منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=256883)

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:28 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ثقة في الله غير محدودة


أتسأل: ما هي حدود الرجاء في مراحم الله؟ في الواقع، ليس لهذا الرجاء حدود. فبمقدار ما تكون مراحم الله، هكذا يكون الرجاء فيها.
ومادامت مراحم الله غير محدودة، هكذا أيضًا الرجاء في مراحم الله غير محدود.
إن الرجاء هو إحدى الفضائل الثلاث الكبار (1 كو 13: 13).

https://st-takla.org/Pix/People-Chris...-in-God-01.gif
وهو – ككل فضيلة – ينمو في الإنسان حتى يصل إلى كماله النسبي فيه ولا يبلغ الرجاء كماله، إلا إذا خلا من كل شك، وتثبيت بكل يقين.
وثقة الرجاء تأتي من أمرين: أحداهما يتعلق بالله، والثاني بالإنسان نفسه. أما عن الرجاء -من جهة الله- فهو يبنى على الإيمان بصفات الله، ومعاملاته السابقة، وكفارة دمه، وصدق مواعيده.
ومن صفات الله أنه غير محدود في رحمته وشفقته ومغفرته ومحبته، وأنه لا يسر بموت الخاطئ، بل بأن يرجع ويحيا (حز 18: 23).
ومعاملات الله السابقة تثبت لنا هذه الصفات.. وكفارة دمه غير محدودة، كافية لغفران خطايا العالم كله من أول الدهور إلى آخرها. أما وعوده فهي كثيرة وصادقة تفتح أبواب الرجاء واسمه أما التائبين.
هذه هي إحدى زوايا الرجاء. ومن ينظر منها إلى الأبدية، يشع أملًا.
أما الزاوية الأخرى فهي الإنسان ذاته. فهل نظرة الإنسان إلى ذاته يمكن أن تجلب الثقة بأنه ضامن للملكوت؟

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:29 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
عدم ثقة بإرادتنا الخاصة



لست أميل إلى الترتيلة التي تقول (إني واثق..) هي ترتيلة بروتستانتية بلا شك. وعلى الرغم من أن بعض ألفاظها سليمة وصحيحة، إلا أنها -في مجموعة- تعطى تعليمًا بروتستانتيا ًغير سليم.
إن سألك أحد (هل أنت واثق؟) فبماذا تجيب..؟
نعم، أنا واثق بدم المسيح، ثقة لا حدود لها. ولكنى لا أثق بنفسي. لا أثق بحرية إرادتي، التي ربما تميل إلى الشر. وبعدما بدأت بالروح، ربما أكمل بالجسد (غل 3: 3).
ولذلك فان الذين يفقدون الخلاص، يفقدونه ليس بسبب أن الله عاجز عن أن يخلصهم، وإنما بسبب أن أرادتهم الحرة قد انحرفت نحو الشر..

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...on-Matania.jpg
فهل يفقد الإنسان الرجاء؟ كلا فهذا تطرف وقع فيه قايين – أول خاطئ من بنى آدم – حينما قال (ذنبي أعظم من أن يحتمل) (تك 4: 13). وفي قطع الرجاء وقع يهوذا أيضًا، إذ مضى وخنق نفسه (مت 27: 5).
وكما يخطئ الإنسان إذا فقد الرجاء، يخطئ أيضًا إذا اعتمد على رجاء كاذب مبنى على بره الذاتي. ويخطئ كذلك إذا كان في اعتماده على دم المسيح، ينسى اجتهاده واحتراسه، ولا يفعل ما يجعله مستحقًا لفاعلية دم المسيح..
ويخطئ من يظن أنه لا صلة له بالخطية على الإطلاق، وأنه قد تجدد وقد تقدس وأصبح في حياة أخرى لا يمكن فيها أن يخطئ.
هذا أيضًا رجاء كاذب ويختفي وراءه لون من البر الذاتي، سواء كان يدرى به صاحبه أو لا يدرى..
إننا نثق بدم المسيح، ونثق بكفارته وفدائه. ولكننا – في داخل أنفسنا – نعترف بأننا خطاة، ونعترف بأنه ما أسهل أن تضيعنا خطيئتنا..
إن الذي يقول (أنا ضامن للملكوت) كأنه يقول: (أنا ضامن إنني سوف لا أخطئ. وإن أخطأت، فأنا ضامن إنني سوف أتوب توبة صادقة مقبولة!! أو لعل مثل هذا يحتج على كلامي ويقول: كلا، سوف لا أتحدث عن التوبة. وإنما إن أخطأت (فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة عن خطايانا) (1 يو 2: 1، 2)
نعم، يا أخي. هو كفارة عن خطايانا. ولكن هو أيضًا الذي قال (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3). هل تظن أنه سيشفع فيك دون أن تتوب؟! كلا، إن هذا وهم باطل. فاهتم بأبديتك إذن وتب.
وأعرف أن الذي لا يتوب، سوف لا يشفع المسيح فيه. وإنما ينذره قائلًا: (احفظ وتب. فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 3).
تواضع إذن يا أخي. وأستمع إلى قول بولس الرسول منذرًا (.. إذن من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط) (1 كو 10: 12).
إنك لست أقوى من الذين سقطوا، بل ربما لم تصل إلى شيء من درجتهم بعد، قبل سقوطهم.
أنظر ماذا يقول بولس الرسول وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول بولس الرسول، وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي، وسقطوا [ عب 6: 4 – 6 ].
يا للهول، ويا للخوف!! هل وصلت يا من تضمن الملكوت إلى هذه الدرجات العالية التي كانت لأولئك؟! هل استنرت، وصرت شريكًا للروح القدس، وذقت الموهبة السماوية وكلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي؟!
ومع ذلك فإن الذين نالوا كل هذه المواهب قد سقطوا. ولم يسقطوا فقط بل هكلوا.
لأن الرسول يقول إنه (لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة) ويشبههم بأرض (مرفوضة وقريبة من اللعنة، التي نهايتها للحرق) (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6: 8).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:30 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل خلصت أم لم تخلُص؟!



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...-the-Cross.jpg
قال لي أحد الشبان: (بماذا أجيب إذن، إن سألني شخص قائلًا (هل خلصت أم لم تخلص؟)..
أولا يجب أن تدرك أن من يسألك هكذا ليس أرثوذكسيًا خالصًا. لابد أن يكون بروتستانتى المذهب، أو على الأقل بروتستانتيًا في بيئته وثقافته.
لأن الذي يتجاهل معموديتك، وما نلته من الأسرار المقدسة، ويلقى في نفسك الشك في إيمانك، ويدعوك من الآن إلى الإيمان وإلى الخلاص، كما لو كنت وثنيًا في حياتك السابقة!! مثل هذا، لا يمكن أن يكون أرثوذكسيًا، فلغته تظهره.
أما الإجابة على سؤاله فهي: نعم، إنني خلصت في المعمودية من الخطية الأصلية، الخطية الجدية الموروثة. نلت هذا الخلاص الأول بدم المسيح وفاعلية كفارته وفدائه. أما الخلاص النهائي، فنناله بعد أن نخلع هذا الجسد. أننا ما نزال في حرب، (ومصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع.. أجناد الشر الروحية) (أف 6: 12). وسننال الخلاص عندما نغلب وننتصر في هذه الحرب..
وطالما نحن في الجسد، لا نستطيع أن نقول أننا انتصرنا وخلصنا. لذلك فالكنيسة المقدسة لا تعيد للقديسين في يوم ميلادهم الجسدي، ولا في يوم انضمامهم إلى الكنيسة، وإنما في يوم نياحتهم، أو استشهادهم، عملا بقول الكتاب (انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتملثوا بإيمانهم) (عب 13: 7).
وهكذا في مجمع القديسين في القداس الإلهي، نذكر نفوس جميع الأبرار الذين كملوا في الإيمان، أو اكتملت حياتهم في الإيمان..
نذكر هنا قصة نياحة القديس العظيم الأنبا مقاريوس الكبير الذي طاردت الشياطين روحه بعد خروجها من الجسد، قائلين له (خلصت يا مقاره) وكيف لم يقل (نعم، بنعمة المسيح خلصت).
إلا بعد أن دخل الفردوس.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:31 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
إيمان الكنيسة

لتكن إجابتكم من إيمان الكنيسة:

إن سئلتم سؤالًا عقيديًا، فلا تجيبوا مطلقًا معتمدين على فكركم الخاص أو فهمكم الخاص. فقد قال الكتاب (على فهمك لا تعتمد) (أم 3: 5).
أنت ابن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جاوب إذن بإيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. إيمانها كما يظهر في كتبها الكنسية المعترف بها، وكما يظهر في أقوال آبائها، وفي قوانينها وتقاليدها.
وسأنتظر الآن إلى كتابين هامين من كتب الكنيسة هما الخولاجي المقدسeu,ologion والأجبية، وأرى ماذا يعلماننا في موضوعنا هذا..
إنك تصلى كل يوم في صلاة الغروب وتقول (إذا كان البار بالجهد يخلص، فأين أظهر أنا الخاطئ). (احسبني يا الله مع أصحاب الساعة الحادية عشرة، لأني أفنيت عمري في اللذات والشهوات، وقد مضى منى العمر وفات). (لكل إثم بحرص ونشاط فعلت، ولكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت، ولكل عذاب وحكم استوجبت).
هل في عبارة واحدة من كل هذا، ما يدل على أنك قد خلصت وضمنت الملكوت وانتهى الأمر. أم هي صلوات من نفس منسحقة معترفة بخطاياها، معترفة بأنها تستحق كل عقوبة، طالما الرحمة من الرب؟
بنفس هذا الانسحاق تقف أمام الله في صلاة النوم وتقول (هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من من أجل كثرة ذنوبي، لأن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة. لكن توبي يا نفس مادمت في الجسد ساكنة..). وتوبخ نفسك قائلًا (إذا انكشفت أفعالك الرديئة وشرورك القبيحة، أمام الديان العادل، فأي جواب تجيبي، وأنت على سرير الخطايا منطرحة، وفي إخضاع الجسد متهاونة!؟)..
إنه انسحاق العشار الواقف أمام الله في ذلة، وليست كبرياء الفريسي.. إننا لا نقف كأبرار قد تجدوا وتقدسوا، ونالوا الخلاص، وضمنوا الملكوت إنما في كل صلاة نعترف باستحقاقنا للدينونة ونطلب الخلاص..
وهكذا في صلاة (تفضل يا رب) في صلاة النوم، يتضرع كل منا قائلًا: (أنا طلبت إلى الرب وقلت: ارحمني وخلص نفسي، فإني أخطأت إليك. التجأت يا رب إليك، فخلصني، وعلمني أن أصنع مشيئتك ).
وصلاة الساعة السادسة نستهلها بقول المزمور (اللهم باسمك خلصني) (مز 53: 1). ونقول فيها (مزق صك خطايانا، أيها المسيح إلهنا ونجنا).
وهكذا تعلمك الكنيسة أن تتضرع إلى الرب كل يوم أن يمزق صك لخطاياك، مختتمًا هذه القطعة من الصلاة بقولك (كلامي أقوله فيسمع صوتي، ويخلص نفسي بسلام).
إنك نلت خلاصًا في المعمودية من خطيئتك الأصلية، ومات إنسانك العتيق، عندما مت مع المسيح ودفنت معه. ولكنك مع ذلك، ما تزال تخطئ كل يوم. وإن قلت إنك تخطئ تضل نفسك ولا يكون الحق فيك (1 يو 1: 8).
أنت تخطئ كل يوم، وأجرة الخطية الموت. إذن فأنت تتعرض للموت كل يوم. وتحتاج في كل يوم إلى الخلاص. تحتاج إلى دم المسيح يوميًا ليطهرك من كل خطية. لذلك تحتاج باستمرار إلى أن تعترف بخطاياك، وتتوب، وتتناول من جسد الرب ودمه الذي (يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه) حسبما تعلمنا صلوات القداس الإلهي.
إنه خلاص يتجدد باستمرار، تطلبه كل يوم، وتأخذه في كل توبة وفي كل تحليل يصليه الكاهن على رأسك، وفي كل تناول من جسد الرب ودمه.
نرجع بعد هذه المقدمة إلى موضوع الثقة وضمان الملكوت.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:34 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ثقة بولس ويقينه

الذين يتكلمون عن ضمان الملكوت، يعتمدون أولا على قول بولس الرسول (فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم المسيح..) (عب 10: 19). وكذلك قوله عن نفسه (لأنني عالم بمن آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعته إلى ذلك اليوم) (2تى 1: 12). وقوله أيضًا (وأخيرًا وضع لي إكليل البر) (2 تى 4: 8). وغير ذلك من النصوص المقدسة التي يعتمد عليها الكثيرون قائلين أنهم يعيشون في (يقين بولس)!!
وسوف نتناول بنعمة الرب كل تلك النصوص بالشرح والتعليق في الصفحات المقبلة إن شاء الله.
1- يقين بولس وإكليله
2 – الثقة بالدخول إلى الأقداس
3 – الاجتهاد والصبر، لحفظ الثقة
4 – الذي بدأ فيكم عملًا، فهو يكمل
غير إننا نود أن نفهم أولًا على أي أساس تبنى هذه الثقة.
لذلك لسنا نجد -في مقدمة موضوعنا هذا- خيرًا من التوضيح الجميل الذي قدمه لنا معلمنا يوحنا الرسول، عن شروط الثقة وأسبابها وأساسها.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:35 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
شرط راحة الضمير

يقول القديس يوحنا الرسول (أيها الأحباء، إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله) (1 يو 3: 21).
هنا شرط: إن لم تلمنا قلوبنا.
أي إن كان ضميرنا لا يلومنا أو لا يبكينا على شيء. إن كنا لا نخطئ في شيء يجعل قلوبنا تلومنا..
مصدر الثقة هنا إذن، وأساسها الذي تبنى عليه، هو أن قلوبنا تكون راضية من جهة علاقتنا بالله، لا تلومنا على شيء.
أما إذا لا متنا، فان الثقة بالتالي تتزعزع بلا شك.
إذن تأتي الثقة من راحة الضمير. وكيف تأتي راحة الضمير هذه؟
يوضح القديس يوحنا هذه الفكرة فيقول:
(إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله. ومهما سألنا ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه، ونعمل الأعمال المرضية أمامه (1 يو 3: 21، 22).
لقد اتضح إذن مصدر هذه الثقة.
وهو أننا نحفظ وصايا الله، ونعمل الأعمال المرضية أمامه.
هذا هو حجر الزاوية في التعليم طالما نحفظ وصايا الله ونعمل الأعمال المرضية أمامه، فان ضميرنا يكون مستريحًا، ولا يوجد شيء تلومنا قلوبنا عليه، وحينئذ يكون لنا ثقة من نحو الله.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:37 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
شرط الثبات في المسيح

يقول (والآن أيها الأولاد، اثبتوا فيه. حتى إذا أظهر، يكون لنا ثقة، ولا نخجل منه في مجيئه. إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه) (1 يو 2: 28، 29)
هنا شرط آخر للثقة، وهو أن نكون ثابتين في المسيح. فان لم نثبت في المسيح، لا تكون لنا ثقة، ونخجل منه في مجيئه.. إنه تعليم واضح.
هل تقول إذن: أنا خلصت، إني واثق، أنا ضامن للملكوت!!
بينما ضميرك يوبخك على سلوك معين، أو أنت غير ثابت في المسيح. حينئذ تكون في موقف من يخدع نفسه، أو من يتكلم كلاما في الهواء.
أتريد أن تكون لك ثقة؟ اثبت في المسيح. وإن أردت أن تعرف ما معنى الثبات فيه، تعال بنا نسأل الكتاب ونسترشد به:
يقول بولس الرسول (اثبتوا إذن في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضًا بنير عبودية) (غل 5: 1). أي لا تسمح لآية خطية أن تستعبدك.
وماذا أيضًا في معنى الثابت؟

يقول يوحنا الرسول موضحًا (كل من يثبت فيه لا يخطئ. كل من يخطئ، لم يبصره ولا عرفه) (1 يو 3: 6).
إذن إن كنت تخطئ. فأنت غير ثابت فيه. وإن كنت غير ثابت فيه، فلا تكون لك ثقة. وحينئذ تخجل منه في مجيئه.
ما أسهل إذن أن تقول إني واثق، أو تقول إني ضامن للملكوت، دون أن تقدر ما يقوله الكتاب في شرح معنى هذه الثقة، التي تتطلب منك أن لا تخطئ..
يؤكد يوحنا الرسول هذا المعنى، فيقول في نفس رسالته:
(من يحفظ وصاياه يثبت فيه، وهو فيه) (1 يو 3: 24). هذا هو الثبات المتبادل، يأتي عن طريق حفظ الوصايا.
ولكن إلى أية درجة يحفظ الإنسان الوصايا؟ يجيب الرسول:
(من قال إنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك يسلك هو أيضًا) (1 يو 2: 6).
من يجرؤ بعد هذا النص الصريح أن يقول إنه ثابت في الرب؟! وإن كنا غير ثابتين، فكيف إذن تكون لنا ثقة، ولا نخجل منه في مجيئه.
إذن بدلا من عبارة إني واثق، وإني ضامن، يحسن بعد هذا كله، أن نقف مع العشار المنسحق، ليقرع كل منا قلبه ويقول (ارحمني يا رب فإني خاطئ) (لو 18: 13).
تستطيع أن تقول إنك واثق وإنك ضامن الملكوت، إن كنت على الدوام ثابتًا في المسيح، كما سلك هو تسلك أنت أيضًا. أو على الأقل إن كنت على الدوام تحفظ وصاياه، وتفعل في كل حين ما يرضيه. لأن الرسول يقول (وأما الذي يصنع مشيئة الله، فيثبت إلى الأبد) (1 يو 2: 17). ويقول أيضًا (إن ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء فأنتم أيضًا تثبتون في الابن وفي الآب) (1 يو 2: 24).
ورب المجد نفسه يشرح لنا أهمية الثبات فيه، فيقول (إن كان أحد لا يثبت فيَّ، يطرح خارجًا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق) (يو 15: 6).
أتريد إذن أن تثبت فيه كالغصن، وتسرى فيك عصارة الكرمة فلا تجف، ولا تلقى إلى النار فتحترق، اسمع الرب يقول، (من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت في وأنا فيه) (يو 6: 56). وماذا أيضًا يا رب؟ يقول (ويحيا إلى الأبد) (يو 66: 58).
إذن فمن شروط الثقة: راحة الضمير، والثبات في الرب، بكل ما يحمل هذان الشرطان من تفاصيل.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:38 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
شرط المحبة الكاملة

قال الرسول إنه من ضمن شروط الثقة، أن تثبت الإنسان في الله، ولكي يثبت في الله، ينبغي أن يثبت في المحبة، لأن الله محبة. وهكذا قال القديس يوحنا الحبيب (الله محبة. من يثبت في المحبة في الله، والله فيه (1 يو 4: 16).
فإن ثبت الإنسان في محبة الله، وتكاملت محبته، حينئذ تكون له ثقة. ولهذا يتابع الرسول كلامه فيقول (بهذا تكملت المحبة فينا، أن يكون لنا ثقة في يوم الدين) (1 يو 4: 17).
وكيف نثبت في محبة الله؟ يقول الرب نفسه:
(إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي، كما إني أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته) (يو 15: 10). لكي نصل إذن إلى المحبة الكاملة التي تجلب الثقة علينا بلا شك أن نكون كاملي في حفظ وصاياه.
وطبيعي أننا إن وصلنا إلى هذه الثقة كنتيجة للمحبة الكاملة، حينئذ لا نخاف بل نطمئن
ولهذا يتابع الرسول كلامه فيقول (لا خوف في المحبة. بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج). (1 يو 4: 18).
فهل وصلت أيها الأخ إلى المحبة الكاملة؟ هلي أصبحت تحب الرب من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك؟
وهل في محبتك لله أصبحت تبغض العالم بكل ملاذه وشهواته وأمجاده، وتبغض حتى نفسك؟
إن كنت كذلك، وإن استمر الحال بك كذلك، فطوباك. لك أن تثق، طالما أنت ثابت في هذه المحبة الكاملة.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:39 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الثقة واليقين في رسائل يوحنا الرسول



https://st-takla.org/Pix/Saints/The-T...tic-Icon-2.jpg
إذن فالثقة كما يشرحها معلمنا القديس يوحنا الرسول، لها شروط.
1- شرط راحة الضمير
2 - شرط الثبات في المسيح
3 – شرط المحبة الكاملة
ومن شروطها أن يحفظ الإنسان وصايا الله ويعمل كل حين ما يرضيه، حتى يرتاح بذلك ضميره، ولا يلومه قلبه على شيء. ومن شروطها الثبات في المسيح، بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى. ومن شروطها الوصول إلى. المحبة الكاملة من نحو الله، حتى تستطيع المحبة أن تطرح الخوف إلى الخارج.
إن وصول الإنسان إلى هذه الدرجات، تكون له الثقة الكاملة، ويصل إلى (يقين بولس) الذي يتغنون به، والذي سنشرحه الآن.
صدقوني، إن كثيرًا من الذين يقولون إنهم واثقون وضامنون، تفكيرهم سطحي جدًا، ولم يصلوا إلى الفهم الحقيقي لمعنى هذه الثقة كما شرحها القديس يوحنا الرسول.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:40 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
يقين بولس وإكليله

يقولون إنهم واثقين من الخلاص لأن بولس الرسول قد قال (وأخيرًا وضع لي أكليل البر) (2 تى 4: 8). وأيضًا لأنه قال (لأنني عالم بما آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعته إلى ذلك اليوم ) (2 تى 1: 12).
أ – من قال هذا الكلام؟:

أول شيء ينبغي أن نعرفه هو: من قال هذه العبرات؟ لقد قالها بولس الرسول وهو من أكبر الرسل لا منازع، بولس الذي قال (مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ) (غلا 2: 20).
بولس الذي قال (فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا) (رو 8: 38، 39).
لقد قال هذا الكلام بولس الذي اختطف إلى السماء الثالثة..
الذي أشفق الله عليه من فرط الإعلانات (2 كو 12: 2، 7)..
فهل أيها الواثق تشبه بولس الرسول فيما وصل إليه من سمو وروحانية ونعمة؟‍! لا يجوز مطلقًا أن تأخذ حالة القديسين وتنسبها إلى نفسك (إن كان بولس موقنا، فليس معناه أنك كذلك.. ثم هناك نقطة أخرى وهى:
ب – متى قال القديس بولس هذا الكلام؟

قال مار بولس هذه العبارات وهو في أواخر أيامه لذلك قال قبلها مباشرة (فإني أنا الآن أسكب سكيبًا، ووقت انحلالي قد حضر) (2 تى 4: 6). وقال هذا أيضا بعد أن جاهد الجهاد الحسن، وأكمل السعي، وحفظ الإيمان) (2 تى 4: 7).
ولا مانع مطلقًا – بالنسبة إلى إنسان بار قديس في أواخر أيامه – أن يعطيه الرب ثقة ورجاء، أو أن يجعله يرى الإكليل الذي ينتظره،
كما كان بعض الشهداء يرون أكاليلهم قبل سفك دمائهم من أجل المسيح.
ومع ذلك فلنفحص هاتين العبارتين بالتدقيق، ونرى على أي شيء يدلان.
ج - (إنى موقن أنه قادر):

يقول بولس الرسول أنه موقن بأن الله قادر أن يحفظ وديعته، فماذا تعنى هذه العبارة؟ لا شك أن الله قادر على أن يحفظ وديعة أي إنسان، ولكن ماذا عن الإنسان ذاته؟ في أي اتجاه تسير إرادته؟
إن الله قادر، وربما أنت لا تريد.. الله قادر أن يحفظ وديعتك، وأنت وربما تلقيها بحرية إرادتك إلى الجحيم..
ألم يقل (كم مرة أردت.. ولم تريدوا) (مت 23: 37).
إن قدرة الله أمر لا يشك فيه أحد. ولكن قدرة الله لا تلغى حرية إرادتك. بالنسبة إلى مار بولس الرسول، كانت حرية إرادته متفقة اتفاقًا كاملًا مع قدرة الله على حفظ وديعته. فهل أنت كذلك؟!
نتناول بعد هذه العبارة الأخرى التي قالها الرسول:
د – أخيرًا وضع لي أكليل البر):

قال بولس الرسول (أخيرًا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل). قال إن الإكليل قد وضع، ولم يقل أنه قد أخذ الإكليل، فالكليل موضوع يأخذه البار في ذلك اليوم.
وكم من أشخاص وضع لهم هذا الإكليل وفقدوه.
لذلك ينذر الرب ملاك كنيسة فلادلفيا، قائلًا له (تمسك بما عندك، لئلا يأخذ أحد إكليلك) (رؤ 3: 11).
ه - ماذا قال الرسول في نفس رسالته؟:

إن بولس الرسول الذي قال العبارات السابقة في رسالته الثانية إلى تيموثيئوس، قال أيضًا في نفس الرسالة (صادقة هي الكلمة أنه إن كنا قد متنا معه، فسنحيا أيضا معه. إن كنا نصبر، فسنملك أيضًا معه. إن كنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا) (2 تى 2: 11، 12).
ففى قوله (إن كنا..) دليل على أن الأمر في خلاصنا لا يتوقف على الله فقط، بل علينا نحن أيضًا. إن لله عملًا في خلاص الإنسان كما أن للإنسان عملًا أيضًا. ولو كان الأمر هو عمل الله وحده، لزالت بذلك حرية الإنسان.
كما نلاحظ أن عبارة (إن كنا ننكره، فهو أيضًا سينكرنا) (دليل على أن الإنسان يمكن أن يفقد خلاصه.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:41 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الثقة بالدخول إلى الأقداس


إن الذين يتحدثون عن ضمان الملكوت يعتمدون على قول ماربولس الرسول (فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع.. لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة أجسادنا بماء نقى) (عب 10: 19 – 21).
إن هذا النص يتحدث عن ثقة الدخول ويقين الإيمان، بشروط أساسية. فعبارة (مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير) تدل على ضرورة النقاوة والتوبة (وعبارة (مغتسلة أجسادنا بماء نقى) تدل على ضرورة المعمودية للخلاص.
فهل اكتفى القديس بولس بكلامه هذا، وبهذين الشرطين فقط؟ كلا، إننا إن قرأنا باقي كلامه، نرى عكس ما يدعيه هؤلاء الواثقون! يتابع الرسول كلامه فيقول (لنتمسك بإقرار الرجاء راسخًا، لأن الذي وعد هو أمين). ولنلاحظ بعضنا بعضًا للتحريض على المحبة والأعمال الصالحة.

https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...-in-Prison.jpg
فما لزوم أهمية المحبة والأعمال الصالحة في موضوع الثقة هذا؟ إن القديس بولس يدلل بكلامه على أن الثقة في (الدخول إلى الأقداس بدم يسوع) إنما تعتمد على أعمال الإنسان وسلوكه أيضًا – وإلا تزعزعت هذه الثقة وانهارت انهيارً مريعًا.
ولذلك يتابع الرسول كلامه محذرًا ومنذرًا: (فانه إن أخطأنا باختيارنا – بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين) (عب 10: 26، 27) أين الثقة إذن، مع وجود هذه الدينونة المخيفة، إن أخطأنا؟ ألا يستلزم الأمر إذن غاية الاحتراس والحيطة، والسلوك في مخافة وانسحاق، إن كنا نريد أن نتقدم إلى الأقداس في ثقة.
ذلك لأن الرسول الذي تحدث الذي تحدث عن هذه الثقة بدم المسيح، نراه لا ينسى مطلقًا عدل الله.
بل يتابع كلامه قائلًا (فإننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب. وأيضًا الرب يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي) (عب 10: 30، 31).
إن هذا يذكرنا بما نعرفه عن البرتوستانت من خطورة استخدامهم للآية الواحدة.
كان أجدر بهم في معالجة هذا النص المقدس من أقوال مار بولس الرسول، أن لا يأخذوا الآية الأولى من الأصحاح مكتفين بها، دون أن يتابعوا كلام الرسول حتى نهايته.
ليتهم فعلوا ذلك، إذن لرأوه يقول أيضًا في موضوع الثقة:
(فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة، لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد) (عب 10: 35، 36). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). حقًا (إن الذي وعد هو أمين)، ولكن نوال الموعد يتوقف على صنع مشيئة الله، فإننا بلا شك، فإننا بلا شك لا ننال الموعد، ولا تكون لنا ثقة.
(فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة، لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد) (عب 10: 35، 36).
حقًا (إن الذي وعد هو أمين)، ولكن نوال الموعد يتوقف على صنع مشيئة الله، فإننا بلا شك لا ننال الموعد، ولا تكون لنا ثقة.
ما معنى هذا؟ هل معناه أن الله قد رجع في هباته التي هي بلا ندامة (رو 11: 39)؟ كلا، إن هبات الله هي حقًا بلا ندامة، ولكن لها شروطًا. فإذا لم تنل هباته، لا يكون هو الذي رجع هباته، وإنما تكون أنت الذي خالفت الشروط.
إن الله أمين في وعده ولكنه قال لنا على فم رسوله بولس (إذا صنعتم مشيئة الله، تنالون لموعد) (عب 10: 36).
وواضح أن عمل مشيئة الله يستغرق العمر كله. لذلك قال الرسول (لأنكم تحتاجون إلى الصبر). ومعنى هذا أن نصبر العمر كله في مرضاة الله، حتى ننال موعده..
يظهر من كلام القديس بولس الرسول في هذا الأصحاح إذن أن (الثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع) تحتاج إلى أمور كثيرة: تحتاج إلى قلب صادق، وحياة توبة ونقاوة، وأجساد مغتسلة بماء المعمودية النقي، كما تحتاج إلى التحريض على المحبة والأعمال الصالحة، وإلى صنع مشيئة الله، والصبر على كل ذلك، والاحتراس من فعل الخطيئة، وإلا فان أخطأنا باختيارنا، نتعرض لدينونة مخيفة، ومخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:42 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الاجتهاد والصبر لحظة الثقة

إن الصبر الذي تحدث عنه بولس الرسول في قوله (فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد) (عب 10،35، 36). يعود فيتحدث عنه مرة أخرى قائلًا:
(.. لكننا نشتهى أن كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية) (عب 6: 11). إذن فيقين الرجاء يحتاج إلى اجتهاد يظهره الإنسان، حتى النهاية. وإلى ماذا أيضًا؟ يتابع الرسول كلامه فيقول (لكي لا تكونوا متباطئين، بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد) (عب 6: 12).
هنا نرى بولس قد أضاف إلى الإيمان شيئًا آخر، هو الأناة أي الصبر، قال بهما ننال المواعيد..
ألم يقل الرب من قبل (بصبركم اقتنوا أنفسكم) (لو 21: 19)؟ وقال أيضًا (من يصبر إلى إلى المنتهى فهذا يخلص) (متى 24: 13).
إننا نلنا خلاصًا بالإيمان في المعمودية. ولكن هذا الخلاص تتضافر قوى كثيرة ضده لكيما تفقدنا إياه: فضده إرادتنا الضعيفة التي تميل كثيرًا إلى الشر، وعدونا الذي (يجول مثل أسد زائر يلتمس من يبتلعه هو) (1 بط 5: 8) وضد خلاصنا أيضًا الخطية التي (طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء) (أم 7: 26).
ونحن محتاجون في كل ذلك أن (نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا) (عب 12: 1). ولذلك يقول الكتاب (انظروا إلى نهاية سيرتهم..) (عب 13: 7).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:43 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الذي بدأ فيكم عملًا فهو يُكَمِّل

إن الذين ينادون بالثقة وضمان الملكوت، يعتمدون على قول القديس بولس إلى أهل فيلبى:
(واثقًا بهذا عينه، أن الذي ابتدأ فيكم عملًا صالحًا، يكمل إلى يوم يسوع المسيح) (فى 1:6).
نعيد ما قلناه سابقا أن الله قادر أن يمل فينا. ولكن ماذا عن موقفنا نحن؟!
إن الغلاطين الأغبياء كان الله قد بدأ فيهم عملًا صالحًا ومع ذلك فأن بولس الرسول يقول لهم: (أهكذا أنتم أغبياء، أبعدما ابتدأتم بالروح، تكملون الآن بالجسد) (غل 3: 3).
إنهم هنا هم الذين سيكملون بالجسد ولا يتركون له فرصة أن يكمل فيهم عملًا صالحًا.
أما من جهة أهل فيلبي، فمع ثقة بولس الرسول، نراه يصلى من أجلهم أن تزداد محبتهم، ويزدادوا في كل فهم، لكي يكونوا (مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح مملوئين من ثمر البر) (فى 1: 9 – 11).
0 فمع أن المسيح قادر أن يكمل، إلا أن عليهم هم عملًا، أن يكونوا بلا عثر حتى النهاية،
كما أوصاهم قائلًا (عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح) (فى 1: 27).
وقال لهم أنه (قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله.
إذ لكم الجهاد عينه الذي رأيتموه في والآن تسمعون فيَّ) (فى 1: 29، 30).
فما معنى هذا كله؟ وما دام الله سيكمل ما بدأه فيهم، فما لزوم كل تلك النصائح:
أن يزدادوا في المحبة والفهم، وأن يكونوا بلا عثرة، مملوئين من ثمر البر، وأن يعيشوا كما يحق لإنجيل المسيح، وأن يتألموا لأجله، ويكون لهم نفس جهاد القديس بولس؟!
ذلك لأنه كما أن على المسيح جانبًا في خلاصهم، كذلك هم أيضًا عليهم جانب يجب أن يتمموه. لذلك قال لهم (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).
إن المسيح سوف لا يكمل العمل وحده، وإنما سيكمله بهم وفيهم ومعهم. إن الله لا يأخذ الناس عنوة ويلقيهم في الملكوت، وإنما لابد أن يعملوا معه.
لذلك نجد أن الرسالة إلى فيلبى هي أكثر يقول فيها بولس الرسول أنه يسعى لكي يدرك (فى 3: 12، 14).
وقد شرح لهم بولس في نفس الرسالة مثالًا من أولئك الذين بدأوا ولم يكملوا حسنًا، فكانت نهايتهم الهلاك.
وأصبح الرسول يذكرهم باكيًا. وقد طلب منهم بولس الرسول أن يتمثلوا به في سعيه وجهاده ولا يتمثلوا بأولئك الهالكين (فى 3: 17).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:44 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كلمة ختامية في موضوع الثقة



https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...on-King-01.jpg
ما أجمل قول سليمان الحكيم في هذا المجال (الحكيم يخشى ويحيد عن الشر، والجاهل يتصلف ويثق) (أم 14: 16).
لذلك فان معلمنا بولس الرسول ينصح قائلًا (لا تستكبر بل خف) (رو 11: 20).
وقد نصح أهل فيلبي قائلًا: تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 3: 12).
ويضم بطرس الرسول صوته إلى هذه النصيحة قائلًا (إن كنتم تدعون أبًا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17).
ما دامت هناك ثقة، وهناك يقين،وهناك ضمان للملكوت، فما معنى الخوف إذن والرعدة؟!
لماذا لا يعتمد الإنسان على وعود الله، ولكننا لا نطمئن من جهة أنفسنا.
ولذلك مزج الرسول الحديث عن المواعيد الإلهية بالحديث عن المخافة، فقال (فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء، لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2 كو 7: 1).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:46 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل يمكن أن يهلك المؤمن؟!

يمكن أن يسقط المؤمن:

لعل من أشهر الأمثلة على ذلك بعض ملائكة الكنائس السبع التي في آسيا، هؤلاء ولا شك كانوا مؤمنين. وقصص سقوطهم سنشرحها في الصفحات المقبلة أن شاء الله.
وما أسهل أن نورد العديد من الأمثلة عن الأنبياء والقديسين الذين سقطوا.
على أننا سوف لا نطيل في هذه النقطة لأن غالبية جماعات البروتستانت وخلاص النفوس والبليموث، يوافقون على أن المؤمن يمكن أن يسقط.
ولكنهم يقولون لا يمكن أن يهلك.
فلتكن هذه النقطة الأخيرة (إمكانية هلاك المؤمن) هي موضوع بحثنا وإثباتنا.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:47 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كلمة "مؤمن" وكلمة "مُختار"



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-01.jpg
إن المختارين كلهم من المؤمنين، ولكن المؤمنين ليسوا كلهم مختارين، فقد يسقط بعضهم ويهلك.
ومغالطة البروتستانت هي أنهم – كلما نورد لهم قصة مؤمن هلك – يجادلون قائلين كلا أنه لم يكن مؤمنًا.
لو كان مؤمنا، ما كان قد هلك.
وسنحاول في هذا البحث أن نثبت أثباتًا قاطعًا إيمان كل مثل من الأمثلة التي نوردها لمن هلكوا.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:48 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الغُصن الذي يُقطَع

الإثبات الأول

رو 11، يو 15

مثال الغصن الذي يقطع:

بعد أن شبه بولس الرسول اليهود بأغصان طبيعية قد قطعت من أصل الزيتونة ودسمها، قال (ستقول: قطعت الأغصان لأطعم أنا.
حسنًا. من أجل عدم الإيمان قطعت، وأنت بالإيمان ثبت) (رو 11: 19، 20). واضح هنا أنه يكلم مؤمنا، قد ثبت في الزيتونة، وطعم فيها، وصار شريكًا في أصل الزيتونة ودسمها) (رو 11: 17).
فماذا تراه يقول لهذا المؤمن؟

إنه يقول لهذا المؤمن (لا تستكبر بل خف. لأنه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك أيضًا. فهوذا لطف الله وصرامته. أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك أن ثبت في اللطف. وإلا فأنت أيضًا ستقطع) (رو 11: 20، 22).
والعبارة الأخيرة (أنت أيضًا ستقطع) هي إنذار لهذا المؤمن بإمكانية هلاكه، إن لم يثب في لطف الله
· يشبه هذا المثال ما قاله السيد المسيح في تشبيه نفسه بالكرمة، وتشبيهنا نحن بالأغصان. فالأغصان التي في الكرمة تدل على المؤمنين ولا شك. لأن الغصن هو عضو من أعضاء الكرمة، تسرى فيه عصارتها. فهل يمكن أن يهلك؟
يقول السيد الرب (كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه.. إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجًا كالغصن، فيجف، ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق) (يو 15: 2، 6) وهذا معناه أن مثل هذا المؤمن غير المثمر سيهلك لا محالة.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:50 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الشعب العاصي في البرية

الإثبات الثاني

(عب 3 وعب 4).

مثال الشعب العاصي في البرية:

يتحدث مار بولس الرسول في هذين الأصحاحين إلى (الأخوة القديسين، شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1. فهل هؤلاء القديسون كانوا من المؤمنين، أم لم يكونوا؟
طبيعي أنهم كانوا مؤمنين ولا شك. هؤلاء يحذرهم الرسول من الارتداد عن الله الحي) (عب 3: 12) وطبعًا التحذير من الارتداد إنما يوجه إلى المؤمنين، وليس إلى غير المؤمنين.
هؤلاء الإخوة القديسون، المؤمنون، شركاء الدعوة السمائية. يقول لهم الرسول (لذلك كما يقول الروح القدس:
اليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم، كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر) (عب 3: 7، 8). فما هو يوم الإسخاط هذا؟ وما الذي حدث فيه؟ وعلى أي شيء يدل في قضيتنا هذه؟
إن الذين أسخطوا الرب، هم الشعب العاصي في البرية، الذين مقتهم الرب أربعين سنة وقال (أقسمت في غضبى: لن يدخلوا راحتي) (عب 3: 11).وهكذا هلكوا في البرية، وسقطت جثثهم في القفر
هؤلاء الذين سقطوا، الذين أقسم الله أنهم لن يدخلوا راحته، الذين أسخطوا الرب في القفر، هل كانوا قد نالوا الخلاص قبلًا أم لم ينالوه؟ يجيب بولس فيقول: (فمن هم الذين إذ سمعوا أسخطوا؟ أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى) (عب 3: 16).
إنهم نالوا الخلاص الأول: أنقذهم الرب من العبودية، وشق لهم البحر الأحمر، واجتازوا في وسط الماء – الذي يرمز إلى المعمودية – وعبروا البحر. ولكنهم مع كل ذلك هلكوا في القفر، وفقدوا الخلاص الذي نالوه، وأقسم الرب أنهم لن يدخلوا راحته.
أليس هؤلاء يقدمون مثالًا واضحًا عن المؤمنين الذين يهلكون؟ إن هؤلاء العصاة يمثلون بلا شك الذين يرتدون بعد الإيمان فيهلكون. وقد هلكوا بسبب العصيان. وأرض الموعد دخلوها أناس آخرون. (والذين بشروا أولا، لم يدخلوا بسبب العصيان) (عب 4: 6).
هذا العصيان الذي يمنع من الدخول إلى راحة الرب، يحذرنا منه الرسول قائلًا (فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها) (عب 4: 11).
بل انه يقول أكثر من هذا (فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه) (عب 4: 1).
إن قصة هذا الشعب العاصي الذي فقد خلاصه الأول وهلك إنما أعطيت لنا مثالًا لنتعظ، وندرك أنه من الممكن أن يفقد المؤمن خلاصه. (وهذه الأمور جميعها أصابتهم مثلًا، وكتبت لإنذارنا، ونحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. إذن من يظن أنه قائم فلينظر لئلا يسقط) (1 كو 10: 11: 12).
· إن قصة هلاك هذا الشعب العاصي، تذكرنا بامرأة لوط التي خلصت من سدوم وهلكت خارجًا. لذلك يقول الكتاب (اذكروا امرأة لوط) (لو 17: 32).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:51 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
إن أخطأنا باختيارنا بعد معرفة الحق

الإثبات الثالث

(عب 10: 19-32).

إن أخطأنا باختيارنا، بعد معرفة الحق:

يتكلم بولس الرسول مع نفس (الإخوة القديسين شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1).
الذين بعدما أنيروا صبروا على مجاهدة آلام كثيرة، والذين رثوا لقيود الرسول، وقبلوا سلب أموالهم بفرح، عالمين في أنفسهم أن لهم مالا أفضل في السموات وباقيًا (عب 10: 32، 34) فماذا يقول لهؤلاء الذين يبدأ حديثه معهم قائلًا (إذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع)؟
إنه يقول لهم (فانه إن أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين.. فإننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب وأيضًا يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي) (عب 10: 26-31).
هذا الإنذار بالهلاك لمن يخطئ من هؤلاء الإخوة المؤمنين القديسين يعطينا فكرة عن إمكانية هلاك المؤمن.
لأن بولس الرسول يقول فيه (فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة) (عب 10: 29).
نلاحظ هنا أن عبارة (دم العهد الذي قدس به)، تدل على أن هذا الهالك كان مؤمنًا، قد تقدس قبلًا بدم العهد!

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:53 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هلاك المرتدين

الإثبات الرابع

أمثلة من هلاك المرتدين:

هؤلاء المرتدين كانوا من قبل مؤمنين، ثم ارتدوا وهلكوا. والأمثلة في الكتاب المقدس كثيرة توضح هلاكهم.
· يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثيئوس (ولكن الروح يقول صريحًا إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحًا مضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم مانعين عن الزواج، وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق) (1 تى 4: 1-3).
هؤلاء الذين تبعوا أرواحًا مضلة وتعليم شياطين، قد هلكوا بلا شك ومع ذلك فان عبارة (يرتد قوم عن الإيمان ) تدل على أنهم كانوا مؤمنين من قبل.
وهذا مثل واضح عن إمكانية هلاك المؤمن، إذا ارتد، ينطوي تحته جميع الهراطقة والمبتدعين.
* ومن أمثلة المرتدين ما ورد في مثل الزارع.

إذ قال الرب (والذين على الصخر، هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم أصل، فيؤمنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتدون) (لو 8: 13). لا يمكن أن نصدق أنه يكون خلاص لأولئك الذين على الصخر، الذين يرتدون وقت التجربة ومع ذلك فقد سماهم المسيح نفسه مؤمنين، ولو إلى حين.
· ومن أخطر أنواع الارتداد، ذلك الارتداد العام الذي سيحدث قبل مجيء المسيح ثانية. وفي ذلك يقول الرسول عن مجيء المسيح الثاني (لا يخدعنكم أحد على طريقة ما. لأنه لا يأتي (أي المسيح) إن لم يأت الارتداد أولا، ويستعلن إنسان الخطيئة ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل من يدعى إلهًا) (2 تس 2: 3). ولا شك أنه في هذا الارتداد العام سيهلك كثير من المؤمنين الذين يرتدون عن الإيمان.
ومن أمثلة الهراطقة المبتدعين الفاسدين، الذين يرتدون ويهلكون،
ما قال عنهم بطرس الرسول لأنه إذا كانوا بعدما نجوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب المخلص يسوع المسيح، يرتكبون أيضًا فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل. لأنه كان خيرًا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم) (2 بط: 20، 21).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:54 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الذين استنيروا وسقطوا

الإثبات الخامس

(عب 6: 4- 8).

الذين استنيروا وسقطوا:

يقول بولس الرسول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضًا (ثانية) للتوبة..)
إن الصفات الأولى تدل على إيمان هؤلاء والعبارة الأخيرة تدل على هلاكهم.
وهذا إثبات واضح على إمكانية هلاك المؤمن. على أن البروتستانت -للأسف الشديد- يحاولون أن يزعموا أن هؤلاء لم يكونوا مؤمنين!!! على الرغم من استنارتهم وشركتهم مع الروح القدس ومذاقهم المواهب والقوات وكلمة الله!!
ولسنا نريد أن نجادلهم كثيرًا، وإنما يكفى أن نقول أن نص الآية يدل على إيمانهم. فعبارة (لا يمكن تجديدهم ثانية) دليل واضح على أنه قد سبق تجديدهم من قبل، أي أنهم كانوا مؤمنين.
وهلاكهم واضح في تشبيه الرسول لهم بأرض (مرفوضة، وقريبة من اللعنة التي نهايتها الحريق) (نعم 8).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:55 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
يقين يحتاج إلى ثبات، وله شروط

الإثبات السادس

يقين يحتاج إلى ثبات، وله شروط:

قال القديس بطرس الرسول (لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالأعمال الصالحة) (2 بط 1: 10).
إذن فاختيار الله لنا، ودعوته لنا، كل ذلك يحتاج منا إلى اجتهاد بالأكثر، لكي يكون هذا الاختبار ثابتًا.. وإلا، فأن الاختيار لا يثبت..!
· يشبه هذا أيضًا قول القديس بولس (وبيته نحن، إن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية) (عب 3: 6).
كان هذه الثقة يمكن أن تثبت أو لا تثبت، وتحتاج إلى أن تتمسك بها حتى النهاية.
ويعود الرسول فيقول أيضًا (لأننا قد صرنا شركاء المسيح إن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية) (عب 3: 14). هنا شرط واجب علينا، أن نتمسك، حتى النهاية.. ويتابع الرسول كلامه فيحذرنا من أن نقسي قلوبنا وإلا يحدث لنا كما حدث للشعب العاصي الذي هلك في القفر.
· هذا الشرط الواجب علينا، يكرره الرسول مرة أخرى في قوله (.. ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه، إن ثبتم على الإيمان متأسسين وراسخين وغير متنقلين عن رجاء الإنجيل) (1: 22، 23).
· إنه خلاص من الرب، لنا رجاء فيه،، ولكن الرسول ينذرنا قائلًا (كيف ننجو أن أهملنا خلاصًا هذا مقداره) (عب 2: 3).
إذن يمكن أن نهمل الخلاص، فلا ننجو..

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:57 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم!

الإثبات السابع

(رؤ 13: 7).

ما أخطر ما قيل في سفر الرؤيا عن الوحش إنه:
(أعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم)..! وعبارة (قديسين) تعنى ولا شك أنهم مؤمنون.
فان كان ممكنًا أن ينغلب القديسون، فلنحذر نحن، ولنداوم على الطلبة باستمرار لكي يرحمنا الرب، فلا نهلك..

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 02:58 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هلاك ديماس مساعد القديس بولس


الإثبات الثامن


https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...y-Portrait.gif
هلاك ديماس مساعد القديس بولس:

كان ديماس أحد مساعدي بولس الرسول، ذكره في رسالته إلى كولوسى (يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس) (كو 4: 14). وفي رسالته إلى فليمون قال (يسلم عليكم مرقس وارسترخس وديماس ولوقا، العاملون معي) (ف 24).
يذكره هنا ضمن ثلاثة من أكبر الكارزين العاملين معه منهما اثنان من الإنجيليين الأربعة. واسم ديماس يسبق اسم القديس لوقا الإنجيلي فهل مع كل ذلك لم يكن مؤمنًا.
ومع كل ذلك، فان ديماس المؤمن، الكارز العظيم، قد هلك. وقال عنه مار بولس (ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر) (2 تى 4: 10) والبروتستانت يقولون في كتبهم أنه -بعد تركه القديس بولس- صار كاهنا وثنيًا!!
باقي الإثباتات

حرصًا على عدم التكرار، انظر ما يتعلق بهذا الموضوع من الأدلة التي وردت في باب (الدينونة حسب الأعمال)..

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:00 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
لا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي


الاعتراض الأول

+ (يو 10: 27 – 29).

لا يقدر أحد أن يخطف من يد أبى

أول اعتراض لهم على إمكانية هلاك المؤمن هو قول الرب: (خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها، فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبى الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطفها من يد أبى).

https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...Me-by-Reed.jpg
فما معنى هذا النص؟ ليتنا نتأمله جيدًا:
أولا: هؤلاء الذين لا يهلكون أول صفة ذكرها عنهم الرب أنهم خراف. والسيد المسيح يشبه الصالحين بالخراف، كما يشبه الأشرار بالجداء.
كما ذكر في يوم الدينونة أنه (يجمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: (تعالوا يا مباركي أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم) (مت 25: 32 – 34)
فما دامت هذه خرافًا، إذن هي عناصر صالحة. لأنها لو كانت شريرة لسماها جداء.
ثانيًا: لقد وصف هذه الخراف بأوصاف البر منها:
أ – يقول إنها تسمع صوتي، وتتبعني. وهذا معناه أنها تنفذ الوصايا وتعمل أعمالًا صالحة. وكلنا نوافق على أن الذي يسمع صوت الرب ويتبعه لا يمكن أن يهلك.
ب – وفي نفس الأصحاح وصف هذه الخراف بأنها (لا تتبع الغريب بل تهرب منه، لأنها لا تعرف صوت الغرباء) (يو 10: 5) وإنها لذلك لم تسمع صوت السراق واللصوص الذين أتوا قبله (يو 10: 8).
وهذا كله يعنى أن هذه الخراف الصالحة لا تنقاد وراء الشياطين، ولا وراء الأشرار.
وكل هذا يدل على الصلاح من ناحيته الايجابية والسلبية: تتبع الرب ولا تتبع الغريب.
تعرف صوت الرب، وتميزه، وتسمعه، وتتبعه. ولا تعرف صوت الغرباء، ولا تتبعهم، بل تهرب منهم. لسنا نرى للصلاح أدلة أكثر من هذه ومع ذلك نذكر دليلًا آخر.
ثالثًا: (يقول خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها) وهذه المعرفة متبادلة، لذلك يقول أيضًا في نفس الأصحاح (وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب) (يو 10: 14 ) أية معرفة أقوى من هذه..!! ويفصل الرب هذه المعرفة بأنه (يدعو خرافه الخاصة بأسماء) (يو 10: 3).
هذه المعرفة تميز الصالحين عن الأشرار الذين يقول لهم الرب: (إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم) (مت 7: 23).
إذن فقد قال الرب عن الأشرار أنه لا يعرفهم.. يؤكد هذا أيضًا قول الرب للعذارى الجاهلات (الحق أقول لكن إني ما أعرفكن) (مت 25: 12).
فما دام إذن يعرف هذه الخراف التي سوف لا تخطف من يده ولا من يد الآب، إذن لابد أن هؤلاء أنقياء القلب صالحون، لأنهم لو كانوا أشرارًا لقال عنهم: إني لا أعرفكم.
نلخص إذن صفات أولئك المؤمنين الذين سوف لا يخطفون من يد الآب:

إنهم من الخراف لا من الجداء. أي أنهم من الصالحين الأبرار. كما إنهم يطيعون وصايا الله، فيسمعون صوته ويتبعونه. كذلك هم يبعدون عن الشر والأشرار، إذ لا يسمعون لصوت الغريب ولا يتبعونه، بل يهربون منه، نحن ولا شك نوافق أن مثل هذا النوع لا يهلك.
رابعًا: ماذا يفهم من عبارة لا يقدر أحد (أن يخطف من يد أبى).
معناه أن القوات الخارجية لا تقدر أن تخطف من يد الآب ولكن هذا لا يمنع من أن المؤمن وهو في يد الآب – كامل الحرية – ممكن بإرادته أن يسقط.
إن الله لا يسمح لقوة خارجة أن تنتصر عليك وأنت في يده. ولكن إرادتك الداخلية يمكن أن تهلكك أن أردت.لو قلت له أعن يا رب ضعفي فانه يطرد عنك جميع القوى المعارضة. أما إن أردت بنفسك أن تتركه فانه لا يرغمك على البقاء معه.
ما رأيكم في بعض خراف كانت في يد المسيح، وضلت، وسقطت، واحتاجت إلى التوبة وقيل عن البعض إن له اسمًا إنه حي وهو ميت؟‍‍‍‍‍‍‍‍! من أمثلة هؤلاء بعض الملائكة السبعة ورد ذكرهم في سفر الرؤيا.
قال يوحنا الرائي أنه أبصر السيد المسيح في وسط المنائر السبع التي هي السبع الكنائس. وكان (معه في يده اليمنى سبعة كواكب)..
والسبعة الكواكب هي ملائكة السبع الكنائس (رؤ 1: 16، 20). وأول رسالة بدأها الرب بقوله (هذا يقوله الممسك السبع الكواكب في يمينه). إذن فهم ليسوا في يده فقط، وإنما في يمينه. وكلمة يمين ترمز إلى القوة (يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتني) (مز 117: 15، 16).
هؤلاء الذين هم في يمين الرب، هؤلاء الجبابرة رعاة الكنائس، ماذا قال لهم الرب؟ قال لهم كلامًا مخيفًا..
قال لملاك كنيسة أفسس (.. فاذكر من أين سقطت وتب، واعمل الأعمال الأولى. وإلا فإني آتيك عن قريب، وأزحزح منارتك من مكانها) (رؤ 2: 5) يا للهول!
وقال لملاك كنيسة ساردس (أنا عارف أعمالك، أن لك أسمًا أنك حي وأنت ميت) (رؤ 3: 1). تصورا أن هذا الملاك العظيم الممسك به الرب في يمينه كان ميتًا، واحتاج أن يقول له الرب (فاذكر كيف أخذت وسمعت، واحفظ وتب. فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص. ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 5) فليرحمنا الله يا إخوتي كعظيم رحمته. إننا لسنا أقوى من هؤلاء الملائكة السبعة.
اسمعوا أيضًا الكلام المخيف الذي قاله الرب لكلاك كنيسة لاودكيا (هكذا لأنك فاتر، ولست بادرًا ولا حارًا، أنا مزمع أن أتقياك من فمي) (رؤ 3: 16). إنه تهديد بالهلاك. ويتابع الرب كلامه فيقول له (لأنك تقول إني غنى، وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء. ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان)
وهكذا أشار الرب عليه أن يشترى ثيابًا بيضاء حتى لا يظهر (خزي عريته). وقال له أخيرًا (كن غيورًا وتب) (رؤ 3: 17-19).
فلا تعتمد أيها الأخ على إنك في يد الله وتترك محبتك الأولى. فما أسهل أن تسقط من يمين الله، إن أردت ذلك. لا يخطفك أحد من يده، وإنما أنت بإرادتك قد تترك يد الله.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:01 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
خُتِمتُم بروح الموعد القدوس

الاعتراض الثاني

+ (أف 1: 13 / 14).

ختمتم بروح الموعد القدوس

إنها آية أخرى يعتمد عليها المعترضون. وهى قول بولس الرسول (إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا..) فاعتبروا أن ختم الروح القدس هو عربون ميراث أبدي لا ينزع من الإنسان.
والرد بسيط إن الذين ختموا بالروح القدس، ما تزال لهم حرية إرادة. ولذلك يقول لهم الكتاب: (لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء) (أف 4: 30). ويقول لهم أيضًا (لا تطفئوا الروح) (1 تس 5: 19). ويقول أكثر من هذا (من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية) (مر 3: 29).
إذن فما يزال الأمر بيد الإنسان الحر في إرادته.. إن شاء أحزن الروح، وإن شاء أطفا الروح، وإن شاء جدف على الروح. لذلك نحن نصلى ونقول مع المرتل (روحك القدوس لا تنزعه منى) (مز 50).
إن شاول الملك الذي اختاره الرب، ومسحه صموئيل بالدهن المقدس وحل عليه الروح القدس فتنبأ، وتحول إلى رجل آخر، حتى تعجب الناس قائلين (أشاول أيضًا بين الأنبياء؟!) (1 صم 10: 6-11) هذا قد عاد الرب فرفضه، وفارقه روح الرب وبغته روح رديء من قبل الرب (1 صم 16: 1، 14). وهلك شاول مرفوضًا من الله.
ليست العبرة في أوائل الإنسان إذ يختم بروح الرب، أو يحل عليه روح الرب، إنما العبرة كيف تكون أواخره.
· مثل هذا الرد نجيب به أيضًا على من يعترضون بقول الرب: (وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد) (يو 14: 16). إن الروح مستعد أن يمكث معنا. ولكن إذا استمر بنا الحال في أحزان الروح وإطفاء الروح، أو في التجديف أخيرًا على الروح، فمن الممكن أن ينزع منا.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:04 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أسماؤكم قد كَتِبَت في السموات



الاعتراض الثالث


https://st-takla.org/Pix/Angels/www-S..._Angels-04.jpg
+ (لو 10: 20)، (فى 4: 3)، رؤ 21: 27).

أسماؤكم قد كتبت في السموات

يعترض البعض على إمكانية هلاك المؤمن، بقول الرب لتلاميذه السبعين (لكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السموات) (لو 10: 20). وبقول بولس الرسول في رسالته إلى فيلبى (وباقي العاملين معي الذين أسماؤهم في سفر الحياة) (فى 4: 3). أو بقول الوحي الإلهي في سفر الرؤيا (ولن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجسًا وكذبًا، إلا المكتوبين في سفر حياة الخروف) (رؤ 21: 27).
ما أسهل أن نقول أن هذه النصوص المقدسة، وخاصة النص الأخير، إنما يقصد بها المختارون. ولكن أوضح من هذا أن نقول في صراحة تامة: انه من الممكن أن يكتب أسم شخص في سفر الحياة، ثم يمحى اسمه بعد ذلك.
وهذا واضح من كلام الرب لموسى النبى في سفر الخروج حينما قال له موسى (والآن إن غفرت خطيئتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت). (فقال الرب لموسى: من أخطأ إلى أمحوه من كتابي) (خر 32: 32، 33)
ويقول الرب في سفر الرؤيا (من يغلب فذلك سيلبس ثيابًا بيضاء ولن أمحو أسمه من سفر الحياة) (رؤ 3: 5). إذن فهناك إمكانية لمحو اسم إنسان من سفر الحياة: الذي يغلب لا يمحو الرب اسمه، والذي ينغلب يمكن أن يمحو الرب اسمه من سفر الحياة. وكما قال (من أخطأ أمحوه من كتابي).
وقد قال أيضًا في آخر سفر الرؤيا (وإن كان أحد يحذف من أقوال هذه النبوءة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب) (رؤ 22: 19).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:08 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
نحن أولاد الله، و ورثة مع المسيح

الاعتراض الرابع

+ (غلا 4: 7).

نحن أولاد الله، وورثة مع المسيح

يعترضون أيضًا بقول بولس الرسول (إذن لست بعد عبدًا، بل ابنًا فان كنت ابنًا، فوارث لله بالمسيح) إن هذا الاعتراض يدعونا إلى أن نبحث معًا ما هو المعنى الروحي لكلمة ابن:
يقول يوحنا الرسول في تعريف كلمة ابن (إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا عن كل من يصنع البر مولود منه) (1 يو 2: 29)
فان قلت أيها الأخ إنك ابن الله، وبالتالي وارث لله بالمسيح، فينبغي أن تبرهن على بنوتك ببرك. فان كنت لا تصنع البر فلست مولودًا منه.
يقول يوحنا أيضًا (كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيئة، لأن زرعه يثبت فيه. ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله. بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون). كل من لا يفعل البر فليس من الله) (1 يو 3: 9، 10) ويكرر معلمنا يوحنا الحبيب هذا المعنى في الإصحاح الخامس من رسالته فيقول (نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ، بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه) (1 يو 5: 18).
فهل أنت ابن بهذا المعنى الذي يشرحه يوحنا الرسول؟ إن كنت كذلك فطوباك، لاشك إنك وارث لله بالمسيح. أما إن كنت – إذا ناقشك أحد في آية تتعلق بموضوع الخلاص – تتشاجر وتشتم وترفع صوتك وتقيم ضجة، ثم بعد ذلك تقول أنا ابن لله!! فاعلم أن أولاد الله يشتمون، لأن الشتامين لا يرثون ملكوت الله (1 كو 6: 10).
لا تفتخر باطلًا أيها الأخ كما افتخر اليهود قديمًا ببنوتهم لإبراهيم.
فأخجلهم السيد المسيح بقوله (لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم) (يو 8: 39). فلو كنت أنت ابنًا لله، ووارثًا مع المسيح (ينبغي كما سلك ذاك هكذا تسلك أنت أيضًا) (1 يو 2: 6).
إن الولادة من الله ليست مجرد لقب زائف نفتخر به. وإنما لها علامات تميزها. يقول الرسول (لأن كل من ولد من الله يغلب العالم) (1 يو 5: 4). ويقول أيضًا (وكل من يحب، فقد ولد من الله ويعرف الله) (1 يو 4: 7). فهل ينطبق عليك هذان الشرطان؟ وهل أنت ثابت في المحبة؟ وهل أنت تغلب العالم؟
علامة جوهرية أخرى للولادة من الله، تظهر في قول بولس الرسول إلى أهل رومية (لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله) (رو 8: 13، 14). هنا شرط للبنوة لله، يحددها الرسول في الذين ينقادون بروح الله. من هو ابن الله؟ هو الذي ينقاد بروح الله. فهل ينطبق عليك هذا الشرط أيها الوارث مع المسيح والضامن للملكوت؟ اسأل نفسك..
شرط أساسي آخر للولادة من الله، أن تكون مولودا من فوق مولودًا من الماء والروح.
لأن ربنا يسوع المسيح نفسه قال لنيقوديموس (الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5). فهل أنت أيضًا قد خلصت (بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5)؟ وهل قدسك السيد المسيح مطهرًا إياك بغسل الماء بالكلمة؟ (أف 5: 26).
لا تقل بغير تمعن (أنا ابن الله، فوارث للمسيح، فضامن للملكوت) وإنما اختبر نفسك هل تحفظ نفسك والشرير لا يمسك؟ هل أنت تغلب العالم؟ هل أنت محب وصانع للبر؟ هل أنت لا تستطيع أن تخطئ؟ هل أنت تنقاد بروح الله؟ إن كنت كذلك فأنت ابن حقًا لله، وأعمالك تدل عليك (ومن ثمارهم تعرفونهم).
أما قول بولس (لست عبدًا بل ابنا) فيجب أن نضع إلى جواره قول السيد المسيح (إن كل من يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة، والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد. أما الابن فيبقى إلى الأبد. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا) (يو 8: 34-36).
فالبنوة لله إذن من علاماتها التحرر من الخطيئة وعدم العبودية لها. فان كنت ما تزال تفعل الخطيئة فأنت عبد لها وأنت إذن خارج عن قول بولس الرسول (لست عبدًا بل ابنًا).
إن السيد المسيح يحسم هذا الأمر فيقول (ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات) (مت 7: 21). (لأن من يصنع مشيئة أبى في السموات هو أخي وأختي وأمي) (مت 12: 50) هذا هو حقًا الوريث مع المسيح.
· نفس الكلام الذي قلناه سابقًا ينطبق على آية بنفس المعنى يستخدمها المعترضون أحيانًا وهى:
(فإن كنا أولادًا، فإننا ورثة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح إن كنا نتألم معه، لكي نتمجد أيضًا معه) (رو 8: 17)

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:08 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مَنْ يُقبِل إليَّ، لا أُخرِجهُ خارجًا

الاعتراض الخامس

+ (يو 6: 37).

من يقبل إلى، لا أخرجه خارجًا

حقًا إن كل من يقبل إلى المسيح لا يخرجه المسيح خارجًا. ولكن ماذا نقول عن الذي يخرج بإرادته من تلقاء نفسه؟‍‍‍! إن المسيح هو الباب إن دخل أحد به يخلص ويجد مرعى (يو 10: 9).
إن كل الذين خرجوا من الحظيرة المقدسة، هم خرجوا بذواتهم، بأعمالهم، بطياشتهم، بضلالهم. هم أرادوا لأنفسهم الهلاك. عن أمثال هؤلاء يقول يوحنا الرسول (منا خرجوا. لكنهم لم يكونوا منا0 لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا) (1 يو 2: 19). هم الذين خرجوا.
ومن أمثلة هؤلاء أولئك الذين لم يحتملوا كلام السيد المسيح عندما تحدث عن التناول من جسده ودمه.
وفى ذلك يقول الكتاب (من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه فقال يسوع للاثني عشر ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا) (يو 6: 66، 67) فهؤلاء لم يخرجهم الرب خارجًا، إنما هم الذين تركوه، بعكس الاثني عشر الذين ثبتوا معه.
حتى يهوذا الإسخريوطي أيضًا، لم يطرده الرب، ولم يخرجه خارجًا،
إنما هو الذين ترك مجمع التلاميذ، وترك عشاء الرب وخرج يفعل ما قد تآمر عليه من قبل.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:11 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مَنْ له الابن، فله الحياة

الاعتراض السادس

+ (1 يو 5: 11، 12)

من له الابن، فله الحياة

يعترض البعض بقول يوحنا الرسول (وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه، من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة) فيقولون ما دام شخص له الحياة، وله حياة أبدية فكيف يهلك إذن؟!
مفتاح هذه الآية هو فهم المعنى المقصود من عبارة من له الابن. فماذا تعنى هذه العبارة؟ هل تعنى (كل من يؤمن به) كلا طبعًا،
لأن الابن نفسه يقول (ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات (مت 7: 21) وتابع الرب كلامه قائلًا (كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم إني لا أعرفكم قط، اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم).
هؤلاء لم يكونوا مؤمنين فقط وإنما كانا صانعي آيات أيضًا. ومع ذلك لم يكن لهم الابن (لم يعرفهم قط). وذلك لأنهم كانوا فاعلي إثم.
وهكذا العذراى الجاهلات: كن مؤمنات، وقد ناديته قائلات (يا سيد يا سيد افتح لنا) (مت 25: 11) فأجابهن قائلًا (الحق أقول لكن إني ما أعرفكن).
هن أيضًا لم يكن لهم الابن، على الرغم من إيمانهن. وعلى الرغم من إنهن كن ينتظرنه كالحكيمات، وقد حفظن بتوليتهن، وأردن أن يدخلن معه إلى العرس.
إذن فعبارة من له الابن، لا تعنى مجرد الإيمان. فماذا تعنى إذن ما معنى (من له الابن فله الحياة)؟؟ تعنى الآتي:
أولا – معرفة الابن
ثانيًا – الثبات في الابن
ثالثًا – الشركة مع الابن
رابعًا – محبة الابن

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:12 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
معرفة الابن

وهذا واضح من قول ربنا يسوع المسيح نفسه للآب: (هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) (يو 17: 3).
ولكن ما معنى أن نعرف الابن؟ وما الدليل على أننا عرفناه؟
يجيب يوحنا الرسول نفسه، وفى نفس رسالته قائلًا:
(بهذا نعرف أننا عرفناه، إن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته، وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته، فحقًا في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف أننا فيه) (1 يو 2: 3-5).
هذا هو الرد، لأنه كيف يكون لنا الابن إن كنا لا نعرفه؟‍! أو كيف نعرفه إن كنا لا نحفظ وصاياه؟! فان حفظنا وصاياه ندلل بهذا على أننا نعرفه وإن عرفناه تكون لنا الحياة. إذن من يحفظ وصايا الابن، يكون له الابن، وتكون له الحياة. وما حفظ الوصايا سوى أعمال، تبرهن على صدق هذا الحفظ.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:13 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الثبات في الابن

إن الذي له الابن، هو الذي يثبت في الابن، والابن نفسه قد قال:
(اثبتوا في وأنا فيكم.. أنا الكرمة وانتم.. أنا الكرمة وأنتم الأغصان..
إن كان أحد لا يثبت فى، يطرح خارجًا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق) (يو 15: 4-6).
إذن فالثبات فيه لازم للحياة، كما أن الغصن لا يحيا إلا إذا كان ثابتًا في الكرمة، والذي لا يثبت فيها يجف وتكون نهايته الحريق إذن من يثبت في الابن فله الحياة.
فكيف إذن نثبت فيه؟

يتابع الابن كلامه فيقول:
(اثبتوا في محبتي. إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما إني أنا حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته) (يو 15: 9، 10).
الأمر إذن من هذه الناحية أيضًا يتعلق بحفظ الوصايا، أي بالأعمال الصالحة.
يؤكد هذا يوحنا الحبيب أيضًا في نفس رسالته:
(من قال إنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك، هكذا يسلك هو أيضًا) (1 يو 2: 6).

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:13 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الشركة مع الابن



https://st-takla.org/Gallery/var/resi...in-Road-04.jpg
الذي له الابن، هو الذي له شركة معه.
وفى ذلك يقول يوحنا الرسول نفسه (وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح) (1 يو 1: 2) ويتحدث بولس الرسول كثيرًا عن هذه الشركة فيقول:
(متنا معه، دفنا معه، قمنا معه، نتمجد معه) (رو 6).
ويقول أيضًا:
(لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه) (فى 3).
ويقول (مع المسيح صلبت) (غل 2 ).. الخ.
ولكن كيف تكون لنا شركة معه؟

هنا يجيب القديس يوحنافي نفس رسالته (إن قلنا أن لنا شركة معه، وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق، ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطيئة) (1 يو 1: 6، 7).
الأمر إذن كسابقه يتعلق بالسلوك أي بالأعمال.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:14 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
محبة الابن

لا شك أن الذي له الابن، هو الذي يرتبط بالابن برابطة الحب فكيف نحبه إذن؟
يجيب السيد المسيح نفسه على هذا السؤال بقوله:
(الذي عنده وصاياي ويحفظها، فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبى، وأنا أحبه واظهر له ذاتي) (يو 14: 21).
والقديس يوحنا يؤكد هذا أيضًا في نفس رسالته فيقول (فان هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه) (1 يو 5: 3).
الأمر من هذه الناحية أيضًا يتعلق الوصايا أي بالأعمال.
إذن فعبارة من له الابن – سواء كان معناها:
من يعرف الابن، أو من يثبت في الابن، أو من له شركة مع الابن، أو من يحب الابن – فهي تستلزم حفظ الوصايا، لكي تكون للمؤمن الحياة الأبدية.
إذن فالحياة الأبدية تستلزم سلوكًا دائما بالبر.
إن حاد عنه الإنسان يفقد هذه الحياة. لأنه:
(إن قلنا إن لنا شركة معه، وسلكنا في الظلمة، تضل أنفسنا)..
إن رسالة يوحنا الأولى لها روح خاصة تتمشى في الرسالة كلها.
لذلك إذا حاول البروتستانت أن يعتمدوا على آية منها،
وجدوا في باقي الرسالة ما يرد عليهم..

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:16 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
خروف الفصح | الخلاص بدم الخروف

الاعتراض السابع

+ (خر 12: 23، 7).

مثال خروف الفصح

(فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين، يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب).
يستغل المعترضون هذه الآية ويقولون إن الذين كانوا يحتمون داخل الأبواب الملطخة بالدم، كانوا يشعرون بكامل الآمان والاطمئنان مهما كانت حالتهم الشخصية، ومهما كان تقصيرهم وإثمهم..
لأن خلاصهم كان يعتمد على الدم، دم خروف الفصح الذي يرمز للمسيح. ولم يكن خلاصهم يعتمد إطلاقًا على أعمالهم. ويقولون إنه يجب أن نكون في ملء الثقة بدم المسيح، ناظرين إلى استحقاقات الدم، وليس إلى أعمالنا.
ونحن لا ننكر أن الخلاص قد تم بدم المسيح وحده، وإن كفارة دم المسيح غير المحدودة كافية لبعث الاطمئنان في النفس. ولكن ثقتنا بدم المسيح، ليس معناها أن نحيا في الخطيئة، أو أن نقصر في أي عمل صالح، مدعين بأن خلاصنا يتوقف على الدم وليس على برنا وطهارتنا.
وفى مثال خروف الفصح والأبواب المرشوشة بالدم نرى ملاحظة هامة جدًا توضح الموقف توضيحًا الموقف توضيحا سليمًا من ناحية الرمز. ذلك أن خروف الفصح كان يؤكل على فطير (خر 12: 8) وكان لابد من نزع كل خميرة في المحلة لمدة سبعة أيام.
وهكذا قال الكتاب (سبعة أيام تأكل فطيرًا، وفي اليوم السابع عيد للرب، فطير يؤكل السبعة أيام، ولا يرى عندك مختمر، ولا يرى عندك خميرة في جميع تخومك) (خر 13: 6، 7).
وقد شدد الرب تشديدًا كبيرًا على عزل الخمير من البيوت، مع توقيع عقوبة القطع على كل من يأكل مختمرًا. فقال (سبعة أيام تأكلون فطيرًا. اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم. فان كل من أكل خميرًا من اليوم الأول في اليوم السابع، تقطع تلك النفس من إسرائيل) (خر 12: 15).
وعاد فشدد على هذه النقطة مرة أخرى فقال (تأكلون فطيرًا.. سبعة أيام لا يوجد خمير في بيوتكم. فان كل من أكل مختمرًا، تقطع تلك النفس من جماعة إسرائيل، الغريب مع مولود الأرض. لا تأكلوا شيئًا مختمرًا. في جميع مساكنكم تأكلون فطيرًا) (خر 12: 18-20).
فما هي الحكمة في كل ذا؟ وإلى أي شيء ترمز؟ إن أي باحث في الكتاب المقدس يرى جيدًا أن الخمير يرمز إلى الشر والخطيئة، وأن الفطير يرمز إلى البر والطهارة.
وقد أوضح بولس الرسول هذا الأمر وضوحًا كاملًا حينما قال (إذن نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضًا قد ذبح لأجلنا. إذن لنعيد ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص والحق) (1 كو 5: 7، 8).
وهكذا تتضح أمامنا الصورة: الباب من الخارج مرشوش بالدم، ومن الداخل قد نزع الخمير، والكل يأكل فطيرًا. إن دم المسيح لا يمكن أن يكون تصريحًا لنا بأكل الخمير والشخص الذي يفلت بواسطة الدم من سيف المهلك، يمكن مع هذا الخلاص الأول أن تقطع نفسه من الجماعة إذا أكل خميرًا. وهكذا يفقد خلاص الدم عن طريق أكله من الخبز المختمر.
كم من أناس خلصوا من الخطيئة الأصلية بدم المسيح، ونجوا من سيف المهلك. ثم بعد ذلك فقدوا هذا الخلاص، وقطعوا من جسم الكنيسة، لأنهم أكلوا مختمرًا، أولئك (الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم في بطنهم، ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات) (فى 3: 19).
هل بعد هذا تجرؤ أن تقول إنني أنام مطمئنًا داخل الأبواب المرشوشة بالدم، مهما كانت سيرتي؟! أقول لك: كلا، إن كان يوجد خمير داخل أبوابك، فلا يمكن أن تنام مطمئنًا (إن كل من يأكل مختمرًا، تقطع تلك النفس من شعبها).
لذلك نقوا منكم الخميرة العتيقة. وعيدوا بفطير الإخلاص والحق. إن سبعة أيام الفطير ترمز إلى العمر كله الذي ينبغي أن يكون طاهرًا. لأن السبعة عدد يرمز إلى الكمال. وطالما تعيش أيها الأخ داخل الأبواب المرشوشة بالدم، احترس طول حياتك أن تعزل الخمير عن بيتك، لأن الحكم واضح.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:17 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
المسيح سدَّد مطالب الله

الاعتراض الثامن

المسيح سدد مطالب الله

يقول المعترضون أن موت المسيح قد سدد مطالب العدل الإلهي من كل جهة. فهل يطالبنا الله بتسديده مرة أخرى؟
كلا، إن الله يطالبنا بذلك، كما أننا أعجز من أن توفى عدل الله...
وقد سدد السيد المسيح فعلا كل مطالب العدل الإلهي، وقدم كفارة غير محدودة لمغفرة جميع الخطايا لجميع الناس في جميع الأجيال..
ولكننا نكرر هنا سبق أن قلناه أن دم المسيح شيء، واستحقاقات دم المسيح شيء آخر.
إن كل ما نفعله، ليس هو أن نسدد مطالب العدل الإلهي، وإنما أن نوجد أهلًا لاستحقاقات دم المسيح.
إننا لا نحاول أن نوفى العدل الإلهي حقه، فقد تم ذلك على الصليب، حين سفك الرب دمه عنا، غنما كل ما نعمله هو أن نكون مستحقين لدم المسيح.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:18 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مَنْ يسمع كلامي، له حياة أبدية



https://st-takla.org/Pix/People-Gener...-01-Listen.gif
الاعتراض التاسع

من يسمع كلامي.. له حياة أبدية:

يعترضون أيضًا بقول الرب (من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة قد انتقل من الموت إلى الحياة) (يو 5: 24).
نلاحظ هنا أنه لا يتكلم عن الإيمان فقط، بل عن الأعمال بالأكثر في قوله (يسمع كلامي) أي من ينقذ وصاياي. ونحن نعتقد أن المؤمن الذي ينقذ وصايا الله حتى النهاية، فهذا هو الذي يخلص.
ولو أننا تابعنا بقية كلام الرب في هذه المناسبة، لوجدناه يقول (فيقوم الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة) (يو 5: 29)، ولم يقل (الذين آمنوا)، مشددًا على أهمية الأعمال للخلاص.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:18 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الذي وعد وهو أمين



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...s-Coptic-2.jpg
الاعتراض العاشر

+ عب 10: 23.


الذي وعد هو أمين:

حقًا إن وعد الله موجود، والذي وعد هو أمين ولكن هذا لا يدعونا إلى الثقة العمياء.
بل إن القديس بولس ذاته يحذرنا في نفس الرسالة قائلًا:
(فلنخف إنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم إنه قد خاب منه) (عب 4: 1)،
كما يقول أيضًا (إن كنا نذكره فهو أيضًا سينكرنا) (2 تى 2: 12).
يا إخوتي، تذكروا باستمرار خطورة استخدام الآية الواحدة.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:20 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
متى نصل إلى الخلاص؟

إن كان المؤمن يمكن أن يسقط، ويمكن أن يهلك، وغن كان هناك أناس قد بدأوا بالروح وكملوا بالجسد، فمتى نقول إذن عن الإنسان إنه قد خلص تمامًا؟
نقول ذلك عندما يكمل أيام غربته على الأرض بسلام. ذلك لأننا في حرب وصراع، طالما نحن في الجسد) (أف 6: 10).
نحن في حرب لم نعرف نتيجتها بعد، لأنه من الجائز أن يكسب إنسان الجولة الأولى، ويخسر في الجولة الثانية. من يضمن؟! ولا يستطيع محارب أن يقول أنه انتصر، إلا بعد نهاية الحرب، أي بعد خلع هذا الجسد.
لذلك يقول الرسول (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12). ويقول أيضًا (انظروا إلى نهاية سيرتهم) (عب 13: 7).
نصوص مقدسة عن خلاصنا المنتظر:

* يقول القديس بولس (فان سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع، الذي سيغير شكل جسد تواضعًا ليكون على صورة جسد مجده) (فى 3: 20).
هذا هو الخلاص، عندما نخلع هذا الجسد المائت، نلبس جسد المجد.. بعد مجيء المسيح الثاني والقيامة العامة.
· ويقول كذلك (هكذا المسيح أيضًا بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه) (عب 9: 28). تحدث الرسول هنا أيضًا عن الخلاص النهائي الذي يحدث بعد مجيء المسيح الثاني.
· وهكذا يقول القديس بطرس الرسول (أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير) (1 بط 1: 5)
· هذه الحقيقة ذاتها، وضحها مار بولس عندما أمر بخصوص خاطئ كورنثوس (أن يسلم مثل هذا الشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب) (1كو 5: 5).
· عن هذا الخلاص المقبل يقول الرسول لأهل رومية (13: 11).
(فان خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا).
· ويقول لتلميذه القديس تيموثيئوس الأسقف (لاحظ نفسك وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1 تى 16:4). فهذا القديس كان محتاجًا أن يلاحظ نفسه، ويلاحظ خدمته، ويداوم على هذه الملاحظة، لكي يخلص.
· وعن هذا الخلاص المنتظر يقول القديس بطرس الرسول (إن كان البار بالجهد يخلص..) (عب 1: 14).
· هذا الخلاص الأخير يحتاج إلى صبر وجهاد حتى ناله في المجد. وفي هذا يقول القديس بولس (لأجل ذلك أنا أصبر على كل شيء، لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدى) (2 تى 2: 10).
إذن فهؤلاء المختارين لم ينالوا الخلاص الذي فيه المجد الأبدي، على الرغم من أنهم نالوا خلاصًا بدم المسيح في المعمودية. ولكنه مجرد عربون (أف 1: 14). يمكن أن نفقده أن أبطلنا جهادنا وانحرفت إرادتنا..
هذا الخلاص الأخير، كيف نناله؟ يجيب الرسول قائلًا (فلنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا) (عب 12: 1). ومن يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص.

Mary Naeem 18 - 02 - 2014 03:21 PM

رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل اختار الله أناسًا معيّنين للخلاص؟



https://st-takla.org/Pix/Things-Tool-...stion-Mark.gif
أ- خلاص مقدم للجميع
ب – وضع الله الاختيار في أيدي الناس
ج - نصوص كثيرة تدل على أن الإرادة بيد الإنسان
د – الله مستعد أن يرجع عن حكمه
ه - الرد على بعض الاعتراضات
و – بحث الأمر من الناحية اللاهوتية


الساعة الآن 07:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025