منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   بستان الرهبان | حكم وتعاليم آباء البرية وأباء الرهبنة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   موسوعه كاملة عن كل ما يخص الرهبنه (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=26964)

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 09:56 AM

أين نجد المتوحدين؟!!

نجد المتوحد على صليب السيد المسيح فالمتوحد هو الإنسان الذي يعيش على صليب السيد المسيح كما قال الرب: "من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ولينكر نفسه ويتبعني" (مرقس 34: فالموت صار سبباً للحياة فلكي نحيا يجب أن نموت ولكن موتنا ليس موتاً مغلقاً بل مفتوحاً فالمتوحد انسان يموت ويقوم دون انقطاع.

ليعلق الإنسان على الصليب يكون بحاجة إلى أربع مسامير هي العفة والفقر والطاعة حتى الموت وهو الصبر المعني في الثلاث وهو الذي يثبت المتوحد على خشبة الصليب حتى النهاية حسب قول الرب "بصبركم تقتنون نفوسكم".

الكنيسة التي بلا رهبان ينقصها أساس الحياة المسيحية فالفيسلوف الدانمركي كيركفورد قال: "كل بؤس العالم وشقائه متأتٍ عن عدم توفر الرهبان". فالعالم من دون رهبان يسير كسفينة من دون رُبان.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 09:56 AM

الذهاب إلى الدير

قبل ذهاب أي شخص إلى الدير وجبت عليه تهيئة الأهل والعالم لقراره هذا حسب إرشادات الأب الروحي لأن الأهل قد لا يتقبلون فكرة ابتعاد أبنائهم عنهم ويسببون المشاكل للدير لذا وجبت التهيئة وكذلك عندما يرفض الأهل رفضاً قاطعاً علينا تركهم وشأنهم والذهاب إلى الدير ومتى دخلنا باب الدير علينا أن نصمم أننا لن نخرج منه حتى الموت بعون الله فيجب إذاً على مريد الرهبنة أن يتمم تعليمات أبيه الروحي ويجب ألّا يتسرع في اختيار الدير الذي يريده.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 09:57 AM

نقاشات حول الرهبنة

- هل الرهبانية كسل وأنانية؟ الأنانية تبحث عن الأنا أما حياة الراهب فصلب الأنا فالراهب يتنازل عن كل شيء, عن الجمال والحب والمال والجاه والمجد البشري بل ويخلى عن ذاته وعن حريته وإرادته وإن كان ثرثاراً فيعلمه الدير الصمت وإن كان كسلاناً فيسمع قرع الناقوس يدعوه إلى الصلاة والعمل وإن كان لا يميل إلى الجهاد فالحياة الرهبانية جهاد مستمر فالراهب في حالة طوارئ دائمة لا تقبل التواني أو التغاضي للحظة. فهل هذه أنانية وكسل...........

- هل هذا شذوذ أو ابتكار لا وجود له في الكتاب المقدس؟ ليس مقياس الشذوذ ما تتبعه غالبية الناس أما الكتاب فيحوي العديد من الآيات التي تتحدث عن الرهبنة وواضح وجلي فيه أن روحه وروح المسيحية متجهة نحو التكريس الكلي لله ومن يعرف الكتاب يعرف فيه العديد من الأشخاص المفروزين كإبراهيم وإيليا وكافة الأنبياء. فليست الرهبنة شذوذاً بل هي تكملة لسلسلة مقاصد الله الخلاصية قد يكون ذلك شذوذاً عند عامة البشر وذلك هو صليبنا والصليب شذوذ وجهالة عند اليونانيين لا عند المؤمنين بيسوع المصلوب.

- هل الرهبنة ضد الطبيعة الإنسانية والمجتمع؟ ليست مهمة الراهب إلا أن يعود إلى بيت الله الذي فقده آدم الأول بخطيئته ولهذا ينصرف الراهب إلى إصلاح نفسه وتقويتها فالرهبنة ليست ضد الطبيعة الإنسانية بل هي العودة إلى الطبيعة الأصلية وليست ضد المجتمع لأنها مجتمع الحياة المثالية للإنسان وليست ضد التاريخ لأنه تقودنا إلى نهاية التاريخ إلى مبتغاه إلى الحياة الأبدية.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 09:57 AM

وكوننا أنطاكيو الهوية فيجب علينا أن نتحدث ولو بقليل عن رهبنتنا الأنطاكية................................. الرهبنة في كنيسة أنطاكية حالياً

ازدهرت الرهبنة في بلادنا الأنطاكية ازدهاراً عجيباً في قرون المسيحية الأولى ولكن ما لبثت أن خفت بعد الفتوحات العربية الإسلامية ومقاومة الإسلام للرهبنة فخفت الرهبنة واندثر بعض الأديرة التي كانت قائمة منذ العصور البيزنطية وحتى القرن الرابع عشر حيث اندثرت الرهبنة تماماً ما خلا الرهبنات التي قامت على مزارات تذكارية كدير السيدة في صيدنايا ودير مار تقلا في معلولا وبقيت الرهبنة في بعض الأديرة التراثية كدير القديس سابا في فلسطين الذي كان عدد رهبانه خلال الفترة الإسلامية يناهز الألف وكان مركز إشعاع فكري وديني وثقافي ومن أبرز رهبانه في تلك الفترة القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الكبير والمؤلف البارع الذي كتب وكتب حول العقيدة والأيقونات والإسلام والكثير الكثير غيره.

ولكن بعد قيام حركة الشبيبة الأرثوذكسية الأنطاكية انبثقت عنها رهبنتان للرجال والنساء في دير القديس جاورجيوس – دير الحرف ودير مار يعقوب الفارسي المقطع. وكنتيجة لمرور بعض الأشخاص بجبل آثوس وتعلقهم به شعروا كم نحن بحاجة إلى مثل هذا التراث فما كان منهم إلّا أن حاولوا نقله إلى بلادنا العربية الحبيبة وأحيوا بعض الأديرة القديمة المهجورة من رهبانها كدير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي الذي أحيا رهبنته صاحب السيادة الأسقف يوحنا (يازجي) ودير القديس جاورجيوس في صيدنايا الذي يرأسه قدس الأرشمندريت يوحنا (التللي) ودير رئيس الملائكة ميخائيل الذي يرأسه قدس الأرشمندريت أفرام (كرياكوس) ودير سيدة حماطورة الذي يرأسه قدس الأرشمندريت بندلايمون (فرح) ودير القديس يوحنا المعمدان الذي ترأسه قدس الأم مريم (زكا) وأنشئت أديار جديدة كدير سيدة بلمانا وترأسه قدس الأم مكرينا (سكيف) ودير القديس سلوان الآثوسي ويرأسه قدس الأرشمندريت توما (بيطار) وهنالك عدد من الأديار ينتظر أن تقام فيه شركات رهبانية كدير مار الياس الريح في أبرشية عكار وغيرهم.

فرهبنتنا حديثة العهد إذ يرجع أقدمها إلى حوالي الخمسين سنة ولكن بقي أن نذكر أن الرهبنة كانت مسعى عدد ممن أضحوا اليوم أساقفة كالميتروبوليت جاورجيوس (خضر) والميتروبوليت قسطنطين (باباستيفانو) والميتروبوليت بولس (بندلي) والميتروبوليت يوحنا (منصور) الذي بقي في دير الحرف زمناً قبل أسقفيته.

واليوم نحتاج إلى الرهبنة في إنطاكية كحاجتنا للطعام والشراب فهي الغذاء الروحي الذي يغذي الشعب المؤمن من خلال ما تقدمه من نصائح واعترافات وإرشادات وخلوات والقيام بالرياضات الروحية, ومن خلال تجوال الآباء الرهبان على أبرشيات الكرسي الأنطاكي ومن خلال ما يحاضرون به وما يؤلفونه ويترجمونه وينشرونه.

ولكن قد يقال أن الكرسي الأنطاكي بحاجة إلى عمل سريع؟! نعم ولكنه بحاجة قبل أي شيء إلى الرهبنة فمنذ سنين طويلة وجد أساقفة وكهنة وبطاركة عملوا على الترجمات والنشر وإنشاء المجلات والحركات الدينية وحتى الآن لا تزال الكنيسة بحاجة ولن تتوقف عن العوز حتى يوجد فيها أُناس مكرسون لله بشكل كافٍ ووافٍ.

فلنطلب ما نحتاج إليه أولاً والباقي كله يزاد لنا حسب قول الرب يسوع.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 09:58 AM

الخاتمة:

هذه هي الرهبنة وليس أعظم منها فقد قيل المسيحيون أفضل الأمم والرهبان أفضل المسيحيين ولكن يجب علينا بدل التخويف الترغيب وبدل المكر الدهاء ولنقم بتربية أولادنا المسيحيين تربية مسيحية صادقة. ولنتشبه بالسيد الرب القائل: "دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات". ولنتفهم إرادة أولادنا بالرهبنة لندعهم يخوضون هذه المرحلة من حياتهم ولنتحمل بعدهم عنَّا فيروى أن أحد النساك العظام ممن نسكوا في البراري جاءته والدته لرؤيته لأن كل أولادها نسكوا مع أخيهم هذا فما كان منه إلّا أن أغلق الباب بوجهها وقال لها أن تصبر على فراق أولادها فتراهم في الفردوس حسب قول الرب يسوع "بصبركم تقتنون نفوسكم". وكذلك لنقف عن التكلم عن الرهبان ونسترجع كلام قديسنا الكبير المعادل الرسل قسطنطين الكبير أثناء المجمع المسكوني الأول في نيقية الذي رأسه: "إني ولو رأيت الرهب يزني لغطيته ببذلتي" ولنتعظ مما سبق خاصةً في بلادنا حيث يكثر النمَّامون ويكثر حديث الناس عن الكهنة وتمسخر أعداء الحق بنا بسببهم.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 09:58 AM

إعداد الأخ ميلاد جبارة

اللاذقية 26/5/2004

الرسول القديس كاربس أحد السبعين رسولاً



المراجع:



1. حوار بين راهب وعلماني حول الرهبنة – القديس إغناطيوس بريانتشانينوف \ نشرة دير مار ميخائيل ع 16 عام 1999

2. سيرة ورسائل الشيخ يوسف الهدوئي الآثوسي – ترجمة الأرشمندريت توما (بيطار) \ منشورات التراث الآبائي 2001

3. بستان الرهبان – مكتبة السائح

4. آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور – الأرشمندريت الياس (مرقس) \ تعاونية النور – 2003

5. في حياة التوحد – الأرشمندريت أندريه سكريما – ترجمة رهبنة دير مار جرجس الحرف \ منشورات النور 2001

6. القديس غريغوريوس بالاماس والتصوف الأرثوذكسي – يوحنا مايندورف – ترجمة الشماس د.يوحنا اللاطي \ منشورات مطرانية طرابلس 2001

7. حديث لقدس الأرشمندريت أثناسيوس (فهد) بعنوان الرهبنة الأنطاكية ألقي في اللاذقية 28/3/2004

8. في البتولية – القديس يوحنا الذهبي الفم \ منشورات دير سيدة حماطورة

9. مقالات روحية وخشوعية – القديس افرام السرياني – ترجمة الأرشمندريت افرام (كرياكوس) \ منشورات التراث الآبائي 2004

10. تقدمة إلى رهبنة معاصرة – القديس إغناطيوس بريانتشانينوف – ترجمة الأب منيف حمصي.

11. معاينة الله كما هو – الأرشمندريت صفروني سخاروف – ترجمة الأم مريم (زكا) \ منشورات التراث الآبائي – طبعة ثانية 2003

12. على عتبة التكريس – الأرشمندريت أندريه سكريما – ترجمة رهبنة دير مار جرجس الحرف طبعة أولى 1965

13. رسائل الشيخ المغبوط الذكر الأب باييسيوس الآثوسي – ترجمة الأرشمندريت اسحق الآثوسي.

14. سيرة القديس باييسيوس الكبير – القديس يوحنا كولوفوس – منشورات دير سيدة بلمانا 2002

15. الرهبنة الأرثوذكسية – الأرشمندريت صفرونيوس – ترجمة الأرشمندريت أفرام (كرياكوس) \ منشورات مطرانية اللاذقية 27

----------------------------
-------------------------

[1] لا يزال الناس يسمون المطرانية بقلاية المطران

[2] سابقاً كان الرهبان والعلمانيون يرتدون نفس اللباس كي لا يثيروا المتاعب لأنفسهم.

[3] في اللغة العربية, لغتنا, كلمة عروس تستخدم للدلالة على العروس والعريس على حد سواء.

[4] العلماني هو كل مسيحي لم يرتدي الزي الكهنوتي أو الرهباني.

[5] الثيوريَّا هي معاينة النور غير المخلوق – معاينة الله

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 09:59 AM

الخلوة الروحية اليومية1



يا الله إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء.
(مز63:1).

الصلاة يسبقها خلوة،والخلوة يمكن التمرن عليها بالصلاة، ومن الإثنين نكتسب حب الله، لأن في كليهما أسباباً تدعو لحبه، والحب ثمرة الصلاة.
(القديس مار إسحق).
إذا رأيت شجرة يانعة مثمرة، وأردت أن تعرف سر ينعها وإثمارها، لابد وأن يتجه فكرك إلى خصوبة التربة التي تختفي فيها جذورها.

هكذا الحال مع المؤمن، فلا حياة له يانعة مثمرة دون أن يكون له مخدع خصب، تمتد في باطنه جذور أعماقه، لتمتص الغذاء اللازم لنموه وإثماره. لهذا كانت وصية الرب لكل مؤمن "ادخل إلى مخدعك واغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت6:6).



وهذا الكتاب الذي بين يديك "الخلوة الروحية" يعنى بصفة مركزة بمخدع الصلاة، حتى تكون لك فرصة مباركة في حضرة الرب، ينعكس أثرها على حياتك اليومية.

وكل ما أرجوه أن لا تقرأ هذا الكتاب لزيادة المعلومات أو للتسلية، لكن اقرأه مرة أولى إجمالاً لتعرف ما فيه، ثم ضعه في مخدعك لتستخدمه كمرشد لقضاء خلوتك مع الرب في كل صباح حيث يحسن أن تقرأ الفصل الخاص "ببرنامج الخلوة" ثم تطبق ما جاء فيه خطوة خطوة، حتى تحصل على الفائدة المرجوة منه.

وإني الآن أتركك بين يدي الروح القدس، ليقودك في خلوتك وفي حياتك. وإياه أسأل أن يستخدم هذا الكتاب لفائدتك.

الرب معك. ومن أعماقي أصلى لكي يباركك الرب. كن معافى.
معنى الخلوة

الخلوة هي جلسة هادئة مع الرب يسوع بعيداً عن صخب الدنيا ومشغوليات الحياة وفيها تستمع إلى الله وهو يكلمك من خلال آيات الكتاب المقدس، وفيها أيضاً يستمع الله إليك وأنت تكلمه في الصلاة. وهذا ما عبر عنه نيافة الأنبا يؤنس قائلا: "بالصلاة نتحادث مع الله، وبدرس الكتاب يتحدث هو إلينا".

لقد تمتعت عروس النشيد بهذه الخلوات الهادئة إذ كانت هذه شهوتها على الدوام لذا نسمعها تقول: "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي"(نش3:2). لقد تركت كل الناس لتجلس تحت ظل الحبيب مستعذبة كلمات حلقه الحلوة.

ألا تدرى يا أخي أن الجلسة عند قدمي الرب هي أعظم نصيب للمؤمن في الحياة، هذا ما وضحه الرب عندما قال لمرثا: "أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها". قال الرب هذا لأن مريم "جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه".(لو39:10ـ42).

ياله من إمتياز مبارك أن يجلس المؤمن في حضرة الرب ويتحادث معه، هذا ما دعي القديس يوحنا ذهبي الفم أن يقول: "حينما تصلى آلا تتحادث مع الله؟!. أي إمتياز مثل هذا؟!".

هذه هي الخلوة، أتريد أن تتمتع بهذا الإمتياز؟.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:00 AM

أهميـة الخـلوة


تستطيع أن تلمس أهمية الخلوة من حياة رب المجد يسوع، الذي ترك لنا مثالاً لنتبع خطواته (1بط21:2) فلقد حرص على أن يستيقظ باكراً جداً ويذهب إلى موضع خلاء ليصلى هناك (مز35:1) كما كان يقضى ليال كثيرة في الصلاة (لو12:6) وأيضاً كثيراً ما كان يعتزل منفرداً ليصلى (لو16:5).


فهل كان السيد المسيح في حاجة إلى الصلاة ؟


مما لا شك فيه أن الشركة الذاتية والجوهرية بين الأقانيم لا تنفصم، وهكذا كان حديث الإبن إلى الآب "أيها الآب.. كل ما هو لي فهو لك.. وما هو لك فهو لي.. أنت أيها الآب في وأنا فيك.."(يو17) وعلاوة على ذلك فقد وضح لنا السيد المسيح بذلك أهمية الشركة مع الله لكل من يتبع خطواته.


وإذا استعرضنا حياة رجال الله في الكتاب المقدس نستطيع أن نرى أهمية الخلوة في حياتهم الروحية، ونذكر منهم على سبيل المثال:

1- داود النبي:

رغم كثرة مشغوليته كملك وقائد وقاض إلا أنه كان يختلي بالرب على الدوام مع الصباح الباكر إذ يقول: "يارب بالغداة (باكراً) تسمع صوتي. بالغداة أوجه صلاتي نحوك وأنتظر"(مز3:5).

انيال:

إعتاد أن يختلي بالرب ويصلى، حتى عندما صدر أمر الملك بمنع ذلك، لم يأبه بالأمر، وإنما فعل كما ذكر الكتاب "ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليته فجثا على ركبتيه .. وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلـك" (دانيال10:6).


والأمر الذي يلفت النظر هنا عبارة "كما كان يفعل قبل ذلك" فقد كانت الخلوة عادة يمارسها باستمرار في حياته.

3- بطرس الرسول:

علاوة على شركته في الصلاة مع الكنيسة عندما كانوا يجتمعون بنفس وأحده (أع46:2) نراه يختلي منفرداً ليصلى إذ يقول الكتاب "صعد بطرس على السطح ليصلى نحو الساعة السادسـة" (أع9:10).



فمن هذه الأمثلة وغيرها الكثير، تستطيع أن تدرك أهمية الصلاة والاختلاء بالله فإن الشركة مع الرب هي الوسيلة الفعالة للحياة الممتلئة بالروح.
هدف الخلوة


ليكن معلوماً أن فترة الخلوة ليست فترة دراسة للكتاب المقدس، من الناحية اللاهوتية أو العقيدية أو التعليمية، فهذه الدراسة لها وقتها الخاص.


أما هدف الخلوة فهو الشركة مع الرب، والوجود في حضرته للإصغاء إلى صوته وإرشاداته وتوجيهاته لك بخصوص هذا اليوم. ولسان حالك يقول مع صموئيل "تكلم يارب لأن عبدك سامع"(1صم9:3).


والشركة مع الرب تعنى أيضاً الحديث معه والإندماج والإتحاد به والإمتلاء بشخصه وروحه ليتسلم قيادة حياتك طيلة اليوم. ويهيمن على تصرفاتك وسلوكك ومعاملاتك.


تأكد إن كانت خلوتك مع الرب قد حققت هدفها بأنك جلست مع الرب وأصغيت إليه، وشاركته حياتك وسلمته نفسك ويومك، وأنه الآن معك، يسود عليك، ويسيطر على حياتك، ويقود خطواتك، ويحمى نفسك.
فوائد الخلوة

كثيرة ومباركة هي الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها من الإختلاء مع الرب يومياً، من تلك الفوائد ما يلي:


أولاً : الغذاء الروحي:
كما يحتاج الجسد إلى طعام لينمو به، هكذا الروح تحتاج إلى كلمة الله والصلاة كغذاء للنمو الروحي. لذلك قال رب المجد يسوع "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت16:15).


هذا عن كلمة الله كغذاء أما عن الصلاة كوسيلة أخرى للتغذية الروحية فقد كتب القديس أوغسطينس عن اختبار قائلاً: "الجسد لا يستطيع أن يبقى حياً بدون غذاء، هكذا الصلاة هي غذاء النفس وقوام حياتها".


وليس خفي أن الغذاء الروحي أمر جوهري للنمو الروحي. وحيث أن المؤمن يتحتم أن ينمو باستمرار كأمر الوصية "انمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بط18:3). ولذلك فهو في حاجة إلى الغذاء الروحي كما قال معلمنا بطرس الرسول "وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش (كلام الله) لكي تنموا به" (1بط2:2).


والواقع أن المؤمن الذي يشتاق إلى كلام الله يبرهن عملياً على أنه ينمو روحياً، ولقد أشار القديس يوحنا ذهبي الفم إلى ذلك بقوله: "إنني حينما أشاهد حرارة شهوتكم واشتياقكم إلى الخبز الروحي الذي هو كلام الله، يتضح لي من ذلك نموكم في الفضيلة، لأنه كما نحكم على الجسد أنه حاصل على حال الصحة حينما نراه يتناول الأطعمة بشهية وتلذذ، هكذا جوعكم لكلام الله يوضح لنا جلياً حسن إستعداد أنفسكم وصحتها الكاملة".


ثانياً : مشاركة الرب:
ياله من إمتياز للمؤمن عن بقية الخليقة، أن الله بنفسه يشاركه حياته، ويسير معه، ويواجه تحدياته، ويرشده، وينصحه، لقد وضح هذا الامتياز المجيد موسى النبي بقوله: "بماذا يعلم أني وجدت نعمة في عينيك أنا وشعبك، أليس بمسيرك معنا فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (خر16:33).


ففي الخلوة يعرض المؤمن على الله أفكاره وإنشغالاته وظروفه ويشرك الرب فيها، حتى يقوده الرب بحكمته، بهذا قال داود النبي: "أسمعني رحمتك في الغداة، لأني إليك رفعت نفسي" (مز8:143). وإذ كان هذا لسان حال داود في طلباته إلى الرب، كانت إجابة الرب له "أعلمك، وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك" (مز8:32).



ثالثاُ : التسلح ضد هجمات إبليس:
ما من شك أن المؤمن في ذاته ضعيف كما قال داود النبي: "ارحمني يارب لأني ضعيف" (مز2:6) وكما وضح بولس الرسول بقوله: "إن كان يجب الإفتخار فسأفتخر بأمور ضعفي" (2كو30:11).

وما من شك أن عدونا محتال قوى كما وضح بطرس الرسول بقوله: "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هـو"(1بط8:5).


لذلك فالمؤمن في مسيس الحاجة لأن يلتصق بالرب ويختلي معه لينال منه قوة داخلية ويسلحه ضد هجمات إبليس، لهذا قال بولس الرسول: " بكل سرور أفتخر بالحرى في ضعفاتي لكي تحل على قوة المسيح" (2كو9:12).


وقوة المسيح تحل بالصلاة لتؤيد المؤمن بالروح في الإنسان الباطن (أف16:3). وبكلمة الله يتوشح بالسلاح البتار "سيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف17:6). الذي به سدد الرب طعناته النجلاء إلى قلب إبليس في موقع جبل التجربة الثلاثة (مت1:4ـ11). فعلمنا طريق الانتصار.

هذه بعض فوائد الخلوة، فهي غذاء روحي للنمو، وفرصة شركة مع الرب، ووسيلة تسلح ضد العدو

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:00 AM

الخلوة الروحية اليومية2


موعـد الخلوة



ما هو أنسب وقت من النهار لقضاء فترة الخلوة مع الرب ؟. قد يفضل البعض أن تكون خلوته قبل النوم، ويفضل آخرون أن تكون في وسط النهار، ولكن مما لا شك فيه أن أفضل وقت للخلوة هو الصباح الباكر حيث يكون العقل صافياً والذهن خالياً من المشغوليات والجسد نشيطاً.

ومن جانب آخر عندما تختلي بالرب في بداية اليوم تستطيع أن تسلم له أحداث اليوم وأن تأخذ مشورته في الأعمال التي ستقوم بها، وأن تحصل على قوة لتواجه بها ظروف الحياة، وليكون الرب معك طيلة اليوم.

وتستطيع أن تقدر أفضلية فترة الصباح للخلوة من حياة شخصيات الكتاب المقدس، وأقوال الآباء القديسين والمختبرين، وإليك بعض الأمثلة.

1- الرب يسوع:
لقد كان الرب يسوع يمارس خلوته اليومية في الصباح الباكر كما دون مرقس الرسول في إنجيله قائلا: " وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك" (مر35:1).

2- داود النبي:
يذكر مراراً في مزاميره أنه كان مواظباً على ممارسة الخلوة في الصباح الباكر (أي بالغداة حسب تعبير الكتاب) فيقول: "يارب بالغداة تسمع صوتي. بالغداة أوجه صلاتي نحوك وانتظر" (مز3:5).


3- حزقيال النبي:
يوضح أنه كان يلتقي بالرب مع الصباح ليصغي إليه وإلى كلمته، فيسجل هذا في سفره قائلا: "في الصباح كانت إلى كلمة الرب.." (حز8:12).


4- القديس باسيليوس:
ينصح المؤمن من واقع ما يمارسه هو شخصياً فيقول: "هل ابتدأ النهار؟ قم أعط شكراً لمن وهب لنا نور الشمس بالنهار لنؤدي عملنا اليومي." فيوضح بهذا أهمية الإتصال بالرب مع بداية النهار.


5- المتنيح الأنبا يؤنس أسقف الغربية:
يكتب موضحاً أهمية إعطاء باكورة اليوم للرب فيقول: "ينبغي أن يكون للتلاميذ ساعات معينة يلتقون فيها بمعلمهم الرب يسوع، من ينبغي أن يكون لكلمته المكان الأول في أفكارنا. يجب أن نعطى الرب باكورة الوقت، أي الساعات الأولى من النهار، لأننا يصعب أن نعطى إنتباهاً للأفكار المقدسة بعد أن نكون قد إنهمكنا في أعمالنا اليومية."

ويكمل نيافته قائلاً:

"لقد كان لزاماً على بنى إسرائيل قديماً وهم في البرية أن يجمعوا المن قيل طلوع الشمس وزوال الندى، وإلا ذاب وضاع. وعلى هذا النحو يجب أن نقضي وقتاً لا بأس به قبل تناول الإفطار في دراسة جيدة انفرادية للكتاب. نلتقط فيها المن الروحي غذاءً
لأرواحنا ونحن نسلك برية هذا العالم".

من هذا تستطيع يا أخي أن تري أفضلية فترة الصباح للخلوة، وربما تجد صعوبة في بادئ الأمر لتستيقظ مبكراً ولذلك يلزمك أن تنام مبكراً لتستيقظ في اليوم التالي مبكراً وتجد وقتاً للخلوة.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:00 AM

مكان الخـلوة


يحسن أن يكون للخلوة مكان محدد، دائم، معروف، وليكن حجرة الصالون بمفردك أو أي مكان هادئ، حتى تكون لك قدرة على التركيز وعدم التشتت.

وإن لم يتوفر مكان في المنزل، إبحث عن مكان في كنيسة قريبة من المنزل، أو في مكان خلوي هادئ، كما كان يفضل السيد المسيح إذ كان يمضى "إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك" (مر35:1).

ولقد تعرض العلامة أوريجينوس لموضوع مكان الخلوة، فقال "أما عن المكان فمن الملاحظ أن كل مكان مناسب للصلاة المقدسة" في كل مكان يقدم بخور لي.. يقول السيد الرب "فأريد أن يصلى الرجال في كل مكان" وإذا أراد الإنسان أن يصلى في سلام وبدون قلق، فلا بد له أن يختار مكاناً معيناً في منزله - إذا اتسع لذلك - ويجعله مقدساً أو قدساً، وهناك يقدم عبادته وصلواته".

أما القديس ثيوفان الناسك فقد أبرز أهمية أن يكون مكان الخلوة منعزلاً حتى تجد الحواس راحتها فقال: "يستحسن أن يكون المكان منعزلاً وقليل الضوء، حتى تجد الحواس راحتها وتتخلص من هذه المؤثرات الخارجية على الأقل. ولكن إذا أمكنك أن تتخلص من هذه المؤثرات وأنت في وسطها فأبق في مكانك".


هذا عن مكان الخلوة ويفضل كما ترى أن يكون منعزلاً وهادئاً ودائماً. أما عن حتمية أن يكون المكان ثابتاً ودائماً فهو لحمايتك من القلقلة وضياع وقت الخلوة لاختيار مكان فيؤثر على الانتظام في الخلوة.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:01 AM

الاستـنارة في حياة آباء البـرية--1

" لا أزال شاكرًا لاجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أبوالمجد روح الحكمة والإعلان في معرفته.مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هورجاء دعوته وما هوغنى مجد ميراثه في القديسين ". (افسس 1 : 16 18).

حقا إن كل الفضائل نافعة ويحتاج إليها كل الذين يطلبون الله ويريدون التقرب إليه ، إلا أننا رأينا كثيرين يهلكون أجسادهم بكثرة الصوم والسهر والانفراد في البراري والزهد .. ومع ذلك رأيناهم حادوا عن الطريق المستقيم وسقطوا وعدموا جميع تلك الفضائل ، وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الإفراز . فالإفراز هوالذى يعلم الإنسان كيف يسير في الطريق المستقيم ويحيد عن الطرق الوعرة . والإفراز يحذر الإنسان من أن يسرق من اليمين بالإمساك الجائر المقدار ومن الشمال بالتهاون والاسترخاء . " القديس أنطونيوس. بستان الرهبان"

نسمع كثيراً عن الاستنارة، وعن شخص مستنير، ونتساءل في كل مرة عن ماهية الاستنارة .. وكيف يستنير الانسان.. وما هي علامات الاستنارة في انسان ونتائجها. وقد اتفق معي الأخوة الأحباء في مركز الدراسات الآبائية "فيلوباترون" أن أتحدث في موضوع: الاستـنارة في حياة آباء البـريةوذلك من خلال سيرة القديس أنطونيوس، وذلك في اطار المؤتمر الذي ُاقيم في ايبارشية المنيا وأبو قرقاص.

الاسـتنارة Enlightmentاصطلاح يعبر عن العين الداخلية القادرة على استقبال حقائق الله التى يكشفها الروح القدس للإنسان.كما تعنىالكلمةأيضا الفرح والمجد وتحول الشخص وتغيره بالكامل.
وعندما يقول القديس بولس:" مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هورجاء دعوته وما هوغنى مجد ميراثه في القديسين " (أف1 : 18) فإن الذهن المقصود هنا هوقدرة الوعي الداخلي على النظر الى الأمور التى يستعلنها الروح فيفرزها ويكشف مقدار الحكمة فيها ويستوعبها ويفهمها ويستذكرها. وفي حديثه يطلب القديس بولس من الله أن يهبنا روح الحكمة والإفراز ثم يعطينا قدرة داخليه لاستيعاب وفهم ما يعمله الروح داخلنا.

عندما ُسئل القديس انطونيوس عن روح الحكمة الذى يطلبه القديس بولس قال : "روح الحكمة الذى يطلبه القديس بولس الرسول هوالذى سيضطلع بتعريفنا وتسليمنا، كل ما يخصنا من جميع أعمال الله العظيمة ،التى بطبيعتها تفوق ادراكاتنا والتى عملها في المسيح يسوع من أجلنا).

ولكن ما هي عيون الذهن ؟
بالعين العادية يرى الإنسان الأمور العادية ،ولكنه يستحيل على هذه العين أن ترى ما هوفائق عن الطبيعة..
العين الخارجية = ترى صـورة الأشياء
العين الداخلـية = ترى حقيقة جوهر الأشياء
لذلك يقول السيد المسيح لتلاميذه " طوبى لعيونكم لأنها تبصر" (متى 13 : 16) وعندما كان سائرًا مع تلميذي عمواس،احتاج الأمر أن يفتح ذهنهم ليفهموا الكتب " فانفتحت أعينهم وعرفاه ثم اختفى عنهما " (لو 24 : 31).
كتب القديس أنطونيوس إلى القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الاسكندرية اللاهوتية، ُيعزيه عن فقد بصره قائلاً: "لا تحزن إن كنت قد ُحرمت من حاسة البصر تلك التي يشترك فيها الحيوان والحشرات مع الانسان، فقد وهبك الله البصيرة الروحية تلك النعمة التي يفتقر إليها الكثير من الناس". ومن هنا يجب أن نفرق بين "البصر والبصيرة".

سر استنارة الكنيسة :
لا شك أن هبة المعمودية هي سر استنارة الكنيسة،أوبمعنى آخر أن الاستنارة هي هبةإلهيه ُتمنح لنا خلال هذا السر، والمرتبط بعطية الروح القدس في سر التثبيت. وهكذا فإن الإنسان الروحي الذي استنار بالروح القدس ثيصبح قادرا على التمييز بين ما هو جيّد وما هو رديء "الإنسان الروحي يحكم في كل شيء ولا ُيحكم فيه". ويقول القديس باسيليوس الكبير، عن الروح القدس أنه مصدر القداسة والنور العقلي والذي يهب كل الخليقة الاستنارة لفهم كل شيء).
انها إشراقة القلب والدخول بالإنسان إلى النور بعد ظلام طويل مع الخطية والموت (الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورًا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور (مت 4 :16).

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:01 AM

الاستـنارة في حياة آباء البـرية-2

لقد صرح السيد المسيح أنه نور العالم (يو8: 12) ثم عاد ليهبنا تلك العطية بأن جعلنا نوراًللعالم (متى 5 : 14) وما نور العالم الذى فينا،إلا انعكاس لذلك النور الإلهي الذى نحمله داخلنا،ويشرق فينا بفعل الروح القدس.
يقول القديس اغسطينوس:
(لنقترب إليه ونستنير لأنه هوالنور الحقيقي "بنورك يا رب نعاين النور"وهو النور الذي ينير لكل إنسان"الآتيالى العالم،ولكونه النور فهولا ُيخزى ولا يسمح لمن يستنير به أن ُيخزى)2).
وبتحديد اكثر فإن سر الاستنارة يكمن في قيامة الرب،والتى هي -أي القيامة- العمود الفقري في إيماننا المسيحي،فان المعمودية ليست موت فقط مع المسيح ولكنها قيامةأيضا معه، (فالقيامة هي التى أكدت ان الذى مات هوالرب).ولقد قدمت لنا القيامة : الحياة الجديدة التى لن يغلبها الموت ولن تقدر الظلمةأن تغشاها أويحتويها قبر: لذلك يقول القديس بولس :" استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح " (اف 5 : 14))
ولما كان العماد هوالتمتع بقيامة الرب فينا لذا فقد ُدعى هذا السر:"استـنارة".
يقول القديس كليمندس السكندري: " إذ نعتمد نستنير،وإذ نستنير ُنتبنى وأذ ُنتبنى ُنكمل .ويقول أيضاً: " يدعى هذا الفعل – سر المعمودية - بأسماء كثيرة أعنى نعمةواستنارة وكمالاًوحميمًا،فهواستنارة به نرى نور القدوس الخلاصيأعنى أننا به نشخص إلى الله بوضوح ..
أما القديس غريغوريوس النزينزى فيقول: "الاستنارة وهى المعمودية،هي معينة الضعفاء،واهبة النور ونقض الظلمة .. وهى - أي الاستنارة -مركب يسير تجاه الله برفقة المسيح أساس الدين. تمام العقل، مفتاح الملكوت،استنارة الحياة.
ويتغنّى القديس يعقوب السروجي بها قائلاً: " المعمودية هي ابنة النهار ،فتحت أبوابها فهرب الليل ،الذى دخلت إليه الخليقة كلها .."

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:02 AM

الاستـنارة في حياة آباء البـرية-3

واستفسر منه عما حدث، فأخبره بأنه فكر في مساعدة الآباء على النسك وذلك بعدم تقديم الطعام المطبوخ لهم، بل الاكتفاء الخبز والقليل من الطعام البسيط، على أن يستسمر هو وقته في عمل القفف. وهنا أمره القديس باحضار جميع ما أنجزه وكان كثيراً جدا. جمع القديس كل الرهبان حول كومة القفف ثم قال للأخ: لقد أبطلت الثمرة الطبيعية للفضيلة ! (وكان يقصد بالطبع أن النسك يجب أن يكون اختيارياً).
لذلك فقد سعى الآباء لتدريب أبنائهم كيف يتدربون مع الوقت ليصيروا هم آباء، حسب قول القديس بولس :" واما الروحي (المستنير) فيحكم في كل شيء وهولا يحكم فيه من أحد (1كو 2 : 15). وقد اجتهد القديسأنطونيوس كثيرا في تدبيره لتلاميذه لكي يجعلهم يعتمدون علي أنفسهم، فيحفرون لهم المغارات بعيدا عنه، ولا ينتسبون إليه بل إلى الله .. ويختبرون ذلك بأنفسهم. فقد قال للقديس بولاالبسيط: " اذهب إلى البرية الجوانية وذق طعم الوحدة " فكان يطلب لهم الاستنارة ويطلب بإلحاح من الله لأجلهم ويطلب إليهم الإلحاح هم أيضا إلى الله في ذلك ..

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:02 AM

الاستنارة في حياة القديس انطونيوس
عن القديس أنطونيوس يقول بلاديوس:
" كانت طلعته مضيئة بنور الروح القدس،تنم عن نعمةعظيمة وعجيبة،كان متميزا في رصانة أخلاقه وطهارة نفسه وكان يستطيع أن يرى ما يحدث على مسافة بعيدة"
لمحات من حياته :
قروي بسيط يقال أنه أمي، وعندما سأله الفلاسفة عن ذلك قال (من له عقل صحيح لا حاجة به الى المعرفة). وعندما سألوه عن الكتب التي تتلمذ عليها واستقى منها حكمته، أجابهم قائلاً: " أيها الحكماء إن كتبي هي شكل الذين سبقوني". ومع ذلك فإن رسائله العشرين لاسيما السبعة الأولىمنها،تعكس بوضوح كيف كان هذا الأب مستنيرا.يقولهو نفسهعن تلك الرسائل والمكاتبات فيما بينه وبين تلاميذه (ومنهم رهبان أرسينوى): "نحن نحتاج الى المعرفة المتبادلة بكلماته البسيطة
والحقيقة وإن كان الكلام الذى كتبه في رسائله سهلاًبسيطًا كما قال هو، إلا أنه ُمملّح بالروح القدس،فاستمد كلامه قوة من الروح الساكن فيه، فأثر بشكل سرّى في الذين سمعوه أوقرأوا له.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:03 AM

الاستـنارة في حياة آباء البـرية-4

الإفراز:
يقول لتلاميذه (أذكركم ليلاً ونهاراً لكى يعطيكم الله الإفراز والنظر الجديد،لكى تتعلموا التمييز بين الخير والشر في كل الأشياء،لأنه مكتوب: " اما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (عب 5 :14).
ولكن كيف يقتنون التمرن:
شدد القديس انطونيوس كثيراً على تطهير النفس وتقديسها لكى تستنير، في ذلك يقول: " تتقدس النفس النقية وتستنير بالله من اجل صفائها، عندئذ يفكر ذهنها فيما هوصالح وتنبع عنهاميول وأفعال صالحه
يقول أيضاً: "كما يكون الجسد أعمى بدون العينين فلا يعاين الشمس المنيرة على الأرض والبحر ولا يقدر ان يتمتع بضيائها،هكذا تكون النفس عمياء بدون العقل السليم والحياة الصالحة،فلا يكون لها معرفة بالله ولا تمجد الخالق صانع الخيرات للبشرية كلها، ولا تقدر ان تتمتع بالفرح عن طريق حصولها على عدم الفساد ونوالها تطويباً أبديا)
إذا فالنور موجود .. علينا فقط إلا نطفئه "لا تطفئوا الروح " (تسالونيكي الأولى 5 :19)
(تعاين العين ما هومنظور ويدرك العقل ما هومنظور فالعقل المحب لله هو‘مفرز للنفس)

الحروب مع الشياطين:
رأى القديس في رؤياه المصابيح المضيئة المحيطة بالرهبان وملائكة يحرسونهم بسيوف،فتنهد قائلا : ومع ذلك فالشياطين تحاربهم،فأجابه صوت " إن الشياطين لا تقوى على أحد،لأني منذ تجسدتُسحقت قوتهم عن البشريين".ولكن كل إنسان بإرادته يقبل عوض الشيطان أو يرفضها، فالشيطان يعرض دون أن يفرض.
هكذا أدرك القديس منذ البداية انهم ضعفاء بسبب سقوطهم مثل البرق،ومثل أسد واجهه ُمصارع جبار أثخنه بالجراح وتركه متهالكا .. ليلهو به أطفاله. ولكن القديس عرف في الوقت ذاته ان الاتضاع هوسر النصرة ..وقد سخر منهم كثيرا ولكن باتضاع.سألهم ذات مرة عندما تجمهروا عليه يريدون ازعاجه: أيها الأقوياء ماذا تريدون منى أنا الضعيف ؟. وفي مرة أخرى و عندما تجمهروا عليه مرة ُاخرى: ألم أقل لكم أننيضعيف،فعلام تجمهركم ؟ !.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:03 AM

البتولية شرط الرهبنة

ليست البتولية امتناعاً عن ممارسة الجنسية فقط فالقديس باسيليوس الكبير قال: "لست أعرف امرأة ومع ذلك فإني لست بتولاً". فالبتولية ليست بوضع خارجي بل هي حالة فهي ليست فضيلة بل واسطة نرتقي بها إلى سيء أعظم. إن غاية البتولية الرهبانية هي إعادة وحدة الطبيعة الإنسانية وكمالها لأن على الإنسان نفساً وجسداً أن يعمل من أجل الكمال والبتولية تجمع الإنسان في حب الله.

الزواج لا يناقض البتولية ولا هي تناقضه فسر الزواج هو سر الطهارة ولكن الراهب هو إنسان لم يجد كماله في الزواج العادي بل وجده في الزواج الروحي أي أن يتحد بذاته مع المسيح لذلك الرهبان هم أفضل من فهموا سر الزواج واحترموه.

والبتولية أخصب من الزواج فالراهب يعطي بصلاته أولاداً روحيين للكنيسة أكثر من الزواج, العفة في الزواج مغبطة فلكم هي أكثر مدعاة إلى الغبطة إن كانت حرة طليقة من رباط الوصال الجسدي وزاهدة متنسكة من تلك الرغبات التي يشتهي الكثيرون تلبيتها ولم يكتفوا بذلك بل تخطوها فمارسوا الشذوذ الجنسي مع المثيلين وغيروا جنسهم ومارسوا الجنس مع الحيوانات وهذا أقرف الأمور إلى نفس الإنسان الصحيح.

فالبتولية قصة حب وهي المرافقة في السفر إلى الله فطوبى لمن عاش بتولاً وطوبى لمن عاش عفيفاً في زواجه ولمغبوط هو البتول ومن أكبر الأمثلة على ضرورة بتولية الراهب هي بتولية سيدتنا والدة الإله الدائمة القداسة الأم والبتول معاً (افرحي يا عروساً لا عروس[3] لها). فالراهب عليه أن يستمر في تحقيق بتولية كالعذراء مريم القديسة إلى أن يولد منه المسيح.

البتولية الرهبانية هي الحكمة الكاملة بالنسبة للإنسان ويرمز إليها الزنار في اللباس الرهباني الذي يمنع هذه الحكمة من الهبوط من الأعلى إلى الأدنى فلقد مات البتول عن الأدنى وقام فنال بداية عدم الفساد.

لحفظ البتولية لا بد من النسك والانضباط في الطعام وفي الكلام وفي الفكر ولكن الشرط الأساسي لحفظها هو الصلاة فالقلب المحب الطاهر الذي يتشوق إلى رؤية وجه الله هو من يحفظ البتولية فلا بتولية بدون حب.

يرى البعض في الرهبنة جهاداً بطالاً وحياةً لا معنى لها ومناقضة للإنجيل, ولكن ما لا يعلمه أولئك أن ما يقومون به ويدَّعون أنه صالحات لا يقترب بهم حتى إلى باب الملكوت (والحكمة لله) ويجب ألا نتباهى بأعمالنا كالفريسي لأن الحياة الرهبانية تبدو غير نافعة لمن يتباهى بأعماله, ولكن وجهة النظر العالمية هذه عن الرهبنة تعبر عن نظرة خاطئة للمسيحية فالمسيح الرب بنفسه أظهر لنا الكمال المسيحي أساس الرهبنة. ويبدأ هذا الطريق بإتمام الأعمال الصالحة التي يتباهى بها العلمانيون[4] .

ابحث عن المسيحية, فتكتشف أهمية الرهبنة وتكتشف مقدار الخطأ الجسيم الذي يرتكبه كل من يوجه الاتهامات والتجديفات للرهبان الذين يحاولون أن يطبقوا تعاليم الإنجيل السامية. فكل من رفض الرهبنة رفض السيد ذاته الذي أظهر لنا طريق الكمال وطلبَ ولم يفرض أن نسلكه.

الجهاد لأجل التغلب على الطبيعة الساقطة يعود إلى حرب لا يدركها ساميعها, هذا الجهد يقترن بعدم التملك الذي يؤدي إلى التواضع. فالأرواح الشريرة تتعاون مع الطبيعة الساقطة لتبقي الإنسان داخل الحياة السابقة, فالورقة المشبعة بالزيت والموضوعة في الماء لا تعود تتشرب الماء لأن هناك مادة أخرى تغذيها, هكذا حياة البتولية كما يشبهها القديس إغناطيوس بريانتشانينوف ورُبَّ سائلٍ هل البتولية ضد الطبيعة البشرية ومستحيلة؟ كل مجهول يبقى دوماً مستحيلاً وكل ما نعمله شخصياً يبقى بنظرنا الأفضل ويجيب الآباء القديسون على ذلك بقولهم:

إن البتولية غير طبيعية بالنسبة للإنسان الساقط لكنها طبيعية للإنسان قبل السقوط "كانا كلاهم عريانين, آدم وامرأته وهما لا يخجلان" (تك 25:2) فبعد أن أعادنا آدم الجديد إلى طبيعتنا المفقودة أعيدت لنا إمكانية حياة البتولية.

البتولية أسمى من الزواج ولو كانت الحياة الزوجية سامية في المسيحية أكثر مما كانت عليه قبلها. الإله الإنسان عاش بتولاً ووالدته عذراء والرسل يوحنا اللاهوتي وبولس وغيرهم بقوا عذارى وبعد المسيحية أتى الكثير من العذارى رجالاً ونساءً ويقول القديس أمبروسيوس مفسراً ذلك: "نبشر بالعذرية بطريقة لا ترفض فيها الأرامل ونكرم الأرامل بطريقة يبقى فيها الزواج مكرماً".

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:03 AM

كيف نعرف دعوة الله لنا؟!

عندما نريد نستطيع, البتولية تختار طوعاً ولا يفرضها أحد وهذه الهبة (الطهارة) مرسلة من الله وهي تغير وتجدد في الطبيعة الإنسانية وهكذا نجد إمكانية حصول كل إنسان على البتولية وفي النهاية يفرح "اطلبوا تجدوا" (متى 8:7) "هناك خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت الله" (متى 12:19) لنتفحص سير القديسين نجد أن حفظوا البتولية بواسطة الانتقال من استحالة البتولية في الطبيعة الساقطة إلى حالة الطبيعة الثانية حيث البتولية ممكنة وذلك بفضل جهاد مرير ضد رغبات الجسد وبمؤازرة النعمة الإلهية وكان سلاحهم الرئيسي (البكاء والصلاة) وفي الحاضر نجد العذارى يهربن من الزواج ويعود الخطأة والقتلة والزواني إلى الطهارة ومع ذلك كان القديس ايسيذوروس على حق في كتابه للقديس كيرللس: "ذو الرأي المسبق لا يرى واضحاً والكراهية عمياء". لكن حياة التوحد تأتينا من الله بثلاث أشكال:

- النداء المباشر: كالقديس أنطونيوس الكبير الذي كان يوماً في الكنيسة وسمع مقطعاً من انجيل متى الإصحاح التاسع عشر "إذا كنت تريد أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل شيء فأعطه للمساكين" فحركت قلبه وشعر بالدعوة المباشرة وبخصوصية الكلام له وتوحد في البراري.

- النداء غير المباشر: نداء الله من خلال الكوارث والصدمات أو الظروف التي يرتبها الله للمرء حتى يأتي به إلى الحياة الرهبانية.

- النداء العقلي البشري: الدعوة التي تجيء بالمرء إلى الدير كنتيجة لتفكير واستصواب من العقل دون حماسة كبيرة.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:04 AM

كلمة لأهل العالم

يظن البعض أن الرهبنة هي الطريق الوحيد للخلاص, كلا فهي ليست الطريق الوحيد ولكنها الطريق الأقصر والأسهل رغم كل جهاداتها القاسية فإن الرهبنة تضع الإنسان مقابل الله, ليس له عمل سوى الله بينما الإنسان الذي يعيش في العالم له أشغاله وأعماله التي قد تفصله عن الله – والله لا يطلب منَّا التفرغ لأجله – فاهتمامات الإنسان الدنيوية ليست بشيء سيء ولكن يجب ألّا تمنعه عن عبادة الله وهذا بالأمر الصعب فلذلك الرهبنة هي الطريق الأمثل والأقصر الأسهل لبلوغ الملكوت ولكن ليست أي رهبنة بل الرهبنة الحقيقية الهادفة إلى الثيوريَّا [5] ورؤية المجد السماوي الذي يتمتع به المختارون. لنشجع أولادنا للرهبنة ولنأخذهم في زيارات حج إلى الأديرة ولنأخذهم دائماً إلى الكنيسة ونأخذهم إلى جلسات ومحاضرات رغم صغر سنهم ولنقم بإلزامهم في الجلوس لفترة طويلة والرب سيكون معنا

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:05 AM

لا تخف انا معك مدي الأيام

خرج هذا الأب المبارك من قلايته لكي يمشي قليلا في الصحراء ويستمر في تأملاته وهو معتمد علي ذاته في معرفة دروب تلك الصحراء فله سنوات وسنوات يسكن فيها ويعرف دروبها جيدا ، وبعد عدة ساعات وهو يمشي في دروب الصحراء لم يستطع أن يدرك الوقت وأذ بالليل يخيم ويثقل بكاهله علي هذا الراهب وقتها أحس انه ابتعد عن قلايته ولكنه لم ينزعج من بعده في تلك الصحراء الجرداء لمعرفته الجيدة بها ، وقرر في نفسه أن يبيت تلك الليلة في المكان الذي وصل إليه وجث علي ركبتيه وصلي ونام
في الصباح الباكر قام كعادته وصلي صلاة باكر واخذ طريقه في العودة إلى قلايته ومشي ومشي وبدء ينتصف النهار وتشدد حرارة الشمس أحس انه فقد طريقه ، ولم يعد بإمكانه الرجوع إلى قلايته وقتها أحس بضعف بشريته واخذ يصلي ويرنم " امسك يمني ربي واهدني في طريقي دائما ++ + أنا يارب دونك لاشي أبدا " ، ورجع إلى سيده واقر بضعف بشريته واخذ يتذكر " لم تكن محتاجاً إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك " " أنت الذي ربطني بالأودية المؤدية للحياة " وانسحق قلبه فأذ به يري أثار أرجل بجانبه فهو كان يري أثار لرجلين فقط ولكنهم الآن اصبحوا أربعة فرجع سلامه إلى داخله ورنم ورنم " وسط البحر الهايج وأنا ساير تضربني أمواجه تجعلني حاير+++ ويسوع باين تركني ولا عدت أشوفه من ضعف أيماني " "يسوع لما راني أسرع إلى في يأسى و ظلامي فتح عنيي " ، وأخذ يمشي لعله يدرك قلايته في وضح النهار ولكنه وجد نفسه تائها في دروب الصحراء ونظر إلى جانبه فلم يجد أثار تلك الأرجل التي كان يرها فصرخ " إلى متي يارب تنسني " فسمع صوته الحنون يقول لا تخف لاني معك مدي الأيام ، لا تخف لاني معك من أول السنة إلى آخرها ، فقال يارب أنى لا أرى وقع قدميك بجانبي ، وسمع أيضا صوته الذي نسير تحت ظلله لقد رأيتك يا بني متعب ولا تقدر أن تسير اكثر من هذا فحملتك علي كتفي والآثار التي تراها هي أثار اقدامي أنا وليس أثار اقدامك ، واذ به يري نفسه داخل قلايته محمولا علي كتفيه " فهو الذي يعتني بنا ويرعانا ويحارب عنا وهو من فدانا بدمه الطاهر علي عود الصليب فكما حمل الصليب ليفدينا ها هو إلى الآن يحملنا لكي ما يخلصنا من ضعف بشريتنا ويحارب عنا ونحن صامتون


Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:05 AM

حوار مع الانبا انطونيوس
س.هل قلت صحيح انا لا اخاف الله؟
ج. فعلا قلت ذلك وقد قال لى تلاميذى ما هذا الكلام الصعب يا ابانا فقلت " نعم يا اولادى لانى احبه والحب يطرد الخوف".

س. فى رايك ما هو العمل الجيد؟
ج. ان الاعمال الجيدة كثيرة لان الكتاب يقول ان ابراهيم كان مضيفا للغرباء وكان الله معه وايليا كان يؤثر سكنى البرية والوحدة وكان الله معه وداود كان متضعا ووديعا وكان الله معه ويوسف كان عفيفا وحليما وكان الله معه فالذى يحبه قلبك من كل هذا اعمله من اجل الله واحفظ قلبك.

س.ماذا نفعل لمن يشتمنا ويهيننا؟
ج.ينبغى لمن يشتم ان يعتقد فى نفسه انه هو السبب فى شتمه لسوء فعله فيصبح الشاتم مذللا له من الخارج فى الوقت الذى يصبح هو مذللا لنفسه من الداخل مثله فى ذلك مثل داود النبى الذى منع اصحابه من قتل شاتمه اذا قال لهم دعوه فان الرب جعله يشتمنى وان يتشبه المشتوم بالسيد المسيح لانه لما شتم لم يشتم

س.ما معنى قول الرسول "افرحوا بالرب"؟
ج.اذا فرحنا باتمام الوصايا فهذا هو الفرح بالرب فلنفرح بتكميل الوصايا وبنجاح اخوتنا ولنحفظ انفسنا من فرح العالم ان اردنا ان نكون من خواص ربنا

س.ماذا كان رايك عندما تناقشت مع بعض الرهبان عن اى الفضائل اكمل؟
ج. قد قالوا فضائل جميلة ولكنى قلت لهم :حقا ان كل هذه الفضائل التى ذكرتموها نافعة الا اننا قد راينا الكثيرين يهلكون اجسادهم بكثرة الصوم و السهر والذهد ومع ذلك رايناهم وقد حادوا عن المسلك القويم وسقطوا وعدموا جميع تلك الفضائل وسبب ذلك انهم لم يستعملوا الافراز ان الافراز هو الذى يعلم الانسان كيف يسير فى الطريق المستقيم ان الافراز هو عين النفس وسراجها كما ان العين سراج الجسد وقد حزرنا الرب قائلا "احذر لئلا يكون النور الذى فيك ظلاما

س.كيف ارجعت راهب الى ديره بعد رفض الدير له ؟
ج.حدث ان احد الاخوة لحقته تجربة فطردوه من ديره فاتى الى وسكن عندى فترة ثم ارسلته للدير فلم يقبله فرجع الى فارسلت لهم اقول مركب غرق فى اللجة وتلفت حمولته وبتعب كتير سلم المركب وجاء الى البر فالذى نجا اتريدون ان تغرقوه ثانية ؟ اما

س.احكى لنا عن زيارة الانبا امونيوس لك ؟
ج.اراد الانبا امونيوس زيارتى فضل الطريق فصلى الى الله قائلا "اسألك يا ربى والهى ان لا تهلك جبلتك "فظهر له من السماء شعاعا ممتدا وصار يرشده فى الطريق حتى اتى الى مغارتى فقلت له "انك تنجح بمخافة الله واخرجته معى الى صخرة عظيمة وقلت له "اشتم هذه واضربها فصنع كما قلت فقلت هل تكلمت الصخرة؟ قال :لا فقلت له انك تستطيع ان تكون هكذا فتخلص.

س.اثقلنا عليك يا ابانا هل من الممكن ان تختم الحديث بكلمة منفعة؟
ج.اطلب التوبة فى كل لحظةولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة تفكر فى كل يوم انه آخر ما بقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .
افضل ما يقتنيه الانسان هو ان يقر بخطاياه قدام الله ويلوم نفسه .
اذا لامك احد من الخارج عليك ان تلوم نفسك من الداخل فيكون هناك توازن بين خارجك وداخلك

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:06 AM

بستان التائبين ........

اعترافات لص
أنا أحد اللصوص العتاه فى الاٍجرام .. لا أتورع عن ارتكاب أى شيئ فى سبيل ىالحصول على المال .. فكرت أنا وعصابتى فى سرقه دير للراهبات بالقرب من بريه شيهيت .. كان الدير عظيما له أسوار عاليه لايمكن اختراقها .. تفتق ذهنى عن خطه هى اننى أتنكر فى زى راهب وأدخل الدير ..كنت أسمع عن راهب اسمه دانيال الاٍسقيطى.. يقولون عنه قديس .. لا أعرف ماذا تعنى كلمه قديس .. المهم أحضرت زى راهب وأخفيت رأسى بشال .. اختبأ زملائى خلف سور الدير وفى المساء قرعت جرس الباب وقلت للراهبه بالبوابه بصوت خافت وأنا اتكئ على عصاى كما يفعل الرهبان .. اخبرى الأم الرئيسه بأنى المسكين دانيال الاٍسقيطى من شيهيت وأطلب المساح بالبقاء باكنيسه حتى الصباح لأنى لم أتمكن من الوصول لديرى.
جاءت الأم الرئيسه والراهبات بفرح وضربن لى المطانيات ظنا منهن اننى القديس العظيم الأنبا دانيال الاٍسقيطى.. أخذن ماء فى مغسل وغسلن رجلى كعاده الرهبان مع الضيوف.. أحضرت الراهبات راهبه عمياء وطلبن منى أن أسمح لها بأن تغسل عينيها من ماء رجلى .. سخرت منهن فى عقلى .. لكنى اصتنعت التواضع وبصوت خفيض سمحت لهن وزياده فى اتقان التمثيليه قمت برشم علامه الصليب على الراهبه العمياء .. وفوجئت مع الراهبات بالراهبه العمياء تنفتح عيناها وتبصر بمجرد ان غسلتهما بماء المغسل .. بدأت الراهبات يصرخن من شده الذهول ويقبلن يدى وقدمى ويقلن ياأبانا القديس دانيال مباركه هى الساعه التى دخلت فيها الينا .. أما أنا فشعرت برعب عظيم وبدأت أصرخ واقول .. ويل لى أنا اللص الحقير فقد جئت لأسرق الدير .. لكن الراهبات اعتقدن ان هذا زياده اتضاع منى وبدأن يقبلن قدمى أكثر فأكثر وأنا اولول وأقول أنا لص .. وبجهد كبير اقنعتهن اننى لص حقير .. وظللت ابكى وظلت الراهبات تبكى معى الى ان لاح ضوء الفجر .. خرجت الى اصدقائى خارج الدير فهجموا على وطلبوا منى ان اقتسم معهم المسروقات ولما لم يجدوا معى اى مسروقات ضربونى وكسروا أسنانى واسالوا دمى وتركونى وحدى خارج الدير ومضوا.
تحاملت على نفسى وظللت اسير فى البريه الى ان وصلت للقديس الحقيقى دانيال الاسقيطى وأخبرته بما حدث بدير الراهبات .. وياللعجب وجدته يعرف كل ماحدث لى بذلك الدير .. احنيت رأسى وسقطت على وجهى وقبلت الارض بين يدى القديس العظيم وقدمت للرب التوبه فقبلنى الرب .. وهاأنا الآن راهبا مع القديس العظيم الأنبا دانيال الأٍسقيطى.

( من كتاب بستان التائبين للمتنيح القمص شاروبيم يعقوب كاهن كنيسه رئيس الملائكه ميخائيل بالمنصوره )

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:06 AM

الرهبنة ( للقمص يوسف أسعد )

هل الرهبنة رغبة أم دعوة؟
" قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».

حِينَئِذٍ قُدِّمَ إِلَيْهِ أَوْلاَدٌ لِكَيْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ فَانْتَهَرَهُمُ التَّلاَمِيذُ. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ». (مت 19 :10 )



كلمة الدعوة تخص الخدمة والرعاية، لأن الرعاية إقامة للاهتمام بنفوس أخرى يملكها الله. والراعي هو الذي يدخل من باب الدعوة الإلهية فيرعى أولاد الله ويخدمهم، مثل هذا محتاج إلى دعوة، بل لا يمكن أن يقام دون أن تتحقق الدعوة. أما الرهبنة فعلى من يقام الراهب إلا على خلاص نفسه؟ وهل في السعي نحو خلاص النفس وطلب الكمال يتطلب الإنسان دعوة؟



إن الإنسان المسيحي مدعو بموت المسيح الكفاري إلى التجرد والموت عن العالم وإماتة الذات وترك الكل للالتصاق بالرب والتأمل في وصايه. كل مسيحي مدعو لذلك "ما أقوله لكم أقوله للجميع". فالدعوة للرهبنة هي اقتناع قلبي كامل بتفاهة العالم والزهد في كل قنيته ورغبة حقيقية للحياة المسيحية الصادقة. ومن يرغب في هذا ويشتاق إليه قد يمكنه الرهبنة بسرعة، قد لا يمكنة هذا إلا بالتدرج. فالأول قد تكون ظروفه في العمل أو العائلة تساعده أو تخدمه، والثاني قد يجد عوائق فيعيش مبادئ الرهبنة في قلبه وسلوكه ويصلي لأجل هذه العواق حتى تذلل فلا يبقى له سوى أن يلبس الشكل الرهباني في الدير.



لاشك أن الرهبنة رغبة واختيار للإنسان، وليس معنى ذلك أنها ليست دعوة. فإننا نرى كثيرين يرغبون وقليلين يدعون، كثيرين يشتاقون وقليلين يقدرون. لذا فتنمية الرغبة والاشتياق ينبغي أن تتحرر من الذات التي تعاند وتلح وتصر وتدق الرأس على الحائط بينما يكون للرب دعوة أخرى في حياتي. الإنسان الروحي الأمين لعريسه والمتطلع لأبديته ينمي كل شوق صالح فيه. فإن وجد الدعوة أمامه والباب مفتوح قدامه يكون مبارك له الرهبنة. مبارك له هذا العطاء الإلهي الذي نسمع له في الإنجيل "ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذي أعطي لهم.... من استطاع أن يقبل فليقبل" مت 19: 10 – 12



يا عزيزي: هل اشتقت للرهبنة؟ مبارك، فهذا كمال الرضى القلبي. هل جاهدت؟ هل أخذت موافقة الله في الاعتراف؟ ثم وجدت مرشد يقبلك ودير يفتح لك؟ وتستريح أن للسكنى بين رهبانه؟ مبارك، فهذا كمال الدعوة الإلهية.



فإن اشتقت وجاهدت ودعيت اسلك بسرعة ومبكرا. خسارة أن تضيع يوما واحدا بعيدا عن الرهبنة. أما إن اشتقت وجاهدت ولم تجد الدعوة، فبلا عناد ولا تردد لا تلح في الرهبنة فربما خلاصك في طريق البتولية والخدمة.



وإن لم تمكل أشواقك بالرهبنة فكن صديقا للرهبنة والرهبان. ابحث عن احتياجاتهم واشترك في تدبيرها وتوفيرها. اسندهم بالصلاة واطلب سند صلواتهم في زيارات روحية لا زيارات ترفيهية لإجهادهم بل للخلوة والتعلم من الرهبنة والرهبان. شجع الآخرين على الرهبنة ولا تكن معوقا لإنسان يسلك هذا الطريق، بل ساعد كل من ترى فيه الاشتياق والدعوة متوفران لكي يهرب من العالم.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:07 AM

نصائح للمبتدئين من الرهبان للقديس اسحاق السرياني

1- إن نظام العفة المحبوبة لدى الله يكمن في عدم تمادي العينين بالنظر إلى هنا وهناك بل التطلع نحو الأمام دائماً، والإبتعاد عن الكلام البطال والإكتفاء بما هو ضروري فقط، والقناعة بالملابس البسيطة الضرورية للجسد، وتناول المآكل وسيلة لتغذية الجسد وليس للشراهة، إذ التناول من كل الأطعمة بكمية قليلة أفضل من التمييز بينها والشبع من الأفضل منها. أعظم الفضائل التمييز. لا تتناول خمراً وأنت وحيد، أو إذا لم تكن مريضاً أو ضعيفاً. لا تقاطع المتكلم ولا تقاومه كمن يخلو من الأدب، بل كن رصيناً مثل الحكيم. أينما حللت اعتبر نفسك أصغر الحاضرين وخادماً لإخوتك. اهرب من الدالة هربك من الموت. كن عفيفاً عند النوم لئلا تبتعد عنك القوة الحامية. وإذا استطعت فلا تترك أحداً يرى مكان رقادك. لا تبصق أمام أحد، وإذا فاجأك السعال وأنت جالس أدر وجهك إلى الوراء واسعل. كلّ واشرب بتعفف كما يليق بأولاد الله.
2- لا تمد يدك لأخذ شيء من أمام الآخرين بوقاحة. إذا جالسك غريب فادعه مرة ومرتين لتناول الطعام، ثم حضّر له المائدة بترتيب ودون اضطراب واجلس معه باحتشام. عندما تتثاءب استر فمك لئلا يراه الآخرون، وإذا حبست نفسَكَ يزول التثاؤب. إذا دخلت إلى قلاية رئيسك أو صديقك أو تلميذك احفظ عينيك حتى لا ترى شيئاً مما هناك. أمّا إذا ألحّ عليك فكرك فاحذر أن تطيعه وتفعل ذلك. لأن الذي يفقد حياءه في هذه الأمور غريب عن الزي الرهباني وعن المسيح الذي منحنا إياه. لا تلتفت إلى الأمكنة التي يخبئ فيها صديقك أمتعة قلايته. افتح بابك وأغلقه بهدوء وكذلك باب زميلك. لا تدخل على أحد فجأة. بل اقرع من الخارج وإذا سمعت آمين فادخل بورع.
3- لا تسرع في مشيك إلاّ إذا اضطرتك الحاجة. كن مطيعاً للجميع في كل عمل صالح، ولا ترافق محبي القنية، أو محبي الفضة، أو الدنيويين لئلا تقع في عمل شيطاني. تكلم مع الجميع بلطف وانظر إلى الجميع بتعفف، ولا تملأ عينيك من منظر أحد الناس. إذا كنت سائراً في الطريق فلا تسبق الذين أكبر منك، وإذا سبقت رفيقك فانتظره حتى يصل إليك، لأن من يتصرف بعكس ذلك هو جاهل ويشبه الخنزير الذي لا ناموس له. إذا تكلم رفيقك مع أحد في الطريق انتظره ولا تضطره إلى السرعة، لأن القوي في مثل هذه الحالات يستدرك الضعيف ويقترح عليه الإستراحة.
4- لا توبِّخ أحداً على ذنب بل انسب كل شيء إلى نفسك واعتبر ذاتك سبب زلّته. لا تتحاشى أو تتهرب من أي عمل حقير، بل ادّه بتواضع. إذا اضطررت إلى الضحك لا تتهرب منه لكن لا تدع أسنانك تظهر. إذا اضطررت أن تتكلم مع نساء فأشح بوجهك عنهن وتكلم على هذا الشكل. تحفَّظ من الاختلاط مع ذويك وأقاربك لئلا يبتعد قلبك عن محبة الله. اهرب من دالة الشبان وملاقاتهم هربك من صحبة الشيطان. وليكن خليلك وكليمك ذاك الذي يخاف الله ويسهر على نفسه دائماً، فقيراً في قلايته لكنه غني بأسرار الله. أخفِ عن الجميع أسرارك وأفعالك وحروبك. لا تجلس قرب أحد بدون قلنسوة إلاّ عند الضرورة. أخرج وتمم حاجتك الضرورية بعفّة وخوف الله كأنك ماثل بورع أمام ملاكك الحارس. أرغم نفسك على تطبيق هذه الأمور حتى الموت وإن لم يرض بها قلبك.
5- وإذا قال لك أحد أكبر منك في الطريق: هلمّ نرتل فلا تقاومه، أمّا إذا لم يقل شيئاً فاصمت بلسانك وسبّح الله في قلبك. لا تقاوم أحداً على شيء ولا تتشاجر ولا تكذب ولا تحلف باسم الرب إلهك. خير لك أن تُحتقر من أن تحتقر أحداً. خير لك أن تكون مظلوماً من أن تكون ظالماً. خير أن تزول الأمور الجسدية مع الجسد من أن تتأذى النفس. لا تدخل مع أحد في محاكمة، بل اقبل أن تعاقب وأنت بريء. لا تتمنّى شيئاً دنيوياً لنفسك. اخضع لمدبريك ورؤسائك لكن ابتعد عن الإختلاط بهم، لأن الاختلاط فخ يطبق على المتهاونين ويقودهم إلى الهلاك.
6- أيها الشره، يا من تسعى لإرضاء جوفك، خير لك أن تجعل من بطنك جمراً مشتعلاً من أن تأكل من أطايب رؤساء الدنيا الشهية. أغدق رحمتك على الجميع وكن خجولاً أمام الكل. صن نفسك من الثرثرة لأنها تطفئ الحركات الروحية التي غرسها الله في القلب. اهرب من الجدل العقائدي هربك من الأسد. لا تجادل أحداً فيها، لا من أبناء الكنيسة ولا من الغرباء. لا تمر بجانب ساحات الغضوبين أو المتشاجرين لئلا يمتلئ قلبك من الغضب ويتغلب ظلام الضلال على نفسك. لا تساكن متكبراً لئلا ينتزع من نفسك فعل الروح القدس فتصبح مسكناً لكل هوى رديء. أيها الإنسان، إذا حفظت هذه الوصايا وانصرفت إلى التأمل في الله عندها ترى نفسك نور المسيح مشرقاً فيها بالحقيقة ولا يعتريها ظلام إلى الأبد . فللّه المجد والعزة إلى أبد الدهور، آمين.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:07 AM

معنى كلمة الرهبنة او الرهبانية
الراهب أو الراهبة هو أنسان أمتلئ وجدانه بالحب الإلهى عاشق للمسيح لسان حاله يقول : " معك يارب لا أريد شيئاً " , هؤلاء الناس هم الذين تركوا كل شئ وتبعوا المسيح , لا يريدون شيئاً غير التسبيح والكلام مع الرب الإله , لا يستريح هؤلاء إلا أن يجدوا راحة للرب ومسكناً للإله يعقوب فى حياتهم , هؤلاء الناس قال لنا عنهم السيد المسيح فى أمثاله فقال عنهم أنهم وجدوا جوهرة غالية الثمن فباعوا كل شئ وتبعوه .
وعندما يسلك هؤلاء فى سلك الرهبنة فلهم نظام تعبدى لأن لهم هدف واحد هو العيش بعيداً عن ضوضاء العالم فى عزلة عن الحياة العاملة وصخبها وشرورها , يهب حياته للصلاة العميقة الطويلة والتعبد بغير شاغل أو عائق .
ويتدرج الراهب فى العبادات ويتقوى بالإيمان ويرتقى فى النعمه بالرغم من المحاربات الشيطانية وعندما يغلبر بتواضعه يحصل على مقامات روحانية عالية فينكشف أمام عينية مفاهيم عميقة ما كان يصل مستواها من غير تلك العزلة وتكريس حياتهم للخالق .

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:08 AM

معنى كلمة راهب
يقول المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا الدير المحرق تاريخه ووصفه وكل مشتملاته , ألأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى إيداع رقم 4676/ 1992 ص26: " لعل التعبير العربى "رُهْبان" هو جمع " راهِب " مشتق من الرٌهبْة أو الجزع الذى يتولى ذلك الطراز من عًباد الرب , عندما يدخل فى مرحلة فحص الضمير وإمتحان النفس ومعرفتها على حقيقتها خصوصاً عندما يصل إلى بعض الإشراق الباطنى ويشرف على مرحلة الشخوص فى الأنوار العليا فتتولاه الرهبة وجزع " .
والرهبة والجزع عبر عنها أشعياء النبى عندما وصل إلى لحظات الإشراق فقال : " ويل لى إنى هلكت لأنى أنسان نجس الشفتين وأنا مقيم بين شعب نجس الشفتين , لأن عينى قد رأتا الملك ربٌ الجنود ( أشعياء 6: 5) وفى اللغة القبطية يقول الأنبا غريغوريوس : " أن التعبير القبطى يستخدم للدلالة على كلمة راهب هو موناخوس ومنها أشتقت الكلمة اللاتينية Monachus والإنجليزية Monk والفرنسية moine وغيرها من اللغات الأخرى " .
وكل الكلمات فى اللغات السابقة معناها " المتوحد" وذلك لأن المتوحد هو إنسان إعتزل الناس ليحيا بمفرده من غير زوجه وأولاد بعيداً عن المجتمع , فيتوفر له الوقت الكافى لينموا با طنياً وروحياً ونفسياً .
والإنعزال عن المجتمع البشرى ليس أمراً سهلاً كما يبدو بل يمكن القول أنها مستحيله ولهذا قال أرسطو الفيلسوف : " لا يمكن لأحد من الناس أن يعيش بعيداً عن المجتمع إلا من كان دون الطبيعة البشرية أو فوق مستواها "
وعندما نتعمق فى كلمات أرسطوا يتضح لنا سمو الإتجاه الرهبانى فى الإنعزال بسمو الهدف وهذا ما أكده لنا تاريخ العلم الرهبانى
1- أن هذه العزلة ممكنة لقلة ممتازة ومتميزة من الناس , قد أرتفعت فوق السلوك البشرى , وسمت بمستواها فوق سلوك الغريزة البشرية , لنوال النعمة الإلهية الكاملة وهنا يتحقق قول أرسطو هو أن هذه المجموعة هى فوق مستوى الطبيعة البشرية .
2- والعزلة ليست غاية إنما هى وسيلة من ضمن وسائل عديده للرهبان لبلوغهم الهدف , هذا الهدف هو بلوغ المستويات الروحية والعلمية فى القداسة والنعمة .
3- والعزلة ليست إنفصال عن المجتمع الإنسانى الكبير بل أنه يساهم بطريقة أو اخرى فى تمريض وعلاج النفس البشرية المتعبة حينما يتجه ألاف المتعبين إلى الأديرة طلباً لراحه النفس بعيداً عن قلق العالم كما يساهم الرهبان فى الإنتاج الإقتصادى بطريقة بسيطة فالراهب حسب قوانين الرهبنة يأكل من تعب يديه , فهو إذاً ليس عبئاً على المجتمع , وفى النهاية يرفع هؤلاء الرهبان الصلوات للكنيسة وشعبها أمام الرب الإله .


كنيستنا القبطية الارثوذكسية فهمت وعاشت الانجيل في عمقه الروحي ونطلعت الى حياة الكمال يوم أن ولدت .ومن هنا ظهرت الحياة الرهبانية كمسيرة حياة مسيحية مثالية وتسعي الى الكمال وتحقيقا لقول السيد المسيح (ان أردت أن تكون كاملا فأذهب وبع أملاكك ...وتعال اتبعني مت 19:21) لذا فحياة الرهبنة دعوة الهية الى الكمال ...دعوة لا تقاوم وشوق روحاني جارف لا يمكن ايقافه وذبيحة طاهرة تنسكب على مذبح الحب الالهي فكل الذين جاءوا الى الرهبنة لم يكونوا مترددين أو متزعزعين ولا لحظة واحدة بل بكل نار الحب الالهي المضطربة في قلوبكم قطعوا كل رباطات العالم وقفزوا قفزة عالية فوق كل ما يعوق تحليقهم الى السمويات فلتقفهم الاحضان الالهية بكل الرفق و الحنان فوق الجبال المقدسة.
من خلال هذا المفهوم يمكن القول بأن الراهب هو من يحفظ غيرة الحب متقدة الى النهاية ولا يزال حتى الممات يزيد كل يوم على نارخ نارا وعلى اضطرامه اذطراما وعلى همته همه دون انقطاع .


و الحياة الرهبانية انجيلية في السلوك أي مرتبة على وصية الانجيل وتسير بحسب روحه . فالانجيل يوصينا باتباع السيد المسيح و الاقتداء به.وفي هاتين الوصيتين كل القوانين الرهبانية تجتمع و الراهب يرتب حياته كلها بالنسبة اليهما وفي سبيل ذلك يحمل صليب المسيح كل يوم . لذا فالراهب هو صورة المسيح المتألم في هذا العالم لا يرى نفسه الا معلقا على الصليب و الى أن يرتاح جسده الترابي في الارض فهو يختبر كل يوم لحظات (يوم الجمعة العظيمة )و بأستمرار يترقب (يوم أحد القيامة ) برجاء.
الحياة الرهبانية تتلخص في انسكاب النفس وتقديم الحياة كلها بين يديالمسيح عريس نفوسنا ليكون هو الكل في الكل لنا مكرسين كل لحظة من العمر لتكون لمجد المسيح فجحدوا كل شئ حتى أنفسهم و خرجوا من العالم زاهدين فيه و جاءوا الى البرية المقدسة ليبادلوه حبا بحب جاءوا حيث الهدوء و السكون لاجل اقتناء نقاوة الفكر ليصلوا الى الصلاة النقية التى يكونوا فيها في حضرة الله و يكون الله هو شبعهم و كل لذتهم و سرورهم وتعزيتهم ......فيلهجون بتسبيحه ليل نهار بغير فتور.
الراهب في اعتزاله العالم يسعي نحو الله لانه يرى العالم كله في قلب الله .هو يتخلى عن كل مغريات العالم و الحياة الارضية ليتمم ارادة الله لا ارادته فهو يسير تبعا لذلك بأتجاه معاكس لتيار الحياة الارضية : يكفيه الراهب القليل القليل ومن بركات السماء لا يكفيه شئ فهو الى البر جوعان و من الخبز الارضي لا يحيا . العالم مادي ويسعي الى المال و الاهواء و تحقيق الراغبات من أجل حياة الارض الفانية أما الحياة الرهبانية ونسكية و روحية و زهدية من أجل حياة الملكوت السماوي.

الراهب شهيد حي ولكن بدون مجد العالو الزائل شهيد لم تمزقه أنياب السباع لكن شهيد عشق الهي صوفي عميق .شهيد صلاة يريدها فعالة تستجاب .شهيد الساعة الاخيرة من العمر ومن اجل الرب يموت كل يوم .الراهب هو ذاك المستعد التأهب لاعتقال كل فكر من اجل المسيح و الملتهب الدائم بحرارة الروح القدس و الرائي في ليل لا يملك أحد فيه رؤية .الراهب ات من سفر بعيد محفوف بالمخاطر والالام ات ليستريح مع الرب وفي الرب جميع ايام حياته في هذه الطريق الصعب يسير الرب بالراهب باسطا جناحيه عليه ليدخل الباب نعمة ورحمة ونور ونير و حياة جمال لا يضاهي ولا يخطر على بال أمل وحيد في الحياة هو عبور الى كل جهاد بشجاعة حاملا صليب الحب مخفيا فيه افراح القيامة التى لا يعبر عنها.
وشخصية الراهب شخصية عجيبة فيه يوحد الرب يسوع جميع الاطراف المتناقصة :يجمع بين الحرية الحقة و الطاعة الكاملة بين التواضع وقوة الشخصية بين العفة الكاملة و الاحساس المرهف بهذا الاحساس المرهف .يسبح الله عبير زهرة في لمعان نجمة يتراقص ضوءها في الفضاء في صوت عصفور يغني قبل طلوع الفجر في خرير مياه تنساب بين الاشجار .و الراهب هو صاحب الكلمة التى تعني ما يجب ان تعني فهو لا ينقل معنى شئ وهو يقصد شئ اخر ولايشير الى شئ وهو يقصد شئ اخر .الفكر و القول والفعل عنده واحد .لذا هو سهل في التعامل مع الاخرين .واضح ...صريح.....صادق لا ليس عنده ولاغش.


الحياة الرهبانية حقيقة تعلن للعالم كلة امكانية حياة القداسة و الكمال على هذه الارض رغم ما فيها من مغريات .حقيقة تعلن ان السيد المسيح مازال يحيا في قلوب أناس ليسو من كوكب اخر حقيقة تعلن ان وراء الام الجمعة العظيمة افراح القيامة ووراء القبر المظلم نور الحياة الابدية ولكن فيما نحو ذلك نرانا نخجل ....هل المسيرة تباطات هل شعلة الايمان خبث؟...هل القداسة شحت؟....هل الشهادة القوية استكت هل حرارة الحب بردت ...هنا لابد من اعادة نظر و مراجعة الاوراق تعمل في سبيل العودة الى(المحبة الاولى)وملء قامة المسيح .....كلنا مسؤؤل عم مسيرة الكمال في الحياة الرهبانية ....على ضميرنا واجب يفرض علينا بأن نضبط الصورة مرة اخرى لنكون بالحقيقة سفراء المسيح في هذا العالم عندها فقط نستحق انتماءنا الى الحياة الرهبانية التى أحببناها واخترتاها.
كنت أتحدث الى صديقي حين اقتراح على أن نخرج في رحلة الى الفردوس ...
نعم لقد قال لي (ما رايك في زيارة لن تنساها ابدا فيها نتجول في الفردوس )
فظننت أنه يمزح حتى أكد لي ما سبق أن اقتراحه على وعندئذ اردت أن أدا
أداعبه فقلت له(وهل سنقطف من ثمار أشجاره دون أن يطردنا أحد منه؟)
فقال (ان الفردوس الذي أخذك اليه فيه ألذ الثمار الناضجة على أشجارها
وعصير هذه الثمار منعش للغاية ولك أن تشرب منه ما شئت ولن تمل من أن
تنظر ونستنشق رحيق أزهارها )فأجبته وهل يحتل فردوسك هذا مساحة
كبيرة أم انه محدود المساحة ؟فقال لي (ان هذا الفردوس لن نستطيع أن
ننتهي من السير فيه لرحابته واتساع رقعته وأزهاره وأشجاره المثمرة لا عدد
لها. وأما كونك تنسبه لي فهو أمر أتمناه ان الفردوس الذي أعنيه يا صديقي
انما هو (فردوس الرهبان)الذي أزهاره بشريون وهذا الفردوس يسير الله
في وسطه ويحيا فيه مع الانسان كما كان مع ادم في جنة عدن اما اشجار
هذا الفردوس فهي المبادئ و التعاليم التى غرسها الاباء العظماء مثل
أنطونيوس ومكاريوس و باخوميوس وغيرهم وما ثمار هذا البستان الا ما تتفتق
عنه هذه الازهار الناضجة من سير عطرة وعصيرها الذي خرج من افواههم
اقوالا لذيذة هو ما سنشربه سويا.
أنهى صديقي حديثه فاندهشت مما قال وأردت ان أتنزه في هذا الفردوس الرائع
لكي أنظر الاشجار وأتنسم الازهار وأكل الثمار وأشرب عصيرها واليوم اذ أكتب
عن هذه الزيارة أذكر صديقي الذي رافقني فيها ثم تمسك بالبقاء في الفردوس
فتركته هناك اذ صار زهرة يطلق عليها (الراهب ......الانطوني)وأما أنا فقد
عدت اليك عزيزي القارئ لاسجل مما حدث وما رأيته في هذه الرحلة العجيبة


Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:08 AM

فترة الإختبار بالنسبة للمكرسة : لمدة ثلاث سنوات .
1 -سنة أختبارية بملابسها العلمانية فى مركز إعداد المكرسات : و هى فترة للإعداد الروحى و الدراسى و التربوى ، تدرس فيها الكتاب المقدس ، و اللغة القبطية و الألحان ،و تاريخ الكنيسة ، و سير القديسين ،و بخا صة قديسى الرعاية و الخدمة ، و بعض معلومات دينية و طقسية و دراسات تربوية ، و دراسات فى كل فرع من مجالات خدمة التكريس ، و تدبير منزلى ، و تتدرب على الفضائل اللأزمة لحياة التكريس مثل الطاعة ، و الإ لتزام ،و الهد وء و المحبة و الأتضاع ، و روح الخدمة . و يجوز فى أواخر هذه السنة الأختبارية الأولى ، أن تتدرب عمليآ فى محيط الخدمة كمساعدة لإحدى المكرسات ،أو المبتدئات. 2-سنتان للإعداد بملابس مبتدئة :تتدرب فيهما- بالإضافة إلى ما سبق-على الخدمة العملية فى كل فروعها ومجالاتها .ويمكن فى هذة الفترة أن تتولى مسئوليات داخل مركز الأعداد ، وخارجة ويكتب عنها تقارير ، وتختبر موهبها فى أى فرع من الخدمة تصلح. إذا نجحت فى فترة الأختبار ، وكان لها شهادة حسنة ، تزكى لأن تكون مكرسة..ولنا متابعة فى المرة القادمة.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:08 AM

العفة *

فى التكريس تقوم على محبة المسيح ، و هذه المحبة هى سر القدرة على حياة البذل و التضحية و العطاء . شخص المسيح هو حجر الزاوية فى حياة العفة ، فلا يمكن أن تقوم عفة بدون محبة خالصة للرب ، فالسيد المسيح هو الذى يلهب القلب بمحبة العفة ، فالعفة هى عمل من صميم أعمال الروح القدس فى حياة الإنسان الذى يريد أن يعيش مع المسيح و يلتصق به و يعرفه معرفة أختبارية . و تقول إحدى القسم عن السيد المسيح أنه ( معلم الطهارة .. مؤسس الدهور قابل الصلوات النقبة ) فالتكريس كطريق عظيم للخلاص تضم فى رحابها البتولين الذين لم يتزوجوا قط و إكتفوا بالمسيح عريسآ لنفوسهم ، و قدموا له بتوليتهم ذبيحة حب على مذبح الطهارة و التكريس و ذلك حسب وصية معلمنا بولس الرسول ( انى أريد أن يكون الجميع كما أنا ) * بتوليين * و قوله ( غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضى الرب ) ( 1 كو 7 ) . فالذين أرادوا حياة التكريس هم الذين احتوى حب المسيح حياتهم و انشغلوا به عن ذواتهم ، فصار الجلوس عند قدمية موضوع سرورهم ،و مشاركتهم عمله مصدر فرحهم و نبع النمو فيهم ، فالبتولية التصاق بالرب من كل القلب و تفرغ للسيد و انسكاب على حبه فى فرح و بذل كاملين ، فحياة المكرسة شعلة من الحب نحو الله . من أجل هذا يقولون عن البتوليين اللاتى غلبن شهواتهن و انتصروا فى جهادهم ضد ميول الجسد أنهم ملائكة أرضيون و بشر سمائيون ....
و هناك بعض اقوال الآباء فى العفة و البتولية * فيقول القديس موسى الأسود ( الذى يتهاون بعفة جسده يخجل فى صلاته ) .. و يقول القديس غريغوريوس الثيئولوغوس ( هذه الأشياء الثلاثة يطلبها الله من كل إنسان من بنى المعمودية و هى : ايمان مستقيم من كل القلب . و صدق اللسان . و طهر الجسد و عفته ) و هكذا يضع القديس طهارة الجسد وعفته فى صف و أهمية الإيمان .

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:09 AM

نظم الرهبنة
نظام الشركة الانطوني

بدأ نظام الشركة فى الرهبنة عندما أجتمع حول القديس أنطونيوس عدد كبير من الشباب يريدون أن يتبعوا طريقه فى الرهبنة ولكنه تجاهلهم لمدة 20 سنة (7) , ولما بلغ بهم الضيق اقتحموا بابه عنوة فإضطر يخرج إليهم , وكان على أنطونيوس حينئذ " أن ينتقل دائماً كأب بين جماعات أولاده من مكان إلى مكان " وعلى هذا المنوال تكون اول نموذج نظام الرهبانى القبطى : " أب يرعى أسرة روحية من ألأبناء المحبوبين المخلصين للطريق " وهكذا تكون أول تظام الرهبنة الأنطونية تلقائياً , إنما بتمهيد روحى لا يعرف سر بدايته وسر نموه إلا من عاشه "
أصل كلمة " كينوبيون "
تعنى كلمة " كينوبيون " تعنى حياة مشتركة وهى من مقطعين = مشترك و = حيــاة , وتنطق " كينوبيوس " أو " :ينوبيون " وتعنى : " مؤسسة أو مكان به قلالى كثيرة أصحابها متحدون فى نظام الحياة " وترادف فى المعنى الوصفى تماماً كلمة موناستيرن وهى أصلاً من كلمة أى " يعيش بمفرده أو يحيا وحيداً " فكلمة موناستيرون تعنى : " مكان يحبا فيه الناس حياة منفردة " وهذه الكلمة , طبعاً , أنحرف معناها , وتطورت لتشمل معنى الدير بوصفة الحالى , وهو جماعة يعيشون معاً حياة غير توحدية على الأطلاق .

نظام الشركة الباخومي

نظام الشركة الباخومى هو صورة منظمة متقدمة فقد وضع هذا النظام الأنبا باخوم بكتابة قوانيين ولهذا عرف هذا النظام باسمه " النظام الباخومى" وتغير أسم الأنبا باخوم وأطلق عليه أسم "أبى الشركة" وهذا النظام فى الحقيقة يرجع إلى النظام الإشتراكى المسيحيى الذى وضعته الكنيسة الأولى حسب ما جاء نصه : " وكان جميع المؤمنين معاً وكان كل شئ مشتركاً بينهم ( أعمال الرسل 2: 44) " وكان كل شئ مشتركاً بينهم .. ولم يكن فيهم محتاج لأن كل الذين كانوا يملكون ضياعاً أو بيوتاً كانوا يبيعونها ويأتون بأثمانها .. فيوزع لكل واحد حسب إحتياجاته ( أعمال الرسل 4: 32- 34)
وقد وضع الأنبا باخوم قوانين لهذا النظام الإشتراكى ويسير الرهبان فى خضوع لنظام صارم دقيق موحد : فى يقظتهم ونومهم وصلواتهم , وأصوامهم , وطعامهم , وإجتماعاتهم وعملهم , وللدير وظائف فنية وإدارية وهندسية .. ألخ يعهد بها للرهبان الأكفاء وعلى الباقيين التعاون معه لأجل إكمال هذا النظام فى تواضع وبذل آخذين نظامهم من المعيشة المشتركة التى كان التلاميذ يحيونها مع المسيح , وهذا النظام ألإشتراكى التعاونى البسيط وكل واحد له حقوق وعليه إلتزامات , ولا يسمح لأحد الخروج على النظام العام المرسوم ومن يخرج عليه توقع عليه عقوبة صارمة رادعه .
وقد نقل الغرب هذا النظام وهذا النظام يمثل طريقاً وسطاً بين الحياة العامة ونظام التوحد المطلق , كما يعد ممراً لكلا الإتجاهين , وفى الغالب يكون الإتجاه نحو التوحد فى تدرج الطبيعى دون إفتعال أو عنف كبير , فيتدرج تحت إرشاد الشيوخ المتوحدين إلى أن يصل أن يكون هو معلماً لطريق الوحده للآخرين .

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:09 AM

عناصر الرهبانية الثلاثة




أولا : إعتزال العالم للتعبد
الرهبنة ليست هربا من مسئوليات الحياة , أو هرباً من المواقف الإنفعالية التى تواجه الشخص فى العالم , وليست الرهبنة نوعاً من السلوك السلبى وإلا كانت الرهبانية سلوكاً مرضياً .
الرهبنة هدفها العمل الناجح والتفرغ للتعبد وإنقطاع الإنسان للرياضيات الروحية والعقلية , هى أنصراف للتأمل والتصوف , وخلود إلى السكون , والوجود الدائم فى حضرة الرب الإله والتفكير الدائم فيه والإتحاد به وفى إرضاؤه والتفكير فى عمل الخير دائماً .

ثانياً : نذر التبتل للرب
يقتضى من طالب الرهبنة نذر التبتل للرب , والبتوليه هى حياة العزوبة الإختيارية مدى الحياة . وهذا النذر ليس هرباً من مسؤوليات الزواج , ولا كراهية للمرأة أو الأولاد , ولكن إيثارا وطلباً منه لحياة أفضل , لكى لا يكون منشغلاً عن الرب ومنفصلاً عنه بهموم العالم ومشاكله لكى يكون مقدساً للرب نفساً ووجداناً وروحاً .
وذلك حسب قول السيد المسيح نفسه : " لأن من الخصيان من وُلدوا كذلك من بطون أمهاتهم , ومنهم من خصاهم الناس , ومنهم من خصوا انفسهم من أجل ملكوت السماوات , فمن إستطاع أن يحتمل فليحتمل ... وكل من ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو إمرأة أو بنين أو حقولاً لأجل إسمى , يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية (إنجيل متى 19: 12- 29) وأيضاً : " فإن غير المتزوج يهتم فيما للرب وكيف يرضى الرب , أما المتزوج فيهتم للعالم كيف يرضى إمرأته , إن بين الزوجة والعذراء فرقاً , غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة فى الجسد وفى الروح , واما المتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف ترضى رجلها (كورنثوس الأولى 7: 32- 34) وليس نذر البتوليه هو القضاء على الجنس البشرى لأن هذا الطريق هو طريق ضيق جداً ويسميه القديسين طريق القلة وهذا واضح من قول السيد المسيح : " ليس الجميع يحتملون هذا الكلام إلا الذين وهب لهم (متى 19: 11) .

ثالثا اختيار حياة الفقر
قال الرب يسوع : " لأ يقدر أحد أن يخدم سيدين الرب والمال " وملخص الخبرة الإنسانية أن محبة المال هى أصل لكل الشرور لهذا إشترطت قوانين الرهبنة إختيار العيش فى حياة الفقر طواعية ويقنع الإنسان بحياة الكفاف مكتفياً بالضروريات فقط ويأكل من عمل يدية , ولهذا تشترط قوانين الرهبنة قبل الإعتزال فى الدير تنفيذ وصية الرب القائلة : " إن كنت تريد أن تكون كاملاً فإذهب ويع كل شئ لك وإعطيه للمساكين فيكون لك كنز فى السماء وتعال وأتبعنى ( متى 19: 21) .
وإذا حدث أن توفر المال للراهب من عمل يديه فقد نصت قوانين الرهبنة أن يصير هذا المال ملكاً للدير أو الكنيسة من بعد حياته طبقاً للفكر الرهبانى : " أنه إذا كان الراهب قد مات عن طلب الحياة فى العالم بإيثاره وإختياره , فمن كان ميتاً لا يرث ولا يورث , بل أنه لا يملك لنفسه شيئاً لأنه قد وهب حياته كلها للرب "
ويحكى أن ذهب أقرباء راهب إليه فى ديرة يخبرونه أن قريباً له قد مات فله أن يرثه .. فأجاب متسائلاً : " ومتى مات ؟ " فقالوا له : " منذ سنة " فقال الراهب : " ولكنى مت عن العالم منذ سنوات طويلة , فكيف لميت أن يرث ميتاً "
وليس معنى إختيار الفقر طواعية أن الرهبنة هى طريق الفقراء الذين لجأوا إلى الدير هرباً من أعباء الحياة أو ليتخلصوا من دفع الجزية .. فتاريخ الرهبنة طويل ينبئنا عن أعداد لا حصر لها من ذوى الثراء ومن كانوا فى منصب عليا , ومع ذلك تركوا كل شئ وتبعوا السيد المسيح الذى ليس له مكان ليسند راسه , فآثروا الفقر والتعبد على الغنى والجاه وهم فى ثقة أن المناصب الرفيعة إنما هى نفاية من أجل ربح المسيح .
وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر , القديس أنطونيوس الكبير أبو الرهبان كان يملك 300 فدان من أجود الأراضى باعها ووزع ثمنها على الفقراء , القديس باخوميوس "أبو الشركة" كان قائداً فى الجيش إعتزل منصبه الكبير وترهب , القديس أرسانيوس كان " معلم لأولاد الملوك" وكان ابن لأحد قضاة روما وأستاذاً خاصاً لأركاديوس ابن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وكان يحيا فى قصر الإمبراطور حياة القصور فى بذخ وترف ونعيم , ولكنه زهد فيها حاسباً عار المسيح أعظم من خزائن الملك , القديس مكسيموس وأخوه دوماديوس كانا " أبنا لأمبراطور الروم فالنتيان الأول ( 364- 375م) وكانا أبوهما فى أوج عظمته وقوته وغناه ولكنهما تركا قصره ليعيشا حياة التعبد , والقديس مار مينا العجائبى كان ابنا لحاكم مريوط , والقديس يوحنا صاحب الإنجيل المذهب كان ابنا لملك , القديسة دميانة كان ابوها حاكماً لأقليم البرلس .. هؤلاء وغيرهم تركوا الغنى والجاه والسلطان ونعيم الحياة وترفها وآثروا حياة الزهد والنسك والتعبد , سكنوا فى البرارى وشقوق الأرض من اجل عظم محبتهم فى المسيح

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:09 AM

ينظر القديس ميثوديوس للبتولية

على أنها ( شئ عظيم وفائق عجيب ومجيد ) فهى جذر الأبدية وأيضآ زهرتها وأولى ثمرتها ، ولكنها تتطلب طبيعة قوية تعبر فوق بحر الشهوات وتوجة سفينة الروح الى أعلى بعيدآ عن الأرض حتى تعلو فوق العالم وتتأمل بنقاوة فى الأبدية نفسها.ويوضح القديس ميثوديوس أن البتولية لاتعنى فقط حفظ الجسد بلا دنس بل ( يجب أن لا نفكر فى الهيكل أكثر من صورة الله ) . وهويقصد (بالهيكل ) الجسد و(بصورة الله ) الروح فنزين الروح بالبر والتقوى لأنها تاج الجسد ومتى فعلنا هذا تصير أجسادنا خادمة لأرواحنا ، عندما نجاهد بلا كلل من أجل التمتع بالكلام الإلهى ، فتكون المكافأة (معرفة الحق ) . و يشبة القديس عمل و أثر التعليم الإلهى فى القضاء على شهوات الجسد بالملح الذى يحفظ الطعام من الفساد ، ( فالنفس التى لا تنثر عليها كلمات المسيح مثل الملح ، تفسد ، كما صرخ داود النبى : قد أنتنت قاحت جروحى ) فهو لم يملح نفسه بالتدربيات اللأئقة كى يخضع شهواته الجسدية و يقمعها بل أ نجذب لشهواته و أهوائه ...و التأمل الإلهى فى الكتاب المقدس هو الملح الذى أعطى لنا ، و الذى بالرغم من ملوحته يطهر و ينقى النفس و يحفظ ، و بدونه ( مستحيل أن تحضر النفس إلى الله ، لأن الرب قال لرسله : أنتم ملح الأرض ) .. أما عن محبة الترف و الكسل ، فيحذر منها القديس ميثوديوس العذارى و يحثهن على محبة الأشياء الكريمة و التقدم فى طريق الحكمة و عدم الأهتمام بأى شئ فيه كسل أو ترف ، و يجب أن تتأمل العذارى فى الأمور الأئقة بحياة البتولية و تبتعدن عن فساد الترف لئلا ( ينتج بعض الفساد الخفى دود الزنا ، لأن المبارك القديس بولس الرسول يقول : ( غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة جسدآ و روحآ ) .

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:10 AM

ماهي المكرسة

هى عذراء متفرغة للخدمة ، مكرسة فكرآ و جسدآ و وقتآ و خدمة ، مخصصة لربنا فى كل شئ . و حينما نتكلم عن البعد الروحى فى حياة المكرسة ، نبدأ بالتوبة لأنها هى الأساس كما قال معلمنا بولس الرسول ( لنتقدم إلى الكمال غير واضعين أيضآ أساس التوبة من الأعمال الميتة والإيمان بالله ) ( عب 6 :1 ) . فالتوبة هى خلع الخطايا من الداخل و التخلص منها بالجهاد و النعمة ، فكثيرآ ما تحارب المكرسة بأنها قد تخطت مرحلة التوبة ، و هذا ليس صحيحآ ! و علاج هذا أن نحاسب أنفسنا فى حضرة ربنا يسوع المسيح ، لأننا بدون الإحساس بحضرته سنحزن من أجل خطايانا ، و نبتلع من الحزن و نيأس ، فالتكريس هو طريق خلاص ، و ليس طريق تميز عن باقى الناس ، هو طريق خلاص يحتاج أن نسير فيه بخوف و إنكسار ، و نقدم لله توبة دائمة ، و محاسبة للنفس . كقول قداسة البابا شنودة * حاسب نفسك بعد أن تخطئ ، و أجمل من ذلك حاسب نفسك قبل أن تخطئ *... ثم بعد لابد للمكرسة أن تحرص على الأتصال المستمر بالله ، و تذكر نفسها بأستمرار بصلاة يسوع لأنها تدريب قبطى قديم ، كان العظيم القديس أنبا أنطونيوس يوصى به أولاده ، إذ كان يقول لكل راهب **صلى قائلآ يا ربى يسوع المسيح ارحمنى ، يا ربى يسوع المسيح أعنى ، أنا اسبحك يا ربى يسوع المسيح ** فهو تدريب مأخوذ من صلاة العشار ، هذه الصلاة السهمية تنتقل من اللسان إلى الفكر . و من الفكر إلى القلب . ثم تخزن فى داخل القلب ، و هذه الصلاة إنذار فى لحظات الخطأ ~~~ و سند للمكرسة فى لحظات الجفاف.... فتكريس القلب بالكامل للسيد المسيح مهم جدآ فى حياة المكرسة ، و معلمنا بولس الرسول يقول ( إن غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضى الرب ) ( 1 كو 7 : 32 ) فالمكرسة لديها فرصةغير متاحة للمتزوجين فهم لديهم أرتباطات و مسئوليات ... لكن المتبتلة المسيح هو عريس نفسها ، فإن لم تقترن النفس المكرسة بالمسيح ، ستبحث عن تعزيات أخرى . كما قال أحد الآباء * يا إبن الملك لماذا تشحذ كسرة خبز * فالذى دخل إلى خدمة التكريس بدون الإقتران بالمسيح ، لن يجد تعزية ، لا فى الخدمة و لا فى الناس من حولها ، لذلك يجب أن يكون السيد المسيح هو الكل فى حياة المكرسة ، * و لابد أن أنحل من الكل و أرتبط بالواحد و هذا هو جوهر البتولية


Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:10 AM

الحياة الرهبانية
هي تكريس الذات لخدمة الله والمجتمع بعد أن يجرد الراهب نفسه عن مغريات الحياة المادية وينقطع عن العالم ويمارس الصلاة والتأمل والعمل بالنذور الرهبانية الثلاثة الطاعة والعفة والفقر. ويختار الراهب هذه النذور كالمسيح الذي كان فقيراً وبتولاً ومطيعاً. هذه هي أسس الحياة الرهبانية وجوهرها، وهذا ما حاول الملايين من الرهبان والراهبات في المسيحية تطبيقه سعياً لخير الكنيسة وخلاص النفوس.
الحياة الرهبانية: هي طريقة في العبادة تنفرد بها المسيحية عن باقي الأديان. لذا: فهي تستحق من البحث والتنقيب عن جذورها وأساليبها ومتطلباتها. ويمكن تلخيصها بأنها تتفانى من أجل الله باعتبارها الحياة الدنيوية شيئاً زائلاً بالنسبة إلى الحياة الأبدية. فهي من وضع إلهي يبدأ بالمسيح، إذ هو الراهب الأول إذا جاز القول لأنه هو الذي علمنا الحياة الرهبانية وهو الذي وضع أسسها وأعلنها بالتطويبات وأثبتها لما دعى الشاب الغني الذي أكمل جميع وصايا الله دعاه لترك كل شيء وحمل صليبه واتباعه (مرقس 10: 21) .
وهكذا ومنذ البداية سار على هذا المنوال رسل المسيح وتلاميذه وبعض المسيحيين، بما فيهم عدد من النساء اللواتي كن يتبعن المسيح ويخدمن الرسل وهن مكرسات أنفسهن للخدمة، منقطعين عن العالم للصلاة والصوم والتحلي بالزهد وعدم الزواج كما قال المسيح: "من يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني". لذا: فليس الراهب إلا إنساناً مسيحياً ألحتّ عليه دعوته المسيحية بالسير وراء المسيح والعيش على نمط حياته.
واليوم: قليلون هم الذين يعرفون ما هي الحياة الرهبانية، فإما يجهلون كل شيء عنها وإما لديهم أفكار سطحية عنها أو أفكار خاطئة تجعلهم ينتقدونها. فهي مجال خاص يختلف عن مجالات الآخرين، أنها إمتداد للحياة المسيحية والإنجيلية إذ يعرض الرهبان والراهبات بأعمالهم اليومية ما أتاهم المسيح على الأرض من أعمال خلاصية متنوعة (أعمال طاعة وتعليم ووعظ وصلاة وشغل يدوي).
انتشرت الحياة الرهبانية في الشرق منذ القرن الأول الميلادي أما في بلاد ما بين النهرين فقد انتشرت في القرن الرابع حيث تشكلت بعض الجمعيات ضمّت هؤلاء الذين تركوا العالم وعاشوا حياة مشتركة تحت قوانين وأنظمة خاصة بهم عاكفين على الصلاة والعمل. وسرعان ما أصبحت هذه الأديرة مراكز للحياة الروحية، فعكف الرهبان على الدرس والتأليف ونشر المبادئ السامية وغايتهم أن يحملوا الله إلى حاضريهم.
وفي مصر ظهر القديسان العظيمان مار أنطونيوس ومار باخوميوس اللذان وضعا أسس الحياة الرهبانية في أشكالها الثابتة هذا اليوم وبعدها انتقلت إلى الغرب.
الرهبانية منذ تأسيسها عام 628 وحتى تجديدها
تأسست الرهبانية في القرن السابع على يد رجل أتى من بلاد فارس وعاش مع رهبان دير الربان برعيتا ثم انتقل إلى صومعة معتزلاً العالم لمدة 39 سنة وبعدها انتقل إلى القوش حيث جمع له الكثير من الشباب وأنضم إليه رهبان عديدون فنشأ الدير هكذا: من صومعة بسيطة في الجبل إلى صوامع عديدة حتى أصبح ديراً واسعاً. وخلال فترة قليلة اكتض الجبل بمئات الصوامع كأنها أعشاش قائمة هنا وهناك. وعندما ازداد عدد الرهبان دعت الضرورة إلى سن نظام معين تسير عليه هذه الجماعات ليعيشوا حياة جماعية.
ليس لنا في التاريخ ما يتيح لنا أن نتابع مسيرة الدير وازدهاره سوى خبر عن شفاء أعمى في القرن التاسع وهو أول ذكر للدير بعد فترة التأسيس. ولنا مصدر آخر من القرن العاشر وهو سيرة الربان يوسف بوسنايا حيث دخل الدير مع ثلاثة من أخوته ثم لحقت بهم والدتهم المترملة وقضى ثلاثين سنة في دير الربان هرمزد ثم تحول إلى دير مار إبراهيم القريب من قرية تني في العمادية نزولاً عند رغبة الربان موشي رئيس الدير. كما أن أخاه جبرائيل أصبح رئيساً للدير المذكور بعد وفاة يوسف عن عمر يناهز 110 سنة. وقد جرت حوادث دامية سقط جراءها أكثر من خمسة آلاف شخص وهجم أكراد حكاري على المناطق الآهلة بالسكان والديارات العامرة فالحقوا بهم أضراراً جسيمة وتشتت الرهبان بحيث خلت منهم الديارات وتهدمت كنائس ومزارات كثيرة وأبيدت منازل وقرى بكاملها فهاج الناس وتبددوا إلى كل مكان وهذه الكوارث كان قد تنبأ عنها الراهب بوسنايا في السنوات 958 و964 و965 ولا سيما كارثة 978 حيث الحوادث الدامية بين الحمدانيين والبويهيين الفرس. حتى استبتت الأوضاع أخيراً، وعاد الأهالي إلى مواطنهم والرهبان إلى دياراتهم.
وتذكر لنا سيرة الربان يوسف أن معلمه كان مارن زخا. وبعد أن توفي، أتخذ له الربان ايشوع من كوماني معلماً ومرشداً. وكان هذا الأخير قد تتلمذ بدوره على يد الربان يوحنا في دير الربان هرمزد. كما أن يوسف استرشد أيضاً لدى الربان شوحا ليشوع. وكان هذا أيضاً تلميذاً آخر للربان يوحنان، وحين أشار الرؤساء على الربان يوسف بأن يواصل دروسه، اتخذ له معلماً الربان سركيس كما تلقى العلم أيضاً على يد الربان شليمون تلميذ الربان سركيس. وبعد وفاة سركيس نرى يوسف يقصد الموصل مراراً ليتلقى العلم على يد الربان عبد يشوع وقد أصبح هذا بطريركياً لكنيسة المشرق.
وتشير سيرة الربان يوسف أنه كان للربان يوحنان تلاميذ آخرون هم الربان يونان وايشوع برنون وملكيشوع بينما اقتبل الربان بابوزا الإسكيم في دير الربان هرمزد. وكثيراً ما كان الرهبان يقصدون الربان أفنيمارن الذي كان يسكن في جبل قريب يدعى جبل جدرون.
وفي عام 1200 يرد ذكر الراهب الخطاط ايشوع الألقوشي الذي خط العهد القديم. وأيضاً الخطاط الراهب القس دانيال عام 1208 الذي كتب إنجيلاً طقسياً. وفي عام 1256 نجد عدة رهبان في دير الربان هرمزد يحضرون مراسيم تشييع الجاثاليق سبر يشوع. وتنقطع أخبار الدير في القرون الرابع عشر والخامس عشر. والسبب هو ما قاساه الدير من محن ومصائب في هذه الفترات فكانت سنوات غزو وسلب ودمار وقتل منها هجمة تيمورلنك على بغداد والموصل سنة 1393 و1401 حيث تبدد الرهبان بعد أن أصاب النهب والخراب ديرهم. وبعد أن استقرت الأوضاع عاد الرهبان من جديد فأخذوا في عمران ديرهم. ثم ما لبثوا أن تشتتوا مرة أخرى سنة 1508 إبان هجوم رجال بارياق المغولي على القوش والمنطقة كلها.
ومنذ أواخر القرن الخامس عشر وحتى مطلع القرن التاسع عشر وفي دير الربان هرمزد هناك ذكر لتسعة بطاركة من عائلة بيت أبونا أولهم مار شمعون المتوفي عام 1497 وآخرهم البطريرك إيليا المتوفي عام 1804. وفي مطلع عام 1552 وقع اختيار الأساقفة والحزب المعارض للبطريرك شمعون برماما على الراهب يوحنان سولاقا بلو رئيس دير الربان هرمزد كبطريرك جديد لهم. وبذلك انتهت الخلافة التي كان يتوارثها جثالقة المشرق من عائلة بيت أبونا. ومنذ القرن السادس عشر اتخذ الدير أهمية كبيرة في تاريخ كنيسة المشرق. ونلقى المطران ليونارد هابيل موفد البابا غريغوريوس الثالث عشر إلى الشرق يزور الدير لمتابعة حركة الاتحاد بين كنيسة المشرق وروما. ويقدم تقريراً إلى البابا سنة 1587 يذكر فيه أن البطريرك إيليا يسكن الدير. وفي عام 1606رفع تقريراً إلى روما راهبان من رهبنة القديس باسيليوس من مسيحي مار توما في الهند أثر زيارتهما للعراق وفلسطين وروما ذكرا فيه بأن بطريرك كنيسة المشرق يقيم في دير الربان هرمزد وفي الدير حوالي مائتي راهب. وفي عام 1653 يترك البطريرك مار شمعون الدير إلى تلكيف أثر غزو المنطقة. وفي سنة 1666 يتهدم سور الدير بالزلزال، وهذا في زمن البطريرك مار إيليا. وفي سنة 1714 يترك البطريرك إيليا مقره في الدير متوجهاً إلى تلكيف من جراء الاضطرابات التي وقعت في منطقة العمادية. ولم يظل في الدير سوى خمسة رهبان. وارتفع هذا العدد إلى ستين راهباً في سنة 1722 في عهد الربان جبرائيل رئيس الدير. في سنة 1727 يهجر الرهبان ديرهم إلى كنيسة مار ميخا في القوش أثر هجمة يونس اغا. وتأتي الضربة القاضية والقاسية سنة 1743 حين اكتسحت جيوش نادر شاه طهماسب الإيراني القرى والديارات فأصاب الدمار والخراب الدير، ويبدو أن الدير ظل خالياً قرابة 65 عاماً أي حتى التجديد. عام 1808.

Marina Greiss 04 - 06 - 2012 10:10 AM

القديسه سارة الراهبه

القديسة المجاهدة سارة الراهبة هذه الناسكة كانت من أهالي الصعيد "، وكان أبواها مسيحيين غنيين . ولم يكن لهما ولد سواها . فربياها تربية مسيحية ، وعلماها القراءة والكتابة . وكانت مداومة على قراءة الكتب الدينية وخصوصا أخبار الآباء الرهبان . فتأثرت بسيرتهم الصالحة واشتاقت إلي الحياة النسكية . فقصدت أحد الأديرة التي بالصعيد حيث مكثت فيه سنين كثيرة تخدم العذارى . ثم لبست زي الرهبنة ، ولبثت تجاهد شيطان الشهوة ثلاث عشرة سنة حتى كل الشيطان منها ، وضجر من ثباتها وطهارتها. فقصد إسقاطها في رذيلة الكبرياء فظهر لها وهى قائمة تصلى على سطح قلايتها وقال لها : " بشراك فقد غلبت الشيطان " . فأجابته : " أنني امرأة ضعيفة لا أستطيع أن أغلبك إلا بقوة السيد المسيح " فتوارى من أمامها . ولهذه القديسة أقوال كثيرة نافعة كانت تقولها للعذارى . منها قولها : " أنني لا أضع رجلي على درجة السلم إلا وأتصور أنني أموت قبل أن أرفعها . حتى لا يغرينى العدو بالأمل في طول الحياة ، ومنها قولها : " جيد للإنسان أن يفعل الرحمة ، ولو لارضاء الناس . فسيأتي وقت تكون لا رضاء الله " . ولها أقوال أخرى كثيرة مدونه في كتب سير شيوخ الرهبان . وأقامت هذه القديسة على حافة النهر مدة ستين سنة تجاهد جهادا عظيما لم يبصرها أحد خلالها حتى انتقلت إلي النعيم الدائم بالغة من العمر ثمانين عاما . صلاتها تكون معنا . آمين

nasser 21 - 02 - 2015 08:14 AM

رد: موسوعه كاملة عن كل ما يخص الرهبنه
 
موضوع مهم اوى وفى منتهى الروعة
ربنا يبارك خدمتك يا مارينا

Marina Greiss 05 - 06 - 2015 05:55 PM

رد: موسوعه كاملة عن كل ما يخص الرهبنه
 
ميرسي على مشاركتك ومرورك

النجم الاحمر 24 - 06 - 2015 01:14 PM

رد: موسوعه كاملة عن كل ما يخص الرهبنه
 
يسلموو على الطرح


وننتظر جديدك بكل شوق

Mary Naeem 24 - 06 - 2015 02:35 PM

رد: موسوعه كاملة عن كل ما يخص الرهبنه
 
ربنا يبارك حياتك

Marina Greiss 31 - 03 - 2019 10:10 PM

رد: موسوعه كاملة عن كل ما يخص الرهبنه
 
ميرسي ليكم
ربنا يعوض تعب محبتكم وخدمتكم


الساعة الآن 09:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025