![]() |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر ملاخي
الكاتب: يحدد ملاخي 1: 1 أن النبي ملاخي هو كاتب السفر. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر ملاخي ما بين عامي 440 و 400 ق.م. غرض كتابة السفر: إن سفر ملاخي هو نبوة: وحي كلمة الرب إلى إسرائيل من خلال ملاخي (1: 1). كان هذا تحذير من الله عن طريق ملاخي لكي يرجعوا إلى الله. مع ختام السفر الأخير من العهد القديم، فإن إعلان عدل الله ووعده بالإسترداد من خلال مجيء المسيا يدويان في آذان شعب إسرائيل. يتبع ذلك أربعمائة عام من الصمت إنتهت برسالة مماثلة من نبي الله، يوحنا المعمدان، قائلاً: "توبوا فقد إقترب ملكوت الله." (متى 3: 2) آيات مفتاحية: ملاخي 1: 6 "الاِبْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي..." ملاخي 3: 6-7 "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا. مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ..." ملخص: قام ملاخي بتدوين كلام الرب إلى شعبه المختار الذين كانوا قد ضلوا وإبتعدوا عنه، خاصة الكهنة الذين رجعوا عن طريق الرب. لم يكن الكهنة يعاملون التقدمات والذبائح التي توجب عليهم تقديمها لله بالجدية المطلوبة. كانوا يسمحون بتقديم ذبائح معيبة رغم أن الشريعة تشترط تقديم ذبائح بلا عيب (تثنية 15: 21). كان رجال يهوذا يعاملون زوجاتهم بخيانة ومكر ثم يتساءلون لماذا لا يقبل الله ذبائحهم. كذلك لم يكن الناس يقدمون عشورهم كما ينبغي (لاويين 27: 30، 32). ولكن بالرغم من خطية الشعب وإبتعادهم عن الله، فإن ملاخي يؤكد محبة الله لشعبه (ملاخي 1: 1-5) ووعوده بشخص مرسل من الله يأتي في المستقبل (ملاخي 2: 17-3: 5). إشارات مستقبلية: إن ملاخي 3: 1-6 هو نبوة خاصة بيوحنا المعمدان. كان هو الشخص الذي أرسله الله لإعداد الطريق (متى 11: 10) أمام المسيا، الرب يسوع المسيح. لقد نادى يوحنا بالتوبة وعمد الناس بإسم الرب وبذلك أعد الطريق لمجيء المسيح الأول. ولكن الشخص المرسل من الله الذي "يأتي بغتة إلى الهيكل" هو المسيح نفسه في مجيئه الثاني حين يأتي في قوة وسلطان (متى 24). في ذلك الوقت سوف "يطهر أبناء لاوي" (الآية 3) بمعنى أن الذين كانوا يمثلون ناموس موسى أنفسهم يحتاجون إلى التطهير من الخطية من خلال دم المخلص. حينذاك فقط يمكنهم أن يقدموا "ذبيحة بر" لأن بر المسيح سيكون قد نقل إليهم بالإيمان (كورنثوس الثانية 5: 21). التطبيق العملي: الله لا يسر عندما نعصي وصاياه. وهو سوف يجازي الذين يتجاهلونه. وبالنسبة لكون الطلاق مكرهة للرب (2: 16) فإن الله ينظر إلى عهد الزواج بجدية ولا يريد أن ينكسر هذا العهد. لهذا يجب أن نظل أمناء وأوفياء كل لشريك حياته مدى الحياة. كما أن الله يرى قلوبنا، ولهذا فهو يعلم ما هي دوافعنا؛ لا يمكن أن نخفي أي شيء عنه. وهو سوف يأتي ثانية ليديننا. ولكن إن رجعنا إليه سوف يرجع إلينا (ملاخي 3: 6). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
مسح شامل للعهد الجديد
ينقسم العهد الجديد إلى خمسة أقسام: الأناجيل (من متى إلى يوحنا)، والتاريخ (سفر أعمال الرسل)، ورسائل بولس (من رومية إلى فليمون)، والرسائل العامة (من العبرانيين إلى يهوذا)، والنبوة (سفر الرؤيا). تم تدوين العهد الجديد ما بين عام 45 م. وعام 95 م. باللغة اليونانية العامية (وهي اللغة الشائعة في القرن الأول الميلادي). تقدم لنا الأناجيل أربعة روايات مختلفة ولكن غير متعارضة عن ميلاد وحياة وخدمة وموت وقيامة الرب يسوع المسيح. تبين الأناجيل كيف أن المسيح هو المسيا الذي وعد به العهد القديم، كما تضع أساس لباقي تعاليم العهد الجديد. يسجل سفر أعمال الرسل أفعال رسل المسيح، وهم الرجال الذين أرسلهم المسيح إلى العالم لإعلان إنجيل الخلاص. يخبرنا سفر الأعمال عن بداية الكنيسة ونموها السريع في القرن الأول الميلادي. أما رسائل بولس، وهي التي كتبها الرسول بولس، فهي رسائل موجهة إلى كنائس معينة – وتقدم التعاليم المسيحية الرسمية والممارسات التي تنبع من هذه العقيدة. تكمل الرسائل العامة رسائل بولس في تقديم المزيد من التعليم والتطبيق للحياة المسيحية. ويتنبأ سفر الرؤيا بالأحداث التي سوف تقع في نهاية الزمان. إن الدراسة الشاملة للعهد الجديد هي دراسة قوية ومجزية. فإن العهد الجديد يخبرنا عن موت المسيح على الصليب عوضاً عنا – وكيف يجب أن نتجاوب مع موته. يركز العهد الجديد على تقديم تعاليم مسيحية راسخة مع التطبيق العملي الذي يتبعها. فيما يلي روابط للملخصات المختلفة لأسفار العهد الجديد. نرجو مخلصين أن تكون هذه الدراسة الشاملة للعهد الجديد مفيدة لمسيرتك مع المسيح. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
إنجيل متى
الكاتب: يعرف هذا الإنجيل بإنجيل متى لأنه كتب بواسطة الرسول الذي يحمل هذا الإسم. إن أسلوب كتابة هذا السفر هو بالضبط ما يمن أن نتوقعه من شخص كان يوماً ما جامع ضرائب. فمتى لديه إهتمام شديد بالحسابات (18: 23-24؛ 25: 14-15). وقد كتب السفر بطريقة منظمة ومختصرة. ويرتب متى إنجيله من خلال ستة مناقشات وليس ترتيباً زمنياً. لكون متى جامع ضرائب، فإنه قد إمتلك مهارة جعلت كتاباته أكثر تشويقاً بالنسبة للمؤمنين. فقد كان من المتوقع أن يجيد جامعي الضرائب الكتابة بشكل من أشكال الإختزال مما يعني بالضرورة أن متى كان يستطيع تدوين كلمات المتحدث كلمة بكلمة وهو يتكلم. وتعني هذه المقدرة أن كلمات متى لم تكن فقط موحى بها من الروح القدس، ولكنها تمثل النص الفعلي لبعض من عظات المسيح. فمثلاً، العظة على الجبل، كما يسجلها في الإصحاحات 5-7 هي في الغالب سجل دقيق لتلك العظة العظيمة. تاريخ كتابة السفر: كتب متى الرسول هذا الإنجيل في الفترة المبكرة من تاريخ الكنيسة، حوالي عام 50 م. وفي ذلك الوقت كان أغلب المسيحيين متحولين عن اليهودية، وهذا يفسر سبب تركيز متى على وجهة النظر اليهودية في هذا الإنجيل. غرض كتابة السفر: يريد متى أن يبرهن لليهود أن يسوع المسيح هو المسيا المنتظر. وهو يقتبس من العهد القديم أكثر مما تفعله باقي الأناجيل، لكي يظهر كيف حقق المسيح نبوات أنبياء اليهود. يشرح متى بالتفصيل سلسلة نسب المسيح إلى داود، ويستخدم صيغاُ متنوعة في التعبير كان اليهود، في ذلك الوقت، يألفونها. إن محبة متى وإهتمامه بشعبه يظهر من خلال دقة أسلوبه في رواية قصة الإنجيل. آيات مفتاحية: متى 5: 17 "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ." متى 5: 43-44 "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ..." متى 6: 9-13 "فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ." متى 16: 26 "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" متى 22: 37-40 "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ." متى 27: 31 "وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ." متى 28: 5-6 "فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ." متى 28: 19-20 "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ." ملخص: يناقش متى نسب المسيح وميلاده وطفولته في أول إصحاحين. وبعد ذلك يتحدث عن خدمة المسيح. ويرتب تعاليم المسيح حول "مناقشات/حوارات" مثل العظة على الجبل في الإصحاحات من 5-7. ويتضمن الإصحاح 10 إرسالية وهدف التلاميذ؛ كما أن الإصحاح 13 عبارة عن مجموعة من الأمثال؛ ويناقش إصحاح 18 موضوع الكنيسة؛ ويبدأ إصحاح 23 حوار عن النفاق والمستقبل. وتتحدث الإصحاحات 21 حتى 27 عن إلقاء القبض على المسيح وتعذيبه وصلبه. ويصف الإصحاح الأخير قيامته والإرسالية العظمى. إرتباطات: حيث أن هدف متى هو تقديم يسوع المسيح كملك ومسيا إسرائيل، فإنه يقتبس من العهد القديم أكثر من الأناجيل الثلاثة الأخرى. فهو يقتبس أكثر من 60 مرة من النصوص النبوية في العهد القديم ويبين كيف أن المسيح هو إتمام لهذه النبوات. يبدأ متى إنجيله بسلسلة نسب المسيح، ويعود بها إلى إبراهيم أبو اليهود. ومن هناك يقتبس متى كثيراً من الأنبياء، ويكرر إستخدام عبارة "هكذا قيل بالأنبياء" (متى 1: 22-23؛ 2: 5-6؛ 2: ؛ 4: 13-16؛ 8: 16-17؛ 13: 35؛ 21: 4-5). تشير هذه الآيات إلى ميلاده العذراوي (إشعياء 7: 14) في بيت لحم (ميخا 5: 2) ورجوعه من مصر بعد موت هيرودس (هوشع 11: 1) وخدمته للأمم (إشعياء 9: 1-2؛ 60: 1-3) ومعجزات الشفاء للجسد والنفس (إشعياء 53: 4) وكلامه بأمثال (مزمور 78: 2) ودخوله الإنتصاري إلى أورشليم (زكريا 9: 9). التطبيق العملي: إن إنجيل متى مقدمة ممتازة إلى جوهر تعاليم المسيحية. كما أن الأسلوب المنطقي في الكتابة يجعل من السهل تتبع الحوارات المتعلقة بموضوعات مختلفة. ويساعدنا إنجيل متى بصورة خاصة في فهم كيف كانت حياة المسيح تحقيقاً لنبوات العهد القديم. كان متى يستهدف القراء من أقرانه اليهود، والذين تشدد الكثيرين منهم – خاصة الفريسيين والصدوقيين – في رفض كون المسيح هو المسيا المنتظر. فبالرغم من الإطلاع على العهد القديم ودراسته لقرون عديدة إلا أن أعينهم كانت لا تبصر حقيقة من هو يسوع. وقد إنتهرهم الرب يسوع من أجل قساوة قلوبهم ورفضهم الإعتراف بمن كانوا ينتظرونه (يوحنا 5: 38-40). كانوا يريدون مسيا حسب شروطهم، شخص يحقق رغباتهم ويفعل ما يريدونه. كم من المرات نطلب الله بشروطنا؟ ألا يعتبر وصفنا له فقط بالصفات التي نجدها مقبولة لدينا، والتي ترضينا – محبته، ورحمته، ونعمته – في حين نرفض الصفات التي نعترض عليها – سخطه، وعدله، وغضبه المقدس، رفضاً له؟ إننا لا نجرؤ على الوقوع في خطأ الفريسيين، أي أن نخلق إلهاً على صورتنا ونتوقع أن يحقق توقعاتنا. إن مثل هذا الإله لا يعدو أن يكون وثناً. إن الكتاب المقدس يقدم لنا معلومات كافية جداً حول طبيعة وشخصية الله ويسوع المسيح الحقيقية حتى نعبده ونطيعه. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
إنجيل مرقس
الكاتب: رغم أن إنجيل مرقس لا يحدد إسم كاتبه، إلا أنه يوجد إجماع بين آباء الكنيسة الأولى على أن الرسول مرقس هو كاتبه. كان مرقس رفيقاً لبطرس الرسول وإبنه الروحي أيضاً (بطرس الأولى 5: 13). وقد سمع من الرسول بطرس تعاليم الرب يسوع وأحداث تلك الفترة وحفظ ما سمعه عن طريق تدوينه كتابة. من المتفق عليه أن الرسول مرقس هو يوحنا مرقس الذي يذكره العهد الجديد (أعمال الرسل 12: 12). كانت أمه سيدة مسيحية غنية ومعروفة في كنيسة أورشليم، وفي الغالب كانت الكنيسة تجتمع في منزلها. رافق مرقس بولس وبرنابا في رحلتهما الرسولية الأولى، ولكن لم يرافقهما في الرحلة الثانية بسبب خلاف وقع بينهما (أعمال الرسل 15: 37-38). ولكن، الرسول بولس طلب أن يكون مرقس معه قرب نهاية حياته (تيموثاوس الثانية 4: 11). تاريخ كتابة السفر: من المرجح أن يكون إنجيل مرقس واحد من أول اسفار العهد الجديد التي تم تدوينها، وقد كتب غالباً في عام 57 – 59 م. غرض كتابة السفر: في حين كتب إنجيل متى من أجل اليهود بصورة أساسية، يبدو أن إنجيل مرقس موجه للمؤمنين من الرومان، وبصورة خاصة الأمم. كتب مرقس كراعٍ للمؤمنين الذين سمعوا رسالة الإنجيل وآمنوا بها (رومية 1: 8). فقد اراد أن تكون لديهم قصة المسيح كخادم لله ومخلص العالم حتى يشدد إيمانهم في وجه الإضطهاد الكبير ولكي يعلمهم معنى أن يكونوا تلاميذ للمسيح. آيات مفتاحية: مرقس 1: 11 " وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!" مرقس 1: 17 "فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ." مرقس 10: 14-15 "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ." مرقس 10: 45 "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ." مرقس 12: 33 "وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ." مرقس 16: 6 "فَقَالَ لَهُنَّ: لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ." مرقس 16: 15 "وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." ملخص: إن هذا إنجيل فريد لأنه يركز على أفعال المسيح أكثر من تعاليمه. وقد كتب بأسلوب بسيط، وينتقل سريعاً من حدث إلى آخر في حياة المسيح. لا يبدأ الإنجيل بسلسة نسب المسيح مثل إنجيل متى، لأنها لا تثير إهتماماً لدى الأمم. بعد تقديم المسيح عند المعمودية، يبدأ الرب يسوع خدمته العلنية في الجليل حيث دعا أربعة من تلاميذه الإثني عشر. و يتلو ذلك سرد لحياة المسيح وموته وقيامته. إن رواية مرقس ليست مجرد مجموعة من القصص، ولكنها رواية كتبت لكي تظهر أن يسوع هو المسيا الذي جاء ليس فقط لليهود ولكن للأمم أيضاً. وفي إعتراف حيوي يعلن التلاميذ بقيادة بطرس إيمانهم به (مرقس 8: 29-30) بالرغم من عدم فهمهم الكامل لكونه المسيا إلى ما بعد قيامته من الموت. إذ نتتبع رحلاته في الجليل والمناطق المحيطة وبعد ذلك اليهودية ندرك مدى سرعة خطواته. لقد لمس حياة كثيرين، ولكنه ترك أثراً لا يمحى على تلاميذه. وفي وقت التجلي (مرقس 9: 1-9) منح ثلاثة منهم لمحة عن مجيئه الثاني في قوة ومجد، ومرة أخرى أعلن لهم من يكون هو. ولكن في الأيام التي سبقت رحلته الأخيرة إلى أورشليم، نرى التلاميذ مرتعبين وخائفين ومتشككين. وعند القبض على الرب يسوع وقف وحيداً بعد أن هربوا وتركوه. وفي ساعات المحاكمة الصورية التي تلت ذلك، أعلن يسوع بجسارة أنه هو المسيح، إبن الله المبارك، وأنه سوف يعود منتصراً (مرقس 14: 61-62). لم يشهد غالبية التلاميذ ذروة الأحداث المحيطة بصلبه وموته ودفنه وقيامته. ولكن شهد عدد من النساء المخلصات آلامه. بعد يوم السبت، باكراً في صباح أول أيام الأسبوع ذهبن إلى القبر حاملات الحنوط. وعندما شاهدن أن الحجر قد دحرج دخلن غلى القبر. لم يجدن جسد المسيح هناك، بل ملاك برداء أبيض. وكانت الرسالة المبهجة التي تلقتها النساء هي: "لقد قام!" كانت النساء هن أول كارزات بالمسيح عندما قمن بتوصيل الأخبار السارة عن قيامته. وقد تم نشر نفس الرسالة عبر العالم على مدى القرون التالية حتى يومنا هذا. إرتباطات: كان مرقس يكتب بصفة عامة للأمم لذلك لا يقتبس كثيراً من العهد القديم مثل متى الذي كتب أساساً لليهود. وهو لا يبدأ إنجيله بسلسلة أنساب تربط الرب يسوع بآباء اليهود بل يبدأ بمعموديته، وبداية خدمته على الأرض. ولكن حتى في هذا، يشير مرقس إلى نبوة العهد القديم الخاصة بالمرسل من الله – يوحنا المعمدان – الذي ينادي الناس أن "يعدوا طريق الرب" (مرقس 1: 3؛ إشعياء 40: 3) إذ ينتظرون مجيء المسيا. يشير المسيح إلى العهد القديم في عدد من أحاديثه في إنجيل مرقس. يوبخ يسوع الفريسيين في مرقس 7: 6 بسبب عبادتهم الشكلية لله بشفاههم في حين أن قلوبهم بعيدة عنه، ويشير إلى نبيهم إشعياء لكي يبكتهم على قساوة قلوبهم (إشعياء 29: 13). أشار المسيح إلى نبوة أخرى من العهد القديم كانت ستتحقق في تلك الليلة عينها حيث تشتت التلاميذ مثل قطيع بلا راعٍ عندما ألقي القبض على المسيح وصلب (مرقس 14: 27؛ زكريا 13: 7). وأشار مرة أخرى إلى إشعياء عند تطهير الهيكل من الصيارفة (مرقس 11: 15-17؛ إرميا 7: 11) وإلى المزامير عندما شرح أنه هو حجر الزاوية بالنسبة لإيماننا وبالنسبة للكنيسة (مرقس 12: 10-11؛ مزمور 118: 22-23). التطبيق العملي: يقدم مرقس المسيح كخادم الله المتألم (مرقس 10: 45) وكم جاء ليخدمنا ويضحي من أجلنا، وهذا إلى حد ما، لكي يدفعنا أن نتمثل به. فعلينا أن نخدم كما خدم هو، بنفس عظمة إتضاعه وتكريسه لخدمة الآخرين. لقد شجعنا المسيح أن نتذكر أنه لكي نكون عظماء في ملكوت الله يجب أن نكون خادمين للجميع (مرقس 10: 44). يجب أن تفوق تضحيتنا بذواتنا حاجتنا إلى المكافأة أو التقدير، كما كان المسيح مستعداً أن يضع حياته من أجل الخراف. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
إنجيل لوقا
الكاتب: لا يحدد إنجيل لوقا إسم كاتبه. ولكن يتضح من ما ورد في لوقا 1: 1-4 وأعمال الرسل 1: 1-3 أن نفس الكاتب قام بكتابة إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل مخاطباً "العزيز ثاوفيلس" الذي هو في الغالب أحد نبلاء الرومان في ذلك الوقت. ويقول التقليد الكنسي، منذ الأيام الأولى للكنيسة، أن لوقا الطبيب والرفيق المقرب من الرسول بولس هو كاتب كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل (كولوسي 4: 14؛ تيموثاوس الثانية 4: 11). وهذا يجعل لوقا الأممي الوحيد الذي إشترك في تدوين أي من أسفار الكتاب المقدس. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة إنجيل لوقا ما بين عامي 58 و 65 م. غرض كتابة السفر: إن غرض هذا الإنجيل، كما هو الحال بالنسبة لإنجيلي متى ومرقس، هو إعلان الرب يسوع المسيح وكل "مَا ابْتَدَأَ...يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ..." (أعمال ارسل 1: 1-2). يتميز إنجيل لوقا بأنه سرد تاريخي دقيق – "كْتُبَ عَلَى التَّوَالِي" (لوقا 1: 3) مما يتماشى مع عقلية لوقا كطبيب – وقد تضمن تفاصيل لم تذكرها روايات أخرى. ويركز ما سجله لوقا من تاريخ الطبيب الأعظم على خدمته – ومحبته – للأمم، والسامريين، والنساء والأطفال، وجامعي الضرائب، والخطاة، وآخرين ممن إعتبروا منبوذين في إسرائيل. آيات مفتاحية: لوقا 2: 4-7 "فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ." لوقا 3: 16 "قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ: أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ." لوقا 4: 18-19، 21 "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ...إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ." لوقا 18: 31-33 "وَأَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى الأُمَمِ وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْه وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ." لوقا 23: 33-34 "وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ."ِ لوقا 24: 1-3 "ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَوَّلَ الْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ الْقَبْرِ فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ." ملخص: قيل عن إنجيل لوقا أنه أجمل ما كتب على الإطلاق، وهو يبدأ بالحديث عن عائلة الرب يسوع؛ وعن ولادة قريبه يوحنا المعمدان؛ ورحلة مريم ويوسف إلى بيت لحم حيث ولد يسوع في مذود؛ ونسب المسيح من جهة مريم. تبين خدمة المسيح العلنية محبته الكاملة وغفرانه من خلال أمثال الإبن الضال، والغني ولعازر، والسامري الصالح. وفي حين يؤمن الكثيرين في هذه المحبة غير المتحيزة والتي تتعدى كل الحدود البشرية، إلا أن كثيرين آخرين – خاصة من القادة الدينيين – يعارضون ويقاومون المسيح. وقد شجع المسيح أتباعه على حساب نفقة التلمذة، في حين تآمر أعداؤه لقتله على الصليب. وأخيراً، واجه المسيح الخيانة، والمحاكمة، والإدانة، والصلب. ولكن القبر لم يستطع أن يمسك به! وتؤكد قيامته إستمرار خدمته في طلب الهالكين وخلاصهم. إرتباطات: إن إشارات لوقا إلى العهد القديم قليلة نسبياً مقارنة بإنجيل متى بإعتبار أنه شخص أممي، كما نجد غالبية الإشارات إلى العهد القديم تأتي في صيغة كلمات على لسان المسيح. إستخدم الرب يسوع العهد القديم في مقاومة هجمات إبليس إذ أجابه بالقول: "مكتوب" (لوقا 4: 1-13)؛ وفي التعريف بأنه هو المسيا المنتظر (لوقا 4: 17-21)؛ ولتذكير الفريسيين بعدم قدرتهم على حفظ الناموس وحاجتهم إلى المخلص (لوقا 10: 25-28، 18: 18-27)؛ ولكي يرد على تعليمهم عندما حاولوا الإيقاع به (لوقا 20). التطبيق العملي: يقدم لوقا صورة رائعة لمخلصنا المحب. لم "يستاء" المسيح من الفقر أو الإحتياج؛ بل في الواقع كان هذا محور خدمته. كان المجتمع في ذلك الوقت يهتم جداً بالتصنيف الطبقي. وكان الضعفاء لا يملكون القدرة على تحسين نصيبهم في الحياة وبالتالي كانوا منفتحين للرسالة أن "ملكوت الله قد إقترب" (لوقا 10: 9). وهذه رسالة علينا أن نحملها بدورنا لمن حولنا الذين هم بحاجة ماسة لسماعها. لأن الإحتياج الروحي كبير جداً حتى في الدول الغنية نسبياً – بل ربما يعظم هذا الإحتياج في هذه الدول بوجه خاص. يجب أن يتبع المؤمنين مثال المسيح ويجلبون الأخبار السارة عن خلاص المسيح إلى الفقراء والمعوزين روحياً. لقد إقترب ملكوت الله والوقت يصبح أقصر مع كل يوم يمضي. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
إنجيل يوحنا
الكاتب: يصف يوحنا 21: 20-24 الكاتب بأنه "التلميذ الذي أحبه يسوع"، ولأسباب تاريخية وأسباب متضمنة في السفر نفهم أن هذا التلميذ هو الرسول يوحنا، أحد إبني زبدي (لوقا 5: 10). تاريخ كتابة السفر: إن إكتشاف رقائق البردي التي ترجع إلى عام 135م يستلزم أن يكون السفر قد كتب ونسخ وتم تداوله قبل ذلك التاريخ. وفي حين يعتقد البعض أنه قد كتب قبل دمار أورشليم (عام 70م) فمن المرجح بصورة أكبر أنه قد كتب في الفترة ما بين عامي 85 – 90 م. غرض كتابة السفر: يذكر يوحنا 20: 31 هدف كتابته كالتالي: "وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ." فعلى عكس الأناجيل الثلاثة الأخرى ليس هدف يوحنا تقديم رواية مرتبة زمنياً عن حياة المسيح، بل أن يظهر ألوهيته. لم يسع يوحنا فقط إلى تقوية إيمان الجيل الثاني من المؤمنين، وجذب آخرين إلى الإيمان، ولكنه كان يسعى إلى تصحيح تعاليم زائفة بدأت في الإنتشار في ذلك الوقت. ركز يوحنا على أن يسوع المسيح هو "إبن الله"، الله إله كامل وإنسان كامل على عكس التعليم القائل بأن "روح المسيح" حل على الإنسان يسوع عند معموديته وفارقه عند الصليب. آيات مفتاحية: يوحنا 1: 1، 14 "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ... وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً." يوحنا 1: 29 "وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ." يوحنا 3: 16 "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." يوحنا 6: 29 "أَجَابَ يَسُوعُ: هَذَا هُوَ عَمَلُ اللَّهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ." يوحنا 10: 10 "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." يوحنا 10: 28 "وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي." يوحنا 11: 25-26 "قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟" يوحنا 13: 35 "بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ." يوحنا 14: 6 " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." يوحنا 14: 9 "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟" يوحنا 17: 17 "قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ." يوحنا 19: 30 "فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: قَدْ أُكْمِلَ. وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ." يوحنا 20: 29 " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا." ملخص: إختار إنجيل يوحنا سبع معجزات فقط كعلامات لإظهار ألوهية المسيح وشرح خدمته. ونجد بعض هذه العلامات والقصص في إنجيل يوحنا فقط. كما أنه يتميز بأنه أكثر الأناجيل الأربعة تركيزاً على ألوهية المسيح، وكثيراً ما يقدم الأسباب الكامنة وراء أحداث تم ذكرها في الأناجيل الأخرى. ويقدم لنا الكثير عن الخدمة المرتقبة للروح القدس بعد صعود المسيح. توجد كلمات أو عبارات معينة يستخدمها يوحنا كثيراً لتوضيح الموضوعات المتكررة في إنجيله: "يؤمن، ويشهد، ومعزي، وحياة – موت، ونور – ظلمة، وأنا هو...، ومحبة. يقدم إنجيل يوحنا المسيح، ليس من وقت ميلاده، ولكن من "البدء" بأنه "الكلمة" الإله الذي له دور في كل جانب من جوانب الخلق (1: 1-3) والذي صار جسداً (1: 14) لكي يستطيع أن ينزع عنا خطايانا بإعتباره هو حمل الله الذي بلا عيب (يوحنا 1: 29). ويختار يوحنا حوارات روحية تبين أن يسوع هو المسيا (4: 26) ويشرح أنه يمكن أن ينال الإنسان الخلاص عن طريق موت المسيح على الصليب (3: 14-16). وكيف أثار المسيح غضب الفريسيين تكراراَ بتصويبه لهم (2: 13-16) وشفاءه المرضى يوم السبت، وزعمه إمتلاك صفات هي من صفات الله (5: 18؛ 8: 56-59؛ 9: 6، 16؛ 10: 33). لقد أعد المسيح تلاميذه لموته وخدمتهم بعد قيامته وصعوده (يوحنا 14-17). ثم مات طوعاً على الصليب بدلاً عنا (10: 15-18)، ودفع دين خطايانا بالكامل (19: 30) حتى أن كل من يثق فيه كمخلص من الخطية ينال الخلاص (3: 14-16). ثم قام من الموت وبذلك أقنع حتى أكثر التلاميذ تشككاً أنه هو الرب والسيد (20: 24-29). إرتباطات: إن تقديم يوحنا المسيح بأنه هو إله العهد القديم واضح جداً في عبارات المسيح السبعة "أنا هو..." فهو "خبز الحياة" (يوحنا 6: 35) الذي دبره الله لإشباع نفوس الناس، كما دبر المن من السماء لإطعام شعب إسرائيل في البرية (خروج 16: 11-36). يسوع هو "نور العالم" (يوحنا 8: 12)، نفس النور الذي وعد به الله شعبه في العهد القديم (إشعياء 30: 26، 60: 19-22) والذي سوف يتحقق بصورة نهائية في أورشليم الجديدة عندما يصبح نورها هو المسيح الحمل (رؤيا 21: 23). تشير إثنتين من عبارات "أنا هو" إلى المسيح كـ "الراعي الصالح"، و"باب الخراف". هنا إشارات واضحة إلى المسيح كإله العهد القديم، راعي إسرائيل (مزمور 23: 1؛ 80: 1؛ إرميا 31: 10؛ حزقيال 34: 23) والباب الوحيد إلى حظيرة الخراف، والطريق الوحيد للخلاص. كان اليهود يؤمنون بقيامة الموتى، بل في الواقع حاولوا إستخدام هذا التعليم للإيقاع بالمسيح حتى يصدر تصريحات يمكنهم أن يستخدموها ضده. ولكن تصريحه عند قبر لعازر "أنا هو القيامة والحياة" (يوحنا 11: 25) لا بد وأنه أذهلهم. فقد قال بأنه هو سبب القيامة وأنه يمتلك السلطان على الحياة والموت. لا أحد غير الله يمكن أن يقول هذا عن نفسه. وبالمثل فإن قوله بأنه "الطريق والحق والحياة" (يوحنا 14: 6) قد ربطه بالعهد القديم بكل وضوح. فهو "طريق القداسة" الذي تنبأ به إشعياء 35: 8؛ ومؤسس مدينة الحق في زكريا 8: 3، عندما كان وهو "الحق" نفسه في أورشليم وقام هو وتلاميذه بالكرازة بحق الإنجيل؛ وكونه هو "الحياة" يؤكد ألوهيته، وكونه خالق الحياة، الله المتجسد (يوحنا 1: 1-3). وأخيراً، بإعتباره "الكرمة الحقيقية" (يوحنا 15: 1، 5) فإن المسيح يربط نفسه بأمة إسرائيل الذين أشارت إليهم كثير من نصوص العهد القديم بأنهم كرم الرب. وبإعتباره الكرمة الحقيقية في كرم إسرائيل فإنه يصور نفسه بأنه إله "إسرائيل الحقيقية" – أي كل الذين يأتون إليه بالإيمان لأنه "لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ" (رومية 9: 6). التطبيق العملي: إن إنجيل يوحنا يحقق الهدف منه بإحتوائه على الكثير من المعلومات النافعة للكرازة (إن كلمات يوحنا 3: 16 هي في الغالب أشهر الآيات، حتى وإن كان البعض لا يفهمونها بصورة صحيحة) وكثيراً ما تستخدم في الدراسات الكتابية الكرازية. فيمكننا أن نتعلم الكثير من مقابلات المسيح مع نيقوديموس والمرأة عند البئر (الإصحاحات 3-4) عن نموذج المسيح للكرازة الشخصية. ومازالت كلماته المعزية للتلاميذ قبل موته (14: 1-6، 16، 16:33) مصدر تعزية كبيرة عند موت أحباؤنا في المسيح، وكذلك ايضاً صلاته "كرئيس كهنة" من أجل المؤمنين في الإصحاح 17. إن تعاليم يوحنا عن ألوهية المسيح (1: 1-3، 14؛ 5: 22-23؛ 8: 58؛ 14: 8-9؛ 20: 28...الخ.) مفيدة جداً في مقاومة التعاليم المزيفة التي ترى المسيح أقل من أن يكون الإله الكامل. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر أعمال الرسل
الكاتب: لا يحدد سفر أعمال الرسل إسم كاتبه. ولكن يتضح من لوقا 1: 1-4 وأعمال الرسل 1: 1-3 أن كاتب إنجيل لوقا هو نفس كاتب سفر أعمال الرسل. ويقول تقليد الكنيسة الأولى أن لوقا، رفيق الرسول بولس في رحلاته، قد كتب كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر أعمال الرسل ما بين عامي 61 – 64 م. غرض كتابة السفر: لقد كتب سفر أعمال الرسل لكي يسجل لنا تاريخ الكنيسة الأولى. ويركز هذا السفر على أهمية يوم الخمسين ومنح التلاميذ القوة ليكونوا شهوداً للمسيح. يسجل سفر أعمال الرسل كون الرسل شهوداً للمسيح في أورشليم واليهودية والسامرة والمناطق المحيطة بها. ويلقي السفر الضوء على عطية الروح القدس الذي يقوينا ويرشدنا ويعلمنا ويكون مشيراً لنا. وعندما نقرأ سفر الأعمال فإننا نفهم ونتشجع بمقدار المعجزات التي أجريت في ذلك الوقت على أيدي التلاميذ بطرس ويوحنا وبولس. كما يؤكد سفر أعمال الرسل أهمية طاعة كلمة الله والتغيير الذي يحدث نتيجة معرفة المسيح. كما توجد إشارات عديدة لمن رفضوا الحق الذي كرز به التلاميذ عن الرب يسوع المسيح. كذلك يوضح سفر الأعمال حب السلطة والطمع والعديد من شرور إبليس الأخرى. آيات مفتاحية: أعمال الرسل 1: 8 "لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." أعمال الرسل 2: 4 "وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا." أعمال الرسل 4: 12 "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ." أعمال الرسل 4: 19-20 "فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا: إِنْ كَانَ حَقّاً أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ فَاحْكُمُوا. لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا." أعمال الرسل 9: 3-6 "وَفِي ذَهَابِهِ (شاول) حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ فَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ الرَّبُّ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ. فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ. أعمال الرسل 16: 31 " فَقَالاَ: آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ." ملخص: يقدم سفر أعمال الرسل تاريخ الكنيسة المسيحية ونشر رسالة إنجيل المسيح وكذلك المقاومة المتنامية ضدها. ورغم أن الله قد إستخدم الكثير من الخدام الأمناء في تعليم إنجيل المسيح والكرازة به، إلا أن شاول الذي تغير إسمه إلى بولس كان أكثرهم تأثيراً. قبل أن يتجدد بولس كان يجد متعة كبيرة في إضطهاد وقتل المسيحيين. لهذا فإن التغيير الدرامي الذي حدث له على طريق دمشق (أعمال الرسل 9: 1-31) هو أحد الموضوعات الرئيسية لسفر الأعمال. لقد تحول بولس إلى النقيض الآخر بعد تجديده في محبته لله والكرازة بكلمته بقوة وحماس وبروح الإله الحقيقي الحي. لقد نال التلاميذ قوة من الروح القدس ليكونوا شهوداً في أورشليم (الإصحاحات 1-8: 3) واليهودية والسامرة (الإصحاحات 8: 4-12: 25) وإلى أقصى الأرض (الإصحاحات 13: 1-28). ويتضمن الجزء الأخير رحلات بولس التبشيرية الثلاث (13: 1-21: 16) ومحاكماته في أورشليم وقيصرية (21: 17-26: 32) ورحلته الأخيرة إلى روما (27: 1-28: 31). إرتباطات: إن سفر أعمال ارسل بمثابة فترة إنتقالية من العهد القديم القائم على حفظ الناموس إلى العهد الجديد القائم على النعمة والإيمان. ونرى هذا التحول في عدد من الأحداث المفتاحية في سفر الأعمال. أولاً، كان هناك تغيير في خدمة الروح القدس، الذي كان دوره الرئيسي في العهد القديم أن يكون "المسحة" الخارجية على شعب الله، ومن بينهم موسى (عدد 11: 17)، وعثنيئيل (قضاة 3: 8-10)، وجدعون (قضاة 6: 34)، وشاول (صموئيل الأول 10: 6-10). بعد قيامة المسيح جاء الروح القدس ليسكن في قلوب المؤمنين (رومية 8: 9-11؛ كورنثوس الأولى 3: 16) ليرشدهم ويشدد قلوبهم. إن سكنى الروح القدس هو عطية من الله لمن يأتون إليه بإيمان. كان تجديد بولس مثال درامي للإنتقال من العهد القديم إلى الجديد. لقد أقر بولس أنه قبل مقابلته مع المخلص المقام كان أكثر الإسرائيليين غيرة وكان بلا لوم "من جهة بر الناموس" (فيلبي 3: 6)، إلى حد إضطهاد من ينادون بالخلاص بالنعمة من خلال الإيمان بيسوع المسيح. ولكنه أدرك بعد تجديده أن كل مجهوداته في الإلتزام بالشريعة كانت بلا قيمة وقال: "... أَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ" (فيلبي 3: 8-9). والآن نحن أيضاً نعيش بالإيمان، وليس بأعمال الناموس فلا يوجد ما نفتخر به (أفسس 2: 8-9). إن رؤيا بطرس للملاءة في أعمال الرسل 10: 9-15 هي علامة أخرى على التحول من العهد القديم – وفي هذه الحالة ناموس الطعام الخاص باليهود – إلى وحدة العهد الجديد بين اليهود والأمم في كنيسة واحدة جامعة. لقد أعلن أن الحيوانات "الطاهرة" التي ترمز إلى اليهود والحيوانات "غير الطاهرة" التي ترمز إلى الأمم، كليهما "قد تطهرا" من خلال موت المسيح الكفاري على الصليب. ليسا بعد تحت ناموس العهد القديم، بل قد توحدا في نعمة العهد الجديد بالإيمان في دم المسيح المسفوك على الصليب. التطبيق العملي: يستطيع الله أن يعمل أموراً عجيبة من خلال أناس عاديين عندما يمنحهم القوة بروحه. لقد أخد الله مجموعة من الصيادين وإستخدمهم لكي يقلب العالم رأساً على عقب (أعمال الرسل 17: 6). وأخذ الله قاتلاً يكره المسيحيين وحوله ليصبح أعظم كارز في المسيحية قام بكتابة نصف أسفار العهد الجديد تقريباً. لقد إستخدم الله الإضطهاد لتحقيق أكبر إنتشار "للإيمان الجديد" في تاريخ العالم. ويستطيع الله أن يستخدمنا مثلهم، وهو يفعل هذا بالفعل من خلالنا – إذ يغير قلوبنا، ويمنحنا قوة الروح القدس وكذلك الغيرة لنشر الأخبار السارة بالخلاص من خلال المسيح. سوف نفشل إذا حاولنا أن نحقق هذه الأمور بقدرتنا الشخصية. ولكن مثلما فعل التلاميذ في سفر الأعمال 1: 8 يجب أن ننتظر حتى ننال قوة الروح القدس ثم نتحرك بقوته لتحقيق الإرسالية العظمى (متى 28: 19-20). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة كورنثوس الأولى
الكاتب: تحدد رسالة كورنثوس الأولى 1: 1 أن الرسول بولس هو كاتب الرسالة. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة كورنثوس الأولى حوالي عام 55 م. غرض كتابة السفر: أسس الرسول بولس الكنيسة في مدينة كورنثوس. وبعد أن ترك الكنيسة بعدة سنوات سمع أخباراً أثارت قلقه من جهة كنيسة كورنثوس. فقد إمتلأوا بالكبرياء وقد سمحوا بخطايا جنسية وأخلاقية. كان يتم إساءة إستخدام المواهب الروحية، وقد ساد بينهم سوء الفهم للمباديء المسيحية الأساسية. لهذا كتب الرسول بولس رسالته الأولى لأهل كورنثوس في محاولة لإسترداد كنيسة كورنثوس إلى أساسها الذي هو الرب يسوع. آيات مفتاحية: كورنثوس الأولى 3: 3 "لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" كورنثوس الأولى 6: 19-20 "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ." كورنثوس الأولى 10: 31 "فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ." كورنثوس الأولى 12: 7 "وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ." كورنثوس الأولى 13: 4-7 "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ. وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. كورنثوس الأولى 15: 3-4 "فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ." ملخص: كانت كنيسة كورنثوس موبوءة بالإنشقاقات. كان المؤمنين في كورنثوس منقسمين إلى مجموعات تعطي ولاؤها لقادة روحيين بعينهم(كورنثوس الأولى 1: 12؛ 3: 1-6). وقد شجع الرسول بولس مؤمني كورنثوس أن يتوحدوا في ظل تكريسهم للمسيح (كورنثوس الأولى 3: 21-23). كان كثيرين ممن في الكنيسة راضين عن علاقات غير أخلاقية (كورنثوس الأولى 5: 1-2). فأمرهم بولس أن يطردوا من الكنيسة الشخص الشرير (كورنثوس 5: 13). وكان مؤمني كورنثوس يلجأون إلى المحاكم في نزاعاتهم (كورنثوس الأولى 6: 1-2). وقد علمهم الرسول بولس أنه من الأفضل أن يكون الإنسان مظلوماً عن أن يفسد شهادة إيمانه (كورنثوس الأولى 6: 3-8). أعطى الرسول بولس في رسالته إلى كنيسة كورنثوس تعاليم بشأن الزواج والعزوبية (الإصحاح 7)، والذبائح المقدمة للأوثان (الإصحاحات 8 و 10)، والحرية المسيحية (الإصحاح 9)، وغطاء رأس المرأة (كورنثوس الأولى 11: 1-6)، والعشاء الرباني (كورنثوس الأولى 11: 17-34)، والمواهب الروحية (الإصحاحات 12-14)، وقيامة الأموات (الإصحاح 15). لقد نظم الرسول بولس رسالة كورنثوس بحيث يجيب على الأسئلة التي طرحها عليه مؤمني كورنثوس وأيضاً يتعامل مع السلوك غير المناسب والمعتقدات الخاطئة التي كانوا قد قبلوها. إرتباطات: يستخدم الرسول بولس، في الإصحاح 10 من رسالة كورنثوس الأولى، قصة توهان شعب إسرائيل في البرية لكي يشرح لمؤمني كورنثوس مغبة إساءة إستخدام الحرية وخطر الثقة الزائدة في النفس. لقد حذر الرسول بولس الكورنثيين من عدم ضبط النفس (كورنثوس الأولى 9: 24-27). وبعد ذلك تحدث عن شعب إسرائيل الذين بالرغم من إختبارهم للمعجزات التي صنعها الله وعنايته بهم – مثل شق البحر الأحمر، والتدبير المعجزي للمن والسلوى من السماء، وخروج الماء من الصخر – إلا أنهم أساءوا إستخدام حريتهم، وتمردوا على الله، وسقطوا في الخطية وعبادة الأوثان. يشجع الرسول بولس الكنيسة في كورنثوس أن تتعلم من مثال شعب إسرائيل وتبتعد عن الشهوات والخطايا الجنسية (الآيات 6-8) وعن التذمر وإمتحان المسيح (الآيات 9-10). أنظر سفر العدد 11: 4، 34، 25: 1-9؛ وخروج 16: 2، 17: 2، 7. التطبيق العملي: إن العديد من المعضلات والتساؤلات التي واجهت كنيسة كورنثوس مازالت تواجه الكنيسة اليوم. فما زالت الكنائس اليوم تعاني من الإنقسامات، والخطايا الأخلاقية، وإساءة إستخدام المواهب الروحية. فيمكن القول أن رسالة كورنثوس الأولى قد كتبت للكنيسة اليوم، ومن الجيد لنا أن نستمع إلى تحذيرات الرسول بولس ونطبقها علينا اليوم. وبالرغم من التوبيخ والتقويم الذي تتضمنه رسالة كورنثوس الأولى إلا أنها تعيد إنتباهنا إلى المسيح الذي يجب أن يكون مركز إهتمامنا. إن المحبة المسيحية الأصيلة هي الحل لكثير من المشاكل (الإصحاح 13). كما أن الفهم الصحيح لقيامة المسيح كما يتحدث عنها الإصحلح 15، وبالتالي الفهم الصحيح لقيامتنا نحن، هو الحل لما يسبب لنا الإنقسامات والفشل. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة كورنثوس الثانية
الكاتب: تحدد رسالة كورنثوس الثانية 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس، ومن المحتمل أن تيموثاوس قد شاركه في كتابتها. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة رسالة كورنثوس الثانية حوالي عام 55-57 م. غرض كتابة السفر: تأسست الكنيسة في مدينة كورنثوس عام 52م. عندما قام الرسول بولس بزيارتها في رحلته التبشيرية الثانية. وقد ظل هناك لمدة عام ونصف، وكانت تلك المرة الأولى التي تمكن فيها من البقاء في مكان واحد للمدة التي أرادها. نجد ذكراً لتلك الزيارة وتأسيس الكنيسة هناك في سفر الأعمال 18: 1-18. لقد عبر الرسول بولس، في رسالته الثانية لأهل كورنثوس، عن إرتياحه وسروره لكونهم قد تقبلوا رسالته "الصعبة" (المفقودة) بطريقة إيجابية. وقد خاطبت تلك الرسالة موضوعات كانت السبب في تمزيق الكنيسة، ومن أهمها وصول رسل كذبة (كورنثوس الثانية 11: 13) هاجموا شخص الرسول بولس، وزرعوا الفتنة بين المؤمنين، وقدموا تعاليم خاطئة. وقد بدا أنهم قد شككوا في مصداقيته (كورنثوس الثانية 1: 15-17)، وقدرته على الوعظ (كورنثوس الثانية 10: 10؛ 11: 6)، وعدم رغبته في قبول تدعيم من الكنيسة في كورنثوس (كورنثوس الثانية 11: 7-9؛ 12: 13). كما وجد أن البعض لم يتوبوا عن سلوكهم الإباحي (كورنثوس 12: 20-21). لقد إبتهج الرسول بولس عندما أخبره تيطس أن غالبية الكورنثيين قد رجعوا عن تمردهم ضده (كورنثوس الثانية 2: 12-13؛ 7: 5-9). وقد شجعهم الرسول بولس بالتعبير عن محبته الصادقة لهم (كورنثوس الثانية 7: 3-16). وكذلك سعى بولس أن يدافع عن رسوليته حيث أن البعض في الكنيسة قد شككوا في سلطانه كرسول (كورنثوس الثانية 13: 3). آيات مفتاحية: كورنثوس الثانية 3: 5 "لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئاً كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ الله." كورنثوس الثانية 3: 18 "وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." كورنثوس الثانية 5: 17 "إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً." كورنثوس الثانية 5: 21 "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." كورنثوس الثانية 10: 5 "هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ." كورنثوس الثانية 13: 4 "لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضُعْفٍ لَكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضاً ضُعَفَاءُ فِيهِ، لَكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ." ملخص: بعد تحية المؤمنين في كنيسة كورنثوس وشرح سبب عدم زيارته لهم كما كان مخططاً سابقاً (الآيات 1: 3-2: 2)، يشرح الرسول بولس طبيعة خدمته. كان ما يميز خدمته للكنائس هو النصرة في المسيح والإخلاص في نظر الله (2: 14-17). ثم يقارن الخدمة المجيدة لبر المسيح بخدمة "الدينونة" التي هي الناموس (3: 9) ويعلن إيمانه بصلاحية خدمته بالرغم من الإضطهاد الشديد (4: 8-18). ثم يشرح في الإصحاح الخامس أساس الإيمان المسيحي – الطبيعة الجديدة (الآية 17) وإستبدال خطايانا ببر المسيح (الآية 21). في الإصحاحات 6 و 7 يدافع الرسول بولس عن نفسه وعن خدمته ويؤكد للكورنثيين مرة أخرى محبته المخلصة لهم ويدعوهم للتوبة وحياة القداسة. وفي الإصحاحات 8 و 9 يدعو بولس مؤمني كورنثوس لإتباع مثال الإخوة في مكدونية في كرمهم تجاه إحتياجات القديسين. ويعلمهم مباديء ومكافآت حياة العطاء. يختم الرسول بولس رسالته بتوكيد سلطانه بينهم (الإصحاح 10) وإهتمامه بأمانتهم تجاهه في وجه المعارضة الشرسة من جانب الرسل الكذبة. وهو يصف نفسه بالجهل لإضطراره الإفتخار بمؤهلاته ومعاناته من أجل المسيح (الإصحاح 11). وينهي رسالته بوصف رؤيا السماء التي أعطي أن يختبرها وكذلك "الشوكة في الجسد" التي أعطاه إياها الله لكي يحافظ على إتضاعه (الإصحاح 12). يحتوي الإصحاح الأخير على تشجيعه للكورنثيين أن يفحصوا ذواتهم حتى يتأكدوا من أن ما يشهدون به هو الحق، وينتهي بصلاة البركة والسلام. إرتباطات: يشير الرسول بولس إلى ناموس موسى في كل رسائله ويقارنه بالعظمة الفائقة لإنجيل المسيح والخلاص بالنعمة. في كورنثوس الثانية 3: 4-11 يقارن الرسول بولس ناموس العهد القديم بعهد النعمة الجديد مشيراً إلى أن الناموس "يقتل" ولكن الروح يمنح الحياة. فالناموس هو "...خِدْمَةُ الْمَوْتِ، الْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ..." (الآية 7، خروج 24: 12) لأنه يأتي فقط بمعرفة الخطية ودينونتها. إن مجد الناموس يكمن في أنه يعكس مجد الله، ولكن خدمة الروح أعظم مجداً من خدمة الناموس لأنها تعكس رحمة الله، ونعمته ومحبته بتدبيره أن يكون المسيح هو إتمام للناموس. التطبيق العملي: إن هذه الرسالة هي أكثر رسائل الرسول بولس تعلقاَ بسيرته الذاتية وأقلها مناقشة للعقائد. إنها تخبرنا عن بولس كشخص وخادم أكثر من أي من الرسائل الأخرى. ومع هذا، توجد بعض الأمور التي يمكن أن نأخذها من هذه الرسالة للتطبيق في حياتنا اليوم. أولها الوكالة، ليس فقط على الأموال، ولكن على الوقت أيضاً. فإن المكدونيين لم يعطوا بسخاء فقط، ولكنهم "أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ." (كورنثوس الثانية 8: 5). وبنفس الكيفية يجب أن نكرس ليس فقط ما نملكه للرب، ولكن نكرس أنفسنا بالكامل. فهو ليس بحاجة إلى أموالنا. إنه كلي القدرة! وهو يريد القلب الذي يشتاق لخدمته وإرضاؤه ومحبته. إن الوكالة والعطاء لله تتعلق بأكثر من مجرد المال. نعم، الله يريدنا أن نقدم عشور دخلنا، ويعدنا بالبركة في المقابل. لكن يوجد ما هو أكثر من هذا. الله يريد منا 100%. يريدنا أن نعطيه كل ما نملك. بل كل ذواتنا. يجب أن نقضي حياتنا في خدمة أبونا السماوي. لا أن نقدم له جزء من دخلنا، ولكن حياتنا ذاتها يجب أن تعكسه للآخرين. يجب أن نعطي أنفسنا أولاً للرب ثم للكنيسة وعمل خدمة يسوع المسيح. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة غلاطية
الكاتب: تحدد رسالة غلاطية 1: 1 بوضوح أن الرسول بولس هو كاتب هذه الرسالة. تاريخ كتابة السفر: وفقاً للمكان الذي أرسلت إليه رسالة غلاطية والرحلة التبشيرية التي قام فيها الرسول بولس بتأسيس الكنائس في تلك المنطقة، فيمكن القول بأن رسالة غلاطية تمت كتابتها ما بين عامي 48 و 55 م. غرض كتابة السفر: تكونت الكنائس في غلاطية من اليهود والأمم الذين آمنوا بالمسيح. ويؤكد الرسول بولس صفته كرسول، والعقائد التي نادى بها حتى يمكن تثبيت كنائس غلاطية في الإيمان بالمسيح، خاصة بشأن موضوع التبرير بالإيمان وحده. لهذا فإن موضوع الرسالة هو بالأساس نفس الموضوع الذي تناقشه رسالة رومية أي التبرير بالإيمان وحده. ولكن في هذه الرسالة يوجه الإنتباه بصورة خاصة إلى التبرير بالإيمان دون الإستناد على أعمال ناموس موسى. لم تكتب رسالة غلاطية كمقال يسرد التاريخ المعاصر. بل كانت إعتراضاً على إفساد رسالة إنجيل المسيح. كان الحق الأساسي بشأن التبرير بالإيمان وليس أعمال الناموس قد تم طمسه بإصرار اليهود المؤمنين على أن المؤمنين بالمسيح يجب أن يحافظوا على الناموس لكي يكونوا كاملين أمام الله. عندما نما إلى علم الرسول بولس أن هذا التعليم قد بدأ يتغلغل في كنائس غلاطية وأنه قد سبب إبتعادهم عن ميراث الحرية الذي لهم، قام بكتابة الإحتجاج الملتهب المتضمن في رسالته. آيات مفتاحية: غلاطية 2: 16 "إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا." غلاطية 2: 20 "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." غلاطية 3: 11 " وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا." غلاطية 4: 5-6 "لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: يَا أَبَا الآبُ." غلاطية 5: 22-23 " وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ." غلاطية 6: 7 "لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً." ملخص: إن الحرية الروحية هي نتيجة التبرير بالنعمة من خلال الإيمان. لقد طلب الرسول بولس إلى أهل غلاطية أن يثبتوا في الحرية "وَلاَ يرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ (الذي هو ناموس موسى)" (غلاطية 5: 1). كما أن الحرية المسيحية ليست عذراً لإشباع غرائز الإنسان؛ بل هي فرصة لنحب أحدنا الآخر (غلاطية 5: 13؛ 6: 7-10). إن هذه الحرية لا تعزل الإنسان عن صراعات الحياة. بل قد تجعل المعركة بين الروح والجسد أكثر شدة. ولكن، الجسد قد صلب مع المسيح (غلاطية 2: 20) ونتيجة لذلك فإن الروح يأتي بثماره، ومنها المحبة والسلام في حياة المؤمن (غلاطية 5: 22-23). لقد تمت كتابة رسالة غلاطية بروح الإنفعال النبوي. فبالنسبة لبولس لم تكن المشكلة هي الختان من عدمه، بل ما إذا كان الشخص قد أصبح "خليقة جديدة" (غلاطية 6: 15). لو لم ينجح الرسول بولس في تفسير مبدأ التبرير بالإيمان وحده لكانت المسيحية ظلت ما إلا طائفة يهودية، بدلاً من أن تصبح الطريق للخلاص لكل العالم. لهذا فإن رسالة غلاطية ليست مجرد رسالة لكنيسة معينة؛ بل هي رسالة لكل مؤمن يعترف مع الرسول بولس قائلاً: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." (غلاطية 2: 20) إن رسالتي يعقوب وغلاطية توضحان جانبين من جوانب المسيحية ظهر منذ البداية أنهما متعارضين رغم أنهما في الواقع يكمل أحدهما الآخر. يصر يعقوب على مبدأ أن الإيمان يثبت وجوده عن طريق الأعمال. إلا أن يعقوب، وكذلك الأمر بالنسبة لبولس، يؤكد على حاجة الإنسان إلى التغيير بنعمة الله (يعقوب 1: 18). وتؤكد رسالة غلاطية على عمل الإنجيل الذي ينتج ثمراً (غلاطية 3: 113-14). ولم يكن بولس أقل إهتماماً من يعقوب بحياة الأعمال (غلاطية 5: 13). إن هذين الجانبين من جوانب الحق الحياة المسيحية متلازمين مثل وجهي العملة الواحدة. إرتباطات: عبر كل رسالة بولس إلى أهل غلاطية نجد مقارنة النعمة المخلصة – التي هي عطية الله – بناموس موسى الذي لا يعطي الخلاص. إن المؤمنين اليهود، أولئك الذين يستندون إلى ناموس موسى كمرجع لهم للتبرير، كانوا من الأشخاص البارزين في الكنيسة الأولى، بل ان شخصيات بارزة مثل الرسول بطرس وقعت في شباكهم لبعض الوقت (غلاطية 2: 11-13). وكان المؤمنين الأوائل متمسكين بالناموس حتى أن الرسول بولس إضطر أن يؤكد بإستمرار على حقيقة أن الخلاص بالنعمة لا يرتبط بحفظ الناموس. إن الموضوعات التي تربط رسالة غلاطية بالعهد القديم تدور حول الناموس مقابل النعمة: عدم إستطاعة الناموس تبرير الإنسان (2: 16)؛ كون المؤمن ميت بالنسبة للناموس (2: 19)؛ تبرير إبراهيم بالإيمان (3: 6)؛ الناموس لا يعطي الخلاص، بل يجلب غضب الله (3: 10)؛ المحبة وليس الأعمال هي ما يتمم الناموس (5: 14). التطبيق العملي: إن أحد الموضوعات الرئيسية لرسالة غلاطية موجود في إصحاح 3: 11 "الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا." فنحن لا نخلص فقط بالإيمان (يوحنا 3: 16؛ أفسس 2: 8-9)، ولكن بالنسبة للمؤمن بالمسيح فإنه يعيش حياته – يوماً بيوم، ولحظة بلحظة – بالإيمان ومن خلاله. هذا لا يعني أن الإيمان شيء نصنعه بأنفسنا – بل هو عطية الله، وليس من أعمال – ولكن مسئوليتنا وبهجتنا هي: (1) أن نظهر إيماننا حتى يرى الآخرين عمل المسيح فينا، و(2) أن نزيد إيماننا بممارسة الوسائط الروحية (دراسة الكتاب المقدس، الصلاة، الطاعة). قال الرب يسوع أننا سنعرف من ثمارنا (متى 7: 16) التي تبرهن الإيمان الذي في قلوبنا. يجب أن يثابر جميع المسيحيين في الجهاد لبناء الإيمان المخلص في قلوبنا حتى تكون حياتنا إنعكاس للمسيح فيراه الآخرين فينا "وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (متى 5: 16). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة أفسس
الكاتب: تحدد رسالة أفسس 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة رسالة أفسس ما بين عامي 60-63 م. غرض كتابة السفر: كان هدف بولس أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يتوق إلى النضوج المسيحي. وقد تضمنت الرسالة الإنضباط والتهذيب المطلوب للنمو كأنباء حقيقيين لله. وأكثر من ذلك، إن دراسة رسالة أفسس تساعد في تثبيت المؤمن حتى يحقق غرض ودعوة الله لحياته. فهدف الرسالة هو توكيد وتأهيل كنيسة ناضجة. كما تقدم نظرة متوازنة إلى جسد المسيح وأهميته في خطة الله. آيات مفتاحية: أفسس 1: 3 "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ." أفسس 2: 8-10 "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ." أفسس 4: 4-6 "جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضاً فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ." أفسس 5: 21 "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ." أفسس 6: 10-11 "أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ." ملخص: تشكل العقائد/التعاليم الجزء الأكبر من رسالة أفسس. ويتصل نصف هذه التعاليم بمكانتنا في المسيح، والباقي يؤثر على حالتنا. أحياناً كثيرة يتجاهل من يقدمون دراسات من هذه الرسالة كل التعاليم الأساسية المتضمنة فيها ويتوجهون مباشرة إلى الإصحاح الأخير. وهذا الإصحاح يركز على الحرب الروحية وجهاد القديسين. ولكن لضمان الإستفادة بصورة كاملة من هذه الرسالة يجب أن يبدأ الشخص بدراسة توجيهات الرسول بولس في هذه الرسالة. أولاً، إننا كأتباع المسيح يجب أن ندرك تماماً ما يعلنه الله عمن نكون نحن. كما يجب أن نثبت أيضاً في معرفة ما صنعه الله من أجل كل البشر. وثانياً، يجب أن نتقوى في ممارسة وجودنا ومسيرتنا. وهذا يجب أن يستمر حتى لا نعود نتعثر أو نتأرجح بكل ريح تعليم أو بمكر الناس. ينقسم ما كتبه الرسول بولس إلى ثلاث أجزاء رئيسية: (1) الإصحاحات 1-3 تقدم المباديء الخاصة بعمل الله. (2) الإصحاحات 4 و 5 تقدم المباديء الخاصة بوجودنا الحالي. (3) الإصحاح 6 يقدم المباديء الخاصة بالجهاد اليومي. إرتباطات: إن الإرتباط الرئيسي بالعهد القديم في رسالة أفسس يكمن في المبدأ الذي أدهش اليهود بكون الكنيسة هي جسد المسيح (أفسس 5: 32). هذا السر العجيب (الحق الذي لم يسبق إعلانه) بشأن الكنيسة هو "أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ."(أفسس 3: 6). كان هذا السر مخفياً بالكامل عن قديسي العهد القديم (أفسس 3: 5، 9). وكان شعب إسرائيل الذين كانوا يتبعون الله بحق يعتقدون أنهم وحدهم شعبه المختار (تثنية 7: 6). كان قبول الأمم على قدم المساواة في هذا النموذج الجديد أمراً شديد الصعوبة وتسبب في الكثير من الجدال والخلافات بين المؤمنين من اليهود والمؤمنين من الأمم. كما يتحدث بولس ايضاً عن سر كون الكنيسة كعروس المسيح، وهو مفهوم لم يسمع به في العهد القديم. التطبيق العملي: ربما تركز رسالة أفسس أكثر من سائر أسفار الكتاب المقدس على الصلة بين التعليم السليم والممارسة الصحيحة في الحياة المسيحية. إن الكثيرين يتجاهلون "التعاليم اللاهوتية" ويرغبون في التركيز على الأمور "العملية" فقط. ولكن في رسالة أفسس يشرح الرسول بولس أن اللاهوت أمر عملي أيضاً. ولكي نعيش خطة الله في حياتنا بطريقة عملية يجب أن نفهم أولاً المباديء الخاصة بمكانتنا وهويتنا في المسيح. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة فيلبي
الكاتب: تحدد رسالة فيلبي 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس، ومن المرجح أن يكون تيموثاوس قد ساعده في كتابتها. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة فيلبي حوالي عام 61 م. غرض كتابة السفر: كتبت الرسالة إلى أهل فيلبي، وهي واحدة من الرسائل التي كتبها الرسول بولس في روما. ففي فيلبي التي قام الرسول بولس بزيارتها في رحلته التبشيرية الثانية (أعمال الرسل 16: 12) تم تجديد ليديا وسجان فيلبي مع عائلته. والآن بعد مضي بضع سنوات، كان قد تم تأسيس وتشكيل الكنيسة كما هو واضح من ذكر الذين تخاطبهم الرسالة: "الأساقفة (شيوخ) والشمامسة" (فيلبي 1: 1). كتبت الرسالة بغرض تقديم الشكر من أجل العطية المادية التي قدمتها الكنيسة في فيلبي والتي حملها أبفرودتس، أحد أعضائها، إلى الرسول بولس (فيلبي 4: 10-18). إنها رسالة رقيقة موجهة إلى مجموعة من المؤمنين القريبين إلى قلب الرسول بولس بصورة خاصة (كورنثوس الثانية 8: 1-6)، ولا تذكر إلا قليل بشأن أخطاء عقائدية/تعليمية. آيات مفتاحية: فيلبي 1: 21 "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ." فيلبي 3: 7 "لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً." فيلبي 4: 4 "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا." فيلبي 4: 6-7 "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." فيلبي 4: 13 "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." يمكن أن نعطي رسالة فيلبي عنوان: "المرجع في الألم". إن هذه الرسالة تتحدث عن المسيح في حياتنا، المسيح في أفكارنا، المسيح هدفنا، المسيح قوتنا وفرحنا وسط الألم. لقد تمت كتابة هذه الرسالة أثناء سجن الرسول بولس في روما، بعد صعود المسيح بحوالي ثلاثين عاماً، وبعد كرازة الرسول بولس في فيلبي لأول مرة بحوالي عشر سنوات. كان بولس أسيراً لدى نيرون، ولكن يعلو صوت الإنتصار في الرسالة وتتكرر فيها كثيراُ كلمات مثل "فرح" و"إبتهاج" (فيلبي 1: 4، 18، 25، 26؛ 2: 2، 28؛ 3: 1؛ 4: 1، 4، 10). إن الحياة المسيحية الصحيحة هي إظهار لحياة المسيح فينا مهما كانت الظروف التي نمر به (فيلبي 1: 6، 11؛ 2: 5، 13). وتصل الرسالة إلى ذروتها في 2: 5-11 بالإعلان الإلهي المجيد بشأن إتضاع وتمجيد ربنا يسوع المسيح. يمكن تقسيم رسالة فيلبي كالتالي: مقدمة 1: 1-7 المسيح في الحياة المسيحية: الفرح رغم الألم 1: 8-30 المسيح النموذج للمسيحي: الإبتهاج بالخدمة المتواضعة 2: 1-30 المسيح موضوع الإيمان والرغبة والتوقع المسيحي 3: 1-21 المسيح مصدر قوة المسيحي: الإبتهاج وسط القلق 4: 1-9 الخاتمة 4: 10-23 إرتباطات: حذر الرسول بولس المؤمنين في كنيسة فيلبي، كما فعل في سائر رسائله، من الميل نحو التقيد الحرفي بالشريعة كما ظهر في كثير من الكنائس. كان اليهود شديدي التمسك بناموس العهد القديم حتى أن المؤمنين من اليهود كانوا يحاولون بإستمرار أن يرجعوا إلى تعاليم الخلاص بالأعمال. ولكن بولس أكد أن الخلاص فقط بالإيمان بالمسيح بل أنه شبههم بـ "الكلاب" وأيضاً "فاعلي الشر". كان المتمسكين بحرفية الناموس بصفة خاصة يصرون على ختان المؤمنين بالمسيح وفقاً لمتطلبات العهد القديم (تكوين 17: 10-12؛ لاويين 12: 3). فهكذا كانوا يحاولون إرضاء الله بمجهوداتهم الخاصة ويرفعون أنفسهم فوق المؤمنين من الأمم الذين لم يمارسوا ذلك الطقس. وقد شرح الرسول بولس أن الذين غسلوا بدم الحمل لم يعودوا بحاجة إلى ممارسة ذلك الطقس الذي كان يرمز إلى الحاجة إلى قلب طاهر. التطبيق العملي: إن رسالة فيلبي واحدة من رسائل الرسول بولس الخاصة، وبالتالي فهي تحمل عدة تطبيقات شخصية للمؤمنين. فقد كتبها أثناء فترة سجنه في روما، وقد شجع أهل فيلبي أن يتبعوا مثاله وأن "يَجْتَرِئُونَ أَكْثَرَ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكَلِمَةِ بِلاَ خَوْفٍ" (فيلبي 1: 14) في وقت الإضطهاد. إن كل المؤمنين قد إختبروا في وقت أو آخر عداوة غير المؤمنين تجاه إنجيل المسيح. وهذا أمر متوقع. لقد قال المسيح أن العالم قد كرهه وسوف يكره من يتبعونه أيضاً (يوحنا 5: 18). لهذا يشجعنا الرسول بولس على المثابرة في وجه الإضطهاد وأن نثبت "فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ" (فيلبي 1: 27). تطبيق آخر لرسالة فيلبي هو ضرورة إتحاد المؤمنين في إتضاع. إننا متحدين مع المسيح ونحتاج أن نسعى إلى الإتحاد مع بعضنا البعض بنفس الكيفية. يذكرنا الرسول بولس أن يكون لنا "فِكْراً وَاحِداً وَمَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ"، مُفْتَكِرِينَ شَيْئاً وَاحِداً، لاَ شَيْئاً بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضاً" (فيلبي 2: 2-4). إن الخلافات في الكنائس اليوم تكون أقل كثيراً لو أننا جميعاً أخذنا نصيحة بولس هذه بكل جدية. وتطبيق ثالث لرسالة فيلبي يتعلق بالفرح والإبتهاح اللذان يسودان على رسالته. فهو يبتهج بإعلان المسيح (فيلبي 1: 8)، ويفرح في الإضطهاد (2: 18)؛ ويحث الآخرين أن يفرحوا في الرب (3: 1)؛ ويشير إلى الأخوة في فيلبي بأنهم "سرور وإكليل" بالنسبة له (4: 1). ويلخص تشجيعه للمؤمنين بقوله: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا" (4: 4). إننا كمؤمنين يمكن أن نبتهج ونختبر سلام الله بأن نطرح عليه كل همومنا "فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ" (4: 6). إن فرح الرسول بولس، بالرغم من الإضطهاد والسجن يشع في كل رسالته هذه، ولنا نحن الوعد بنفس الفرح الذي إختبره عندما نركز أفكارنا حول الرب يسوع (فيلبي 4: 8). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة فيلبي
الكاتب: تحدد رسالة فيلبي 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس، ومن المرجح أن يكون تيموثاوس قد ساعده في كتابتها. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة فيلبي حوالي عام 61 م. غرض كتابة السفر: كتبت الرسالة إلى أهل فيلبي، وهي واحدة من الرسائل التي كتبها الرسول بولس في روما. ففي فيلبي التي قام الرسول بولس بزيارتها في رحلته التبشيرية الثانية (أعمال الرسل 16: 12) تم تجديد ليديا وسجان فيلبي مع عائلته. والآن بعد مضي بضع سنوات، كان قد تم تأسيس وتشكيل الكنيسة كما هو واضح من ذكر الذين تخاطبهم الرسالة: "الأساقفة (شيوخ) والشمامسة" (فيلبي 1: 1). كتبت الرسالة بغرض تقديم الشكر من أجل العطية المادية التي قدمتها الكنيسة في فيلبي والتي حملها أبفرودتس، أحد أعضائها، إلى الرسول بولس (فيلبي 4: 10-18). إنها رسالة رقيقة موجهة إلى مجموعة من المؤمنين القريبين إلى قلب الرسول بولس بصورة خاصة (كورنثوس الثانية 8: 1-6)، ولا تذكر إلا قليل بشأن أخطاء عقائدية/تعليمية. آيات مفتاحية: فيلبي 1: 21 "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ." فيلبي 3: 7 "لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً." فيلبي 4: 4 "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا." فيلبي 4: 6-7 "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." فيلبي 4: 13 "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." يمكن أن نعطي رسالة فيلبي عنوان: "المرجع في الألم". إن هذه الرسالة تتحدث عن المسيح في حياتنا، المسيح في أفكارنا، المسيح هدفنا، المسيح قوتنا وفرحنا وسط الألم. لقد تمت كتابة هذه الرسالة أثناء سجن الرسول بولس في روما، بعد صعود المسيح بحوالي ثلاثين عاماً، وبعد كرازة الرسول بولس في فيلبي لأول مرة بحوالي عشر سنوات. كان بولس أسيراً لدى نيرون، ولكن يعلو صوت الإنتصار في الرسالة وتتكرر فيها كثيراُ كلمات مثل "فرح" و"إبتهاج" (فيلبي 1: 4، 18، 25، 26؛ 2: 2، 28؛ 3: 1؛ 4: 1، 4، 10). إن الحياة المسيحية الصحيحة هي إظهار لحياة المسيح فينا مهما كانت الظروف التي نمر به (فيلبي 1: 6، 11؛ 2: 5، 13). وتصل الرسالة إلى ذروتها في 2: 5-11 بالإعلان الإلهي المجيد بشأن إتضاع وتمجيد ربنا يسوع المسيح. يمكن تقسيم رسالة فيلبي كالتالي: مقدمة 1: 1-7 المسيح في الحياة المسيحية: الفرح رغم الألم 1: 8-30 المسيح النموذج للمسيحي: الإبتهاج بالخدمة المتواضعة 2: 1-30 المسيح موضوع الإيمان والرغبة والتوقع المسيحي 3: 1-21 المسيح مصدر قوة المسيحي: الإبتهاج وسط القلق 4: 1-9 الخاتمة 4: 10-23 إرتباطات: حذر الرسول بولس المؤمنين في كنيسة فيلبي، كما فعل في سائر رسائله، من الميل نحو التقيد الحرفي بالشريعة كما ظهر في كثير من الكنائس. كان اليهود شديدي التمسك بناموس العهد القديم حتى أن المؤمنين من اليهود كانوا يحاولون بإستمرار أن يرجعوا إلى تعاليم الخلاص بالأعمال. ولكن بولس أكد أن الخلاص فقط بالإيمان بالمسيح بل أنه شبههم بـ "الكلاب" وأيضاً "فاعلي الشر". كان المتمسكين بحرفية الناموس بصفة خاصة يصرون على ختان المؤمنين بالمسيح وفقاً لمتطلبات العهد القديم (تكوين 17: 10-12؛ لاويين 12: 3). فهكذا كانوا يحاولون إرضاء الله بمجهوداتهم الخاصة ويرفعون أنفسهم فوق المؤمنين من الأمم الذين لم يمارسوا ذلك الطقس. وقد شرح الرسول بولس أن الذين غسلوا بدم الحمل لم يعودوا بحاجة إلى ممارسة ذلك الطقس الذي كان يرمز إلى الحاجة إلى قلب طاهر. التطبيق العملي: إن رسالة فيلبي واحدة من رسائل الرسول بولس الخاصة، وبالتالي فهي تحمل عدة تطبيقات شخصية للمؤمنين. فقد كتبها أثناء فترة سجنه في روما، وقد شجع أهل فيلبي أن يتبعوا مثاله وأن "يَجْتَرِئُونَ أَكْثَرَ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكَلِمَةِ بِلاَ خَوْفٍ" (فيلبي 1: 14) في وقت الإضطهاد. إن كل المؤمنين قد إختبروا في وقت أو آخر عداوة غير المؤمنين تجاه إنجيل المسيح. وهذا أمر متوقع. لقد قال المسيح أن العالم قد كرهه وسوف يكره من يتبعونه أيضاً (يوحنا 5: 18). لهذا يشجعنا الرسول بولس على المثابرة في وجه الإضطهاد وأن نثبت "فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ" (فيلبي 1: 27). تطبيق آخر لرسالة فيلبي هو ضرورة إتحاد المؤمنين في إتضاع. إننا متحدين مع المسيح ونحتاج أن نسعى إلى الإتحاد مع بعضنا البعض بنفس الكيفية. يذكرنا الرسول بولس أن يكون لنا "فِكْراً وَاحِداً وَمَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ"، مُفْتَكِرِينَ شَيْئاً وَاحِداً، لاَ شَيْئاً بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضاً" (فيلبي 2: 2-4). إن الخلافات في الكنائس اليوم تكون أقل كثيراً لو أننا جميعاً أخذنا نصيحة بولس هذه بكل جدية. وتطبيق ثالث لرسالة فيلبي يتعلق بالفرح والإبتهاح اللذان يسودان على رسالته. فهو يبتهج بإعلان المسيح (فيلبي 1: 8)، ويفرح في الإضطهاد (2: 18)؛ ويحث الآخرين أن يفرحوا في الرب (3: 1)؛ ويشير إلى الأخوة في فيلبي بأنهم "سرور وإكليل" بالنسبة له (4: 1). ويلخص تشجيعه للمؤمنين بقوله: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا" (4: 4). إننا كمؤمنين يمكن أن نبتهج ونختبر سلام الله بأن نطرح عليه كل همومنا "فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ" (4: 6). إن فرح الرسول بولس، بالرغم من الإضطهاد والسجن يشع في كل رسالته هذه، ولنا نحن الوعد بنفس الفرح الذي إختبره عندما نركز أفكارنا حول الرب يسوع (فيلبي 4: 8). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة كولوسي
الكاتب: إن الرسول بولس هو الكاتب الأساسي لرسالة كولوسي (كولوسي 1: 13). كما أن تيموثاوس أيضاً قد شارك في كتابتها (كولوسي 1: 1). تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة رسالة كولوسي ما بين عامي 58 – 62 م. غرض كتابة السفر: إن رسالة كولوسي بمثابة دراسة قصيرة في الأخلاق تغطي كل جوانب الحياة المسيحية. ويتدرج الرسول بولس من مناقشة الحياة الفردية إلى حياة العائلة، ومن العمل إلى أسلوب معاملة الآخرين. إن موضوع هذه الرسالة هو كفاية ربنا يسوع المسيح في تلبية كل إحتياجاتنا. آيات مفتاحية: كولوسي 1: 15-16 اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ." كولوسي 2: 8 "اُنْظُرُوا انْ لاَ يَكُونَ احَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ ارْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ." كولوسي 3: 12-13 "فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ احْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفاً، وَتَوَاضُعاً، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ انَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً انْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى احَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هَكَذَا انْتُمْ ايْضاً." كولوسي 4: 5-6 "اُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ. لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحاً بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ انْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ." ملخص: كتبت رسالة كولوسي خصيصاً للتغلب على الهرطقة/التعاليم الخاطئة التي ظهرت في مدينة كولوسي، والتي كانت تشكل خطراً على الكنيسة. ورغم أننا لا نعرف ما الذي كان قد وصل إلى مسامع الرسول بولس، إلا أن هذه الرسالة هي جوابه. يمكن أن نقول، بناء على إجابة الرسول بولس أنه كان يعالج النظرة الخاطئة إلى المسيح. (بشريته الحقيقية والواقعية وعدم قبول ألوهيته الكاملة). كما أن بولس يدحض تركيز اليهود على الختان والتقاليد (كولوسي 2: 8-11؛ 3: 11). ويبدو أن الهرطقة المشار إليها أساسها غنوسية-يهودية أو خليط بين الزهد اليهودي والفلسفة الإغريقية. ويقوم الرسول بولس هنا بمجهود مميز في توجيه أنظارنا إلي كفاية المسيح وحده. إن رسالة كولوسي تحتوي تعاليم عقائدية حول ألوهية المسيح والفلسفات الكاذبة (1: 15-2: 23) وكذلك نصائح عملية بشأن السلوك المسيحي، بما في ذلك الصداقات والكلام (3: 1-4: 18). إرتباطات: كما كان الحال بالنسبة لكل الكنائس الأولى، فإن موضوع التمسك بالناموس اليهودي كان يشغل الرسول بولس. كان مفهوم الخلاص بالنعمة دون الأعمال مفهوماً ثورياً حتى أن المنغمسين في ناموس العهد القديم كانوا يجدون صعوبة في فهمه. وبالتالي كان هناك محاولات مستمرة بين الناموسيون لإضافة متطلبات معينة من الناموس إلى هذا الإيمان الجديد. وكان الختان من المتطلبات الأساسية التي تمسك بممارستها بعض من آمنوا من اليهود. وقد حارب الرسول بولس هذا الخطأ في كولوسي 2: 11-15 حيث أعلن أن ختان الجسد لم يعد ضرورياً بعد مجيء المسيح. فالختان المطلوب هو ختان القلب، وليس الجسد، مما يجعل طقوس ناموس العهد القديم غير ضرورية (تثنية 10: 16، 30: 6؛ أرميا 4: 4، 9: 26؛ أعمال الرسل 7: 51؛ رومية 2: 29). التطبيق العملي: رغم أن الرسول بولس يناقش عدة موضوعات، إلا أن التطبيق الأساسي بالنسبة لنا اليوم هو كفاية المسيح الكاملة والكلية لحياتنا من أجل خلاصنا وتبريرنا أيضاً. يجب أن نعرف ونفهم رسالة الإنجيل حتى لا ننخدع بأي شكل من أشكال التدين الحرفي أو الهرطقة. علينا أن نحذر من أي إنحراف عن كون المسيح هو الرب والمخلص. إن أية "ديانة" تحاول أن تساوي ذاتها بالحق مستخدمة كتباً تزعم أنها مساوية للكتاب المقدس في سلطانها، أو تلك التي تمزج بين المجهودات البشرية والتدبير الإلهي للخلاص يجب أن يتم تجنبها. لا يمكن المزج بين الديانات الأخرى والمسيحية أو إضافتها إليها. إن المسيح يقدم لنا المقاييس النهائية للسلوك الأخلاقي. والمسيحية هي عائلة، وأسلوب حياة، وعلاقة – وليست ديانة. إن الأعمال الحسنة والتنجيم وعلوم الغيب والطالع لا تبين لنا طرق الله. المسيح وحده هو الذي يعرفنا بها، ومشيئته معلنة في كلمته التي هي رسالة الحب منه إلينا، لذا يجب أن نعرفها جيداً! |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة تسالونيكي الأولى
الكاتب: تشير رسالة تسالونيكي الأولى 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس، وفي الغالب إشترك معه في كتابتها كل من سيلا وتيموثاوس. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة تسالونيكي الأولى حوالي عام 50 م. غرض كتابة السفر: كان هناك بعض المفاهيم الخاطئة في كنيسة تسالونيكي بشأن المجيء الثاني للمسيح. وقد أراد الرسول بولس أن يوضح هذا في رسالته. كما يكتب إليهم هذه الرسالة كتوجيه للحياة المقدسة. آيات مفتاحية: تسالونيكي الأولى 3: 5 "مِنْ أَجْلِ هَذَا إِذْ لَمْ أَحْتَمِلْ أَيْضاً، أَرْسَلْتُ لِكَيْ أَعْرِفَ إِيمَانَكُمْ، لَعَلَّ الْمُجَرِّبَ يَكُونُ قَدْ جَرَّبَكُمْ، فَيَصِيرَ تَعَبُنَا بَاطِلاً." تسالونيكي الأولى 3: 7 "فَمِنْ أَجْلِ هَذَا تَعَزَّيْنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَتِكُمْ فِي ضِيقَتِنَا وَضَرُورَتِنَا بِإِيمَانِكُمْ." تسالونيكي الأولى 4: 14-17 "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضاً مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ." تسالونيكي الأولى 5: 16-18 "اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ." ملخص: تتحدث الإصحاحات الثلاث الأولى عن رغبة الرسول بولس في زيارة كنيسة تسالونيكي وعدم إستطاعته أن يفعل ذلك بسبب إعاقة الشيطان له (تسالونيكي الأولى 2: 18)، وعن مدى إهتمام بولس بهم والتشجيع الذي أحس به عند سماع أخبارهم. ثم يصلي بولس من أجلهم (تسالونيكي الأولى 3: 11-13). في الإصحاح الرابع، يقدم بولس توجيهات للمؤمنين في تسالونيكي بشأن الحياة المقدسة في المسيح (تسالونيكي الأولى 4: 1-12). ثم يقدم لهم التعليم بشأن سوء الفهم الكائن لديهم. ويخبرهم أن الذين قد رقدوا في المسيح سوف يذهبون أيضاً إلى السماء عندما يجيء المسيح مرة ثانية (تسالونيكي الأولى 4: 13-18، 5: 1-11). ثم تنتهي الرسالة بتعليم أخير حول الحياة المسيحية. إرتباطات: يذكر الرسول بولس أهل تسالونيكي أن الإضطهاد الذي يلاقونه من "أهل عشيرتهم" (2: 14) اليهود الذين رفضوا المسيا، هو نفس ما واجهه أنبياء العهد القديم (أرميا 2: 30؛ متى 23: 31). لقد حذرنا المسيح من أن أنبياء الله الحقيقيين سوف يجدون المقاومة من الأشرار دائماً (لوقا 11: 49). ويذكرنا الرسول بولس بهذا الحق في رسالة تسالونيكي. تطبيق عملي: يمكن تطبيق هذه الرسالة على الكثير من مواقف الحياة. وهي تؤكد لنا كمؤمنين أنه سواء كنا أحياء أو أموات عندما يجيء المسيح مرة ثانية فإننا سنكون معه كلنا (تسالونيكي 4: 13-18). كما تؤك لنا كمؤمنين أننا لن نواجه غضب الله (تسالونيكي الأولى 5: 8-9). وتعلمنا كيف نسلك في الحياة المسيحية كل يوم (تسالونيكي الأولى 4-5). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة تسالونيكي الثانية
الكاتب: تشير رسالة تسالونيكي الثانية 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس، وفي الغالب إشترك معه في كتابتها كل من سيلا وتيموثاوس. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة تسالونيكي الثانية ما بين عامي 51-52 م. غرض كتابة السفر: كانت لا زالت هناك بعض المفاهيم الخاطئة لدى كنيسة تسالونيكي بشأن يوم الرب. فقد إعتقدوا أن يوم الرب قد جاء بالفعل فتوقفوا عن العمل. وكانوا يواجهون إضطهاد شديد. فكتب إليهم الرسول بولس لتصحيح هذه المفاهيم ولتعزيتهم في ضيقهم. آيات مفتاحية: تسالونيكي الثانية 1: 6-7 "إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِنْدَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقاً، وَإِيَّاكُمُ الَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ." تسالونيكي الثانية 2: 13 "وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ." تسالونيكي الثانية 3: 3 " أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ." تسالونيكي الثانية 3: 10 "فَإِنَّنَا أَيْضاً حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ أَوْصَيْنَاكُمْ بِهَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضاً." ملخص: يقدم الرسول بولس التحية لكنيسة تسالونيكي ويشجعهم ويعظهم. إنه يثني عليهم من أجل ما سمع أنهم يعملونه في الرب، ويصلي من أجلهم (تسالونيكي الثانية 1: 11-12). وفي الإصحاح الثاني، يشرح الرسول بولس ما سيحدث في يوم الرب (تسالونيكي الثانية 2: 1-12). ثم يشجعهم بولس أن يثبتوا ويوجههم بالإبتعاد عن الرجال البطالين الذين لا يعيشون حسب الإنجيل (تسالونيكي الثانية 3: 6). إرتباطات: يشير الرسول بولس إلى عدة مقاطع من العهد القديم في خطابه بشأن الأيام الأخيرة، ويهذا يؤكد نبوات العهد القديم ويربط بينها. إن الكثير من تعليمه بشأن الأيام الأخيرة في هذه الرسالة يعتمد على نبوات دانيال ورؤياه. في تسالونيكي الثانية 2: 3-9 يشير إلى نبوة دانيال بشأن "رجل الخطية" (دانيال 7-8). التطبيق العملي: تمتليء رسالة تسالونيكي الثانية بمعلومات تفسر ما سيحدث في الأيام الأخيرة. كما أنها تحثنا على العمل وترك الكسل. كما تتضمن صلوات عظيمة يمكن أن تكون نموذج لنا في الصلاة من أجل المؤمنين اليوم. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة تيموثاوس الأولى
الكاتب: إن الرسول بولس هو كاتب رسالة تيموثاوس الأولى (تيموثاوس الأولى 1: 1). تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة تيموثاوس الأولى ما بين عامي 62-66 م. غرض كتابة السفر: كتب الرسول بولس إلى تيموثاوس ليشجعه بشأن مسئوليته في الإشراف على كنيسة أفسس وربما على كنائس أخرى في آسيا (تيموثاوس ألأولى 1: 3). إن هذه الرسالة تضع الأساس لرسامة الشيوخ (تيموثاوس الأولى 3: 1-7) وتقدم ارشادات رسامة من يقومون بأدوار/وظائف معينة في الكنيسة (تيموثاوس الأولى 3: 8-13). الخلاصة هي أن رسالة تيموثاوس الأولى هي دليل القيادة في تنظيم وإدارة الكنيسة. آيات مفتاحية: تيموثاوس الأولى 2: 5 "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ." تيموثاوس الأولى 2: 12 "وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ." تيموثاوس الأولى 3: 1-2 "صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ فَيَشْتَهِي عَمَلاً صَالِحاً. فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ." تيموثاوس الأولى 4: 9-10 "صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ. لأَنَّنَا لِهَذَا نَتْعَبُ وَنُعَيَّرُ، لأَنَّنَا قَدْ أَلْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى اللهِ الْحَيِّ، الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُ جَمِيعِ النَّاسِ وَلاَ سِيَّمَا الْمُؤْمِنِينَ." تيموثاوس الأولى 6: 12 "جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ." ملخص: هذه هي الرسالة الأولى التي كتبها الرسول بولس إل تيموثاوس الراعي الشاب الذي كان يساعد بولس في خدمته. كان تيموثاوس يونانياً. كانت أمه يهودية وأبوه يوناني. وكان الرسول بولس أكثر من مجرد معلم بالنسبة لتيموثاوس. كان بولس بمثابة أب لتيموثاوس، وكان تيموثاوس بدوره بمثابة إبن لبولس (تيموثاوس الأولى 1: 2). بدأ الرسول بولس الرسالة بحث تيموثاوس أن يكون صاحياً بالنسبة للتعاليم الكاذبة والمعلمين الكذبة. ولكن معظم الرسالة يعالج موضوعات السلوك الرعوي. فيقدم الرسول بولس لتيموثاوس تعاليم بشأن العبادة (الإصحاح 2) وتنمية القادة الناضجين في الكنيسة (الإصحاح 3). وتتحدث معظم الرسالة عن السلوك الرعوي، وتحذيرات بشأن المعلمين الكذبة، ومسئولية الكنيسة نحو الخطاة والأرامل والشيوخ والعبيد. وفي كل أجزاء الرسالة يشجع الرسول بولس تيموثاوس أن يثبت ويثابر وأن يظل أميناً لدعوته. إرتباطات: نجد إرتباط مثير للإهتمام بالعهد القديم في رسالة تيموثاوس الأولى حيث يستند إليه الرسول بولس في إعتبار شيوخ الكنيسة مستحقين "كرامة مضاعفة" والإحترام عند مواجهة الإتهامات (تيموثاوس الأولى 5: 17-19). يتحدث سفر التثنية 24: 15، 25: 4 ولاويين 19: 13 عن ضرورة دفع الأجرة التي يستحقها العامل في أوانها. كما تطلب ناموس موسى وجود شاهدين أو ثلاثة لإقامة شكوى على إنسان (تثنية 19: 15). وبالتأكيد كان المؤمنين من اليهود في الكنائس التي كان تيموثاوس يرعاها مدركين لهذا الإرتباط بالعهد القديم. التطبيق العملي: يقدم الرسول بولس الرب يسوع المسيح كالوسيط بين الله والإنسان (تيموثاوس الأولى 2: 5)، والمخلص لكل من يؤمن به. فهو رب الكنيسة، ويقوم تيموثاوس بخدمته عن طريق رعاية الكنيسة. وهكذا نجد التطبيق الرئيسي للرسالة الأولى من الرسول بولس إلى "إبنه في الإيمان". يوجه الرسول بولس تيموثاوس من جهة التعاليم الكنسية، والقيادة الكنسية، وإدارة الكنيسة. ويمكننا أن نستخدم نفس التوجيهات في إدارة كنائسنا المحلية اليوم. وبالمثل، فإن عمل وخدمة الراعي، ومؤهلات الأسقف/الشيخ، ومؤهلات الشماس لها نفس الأهمية اليوم كما كانت في أيام تيموثاوس. إن رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس تعتبر كتاب توجيهات خاصة بقيادة وإدارة ورعاية الكنيسة المحلية. إن التوجيهات التي تضمنتها رسالته تنطبق على أي قائد في كنيسة المسيح وهي مناسبة لنا اليوم كما كانت في أيام بولس. وأيضاً بالنسبة لغير المدعووين للقيادة في الكنيسة، فإن هذه الرسالة مفيدة لهم. فكل من يتبع المسيح يجب أن يدافع عن الإيمان ويقاوم التعاليم الكاذبة. يجب أن يثبت جميع المؤمنين وأن يثابروا أيضاً. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة تيموثاوس الثانية
الكاتب: تحدد رسالة تيموثاوس الثانية 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة تيموثاوس الثانية عام 67 م تقريباً، قبل قتل الرسول بولس بوقت قليل. غرض كتابة السفر: كان الرسول بولس أسيراً في روما مرة أخرى، وقد شعر بالوحدة وتخلي الجميع عنه. وأدرك أن حياته على الأرض سرعان ما ستنتهي. إن رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس هي في الواقع "كلماته الأخيرة". وقد رفع نظره إلى ما هو أبعد من ظروفه الخاصة وعبر عن إهتمامه بالكنائس وخاصة بتيموثاوس. لقد أراد الرسول بولس أن يستخدم كلماته الأخيرة لتشجيع تيموثاوس وسائر المؤمنين لكي يثبتوا في الإيمان (تيموثاوس الثانية 3: 14) ويعلنوا إنجيل الرب يسوع المسيح (تيموثاوس الثانية 4: 2). آيات مفتاحية: تيموثاوس الثانية 1: 7 "لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ." تيموثاوس الثانية 3: 16-17 "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ." تيموثاوس الثانية 4: 2 "اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ." تيموثاوس الثانية 4: 7-8 "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً." ملخص: يشجع الرسول بولس تيموثاوس أن يظل متحمساً للمسيح وأن يظل ثابتاً في التعليم الصحيح (تيموثاوس الثانية 1: 1-2، 13-14). ويذكره بضرورة تجنب المعتقدات والممارسات الخاطئة وأن يهرب من أي أمر غير أخلاقي (تيموثاوس 2: 14-26). في الأيام الأخيرة سيكون هناك إضطهاد عظيم وإرتداد عن الإيمان المسيحي (تيموثاوس الثانية 3: 1-17). يختم بولس رسالته برجاء حار إلى المؤمنين أن يثبتوا في الإيمان وأن يكملوا سعيهم بقوة (تيموثاوس الثانية 4: 1-8). إرتباطات: كان بولس مهتماً بتحذير تيموثاوس والذين يرعاهم من مخاطر المعلمين الكذبة حتى أنه أشار إلى قصة السحرة المصريين الذين قاوموا موسى (خروج 7: 11، 22؛ 8: 7، 18، 19؛ 9: 11). رغم أن أسماؤهم لم تذكر في العهد القديم، إلا أن التقليد يقول بأن هؤلاء الرجال تزعموا صنع العجل الذهبي وقد قتلوا مع سائر من عبدوا الأوثان (خروج 32). ويتوقع بولس نفس النهاية لمن يقاومون حق المسيح، إذ أن "حماقتهم صارت واضحة للجميع" (تيموثاوس الثانية 3: 9). التطبيق العملي: إن التشتت عن الهدف أمر يسهل حدوثه في الحياة المسيحية. علينا أن نركز أعيننا على الجعالة – المكافأة التي يعطينا الرب يسوع في السماء (تيموثاوس 4: 8). علينا أن نجاهد لكي نتجنب التعاليم الكاذبة والممارسات الشريرة. وهذا يمكن أن يحدث فقط إن كنا راسخين في معرفة كلمة الله وثابتين في رفض أي أمر غير كتابي. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة تيطس
الكاتب: تحدد رسالة تيطس 1: 1 أن الرسول بولس هو كاتب الرسالة. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة تيطس حوالي عام 66م. إن رحلات بولس التبشيرية المتعددة موثقة جيداً وتبين أنه قد كتب إلى تيطس من مدينة نيكوبوليس في إيبيروس. قد تذكر بعض الشروح للكتاب المقدس أنه كتبها من مدينة نيكوبوليس في مقدونية. ولكن لا يوجد مكان معروف بهذا الإسم وهذه الشروح ليس لها مصداقية يعتمد عليها. غرض كتابة السفر: تعرف رسالة تيطس بأنها إحدى الرسائل الرعوية إلى جانب رسالتي تيموثاوس. كتب الرسول بولس هذه الرسالة لتشجيع تيطس أخوه في الإيمان والذي كان قد تركه في جزيرة كريت ليقوم برعاية الكنيسة التي أسسها بولس في واحدة من رحلاته التبشيرية (تيطس 1: 5). وتقدم هذه الرسالة النصح لتيطس بشأن المؤهلات المطلوب توافرها في قادة الكنيسة. كذلك يحذر تيطس بشأن سمعة سكان جزيرة كريت (تيطس 1: 12). شجع الرسول بولس تيطس على العودة لزيارة نيكوبوليس بالإضافة إلى توجيهه بشأن مؤهلات قادة الكنيسة، بكلمات أخرى، إستمر الرسول بولس يتلمذ تيطس وآخرين لكي يستمروا في النمو في نعمة الرب (تيطس 3: 13). آيات مفتاحية: تيطس 1: 5 "مِنْ أَجْلِ هَذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخاً كَمَا أَوْصَيْتُكَ." تيطس 1: 16 "يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلَكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ." تيطس 2: 15 " تَكَلَّمْ بِهَذِهِ وَعِظْ وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ." تيطس 3: 3-6 "لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً. وَلَكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ - لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ - خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا." ملخص: لا بد أن الأمر كان رائعاً أن يتسلم تيطس رسالة من معلمه الرسول بولس. كان الرسول بولس شخصاً جديراً بالإحترام والإكرام نظراً لكونه قد أسس عدد من الكنائس في أنحاء العالم الشرقي. ولا بد أن تيطس قد قرأ هذه المقدمة المشهورة التي كتبها الرسول بولس: "إِلَى تِيطُسَ، الاِبْنِ الصَّرِيحِ حَسَبَ الإِيمَانِ الْمُشْتَرَكِ. نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا." (تيطس 1: 4). كانت جزيرة كريت، حيث ترك بولس تيطس ليرعى الكنيسة، مأهولة بسكانها الأصليين بالإضافة إلى اليهود الذين لم يعرفوا حق يسوع المسيح (تيطس 1: 12-14). شعر بولس أنه مسئول عن متابعة تيطس وتوجيهه وتشجيعه في تنمية القادة في كنيسة كريت. ومع توجيهاته بشأن البحث عن القادة، كذلك إقترح بولس كيف يمكن أن يقوم تيطس بتعليم القادة حتى يستطيعوا أن ينموا في إيمانهم بالرب يسوع المسيح. وقد شملت توجيهاته الرجال والسيدات من كل الفئات العمرية (تيطس 2: 1-8). وقد إقترح الرسول بولس أن يأتي تيطس إلى نيكوبوليس مع إثنين من أعضاء الكنيسة لكي يساعده على الإستمرار في إيمانه بالمسيح (تيطس 3: 12-13). إرتباطات: مرة أخرى وجد الرسول بولس ضرورة لتحذير قادة الكنيسة من المتهودين، أولئك الذين سعوا إلى إضافة الأعمال إلى عطية النعمة المانحة للخلاص. كما حذرهم من المتمردين الخادعين، وخاصة من ظلوا يعتقدون في ضرورة الختان والتمسك بطقوس ومراسم ناموس موسى (تيطس 1: 10-11). إن هذا الموضوع يتكرر في كل رسائل بولس ومنها رسالة تيطس، بل إنه يتمادى فيقول أن أفواه هؤلاء يجب أن تغلق. التطبيق العملي: إن الرسول بولس يستحق أن نلتفت إليه إذ نتوجه إلى الكتاب المقدس طلباً لتعليمات حول كيف نحيا حياة ترضي ربنا يسوع المسيح يمكننا أن نعرف ما الذي يجب تجنبه وكذلك ما الذي يجب أن نسعى أن نتمثل به. ويقول بولس أننا يجب أن نسعى إلى الطهارة حيث نتجنب الأشياء التي تلوث أذهاننا وضمائرنا. ثم يصدر بولس تصريحاً يجب ألا ننساه أبداً: "يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلَكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ." (تيطس 1: 16). علينا كمؤمنين أن نفحص أنفسنا لنتأكد من أن حياتنا تتطابق مع إعترافنا بإيماننا بالمسيح (كورنثوس الثانية 13: 5). إلى جانب هذا التحذير، يخبرنا بولس كيف نتجنب إنكار الله: "...خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا." (تيطس 3: 5-6) عندما نسعى إلى تجديد أذهاننا يومياً بالروح القدس يمكننا أن نصبح مؤمنين نكرم الله بأسلوب حياتنا. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة فليمون
الكاتب: الرسول بولس هو كاتب رسالة فليمون (فليمون 1: 1). تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة فليمون حوالي عام 60 م. غرض كتابة السفر: إن رسالة فليمون هي أقصر الرسائل التي كتبها الرسول بولس، وهي تعالج موضوع العبودية. تبين الرسالة أن بولس كان أسيراً في وقت كتابته لهذه الرسالة. وكان فليمون سيداً لديه عبيد، وكان أيضاً يستضيف كنيسة في بيته. ويرجح أن فليمون كان في رحلة لمدينة أفسس أثناء خدمة الرسول بولس هناك وسمع بولس يعظ وصار مسيحياً. قام العبد أنسيمس بسرقة سيده، فليمون، ثم هرب حتى وصل إلى روما وتقابل مع الرسول بولس. كان أنسيمس لا يزال عبداً لفليمون، فكتب الرسول بولس هذه الرسالة لكي يمهد له الطريق حتى يعود إلى سيده. كان أنسيمس قد صار مسيحياً بشهادة بولس (فليمون 10) وأراد بولس أن يقبل فليمون أنسيمس كأخ في المسيح وليس كمجرد عبد. آيات مفتاحية: فليمون 6: "لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ." فليمون 16: "لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخاً مَحْبُوباً، وَلاَ سِيَّمَا إِلَيَّ. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِلَيْكَ فِي الْجَسَدِ وَالرَّبِّ جَمِيعاً!" فليمون 18: " ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ." ملخص: كان الرسول بولس قد نبَّه سادة العبيد بخصوص مسئوليتهم تجاه عبيدهم، وقد وضَّح أن العبيد ككائنات أخلاقية عليهم أن يخافوا الله. وفي رسالة فليمون لم يدين الرسول بولس العبودية، ولكنه قام بتقديم أنسيمس كأخ في المسيح وليس كعبد. عندما يتمكن سيد العبد أن يشير إليه كأخ، فإنه يكون قد وصل إلى مكانة يصبح فيها الوصف القانوني له كعبد غير ذي معنى. لم تهاجم الكنيسة الأولى موضوع العبودية بشكل مباشر، ولكنها وضعت الأساس لعلاقة جديدة بين السادة والعبيد. لقد سعى بولس أن يربط فليمون وأنسيمس بالمحبة المسيحية بحيث يصير العتق من العبودية أمر لا بد منه. فيمكن القضاء على مؤسسة العبودية فقط بعد التعرض لنور الإنجيل. إرتباطات: ربما لا نجد تصويراً أجمل للفرق بين الناموس والنعمة في أي موضع آخر في العهد الجديد. فقد أعطى كل من القانون الروماني وشريعة موسى في العهد القديم فليمون الحق في معاقبة العبد الهارب والذي كان يعتبر ضمن أملاكه. ولكن عهد النعمة بيسوع المسيح سمح لكل من السيد والعبد أن يتساويا على أساس شركة المحبة في جسد المسيح. التطبيق العملي: يمكن أن يتبع أصحاب الأعمال، والقادة السياسيين، ومديري الشركات وكذلك الآباء روح تعاليم بولس في معاملة موظفيهم و زملاؤهم وأفراد عائلاتهم من المؤمنين كأعضاء في جسد المسيح. لا يجب على المؤمنين في المجتمع الحديث أن ينظروا إلى مساعديهم كأحجار يتسلقونها لتحقيق طموحاتهم، ولكن كأخوة وأخوات في المسيح يجدر معاملتهم معاملة كريمة. بالإضافة لهذا يجب أن يدرك القادة المسيحيين أن الله سوف يحاسبهم بشأن معاملتهم لمن يعملون لديهم، سواء كان العاملين مؤمنين أم لا. لأنهم سوف يقدمون حساباً لله على أفعالهم يوماً ما (كولوسي 4: 1). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة العبرانيين
الكاتب: رغم أن البعض يرون أن رسالة العبرانيين هي واحدة من رسائل الرسول بولس، إلا أن هوية كاتب الرسالة المؤكدة تظل غامضة. فلا توجد بها التحية المعتادة التي يبدأ بها الرسول بولس رسائله الأخرى. بالإضافة إلى الرأي القائل أن كاتب هذه الرسالة إستند إلى معرفة ومعلومات آخرين كانوا هم شهود عيان للمسيح (2: 3) مما يثير الشكوك حول كون بولس هو كاتب الرسالة. ويعتبر البعض الآخر أن لوقا هو كاتبها، بينما يرى آخرين أن الكاتب قد يكون أبلوس، أو برنابا، أو سيلا، أو فيلبس، أو أكيلا أو بريسكلا. ولكن بغض النظر عن هوية اليد البشرية التي أمسكت القلم لتكتب فإن الروح القدس هو الكاتب الإلهي لكل الكتاب المقدس (تيموثاوس الثانية 3: 16)؛ لذلك فإن رسالة العبرانيين لها نفس سلطان الوحي مثل الخمسة وستون سفراً الأخرى في الكتاب المقدس. تاريخ كتابة السفر: لقد إقتبس الأب كليمنت من سفر العبرانيين في كتابته عام 95م. ولكن توجد دلائل متضمنة في الرسالة تبين أن تيموثاوس كان معاصراً لوقت كتابتها، وكذلك غياب أي دليل على نهاية نظام الذبائح والتقدمات الذي كان معمولاً به في العهد القديم حتى دمار أورشليم عام 70م، مما يشير إلى أن الرسالة قد كتبت حوالي عام 65 م. غرض كتابة السفر: قال الراحل الدكتور والتر مارتن، مؤسس معهد البحث المسيحي، أن رسالة العبرانيين كتبت بواسطة عبراني يخاطب فيها عبرانيين آخرين ويقول لهم أن يتوقفوا عن التصرف كعبرانيين. وفي الواقع كان الكثير من المؤمنين من اليهود قد بدأوا يرتدون إلى ممارسات وطقوس اليهودية حتى يهربوا من الإضطهاد المتزايد نحوهم. فهذه الرسالة إذاً تحث هؤلاء المؤمنين المضطهدين أن يستمروا في الحياة في نعمة الرب يسوع. آيات مفتاحية: عبرانيين 1: 1-2 "اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ." عبرانيين 2: 3 "فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا." عبرانيين 4: 14-16 "فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ." عبرانيين 11: 1 " وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." عبرانيين 12: 1-2 "لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." ملخص: تخاطب رسالة العبرانيين ثلاث مجموعات مختلفة: المؤمنين بالمسيح، وغير المؤمنين الذين لديهم معرفة وقبول عقلي لحقيقة المسيح، وغير المؤمنين الذين إنجذبوا إلى المسيح ولكنهم رفضوه في النهاية. ومن المهم أن نعرف ما هي مقاطع الرسالة التي تخاطب أي من هذه المجموعات. فإن فشلنا في ذلك يؤدي إلى وصولنا إلى نتائج متناقضة مع ما جاء في سائر الكلمة المقدسة. إن كاتب العبرانيين يشير بإستمرار إلى سمو المسيح في شخصه وفي أعمال خدمته. كما إننا نفهم من أسفار العهد القديم أن الممارسات والطقوس في اليهودية ترمز إلى مجيء المسيا. وبكلمات أخرى، كانت ممارسات اليهودية ما هي سوى ظل لأمور آتية. وتخبرنا رسالة العبرانيين أن يسوع المسيح هو أفضل مما يمكن أن تقدمه لنا أية ديانة. فكل بهاء ومجد الدين يبهت بالمقارنة مع شخص وعمل وخدمة الرب يسوع المسيح. إذاً يظل موضوع سمو الرب يسوع المسيح هو الموضوع الرئيسي لهذه الرسالة البليغة. إرتباطات: ربما لا نجد تركيزاً على العهد القديم في أي موضع بالعهد الجديد كما نجده في رسالة العبرانيين التي تقوم على مفهوم كهنوت اللاويين. ويقارن كاتب العبرانيين بإستمرار بين عدم كفاية نظام الذبائح في العهد القديم وكمال المسيح. ففي حين كان العهد القديم يتطلب ذبائح مستمرة بالإضافة إلى ذبيحة كفارية كل عام يقدمها كاهن بشري، فإن العهد الجديد يقدم ذبيحة عظمى من خلال المسيح (عبرانيين 10: 10) ودخول مباشر إلى عرش الله لكل الذين صاروا في المسيح. تطبيق عملي: بالإضافة لكون رسالة العبرانيين غنية بالتعاليم المسيحية الأساسية، فإنها أيضاً تقدم أمثلة مشجعة لأبطال الإيمان الذين ثابروا بالرغم من الصعاب والظروف القاسية (عبرانيين 11). ويقدم أبطال الإيمان هؤلاء دليل قاطع على مصداقية وضمان الله الكاملين وغير المشروطين. وبالمثل يمكن أن يكون لنا ثقة كاملة في وعود الله الغنية، بغض النظر عن ظروفنا، وذلك بالتأمل في أمانة الله الراسخة والواضحة من خلال عمل الله في حياة قديسي العهد القديم. يقدم كاتب العبرانيين تشجيع كبير للمؤمنين ولكن توجد خمسة تحذيرات يجب أن نضعها في الإعتبار. خطر الإهمال (عبرانيين 2: 1-4)، وخطر عدم الإيمان (عبرانيين 3: 7-4: 13)، وخطر عدم النضوج الروحي (عبرانيين 5: 11-6: 20)، وخطر الفشل في المثابرة والتحمل(عبرانيين 10: 26-39)، وخطر رفض الله (عبرانيين 12: 25-29). إننا نجد في هذه الرسالة العظيمة فيض من التعاليم، ونبع منعش للتشجيع، ومصدر للتحذيرات العملية ضد التكاسل في الحياة المسيحية. ولكن هناك المزيد، لأننا أيضاً نجد في رسالة العبرانيين صورة عجيبة ورائعة للرب يسوع المسيح – رئيس ومكمل خلاصنا العظيم (عبرانيين 12: 2). |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة يعقوب
الكاتب: إن كاتب هذه الرسالة هو يعقوب البار، والذي يعتقد أنه أخو الرب يسوع المسيح (متى 13: 55؛ مرقس 6: 3). لم يكن يعقوب من المؤمنين بالمسيح(يوحنا 7: 3-5) حتى ما بعد القيامة (أعمال الرسل 1: 14؛ 1 كورنثوس 15: 7؛ غلاطية 1: 19). ثم أصبح مسئولاً عن كنيسة أورشليم، وقد ذكر أولاً كأحد أعمدة الكنيسة (غلاطية 2: 9). تاريخ كتابة السفر: ربما تكون رسالة يعقوب أقدم أسفار العهد الجديد، وتمت كتابتها حوالي عام 45 م قبل إنعقاد مجمع أورشليم عام 50 م. وقد إستشهد يعقوب حوالي عام 62 م. وفقاً للمؤرخ يوسيفوس. غرض كتابة السفر: يرى البعض أنه قد تمت كتابة هذه الرسالة للرد على التفسير المتشدد لتعاليم بولس بشأن الإيمان. هذه النظرة المتشددة كانت تقول بأنه بالإيمان بالمسيح يتحرر الإنسان تماماً من كل ناموس العهد القديم، وحرفية تطبيقه، وكل القوانين الوضعية وكل أخلاقيات المجتمع. إن رسالة يعقوب موجهة إلى المؤمنين من اليهود المشتتين في كل الأمم (يعقوب 1" 1). وقد فشل مارتن لوثر، الذي كان لا يحب هذه الرسالة ويسميها "رسالة القش"، في إدراك أن تعاليم يعقوب حول الأعمال تكمل تعاليم بولس حول الإيمان ولا تتناقض معها. ففي حين تركز تعاليم بولس على تبريرنا في نظر الله، فإن تعاليم يعقوب تركز على الأعمال التي تبين هذا التبرير. كان الرسول يعقوب يكتب إلى اليهود لتشجيعهم على الإستمرار في النمو في هذا الإيمان المسيحي الجديد. ويركز على حقيقة أن الأعمال الصالحة تفيض بصورة تلقائية من الذين إمتلأوا بالروح، كما أنه يتساءل ما إذا كان الشخص يتمتع بالإيمان للخلاص إذا كانت ثمار الروح غير ظاهرة في حياته، وهو نفس ما يقوله بولس في غلاطية 5: 22-23. آيات مفتاحية: يعقوب 1: 2-3 "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً." يعقوب 1: 19 "إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ." يعقوب 2: 17-18 "هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ! أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي." يعقوب 3: 5 "هَكَذَا اللِّسَانُ أَيْضاً، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّماً. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ؟" يعقوب 5 : 16 "طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا." ملخص: تشرح رسالة يعقوب حياة الإيمان من خلال التدين الحقيقي (1: 1-27)، والإيمان الحقيقي (2: 1-3: 12) والحكمة الحقيقية (3: 13-5: 20). إن هذه الرسالة تشبه بطريقة مدهشة موعظة المسيح على الجبل الواردة في متى 5-7. يبدأ يعقوب في الإصحاح الأول بشرح الصفات العامة لحياة الإيمان. وفي الإصحاح الثاني وبداية الإصحاح الثالث يتحدث عن العدالة الإجتماعية ويناقش الإيمان العامل. ثم يقارن ويقابل بين الحكمة الإلهية وحكمة العالم ويطلب إلينا أن نبتعد عن الشر ونقترب إلى الله. ويقدم يعقوب توبيخ شديد للأغنياء الذين يكدسون الثروات والذين يعيشون لأنفسهم. ثم يختم رسالته بتشجيع المؤمنين على الصبر في الضيقات، والصلاة والإهتمام بعضهم ببعض وتعزيز الإيمان من خلال الشركة معاً. إرتباطات: إن رسالة يعقوب هي الشرح الوافي للعلاقة بين الإيمان والأعمال. كان المؤمنين من اليهود الذين كتب إليهم الرسول يعقوب هذه الرسالة متشبعين بناموس موسى وأهمية نظام الأعمال به، حتى أنه أفرد وقتاً كبيراً لشرح الحقيقة المستعصية عليهم بأنه لا أحد يتبرر بأعمال الناموس (غلاطية 2: 16). وهو يعلن لهم أنه يستحيل حفظ الناموس وكل الطقوس المتضمنة به حتى لو بذلوا أقصى جهدهم في ذلك، وأن كسر أصغر وصية من وصايا الناموس هو كسر للناموس كله (يعقوب 2: 10) لأن الناموس وحدة واحدة. التطبيق العملي: نرى في رسالة يعقوب تحدياً لأتباع الرب يسوع الأمناء بأن لا "يؤمنوا بالكلام فقط" بل أن "يعيشوا حياة الإيمان". ففي حين تتطلب حياة الإيمان النمو في معرفة الكلمة بالتأكيد، إلا أن يعقوب يحثنا ألا نكتفي بذلك. يجد الكثير من المؤمنين تحدياً في هذه الرسالة حيث يقدم الرسول يعقوب 60 واجباً في 108 آية فقط. وهو يركز على الحقائق المتضمنة في كلمات الرب يسوع في الموعظة على الجبل ويدفعنا إلى العمل بما علمنا إياه الرب. كذلك تحسم الرسالة فكرة إمكانية أن يصبح الشخص مؤمناً بالمسيح ويستمر في حياة الخطية، دون إظهار لثمار البر. ويعلن الرسول يعقوب أن هذا يشبه إيمان الشياطين التي "تؤمن وتقشعر" (يعقوب 2: 19). ولكن ذلك "الإيمان" لا يمكن أن يخلص لأنه غير مبرهن بالأعمال التي دائما ما تصاحب الإيمان الحقيقي (أفسس 2: 10). إن الأعمال الصالحة ليست هي الوسيلة للخلاص ولكنها نتيجة الخلاص. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة بطرس الأولى
الكاتب: تحدد رسالة بطرس الأولى 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بطرس. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تم كتابة رسالة بطرس الأولى ما بين عامي 60 و 65 م. غرض كتابة السفر: إن رسالة بطرس الأولى هي رسالة من الرسول بطرس إلى المؤمنين الذين كانوا قد تشتتوا في أنحاء العالم القديم وكانوا يعانون من الإضطهاد الشديد. وكان الرسول بطرس أكثر من يدرك معنى الإضطهاد. فقد تعرض للضرب، والتهديد، والعقاب، والسجن من أجل الكرازة بكلمة الله. لقد عرف معنى الإحتمال دون مرارة، ودون فقدان الرجاء، وعرف كيف يعيش حياة الطاعة والإنتصار بإيمان عظيم. هذه المعرفة للرجاء الحي في المسيح كانت رسالته، وكان المسيح هو القدوة والمثال الذي يتمثل به. آيات مفتاحية: بطرس الأولى 1: 3 "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ." بطرس الأولى 2: 9 "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ." بطرس الأولى 2: 24 "الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ." بطرس الأولى 5: 8-9 "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ." ملخص: رغم قسوة وقت الإضطهاد إلا أن بطرس يعلن أنه في الواقع وقت للفرح. ويقول لهم أن يحسبوه إمتياز أن يتألموا لأجل المسيح، كما تألم مخلصهم لأجلهم. تشير هذه الرسالة إلى إختبارات بطرس الشخصية مع المسيح وعظاته الموجودة في سفر أعمال الرسل. يؤكد بطرس أن إبليس هو العدو الأكبر لكل مؤمن، ولكن اليقين بعودة المسيح مرة ثانية في المستقبل يمنح الرجاء. إرتباطات: لقد أتاحت معرفة بطرس بناموس العهد القديم والأنبياء له أن يفسر المقاطع المختلفة من العهد القديم في ضوء حياة وعمل المسيا، الرب يسوع المسيح. ففي بطرس الأولى 1: 16 يقتبس ما جاء في لاويين 11: 44 "كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ." ولكنه يفسر هذا بأنه لا يمكن تحقيق القداسة عن طريق حفظ الناموس، ولكن بالنعمة المعطاة لكل من يؤمنون بالمسيح (الآية 13). وأكثر من ذلك، يشرح الرسول بطرس الإشارة إلى "حجر الزاوية" في إشعياء 28: 16 و مزمور 118: 22 بأنها إشارة إلى المسيح الذي رفضه اليهود بعدم طاعتهم وعدم إيمانهم. وتشمل الإشارات الأخرى للعهد القديم: المسيح الذي بلا خطية (بطرس الأولى 2: 22/إشعياء 53: 9)، والدعوة إلى حياة القداسة بقوة الله التي تأتي بالبركة (بطرس الأولى 3: 10: 12؛ مزمور 34: 12-16؛ بطرس الأولى 5: 5؛ أمثال 3: 34). التطبيق العملي: إن يقين الحياة الأبدية ممنوح لجميع المؤمنين. إحدى الطرق للتشبه بالمسيح هي المشاركة في آلامه. وبالنسبة لنا هذا يعني إحتمال الإهانات. فهذا أمر تافه بالنسبة لما إحتمله المسيح لأجلنا على الصليب. دافع عما تعرفه وتؤمن أنه حق وإفرح عندما يحاول العالم والشيطان أن يؤذيك. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة بطرس الثانية
http://worldartsme.com/images/religi...-clipart-1.jpg الكاتب: تحدد رسالة بطرس الثانية 1: 1 أن الرسول بطرس هو كاتب الرسالة. وقد أثيرت الشكوك حول هوية كاتب هذه الرسالة أكثر من أي من أسفار العهد الجديد الأخرى. ولكن، لم يجد آباء الكنيسة الأوائل أي سبب مقنع لرفضها. وكذلك نحن، لا نجد أي سبب مقنع لرفض كون الرسول بطرس هو كاتب هذه الرسالة. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة بطرس الثانية قرب نهاية حياة الرسول بطرس. وبما أن بطرس قد إستشهد في روما أثناء حكم نيرون، فلا بد أنه قد مات قبل عام 68م. ومن المرجح أنه قام بكتابة هذه الرسالة ما بين عامي 65 و 68 م. غرض كتابة السفر: لقد إنزعج بطرس بسبب تغلغل المعلمين الكذبة في الكنائس. لهذا دعا المؤمنين لكب ينمو ويصبحوا أقوياء في الإيمان حتى يستطيعوا أن يميزوا ويحاربوا الإرتداد المنتشر. وقد أكد بشدة على مصداقية وأصالة كلمة الله وكذلك المجيء التاني للمسيح. آيات مفتاحية: بطرس الثانية 1: 3-4 " كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ." بطرس الثانية 3: 9 "لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ." بطرس الثانية 3: 18 "وَلَكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ." إن الكلمة المفتاحية هي المعرفة؛ ومشتقاتها، والتي وردت على الأقل 13 مرة في رسالة بطرس الثانية. ملخص: لأن الرسول بطرس كان يعلم أن وقته قريب (بطرس الثانية 1: 13-15)، وأن تلك الكنائس كانت تواجه خطر داهم (بطرس الثانية 2: 1-13) فقد دعا القادة لكي يتذكروا (بطرس الثانية 1: 13) ويحفزوا أذهانهم (بطرس الثانية 3: 1-2) حتى يتذكروا ما قد علمهم إياه (بطرس الثانية 1: 15). وقد تحدى المؤمنين أن ينضجوا أكثر في الإيمان بأن يضيفوا إليه المزيد من الفضائل المسيحية حتى يصبحوا فعالين ومثمرين في معرفة يسوع المسيح (بطرس الثانية 1: 5-9). وقد بين لهم أن الذين كتبوا العهد القديم والجديد هم مرجع الإيمان (بطرس الثانية 1: 12-21؛ 3: 2؛ 3: 15-16). أراد لهم بطرس أن يتشددوا في الأيمان حتى يصمدوا أمام المعلمين الكذبة الذين تسللوا إلى الكنائس وأثروا عليها سلباً. وفي إدانته لهم، تحدث عن سلوكهم ودينونتهم وصفاتهم (بطرس الثانية الإصحاح 2)، وكذلك كونهم يسخرون من المجيء الثاني للمسيح (بطرس الثانية 3: 3-7). وبالنسبة للمؤمنين فقد قال لهم بطرس أن المجيء الثاني للمسيح هو الدافع لحياة القداسة (بطرس الثانية 3: 14). وبعد تحذير أخير، يشجعهم بطرس مرة أخرى على النمو في النعمة ومعرفة الرب يسوع المسيح. وختم رسالته بكلمة تمجيد للرب يسوع مخلصه (بطرس الثانية 3: 18). إرتباطات: يكرر بطرس في إستنكاره للأنبياء الكذبة موضوع من العهد القديم لابد أن قارئيه كانوا يعرفونه جيداً. كان الكثير من المؤمنين الأوائل يهوداً جاءوا إلى الإيمان بالمسيح وكانوا قد تعلموا جيداً ما جاء في الناموس والأنبياء. وعندما أشار بطرس في رسالة بطرس الثانية 1: 19-21 إلى "كلام الأنبياء" في العهد القديم، فإنه أدان الأنبياء الكذبة وفي نفس الوقت أكد أن الأنبياء الحقيقيين تحركوا بإرشاد من الروح القدس الذي تكلم من خلالهم (صموئيل الثاني 23: 2). كان إرميا يماثله في شدة إنتقاده للأنبياء الكذبة متسائلاً: "حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ!" (إرميا 23: 26). ومن الواضح أن نفس المعلمين الكذبة والمضللين الذين إبتلي بهم شعب الله في كل من العهدين القديم والجديد مازالوا معنا اليوم، مما يجعل رسالة بطرس الثانية مناسبة لنا اليوم كما كانت للكنيسة منذ ألفي عام. التطبيق العملي: بالتأكيد، إننا كمؤمنين في القرن الواحد والعشرين أقرب إلى المجيء الثاني للمسيح مما كان مؤمني القرن الأول الذين كتبت إليهم هذه الرسالة. ومن خلال التلفاز والوسائل الإعلامية الأخرى فإن المؤمنين الناضجين يدركون أنه يوجد الكثير من النصابين الذين يدعون أنهم قادة مسيحيين، وقد إنخدع الكثير من المؤمنين غير الناضجين بتفسيراتهم الكاذبة للكتاب المقدس. لهذا يليق بكل المؤمنين المولودين ثانية أن يثبتوا في الكلمة حتى يستطيعوا تمييز الحق من الضلال. عندما نطبق وصفة النمو في الإيمان ذاتها التي أعطاها بطرس (بطرس الثانية 1: 5-11) على حياتنا فإننا نضمن المكافأة الغنية أي "دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ" (بطرس الثانية 1: 10-11). إن أساس إيماننا هو، وسيظل دائماً، نفس كلمة الله التي كان بطرس يكرز بها. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة يوحنا الأولى
الكاتب: تنسب رسائل يوحنا الأولى والثانية والثالثة من البداية إلى الرسول يوحنا الذي كتب أيضاً إنجيل يوحنا. إن محتوى وأسلوب ولغة هذه الرسائل تبرر القول بأنها جميعاً موجهة إلى نفس قراء إنجيل يوحنا. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة رسالة يوحنا الأولى ما بين عامي 85 و 95 م. غرض كتابة السفر: تبدو رسالة يوحنا الأولى كملخص يفترض معرفة القراء المسبقة بالإنجيل كما كتبه يوحنا وتقدم لهم توكيداً لإيمانهم بالمسيح. تشير الرسالة الأولى إلى مواجهة القراء للغنوسية التي صارت مشكلة أكبر في القرن الثاني الميلادي. فإنها كفلسفة دينية قالت بأن المادة شر والروح خير. والحل للصراع بينهما هو المعرفة التي منها يسمو الإنسان مما هو مادي إلى ما هو روحي. وفي رسالة الإنجيل، قادت هذه الفلسفة إلى نظريتين خاطئتين بخصوص شخص المسيح: أولها القول بأن المسيح كان روحاً عندما كان على الأرض، والثانية أن المسيح شخصية مزدوجة، فأحيانا هو بشر وأحيان أخرى إله. إن الهدف الأساسي لرسالة يوحنا الأولى هو وضع حدود لمحتوى الإيمان وتقديم توكيد للمؤمنين بشأن خلاصهم. آيات مفتاحية: يوحنا الأولى 1: 9 "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." يوحنا الأولى 3: 6 " كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لاَ يُخْطِئُ. كُلُّ مَنْ يُخْطِئُ لَمْ يُبْصِرْهُ وَلاَ عَرَفَهُ." يوحنا الأولى 4: 4 "أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ." يوحنا الأولى 5: 13 "كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ." ملخص: كان المعلمين الكذبة يشكلون مشكلة كبيرة في الكنيسة الأولى. ونظراً لعدم وجود عهد جديد مكتمل في تلك الأيام يمكن أن يرجع إليه المؤمنين فإن العديد من الكنائس سقطت فريسة للمدعين الذين كانوا يعظون بأفكارهم الخاصة بهدف جلب الشهرة لأنفسهم كمعلمين. وقد كتب يوحنا هذه الرسالة لتصحيح بعض المفاهيم الأساسية خاصة فيما يتعلق بهوية المسيح. لكون رسالة يوحنا تتحدث عن أساسيات الإيمان في المسيح فإنها ساعدت القراء على فحص إيمانهم بصدق. وقد أعانتهم على إجابة السؤال: هل نحن مؤمنين حقيقيين؟ قال لهم يوحنا أنه يمكن معرفة الإجابة بالنظر إلى أفعالهم. إذا أحب أحدهم الآخر، كان ذلك دليلاً على حضور الله في حياتهم. ولكن إذا إختلفوا وتشاحنوا باستمرار أو كانوا أنانيين لا يهتم أحدهم بالآخر فإنهم بذلك يفضحون حقيقة أنهم لا يعرفون الله. لم يكن معنى هذا أنهم يجب أن يكونوا كاملين. فإن يوحنا في الواقع أدرك أن الإيمان يتضمن الإعتراف بخطايانا وطلب غفران الله. وكان جزء مهم آخر في معرفة الله هو الإعتماد على الله لكي يطهرنا من الذنب بالإضافة إلى الإعتراف بأخطاءنا تجاه الآخرين ومصالحتهم. إرتباطات: إن أحد المقاطع التي يتم إقتباسها كثيراً في موضوع الخطية موجود في رسالة يوحنا الأولى 2: 16. ويصف يوحنا في هذا المقطع ثلاث جوانب للخطية تذكرنا بأول تجربة في الكتاب المقدس وأكثرها تدميراً. الخطية الأولى – عصيان حواء – كانت نتيجة لضعفها وإستسلامها أمام نفس المغريات الثلاثة التي نجدها في تكوين 3: 6 – شهوة الجسد ("جيدة للأكل")؛ شهوة العيون ("شهية للنظر")؛ وتعظم المعيشة ("مرغوبة للحصول على الحكمة"). التطبيق العملي: إن رسالة يوحنا الأولى هي رسالة محبة وفرح. وهي تشرح الشركة التي لنا مع الآخرين ومع المسيح. وتوضح الفرق بين السعادة التي هي مؤقتة وعابرة، والفرح الحقيقي الذي وكيف نصل إليه. إذا أخذنا الكلمات التي كتبها يوحنا وطبقناها على حياتنا اليومية فإن المحبة الحقيقية والإلتزام والشركة والفرح التي نتوق إليها ستكون من نصيبنا. لقد عرف الرسول يوحنا الرب يسوع معرفة حقيقية. وهو يخبرنا أننا يمكن أن تكون لنا نفس العلاقة الحميمة مع الرب يسوع. فلنا شهادة الرجال الذين كانت لهم علاقة مباشرة وشخصية معه. إن من كتبوا الإنجيل يقدمون شهادتهم الراسخة القائمة على حقيقة تاريخية. والآن كيف ينطبق هذا على حياتنا؟ إن هذه الرسالة تشرح لنا أن المسيح جاء إلى الأرض كإبن الله لكي يصنع وحدة معنا بناء على نعمته ورحمتع ومحبته وقبوله لنا. يظن الناس كثيراً أن الرب يسوع في مكان بعيد وأنه لا يشغل نفسه بمعاناتنا اليومية ومشاكلنا وإهتماماتنا. ولكن يوحنا يخبرنا أن المسيح هنا معنا، في الأمور العادية في حياتنا وفي الأمور المعقدة والصعبة أيضاً. ويشهد يوحنا من إختباره الشخصي أن الله صار جسداً وعاش بين الناس. وهذا يعني أن المسيح جاء ليعيش بيننا وهو مازال بيننا. وكما سار على الأرض إلى جانب يوحنا فإنه يسير إلى جوارنا كل يوم. وعلينا أن نطبق هذه الحقيقة في حياتنا إذ نعيش وكأن المسيح واقف إلى جوارنا في كل لحظة من اليوم. فإذا مارسنا هذا الحق فإن المسيح يضفي القداسة على حياتنا فنتشبه به أكثر فأكثر. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة يوحنا الثانية
الكاتب: لا تذكر رسالة يوحنا الثانية إسم كاتبها بصورة مباشرة. ولكن يقول التقليد منذ الكنيسة الأولى أن كاتبها هو الرسول يوحنا. وكانت هناك عدة تكهنات عبر السنين أن تلميذ آخر من تلاميذ المسيح إسمه يوحنا هو كاتب الرسالة. ولكن تشير كل الأدلة إلى أن يوحنا كاتب الرسالة هو التلميذ المحبوب الذي كتب أيضاً إنجيل يوحنا. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أن رسالة يوحنا الثانية قد كتبت في وقت يتزامن مع رسائل يوحنا الأخرى، أي الرسالة الأولى والثالثة، بين عامي 85 و95 م. غرض كتابة السفر: إن رسالة يوحنا الثانية هي طلبة ملحة أن يظهر قراؤها محبتهم لله ولإبنه الرب يسوع المسيح بطاعة وصيته أن يحبوا بعضهم بعضاً وأن يعيشوا حياتهم في طاعة كلمة الله. كما إن رسالة يوحنا الثانية هي تحذير قوي من المخادعين الذين كانوا يقولون أن المسيح لم يقم بالجسد فعلاً. آيات مفتاحية: يوحنا الثانية 6 "وَهَذِهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ، أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ، كَمَا سَمِعْتُمْ مِنَ الْبَدْءِ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا." يوحنا الثانية 8- 9 "اُنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالُ أَجْراً تَامّاً. كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهَذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعاً." ملخص: إن رسالة يوحنا الثانية موجهة إلى "كِيرِيَّةَ الْمُخْتَارَةِ، وَإِلَى أَوْلاَدِهَا". وهذا الإسم قد يكون إسم سيدة لها دور مهم في الكنيسة أو إشارة رمزية إلى الكنيسة المحلية وشعبها. ففي تلك الأيام حين كان المؤمنين بالمسيح تحت الإضطهاد كان من المألوف إستخدام مثل هذه الرموز. إن رسالة يوحنا الثانية تهتم بشكل كبير بالتحذير الشديد من المضللين الذين لم يكونوا يعلمون تعاليم المسيح الصحيحة وكانوا يقولون بأن المسيح لم يقم بالجسد فعلاً، ولكنه قام بالروح. إن يوحنا هنا مهتم جداً أن يكون المؤمنين الحقيقيين على وعي بحقيقة هؤلاء المعلمين الكذبة وألا يتعاملوا معهم بتاتاً. إرتباطات: يصف يوحنا المحبة لا على أنها مشاعر أو أحاسيس، بل طاعة لوصايا الرب. لقد أكد المسيح أهمية الوصايا، خاصة "الوصية الأولى والأعظم" والتي هي محبة الله (تثنية 6: 5) والثانية – محبة بعضنا البعض (متى 22: 37-40؛ لاويين 19: 18). إن المسيح أبعد ما يكون عن إبطال ناموس الله في العهد القديم، بل قد جاء لكي يكمله بأن يكون هو نفسه تدبير الله لتكميل الناموس. التطبيق العملي: من المهم جداً أن نفحص كل ما نراه أو نسمعه أو نقرأه ويقال أنه "مسيحي" ويرتبط بكلمة الله. إن إحدى حيل إبليس الفتاكة هي الخداع، لهذا لا نكون مبالغين في تشديد التحذير من هذا الأمر. فمن السهل أن ننبهر بتعليم جديد مثير يبدو أنه مؤسس على كلمة الله ولكن إذا قمنا بفحصه وتمحيصه جيداً وجدنا أنه في الواقع إنحراف عن كلمة الله. إذا كان ما يحدث لا يتفق تماماً مع كلمة الله، فههو إذاً كذب وليس من الروح القدس وعلينا أن نبتعد عنه تماماً. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة يوحنا الثالثة
الكاتب: لا تذكر رسالة يوحنا الثالثة إسم كاتبها بصورة مباشرة. ولكن يقول التقليد منذ الكنيسة الأولى أن كاتبها هو الرسول يوحنا. وكانت هناك عدة تكهنات عبر السنين أن تلميذ آخر من تلاميذ المسيح إسمه يوحنا هو كاتب الرسالة. ولكن تشير كل الأدلة إلى أن يوحنا هو كاتب الرسالة. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أن رسالة يوحنا الثانية قد كتبت في وقت يتزامن مع رسائل يوحنا الأخرى، أي الرسالة الأولى والثانية، بين عامي 85 و95 م. غرض كتابة السفر: توجد ثلاث أهداف لكتابة هذه الرسالة. أولاً، يكتب يوحنا ليشجع زميله المحبوب غايس في خدمة ضيافة الرسل المتجولين الذين يتنقلون من مكان لآخر للكرازة بإنجيل المسيح. ثانياً، يحذرهم بصورة غير مباشرة من شخص يدعى ديوتريفس ويدين تصرفاته حيث كان قائداً ديكتاتورياً إستولى على إحدى الكنائس في مقاطعة آسيا، وكانت تصرفاته تتعارض بصورة مباشرة مع كل ما يعلمه الرسول في إنجيله. ثالثاً، يثني على ديمتريوس لكونه قدوة يحتذى بها بشهادة الجميع. آيات مفتاحية: يوحنا الثالثة 4: "لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ." يوحنا الثالثة 11: "أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ." ملخص: يكتب يوحنا هذه الرسالة التي تركز على الحق كالمعتاد، إلى غايس، الأخ المحبوب جداً في الرب، وهو أحد الأعضاء البارزين في الكنيسة ويتمتع ببعض الغنى والمكانة المرموقة في مدينة قريبة من أفسس. وهو يثني كثيراً على غايس بسبب إستضافته للرسل الذين يحملون رسالة الإنجيل من مكان إلى آخر، سواء كان يعرفهم أم كانوا غرباء بالنسبة له. ويشجعه يوحنا أن يستمر في عمل الخير وألا يتمثل بالشر كما في حالة ديوتريفس. كان ذلك الرجل قد إستولى على قيادة كنيسة في آسيا ولم يكتفي برفض الإعتراف بسلطان يوحنا كرسول ولكنه أيضاً رفض تسلم رسائله والخضوع لتوجيهاته. كما قام بنشر الأكاذيب ضد يوحنا وعزل الأعضاء الذين أظهروا الدعم والضيافة للذين أرسلهم يوحنا إليهم. وقبل أن يختم رسالته فإنه يثني أيضاً على ديمتريوس كقدوة حيث قد سمع عنه أخباراً ممتازة. إرتباطات: إن فكرة إستضافة الغرباء لها سوابق كثيرة في العهد القديم. وقد شملت الضيافة في إسرائيل إستقبال الغرباء بتواضع وكرم في البيت وتقديم الطعام والمسكن والحماية لهم (تكوين 18: 2-8؛ 19: 1-8؛ أيوب 31: 16-23، 31-32). بالإضافة إلى أن تعاليم العهد القديم تصور شعب إسرائيل كغرباء يعتمدون على ضيافة الله لهم (مزمور 29: 12) وأن الله هو الذي قام بتدبير إحتياجاتهم بكرم، وأنقذهم من مصر وأعطاهم الملبس والمأكل في البرية (خروج 16؛ تثنية 8: 2-5). التطبيق العملي: يركز يوحنا كالعادة على أهمية الحياة في ضوء حق الإنجيل. إن تقديم الضيافة، والمساندة والتشجيع لإخوتنا في الإيمان هو أحد المفاهيم المتضمنة في تعاليم المسيح، ومن الواضح أن غايس كان مثالاً متميزاً لهذا الخدمة. وعلينا نحن أن نتمثل به كلما إستطعنا، مرحبين بالخدام الزائرين، والوعاظ، والغرباء (طالما نحن واثقين أنهم مؤمنين حقيقيين) ليس فقط في كنائسنا بل في بيوتنا أيضاً، وأن نقدم لهم الدعم والتشجيع الذي يحتاجون إليه. علينا أيضاً أن نحرص دائماً على إتباع مثال من تتفق كلماتهم وأفعالهم مع كلمة الله، وأن يكون لدينا تمييز كافٍ للتعرف على أمثال ديوتريفس الذين لا يتفق سلوكهم مع تعاليم المسيح. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
رسالة يهوذا
الكاتب: تحدد رسالة يهوذا 1 أن الكاتب هو الرسول يهوذا، أخو يعقوب. وهذه إشارة إلى أن يهوذا أخو الرب، حيث أن يعقوب هو أيضاً أخو الرب (متى 13: 55). وفي الغالب لا يقدم يهوذا نفسه بأنه أخو الرب من واقع تواضعه وإحترامه للمسيح. تاريخ كتابة السفر: إن رسالة يهوذا قريبة الصلة برسالة بطرس الثانية. ويعتمد تحديد تاريخ الرسالة على كون يهوذا قد إقتبس من رسالة بطرس الثانية، أم أن بطرس قد إقتبس من رسالة يهوذا عند كتابة رسالته الثانية. وبناء عليه يمكن القول بأنه تمت كتابة رسالة يهوذا ما بين عامي 60 و 80 م. غرض كتابة السفر: إن رسالة يهوذا مهمة بالنسبة لنا اليوم لأنها مكتوبة من أجل نهاية الزمان، إلى نهاية عصر الكنيسة. لقد بدأ عصر الكنيسة في يوم الخمسين. ورسالة يهوذا هي السفر الوحيد الذي يتحدث بكامله عن الإرتداد العظيم. ويقول يهوذا أن الأعمال الشريرة هي دليل على الإرتداد. وهو يحثنا أن نتمسك بالإيمان، لأنه يوجد زوان وسط الحنطة. يوجد أنبياء كذبة في الكنيسة لهذا فإن القديسين في خطر. إن رسالة يهوذا قصيرة ولكنها مهمة وجديرة بالدراسة فهي موجهة إلى المؤمنين اليوم. آيات مفتاحية: يهوذا 3 "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظاً أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ." يهوذا 17-19 "وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقاً رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ. هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ." يهوذا 24-25 "وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الاِبْتِهَاجِ، اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ." ملخص: وفقاً للآية 3، فإن يهوذا كان مهتماً أن يكتب عن خلاصنا؛ ولكنه قام بتغيير الموضوع ليناقش موضوع التمسك بالإيمان. هذا الإيمان يجسد كامل التعاليم المسيحية التي قدمها المسيح والتي سلمها إلى الرسل. وبعد أن يحذرنا يهوذا من المعلمين الكذبة (الآيات 4-16) فإنه يقدم لنا النصح حول كيفية النجاح في الحرب الروحية (الآيات 20-21). ومن الأفضل لنا أن نقبل هذه الحكمة ونتمسك بها في هذه الأيام الأخيرة التي نعيش بها. إرتباطات: تمتليء رسالة يهوذا بالإشارات إلى العهد القديم ومنها: الخروج (الآية 5)؛ وتمرد إبليس (الآية 6)؛ وسدوم وعمورة (الآية 7)؛ وموت موسى (الآية 9)؛ وقايين (الآية 11)؛ وبلعام (الآية 11)؛ وقورح (الآية 11)؛ وأخنوخ (الآيات 14، 15)؛ وآدم (الآية 14). إن إستخدام يهوذا للأمثلة التاريخية المعروفة جيداً لسدوم وعمورة، وقايين، وبلعام، وقورح جعل المؤمنين اليهود يتذكرون ضرورة الإيمان الحقيقي والطاعة. التطبيق العملي: نحن نعيش في حقبة فريدة من التاريخ، ويمكن لهذه الرسالة القصيرة أن تؤهلنا لمواجهة التحديات غير المتوقعة في الزمن الأخير. يجب أن ينتبه المؤمنين اليوم ويحذروا من التعاليم الكاذبة التي يمكن أن تخدعهم بسهولة إن كانوا لا يعرفون كلمة الله جيداً. فيجب أن نلم بالكلمة – أن ندافع عنها ونحميها – ونقبل سيادة الرب يسوع، والدليل لهذا القبول هو التغيير الذي يحدث في حياتنا. إن الإيمان الحقيقي دائماً ما يعكس تشبهاً بالمسيح. فيجب أن تعكس حياتنا في المسيح معرفتنا القلبية القائمة على سلطان الخالق والآب القدير والتي تحول الإيمان إلى سلوك وأفعال. نحن بحاجة إلى تلك العلاقة الشخصية معه، حتى يمكننا أن نميز صوته فلا نتبع سواه. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر الرؤيا
الكاتب: يحدد سفر الرؤيا 1: 1، 4، 9 و 22: 8 أن كاتب هذا السفر هو الرسول يوحنا. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر الرؤيا ما بين عام 90 و 95 م. غرض كتابة السفر: إن إعلان الرب يسوع المسيح قد أعطي إلى يوحنا من الله " لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ". إن هذا السفر يمتليء بالأسرار الخاصة بأمور آتية. إنه التحذير الأخير الخاص بنهاية العالم وحتمية الدينونة. وهو يمنحنا لمحة صغيرة عن السماء وكل الأمجاد التي تنتظر من يحفظون ثيابهم بيضاء. يأخذنا سفر الرؤيا عبر الضيقة العظيمة بكل مآسيها والنار النهائية التي يواجهها كل غير المؤمني للأبد. يؤكد السفر سقوط الشيطان والدينونة التي تنتظره هو وملائكته. ويرينا مهام كل خلائق وملائكة السماء والوعود التي تنتظر القديسين الذين سيعيشون للأبد مع المسيح في أورشليم الجديدة. إننا مثل يوحنا لا نجد الكلمات المناسبة للتعبير عما نقرأه في سفر الرؤيا. آيات مفتاحية: رؤيا 1: 19 "فَاكْتُبْ مَا رَأَيْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هَذَا." رؤيا 13: 16-17 "وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جِبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ إِلَّا مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ." رؤيا 19: 11 "ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ." رؤيا 20: 11 "ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشاً عَظِيماً أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ!" رؤيا 21: 1 "ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ." ملخص: يمتليء سفر الرؤيا بوصف دقيق للرؤى التي تعلن لنا الأيام الأخيرة التي تسبق المجيء الثاني للمسيح وتقديم السماء والأرض الجديدتين. يبدأ سفر الرؤيا بسبع رسائل موجهة إلى سبع كنائس في آسيا الصغرى، ثم يمضي ليعلن سلسة من الدمار الذي سينسكب على الأرض؛ وعلامة الوحش "666"؛ ومعركة هرمجدون النهائية؛ وتقييد الشيطان؛ وملك الرب؛ وعرش الدينونة الأبيض العظيم؛ وطبيعة مدينة الله الأبدية. لقد تحققت النبوات الخاصة بالمسيح، وتؤكد الدعوة الختامية للإعتراف به رباً أنه سوف يعود مرة ثانية. إرتباطات: إن سفر الرؤيا هو ختام النبوات الخاصة بنهاية الزمان، والتي بدأت في العهد القديم. إن وصف ضد المسيح المذكور في دانيال 9: 27 يتم تطويره في الإصحاح 13 من سفر الرؤيا. بالإضافة إلى سفر الرؤيا، فإن أمثلة الكتابات الخاصة بنهاية العالم الموجودة في الكتاب المقدس هي: دانيال الإصحاحات 7-12، إشعياء 24-27، حزقيال 37: 41، زكريا 9-12. إن سفر الرؤيا يجمع بين كل هذه النبوات معاً. التطبيق العملي: هل قبلت الرب يسوع مخلصاً لك؟ إذا كانت إجابتك بالإيجاب، فلا يوجد ما تخشاه بشأن دينونة الله للعالم كما يصفها سفر الرؤيا. فالديان في جانبنا. وقبل أن تبدأ الدينونة الأخيرة، علينا أن نشهد لأصدقاؤنا وجيراننا عما يقدمه الله لنا للحياة الأبدية في المسيح. إن الأحداث الموصوفة في هذا السفر حقيقية. لهذا علينا أن نعيش حياتنا كمن يصدق هذا حتى يرى الآخرين فرحنا بشأن مستقبلنا ويرغبون في الإنضمام إلينا في تلك المدينة الجديدة والمجيدة. |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
ربنا يبارك تعبك يا مرمر |
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
شكرا على المرور |
الساعة الآن 01:06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025