منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=258194)

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:53 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كهنة

1-رجال الكهنوت، في كل درجاته، دعوا كهنة.
تمامًا -كما في الجيش- من القائد العام إلى العسكري العادي، كل منهم يلقب بأنه رجل عسكري.
2-السيد المسيح دعي كاهنا، ودعي أيضًا رئيس كهنة، بصفته رئيس الكل كهنة العهد الجديد.
قيل إنه: "كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (عب 7: 21، مز 110: 4). وفي نفس الوقت قيل عنه إنه رئيس كهنة:
"لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات" (عب 7: 26).
" رئيس كهنة مثل هذا، قد جلس في يمين عرش العظيمة في السموات" (عب 8: 1).
انظر أيضًا (عب: 14، 5، 10، 8: 3)..
3- بولس الرسول دعي كاهنا (رو 1: 16).
وكلمة قسيس تكررت كثيرًا في العهد الجديد، وكذلك كلمة كاهن، ولكن الإخوة البرتستانت يترجمونها شيخًا. ولكنها في الترجمة الكاثوليكية ليست كذلك..

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:54 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أمثلة لترجمة الكهنة و الشيوخ

(1تى 5: 17) -الترجمة الكاثوليكية- "والكهنة الذين يقومون بعملهم قيامًا حسنًا يستحقون إكرامًا مضاعفًا".
-الترجمة البروتستانتية – "أما الشيوخ المدبرون حسنًا، فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة".
(1تى 5: 19) – الترجمة الكاثوليكية – "لا تقبل الشكوى على كاهن، إلا بشهادة شاهدين أو ثلاثة".
-الترجمة البروتستانتية – "لا تقبل شكاية على شيخ، إلا على شاهدين أو ثلاثة شهود".
(1تى 1: 5) – الترجمة الكاثوليكية – "تركتك في اقريطش، لتتم فيها تنظيم الأمور، وتقيم كهنة في كل بلدة كما أوصيتك".
(يع 5: 14) – الترجمة الكاثوليكية – "هل فيكم مريض؟ فليدع كهنة الكنيسة، ليصلوا عليه، بعد أن يدهنوه بالزيت".
-الترجمة البروتستانتية – "أمريض أحد بينكم، فليدع شيوخ الكنيسة، فيصلوا عليه ويدهنوه بالزيت". (1تى 4: 14) – الترجمة الكاثوليكية -"لا تهمل الهبة الروحية التي فيك فقد أوتيتها بالنبوة حين وضع جماعة الكهنة أيديهم عليك".
-الترجمة البروتستانتية – "لا تهمل الموهبة التي فيك، المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة".

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:55 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
البروتستانت والترجمة ما بين: قسيس - شيخ - كاهن

نلاحظ أن الأخوة البروتستانت، كما يترجمون كلمة قسيس أو كاهن إلى شيخ لمحاربة الكهنوت، كذلك يعملون العكس، فيترجمون كلمة شيخ إلى قسيس للخلط بين ربتة القسيس ورتبة الأسقف.
وسنضرب لذلك مثالين:
(أع 20: 17، 28) – الترجمة الكاثوليكية – " فأرسل من ميليطس يستدعى شيوخ الكنيسة في أفسس.. "وهنا يترجمها البروتستانت "قسوس الكنيسة" ويكملون في (ع 28) "التي أقامكم الروح القدس عليها أساقفة"، يترجمونها هكذا ليثبتوا أن الأسقف هو القس، الأمر الذي سنرد عليه في الصفحات المقبلة بمشيئة الرب.
كلمة كهنة تشمل كل درجات الكهنوت في لغة الكتاب.
وكذلك الترجمة الخاصة بكلمة "شيوخ" فقد يكون الشيخ أسقفًا أو قسًا، أو رسولًا
و الرسل أطلق على بعضهم كلمة شيخ، كبطرس ويوحنا.
1-مثل ذلك قول بطرس الرسول: " أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح.. أرعوا رعية الله التي بينكم نظارًا.." (1بط 5: 1، 2). وعبارة ارعوا رعية الله، تدل على أنهم كانوا أساقفة، لأن الأساقفة كانوا هم الرعاة، وتدل على ذلك أيضًا كلمة " نظارًا".
ب-ويوحنا الرسول يقول في مستهل رسالته الثانية والثالثة:
"الشيخ إلى كيرية المختارة" (2يو 1).
" الشيخ إلى غايس الحبيب" (3 يو 1).
وفى الترجمة الكاثوليكية (الحبر) وهو لقب لرئيس الكنيسة.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:56 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
درجات الكهنوت



https://st-takla.org/Pix/Ethiopia/Nor...-Sites-119.jpg
1-ونقصد بها الدرجات التي تؤخذ بوضع اليد من الكنيسة، بصلوات خاصة وأصوام، ومعها موهبة من الروح القدس.
2-وكلها درجات كتابية، ذكرت في الكتاب المقدس، ونعنى بها:
  • الأسقفية،
  • والقسيسية،
  • والشماسية.
وكلها وردت في الإنجيل المقدس. وقد ورد في الدسقولية إن الأساقفة رعاة، والقسوس معلمون، والشمامسة خدام.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:58 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أساقفة


3- وأول أساقفة في الكنيسة، هم الآباء الرسل القديسون.
ولكنهم كانوا أساقفة بالمعنى المسكوني، وليس بالمعنى المكاني. أما القديس يعقوب الرسول فكان أسقفًا لأورشليم.
4-وقد أطلق لقب "أسقف" على السيد المسيح نفسه..
وفى ذلك قال معلمنا القديس بطرس الرسول: "لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها" (1 بط 2: 25).
5- وحسنًا الآن ترتبط هنا الرعاية والأسقفية معًا.
و السيد المسيح هو الراعي الصالح (يو 10: 11). وهكذا يكون هو أسقف نفوسنا. الأساقفة قد فوضهم السيد المسيح، أن يقوموا بالعمل الرعوي الذي يعمله هو عن طريقهم.
ومن الأمثلة الأخرى التي اجتمع فيها اللقبان: الأسقف والراعي، قول بولس الرسوللأساقفةأفسس: "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 20: 28). ونلاحظ هنا أن الأساقفة الرعاة مقامون من الروح القدس.
6- والرسل أيضًا كانوا رعاة أساقفة، أو رؤساء أساقفة كما كان الرسل كذلك كهنة ورؤساء كهنة.
هم أساقفة من جهة الكهنوت، وهم رؤساء أساقفة من جهة علاقتهم بأبنائهم وخلفائهم الأساقفة.
وكذلك بنفس المعنى تمامًا، هم كهنة ورؤساء كهنة: كهنة من جهة عملهم الكهنوتي، ورؤساء كهنة من جهة رئاستهم على كل درجات.
7- والأساقفة هم أيضًا وكلاء الله.
وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيطس أسقف كريت: "يجب أن يكون الأسقف بلا لوم، كوكيل الله" (تى 1: 7).
وبهذا المعنى يكون الرسل أيضًا أساقفة، كوكلاء الله.
وفى هذا قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن مساعديه العاملين معه: "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح، ووكلاء السرائر الإلهية. ثم يسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينًا" (1كو 4: 1، 2).
إذن الرسل أساقفة باعتبارهم رعاة، وباعتبارهم وكلاء الله، وأيضًا من جهة طبيعة عمله الكهنوتي.

وجميع رؤساء الكهنة الحاليين، ما هم إلا وكلاء لرئيس الكهنة الأعظم ربنا يسوع المسيح، وهم كرعاة ووكلاء لرئيس الرعاة (1بط 5: 4). هم وكلاء للرب في عمل الرعاية وباقي أعمال الكهنوت بما في ذلك التعليم وخدمة السرائر الإلهية.
وطبعًا ليس جميع الناس وكلاء الله، وليسوا جميعهم رعاة وأساقفة. وبالتالي لا يكون الجميع كهنة كما يدعى البعض. يضاف إلى هذا:
8- إن الكتاب المقدس يشرح الشروط اللازمة لدرجة الأسقفية.
ويقول من بينها إنه يجب أن يكون "صالحًا للتعليم"، "غير حديث الإيمان لئلا يتصلف"، "له شهادة حسنة من الذين هم من خارج" (1تى 3: 2-7). ويقول عنه في الرسالة إلى تيطس: "ملازمًا للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).
9- وهذه الصفات لا يشترط طبعًا أن تكون لجميع الناس.
ومن هذه الصفات أيضًا أن يكون "بعل امرأة واحدة" ((تى 1: 6). "يدبر بيته حسنًا، له أولاد في الخضوع بكل وقار. وإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته، فكيف يعتنى بكنيسة الله" (1تى 3: 4، 5).
وهذا الصفات ليست لجميع من اختصاصهم العناية بكنيسة الله.
10- وإن قال أحد إن الأساقفة حاليًا غير متزوجين..
نجيب بأنه في العصر الرسولي، ما كان يمكن أن يحرم من خدمة الكهنوت الأشخاص القديسون الذين سبق لهم الزواج، قبل أن تنظم البتولية الخاصة بهذه الخدمة، مثل بطرس الرسول مثلًا..
ثم بدأ القديس بولس الرسول يشرح أهمية البتولية ويحث عليها بقوله: "ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل: إنه حسن إذا لبثوا كما أنا"، "أريد أن تكونوا بلا هم. غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضى الرب. وأما المتزوج فيهتم في ما العالم كيف يرضى امرأته" (1كو 7: 8، 32) وبالتدريج نمت مسألة البتولية في الأساقفة، حتى صارت عرفا مُتّبعًا، ثم قررتها الكنيسة في القرن الرابع، في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية سنة 325 م.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 11:19 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
قسوس



11- وقد وردت كلمة "قسوس" في (أع 14: 23) حيث قيل عن بولس وبرنابا، أنهما في تبشيرهما لسترة وأيقونية وأنطاكية:
"انتخبا لهم قسوسًا في كل كنيسة. ثم صليا بأصوام، واستودعاهم للرب الذي كانوا قد آمنوا به" (أع 14: 23).
ونلاحظ هنا أن إقامة القسوس صحبتها صلوات وأصوام، لاشك أنها الصلوات الطقسية الخاصة بالسيامة، كما ورد نفس التعبير (الصلاة والصوم) في وضع اليد على برنابا وشاول (أع 13: 3).
على أن كلمة قسيس يترجمها أخوتنا البروتستانت بكلمة شيخ. وكلمة شيخ هنا لا تعنى شيخًا بمعنى أنه رجل كبير السن، إنما بالمعنى الاصطلاحي. أما الكاثوليك فيترجمونها كاهنًا كما ذكرنا.

https://st-takla.org/Pix/Gallery/Coll..._Priests59.jpg
وكلمة شيخ في كثير من الأديان تعنى رجل الدين، حتى لو كان صغير السن..
12- ووردت درجة القسيسية في قول بولس الرسوللتلميذه تيطس أسقف كريت: "تركتك في كريت، لكي تكمل الأمور الناقصة، وتقيم في كل مدينة قسوسًا (شيوخًا – كهنة) كما أوصيتك" (تى 1: 5 ).
ووردت أيضًا في (يع 5: 14) " أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة (شيوخ أو كهنة الكنيسة) فيصلوا عليه ويدهنوه بالزيت باسم الرب. وصلاة الإيمان تشفى المريض. وإن كان قد فعل خطية تغفر له".
13- فلو كان الجميع متساوين، ولو كان الكل ملوكًا وكهنة بالمعنى الحرفي، فلماذا يستدعى المريض هؤلاء القسوس أو هؤلاء الشيوخ؟! أما كان ممكنًا ن يستدعى أي مؤمن ليصلى عليه ويدهنه بالزيت. والكل مستاوون ولا فارق..
14- ومادام أخوتنا البروتستانت لا يؤمنون إطلاقًا بوجود وسيط بشرى بين الله والناس، فلماذا يستدعي هذا المريض وسيطًا، كاهنًا كان أو شيخًا، ليصلى عليه ويدهنه بالزيت؟! لماذا لا يصلى بنفسه، ويدهن نفسه بالزيت؟!
لاحظوا إنه لم يقل في هذه الآية: "يستدعى أحد المؤمنين الذين لهم مواهب الشفاء"، وإنما يستدعى قسوس (شيوخ) الكنيسة. فلم يتكلم هنا عن الموهبة، إنما عن الوظيفة..
15- انظر أيضًا ذكر القسيسة في (1تى 5: 17).
أما القسوس (الكهنة – الشيوخ ) المدبرون حسنًا، فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة، ولاسيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم".
و التعليم -منذ العصر الرسولي- ما كان يؤتمن عليه أحد، بل كان للرسل ولخلفائهم ومعاونيهم من رجال الإكليروس.
فهؤلاء الذين ذكرهم الرسول في (1تى 5: 17)، كان معهودًا إليهم بأمرين: التعليم والتدبير، فقيل إنهم مدبرون، أي قمامصة (هيغرمانوس)..
16- ومع إنكار درجات الكهنوت، نرى أن أخوتنا الإنجيليين في مصر، يتمسكون بلقب قسيس أو قس، ولا يحبون أن يكون لقبهم شيخًا، على الرغم من تمسكهم بالترجمة إلى شيخ في الكتاب المقدس وفي نفس الوقت، يرون أن لقب قسيس لا يعنى أي معنى من معاني الكهنوت.
وهكذا يفرقون عمليًا بين كلمة قسيس وكلمة شيخ، بينما لا يقدمون تفريقًا كتابيًا بين اختصاص هذا وذاك.
هذا هو اعتقاد الكنيسة المشيخية على الرغم من لقب أي Presbeterians المشيخيين.
أما الأخوة البلاميس (البليموث) فلا يستخدمون لقب قسيس إطلاقًا، ويرون أن الجميع أخوة، ولا فارق. فلقب كل واحد منهم هو (أخ).. أيا كان عمله في الكنيسة. وحتى الرسل يدعونهم إخوة!!
أما نحن فنعتقد بكهنوت القسوس وبكهنوت الأساقفة، بسبب الأعمال الكهنوتية التي عهد بها الرب إليهم، كما شرحنا في الفصل السابق (الثالث) في هذا الكتاب.
إن الموضوع ليس هو مجرد خلاف في الترجمة، أن ندعو شخصًا قسًا أو شيخا، إنما الأمر الجوهري هو العمل الكهنوتي الذي يقوم به، فهو الذي يميزه..
أهو الذي يدعوه المريض ليصلى عليه ويدهنه بالزيت؟ أهو الذي تأتمنه الكنيسة على التعليم، وعلى تدبير المؤمنين؟ أهو الذي يقيم سر الافخارستيا؟ أهو الذي يعمد؟ أهو المدعو من الله كما هرون..؟ إلخ.
17- والبلاميس لا يفرقون بين الأسقف والقسيس كتابيًا، على الرغم من أنهم لا يستخدمون لقب هذا ولا ذاك!

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 11:20 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الفرق بين الأسقف و القسيس



https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...f-Crete-01.jpg
18-الفرق الأول: أن الأساقفة لهم حق إقامة القسوس:
وفى هذا يقول القديس بولسلتلميذه تيموثاوس: "لا تضع يدك على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين" (1تى 5: 22). ويقول أيضًا لتلميذه تيطس: "تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة، وتقيم في كل مدينة قسوسًا (شيوخا) كما أوصيتك" (تى 11: 5).
وتذكر قوانين أن القس يقام من أسقف واحد. أما الأسقف فيضع عليه اليد ما لا يقل عن أسقفين أو ثلاثة.
19-و الفرق الثاني أن الأسقف يمكن أن يحاكم القسوس:
وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف في وجوب العدل.
في أمثال هذه المحاكمات: "لا تقبل شكاية على كاهن (شيخ) إلا على شاهدين أو ثلاثة.." (1تى 5: 19).
20-كما أن للأسقف الحق في مكافأة القسوس:
وعن ذلك يقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس في نفس الرسالة: "أما القسوس (الشيوخ) المدبرون حسنًا، فليحسبوا أهلًا لكرامة أفضل، ولاسيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم" (1تى 5: 17). ننتقل بعد هذا إلى الحديث عن الشمامسة

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:12 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
شمامسة

21- ورد ذكرهم لأول مرة في سفر أعمال الرسل (أع 6).
واشترطت فيهم اشتراطات تميزهم عن باقي المؤمنين، منها:
أ- أن يكونوا مملوءين من الروح القدس والحكمة.
ب- أن يقيمهم الرسل، بوضع اليد عليهم، مع الصلاة.
ج- أن يباشروا مسئوليات معينة في الكنيسة
22- وكانت الخدمة الاجتماعية هي أولى مسئولياتهم. ونسمع عن القديس اسطفانوس انه كان يعمل أيضًا بالكرازة و التعليم (أع 6: 1، 9، 10).
23- وقد وردت درجة الأسقفية، مع درجة الشمامسة في بدء رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل فيلبى، حيث قال:
"بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح، إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبى، مع أساقفة وشمامسة" (فى 1: 1).
وهنا نراه قد وجه رسالته إلى الكل، مميزًا الأساقفة والشمامسة عن كل الشعب.
فلو كان الكل متساوين، ولو كان الكل كهنة، فلماذا إذن هذا التمييز في مخاطبته للشعب؟! حقًا إنهم كلهم قديسون في المسيح يسوع، ولكنهم ليسوا كلهم واحدًا في الاختصاصات، وليسوا كلهم واحدًا في الكهنوت.
23- وقد وردت صفات مميزة للشمامسة في (1تى 3: 8-13).
إذ قال الرسول: "ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة، مدبرين أولادهم وبيوتهم حسنا". وهذا الشرط هو أحد الشروط اللازمة للأساقفة أيضًا (1تى 3: 2، 4) وهذا يدل على عظم هذه الدرجة. وهكذا قال الرسول بعدها:
" لأن الذين تشمسوا (أي صاروا شمامسة) يقتنون لأنفسهم درجة حسنة وثقة كبيرة في الإيمان الذي بالمسيح يسوع" (1تى 3: 13).
وهذا الوضع يميزهم بلا شك عن باقي المؤمنين.
ولهذا اشترط فيهم أيضًا أن يختبروا أولًا، ثم يصيروا شمامسة إن كانوا بلا لوم (1تى 3: 10). وعبارة " بلا لوم " هي إحدى الصفات التي اشترطت في الأسقف (1تى 3: 2، تى 1: 7).
24- وهنا نرى شروطًا مشتركة بين الأسقف والشماس:
إذ يجب أن يكون كل منهما بلا لوم، بعل امرأة واحدة، قد دبر بيته حسنًا، غير بعض الصفات الروحية الأخرى. وهذا كله يدل على عظم درجة الشماس وتمايزه عن باقي الشعب.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:13 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت أبوة
قبل أن نتكلم عن الأبوة الروحية التي للآباء الكهنة، بكل درجاتهم، من القس إلى رئيس الأساقفة، يحسن بنا أولًا، أن نذكر اعتراضًا يقدمه منكرو الكهنوت ونرد عليه.

الاعتراض الخامس
يقول منكرو الكهنوت: [ كيف ندعو القسوس والأساقفة آباء، بينما السيد المسيح يقول لتلاميذه: "لا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السموات" (مت 23: 9)
الرد على الاعتراض
1-السيد المسيح قال: "لا تدعوا لكم أبًا.. " كما قال أيضًا: "ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح" (مت 3: 10). وقد شرحنا في الفصل السابق اهتمام المسيح ورسله بالتعليم، وكيف أن الله أعطى البعض أن يكونوا " مبشرين ومعلمين" (أف 4: 11 ) وأن ذلك لازم " لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (أف 4: 12). كما قال الرسول: المعلم ففي التعليم" (رو 12: 7).
وخلصنا من ذلك أن قول المسيح: "لا تدعوا لكم معلمين" قيلت للرسل وليس لباقي الشعب الذين لهم معلمون ومرشدون. وكما تنطبق هذه العبارة على الرسل وحدهم، تنطبق من بعدهم على خلفائهم من رؤساء الكنائس
هل يجوز لنا أن نقول معلمنا بولس الرسول، معلمنا بطرس الرسول أم لا؟ وهل لو قلنا هذا، نكون قد كسرنا وصية الرب، لأن معلمنا واحد هو المسيح؟!
أم أن عبارة: "لا تدعوا معلمين " خاصة بالرسل وحدهم، الذين من جهة الواقع لم يكن لهم سوى معلم واحد هو المسيح؟
ونفس الوضع نقوله عن عبارة: " لا تدعوا لكم أبًا". هذه العبارة للرسل ولخلفائهم، الذين ليس لهم آباء على الأرض.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:14 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
آباء من العهد القديم



الأبوة الروحية موجودة منذ العهد القديم، إذ قيل عن إبراهيم إنه أب لجميعنا. (رو4: 11) – ليس فقط للذين هم من الناموس، ومن نسل إبراهيم، إنما أيضًا لكل الذين هم من إيمان إبراهيم. كما هو مكتوب أنى قد جعلتك أبًا لأمم كثيرة (رو 3: 11، 12).
إذن كان أبونا إبراهيم أبًا لجميع الذين يؤمنون، الذين على إيمانه، سواء كانوا من الختان أو الغرلة.. أنها أبوة روحية.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Church-24.jpg
أبوته للذين في الختان، ربما يحسبها البعض أبوة جسدية، فماذا إذن عن أبوته للذين في الغرلة، وهم غرباء عنه ؟ ماذا عن أبوته لأمم كثيرة؟ وماذا عن قول الرسول: "ليكون أبا لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة" (رو 4: 11).
وحتى الذين في الختان: أبوة إبراهيم لهم ليست مجرد أبوة جسدية. إذ يقول الرسول في ذلك عن أبينا إبراهيم: " وأبا للختان، للذين ليسوا من الختان فقط، بل أيضًا يسلكون في خطوات إيمان أبينا إبراهيم" (رو 4: 12)
وعن هذه الأبوة الروحية التي لإبراهيم يقول الرسول أيضًا:
" كما آمن إبراهيم فحسب له برًا، علموا إذن أن الذين هم من الإيمان، أولئك هم بنو إبراهيم" (غل 3: 6، 7)
3-مثال آخر هو قول أليشع لإيليا البتول عند صعوده: "يا أبى يا أبى، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" (2مل 2: 12).
إنها أبوة روحية، لأن اليشع كان تلميذا لإيليا.
ونفس الوضع نقوله عن يوآش الملك، الذي لما مرض أليشع مرض الموت، نزل إلى يوآش، وبكى على وجهه وقال: "يا أبى يا أبى، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" (2مل 13: 14).
فهل كان اليشع النبي مخطئًا حينما دعا ايليا أبا له، وحينما قيل أن يدعى أبا من يوآش؟ وهل كان لا يدرك أبوة الله الذي في السموات؟!
أبوة الله كانت معروفة، فهو الذي قال: "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26). ومنذ ما قبل الطوفان قيل إن "أولاد الله (أي نسل شيث) رأوا بنات الناس أنهن حسنات" (تك 6: 2). وقد قال داود في المزمور: "كما يترأف الأب على البنين، يترأف الرب على خائفيه" (مز 103: 13).
4-وهل أخطأ داود النبي حينما دعا شاول مسيح الرب أبًا؟!
وقال له: "أنِر، طرف جبتك في يدي" (1صم 24: 11). قال له هذا بحكم المركز والسن، ولكونه مسيح الرب. فكم بالأولى الكهنوت.
5-وهل أخطأ أيوب الصديق حينما قال: "أب أنا للفقراء" (أى 29: 16). والمثل هل أخطأ يوسف الصديق حينما قال: إن الله جعلني أبا لفرعون وسيدًا لكل بيته (تك 45: 8)؟!

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:16 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
آباء من العهد الجديد


6- ولعل البعض يحتج بأن هذه أمثلة من العهد القديم!
فنرد عليهم بإجابتين: الأولى هي: لا تحتقروا العهد القديم ولا تنكروه واذكروا أن السيد المسيح لم ينقض الناموس والأنبياء (مت 5: 17) واذكروا أيضًا أن "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم" (2تى 3: 16). أما الإجابة الثانية فهي:
7- إن الأبوة الروحية يذكرها العهد الجديد في مواضع كثيرة: وقد تحدث بولس الرسول عن أبوة أبينا إبراهيم في العهدين القديم والحديث ونحن لا نستطيع أن نكذب هذا النص المقدس، ونقول إنه لا يوجد سوى أب واحد في السماء.
وكذلك الرسل في العهد الجديد دعوا آباء.
8- إن بولس يدعو كلا من تيموثاوس وتيطس وأنسيمس أبناء. فيقول: "تيموثاوس الابن الصريح في الإيمان" (1تى 1: 2).
ويقول: "تيموثاوس الابن الحبيب" (2تى 1 ك 2). ويقول عن تيطس: "الابن الصريح حسب الإيمان" (تى 1 : 4). ويرسل إلى فليمون فيقول له: "اطلب إليك لأجل ابني انسيموس الذي ولدته في قيودي" (فل 10). ويقول لتيموثاوس: فتقوا أنت يا ابني بالنعمة" (2تى 2 : 1).

https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...Timothy-01.jpg
و المعروف أن بولس الرسول كان بتولًا، وليس له أبناء حسب الجسد، ولكنه كان أبًا روحيا لكل هؤلاء.
فهل يجرؤ تيموثاوس وتيطس وأنسيموس أن يقولوا للقديس بولس: لست أبانا، لأنه ليس لنا أب على الأرض؟!
9- وعندما قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "لا تزجر شيخًا، بل عظه كأب" (1تى 5: 1). هل كان يستطيع هذا الأسقف أن يحتج على معلمه قائلا: كيف هذا؟! ليس لي أب على الأرض! مع أنها أبوة سن.
10- إن بولس الرسول لم يدع أفرادًا فقط أبناء له، إنما أيضًا دعا شعوبًا أولادًا له، كأب روحي لهم..
فقال لأهل غلاطية: "يا أولادي الذي أتمخض بكم أيضًا، إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غل 4: 9). ويقول لأهل كورنثوس: بل كأولادي الأحباء أنذركم، لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون، لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل. لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس الذي هو ابني.
11- وعبارة: "ولدتكم بالإنجيل " تظهر لنا أبوة روحية، هي أبوة في الإيمان، وفي الكرازة والتعليم.
فالقديس بولس صار أبًا لأهل كورنثوس، لأنهم آمنوا على يديه، وكذلك أهل غلاطية.. ولأنهم تلاميذه.
فهل ينكر أهل كورنثوس وأهل غلاطية أبوة القديس بولس الرسول، ويقولون له: "ليس لنا أب على الأرض، لأن أبانا واحد الذي هو في السماء"؟!
12- ألا يدل هذا التفكير على خطأ في فهم الكتاب المقدس؟!
ألم يقل لنا الكتاب: "الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى" (2كو 3: 6).
كما يدل هذا التفكير على خطورة تطبيق الآية الواحدة، دون النظر إلى باقى الآيات. ويدل ذلك أيضًا على الطريقة الخاطئة في التفسير التي تطبق كلية على كل أحد، دون معرفة من هو المقصود بالقول!!!
13- والقديس يوحنا أيضًا -كالقديس بولس- دعى أبا روحيًا.
يوحنا الرسول البتول يقول: "يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا" (1تى 2: 1) ويقول: "ليس لي فرح أعظم من هذا، أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق" (3يو4).
وبطرس الرسول يقول عن مرقس أنه ابنه.
فيقول: "تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي" (رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 13). قال هذا من جهة فارق السن الكبير بينهما، لأن المعروف هو أن مرقس ابن ارسطوبولس.
15- فهل أخطأ الرسل الكبار، إذا دعوا أنفسهم آباء؟!
هل أخطأ بولس وبطرس ويوحنا، وارتأوا فوق ما ينبغي لهم، إذ حسبوا أنفسهم آباء، وكأنهم قد نافسوا الله في أبوته؟! أم أن عبارة: "لا تدعو لكم أبًا " موجهة للرسل وحدهم، الذين قالوا مرة للمسيح: "ألنا قلت هذا المثل أم قلته للجميع" (لو 12: 41).
16- إن وصية المسيح، لو فهمت على حرفيتها، لكانت نتيجتها إلغاء الأبوة الجسدية أيضًا، لأنها أبوة على الأرض!!
لأن السيد المسيح لم يقل هنا أبوة روحية، ولا أبوة جسدية،إنما أطلق العبارة مرسلة.
وطبعًا لا يمكن أن يكون قد ألغى الأبوة الجسدية، وإلا ما كان الرسول يقول: "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب، لأن هذا حق. أكرم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد" (أف 6: 1، 2).
فإن كنا نحترم الأبوة الجسدية، فكم بالأولى الروحية؟
17- إنما السيد المسيح قال هذه الوصية، بل هذا الأصحاح كله، في مجال إلغاء القيادات الدينية القديمة كالكتبة و الفريسيين..
فالإصحاح كله تتكرر فيه مرات عديدة " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون" (مت 23). وقد بدأ بذكر السيد المسيح لأخطائهم. حتى وصل إلى عبارة أنهم "يحبون المتكأ الأول.. و التحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (مت 23: 6، 7). وبعدها قال مباشرة: "وأما أنتم فلا تدعوا سيدي.. ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض.. ولا تدعوا معلمين".
18- إذن هي مهاجمة صريحة لأبوة الكتبة والفريسيين، وليس للأبوة الروحية التي للعهد الجديد.
إن السيد المسيح كان وقتها بصدد إلغاء القيادات الدينية التي كانت مسيطرة على المجتمع وقتذاك، حتى لا تصبح جماعة المؤمنين خاضعة لأبوتها ولا لسيادتها ولا لتعليمها.. وذلك لينشئ أبوة وسيادة وتعليمًا من نوع جديد.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:17 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أنتم جميعًا أخوة

الاعتراض السادس
يكمل منكرو الكهنوت اعتراضهم، فيقولون: كلنا أخوة متساوون، لأن السيد المسيح يقول في نفس المناسبة: "وأنتم جميعًا أخوة" (مت 23: 8).
الرد على الاعتراض
حقًا إننا جميعًا أخوة. فكلنا أبناء آدم وحواء، وكلنا أبناء نوح وإبراهيم. وكلنا أبناء إيمان واحد، ومعمودية واحدة. وكلنا أبناء الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:18 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل الأخوة متساوون؟!

نقول بكل وضوح: ليس جميع الأخوة متساوين. وتعليم الكتاب ينادى بهذا وسنضرب أمثلة لذلك:
1-كان يعقوب أخا لعيسو. ومع ذلك قال له الرب: "كن سيدًا لأخوتك. وليسجد لك بنو أمك" (تك 27: 29).
2-وعبارة كن سيدًا لأخوتك، تعنى أن الأخوة غير متساوين. وما ينطبق على يعقوب، ينطبق على كثير من الأخوة.
فسبط لاوي، كان أخا لباقي الأسباط الأحد عشر. ولكن كان فيه وحده الكهنوت. ولم يتساوى معه باقي الأسباط في هذا الأمر.
3-بل أكثر من هذا لم يكن كل بنى لاوي وهم أخوة متساوين من جهة الكهنوت الذي تخصص فيه بنى هرون.
إذن لا نأخذ عبارة لأن جميعكم أخوة بمعنى التساوي، لأن الكتاب لا ينادى بهذا التساوي مطلقًا ولا يعلم به، كما يعلم الأخوة البلاميس Brrtherns، وباسم هذه الأخوة ربما يفقد الصغار احترامهم للكبار، بل قد يفقدون أيضًا احترامهم للأنبياء والرسل والقديسين.
وأمامنا مثل أكبر بما لا يقاس من مثال يعقوب وأخوته، مثال لاوي وأخوته، وهرون وأخوته وهو:
4-قيل عن السيد المسيح إنه شابه أخوته في كل شيء (عب 2: 17) ولم يستح أن يدعوهم (أي الرسل) أخوته (عب 2: 12).
وبكل اتضاع قال السيد المسيح لمريم المجدلية: اذهبي وقولي لأخوتي أن يمضوا إلى الجليل هناك يرونني (مت 28 : 10، يو 20: 17). إنه له المجد سماهم أخوة له اتضاعًا، ولكن هل يجرؤ أحد منهم أن يدعوه أخا؟! حاشا.. ومع أنه صار أخًا للبشر؛ إذ تشارك معهم في اللحم و الدم، في هذه الطبيعة البشرية. ولكن..
هل يجرؤ أحد من الرسل أن يدعى المساواة بالمسيح على اعتبار أنه لم يستح أن يدعوهم أخوته؟!
مع أن الرسل دعاهم المسيح أخوة، إلا أنه قال لهم أيضًا: "أنتم تدعوني معلمًا وسيدًا، وحسنا تفعلون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا المعلم والسيد غسلت أرجلكم، فينبغي أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14).
بل حتى في ذكر أخوته لهم يقول الكتاب: "ثم ينبغي أن يشبه أخوته في كل شيء، لكي رحيمًا، ورئيس كهنة أمينًا فيما لله، حتى يكفر عن الخطايا".
كونه يشبه أخوته، لا تمنع أنه رئيس كهنة.
إذن الإخوة لا يمكن أن تعنى المساواة في كل شيء.
5-ومع أن الجميع أخوة إلا أنهم ليسوا متساوين في الاختصاصات.
وفى ذلك يقول الكتاب: "فوضع الله أناسا في الكنيسة: أولا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين، ثم قوات. وبعد ذلك مواهب شفاء، أعوانًا تدابير وأنواع ألسنة " كصاحب المواهب، كالشخص العادي؟ طبعا لا..
6-إذن المؤمنون الأخوة ليسوا متساوين في المواهب ولا في الاختصاصات ليس الرعاة مساوين للرعية، ولا المعلمون مساوين الشعب..
وإنما نقول إن الله -كما قال الرسول- " أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، و البعض رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).
على كل واحد في الإخوة أن يعرف طقسه وحدود رتبته، "ولا يرتئي فوق ما ينبغي" (رو 12: 3) بل "حسبما قسم الله لكل واحد نصيبا من الإيمان".

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:20 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل الأخوّة تلغي الرئاسات؟!


7-هناك مساواة أمام الله في البنوة والخلاص واستحقاقات دم المسيح، والمسئولية الأدبية لكل فرد حسب مواهبه. ولكن هل الأخوّة، وهل المساواة، تلغى الرئاسات في الكنيسة؟! بحيث يذكرنا هذا بما قيل في سفر القضاة.
لم يكن هناك ملك في إسرائيل في تلك الأيام. وكان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه (قض 17: 6).
إذن هل الأخوة تعنى عدم النظام في الكنيسة؟ وهل المساواة تعنى أن الكنيسة تسير بلا ترتيب، بلا قيادة، بلا أشخاص مسئولين أمام الله والناس؟ حاشا أن يحدث هذا، فقد قال الكتاب:
" ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب" (1كو 14: 40).

https://st-takla.org/Pix/Ethiopia/Eth...-Ababa-019.jpg
8-إن الكنيسة هي الوضع المثالي في النظام، لأنها جسد المسيح. ومع أن كل أعضاء الجسد أخوة، إلا أن هناك رأسًا، وأعضاء.. بل في كل أسرة: هناك زوج وزوجة وأولاد. ومع ذلك فالرجل رأس المرأة. والأولاد يخضعون للأبوين.
ولا يمكن باسم المساوي أن تتمرد المرأة على رئاسة الرجل!
ولا يمكن باسم المساواة أن يتمرد الأبناء، ولا يخضعوا لوالديهم في الرب لأن هذا الخضوع حق (أف 6: 1، 2 ).
9-أما من جهة الرئاسات، فإن الله هو الذي وضعها في الكنيسة، في السماء أولًا بين الملائكة.
وهكذا قيل: "خلق الكل ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين" وقيل في سفر دانيال النبي عن الملاك ميخائيل : "ميخائيل الرئيس العظيم" (دا 10: 13 )
10-كذلك أوجد الله رئاسات في مجال الكهنوت.


فعين هرون رئيسًا للكهنة، وتتابع رؤساء الكهنة على مدى الأجيال.. وقيل عن يهوشع: "الكاهن العظيم" (زك 3: 1). وعبارة " رئيس كهنة" (وردت في الكتاب مرات عديدة جدًا.

11-بل سمح الله لموسى بإقامة رؤساء علمانيين.
تخير أناسًا ذوى قدرة خائفين الله أمناء وأقامهم "رؤساء ألوف، ورؤساء مئات، ورؤساء خماسين، ورؤساء عشرات، فيقضون للشعب كل حين.. والدعاوى العسرة يجبيئون بها إلى موسى" (خر 18: 21، 25، 26، تث 1: 15).
12- ولعلهم يسألون: وما موقف المسيح من كل هذه الرئاسات؟
السيد المسيح " هو رأس كل رياسة وسلطان" (كو 2: 10).
وجود الرئاسات على الأرض لا تمنع رئاسته. وجود ملوك على الأرض لم يمنع أنه " ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ 19: 16). ووجود رعاة لا يمنع أن السيد المسيح هو راعى الرعاة، وراعى الخراف العظيم (عب 13:20) 9
قال القديس أو غسطينوس للرب: أنا راع لهؤلاء، ولكنني أمامك، أنا معهم واحد من قطيعك. وأنا معلم لهم، ولكنني أمامك أتعلم منك معهم.
13- الناس أمام الله أخوة. ولكنهم بالنسبة إلى بعضهم البعض يوجد فيهم أبناء وآباء، ورعية ورعاة، و تلاميذ ومعلمون. وأيضًا فيهم علمانيون وكهنة.
هناك اعتراض آخر يقدمه البعض في موضوع المساواة وهو:
قول السيد المسيح لتلاميذه " أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم، والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا. بل من أراد أن يكون فيكم عظيما، فليكن لكم خادمًا. ومن أراد أن يكون فيكم أولًا فليكن لكم عبدًا. كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخْدَم، بل ليَخْدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 25-28).
وواضح أن هذا الكلام عن التواضع، وعدم التسلط، وعدم محبة الرئاسة العظيمة وليس هو عن إلغاء الرئاسات، بدليل إبراز مثل السيد المسيح نفسه.. فهو سيد ورئيس، مع أنه جاء ليخدم ويبذل (يو 13: 13).
و المقصود بالرئاسات في الكنيسة وفي الكهنوت، النظام، وتوزيع المسئولية والأشراف على الخدمة، وما إلى ذلك. وليس هدفه مطلقًا التسلط، ومحبة العظمة، الأمور الكائنة في الجو العلماني الذي انتقده الرب. وأيضًا محبة الكرامة التي كانت ظاهرة في تصرفات الكتبة والفريسيين وقد هاجمها الرب في (مت 23: 5-8).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:23 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت وخدمة المذبح
اعتراض
مادام الكاهن إنسانًا يخدم المذبح، لذلك فالذين ينكرون الكهنوت ينكرون المذبح أيضًا.
ويقولون إن المذبح شيء كان في العهد القديم، ولا وجود للمذبح في العهد الجديد. وبالتالي لا توجد ذبيحة. وهكذا لا يوجد في اعتقادهم كهنوت يخدم المذبح ويقدم الذبيحة..
ولذلك فإن كنائس البروتستانت لا يوجد فيها مذبح. وطبعًا لا توجد قداسات يصلونها لتقديس ذبيحة. وبالتالي لا يوجد أيضًا بخور، ولا توجد أواني للخدمة ولا ملابس للخدمة، ولا كل ما يتعلق بتقديم الذبيحة المقدسة...
الرد على الاعتراض
وعملنا في هذا البحث، أن نثبت بنصوص من الكتاب المقدس أن المذبح موجود في العهد الجديد، وأنه لم ينته بنهاية العهد القديم. فإنه له استمرارية في المسيحية،، هو والذبيحة المقدسة التي لم تكن مجرد رمز أو مثال أو ذكرى.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:25 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وجود المذبح

1-مما يثبت وجود المذبح في العهد الجديد، قول القديس بولس الرسول: "لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه" (عب 13: 10).
و الذين يخدمون المسكن هم اليهود.. أي أن اليهود الباقين يهودا، لا سلطان لهم أن يتناولوا من المذبح المسيحي.
2-وقد وردت نبوءة في سفر إشعياء النبي عن وجود مذبح للرب وبالذات في أرض مصر، الأمر الذي لم يتحقق إلا في العصر المسيحي.
قال الوحي الإلهي: "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب في مصر، ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا.." (إش 19: 19-21).
وواضح أن هذا المذبح ليس مذبحًا وثنيًا أو فرعونيًا.
وذلك لأنه مذبح للرب، علامة وشهادة لرب الجنود، وبه يعرف المصريون الرب ن ويكون عمود للرب عند تخم أرض مصر. وقد تكررت عبارة الرب في هذه النبوءة عشر مرات، وانتهت بقول رب الجنود: "مبارك شعبي مصر" (إش 19: 25). وطبعًا لا يمكن أن ينطبق شيء من هذا على العصر الوثني في مصر.
وواضح أيضًا أن هذا المذبح ليس مذبحًا يهوديًا.
لأن اليهود ما كانوا يذبحون للرب في أرض غريبة. وإنما كانوا يعلقون قيثاراتهم على أشجار الصفصاف ويبكون (مز 137: 1-4). وقد أمر الرب فرعون أن يطلق الشعب من مصر ليمارسوا عبادتهم (خر 8 : 20، 9: 1). ووعد فرعون قائلا: "أنا أطلقكم لتذبحوا للرب إلهكم في البرية" (خر 8: 28). ثم قال موسى بعدها: "لا يعد فرعون يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب" (خر 8: 29).
إذن ما كان ممكنًا أن يقام مذبح يهودي في مصر.
وقد أمر الله أنه لا يقدم ذبيحة إلا في المكان الذي اختاره هو ليكون اسمه فيه.
وهكذا ورد في شريعة موسى: "وتذهب إلى المكان الذي يختاره الرب إلهك ليحل اسمه فيه" (تث 26: 2). " فالمكان الذي يختاره الرب إلهكم ليحل اسمه فيه، تحملون إليه كل ما أنا أوصيتكم به: محرقاتكم وذبائحكم وعشوركم.." (تث 12: 11). " وأما أقداسك التي لك ونذورك، فتحملها وتذهب إلى المكان الذي يختاره الرب. تعمل محرقاتك، اللحم و الدم على مذبح الرب إلهك" (تث 12: 26).
وقد اختار الرب أورشليم (زك 3: 2). وقال:".. بل اخترت أورشليم ليكون اسمي فيها" (2أى 6: 6). ولم يكن للرب مذبح في أرض مصر طوال العصر اليهودي.
إذن مذبح الرب الذي ذكر إشعياء النبي أنه يكون في مصر، هو مذبح في العصر المسيحي. وهو يثبت وجود مذابح في المسيحية بوجه عام..
3-وقد تنبأ ملاخي النبي عن وجود أمثال هذه المذابح المسيحية في الأمم من مشارق الشمس إلى مغاربها تقرب عليها تقدمات للرب. فقال في مجال سخط الرب على اليهود وذبائحهم المرفوضة :
"ليست لي مسرة بكم -قال رب الجنود- ولا أقبل تقدمة من يدكم. لأنه من مشارق الشمس إلى مغاربها، اسمي عظيم بين الأمم. وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة" (ملا 1: 10، 11 ).
ولم يحدث ذلك إلا في المسيحية. لأن متى حدث في كل زمن اليهودية، أن كانت تقدم للرب تقدمات، ويرفع لاسمه بخور، في كل مكان، بين الأمم؟!
4-وقد تحدث السيد المسيح عن المذبح والصلح بين الناس، فقال: فإن قدمت قربانك إلى المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب اصطلح مع أخيك" (مت 5: 23، 24).
وهي وصية لم يقصد بها ذلك العصر اليهودي فقط، الذي كان سيزول بعد هذه العظة بحوالي ثلاث سنوات. وإنما هي تعليم عام عن ارتباط المذبح بالصلح في المسيحية.
5-مادام قد ثبت بهذه الأدلة الأربعة وجود مذبح في المسيحية، وإذن لا بد أن يوجد خادم المذبح وهو الكاهن.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:26 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الذبيحة المقدسة في المسيحية



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...charist-01.gif
6-سر الافخارستيا -تقديم جسد الرب ودمه- موجود في الأناجيل الأربعة كلها، وفي الرسالة إلى كورنثوس. وبالذات في الشواهد الآتية:
متى 26: 26 – 28. مرقس 14: 22-24.
لوقا 22: 19 – 20. يوحنا 6: 32-58.
1كو 10: 16 – 21. 1كو 11: 23-30.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:27 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الرب هو الذي أسس هذا السر



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...charist-01.gif
هو الذي أخذ خبزًا وشكر وبارك وكسر، وأعطى التلاميذ قائلًا: خذوا كلموا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكرى (مت 26: 26؛ 1 كو11: 24).
وهو الذي أخذ الكأس، وشكر وأعطاهم قائلا: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى"، "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين"، "اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى" (مر 14 11، لو 22).
وفى إنجيل معلمنا لوقا: "هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم"، "دمى الذي يسفك عنكم" (لو 23: 19، 20).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:28 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الرب هو الذي أمر بممارسة سر الإفخارستيا

فلم يكتف الرب بأنه أسس السر في يوم خميس العهد، إنما أمر تلاميذه قائلًا لهم: "اصنعوا هذا لذكرى".
وعبارة "اصنعوا هذا لذكرى" تعنى استمرارية إقامة هذا السر.
"خذوا كلوا. هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكرى" (1كو 11: 24). "هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكرى" (لو 22: 19)
"هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى (1كو 11: 25).
إذن نحن نخالف وصية الرب، إن لم نمارس هذا السر.
9-عبارة "اصنعوه" تعنى معنى خاصًا. فلو كان الأمر مجرد تقديم خبز عادى ما كان يقول: "اصنعوه". إنما هذه العبارة تعنى تحويل الخبز إلى جسده. وهذه تحتاج إلى الإنسان مختص، له سلطان، هو الكاهن.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:29 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
إلى متى نمارس سر الإفخارستيا؟



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...-Advent-01.jpg
الجواب هو إلى يوم مجيء الرب.
أي طوال هذا الدهر الذي نعيشه.. إلى يوم القيامة.
وهذا هو تعليم كتابي، إذ يقول الرسول: "فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز، وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ" (1كو 11: 26). إذن فهي ليست وصية إلى عصر من العصور، أو إلى الرسل فقط، إنما إلى كل الأجيال، إلى مجيء الرب..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:30 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الرب سلَّم سر الإفخارستيا لتلاميذه

لم يقل لكل الشعب: "اصنعوا هذا لذكرى"، إنما قال هذا لتلاميذه. أما الشعب فإنهم يأكلون من الجسد، ويشربون من الكأس، ويخبرون بموت الرب إلى أن يجئ
وصنع هذا السر بواسطة التلاميذ، يؤول بالطبع إلى خلفائهم، لكي تبقى استمرارية إقامة السر، إلى أن يجئ الرب..
12-ونفهم هذا الأمر من تعليم القديس بولس الرسول.
السيد المسيح أقام هذا السر العظيم مع رسله القديسين في يوم الخميس الكبير. ولم يكن بولس الرسول قد آمن بعد. فلما انضم إلى الرسل، سلمه الرب هذا السر شخصيًا لأهميته. ولم يتركه يستلمه بالتقليد من الرسل. ولذلك قال القديس بولس: "تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا: أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها، أخذ خبزًا فشكر وكسر. وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي.." (1كو 11: 23).
وفى حديثه عن هذا السر في (1كو 10) قال:
كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟ (1كو 10: 16).
فقال: "نباركها" و"نكسره"، لأنه أمر خاص بالرسل وخلفائهم. ولم يقل للشعب تباركونها، وتكسرونه. أما عن التناول فقال للشعب: "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين. لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين" (1كو 10: 21). وعبارة: "مائدة الرب" هنا، تعنى المذبح. ذلك لأن صنع السر هو الكهنوت. أما التناول فلكل الشعب.
هنا ونسأل عن هذا السر ما هو ؟
هل هو مجرد خبز، وكأس خمر، يشترك فيه المؤمنون، لمجرد الذكرى كما يعتقد البروتستانت؟ أم هو جسد الرب ودمه حسب التعليم الإنجيلي؟

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:31 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
سر الإفخارستيا ليس خبزًا عاديًا



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...charist-01.gif
إنما يصفه الرب بصفات عالية جدا حسبما ورد في الإنجيل للقديس يوحنا (يو6: 32-58) إنها 27 آية متتابعة، أنصح بقراءتها لتلاحظوا العبارات الآتية:
الخبز الحقيقي الذي من السماء (ع 32).
خبز الله النازل من السماء، الواهب حياة للعالم (33) أنا هو خبز الحياة (ع35)، (ع 48).
أنا هو الخبز الذي نزل من السماء (ع 41) هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت (ع 50) أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء (ع 51) إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد (ع 51). وهنا نسأل: هل الخبز الذي يقدمه الأخوة البروتستانت للذكرى، له كل هذه الصفات التي وردت في (يو 6)؟!
هل هو خبز الحياة؟ هل هو نازل من السماء؟ هل هو الواهب الحياة للعالم؟ هل كل من يأكل منه لا يموت، بل يحيا إلى الأبد؟ هل هذا الخبز هو الرب يسوع نفسه، الذي قال: "أنا هو الخبز.. "؟!!
إنما هذا الخبز، يعبر عنه الرب بأنه جسده..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:33 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هذا الخبز هو جسد الرب

ليس هذا هو تعليمنا نحن، إنما هو تعليم الرب القائل بعد كل هذه الصفات التي وصف بها هذا الخبز: "و الخبز الذي أنا أعطي، هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو 6: 51).
هل نستطيع أن نترك كلام الرب الواضح، لكي نركن إلى مفاهيم بشرية؟! أو هل يريد البعض أن يخضع كلام الرب لمفاهيمه هو؟! إن الكلام واضح وصريح. ولما احتج اليهود قائلين: "كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟" أجابهم بتأكيد:
"الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم" (يو 6: 53).
فهل الذين ينفون عبارة " اصنعوا لذكرى" (يتناولون ما يتناولونه مؤمنين أنه جسد الرب ودمه، أم باعتبار أنه خبز عادى وخمر عادية؟ وما هو موقفهم من الآية السابقة، ومن قوله بعدها: "مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو 6: 54).
أي من يأكل، وهو مؤمن تمامًا، أن هذا جسد الرب، ويشرب وهو مؤمن تمامًا، أن هذا هو دم الرب.
هذا هو الذي ينال المواعيد الإلهية التي وعدنا بها الرب في هذا الأصحاح من يوحنا، والتي سنعود عليها بمعونة الرب بعد قليل..
يأكل ويشرب ليس كرمز أو مثال وإنما كحقيقة:
فقد قال الرب بعد كلامه السابق: "لأن جسدي مأكل حق، ودمى مشرب حق.." (يو 6: 55).
هذا الجسد وهذا الدم، هما ما عناه من قبل بحديثه عن الخبز الحي النازل من السماء. ولذلك قال بعد هذا مباشرة عن جسده: هذا هو الخبز الذي نزل من السماء (يو 6: 58).
لذلك نحن نقول في صلوات القداس الإلهي عن هذا السر، إنه جسد حقيقي، ودم حقيقي.
وهذا التعبير ليس من عندنا، ولا من علم اللاهوتيين في الكنيسة، إنما هو كلام الرب نفسه، الذي نقبله، ونصدقه، ببساطة قلب، كأشخاص روحانيين، وليس كأشخاص عقلانيين..
نقبله كما هو، لأن الرب قاله هكذا..
ونحن نؤمن بما قاله الرب. ولا نضيف عليه شيئًا من عندياتنا، ولا من فهم بشرى يتعارض مع النص..
كل من يقول إنه إنجيل، ينبغي أن يتبع كلام الإنجيل. فماذا إذن قال الإنجيل، وعلى فم المسيح نفسه؟

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:34 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هذا جسدي، هذا دمي

هكذا قال الرب، تبارك اسمه في كل ما قال: "خذوا كلوا. هذا هو جسدي" (مت 26: 26)
اشربوا منها كلكم. هذا هو دمى" (26: 27، 28) " خذوا كلوا. هذا هو جسدي" (مر 14: 22) "هذا هو دمى الذي للعهد الجديد" (مر 14: 24)
"هذا هو جسدي، الذي يبذل عنكم" (لو 22: 19) "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى" (لو 22: 20).
وعبارة "جسدي" في مجال لتناول، وردت في (يو 6) 5 مرات، إحداها "جسد ابن الإنسان" عبارة "دمي" للتناول وردت بنفس الطريقة أربع مرات (انظر يو 6: 51، 53، 54، 55، 56)
هل يمكن إنكار كل هذه النصوص الإلهية، لأن العقل اتجه اتجاها آخر للفهم؟!

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:36 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
بركات التناول

إنها بركات روحية فائقة جدًا، لا يمكن أن تكون من خبز عادى. ومنها الحياة الأبدية، الثبات في الرب، غفران الخطايا.
وفى هذا الموضع، يصرح الرب بنفسه قائلًا:
"من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمة في اليوم الأخير (يو 6: 54). " من يأكل جسدي ويشرب دمى، ويثبت في وأنا فيه" (يو 6: 56). "من يأكلني فهو يحيا بي" (يو 6: 57).
"هذا هو دمى الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28). " جسدي الذي يبذل عنكم.. دمى الذي يسفك عنكم" (لو 22: 19، 20).
أنستطيع أن تقول إن هذه البركات كلها، تنبع من خبز عادى، ومن خمر عادية، تصنع للذكرى؟ مستحيل..
أيكون الخبز العادي سببا للحياة، والثبات في الله، من يصدق هذا؟!
أما إن كانت هذه البركات من الجسد الذي بذل عنا، ومن الدم الذي سفك عنا، فهذا كلام يمكن فهمه لاهوتيًا. ومن له أذنان للسمع فليسمع..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:37 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
عقوبات لمن يتناول بغير استحقاق

وهذه يشرحها القديس بولس الرسول في (1كو 11) قائلا:
"إذن أي من أكل هذا الخبز، أو شرب كأس الرب، بدون استحقاق، يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه" (1كو 11: 27).
ويتابع الرسول كلامه فيقول: "ولكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس".
هل الخبز العادي يحتاج إلى كل هذا الاستعداد، وإلى أن يمتحن الإنسان نفسه أولًا؟!
وهل الخبز العادي نقول فيه استحقاق أو عدم استحقاق؟!
وهل الذي يأكل الخبز العادي للذكرى في مناسبة مقدسة، نقول عنه إنه يكون مجرمًا إن أكله بغير استحقاق تكون له هذه الخطورة، إن كان الإنسان مجرمًا في جسد الرب ودمه؟ هذا هو المفهوم السليم.
وهنا نجد أن الرسول يقول صراحة، إن هذا الخبز، وما تحويه هذه الكأس، هما جسد الرب ودمه ولنسأل إذن ما هو الاستعداد لهذا السر؟
قال الرسول: "ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس" (1كو 11: 28). إذن يفحص الإنسان نفسه ليرى هل هو مستحق أم لا.
وعلامة الاستحقاق أن يكون تائبًا بعيدًا عن الشر، وعن الشركة مع الشياطين.
وفى هذا قال الرسول: "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين. لا تقدروا تشتركوا في مائدة الرب وفى مائدة الشياطين" (1كو 10: 21).
ذلك لأنه "لا شركة للنور مع الظلمة، ولا للمسيح مع بليعال" (2كو6: 14، 15). وبتابع الرسول كلامه عن التناول بغير استحقاق، فيقول: "لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميز جسد الرب" (1كو 11: 29).
وبذكر بين تفاصيل هذه الدينونة عقوبات صعبة منها قوله في التناول بغير استحقاق: "من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون. لأننا لو حكمنا على أنفسنا، لما حكم علينا" (1كو 11: 30، 31).
فهل أكل الخبز العادي، تصل عقوباته إلى المرض والموت؟
وهل الخبز العادي الذي للذكرى، من يتناوله بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه؟! أليس هذا ينطبق في حالة ما إذا كان بغير استحقاق يتناول جسد الرب، وهو غير مميز جسد الرب كما قال الرسول..؟
نلاحظ أن بولس الرسول ذكر عبارة جسد الرب 3 مرات.
وذلك في نفس الإصحاح (1كو11 )، حيث يذكر أن الرب قال: "هذا هو جسدي المكسور لأجلكم" (ع 24) وفي الكلام عمن يتناول بدون استحقاق يقول: "يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه" و"غير جسد الرب" (1كو 11: 27، 29).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:39 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
خسارة مَنْ لا يتناول



https://st-takla.org/Pix/People-Gener...-Losing-01.gif
في هذا يقول الرب:
"الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، لا تكون حياة فيكم" (يو 6: 53).
وطبعًا الحرمان من الحياة، لا يمكن أن يكون بسبب عدم أكل خبز عادى لأجل الذكرى..
إنما الحرمان من الحياة، يأتي حقًا من عدم التناول من الدم الكريم الذي سفك عنا لأجل مغفرة الخطايا (مت 26: 28).
وكذلك عدم التناول من خبز الحياة النازل من السماء، أي جسد الرب، المن الحقيقي..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:40 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الدم المسفوك يعني ذبيحة

قال الرب للتلاميذ أثناء تقديمه هذا السر.. "هذا هو دمى الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين" (مر 14: 24).
وقال:".. دمى الذي يسفك عنكم" (لو 22: 20).
وكرر نفس العبارة في (مت 26: 28).
ولا شك أن عبارة الدم المسفوك تعنى أن هناك ذبيحة. وكذلك عبارة "جسدي المكسور لأجلكم" (1كو 11: 24) "جسدي الذي يبذل عنكم" (لو 22: 19).
ومادامت هناك ذبيحة بدم مسفوك وجسد مكسور مبذول، إذن لابد من وجود مذبح، والمذبح يحتاج إلى خادم للمذبح، أي إلى كاهن، هو الذي يقدم الذبيحة.
على أن هناك نقطة هامة جدًا، في هذه الذبيحة وهذا الدم المسفوك، وهي أن ذلك لمغفرة الخطايا.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:41 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
دم مسفوك لمغفرة الخطايا



https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...s-Blood-01.jpg
"أخذ الكأس وشكر، وأعطاهم قائلا:
"اشربوا منها كلكم، لأن هذا دمى الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين، لمغفرة الخطايا" (مت 26: 27، 28).
ومادام هذا الدم لمغفرة الخطايا، إذن ليس هو لمجرد الذكرى.
وإذن ليس هو مجرد خمر عادي، لأن الخمر العادية لا علاقة لها بمغفرة الخطايا، لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (رو 9: 22).
إذن عبارة "مغفرة الخطايا" دليل على أن هذا الدم هو دم المسيح.
ونحن في القداسات الإلهية، نتذكر هذه العبارة جيدًا، فيردد الكاهن نفس قول المسيح:
"يعطى لمغفرة الخطايا"..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:42 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ارتبط سر الإفخارستيا بالحياة

وذلك لأن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23).
وبالمغفرة التي ننالها بهذا السر، بالدم المسفوك، نخلص من الموت الخاص بكل خطية فعلية نرتكبها، وننال الحياة. لذلك قال الرب:
"من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية" (يو 6: 54).
"إن أكل أحد من هذا الخبز، يحيا إلى الأبد.
والخبز الذي أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو 6: 51).
إنه الخبز "الواهب الحياة للعالم" (يو 6: 33).
لذلك قال الرب: "من يأكلني يحيا بي" (يو 6: 57).
ومادام التناول يعطى حياة، لذلك من ينفصل عنه، وعن الإيمان به، لا تكون له حياة. هكذا قال المسيح (يو 6: 53).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:44 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
سر الإفخارستيا يذكرنا بكهنوت ملكي صادق

لقد قال بولس الرسول في وضوح تام، عن كهنوت المسيح إنه: "على رتبة ملكي صادق، لا يقال على رتبة هرون" (عب 7: 11) وإن كان لابد "على شبه ملكي صادق يقوم كاهن آخر" (عب 7: 15 ). ويركز الرسول على هذا الكهنوت المالكي صادقي فيقول في المقارنة بين السيد المسيح وكهنةالعهد القديم: "لأن أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة. أما هذا فبقسم من القائل له: أقسم الرب ولن يندم أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (عب 7: 21). وقد اقتبس بولس الرسول هذا النص كله من النبوءة التي وردت في المزامير عن المسيح (مز 110: 4). فما هو هذا الكهنوت الذي كان لملكي صادق؟
ملكي صادق لم يقدم ذبيحة دموية. إنما قدم خبزًا وخمرًا (تك 14: 18) أو قل قدم الذبيحة الإلهية بشكل الخبز والخمر، كما فعل السيد المسيح في يوم
الخميس الكبير. وهنا كان كهنوت المسيح على مثاله، كما أنه لم يكن كهنوتًا عن طريق الوراثة كما كان هرون، بل كان في الكهنوت بلا أب بلا أم بلا نسب (عب 7: 2).
إن ذبيحة الخمر والخبز، تذكرنا بالبركات التي نالها يعقوب: قال أبونا إسحق عن ابنه: "جعلته سيدًا لأخوته.. وعضدته بحنطة وخمر" (تك 27: 37). وفي مباركته ليعقوب قال له: "ليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض، وكثرة حنطة وخمرًا" (تك 27: 28).. كان لابد أن يأتي من نسل يعقوب من تتبارك به جميع قبائل الأرض، ومن يستخدم الحنطة والخمر حسب كهنوت ملكي صادق، ويقول عنها: "هذا جسدي.. هذا دمى.. لمغفرة الخطايا".
ملكي صادق اعتبر كاهنًا، مع أنه لم يقدم ذبيحة حيوانية، وإنما قدم ذبيحة الخبز والخمر. والسيد المسيح جاء كاهنًا على طقس ملكي صادق..
إذن هناك كهنوت بتقديم ذبائح حيوانية، وهو الكهنوت الهرونى. وكهنوت بتقديم الخبز والخمر، وهو كهنوت ملكي صادق المستمر معنا إلى اليوم..
عبارة "كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق"، معناها أن تقديم ذبيحة الخبز والخمر تظل قائمة ولا تنتهي، طالما نحن على الأرض في حاجة إلى مغفرة الخطايا.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:45 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
اصنعوا هذا لذكري: كيف يكون الشيء تذكارًا لنفسه؟!




https://st-takla.org/Pix/Things-Tool-...ation-Mark.gif
الاعتراض الأول: كيف يكون الشيء تذكارًا لنفسه:
فالسيد المسيح يقول: "اصنعوا هذا لذكرى". فكيف يكون تذكار الذبيحة هو الذبيحة نفسها؟
نقول لا مانع مطلقا في أن يكون الشيء تذكارًا لنفسه ومثال ذلك المن الذي كان يرمز إلى المسيح المن الحقيقي : كان بنو إسرائيل يضعون في تابوت العهد قسط المن، يحتفظون فيه ببعض المن، تذكارًا للمن الذي أكلوه أربعين سنة في البرية. وذلك حسب أمر إلهي، أعلنه موسى النبيلرئيس الكهنة هرون (خر 16: 33 – 35)
وهكذا كان المن الذي في القسط، تذكارًا للمن الذي أكلوه.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:46 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كيف يكون التناول طعامًا روحيًا وهو مادة؟!



الاعتراض الثاني: كيف يكون طعامًا روحيًا وهو مادة؟
و الجواب إن عبارة "طعامًا روحيًا" هي تعبير كتابي أطلق على المن، وهو رمز للافخارستيا، للسيد المسيح المن السماوي.
قال بولس الرسول عن بنى إسرائيل في برية سيناء تحت قيادة موسى النبي:
"وجميعهم أكلوا طعامًا واحدًا روحيًا، وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح" (1كو 10: 3، 4).
إن الصخرة التي تفجر منها (مز 78: 20).
كانت ترمز أيضًا إلى السيد المسيح.
إن الخبز هو مادة، ولكنه إذ يتحول إلى جسد الرب، يصبح طعامًا روحيًا أي نافعًا لأرواحنا، أو غذاء لأرواحنا. وبالمثل الخمر المتحولة إلى دم المسيح..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:47 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ذبيحة المسيح واحدة، لا تتكرر أم مستمرة؟



https://st-takla.org/Pix/Holy-Bible-C...elchizedek.jpg
الاعتراض الثالث: يقولون إن ذبيحة المسيح واحدة لا تتكرر.
نقول حقًا إنها واحدة، ولكنها مستمرة..
إنها ذبيحة مستمرة معنا إلى أن يجئ الرب، والدليل على هذا أن الرب قال عن هذا السر المقدس: "اصنعوا هذا لذكرى". فلو كان لا يريد له الاستمرار، ما كان يقول: "اصنعوا هذا.. إلى أن أجئ "، وما كان قد سلمه لبولس الرسول بعد سنوات من قيامته (1كو11). وهذا السر يستمر، لأن الرب كاهن إلى الأبد يقدم ذبيحته على طقس ملكي صادق (مز 110 : 4، عب 7: 21).
إن عبارة: "أنت كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق " تعنى دلالة على استمرار كهنوته بهذا الطقس (تك 14: 18).
كذلك لهذا السر بركات عظيمة شرحناها، ووردت في (يو 6). واستمرارها فائدة كبيرة للمؤمنين. كما أن بالحرمان منها "لا تكون لهم حياة" (يو 6: 53).

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:48 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أهمية سر التناول من الكتاب المقدس

لماذا إذن التركيز على عبارة: "اصنعوه لذكرى" وترك كل الآيات الأخرى المتعلقة بالموضوع؟‍!
لماذا تجاهل الآيات التي وردت فيها العبارات الآتية:
هذا هو جسدي.. هذا هو دمى. جسدي المكسور عنكم.. دمى المسفوك عنكم.
يبذل عنكم.. يسفك عنكم وعن كثيرين. لمغفرة الخطايا.
الخبز الحي النازل من السماء. من يأكل جسدي ويشرب دمى.. يثبت في وأنا فيه.. يحيا بى. الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه. غير مميز جسد الرب. يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه..
هل ننسى كل هذه الآيات، من أجل عبارة "لذكرى"؟
نعم نحن نذكره فيما نتناول جسده ودمه:
نذكر الفداء العظيم الذي قدمه لنا. نذكر موته عنا. نبشر بموته الكفاري هذا إلى أن يجئ.. نذكر حبه الذي أصعده على الصليب محرقة وذبيحة خطية.. وهذه الذكرى كلها، لا تمنعنا مطلقًا من الإيمان بقوله: هذا جسدي.. هذا دمى.
وأيضًا عبارة: "كلما أكلتم" و"كلما شربتم" تعنى استمرار هذا السر الذي قدمه يوم الخميس الكبير.
27-أما عملية استحالة الخبز و الخمر، فتظهر في قول المسيح: "هذا جسدي.. هذا دمى..". ولم يقل: هذا مثال جسدي ومثال دمى. ولم يقل: هذا يذكركم بجسدي وبدمى.
كذلك بولس الرسول لم يقل عمن يتناول بدون استحقاق: يكون مجرمًا في مثال جسد الرب، بل قال يكون مجرمًا في جسد الرب.
أما الذي يقول مثال جسد الرب، فهذا ينطبق عليه قول الرسول: "غير مميز جسد الرب"..
إن كان أحد يهتم بالحق الكتابي، فليسمع كل ما قلناه من آيات، وكلها على فم السيد المسيح، وعلى فم رسوله بولس.
إن الحق الكتابي هو كل الكتاب. فكل الكتاب موحى به من الله، ونافع للتعليم (2تى 3: 16). ولا يجوز أن نأخذ التعليم من آية واحدة فقط!

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:52 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت و سلطان الحِل والربط

منذ اختار الرب تلاميذه، وأعطاهم السلطان قيل في الإنجيل.
دعا تلاميذه... وأعطاهم سلطانا (مت 10: 1).
كان سلطان في المعجزة تخضع لهم الشياطين باسمه ويصنعون القوات والعجائب حتى أن بطرس الرسول أمر بموت خاطئين هما حنانيا وسفيرا فمات كل منها في لحظة (أع 5: 1-11) وبولس الرسول ضرب ساحرًا بالعمى (باريشوع) لأنه كان يفسد الوالي عن الإيمان فعمى بكلمة بولس (اع 13- 6-11).
ولكننا سوف لا نتحدث عن هذه الأمور وأمثالها لكونها معجزات والمعجزات ليست لكل أحد ولكنا ذكرناها لأنها تهمنا هنا من نقطة واحدة وهي.
1- إن الكهنوت سلطانا من جهة مقاومة الخطاة ومعاقبتهم.
وهذا ما سوف نتحدث عنه بالتفصيل في شرحنا لسلطان الحل والربط الذي كان للآباء الرسل وبالتالي لخلفائهم..
2- وسلطان الحل والربط مرتبط بالاعتراف لأنه على أي شيء يحالل الكاهن خاطئًا؟ أليس على الخطايا التي يعترف بها ويتوب عنها؟

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:52 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أربعة أنواع من الاعتراف


الذين يقولون أن الاعتراف هو على الله وحده، لا يتفق كلامهم هذا مع تعليم الكتاب. فالكتاب المقدس يذكر لنا أربعة أنواع من الاعتراف، هي:
أ- الاعتراف على الله:
وهذا أمر لا يجادل أحد فيه، فقد قال داود للرب في المزمور الخمسين: "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 50). وقال دانيال في صلاته وصومه: "أيها الرب الإله العظيم، أخطأنا وآثمنا، وعملنا الشر، وتمرَّدنا، وحِدنا عن وصاياك.." (دانيال 9: 4، 5).
والآيات في هذا الموضوع لا تدخل تحت حصر..
https://st-takla.org/Pix/People-Chris...-Coptic-02.jpg


ب- الاعتراف على الأب الكاهن:
وهو موضوع بحثنا هذا. وسنورد فيه آيات عديدة من العهد القديم ومن العهد الجديد على السواء. فالاعتراف على الكاهن تعليم إلهي سجَّله الكتاب.

ج- اعتراف المُخطئ على مَنْ أخطأ هو إليه:
فإن حدث أنك أسأت إلى إنسان، عليك أن تذهب إليه وتصالحه، وتقول له إنك أخطأت إليه. وعن هذا قال السيد المسيح: "فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ." (إنجيل متى 5: 23، 24).
وقال أيضًا: "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلًا: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ" (إنجيل لوقا 17: 3، 4).
أما النوع الرابع والأساسي من الاعتراف، فهو:

د- أن تعترف بينك وبين نفسك أنك أخطأت:
وهذا بلا شك هو الاعتراف الأول في الترتيب.. فإن لم يعترف الإنسان داخل نفسه أنه أخطا، كيف سيقف أمام الله ويقول قد أخطأت؟! وكيف سيذهب إلى الأب الكاهن، وإلى أخيه الذي أخطأ هو إليه، ويعترف له قائلًا: قد أخطأت؟!
ومثال هذا النوع الابن الضال، الذي أدرك في داخله أولًا أنه أخطأ. ودفعه هذا أن يذهب إلى أبيه ويقول له: "أخطأت إلى السموات وقدامك (لو 15: 17، 18).
إذن فالاعتراف على الله وحده ليس تعليمًا كتابيًا.
فالكتاب يقول أيضًا: اعترفوا بعضكم على بعض بالزلات (يع 5: 16) نبدأ من هنا، بشرح موضوع الاعتراف على الكاهن، وإثباته بالأدلة الكتابية من العهدين، ومن الفترة التي بين العهدين أيضًا

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:53 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الاعتراف في العهد القديم



https://st-takla.org/Pix/People-Chris...-Coptic-02.jpg
4- كان الاعتراف على الكاهن أمرًا معروفًا منذ بدء الشريعة المكتوبة، ومنذ بدء شريعة الذبائح..
فكان الخاطئ يذهب إلى الكاهن، ويقر بخطيئته، فيخبره الكاهن بنوع الذبيحة التي تقدم عنه. فيأتي بالذبيحة إلى الكاهن، ويضع يده على الذبيحة، ويقر بخطيئته لتحملها الذبيحة عنه، وفي هذا يقول الوحي الإلهي:
" فإن كان يذنب في شيء من هذه، يقر بما قد أخطأ به، ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التي أخطأ بها" (لا 5: 5، 6).
وقيل أيضًا:".. قد أذنبت تلك النفس، فلتقر بخطيتها التي عملت وترد ما أذنبت به.. "(عد 5: 6، 7).
وفى قصة خطيئة داود، وتوبيخ ناثان له على خطيته:
5- نرى داود النبي يقول لناثان: "أخطأت إلى الرب" (2صم 12: 13).
ويسمع داود كلمة الحل مباشرة: "الرب قد نقل عنك خطيئتك. لا تموت".
الاعتراف على الكهنة في العهد القديم، كان أمرًا مستمرًا متبعًا في كل خطيئة تقدم عنها ذبيحة. واستمر طول ذلك العهد.
6- وفى فترة ما بين العهدين أيضًا، حيث كان الشعب يعترفون على يوحنا المعمدان الكاهن ابن زكريا الكاهن، وهم يعتمدون منه وفى ذلك يقول الإنجيل "اعتمدوا منه في الأردن، معترفين بخطاياهم" (مت 3: 6).
إذن فالاعتراف ليس شيئًا مستحدثًا في العهد الجديد، إنما هو استمرارية لشريعة موجودة منذ القدم..

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:54 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الاعتراف في العهد الجديد


7- وفي العهد الجديد، واستمر الاعتراف على الآباء الكهنة. وأعطى السيد المسيح سلطان الحل والربط للرسل في شخص بطرس قائلا له:
"وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض، يكون مربوطًا في السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولًا في السموات" (مت 16: 19)
وهذا السلطان الذي سلمه الرب لبطرس، لم يكن له وحده فقط كفرد، إنما سلمه لجميع الرسل أيضًا قائلًا لهم: "الحق أقول لكم، كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" ((متى 18: 18).

https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...isani-1709.jpg
8- و العجيب أن البعض ممن يتمسكون بكل حرف في الإنجيل.. يحاولون أن يفسروا هذه الآية بتفسير من عندياتهم، لا سند له من الكتاب إطلاقًا!!
فيقولون إن السيد المسيح أعطى هذا السلطان للتلاميذ لكي يعطوا بدورهم الحل بالأكل من الأطعمة التي كانت محرمة من قبل، مثل أكل لحم الخنزير..!
وهنا نرى عجبًا! هل مكافأة بطرس الرسول على اعترافاته بلاهوت المسيح، الأمر الذي في السموات.. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي.." (مت 16: 17، 18)..هل مكافأة كل ذلك، أن يعطيه السلطان على محاللة الناس في أكل لحم الخنازير؟
وهل مفاتيح ملكوت السموات هي أكل لحم الخنازير؟!
هوذا الرب يقول له: "وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولًا في السماء". فهل هذا السلطان العظيم كله، يتلخص في أكل لحم الخنازير..
وحتى بطرس لم يفهم الحل بهذا المعنى إطلاقًا، ولا الرسل:
ففي قصة إيمان كرنيليوس، لما أعلن الرب قبول الأمم بطريقة رمزية بملاءة نازلة من السموات، فيها من كل دواب الأرض والوحوش والزحافات، وقيل لبطرس اذبح وكل.. أجاب بطرس قائلا: "كلا يا رب، لأني لم آكل قط شيئا دنسًا أو نجسًا" (أع 10: 14).
فلو أنه فهم الحل والربط بهذا المعنى العجيب، ما كان يقول: كلا يا رب، لأني لم آكل قط شيئًا دنسًا أو نجسًا.
أما المحاللة في أكل شتى الأطعمة، فقد أتت في قول الرب له هنا ثلاثة مرات: "ما طهره الله، لا تدنسه أنت" (أع 10: 15).
وفهم بطرس هذا الحل، على أنه محاللة لقبول الأمم، وليس لمجرد قبول أكل الخنازير والجمال! (لا 11: 4-7 ).
إن المحاللة لأكل الأطعمة، يشرعها الله بتعليم بسيط واضح، مثل قول الكتاب: "لا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب.." (كو 2: 16). ولا يستدعى الأمر إعطاء الرسل سلطانًا يجولون به الأرض، لكي يحاللوا الناس في أكل لحم الخنزير في شرق الأرض وغربها، سواء كانوا يهودًا.. وتعتبر هذه: "مفاتيح ملكوت السموات "!!
9- على أن الرب أوضح معنى الحل و الربط بقوله للرسل:
"اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 22، 23). و السلطان هنا صريح، لا لبس فيه ولا خنازير..
وقد مارس الآباء الرسل سلطان الحل والربط بهذا المعنى. وهكذا نرى أن فهم (متى 16: 19، 18: 18) يكمل بفهم (يو 20: 23). وكل هذه النصوص الإلهية تسير معًا في معنى واحد منسق. وكلها من فم السيد المسيح نفسه..
10- والدليل الكتابي على أن الرسل وخلفاءهم مارسوا هذا السلطان، وكانوا يتقبلون اعترافات الناس، هو ما ورد في سفر أعمال الرسل:
" وكان كثيرون من الذين آمنوا، يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع 19: 18) فلو كان الاعتراف بالخطايا هو على الله وحده، ما كان الآباء الرسل، أعمدة الكنيسة يجرءون على تقبل الاعترافات! وما كان يوحنا المعمدان يقبل ذلك، بل كانوا كلهم يعلمون ضد هذا..
11- ولو كان الاعتراف على الله وحده، ما كان يعقوب الرسول يقول:
"اعترفوا بعضكم على بعض بالزلات" (يع 5: 16).
وعبارة "بعضكم على بعض" تعنى بشر على بشر. وهذا لا يعنى أن الاعتراف هو لله وحده. ويفسر القديس أوغسطينوس هذه الآية بالاعتراف على من له الحق في ذلك، أي الكهنة. كما يقال علموا بعضكم بعضًا، أي أن القادر على التعليم يقوم بتعليم طالب العالم، ولا يعلم جاهل جاهلًا.
وحتى إن كان أي إنسان يمكنه أن يعترف على أي إنسان، بحكم هذه الآية، فإن الاعتراف على الكاهن هو من باب أولى.
وذلك باعتبار مركزه وأبوته، وسلطته التي أعطيت له لمغفرة الخطايا، وبحكم كتمانه للسر قانونًا، كل تلك الأمور التي لا تتوافر لأحد من العلمانيين.
13- ونحب هنا أن نقول إن قبول الكاهن لاعترافات الناس ليس هو اغتصابًا لحقوق الله، وإنما حقيقة الاعتراف هي :
أن يعترف الإنسان على الله، في سمع الكاهن. أو يدين الخاطئ نفسه، أمام الله في سمع الكاهن.
فالكاهن ليس شخصًا منفصلًا في عمله عن الله، إنما هو مفوض ليقوم بهذا العمل، كوكيل لله (تى 1: 7). وتعجبني جدًا في هذا المجال، عبارة قالها يشوع بن نون لعخان بن كرمي، تنطبق على موقف المعترف من الكاهن. قال له:
"اعترف إلى الله، واخبرني الآن ماذا فعلت" (يش 7: 19).
اخبرني، "لا تخف عنى" (يش 7: 19). وهذا لا يمنع مطلقًا من أنك في نفس الوقت، تعترف لله..
14- على أن أي شخص عادى تعترف عليه، سيصالحك إن كان هو المساء إليه، أو يرشدك إن كان مرشدا روحيًا.
ولكنه لا يستطيع أن يحالك، فهذا ليس من سلطانه.
إن منح الحل هو من عمل الآباء الكهنة الذين قيل لهم: "كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18)، والذين قيل لهم أيضًا: "من غفرتم خطاياه تغفر له" (يو 20: 23).
وهكذا يخرج الخاطئ من عند الكاهن مطمئنًا واثقًا بالمغفرة.
وهذه الثقة تأتيه من وعود الله نفسه، ومن السلطان الذي منحه لكهنته، من أن هذا الحل على الأرض يصير به محاللًا في السماء حسب قول الرب.

Mary Naeem 24 - 02 - 2014 04:56 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كيف يجرؤ الكاهن أمام الله أن يغفر للناس؟! بينما المغفرة هي من عمل الله؟

اعتراض
15- على أن البعض يقول: كيف يجرؤ الكاهن أمام الله أن يغفر للناس؟ بينما المغفرة هي من عمل الله؟
الرد على الاعتراض:
16- الكاهن لا يتجاسر على هذا العمل من تلقاء نفسه، إنما هو مفوض لذلك من الله الذي قال: "كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء.. من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (مت 18: 18) (يو 20: 23).
17- وهذا الأمر مارسه ناثان الذي قال لداود النبي: "الرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت" (2صم 12: 13).
18- وتحضرني هنا قصة مناسبة، هي قصة السارافيم مع إشعياء.
يرويها إشعياء النبي قائلا: ".. رأيت السيد جالسًا على كرسي عال ومرتفع، وأذياله تملأ الهيكل. السارافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة.. وهذا نادى ذاك وقال: قدوس قدوس قدوس رب الجنود، مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب". (ش 6: 1-4). انظروا الصورة جيدًا.
الرب موجود في مجده، وجالس على عرشه، وحوله السارافيم يسبحونه. وقد ارتجت أساسات عتب الهيكل من صوت التسبيح..
فما الذي حدث؟ صرخ إشعياء من جلال المنظر قائلًا: "ويل لي قد هلكت لأني إنسان نجس الشفتين". فلم تحتمل الملائكة عبارة: "ويل لي، قد هلكت".. فماذا كانت النتيجة؟ يقول إشعياء: "فطار إلى واحد من السارافيم، وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح. ومس بها فمي. وقال إن هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك، وكفر عن خطيتك" (إش 6: 6، 7).
وهنا -في وجود الله على عرشه- سمع إشعياء كلمة الحل من واحد من طغمة السارافيم، وليس من فم الله. قال له الملاك: "انتُزِع إثمك، وكُفِّرَ عن خطيتك".
وكيف نال هذا الحل؟ بجمرة من على المذبح، ونطق من الملاك يقول: "انتزع إثمك، وكفر عن خطيتك". وكان هذا رمزًا لملاك الكنيسة، أي الكاهن، الذي يستطيع بجمرة من على المذبح تمس شفتيك، أن يقول لك: "قد انتزع إثمك".
أتستطيع إذن أن تناقش السارافيم وتقول كيف يمكن لفم أن ينطق الحل في وجود الله؟! يقول لك داود النبي عن أمثال هؤلاء الملائكة:".. ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره" (مز 103: 20).


الساعة الآن 02:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025