منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=257312)

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:26 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الإيمان والتوبة، واللحظة

ليس الإيمان أمرًا يأتي عفو الخاطر. وليست التوبة مجرد انفعال وقتي. فهما ولا شك يحتاجان إلى وقت:
والإيمان والتوبة يحتاجون إلى عمل الكلمة، وإلى عمل النعمة:
هذه الكلمة، أو هذه الكرازة، نجدها واضحة في قول الرب: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19، 20).
وفى قوله: (اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 15، 16) ونجد خدمة الكلمة واضحة في عمل بطرس الرسول في يوم الخمسين: كلمة. بعدها نخس السامعون في قلوبهم، فآمنوا، ودعاهم الرسل إلى التوبة والمعمودية (أع 2: 37، 38) ونجد نفس الأمر في إيمان الخصي الحبشي: بشره فيلبس، فآمن، فاعتمد (أع 8: 35-38).
وفى خلال خدمة الكلمة، كان الإيمان يزحف في قلب السامعين، حين وصل إلى نضجه، ثم إلى إعلانه.. ولم يتم كل ذلك في لحظة.
ونفس الكلام نقوله عن التوبة أيضًا. إنها لا تهبط فجأة في القلب في لحظة. يلزمها خدمة الكلمة، أو تأثيرات أخرى من عمل النعمة، تظل تعمل في القلب، حتى توصله إلى التوبة. وتدخل هي أيضًا في (مراحل الخلاص!).
بعد كل هذه المقدمات، فلنتناول هذه المراحل الثلاث ونفحصها:
  1. الخلاص من عقوبة الخطية
  2. الخلاص من سلطان الخطية
  3. الخلاص من جسد الخطية

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:28 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخلاص من عقوبة الخطية
هذا الذي تسميه النبذة (خلاصًا نلناه) بالتبرير، في لحظة! وهو كما تشرح النبذة خلاص من قصاص الخطية، عوامله دم المسيح، ووسائله سر التوبة والمعمودية، ومستلزماته الإيمان. وشواهده (مر 16: 16) (من آمن واعتمد خلص) و(لو 7: 48، 50) (قالها: مغفورة لك خطاياك.. إيمانك قد خلصك).
واضح أن السيد المسيح قدم خلاصًا بدمه على الصليب. ولكن هذا الخلاص لم ينله كل أحد. فكفارة السيد المسيح شيء، واستحقاق هذه الكفارة شيء آخر..
فمازال هناك كثيرون لم يخلصوا حتى الآن، على الرغم من الدم الطاهر المسفوك، وعلى الرغم من الكفارة التي تحمل خطايا العالم كله (1يو 2: 2) وذلك لأنهم لم يسلكوا في الطريق المؤدى إلى الخلاص. ومن جهة هذا الطريق تذكر الآيات الآتية كمثال:
1- (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16).
2- (توبوا. وليعتمد كل واحد منكم على اسم المسيح لغفران الخطايا) (أع 2: 38).
3- (قم اعتمد، واغسل خطاياك) (أع 22: 16).

4- (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5).
ومن هذه الآيات يتضح أنه للخلاص من عقوبة الخطية تلزم ثلاثة أمور لا تتم في لحظة، وهى الإيمان والتوبة والمعمودية.
وحتى مع الخلاص بهذه الأمور الثلاثة، لا يعنى الأمر سوى الخلاص من الخطية الجدية الأصلية، والخطايا الفعلية السابقة للمعمودية.
هذه الخطية الأصلية، هي التي قال عنها الكتاب: (بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع) (رو 5: 12) وهكذا أصبحنا كلنا) أمواتًا بالخطايا) (اف 2: 5) لقد كنا كلنا جزءًا من آدم ومن حواء، حينما حكم عليهما بالموت..
في المعمودية غفرت لنا الخطية الأصلية، والخطايا السابقة للمعمودية. وهذا لا يعنى مغفرة الخطايا التي تحدث أيضًا في المستقبل، بعد الإيمان والمعمودية.
الخلاص من عقوبة الخطية، أمر ينسحب على خطايا الماضي والحاضر والمستقبل.
فكل خطية بعد المعمودية، لها عقوبة وقصاص. وهذه العقوبة لا يخلص الإنسان منها، إلا بالتوبة وذلك حسب قول الرب: (إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5) فكيف يمكن لإنسان أن يقول إنه نال الخلاص من عقوبة الخطية لحظة إيمانه، أو لحظة توبته، أو لحظة معموديته؟‍‍‍‌‍‍‍! ألا يبقى أمامنا السؤال بلا جواب: وماذا عن الخلاص من عقوبة الخطايا التي بعد الإيمان والمعمودية؟! الجواب هو:
كل إنسان لكي يخلص من عقوبة الخطية يحتاج إلى توبة مستمرة كل حياته، عن كل خطية يرتكبها. ونحن في كل يوم نخطئ. وخطيئتنا لها قصاص وتحتاج إلى توبة.
إذن الخلاص من عقوبة الخطية في لحظة، أمر مستحيل عمليا ً. لأنه لا يوجد إنسان معصوم (إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو 1: 8) (لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع 3: 2) إذن كيف نخلص من هذه الخطايا؟ يقول القديس يوحنا الرسول: (إن سلكنا في النور، كما هو في النور.. إن اعترفنا بخطايانا..) (يو 1: 7، 9) حينئذ (دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية) (وهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم (1يو 1: 7، 9)
إذن اعترافنا بخطايانا، وسلوكنا في النور، أمران لازمان لنا في كل حياتنا لكي يغفر لنا خطايانا، ونستحق دم المسيح يطهرنا من كل خطية..
وهذا الأمر يستمر معنا كل الحياة، أعنى حياة التوبة الدائمة، والاعتراف بالخطايا، والسلوك في النور.. فالتوبة ليست عملًا لحظيًا، إنما هي حياة..
وبهذا فإن الخلاص من عقوبة الخطية أمر نطلبه طول من عقوبة الخطية أمر نطلبه طول حياتنا، ونسلك في وسائله ولا نقول إننا نلناه في لحظة!
إنما يتحدث عن الخلاص من عقوبة الخطية في الماضي، إنسان قد انقطعت صلته بالخطية تمامًا، وأصبحت الخطية بالنسبة إليه من حديث الماضي وحده! أما إنسان يعتقد أن الخلاص من سلطان الخطية،موضوع مسيرة العمر كلها، فهو يعترف ضمنًا أنه لم يخلص من الخطية وممارساتها. وبالتالي لم يخلص بعد من عقوبتها..!
ممارسة الخطية، وعقوبة الخطية، أمران متلازمان. فمادام الخلاص من سلطان الخطية هو مسيرة العمر كله، إذن بالتالي الخلاص من عقوبة الخطية هو طلبة العمر كله.

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:29 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخلاص من سلطان الخطية

كان يمكن أن تقول إن هذه النقطة خارجة عن عن موضوع بحثنا، مادام كاتب النبذة يقول إنها تشمل مسيرة العمر كله. إذن هي ضد بدعة (الخلاص في لحظة) وتوقع أصحابها في تناقض..
ويسمونها مرحلة (التقديس).
ويسمونها أيضًا مرحلة (إتمام الخلاص) ويستشهدون بقول الكتاب: (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).
وبقوله أيضًا: (لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2كو 7: 1).
ولذلك يقولون إنه مستلزمات هذه المرحلة الجهاد القانوني، ومن وسائلها سر المسحة والتناول..
1- عبارة إتمام الخلاص، تعنى أن الخلاص لم يتم. وإتمامه كما يقولون يحتاج إلى مسيرة العمر.
فما معنى إذن (الخلاص في لحظة)؟!
2- وإن كانت المرحلة السابقة هي (نوال الخلاص) هذا الذي يقولون إنه تم في لحظة!
فهل يتفق مع نوال الخلاص، أن تقضى بعده مسيرة العمر (في خوف ورعدة) (فى 2: 12)؟
3- عبارات التبرير والتقديس والتمجيد، التي وردت في هذه النبذة، لنا عليها تعليق في بحث خاص في هذا الكتاب.

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:33 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخلاص من جسد الخطية
قالوا في ذلك: وفي نهاية الحياة، وعد الرب أنه سيأتي، ليعطى المؤمنين الذين ينتظرون مجيئه أجسادًا نورانية شبه جسده الممجد (فإن سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده) (فى 3: 20، 21).. وأيضًا (1كو 15: 52).
ويقولون إنه الخلاص الذي نترجاه، وانه كمال الخلاص، وانه الخلاص من جسد الخطية، ويسمونه التمجيد. ويقولون أن عوامله ووسائله هي مجئ المسيح الثانى. ومستلزماته السهر والانتظار. ويقولون إن هذا الخلاص يتم في لحظة.
ولنا على كل هذا الكلام ملاحظات، من بينها:

1 عجيب أن يكون الخلاص الذي ننتظره، هو الخلاص من هذا الجسد ولبس الجسد الروحاني (1كو 15: 52)!!
فلبس الجسد الروحانى في القيامة، هو مجرد مقدمة للأفراح..
حيث نلبس إكليل البر (2تى 4: 8) ونخلص من هذا الجهاد العنيف، ونتمتع بما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخر على قلب بشر (1كو 2: 9) نتمتع بالعشرة مع الله، ومع ملائكته وقديسيه، في أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس (رؤ 21: 3) حيث نأكل من شجرة الحياة (رؤ 2: 7) ومن المن المخفى (رؤ 2: 17) ونجلس مع الابن في عرشه (رؤ 3: 21) وترجع إلينا الصورة الإلهية، ونتمتع بكل البركات التي وردت في سفر الرؤيا. ونحيا حياة كلها سعادة وبركة.
هذه هو الخلاص العظيم الذي ننتظره. وخلع الجسد المادي فيه هو مجرد عنصر سلبي من سلبيات كثيرة.
حيث نتخلص من المادة كلها، ومن هذا العالم ومن الخطية ونتائجها: الموت والحزن، كما نخلص من حروب الشياطين ومن الخطية عمومًا، لأنه: (لا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد ) (والموت لا يكون فيما بعد) (رؤ 21) وإبليس الذي يضلنا سيكون قد طرح في بحيرة النار والكبريت (رؤ 20: 10) كما سنخلص من معرفة الخطية، وترجع أذهاننا وقلوبنا إلى البساطة والنقاوة التي لا تعرف خطية.. فلماذا إذن تركيز الخلاص الذي نترجاه، على مجرد خلع الجسد المادي؟!
2 ولماذا يسميه كاتب النبذة (جسد الخطية)؟
هل لمجرد الإيقاع اللفظي، في التوافق بين عبارات (خلاص من عقوبة الخطية) ومن سلطان الخطية، ومن جسد الخطية..! تمامًا كالإيقاع اللفظي في التقسيم السجعي: خلاص نلناه، وخلاص نحياه، وخلاص نترجاه..! إن شرح الأمور اللاهوتية على لفظي أو سجعي، كم أوقع الكثيرين في أخطاء لاهوتية عديدة وصعبة..!
من قال إننا نلبس جسد الخطية؟!
لو كان هذا الجسد خطية، ما كان الله قد خلقه، لأن الله لا يخلق شيئًا شريرًا على الإطلاق. ولو كان هذا الجسد خطية، ما لبس الله جسدًا حينما تجسد لخلاصنا. ولو كان هذا الجسد خطية، ما كنا نكرم أجساد القديسين، وما كانت ملامسة عظام أليشع تقيم ميتًا (2مل 13: 21) ولو كان هذا الجسد خطية، ما كان الرسول يقول: (مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله) (1كو 6: 20) وما كانت أجسادنا تصير هياكل للروح القدس (1كو 6: 19) وأعضاء المسيح (1كو 6: 15) وما كانت أجسادنا تشترك في العمل الروحي: في الصلاة والصوم والسهر والسجود والتعب من أجل خلاص الآخرين..!
إن كان الجسد يخطئ، فالروح أيضًا تخطئ.
الشيطان روح من غير جسد مادي، وهو يخطئ. وقد وقع في خطايا الكبرياء، والكذب، والحسد، خداع الآخرين. ولم يشترك معه جسد في هذه الأخطاء.. والبشر أيضًا يقعون في أخطاء الروح هذه، وفي أخطاء أخرى كثيرة للروح. وبأخطاء الروح يدفعون الجسد إلى الخطية دفعًا.
ونحن نصلى إلى الله أن يطهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا، وان ينجينا من دنس الجسد والروح. والرسول نفسه يقول: (لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2كو 7: 1) إذن الروح تتدنس كما يتدنس الجسد.
والخلاص الذي نطلبه، هو خلاص من الخطية عمومًا، ومن الدنس عمومًا، سواء كان من الجسد أو من الروح.
ومادامت الروح تخطئ، إذن الروح تتعذب في الأبدية كما يتعذب الجسد. وليس العذاب وفق للجسد فقط للجسد، باعتباره جسد الخطية!!
إن الكتاب يقول لنا: (قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح) (أم 16: 18) ويحدثنا أيضًا عن (تكبر الروح) (جا 7: 8) وقيل عن نبوخذ نصر الملك إنه (ارتفع قلبه وقست روحه ) (دا 5: 20) ويقول الكتاب: (طول الروح خير من تكبر الروح. لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر في حضن الجهال) (جا 7: 9) وقال الله عن الجيل الزائغ المتمرد إنه (لم تكن روحه أمينة لله) (مز 78: 8) ولأهمية الروح وعملها وإمكانية سقوطها قال الكتاب: (مالك روحه خير من مالك مدينة) (أم 16: 32).
لماذا إذن الكلام عن الخلاص فقط من جسد الخطية؟ بينما المطلوب هو الخلاص من الخطية جسدًا وروحًا..
3 لعل التركيز على (جسد الخطية) هو الظن بأن التخلص من هذا الجسد المادي يتم في لحظة!!
ولعل حجة هؤلاء هي قول الرسول: (هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا. ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنه سيبوق، فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت) (1كو 15: 51 53).
الواقع إن الذي يتم في لحظة، هو عملية الاختطاف، وما يتتبعها من تغير عند البوق الأخير، في يوم القيامة:
يقول الرسول: (إننا نحن الأحياء الباقين إلى يوم الرب، لا نسبق الراقدين لأن الرب نفسه، بهتاف، بصوت رئيس ملائكة، وبوق الله، سوف ينزل من السماء. والأموات في المسيح سيقومون أولًا، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعًا معهم، لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون على حين مع الرب) (1تس 4: 15 17).
هؤلاء الذين يبقون أحياء إلى مجيء الرب، ويخطفون معه إلى السحاب. تتغير أجسادهم في لحظة إلى أجساد روحانية.
وذلك لكي يمكنهم أن يلاقوا الرب في الهواء، ويأخذهم معه على السحاب، ويكونوا معه كل حين. ولا يجوز هذا للأجساد المادية. كما أنهم بهذا التغير يصيرون مثل باقي البشر الذين قاموا من الأموات بأجساد روحانية (1كو 15: 44، 53).
وطبعًا كاتب نبذة (مراحل الخلاص) لم يكتبها لهؤلاء الباقين إلى مجيء الرب الذين سيخفون لملاقاة الرب في الهواء!!
أما الذين يموتون الآن، ويقومون في اليوم الأخير، وكذلك الذين ماتوا قبلنا.. كلهم لا ينطبق عليهم الخلاص من الجسد المادي في لحظة.. فلماذا؟
ذلك لأن هذا الموضوع، ينقسم إلى مرحلتين بينهما مسافة:
أ المرحلة الأولى، وهى خلع الجسد المادي، بالموت.
ب المرحلة الثانية، وهى لبس الجسد الروحاني، في القيامة.
وبين المرحلتين مدى زمني، ربما يكون آلاف أو مئات السنين، وليس لحظة! لأن لحظة التخلص من الجسد المادي بالموت، ليست هي لحظة التمجيد الذي يقصدونه، وليست وسيلتها مجيء المسيح، وليس شاهدها (1كو 15: 52) أو (فى 3: 21) فكل هذا عن تغيير الجسد في يوم القيامة.
وواضح أنه ليست بيننا وبين القيامة لحظة.
فالمسافة بين الموت والقيامة طويلة جدًا. ولأن المسافة طويلة، فإن الخليقة كلها تئن منتظرة. وفي هذا يقول الرسول:
(.. فإننا نعلم أن كل الخلقية تئن وتتمخض معًا إلى الآن. وليس هكذا فقط، بل نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن أنفسنا أيضًا نئن في أنفسنا، متوقعين التبني فداء أجسادنا. لأننا بالرجاء خلصنا، ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء. لأن ما ينتظره أحد، كيف يرجوه أيضًا؟ ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننتظره، فإننا نتوقعه بالصبر) (رو 8: 22-25).
هذا الذي ننظره ونتوقعه، بالصبر والرجاء، لا يمكن أن تنطبق عليه عبارة لحظة. فما أطول المسافة بين خلعنا لهذا الجسد، ولبسنا الجسد الروحاني النوراني..
ومن هنا يكون وصول الإنسان إلى مرحلة (التمجيد) التي يقصدونها لا يتم لقارئ النبذة أو لغيره في لحظة.

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:34 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
خطورة التحديدات
هذه التحديدات الموجودة في (مراحل الخلاص) تحديدات غير مقبولة لاهوتيًا، والصيغات السجعية واللغوية ليست هي المقياس اللاهوتي السليم..
فمثلًا تحديد الخلاص من عقوبة الخطية بأنه خلاص نلناه، في الماضي تعبير خاطئ، لأننا أيضًا نحياه ونترجاه.
فنحن نحياه، عن طريق التوبة المستمرة، وما يصحبها من مغفرة وخلاص من العقوبة. كما إننا نترجى هذا الخلاص في المستقبل، حينما نقف أمام الله في يوم الدينونة الرهيب، راجين أن نسمع منه عبارات المغفرة والخلاص. وإلا فما معنى (يوم الدينونة) الذي سيجازى فيه الرب كل واحد حسب أعماله؟ (مت 16: 27، رو 22: 12).

2 والخلاص من سلطان الخطية، أمر يختص أيضًا بالماضي والحاضر والمستقبل. ومن الصعب تحديده بالحاضر فقط.
فمهما كان الخلاص الذي نحياه حاليًا من جهة سلطان الخطية، فهو لا يقاس إطلاقا بما نترجاه في الأبدية، حيث نحيا في البر والقداسة والنقاوة، بلا صراع، بلا جهاد، إذ ننال إكليل البر (2تى 4: 8) ولا تكون خطية فيما بعد (لأن الأمور الأولى قد مضت) (رؤ 21: 4).
ولا يكون في الأبدية أي سلطان للشيطان ولا أعوانه في محاربة المؤمنين، ولا أي ضعف فيهم يستسلم لأية حروب داخلية أو خارجية، بل تنتهي الحرب تمامًا.
إذن الخلاص من سلطان الخطية ليس خاصًا فقط، بمعنى أننا نحياه الآن. إننا سنحياه أيضًا في المستقبل. لذلك نحن في صراعنا الحالي، نترجى هذه الحالة الروحية السامية.
إن الذي ينكر الخلاص من بعض سلطان الخطية في الماضي، إنما ينكر عقيديًا بعض مفاعيل المعمودية في تجديد الطبيعة.
حقًا إننا ما نزال نحارب. ولكن مقاومتنا بعد المعمودية أقوى بكثير من حالتنا قبلها. ولذلك يقول بولس الرسول: (إن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا) (رو 13: 11)
كذلك الخلاص من سلطان الخطية، نلنا منه شيئًا في الماضي، حينما دخلنا بالمعمودية في جدة الحياة، في نعمة التجديد، أعنى تجديد الطبيعة، هذه التي قال عنها القديس بولس الرسول: عالمين هذا، أن إنساننا العتيق قد صلب معه، ليبطل معه، ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية) (رو 6: 6، 4).
3 كذلك الخلاص الذي نترجاه، ذكرنا من قبل أن حصره في الخلاص من قبل أن حصره في الخلاص من الجسد المادي، هو تحديد خاطئ..
4 إن القضايا اللاهوتية تحتاج إلى دقة كبيرة في التعبير.
مجرد تغيير كلمة بكلمة، قد يؤدى إلى خطأ لاهوتي، أو إلى بدعة. والتقيد في المسائل اللاهوتية بالتعبير السجع، قد تكون له خطورة كبيرة.
5 كذلك تعبير لحظة له أخطاؤه لاهوتيًا ولغويًا. ومن الصعب لغويًا أن نطلق كلمة لحظة على مرحلة!
كيف يمكن لإنسان أن يتحدث عن (مراحل) الخلاص، فيقول إنها ثلاث مراحل: المرحلة الأولى منها لحظة، والمرحلة الأخيرة منها لحظة، والمرحلة الأخيرة منها لحظة، والمرحلة الوسطى هي مسيرة العمر. والمراحل الثلاث توضع تحت عنوان (الخلاص في لحظة)؟!
وفى هذه المراحل ينسى الكاتب كل الخطوات الطويلة التي كانت ممهدة لها. فإن كانت المرحلة الأولى التي يسمونها التبرير تعتمد على الإيمان، فهل يمكن تجاهل كل الخطوات التي أوصلت الإنسان إلى الإيمان، كخدمة الكلمة، وعمل القلب، وصراع الروح للاستجابة.

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:35 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أية لحظة تقصدون؟!

أهي لحظة خاصة بالإيمان؟ أم بالتوبة؟ أم بالمعمودية؟
لا المعمودية تتم في لحظة، ولا التوبة، ولا الإيمان!
فكيف يمكن أن تشمل الكل معًا في لحظة؟!!!
6 بقى في النبذة موضوع خاص بمعمودية الأطفال. تعليقنا عليه، في الفصل الخامس بالمعمودية.

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:37 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخلاص بالإيمان والتوبة والمعمودية
1- أنت يا أخي، كنت في صلب آدم، حينما أخطأ، وحينما عوقب، وحينما دخل الموت إليه. فورثت عنه كل هذا، وتلقيت معه حكم الموت، كجزء منه ودخلت الخطيئة إلى طبيعتك، وفقدت صورتك الإلهية.
وأصبحت في حاجة إلى الخلاص من هذه الخطية الأصلية الجدية، ومن كل نتاجها وعقوباتها.
هذه التي قال عنها الرسول: (بإنسان واحد، دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع) (رو 5: 12) فكيف إذن نلت الخلاص من هذه الخطية؟
2- تبدأ قصة الخلاص في حياة كل إنسان بالإيمان والتوبة والمعمودية.

وذلك حسب قول السيد المسيح: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وحسب قول القديس بطرس الرسول لليهود في يوم الخمسين: (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا..) (أع 2: 38).
وهذه الخطايا تشمل الخطية الأصلية، وجميع الخطايا الفعلية التي ارتكبها الإنسان قبل المعمودية.
3- في المعمودية ننال خلاصًا وغفرانًا، وغسلًا لخطايانا، وتجديدًا.
فيها ندفن مع المسيح (كو 2: 12) نموت معه، لنقوم معه، ونحن في جدة الحياة (رو 6: 4) (عالمين أن إنساننا العتيق قد صلب معه، ليبطل جسد الخطية، حتى لا نعود نستعبد أيضًا للخطية) (رو 6: 6).
لقد صرنا في المعمودية أولادًا لله، وصرنا أعضاء في جسد المسيح. بل أكثر من هذا يقول الرسول: (لأنكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح).
(غل 3: 27) لقد متنا مع المسيح وقمنا. مات إنساننا العتيق المحكوم عليه بالموت، وقام إنسان جديد على صورة الله..
4- ولكننا مازلنا نخطئ بعد المعمودية. المعمودية منحتنا تجديدًا في طبيعتنا، ولكنها لم تمنحنا عصمة. لقد صار المعتمد إنسانًا جديدًا، ولكنه إنسان حر، وبالحرية يمكن أن يخطئ.
نحن لا ننكر أننا نخطئ بعد المعمودية، ونخطئ كل يوم (وإن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو 1: 8).
نعمة التجديد التي نلناها في المعمودية، لم تسلبنا نعمة الحرية التي لنا كصورة الله، هذه الحرية إلى ترفع من قدر إنسانيتنا.. الطبيعة التي أخذناها من المعمودية، طبيعة نقية، ومع ذلك هي طبيعة قابلة للخطية. فهكذا كانت أيضا طبيعة آدم قبل السقوط..
5 إننا لم ننل العصمة.لم ننل بعد إكليل البر، الذي يهبه لنا في ذلك اليوم الرب الديان العادل (2تى 4: 8).
حقًا إننا نخطئ بعد المعمودية. ولكن لا شك أن هناك فرقًا بين مَنْ يخطئ قبل العماد وحياته في الشر، وبين مَنْ يخطئ بعد عماده، ويُبَكَّت مِنْ الروح القدس ومِنْ ضميره. وتكون الخطية بالنسبة إليه شيئًا عارضًا، ترفضه روحه ويمكنه الانتصار عليه..
6- كذلك نحن في سر الميرون، سر المسحة المقدسة (1يو 2: 20، 27)، يسكن فينا الروح القدس، نصير هياكل للروح القدس، وروح الله يسكن فينا (1كو 3: 16).
ولكن الروح القدس الذي فينا، لا يرغمنا على الخير.
ولا يمنعنا من ارتكاب الخطية إجبارًا بالقوة. إنما يرشدنا ويقوينا، ويبكتنا على خطية. ونبقى كما نحن أحرارًا، يمكن أن نسقط في الخطية، إذا انحرفت إرادتنا الحرة.
وواضح أننا نخطئ بعد المعمودية، وبعد سكنى الروح القدس فينا. وهنا لابد أن يعترضنا سؤال وهو:
7- هذه الخطايا التي نقع فيها بعد المعمودية: أليست لها عقوبة؟ ألا تحتاج أيضًا إلى خلاص؟!
الكتاب صريح في هذا الأمر. إنه يقول: (أجرة الخطية هي موت) (رو 6: 23) كل خطية، بلا استثناء (لأنه لابد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا) (2كو 5: 10) وقد قال السيد نفسه: (ها أنا آتى سريعًا وأجرتي معي، لأجازى كل واحد كما يكون عمله) (رؤ 22: 12) ومادامت هناك عقوبة على كل خطية فعلية نرتكبها، إذن لابد من احتياج مستمر للخلاص.

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:37 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخلاص بالتوبة والتناول
8 لعلك تقول: كل خطاياي قد حملها المسيح المسيح على الصليب
هنا وأقول لك: أية خطايا قد حملها المسيح عنك؟
بكل صراحة، يجب أن تعلم أن المسيح لا يحمل عنك إلا الخطايا التي تتوب عنها. لأنه هو نفسه يقول (إن تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5). والكتاب يقول في ذلك أيضًا (أم تستهين بغنى لفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تدخر لنفسك في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة، الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله) (رو 2: 4-6).

9 إذن هناك خلاص تناله أيضًا في التوبة..
والتوبة ليست عملًا يتم في لحظة، إنما هي تستمر معك طول حياتك، عن كل خطية ترتكبها في رحلة العمر الطويلة. وليست التوبة فقط، وإنما..
10 هناك خلاص تناله في التناول من جسد الرب ودمه:
إننا نقول في القداس الإلهي عن التناول: (يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه).
ولعل هذا مأخوذ من وعود السيد المسيح التي قال فيها: من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية.. من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت في وأنا فيه) (يو 6: 54، 56).
إذن هناك خلاص نناله في المعمودية، وخلاص نناله في التوبة والتناول وما في التوبة من اعتراف بالخطايا.
لا نستطيع أن نقول إننا خلصنا حقًا، مادمنا نخطئ، ومادامت عقوبة الخطية تترصدنا، ومادمنا نحتاج كل يوم إلى توبة.. إنما نحن ننال خلاصًا في كل يوم بالتوبة، وتمحى خطايانا بالدم، ونخطئ مرة أخرى.
11 إننا نحيا على الأرض فترة اختبار. والإنسان لا يختبر في لحظة، أو في فترة معينة من حياته. إنما حياته كلها حتى يوم وفاته هي فترة اختبار.
إن لحظات مقدسة في حياة الإنسان، لا يمكن أن تعبر عن حياته كلها، مهما كانت لحظات توبة، أو عمق الصلة مع الله في صلاة وتأمل وخدمة للآخرين.. ‍‍‍‍‍‍‍! فحياة الإنسان فيها الكثير من التغير ومن التقلب..
القديس بطرس الرسول كان في لحظة ما في منتهى الحماس والتمسك بالرب حتى الموت، يقول له: (إن شك الجميع، فأنا لا أشك.. ولو اضطررت أن أموت معك، لا أنكرك) (مر 14: 29، 31).. وبعدها بساعات، سب ولعن، وقال لا أعرف الرجل، منكرًا المسيح ثلاث مرات (مت 26: 74، 75).
إن كان رسول عظيم كهذا، تعرض إلى حرب روحية شديدة وسقط، فماذا تقول عن نفسك يا من تظن أنك خلصت؟!

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:40 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
لا تستكبِر بل خَفْ
16 يقول القديس بولس الرسول: لا تستكبر بل خف. لأنه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك أنت أيضًا. فهوذا لطف الله وصرامته: أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك، إن ثبت في اللطف. وإلا فأنت أيضًا ستقع) (رو 11: 20 22)
إذن هناك احتمال أنك لا تثبت، وحينئذ تقطع. فذلك لا تستكبر وتظن أنك قد خلصت وانتهى الأمر، بل خف. المتضعون يسلكون بهذه المخافة. أما المتكبرون فيفتخرون باطلا بأنهم خلصوا، وضمنوا الخلاص إلى الأبد. وبهذا الافتخار تزول المخافة من قلوبهم. وبالتالي يزول الحرص، وتتخلى عنهم النعمة بسبب الكبرياء فيسقطون. ويبلون وصية الرسول القائل:
17 (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).

ومعنى هذا أن الخلاص الذي نلناه في المعمودية من الخطية الأصلية والخطايا السابقة للمعمودية، وهو خلاص يحتاج إلى تتميم.
وهو تتميم يشمل الحياة كلها، ولا يتم في لحظة.
18 إنه لم يتوقف على القبول والإيمان، ولا على التوبة والمعمودية، وإنما يحتاج إلى ثمر الإيمان (يو 15: 5، 6) وإلى ثمار تليق بالتوبة (مت 3: 8) ويلزمه في كل ذلك عمل النعمة، وشركة الروح القدس (2كو 13: 14) ومحبة الله، والثبات في هذه المحبة (يو 15: 9) والجهاد (2تى 2: 5 عب 12: 1) والمصارعة مع الشيطان (أف 6: 12) والمقاومة حتى الدم (عب 12: 4) كما تلزم فاعلية الأسرار وهى كثيرة..
ويلزم أيضًا الخوف: الخوف من السقوط، ومن الدينونة..
19 ويقول القديس ذهبى الفم عن الخوف، في شرح (فى 2: 12):
[ إن الرسول لم يقل فق (بخوف ) وإنما قال (ورعدة) وهى درجة أعلى بكثير من الخوف..
هذا الخوف كان عند القديس بولس نفسه. ولذلك قال: أنا أخاف (لئلا بعدما كرزت لآخرين، أصير أنا مرفوضًا ) (1كو 9: 27).
لأنه إن كان بدون الخوف لا تتم بعض الأمور الزمنية، فكم بالأولى الأمور الروحية.. لأنه حيثما توجد حرب بمثل هذا العنف، وحيثما توجد هذه العوائق العظيمة، كيف يمكن أن توجد إمكانية للخلاص بدون خوف؟!].
ويستطرد القديس يحنا ذهبي الفم فيقول:
[أنت قد آمنت، وقمت بأعمال فاضلة. وقد ارتقيت إلى فوق. إذن احترس لنفسك. كن في خوف حيثما تقف. ولتكن لك العين الحذرة، لئلا تسقط. لأنه ما أكثر أمور الشر الروحية التي تعمل على الإحاطة بك (أف 6: 12)].
جميلة هذه النصيحة التي يقولها لنا القديس ذهبي الفم: إن عوائق كثيرة تعمل على الإحاطة بنا. لذلك ينبغي أن نتمم خلاصنا بخوف ورعدة.
20 تخاف لأنك لا تزال في الجسد، ولأن حروبًا كثيرة تحيط بك لإسقاطك، ولأنك مهدد بأنك ستقطع إن لم تثبت. وتخاف بسبب ضعف طبيعتك وقوة أعدائك. كما أن الخوف يجلب لك الحرص والتدقيق والاتضاع، ويلصقك بالصلاة بالأكثر، لتنال معونة من فوق.
21 وقد أكد القديس بطرس الرسول ضرورة هذا الخوف بقوله: (إن كنتم تدعون أبًا، الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17).
نعم نسير بخوف، لئلا يفقد أحد إكليله (رؤ 3: 11).. لئلا تمحى أسماؤنا من سفر الحياة (رؤ 3: 5؛ خر 32:33) لئلا تتزحزح منارتنا من مكانها (رؤ 2: 5) لئلا نعمل مثل الغلاطيين: (نبدأ بالروح ونكمل بالجسد) ‍ ‍‍‍‍‍! (غل 3: 3).
22 نخاف أيضًا، لأن الخلاص ليس سهلًا، فالرسول يقول:
(إن كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران) (1بط 4: 18) والإنسان البار هو مؤمن طبعًا، لأن (البار بالإيمان يحيا) (عب 10: 38) فإن كان هذا المؤمن البار، بالجهد يخلص، أفلا يخاف المؤمن العادي؟!
23 ذلك لأنه لو كان الخلاص يتم في لحظة، أو لو كان قد تم وانتهى الأمر، ما كان هناك داع للخوف.
ولكن الكتاب يقول: (أما البار فبالإيمان يحيا. وإن ارتد، لا تسر به نفسي) (عب 10: 38) هناك إذن احتمال أن يرتد المؤمن، ولا يسر به الله. حقًا إنه أمر يدعون للخوف..
24 أيقول أحد إن المؤمن قد خلص وضمن الخلاص؟! ماذا نقول إذن عن هذا الذي يرتد بعد إيمانه؟!
وقصص الارتداد عن الإيمان كثيرة في الكتاب.. وقد شرحنا هذه النقطة بالتفصيل في كتابنا (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي) هنا بموقع الأنبا تكلا، فلا داعي للاستفاضة فيها هنا. إنما نقول: مادام هناك خوف من الارتداد، إذن (سيروا زمان غربتكم بخوف) كما يقول الرسول (1بط 1: 17).

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:42 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
زمان غربتكم
25 حينما قال الرسول: (سيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط1: 17) كان يقصد طبعًا طول مدة غربتنا على الأرض، يرافقنا الحرص فيها طلبًا للخلاص. ولهذا فإن الكنيسة كانت باستمرار تهتم كيف فارق الإنسان هذا العالم، وليس كيف بدأ حياته. ولذلك يقول القديس بولس الرسول عن الأمثلة التي نفتدى بها:
(انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم) (عب 13: 7).

وماذا تعنى عبارة (نهاية سيرتهم) إلا أن الخلاص يشمل الحياة كلها حتى نهاية السيرة بحيث لا نستطيع أن نحكم قبل هذه النهاية، التي فيها هؤلاء القديسون (كملوا في الإيمان).
26 فالخلاص ليس هو مجرد البدء، إنما الاستمرارية حتى النهاية.
ليس هو انتقالك من الموت إلى الحياة، إنما استمرارك في الحياة. فقد تبدأ بالروح وتكمل بالجسد، كما فعل الغلاطيون الأغبياء (غل 3: 3).
ليس الخلاص في أن تصير قديسًا، إنما الخلاص هو أن تستمر في القداسة، حتى تسلم وديعتك بسلام وتنتقل إلى الرب.
27 هوذا بولس الرسول يقدم لنا أهل أفسس كمثال:
إنه يكتب رسالته إلى القديسين الذين في أفسس (1: 8) ومع ذلك يطلب إليهم أن يسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعوا إليها (4: 1) وأن يسلكوا بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء (5: 15) وشرح لهم حروب الشياطين (6: 10؛ 18) وقال لهؤلاء (ألبسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس) (6: 11).
بل ما أعجب قول بولس الرسول إلى قديسي أفسس، وهو يحذرهم من الوقوع من الوقوع في الزنا والنجاسة والطمع وكلام السفاهة.
فيقول: (وأما الزنا وكل نجاسة أو مع، فلا يسم بينكم كما يليق بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة.. ) (5: 3 7) أكان هناك خوف على هؤلاء القديسين أيضًا (لأنه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على بناء المعصية، فلا تكونوا شركاءهم) (أف 5: 6، 7).
إذن فالقديسون يحتاجون إلى سلاح وإلى حرب، وإلى ثبات، حتى يعلن الله خلاصهم في اليوم الأخير (1بط 1: 5).
28 فهل يجرؤ إنسان أن يسأل غيره قبل الوقت، ويقول له: ,, هل خلصت يا أخ؟،، إن كان قد خلص، وخلص في لحظة سجلها في مفكرته، فما معنى الجهاد إذن مدى الحياة؟ وما معنى الحرب التي يتعرض لها القديسون؟ وما معنى أن بعض القديسين سيغلبهم الوحش (رؤ 13)؟ وما معنى سقوط ثلاثة من ملائكة الكنائس السبع (رؤ 2، 3)؟ وما معنى حاجة المؤمنين إلى سلاح الله الكامل لكي يقدروا أن يثبتوا ضد مكائد إبليس (أف 6)؟!
إن شعر أحد في لحظة أنه قد تخلص من محبة الخطية، فليتضع هذا الشخص ولينسحق. فربما تعود إليه الخطية مرة أخرى، وبصورة أشد وأبشع!
إن الشيطان ليس نائمًا، ولم يسلم سلاحه بعد. بل على العكس هو مازال يجول كأسد يزأر (1بط 5: 8، 9). لذلك حياة القديسين هي حياة جهاد طوال (زمان غربتهم) على الأرض.. حتى بولس الرسول نفسه، الذي صعد إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا ينطبق بها (2كو 12: 2، 4).
29 بولس الرسول العظيم يقول: (أقمع جسدي واستعبده، حتى بعدها كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا) (1كو 9: 27)!
هذا القديس المتواضع، لم يقل أنا خلصت في لحظة، كما يقولها بكل جرأة أحد الشبان في أيامنا! بل انه يقول بكل اتضاع: (أسعى نحو الغرض، لأجل جعالة دعوة الله العليا) (أسعى لعلى أدرك، الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح) (فى 3: 14، 12).
30 ولا يقول هذا الكلام عن نفسه فقط، بل يضعه كقاعدة أمامنا، بل أمام الكاملين منا فيقول:
(فليفتكر هذا جميع الكاملين منا.. فلنسلك بحسب بحسب ذلك القانون عينه، ونفتكر ذلك عينه) (فى 3: 15، 16).
إذن يا من تظن أنك نلت الخلاص في لحظة، انتظر قليلًا ولا تتسرع.. ربما تكون لحظة من النعمة قد مرت بك، فأحسست شيئًا روحيًا داخلك. وظننت أن نعمة تلك اللحظة قد صارت لك بيعة الحياة كلها..
إذن (لا تستكبر بل خف) (رو 11: 20) وأمامك مثال:
31 القديس تيموثاوس، تلميذ بولس الرسول، كمثال في الخلاص:
كان هذا القديس من رجال الإيمان المعروفين. وقد تربى تربية صالحة على يدي أمه وجدته (2تى 1: 5) وكان منذ طفولته يعرف الكتب المقدسة (2تى 3: 15) وقد صار بعد إيمانه أحد أساقفة الكنيسة، وصار مساعدًا لبولس الرسول في كرازته الواسعة. ولقد قال عنه القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: (لأنه يعمل عمل الرب كما أنا أيضًا) (1كو 16: 10).
ومع كل ذلك، يقول له معلمه بولس:
لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1تى 4: 16).
إذن القديس تيموثاوس الأسقف والمبشر والمعلم ومساعد بولس الرسول، الذي يعمل عمل الرب كما هو أيضًا.. تيموثاوس رجل الإيمان، كان محتاجًا إلى الخلاص، وكان محتاجًا أن يلاحظ نفسه لكي يخلص.. وهذه الملاحظة للنفس كانت لابد أن تستمر على الدوام.
وقد جعل الرسول خلاص هذا القديس الأسقف مشروطًا بشرط: إن فعلت هذا تخلص نفسك. إن لاحظت نفسك والتعليم ودامت على ذلك..

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:43 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مَنْ يصبر إلى المُنتهى
32 مادام موضوع الخلاص هو قصة العمر كله، إذن علينا أن نجاهد باستمرار، ونصبر على حروب العدو وهجماته.. وما هي حدود هذا الصبر؟ يقول السيد الرب:
(من يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص) (مت 10: 22)
وعبارة الصبر إلى المنتهى لكي يخلص الإنسان، تعنى أن الخلاص لا يتم في لحظة. وتعنى أن الصبر ليس له مدى محدود، وإنما إلى المنتهى، أي إلى (نهاية سيرتهم) لأنه يحدث أحيانا أن تبرد محبة الكثيرين (مت 24: 12) ولا نستطيع أن نحصى عدد الذين يتركون محبتهم الأولى (رؤ 2: 4)، ويحتاجون إلى توبة..

33 إن الإكليل لم يأت موعده بعد، ففترة اختبارنا لا تزال قائمة0 وسنظل في هذا الاختبار مدى الحياة. وقد قال الرب: (كن أمينًا إلى الموت، فسأعطيك (إكليل الحياة) (رؤ 2: 10) وعبارة (إلى الموت) لا تنطبق عليها كلمة لحظة. وهذه الأمانة (إلى الموت) شرط لنوال إكليل الحياة..
34 وقد وعد بمنح الأكاليل لمن يغلب. والغلبة لا تحدد الآن. فطالما نحن في حرب، لا تستطيع أن تقول إنك خلصت. وإنما (لما تنتهي الحرب نكلل)، كما يقال في الترتيلة. ومتى تنتهي الحرب؟ بانتهاء الحياة على الأرض.
35 لا تحكم قبل الوقت. ولا تحكم باللحظات، فاللحظات تتغير.
ربما ما تناله في لحظة، تفقده في لحظة أخرى! وما أخطر التغير الذي شرحه الوحي الإلهي بقوله: (مدة كل أيام الأرض.. برد وحر، صيف وشتاء، نهار وليل، لا تزال) (تك 8: 22) ليتك إذن تصلى لكي لا يكون هربك في شتاء (مت 24: 20)
لا تقل إذن: "إني خلصت في اليوم الفلاني"، مُحَدِدًا الساعة والدقيقة! بل الأفضل أن تصلي، لكي يديم الله عليك خلاصه حتى المنتهى، إلى نهاية سيرتك.
36 لا يكفى أن تبدأ، إنما يجب أن تثبت وتستمر:
فالرسول يقول: (وأما اللطف فلك، إن ثبت في اللطف، وإلا فأنت أيضًا ستقطع) (رو 11: 22) وهذا الثبات الذي يطلبه الرسول، لا تحكم عليه لحظة، إنما هو قصة الحياة كلها. أنت تبت في لحظة (فرضًا)؟! هذا حسن جدًا. ولكنك لن تخلص، إلا إذا ثبت في التوبة. والزمن يحكم على هذا الثبات..
حياتك تغيرت في لحظة؟! حسن جدًا، ولكنك لن تخلص إلا إذا احتفظت بهذا التغير إلى أفضل، حتى المنتهى.
37 مرت عليك لحظات مصيرية، عرفت فيها الله، أدركت فيها فناء العالم هذا حسن ورائع، وإنما المهم أن تثبت. واللحظات لا يمكن أن تحكم على ثباتك..!
أتراك تحولت من خاطئ إلى قديس؟! حسن جدًا.. ولكن الخلاص هو أن تثبت في هذه القداسة طول حياتك.
وتسلك كما يليق بالدعوة التي دعيت إليها، حسبما نصح الرسول قديسي أفسس (أف 4: 1 3) وحتى إن كنت قد نلت خلاصًا بعمل الرب معك، وبجهاد طويل وليس في لحظة، وبممارسة أسرار الكنيسة وكل وسائط النعمة.. أنصت إلى قول الرسول: (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).
إن هذا الخلاص هو قصة العمر كله..

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:44 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
خلاص في اليوم الأخير
38 إعلان الخلاص ليس عملك، حتى تقول: ,, أنا خلصت،، أو تقول عن غيرك ,, خلص فلان،، إنه عمل الله.
الله هو الذي يعلن الخلاص، لأنه الديان العادل. يقول في اليوم الأخير: (تعالوا يا مباركي أبى، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم) (مت 25: 34) أو يقول: (اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار المعدة لإبليس وملائكته) (مت 25: 41) هو الذي يجلس على كرسي مجده، ويفرز الخراف من الجداء، والقمح من الزوان.. يقول الرسول:

(أنتم بقوة الله محروسون، بإيمان، لخلاص مستعد أن يعلن في اليوم الأخير) (1بط 1: 5).
39 ومادام لم يعلن، وإعلانه من فم الله وحده، إذن فلا نسبق الوقت، ولا نعلن حكم الله المنتظر.
الإعلان سيكون في يوم الرب، في اليوم الأخير. ولذلك قال الرسول في عقوبته لخاطئ كورنثوس (لكي تخلص الروح في يوم الرب ) (1كو 5: 5).
ولم يقل الآن.. إنه خلاص (يعلن في اليوم الأخير). وحتى الأكاليل التي ننالها في هذا الخلاص، وقال الرسول: (وأخيرًا وضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل. وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا) (2تى 4: 8).
هل أنت إذن قد خلصت، أم تنتظر ذلك اليوم، وتنتظر الإعلان أو الحكم من فم الديان العادل؟
وذلك بعد أن تغلب، وبعد أن تنتهي الحرب..
أنت إذن طول عمرك تسعى للخلاص لكي تناله. وفي هذا نرى أن القديس بولس الرسول العظيم، رجل الرؤى والمعجزات، الذي صعد إلى السماء الثالثة، والذي تعب أكثر من جميع الرسل.. هذا الرسول العظيم يقول:
(أسعى لعلى أدرك، الذي لأجله أدركني المسيح) (فى 3: 12).
إذن حياتنا في الأرض هي حياة سعى لكي ندرك. ويستمر هذا السعي بجهاد مرير طول العمر. ومتى ينتهي هذا السعي؟ ينتهي عند الموت. ولذلك فإن القديس بولس الرسول لم يستطع أن يقول: (جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي)، إلا بعد أن قال قبلها مباشرة (أنا الآن اسكب سكيبًا، ووقت انحلالي قد حضر) (2تى 4: 7، 6).
أخشى إن قلت (أنا خلصت) أو (إني واثق).. تهمل نفسك وتقع في اللامبالاة. لأنه لماذا الجهاد مادمت قد ضمنت كل شيء؟‍!
تذكر باستمرار قول الرسول: (إذن من يظن أنه قائم، فلينتظر لئلا يسقط (1كو 10: 12).

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:45 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
المغفرة بالدم وحده

يقولون: التوبة لا تغفر الخطايا، فهي محدودة، والخطية غير محدودة. والمعمودية لا تغفر الخطايا. إنما مغفرة الخطايا هي بدم المسيح وحده.
ونحن لا ننكر إطلاقًا أن المغفرة هي بالدم، حسب تعليم الكتاب (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) عب 9: 22 ) ولكن هذه المغفرة التي قدمها الدم، نحصل عليها نحن بالمعمودية والتوبة.
وهذا هو تعليم الكتاب نفسه وليس رأيًا خاصًا لأحد.
وفى هذا قال القديس برس لليهود في يوم الخمسين: (توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا..) (أع 2: 38).
ومن جهة التوبة، فقد قال عنها السيد المسيح نفسه: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 133: 3، 5) وقال الآباء الرسل في موضوع قبول الأمم: (إذن أعطى الله الأمم أيضًا التوبة للحياة) (أع 11: 18)..
حقًا إن التوبة محدودة، والمعمودية محدودة. ولكنهما تعيان الاستحقاق لكفارة الدم غير المحدودة.
وكما أن الآباء الرسل ربطوا بين التوبة والحياة (أع 11: 18) كذلك السيد المسيح رب بين المعمودية والخلاص بقوله: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16).
إننا لا نفصل بين الدم، والتوبة والمعمودية.
فهما مبنيتان على الدم. وبدون الدم لا مفعول لهما. ولكنهما صكان يصرفان من استحقاقات الدم. وهما اللذان يوصلان إلى استحقاق المغفرة التي قدمها الدم.

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:47 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخلاص قد تم
يقولون إن الخلاص قد تم على الصليب من دينونة الخطية إلى الأبد.
نعم إن عمل المسيح في الخلاص قدتم على الصليب. ومع ذلك فمازال البشر يسعون لنوال هذا الخلاص الذي تم على الصليب، والذي له شروط لنواله..
هو تم من جهة عمل المسيح. ولكن هل تم من جهتنا نحن؟
هناك عمل بشرى يجب أن نقوم به نحن. لأن الله لا يفرض علينا الخلاص فرضًا، إنما نحن نناله بكامل إرادتنا، بوسائط وضعها الله نفسه ومنها:

1 الإيمان. فالخلاص الذي تم على الصليب، نناله أولًا بالإيمان:
والسيد المسيح يقول: (إن لم تؤمنوا إني أنا هو، تموتون في خطاياكم) يو 8: 24) وأيضًا: (لكي لا يهلك كل من يؤمنون به، بل تكون لهم الحياة الأبدية) (لو يو 3: 16).
الخلاص إذن تم، ولكن لا يناله إلا من يؤمن. ولذلك قال بولس وسيلا لسجان فيلبي: (آمن بالرب يسوع، فتخلص أنت وأهل بيتك) (أع 16: 31) ولم يقولا له: افرح فالخلاص قد تم، سواء آمنت أو لم تؤمن!
2 الخلاص تم. ولكن لا نناله إلا بالمعمودية:
وهذا هو تعليم الرب القائل: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) هل يمكن إنسان أن يفرح باطلًا ويقول قد تم، بينما هو لم يؤمن ويعتمد!
3 والخلاص تم. ولكن إن لم نتب نهلك (لو 13: 3) حقًا إن الخلاص قد تم. ومع ذلك لم يخلص حنان وقيافا. ولم يخلص إسكندر الحداد الذي سيجازيه الرب حسب أعماله (2تى 4: 14) ولم يخلص سيمون الساحر (أع 8) ولا حنانيا وسفيرًا (أع 5) ولم يخلص النيقولاويون (رؤ 2: 15) ولا إيزابل (رؤ 2: 20) ولم تخلص بابل العظيمة (رؤ 18: 2).
4 الخلاص تم، بمعنى أن السيد المسيح فتح باب الخلاص للذين يؤمنون ويتوبون ويعتمدون، ويسلكون حسب الروح وليس حسب الجسد (رو 8: 1) ويعيشون في شركة الروح القدس (2كو 13: 14) ويكون لهم ثمار الروح (غل 5: 22 ) ولهذا يقول بولس الرسول إلى: (أحباء الله القديسين الذين في رومية) (رو 1: 7) (فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا) رو 13: 11).
5 هذا الخلاص الذي تم، يبكتنا عليه قول الرسول:
(كيف ننجو نحن، إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره) (عب 2: 3).
كيف نستحق هذا الخلاص؟ وكيف نقبله؟ وكيف نناله؟ وكيف نثبت فيه، فلا نفقده؟
إذن لا ينبغي أن نقول الخلاص قد تم، ونقف بعيدًا عنه!
6 وإن كان الخلاص قد تم وانتهى الأمر، فلماذا قال بولس الرسول لتلميذه القديس تيموثاوس:
(لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1تى 4: 16).
7 وإن كان الخلاص قد تم وانتهى الأمر، فلماذا قال اليهود للرسل في يوم الخمسين: (ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة؟) (أع 2: 37) ولماذا قال شاول الطرسوسي للمسيح: (ماذا تريد يا رب أن أفعل؟) (أع 9: 6)
إذن هناك عمل بشرى يجب أن يعمله الإنسان:
عمل يعمله، لكي ينال هذا الخلاص الذي تم، ولكي يثبت في هذا الخلاص متى ناله. وغالبية البروتستانت للأسف الشديد، يتجاهلون هذا الجانب البشرى، الذي منه الإيمان والتوبة والمعمودية والأعمال الصالحة، مع أن هذا الجانب البشرى في نفس الوقت ليس بشريًا بحتًا، إنما عمل الله أيضًا واضح فيه..
8 وإن كان الخلاص قد تم، فلماذا ننتظره ونرجوه؟
هذا الذي قال عنه القديس بولس الرسول (فإن سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح..) (فى 3: 20) وهذا الخلاص المرجو يقول عنه الرسول (لأننا بالرجاء خلصنا. ولكن الرجاء المنظور ليس خلاصًا لأن ما ينظر أحد، كيف يرجو أيضًا. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره، فإننا نتوقعه بالصبر) (رو 8: 24، 25) وعن هذا يقول القديس بطرس الرسول:
(خلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير) (1بط 1: 5).
9 وإن كان الخلاص قد تم. فما معنى قول السيد المسيح: (أنا الكرمة وأنتم الأغصان.. إن كان أحد لا يثبت فيَّ، يطرح خارجًا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق) (يو 15: 5، 6) وهذا نفس الكلام الذي أنذر به المعمدان قائلًا:
(كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار) (مت 3: 10).
10 وإن كان الخلاص قد تمن، فلماذا يقول الكتاب:
(سيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17).
(تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).
11 يقولون إن كفارة المسيح قد وفت العدل الإلهى.
هذا حق، بالنسبة إلى عمل المسيح من جهة الآب. أما من جهتنا، فيجب أن تكون لنا علاقة بهذه الكفارة التي وفت العدل الإلهى. ويجب أن نسلك في الطريق الذي يجعلنا مستحقين لهذه الكفارة.
12 إن كان الخلاص قد تم، فلماذا نقول في صلاتنا:
(أغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا)؟
إن هناك ذنوب تحتاج إلى مغفرة. ونحن لب هذه المغفرة في كل صلاة، حسب تعليم المسيح لنا (مت 5: 12).

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:48 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
لماذا لا تقول: قد خلصت؟!

يقولون: أليس الأرثوذكسي يعتقدون أنهم قد خلصوا في المعمودية؟
لماذا إذن لا يقول كل شخص منهم: ,,
أنا قد خلصت..؟‍‍‍!
لأن المعمودية إنما تخلصنا من الخطايا السابقة للمعمودية..
سواء الخطية الأصلية أو الخطايا الفعلية.
ويبقى بعد ذلك طريق طويل أمامنا نصارع ونجاهد فيه حتى نخلص.
والخلاص من الماضي وحده فقط لا يكفى..
فأنت قد تخلص بسر التوبة من خطية أو خطايا فعلتها في الماضي. ولكنك لا تستطيع أن تقول بصفة عامة ,, قد خلصت،، ماذا إذن عن الحاضر بضعفاته وحروبه؟ وماذا أيضًا عن المستقبل؟
إن أمامنا باقي العمر، لنجاهد فيه الجهاد الحسن، ونكمل السعي (2تى 4: 8).
واضعين نصب أعيننا قول الرسول: (سيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17).
وحتى إن مرت علينا فترة في التوبة، حفظنا الله فيها بلا خطية، نتذكر قول الكتاب:
(من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط) (1كو 10: 12).

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:49 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مغفرة إلى الأبد عن طريق الموت الكفاري على الصليب

يقولون إن الموت الكفاري على الصليب، منح غفرانًا من دينونة الخطية إلى الأبد.
نعم لقد قدم السيد المسيح بموته الكفاري كنزًا من المغفرة نناله منه بسر التوبة، في كل مرة. وليس من المعقول أن يعطينا الله في يوم الإيمان، أو في يوم العماد، غفرانًا لكل الخطايا التي سنرتكبها في المستقبل.
إنما كل خطية نسقط فيها، تحتاج إلى توبة لمغفرتها، وتحتاج إلى خلاص من دينونتها.
فإن تبنا عنها، واعترفنا بها وتركناها، ننال المغفرة عن طريق التوبة، في استحقاقات دم المسيح.
وليس هناك إعفاء من الدينونة بدون توبة.
والكتاب يقول: (لابد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي، لينال كل واحد منا ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا) (2كو 5: 10).

Mary Naeem 19 - 02 - 2014 06:56 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
حول فاعلية المعمودية
اعتراض
ورد في كتب (الإخوة البلاميس) مرات عديدة جدًا:
إن المعمودية لا فاعلية لها على الإطلاق، إنما هي لمجرد إشهار الإيمان، أو إعلان الإيمان!!
الرد على الاعتراض

ليس هذا هو تعليم الإنجيل، الذي تحدث في عمق عن فاعلية المعمودية، ولم يقل مطلقًا إنها لإشهار الإيمان. ولا توجد آية واحدة تذكر. إنما توجد آيات عديدة تتحدث عن فاعلية المعمودية، تذكر من بينها:
1 فاعلية المعمودية في الخلاص:
وذلك واضح جدًا من قول السيد المسيح له المجد: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16)
2 فاعلية المعمودية في غسل الإنسان من خطاياه:
وذلك واضح من قول حنانيا الدمشقيلشاول الطرسوسي بعد لقائه مع السيد المسيح: (أيها الأخ شاول.. لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16) أي أن شاول بعد لقائه مع المسيح، وإيمانه، واختياره من الرب، كان لا يزال محتاجًا أن يغسل خطاياه، بالمعمودية.
3 المعمودية لغفران الخطايا:
وهذا واضح من قول بطرس الرسول لليهود في يوم الخمسين: (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا..) (أع 2: 38)
4 المعمودية للميلاد من الله:
وهذا واضح من قول السيد المسيحلنيقوديموس: (الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5)
ولعل هذا ما قصده بولس الرسول أيضًا بقوله: (بل بمقتضى رحمته خلصنا، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5).
5 المعمودية دفن مع المسيح، وقيامة معه، وختان روحي:
وقد ورد هذا في رسالة بولس الرسول إلى كولوسي، إذ يقول: (وبه أيضًا (أى بالمسيح) ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضًا معه.. وإذ كنتم أمواتًا بالخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه، مسامحًا لكم بجميع الخطايا).. (كو 2: 11 13).
والدفن مع المسيح والقيامة معه بالمعمودية ورد أيضًا في (رو 6) كما سنذكر الآن..
6 بالمعمودية التجديد، إذ ندخل بها في جدة الحياة):
وفى هذا يقول بولس الرسول لأهل رومية: (أم تجهلون أننا، كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت. حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضاَ في جدة الحياة.. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه، ليبطل جسد الخطية) (رو 6: 2 _ 6)
هنا ونعرض أيضا لقول عوض سمعان، الكاتب البلاموسي المشهور:
"بالنزول في الماء نعلن موتنا مع المسيح، وبالصعود من الماء نعلن قيامتنا".
فنقول إن الكتاب لم يقل عن المعمودية إنها مجرد إعلان لموتنا مع المسيح وقيامتنا.. بل قال: متنا مع المسيح. قمنا معه. مدفونين معه بالمعمودية. إنساننا العتيق قد صلب معه..
النصوص واضحة وصريحة، ولا يمكن تغييرها وتأويلها، لمجرد تأييد فكر بشرى خاص من جهة المعمودية. إنها موت حقيقي مع المسيح، موت للإنسان العتيق، وليست مجرد إعلان للموت، وهى قيامة حقيقية مع المسيح، قيامة لإنسان جديد، في جدة الحياة، وليست مجرد إعلان للقيامة. تؤيد هذا شهادة كتابية أخرى وهى:
7 بالمعمودية نلبس المسيح:
حقًا ما أجمل، وما أعمق، وما أروع، قول القديس بولس الرسول عن المعمودية في رسالته إلى أهل غلاطية:
(لأنكم كلكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح) (غل 3: 27).
أنريد فاعليه للمعمودية أكثر من هذا؟! أم ننكر الآية أو نخفيها، أو نفسرها حسب هوانا، لنثبت أفكارًا بشرية بعيدة عن الإنجيل في فهم المعمودية؟!
ها هي النصوص المقدسة واضحة عن فاعلية المعمودية، ولا يوجد نص واحد يقول إنها مجرد إشهار للإيمان!
ومن له أذنان للسمع فليسمع (مت 13: 9، 43).

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:47 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
حول الغسيل بالمعمودية
يقولون إن المعمودية لا تغسل إلا الأجساد، ولا تأثير لها على النفس!
1 لم يقل الكتاب إطلاقًا إن المعمودية هي لغسل الجسد!
بل أن هذه النقطة يرد عليها القديس بطرس الرسول بقوله عن رموز الفلك: (إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية. لا لإزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح) (1بط 3: 20، 21)

2 وعبارة (لا لإزالة وسخ الجسد) ترد على عبارة "المعمودية لا تغسل إلا الأجساد".
وعبارة (يخلصنا) تدل أننا الخلاص في المعمودية، حسبما قال الرب في (مر 16: 16)
ويرد على عبارة أن المعمودية هي لغسل الجسد، قول القديس حنانيا الدمشقيلشاول الطرسوسي بعد إيمانه:
3 (لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16).
وواضح طبعًا أن غسل الجسد ليس هو غسل الإنسان من خطاياه، إنما الغسل من الخطايا هو غسل للروح، وتنقية لها وتطهير وتبرير وتجديد. ويؤيد هذا ما قاله القديس بولس في عبارة:
4 خلصنا بغسل الميلاد الثاني، وتجديد الروح القدس) (2تى 3: 5).
5 إن غسل الجسد فقط يمكن أن يدعيه البعض، إن كان الأمر هو معمودية من الماء، ولكنها من الماء والروح.
ولهذا قال السيد المسيح: (إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5). إنه ليس ماء ساذجًا، ذلك الذي يغطس فيه الناس في المعمودية، إنما نضع فيه من زيت المسحة المقدسة، مسحة الروح القدس (1يو 2: 20، 27) وبالصلاة يأخذ الماء طبيعة جديدة، لكي يكون من يولد منه يولد من الماء والروح.
6 ولو كانت المعمودية لمجرد غسل الجسد، ما كان بطرس الرسول يطلب من اليهود أن يعتمدوا لمغفرة الخطايا (أع 2: 38).
7 وإن كانت لغسل الجسد فقط، ما كان السيد المسيح يجعلها وسيلة ننال بها الخلاص، حسب قوله في (مر 16: 16).
إن مجرد غسل الجسد، لا يخلص الإنسان!
إذن فهذا الاعتراض من جانب البلاميس، لا يتفق مطلقًا مع تعليم المسيح ورسله القديسين في الإنجيل المقدس. ويؤسفني أن يترك البعض آيات الكتاب ليقدموا فكرهم الخاص بدلًا منها، أو أنهم يسخرون الآيات لخدمة فكرهم!

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:48 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الغسيل بالمعمودية
يقولون إن الذي يغسل الخطايا هو الدم، وليس المعمودية، بدليل قول الكتاب في سفر الرؤيا عن السيد المسيح: (الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه..) (رؤ 1: 5).
إننا لا ننكر مطلقًا أننا نغتسل من خطاياه في المعمودية، حسب تعليم الكتاب (أع 22: 16) إنما هو في المعمودية يغتسل بدم المسيح، ولا فاصل بين الأمرين. بدليل أنه في المعمودية يموت مع المسيح، ويدفن مع المسيح.

لقد وضع الرب أن غسلك بالدم يتم بغسيل المعمودية.
وإلا كان عليك أن تنكر الآية التي تقول: (قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16) وباقي الآيات التي تحمل نفس المعنى. لماذا هذا الأسلوب الذي يعتمد على آية واحدة، ويهمل كل الآيات الأخرى التي يتكامل بها المعنى؟! ليس هذا هو الحق الإنجيلي. فأتصاف الحقائق ليست كلها حقائق!
في التوبة أيضًا يغتسل الإنسان من خطاياه، بدم المسيح.
هل يعترض أيضًا الإخوة البلاميس على مفعول التوبة في غسل الخطايا، قائلين إننا من خطايانا بالدم!!
إن المعمودية تأخذ من استحقاق الدم. والتوبة أيضًا تأخذ من استحقاق الدم وكل الحياة المسيحية تقوم على أساس دم المسيح. والنعمة أيضًا تعطينًا من استحقاق الدم.
فهل ننكر مفعول المعمودية والتوبة والنعمة، ونرتل قائلين: (مغسولين بالدم الكريم)؟! ونهمل آيات الكتاب الخاصة بالمغفرة!
إن الدم هو الأساس، والمعمودية والتوبة والنعمة وسائط. الدم هو العمل الإلهي الفدائي الذي قدم لنا. والمعمودية والتوبة تدخلان أيضًا في الجانب البشرى المطلوب منا، لاستحقاق عمل الدم من أجلنا.
يمكننا إذن لتبسيط المعنى وتوضحيه، أن نقول:
إننا نغسل من خطايانا بدم المسيح، في المعمودية.
ونفس العبارة يمكن أن نقولها عن التوبة والاعتراف، ونقولها أيضًا عن سر الافخارستيا.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:51 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
المغفرة بالإيمان
يقولون إن المغفرة تتم بالإيمان، بدليل قول الرب:
(حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا) (أع 26: 18) وأيضًا قول الآباء الرسل: (له يشهد جميع الأنبياء، أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا) (أع 10: 43).
الرد على الاعتراض
طبعًا بالنسبة إلى غير المؤمنين لابد من التركيز على الإيمان. لأنه لا تجوز له معمودية، وتوبته بدون المسيح إن تاب لا تمنحه مغفرة (بغير الدم).
وهاتان الآيتان المستخدمتان (أع 26: 18، أع 10: 43)، كلاهما عن قبول الأمم، الذين لابد من تبشيرهم بالإيمان، قبل أي حديث معهم عن العقائد إلى هي داخل الإيمان..

فالإيمان هو الخطوة الأولى التي تقودهم إلى المغفرة.
لأنهم مهما تابوا يقف أمامهم قول السيد المسيح: (إن لم تؤمنوا أنى أنا هو، تموتون في خطاياكم) (يو 8: 24) فإن آمنوا تكونون لتوبتهم حينئذ قيمة..
وإن آمن هؤلاء الأمم، يقودهم الإيمان إلى المعمودية والمغفرة:
ولنأخذ مثال شاول الطرسوسي، من اليهود وليس من الأمم.
لقد تقابل مع السيد المسيح في طريق دمشق، وتحدث معه فمًا لأذن. وآمن، وقال: (ماذا تريد يا رب أن أفعل) (أع 9: 6) فأرسله الرب إلى حناينا. وقال له حناينا: (أيها الأخ شاول.. لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16).
فإن كانت خطايا شاول قد غفرت بالإيمان، فلماذا طلب إليه أن يغتسل منها بعد ذلك بالمعمودية؟!
أليس هذا دليلًا على أن شاول بعد إيمانه بقيت خطاياه تنتظر المعمودية لكي تغسله منها؟
(من له أذنان للسمع فليسمع) (لو 14: 35)
وأحب أن أقول للإخوة البلاميس: إلى جوار هذه الآيات التي عن المغفرة بالإيمان، ضعوا الآيات التي عن المغفرة بالمعمودية، وهى كثيرة منها (أع 2: 38، أع 22: 16) وضعوا أيضًا الآيات الخاصة بالتوبة مثل (لو 13: 3، 5، أع 11: 18) ولا تستخدموا أسلوب (الآية الواحدة) لأنه لا يوصل إلى عقيدة.
هنا وأحب أن أهمس في آذانكم بكلمة صريحة هي:
أنتم تقولون إن المغفرة بالدم وحده، وليس بالمعمودية ولا بالتوبة! فلماذا تقولون الآن إن المغفرة بالإيمان؟!
حقًا إن المغفرة هي بالدم. والإيمان وسيلة، والمعمودية وسيلة، والتوبة وسيلة وهذه الوسائل الثلاث لازمة للمغفرة. ويمكن أن نضع أمامنا أيضًا قول الرب: (أغفروا يغفر لكم) (لو 6: 37) (إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم) (مت 6: 15) على أن هاتين الأخيرتين يمكن وضعهما أيضًا ضمن (التوبة) إنما ذكرتهما من جهة التوجيه إلى بعض التفاصيل.
فإن آمن شخص، ولم يغفر لأخيه، أترى ينال الغفران؟!
ألستم توافقون معي، على أن الحق هو كل الحق؟
حقًا إن ثمن الخلاص هو الدم، وليس ثمنه المعمودية ولا التوبة. وكذلك ليس ثمنه الإيمان. لأن الخلاص هو هبة مجانية، كقول الكتاب: (متبررين مجانًا بنعمته بالفداء) (رو 3: 24) ولأنه أيضًا (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) (عب 9: 22).
ولكن الإيمان والمعمودية والتوبة، وسائل أساسية لازمة لنوال استحقاقات الدم. وبدونها لا نستفيد من دم المسيح القادر على مغفرة خطايا العالم كله.
انظروا هوذا دم المسيح أمامنا، يستطيع أن يطهر من كل خطية. ولكن الرسول يضع لهذا التطهير شروطًا فيقول: (إن سلكنا في النور كما في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية) (1يو 1: 7) (إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم) (1يو 1: 9).
إذن المغفرة بالدم. ولكن هناك شروطًا لنوال هذه المغفرة. ومن ضمن هذه الشروط: الإيمان، والمعمودية، والتوبة..
ومن ضمن الشروط كما يقول الكتاب: أن تغفر لغيرنا، وأن نسلك في النور، وأن نعترف بخطايانا.. وهذه النقاط الأخيرة لا مانع من إدماجها في شرط التوبة.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:52 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
المغفرة بالمعمودية

يقولون: المغفرة بالمعمودية تحول الغفران من عمل باطني للتوبة والإيمان، إلى عمل سطحي!
ونجيبهم بأن هذا الكلام يصح، لو كانت معمودية بدون إيمان، وبدون توبة!
ونحن نطلب من المتقدم إلى المعمودية، أن يجحد الشيطان (للتوبة)، وأن يعترف بالإيمان. وإن كان طفلًا، ينوب أحد والديه عنه في ذلك.
وهذا ما فعله القديس بطرس الرسول مع الذين آمنوا من اليهود، ونخسوا في قلوبهم. وقال لهم إلى جوار إيمانهم (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا) (أع 2: 38) وهكذا اجتمع الإيمان والتوبة والمعمودية معًا لنوال المغفرة.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:53 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الإيمان ونوال الروح القدس
إنهم كما يحاولون الغاء سر المعمودية، أو ما لهذه المعمودية من فاعلية، يحاولون أيضًا إلغاء سر المسحة المقدسة.
فيقولون إن الإيمان هو الوسيلة لحلول الروح القدس. ويعتمدون في ذلك علي قول الرب: (من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد..) (يو 7: 38، 39) ويعتمدون أيضًا على قول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس: (إذ آمنتم، ختمتم بروح الموعد القدوس) (أف 1: 13)
الرد على الاعتراض
إن الروح القدس لا يناله المؤمن بمجرد إيمانه، بل ينالوه كخطوة تالية للإيمان. وقد تكون بينهما فترة طويلة ونفس النص الذي أورده الإخوة البلاميس يحمل هذا المعنى، إذا ورد فيه (قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد) (يو 7: 39) إذن هؤلاء به، لم ينالوا الروح القدس بمجرد إيمانهم، وإنما كانوا مزمعين أن يقبلوه..

ومتى قبلوا الروح القدس..؟ قبلوه في يوم الخمسين كالآباء الرسل، أو بعد الخمسين مثل كثير من المؤمنين الآخرين.
إنه عطية من الله ينالها المؤمن بعد الإيمان، وبعد المعمودية أيضًا. ولهذا قال القديس بطرس لليهود بعد إيمانهم في يوم الخمسين: (توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس) (أع 2: 38).
إذن الإيمان والتوبة والمعمودية، تمهيد لقبول الروح القدس.
وكان الروح القدس يمنح في بداية العصر الرسولي، بوضع يد الرسل. ثم صار يمنح بالمسحة المقدسة، كما شرح القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى (وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس) (1يو 2: 20) (وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم) (1يو 2: 27).
وسفر أعمال الرسل يقدم لنا مثالين أن الروح القدس ما كان ينال مع الإيمان، إنما هو عطية مستقلة تمامًا، قد ينالها المؤمنون بعد فترة من إيمانهم. وهذان المثلان هما إيمان السامرة (أع 8)، وإيمان أفسس (أع 19).
أ قيل عن إيمان السامرة: (ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا، اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس، لأنه لم يكن قد حل على أحد منهم، غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا الأيادي عليهم، فقبلوا الروح القدس) (أع 8: 14 17).
هؤلاء كانوا مؤمنين ومعتمدين، ولم يكن الروح القدس قد حل على أحد منهم. ونالوه بوضع أيدي الرسولين فيما بعد.
ب أما من جهة تلاميذ أفسس، فإن بولس الرسول سألهم: (هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟) فأجابوه: (ولا سمعنا أن يوجد الروح القدس) (أع 19: 2) وكانوا قد اعتمدوا بمعمودية يوحنا.. (فاعتمدوا باسم الرب يسوع. ولما وضع بولس يده عليهم، حل الروح القدس عليهم) (أع 19: 5، 6).
وهؤلاء كانوا قد آمنوا فقط. وعلى الرغم من إيمانهم، ما كانوا يعملون أنه يوجد الروح القدس. والإيمان لم يهبهم الروح.. كما يدعى الإخوة البلاميس!
لذلك اعتمدوا أولًا، ثم قبلوا الروح القدس بوضع يد الرسول القديس بولس. وبالنسبة إليهم كان الإيمان عملًا مستقلًا عن المعمودية عن قبول الروح..
إن الإيمان مجرد تمهيد لقبول الروح. ولا ينال الروح إلا من آمن أولًا. وحينئذ ينال الروح بعد المعمودية.
ولما قال الرسول: (إذ آمنتم، ختمتم بروح الوعد) (أف 1: 13) إنما قصد أن الإيمان كان التمهيد لختمهم بالروح.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:54 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل خَلُصَ هؤلاء في لحظة؟!

نبذة بغير توقيع

أرانى أحدهم نبذة بروتستانتية عنوانها من الخارج هو: (بدعة الخلاص في لحظة) أما في داخلها، فدفاع عن هذه البدعة يختتم بعبارة: ,, إذن الخلاص في لحظة حقيقة مؤكدة..!!
وعرفت أن القصد من عنوان النبذة هو محاولة لإعطائها صورة أرثوذكسية من الخارج تغرى الأرثوذكسي بقراءتها، كما لو كانت صادرة من الكنيسة! بينما في داخلها تعليم غير أرثوذكسي!!
ولست حاليًا بصدد الحكم على هذا الأسلوب في النشر، ومدى روحانيته، ومدى صراحته في الإيمان (1تى 1: 2) إنما سأتعرض للموضوع ذاته، وأناقش النقاط الأساسية فيه.
وسنتناول الأمثلة التي ذكرها الكاتب بالتتابع. وفي مقدمتها: العشار والابن الضال، وهل خلص كل منهما في لحظة؟
للمثلين هدف آخر:

لم يكن السيد المسيح في أي من هذين المثلين يشرح عقيدة الخلاص، إنما كان في أحدهما يتحدث عن أهمية الاتضاع، وفي الثاني يتحدث عن أهمية التوبة.
هل يرى أخوتنا البروتستانت أن الاتضاع والتوبة هما سبب الخلاص؟! إذ لم يذكر في مثل العشار، ولا في مثل الابن الضال، أي شيء عن الإيمان، ولا عن الفداء والكفارة ودم المسيح!
وذلك لأن لكل منهما هدفًا آخر. فلماذا إذن يستخدم كلام الكتاب في غير موضعه؟! وما هي المناسبة الخاصة بكل من هذين المثلين؟

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:55 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل خلص العشار في لحظة؟
أما عن مثل العشار، فيقول القديس لوقا الإنجيلي عن الرب:
(وقال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار، ويحتقرون الآخرين، هذا المثل: إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا، واحد فريسي والآخر عشار) (لو 18: 9، 10) وانتهى المثل بعبارة: (لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع)
هنا إذن تركيز على مقارنة بين الكبرياء والاتضاع.. أو مقارنة بين الافتخار والانسحاق.. وكيف أن الإنسان ينخفض ويدان بالكبرياء والافتخار، بينما يتبرر بالاتضاع والانسحاق.


ولكن الإخوة البروتستانت الذين ينادون بأن التبرير بالإيمان، يركزون هنا على عبارة: (نزل إلى بيته مبررًا دون ذاك) التي قيلت عن العشار بسبب اتضاعه وانسحاقه!
فهل هم يؤمنون أن التبرير يكون بالاتضاع؟!
إن الاتضاع عمل، والانسحاق عمل، والاعتراف بالخطية عمل. فهل يخلص العشار بأعماله؟‍وما مركز الدم والكفارة والفداء؟ حيث لا إشارة إلى شيء من كل هذا ‍‍‍‍!!
إن عبارة: (نزل مبررًا دون ذاك) تعنى ببساطة أن الرب يقبل توبة المتضعين المستحقين بقلوبهم، ويرفض افتخار المتكبرين. أو تعنى أن الله يرفع المتضعين، ويخفض المتكبرين، كما يفهم من ختام هذا المثل (لو 18: 14)
إن الرب لم يضرب هذا المثل إطلاقًا ليشرح قضية الخلاص، أو ليذكر أن الخلاص يمكن أن يتم في لحظة.
ومع ذلك فإن في هذا المثل معنيين أرثوذكسيين:
أولهما الاعتراف بالخطية، والثاني هو الصلة بالهيكل (بالكنيسة).
لقد ذهب العشار إلى بيت الرب، ليعترف بخطيئته، ويشرح عدم استحقاقه وقف من بعيد، لا يشاء أن يرفع عينيه إلى السماء، ثم قرع واعترف بخطيته لم (يطالب بحقوقه) كما يفعل البعض!! إنما طلب الرحمة في انسحاق، وشعور بعدم الاستحقاق..
هنا يعترض البعض بأن العشار خلص بدون معمودية وتناول!
فنرد عليهم بأنه ما كان ممكنًا في هذا المثل التحدث عن أسرار الكنيسة، لأنها لم تكن قد تأسست بعد، فأسرار الكنيسة تأسست على دم المسيح، الذي لم يكن قد سفك بعد!!
المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح (رو 6: 4، 5) والمسيح عندما قال هذا المثل، لم يكن قد مات بعد.. ما كان ممكنًا للعشار أن يقول عن المسيح مع الرسول: (مدفونين معه بالمعمودية) (كو 2: 12) وهكذا أيضًا عن باقي الأسرار التي تأسست على استحقاقات دم المسيح..
كذلك لم يكن الحديث عن الأسرار هو هدف هذا المثل.
إنما كان قصده تبكيت قوم (واثقين بأنفسهم أنهم أبرار، ويحتقرون الآخرين) ومع كل هذا،، لا مانع من أن نرجع إلى السؤال الأساسي ونرد عليه وهو:
هل يفهم من المثل أن العشار نال الخلاص في لحظة؟
إن انسحاق العشار وتوبته واعترافه وطلبه الرحمة، كل ذلك يعطيه استحقاقًا للمغفرة، كأي استحقاق للمغفرة في العهد القديم، ينتظر دم المسيح لسداد أجرة الخطية..
فلو عاش منسحق وتائب ومعترف مثل هذا أيام المسيح، لكان عليه لكي ينال الخلاص متى تأسست الكنيسة، بعد الفداء وحلول الروح القدس.. أن يذهب ويعلن إيمانه بالمسيح المصلوب القائم، وينال المعمودية لمغفرة الخطايا (أع 2: 38).
وبهذا لا يكون قد خلص في لحظة، لأنه (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22).
أما لو كان هذا العشار قد عاش ومات قبل صلب المسيح، لكان عليه أن ينتظر في الجحيم، إلى أن يخرجه الرب بعد الصلب مع آدم والأنبياء وباقي القديسين، ولا يكون قد خلص في لحظة..

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:58 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل خلص الابن الضال في لحظة؟!
كما كان هدف مثل العشار هو التواضع، وليس الخلاص (لو 18: 9)، كذلك مثل الابن الضال، بل كل الإصحاح، عن التوبة (لو 15) وليس عن الخلاص.
كان الفريسيون والكتبة قد تذمروا لأن المسيح يقبل إليه العشارين والخطاة (لو 15: 1، 2) فذكر لهم الرب ثلاثة أمثلة عن رجوع الخطاة، هي الخروف الضال والدرهم المفقود، وارلابن الضال كلها قص عن سعى الرب وراء الخطاة وردهم، وقبول الراجعين منهم..

إنها قص عن التوبة، وليست قواعد عقائدية للخلاص..
ومع ذلك، فإن قصة الابن الضال، تحوى رمزوًا عميقة..
فلنتأمل إذن هذا المثل، ونفحص التوبة التي فيه.
لقد مرت على الابن لحظات مصيرية، جلس فيها إلى نفسه، وبحث حالته ومصيره، وقرر التوبة.
إنها لحظات مقدسة بلا شك، ولحظات مصيرية، ولكنها ليست لحظات خلاص لأن الخلاص لا يتم في لحظة ولا لحظات!
إن الجلوس مع النفس شيء، وتقرير المصير شيء، والتوبة شيء ولكن الخلاص شيء أكبر من هذا كله وهنا يبدو الفرق الواضح العميق بين التفكيرين الأرثوذكسي والبروتستانتي.
في التفكير البروتستانتي: الخلاص مجرد علاقة فردية بين الإنسان والله، لذلك يرون أنه يمكن أن يتم في لحظة.
أما في العقيدة الأرثوذكسية، فإن للكنيسة دورًا في الخلاص، باعتبارها أمنية على نعم الروح القدس التي في الأسرار المقدسة.
وهكذا يكون للكهنوت دور، كوكيل لله (تى 1: 7) وبالتالي لا يمكن أن يتم الخلاص في لحظة.
لقد جلس الابن الضال مع نفسه، واستعرض سوء حالته، وقرر التوبة ولكن هذه اللحظات المصيرية المقدسة، لم تكن لحظات خلاص.. فلماذا؟
أولا، لأنه كان لا يزال في أرض بعيدة، بعيدًا عن الآب وعن حضن الآب، وعن بيت الآب الذي هو الكنيسة. ولا يمكن أن يتم الخلاص، وهو بعيد عن الآب..
وقد شعر هو بهذا وبأهميته، فقال: أقوم واذهب إلى أبى، وأقول له أخطأت) (لو 15: 18) وقام وذهب إلى أبيه.
رجوعه إلى بيت الآب، معناه رجوعه إلى الكنيسة فالخلاص يتم في بيت الآب لذلك اشترك العبيد في القصة، وهم يرمزون هنا إلى الكهنة.
قال الأب لعبيده: (اخرجوا الحلة الأولى والبسوه واجعلوا خاتمًا يتم في يديه، وحذاء في رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه، فنأكل ونفرح) وقال هذا قبل أن يقول: (لأن ابنى هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد).
لنرى ماذا تحمل هذه التفاصيل، من رموز وطقوس؟
لبس الحلة الأولى يرمز إلى المعمودية، وإلى البر.
يرمز إلى المعمودية، إن كان المثل عن غير المؤمنين. فالابن الضال يرمز إلى الأمم الذين تغربوا عن الرب في كورة بعيدة، بينما الابن الأكبر يرمز إلى اليهود..
ولبس الحلة هنا يذكرنا بقول الرسول: (لأنكم جميعًا الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح) (غل 3: 27).
والحلة الجديدة ترمز أيضًا إلى (تبررات القديسين) بالنسبة إلى المؤمنين (رؤ 19: 8، حز 16: 10، أف 6: 14) ونلاحظ أن هذا البر في (حز 16) جاء بعد المعمودية والميرون. بعد (فحممتك بالماء) أى المعمودية (ومسحتك بالزيت) أي الميرون. ثم (ألبستك..) (حز 16: 9، 10).
أما الأكل من العجل المسمن المذبوح، فيرمز إلى الافخارستيا.
ونلاحظ أن هذا قد تم في مثل الابن الضال بعد التوبة والاعتراف وانسحاق القلب. بعد قوله: (أخطأت.. ولست مستحقًا أن أدعى لك ابنًا).
ونلاحظ أيضًا أن ذبح وتقديم العجل المسمن، تم بواسطة عبيد الآب، أي رجال الكهنوت، الذين لهم دور في القصة.
كما أن ذبح العجل يعنى سفك الدم، ويذكرنا بقول الرسول: (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) (عب 9: 22).
ما كان ممكنًا للابن الضال أن يخلص قبل ذبح العجل المسمن، وسفك دمه والتناول منه..
أما الخاتم في يده فيرمز إلى البنوة، وإلى أن نفسه قد صارت عروسًا للمسيح. والحذاء في رجليه، يرمز إلى حفظ الوصايا (أف 6: 15).
وهكذا نرى أنت قصة الابن الضال قد شملت:
أ الرجوع إلى النفس ولومها، والتوبة، والاعتراف والانسحاق.
ب الرجوع إلى الكنيسة، وإلى بيت الآب وحضن الآب
ج المعمودية، والبر.
د التناول من سر الافخارستيا، وحفظ الوصايا.
ه مشاركة عبيد الآب الذين هم رجال الكهنوت.
وواضح أن كل هذا، لم يتم في لحظة..
ومن له أذنان للسمع فليسمع.. (مت 13: 9).

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 03:59 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل خلص زكا في لحظة؟!
قصة زكا تشبه قصة سجان فيلبي في عبارة: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) (لو 19: 9) وتزيد عليها تفاصيل عديدة في قصة توبة زكا، لا يمكن أن تتم في لحظة.
ومع أن كلمة (اليوم) لا تعنى كلمة (لحظة)، إلا إننا سنبحث تفاصيل القصة لنرى على أي شيء تدل؟
تشرح القصة: سعى زكا إلى المسيح.. رغبته، بساطته، صعوده إلى الجميزة، ودعوة الرب له: (أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك) وأسرع زكا ونوله، وقبوله للرب فرحًا. وحتى بعد كل ذلك لم يكن الرب قد قال: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت).

وإنما زكا أخذ الرب إلى بيته، ودخل الرب بيته. (فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين: إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ) (لو 19: 17).
ومع أن اللقاء عند الجميزة، وما قبل الجميزة من مشاعر، والدعوة، والذهاب إلى البيت.. لا يمكن أن يتم كل ذلك في لحظة.. إلا أن الرب لم يكن قد قال بعد: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) ثم جاءت توبة زكا واعترافه، وعزمه على رد الظلم.. هل كل ذلك، يمكن أن تشمله كلمة (لحظة)؟!
ومع ذلك فإن لنا ثلاثة ملاحظات على عبارة: (اليوم حدث خلاص لهذا البيت): الأولى هي عبارة: (لهذا البيت) فأهل ذلك البيت لا يمكن أن يكونوا قد خلصوا في لحظة بتوبة واحدة منهم إنما تكون توبته بدء علاقة مع الرب تؤدى إلى خلاصهم. وهذا لا يتم في لحظة.
الملاحظة الثانية هي أننا لا يمكن في هذا المثل أن نتكلم عن الأسرار الكنسية لأنها لم تكن قد تأسست بعد..
الملاحظة الثالثة: هي أن زكا لا يمكن أن يكون قد خلص إلا بعد صلب المسيح، لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22).
فالعبارة التي قالها الرب لا تعنى سوى وعد بالخلاص، أو إعلان أن هذا البيت مستحق للخلاص الذي سيتم بعد حين على الصليب. إن زكا وأهل بيته قد أخذوا وقتذاك صكًا للخلاص الذي لم ينالوه إلا بعد صلب المسيح، وبشرط..
يقينًا أن زكا وأهل بيته لم ينالوا الخلاص إلا بعد إتمام الفداء، وإيمانهم بهذا الفداء، وعمادهم في العصر المسيحي لمغفرة الخطايا (أع 2: 38).
فبدون الإيمان بدم المسيح لا يمكن أن يخلص أحد.
لابد أن يكونوا قد اعتمدوا وغسلوا خطاياهم، حسب نصيحة حنانيا لشاول الطرسوسي (أع 22: 16) فاستحقاق الخلاص شيء، ونواله شيء آخر..
إذن لا يمكن أن يكون زكا قد نال الخلاص في لحظة.
إن القول بأن أحدًا نال الخلاص قبل الصلب، هو هدم صريح لعقيدة الخلاص بالدم التي يؤمن بها إخوتنا البروتستانت!
حسن هو هذا الإيمان. ولكن يناسبه التبيق بالأكثر.
ولا يصح أن يأخذ أحد آيات الكتاب حرفيًا، (فالحرف يقتل) كما يقول الكتاب (2كو 3: 6) بل ينبغي أيضًا أن نمزح بنص الآية الفهم اللاهوتي السليم، وإلا قادتنا الحرفية إلى السطحية.
ومن له أذنان للسمع فليسمع (مت 11: 15).

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:00 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل خلص سجّان فيلبّي في لحظة؟!

في قصة سجان فيلبي، نقرأ أن بولس وسيلا قد قالا له: (آمن بالرب يسوع المسيح، فتخلص أنت وأهل بيتك) (أع 16: 31).
فهل إيمان فيلبى، خلص أهل بيته في لحظة؟
لاهوتيًا وعمليًا، من المستحيل أن يتم هذا في لحظة.
إنما إيمان شخص، قد يؤدى إلى خلاص أهل بيته، في حالة ما إذا كان يقودهم ذلك إلى الإيمان، أي يتبعونه في إيمانه ويكون إيمانه هو الخطوة الأولى التي تقود إلى الخلاص بعد حين.
وهذا واضح في قصة خلاص سجان فيلبي وبيته. يقول سفر أعمال الرسل: (وكلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من الليل، وغسلهما من الجراحات، واعتمد في الحال، هو الذين له أجمعون) (أع 16: 32 34) وبعد العماد يقول الكتاب: (وتهلل مع جميع بيته).
فلو كان مجرد إيمانه قد خلصه، ماذا كانت الحاجة إلى تبشيره وكل بيته بكلمة الله في تلك الساعة من الليل؟! وماذا كانت الحاجة إلى أن يعتمد في الحال، هو والذين له أجمعون؟! ثم بعد ذلك يتهلل وعبارة: (اعتمد في الحال) تعنى ضمنًا أهمية المعمودية لخلاصه. ولذلك في الحال اعتمد هو الذين له أجمعون، لكي ينالوا الخلاص حسب قول السيد الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وكما اعتمد الخصي الحبشي بعد إيمانه مباشرة (أع 8: 37، 38).
وطبيعي أن كل ذلك لم يتم في لحظة.
لم يقل الرسولان لسجان فيلبي: مادمت قد آمنت، تهلل إذن فقد خلصت، وصرت ابنًا لله، بمجرد قبولك!!
إنما كانت هناك كرازة، وأعمال حسنة تدل على توبة، ثم عماد.. هل يجرؤ أحد إذن أن يقول إن سجان فيلبى قد خلص هو وأهل بيته في لحظة؟!
أو هل يجرؤ أحد أن يقول إن سجان فيلبي، قد خلص بدون الكنيسة، أو بدون المعمودية؟!

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:02 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل خلص اللص في لحظة؟!
مثال خلاص اللص على الصليب، هو من الأمثلة الشهيرة، التي يحاول البعض استخدامها، لإثبات الخلاص في لحظة، ولعدم ضرورة المعمودية والكهنوت. وهم في ذلك يقدمون الاعتراض الآتي المكون من ثلاث نقاط:
اعتراض

1 لقد خلص اللص في لحظة، حينما قال له الرب: (اليوم تكون معى في الفردوس) (لو 22: 43)!

2 وقد خلص بدون معمودية!
3 وقد خلص أيضًا بدون كهنوت وبدون تدخل الكنيسة!
فلماذا إذن تشترطون الكهنوت والكنيسة والمعمودية؟
الرد على الاعتراض

لا يمكن أن يكون اللص قد خلص في لحظة.. ونقدم لذلك الأدلة الآتية:
1 لا يمكن أن يكون اللص قد خلص بمجرد الوعد الإلهي، قبل موت المسيح على الصليب.
وذلك لأن أجرة الخطية هي موت (رو 6: 23) فلابد أن يموت المسيح أولا ليخلص اللص..
وواضح أن السيد المسيح قد بقى على الصليب ربما حوالي ساعتين بعد أن قال وعده للص. لأن ذلك الوعد كان هو الكلمة الثانية من كلمات المسيح السبع على الصليب. ربما قالها في الساعة الأولى من الساعات الثلاث التي قضاها على الصليب من السادسة إلى التاسعة. فهل خلص اللص بعد موت المسيح مباشرة؟ هنا ونقول:
2 كان لابد للص أن يموت مع المسيح لكي يخلص.
وموته مع المسيح هو معمودية في أعمق صورها.
لأنه ما هي المعمودية؟ يقول الرسول: (أم تجهلون أننا، كل من أعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت) (رو 6: 3) ويقول: (لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبل جسد الخطية) (رو 6: 5، 6).
وواضح أن اللص صلب مع المسيح صلب حقيقيًا، ومات معه موتًا حقيقيًا، وليس مجرد على (شبه موته) من هنا كان موته هذا معمودية مثالية هي مثال لكل معمودية.
فكيف يجرؤ أحد أن يقول إن اللص لم يعتمد؟!
إن من ينال هذه البركة العظمى مع المسيح يكون بلا شك في وضع مثالي، لعل بولس الرسول اشتهاه اشتهاء حينما قال: (مع المسيح صلبت) (غل 2: 20).
إن الوحيد في جميع قديسي الأرض الذي يقول هذه العبارة لفظًا ومعنى هو طبعًا اللص اليمين..
يليه بصورة مشابهة، القديسون الشهداء، الذين لم يموتوا مع المسيح حرفيًا، إنما ماتوا من أجله، فاعتبروا كأنهم ماتوا معه.
ونحن نعتبر أن الذين آمنوا بالمسيح واستشهدوا قبل معمودية الماء، إما قد نالوا معمودية الدم، بالموت معه.
وهنا نسأل: متى نال اللص هذه المعمودية ومات على الصليب؟
إن الكتاب يشرح لنا أن المسيح مات في الساعة التاسعة (مت 27: 45-50، مر 15: 33-37، لو 23: 44-46).
والمعروف أن جسد المسيح انزل من على الصليب في الساعة الحادية عشرة. يقول متى الرسول إنه: لما كان المساء ) (مت 27: 57). ويقول القديس مرقس: (لما كان المساء، إذ كان الاستعداد أي قبل السبت) (مر 15: 42) ويقول القديس لوقا: (وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح) (لو 23: 54) ويقول يوحنا: (إذ كان استعداد، فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت..) (يو 19: 31).
ووقت أنزال جسد المسيح من على الصليب، لم يكن اللصان قد ماتا، فكسر الجند أرجلهما: (أما يسوع فلما جاءوا إليه، لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات) (يو 19: 33).
إذن اللص مات بعد الحادية عشر، أي بعد ساعتين من موت المسيح. وبهذا يكون قد نال الخلاص وقتذاك، بعد موته. وتكون قد مرت حوالي أربع ساعات بعد الوعد الإلهي بدخوله الفردوس.
إذن لم يخلص اللص في لحظة. ولم يدخل الفردوس عقب الوعد الإلهي مباشرة، بل بعده بأربع ساعات.
مادمنا قد أثبتنا أن اللص لم يخلص في لحظة، ولم يخلص بدون معمودية، تبقى إذن الإجابة على الاعتراض الثالث الخاص بالكهنوت والكنيسة.
لقد نال اللص خلاصه عن طريق المسيح رأس الكنيسة ورئيس الكهنة الأعظم، الذي يمثل الكنيسة تمامًا في ذلك الوقت، الذي لم يكن فيه الكهنوت المسيحي قد تأسس بعد، ولم تكن الكنيسة قد تأسست بعد.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:15 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مجرد قبول المسيح | الفهم الخاطئ وخطورته
الذين ينادون بالخلاص في لحظة، يجعلون هذا الخلاص متوقفًا على مجرد قبول المسيح! يكفى في عرفهم أن تقبل المسيح فاديا ومخلصًا، فتنال الخلاص وينتهي الأمر!!
والقبول في نظر هؤلاء كما يقول كتاب (التلمذة) هو التصديق: أي تصديق أنك خاطئ، وأنك تستحق الموت، وتصدق أن المسيح مات عنك، وتقبله فاديًا ومخلصًا..

وبهذا القبول كما يعلمون ينال الشخص التبرير، والتجديد، والولادة من فوق، وغفران الخطايا، والانتقال من الموت إلى الحياة!!
ومعنى هذا، أن ينال الإنسان التبرير والتجديد والمغفرة والخلاص، بمجرد القبول! أي بدون معمودية، ولا كنيسة، ولا أسرار، ولا كهنوت!
كل ذلك يتم – وبي كنيسة بمجرد القبول! أي بدون معمودية، ولا كنيسة، ولا أسرار، ولا كهنوت!
كل ذلك يتم وبلا كنيسة بمجرد القبول! هكذا يقولون! ومن هنا أتت بدعة الخلاص في لحظة
يقولون في مجلة (الينبوع) (عدد يناير 1978): يكفى أن تنظر إلى المسيح على الصليب، والجندي يطعنه بالحربة، فتتبرر في الحال!!
عجبًا بمجرد النظر، بلا توبة، بلا اعتراف، بلا تحليل، بلا تناول.. بمجرد قبولك المسيح ‍ ‍‍! أي إلغاء تام لوجود الكنيسة ولوجود الأسرار المقدسة!
ويصبح دليل الخلاص هو: هل قبلت المسيح فاديًا ومخلصًا؟!
إنه تعبير معروف مصدره، مستعار من الطوائف غير الأرثوذكسية التي تركز على مجرد هذا القبول وحده. وما تجدر الإشارة إليه أن الأناجيل التي يوزعها الجدعونيون، يوجد في آخرها إقرار بقبول المسيح فاديًا ومخلصًا، ليوقع عليه حامل الإنجيل.. كما لو كان مجرد الإقرار كافيًا وحده لنوال الخلاص..!
ويستند المعتقدون بكفاية هذا القبول، على قول الكتاب:
(وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله..) (يو 1: 12)
وهكذا يرون أن الولادة الجديدة تتم بمجرد هذا القبول!
الرد على ذلك:
ما هو تفسير هذه الآية (يو 1: 12)؟
وما علاقتهما بالنبوة لله؟ وهل تصلح لإثبات (الخلاص في لحظة)؟
أول ما نلاحظه في هذه الآية، بالنسبة إلى الذين قبلوه:
لم يقل الكتاب: كل الذين قبلوه صاروا أولاد الله.. إنما قال: (أعطاهم سلطانًا أن يصيروا.. أي صار لهم الحق أن يصيروا أولاد الله.. أما كيف يصيرون فلا شك أن ذلك بالميلاد من فوق، الميلاد من الماء والروح (يو 3: 3، 5)
وهذا الميلاد من الماء والروح، ذكره الرب في حديثه مع نيقوديموس قائلًا: (الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5) ولهذا بدون المعمودية لا تتم هذه الولادة.
والذين يقولون إن الميلاد الثاني يتم بمجرد قبول المسيح (أي الإيمان به)، إنما ينكرون المعمودية، يخرجون من دائرة الأرثوذكسية.
نقطة أخرى نناقشها بالنسبة إلى هذه الآية وهى:
ما معنى عبارة: (الذين قبلوه)؟ من هم الذين قبلوه؟
لا شك أن الذين قبلوه، هم الذين قبلوا تعليمه أيضًا..
وتعليمه لا يقول آمن فقط، إنما يقول: (من آمن واعتمد، خلص) (مر 16: 16) فإن كنت قد آمنت فقط، ولم تعتمد، مكتفيًا بمجرد القبول، فلا تكون قد قبلت تعليم المسيح.. فلا تستحق أن تصير من أولاد الله.. إن الذي يقبل المسيح، يقبل إنجيله، وكنيسته، ووكلاءه.. وكلاء السرائر الإلهية، ويقبل كل الأسرار المقدسة التي تركها لنا كوسائط للخلاص.. فالقبول ليس مجرد شعور..
هل شاول الطرسوسي بمجرد قبوله للمسيح نال الخلاص في لحظة؟!
أم سلمه الرب للكنيسة؟ وأمرته الكنيسة أن يعتمد ويغسل خطاياه (أع 22: 16)، أي أن خطاياه كانت لا تزال باقية بعد قبوله المسيح، تنتظر المعمودية لتغسله منها..
واليهود الذين آمنوا في يوم الخمسين، هل نالوا الخلاص في اللحظة التي نُخِسُوا فيها في قلوبهم، أم قال لهم الكنيسة على فم بطرس الرسول: (توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا) (أع 2: 38).
وماذا نقول عن قصة خلاص كرنيليوس والخصي الحبشي؟
إن قبول الإنسان للرب، وإيمانه ومعرفته لله، كل هذه هي الخطوات الأولى في طريق الخلاص. أما الخلاص فهو قصة العمر كله.
إن الخلاص هو قصة الإيمان ومعرفته لله، كل هذه هي الخطوات الأولى في طريق الخلاص. أما الخلاص فهو قصة العمر كله.
إن الخلاص هو قصة الإيمان والتوبة والمعمودية، وهو قصة الطاعة والقداسة وشركة الروح القدس، وفاعلية الأسرار الإلهية، وعمل النعمة مع الإرادة البشرية، والثبات في الحب وحفظ الوصايا، والصمود أما حروب الشياطين.
إن الذين قبلوه، كان كل منهم يسأل: (ماذا تريد يا رب أن أفعل؟)،
فهكذا فعل شاول الطرسوسي (أع 9: 6) وهكذا أيضا فعل اليهود الذين قبلوا الرب في يوم الخمسين، إذ سألوا قائلين: (ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة؟) (أع 2: 37)
وهذا دليل على أن هناك شيئًا ينبغي عمله بعد القبول.
كرنيليوس لما قبل الرب، لم يصر ابنًا بمجرد قبوله. إنما أمره الملاك أن يلجًا إلى الكنيسة، ويستدعى بطرس ليقول له: (ماذا ينبغي أن يفعل) (أع 10: 6)..
والخصي الحبشي لما قبل الرب، لم يصر ابنا في الحال، مع أنه كان يؤمن من كل قلبه (أع 8: 37) ولكنه لما اعتمد، مضى في طريقه فرحًا. وهنا نسأل عن سر شغفه بطلب العماد..
إن التشديد على قبول المسيح فاديا، كان دعوة يوجهها الرسل إلى غير المؤمنين، إذ لا يوجد طريق للخلاص غير هذا.
ولكن ما معنى كتابة نبذات تدعو المؤمنين إلى قبول المسيح فاديا ومخلصًا؟! هل هم حاليًا غير مؤمنين به كمخلص؟!
هل المؤمنون الذين توزع عليهم النبذات، لم يقبلوا المسيح بعد فاديًا لهم؟! أليس من الواضح أن الذين تتخذ كرازتهم هذا الأسلوب لا يفرقون بين المؤمنين وغير المؤمنين!
وإلا فما معنى أن تصدر نبذة عن جماعة تسمى نفسها (شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية) تدعو فيها إلى مجرد قبول المسيح، للخلاص ونوال الحياة الجديدة! دون أن تذكر شيئًا عن الأسرار، وعن البر الذي في المسيح يسوع..!

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:16 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
التفتوا إليَّ واخلصوا
من الآيات التي يعتمد عليها من ينادون بالخلاص اللحظي، قول الرب في سفر إشعياء النبي: (التفتوا إلى واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض) (إش 45: 22). وهم يشددون على كلمة (التفتوا) ويرون أن الخلاص -حسب هذه الآية- يتم في لفتة، أي في لحظة!! فهل هذه الآية تعنى الخلاص في لحظة؟
والجواب هو أن هذه الآية لا علاقة لها مطلقًا بموضوع الخلاص في لحظة، إنما هي خاصة بترك عبادة الأصنام والرجوع إلى عبادة الله وحده..
ليت الذين يوردون نصوصًا من الكتاب المقدس، يتحققون جيدًا مما يقتبسون، ويعرفون ما هي المناسبة التي قيلت فيها الآية؟ ولمن قيلت؟ وأيضًا ليتهم لا يوردون النص مبتورًا، أو منفصلًا تمامًا عن باقي الآيات.

فاللاهوتي الحقيقي، أو المؤمن الحقيقي، لا يحاول أن يخضع الآيات لمفاهيمه الخاصة، إنما يخضع هو لمفهوم الآيات.
وهذه الآيات المقتبسة من إشعياء، سنفهمها في ضوء الحقائق الآتية:
أ تكملة الآية ذاتها. ولماذا لم يذكر مقتبسها تكملتها؟
ب تكملة الأصحاح التي قيلت فيه هذه الآية (إش 45)
ج كل مضمون الأصحاحات 43 إلى 48 من سفر إشعياء
فنقول إن كل هذه الأصحاحات تدعو إلى ترك الآلهة الغربية.
كلها تدعو إلى عبادة الإله الحقيقي وحده، وعدم الالتفات إلى الآلهة الأخرى.
ويتكرر فيها كلها قول الرب: (أنا الله وليس غيري) (أنا الرب وليس آخر) (قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون) (أنا هو وليس سواي).
والله في كل تلك الأصحاحات يشير إلى الخلاص به هو، فيجب الالتفات إليه وحده، وليس إلى الآلهة الغريبة أو إلى الأصنام. وهكذا يقول:
أو المعنى هو أديروا قلوبكم نحوى. اتجهوا إلى وليس إلى الأصنام. وهذا هو ما ظهره الترجمة الانجليزية: "Turn to me and be Saved"
والمتتبع قراءة الأصحاح من أوله، يجد الرب يقول:
(لكي تعرف أنى أنا الرب الذي يدعوك. أنا الرب وليس آخر) (إش 45: 3) (وأنت لست تعرفني. أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي. نطقتك وأنت لم تعرفني) (ع 4، 5) (لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها، أن ليس غيري. أنا الرب وليس آخر)(ع 6) أنا الرب صانع كل هذه) (ع7) (أنا الرب قد خلقته) (ع 8) (أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها. يداي أنا نشرنا السموات وكل جندها) (ع 12) (.. الله وليس آخر) (ع 14).
وبعد أن يتكلم الرب عن أنه هو الله وحده، يتكلم عن الخلاص وأنه به وحده، فيقول:
(أما إسرائيل، فيخلص بالرب خلاصًا أبديًا) (ع 17) (أنا الرب وليس آخر (ع 18) (أنا الرب) (ع 19) (لا يعلم الحاملون خشب صنمهم والمصلون إلى إله لا يخلص) (ع 20)
(أليس أنا الرب، ولا إله غيري إله بار ومخلص، ليس سواي. التفتوا إلى واخلصوا..) (ع 21، 22).
إنها دعوة إلى ترك عبادة الأصنام، والإيمان بالله وحده.
وترك إسرائيل لعبادة الأصنام، والتفاتهم إلى الله، لكي يخلصوا، لم يتم في لحظة..
لم يتم ذلك إلا بجهاد كبير من الأنبياء، وبضربات من الله كان من ضمنها السبي ورحلهم إلى أيدي أعدائهم ليذلوهم، ثم طول أناة من الله عليهم، حتى التفتوا إليه أخيرًا، واداروا ظهورهم للأصنام، واتجهوا نحو الله..
وحتى كل الذين التفتوا إلى الله ليخلصوا، لم ينالوا الخلاص إلا بدم المسيح الذي سفك بعد ذلك بحوالي 800 سنة.
لقد رقدوا على رجاء، كباقي الآباء وانتظروا..
ولم ينالوا الخلاص بمجرد لفتة، أو في لحظة..
وكل الذي نالوه كان وعدًا بالخلاص..
إنهم لم يخلصوا إلا بالإيمان، وبترك الأوثان.
ولم يخلصوا إلا إلا في ملء الزمان.
ليس بمجرد لفتة، إنما بعد أجيال طويلة.
ومن له أذنان للسمع فليسمع، ما يقوله الروح للكنائس.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:18 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
عبارة "اليوم"
من الواضح جدًا، أن استخدام عبارة (اليوم) ههنا، تحمل تنازلًا عن عبارة (لحظة) فالعبارتان مختلفتان تمامًا في الزمن.

فمهاجمتنا للبدعة الخلاص في لحظة، سببه الأساسي هو أنه من غير الممكن أن تتم في لحظة كل أسرار الكنيسة اللازمة للخلاص.. فلا يمكن لإنسان أن يؤمن ويعتمد في لحظة، ولا أن يتوب ويعترف ويأخذ التحليل ويتناول في لحظة.. كل هذا مستحيل عمليًا.
ومن هنا كانت عبارة (لحظة) تعنى إنكارًا واضحًا لأهمية الأسرار والكهنوت والمنسية في موضوع الخلاص.
لهذا فالآيات المشتملة على كلمة (اليوم) هي خروج عن الحوار في هذا الموضوع، لأن الإيمان والأسرار يمكن أن تتم في يوم..
يمكن في يوم واحد، أن يتم الإيمان والعماد معًا.. ويمكن أن تتم التوبة، ومعها الاعتراف أيضًا والتناول.. وهكذا تكون الكنيسة قد أدت دورها، وتمت الأسرار اللازمة للخلاص بخدمة الكهنوت
في يوم واحد، أمكن لكرنيليوس، أن يستدعى بطرس الرسول، الذي كرز له فآمن وأعتمد هو وجميع الذين سمعوا الكلمة (أع 10)
ومع ذلك، فسنحاول أن نفهم معًا هذه الآيات التي قدموها لإثبات الخلاص في لحظة ونرى ما تقدمه من معنى

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:19 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الآن وقت مقبول، الآن يوم خلاص
الآن وقت مقبول الآن يوم خلاص (2كو 6: 2).
إن عبارة (الآن وقت) وعبارة (الآن يوم) لا تعنيان مطلقًا (الآن لحظة)، فلم يقل الآن لحظة خلاص، ولا الآن لحظة مقبولة.. ومع ذلك نقول:
كلمة الآن هنا تعنى عدم التأجيل..

ولا تعنى أنهم يخلصون في لحظة، لأنه أرسل رسالته هذه (إلى كنيسة الله التي في كورنثوس، مع القديسين أجمعين الذين في أخائية) (2كو 1: 1) فهو هنا لا يكلم غير مؤمنين. ولم يتحدث إليهم هنا عن الإيمان أو الفداء أو المعمودية.
إنما كان يحدثهم عن التوبة، وعدم تأجيلها..
والتوبة مقبولة الآن، وقبوله في كل وقت. لأن الله يقول: (من يقبل إلى، لا أخرجه خارجًا) (يو 6:: 37 ) والقديس بولس كان في الرسالة الماضية قد حدثهم عن الانقسامات التي بينهم (1كو 3: 3) ووصفهم بأنهم جسديون (1كو 3: 1، 4) ثم وبخهم على الخاطئ الذي إدانة الرسول وحكم عليه (1كو 5: 5) وقال لهم: (اعزلوا الخبيث من وسطكم) (1كو 5: 13) ووبخهم على الالتجاء إلى المحاكم (1كو 6: 1، 5) ووبخهم على خطايا أخرى كثيرة.. وفي هذه الرسالة يعفو عن الخاطئ الذي حكم عليه (2كو 2: 7 ) ويقول لهم:
(الآن أنا أفرح، لا لأنكم حزنتم، بل لأنكم حزنتم للتوبة.. لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله، ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة) (2كو 7: 9، 10).
إذن هنا، هو يحدثهم عن التوبة، والخلاص من الخطايا التي يرتكبونها. والتوبة يحسن بها عدم التأجيل، فوقتها الآن وقت مقبول، والتخلص منها اليوم هو أفضل، لأنه يوم خلاص.. ما علاقة كل هذا إذن بالخلاص في لحظة؟ والرسول لم يستخدم هذا التعبير مطلقًا.
إنه ينادى لهم بخدمة المصالحة، أن (تصالحوا مع الله) (2كو 5: 20) فإن تأثروا وتابوا، فلا يجوز أن يؤجلوا التوبة، لأن الآن وقت مقبول..

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:20 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الآن ساعة لنستيقظ

اليقظة الروحية مطلوبة في كل وقت، وليس من المصالح تأجيلها، فهي لازمة الآن. فما علاقة اليقظة بالخلاص في لحظة.
إن الذي يستيقظ، يبحث كيف يخلص. تمامًا مثلما حدث للابن الضال، الذي لما استيقظ، فكر ماذا يفعل. فقال أقوم الآن وأذهب إلى أبى، وأقول له: أخطأت.. (لو 15: 17، 18).
إذن فاليقظة تتبعها خطوات.. ولذلك شرح لهم الرسول ما يفعلونه في هذه اليقظة الروحية..
فقال لهم: (إنها الآن ساعة لنستيقظ.. فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبَطَر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد بل ألبسوا الرب يسوع المسيح، ولا تصنعوا تدبير الجسد لأجل الشهوات) (رو 13: 11-14).
هنا يضع أمامهم برنامجًا روحيًا، ربما يحتاج إلى جهاد روحي ووقت. وليس هو كلامًا عن الخلاص في لحظة.
وهو في كل ذلك يكلم أناسًا مؤمنين. ولذلك فإنه يقول لهم في نفس الآية: (إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنًا) (رو 13: 11) إذن هم كانوا مؤمنين، وقد قبلوا المسيح من قبل فاديًا ومخلصًا.. ولكنهم الآن تتعبهم الخطايا، ويحتاجون إلى توبة. ويجب عد تأجيل هذه التوبة، بكل تكون الآن.. فخلاصهم الآن من خطاياهم بالتوبة، أسهل من حالتهم حين قبلوا الإيمان..

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:21 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
اليوم إن سمعتم صوته، فلا تُقَسّوا قلوبكم

إنه لا يتكلم عن الخلاص في لحظة، إنما يدعوهم أن يفتحوا قلوبهم لله، وأن يتوبوا. والمفروض أن يستجيبوا بسرعة لعمل الله فيهم، لئلا يدركهم غضب الله الذي أدرك آباءهم في القفر (عب 3: 8)
والرسول يقول إن عدم الرجوع إلى الله، وعدم الاستجابة لصوته، عبارة عن قساوة قلب. لذلك اليوم لا تقسوا قلوبكم..
ما علاقة هذه الآية بالخلاص في لحظة؟ إنني متعجب.
كذلك ما هي علاقة الخلاص في لحظة بهذه الآية

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:22 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الله الآن يأمر جميع الناس أن يتوبوا

إن (الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان، أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل) (أع 17: 20).
فهل دعوة الله الناس إلى التوبة الآن، معناها أنهم قد خلصوا في لحظة.. إنه يدعوهم الآن، وربما يستجيبون أو لا يستجيبون. والذين يستجيبون قد يأخذون وقتًا للتخلص من خطاياهم، وقد يتدرجون في ذلك.. وربما يتوبون، ويعودون إلى السقوط مرة أخرى.. ولكنهم في توبتهم يتغاضى الله عن أزمنة الجهل..
فهل أمر الله للناس بالتوبة، تعنى الخلاص في لحظة؟ لمجرد ورود عبارة الآن؟!
حتى لو كانت..!، يقول الرسول الآن الله يأمر. وليس الآن الناس يخلصون.
وحتى عبارة (الآن يخلصون) لا تعنى لحظة..
ومع ذلك لا يخلط أحد بين عبارتيّ: التوبة، والخلاص. فهناك فروق بينهما نشرحها في فصل عنوانه (مفاهيم).

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:23 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
اليوم حصل خلاص

أما عن عبارة (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) (لو 19: 9).
التي قالها الرب زكا وبيته، فقد شرحناها تحت عنوان: (هل خلص زكا في لحظة).
كما أن عبارة (اليوم) كما قلنا، هي خارجة عن موضوعنا.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:24 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
علاقة التوبة بالخلاص

نلاحظ أن باقي الآيات كلها خاصة بالتوبة، وليس بالخلاص.
والتوبة هي جزء بسيط من موضوع الخلاص.
ولا يمكن أن المنادين بالخلاص في لحظة يقولون إن التوبة معناها الخلاص الآن، حيث لم يرد في هذه الآيات أية إشارة إلى الإيمان أو الدم أو الفداء أو الكفارة أو المعمودية، فهي إذن ليست آيات خاصة بالخلاص، ولا علاقة لها بموضوعنا.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:25 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخلط بين التوبة والخلاص
1 ما أكثر الذين يخلطون بين التوبة والخلاص. فإن تاب إنسان وتغيرت حياته، يقولون عنه إنه قد خلص، وهو نفسه يقول: (أنا قد خلصت) ويسجل تاريخ ذلك في مذكرته، ويدعوه البعض أن يقف على المنبر ليحكى (اختباره)، أو يحكى قصة خلاصه، لينتفع بها الآخرون..!
2 وربما تكون توبة جزئية، أقصد توبة من خطية معينة تتعبه، أو من الخطيئة الرئيسية في حياته!

ربما تكون الخطية البارزة في حياته، أو التي تشعره بأنه خارج دائرة أولاد الله، هي خطية الزنا، أو شرب الخمر، أو لعب القمار، أو السرقة.. إلخ. فإن عملت التوبة في قلبه أو تأثر، وأبطل هذه الخطية البشعة، يظن أنه قد خلص، ويقول أمام الناس: (قد خلصت)!
3 ومع (خلاصه) من هذه الخطية، قد تكون له خطايا أخرى!
مثل خطية الغضب مثلًا، أو محبة المديح والمجد الباطل، أو بعض خطايا اللسان أو عدم التدقيق في الحياة، أو غير ذلك.. ولكنه يقول قد خلصت، لمجرد خلاصه من الخمر والقمار أو النساء!
4 وتحضرني في هذا المجال قصة قرأتها في كتاب:
كان يتحدث مؤلفه عن إمكانية الخلاص في لحظة، فاستشهد بقصة رواها أحد الآباء الكهنة المعروفين عن إنسان كان مدمنا على التدخين، ثم خلا إلى نفسه، ورأى أنه يحرق قوته وصحته فيما يدخن، فقرر الامتناع عن ذلك، وألقى بعلبة السجاير بعيدًا، قائلًا لها: "اذهبي، لا أرجعك الله".
وقال ذلك المدمن التائب: ,, ومنذ تلك اللحظة لم أعد إليها ابدأً،، وأعتبر المؤلف تلك القصة دليلًا على إمكانية الخلاص في لحظة!! أو دليلًا على الخلاص في لحظة من محبة الخطية!!
والعجيب أن تلك القصة، تكررت في كتاب المؤلف مرتين، كما لو كانت دليلًا قويًا دافعا! فهل الخلاص في مفهومه، هو مجرد ترك التدخين؟! وهل الخلاص من محبة الخطية، هو مجرد الخلاص من التدخين؟! وربما تكون لهذا المدمن خطايا أخرى كثيرة لا تزال محتاجة إلى جهاد كبير حتى الدم (عب 12: 4) كما تحتاج إلى معونة كبيرة من النعمة..
وكم من أناس تخلصوا من مثل هذه الخطية، وحكوا اختباراتهم، ثم انفجروا في إحدى اللحظات في خطية غضب وسخط، لم يخلصوا منها بعد..
وحتى لو خلصوا من الغضب، هناك خطايا أخرى، وهناك ضعفات في حياتهم وحياة كل إنسان تحتاج إلى إصلاح.
5 وهم أنفسهم يقولون إن (التقديس) يحتاج إلى مسيرة العمر كله..! فهل يؤخذ الإقلاع عن التدخين دليلًا على الخلاص؟! وهل ترك التدخين يدخل تحت عنوان التبرير أم التقديس؟! وهل هو داخل في استحقاقات الفداء والدم؟ ومتى وكيف؟
6 إن الخلاص له معنى واسع، التوبة هي جزء منه، أو هي عامل موصل إليه ضمن عوامل أخرى.
لا يجوز إذن وضع الكلام عن التوبة، سواء كانت كلية أو جزئية، في موضع الكلام عن الخلاص. وإلا فأين الحديث عن الإيمان والمعمودية، والدم والكفارة والفداء، وسائر الأمور الأخرى المتعلقة بالخلاص، مثل عمل النعمة، أو عمل الروح القدس في موضوع الخلاص..؟! إن كان مجرد ترك خطية واحدة يعتبر خلاصًا!
7 ينبغي أن يكون مفهوم الخلاص واضحًا أمامنا بمعناه الواسع..
هذا الخلاص الذي عمل الرب ومازال يعمل من أجله، وهذا الخلاص الذي نجاهد بكل قوانا، وبكل ما أوتينا من نعمة لكي نصل إليه، بعد أن أخذنا جزءًا منه، واضعين أمامنا قول الرسول: (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12) هذا الخلاص الذي من أجله (مصارعتنا ليست مع لحم ودم، بل مع أجناد الشر الروحية) (أف 6: 12) وتحتاج إلى سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نقاوم، وأن نثبت، وأن نطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة.. (أف 6: 13، 16)..
8 ليس هو مجرد تخلص من خطية معينة، أو من جملة خطايا، فهذا هو الجانب السلبي. ويبقى جانب إيجابي، ليس الآن مجاله..
إن الخلاص كما قلنا - موضوع واسع، التوبة جزء منه.
والتوبة أيضًا موضوع واسع، يقظة القلب جزء منه، وانسحاق القلب وندمه جزء آخر، وترك الخطية جزء ثالث، وعدم محبة الخطية جزء رابع، والاعتراف والتناول والتحليل عناصر أخرى في التوبة. تشترك فيها الكنيسة مع التائب بمساعدته على التوبة ونوال الغفران.
وواضح أن كل هذه العناصر، لا تتم في لحظة.
ومن له أذنان للسمع فليسمع.

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:28 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الخَلط بين التغيير والخلاص
1 قرأت في أحد الكتب فقرة يقول فيها قائلها:
,, شاول الملك عندما مسحه صموئيل النبى، قال له: (يحل عليك روح الرب.. وتتحول إلى رجل آخر) (1صم 10: 6). وقد تم هذا القول لشاول في لحظة. إذ يسجل الكتاب قائلًا: (وكان عندما أدار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل، أن الله أعطاه قلبًا آخر) (1صم 10: 9) ولاحظ تعبير الكتاب أنه (عندما أدار كتفه) وإدارة الكتف لا تستغرق وقتًا (أه).
وفى الواقع لست أجد في هذه القصة دليلًا على الخلاص في لحظة، إنما أرى فيها دليلًا على عكس هذا‍‍‍!!

شاول الملك تغير فعلًا، وتغير في لحظة، وأعطاه الله قلبًا آخر، وعمل روح الرب فيه، فتنبأ مع الأنبياء، حتى قال الناس في تعجب: (أشاول أيضًا بين الأنبياء؟!)
كل هذا حدث حقًا. ولكن ماذا كانت نهاية شاول؟
2 إن شاول الذي تغير في لحظة، وحل عليه روح الرب وتنبأ، لم يخلص أبدًا، بل هلك!
فقد ختمت حياة هذا الإنسان بمأساة، قال فيها الوحي الإلهي: (وفارق روح الرب شاول، وبغته روح رديء من قبل الرب) (1صم 16: 14) وكان يحتاج إلى داود، لكي يضرب له على العود فيهدأ. (والرب ندم لأنه ملك شاول على إسرائيل) (1صم 15: 35) ولما ناح عليه صموئيل النبي، قال له الرب: (حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته؟!) (1صم 16: 1)
3 حقًا إن التغير شيء، والخلاص شيء آخر.
ولا يجوز أن نأخذ الكلام عن التغير، كلامًا عن الخلاص.
إن شاول الملك لم ينل الخلاص بتغيره، ولا بحلول روح الله عليه، ولا بموهبة النبوة التي منحت له، ولا بالمسحة المقدسة التي نالها من صموئيل النبي!! وكانت نهايته إلى الهلاك. ولهذا فإن الكتاب لا يعطى الأهمية الكبرى، ولا اسم الخلاص للتغيرات التي تحدث حتى للقديسين، وإنما يقول: (أنظروا إلى نهاية سيرتهم) (عب 13: 7)
4 وما أسهل أن التغير إلى أفضل، يعقبه تغير آخر إلى أسوأ. وحياة الإنسان دائمة التغير. والمهم هو كيف تنتهي أيام غربته في العالم.
ومثال شاول الملك هذا، عن التغير اللحظي، لا يخدم بدعة الخلاص في لحظة، بل هو ضدها تمامًا.
ونفس الكلام نقوله أيضًا إن التغير في حياة التوبة، حتى لو تم في لحظة..!
5 وقد يتغير إنسان في لحظة، من خاطئ إلى تائب!
ولكن ذلك لا يعنى أنه قد خلص، فقد يفقد توبته.
توبته قد تنقله من الموت إلى الحياة! ثم يعود إلى الموت مرة أخرى، إن لم تستمر معه التوبة، وعاد إلى الخطية، وأجرة الخطية موت (رو 6: 23)
وقد تكون التوبة قوية جدًا، وعمل النعمة قويًا جدًا.
6 ويتحول في التوبة من خاطئ إلى قديس، ثم يفقد قداسته ويسقط ولا يكون قد خلص في لحظة!
وبغض النظر عن أن كلمة قديس، أطلقت في الكتاب في أحيان كثيرة على عموم المؤمنين، كما قال بولس الرسول: (سلموا على قديس في المسيح يسوع) (فى 4: 21) (ساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين) (أف 6: 18) وأرسل القديس بولس رسائله إلى (جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفة وشمامسة) (فى 1: 1) وإلى (القديسين أجمعين الذين في أخائية) (2كو 1: 1) وإلى (القديسين الذين في كولوسي) (كو 1: 2) (انظر أيضًا في 4: 22، 13: 24، 1 كو 1: 2، 2 كو 13: 13).
بغض النظر عن كل هذا، نقول: كم من قديسين سقطوا، وفقدوا الدفعة الأولى في حياتهم التي حولتهم إلى قديسين، واحتاجوا إلى تكرار التوبة والتغير من جديد..
داود النبي كان قديسًا، وسقط، واحتاج إلى توبة ودموع. وشمشون كان قديسًا، ومن رجال الإيمان (عب 11: 32 ) ومع ذلك سقط، واحتاج إلى توبة لكي يخلص. وسليمان كان قديسًا، وتحدث مع الله أكثر من مرة وتراءى له في جبعون، ومنحه قلبًا حكيمًا مميزًا لم يكن مثله من قبل ولا من بعد (1مل 3: 5 12) وتراءى له ثانية بعد تدشين الهيكل، وأخبره أنه سمع صلاته (1مل 9: 2، 3) ومع ذلك سقط سليمان (1مل 11: 4) وأحتاج إلى توبة.
ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن قديسين في التاريخ سقطوا، واحتاجوا إلى توبة لخلاصهم، ومن أمثلتهم يعقوب المجاهد، وموسى السائح، وبائيسة.. وغيرهم.
إذن الوصول إلى القداسة شيء، والوصول إلى الخلاص شيء آخر، إذ يمكن فقد القداسة. والإنسان دائم التغير.
7 يمكن أن يتغير الإنسان من خاطئ إلى قديس، ولا يكون قد خلص بعد، لأنه محتاج إلى الثبات في القداسة، وليس إلى مجرد التحول إليها..
وهوذا الرسول يقول: (فإذا لنا هذه المواعيد أيها الأحباء، لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2كو 7: 1) ويقول: (يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة) (1تس 3: 13).
8 لذلك نقول إن الخلاص هو قصة العمر كله، يمر فيها الإنسان على الإيمان والتوبة والمعمودية والقداسة، ويحتاج إلى أن يثبت.
إنه يتغير في سلوكه في حالة إلى أخرى. ولكن عليه أن يثبت في الحالة الفضلى التي يصل إليها. ولا يظن أن مجرد التغير هو الخلاص..
9 وهناك من يتغير ويخلص، ولكنه لا يخلص في وقت تغيره.
شاول الطرسوسي مثلًا: تغير قلبه من مضطهد للكنيسة إلى مؤمن بالرب يسوع وصار أناء مختارًا (أع 9) ولكنه لم يخلص في لحظة لقائه بالرب، وفي لحظة هذا التغير.
بل أرسله الرب إلى حنانيا الذي قال له: (أيها الأخ شاول.. لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16) إذن خطاياه لم تكن قد غسلت حتى ذلك الوقت. فلما اعتمد اغتسل منها وخلص (مر 16: 16).
إذن ساعة التغير، ليست هي ساعة الخلاص
كما أن كثيرين يحتاجون إلى مدة طويلة للتغير..
10 ما أكثر نواحى التغير في حياة الإنسان. ولكن ليس كل تغير خلاصًا. إنك قد تتأثر بعظة أو بقراءة معينة، فتغير شيئًا من حياتك، أو تغير حياتك كلها. ولكن هذا التغير ليس هو الخلاص ربما مزمور واحد يغير حياتك، أو آية تغير حياتك، أو معجزة تغير حياتك. تغيرها إلى التوبة أو التكريس مثلًا.
11 ولكن تكريس الحياة شيء، والخلاص شيء آخر
إن آية واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس، استطاعت أن تغير حياته فذهب وباع كل ماله وأعطاه للفقراء، واتجه إلى حياة الرهبنة. أيجرؤ أحد أن يقول إن الأنبا أنطونيوس نال الخلاص، حينما سمع هذه الآية وتغير؟!
حقًا إنه تغيير. ولكن الرهبنة شيء، والخلاص شيء آخر.
إذن لا يجوز أن نأخذ كل تغيير على أنه خلاص!
12 حدث أيضًا أن القديس أوغسطينوس جلس جلسة روحية مع نفسه، قادته إلى التوبة وتغيير الحياة. وكانت جلسة تاريخية حاسمة، ولكنه لم ينل الخلاص في تلك الجلسة. ولقد قرأ كتاب حياة الأنبا أنطونيوس، وتأثر به جدًا. ولكن هذا التأثر وما تبعه من تغيير لم يكن هو الخلاص، إنما كان خطوة في الطريق.
إن الجلسة مع النفس هامة، وقد تكون نتيجتها تغيرًا أو سعيًا إلى التوبة. ولكنها مجرد خطوات إلى الله.
ليست هذه الخطوات هي الخلاص، إنما تقود إليه.
قد تأخذ من الجلسة قوة من الله ونعمة تعينك في حياتك. وقد تنتهي إلى تصميم داخلي على التوبة. كل هذا حسن ومفيد، ولكن ليس هو الخلاص. إنها مجرد وسائل.. هكذا كان القديسون يجلسون إلى أنفسهم، أو يدخلون داخل أنفسهم. ولكنهم لم ينالوا الخلاص في تلك اللحظات، إنما نالوا نعمة وبركة.
بعض من الذين تغيروا، ونالوا خلاصًا بالإيمان والتوبة والمعمودية، تعرضوا لتغيير عكسي أوصلهم إلى الردة.
وقص هذه الردة كثيرة في الكتاب المقدس: منها قصة ديماس الذي كان أحد مساعدي القديس بولس الرسول في الكرازة (كو 4: 14) والذي ذكره في إحدى المرات قبل القديس لوقا (فل 24) هذا تغير وارتد وقال عنه القديس بولس: (ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر ) (2تى 4: 9).
ومن أمثلة ديماس، أولئك الذين قال عنهم الرسول: (لأن كثيرين ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، والآن أذكرهم أيضًا باكيًا، وهم أعداء صليب المسيح) (فى 3: 18).
إن الردة رد على من يضعون عبارة (التغير) في موضع كلمة (الخلاص) وما أسهل أن يتغير الإنسان في لحظة، من خاطئ إلى تائب، إلى قديس. وينتقل من ظلمة إلى نور، ومن موت إلى حياة، وينال قوة.
ثم يتغير إلى العكس مرة ثانية، وقد يهلك أخيرًا!

Mary Naeem 20 - 02 - 2014 04:30 PM

رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
 
لحظات مُباركة.. ليست لحظات خلاص
1 في حياة كل إنسان، لا شك توجد لحظات مباركة:
قد تكون لحظات مباركة أو مقدسة.
أو لحظات مصيرية.
أو لحظات ممجدة.
أو لحظات زهد ونسك.
أو لحظات تغيير أو تحول في التفكير والقرارات.
أو لحظات اتفاق أو عهد مع الله.
أو لحظات توبة، أو مصالحة مع الله.
أو لحظات تأمل.
ولكن ولا واحدة من هذه، يمكن تسميتها لحظة خلاص.
وسنحاول أأن نضرب أمثلة لكل هذه أو بعضها:
2 اللحظة التي تأمل فيها القديس أنطونيوس جثة أبيه، وقال له: [أين عظمتك وقوتك وسلطانك؟! لقد خرجت من العالم بغير إرادتك. ولكنني سأترك العالم بإرادتي، قبل أن يخرجونني كارهًا].
كانت هي لحظة زهد ونسك، وكانت لحظة مصيرية. ولكنها لم تكن لحظة خلاص. لأننا لا نستطيع أن نقول عن القديس أنطونيوس انه خلص في تلك اللحظة.
ولكن يمكننا أن نقول إنها لحظة مباركة، لحظة تأمل، شعر فيها القديس أنطونيوس بفناء هذا العالم، في هذا، وخط لنا الطريق الملائكي الجميل..
3 - كذلك اللحظات التي جلس فيه الابن الضال إلى نفسه، وهو بين الخنازير في تلك الكورة البعيدة، وأدرك سوء حالته، وعزم على التوبة والرجوع إلى بيت أبيه..
كانت لحظات مصيرية، غيرت حياة الابن الضال، وأرجعته إلى بيت أبيه، ولكنها لم تكن لحظة خلاص، لأن الخلاص لا يمكن أن يتم في الكورة البعيدة!
4 كذلك كانت لحظة مباركة تلك التي جلس فيها القديس أوغسطينوس إلى نفسه، وأيضًا تلك الساعات التي تأثر فيها جدًا بقراءة سيرة الأنبا أنطونيوس ولكنها لم تكن مطلقًا لحظة خلاص.
إن القديس لم يخلص وهو يقرأ حياة الأنبا أنطونيوس!
5 كذلك قد تمر على الإنسان لحظات توبة، يشعر فيها بكراهية الخطية، أو يرى فيها أن محبة الخطية قد انتزعت تمامًا من قلبه ولم يعد يشتاق إليها، سواء الخطية عمومًا، أو خطية معينة.. ولكن كل لحظة من هذه، ليست لحظة خلاص.
إنها لحظة توبة، وليست لحظة خلاص. وما أسهل أن يعود إلى الخطية مرة أخرى، بعد شعوره أن محبتها قد انتزعت من قلبه.
6 وقد تمر على الإنسان مقدسة، يتمتع فيها بزيارة من زيارات النعمة، ويسمع بها صوت الله في قلبه، ويكون في حالة روحية يشعر به تماما أنه في الملكوت. ألم يقل الرب: (ملكوت الله داخلكم) (لو 17: 21).
زيارة النعمة لحظة مقدسة، ولكنها ليست لحظة خلاص.
إنها متعة بالله، وشعور بوجوده، وشعور بعمل الله داخل الإنسان. ولكنها لا تستمر. هي مجرد مذاقة للملكوت، ثم يعود الإنسان إلى حالته الأولى، أو إلى حالة أفضل قليلًا، ولكنه لا يستمر في هذا الملكوت طول حياته..
7 وقد تمر على الإنسان لحظات توبة أو لحظات تغير، ولكنها ليست لحظات خلاص كما شرحنا وقد يشعر الإنسان بضرورة التوبة الآن، وعدم تأجيلها مطلقًا، كما حدث لأوغسطينوس، وكما حدث للابن الضال.. ولكن التوبة وليست هي الخلاص. هي مجرد فرع منه، وتحتاج إلى خطوات بعدها. كما يمكن أن تحدث ردة أو نكسة للإنسان، فيرجع إلى الخطية مرة أخرى بعد توبته. والشيطان قد يترك الشخص (إلى حين) (لو 4: 13) ثم يعود إلى تجاربه مرة أخرى.
مزمور واحد قد يغير حياة الإنسان ويجذبه إلى الله. ثم تجربة بعد ذلك قد تقذف به بعيدًا. وهكذا يجتاز مراحل عديدة من التغير، حتى يستقر في حضن الله، ولكن ليس في لحظة!
8 كذلك قد تمر على الإنسان لحظات اتفاق أو عهد مع الله. يكون في حالة روحية يبرم فيها مع الله عهدًا. ثم يقول: (تعهدات فمى باركها يا رب) (مز 119) لأنه ما أكثر تعهدات الإنسان التي لا يثبت فيها، كما قيل:
كم وعدت الله وعدًا حانثًا ليتني من خوف ضعفي لم أعد.
حقًا إذا اقتنع القلب، تستطيع في لحظة أن تصل إلى اتفاق مع الله إن أردت..
ولكن الاتفاق شيء، وتنفيذ الاتفاق شيء آخر. ربما تتفق مع الله في لحظة، ثم تكسر اتفاقك في لحظات أخرى.
9 هناك أيضًا لحظات مقدسة قد تقود إلى الإيمان. فلا شك أنها مقدسة ومملوءة بركة تلك اللحظة التي جلس فيها مارمرقس إلى انيانوس الإسكافي ليصلح حذاءه ولكن لحظة إصلاح الحذاء، لم تكن هي لحظة الخلاص. إنما كانت بداية لحديث وشرح أدى إلى الإيمان وإلى المعمودية فيما بعد. ولم يتم كل ذلك في لحظة.
ومع ذلك فقد كانت مقدسة ولحظة مباركة، كبداية لطريق روحي اقتنع فيها ذلك الاسكافي بزيف الوثنية، كما أقتنع بالإيمان المسيحي. ولا يمكن أن يكون هذا الإيمان قد تم في لحظة.
10 وقد تمر على الإنسان لحظات في العمل الروحي الداخلى.
لحظات صلاة، أو مناجاة، أو صراع مع الله. يجلس فيها مع الله ويقول له: ,, يا رب قد رجعت إليك بعد زمان طويل من الغربة قضيته وأنا بعيد عنك. أنا أريد أن أكون معك دائمًا.. أريد أن أجلس إليك أصالحك، وأصالحك بأي شرط،،
صلاة جميلة، ورغبة في المصالحة، ولكنها ليست لحظة خلاص.
فقد تقف عوائق كثيرة ضد هذه المصالحة، ويتعرض الإنسان إلى مقاومات عملية، وحروب داخلية وخارجية، حتى يصل إلى هذا الصلح.. ويثبت فيه. لأنه ما أسهل أن يصطلح الإنسان مع الله، ويرجع فيغضبه مرة أخرى.
11 ومن اللحظات المقدسة، لحظة المغفرة.
في اللحظة التي أسلم فيها المسيح نفسه على الصليب، قدم مغفرة شاملة. هذا جهته هو. أما من جهة الناس فلم ينالوا هذه المغفرة في لحظة. إنما نالها كل شخص على حدة، أو كل مجموعة بعد خدمة الكلمة والكرازة، وبعد معجزات وآيات، وبعد شرح وإقناع، وبعد إيمان وتوبة ومعمودية. ولم ينلها أحد في لحظة.
فرق بين عمل الله الذي يتم في لحظة، وعمل الإنسان.
إن الله يقدر أن يغفر لك في لحظة. ولكنك لكي تصل إلى استحقاق هذه المغفرة قد تحتاج إلى جهاد طويل ووقت.
ومع ذلك قد غفر الله أحيانا، ثم عاقب بعدها.
ولعل من ابرز الأمثلة على ذلك قصة ذلك العبد المديون الذي ترك له السيد عشرة آلاف وزنة. ثم تقابل هذا مع رفيق له مديون بمائة دينار فأمسكه وألقاه في السجن. فما الذي حدث لهذا العبد المديون الذي ترك له سيده كل الدين؟ يقول الكتاب:
(فدعاه حينئذ سيده وقال له: أيها العبد الشرير، كل ذلك الدين تركته لك، لأنك طلبت إلى. أفما كان ينبغي أنك أنت أيضًا ترحم العبد رفيقتك، كما رحمتك أنا؟! وغضب سيده وسلمه إلى المعذبين، حتى يوفى كل ما كان عليه.. فهكذا أبى السماوي يفعل بكم، إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته) (مت 18: 24-35).
وأخيرًا هناك لحظة مجيدة قد تساوى حياة..
مثل لحظة وقوف موسى وإيليا مع المسيح على جبل التجلي، ومثل لحظات من رؤيا يوحنا الحبيب التي رأى فيها عرش الله والقوات السمائية، ومثل اللحظة التي رأى فيها يعقوب أبو الآباء سلمًا بين السماء والأرض والملائكة صاعدة ونازلة عليه، ومثل لحظة وقوف موسى أمام العليقة، أو أمام البحر المنشق إلى نصفين..
كلها لحظات مجيدة، ولكنها ليست لحظات خلاص.
أخيرًا

لا نأخذ كل جملة وردت فيها عبارة (لحظة) لكي تكون دليلًا على (الخلاص في لحظة) ‍‍‍‍‍‍‍‍!! إن كل عبارة لها معناها واستخدامها، الذي قد لا يكون له علاقة على الإطلاق بموضوع الخلاص.
كل كلمة في الموضوعات اللاهوتية تحتاج إلى عمق في فهمها، لأن لفظة قد تختلف تمامًا تمامًا عن لفظة أخرى.
ومن له أذنان للسمع فليسمع (لو 14: 35).


الساعة الآن 09:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025