تدبيراً للشر. ضع الأمر كله بين يدي الرب، وهو يرى كيف ينقذك ويعطيك حقك. لا تفكر في الثأر بل كن شفوقاً متسامحاً وسلّم أمورك كلها بين يدي الله. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
أبيجايل تحسن التصرُّف
أدرك رجال نابال أن داود لن يسكت على الإهانة، وأنه لا بد أن يلحق الأذى بنابال وأسرته، فأسرعوا إلى سيدتهم أبيجايل زوجة نابال، وحكوا لها الموقف كله. وبسرعة تصرفت أبيجايل. لم تصرخ على البلوى الآتية وعلى حظها السيء في زواجها من رجل أحمق، بل فكرت في عمل سريع حكيم. كانت أبيجايل تعلم أن زوجها أحمق، ولا يمكن الكلام معه لأنه عنيد. كما أنه في ذلك الوقت كان قد سكر بالخمر، وكانت الحكمة تقتضي أن تسرع بدون أن تستشيره، لتمنع الشر عن نفسها وعنه. وجهزت هدية محترمة لداود ورجاله: أخذت مئتي قرص تين، وركبت حمارها ومعها بعض رجالها وذهبت لتقابل داود. وفي الطريق قابلته ورجاله وهم قادمون ليبطشوا بنابال. وما أن رآها داود وعرف من هي حتى بدأ يكلمها. قال إنه ندم على الخير الذي صنعه مع نابال، وأكد أنه سيقتل كل من لنابال. وفي هدوء بدأت أبيجايل السيدة الحكيمة تجاوب على داود. أظهرت تواضعها إذ أسرعت ونزلت من على الحمار وسجدت إلى الأرض أمام داود. هذا التواضع من سيدة غنية جميلة أمام داود الرجل الفقير طريد الملك كان حكمة منها لأن داود كان غاضباً أشد الغضب. ثم بدأت تعترف بالذنب، وقالت إن غلطة نابال عليها هي، واعتذرت لأن نابال مثل اسمه أحمق جاهل. واعتذرت بأنها لم تسمع عن مجيء رجال داود إلى بيتها ولم تقابلهم. ولو أنها قابلتهم لأعطتهم من البركة التي أعطاها الرب لها. ثم بدأت تحدثه عن الرب إلهه الذي دبَّر التدبير الصالح، ومنع داود عن القتل، ومن الانتقام لنفسه، وقالت له إنه لو قتل نابال فإنه سيندم على هذا القتل بعد أن يصبح ملكاً. ولا بد أن كلمات أبيجايل الحكيمة نخست قلب داود بقوة. وجعلته يذكر أعمال الله الصالحة. ثم قدَّمت هديتها لداود وهي تقول إنها تعرف أنه هو الذي حارب حروب الرب، وأن ليس في داود شر. ثم قالت له إن نفسه محزومة في حزمة الحياة، وكأنها تطلب إلى الرب أن يحفظ داود بعنايته. ولا شك أن هذه الكلمات الحكيمة جعلت داود يتراجع عن غضبه. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الحكماء سليمان. وبالحكمة بنت أبيجايل بيتها ونحتت أعمدتها السبعة، وبالكلمات اللينة والجواب الحكيم أرجعت داود إلى التفكير السليم.
وأرسل داود رجالاً يطلب أبيجايل أن تكون زوجة له. وقبلت أبيجايل بتواضع وصارت زوجة لداود. أيها القارئ، ليس كل رجل حكيماً، وليست كل امرأة جاهلة، لكن العقل عطية من الله، والإنجيل المقدس يعلمنا أن من تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيِّر فسيُعطى له (يعقوب ظ،: ظ¥) يقول لنا الإنجيل: ليس الرجل من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل - ففي المسيح ليس رجل ولا امرأة، بل الجميع واحد، لأن المسيح فدى الكل وأحب الجميع (ظ،كورنثوس ظ،ظ،: ظ،ظ،، غلاطية ظ£: ظ¢ظ¨). دعنا نطلب من الله أن يُمتّعنا بنعمة الحكمة. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الفصل التاسع: موت شاول
رأينا داود يهرب من أمام الملك شاول، وعندما وقع شاول في يده سامحه وغفر له مرتين ولم يقتله. ولكن شاول ظل يضطهد داود الصالح. ولم يتوقف عن أن يتابعه ويطارده ليقتله، إلى أن عرف أن الأعداء من حوله قد اجتمعوا ليحاربوه، فقد اجتمع عليه ملوك خمس مدن. وعندما رأى الجيش الجبار الذي جاء ضده، خاف خوفاً عظيماً، وأراد أن يسأل الله. وتقول التوراة إن الله لم يجاوبه لا في حلم ولا بالأوريم الذي كان الكاهن يحفظه في صُدرته، ومنه يعرف إرادة الله، ولم يجاوبه بواسطة الأنبياء. وكان النبي صموئيل قد مات. ففكر شاول أن يذهب إ لى امرأة صاحبة جان. وكان شاول قد سبق ونفى من البلاد كل أصحاب الجان الذين يقولون كلاماً على لسان الجان، لأن شريعة موسى كانت تنهى عن ذلك. ولكن شاول في ضيقة نفسه قرر أن يذهب إلى واحدة منهم ليطلب منها أن تُصعد له صموئيل النبي، وأعطاها الأمان. وبدأت المرأة تقول له إنها ترى آلهة يصعدون من الأرض. وعندما سألها أن تصف له ما تراه، قالت: «شيخ صاعد مغطى بجُبّة». لم يكن شاول يرى شيئاً وكان ممكن أن يكون هذا الصاعد مجرد خيال في عقل المرأة وحدها، ولكن شاول المريض بعقله، الذي فارقه روح الله وملأه روح الشرير، صدَّق أن المرأة أصعدت له صموئيل النبي. ومع أن كل الرجال الكبار في العمر كانوا يلبسون الجبة، إلا أن شاول صدق أن الصاعد بالجبة هذه المرة هو صموئيل. وماذا قال الشيخ الصاعد وهو مغطى بجبة؟ لم يقل شيئاً واحداً جديداً فقد كرر الكلام القديم أن الرب فارق شاول، وأنه أعطى المملكة لداود. وقالت المرأة صاحبة الجان للملك إن الشيخ الصاعد بجبته يقول: غداً أنت وبنوك تكونون معي. إن كان هذا الكلام صحيحاً فهل يذهب شاول الذي فارقه الرب إلى نفس المكان الذي ذهب إليه صموئيل نبي الرب؟ بالطبع لا! لقد كان الشيطان يتكلم في صاحبة الجان، والشياطين يفعلون كل ما يقدرون عليه ليُضلوا ولو أمكن المختارين أيضاً. وكل الذين يلجأون إلى الجان وقارئي البخت يجرون وراء الباطل ويضرّون أنفسهم ولا ينتفعون شيئاً. هذه شيطانية وأعمال شياطين. إن الذين يحبون الله يسمعون إرشاده ونصائحه بغير حاجة إلى وسطاء، فإن سرّ الرب لخائفيه، وعهده لتعليمهم (مزمور ظ¢ظ¥: ظ،ظ¤). كان الملك شاول خائفاً من الرب، وكان كلام العرافة سبباً في رعبه أكثر وأكثر، فذهب إلى الحرب وهو مرتعب. كانت الحرب شديدة عليه، ورأى جيشه يسقط أمام أعدائه، وأولاده الثلاثة يموتون أمامه ومنهم يوناثان. وأخيراً أصابه سهم جرحه جرحاً شديداً. ولم يشأ شاول أن يقع في يد الأعداء لئلا يهزأوا به، فطلب من حامل سلاحه وحارسه الخاص أن يقتله بسيفه. ولكن حامل السلاح خاف، ولم يشأ أن يفعل ذلك بسيده، فسقط الملك شاول على سيفه هو، وانتحر ومات. وفي اليوم التالي جاء الأعداء يكشفون جثث القتلى فوجدوا الملك شاول، فقطعوا رأسه وسمروا جسده على سور المدينة، ووضعوا سلاحه في بيت صنمهم، وكأنهم يقولون إن إلههم أقوى من إله شاول، وإن قوتهم أعظم من قوته. ما أرهب آخرة شاول! بدأ بالعصيان وانتهى بالهلاك، والبركة عادةً على رأس المطيع وحده. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يحزن لموت شاول
كان شاول قد أمسك سيفه وسقط عليه ليموت، لكن يظهر أنّه لم يمت بسرعة. ورأى شاباً من عماليق فطلب منه أن يكمل موته فقتله العماليقي. ورأى العماليقي أن هذه فرصة طيبة ليأخذ هدية من داود عندما ينقل إليه خبر موت عدوه الملك شاول. فأخذ الإكليل الذي كان على رأس الملك شاول، وهوعصابة ضيقة من الذهب حول خوذته، وأخذ السوار الذي كان على ذراعه، وهو من الذهب لتكون علامة على صدق الرسالة وأن شاول قد مات. وكان العماليقي يظن أن داود سيفرح بخبر موت شاول. لكن داود حزن للغاية ومزق ثيابه وندب وبكى، وصام هو والرجال الذين معه حزناً على شاول وعلى يوناثان ابنه، وحزناً على الشعب الذي مات. والحقيقة أن موت شاول يستحق الندب والبكاء، لأنه كان بعيداً عن الله. ومات بعد أن انتحر، وبعد أن جعل شعب الله يخطئ. إن الخطية تقتل الخاطئ والشر يميت الشرير. لكن تأمل معي داود المحب المسامح. صحيح أن شاول عدوه، لكن الكراهية كانت من جانب واحد، لأن داود لم يكن عدواً لشاول. هل لك أعداء؟ هل العداوة بسبب عيب فيك؟ إن كان العيب فيك أنت فأصلح العيب. إن لم يكن العيب فيك فاملأ قلبك بالمحبة من نحو الآخرين. وكتب داود مزمور مرثاة (في ظ¢صموئيل ظ،: ظ،ظ©-ظ¢ظ§) يرثي شاول ويوناثان ويُظهر حزنه على موتهما، بدأه بالقول: «كيف سقط الجبابرة؟». وفي هذا النشيد نرى شدة حزن داود على موت شاول. لم يشمت داود في موت شاول، لكنه حزن عليه. ليتنا نتعلم من مثال داود كيف نبكي مع الباكين، وكيف نحب أعداءنا، وكيف نطلب خير مواطنينا عمرنا كله. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يسأل الرب
لما بلغت داود أخبار موت شاول، كان داود آنذاك ساكناً في صقلغ. وكانت صقلغ قد احترقت بالنار، فوقف داود حائراً: هل يبنيها مرة ثانية بعد أن احترقت، ويسكن فيها مع رجاله؟ أو هل يلجأ إلى بلاده ليملك عليها كما وعده الرب، وكما مسحه صموئيل النبي منذ سنوات طويلة، وهو في بيت أبيه في بيت لحم؟ ولكن داود سأل نفسه: ماذا يحدث لو رجعت إلى بلادي؟ كان رجوعه سيسبَّب حرباً أهلية، تنقسم فيها بلاده إلى قسمين: قسم يقف إلى جانبه، وقسم آخر إلى جانب عائلة شاول. هل يكون داود سبب خراب ونزاع؟ وفي حيرة توجه إلى الله: وما أصلح أن يتوجه الحائر إلى الله، لأنه مكتوب: «ظ±لَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ ظ±للّظ°هِ فَأُولظ°ئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ظ±للّظ°هِ» (رومية ظ¨: ظ،ظ¤) ولا ندري كيف سأل داود الله عن فكره؟ هل صلى فكلمه الله بحلم، أو هل استشار داود المؤمنين من رجاله؟ نحن لا نعرف، لكننا نعرف أن الله نصح داود أن يرجع إلى بلاده، وأن يذهب إلى حبرون. ليتنا نسأل الله قبل أن نخطو أية خطوة هامة في حياتنا. ليتنا نتكلم مع الله ونطلب إرشاده بدل أن نعتمد على فكرنا البشري فقط ونتكل على حكمتنا وحدها. إننا محتاجون أن نصغي لفكر الله دائماً. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يملك في حبرون
توجه داود إلى حبرون كما أوصاه الله. وحبرون مدينة سكن فيها إبراهيم خليل الله. وهناك اشترى إبراهيم حقل المكفيلة ليكون قبراً لسارة وله. وفيها تغرب ابنه اسحق بعض الوقت. وبعد أن أخذ بنو إسرائيل أرض كنعان بقيادة يشوع صارت حبرون من نصيب الكهنة، وجعلوها مدينة ملجأ. ومدينة حبرون موجودة ليومنا هذا، واسمها «الخليل» لأنها مدينة إبراهيم خليل الله. لقد اختار الله حبرون أعظم مدينة في أرض يهوذا، السبط الذي جاء منه داود، ولذلك فإن أهل حبرون أعظم من يحبون داود ويميلون إليه، خصوصاً وأن الملك شاول كان من سبط آخر هو سبط بنيامين. ثم أن مدينة حبرون كانت في موقع ممتاز يحميها من هجوم الوثنيين، الأمر الذي يعطي داود فرصة لتدبير الأمر، أول عهده في الحكم، بعيداً عن الحرب والنزاع. وكان خير حبرون كثيراً لأن بالقرب منها خمسة وعشرين ينبوعاً من الماء وعشر آبار كبيرة، مع كروم وغابات أشجار زيتون. وسمع داود نصيحة الله له، وأخذ رجاله وعائلاتهم وسكنوا في مدن حبرون. وجاء رجال يهوذا ومسحوا داود ملكاً على سبط يهوذا. في تلك المناسبة كتب داود مزموره المئة والواحد. وظل داود يملك سبع سنوات ونصف. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
حرب أهلية
كان أبنير قائد جيش شاول قد نجا في الحرب، ولم يبق من أبناء شاول حياً إلا واحد اسمه إيشبوشث. وأبنير هو ابن عم الملك شاول، فيكون أيضاً عم إيشبوشث. يظهر أن أبنير نظم رجال بني إسرائيل، وبقي يحفظ النظام في المملكة، ويدافع عنها خمس سنين ونصف. ثم بعد ذلك أخذ إيشبوشث ابن شاول وملَّكه على بقية أسباط إسرائيل. فملك إيشبوشث سنتين وكان عمره حين ملك أربعين سنة. وأراد أبنير قائد الجيش أن يضم يهوذا إلى مملكته ويطرد داود، فأخذ جيشاً كبيراً من رجاله وسار نحو بركة جبعون. وخرج يوآب قائد جيش داود وهو في الوقت نفسه ابن أخته صروية، ومعه عدد كبير من رجال جيش داود. وخرج اثنا عشر رجلاً من الجيشين، وأمسك كل واحد صاحبه في مصارعة، وضرب صاحبه بالسيف في جنبه فقتله. وسقط الرجال الأربعة والعشرون. وكانت الحرب شديدة في ذلك اليوم. واتفق الطرفان أن يتوقَّفا عن الحرب، ورجع كل جيش إلى بلاده وانتهت الحرب الأهلية التي بدأها أبنير وأنهاها أبنير أيضاً. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يملك على كل الأسباط https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg ومنذ تلك الحرب كان داود يتقوى، وكان بيت شاول يضعف، إلى أن اختلف أبنير مع إيشبوشث فانقلب ضده. وأرسل أبنير رسلاً إلى داود يطلب أن يدخل في عهد معه ليساعده ليكون ملكاً على كل أسباط بني إسرائيل، فوافق داود على ذلك. وذهب أبنير إلى شيوخ بني إسرائيل يقنعهم أن يقبلوا داود ملكاً عليهم. وأبنير أفضل من يقدر على الإقناع، لأنه كان صديق بيت شاول، وها هو يغيِّر فكره ويتبع داود. ولا بد أن هناك سبباً يجعل أبنير يغير فكره. وقال أبنير لبني إسرائيل: الرب كلم داود قائلاً: «إني بيد داود عبدي أخلص شعبي بني إسرائيل من يد أعدائهم» فاقتنع بنو إسرائيل جميعاً وكل رجال سبط بنيامين، أهل الملك شاول، وقابلوا داود وطلبوا منه أن يملك عليهم جميعاً، وقطعوا معه عهداً، وجعلوه ملكاً على كل بني إسرائيل. لقد كان الرب مع داود فانتصر. كان الرب معه، فكان صموئيل النبي ناصحه، ولا زال المؤمنون يرنمون تراتيله. وكان الرب معه فانتصر على الآلام والتجارب، وكان الرب معه فأحب أعداءه وعاملهم معاملة حسنة، وها هو يملّكه على كل بني إسرائيل. والله يحقق وعده دوماً. وقال جميع أسباط إسرائيل لداود: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ قَالَ لَكَ ظ±لرَّبُّ إِلظ°هُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ» (ظ،أخبارظ،ظ،: ظ،، ظ¢). وكان عمر داود عندما ملك على كل بني إسرائيل ثلاثين سنة، لكنها كانت سنوات عامرة بالاختبار، غنية بالتجارب، لأن داود رأى فيها المتاعب كما رأى البركات، وعرف البشر، وعرف الله. وأقام بنو إسرائيل حفل تتويج لداود استمر ثلاثة أيام، أكلوا فيها وشربوا، وكان الشعب القريب من حبرون يُحضرون الطعام على الحمير والجمال والبغال والبقر حتى يأكل الرجال الذين جاءوا يملّكون داود عليهم. وكان فعلاً حفلاً عظيماً. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
عاصمة المملكة
ملك داود على بني إسرائيل لأن الله قد سبق ووعده بذلك. وأراد أن يختار عاصمةً لمملكته. كانت عاصمة مملكة شاول مدينة جبعة، وسط أهله من سبط بنيامين. وملك داود في حبرون سبع سنوات ونصف، وحبرون مكان مقدس لأن إبراهيم سكن فيه. وعندما جاء كل الشعب إلى داود ليملك عليهم اختار مدينة أورشليم عاصمة لمملكته. وهي أفضل مكان جغرافياً لموقع العاصمة، لأنها في موقع متوسط يسهُل منه حكم الدولة كلها، ولأنها حصينة وسط الجبال يصعب على الأعداء أن يهجموا عليها، ثم لأنها وسط مكان جميل، وداود يحب الطبيعة لأنه مرتل موهوب. كانت مدينة أورشليم في ذلك الوقت في يد اليبوسيين، فطلب داود منهم أن يعطوها له، فرفضوا. ولذلك حصل عليها داود بالحرب. يقول المؤرخ يوسيفوس: إن يوآب حفر خندقاً تحت الأرض ودخل منه إلى قلب الحصن، وفتح أبواب أورشليم في وجه كل جيش داود. وهكذا أخذ داود المدينة الحصينة وجعلها عاصمة لمملكته. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
لنا دروس
صار داود ملكاً على بني إسرائيل جميعاً. ولنا من هذا بعض التعاليم:
|
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الفصل العاشر: داود يملك في أورشليم
بعد أن سكن داود في أورشليم صادَقَ حيرام ملك مدينة صور. وأرسل حيرام هدية إلى داود من خشب الأرز الثمين، كما أرسل نجارين وبنائين بنوا له قصراً فخماً. ولما كانت صور على شاطئ البحر، فقد كانت تحتاج إلى القمح والزيت وغيره من غلاّت الأرض، كما تحتاج أيضاً إلى طريق لتجارتها مع بلاد الشرق، فكان حيرام محتاجاً إلى داود. أما داود فقد كان محتاجاً إلى صداقة حيرام، لأن مملكته تحتاج إلى واردات البحر والمصنوعات، فقبل داود هدية الملك حيرام من خشب الأرز، وهو خشب لبنان الشهير، الأصفر اللون، فإذا مضت عليه الأيام صار أحمر اللون مُرّ الطعم فلا يأكله السوس، ولذلك يعمّر طويلاً، وهكذا بنى حيرام لداود قصراً يعمّر طويلاً. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود ينقل خيمة الاجتماع
بعد أن استراح داود في أورشليم بدأ يفكر في تنظيم العبادة والأمور الروحية. وكانت خيمة الاجتماع مكان اجتماع الرب بشعبه موجودة في بلدة اسمها نوب. ولكن لما مات أهلها نقلوا الخيمة إلى جبعون. وكان تابوت الله في قرية اسمها يعاريم. وبقي التابوت في يعاريم سبعين سنة. والتابوت هو صندوق صنعه موسى من خشب السنط المغطى بالذهب، طوله ذراعان ونصف، وعرضه ذراع ونصف، وارتفاعه ذراع ونصف. وعلى جانبي التابوت أربع حلقات من الذهب، توضع في كل حلقتين منها عصا، ليحمل اللاويون التابوت. وكان بالتابوت وعاءٌ فيه المن، وعصا هارون التي أفرخت، ولوحا العهد عليهما الوصايا العشر التي كتبها الله. وفوق التابوت كان يوجد الكاروبيم، وهو منظر ملاك بجناحين. وكان التابوت يمثل حضور الله وسط شعبه. وعندما أراد داود أن ينقل التابوت إلى عاصمة مُلكه أخذ معه ثلاثين ألف رجل من الجيش. وكان القصد من ذلك أن يحرس الشعب من هجوم الأعداء إذا فكروا أن يهاجموه، كما أن هذا يُظهر احترام داود العظيم لعبادة الله، ويُظهر أيضاً أن كل الشعب بكل أسباطه يشترك في العبادة وفي الرغبة أن تكون أورشليم مركز العبادة. ودعا داود الشعب والكهنة ليحضروا عملية نقل التابوت. واجتمع الجميع لأنهم عرفوا أن إهمال الدين كان سبب هلاك شاول. ولم يتبع داود الطريقة التي أمر الله أن يحملوا التابوت بها. فقد وضع التابوت على عربة تجرها الثيران. وعندما انشمصت الثيران أسند رجل اسمه عُزّة التابوت بيده، فضربه الله فمات. فخاف داود كثيراً، وقال في نفسه: «إن كان عزة لمس التابوت فمات، فكيف يأتي التابوت إليّ؟ أنا أخاف منه». وترك داود التابوت في المكان الذي مات فيه عُزة، وكان ذلك المكان قرية جت، عند بيت رجل اسمه عوبيد أدم. وبارك الله عوبيد وبيته، فانتقل من الفقر إلى الغنى. ولما سمع داود أن الله بارك عوبيد ذهب عنه خوفه وقرر أن يُصعد التابوت إلى مدينة أورشليم. وفي هذه المرة عرف داود طريقة حمل التابوت، فجاء الكهنة وحملوا التابوت على أكتافهم كما يجب أن يفعلوا. وذبح الكهنة سبعة عجول وسبعة ثيران. ثم بعد ما تقدموا ستّ خطوات قالوا إن الرب أعانهم، فذبحوا ثوراً وعجلاً. وخرج الملك داود يهتف ويغني ويرقص ويسبح الله. وأدخل داود التابوت في مكانه وسط الخيمة التي نصبها له. وذبح ذبائح كثيرة للشكر على نقل التابوت وأعطى الشعب هدايا، ووعظهم أن يثبتوا في عبادة الرب. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يبارك بيته
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg بعد نهاية عبادة الله في الخيمة، رجع داود إلى بيته ليبارك أفراد أسرته. لم ينس أن عليه واجباً نحو أهل بيته، فأراد أن يشترك الجميع معه في الفرح المقدس. ومن هذا نتعلم ضرورة الاهتمام بالعبادة في بيوتنا. فإن كنا نتعبّد وسط الناس، يجب علينا أن نتعلم كيف نتعبّد في بيوتنا، كما قال يشوع: «أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ ظ±لرَّبَّ» (يشوع ظ¢ظ¤: ظ،ظ¥). ماذا تفعل لأهل بيتك؟ هل تشجعهم على العبادة؟ هل تصلي معهم في البيت؟ هل أنت قدوة طيبة لهم؟ لا تفشل إن كان أحد أفراد العائلة بعيداً عن الله، فإن حياتك الصالحة وقدوتك الطيبة ستكون رائحة ذكية لذلك الشخص البعيد، فيرجع إلى الله. ثق أن المحبة التي تبيّنها للشخص البعيد ستربحه للطريق الصحيح إلى الإيمان. وقبل أن ننهي تأملنا هذا، دعني أؤكد لك أننا يجب أن نقترب إلى الله بكثير من الاحترام. أحياناً نرتّل بدون انتباه، ونصلي حتى نظهر للناس أننا نصلي، وندخل بيت الله كعادة تعوّدناها، بغير تفكير في أننا نريد أن نمجد الله. دعنا نذكر دائماً أن رأس الحكمة هي مخافة الله. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يريد بناء بيت للرب
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg وضع داود التابوت في خيمةٍ مصنوعة من جلود الغنم. وعندما ذهب إلى قصره العظيم المبني من خشب الأرز الغالي الثمن، الذي أرسله إليه حيرام ملك صور، قال داود في نفسه: «ليس جيداً أن أسكن في قصر، وتابوت الله يسكن داخل خيمة من جلود الغنم». فدعا الملك داود ناثان النبي وقال له: «أريد أن أبني بيتاً للرب». وأُعجب ناثان النبي كثيراً بفكرة داود، فقال له: «افعل ما بقلبك لأن الرب معك». لكن يبدو أن ناثان النبي قال هذه الكلمة بناءً على رغبة قلبه هو، وكردّ فعل طبيعي تجاه رغبة داود، بغير أن يستشير الله. وعندما ذهب ناثان إلى بيته أعلن الله له في الليل أنه لا يوافق على فكرة أن يبني داود هيكلاً للرب، وقال الله لنبّيه ناثان إنه لم يسكن في بيت من قبل، وإنه لو كان يريد بيتاً لطلب من أحد قضاة بني إسرائيل أن يبني له البيت المطلوب، ثم قال: إن ابن داود هو الذي يبني البيت له، أما داود نفسه فلا يبني البيت، لأنه سفك دماً كثيراً، وقام بحروب عظيمة. غير أن الله أرسل لداود رسالة تشجيع. قال إن الله سيبني له بيتاً، وهذا معناه أن عائلته ستدوم في النجاح ويثبت كرسي مملكته إلى الأبد. وقال الله إنه سيجعل ابن داود ابناً له، فإذا تعوَّج يؤدبه ويسلط عليه البشر حتى يضايقوه، لكنه لا يرفضه ولا يطرده، ولن ينزع رحمته عن نسل داود كما سبق أن نزعها من الملك شاول. فرفع داود صلاة شكر إلى الله في مزمور ترنيم جميل، تحدث فيه عن محبة الله ومواعيده ورأى أنه لا يستحق هذا الفضل كله. قال: «أنت عرفت عبدك» - نعم عرف خطايا عبده، وضعفه، كما عرف محبته وغيرته، وتجاربه وضيقه. لقد عمل الله كل صلاح مع داود حسب قلب الرب وليس بحسب صلاح داود، ولا بسبب خير أتاه داود، بل بحسب مسرة قلب الله ورضى مشيئته. وختم داود صلاة شكره لله بأن طلب البركة على نفسه وعلى بيته. هل شعرت بفضل الله عليك.ماذا تريد أن تردّ للرب من أجل كل ما عمل معك؟ إن حاولت أن تقدم لله خدمة سيعطيك جزاءها، لأن الله لا ينسى تعب المحبة. ولقد قال السيد المسيح إن من يسقي أحداً كأس ماء بارد من أجل المسيح فلا يضيع أجره (متى ظ،ظ*: ظ¤ظ¢). |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود ينظم المملكة
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg كان داود ملكاً عظيماً، عرف أن المملكة يجب أن تُنظَّم حتى تسير في نجاح، فإن إلهنا إله نظام وليس إله تشويش. فنظَّم داود العبادة في الهيكل، ونظم الجيش ونظم حكام البلاد، واعتنى بمدرسة الأنبياء التي بدأها صموئيل النبي، والتي كانت تدِّرب خدام الله. وفي تنظيم خدمة الهيكل وجد أن هناك ثمانية وثلاثين ألف رجل من سبط لاوي، جعل منهم أربعة وعشرين ألفاً لخدمة عمل بيت الرب، وستة آلاف للقضاء، وأربعة ألاف يحرسون الهيكل، وأربعة آلاف للترتيل والتسبيح. ونظم داود الترنيم على آلات موسيقية وكتب الكثير من المزامير، وقوّى مدرسة الأنبياء لتعليم اللاويين الترتيل والشريعة. ثم نظم الجيش، وكان أقوى جزء منه الستمئة رجل الذين رافقوه في الصحراء عندما كان هارباً من شاول. ومن هؤلاء الرجال الستمئة أبطال سجلت لنا التوراة عظيم أعمالهم. ونظم داود حكم البلاد، فجعل لكل بلد حاكماً، ومنحه حرية الحكم في بلده. وكان الحكام يجتمعون اجتماعات دورية معاً للتشاور مع الملك داود ولمعاونته. لم يكن الملك داود يملك كما يريد، بل كان دوماً تحت سلطة النبي الذي كان يعلن له إرادة الله، وكان يخضع لهذه الإرادة. صحيح أن داود كان رجل الله، وكان نبي الله، وكان صاحب المزامير، ولكنه لم يكن ينفرد بالسلطة وحده، فقد كان دوماً يتشاور مع الحكام الذين يحكمون بلاد بني إسرائيل ومع رجال الدين. لا يمكن أن ينجح عمل بدون ترتيب، وهذا يعلمنا ضرورة الترتيب في بيوتنا وكنائسنا وعملنا. وعندما نتأمل حياة داود ونرى كيف أنه أحب الله بكل قلبه حتى أراد أن يبني للرب بيتاً، يمكن أن نلمس محبته لله التي وجدت خير الجزاء من الله. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الفصل الحادي عشر: داود يخطئ
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg حتى الآن رأينا رجلاً يصعد من لا شيء ليكون ملكاً عظيماً - من وراء الغنم إلى قصر الملك - إلى الانتصار، إلى المُلك في حبرون على سبط يهوذا، وأخيراً إلى المُلك في أورشليم على كل بني إسرائيل. ولقد أعطاه الله ملكاً عظيماً. كانت حياة داود حتى دراستنا الحالية نصرة تتلوها نصرة وكانت كل صفحة من حياته أكثر لمعاناً من الصفحة التي قبلها. كان يتقدم من مجد إلى مجد. ولكن داود سقط: ومنذ سقوطه بدأ في الهبوط، وكان كل يوم يحمل إليه خبراً سيئاً يحزن القلب. صحيح أنه لم يهلك، ولكنه انحدر ونزل في نظر نفسه، وفي نظر عائلته، وفي نظر شعبه. ونحن نسأل: هل تستحق الخطية كل الثمن المدفوع فيها؟ كان داود مثل البلبل الذي ارتفع في جو الصداقة مع الله، يرنم في السماء بفرح وابتهاج، وفجأة سقط على الأرض مكسور الجناح يصرخ طالباً رحمة الله. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
يجب أن نحترس
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg لا يجب أن نلوم داود لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا. في كل واحد منا شيء يقرِّبه إلى الله، وشيء آخر يشدُّه إلى الشر. فلنقف في حذر لئلا ندخل في تجربة، فإن رسول المسيحية بولس يحذرنا قائلاً: «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ» (ظ،كورنثوس ظ،ظ*: ظ،ظ¢). لذلك لنكن ساهرين صاحين، لأن الشيطان كأسد زائر يريد أن يبتلعنا. لا نظن أن فترة الشباب وحدها هي مرحلة الخطية، فإن داود جاز مرحلة الشباب في انتصار، ولكنه سقط في الخطية وهو كبير العمر. وليس على الخطية كبير، ففي اللحظة التي نبتعد فيها عن الله نهوي إلى الشر. ولكن لتكن لنا ثقة بالله، فلا نفشل إن سقطنا، لأننا بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يُعلن في الزمان الأخير (ظ،بطرس ظ،: ظ¥). وإن سقطنا يجب أن نجري بسرعة إلى الرب ونطلب منه الغفران، عالمين وعد السيد المسيح المبارك: «وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ظ±لأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي ظ±لَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ ظ±لْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَظ±لآبُ وَاحِدٌ» (يوحنا ظ،ظ*: ظ¢ظ¨-ظ£ظ*). |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
غلطة داود
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg كان بنو إسرائيل يحاربون بينما كان داود مستريحاً في قصره في أورشليم. وفي كسله وراحته زاره فكرٌ شرير، ورحَّب داود به، وانتزع امرأةً زوجة رجل. وكان داود قد سبق أن شجع هذا الضيف الشرير أن يزوره، فقد سبق أن تزوج سيدتين وهو في البرية، ثم تزوج خمس سيدات وهو في حبرون، ثم تزوج بعدد آخر وهو في أورشليم، وأضاف إلى كل زوجاته ست عشرة سُريّة. وعندما جاء الضيف الشرير إلى داود مرة أخرى أخطأ داود وأخذ نعجة الرجل الفقير. ويظهر أن النجاح الذي عاش فيه جعله ينسى الحذر، فلم ينتبه وسقط. ولكن شكراً لله أنه لم يترك داود في خطيته، إذ أرسل إليه ناثان النبي لينبِّهه. واستيقظ داود ليبكي على خطيته، وكتب المزمور الحادي والخمسين اعترافاً. وينقسم هذا المزمور إلى ثلاثة أقسام: طلب داود الغفران، ثم طلب التطهير، ثم طلب أن يعيده الله إلى خدمته. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
اعتراف داود
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg اعترف داود بالخطية التي ارتكبها، واستعمل كلمات مختلفة في وصفها. قال أنه ارتكب «معصية». والمعصية هي الثورة ضد الله. وقال إنه عمل «إثماً» والإثم هو العَوَج. والذي يرتكب الإثم يحب الطريق الأعوج. وقال إنه ارتكب «الخطيئة» والخطيئة هي عدم إصابة الهدف. لم يصب داود هدف وجوده في الحياة وأخطأ. وقال إنه عمل الشر، والشر هو عبور الخط الذي رسمه الله لنا، فقد وضع الله لنا حدوداً، والشرير هو الذي يعبر الخط إلى عالم الممنوع. وفي طلب الغفران طلب داود أن «يمحو» الله معاصيه، كأن الخطيئة مكتوبة في كتاب، وداود يطلب من الله أن يمحوها. وقال لله: «ظ±غْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي». والغسل هنا هو بالخبط على حجر ليخرج الطين من الملابس القذرة، وكأن داود يطلب من الله أن يخبطه حتى يُخرج منه قذر الخطية. ثم يقول داود: «وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي». ثم يقول: «طَهِّرْنِي بِظ±لّزُوفَا فَأَطْهُرَ». والتطهير بالزوفا هو استخدام الأعشاب التي كان بنو إسرائيل يغمسونها في الدم ليغطوا باب بيوتهم أثناء عيد الفصح، تذكاراً لوجود الدم على العتبة العليا وعلى قائمتي الباب، حتى لا يهلكهم الملاك المهلك. ومن يطهرنا إلا السيد المسيح؟ ثم يقول داود للرب: «ظ±سْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ». وهذه فكرة الكفارة - وضع غطاء على الخطيئة حتى لا يراها الله. ودم المسيح هو الغطاء الذي يغطي الخاطئ ويستره. أيها القارئ الكريم، هل في قلبك ثورة ضد كلام الله؟ هل فيك عوج وعدم استقامة؟ هل عجزت عن أن تصيب الهدف؟ هل عبرت الحدود التي رسمها الله لك؟... إذاً تعال إلى الله واطلب منه أن يمحو خطاياك ويسترك. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يطلب التطهير https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg بعد أن طلب الغفران طلب التطهير. الغفران هو أن الله يسامحنا على ماضينا، والتطهير هو أن يعطينا الله القلب النقي الذي لا يحب الخطيئة. ونحن نحتاج بعد الولادة الجديدة إلى التطهير. تحتاج أيها التاجر إلى الاستقامة في تجارتك، كما تحتاجها أيها العامل وأنت تقوم بعملك. تحتاجها أيها التلميذ وأنت تجوز امتحاناتك، إذ يغسل الله قلوبنا من الشر حتى لا نحب الشر، وتتغير ميولنا من جهة الخطية. تعال بنا نرى كيف طلب داود التطهير من الله، لنطلب نحن أيضاً منه أن يطهرنا.
|
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يطلب فرصة للخدمة
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg بعد أن طلب داود من الله الغفران والتطهير، عاد يطلب من الله أن يعطيه فرصة الخدمة.
يا ليتنا نعترف إلى الله بعد أن نخطئ، لنجد من الله مغفرة لخطايانا. لا تترك الخطية دون أن تعترف بها، فالمرنم يقول: «قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي» (مزمور ظ£ظ¢: ظ¥). |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الفصل الثاني عشر: أبشالوم يثور على أبيه
https://upload.chjoy.com/uploads/161686397990841.jpg رأينا كيف أخطأ داود إلى الله. وقد بدأ يحصد أجرة الخطيئة التي وقع فيها. بدأ الفساد ينخر بيته ثم مملكته، فقد ثار أبشالوم ابنه ضده، وجمع جيشاً كبيراً، وكاد يحدث انقلاباً في المملكة ضد أبيه، فهرب داود من عاصمة مُلكه، ودخلها أبشالوم بعده. وذهب داود إلى الصحراء حزيناً مكسور القلب. ولولا أن الرب تدخَّل وأنقذه، لكان ضاع، ولكن الله لم ينزع رحمته عنه ولا عن بيته، فأنقذه في اللحظة الأخيرة. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
سبب ثورة أبشالوم https://upload.chjoy.com/uploads/161686397990841.jpg ترى لماذا فكر أبشالوم بن داود أن يثور على أبيه؟ هناك عدة أسباب يمكن أن نجدها في التوراة.
|
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
كيف قام أبشالوم بثورته https://upload.chjoy.com/uploads/161686397990841.jpg حاول أبشالوم أن يسرق قلوب الشعب، فجعل يتظاهر أمامهم أنه لا يوجد عدل في المملكة، وأنه لو تولاّها وأصبح هو الملك لأجرى العدل والقضاء لجميع المظلومين، فأحبّه الشعب وجعلوا يتطلعون إلى اليوم الذي يعتلي فيه العرش. بعد أن اطمأن أبشالوم إلى أن الشعب أحبه وتعلّق به قال لأبيه إنه نذر للرب نذراً في حبرون، وطلب الإذن أن يذهب ليقدم تقدمات للرب، فسمح داود له، وهو لا يعلم أن ابنه قد دبّر انقلاباً ضده. وأرسل أبشالوم جواسيس في كل البلاد لينادوا في وقت واحد أنه قد ملك، حتى إذا سمع الناس صوت البوق يخرجون وراءه. وأخذ أبشالوم معه مئتي رجل من عظماء المملكة، لا يعرفون فكرة الثورة ضد داود. وقد أراد أبشالوم أن يكون هؤلاء الرجال مشيرين له. وعندما سمع داود بخبر الثورة وعرف أن كثيرين تبعوا أبشالوم هرب من أورشليم هو والمخلصون له. ولكنه رفض أن يأخذ معه تابوت الرب المقدس، وطلب من الكاهن أن يُرجع التابوت إلى مكانه. كان داود يعلم أن إله العهد معه، فإذا قبل توبته أرجعه إلى أورشليم بسلام ليعبده هناك. مع أن داود أخطأ، إلا أنه كان يدرك أن الرب راعيه. لقد قال هو: «اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ ظ±لرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ ظ±لْبِرِّ مِنْ أَجْلِ ظ±سْمِهِ» (مزمور ظ¢ظ£: ظ،-ظ£). كان داود يعلم أنه حتى لو كان أخطأ فإن الله لا بد أن يردّ نفسه إلى سبل البر، سواء كان تابوت العهد معه أو لم يكن، فإن الله الحيّ الدائم الوجود معه يؤازه. هرب داود من أورشليم ومعه أصدقاؤه المخلصون له، وطلب من مشيره وصديقه حوشاي أن يذهب إلى أبشالوم ليتكلم ضد مشورة رجل اسمه أخيتوفل الجيلوني، كان قد تبع أبشالوم. كان داود حزيناً لأن أخيتوفل الذي انضم إلى أبشالوم كان صديقاً له، ومع ذلك فقد خانه. وفي هذا كتب داود مزموره الخامس والخمسين وقال فيه: «فَرِّقْ أَلْسِنَتَهُمْ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ظُلْماً وَخِصَاماً فِي ظ±لْمَدِينَةِ... لأَنَّهُ لَيْسَ عَدُوٌّ يُعَيِّرُنِي فَأَحْتَمِلَ. لَيْسَ مُبْغِضِي تَعَظَّمَ عَلَيَّ فَأَخْتَبِئَ مِنْهُ. بَلْ أَنْتَ إِنْسَانٌ عَدِيلِي، إِلْفِي وَصَدِيقِي، ظ±لَّذِي مَعَهُ كَانَتْ تَحْلُو لَنَا ظ±لْعِشْرَةُ. إِلَى بَيْتِ ظ±للّظ°هِ كُنَّا نَذْهَبُ فِي ظ±لْجُمْهُورِ» (مزمور ظ¥ظ¥: ظ©-ظ،ظ¤). |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
نهاية الثورة https://upload.chjoy.com/uploads/161686397990841.jpg وسار أبشالوم وأصحابه من حبرون إلى أورشليم، وهناك أشار أخيتوفل أن يهاجم أبشالوم دواد أباه مباشرة. ولكن حوشاي أشار مشورة ضد مشورة أخيتوفل. قال أن يتأخر أبشالوم حتى يجمع رجالاً من كل أسباط إسرائيل، ثم يسير معهم ليحارب أباه. وأُعجب أبشالوم بمشورة حوشاي، مع أن مشورة أخيتوفل كانت أفضل لأن الله لم يُرد لثورة أبشالوم أن تنجح. وأسرع حوشاي يخبر داود عن عزم أبشالوم على الهجوم على أبيه بعد أن يدعو كل أسباط إسرائيل. وكان الوقت الذي قضاه أبشالوم في جمع أسباط بني إسرائيل يكفي لأن يعبر داود نهر الأردن ويهرب إلى محنايم، ويستعد مع الرجال الذين معه للموقعة. وأقام أبشالوم قائداً على جيشه ونزل إلى محنايم. وقسم داود جيشه إلى ثلاثة أقسام، وحارب جيشُ داود جيشَ أبشالوم ابنه، وانتصر. في ذلك اليوم مات من جيش أبشالوم عشرون ألفاً، وكان عدد الذين ماتوا بين أشجار الغابة أكثر من الذين ماتوا بالسيف. وكان من ضمن القتلى أبشالوم نفسه. كان راكباً على بغل، دخل تحت أغصان شجرة بطم، فتعلَّق رأس أبشالوم في غصن، ومرّ البغل وبقي أبشالوم معلقاً من شعره الغزير في فرع تلك الشجرة. وعرف يوآب قائد جيش داود بمكان أبشالوم، فأخذ ثلاثة سهام ضربها في قلب أبشالوم وهو حي، فقتله، ودفنوه في حفرة كبيرة بالقرب من المكان الذي مات فيه، وأقاموا عليه كومة كبيرة من الحجارة، حسب عادة اليهود في تحقير المجرمين. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يبكي ولده
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg وعندما عرف داود أن أبشالوم مات جعل يبكي بكاء مراً. وجلس الشعب حائراً حزيناً ليس لهم ملك. داود هرب من الأرض أمام أبشالوم ومات أبشالوم مقتولاً، والملك ليس في عاصمته. عرف داود أن أهله الذين هم سبط يهوذا لن يتحركوا ليدعوه ليعود إلى عاصمته لأنهم كانوا في خجل شديد بسبب مؤازرتهم للانقلاب، فأرسل إليهم كاهنين يقولان لهم إنه غفر لهم، وينتظر منهم أن يُرجعوه إلى عرشه. ثم أرسل لعماسا قائد جيش أبشالوم ووعده أن يجعله رئيس جيشه، وقصد داود بذلك أن يُرضي رجال يهوذا، كما قصد أن يُرضي الذين آزروا ابنه. وقبل رجال يهوذا كلام الملك وأرسلوا إليه يقولون: «ارجع أنت وعبيدك». فرجع الملك داود ليملك، ولاقاه الشعب عند نهر الأردن. وجاء إليه كثيرون يوضحون له محبتهم ويهنئونه بسلامة الرجوع. لقد كان ذلك اختباراً مراً جاز فيه داود، لكن الله أنقذه. صحيح أن داود خسر ولده لكنه تعلم درساً من جديد في محبة الله له. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الفصل الثالث عشر: نشيد الخلاص
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg مات داود ودُفن في أورشليم وله من العمر سبعون سنة. وكان قد ملك أربعين سنة: سبع سنين في حبرون، وثلاثاً وثلاثين سنة في أورشليم. رقد ملك عظيم ومرنم عظيم وإنسان عظيم. رقد صاحب المزامير الذي كان حسب قلب الله، وأيُّ إنسان يحيا ولا يرى الموت؟ في ختام حياة داود ردَّد مزموراً جميلاً، سجل فيه شعوره من نحو الإله المحب المنقذ. نجده في الأصحاح الثاني والعشرين من سفر صموئيل الثاني، كما نجده مع تغيير بسيط في المزمور الثامن عشر. والأغلب أن داود كتب مزموره ليستعمله كل الشعب في العبادة الجمهورية. في مقدمة المزمور يتكلم عن علاقته بالرب، ثم يصف الضيقات التي جاز فيها، وكيف خلَّصه الرب منها. وأخيراً يشرح الطريقة التي أنقذه الرب بها. ثم يلخص عمل الرب معه ويرفع شكره لله منتظراً مجيء المسيح من نسله. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
علاقة داود بالرب
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg يتحدث داود في الأعداد الأربعة الأولى من مزموره الثامن عشر عن علاقته بالله فيقول: «ظ±لرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلظ°هِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي» (مزمور ظ،ظ¨: ظ¢). وفي هذه الآيات نرى داود في ضعفه وهجوم الأعداء عليه، لكنه يرى الله في قوته ينقذ ويخلّص وينجي. يقول عن الله إنه الصخر، فيه الحماية، ويقول إنه الترس الذي يحفظ ويحمي من سهام العدو، ويقول إنه الملجأ والمناص، أي النصيب. يدعو الله في كل حين فيخلّصه. ليس لنا إلا الضعف والخطأ نلجأ بهما إلى الله، وعنده نجد الخلاص، بمعنى الشفاء والإنقاذ. أسرِع إلى الرب في كل ضيقة، وسينقذك كما أنقذ داود. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
خلاص داود بالرب
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg ويمضي داود في مزموره فيتكلم عن الضيقات والخلاص. يقول إن الضيق مثل الأمواج التي تُغرق، والسيول التي تجرف. كان الضيق الذي جاء عليه من الحيل والغش مثل حبال الهاوية ومثل القبر. هذه الأخطار اكتنفت داود، وأحاطت به وأفزعته. وفي وسط هذه كلها صرخ إلى الله. ويشرح داود خلاص الله الذي جاء إليه بطريقة غريبة مدهشة، ويستعمل تعبيرات بشرية تشرح ما عمل الله معه. إنه يصور الله في صورة جبار عظيم، أقبل إلى معونته بعد أن نزل من سمائه. يقول إن الله جاء لخلاصه في نار ورعودٍ وبرق. وعند مجيء الله إليه ارتعدت الجبال التي هي أسس السماوات، وطأطأ الله السماوات حين نزل لينقذ عبده وليظهر قوته للعالم، والضباب تحت رجليه، بمعنى أن طرقه لا يمكن أن يفهمها البشر، كأن كلام الله نار وكأنه جمر. يقول داود إن الله ركب على كروب، والكروب يرمز إلى الملاك الذي يخدم الله، وكأن الله وملائكته جاءوا ينجدون داود. ما أكرم رحمة الله لأولاده. إن الله يعمل المعجزات. هل أنت في ضيق حتى كأن حبال الهلاك تسحبك؟ هل أحاطت بك المكائد؟ هل تضايقك الأهوال؟ توجّه إلى الله واطلب وجهه تجد الإنقاذ والنجاة. ثم يتقدم داود ليشرح الطريقة التي أنقذه الرب بها. إنه يصف نفسه بالطهارة والكمال والبر. ونحن نعلم أن صلاح المؤمن وبرَّه ليسا منه، لكنهما من الله. لنا البر الذي من الله بالإيمان، وهو الذي يبرر الخاطئ. ليس عند داود بر ولا طهارة ولا كمال من نفسه، ولكن الله هو الذي برره من بعد شره، وهو الذي نقل عنه خطيته وستر إثمه وطهَّره، فابيضّ أكثر من الثلج. هل أخذت من الله غفران خطاياك؟ أسرع وصلِّ إليه قائلاً: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ». قبل الله داود، لأن الله رحيم. وظل يعامله بهذه الرحمة الإلهية. ويقول داود إن الله سراجه، وإنه ينير ظلمته، وظلمة الخوف من الأعداء وظلمة الضيق من المضايقين. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
صورة الرب في نظر داود
https://upload.chjoy.com/uploads/160943191435462.jpg ثم يلخص داود عمل الله معه، ويقدم ثلاثة أوصاف للرب:
وفي الآيتين الأخيرتين يقدم داود شكراً ويعبر عن الانتصار. يرفع الشكر القلبي وينتظر الخلاص الكامل في المسيح الآتي. تُرى هل نذكر الله بعد نجاتنا ونشكره؟ ما أكثر الذين يأخذون من الله، ولكنهم يمضون وينسون. على أن داود جاء يشكر. ونحن اليوم نتمتع بالخلاص الكامل في المسيح وننتظر مجيئه ثانيةً من السماء. أيها القارئ الكريم، كن مع الله لتكون حياتك ترنيمة فرح دائم. وكما كان داود صاحب المزامير يمكن أن تكون أنت مؤمناً فرحاناً دائماً، لأن الله يحبك، ولأنك تسلك معه. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
سليمان الحكيم
الفصل الرابع عشر: سليمان يملك https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg سليمان إمام الحكماء هو ملك بني إسرائيل، الذي خلف أباه الملك داود على العرش، وملك أربعين سنة. وكان أعظم ملك. ومع أن الملك سليمان عاش منذ ثلاثة آلاف سنة. إلا أن اسمه لا زال مشهوراً في العالم كله، بحكمته وبعظمة مملكته. ولقد وصلتنا تقاليد كثيرة من الأيام القديمة تروي عظمة قوة سليمان وإنجازاته وروعة حكمته، وربما كانت بعض هذه الاخبار صحيحة. على أن الكتاب المقدس يحتوي القصة الصحيحة عن حياة سليمان وعن مُلكه. وفي كتابنا هذا سنعتمد على الكتاب المقدس كالمرجع الوحيد لحياة سليمان، هذا الملك العظيم. كان سليمان أصغر أبناء الملك داود من زوجته بثشبع. وُلد في أورشليم عاصمة ممكلة داود حوالي سنة ظ©ظ§ظ* قبل ميلاد السيد المسيح. وكان الله قد قال للملك داود إن ابنه هذا سوف يصبح خليفته على العرش وقال له: «يُولَدُ لَكَ ظ±بْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ ظ±سْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لظ±ِسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ظ±بْناً، وَأَنَا لَهُ أَباً وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى ظ±لأَبَدِ» (ظ،أخبار ظ¢ظ¢: ظ© وظ،ظ*). وسليمان اسم عبري معناه «رجل سلام». ولقد أطلق الله على سليمان اسماً آخر - سمّاه «يديديا» أي محبوب الرب (ظ¢صموئيل ظ،ظ¢: ظ¢ظ¤، ظ¢ظ¥). |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
داود يختار سليمان خليفة له
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg عندما بلغ داود السبعين من عمره أراد ابنه الأكبر أدونيا أن يأخذ المملكة من أبيه، وأن يجلس على عرشه. ولكن بثشبع أم سليمان أسرعت إلى داود تقول: «أَنْتَ يَا سَيِّدِي حَلَفْتَ بِظ±لرَّبِّ إِلظ°هِكَ لأَمَتِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ظ±بْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي. وَظ±لآنَ هُوَذَا أَدُونِيَّا قَدْ مَلَكَ. وَظ±لآنَ أَنْتَ يَا سَيِّدِي ظ±لْمَلِكُ لاَ تَعْلَمُ ذظ°لِكَ... وأَعْيُنُ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ نَحْوَكَ لِتُخْبِرَهُمْ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ سَيِّدِي ظ±لْمَلِكِ بَعْدَهُ» (ظ،ملوك ظ،: ظ،ظ§-ظ¢ظ*). وعندما عرف الملك داود من مصادر أخرى أن ابنه أدونيا قد حاول اغتصاب المُلك منه، أصدر أوامره بتجليس سليمان على العرش وقال: «حَيٌّ هُوَ ظ±لرَّبُّ ظ±لَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقَةٍ إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِظ±لرَّبِّ إِلظ°هِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ظ±بْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضاً عَنِّي، كَذظ°لِكَ أَفْعَلُ هظ°ذَا ظ±لْيَوْمَ» (ظ،ملوك ظ،: ظ¢ظ©-ظ£ظ*). وأمر الملك داود صادوق الكاهن وناثان النبي وبقية قادة المملكة أن يُركبوا سليمان ابنه على البغلة التي له وينزلوا به إلى جيحون ليمسحه صادوق الكاهن هناك ملكاً. وأمر بأن يُضرب بالبوق وأن يقولوا: «لِيَحْيَ ظ±لْمَلِكُ سُلَيْمَانُ» (ظ،ملوك ظ،: ظ،ظ¦-ظ£ظ©). ولما تمت هذه المراسيم جاء رجال الملك يهنئون ملكهم داود قائلين: «يَجْعَلُ إِلظ°هُكَ ظ±سْمَ سُلَيْمَانَ أَحْسَنَ مِنِ ظ±سْمِكَ، وَكُرْسِيَّهُ أَعْظَمَ مِنْ كُرْسِيِّكَ. فَسَجَدَ ظ±لْمَلِكُ عَلَى سَرِيرِهِ. وَأَيْضاً هظ°كَذَا قَالَ ظ±لْمَلِكُ: مُبَارَكٌ ظ±لرَّبُّ إِلظ°هُ إِسْرَائِيلَ ظ±لَّذِي أَعْطَانِيَ ظ±لْيَوْمَ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي وَعَيْنَايَ تُبْصِرَانِ» (ظ،ملوك ظ،: ظ¤ظ§، ظ¤ظ¨). ولما قربت أيام وفاة الملك داود، جاء بابنه سليمان وأوصاه قائلاً: «أَنَا ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ ظ±لأَرْضِ كُلِّهَا. فَتَشَدَّدْ وَكُنْ رَجُلاً. اِحْفَظْ شَعَائِرَ ظ±لرَّبِّ إِلظ°هِكَ إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، لِتُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ. لِيُقِيمَ ظ±لرَّبُّ كَلاَمَهُ ظ±لَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنِّي قَائِلاً: إِذَا حَفِظَ بَنُوكَ طَرِيقَهُمْ وَسَلَكُوا أَمَامِي بِظ±لأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ» (ظ،ملوك ظ¢: ظ،-ظ¤). وطالب الملك داود ابنه سليمان أن يُدير العدل في المملكة، وأن يقتصَّ من المجرمين الذين ثاروا ضده. وكلَّفه أن يقيم بيتاً للرب، وقال له: «يَا ظ±بْنِي، قَدْ كَانَ فِي قَلْبِي أَنْ أَبْنِيَ بَيْتاً لظ±ِسْمِ ظ±لرَّبِّ إِلظ°هِي. فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ ظ±لرَّبِّ: قَدْ سَفَكْتَ دَماً كَثِيراً وَعَمِلْتَ حُرُوباً عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتاً لظ±ِسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى ظ±لأَرْضِ أَمَامِي. هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ظ±بْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ ظ±سْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لظ±ِسْمِي... يُعْطِيكَ ظ±لرَّبُّ فِطْنَةً وَفَهْماً وَيُوصِيكَ بِإِسْرَائِيلَ لِحِفْظِ شَرِيعَةِ ظ±لرَّبِّ إِلظ°هِكَ. حِينَئِذٍ تُفْلِحُ... تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. هَئَنَذَا فِي مَذَلَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ ظ±لرَّبِّ ذَهَباً» (ظ،أخبار ظ¢ظ¢: ظ¦-ظ،ظ¤). وجعل داود يحصر لسليمان كمية الذهب والفضة والنحاس والأخشاب التي جهزها لبناء بيت الرب. وطلب من سليمان أن يقوم بالبناء. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
سليمان ينفِّذ وصايا أبيه
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg وعندما تولى سليمان المُلك نفذ الوصايا التي أوصاه أبوه بها، فجعل يُرسي قواعد العدل في المملكة، ووقع العقاب على كثيرين من المجرمين الذين لم يكن داود قد وقع العقاب عليهم. ثم أخذ يبني بيتاً للرب، استغرق بناؤه سبع سنوات، على مثال الرسم الذي أعطاه الله لموسى، ولكن بضعف الحجم الذي بنى به موسى خيمة الاجتماع. ورفع الملك داود صلاة من أجل ابنه، قال: «أَعْطِهِ قَلْباً كَامِلاً لِيَحْفَظَ وَصَايَاكَ، شَهَادَاتِكَ وَفَرَائِضَكَ، وَلِيَعْمَلَ ظ±لْجَمِيعَ، وَلِيَبْنِيَ ظ±لْهَيْكَلَ ظ±لَّذِي هَيَّأْتُ لَهُ» (ظ،أخبار ظ¢ظ©: ظ،ظ©). وتقول التوراة إن الرب عظَّم الملك سليمان جداً في أعين جميع بني إسرائيل، وجعل عليه جلالاً ملكياً لم يكن على ملك قبله (ظ،أخبار ظ¢ظ©: ظ¢ظ¥). عندما نسمع الصلاة التي رفعها داود من أجل ابنه سليمان، نشكر الله من أجل كل أب تقي يرفع صلاة من أجل ابنه، ليُلهم الله ابنه حياة التقوى والصلاح. قد يترك الآباء لأولادهم ثروات كبيرة، لكن أجمل ثروة يمكن أن يتركها أب لابنه هي ثروة التقوى. عزيزي القارئ، اترك لابنك قدوة حسنة بسلوكك اليومي الصالح وصلِّ من اجل ابنك لينشأ صالحاً، فلا بد أن يستجيب الله الصلاة. وإن كان لديك ابن ضال بعيد عن الله، فأرجوك أن تصلي من أجله، لكي يرجع إلى الله ويتوب، فلا بد أن الله يستجيب لك من أجل أولادك، كما استجاب صلاة داود من أجل سليمان، الذي تقول التوراة عنه: «جلس سليمان على كرسي داود أبيه وتثّبت مُلكه جداً». |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الفصل الخامس عشر: سليمان يختار الحكمة
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg كان أول ما فعله سليمان بعد توليه الحكم أنه عقد صلحاً مع ملك مصر وتزوج واحدة من بناته، ولقد كان ذلك مصدر أمن لسليمان. وتزوج سليمان بكثيرات بعد ذلك لأغراض دبلوماسية، فبقي بنو إسرائيل أربعين سنة، هي مدة حكم سليمان، في سلام بغير حرب. وأغلب الظن أن فرعون الذي تزوج سليمان بابنته هو «بسيناسيس»، وأغلب الظن أن ابنة فرعون لما تزوجت سليمان دانت بالدين اليهودي، ومما يؤيد ذلك أنه في آخر حياة سليمان، لما بنى مرتفعات لآلهة نسائه الأجنبيات لم يُذكر أنه بنى مرتفعة لآلهة مصر. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
سليمان يتعبّد
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg بعد ما تولى سليمان الحكم، ذهب إلى مدينة جبعون، وهي مدينة لسبط بنيامين تقع على بُعد ثمانية كيلو مترات شمال أورشليم، واسمها اليوم «الجيب»، وموقعها على قمة هضبة، في أسفلها ينبوع ماء، فكانت مكاناً ملائماً لتقديم الذبائح. وكانت خيمة الاجتماع التي أقامها موسى موجودة في جبعون وبها مذبح النحاس، فدُعي المكان: «المرتفعة العظمى». وهناك أصعد سليمان ألف محرقة على ذلك المذبح (ظ،ملوك ظ£: ظ،-ظ¤). وتقول لنا التوراة إن مسكن الرب الذي عمله موسى في البرية ومذبح المحرقة كانا في ذلك الوقت في المرتفعة في جبعون، وكانت الذبائح التي قدمها سليمان عظيمة توافق عظمة الملك، وتبّين تكريسه للرب في أول مُلكه. وحضر تقديم تلك الذبائح رؤساء جميع بني إسرائيل، فكانت علامة اتحادهم جميعاً في عبادة واحدة للإله الواحد. وبعد أن قدّم سليمان تلك الذبائح، ظهر الرب لسليمان في حلم ليلاً وقال له: «ظ±سْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ». فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرٍّ وَظ±سْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَكَ، فَحَفِظْتَ لَهُ هظ°ذِهِ ظ±لرَّحْمَةَ ظ±لْعَظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ ظ±بْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهظ°ذَا ظ±لْيَوْمِ. وَظ±لآنَ أَيُّهَا ظ±لرَّبُّ إِلظ°هِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ ظ±لْخُرُوجَ وَظ±لدُّخُولَ. وَعَبْدُكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ ظ±لَّذِي ظ±خْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ ظ±لْكَثْرَةِ. فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ ظ±لْخَيْرِ وَظ±لشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدُِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ ظ±لْعَظِيمِ هظ°ذَا؟». وكانت إجابة سليمان هذه سبب رضى الله عليه، فَقَالَ لَهُ ظ±للّظ°هُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هظ°ذَا ظ±لأَمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ ظ±لْحُكْمَ، هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي ظ±لْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ» (ظ،ملوك ظ£: ظ¥-ظ،ظ¤). واستيقظ سليمان وإذا هو حلم. فامتلأت نفسه بالرضى والسرور. لقد سُرَّ سليمان بالحق في الباطن، فطلب عقله الباطن أثناء نومه حكمة، لأنه كان يقّدر المسئولية العظمى الموضوعة على كتفيه. وعندما عاد إلى أورشليم وقف أمام تابوت عهد الرب وأصعد محرقات وقرَّب ذبائح سلامة وعمل وليمة لكل عبيده. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
سليمان المتواضع
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg قال سليمان للرب: «أَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ ظ±لْخُرُوجَ وَظ±لدُّخُولَ». هذه الروح الجميلة هي روح متواضعة، ترغب في أن تتعلم. وما أحوجنا أن نقف أمام الله دائماً في تواضع، نطلب منه أن يعلمنا وأن يعطينا الحكمة. ويقول لنا الإنجيل المقدس: «إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ ظ±للّظ°هِ ظ±لَّذِي يُعْطِي ظ±لْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلظ°كِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ ظ±لْبَتَّةَ، لأَنَّ ظ±لْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ ظ±لْبَحْرِ تَخْبِطُهُ ظ±لرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذظ°لِكَ ظ±لإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ ظ±لرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَلْيَفْتَخِرِ ظ±لأَخُ ظ±لْمُتَّضِعُ بِظ±رْتِفَاعِهِ، وَأَمَّا ظ±لْغَنِيُّ فَبِظ±تِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ ظ±لْعُشْبِ يَزُولُ. لأَنَّ ظ±لشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِظ±لْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ ظ±لْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هظ°كَذَا يَذْبُلُ ظ±لْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ» (يعقوب ظ،: ظ¥-ظ،ظ،). أيها القارئ الكريم، لو أن الله قال لك: «اسأل ماذا أعطيك؟». لا بد أن هذه تكون نقطة تحوُّل في حياتك. ماذا عساك تقول؟ إلى أي شيء يشتاق قلبك أكثر مما يمكن أن تمنحه لك الأرض والأصحاب المحيطون بك؟ هل ترغب في أن تعرف الله معرفة أكبر؟ هل تشتاق أن تتقدس أكثر في محبة الله؟ استمع إلى ما قال نبي الله داود في مزموره السابع والعشرين: «وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ ظ±لرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ ظ±لرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ ظ±لرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ. لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ ظ±لشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي. وَظ±لآنَ يَرْتَفِعُ رَأْسِي عَلَى أَعْدَائِي حَوْلِي، فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ ظ±لْهُتَافِ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ» (مزمور ظ¢ظ§: ظ¤-ظ¦). |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
سليمان الحكيم
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg ظهرت حكمة سليمان في كثير من المواقف. تذكر التوراة المقدسة لنا منها قصة تقول إن امرأتين أتتا إلى الملك سليمان ووقفتا بين يديه. قالت إحداهما: «ظ±سْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. إِنِّي أَنَا وَهظ°ذِهِ ظ±لْمَرْأَةُ سَاكِنَتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ وَلَدْتُ مَعَهَا فِي ظ±لْبَيْتِ. وَفِي ظ±لْيَوْمِ ظ±لثَّالِثِ بَعْدَ وِلاَدَتِي وَلَدَتْ هظ°ذِهِ ظ±لْمَرْأَةُ أَيْضاً، وَكُنَّا مَعاً وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا غَرِيبٌ فِي ظ±لْبَيْتِ. فَمَاتَ ظ±بْنُ هظ°ذِهِ فِي ظ±للَّيْلِ لأَنَّهَا ظ±ضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ. فَقَامَتْ فِي وَسَطِ ظ±للَّيْلِ وَأَخَذَتِ ظ±بْنِي مِنْ جَانِبِي وَأَمَتُكَ نَائِمَةٌ، وَأَضْجَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا، وَأَضْجَعَتِ ظ±بْنَهَا ظ±لْمَيِّتَ فِي حِضْنِي. فَلَمَّا قُمْتُ صَبَاحاً لأُرَضِّعَ ظ±بْنِي إِذَا هُوَ مَيِّتٌ. وَلَمَّا تَأَمَّلْتُ فِيهِ فِي ظ±لصَّبَاحِ إِذَا هُوَ لَيْسَ ظ±بْنِيَ ظ±لَّذِي وَلَدْتُهُ». وجعلت كلٌّ من السيدتين تتهم الأخرى أن ابن زميلتها هو الميت وأن ابن المتكلمة هو الحي. وهنا قال الملك سليمان: «اِيتُونِي بِسَيْفٍ». فَأَتُوا بِسَيْفٍ فَقَالَ ظ±لْمَلِكُ: «ظ±شْطُرُوا ظ±لْوَلَدَ ظ±لْحَيَّ ظ±ثْنَيْنِ، وَأَعْطُوا نِصْفاً لِلْوَاحِدَةِ وَنِصْفاً لِلأُخْرَى». فقالت الأم الحقيقية: «ظ±سْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. أَعْطُوهَا ظ±لْوَلَدَ ظ±لْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ». أما المرأة التي كانت تدّعي أمومة الولد فقالت: «اُشْطُرُوهُ» (ظ،ملوك ظ£: ظ،ظ§-ظ¢ظ¦). عندئذ أصدر الملك سليمان أمره أن يُعطى الولد الحيّ لأمه الحقيقية التي أشفقت عليه. |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
سليمان ينظم مملكته
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg ظهرت حكمة سليمان في تنظيم شئون المملكة. كان الملك داود قد هزم كثيراً من الدول المحيطة به، فورث سليمان مملكة عظيمة من نهر الفرات في الشرق إلى حدود مصر في الغرب والجنوب، وتمتع الشعب بسلام كبير في فترة حكمه. وتقول التوراة: «وَكَانَ سُلَيْمَانُ مُتَسَلِّطاً عَلَى جَمِيعِ ظ±لْمَمَالِكِ مِنَ ظ±لنَّهْرِ إِلَى أَرْضِ فِلِسْطِينَ وَإِلَى تُخُومِ مِصْرَ. كَانُوا يُقَدِّمُونَ ظ±لْهَدَايَا وَيَخْدِمُونَ سُلَيْمَانَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ... لأَنَّهُ كَانَ مُتَسَلِّطاً عَلَى كُلِّ مَا عَبْرَ ظ±لنَّهْرِ مِنْ تَفْسَحَ إِلَى غَزَّةَ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ عَبْرِ ظ±لنَّهْرِ، وَكَانَ لَهُ صُلْحٌ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ حَوَالَيْهِ» (ظ،ملوك ظ¤: ظ¢ظ،-ظ¢ظ¤). ولم يكن سليمان متسلطاً فقط على الملوك، بل كان موضع احترامهم وإجلالهم. فتقول التوراة أيضاً: «وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ ظ±لأُمَمِ حَوَالَيْهِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ ظ±لشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ ظ±لأَرْضِ ظ±لَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ» (ظ،ملوك ظ¤: ظ£ظ، وظ£ظ¤). وتقول التوراة أيضاً: «وَكَانَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ كَثِيرِينَ كَظ±لرَّمْلِ ظ±لَّذِي عَلَى ظ±لْبَحْرِ فِي ظ±لْكَثْرَةِ. يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَفْرَحُونَ. وَسَكَنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ آمِنِينَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ» (ظ،ملوك ظ¤: ظ¢ظ* وظ¢ظ¥). ويقول المؤرخون إن عدد بني إسرائيل وقت حكم الملك سليمان كان أربعة ملايين. وقال أحد المؤرخين الدينيين: «لئن كان الملك داود قد أقام أمة إسرائيل، فإن الملك سليمان قد أقام دولة إسرائيل». فكان يعاون الملك سليمان في ملكه اثنا عشر وكيلاً، هم رئيس الكهنة ومعه كاهنان، وكاتبان يكتبان مكاتيب الملك، ومسجل يؤرخ ويكتب الحوادث المهمة. كما كان هناك رئيس للجيش، ورئيس على الوكلاء، وصاحب للملك هو المستشار، ورئيس للبيت - وهذا هو أول ذكر لهذا المنصب. وكان له رئيس للتسخير ليقيم أبنية سليمان العظيمة، لبناء الهكيل ومدن المخازن. وكان للملك اثنا عشر وكيلاً آخرين، كل وكيل على قسم من الشعب، يجمع من قسمه نفقات شهر لبيت الملك. وكان اثنان من هؤلاء الوكلاء متزوجين من ابنتين للملك سليمان. ولقد كان السلام المستمر في مملكة سليمان مصدر نجاح وثراء. وتقول التوراة: «وَأَعْطَى ظ±للّظ°هُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْماً كَثِيراً جِدّاً وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَظ±لرَّمْلِ ظ±لَّذِي عَلَى شَاطِئِ ظ±لْبَحْرِ. وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي ظ±لْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ. وَكَانَ أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ ظ±لنَّاسِ مِنْ أَيْثَانَ ظ±لأَزْرَاحِيِّ وَهَيْمَانَ وَكَلْكُولَ وَدَرْدَعَ بَنِي مَاحُولَ. وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ ظ±لأُمَمِ حَوَالَيْهِ. وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَلٍ، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفاً وَخَمْساً. وَتَكَلَّمَ عَنِ ظ±لأَشْجَارِ، مِنَ ظ±لأَرْزِ ظ±لَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى ظ±لزُّوفَا ظ±لنَّابِتِ فِي ظ±لْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ ظ±لْبَهَائِمِ وَعَنِ ظ±لطَّيْرِ وَعَنِ ظ±لدَّبِيبِ وَعَنِ ظ±لسَّمَكِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ ظ±لشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ ظ±لأَرْضِ ظ±لَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ» (ظ،ملوك ظ¤: ظ¢ظ©-ظ£ظ¤). |
رد: النبي داود وابنه سليمان الحكيم
الفصل السادس عشر: سليمان يبني الهيكل
https://upload.chjoy.com/uploads/161658882007253.jpg عرفنا أن الملك داود، قبل موته، أوصى ابنه الملك سليمان أن يقيم بناء الهيكل الذي حاول هو أن يبنيه، ولكن الله منعه عن أن يبنيه، لأن يديه سفكتا كثيراً من الدماء. أما عهد سليمان فهو عهد سلام، ولذلك رضي الله أن يبني سليمان له الهيكل المقدس. صحيح أن الملك داود جهّز كثيراً من الفضة والذهب والنحاس والحديد والأخشاب لبناء بيت الرب، ولكن سليمان هو الذي قام بذلك البناء. في السنة الرابعة من بدء حكم الملك سليمان بدأ العمل العظيم في بناء هيكل أورشليم. واكتشف سليمان أنه يحتاج إلى مزيد من الأخشاب لبناء بيت الرب، أكثر من تلك الأخشاب التي جهزها داود أبوه. ولذلك أرسل إلى ملك صور - يقول له: «أَنْتَ تَعْلَمُ دَاوُدَ أَبِي أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَبْنِيَ بَيْتاً لظ±ِسْمِ ظ±لرَّبِّ إِلظ°هِهِ بِسَبَبِ ظ±لْحُرُوبِ ظ±لَّتِي أَحَاطَتْ بِهِ، حَتَّى جَعَلَهُمُ ظ±لرَّبُّ تَحْتَ بَطْنِ قَدَمَيْهِ. وَظ±لآنَ فَقَدْ أَرَاحَنِيَ ظ±لرَّبُّ إِلظ°هِي مِنْ كُلِّ ظ±لْجِهَاتِ فَلاَ يُوجَدُ خَصْمٌ وَلاَ حَادِثَةُ شَرٍّ. وَهَئَنَذَا قَائِلٌ عَلَى بِنَاءِ بَيْتٍ لظ±ِسْمِ ظ±لرَّبِّ إِلظ°هِي كَمَا قَالَ ظ±لرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: إِنَّ ظ±بْنَكَ ظ±لَّذِي أَجْعَلُهُ مَكَانَكَ عَلَى كُرْسِيِّكَ هُوَ يَبْنِي ظ±لْبَيْتَ لظ±ِسْمِي. وَظ±لآنَ فَأْمُرْ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ وَيَكُونُ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ، وَأُجْرَةُ عَبِيدِكَ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا حَسَبَ كُلِّ مَا تَقُولُ، لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَنَا أَحَدٌ يَعْرِفُ قَطْعَ ظ±لْخَشَبِ مِثْلَ ظ±لصَّيْدُونِيِّينَ» (ظ،ملوك ظ¥: ظ£-ظ¦). وفرح الملك حيرام فرحاً كثيراً بذلك، وأرسل لسليمان يقول: «مُبَارَكٌ ظ±لْيَوْمَ ظ±لرَّبُّ ظ±لَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ ظ±بْناً حَكِيماً عَلَى هظ°ذَا ظ±لشَّعْبِ ظ±لْكَثِيرِ». وَأَرْسَلَ حِيرَامُ إِلَى سُلَيْمَانَ قَائِلاً: «قَدْ سَمِعْتُ مَا أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ. أَنَا أَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِكَ فِي خَشَبِ ظ±لأَرْزِ وَخَشَبِ ظ±لسَّرْوِ. عَبِيدِي يُنْزِلُونَ ذظ°لِكَ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى ظ±لْبَحْرِ، وَأَنَا أَجْعَلُهُ أَرْمَاثاً فِي ظ±لْبَحْرِ إِلَى ظ±لْمَوْضِعِ ظ±لَّذِي تُعَرِّفُنِي عَنْهُ وَأَفُكُّهُ هُنَاكَ، وَأَنْتَ تَحْمِلُهُ وَتَعْمَلُ مَرْضَاتِي بِإِعْطَائِكَ طَعَاماً لِبَيْتِي» فكان حيرام يعطي الملك سليمان خشب أرز وخشب سرو. وأعطى سليمان حيرام الكثير من الحنطة والزيت مقابل الأخشاب التي حصل عليها (ظ،ملوك ظ¥: ظ§-ظ،ظ¢). |
الساعة الآن 07:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025