منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   تــأملات جميلة وحكم أجمل (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=3595)

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 02:50 PM

198 - أولئك الذين ينتظرون الربَّ لن يخيب أملُهم البتَّة.
"انتظرتُك يا ربّ ، انتظرَت نفسي ، وبكلامه رجَوت" (المزمور 130: 5) .


199 - يد الله متاحة لنا
في حياتنا نواجه مواقف حرجة ونتلفت حولنا نبحث عن من يمد يده ليعيننا واحيانا ً نجد يدا ً تمتد لتنقذ واحيانا ً لا نجد . لكننا في كل وقت وفي كل مأزق في كل خطر نجد يد الله متاحة لنا . يقول الوحي المقدس في سفر يوئيل الاصحاح 2 والعدد 32 " و يكون ان كل من يدعو باسم الرب ينجو " . في وسط العاصفة يأتي ماشيا ً على الموج ، في وسط الأتون يأتي وسط السنة النار . مهما كان عدد الأصدقاء المستعدين لمعونتك فهو الصديق الألزق من الأخ . يده اسرع يد تتقدم لنجدتك وقدرته غير محدودة ومعونته غير مشروطة . ما ان يسمع الصوت ويدرك الاحتياج حتى يسرع بتقديم العون .





Mary Naeem 13 - 05 - 2012 02:52 PM

200 - أنَّ الماديّة لا تكمن بالضرورة في امتلاك الأشياء، بل تكون أيضاً في اشتهائها .
الصّنم هو أيُّ شيء يغتصب مكانة الله الشرعيّة في القلب.
"هؤلاء الرِّجال قد أصعدوا أصنامهم إلى قلوبهم" (حزقيال 14: 3).
إن الذي ضحّى بنفسه لأجلك ينتظر منك أن تعطيه حياتك وتملكه على قلبك وتقبل عمله الكفاري لأجلك ، وقتها، سيكون بمقدورك أنت أن تكون مقبولاً أمام الله في المسيح الذي لأجلك احتمل الخزي والعار، خصيصاً لكي تغتسل بدمه وتصير خليقة جديدة مقبولة لدى الله. وهذه هي صلاتنا لك .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 02:53 PM

201 - الأوقات الطيِّبة: هل هي سيِّئة؟
غالباً ما يُسأل المؤمنون بالمسيح ، هل إيمانكم قويٌّ بما يكفي للصمود والثبات في خضمِّ المحن والأزمات .؟
ولكن لو سألت نفسك : هل إيماني قويٌّ بما يكفي للثبات والنجاة وسط أحسن الأوقات؟ .
فلا يزال هناك من انحرفوا وانجرفوا بعيداً عن الربّ ، لا حين تكون الحياة سيّئة وقاسية ، بل حين يكون كلُّ شيء في خير كما يُرام . إذ يبدو حينئذٍ أنَّ الله غير ضروري ومُستغنَى عنه.
وما أكثر ما نفسِّر بركات الله بوصفها بيِّناتٍ على صلاحنا نحن ، لا على صلاحه هو! فنفترض أنَّنا نستحقُّ كلَّ أمرٍ مبهجٍ حاصل ، ونخفق في تقدير ما يريد الله أن يقوله لنا من خلال العطايا الصالحة التي يدعُنا نتمتَّع بها.
إنَّ وجود الله في حياتنا مدعاةٌ لإطاعته ، وليس فرصةً لعصيانه. فإذا أدركْنا ذلك، تتقوَّى علاقتنا بالربّ، بدلَ أن تضعف ، من جرّاء إحسانه العميم وبركاته الكثيرة.
اسئل نفسك : هل تقترب إلى الله أكثر حين تكون حياتك في خير، أم حين تأتي عليك المصاعب والمصائب؟


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:49 PM

202 - "حبيـب الرب"

تُـرى هـل لا تـزال نـفسـيـتك مـريضـة إلى الآن و تـعاني مـن الإحـسـاس بالتفـاهـة و صـغر النـفـس و إنـعـدام الـثـقـة فـي القـدرة عـلى النـجـاح ؟ .. هـذه الأحـاسـيس غـالبـاً ما تـسـيـطر علـى الإنســان إمـا بسـبب مواقـف فشـل عـديدة مـرّّ بهـا أو نـتيـجـة لتربيـة بعـيدة عن الإنجيـل تبـنت فـكرة أنه أقـل أو أصـغر مـن غيـره ..
هـل أنـت كـذلك ؟ .. انـظـر إن ســفر التـثنيـة (سفر التثنية 33: 12) سـجـل لنا هـذه الآيـة التي تبدأ بعـبارة " حبـيب الرب " سـجلهـا ضـمـن حديـثـه لـبنيـاميـن .. و بنـيـامين هـو أصـغر إخـوته و الوحيـد فيـهم الذي عانـى مـن صـدمـة وفــاة أمـه لحـظـة ولادتـه ..
هـل لازلت تعـاني مـن الـشعـور بالنـقص أو مـن آثـار قـسـوة تعرضـت لها بالمـاضي .. الرب يـسـوع يقـول لك إنـه أحـب على نحـو خـاص بنـياميـن الصغيـر و الذي حُـِرم مـن حنـان الأمـومـة . و إنـه أيضـاً يحبـك ، يحبـك جـداً .. ادخـل إلى مخـدعـك و اغـلق بابـك ، تحـدث معـه عـن كـل آلامـك و صراعـاتك الـداخليـة .. لا تمـنـع دمـوعـك مـن الانهـمـار .. سـيكـشـف الرب عـن حبـه الخـاص لك و سـيفـيض بمحـبتـه العـجيـبـة داخـل قلبـك ، و سـيـشبـعـك ..
" حبيـب الرب" عبـارة جميـلة جـداً و حـلوة للغـايـة .. الرب يحـب المـؤمنيـن بـه جـداً ، يـسـكب محـبتــه في داخـلهـم ليـشـفيـهم بهـا من كـل آثـار الجـروح القـديمـة الـتي جرحـوا بهـا في المـاضـي مـن آخـريـن قـسـوا عليـهـم أو اسـتهـزأوا بهـم .
حـب الرب يـشـفي المـؤمـن مـن نـتــائج مواقـف الـفشـل السـالفـة و يعـوضـه بـغنـى عـن الـسـنـوات الـتي عـاناهـا مـحـرومـاً من الحـب و الحـنـان أو مـهـاناً يـتـألـم من ســيطـرة الآخـريـن و اســتهـزائهــم ..
تأمـل معـي كيف تـمـكنـت السـامريـة أن تنـتصـر على عطـشـها الشـديد لخـطيـة النجـاسـة .. تأمـل معـي كيف تحـولت فـي مـوقـف واحـد مـن زانيــة مـهــانة إلى كـارزة مـقـتدرة ، و لـكـن هل تغـيرت بالقـسـوة ؟ .. كـلا !! بـل بـحـب الرب ، حبـه العـجـيب مـلأ فـراغ قلبـهـا .. أشــبعهـا و أرواهـا ، فـفـاضـت به إلى عـطـاش آخـريـن !!
هـل تـحـطـم قـاربــك وصـرت تصـارع الأمــواج وحيـداً .. إلتـفـت إلـى الأمــام ، ســتلمـح الرب سـائراً فـوق المـيـاه المخيـفـة ، يتحـداهـا مـقـتربـاً إليـك .. امــعن النـظـر إليـه .. بـرغـم كـل شـئ فـسـترى جـمـاله العـجيـب ، ســتنـظـر طـلعتـه البهـيــة .. ســتنـظـره يـقـترب إليــك و ســتسـمعه يـكلمــك بصـوتـه الـعـذب .. رجـاء انصـت إليـه .. ســتصـل إلـى أذنـيـك كـلمــات مـطمـئنــة كثيـرة .. ســيقـول لك إنـني أحبـك جـداً .. إننـي أشــعر بـك .. أنـت لـســت و حيـداً ، أنـا معـك .. لـن تـغرق أبـداً .. لـن تنـهـزم .. هـات يـدك بـســرعـة و ضعـهـا بلا تردد فـي يدي ..



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:51 PM

203 -
* لم يظل يسوع طفلاً، بل نما وتقوى بالروح (لوقا 40:2) ، وكانت له خدمة فعالة في مجال التعليم والشفاء (متى 35:9).
* لم يظل الرب المصلوب في القبر، بل قام من الموت ، وهو الآن مخلصنا الحي (مت 1:28 – 7؛ رؤيا 18:1).
* لم يظل مخلصنا القائم حياً على الأرض ، بل صعد إلى السماء سابقاً لنا وأرسل الروح القدس ليسكن فينا (يوحنا 2:14، 25 و 26؛ أعمال 9:1) .
* لن يظل ربنا الصاعد في السماء ، بل سوف يرجع ليأخذنا إليه فنكون معه كل حين (يوحنا 3:14؛ 1 تسالونيكي 15:4 – 17).
إن مجيء المسيح إلى العالم أحدث فرقاً هائلا ً. ولكن هذا لا يعني أن حياتنا ستكون خلواً من أية مشكلة. فقد قال المسيح: «في العالم سيكون لكم ضيق»، إلا أنه أردف: «ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم» (يوحنا 33:16). ولأن في داخلنا حضور المسيح وقوته ، يمكننا أن ننتصر على التجارب. ذلك هو أصلح أساس للابتهاج . فبدلاً من أن نتهاوى تحت ثقل التجارب . يسعنا أن نواجهها بثقة ، لأن المسيح يحدث بالفعل فرقاً كلياً .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:51 PM

204 - كوننا مسيحيين مؤمنين أمر مشبع للنفس ومثير لكنه لا يعني أننا لن نواجه صعوبات أو مشاكل .. فإن المشكلات والضغوط والآلام والتوترات وسوء الفهم والرفض والاتهامات الكاذبة .. كلها جزء من الاختبار المسيحي ويجب علينا مواجهة كل هذه من وقت لآخر، وسيحاول العدو استخدام كل هذه وغيرها لكي يثبط عزمنا، ويقرض إيماننا ، ويسلبنا فرح الروح القدس ، ويكدر سلامنا ، ويجعل أملنا يخبو ويتضاءل ... وقد يصل الأمر بالبعض إلى الاستسلام ...لكن لتقرأ ما يقوله لنا الرب :
"أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء " ( رؤ 8 : 1 )
ما أحوجنا في أوقات ضيقنا وآلامنا أن نرفع أعيننا ونعرف أي اله نحن نعبده وأي قدرة وعظمة تحفان ب ه. نعم إنه القادر على كل شيء.
فهو يُعلن صراحة أنه هو الربّ الإله الواحد المعبود ، والكائن الأزليّ الأبديّ الذي لا بداية له ولا نهاية .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:55 PM

205 - تذكر دائماً أن كوكب الصبح المنير مستعد دائماً لأن يشرق في حياتك محولاً كل ظلماتك إلى نور وكل تعاستك إلى أمل ورجاء. أجعل من هذه الآيات موضوعاً لتأملك: «إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن . لأن مراحمه لا تزول . هي جديدة في كل صباح . كثيرة أمانتك نصيبي هو الرب قالت نفسي. من أجل ذلك أرجوه» (مراثي إرميا 22:3 – 24) .



206 - متى امتلأ قلبنا بالإيمان والثقة في الله فإننا نستطيع أن نكون أداه نافعة في يد الله من اجل إتمام تدابيره .


207 - من الأمور التي ينبغي أن نعملها، ولكننا نهملها ولا نوفر لها وقتاً:الصلاة . نعم ، الصلاة! مع أن الرب يسوع قال إنه «ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل» (لوقا 1:18) . وقد حرض الرسول بولس المؤمنين قائلاً: «صلوا بلا انقطاع» (1 تسالونيكي 17:5) .
ونحن نعلم أنه إذا خصصنا وقتاً لمحادثة الله تغدو حيواتنا أعمق وأغنى ، ونصير أكثر تأهباً لمواجهة تحديات الحياة. ولكن ما أكثر ما نهمل وقت الصلاة ، ونتيجة لذلك نشعر بالجفاف والضعف على الصعيد الروحي .
إذا أهملنا الصلاة ، نفقد قوتنا الروحية – وما أخطر هذا!

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:55 PM

208 - إن القلب المتضع الذي يشكر الله من اجل محبته هو أفضل من تقديم الذبائح . «ذابح الحمد يمجدني والمقوم طريقه أريه خلاص الله» (مز 23:50) علمنا يا الله روح الاتضاع والشكر لأننا بها فقط نستطيع أن نرى نورك الإلهي آمين .


209 - عندما تشعر بالوحدة والوحشة ، تذكر أن الله ، الذي أرسل أبنه فمات من أجل خطاياك ، يفكر فيك ويقول لك: «أنا أحبك».
يا مؤمنون التجئـوا لصخرة الدهور،
بجناحيـه اختبئـوا فتأمنوا الشرور.
مهما قست ظروفكم فهي إلى عبـور،
فاهنأوا في ملجأكـم وانعموا بالسرور.


210 - حول نظرك إلى المسيح .. تأمل في وجه البار، ترى أمور العالم تتضاءل أمامك حتى يختفي تماماً أمام يسوع المسيح. شمعة صغيرة تبدد ظلام حجرة كبيرة. امنحنا يا الله نورك الإلهي .. فنضئ نحن لمن حولنا. ويمجدوا اسمك المبارك القدوس .

211 - عدد بركات الرب لك اليوم ، وارفعها في صلاة شكر لله .


212 - أعط كما أُعطيت في حاجتك ، أحبب كما فاديك قد أحبك.
قدم العون لمـن لا عون لهـم ، ودع عملك يثبـت حبـك .




Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:56 PM

213 - في الحيـاة كـل يـوم ، وكذلك في خدمتنـا، لنكـن أمنـاء فــي أداء رسـالتنــا؛ ولنُبـد وداعـة المسيح فـي شهادتنــا، كـي تُـرى صورتـه طـاهرة في حياتنـا .


214- من باركه الله بالمال ليكـن غنياً بالأعمـال ؛
إن مشيئة إلهنــاأن نقضي حاجات إخوتنا ،
فيؤول السخاء إلى بــركتهم وبـركتنـا .


215- ما هو مدى اهتمامك بالصلاة ؟
ليست الصلاة السريعة «يا رب باركني – آمين». بل المطلوب صلاة مؤسسة على قوة روح الله «مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين» (افسس 6 : 18) .


216- أبشر، إن تحت «صخرة التجربة» التي جعلتك تتذلل جداً (راجع المزمور 6:142) بركة خاصة! فألق حملك على الرب، وهو يؤتيك الفرج في حينه.



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:56 PM

217- ليس المهم مقدار ما تقرأه من الكتاب المقدس بل مقدار ما تفهمه مما تقرأه . فإن قراءتك آية واحدة بروح الصلاة ، ملتمساً معونة روح العون والعزاء ، روح الله القدوس (راجع يوحنا 16:14) ، أفضل بكثير من تلاوة سفر بكامله من ظهر قلب كالببغاء .


218- بـادر إلـى تربيـة طفلك وهو صغير،
تضمن السلامة لنفسه وهـو كبيــر؛ فإنــه كنبتــة تعـوزها العنـاية ، وأحسـن تربيــة تبـدأ بـالبدايـة .


219- التضحية هي بلا شك وجه من أوجه الخدمة المسيحية . إذا ما قبلنا دعوة الله للخدمة فإن ذلك ربما يكلفنا تغيير جميع خططنا السابقة في الحياة .
ولكن طاعتنا لله مرتبطة بثقتنا في أنه سوف يراعينا ويحفظنا ويقوينا .


220- ربما لا تكون أقوى الناس وأعظمهم ، ولا يكون لوجودك حساب عندهم ، لكن إذا وضعت الثقة في قوة المسيح ، ستعزز بالقوة من مصدرها الصحيح .


221- الصلاة العلنيــة :
اقرأ: متى 6: 5 – 8
«ومتى صليت فلا تكن كالمرائين» (متى 5:6).
لما طلب الرب يسوع إلى الناس أن يصلوا في الخفاء ، لم يقصد أن الصلاة العلنية غلط . فهو دانَ الصلوات غير الصادقة والتي تتلى لإثارة إعجاب الآخرين .


222- إن الاتكال الكلي على الله هو ضرورة حتمية مطلقة إن أردنا التمتع ببركته وقوته . ولكننا نادراً ما نتعلم هذه الحقيقة بمعزل عن الاختبار المضني .
لنأخذ يعقوب مثلاً . فقد مرت سنون عديدة وهو يعيش بحسب خططه وحيله . ورغم شعوره بالضيق لما سمع أن أخاه عيسو، (والذي سبق أن أساء اليه ) ، كان مقبلاً نحوه ومعه 400 رجل ، فقد وضع خطة محكمة ، محاولاً أن يضمن نجاة نصف عائلته إن هوجم . في ذلك الحين بالذات صارعه "إنسان" (هو الله ظاهراً في هيئة إنسان) . وقبيل الفجر برهن ذلك الإنسان على اُلوهيته إذ خلع بلمسة منه فخذ يعقوب من حقّه . وكل ما استطاع يعقوب فعله هو الالتصاق بذلك الإنسان متوسلاً إليه أن يباركه (تكوين 26:32 ؛ هوشع 4:12) . وقد كانت هذه نقطة تحوّل في حياة يعقوب ، إذ تأكد له أن البركة تأتي من عند الرب وحده .
ونحن أيضاً علينا أن ندرك أن الطريقة الوحيدة للتمتع برضى الله وعونه وإمداداته إنما هي بالاتكال عليه.


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:58 PM

223 - عندما تشترك مع الآخرين في خدمة ما ، او عندما تعيش المشاركة الروحية مع باقي المؤمنين ، فانك ستختبر حضور الله في داخلك وفي حياتك . هذا يتجلى في مشاعر الفرح والسلام والمحبة ، وتتأتى عنه رغبة في العطاء والبذل ، وصولاً الى رفع آيات الشكر والتسبيح والمجد للرب المخلّص .


224 - إن السير مع الله يوميا ً هو الحياة المباركة . إنها الطريق المؤدي الى السماء والمجد الأبدي . " امامك شبع سرور في يمينك نعم الى الابد " ( مزمور 16 : 11 ) " اغني للرب في حياتي ارنم لالهي ما دمت موجود فيلذ له نشيدي وانا افرح بالرب ." ( مزمور 104 : 33 – 34 ) . حتى اذا كان الله حاضرا في حياتنا يعطينا كل الفرح والسلام ونكون حقا ً ابناء الله ووارثي الملكوت والمجد العتيد . آمين .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 04:58 PM

225 - ارادة الله
قال المسيح : " وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. " (يوحنا 10: 10) . هذه ارادة الله لنا ، حياة أفضل ، وهو يريد ان يرانا نعيش هذه الحياة الافضل ، لكننا ننحرف أحيانا ً ونبتعد عن ارادة الله ومشيئته ، ونجد انفسنا نعيش حياة لا تتفق وما يريده لنا الله . ونشقى ونتعب ونييأس ونتذمر ونكره الحياة وننفر منها ، ويعمل الله على أن يعيدنا الى الحياة الافضل التي أتى ليحققها لنا . وكعازف الكمان الذي يقضي الوقت يضبط أوتار كمانه قبل العزف ، هكذا يقضي الله الوقت ليضبط أوتار حياتنا لتتفق مع مشيئته . يشد الوتر ، يجذبه بقوة ، يسحبه ويلويه ويثنيه ويقسو عليه ، ويضع أُذنه عليه ويُعمل أصابعه فيه ، يشده مرة ومرات وكلما لم تكن نغمته مرضية يزيد الشد والجذب والضرب الى أن تصبح النغمة متفقة مع اللحن الذي يريد أن يعزفه . وقت الجذب يعلو صراخ الوتر ، يئن ، يعاني ، يتلوى ، أما وقت اتفاق النغمة مع اللحن ن فيشدو ، يغني ، ينشد . هكذا نحن حين تختلف مشيئتنا مع مشيئة الله ، يجذبنا ، ويشدنا ، يسحبنا ويلوينا ، يثنينا ويقسو علينا ، حتى تتفق مشيئتنا مع قصده ، فيعزف علينا أجمل الالحان ، الا انه وهو يوفق النغمة في حياتنا مع لحن مشيئته فهو كالموسيقي يحتضن الكمان ويجذبه نحو قلبه ونسمع في حضنه دقات قلبه الحنون وهو يؤكد محبته لنا . مهما جذب أوتارنا لا يقطعها ، مهما شدها لن يمزقها . حين تكون نغمة حياتنا نشازا ً يهذبنا ويطوعنا ويشد أوتار قلوبنا . قد يسمح ببعض الألم ، بعض الحزن ، بعض التجارب ليشد الأوتار ، وتتفق النغمة مع اللحن وتتناسق ارادتنا مع مشيئته ويعلو التسبيح ، ويُعلن لتكن إرادتك لا إرادتي . هل تشعر باصابع الله تشد أوتار قلبك ؟ هل تراه وهو يحرك حياتك يمنة ويسرة ؟ هو يوفق النغمة التي بك مع اللحن الذي يريده منك . هو يحتضنك ويلف يده حولك ويرعاك ويحبك . ما أعظم اللحن الذي سيخرجه منك عنئذٍ .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:00 PM

226 - في التجربة تسندك يد الله

جاء المسيح الى يوحنا المعمدان الى الأردن ليعتمد منه ، وخطى في النهر واحنى رأسه ، وصب يوحنا الماء عليه ، وللوقت حالاً وهو صاعد من الماء انشقت السماوات ، والروح ، روح الله نزل مثل حمامة عليه ، وصار صوت ، صوت من السماء " أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " (مرقس 1: 11) . السماء انشقت ، انفتحت ، وروح الله نزل بشكل ملموس محسوس وصوت الآب يعلن ويؤكد ويصرّح : هذا هو الابن الحبيب الذي يُسر به . وبعد ذلك في ذروة الاعلان للوقت ، في الحال ، أخرجه الروح الى البرية وكان هناك في البرية اربعين يوما ً يُجرّب من الشيطان ، وكان مع الوحوش . من الغلبة والنصرة والمجد الى القفر والبرية والوحوش والشيطان . عجيب ، عجيب وغريب عمل الروح . وسط النجاح والفوز والرفعة ، للوقت يُخرجنا الله الى البرية ، الى الانعزال والانزواء والتجارب . بالأمس نحلّق في سماء البهجة ، واليوم نغوص في أعماق الألم ، وهو ، هو ، الروح الذي ينزل من السماء المفتوحة ، هو ، هو ، الروح الذي يقودنا الى البرية الجافة . الصوت الذي يُعلن انك ابنه الحبيب الذي سُرَّ به ، نفس الصوت يدعوك أن تمر في بوتقة التجربة ، للوقت حالا ً ، ما أن نرتفع حتى ننخفض . ما أن نعلو ونسبح في الأعالي وسط سحاب الفرحة حتى نجد أنفسنا نحط على أرض ناشفة جافة مليئة بالأشواك ، وفي الحالين الروح الذي هو يرفع وهو الذي يُخفض ، والله هو الذي يسمح بالتحليق وهو الذي يسمح بالهبوط . التجارب في حياتك ليست صدفة ، ليست عشوائية . الله لا يسمح للشيطان أن يتلاعب بك و يلهو . التجارب في حياتك مقصودة ، مدبّرة ، مرتّبة ، معدّة تماما ً . يجعلك الروح تمر بها ليهيئك الى عمل عظيم مجيد يُعدّك له . يدربك على النزال ، على الصبر ، على التسليم الكامل له ، واعلم ان التجربة تقويك وتدرّبك وتؤهلك للنصرة . في التجربة تخدمك الملائكة . في التجربة تسندك يد الله .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:01 PM

227 - في المسيح لك الحياة والرجاء والنصرة

بعد أن مات المسيح على الصليب جاء يوسف الرامي الى بيلاطس الوالي وطلب جسد يسوع ليدفنه ، وأذن له بيلاطس فأنزل جسد المسيح من على الصليب ، وأخذ هو ونيقوديموس جسد المسيح ولفه بأكفان مع الأطياب ، وكان هناك بستان وفي البستان قبر جديد ، وهناك وضع جسد المسيح ودفنه في قبر في بستان . ورأى التلاميذ والمريمات أين دُفن المسيح . دُفن المسيح في قبر في بستان . وفي صباح أول الاسبوع جاؤوا الى البستان ونظروا في القبر ولم يجدوا جسد المسيح في القبر ، وجدوا الأكفان موجودة والقبر فارغا ً . قام المسيح من الموت كما قال . لم يكن بالقبر . قام من الموت . بعد أن كان القبر في البستان أصبح في القبر بستان . أصبح القبر بستانا ً ، انتصرت الحياة على الموت ، ولا بد أن تنتصر الحياة ، لا بد أن ينتصر الحياة ، المسيح الحياة . قال المسيح : أنا هو الطريق ، أنا هو الحق ، أنا هو الحياة . جاء المسيح لتكون لنا حياة . مات المسيح ليميت الموت ويعطي الحياة . قال : " أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ . " (يوحنا 10: 10) . أصبح القبر بستانا ، إنتصر الرجاء على اليأس . جاء التلاميذ الى القبر يجرّون أقدامهم نحو المسيح الميت ، فوطأت أقدامهم ورود وزهور البستان ووجدوا المسيح قد قام . قال : " أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. "( يوحنا 11: 25) . اصبح القبر معبرا ً والموت جسرا ً وطريقا ً للحياة الابدية . فقد القبر ظلامه والموت سلطانه . قضى الرجاء على اليأس . أصبح القبر بستانا ً . انتصر الحق وغلب كل الأعداء . اهتزت الأرض وتزلزلت ، هرب الحجر وتدحرج بعيدا ً ، وقام المسيح من الموت ، خرج من القبر منتصرا ً غالبا ً، وقمنا نحن أيضا ً معه ، قمنا معه غالبين منتصرين ، " أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ " . (1 كورنثوس 15 : 55 ) . إنكسرت شوكة الموت وتمت الغلبة على الهاوية . خرج من بطن القبر بستان . في القبر بستان . وضربت الحياة الموت وقتل الرجاء اليأس وغلب الحق الأعداء . من القبر لك حياة ورجاء ونصرة . في المسيح لك الحياة والرجاء والنصرة .

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:05 PM

228 - احسانات الله

ما أكثر إحسانات الله وأعظم أعماله واغزر بركاته لنا . حين نتأمل ونحصي ونعدد ، نفرح ونبتهج ونتهلل . أحيانا ً قد لا نشعر بها أوقات اليسر والسعادة والبهجة ، لكننا قطعا ً نراها واضحة وسط العُسر والحزن والتجربة . في وسط النهار ، تحت ضوء الشمس الوهاج المبهر لا تظهر النجوم ولا نرى شعاع القمر في الظل . في وسط الألم نتذكر الراحة ، وفي وسط التجربة نرى النصرة . في ظلمة الموت تُضيء الحياة وفي الحزن تنطلق الفرحة . يرنم داود النبي فيقول :" هَلُمَّ انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ ... حَوَّلَ الْبَحْرَ إِلَى يَبَسٍ ، وَفِي النَّهْرِ عَبَرُوا بِالرِّجْلِ . هُنَاكَ فَرِحْنَا بِهِ."( مزمور 66 : 5 - 6 ) . حين أمر الله شعبه أن يتقدموا ألى البحر ويعبروا خافوا وارتعبوا ، رأوا الماء كثيرة والبحر عميقة . كيف يخوضون كل تلك المياه ، كيف يعبرون ذلك البحر ، وامتدت أقدامهم في تردد وارجلهم في رعب ولمست بطون أقدامهم الماء البارد فارتجفوا وارتعشوا ، ثم استقرت على الرمل ، الرمل الدافئ الصلب الراسخ ، وجدوا انفسهم على اليابسة ، حملهم قاع البحر وهربت المياه من تحت أقدامهم ، ارتفعت سورا ً بجوارهم ، ارتفعت المياه سورا ً عن اليمين وعن اليسار يحميهم ويحفظهم ، وعبروا ، ساروا في سلام ، وسط البحر فرحوا بالرب . وانت وأنا نسير في وسط البحر ، نعبر النهر ونفرح بالرب . بركات الرب كثيرة جدا ً ، انظر حولك وانت تراها ، احسانات الرب متعددة ، عددها واحصها تُدرك كثرتها ، قد لا تراها في النهار لكنك لا بد تراها في الليل . قد لا تدركها في الضجة لكنك لا بد تعرفها في السكون . إن حل بك ظلام والم بك حزن والتف حولك هم دقق النظر ، اصغ السمع ، ارهف الحواس فترى احسانات الرب متراكمة حولك ، ستسمع بركات الرب صاخبة بجوارك . يُشرق نور الله وسط الظلام ، تظهر رؤى الله وسط الضباب ، تنزل بركات الله وسط الجفاف ، تتحرك يد الله وسط البحر والنهر .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:08 PM

229 - لا تتوقف امام التجارب والمحن

بعد ان مات موسى النبي ، نقل الله قيادة شعبه الى يشوع ، وسار يشوع بالشعب الى الارض التي وعد الله شعبه بها ، وعلى مشارف الارض وصلوا الى ضفة نهر الاردن العظيم ، وكان النهر ممتلئ ً بالمياه فالوقت وقت حصاد والمياه تنحدر من فوق ، من أعالي الارض تجري المياه غزيرة فائضة مندفعة بكل قوة . ووقف الشعب خائفا ً بعد كل ذلك السير والسعي ، وقفوا عاجزين . نسوا وقفة مماثلة أمام البحر والمصريون يتبعونهم ليفتكوا بهم . نسوا خلاص الرب الذي صنعه معهم ذلك اليوم ، نسوا ما عمل . نسوا كيف سخر الله البحر ليحميهم من اعدائهم ويخلصهم منهم . نسوا ذلك كله وصرخوا كما صرخوا لموسى ، خافوا ووقفوا . أما يشوع فلم ينسى شيئا ً ، هو يعرف الله ويعبده كما عبده موسى قبله ، " وَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ " (يشوع 3: 5 ) . ، كما عمل لكم أمسا ً عجائب ، يعمل اليوم ويعمل غدا ً أيضا ً عجائب . وأمر يشوع الشعب أن يرتحلوا ويسيروا ويتقدموا الى المياه . حمل الكهنة تابوت عهد الرب على أكتافهم وساروا الى النهر ، وقال يشوع للشعب اسمعوا كلام الرب ." حِينَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا فِي مِيَاهِ الأُرْدُنِّ ، أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ ، المِيْاهَ الْمُنْحَدِرَةَ مِنْ فَوْقُ ، تَنْفَلِقُ وَتَقِفُ نَدًّا وَاحِدً " ( يشوع 3 : 13 ) . وحدث ذلك تماما ً . تقدم الكهنة وهم يحملون التابوت على أكتافهم ، وتحركت أقدامهم واستقرت بطون أقدامهم وانغمست في المياه . فوقفت المياه المنحدرة من فوق وقامت ندّا ًوسداً وعبر الشعب النهر ، ساروا وراء التابوت مباشرة ً . لم ينتظروا اندحار الماء . ساروا فاندحر الماء ، وقف النهر ، احنى التيار رأسه لأقدام الكهنة ، توقف جريان الماء ، خاف ، تجمد ، ابتعد وافسح الطريق . افسح الطريق لأقدام الكهنة واقدام الشعب ، افسح الطريق أمامهم .
حين تواجه بحر الصعوبات ، حين تقترب من شواطئ نهر التجارب ، انظر الى الله الى سيد الارض كلها وتقدم الى الامام . لاتنتظر اندحار الصعوبات والتجارب ، تقدم ، سر ، أعبر ، فما ان تستقر بطون أقدامك في المياه ، حتى تنفلق المياه ، تهرب العقبات والتجارب ، تقف ، تبتعد ، تنحسر ، تتجمد ، تُفسح الطريق فتسير على ارض مستوية ، يابسة ، جافة
.

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:08 PM

230 -وحدك مع الله

حين تكون وحدك هل تشعر بالوحدة ؟ هل تكون وحيدا ً ؟ هل تتضايق ؟ تتألم وتحزن ، تكتئب وتهرب من الوحدة وتندفع خارجا ً باحثا ً عن آخرين ينقذونك من وحدتك ؟ أم تتمتع بالوحدة ، تتمتع بأن تكون وحدك ، وحدك مع الله . حين تكون وحدك مع الله لا تكون وحيدا ً معزولا ً وحدك . الوحدة مع الله خلوة واختلاء وصحبة ورفقة وشركة معه . حينئذٍ لا يكون للعالم كله وزنا ً أو أهمية . أنت والله معا ً . كان موسى وحده وسط البرية وجاءه الله في العليقة المشتعلة بالنار وتحدث معه وكلفه باعظم مهمة وحقق موسى ما أراده الله . كان يعقوب وحده ، بقي وحده وصارعه انسان حتى طلوع الفجر . في وحدته تقابل مع الله وخرج من خلوته أميرا ً منتصرا ً . كان جدعون وحده وظهر له الله وطلب منه أن يخلّص شعبه . وتأكد جدعون من دعوة الله وحارب وانتصر واصبح جبار بأس .( قضاة 6 ) كان كرنيليوس يصلي وحده ، كان وحده مختليا ً بالله ، وارسل له الله ملاكه يعلن أن صلواته صعدت أمام الله .( اعمال الرسل 10 ) . وكان بطرس على السطح وحده يصلي الى الله بعيدا ً عن الناس ورأى رؤيا وسمع صوتا ً وقبل مهمة من الله بالذهاب الى الأمم .( اعمال الرسل 10 : 9 ) . وكان يوحنا الحبيب وحده معزولا ً وحيدا ً في جزيرة بطمس وكشف الله له رؤياه وأعلن له اعلاناته الخالدة العتيدة . ( رؤيا 1 : 9 ) . ويدعوك المسيح الى أن تدخل مخدعك وتغلق بابك وتصلي ( متى 6 : 6 ) ، حينئذ ٍ ترى الله وتسمع الله . في وحدتك في صحبة الله . حين تشعر بالهزال الروحي ، حين تضعف روحك ، إذهب الى الله ـ إختلي به ، انفصل عن العالم ، تنل قوة روحية وملئا ً روحيا ً يجدد علاقتك مع الله . حين تضغط الحياة عليك ، حين تشعر بالعجز والضعف والهزيمة ، اهرب الى مكان هادئ ، ابتعد عن كل شيء ، ابق َ وحدك وادعو الله ليحضر اليك في خلوتك وامتلئ بالقوة والنصرة والفرحة . العيش وسط الزحام يحرمك من ان تكون مع الله . الله لا يظهركثيرا ً في الزحام . الله لا يتكلم كثيرا ً في الضجيج ، ولو ظهر في الزحام قد لا تراه ، ولو تكلم في الضجيج قد لا تسمعه . اختلي به وحدك ، وحدك معه ، وحدك مع الله تره ُ وتسمعه .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:11 PM

231 - ان الرب يريد ان يعزي كل النائحين . يعطيهم جمالا ً عوضا ً عن الرماد ودهن فرح عوضا ً عن النوح ورداء تسبيح عوضا ُ عن الروح اليائسة ، فهل تُقبل اليه بكل أحزانك ليخلصك لتستطيع بعدئذٍ أن ترنم للرب قائلا ً : " حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحًا " ( مزمور30 : 11) .

232 - الصلاة هي تحويل الزمن الميت الى عمل الهي مستمر ، حيث تستبدل حركة الزمن بحركة الروح .




Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:12 PM

233 - بعد ان كتب الله وصاياه باصبعه على لوحي الشريعة ، أخذهما موسى ونزل من على الجبل الى الشعب اسفل الجبل وصُدم موسى وفزع وهو يرى الشعب يرقص حول عجل من ذهب ، وفي غضبه طرح اللوحين وكسرهما واحرق العجل بالنار وذراه على وجه المياه .( خروج 32 : 19 – 20 ) . ثم طلب الله من موسى أن ينحت لوحين من حجر مثل الأولين ليكتب الله وصاياه للشعب من جديد على لوحين جديدين ، وأمر الله موسى أن يكون مستعدا ً للصباح وان يصعد في الصباح الى جبل سيناء وحده وطلب الله منه ان لا يصعد أحد معه اليه ، وأمر موسى أن يقف على رأس الجبل .( خروج 34 : 1 – 4 ) . يقف موسى وحده عند الله في الصباح . والله حين يريد أن يتكلم معك ، يريدك أن تكون وحدك عنده في الصباح . انت تحتاج الى الله اليوم كله منذ بداية اليوم . لا تواجه يومك قبل أن تواجه ربك . لا تنظر الى وجه أحد قبل أن تنظر الى وجه الله . لا تعتمد على نفسك وعلى قوتك وعلى قدرتك . الايام أقوى منك ، لا تواجهها وحدك . استمد القوة من الله لتواجه الايام بها . في الصباح باكرا ً إختلي به وحدك . تقابل مع الله منفردا ً . استقبله مع اول شعاع لشمس اليوم . افتح كتابك وارتشف كلماته واسمع ارشاداته لك وتوجيهاته لك . واجبات اليوم امامك كثيرة ومسؤولياته ثقيلة . استدعي قوة الله لك وعونه لتواجه اليوم بما به . تقابل معه في الصباح فهو خير رفيق . اجلس معه في الصباح يقودك كل الطريق . سلمه يومك منذ الصباح يعضدك ويعنك في الكفاح . هو الرب المعين الهادي القادر الامين . كل رجال الله الناجحين يلتقون به وحدهم في الصباح ، فيقود يومهم كله ويرشدهم ويعينهم ويقويهم . وانت التق ِ به كل يوم في الصباح . كن مستعدا ً للصباح . إصعد الى جبل الشركة معه ، تلقاه فهو ينتظرك ، دائما ً في الصباح ينتظرك . ساعة واحدة معه في الصباح تعادل عشرة اعوام . عند شروق الشمس يشرق عليك وجه الله . تمتع برفقته ، تمتع بشركته ، تمتع بدفء محبته .

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:14 PM

234 - المحبة
• من قال انه في النور و هو يبغض اخاه فهو الى الان في الظلمة 1 يوحنا 2 : 9
• من لا يحب أخاه يكون كأولاد إبليس . 1 يوحنا 3: 10
• من لا يحب أخاه يبقى في الموت. 1 يوحنا 3: 14
• من لا يُحب أخاه هو قاتل نفس . 1 يوحنا 3: 15
• من لا يُحب أخاه لم يعرف الله لأن الله محبة. 1 يوحنا 4: 8
• من لا يحب أخاه لا يحب الله. 1 يوحنا 4: 20




Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:15 PM

235 - الصدّيق يترنم ويفرح

الانسان حين يحل به خير يفرح ويسعد ويغني ويرنم ، وحين يحل به شر يكتئب ويحزن ويبكي ويشكو ويتذمر ، لكن المسيحية كسرت تلك القاعدة وقلبت تلك البديهية . المسيحية اتت بالترنيم وقت الضيق وبالاغاني عند حدوث الشر . وسط الاضطهاد والمسيحيون يقادون الى القتل والموت والاستشهاد وهم يلقون للوحوش الكاسرة لتفترسهم أثناء اضطهاد الرومان كانت تصعد اصواتهم وتعلو بالتسبيح والترنيم والغناء . كان صوت ترنيمهم يغطي صوت زئير الوحوش وصراخ الجماهير والمسيحي حين يواجه العقبات والمشاكل والاضطهاد يرنم . يقول بولس الرسول : " لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله " ( فيلبي 1 : 29 ) . الالم لاجل المسيح اسمى من الايمان وحده . وحين كانت الاحجار تلقى فوق جسد شهيد المسيحية الاول استفانوس والاحجار تتساقط على جسده تحطمه وتمزقه ، ارتفع وجهه وكان كأنه وجه ملاك .( اعمال الرسل 7 ). المؤمن وقت الضيق يرى المسيح مصلوبا لاجله فيسعد ويفرح ، ويتشكل الالم داخله انغاما ً وموسيقى والحانا ً فيغني ويرنم .
مرت باحد القديسين ضيقة وظلم واضطهاد ، وبينما هو في ذاته وسط الظلام والبرد والوحدة أشعل نارا ً في مدفأته وجلس وادهشه والظلام يغطي المكان والبرد يملأ البيت سمع صوت موسيقى ، موسيقى رتيبة جميلة ، ولم يكن حوله شيء تنبعث منه موسيقى هكذا . فحص المكان وبحث عن مصدر الموسيقى فوجد بالنار قطعة خشب تحترق وفي احتراقها يصدر منها صوت موسيقى شجية كانت فرعا من شجرة خاصة . وكانت تلك الشجرة كبيرة وارفة تعشعش فيها طيور مغردة واختزنت الشجرة وفروعها تلك الانغام فلما دخلت النار اخرجتها الحانا شجية جميلة رفعت روح الرجل وملئت قلبه تعزية وفرحة وشارك الخشب المحترق في الغناء ورنم وسبّح ونسى معاناته .
قد تكون تمر في نار حامية تُحرق . النار تستطيع ان تخرج من داخلك لحنا ً . التجربة تستطيع ان تعزف على قيثارتك فترنم . رنّم للرب " رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ . "( مزمور 96 : 1 ) . " يحمدك يا رب كل ملوك الارض …يرنمون في طرق الرب لان مجد الرب عظيم . " ( مزمور 138 : 4 – 5 ) . يقول سليمان الحكيم : " الصدّيق يترنم ويفرح ." ( امثال 29 : 6 ) .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:16 PM

236 - حين يريد الله منا ان نعمل عملا ً او يكلفنا بخدمة يدربنا ، ياخذنا ويدخل بنا الى مدرسة للتدريب والتعليم تطول او تقصر حسب مشيئته وحسب درجة اهمية وخطورة ومسؤولية العمل الذي سوف يكلفنا به وفترات التدريب قاسية وصعبة تحتاج الى بذل الجهد والعرق الا انه كما يقول الخبراء العسكريون : كل نقطة عرق تُبذل وتسكب وقت التدريب تمنع دماء كثيرة تُبذل وتُسكب وقت المعركة . الحداد يضع قطعة الصلب في النار ويصبر عليها حتى تلين والصائغ يضع الذهب في البوتقة ويراقبه حتى يصفو . اراد الله ان يعد موسى ليخرج شعبه من مصر ، وضعه في بيت فرعون ، قضى في القصر طفولته وصباه وشبابه وحين اصبح رجلا اخذه الى البرية ومرت به في البرية سنوات ، سنة وراء سنة ولما كملت اربعون سنة ظهر له ملاك الرب وسرى اليه من العليقة المشتعلة صوت الرب وقال له : هلم الان ، الان ارسلك الى مصر ، الان بعد اربعين سنة ادربك . اصبح موسى جاهزا للمهمة مستعدا لحمل المسؤولية بعد تدريب طويل شاق . واراد الله ان ينقذ يوسف وشعب الله من المجاعة وسار به رحلة تدريب ، بدأ الرحلة وهو يلبس رداء ملونا ، سار الرحلة عبر البئر التي القي فيها ثم مع قافلة حملته الى بيت فوطيفار ثم السجن ، ومرت السنوات ثقيلة سنة وراء سنة وحادث وراء حادث حتى جاء الوقت الذي انهى فيه يوسف تدريبه وخرج من السجن ليجلس على العرش وكان الرجل الثاني بعد فرعون وادى المهمة . وبولس الرسول ، شاول ، صال وجال يهدد ويضطهد ويقتل تلاميذ الرب وظهر له المسيح في الطريق وزلزله ، اسقطه على وجهه ثم ارسله الى حنانيا وعلمه حنانيا وارشده التلاميذ ، ثم اخذه الرب الى البرية ثلاث سنوات وبعد ان نال الكفاية من التعليم والتدريب ارسله الله رسولا للامم . والمسيح يسوع عاش ثلاثين عاما يعمل مع يوسف النجار في حانوته ثم خرج الى البرية وصارع الشيطان وغلب ثم بدأ مهمته . التدريب لازم لك . الله مدربك بجوارك عن قرب يراقبك يتابعك يوجهك ويرشدك ، يده قريبة وعينه مفتوحة ، اذا سال العرق على وجهك مسحه بيده ، اذا وهن البدن وتعبت قواك شجعك ، اذا شكوت سمع شكواك وتدخّل ، اذا ضجرت ربت عليك ، وسط دوامة التدريب تاكد انه يراك ويراقبك ويساعدك .

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:17 PM

237 - تهب الريح وتقتلع الشجرة وتلقي بها في الارض وتزداد عوامل الطبيعة قسوة وتتراكم الاتربة والرمال عليها وتُدفن الشجرة باخشابها وفروعها في قلب الارض وترقد سنوات واجيال وسط الظلام والضغط تحت اكوام ثقيلة من الطين والحجر وتتوالى عليها الطعنات ، برد قارص وحر حارق ، ثلوج وبروق وصواعق ، وتسجى هناك تحت طبقات الارض تعاني الجفاف والصلابة وتتجمد وتختزنها الارض هي ومثيلاتها من الاشجار ، سنوات وسنوات ، ويأتي الانسان بفؤوسه وآلاته وادواته ويحفر الارض ويقلبها ويُطلق من باطنها وجوفها طاقة هائلة كامنة حبيسة في مناجمها . فحم اسود ، تفتتت الشجرة وتغيرت طبيعتها لتصبح طاقة نشطة ، كذلك كل المعادن الثمينة والاحجار الكريمة المدفونة في قلب الارض ، تتراكم عليها الاتربة والاحجار ، تختلط بها الرمال والاقذار وتتحول موادها الى قوى تتفجر وتحرّك ، أو كنوز غالية تُباع وتُغني . حتى انت تهب عليك الريح وتُلقي بك وتتراكم التجارب عليك وتتوالى عليك الآلام وتحل عليك المتاعب وتسقط عليك الشدائد وتتكون فيك طاقة روحية وقوى جبارة ومعادن ثمينة غالية . تتحول التجارب الى اختبارات والضغوط الى بركات . وإذ التقى بولس الرسول بالمسيح في الطريق الى دمشق وهو يقابل الصراعات والشدائد والمتاعب والتجارب من كل لون . عاش مطاردا ً مقيدا ً مسجونا ً مظلوما ً مجاهدا ً مكافحا ً . تراكمت عليه الاثقال وهوت عليه الضربات ، لكن الله حولها داخله طاقة روحية واجهت مضطهديه وصهرتهم ، طاقة جعلته بولس الرسول العظيم . وانت تحتاج في طريقك الى طاقة تدفعك الى الامام . طاقة تحملك وتسير بك كل الطريق الى ملكوت السموات . وهذه الطاقة لا تتكون وانت تعيش حياة الاسترخاء والراحة . الطاقة تتكون من تراكم الآلام وتتبلور من ضغوط التجارب . اصبر في الضيق ، جاهد وكافح ، قاوم واحتمل . اصلب عودك وارفع رأسك فكل ما تعاني منه اليوم هو الطاقة الروحية التي تحتاجها غدا ً . ما يواجهك ويعترض طريقك من مصاعب سيتحول حتما ً الى طاقة وقوة للمستقبل .

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:18 PM

238 - يضع الله امامنا وعودا ً كثيرة رائعة في كتابه وبكلماته المقدسة ونفرح بها ونسعد ونقضي اوقاتا ً جميلة ونحن نتذكرها ونتلوها ، وتأتي الاوقات التي نحتاج فيها الى الله ليعين وبعطي ويبارك ، ونتقدم اليه ونرفع طلباتنا اليه ضعيفة هزيلة عاجزة ، وترتفع اليه مرتعشة متخاذلة غير محدودة بلا هدف او قصد ، وننتظر ونمل وننصد ونتباعد ونتصور ان الله لا يستجيب . كيف لا يستجيب ؟ وهو قد وعد ، كيف ينسى ؟ وهو قد تكلم .
في خروجه من بيته وأرضه التقى يعقوب بالله ورأى سلم الله وملائكته وقال له الله ها انا معك واحفظك حيث ما تذهب وأردك الى هذه الارض . ( سفر التكوين 28 ) . وفي عودته الى ارضه وخوفه من لقاء عيسو أخيه ، رفع وجهه لله وصلى . قال يا اله ابي ابراهيم واله ابي اسحق ، الرب الذي قال لي ارجع الى ارضك . ذكر يعقوب الله الرب بوعده وقوله وكلامه بان يحسن اليه واعترف بضعفه وعجزه وخوفه . قال : صغير انا عن جميع الطافك وعن جميع الامانة التي صنعت الى عبدك نجني من يد اخي ، من عيسو لإني خائف منه وانت قد قلت اني اُحسن اليك واجعل نسلك كرمل البحر .( سفر التكوين 32 ) اعاد يعقوب في صلاته قول الله له ووعده بالاحسان اليه . اكد له تصديقه لكلامه واعتماده على امانته وتمسكه بقوله . واستجاب الرب لصلاة يعقوب ونجاه وباركه واحسن اليه .
حين تأتي الى الله ، تعال اليه متسلحا ً بوعده ، متمسكا ً بعهده . الله لا يمكن ان يُنكر قوله السابق أو يغيّر كلامه الذي قاله . عندما يعدنا الله ويتكلم معنا فهو يضع نفسه تحت تصرفنا . يصبح مستعدا ً لعمل ما وعد به وتكلم . يكون جاهزا ً للاستجابة .
بينما كان المسيح خارجا ً من أريحا مع تلاميذه كان بارتيماوس الاعمى جالسا ً وسمع صوت يسوع وتلاميذه فابتدأ يصرخ ويقول يا ابن داود ارحمني ، وناداه المسيح وسأله : ماذا تريد أن أفعل بك ؟ وبلا تردد وبلا تفكير قال : يا سيد أن ابصر . وشفاه المسيح ، استجاب لطلبه فللوقت أبصر .( مرقس 10 : 46 – 52 ) .
حين تأتي الى المسيح حدد طلبتك وعينّها .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:22 PM

239 - بعض ايامنا سوداء ، أيام يأس وقنوط وألم ومعاناة ، ليس بها نقطة بيضاء ، داكنة ، قاسية ، حزينة مؤلمة كريهة ، نحس وسط الظلام بالوحدة ، لا صوت ولا حركة ولا نور ، وفي الظلام يتضخم حجم الألم ، وفي السكوت يتضاعف صوت الأنين ، لكننا نعرف ان الله موجود . الايمان يفتح أنظارنا في الظلام فنراه ، وهو ينقذ ويسرع وينجد . الايمان يُسمعنا صوته بوضوح في السكوت . الايام المظلمة السوداء مدرسة الله التي تقودنا الى النور . ايام السكون والوحدة والوحشة مدرسة الله التي توفرنا للشركة معه . مر ابراهيم وسارة بسنوات عجاف ، سوداء بلا ولد ولا ذرية ، وبعد سلسلة من الاختبارات والصمود جاء اسحق بعد ان شاخا . مر يوسف بسنوات جافة سوداء بعيدا ً عن ابيه وبيته وعبر جسورا ً كثيرة وتمسك بإيمانه بالرب فاعتلى العرش . وكل رجال الله ونساءه أحاطت بهم سنوات طويلة سوداء . والايمان الصامد وحده هو الذي يبدد الظلام ويطرد السواد . يقول بولس الرسول في رسالته الى العبرانيين: " و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه "( عبرانيين 11 : 6 ) . وقف الفتية الثلاثة امام نبوخذنصر متهمين بعصيان أمر الملك . رفضوا السجود لتمثال الذهب حين علا صوت العزف والموسيقى . قابلوا غضب الملك بالصمود والثبات وهو يقول : من هو الاله الذي ينقذكم من يدي ؟ وبايمان ومعرفة بذلك الاله قالو هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة ومن يدك ايها الملك . ايمان قوي صامد يرضي الله لذلك نجاهم الرب من اتون النار ولم تمس النار شعرة من رؤوسهم ، واعترف نبوخذنصر الملك بالله وقال : تبارك الله الذي ارسل ملاكه وانقذ عبيده الذين اتكلوا عليه .( دانيال 3 ) . في جثسيماني رفع المسيح رأسه للآب وقال بايمان يا أبتاه إن شئت ان تزيل عني هذه الكأس ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك .( لوقا 22 : 42 ، 44 ) هذا هو الايمان : (إن شئت ولكن لتكن ارادتك ) . في وسط اللحظات السوداء في البستان ، في المعاناة وقطرات عرق المسيح تسيل كقطرات دم ٍ من جبينه يقول : إن شئت ، إن أردت فلتكن مشيئتك وارادتك . هذا هو الايمان الذي يبدد سواد الايام واللحظات .
آمنت يا رب فقوي إيماني .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:24 PM

240 - الهك غني ، غني جدا ّ . خزائن السموات حافلة بكل البركات . الله قادر قوي ، كل ما شاء صنع وكل ما قال فعل . وانت وانا وكل ابن لله له كل ما لله ، خزائن السماء وكنوز الارض " مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ " ( يوحنا 14 : 13 ) .هل تؤمن بذلك ؟ هل تؤمن ؟ اطلب لنفسك آية من الرب الهك ، عمّق طلبك أو رفّعه الى فوق " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ . إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً . " ( يوحنا 16 : 23 ، 24 ) . أترى ؟ الله غني وغناه كله في متناول يدك ، اطلب ما شئت ، اطلب . هو قادر ان ينفذ طلبتك مهما عظمت . حلّق بايمانك واطلب وطالب بما تشاء . كل ما تراه بالايمان هو لك . بوسع الله ان يهبك اياه . ارفع عينيك ، وسّع خيالك ، ثقّل طلباتك الزمنية والروحية ، اقترب من الله ، ثق ان كلمته موجهة لك ، اعتمد على امانته واطلب تنل .
خرج ابراهيم ولوط وسارا في الارض معا ً وحدثت مخاصمة بين رعاة ابراهيم ورعاة لوط ، تشاحن الرعاة وهدد سلامة الشركة بينهما فقال ابراهيم لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك لاننا نحن اخوان ، الارض امامك ، اعتزل عني إن ذهبت شمالاً فانا يمينا ً وان يمينا فانا شمالا ً واختار لوط الارض الخضراء الخصبة وارتحل شرقا ً وقبل ابراهيم ارض كنعان وارتحل اليها . وبعد ان ذهب لوط قال الرب لابراهيم ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه وانظر شمالا ً وجنوبا ً وشرقا ً وغربا ً لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها .( سفر التكوين 13 ) . كل الارض لا اليمين أوالشمال فقط كما قال ابراهيم للوط بل كل الارض من جميع الاتجاهات اعطاها الله لابراهيم . هكذا الله يعطيك كل ما تستطيع ان تتخيله وتراه بعين ايمانك . احيانا نقلل من حجم الله حين نقلل من حجم طلباتنا منه . الله عظيم ، الأعظم . اجعل طلباتك عظيمة ، اعظم الطلبات . لا تهتم بما تأكل او بما تشرب ، الاكل كله حولك ، الشراب كله حولك . الله يدبّر اكل الاسد ويدبّر طعام النملة . الله يوفر شراب الفيل ويوفر شراب العصفور . اطلب ما هو اعظم ، اطلب ملكوت الله وهذه جميعها تزاد وتضاف وتعطى لك .( متى 6 : 33 ) .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:27 PM

241 - الفجوة

يا لها من فجوة عميقة جائت لتفصل بين الانسان والهه وهي السبب الحقيقي في شقاء البشرية وتعاستها ولن يسترد الانسان سعادته المفقودة الا اذا تمكن من تخطي هذه الفجوة بصورة او باخرى حتى تتصل علاقته بخالقه وتعود الشركة بينه وبين الله مصدر "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة " ( يعقوب 1 : 17 ) . فنحن بعيدا ً عنه تعالى تعوزنا المقومات الاساسية للسعادة ، نفتقر الى شعور بالامان في مواجهة المخاطر الظاهرة الحقيقية ، فكوارث الطبيعة تهددنا واصابات الحياة العصرية كثيرة من حولنا وعدالة الدينونة تطاردنا كما نشعر بحاجتنا لمحبة صادقة قوية الى من يحبنا لذواتنا بالرغم من الحالة التي تردينا اليها ومع ان الله عارف بجميع احتياجاتنا وقادر في غناه الذي لا يستقصى ان يسددها كلها ، ولكن اين الله واين نحن من جلاله ، هوذا الله في علو السموات اما نحن ففي الارض نسكن بيوتا ً من طين ، هو القدوس الطاهر اما نحن فاشرار دنسون ، ولذلك فاعز امنية تطلعت اليها البشرية منذ سقوط الانسان الاول هي ان تجد طريقها الى الله لترجع اليه وتسعد بين احضانه .
قد حاول الانسان مستميتا ً تحقيق هذه الامنية بوسائله الخاصة ولكن الفجوة كانت اكبر من كل الامكانيات البشرية ولهذا كان طبيعيا ً ان يصاب الانسان بالاحباط وهو يقف امام هذه الفجوة السحيقة وكأنها الهوة العظيمة التي اثبتت بين الغني المعذب واليعازر المتنعم في احضان ابراهيم ( لوقا 16 : 26 ) . ومن هنا جائت صرخة ايوب " من يعطيني ان اجده " ( ايوب 23 : 3 ) .
ازاء عجز الارض تحركت السماء ونزل ابن العلي من عليائه ليولد على ارضنا . نعم جائنا ابن الله آخذا ً صورة عبد صائرا ً في شبه الناس ( فيلبي 2 : 7 ) . وهكذا ارتبطت الارض بالسماء والانسان بالله فاتصلت الفجوة بل زالت الفجوة التي تولدت بسبب معصية الانسان وتمرده " إن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم " ( 2 كورنثوس 5 : 19 ) . نعم جاء المصالح الذي كان يفتقده ايوب : "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا " ( ايوب 9 : 33 ) . وما كان مصالحا غيره يستطيع ان يضع يده على الله ذاته لأنه وحده ابن الله الحي " بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته " ( عبرانيين 1 : 3 ) .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:29 PM

242 - خلق الله الانسان وابدع في خلقه فاصبح اسمى كل الخليقة وخلق جسد الانسان وبدقة وحكمة وقدرة وكل عضو فيه خلقه ليعمل . العقل ليفكر ويحرك الوعي ، القلب لينبض ويضمن الحياة ، وكل عضو في الجسد له عمل هام خلقه الله لكي يعمله والجميع يعمل لصالح الجسد ، وتوّج الانسان بحرية الارادة ، ارادة حرة واختيار مطلق السراح ، ويستطيع اي انسان ان يستخدم اعضاء جسده في الخير او الشر . اليد يستخدمها الانسان لأعمال صالحة او اعمال شريرة . الرجل يمكن ان تذهب الى الضلال او تركع وتعبد الله والعين لترى وتنظر والنظر يمكن ان يكون نعمة او نقمة . نظرت حواء بعينيها الى الثمرة المحرمة وامعنت النظر ورأت الشجرة جيدة للاكل بهجة للعيون شهية للنظر وقطعت واكلت واعطت ادم فاكل وعصي الله واقترف الشر وجلب اللعنة للانسان . والقى داود النبي بصره على امرأة غيره واشتهاها واخطأ وكانت خطيئته نقطة سوداء في حياته جلبت الموت والحزن والبكاء . وقال المسيح : "سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ً وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ً" ( متى 6 : 22 ، 23 ) ." فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم ." ( متى 5 : 29 ) . العين الشريرة تركز نظرها في الارض ، في التراب في النجاسة ، والعين الصالحة ترسل نظرها الى السماء ، الى الله ، الى القداسة . يرنم داود النبي فيقول : " اليك رفعت عيني يا ساكنا ً في السموات " ( مزمور 123 : 1 ) .يرفع داود النبي عينيه الى السماء متأملا ً جمال الله وصلاحه ويسبّح في عبادة الله ويمجده ويحيى في شركة قداسة معه ، ويرفع عينيه الى الله يترجاه ويستنزل رحمته وعطفه واحسانه عليه ويحيا في خيرات الله وبركاته ونعمه واحساناته وغناه ويرفع داود النبي عينيه الى اعلى ويقول : "ارفع عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني معونتي من عند الرب صانع السماوات والارض " ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) . لا يدع رجلك تزل لا ينعس حافظك ، الرب يحفظك من كل شر . الله يريدك ان ترفع عينيك اليه ، خلقهما لكي تراه بهما ، الله يسعد بان يرى عينيك متجهتين نحوه في العلاء ، في السماء . ارفع عينيك اليه حيث البهاء والخير والعون . ابعد عينيك عن التراب حيث النجاسة والشر والعثرة . ما اروع ان ترى الله دائما ً فهو دائما ً يراك . دائما ً .

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:29 PM

243 - حين يحل الظلام تصعب الرؤيا ، نظرة العين لا تقدر على اختراق الظلام ، ونرتعب ، نخاف ، كلما امعنا النظر نرى خيالات مفزعة تتحرك وتعمل في الظلمة ، ونغمض عيوننا فلا فائدة منها ، انتفت القدرة على البصر ، عيوننا لا تبصر ، وتتحرك قلوبنا وعقولنا ونستعيض بها على البصر، نرى ببصائرنا ، نرى في الظلمة نورا ً ، نرى وسط الظلام نور الله ، نرى الله . الظلام لا يخفي الله عن عقولنا وقلوبنا حتى ولو لم تره عيوننا ، هو دائما ً هناك ويظهر نوره أبهى وسط الظلام . هو دائما ً هناك ويرسل قدرته لنا وقت الضعف . حين تحيط بنا التجارب وتشل حركتنا يرفعنا بجناحيه فنطير . حين يحل بنا الحزن والمرض والألم ينزل الينا ويرافقنا . وسط حمأة الشك واليأس والفشل نرى مجده . وسط ظلمة الموت ورائحته الكريهة نجده قائما ً . مات الملك عزريا ، الملك الطيب الصالح ، مات الملك ، مات . وفي مواجهة موت الملك وقف اشعياء النبي حزينا ً يائسا ً ، لكنه في لوعته وانهياره رأى السيد ، رأى سيده وسيد الملك عزريا ، رآه ، رأى السيد جالسا ً على العرش ، رآه على كرسي عالٍ ومرتفع . كان عزريا الملك سندا ً لأشعياء النبي ولما مات ضاع السند ، لكن الله ملك الملوك جاء واصبح سندا ً له ، سندا ً لا يعادله سند . كان عزريا الملك يحتل كرسي المملكة ويجلس على عرشها ، لكن الله يحتل كرسي الأرض والسماء ويجلس على عرشهما . مات الملك ليرى اشعياء الله الحي قائما ً حيا ً الى الابد . في حياة الملك كان اشعياء يركز اعتماده على انسان محدود القدرة والسلطان وفي موت الملك استطاع اشعياء أن يرى الله اللامحدود القدرة والسلطان . رأى السرافيم واقفين وينادون : قدوس ، قدوس ، قدوس رب الجنود ، مجده ملء كل الارض ( اشعياء 6 : 1، 2 ، 3 ) . اعظم وأبهى وأعلى من كل امجاد الملوك .
حين يحل بك الموت لا تفزع فالله هناك ، والله حي . لو مات كل من نعتمد عليهم لا تخف ، الله هناك ، الله لايموت . انظر بعينيك مخترقا ً الظلام الاسود ، لا تنظر بعينيك ، انظر بعقلك وقلبك وايمانك ترهُ يطرد الظلام ، ترهُ جالسا ً على كرسي عال ، كرسي مجيد ومرتفع . الله لا يسمح بالظلام ليعمي عينيك . الله يريدك في الظلام أن تفتح عينيك لتراه . الله لا يسمح بالموت ليكسر قلبك . الله يقودك لأن تعرفه حيأ ً الى الأبد .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:29 PM

244 - ننظر حولنا فنرى الاشرار ينجحون ، يرتعون في الملذات ويتمتعون . نجد الظالمين على الكراسي العالية ، يستبدون ، يتمادون ويفجرون . اللصوص يغتنون ، يمتلكون ويكتنزون ، يلهون ، يأكلون ويشربون . والاخيار ، الابرار يعانون ، يتألمون ، يقاسون ، يُطحنون ، يُلقون في الظلام ، يقيدون ، يضربون بالسياط ، يعذبون . فالشرفاء معوزون ، فقراء محرومون ، يعيشون جياعا ً عطشانين . وندهش ونفجع ونغار كما يقول المرنم في مزاميره : " غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ، وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ . " ( مزمور 73 : 3 ، 4 ) . حتى ادرك وفهم عندما دخل الى حضرة الله وهناك انفتحت عينيه . يقول :" حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ . " ( مزمور 73 : 17 ) . ادرك وفهم ان العبرة ليست الآن ، بل العبرة في الآخرة التامة . يقول : " حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ." ( مزمور 73 : 18 ) . فكل تكبر اليوم يقودهم الى العذاب الابدي . كل ما يحصلون عليه اليوم يُصبح قشا ً يُحرق في النار كالغني الذي عاش متنعما ً مترفها ً في حياته يلبس البز والارجوان ولعازر مطروح عند بابه مضروبا ً بالقروح جائعا ً لا يحصل على الفُتاة ومات وحُمل لعازر الى حضن ابراهيم والغني القي في الجحيم . وحين طلب الغني من ابراهيم ان يرسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ليبرد لسانه ، فهو معذب في اللهيب ، أجابه ابراهيم انه قد استوفى خيراته في حياته واستوفى لعازر البلايا ، والآن الواحد يتعزى والآخر يتعذب . ( لوقا 16 : 20 – 31 ) . هكذا يستوفي الاشرار افراح الحياة وملذاتها الفانية ، وحين يذهبون الى الحياة الدائمة الباقية يتعذبون . لو ادرك الناس ذلك لما تمادوا في غيهم وظلمهم وشرهم ، ولو ادرك الابرار ذلك ايضا ً لما اندهشوا وفزعوا وشعروا بالغيرة . ما يحدث هنا مؤقت ، عمره قصير يظهر قليلا ً ثم يضمحل أما هناك فدائم لا نهاية له باقٍ ، أبدي ، لا ينتهي . لا تغر من الاشرار فنهايتهم مخيفة ، مرعبة واسلك سلوك الابرار فنهايتهم مجيدة ، رائعة . يقول داود النبي :" لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. " ( مزمور 37 : 1 ، 2 ) . عاملوا الشر يقطعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض . بعد قليل لا يكون الشرير . تطلع في مكانه فلا يكون اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة .

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:30 PM

245 -الله لا يتركك في عوز

لا يترك الله أولاده في عَوَز أو احتياج، بل إنه يعولهم بطرق ووسائل مختلفة، وهذا وعده لنا. ونرى ذلك متمثلاً في إيليا، وكيف اعتنى الله به لمدة ثلاث سنوات ونصف، إذ انقطع المطر ( يع 5 : 17 ) ، وحدثت مجاعة عظيمة في البلاد، وقد تكفَّل الرب به، مستخدمًا سلطانه المطلق، في تطويع الإنسان والمخلوقات العجماء (الطيور) لأمره ، ولإعالة إيليا، ونرى ذلك في قول الرب له :
1 ـ أمرت الغربان
قال الرب لإيليا: «انطلق .. واختبئ عند نهر كريث .. فتشرب من النهر. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك» ( 1مل 17: 3 ، 4) ، فنجد أن الغربان كانت تحت طوع الله لإعالة إيليا، فكانت تأتي له بخبز ولحم صباحًا ومساءً ، وذلك عكس طبيعتها، ولم تتخلف ولو مرة واحدة قرابة سنة ونصف، فكان إيليا عندما يسمع صوتها ويراها، يرى فيها عناية الله ومراحمه، فكان يُسرّ بمجيئها، بل وكان ينتظرها، وفي نهاية المدة المحددة من الرب ، نجد أن النهر وهو مصدر المعونة الموثوق به للعيان قد يبس ، ولم يذكر الكتاب أن الغربان وهي المصدر غير الموثوق به للعيان قد تخلفت عن إحضار الطعام.
2ـ أمرت امرأة أرملة
قال الرب لإيليا: «قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك» ( 1مل 17: 9 )، فقام وذهب حسب قول الرب، وهو لا يعلم مَن هي المرأة ، وعندما ذهب وجد أنها امرأة فقيرة ، وكل ما عندها «ملء كف من الدقيق .. وقليل من الزيت»، والحقيقة أنها تحتاج إلى مَن يعولها هي وابنها، ربما اندهش إيليا وتحيَّر، لكن لم يتركه الرب في حيرته ، بل قال لها الرب بفم إيليا: «إن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطرًا على وجه الأرض»، وإن كانت المرأة فقيرة في الزمان ، لكنها كانت غنية في الإيمان ، «فذهبت وفعلت حسب قول إيليا»، وبهذا أعالت إيليا من مخازن الرب التي لا تفرغ. «وأكلت هي وهو وبيتها أيامًا» قرابة سنتين ، حتى افتقد الرب شعبه بالمطر.
فهل تخشى من العَوَز أو الاحتياج في زمن الجوع والغلاء؟ اعلم أن مخازن الله لا تفرغ

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:31 PM

246 - في حياتنا المسيحية نواجه تجارب واضطهادات وحروب قاسية متنوعة ، وهذه التجارب قاصرة على المؤمن الذي يتمسك بحياته المسيحية وشهادته ، وليس من السهل تفادي هذه التجارب أو الهروب منها . هي ليست بسبب سلوك نغيره فننجو منها ، هي بسبب حياة نحياها لا يسهل تغييرها فلا نجاة . هذه التجارب لا لما نعمله بل لما نكونه ، لا لفعل ٍ بل لكون ٍ ، والدخول الى هذه التجارب اختياري بلا فرض أو الزام ، ففي انكار الايمان نجاة وفي الاصرار عليه معاناة ، ويختار المؤمن الاصرار والمعاناة ، يختار الباب الضيق الشاق . الباب الضيق الشاق يقود الى حياة ابدية مجيدة منتصرة . كالباحث عن الماس يسلك طريقا ً ضيقا ً مظلما ً بحثا ً عنه ، ينزل الى اعماق المناجم الخطرة ويمزق اقدامه وأكفه بين أحجارها وبعد جهد وجهاد يبرق وسط الظلام لمعان الماس يخطف العين وتلمسه اصابعه وتتفحصه أعينه ويسعد به قلبه ويمتلئ بثمنه جيبه ، ولا أحد يرغم الساعي الى الماس لينزل الى اعماق الظلام ويعيش فيه . ينزل باختياره الحر وإرادته المطلقة . هكذا المؤمن ينزل الى هاوية التجربة ، ينزل حاملا ً حياته على كفه مدفوعا ً بحبه واصراره واخلاصه ورغبته في الشهادة . يعلم ان هناك كراهية وبغضة وظلمة وصعاب واضطهاد ، وقال المسيح : " إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ .لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ . " ( يوحنا 15 : 18 ، 19 ) . ولك ان تختار العالم بابوابه المتسعة وبطرقه الرحبة وتلهو في الحياة بلعب الاطفال الملونة الرخيصة المصنوعة من أحقر المواد ، أو أن تختار المسيح وبابه الضيق وطريقه الكرب ، وترمي لعب الاطفال ذات الالوان الرخيصة وتسعى بحثا ً عن الماس الثمين ، تودع الراحة والاستلقاء والخمول وتقبل التجارب والصعوبات والآلام . " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. " ( يعقوب 1 : 12 ) . " لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ." ( فيلبي 1 : 29 ) .
لك الاختيار الحر بين لعب الاطفال واحجار الماس . لك الاختيار الحر بين العالم والهلاك أو المسيح والاكليل . لك الاختيار الحر بين الراحة هنا والعذاب هناك أو العذاب هنا والمجد هناك .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:32 PM

247 - ونحن نعبر الحياة نسير أحيانا ً مع التيار واحيانا ً ضد التيار . أحيانا ً يكون الجو صحو ٌ والريح تهب معنا ، وأحيانا ً تكون الريح مضادة . فإذا سرنا مع التيار سهل سيرنا وكان العبور مريحا ً ميسورا ً ، وإذا أبحرنا والريح معنا تملأ قلوعنا وتدفعنا نحو مقصدنا بسلاسة وسرعة . والعكس حين يضادنا التيار والريح فنقاوم ونقاسي ونصارع ونكافح . وقد يكون التيار الذي معنا تيار العالم الذي يبدو معنا ويقودنا الى حيث لا نريد ، وقد تكون الريح التي تهب تملأ قلوعنا ريح مخادعة تدفعنا الى حيث لا يجب ان نذهب ، وحين نكتشف ذلك ، وطوبى لمن يكتشفه مبكرا ً نشمّر عن سواعدنا ونقاوم . ويطول الصراع أو يقصر لكننا في ذلك كله ننظر الى الله نترجى عونه ومساندته ، وتتعالى الأمواج وتصخب الريح ويهدر الرعد ويلمع البرق ونرتعب ونخاف لكننا في استمرارنا في المقاومة وفي حرارة طلبنا عون الرب ، يجيء . يجيء حتى في الهزيع الرابع ، حتى حين يهاجمنا اليأس ، حتى عند ما يغزو قلوبنا الشك . حينئذ ٍ وقبل أن نخور ، قبل أن يجرفنا التيار ، قبل أن تحطم سفينتنا الريح ، يجيء . يجيء بقدرةٍ ، يجيء بقوة ٍ ، يجيء ماشيا ً على البحر فوق الريح والعاصفة ، لكننا أحيانا ً نختار التيار السريع والريح السهلة ، نرتب لانفسنا حياة تتفق وميولنا ورغباتنا وشهواتنا ، ونركب التيار ، نسترخي ونسلم نفوسنا ومصيرنا لتيار رغباتنا ، ونتعلق بالريح ، نترك مجاذيفنا ونستسلم للريح الذي يهب وفق شهواتنا ولا نفيق الا وقد جذبنا التيار وحملنا واندفع بنا نحو الشلال ولا نستيقظ الا وقد دفعنا الريح واندفع بنا في اتجاه الصخور ، ونقاوم ونصارع ونحاول تغيير الاتجاه والعودة الى الطريق ، وفي خضم الصراع نرفع اعيننا نطلب عون الله وخلاصه ويجيء ، يجيء في وقته قبل ان يبتلعنا الشلال وقبل ان تحطمنا الصخور . عينه دائما ً علينا ، لا تغفل ولا تنام دائماً يوجد عند متناول طلباتنا .
إن كان التيار الذي يجرفك من التجارب حولك أو من اختيارك وحدك . إن كانت الريح التي تدفعك من الخارج أو من داخلك فاصرخ اليه ، يجيء ، ويأتي ويعين ويخلّص . قد يتأنى لتقوية ذراعيك . قد لا يُقبل في الهزيع الأول أو الثاني أو الثالث لتثبيت ايمانك ، لكن لا بد سيجيء . انظر اليه عبر التيار تره ، اخترق الريح تجده .



Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:33 PM

248 - أخذ الرجلان يبنيان بيتيهما ، اختارا الارض التي يبنيان عليها . مد أحدهما معوله وتحسس الارض التي سيحفرها ليضع اساس بيته ، اصطدم المعول بصخور جامدة واحجار صلبة وتحرك بعيدا ً الى الأرض رخوة . غاص معوله في الرمل الرقيق السهل الهين وبدأ يحفر ويضع الاساس . ومد الآخر معوله وتحسس الأرض واختار الصامد منها ، الجامد . وجد أحدهما الحفر سهلا ً والعمل هينا ً وعلا بناء بيته بسرعة ويسر ، أما الآخر فبذل الجهد والعرق وهو يحطم الصخر ويخترق الحجر . وبعد ان اتم كل منهما البناء هبت الرياح ونزل المطر وجائت الانهار وصدمت البيتين وسقط البيت المبني على اساس رملي وكان سقوطه عظيما ً وصمد البيت القائم على اساس صخري ، حفظ البيت وصاحبه العاقل . وقال المسيح : هكذا من يسمع اقوالي ويعمل بها وذاك من يسمع ولا يعمل بما سمع .( متى 7 : 24 – 27 ) . وحولنا رمال كثيرة ، الحياة مليئة بأرض صفراء رملية يسهل الارتماء عليها والاعتماد عليها ، تخدعنا بانبساطها وارتفاعها ، وحولنا أراض ٍ صخرية ترتفع شامخة صامدة ثابتة جامدة . إن سمعت ما تسمعه الآن ، اقوال المسيح الغالية الثمينة ورفضت العمل بما تسمع أو اعجبت وتعجبت ثم تحولت وابتعدت فبنائك يسقط ، حياتك مبنية على أوهام وخداع وسراب ومن تعاليم العالم وفلسفاته ، كل نظرياته وايديولوجياته رمال . اسمع ما يقوله المسيح وما يعلمه ، استوعبه ، افهمه ، اتبعه ، تبني حياتك على صخر لا تهزه زلازل ولا تجرفه عواصف . الربان الماهر هو الذي يحدد طريقه بالبوصلة ويتجه الى الطريق ، لا يحيد عن الاتجاه الواحد المعيّن يسرة أو يمنة ، يسير كما تحدد البوصلة . كلام المسيح وتعاليمه ، كلمة الله وكتابه المقدس بوصلة أمينة آمنة حدد اتجاه حياتك عليه ، سر في الاتجاه بثبات واصرار وايمان . لا تنظر حولك ، لا تغرك الأضواء اللامعة التي تظهر وتختفي ، لاتنجذب نحو الاصوات الصاخبة ولا النداءات الخادعة . سر في الاتجاه الواحد الذي ضبطت حياتك عليه طبقا ً للبوصلة ، بوصلة كلام الله وتعاليم المسيح وطريق الحياة الابدية . اسمع واستوعب ، اقبل الكلمة التي تسمعها الآن بقلب مفتوح ، بعقل حكيم واعمل بها بارادة رشيدة وعزم قوي ثابت . لا تسمح بان يجرفك شيئا ً بعيدا ً عن الطريق ، طريق المسيح . لا اغراءات ، لا ضيقات ، لا نجاح وفشل ، لا شيء . سر باتجاه واحد ، اتجاه الاقوال التي تسمعها الآن . لا تحد عنه . ابني بيتك على الصخر ، ابعد عن الرمل .

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:33 PM

249 - تتراكم علينا الصعوبات ، تتساقط علينا التجارب كالاحجار من كل جانب . من اليمين تهب رياح عاصفة عاتية ، من اليسار تزأر وحوش مفترسة كاسرة ، من امام ومن خلف من كل الاتجاهات تحل بنا الشدائد والضيقات ، لا احد معصوم منها ، لا احد ، حتى المسيح نفسه كان رجل اوجاع ومختبر الحزن . البعض ينهار وينجرف ويهلك ، والبعض يصمد ويقاوم ويثبت ولا يسقط ، البعض يشكو ويتذمر ويأن ، والبعض يمجد الله ويسبّح ويرنم ويشهد . يقول الوحي المقدس على لسان اشعياء النبي : " فِي الْمَشَارِقِ مَجِّدُوا الرَّبَّ. فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ مَجِّدُوا اسْمَ الرَّبِّ " ( اشعياء 24 : 15 ) .اي في كل شيء وفي كل حال مجدوا الرب . في اليسر نمجده وفي العسر ايضا ً نمجده ، في الفرح نمجده وفي الحزن ايضا ً نمجده ، في القوة نمجده وفي الضعف ايضا نمجده ، في الانتصار نمجده وفي الهزيمة ايضا ً نمجده . في كل الحالات نمجد الله وننتصر ونظفر ، نتغلب على المرض في المرض ، نتغلب على الظروف القاسية في الظروف القاسية ، نتغلب على الموت في الموت . تقاس ديانة الانسان وايمانه بالله واتكاله عليه بما يظهره في اوقات الضيق .
امسكوا بالفتية الثلاثة وقادوهم نحو النار والقوا بهم مقيدين في الآتون ، كيف لا يسجدون لتمثال الملك الذي صنعه ؟ كيف لا يعبدون تمثال الذهب ، واكلت النار واحرقت الرجال الذين اقتربوا من الاتون وهم يلقون بهم ، وفي النار كان الفتية الثلاثة يتمشون محلولين ، احرقت النار قيودهم فقط ، ساروا فرحين في رفقة ابن الاله ، صاروا يمجدون الله الذي تمسكوا به ، وخرجوا من النار بلا قيود ، خرجوا وصوت الملك يعلن في مملكته جميعها ، يعلن ان الرب هو الله وبارك الله ومجده ، هكذا مجدوا الله وسط النار .( دانيال 3 ) .
حين تمر بالتجارب ، حين تُلقى في اتون الشدائد ، مجد الله ، اعلن تمسكك به ، فقد لا تحرق نار التجارب شيئا ً الا القيود التي تقيد يديك و رجليك . في وسط السجن والظلام في منتصف الليل صعد صوت صلاة وتسبيح ، كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله وسمعهما من حولهما ( اعمال الرسل 16 : 25 ، 26 ) . سمعوا اصوات التسبيح والتمجيد ، سمعوا وشاركوا تمجيدهما لله وكان لظلمة السجن وقسوة القيود وشدة الالم الحان لمجد الله ، وكانوا شهادة وجذبا ً لمن سمعوا فانظموا اليهم مؤمنين ممجدين . الوتر المشدود يخرج اعذب الالحان ، الاتون المحمى سبعة اضعاف يعلن مجد الله .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:34 PM

250 - تدفعنا حاجة لأن نلتجأ الى الله ونطلب من غناه ما نحتاج اليه أو نطلب ارشادا ً يوجهنا نحو الله ، نبحث عن ارادته وتوجيهه لنا وننتظر وقد يطول الانتظار وقد لا نصبر ونمل وننصرف دون تلقي ما طلبناه ، وحين يستجيب الله ويأتي لا يجدنا في الانتظار ولا تجد الطلبة من يتسلمها . لا تتوقع وصول الاستجابة ما لم تقف منتظرا ً تراقب متيقظا ً وصولها اليك ، فما ان تبدو الاستجابة قادمة حتى تراها وتمد يدك تتلقفها وتحصل عليها وتتمتع بها . يقول النبي حبقوق : " عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ، وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ . فَأَجَابَنِي الرَّبُّ وَقَالَ : اكْتُبِ الرُّؤْيَا " ) حبقوق 2 : 1 ، 2 ) . صعد النبي حبقوق الى اعلى الحصن ، اختار اعلى برج ووقف على المرصد . وقف يرصد ويراقب وينظر ، ارسل نظره الى بعيد وأصاغ السمع ، كل حركة في مجال رؤيته رصدها وفحصها وكل همسة تصل الى أذنه سمعها ، ويبحث ويفحص ويدقق ليرى هل هذا هو الله الذي ينتظر أن يراه ، هل هذا الصوت هو صوت الله الذي ينتظر أن يسمعه ؟ هل هو صوته ؟ ولدقة انتظاره ونظره وانصاته يرى الله ويسمع كلامه وتوجيهاته . قف على المرصد ، ارسل نظرك الى كل الاتجاهات ، انتظر رؤية الله ، اصعد الى فوق بعيدا ً عن مقاطعة الاصوات وتشويشها ، انتظر كلام الله . إن لم تقف وتنتظر تفوتك رؤية الله ويضيع منك ارشاده . كثيرا ً ما تصلنا رسائل من اصدقاء واحباء بعيدين على صندوق البريد ولا نذهب لنتسلم الرسائل وتُرد الرسائل الى مرسليها مرة ثانية . تُرد لانها لم تجد من يتسلمها . تصل ولا تجد من يحصل عليها . حين تطلب طلبة انتظرها ، توقعها ، راقبها ، إرصدها بصبر ، إنتظرها حتى لو توانت . " إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ. " ( حبقوق 2 : 3 ) . التعامل مع الله يحتاج الى مراقبة حثيثة ، يلزمنا باليقظة ، اليقظة المستمرة الدائمة . الله يراك فهو ينظر اليك دون غفلة . الله يسمعك فهو ينصت اليك دائما ً . قدّم لله طلبتك وقف ، انتظر لا تستدر و تنصرف ، لا تدر ظهرك للطلبة ، لا تدر ظهرك لله ، اسهر وصلي

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:36 PM

252 - تامل من سفر ايوب الاصحاحات 2 ، 9 ، 10

في وسط الآلام والجروح والنكبات التي حلت بايوب ، يرفع وجهه الى الله ويقول في دهشة وعجب : يا رب " فهمني لماذا تخاصمني " ، لماذا يا رب تخاصمني . امتدت يد الشيطان وامطرت عليه المصائب ، هلكت غنمه ومواشيه ماتت ، احترقت حقوله وبيوته ومات عبيده وغلمانه ، سقط البيت على اولاده وهلكوا ، حتى جسده لم ينجو من الضربات فاصابته القروح من هامة رأسه الى باطن قدمه . وكان أيوب رجلا ً بارا ً لم ينكر الله . قال : عريان خرجت من بطن أمي وعريان أعود ، الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا ً " لم يخطئ أيوب ، لم يشكو ، لم يشك وحين قالت له زوجته :" بَارِكِ اللهِ وَمُتْ ، فقال لها .... أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟ " ( أيوب 2: 9 ، 10 ) . برغم ذلك نراه ينظر الى الله بعينين غارقتين بالدموع مفتوحتين بالدهشة " فهمني لماذا تخاصمني أنا بشر عرضة للخطية كيف يتبرر الانسان عند الله ، انت يا رب جبلتني كالطين " يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعا ً " : ـ انت تعرفني " الك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر ....... حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي ؟ ". ولا يجد جوابا ً لسؤاله ، وسط حزن قلبه والام جسده لا يسمع ردا ً لسؤاله ، وفوق ذلك كله شعور بخصام الله ، شعور بعداوة الله له اقسى ما يعانيه . ويصرخ المسكين وهو يتلفت حوله في السماء والارض ويقول :
" لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا. " يبحث عن من يصالحه مع الله ، عمن يرفع عنه خصومة الله ، يبحث عن مصالح ولا يجد . ويجري الزمن ويحل ملؤه ، ويأتي المسيح ليكون مصالحا ً لنا مع الله ، يضع نفسه على الصليب ويفرد ذراعيه على الله وعلى الانسان ، وصالحنا الله لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة وكان الله في المسيح مصالحا ً العالم لنفسه.... واضعا ً فينا كلمة المصالحة ( 2 كورنثوس 5 :18 ، 19 ). وهكذا ما لم يصل اليه ايوب وصلنا اليه نحن ، وما لم يحصل عليه ايوب في محنته حصلنا عليه نحن . وحين نمر بتجربة مثلما مر بايوب ، خسارة ، مرض ، موت ، في وسط الظلام يبزغ نور وندرك ان الله لا يخاصمنا ولا يعادينا . هذه الالام ليست عقابا ً وانتقاما ً وضربات عدو وطعنات مخاصم وانما هي لصقلنا وتصفيتنا لدعمنا وتقويتنا لخيرنا ومصلحتنا . التجربة تكشف صبرك ومحبتك وايمانك . الله معك لا يخاصمك ، في المسيح يسوع قد صالحك .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:38 PM

253- لا تبقى بالسرير
وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم ( 2صم 11: 2 )


داود في سريره إلى وقت المساء؟!! أعتقد أن كثيرين يفعلون ذلك حرفيًا متى تأتَّت لهم الفرصة! فيتم فيهم القول: «البابُ يدورُ على صائرِهِ ، والكسلان على فراشهِ» ( أم 26: 14 )، ويا للكسل! ويا لنتائجه المدمرة!! ويكفي أن أحيلك إلى سفر الأمثال لتبحث فيه بنفسك ، لترى خسائر هذه الخِصلة المدمرة ، فتجد الكسلان يفتقر (روحيًا وزمنيًا) ، ويشتهي (النصرة والنجاح و...) وليس له ، ويستعطي (يتمنى أن يساعده أحد في تحقيق أحلامه) ولا يُعطَى ، وغير ذلك (اقرأ على سبيل المثال أمثال6: 6- 11؛ 13: 4؛ 19: 15؛ 20: 4؛ 21: 5؛ 26: 14- 16). وهنا أذكر قول الحكيم: «عبرتُ بحقل الكسلان.. فإذا هو عَلاهُ كلهُ القريص (الشوك) ، وقد غطى العوسج (شجرة شوكية بلا ثمر) وجهه ، وجدار حجارته انهدَمَ» ( أم 24: 30 ، 31) ، هل رأيت الصورة المُزرية: أشواك وانهدام ولا ثمر؟ وهل هناك تعبير عن الخطايا التي تحوط الحياة فتدمرها أبلغ من ذلك؟!

انفض غبار الكسل يا صديقي ، فنموك الروحي يحتاج إلى اجتهاد وعمل ، وتذكَّر أن «العامل بيدٍ رخوة يفتقر، أما يد المجتهدين فتُغني» ( أم 10: 4 ) ، وما في قلب الله من ناحيتك هو الغنى الروحي.

ويا ليت داود فعل شيئًا حسنًا بعد أن استيقظ في المساء. ليتك رنمت إحدى ترنيماتك الحلوة يا داود، أو اجتهدت أن تتمم شهوتك المعروفة بالوجود في محضر الله ، أو صلَّيت من أجل شعبك المحارب ، أو قمت لتهتم بأمر من أمور مملكتك ، أو لتفتقد واحدة من غنيماتك! لكنه قام يتمشى على السطح ! يا للفراغ القاتل ! ويا للاستغلال الخاطئ للوقت! وبالطبع نحن في خطر عندما نُسيء استخدام ما يسمونه ”أوقات الفراغ“. بل نحن لسنا بمأمن عندما يكون عندنا من الأصل ما يُسمَّى أوقات فراغ . فكم هي قصيرة الحياة ! أقصر مما نعتقد! بخار يضمحل ، قصة تنطوي ، تُقرَض سريعًا فنطير ( يع 4: 14 ؛ مز90: 9، 10). لِذا وجب أن نُحسن استغلال كل لحظة فيها.

صديقي : استَفِد بوقتك بطريقة سليمة ، لأنك إن لم تفعل ، فالبديل هو الوقوع في الخطأ. لتكن كل لحظة من وقتك بنَّاءة لك ، روحيًا ونفسيًا وعمليًا واجتماعيًا. استثمر الوقت في أن تعرف الرب أكثر، وتخدمه أكثر. في أن تساعد الناس وتبنيهم ، في أن تنمّي قدراتك وإمكانياتك . في أن تكون مُفيدًا بكل صورة ـ وإلا فستضُرّ وتُضَرّ.

Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:40 PM

254 - يدعونا الرب ويكلفنا بمهمة خاصة من عنده ونتحمس للدعوة ونقبل المهمة وتلتهب قلوبنا فينا وتتحرك اقدامنا متوترة تنتظر الامر بالانطلاق كخيل السباق ، ولا يرسلنا الرب حالا ً بل يتأنى ويؤجل انطلاقنا ويوقف اندفاعنا ويتمهل وأحيانا ً لا نفهم بل احيانا ً نفهم ولا نقبل ، نتعجل الله والله يؤجل . الهب روح الله بولس الرسول وسعى لنشر رسالة المسيح وتحرك مبتدأ ً في دمشق ، لكن الله حجزه وارسله الى الصحراء العربية وأبقاه هناك ثلاث سنوات . كان ملتهبا ً بالرغبة في الانطلاق للخدمة . كان على احر من الجمر ليبدأ عمله . كان قد انفق السنوات يحارب المسيح ويضطهد تابعيه . أراد ان يعوض ما فات ،و لكن الله كانت لديه خطة له تختلف عن خطة بولس لنفسه فأبقاه . والنبي حزقيال دعاه الله واسهب وهو يشرح له عمله والى من يذهب وبماذا يتكلم ، أراه رؤى وملئه بالروح ووصف له مسؤوليته وثواب من يسمع وعقاب من يرفض . وفي كل مرحلة كان حزقيال مستعدا ً للانطلاق ، جاهزا ً للذهاب ، متحمسا ً لحمل الرسالة ، لكن الله كان ينقله من مكان الى مكان ومن بقعة الى بقعة . قال : كانت يد الرب علي هناك وقال لي قم اخرج الى البقعة وهناك اكلمك واخرجه وهناك كلمه في وقته . والتلاميذ رأوا المسيح وقد قام من الموت وظهر لهم افرادا ً وجماعة ، أراهم نفسه حيا ً ببراهين كثيرة . كان يظهر لهم اربعين يوما ًويتكلم عن الامور المختصة بملكوت السماوات ، وكانت قلوبهم ملتهبة في داخلهم ، ارادوا الانطلاق الى العالم واعلان قيامة الرب ، ورأوه صاعدا ً الى السماء ، رأوه بعيونهم والسحابة تأخذه عن أعينهم . أرادوا الذهاب الى المدينة ، الى العالم أجمع ليتكلموا ويشهدوا لكنه قال : انتظروا . أوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظرون موعد الرب الذي سمعوه منه وانتظروا صابرين وجلسوا متوترين منتظرين حتى امتلئوا بالروح القدس فانطلقوا . انطلقوا في التوقيت الذي حدده الرب لهم وبالقوة التي ارادهم ان يحصلوا عليها .
قد تكون مستعداً أن تذهب . قد تتصور الوقت مناسبا ً واللحظة حاسمة . قد تعد نفسك لذلك وتستعد سنة او سنوات وترى نفسك ذاهبا ً لكن الله يقول لك لا تذهب الآن ، لدي ما اريد أن اعلمك اياه . وقد تقول يا رب تعلمت وفهمت وادركت والوقت يجري والحصاد ينتظرني هناك . ثق به ، اتكل عليه ، انتظره . العمل عمله وانت تعمل في كرمه ، هو يعرف اكثر . لا تفشل ، لا تيأس ، لا تحزن ، لا تعجل الله ، انتظره فهو يرى افضل .


Mary Naeem 13 - 05 - 2012 05:41 PM

255 - في الصباح الباكر ، في الفجر قبل ان تستيقظ الشمس ، قام المسيح من الموت . كانت الشمس نائمة ، كانت الطبيعة نائمة ، كانت الحياة كلها نائمة ، وقام المسيح ، داس الموت بقدميه ، دحرج الحجر بقدرته ، مزق القبر وشقه وقام ، قام المسيح ، ارتمى الحراس ، إ نكسر الختم ، إنهزم الموت ، إندحرت قوات الجحيم . لم تسمع المدينة صوته ، لم يشعر الاموات باختفائه من وسطهم ، لم يستيقظ النيام . وفي صباح آخر باكرا ً في فجر جديد قبل ان تستيقظ الشمس من نومها سيأتي المسيح . سيأتي والظلام باق ٍ ، سيأتي وسيقوم المؤمنون والعالم في نوم ثقيل . سيأتي المسيح من السماء كما صعد الى السماء ، سيأتي مخترقا ً السحاب . الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح يقومون اولا ً ثم نحن الأحياء الباقين فنُخطف جميعا ً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء ، وهكذا نكون كل حين مع الرب .
في الصباح الباكر في الفجر قبل ان تستيقظ الشمس سيأتي الرب ، يأتي الينا ، سيوقظنا برفق وهدوء ، يوقظ النيام منا ويقيم الأموات ، يهمس في آذاننا كالأم الحنون فنقوم ، قوموا ، استيقظوا ، قد آن الاوان . ويهمس في التراب والهواء والبحار ينادي الاموات ، استيقظوا ، ترنموا يا سكان التراب . جائت الساعة ، حان الزمان ، آن الاوان . انتظرتم وصبرتم حتى الآن ويسمع الاحياء الصوت فيستيقظون ويهرب النوم والموتى يقومون ويعم الارض نورٌٌ ويخترق شعاع المجد القبور ويقوم الكل ، الكل يقومون ويختلطون معا ً ، يصعدون معا ، يرتفعون ، يلتقون مع الرب في الهواء . يا له من صباح ذلك الصباح الجديد ، صباح في روعة وبهاء ومجد ، صباح القيامة . وكما كان هناك ظلام يوم الصليب وكان بكاء ونحيب وقبر ضيق كئيب ، فأتى ذلك الصباح ، الصباح البهي المنير وفجر وليد منير وفضاء رحب كبير . سيكون ايضا ً وسط ظلام هذا العالم حيث الالم والدموع والمعاناة ويأتي ذلك الصباح الجديد ، الصباح المنتظر المجيد ، الفجر واللقاء العتيد .





الساعة الآن 12:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025