منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مزامير داود النبى (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=603409)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:27 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
فهذا نصيب الأشرار المعاندين الملتزمين بحياة الشرّ الرافضين الحكمة والمعرفة والفهم والتأديب والتقويم: وَأَنْتَ قَدْ أَبْغَضْتَ التَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ؛ يَا رَبُّ أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا. أَفْنَيْتَهُمْ وَأَبُوا قُبُولَ التَّأْدِيبِ. صَلَّبُوا وُجُوهَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّخْرِ. أَبُوا الرُّجُوعَ (مزمور 50: 17؛ إرميا 5: 3)، هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشرّ فأسلمهم الله لذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق مشتعلين بكل شهوة يحيون بالغباوة، لأنهم عُراه من النعمة، فصاروا غير شرفاء، جسدهم مبيع تحت الخطية مُقيداً بسلطانها، لا يستطيعوا الفكاك منها بكونهم أحبوا الظلمة أكثر من النور لأنهم ملتزمين ومتمسكين بأعمالهم الشريرة.

v هَلْ تُعْرَفُ فِي الظُّلْمَةِ عَجَائِبُكَ وَبِرُّكَ فِي أَرْضِ النِّسْيَانِ؟؛ الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ مُوثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ. لأَنَّهُمْ عَصُوا كَلاَمَ اللهِ وَأَهَانُوا مَشُورَةَ الْعَلِيِّ. فَأَذَلَّ قُلُوبَهُمْ بِتَعَبٍ. عَثَرُوا وَلاَ مَعِينَ. (مزمور 88: 12؛ 107: 10 – 12)
v هذه قرعتك النصيب المكيل لك من عندي يقول الرب لأنك نسيتني واتكلت على الكذب؛ لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ فِي بَطْنِهِ قَنَاعَةً لاَ يَنْجُو بِمُشْتَهَاهُ. لَيْسَتْ مِنْ أَكْلِهِ بَقِيَّةٌ لأَجْلِ ذَلِكَ لاَ يَدُومُ خَيْرُهُ. مَعَ مِلْءِ رَغْدِهِ يَتَضَايَقُ. تَأْتِي عَلَيْهِ يَدُ كُلِّ شَقِيٍّ. يَكُونُ عِنْدَمَا يَمْلَأُ بَطْنَهُ أَنَّ اللهَ يُرْسِلُ عَلَيْهِ حُمُوَّ غَضَبِهِ وَيُمْطِرُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ طَعَامِهِ. يَفِرُّ مِنْ سِلاَحِ حَدِيدٍ. تَخْرِقُهُ قَوْسُ نُحَاسٍ. جَذَبَهُ فَخَرَجَ مِنْ بَطْنِهِ وَالْبَارِقُ مِنْ مَرَارَتِهِ مَرَقَ. عَلَيْهِ رُعُوبٌ. كُلُّ ظُلْمَةٍ مُخْتَبَأَةٌ لِذَخَائِرِهِ. تَأْكُلُهُ نَارٌ لَمْ تُنْفَخْ. تَرْعَى الْبَقِيَّةَ فِي خَيْمَتِهِ. السَّمَاوَاتُ تُعْلِنُ إِثْمَهُ وَالأَرْضُ تَنْهَضُ عَلَيْهِ. تَزُولُ غَلَّةُ بَيْتِهِ. تُهْرَاقُ فِي يَوْمِ غَضَبِهِ. هَذَا نَصِيبُ الإِنْسَانِ الشِّرِّيرِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمِيرَاثُ أَمْرِهِ مِنَ الْقَدِيرِ؛ يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخا ًنَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ؛ يُدْفَعُونَ إِلَى يَدَيِ السَّيْفِ. يَكُونُونَ نَصِيباً لِبَنَاتِ آوَى؛ فأنكم إذ ولدتم إنما ولدتم للعنة ومتى متم فاللعنة هي نصيبكم.
(إرميا 13: 25؛ أيوب 20: 20 – 29؛ مزمور 11: 6؛ 63: 10؛ سيراخ 41: 12)
v وَأُظْلِمُ فَوْقَكَ كُلَّ أَنْوَارِ السَّمَاءِ الْمُنِيرَةِ، وَأَجْعَلُ الظُّلْمَةَ عَلَى أَرْضِكَ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؛ كان أولئك الناس وحدهم تحت ظلام ليل كثيف شبيه بظلام الموت الذي ينتظرهم. لكنهم مع ذلك كانوا على أنفسهم أثقل من أي ظلام؛ الضلال والظلمة خلقا (وجودهم طبيعياً) مع الخطاة والذين يرتاحون الى الشر في الشر يشيخون.
(حزقيال 32: 8؛ الحكمة 17: 20؛ سيراخ 11: 16)
v لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ. لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ. وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ.
(رومية 1: 18 – 26)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:28 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
+ لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ
الآية بالطبع تحتاج توضيح الألفاظ والتعبيرات لتُفهم فهماً صحيحاً
(1) لِذَلِكَ ×¢ض·×œض¾×›ضµض¼ض¤×ں
أولاً نجد أن الآية هنا تبدأ بكلمة ×¢ض·×œوفي الترجمات تأتي بعدة معاني متوافقة لتوضيح الكلام = ومن ثمَّ – بناء على ذلك – من أجل ذلك – بناء على ما هو أعلاه – متعلق بما سبق – بسبب ذلك – وبالتالي، ولحقتها كلمة أُخرى لتصير تعبير مركب المعنى ×¢ض·×œض¾×›ضµض¼ض¤×ں وتترجم كتركيبة على بعضها بمعنى = (Therefore after that) بناء على ما سبق (من أجل هذا السبب) بعد ذلك (النتيجة – أو وفقاً لما سبق الآتي)، فهذا التعبير المركب يُظهر الترابط الوثيق بين السبب والنتيجة، لأن بسبب حال الأشرار (بناء على ما سبق) النتيجة الطبيعية (لذلك) أنهم لا يقومون في الدِّينِ.
(2) تَقُومُ ×™ض¸×§ض»ض£×‍וض¼ (الاستمرار في الوقوف أي الصمود)
وهذه الكلمة هنا تأتي بعدة معاني في الترجمات المختلفة بمعنى: ظهر – نهض – ارتفع – متفوق – مُكَمّل – عاقل رزين – عَبر، والكلمة تحمل معنى إنجاز المُهمة والوصول للنضج أو الكمال، وأيضاً تأتي بمعنى النفع، وأيضاً بمعنى مؤيد ومؤكد = مُصدق عليه، يقف بثبات وثقة.
فهنا في المزمور يشرح استحالة أن يكون هذا موقف الأشرار، لأنهم لا يستطيعوا أن يقفوا بثبات أمام الله، لأنهم في حالة خزي وعار عظيم بسبب حالهم الذي أعلنه سابقاً قبل أن يُظهر النتيجة هنا، لذلك وضع أداة النفي لتوضح موقف الأشرار الحقيقي [لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ]

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:28 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
(3) الدِّينِ בض·ض¼×‍ض´ض¼×©ض°×پפض¸ض¼ض‘×ک (الأحكام التي يجريها الله في الحياة الحاضرة)
يوجد جمهرة كبيرة من المفسرين يشرحون هذه الكلمة على أساس أنها تعني يوم الدينونة العظيم عند انتهاء العالم، لكن هذا المعنى لا يتماشى مع سياق النص نفسه [لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ، لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ]، لأنه لو كان الكلام عن الدينونة الأخيرة فنص الآية اللاحق لن يتماشى مع المعنى، ولن يذكر تعبير الطريق في الآية التي تليها، لأن عند الدينونة الأخيرة فقد وصل الجميع لنهاية الطريق، فما معنى أنه يذكر بعدها طريق الأبرار وطريق الأشرار؟
عموما يلزمنا أن عود لأصل المعنى لفهم المقصود بطريقة تتماشى مع سياق المزمور نفسه، لنتعلم وتنضبط حياتنا حسب القصد المكتوب بإلهام الروح القدس:
فالكلمة تحمل عدة معانٍ مترابطة مع بعضها البعض وهي كالتالي: دعوى قضائية – مُطالبة – محكمة – فحص قضائي – حسم – تقرير (عن الفحص القضائي) – مستحق أو مؤهل – حكم قضائي – إصدار حُكم – عدالة – إنصاف – قاعدة قانونية – معيار ومقياس – اختبار وامتحان.

فالكلام هنا يأتي بمعنى عدم قدرة الأشرار على الوقوف أمام العدل الإلهي، لأن هناك مقياس البرّ لقياس حالة القلب، أي هناك ميزان عدل يُقاس عليه حال الإنسان، لأن الله يزن القلوب، فلا يستطيع أحد أن يجتاز الفحص الإلهي أن لم يكن قلبه نقي، ونقاوة القلب تأتي من كلمته: إِنَّمَا صَالِحٌ اللهُ لإِسْرَائِيلَ لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ؛ طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ؛ أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ؛ اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ. (مزمور 73: 1؛ متى 5: 8؛ يوحنا 15: 3؛ 6: 63)
لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ، لأن الأشرار طرحوا عنهم كلمة الله وعاشوا عُصاه – كما رأينا معاً – فكيف يثبتوا أمام الفحص الإلهي لكشف أعماق القلب، لذلك من المستحيل أن يأتي الأشرار أمام الله ليقفوا ويطلبوا منه شيئاً لأن حينما يقفوا أمام عدله تُفضح قلوبهم، لأنهم مُحاطين بالظلمة، فلا يقوى أحد منهم ان يمثل أمام الله، وهذا يختلف عن يوم الدينونة الذي سيقف فيه الجميع أمام كرسي المسيح الرب للقضاء الأخير، لكن هنا القصد كله الإشارة لعدم القدرة على الترائي أمام الله، لأن آدم حينما أخطأ خاف واختبأ من وجه الله الحي، فالمزمور هنا يُشير للظلمة المسيطرة على الإنسان التي دفعته ان يخشى ويخاف من النور، فمن هو الذي يستطيع أن يقف أمام النور الكامل وهو ظلمة، فيُحكم عليه بالبرّ، فيخرج مُبرراً لأنه كامل وقلبه نقي، لأن هذا الفحص اجتازه الفريسي والعشار حينما صعدا إلى هيكل الله الحي يتراءوا أمام عينيه، فرُفض واحد من قبل الكبرياء لأن القلب شرير، وقُبِلَ آخر تقدم بانكسار قلب صادق متكلاً على الله ليرحمه ويُنجيه، فنزل مبرراً.

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:28 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
v وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا؛ وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. (عبرانيين 4: 13؛ رؤيا 1: 14)

v مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ نَفْسَهُ إِلَى الْبَاطِلِ وَلاَ حَلَفَ كَذِباً. يَحْمِلُ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَبِرّاً مِنْ إِلَهِ خَلاَصِهِ.
(مزمور 24: 3 – 5)
v وَأَنْتَ يَا سُلَيْمَانُ ابْنِي اعْرِفْ إِلَهَ أَبِيكَ وَاعْبُدْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ. فَإِذَا طَلَبْتَهُ يُوجَدُ مِنْكَ، وَإِذَا تَرَكْتَهُ يَرْفُضُكَ إِلَى الأَبَدِ. (1اخبار 28: 9)
v روح الرب يملأ الكون وبالأشياء كلها يُحيط. لهذا هو عليم بكل ما يقوله الإنسان. لا يُخفي عليه ناطق بسوء، وبإنسان كهذا ينزل العقاب العادل. أمام الله تنكشف أخفى نياته، وأقواله تصل عرش الرب وتحكم على شرّ أفعاله. فأذن الرب تسمع كل شيء حتى الهمس. فتجنبوا الهمس الذي لا خير فيه، وصونوا ألسنتكم من النميمة، فما يقال في الخفية لا يمر دون عقاب، اللسان يؤدي بصاحبه إلى الهلاك. لا تسعوا وراء الموت بما ترتكبون من أخطاء في حياتكم، ولا تجلبوا على أنفسكم الهلاك بأعمال أيديكم. فالله لم يصنع الموت، لأن هلاك الأحياء لا يسره. (حكمة 1: 7 – 13)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:28 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
إذاً المعنى باختصار:
لا تقوم الاشرار في الدين، أي لن يصمد الأشرار في مواجهة إحكام الله العادلة التي يجريها ضدهم في الحياة الحاضرة، هذا – بالطبع – بخلاف دينونتهم عند انتهاء العالم.
صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ، اَلْمُنْتَفِخُ الْمُتَكَبِّرُ اسْمُهُ «مُسْتَهْزِئٌ» عَامِلٌ بِفَيَضَانِ الْكِبْرِيَاءِ (لوقا 1: 51؛ أمثال 21: 24)

وبعد هذا الشرح الموجز لمعاني الكلمات، اتضح أمامنا جلياً المعنى وتم إزالة اللبس تماماً، واتضح لماذا لا يقوم أو يقف الأشرار ويثبتوا أمام عدل البرّ الإلهي بكون الدينونة تلاحقهم إلى القبر، ولكن المرنم لم يكتفي بتأكيد أنهم لا يستطيعوا أن يثبتوا أمام الله العارف القلوب وفاحصها لأن كل شيء عُريان ومكشوف أمامه، ولا يستطيع أحد ان يخفي عنه سراً، بل كمل الآية بقول:
+ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ
ليكون تركيبة الجملة على بعضها يوضح فساد حياة الأشرار الخطاة التي بلا قيمة، ووضع مقابلة مكملة، لأن طالما لا يستطيعوا أن يثبتوا امام الله فبالتالي أيضاً لا يستطيعوا يقيموا وسط جماعة الأبرار، أي لا مكان لهم ولا استقرار ولا راحة وسطهم، لأن أي شركة للظلمة مع النور، فلا هم يستطيعوا أن يحتملوا الحضرة الإلهية، ولا الجلوس وسط الأبرار، لأن الله يُقيم وسط الأبرار متحداً بهم. فعلى كل وجه صارت حياة الأشرار الخطاة في معزل تام عن كل ما هو مقدس وطاهر وشريف، ولا يوجد خلط بين النور والظلمة أبداً، حتى لو كان ظاهره مختلط مثل الزوان مع الحنطة، لكن الله عارف كل شيء وظاهر قدامه، يعرف يفرق بين الاثنين لأنه يرى أعماق كل واحد، وهذا ما سيتضح لنا في الآية الأخيرة.

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:28 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
ويلزمنا هنا أن نفحص المعاني للأهمية:
(1) فالخطاة هنا ×—ض·×کض¸ض¼×گض¼×™×‌=
المذنبين الكذبة الخاطئين بيدٍ رفيعة، أو مقتدرة، فهنا لا يتحدث عن الضعف ولا السقوط عن عثرة، بل عن الخطاة الذين بكل جرأة وجسارة فعلوا الشرّ عن قصد وتبجح بإصرار وعِناد قلب رافضاً وصية الله: وأما النفس التي تعمل بيدٍ رفيعة من الوطنيين أو من الغرباء، فهي تزدري بالرب، فتقطع تلك النفس من بين شعبها. لأنها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته، قطعاً تُقطع تلك النفس، ذنبها عليها؛ أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. (عدد 15: 30 – 31؛ يوحنا 8: 44)
(2) جماعة ×¢ضµ×“ض¸×” =
اجتماع – مجلس – جمهور – محفل – جماعة مصلين – رعية، وطبعاً لا نستطيع أن نعزل كلمة جماعة عن الأبرار، لأن الجماعة هنا مخصصة بالأبرار צض·×“ض´ض¼×™×§ = أبْيَض، بَرِيء، زَكِيّ، صالِح، نَظِيف؛ والمعنى يُشير إلى الذين هم في الحق الذي تكلم عنهم الرب قائلاً: وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ (يوحنا 17: 19)، ويقول الرسول يوحنا: وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؛ فَرِحْتُ جِدّاً لأَنِّي وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ بَعْضاً سَالِكِينَ فِي الْحَقِّ، كَمَا أَخَذْنَا وَصِيَّةً مِنَ الآبِ. (1يوحنا 5: 20؛ 2يوحنا 1: 4)

عموماً القصد كله – من الآية هنا – هو مجلس القديسين الذي يحيون بالإيمان الحي، الذين هم رعية مع القديسين وأهل بيت الله: فَأَجَابَ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا» (لوقا 8: 21)، فالله رأسهم وحياتهم وكسوتهم، ولا يوجد بينهم وبين الظلمة أي شركة، لذلك فالخطاة الذين يحيون بالظلمة ويرتكبون الشرّ طِوعاً، يستحيل أن يقترنوا بالقديسين أو يستقر نصيبهم معهم، لأنهم معزولين داخلياً، لأن لكل واحد له طبعه الخاص به، والذي يميل نحو شريكه الذي يحيا نفس ذات الحياة عينها لأنه يشترك في نفس الطبع ونفس الطبيعة.

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:29 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
v شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ؛ لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟؛ الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ؛ إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ، وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. (كولوسي 1: 12؛ 2كورنثوس 6: 14؛ 1يوحنا 1: 3، 6 – 7)
v لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي (داخل) جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ، لأَنَّهُ لاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا الأَشْرَارِ عَلَى نَصِيبِ الصِّدِّيقِينَ لِكَيْ لاَ يَمُدَّ الصِّدِّيقُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الإِثْمِ.
(مزمور 125: 3)

وعلينا الآن أن نقف وقفة هامة للغاية، لكي نفهم ونستوعب سرّ فائق يظهره لنا هذا المزمور العظيم، الذي يُحدد لنا طريق البرّ وكيفية سلوك الأبرار لينالوا التطويب فينشدوا نشيد الغلبة والفرح لأنهم يسيرون في طريق البرّ نحو المجد السماوي الفائق في شركة القديسين في النور.

فالمزمور هنا أظهر لنا مقياس الحياة الروحية، وهو ميزان القلوب، الذي هو الكلمة الخارجة من فم الله، لأن المواجهة مع كلمة الله هي مواجهة فحص قضائي، أي ساعة قضاء ودينونة، أي اجتياز فحص دقيق، لأن الكلمة تقضي في النفس وتفصل فيها، لأنها مثل مشرط الجراح، أو مثل سكين الكاهن في العهد القديم، الذي بها يُشرح ذبيحة المحرقة ويفحص أعماقها وكل جزء صغير فيها لئلا يكون بها عيب فترفض من أمام الله الحي، لأنها لا تتناسب مع بره ولا صلاحه بسبب عيبها، ونفس ذات الفحص عينه يجتازه كل من يقف امام كلمة الله، لأنه يا اما يثبت فيها لأنه تبرر وظهرت طهارة قلبه، أو يُدان ويرفض ويُطرد ويُعزل عن جماعة الأبرار، لذلك المزمور يؤكد على هذه الحقيقة في هذه الآية الهامة للغاية: لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي (داخل) جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ.

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:29 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
فالكلمة تفرز وتعزل وتقطع، فتضع على اليسار (مكان الإهمال وعدم القيمة) الخطاة الرافضين التوبة بكل إدراك ووعي وإصرار، لأنهم لا يريدوا أن يحيوا مع الله ولم يأتوا إليه ليُشفيهم: يَاأُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا (متى 23: 37)؛ وتضع على اليمين (مكان العزة والمجد والبركة) الأبرار الذين تقدسوا للرب الإله، وتعطيهم نعمة حافظة في الطريق ليتمموا خلاصهم بخوف ورعدة (تقوى)، لأنها تعمل فيهم للتنقية المستمرة.

v ينبوع الحكمة، كلمة الله في العُلى، ومسالكها الوصايا الأزلية؛ هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ؛ فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا؛ أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ (سيراخ 1: 5؛ أشعياء 55: 11؛ إرميا 1: 12؛ 23: 29) v وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ؛ لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ؛ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ؛ وَرَأَيْتُ عُرُوشاً فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْماً. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ. وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ. (أفسس 6: 17؛ عبرانيين 4: 12؛ 1يوحنا 2: 14؛ رؤيا 20: 4)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:29 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
فالمزمور يضع لنا المقابلة بين الخطاة [مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً – متى 23: 28] والأبرار [لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ – رومية 2: 13]، ليتم التمييز، ولكننا هنا سنركز على من هم الأبرار، أي ماذا فعل الله فيهم سراً ليصيروا أبراراً فعلياً، لأن في الأساس هم الخطاة الذين ابغضوا خطيئتهم وسمعوا نداء (توبوا وآمنوا بالإنجيل) فلبوا النداء [لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ – متى 9: 13]، فحدث أن الله بررهم، فصاروا يدعون أبراراً، غُرس الرب للتمجيد، وقد ساروا مغروسين في الكرمة مبررين، وهذا ما أعلنه الإنجيل:

v وهكذا كان أُناس منكم (خطاة)، لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا؛ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ؛ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ.وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ؛ لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً؛ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.
(1كورنثوس 6: 11؛ رومية 5: 1؛ عبرانيين 12: 22 – 24؛ رومية 5: 19؛ تيطس 3: 7)

وبسبب ذلك فأن صلاة الأبرار المستجابة هي: اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً (مزمور 139: 23 – 24)، مع اننا نجد في بداية المزمور يقول بشكل فعل ماضي: يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي (مزمور 139: 1)، فالمزمور هنا يُظهر دوام الفحص، من فحص لفحص، قد اختبرتني، اختبرنييا الله، لأن هذه هي حياة الرجل البار المحب لله، دائم الدخول في حالة الفحص المستمر، لا فحص نفسه بنفسه والاتكال على قدراته وأعمال بره الخاص، بل الوقوف أمام كلمة الله لتكون هي مقياس حياته، لأنها هي القاضي والحاكم والمحامي والمطهر والمنقي والمغير والمجدد بالروح القدس، لأنها تأخذ من المسيح الرب وتطبع فينا بروحه الخاص الذي يشكلنا ويُغيرنا، لأن هذا هو عمل كلمة الله، لأنها تحمل قوة الله وحياته الخاصة، لأنها نور كاشف يُنير ظُلمات النفس وينقلها من الظلمة للنور، ومن الموت للحياة، إذ تنفخ فيها نور الحياة الجديدة في المسيح يسوع.

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:29 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
وهذا يختلف تماماً عن الخطاة الذين ينفرون من الكلمة ولا يستطيعوا أن يقفوا أمامها لأنها تفضح قلبهم القاسي وتعلن دينونتهم العادلة، لأنهم هم الذين أرادوا الظلمة، مكثوا فيها وصارت هي حياتهم: لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ؛ وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ؛ اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ؛ فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا؛ لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضاً فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ؛ لأَنَّهُ كَانَ خَيْراً لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ؛ فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هَذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. (يوحنا 3: 20؛ رومية 2: 5؛ عبرانيين 3: 12؛ 10: 26؛ 2بطرس 2: 20، 21؛ يهوذا 5)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:29 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
+ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ
لا نستطيع أن نفهم هذه الآية إطلاقاً مستقله بذاتها، لأنها بدأت بكلمة لأَنَّ السببية التي تؤكد على ترابطهما معاً ويستحيل فصلهما، فالآية هنا تُظهر السبب للأفعال والتصرفات الموجودة في الآية السابقة، لذلك ينبغي أن نضع الآيتان مع بعضهما البعض لنفهمهما في إطار سليم حسب القصد الظاهر فيهما:
v لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.

لأن = ×›ض´ض¼ض½×™ = because = إذْ؛ بسبب؛ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ
فالأشرار لا يقوموا في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار (بسبب، أو إذ، أو ومن أجل ذلك السبب): أن الرب يعلم طريق الأبرار.
يعلم = ×™ض¸×“ض·×¢ = يعرف – يرى بوضوح – يُميز بدقة متناهية (تمكن وكفاءة) – فهم واضح – ملاحظة دقيقة – مراقبة وفحص وكشف – تأكيد واضح.

فالكلام هنا يتجه نحو رؤية الله وقيادته الخاصة وتأييده وحكمه المستقيم [وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِبِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ – مزمور 9: 8]، لأن عيناه كما رأينا – في الشرح السابق للآيات – كلهيب نار تفحصان أستار الظلام، ويعلم علم متسع واضح فهو كاشف القلوب ووازنها بميزان كلمته الخاص، لذلك يُميزها تميزاً، ويفصل في جميع الأمور بدقة متناهية للغاية، لذلك قال الرب نفسه: وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ، خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا (خ³خ¹خ½دژدƒخ؛د‰) فَتَتْبَعُنِي (يوحنا 10: 26 – 27).

وهنا واضح التمييز والمعرفة الدقيقة والاعتراف والفصل بين الكذب والصدق، مثلما يُميز تاجر الذهب واللآلئ النفيسة ما بين الأصلي والمغشوش، فالله وحده من يعرف خفايا القلب المستترة، ويفصل بين الخراف والجداء، ويؤيد الخراف الخاصة لأنها وحدها من تسمع صوته وتطيعه، لأن المسيح الرب هو القائد، فهو لا يقود الغاش بل يعزله [اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي الشَّرِّ؛ تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ؛ لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ. بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِيناً – أمثال 12: 20؛ مزمور 5: 6؛ إرميا 9: 8]، بل يقود قطيعه الخاص المستمع إليه ليظهر بهم رائحة معرفته في كل مكان.

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:30 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
v وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبِعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ؛ كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ؛ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. (أشعياء 58: 11؛ 40: 11؛ 2كورنثوس 2: 14)

فالله يعلم طريق الأبرار [وجهت قلبي إلى امتلاك الحكمة وبالطهارة وجدتها. بها حصلت علي الفهم من البدء فلن أقع في حيرة من أمري – سيراخ 51: 20] لأنه هو مرشدهم وهاديهم لطريق الخلاص والبرّ [أَرَيْتُكَ طَرِيقَ الْحِكْمَةِ. هَدَيْتُكَ سُبُلَ الاِسْتِقَامَةِ – أمثال 4: 11]، مثبتاً طريقهم ومنجحه [أَنْتَ ثَبَّتَّ الاِسْتِقَامَةَ. أَنْتَ أَجْرَيْتَ حَقّاً وَعَدْلاً – مزمور 99: 4] وعينه عليهم ويقودهم بنفسه ويثبت خُطاهم ويحرسهم ويحفظهم ليوم مجيئه واستعلان مجده.

v إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ؛ أَنَا الرَّبُّ حَارِسُهَا. أَسْقِيهَا كُلَّ لَحْظَةٍ. لِئَلاَّ يُوقَعَ بِهَا، أَحْرُسُهَا لَيْلاً وَنَهَاراً؛ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ؛ لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ، الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى.
(مزمور 127: 1؛ أشعياء 27: 3؛ 1بطرس 1: 5؛ مزمور 121: 3، 5)
v هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ؛ الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ؛ أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ؛ وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الاِبْتِهَاجِ.
(خروج 23: 20؛ مزمور 212: 7؛ 2تسالونيكي 3: 3؛ يهوذا 24)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:30 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
+ أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ ×گض¸×‘ض·×“ =
اضْمَحَلّ – امّحَى – انْدَثَر – أَهْلَكَ – باد – بوار (مثل الأرض البور) – تاه – تَعِس – رَدِي – زَهَق – طاح – فَنَى – مات – هَلَك

والتعبيرات الموجودة كلها تعبر عن النتيجة الحتمية لطريق الأشرار، فأن تعددت الطرق لكنها في النهاية طريق واحد اسمه طريق الأشرار [التَّارِكِينَ سُبُلَ الاِسْتِقَامَةِ لِلسُّلُوكِ فِي مَسَالِكِ الظُّلْمَةِ؛ (فـ) طريق الخاطئين سهلة ومريحة، لكن نهايتها هاوية القبر؛ (لكن) طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها؛ لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلَكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرّ]
(أمثال 2: 13؛ سيراخ 21: 10؛ هوشع 14: 9؛ 1بطرس 3: 12)
الطريقـــــــان: طريق الأبرار – طريق الأشرار
الآية الأخيرة هي ختام المزمور، وكانت خاتمة قوية للتنبيه والتحذير، فطريق الأبرار يثبت أمام الله وينجح كل من يسير فيه، أما طريق الأشرار ليس فيه قيمة بل يهلك ويفشل كل من يسير فيه، لأن كل طريق مُظلم نهايته هلاك مُحتم ولا نجاه، لأن المصير محتوم حسب الطريق الذي نسير فيه، طريق البرّ طريق السرور والراحة الداخلية والسلام الدائم مهما ما ظهرت من معوقات أو ضعفات وتعثرات، لأنه طريق الحق الجهال فيه لا يضلون، لأنه يوجد من يعرفهم سبيل الحياة ويهديهم للاستقامة، انما طريق الشرّ والفساد فأن الحكماء فيه يضلون، والشرفاء يُفسدون، والكل فيه يسير بعجاله لمصيره المحتوم.
فمن يسير في طريق الشرّ يعيش بالكآبة في اضطراب مع حزن عميق موجع يشوبه اليأس كشبح يعبث في منتصف الليل، يكره حياته ويتمنى الموت لأنه: [لا سلام قال الرب للأشرار؛ لأنههكذا قال الرب صوت ارتعاد سمعنا خوف ولا سلام – أشعياء 48: 22؛ إرميا 30: 5]، بل وينخدع – بسبب عمى الذهن – بصوت الأنبياء الكذبة الذين اتخذوا مكانة التعليم في وسط طريق الشر ويستخفون بطرقهم الردية قائلين: سلام، سلام، ولا سلام (إرميا 6: 14).
لذلك علينا أن نحذر ولا نتبع طريق الهلاك ولا رجال الموت الذين اتخذوا شكل وصورة تعليم التقوى، الذين يثبتون طرق الشرّ بالكذب، تاركين وصية الله الحي، لأنه مكتوب: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَضَلُّوا شَعْبِي قَائِلِينَ: سَلاَمٌ وَلَيْسَ سَلاَمٌ، وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ يَبْنِي حَائِطاً وَهَا هُمْ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ. فَقُلْ لِلَّذِينَ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ إِنَّهُ يَسْقُطُ. يَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ، وَأَنْتُنَّ يَا حِجَارَةَ الْبَرَدِ تَسْقُطْنَ، وَرِيحٌ عَاصِفَةٌ تُشَقِّقُهُ. وَهُوَذَا إِذَا سَقَطَ الْحَائِطُ، أَفَلاَ يُقَالُ لَكُمْ: أَيْنَ الطِّينُ الَّذِي طَيَّنْتُمْ بِهِ؟ لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أُشَقِّقُهُ بِرِيحٍ عَاصِفَةٍ فِي غَضَبِي، وَيَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ فِي سَخَطِي، وَحِجَارَةُ بَرَدٍ فِي غَيْظِي لإِفْنَائِهِ. فَأَهْدِمُ الْحَائِطَ الَّذِي مَلَّطْتُمُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأُلْصِقُهُ بِالأَرْضِ، وَيَنْكَشِفُ أَسَاسُهُ فَيَسْقُطُ، وَتَفْنُونَ أَنْتُمْ فِي وَسَطِهِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. فَأُتِمُّ غَضَبِي عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى الَّذِينَ مَلَّطُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ الْحَائِطُ بِمَوْجُودٍ وَلاَ الَّذِينَ مَلَّطُوهُ! (اي انبياء اسرائيل الذين يتنبأون لأورشليم ويرون لها رؤى سلام ولا سلام يقول السيد الرب). (حزقيال 13: 10 – 16)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:30 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
فهذا هو منهج طريق الأبرار:
تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ؛ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي؛ عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ وَاهْدِنِي فِي سَبِيلٍ مُسْتَقِيمٍ بِسَبَبِ أَعْدَائِي؛ دَرِّبْنِي فِي سَبِيلِ وَصَايَاكَ لأَنِّي بِهِ سُرِرْتُ. (مزمور 16: 11؛ 119: 105؛ 27: 11؛ 119: 35)
وهذه وصايا لتثبيت أرجلهم:
لاَ تَدْخُلْ فِي سَبِيلِ الأَشْرَارِ وَلاَ تَسِرْ فِي طَرِيقِ الأَثَمَةِ؛ قُلْتُ أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَأ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي؛ أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِقٍ يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ؛ مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ؛ لِتُنَادِيَ عَابِرِي السَّبِيلِ الْمُقَوِّمِينَ طُرُقَهُمْ؛ فِي سَبِيلِ الْبِرِّ حَيَاةٌ وَفِي طَرِيقِ مَسْلِكِهِ لاَ مَوْتَ. (أمثال 4: 14؛ مزمور 39: 1؛ أمثال 4: 18، 26؛ 9: 15؛ 12: 28)

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:30 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
فقرات من كتاب الديداخي

خ”خ¹خ´خ±د‡خ® د„د‰خ½ خ™خ’ ج€خ‘د€خ؟دƒد„دŒخ»د‰خ½

The Didache or Teaching of the Apostles

تعاليم الرب للأمم بواسطة الاثني عشر رسولاً

وهي تتكلم عن الطريقان
+ يوجد طريقان، واحد للحياة، وواحد للموت، والفرق بين الطريقين عظيم.
أما طريق الحياة فهو أولاً أن تحب الله خالقك، وثانياً أن تحب قريبك مثلما تحب نفسك (متى 22: 37 – 39 + تثنية 6: 5)، وكل ما لا تريد أن يُفعل بك، لا تفعله أنت أيضاً بآخر. (متى 7: 12 + طوبيا 4: 17)، إن تعليم هذه الأقوال هو: باركوا لاعنيكم وصلوا من أجل أعدائكم، صوموا لأجل مضطهديكم، لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس أن الأمم تعمل هكذا؟ أما أنتم فأحبوا مبغضيكم فلا يكون لكم أعداء. (مت 5: 44 – 47 + لوقا 6: 27 – 32)، امتنعوا عن الشهوات الجسدية واللحمية (1بطرس 2: 11)، من لطمك على خدك اليمن فحول له الآخر (متى 5: 39 + لوقا 6: 29) فتكون كاملاً (متى 5: 48). ومن سخرك ميلاً واحداً فامشي معه اثنين (متى 5: 41). إن أخذ واحد ثوبك فأعطه ردائك أيضاً (متى 5: 40). وأن أخذ الذي لك فلا تطالبه به. كل من سالك فأعطه، ولا تطالبه (متى 5: 42 + لوقا 6: 30)، لأن الآب يريد أن يعطي الجميع من نعمه. طوبى لمن يعطي حسب الوصية، فإنه يكون بلا لوم. والويل لمن يأخذ، لأنه إن كان أحد يأخذ وله احتياج سيكون بريئاً، أما الذي ليس له احتياج فسيعطي حساباً لأي سبب أخذ ولأي غرض، وسيكون في ضيق، ويؤلَّم بسبب ما عمله. ولن يخرج من هناك حتى يوفي الفلس الأخير (متى 5: 26)، وبخصوص هذا فقد قيل: لتعرق صدقتك في يدك حتى تعرف لمن تعطيها.

Mary Naeem 08 - 01 - 2019 03:30 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
+ هذا هو طريق الموت
قبل كل شيء إنه شرير (طريق معوج تنبعث منه المساوئ)، مليء باللعنة (أنظر رومية 1: 29) وأنواع القتل والزنا والشهوات (التي بخلاف الناموس خ*د€خ¸د…خ¼خ¯خ±خ¹ د€خ±دپخ¬خ½خ؟خ¼خ؟خ¹)، والفجور والسرقة، وعبادة الأوثان والسَّحْر، والتسميم (تسميم الآخرين)، والخطف، وشهادة الزور (متى 15: 19 – غلاطية 5: 20)، والرياء، والنفاق، والغش، والكبرياء، والخبث، (الإساءة إلى الغير)، والعجرفة، والطمع (أنواع الطمع والجشع والبُخل = د€خ»خµخ؟خ½خµخ¾خ¯خ±)، والكلام البطَّال، والحسد، (الجشع)، والوقاحة (قبيح الكلام)، والتعالي (رومية 1: 29 – كولوسي 3: 8)، والمباهاة (التباهي بالقوة)، (الافتخار)، وعدم المخافة (أي الجسارة – عدم مخافة الله). (أنه طريق يجتمع فيه أهل الشرّ) مضطهدو الصالحين (مضطهدو فاعلي الخير)، كارهو الحق (أعداء الحق)، محبُّو الكذب، منكرون البرّ (جاهلو مجازاة البرّ) (الكارهون عمل الخير – رومية 12: 9)، غير الملتصقين بالصلاح ولا الحكم العادل (المجانبون الحكم العادل المسارعون لإتيان الشرّ)، السَّاهرون ليس من أجل الخير بل الشَّر (يسهرون لا بخوف الله بل يحيكون أي يدبرون ويخططون الشرّ لأجل الآخرين)، المبتعدون عن الوداعة والصَّبر، (مبغضو الوداعة)، محبو الأباطيل (مزمور 4: 3)، مضطهدو المجازاة، الذين لا يرحمون الفقير، ولا يتألمون مع المتألمين (لا يهتمون بالأرامل والفقراء، ويركضون وراء المكافئة)، غير العارفين خالقهم، قاتلوا الأطفال، مفسدو خليقة الله، المعرضون عن المحتاج (من لا ينفقوا على الفقير)، مقلقو المنكوب، المحامون عن الأغنياء، القاضون ظلماً على البائسين (من يثقلون على المظلوم بما لا طاقة له عليه) (محتقرو البائسين)، المرتكبون كل أنواع الخطايا (مملوئين إثماً full of sin – د€خ±خ½خ¸خ±خ¼خ¬دپد„خ·د„خ؟خ¹ – من كل جهة خاطئون)، ليتكم تنجون أيها الأبناء من هذه جميعها. (ديداخي 1: 1 – 6؛ 5: 1 – 2)

mora 18 - 07 - 2019 11:54 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
شكراااااااال

Mary Naeem 13 - 09 - 2019 05:03 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
شكرا على المرور

عرفة الصعيدى 01 - 01 - 2020 09:41 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصِ ابْنَ أَمَتِكَ.

Mary Naeem 16 - 05 - 2020 02:41 PM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
شكرا على المرور


youssefsamier 08 - 06 - 2020 09:05 AM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 
امين يا رب يسوع

Mary Naeem 08 - 06 - 2020 10:36 AM

رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
 

شكرا على المرور


الساعة الآن 05:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025