منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:59 PM

رؤيا الله المرهبة
بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني، لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد ( أي 42: 5 ،6)

عندما نصلي طالبين أن نرى رؤيا الله. ماذا نتوقع؟ هل منظر رؤيا متوهجة في كبد السماء؟
أم لمعان مجد يخطف الأبصار كالذي رآه شاول الطرسوسي؟ أم شعور بسمو روحي غامر عميق؟
إننا إذا درسنا الرؤى الإلهية المدوَّنة في الكتاب المقدس نجد الصورة مختلفة. ففي كل حادثة كان الذي يرى الرؤيا يشعر بانكسار وانسحاق، وباشتداد قوة الرؤيا يكون الانكسار أمام الله أشد وأعظم.

كان أيوب في عيني نفسه كاملاً، لكن كيف كان حال هذا الرجل الكامل عندما رأى رؤيا الله؟ يقول "بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني، لذلك أرفض (نفسي) وأندم في التراب والرماد" ( أي 42: 5 ،6). فعندما يواجه الإنسان الكامل رؤيا الله ينكمش ويكره نفسه بذُّل وانكسار.

وموسى الذي له أن يفتخر بعلمه ومعرفته ومقامه كابن ابنة فرعون، لما ناداه الرب من وسط العليّقة "غطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله" ( خر 3: 2 -6).

وإيليا وهو يسمع صوت الله المنخفض الخفيف، أحس بالانكسار والخضوع والخشوع "فلف وجهه بردائه" ( 1مل 19: 11 -13).

وإشعياء النبي كان يجد في نفسه الكفاءة لاستنزال الويل على معاصريه حتى رأى رؤيا الله. فقال "ويل لي، إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين .. لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود" ( إش 6: 1 -5).

وحزقيال في رؤياه يقول "ولما رأيته خررت على وجهي" ( خر 1: 26 -28).

ودانيال يقول "فرأيت أنا دانيال الرؤيا وحدي ... ولما سمعت صوت كلامه كنت مسبخاً على وجهي ووجهي إلى الأرض" ( دا 10: 7 -9). وبطرس عندما رأى الرب قال "اخرج يا رب من سفينتي لأني رجل خاطئ" ( لو 5: 8 ). وشاول "سقط على الأرض" ( أع 9: 3 -5).

في كل هذه الرؤى، نرى أسلوباً واحداً لا يتغير، تجيء الرؤيا فيتحول الرائي عن ذاته
إذ يرى فساده.
والله بهذه الطريقة يهيئ النفس لنوال البركة. فالله لا يقدر أن يهب إنساناً أية بركة روحية عميقة، أو أية خدمة روحية هامة، إلا بعد أن يختبر هذا الإنسان انهياراً كاملاً للذات.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:00 AM

الخدمة المَلومة


https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...-Martha-02.jpg
يا رب، أما تُبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي؟ فقُل لها أن تُعينني! ( لو 10: 40 )
ما أخطر أن تتحول عينا الخادم عمّن يخدمه، ويجد نفسه مع الوقت، بدلاً من أن يخدم سيده يخدم ذاته، وتكون الخدمة في حد ذاتها غرضًا وليس الرب. وهذا ما ظهر خلال خدمة مرثا التي نرى فيها:

1ـ الارتباك: الذات التي فينا يهمها حجم العمل، بغض النظر عن الدوافع التي من وراء هذا العمل، لأنه من خلال العمل الكبير نشير إلى ذواتنا أكثر، وتتعظم ذواتنا في أعيننا مقارنة بالمتقاعسين، بحسب ظننا، عن العمل. وهذا ما ظهر في مرثا التي ارتبكت في خدمة كثيرة، ولم يكن لها علم بفكر الرب أن «الحاجة إلى واحد». لقد حمَّلت نفسها فوق طاقتها، وقادها تشتتها الكثير هذا إلى الارتباك، وإلى إهمال النصيب الصالح الذي تمتعت به أختها. لقد اضطربت لأجل أمورٍ كثيرة في الوقت الذي كان يجب عليها أن تكون جالسة، مع أختها، عند قدمي الرب تسمع كلامه. حقًا لقد كانت مرثا تحتاج أن ترتب أولوياتها، فعندما تعمل المهم، يجب ألاّ تترك الأهم.

2ـ الانتقاد:
الذات هي الدافع من وراء كل انتقاد، فمن وراء كل تقليل للآخرين تريد أن تقول: ”أنا الأفضل“. وهذا ما عملته مرثا، وربما دون أن تشعر، عندما لمَّحت أن ما فعلته أختها أدنى مما فعلته هي، فأشارت للرب عن تقصير أختها «أختي قد تركتني أخدم وحدي» ( لو 10: 40 )، وقادها هذا إلى الخدمة بروح الأنين والتذمر.

3ـ الأسلوب غير اللائق: عندما تكون الذات عاملة، لا يكون هناك مُراعاة لآداب الحديث ولا السن، وفي كلماتنا نتخطى الحدود ولا نعمل أية مُراعاة للمشاعر التي تُجرح. وكمثال لهذا، الكلمة التي قالتها مرثا للرب: «أما تبالي؟». كم حملت هذه الكلمة من معانٍ قاسية على مشاعر الرب!

4ـ توجيه الأوامر:
إن الذات تريد أن تُخدَم لا أن تَخدِم، تُقدم الأوامر والنواهي، ويغيب عنها أن الخدمة للرب هي مجال للتدريب على الطاعة
«يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» ( أع 9: 6 ).

كان يمكنها أن تدعو أختها وتطلب منها المساعدة، لكن في ارتباكها لامت الرب ووجَّهته لفعل ما تراه هي أنه صواب: «قُل لها أن تُعينني».

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:01 AM

التعزية في التجارب


http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-explained.jpg
لأنه في ما هو قد تألم مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المجرَّبين ( عب 2: 18 )
إن ربنا ومخلِّصنا المبارك ستَر أمجاد اللاهوت في حجاب الناسوت عندما صار إنسانًا كاملاً، وفي عبوره في العالم واجه كل ما نلاقيه نحن من صعوبات وآلام. يعلم ما هو الألم وما هو الحزن وما هو البكاء. علم ما معنى المقاومة والبُغضة وسوء المعاملة.
جاع وتعب وافتقر وهو يعرف ما معنى كل هذا.

لم يكن له أين يُسند رأسه، فهو يعرف معنى الألم الجسماني، كما يعرف ضيق النفس. يعرف معنى تجربة إبليس ومعنى بصق الناس وسخريتهم واستهزائهم.

ولا يوجد نوع من الآلام والأحزان البشرية إلا وقد ذاقه، بلا خطية. لم يعرف خطية، ولم يعمل خطية، ولكنه حمل خطايانا في جسده على الصليب «تأديب سلامنا عليه وبُحبُره شُفينا» ( إش 53: 5 ).لم يكن مُلتزمًا أن يحتمل كل هذه، لم تكن هناك ضرورة لأن يترك الأمجاد السماوية ويصير إنسانًا،
إلا بدافع المحبة «محبة المسيح الفائقة المعرفة» ( أف 3: 19 )، ومحبة الله الذي أراد أن يجعلنا أولادًا له في المجد الأبدي ( عب 2: 10 ).

نعم قبل أن يتمكن من أخذ مكانه كرئيس خلاصنا، كان يجب أن يتألم. ولم يتألم في صُنعه الفداء على الصليب فقط، بل تألم مُجربًا في كل شيء، ويستطيع أن يرثي لنا نحن المجرَّبين.

إننا لا نكون وحدنا في الآلام، بل هو معنا دائمًا، شاعرًا في أعماق قلبه، قلب الشفقة والمحبة، بما يؤلمنا. نظن أحيانًا أننا منفردون، ولكن هذا الشعور خاطئ، وما هو سوي نتيجة لعدم إيماننا ولعدم التجائنا إليه لنوال العون الذي هو على استعداد أن يهبه لنا. فإذا أتينا إليه لنوال التعزية والمعونة اللتين نحن في حاجة إليها، فهو يشعر معنا شعورًا عميقًا بما نجوز خلاله من تجارب.
وكم من متاعب وجهود ضائعة كنا نوفرها على أنفسنا لو التجأنا إليه مباشرةً عندما يصادفنا شيء يُتعب قلوبنا، أو أية تجربة يريد بها العدو قطع شركتنا وانعدام أفراحنا فيه!

إن ركضنا إليه لا شك يجعلنا نغني في الليل ( أي 35: 10 ) ولذة حضرته تملأ نفوسنا. ليتنا نتعلم الهروب إليه في كل ضيقة إذ «باطل هو خلاص الإنسان» ( مز 60: 11 )،
فإن فعلنا هذا نجد التعزية والفرح. يقول داود عن اختبار: «لأنك كنت عونًا لي، وبظل جناحيك أبتهج»
ويقول أيضًا «بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب» ( مز 63: 7 ؛ 57: 1)


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:02 AM

مَثَل الكرَّامين

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...apers-0310.jpg
فإذ كان له أيضًا ابنٌ واحدٌ حبيبٌ إليه، أرسله أيضًا إليهم أخيرًا، قائلاً: إنهم يَهَابون ابني! ( مر 12: 6 )

لقد أقام الرب الأُمة اليهودية في أرض مختارة كالكَرم المذكور في مَثَل الكرَّامين. ولقد فصلهم عن الشعوب حولهم بأن أعطاهم الناموس الذي ينظم حياتهم ويكون كسياج حولهم.

وكما حفر حوض معصرة في الكرم، هكذا زوَّد الرب إسرائيل بكل ما يلزمه ليأتي بثمر لله. وكما بنى برجًا في الكرم، هكذا حماهم الله من كل أعدائهم. وكان على الأمة أن تقوم بمسؤوليتها وتأتي بثمر لله.
وفي الوقت المعيَّن طلب الله من الأمة ثمرًا مقابل كل صلاحه الذي أظهره لهم، ولكن هذه التجربة أثبتت فشل الإنسان وخرابه مُمثلاً في تاريخ الشعب القديم، فلم يُظهر الإنسان أي تجاوب تجاه الله بالرغم من كل البركات التي أنعم بها عليه، ومن كل الصلاح الذي أظهره له.

ولقد قوبل الرب في كل مرة كان يطلب فيها ثمرًا من الأمة، لا بالرفض فقط، بل أيضًا بالعداوة المُتزايدة.
فلقد أُرسل العبد الأول فارغًا، ورجموا العبد الثاني وأرسلوه مُهانًا، ثم قتلوا الثالث.

ولقد أظهرت الأمة فشل الإنسان تحت المسؤولية.
ولكن كان هناك امتحان أخير لاختبار قلب الإنسان من ناحية الله يتمثل في إرسال ابنه الوحيد الحبيب. فلو أن هناك أية ومضة لصلاح، فإنهم سوف يهابون الابن، فلم يكن هناك أي سبب لبُغضة الابن وكراهيته،
ولكن كما قيل بروح النبوة: «
بكلام بُغضٍ أحاطوا بي، وقاتلوني بلا سببٍ. بدل محبتي يخاصمونني
» ( مز 109: 3 ، 4).

فحضور الابن أظهر حقيقة قلب الإنسان، فلقد أرادت الأمة الإسرائيلية ملكوتًا بدون المسيح، كما أراد الأمم عالمًا بدون المسيح كما قال الكرَّامون في المَثَل: «هذا هو الوارث!ّ
هلموا نقتله فيكون لنا الميراث!» (ع7)،
وكما رفض قادة الأمة المسيح قديمًا، هكذا العالم الآن، فرغبة الإنسان هي أن يبعد الله عن عالمه.

وقد اقتبس الرب من الكتاب الذي بين أيديهم من مزمور118: 22، 23 لكي يبيِّن لهم خطيتهم في رفضهم، فيقول لهم: «أما قرأتم هذا المكتوب: الحجر الذي رفضه البناؤون، هو قد صار رأس الزاوية؟ من قِبَل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا!» (ع10، 11).

بخطيتهم هذه كانوا يقاومون الله مباشرةً إذ إنهم كانوا مُزمعين أن يصلبوا ذلك الشخص المعيَّن من الله لكي يكون ديانًا للأحياء والأموات، وليتبوأ أعلى مكان في المجد.

وما أعظم شقاء أولئك الذين يديرون ظهورهم للرب ويمضون في حال سبيلهم!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:03 AM

فيبي .. لمعان خاص!

http://www.st-mina.com/saints/saint_pics/F15.jpg
أُوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين ( رو 16: 1 ، 2)
من بين قائمة أبطال المحبة المذكورين في رومية16، ومن بين 9 أخوات ذُكر منهن بالاسم سبعة، يَرِد ذكر فيبي في أول القائمة كلها. ويمكننا أن نرى في هذه الأخت الفاضلة ما يشجع إيماننا وخدمتنا للرب.

1ـ بهاء ولمعان:
وهذا هو معنى اسمها، والذي انطبق بشكل خاص عليها. إن الرب يسوع هو نور العالم ( يو 8: 12 ). وقد أعلن أننا نحن المؤمنين نور العالم كذلك ( مت 5: 14 ) بارتباطنا به، وطالما نظرنا إليه، عَكَسنا لمَن حولنا هذا النور. هكذا كانت فيبي اسمًا على مُسمّى. فهل نحن كذلك؟

2ـ توصية الامتنان:
بكل شكر للرب، وامتنان للأخت، يوصي الرسول العظيم بولس بها خيرًا القديسين في رومية. إن أمثال هذه الأخت يستحقون الكرامة وسط شعب الله.

3ـ كلمات الاستحسان: وقد ألحق الرسول توصيته بها بكلمات الاستحسان لعملها كسبب لهذه التوصية الأخوية الخاصة. فهي أخت مكرسة فاضلة وَهَبت نفسها للرب ولخدمته ومساعدة قطيعه في اجتماعها المحلي بكل وسيلة مُتاحة في يدها.

4ـ خدمة الأعوان:
وهي إحدى المواهب الوارد ذكرها في الوحي ( 1كو 12: 28 )، خدمة ”المساعدين“ الذين بدونهم لا ينجح عمل روحي ولا تكتمل خدمة الخادم. ونحن نشكر الله لأجل اتساع نطاق الخدمات المساعدة في عصرنا الحاضر، كما نشكره لأجل كل المساعدين الأتقياء الذين يساعدون حتى ولو في حمل الرسالة مثلما فعلت فيبي هنا مع الرسول بولس. والمُلاحظ أنها لم تساعد الرسول وحده، ولا ساعدته أولاً، بل «صارت مساعدة لكثيرين، ولي أنا أيضًا» ( رو 16: 2 ). والكلمة التي استخدمها الرسول «مساعدة» كلمة مُعبرة تمامًا في اليونانية، إنها تعني حرفيًا ”مَن يقف بجانبك في وقت الحاجة ليشددك“.

5 ـ قبول الإيمان: كانت توصية الرسول هي «أن تقبلوها في الرب وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم». وجميل أننا نقبل إخوتنا في المسيح في كل مكان، وجميل أن يعتني كلٌ منا بحياته الروحية فيظل متمتعًا بقبول إخوته له ولخدمته بينهم.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:04 AM

بيت الخمر
https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-02.jpg
وفي اليوم الثالث كان عُرس في قانا الجليل .. و.. فَرغت الخمر ( يو 2: 1 ، 3)
في عُرس قانا الجليل، كانت هناك ستة أجران من حجارة «موضوعة هناك، حسب تطهير اليهود».
كان خوف اليهود الخيالي من عدم النظافة يلزمهم دائمًا أن يكون لديهم كميات من الماء. فبدون اغتسال لا يستطيع أحد أن يأكل ( مر 7: 3 ). كما أن أقدام كل ضيف يجب أن تُغسل عند وصوله ( لو 7: 44 ).
كما أن عملية غسل الكؤوس والأباريق والأواني كانت تستمر كل اليوم كما يقول التلمود. وفي هذا نرى صورة لتلك الديانة التي تعتمد على الطقوس الخارجية، ويرضى أصحابها طالما كانوا يؤدون هذا.

ولكن الرب حوّل الماء الذي يُستخدم للطقس الخارجي في الاغتسال، إلى خمر للشرب الداخلي.

وفي هذا نرى معنى رمزيًا عميقًا.
إن أكثر الأشخاص روحانية ممن كانوا تحت النظام اليهودي، كانوا يؤكدون عجز الطقوس الخارجية عن أن تخلِّص النفس. لقد شعر داود بهذا ( مز 51: 16 )، وإشعياء أيضًا ( إش 1: 13 )، وميخا يُظهر هذا بوضوح ( مي 6: 7 ).

وها هو الرب نفسه في هذه المعجزة يبدو كأنه يقول: ”إن أيام الطقوس على انتهاء، والنظام الذي يعلِّم الحقائق الروحية بمواد ملموسة ومظاهر خارجية وشيك الزوال.

ليست النظافة الخارجية مهما كانت حسنة في ذاتها هي المهمة، ولكن طهارة القلب وخلاص النفس من دَنَس الخطية هو المهم، ليس الإيمان بالخارج، ولكن الإيمان بي أنا كمَن يملأ القلب والنفس في الداخل“. ولا غرو أننا نقرأ في إنجيل يوحنا فيما بعد أنه طهَّر الهيكل، وأنه أخبر نيقوديموس أنه حتى هو (نيقوديموس معلِّم اليهود) ينبغي أن يُولد ثانيةً.

والخمر في الكتاب المقدس رمز للفرح الروحي. تقول العروس في سفر نشيد الأنشاد: «أدخلني إلى بيت الخمر (أي الفرح)، وعلَمُهُ فوقي محبة» ( نش 2: 4 ).

وفي ذلك البيت في قانا، ملأ الرب الستة أجران بالخمر. كيف كان للعُرس أن يكون مناسبة مباركة بدون هذا؟ فالرب كان هناك وأينما يوجد هو، الذي هو محبة، لا يمكن أن يغيب الفرح. ولكن الرب له المجد يبارك، ليس فقط بوجوده، ولكن أيضًا بما يقدمه.

إننا لا نستطيع أن نقيس مَدى محبته وعُظم عطاياه. وهكذا نراه هنا يُعطي خمرًا جيدًا وبوفرة. لقد أظهر مجده وفاض فرحه غامرًا.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:05 AM

أفكار عن السجود


http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...2b4178e5c8.jpg
اسجدوا للرب في زينةٍ مقدسةٍ ( مز 29: 2 )
عندما نعطي السجود الأهمية اللائقة به، تقل خدمتنا لذواتنا وللعالم، ويشعر الناس حولنا بتأثير الكلمة بصورة أقوى.

إننا نسجد إطاعة للكلمة:«مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» ( مت 4: 10 )، لذلك فإن المسألة ليست متروكة لاختيارنا؛ أَ نسجد لله أم لا، بل هناك أمر يجب تنفيذه «للرب إلهك تسجد».

وهناك سبب آخر يدعو للسجود، وهو إشباع قلب الآب. «لأن الآب طالب» ( يو 4: 23 ).
هذه العبارة فريدة لأنها الوحيدة في الكتاب التي يُعلَن بها الآب ـ طالبًا. إذ نقرأ أن الرب يسوع يطلب خطاة ( لو 19: 10 )، ولكن الآب يطلب ساجدين ويطلبهم بين الذين فتش عنهم الابن ووجدهم.
إن رغبة قلب الآب المبارك هي التمتع بسجود أولاده المُخلَّصين. إذ لا يستطيع أحد أن يسجد سجودًا مرضيًا لله بدون أن يكون واقفًا على أساس الفداء، وأن يكون قد أتى إلى رش الدم. قد تُبذل مجهودات للسجود بدون دم المسيح، ولكن الله لا يقبلها.
ونجد رمزًا لذلك في مذبح البخور الذهبي وتقديم البخور عليه (السجود). لم يكن ليستطيع أحد أن يقترب من مذبح البخور ما لم يكن قد مرّ على مذبح النحاس حيث الرمز إلى الكفارة الحقيقية.

لذلك نرى أن غرض الشيطان دائمًا أن يحول دون السجود لله. فنجده في متى4: 9 حينما يقول للرب، له المجد: «أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي»، غرضه أن يشارك الله في الاحترام والسجود اللذين للرب إلهنا وحده.

والآن غرض الشيطان أن يحوِّل كل السجود لنفسه، ويستطيع ذلك إذا أغرَانا على أن نخدم أحدًا أو شيئًا غير الله، مثل: الطبيعة ( تث 4: 19 ، 24)، أو الأقارب ( أع 10: 25 ، 26)، أو المال أو الذات أو المطامع أو الملائكة ( رؤ 19: 10 ؛ 22: 8، 9).

وقد يستغرب الكثيرون كيف أن رسالة غنية كرسالة يوحنا الأولى تنتهي بالعبارة
«أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام»،
وما هو الصنم سوى الشيء الذي يأخذ المقام الأول في الحياة!

وهل تظن أن هذا التحذير لا ينطبق علينا نحن الذين وُلدنا في بلاد خالية من عبادة آلهة من الخشب والحجارة؟
ولأقدم هنا سؤالاً: ما أول ما تفكر فيه كل صباح؟ وآخر ما يجول بخاطرك كل مساء؟ هذا هو إلهك،
فهل يشغل الله فكرك كل اليوم؟ وهل هو أول ما تفكّر فيه في الصباح وآخر ما تفكر فيه في المساء؟


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:05 AM

الصليـــــــــب

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...hrist-0111.jpg
حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح(غلا6: 14)
لنقف لحظة لنتأمل صليب المسيح في صورتيه الأساسيتين. أي كأساس سلامنا وكأساس شهادتنا، فإني أرى هناك أساس سلامي الأبدي، أرى أن خطيتي قد دينت هناك، وأرى أن خطاياي قد حُملت عني هناك، أرى أن الله بحق ”لي“. إن الصليب يُعلن الله كالمحب للخاطئ، ويُظهره في صفاته العجيبة كإله بار ويبرر أشر الخطاة. إن الخليقة، وأعمال العناية قد فشلت في هذه الناحية. ففيها بدون شك أستطيع أن أعرف قوة الله، وجلاله وحكمته، ولكن هذه الأشياء في حد ذاتها هي ضدي لأني خاطئ، وأن هذه القوة وهذا الجلال وهذه الحكمة لا تستطيع أن تنزع خطيتي، ولا تستطيع أن تجعل الله بارًا عندما يقبلني. أما في الصليب، فإني أرى الله يدين الخطية بطريقة تمجده هو نفسه إلى الأبد.
أرى إظهار صفاته الإلهية المجيدة وانسجامها الكامل.
أرى المحبة، في أجلى صورها، محبة تأسر قلبي وتقنعه وتشدده، وتفصلني عن كل شيء آخر لا يتفق مع هذه المحبة. وأرى الحكمة، حكمة تخزي الشياطين وتدهش الملائكة. وأرى القدرة، قدرة تزيل كل الموانع، وأرى القداسة، قداسة تنفر من الخطية إلى أبعد الحدود، لأن الصليب هو أقوى تعبير عن مدى كراهية الله للخطية. وأرى النعمة،
نعمة تضع الخاطئ في محضر الله نفسه، بل أكثر من ذلك تجعله موضوع محبة قلب الله.
أين أستطيع رؤية هذه الأشياء بعيدًا عن الصليب؟
انظر من كل جانب، فلن تجد ما يجمع بصورة كاملة ومجيدة هذين الشيئين العظيمين:
«
المجد لله في الأعالي» و«على الأرض السلام
»
مثل الصليب.

فما أعظم قيمة الصليب!
إنه من وجهة النظر هذه، أساس سلام المؤمن وأساس عبادته ومقامه الأبدي لدى الله.
إن الصليب يعلن هذا بصورة مجيدة!
وما أعظم الصليب في نظر الله، كالأساس الذي عليه يستطيع إعلان كمالاته الفائقة، وأن يعامل الخاطئ بحسب واسع نعمته! إن للصليب قيمة في نظر الله عظيمة حتى إنه ـ كما يقول أحد الكتَّاب: ”كل ما قاله الله وما عمله من البدء، يدل على أن الصليب كان يشغل المكان الأول في فكره.
وهو أيضًا سيكون المركز الجذاب العظيم للتعبير عن محبة الله الفائقة طوال الأبدية“.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:06 AM

لا يمكنك أن تغلب الله في العطاء

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ldren-1209.jpg
يوجد مَن يفرِّق فيزداد أيضًا، ومَن يمسك أكثر من اللائق وإنما إلى الفقر. النفس السخية تسمن والـمُروي هو أيضًا يُروى ( أم 11: 24 ، 25)
كنت أُقيم حملة كرازية في كنيسة كبيرة بمدينة مينابوليس. وقد امتلأت الكنيسة عن آخرها. والكثيرون خلصوا. وكان هناك الكثير من البركات الروحية.

وبينما كنت أقف فوق المنبر بعد ختام إحدى خدماتي، رأيت رجل أعمال حسن المظهر يقترب مني قائلاً: ”أنا أدين لك بكل ما أكونه وكل ما أملكه“. فنظرت إليه وكُلي اندهاش وتعجب. وأجبته: ما الذي تقصده؟ أنا لا أفهمك“.

فأخبرني بقصته بإيجاز، وأنا لن أنساها ما حييت: قال لي: ”كنت في تورنتو، بلا عمل، واقعًا تحت الديون، إذ كان ذلك في أثناء سنوات الكساد. وظلت أموري تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حتى صار من المستحيل أن أجد عملاً. وقد تركَتني ابنتاي، ثم لحقت بهما زوجتي، وفي النهاية صرت متسكعًا بلا عمل، لا أجد قوت يومي“.

”وذات يوم مررت بجانب ”كنيسة الشعوب“ فسمعت صوت ترانيم، فدخلت وجلست في مقعد بالقرب من المؤخرة“.

”كنت أنت تقود أحد مؤتمرات العمل المُرسَلي من فوق المنبر، وكنت تقول شيئًا عجيبًا، إنه أكثر الأقوال التي سمعتها في حياتي غرابة وحماقة! كنت تقول: ”أعطِ، وسوف يُعطىَ لك. لا يمكنك أن تغلب الله في العطاء. فلن يكون الله مديونًا أبدًا لأي إنسان“.

وأضاف: ”أصغيتُ لك في دهشة كاملة. وحيث أنه لم يكن لديَّ أي شيء، وكنت أنت تقول إنه لو أنني أعطيت فسوف أنال. ولمجرد أن أعرف إذا كنت تقول الصدق أم لا، أخذت أحد المظاريف من أحد المرشدين وملأت البيانات، واعدًا بأن أعطي لله نِسبة من كل ما سيعطيني في الأيام القادمة“.

” بعد ذلك، دُهشت لأن الأمور بدأت في التحسن بسرعة شديدة. وخلال ساعات حصلت على وظيفة. وعندما حصلت على أول أجر لي، أعطيت النسبة التي وعدتُ بها. وبعد قليل ارتفع أجري، فأعطيت مبلغ أكبر. وبعد فترة حصلت على وظيفة أخرى براتب أكبر، وعندها أعطيت أكثر. كان ذلك فعَّالاً، لذلك حافظت عليه.
وكل أسبوع كنت أعطي لله بأمانة النسبة التي وعدته بها. وبعد فترة عادت زوجتي وابنتاي إليَّ، ولم تمضِ شهور قليلة حتى استطعت أن أسدد كل ديوني، لأن راتبي ارتفع مرة أخرى“.
إنني الآن رجل أعمال ناجح، ولديَّ حسابًا بنكيًا، وما قلته لي حينما كنت في أسوأ حالاتي كان صحيحًا تمامًا“.

أحبائي: لن يكون الله مديونًا لأحد.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:07 AM

مثل أُناس ينتظرون سيدهم

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ou-300x198.jpg

لتكن أحقاؤكم مُمنطقة وسُرجكم موقدة. وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم .. ( لو 12: 35 ، 36)
لا شك أن الوعد المُفرح بمجيء الرب يشدد ويحفظ نفس المؤمن خلال تجارب وامتحانات الطريق.

على أن هذا الوعد يكلم الضمير كما والقلب أيضًا. وفي مناسبات كثيرة نرى أنه يحسن بنا أن نسأل كل واحد منا نفسه قائلاً: ”تُرى هل أنتظر حقيقةً ابن الله من السماء؟ وهل أنا أعيش كل يوم كمَن ينتظر سيده؟“.

يقول الرب: «لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسُرجكم موقدة. وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم». كانت العادة قديمًا أن يمنطق الإنسان نفسه استعدادًا للعمل.
وهنا في لوقا12 نسمع الرب يقدِّم تحريضات كثيرة من حيث ما يليق بتلاميذه نحو سيدهم الذي كان يكلمهم.

ولكي تكون الخدمة صحيحة، يجب أن تصدر من محبة للمسيح وشركة معه. ولكن علاوة على منطقة الأحقاء، كان يجب أن توقد السُرج. ولكي يكون السراج صالحًا ونافعًا، يجب أن يكون مُحكمًا ويرسل ضوءًا صحيحًا.
ولأجل هذا ترك الله شعبه في العالم ـ أي ليكونوا أنوارًا له في وسط الظلمة الأدبية التي حولهم.

بعد ذلك يضيف الرب قوله: «وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم». ولا يُقال هنا ”مثل أُناس يعتقدون بتعليم المجيء الثاني“، إذ قد نعتقد بالتعليم ونكون أصحاء تمامًا في حقيقة المجيء الثاني كعقيدة، ومع ذلك يكون القلب باردًا، ويكاد ينعدم من القلب الصدى المطلوب لقول الرب:
«أنا آتي سريعًا».

فلو أننا «مثل أُناس ينتظرون»، فلماذا تصبو نفوسنا إلى المركز والكرامة في العالم؟ لماذا نسعى وراء أمور هذا العالم؟ ما لم يكن القلب منصبًا في هذه الحقيقة، فلا تكون للرجاء جدّته وقوته الحيوية في نفس المؤمن.
لنفرض أن أُمًا تغرَّب عنها ولدها في بلاد بعيدة، وقضت مدة طويلة لم تَرهُ في خلالها. وإذا برسالة برقية تَرِد إليها من ولدها يُنبئها فيها بأنه سيأتي في لحظة معينة، فإن الأم ترقب الأيام وتعدّ الساعات انتظارًا لابنها. ولماذا هي على أهبة الانتظار وعلى جمر من الشوق؟
لأن قلبها موضوع على ابنها.

ومثل هذا الانتظار هو الذي يقدّره الرب كل التقدير. فقد وعد المؤمنين الساهرين بالقول:
«الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويُتكئهم ويتقدم ويخدمهم».
لقد خدمنا المسيح في الماضي بموته عنا فوق الصليب، وفي الحاضر يخدمنا كرئيس الكهنة، وللساهر يقول إنه سيتقدم ويخدمه في يوم المجد العتيد.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:08 AM

اختَرْ الحياة

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...el-300x267.jpg
قد جعلت قدامك الحياة والموت. البركة واللعنة. فاختَرْ الحياة لكي تحيا أنت ونسلك ( تث 30: 19 )
إن الإيمان بالمسيح يُنتج حياة، استعراض الماضي منها في أي وقت يبعث على الفرح والاطمئنان.
ففي الرسالة الثانية لتيموثاوس نرى صورة من أجمل الصور وأبهاها، صورة شيخوخة ساكنة على مقربة من الموت تمر بكل طمأنينة على مجرى الحياة بأجمعه.
يقول الرسول:
«قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر».
لم يكن الرسول معصومًا من الخطأ ولكنه مع هذا استطاع أن يحيا حياة عندما ذبلت الدنيا أمام ناظريه لم يندم عليها، بل رآها قد أخذت طريقًا حسنًا، لا بل كان موقنًا أن فجر الأبدية سيُعلِن حُسن اختياره لهذه الحياة. فاسأل نفسك أيها القارئ العزيز: هل حياتي من هذا النوع؟
هل أشعر إذا اقتربت من نهايتها أن معظمها إن لم يكن كلها قد ذهب هباءً منثورًا؟
ستقف أمام العرش العظيم الأبيض لتعطي حسابًا عن حياتك على الأرض. فهل ستشعر في ذلك الوقت بأنك أخطأت المرمى وضللت الطريق عما كان يجب أن تكون عليه.

إنك في حِل من أن تختار أحد أمرين لا ثالث لهما. عند استعراضك لماضيك، إما أن تراه كبرية قاحلة، وإما أن تراه كجنة ناضرة. وثق تمامًا بأنه ليست هناك أية وسيلة غير الإيمان القلبي بالمسيح والطاعة الكاملة له،
تمكِّنك من أن تعيش بالبر والتعقل والتقوى، وتخرج من العالم وأنت ساكن الجنان، ممتلئًا قلبك بالسلام، وتقول مع الرسول المطمئن:
«إني عالمٌ بمَن آمنت، وموقن أنه قادرٌ أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم» ( 2تي 1: 12 ).

فابدأ الطريق الصحيح الآن، ربما لا تجد في المستقبل وقتًا أكثر ملاءمة من هذا الوقت لأن تخطو فيه هذه الخطوة السامية خطيرة النتائج، إن عزيمتك تأخذ في الضعف كلما تقدمت في الأيام، سيعتريك الكسل والهزال في كل طرقك، ستلف العادات أعشابها حولك وتمنع حرية تحركك، سيصبح الإنجيل عاديًا ويفقد تأثيره الحاد عليك على ممر الأيام إذ يصبح شيئًا مألوفًا لأذنيك، إنك لا تستطيع الاعتماد على الغد، فكم ممن اعتمدوا عليه خاب رجاؤهم.

كن حكيمًا اليوم، ابتدئ طريقًا قويمًا بتسليمك نفسك لله الآن. طوبى لك حقيقةً إن كنت بعمل إلهي في قلبك تقول مع الرسول المغبوط:
«
ماذا تريد يا رب أن أفعل؟».


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:09 AM

جيحزي
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...eeting-god.jpg

أ هو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارٍ؟ ( 2مل 5: 26 )
عُرض على صفحات الوحي، أشخاص كذابون ماكرون، لكن جيحزي هنا ليس من عِلة للكذب فيه، إلا الطمع.

إن هدية نعمان أهاجت في قلب جيحزي عوامل الطمع الكامنة فيه. وكما أفسحت حاجة نعمان المجال لإظهار نعمة الله العاملة في أليشع، فإن ثروة نعمان أظهرت ما كان في قلب جيحزي من طمع. فقد شوَّه بطمعه جمال النعمة التي قُدمت لنعمان.

ولكي يُشبع جيحزي ما في قلبه من طمع، لم يتردد عن أن يكذب، فركض وراء نعمان وقال: «إن سيدي قد أرسلني». وهذه كانت أول كذبة، ثم اختلق قصة مجيء غلامين من جبل أفرايم .. وهذه كانت ثاني كذبة.

وقد حصل على الفضة والثياب وعاد وغلامان من غلمان نعمان يساعدانه في حمل ما حصل عليه! ..
ثم أتى ووقف أمام سيده كأن شيئًا لم يحدث، لكن أليشع سأله: «من أين يا جيحزي؟» فأجاب «لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك». هذه كذبة ثالثة، وهكذا كل كذبة تقود إلى الأخرى.

لكن الخطية كُشفت للنبي أليشع، بل الباعث لها أيضًا. وصارح بها جيحزي، ثم نطق بقضاء الله عليه، وكأنه قال: ”ما دمت قد أخذت يا جيحزي من غنى نعمان وثروته، فلا بد أن تأخذ مرضه أيضًا“.
«فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد». الثروة التي أخذتها من نعمان ستنتهي يومًا، أما البرص فسيبقى ولا يمكن لكل مياه الأردن أن تطهرك منه.

دخل جيحزي أمام سيده شخصًا كذابًا، وخرج من أمامه أبرص! كما أنه خسر مركزه كخادم. لقد نظر أليشع إلى خطية جيحزي أولاً وقبل كل شيء من ناحية ارتباطها بالله وبنعمته، ومدى تأثيرها على الشهادة لله. لأن جيحزي أساء بعمله هذا إلى النعمة المجانية التي أبرأت نعمان من برصه.

هنا تحذير لنا: عندما نسمح بوجود طمع أو شهوة في قلوبنا ولا نبادر بالقضاء عليها، فإن النتيجة هي سقوطنا في التجربة. ولا يفوتنا أن خطية واحدة تقود إلى أخرى، ولا نستطيع أن نضع لأنفسنا حدًا في طريقها، لكننا نستطيع بنعمة الله أن نتجنب هذا الطريق.

ونلاحظ أيضًا أن السقوط في الخطية يجرِّد من كل إحساس بحضور الرب وقدرته، حتى إن جيحزي عندما سمع بقضاء الله خرج من أمام النبي.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:10 AM

موقفنا من صلاح الله

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...er-300x225.jpg

صالحٌ هو الرب: حصنٌ في يوم الضيق، وهو يعرف المتوكلين عليه ( نا 1: 7 )
علينا أن نشهد عن صلاح الله في كل المناسبات. علينا أن نُعلن ـ بدون أدنى تحفظ ـ أن الله صالح، سواء فهمنا معاملاته معنا أم لم نفهمها، ذلك لأننا «نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» ( رو 8: 28 ).

علينا إذًا أن نكون مستعدين للشكر على كل الظروف، واثقين في صلاح الله الذي لا يعمل مُطلقًا أي خطأ، بل لا يعمل إلا الخير الخالص. إذًا فإن وضع الرب الأشواك في طريقنا، فهذا لخيرنا. ويقول موسى للشعب عن إلههم، وهم على مشارف أرض الموعد: «فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدَّبك الرب إلهك ... الذي أطعمك في البرية المنّ الذي لم يعرفه آباؤك، لكي يذلك ويُجرِّبك، لكي يُحسن إليك في آخِرتك» ( تث 8: 5 - 16).

دعنا لا نرتاب في صلاح الله حتى عندما يتلبَّد الجو بالغيوم. وأمام التجارب والمِحَن دعنا لا نفقد الشجاعة ولا نيأس. «صالحٌ هو الرب، حصنٌ في يوم الضيق، وهو يعرف المتوكلين عليه» ( نا 1: 7 ).

قد تحجب الظروف الصعبة صلاح الله عن العين إلى لحظة، لكن علينا أن نثق في صلاحه مهما كانت الأحوال. عندما تحجب الغيوم الداكنة نور الشمس عنا، فإننا لا نشك لحظة أن الشمس ما زالت خلف تلك الغيوم الكثيفة، وأنه سيأتي وقت فيه تُشرق من جديد بأشعتها الذهبية. هكذا نحن في وسط المِحَن القاسية، وبينما تُدمي أشواك البرية أقدامنا، فإننا نؤمن كل الإيمان بمحبة الله وصلاحه.

ثم إذا تعامل الناس معنا بالشر، فدعنا نشكر الله لأنه هو صالح. وإذا شعرنا نحن أنفسنا بأننا أبعد ما نكون عن الصلاح، ونحن فعلاً كذلك، فلنردد شكرنا لله لأنه هو صالح.

إن صلاح الله ينبغي أن يُقابَل بشكر المؤمن، لكن ليس بالنظرية الأمريكية ”يوم الشكر“، فالمؤمن ليس عنده يوم للشكر، إذ ليس عنده أصلاً يوم لعدم الشكر. إنه يشكر كل أيام السنة، ويشكر كل ساعات اليوم، وكل دقائق الساعة، وكل لحظات الدقيقة. «اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم» ( 1تس 5: 18 ).
ودعنا لا نسمح للعدو مهما كانت الظروف أن يُشككنا في صلاح الله، بل لنَقُل في كل الأحوال: «إنما صالحٌ الله» ( مز 73: 1 ).
ومع أن تدابير الله تختلف، ومُعاملاته تتباين،
ولكن قلبه صالح أبدًا، وطبيعته لا تتغير أبدًا.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:12 AM

خواطر عن الصلاة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...rk-215x300.jpg

لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلَم طلباتكم لدى الله ( في 4: 6 )
* الصلاة هي الضعف البشرى مُستندًا على قوة القدير ومتعلقًا بها. إنها الثقة الهادئة في قلب الله المحب وفى صلاح أفكاره الحكيمة. مثل طفل يرتمي في حضن أبيه، ويستريح ويهدأ بين ذراعيه الحانية.
إنها التعبير عن الاتكال والاعتمادية على الله في كل شيء، المقترن بالشعور العميق بالاحتياج إليه.
إنها عكس حالة لاودكية الذي يقول «أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء» ( رؤ 3: 17 ).

* الصلاة هي حالة قلب منسكب في حضرة الله، وليست مجرد كلمات نرددها، أو آيات نتلوها. خيرٌ لنا أن نوجد بقلب ولو دون كلمات، عن أن يكون لنا كلمات بلا قلب. هكذا كانت حنة تصلي في قلبها وشفتاها فقط تتحركان وصوتها لم يُسمع. لقد كانت وهى مُرّة النفس تفرغ كل شُحنات المتاعب والأحزان في حضرة الرب.
والرب ينظر دائمًا إلى القلب المنكسر والروح المتضعة ( إش 66: 2 ).

* الصلاة يجب أن تكون بإيمان غير مرتاب البتة. الإيمان يرى الله أعظم من الظروف ويثق أنه «ليس شيء غير ممكن لدى الله» ( لو 1: 37 ). إنه يأتي إلى صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض. لذلك فهو يستطيع أن يعمّق الطلب أو يرفّعه إلى فوق.

* الصلاة هي طلب في صورة خبر «لتُعلَم طلباتكم لدى الله» ( مرا 3: 26 ). ونحن لا نستطيع أن نعجِّل الله أو نرسم له طريقة الحل. إنه يعرف متى يتدخل وكيف يتدخل. وعادةً أفكاره ليست كأفكارنا وطرقه ليست كطرقنا.
جيد أن ننتظر الرب ونتوقع بسكوت خلاصه (مرا3: 26). إذا أعلمته بالأمر ونشَرت رسالتك قدامه، فاهدأ، واعلم أن الدعوى قدامه فاصبر له.

* هناك إجابة مُعجَّلة مثلما حدث مع بطرس لما ابتدأ يغرق وصرخ قائلاً «يا ربُّ، نجِّني!»،

ففي الحال مدّ يسوع يده وأمسك به. وهناك إجابة مؤجلة مثلما حدث مع زكريا وأليصابات إذ جاءت الإجابة بعد سنوات. وهناك إجابة مُعدّلة مثلما حدث مع بولس من جهة الشوكة، فكانت الإجابة «تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَل» ( 2كو 12: 9 ).
وأخيرًا قد تكون الإجابة لا، مثلما حدث مع موسى
إذ قال له الرب
«كفاك! لا تَعُد تكلمني أيضًا في هذا الأمر» ( تث 3: 26 ).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:12 AM

كل شيء تحت قدميه
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ve-300x223.jpg

جعلت كل شيء تحت قدميه ( مز 8: 6 )
بحسب مزمور8، فإن «كل شيء» تعني الغنم، والبقر، وبهائم البر، وطيور السماء، وسمك البحر.
كل ما يُرى على الأرض وفي الجو وأيضًا في البحر، أي كل ما كان آدم متسلطًا عليه.
أما في العهد الجديد، فنجد أن «كل شيء» لها معنى أكبر وأوسع وأشمل، إذ إنها تشمل الدائرة السماوية أيضًا، بل ودائرة غير المنظور أيضًا. فيقول في 1كورنثوس15: 25- 27 «لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه. آخر عدو يُبطل هو الموت. لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه».

وتَرِد الإشارة إلى هذه الآية في العهد الجديد ثلاث مرات، هي 1كورنثوس15: 27؛ أفسس1: 22؛ عبرانيين2: 8.
ومع ذلك فإن كل واحد من الاقتباسات الثلاثة يعطينا المزيد من الضوء كما يلي.

عبرانيين 2: 8: يوضح أنه ليس الآن وقت تنفيذ هذا، بل إنه سيتم في العالم العتيد الذي نتكلم عنه، أي المُلك الألفي. ثم في 1كورنثوس15: 27؛ وفي أفسس1: 22 نقرأ عن استثنائين لذلك الخضوع الشامل للمسيح:

الاستثناء الأول، في 1كورنثوس15: 27 هو: الآب، فالآب ليس من ضمن كل الأشياء التي ستخضع للمسيح، لأنه هو الذي أخضع كل شيء للمسيح باعتباره الإنسان «لأنه ... حينما يقول كل شيء قد أُخضع، فواضح أنه غير الذي أَخضع له الكل (أي الآب)».

والاستثناء الثاني، في أفسس1: 22، هو الكنيسة باعتبارها جسده. هذه أيضًا ليست من ضمن كل الأشياء التي ستخضع تحت قدميه، إذ إنها واحد مع المسيح.

وهذان الاستثناءان مرتبطان بالسرين العظيمين في العهد الجديد: فاستثناء 1كورنثوس 15 نظرًا لاتحاد الابن مع الآب. وهذا مرتبط بالسر العظيم، سر التقوى «الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ). واستثناء أفسس1 نظرًا لارتباط المسيح بالكنيسة، وهذا موضوع السر الآخر العظيم ( أف 5: 32 ). فالمسيح هو رأس الجسد، الكنيسة، والكنيسة هي ملء الذي يملأ الكل في الكل ( أف 1: 23 ).
وبهذا الاعتبار سوف تملك الكنيسة مع المسيح، تمامًا كما شاركت حواء آدم في مُلكه على الخليقة التي سقطت.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:14 AM

الانتظار حتى أتون النار
https://st-takla.org/Pix/Bible-Verse-...rseArt-055.jpg
هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة، وأن ينقذنا من يدك أيها الملك ( دا 3: 17 )

إن أولئك النذيرين إذ رفضوا السجود لتمثال الملك، كان لا بد أن يتعرضوا لغضبه وأتونه المتقد،
ولكنهم قد أعدوا العدة لذلك بنعمة الله لأن انتذارهم كان حقيقيًا، فكانوا مستعدين أن يضحوا بكل شيء حتى الحياة نفسها
في سبيل الدفاع عن عبادة إله إسرائيل.
فهم قد عبدوا وخدموا إله إسرائيل، ليس في حالة جلوسهم آمنين تحت تينهم وكرومهم في أرض كنعان فقط، بل في مواجهة أتون النار المُحمَّى أيضًا. وقد اعترفوا بيهوه، ليس في وسط جماعة العباد الحقيقيين فقط، بل في مواجهة عالم معارض ومقاوم أيضًا،
فكان اتباعهم للرب اتباعًا حقيقيًا في يوم شرير.

لقد أحبوا الرب، ولأجل خاطره امتنعوا عن أطايب الملك، وثبتوا أمام غضبه، واحتملوا أتونه المُحمّى.

«يا نبوخذنصر، لا يلزمنا أن نُجيبك عن هذا الأمر، هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة، وأن ينقذنا من يدك أيها الملك. وإلا فليكن معلومًا لك أيها الملك، أننا لا نعبد آلهتك
ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته»( دا 3: 16 - 18).

هذه كانت لغة أُناس عرفوا أنهم لله، وقدَّروا مركزهم حق قدره؛ أُناس حسبوا حساب النفقة بكل هدوء، أُناس كان الله لهم كل شيء فضحّوا بكل ما يمكن للعالم أن يمنحه، وضحّوا بحياتهم أيضًا. وماذا كان أمامهم؟ ”تشددوا كأنهم يرون مَن لا يُرى“ ( عب 11: 27 ).

كان أمامهم المجد الأبدي، وكانوا مستعدين أن يصلوا إليه في طريق من نار. والله يستطيع أن يأخذ خدامه إلى السماء في مركبة من نار أو في أتون من نار بحسب ما يحسن في عينيه، وكيفما كانت طريقة الذهاب،
فالوصول إلى هناك حسن وجميل.

ثم لنلاحظ أيضًا الكرامة التي حصل عليها أولئك النذيرين «فأجاب نبوخذنصر وقال: تبارك إله شدرخ وميشخ وعبدنغو» ( دا 3: 28 )، فقَرَن الملك أسماءهم باسم إله إسرائيل، وهذه كرامة لا تُقدَّر.

لقد سبق لهم أن اعترفوا بالإله الحقيقي عندما كان الاعتراف به هو الحد الفاصل بين الحياة والموت، ولذلك اعترف الإله الحقيقي بهم، وقادهم إلى رَحب لا حصر فيه، وثبَّت أقدامهم على الصخرة، ورفع رؤوسهم على كل أعدائهم المُحيطين بهم.

وما أصدق قول الرب: «أني أكرم الذين يكرمونني»، وما أصدق قوله أيضًا:
«والذين يحتقرونني يصغرون» ( 1صم 2: 30 ).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:14 AM

لا تخف! آمن فقط
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ldren-2309.jpg
جاءوا .. قائلين: ابنتك ماتت. لماذا تُتعب المعلم بعد؟ فسمع يسوع لوقتهِ الكلمة التي قيلت، فقال لرئيس المجمع: لا تخف! آمن فقط ( مر 5: 35 ، 36)
لا تخف! إنه لسامٍ وثمين حقًا هذا الكلام الذي يوجهه لنا الرب، بما يحمله من ثروة، ومن مواعيد، ومن محبة فائقة.

توجد أمور كثيرة لكل إنسان أيًا كان مركزه، تدعوه للخوف في حياته، ذلك لأنه يعيش وسط آلام ومتاعب هذا العالم، فأمامه أخطار من كل نوع، وأمراض مُتباينة تهدد حياته، ومتاعب كثيرة تقع عليه من بني جنسه، ولا مندوحة لكل شخص من أن ينال نصيبًا مما أنتجته الخطية على الأرض من آلام.

ونحن المؤمنين نقابل هذه الأمور في حياتنا مثل سائر الناس تمامًا، وقد تسبب لقلوبنا خوفًا، ولكن الرب يقول لنا:
«
لا تخف!»، «لا تهتموا بشيء
»،
ويا لها من كلمات تبعث الشجاعة في قلوب الذين يقبلونها بإيمان. إننا نجدها مكررة كثيرًا لشعب الله الأمين في ظروف مختلفة ، والرب يوجهها لنا أيضًا، نحن خاصته المفديين بدمه، المحبوبين إلى قلبه، ويريد منا أن نؤمن أن كل الأمور هي من عنده، وهو الذي يمسك بيده دواعي آلامنا وأسباب متاعبنا، ويقودنا إلى أحسن وأفضل نهاية.

ولا ريب أننا نعرف هذه الحقائق جيدًا، ولكن قلوبنا تحتاج دائمًا أن يكرر الرب لنا القول: «لا تخف!».

ويا للنبع المتدفق الذي نجده في شخص ربنا المبارك في جميع ضيقاتنا وآلامنا وأحزاننا، فهو صخر، وترس، وعون لجميع الذين لهم الثقة الكاملة فيه، وفي طيبته وصلاحه. «ما أكرم رحمتك يا الله! فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون» ( مز 36: 7 ). ولا شك أن الرب يعرف ما يُخيف قلوبنا، ويعرف أيضًا جِبلتنا ومَن نحن، وهو الضامن لجميع قديسيه في مختلف ظروف حياتهم.

إن محبة المسيح كفيلة بأن تطرد كل خوف وتعطي لقلوبنا الشجاعة والقوة إزاء كل صعوبات الحياة. إذًا ألا يُعتبر الخوف الذي يتسرب إلى قلب المؤمن سواء من الظروف أو من الناس، ضعفًا في الإيمان ونقصًا في الثقة بالله؟ لمّا كان التلاميذ في عَرض البحر وكان معهم السيد، صرخوا إليه: «يا معلم، يا معلم، إننا نهلك!»،
فقال لهم السيد: «أين إيمانكم» ( لو 8: 24 ، 25)،
وقال الرب أيضًا لرئيس المجمع الذي توسَّل إليه لكي يشفي ابنته «لا تخف! آمن فقط» ( مر 5: 36 )
وإنه ليجب أن تكون هذه الحقيقة ماثلة أمام عيوننا باستمرار. لا نخاف!! نؤمن فقط !!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:15 AM

هل عرفته؟
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-The-Light.jpg

كان النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسانٍ آتيًا إلى العالم. كان في العالم، وكوِّن العالم به، ولم يعرفه العالم ( يو 1: 9 ، 10)
لقد جاء «الكلمة» ـ له المجد ـ إلى العالم من قمة المجد، واستطاع بحضوره النوراني أن يرفع القناع وغلالة التخفي عن «كل إنسان» لعل كل مَن ألقى الضوء عليهم يصرخون صرخة إشعياء في يومه: «ويلٌ لي! إني هلكت، لأني إنسانٌ نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود» ( إش 6: 5 ).
ويجيء يوحنا البشير نفسه ليقول لنا: «قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه» ( يو 12: 41 ).

نعم لقد كان الرب يسوع هو «النور الحقيقي» الذي ألقى الضوء على كل إنسان حتى لو كان نبيًا كإشعياء، أو رسولاً كبطرس ( لو 5: 8 ). فالمبدأ الإلهي الثابت على «كل إنسان» هو «القلب أخدع من كل شيءٍ وهو نجيس، مَن يعرفه؟» الجواب: «أنا الرب فاحص القلب مُختبر الكلَى» ( إر 17: 9 ، 10).
ولهذا فكما صرخ إشعياء في يومه، هكذا أيضًا صرخ بطرس من عمق القلب: «اخرج من سفينتي يا رب، لأني رجلٌ خاطئ!» ( لو 5: 8 ). وعلى هذا المنوال نتبيَّن معنى القول: «يُنير كل إنسان».

«
كان في العالم
» ... هذه الحقيقة لم تكن سابقة للتجسد، بل هي عند ظهوره بين الناس. ولئن كان في العالم لكنه سابق للعالم، هو مُبدع الكون «كل شيء به كان»، من ثم يستطرد البشير: «وكوِّن العالم به».
والمقصود طبعًا هو العالم المادي الذي استمد وجوده من «الكلمة» إذ «بغيره لم يكن شيءٌ مما كان». لكن «لم يعرفه العالم»، هنا يختلف الوضع. فالذي لم يعرفه ليس العالم المادي، بل الناس ”أهل الدنيا“. أَ فلم تعرفه الريح يوم قام من ضجعته الهادئة و«انتهر الريح»؟
أَ فلم يعرفه البحر يوم قال له: «اسكت! ابكم!» وكانت النتيجة المُنتظرة «فسكنت الريح وصار هدوءٌ عظيم»؟ ( مر 4: 39 ). أما قيل عنه ـ له المجد ـ «فوقف فوقها (أي حماة بطرس) وانتهر الحُمَّى فتركتها!»؟ ( لو 4: 39 ).
لا بل أَ لم يعرفه الروح النجس حين صرخ وقال: «آه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أتيت لتهلكنا! أنا أعرفك مَن أنت: قدوس الله» ( مر 1: 24 ).
ولكن «لم يعرفه العالم» ـ أي الناس الذين من أجل خلاصهم جاء من قمة المجد. فالمقصود ”بالعالم“ إذًا هم الذين قيل عنهم «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به» ( يو 3: 16 ).
فهل عرفته يا قارئي العزيز؟


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:16 AM

عدم الإيمان المُريع
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...it-300x199.jpg
فأجاب وقال لهم: أيها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟ قدِّموه إليَّ! ( مر 9: 19 )
عندما أرسل الرب تلاميذه الإثنى عشر، أعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة، ولقد استخدموا هذا السلطان لفترة من الزمن إذ نقرأ أنهم «أخرجوا شياطين كثيرة» ( مر 6: 7 ، 13)، ولكن نجد أنهم يفشلون هنا إذ لم يستطيعوا أن يُخرجوا الروح الأخرس ( مر 9: 14 - 19).



لقد كانت هناك قوة لعمل المعجزات وللنُصرة على كل قوة الشيطان، ولكن الإنسان لم يستطع أن يستفيد منها، ولم يكن للتلاميذ الإيمان الكافي لأن يستخدموا هذه القوة.

ولفشلهم هذا قال لهم الرب: «أيها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟» هذه الكلمات تُشير إلى حقيقة فشل التلاميذ المؤلمة، وهذا يعني أن الشهادة لله من خلال التلاميذ قد فشلت، ولذلك كان ينبغي أن ينتهي هذا التدبير «إلى متى أكون معكم؟»، وهذا يعني أنه كان لا بد أن يوضع حد لوجود الرب على الأرض.

كان مفروضًا أن جيلاً محتاجًا وواقعًا تحت سلطان إبليس كهذا، أن يجذب المسيح لا أن يكون سببًا في ابتعاده عنهم، لأن المسيح جاء إلى العالم لهذا الغرض «المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة» ( 1تي 1: 15 ).

ولكن ما أنهى خدمة المسيح على الأرض هو الجيل غير المؤمن وليس الجيل الشاعر بحاجته. وألا نجد في هذا صوتًا للمسيحيين في هذه الأيام! فالذي سوف يتسبب في إنهاء يوم النعمة هو فشل المؤمنين أكثر من حالة الشر المتزايد في العالم. فالكنيسة التي كان يجب أن تكون شاهدة للمسيح على الأرض، أصبحت في هذه الأيام الأخيرة ثقيلة على قلب المسيح لدرجة أنه ”سوف يتقيأها من فمه“ ( رؤ 3: 16 ).

وبالرغم من هذا، فإن صلاح الرب لا يمكن أن يُحد بمقاومة الناس أو فشل تلاميذه، ولذلك أضاف الرب هذه الكلمات المُعزية لمَن به الروح الأخرس: «قدِّموه إليَّ!» (ع19). وكما قال أحدهم: ”مهما قلَّ الإيمان، لا يمكن أن يُترك صاحبه دون أن يجد استجابة من الرب“.

يا لها من تعزية !
فمهما كان عدم الإيمان، ليس فقط الذي للعالم، بل أيضًا الذي للمسيحيين، ولم يبقَ سوى شخص واحد عنده الإيمان في صلاح وقوة الرب يسوع المسيح، فإنه متى جاء إليه في شعور حقيقي بالحاجة وفي إيمان بسيط، فإنه سوف يجد قلبًا مُرحبًا، وسوف يجد في قوته كل الكفاية.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:17 AM

آمَن وسجد له

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-the-blind.jpg
فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجًا، فوجده وقال له: أَتؤمن بابن الله؟ .. فقال: أُومن يا سيد! وسَجَد له ( يو 9: 35 - 38)
إنجيل يوحنا يتضمن مناسبة واحدة قُدِّم فيها السجود للمسيح، لكن هذه الحادثة لها جمالها الأخّاذ، وأعني بها سجود الرجل الذي كان أعمى وأعطاه الرب نعمة البصر، حسبما نقرأ في إنجيل يوحنا9. فالرب يسوع «تَفَل على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلَى بالطين عيني الأعمى.
وقال له: اذهب اغتسل في بِركة سلوام ... فمضى واغتسل وأتى بصيرًا» ( يو 9: 6 ، 7).

والحقيقة أن ما عمله المسيح مع هذا الرجل، يُعتبر أحد الأدلة القوية على لاهوت المسيح،
وهو موضوع إنجيل يوحنا الرئيسي.

فالله خلق الإنسان في البداية من الطين ( أي 33: 6 )، وها المسيح، بوضعه الطين على عيني الأعمى، كأنه يكمِّل ما نقص من خلقة ذلك الرجل!

إذًا فلقد كان عمانوئيل، الرب الشافي، وسطهم، وسبق له أن فتح أعين كثيرين، لكن كانت الأمة بالأسف في حالة العمى الروحي، فلم تُبصر شافيها ولا فاديها الذي أتى لنجدتهم.

على العكس من ذلك، كان إدراك الرجل الذي كان أعمى فأبصر يزداد: فأولاً عرف أنه «إنسانٌ يُقال له يسوع» (ع11)، ثم سرعان ما نما في النعمة والمعرفة، وأدرك أنه «نبي» (ع17)، ثم أدرك ثالثًا أنه «من الله» (ع33).

على أن معرفة المسيح أنه «ابن الله» كان يستلزم إعلانًا مباشرًا من المسيح، وهو ما فعله المسيح معه فعلاً، إذ وجد الإخلاص متوفرًا.

وعندما تمسك ذلك الرجل بالولاء للمسيح، طرده اليهود خارج المجمع، أي جرَّدوه من انتسابه الوطني، واعتبروه كجسم غريب فلفظوه، وهو عين ما يحدث مع الكثيرين حتى يومنا هذا. على أن المسيح التقاه في الخارج وسأله: «أَ تؤمن بابن الله؟ أجابه ذاك وقال: مَن هو يا سيد لأُومن بهِ؟ فقال له يسوع: قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو!

فقال: أُومن يا سيد! وسجَد له» ( يو 9: 35 - 38).

لقد خسر صاحبنا مكانًا يمكنه أن يقترب إليه، لكي يسجد سجودًا طقسيًا، لكنه وجد شخصًا يمكنه أن يسجد له السجود الحقيقي. ونلاحظ أن ذلك الرجل لم يسجد أمام «إنسان يُقال له يسوع»، كما أنه لنبي أيضًا لم يسجد،
ولكن لمّا عرف أن المسيح هو ابن الله، سجد له!

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:18 AM

عمل الصليب

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...Us-300x225.jpg

لأنه بقُربانٍ واحدٍ قد أكمَل إلى الأبد المقدَّسين ( عب 10: 14 )
سيبقى الصليب فريدًا في فاعليته الأبدية، ولا مثيل للحزن ولا شبيه بالمحبة التي تقابلت هناك، فلم يقف بجانبه مُعزون ليسكّنوا حزنه، ولم تمتد يد لتخفف من غُصص آلامه ومضضها، ولم تلفظ شفة كلمة مواساة تواسيه حتى صرخ «لا مُعين» ( مز 22: 11 ). وكأس الغضب؛ كأس دينونة الله العادلة ضد الخطية لم تُمزج بها نقطة من الرحمة، ولم يلازمها صديق حنّان شفوق يُفرج عنه كربة آلامه.
عرف كل ما كان مزمعًا أن يُصيبه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي. كانت كل شهوة قلبه وغاية مُناه أن يمجد أباه. أحب أباه وأحبنا، ويا عجبًا من حبه! ويا لهول حزنه! سيف رب الجنود البتَّار استُل من غمده وبقضائه الصارم تخضَّب بدمه. ينابيع الغمر انفجرت عليه وطاقات فيضان السماء انهمرت فوق رأسه، غمرٌ ينادي غمرًا، رعود جبل سيناء أرعدت عليه وأمواج العدل أزبدت في وجهه، وقصاص الخطية العادل تجمَّع كله على يسوع الوديع المُحب الطائع، وتركه الله،
ومات البار لأجل الفجار، الحَمَل الذي بلا عيب ولا دَنَس «أكمل إلى الأبد المقدَّسين».

لِمَ كل هذه الآلام؟
لأن المسيح حَمَل الآثام، ومجد الله استدعى إدانة الخطية إذ لا مفرّ من أن يدين الله الخطية، ولا مندوحة من ذلك، وأنّى له أن يخلِّصنا وهو البار بدون أن يدين الخطية، الله البار يحب البر ويسوع حَمَل خطايانا لأنه الإنسان الكامل الذي بلا خطية. الله أرسله لكي يخلِّصنا، فأتى راغبًا قائلاً: «هَنَذا أَجيء ... لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 7 ). وإذ مجَّد الله كإنسان على الأرض أكثر من ثلاثين سنة، حان الزمان وفقًا لمشورات الله ونعمته أن يكون ذبيحة لأجل الخطية، وهكذا وُضع عليه إثم جميعنا.
فهو «مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا ... وبحُبرهِ شُفينا» ( إش 53: 5 )، هذا هو عِلة ترْك الله لمخلِّصنا المُحب الكامل، والسبب في موته، لأن أجرة الخطية موت، فمات لأجل خطايانا حسب الكتب،
وأقامه الله من بين الأموات وأجلسه عن يمينه في السماوات مُكللاً بالمجد والكرامة.

إن التأمل في آلامه التي يعجز عنها القلم ويعجز دونها البيان، يُذيب نفوسنا.

فكِّر في حُبه وحزنه وألمه وعاره وسحقه وترْكه حتى يتصاعد هتاف الترنم والسجود من قلبك.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:18 AM

مجهولون ...
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...inding-god.jpg
ومعروفون كمجهولين ونحن معروفون ( 2كو 6: 9 )
عندما كتب الرسول بولس في رسالة الخدمة المسيحية «كمجهولين ونحن معروفون»
فقد كان يقصد أن العالم لا يعرف ولا يقدِّر الروحيين. ومن الجميل عمومًا أن يخدم الشخص في الخفاء، ويكون نظير ”الجندي المجهول“ الذي يقوم بالعمل في صمت.
إن أمثال هؤلاء ليس فقط يبرهنون على صدق تكريسهم وحقيقة اتضاعهم، بل إنه لا توجد خدمة حقيقية لا تحتاج إلى أمثالهم، ففي حين يظهر على مسرح الأحداث أفراد قليلون، فإن أضعافهم يكملون الخدمة من خلف الستار.

وهم مجهولون في ثلاث صور:

*
مجهولون في أسمائهم: فنحن لا نعرف اسم الغلام الموكَّل على الحصادين (را2) أو رجل الله الذي من يهوذا (1مل13) أو الفتاة المسبية (2مل5) أو الأخ الذي مدْحه في جميع الكنائس ( 2كو 8: 18 ) ولكنهم جميعًا قاموا بخدمات جليلة وأدّوا رسائل نافعة في أجيالهم.

*
مجهولون في أعمالهم: وهناك مَنْ نعرف أسماءهم ولا نعرف ما عملوه بالتحديد كله؛ مثل برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب ( رو 16: 12 ) أو معظمهم مثل بناياهو بن يهوياداع من أبطال داود المكرَّسين الذي ما أقل ما تسجَّل عن بطولاته، في حين أنه رجل كثير الأفعال ( 2صم 23: 20 ) .

*
مجهولون في أقوالهم: نظير يوسف الذي تلقب بـ «برنابا» أي ”ابن الوعظ“ لعظاته الرائعة وأقواله الجميلة، إلا أننا لم نقرأ له ولا عظة واحدة في كل الكتاب !

ولكنهم أيضًا معروفون في ثلاث دوائر:

*
معروفون لدى الرب: الذي يرى ويعرف كل شيء عنا من الآن! سرًا كان أم علنًا. ويا له من تشجيع وتحذير في الوقت نفسه!

*
معروفون لدى الذين خدموهم: لم يكن الرسول بطرس يعرف طابيثا وأعمالها الخيرية للمحتاجين ( أع 9: 40 ) إلا أنهم عرفوها وأعلنوا خدمتها عندما ماتت قبل أن تحيا من جديد.

*
معروفون لدى الكل قريبًا: عندما سنُظهر أمام كرسي المسيح للمكافأة كمؤمنين، فإن الكل سيُستعلن للمدح والمُجازاة أمام الرب وأمام القديسين والملائكة جميعًا، قريبًا جدًا.

يا ليتنا على قدر المستطاع، نُكثر من الاختفاء ونعمل في الخفاء واثقين أن إلهنا الذي يرى في الخفاء سيُجازينا علانيةً.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:19 AM

الإرشاد الإلهي
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...e-tv-guide.jpg
أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك ( مز 32: 8 )
توجد نقطة في غاية الأهمية تتعلق بالإرشاد الإلهي، فنسمع مراراً بعض أفراد شعب الله يتكلمون عن "أصبع العناية الإلهية"، ويظنون أنهم يرونه ظاهراً ملموساً يقودهم لاتباع طريق معين. وهذا القول في الواقع هو عبارة عن الانقياد للظروف التي لا يجوز أن تكون هادياً ومرشداً للمسيحي، إذ هو أرفع من أن ينقاد للظروف مهما كانت.

لا شك أن الرب أحياناً يعلن لنا فكره ويعيّن لنا طريقنا وفقاً لتدبيره وعنايته الإلهية، ولكن نحتاج لأن نكون قريبين جداً منه حتى يتيسر لنا أن نفهم ونفسر تدابير العناية الإلهية جيداً ، وإلا تعذر علينا فهم المُراد منها تماماً، وعندئذ نجد ما سميناه "منفذ العناية الإلهية" ما هو في الواقع إلا منفذاً فتحه أمامنا الشيطان لكي يحولنا عن طريق الطاعة المقدسة،

فالظروف المُحيطة كالمحركات والعوامل الداخلية فينا، يجب أن توزن في مقادس العلي ويُحكم عليها في نور كلمته تعالى لئلا تقودنا إلى ارتكاب متن الشطط والضلالة، ولنا في يونان النبي المَثَل الكافي والعبرة البالغة،
فقد وجد سفينة على أتم استعداد للذهاب إلى ترشيش. وقد ظن يونان أن العناية الإلهية هي التي وفقت له بهذا الظرف المناسبة، ولكن لو كان يونان في شركة قوية مع الله لما احتاج إلى سفينة قط.

ومُجمل القول إن
كلمة الله
هي المحك الوحيد والمقياس الكامل لكل شيء. لظروفنا الخارجية ولتصوراتنا وأميالنا ورغائبنا وشعورنا، كما للمحركات والمؤثرات الداخلية فينا، الكل يجب أن يوضع تحت نور الكتاب المقدس الباهر للفحص والحكم بكل تأنٍ وتدقيق، وهذا هو طريق الأمان الحقيقي والسلام والبركة لكل فرد من أولاد الله.

وربما يعترض البعض على ذلك ويقول إننا لا ننتظر أن نجد من بين آيات الكتاب المقدس ما ينطبق حرفياً على جميع حركاتنا وما يصح أن يرشدنا في مختلف تفصيلات حياتنا اليومية التي لا تُحصى، وربما حقيقة لا نجد نصاً صريحاً ينطبق على كل حالة،
ولكن توجد مبادئ أساسية عظيمة في الكتاب المقدس، إذا راعاها الإنسان بأمانة واتبعها تماماً استطاع
أن يجد فيها إرشاداً إلهياً
كافياً رغماً عن عدم وجود نص صريح يتعلق بهذا الخصوص.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:20 AM

رؤيا يسوع المسيح
https://files.arabchurch.com/upload/i...0/78820897.gif
رأيت في نصف النهار في الطريق .. نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس ... من ثمَّ .. لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية ( أع 26: 13 - 19)
إن الإيمان بيسوع المسيح يستطيع أن يغيِّر الحياة مهما كان نوعها. يقول البعض ممن لا يؤمنون بإمكانية تغيير الأخلاق فجائيًا، أن التغيير الذي حدث في شاول الطرسوسي لم يكن سوى العمل الذي كان يعمل فيه تدريجيًا منذ أن حرس ملابس الشهود أثناء رجم استفانوس. ومن الغريب أنه يُخيَّل لهؤلاء أنهم يعرفون عن تاريخ اهتداء بولس أكثر مما يعرفه هو عن نفسه، لأن التغيير في نظر بولس لم يكن عملية تدريجية ولكنه كان فجائيًا، فقد ترك أورشليم مُضطهدًا قاسيًا ينفث تهددًا وقتلاً على أتباع الناصري ظنًا منه بأن يسوع ما هو سوى مجدِّف ومُضِّل، وما تلاميذه سوى حشرات سامة مؤذية
يجب مُلاشتها من الوجود،
ولكنه دخل دمشق تلميذًا وديعًا مطيعًا لهذا المسيح.

فلم يكن تغييره إذًا عملية باطنية أخذت تهدم بالتدريج أساسات حياته الأولى، بل كان أشبه شيء بالانفجار الفجائي.

وما الذي أحدث هذا؟
ماذا حدث في طريق دمشق بينما كانت تسطع شمس منتصف النهار اللامعة؟ رؤيا يسوع المسيح، فقد غمره يقين كامل بأن نفس ذلك الشخص الذي كان يظنه مُضلاً، وأن صلبه كان عين الصواب، هو حي في المجد وها هو الآن يعلن نفسه له. هذا الحق قضى على ماضيه قضاءً مُبرمًا،
جعله يقف مرتعبًا ومذهولاً كشخص يرى بعينيه انهيار بيته من أساساته. لقد أخضع نفسه للرؤيا، استسلم لها عن وعي وصحو بدون أقل معارضة. لهذا يقول: «من ثمَّ ... لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية» ( أع 26: 19 ).

إن الرؤيا التي غيَّرت بولس هي في متناول كل شخص، ومن الخطأ أن نتصوَّر أن جوهرها كان النور المعجزي الذي سطع على عيني الرسول، إذ يتكلم عنها بنفسه بعبارات أخرى قائلاً: «سَرَّ الله .. أن يُعلن ابنه فيَّ» ( غل 1: 15 ، 16). وهذه الرؤيا الباطنية في كل كمالها وعذوبتها وقوتها مُقدمة لكل فرد. وفي الحقيقة إن عين الإيمان لا تقل في إدراكها للرؤى عن العين الطبيعية إن لم تكن تزيد ( لو 16: 31 ). والمسيح مُعلن لك كما أُعلن لبولس بالتمام، ويمكن لهذا الإعلان أن يغيِّر حياتك تغييرًا كُليًا كما غيَّر حياة شاول،
ولكن الحاجة الماسة ليست إلى الإعلان فقط،
بل إلى الإرادة الخاضعة التي تقبله.
ليست إلى الرؤيا السماوية في ذاتها بل إطاعة الرؤيا.
فيا ليتك تطيع!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:21 AM

أبيجايل وكلمات الحكمة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...g-gods-way.jpg

الرب يصنع لسيدي بيتًا أمينًا، لأن سيدي يحارب حروب الرب... نفس سيدي لتكن محزومة في حُزمة الحياة مع الرب إلهك ( 1صم 25: 28 ، 29)
كانت أنانية نابال هي الشِراك التي بسطها الشيطان ليؤخَذ بها داود. أما أبيجايل فكانت هي الأداة التي استخدمها الله لينقذه من هذه الشِراك.

وجيد أن يكتشف رجل الله طرق الشيطان، ولكي يتمكن من ذلك، عليه أن يُكثر من الوجود في محضر الله، إذ هناك فقط يستطيع أن يجد الإرشاد والقوة الروحية التي تمكِّنه من التعامل مع مثل هذا العدو. ولكن عندما يقِّل اختلاؤنا بالرب وتخمد جذوة الشركة المقدسة، تنصرف أذهاننا إلى النظر في إهانة الآخرين لنا. وهذا نفس ما حدث لداود،
فلو فكَّر في الأمر بهدوء أمام الرب، ما كنا نسمعه يقول: «ليتقلَّد كل واحد منكم سيفه»، ولكان قد مضى في طريقه، تاركًا نابال وشأنه.

إن الإيمان يخلع على الشخصية كرامة حقيقية، ويعطيها سموًا فوق كل الظروف الخاصة بهذا المشهد المؤقت.
فأولئك الذين عرفوا أنهم غرباء ونُزلاء، سيتذكَّرون أن كلاً من أفراح هذه الحياة وأحزانها سريعة الزوال، وبالتالي فإنهم لن يتأثروا بهذه أو بتلك. إذ إن كل شيء ههنا مكتوب عليه هذه الكلمة ”زائل“. ولذلك يجب على رجل الإيمان أن ينظر إلى ما فوق وإلى ما هو قدام.

وإننا من الصعب أن نجد كلامًا مؤثرًا مثل ذاك الذي ورد في خطاب أبيجايل المذكور في 1صموئيل25: 24- 31، فإن كل كلمة قد أُعدت لهز أوتار القلب. فأبيجايل تبيِّن في هذا الخطاب خطأ داود عند طلب الانتقام لنفسه، كما تُظهر ضعف وحماقة مَنْ يريد الانتقام من داود، وتُذكِّر داود بمهمته السامية وهي محاربة حروب الرب.
ولا شك أن هذا استحضر لقلبه الظروف التي لاقته فيها أبيجايل وهي أنه اندفع ليحارب حروبه هو الشخصية. والنقطة المهمة في هذا الخطاب البليغ، هي الإشارة المتكررة للمستقبل (ع28- 30). فكل هذه الإشارات المجيدة لمستقبل داود وبركاته المُقبلة، كان من شأنها أن تسحب قلبه بعيدًا عن آلامه وأحزانه الحاضرة، فالبيت الأمين وحُزمة الحياة والمملكة، هي أفضل جدًا من كل قطعان وممتلكات نابال.
وإذ رأى داود كل هذه الأمجاد، استطاع بكل اقتناع أن يترك نابال لنصيبه ويترك نصيبه له، لأنه بالنسبة لوارث المملكة، فإنه قليلاً من الغنم ليست لها أية جاذبية.
والشخص الذي أدرك أن على رأسه دُهن مَسحة الرب، يستطيع بسهولة أن يسمو فوق المنظور.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:22 AM

كخاتمٍ على قلبك
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ing-prayer.gif
اجعلني كخاتمٍ على قلبك، كخاتمٍ على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبُها لهيبُ نارِ لظى الرب ( نش 8: 6 )
كم هو مُبهج ومُلّذ للقلب المُحب للمسيح أن يدرك المكانة التي له في قلب وعواطف الحبيب، إذ ليس شيء مُضرًا ومُعطلاً للحياة المسيحية مثل الشك أو عدم اليقين بما لنا من محبة وإعزاز في قلب المسيح.
إن الخاتم (أو الختم ٍseal) على القلب (مركز المحبة)، وعلى الساعد (مركز القوة)، هما بمثابة عهد أو ضمان إلهي بأن لنا كل محبة المسيح وكل قوته «شدة قوته»، وليس شيء أقل من ذلك يُريح ويُرضي العروس ويُشبعها.

إنها تعرف جيدًا أن الختم الذي يضمن سلامتها الحاضرة والأبدية، هما على قلبه وعلى ساعده، ومتى كانت للمؤمن هذه المعرفة، فإنه يستطيع أن يقول: «مَن سيفصلنا عن محبة المسيح؟ ... فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا عُلو ولا عُمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» ( رو 8: 35 - 39).

والروح القدس هو الختم الإلهي الذي يؤكد لنا بأننا صِرنا لله إلى الأبد «إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعدِ القدوس، الذي هو عُربون ميراثنا، لفداء المقتنى، لمدح مجده .... روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء» ( رو 8: 35 - 39).

والعروس تثق في محبة الحبيب التي استطاعت أن تواجه الموت «لأن المحبة قوية كالموت»، فإنه «ليس لأحد حُبٌ أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» ( يو 15: 13 )، وهذا ما عمله ابن الله، ومحبته دائمة وأبدية، فإنها لن تنتهي أو تتعطل لأننا على قلبه، كما أنه لن يكف عن خدمتنا لأننا على ساعده، وأسماؤنا منقوشة كما على الصُدرة التي كانت على «قلب هارون».
ومنقوشة أيضًا على حجري الجزع الموضوعين على كتفه «كنقشِ الخاتم كُل واحدٍ على اسمهِ تكون للإثنى عشر سبطًا» ( خر 28: 21 ).

إن هذا يُرينا بكل وضوح أن أسماءنا لن تُمحى من أمامه، ولا شيء يستطيع أن يزعزع القديسين من مكانهم أو مقامهم السامي إذ هم غرض محبة وخدمة المسيح «هوذا على كفيَّ نقشتك» ( إش 49: 16 ).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:23 AM

في وقتـه

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ss-300x277.jpg
"فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكِّل"
(غلا6: 9)
إن واجبنا كأبناء الآب الصالح الذي يُشرق شمسه على الجميع ويرسل مطره للجميع، أشراراً وصالحين (مت 5: 45 )
أن نفعل الخير للجميع كل حين تابعين خطوات سيدنا الذي "جال يصنع خيراً" كل أيام حياته فوق الأرض.

وإن كنا لا نأخذ أجرة عاجلة فلا نفشل بل لنثابر على فعل الخير لمحبتنا للخير نفسه بحسب الحياة الجديدة التي بها صرنا شركاء الطبيعة الإلهية أيضاً. على أن الله ليس بظالم حتى ينسى عملنا وتعب محبتنا وخدمتنا (عب 6: 10 ) بل لا بد وأن يكافئنا وإن طال الأمد "كأس ماء بارد .. لا يضيع أجره" (عب 6: 10 ) .

عمل مردخاى الخير فأنقذ حياة الملك ولم يحصد شيئاً. ولكن الحصاد كان مخزوناً ليُعطـَى له في وقته "في تلك الليلة طار نوم الملك". لقد نضج الحصاد في ذات الليلة التي دبر فيها الأعداء مؤامرة دنيئة لصلب مردخاى، وعوضاً عن الخشبة التي ارتفاعها خمسون ذراعاً، ركب مردخاى فرس الملك ونودى أمامه "هكذا يُصنع للرجل الذي يُسّر الملك (والحقيقة الذي يُسّر الله) بأن يكرمه".

ويوسف عمل الخير دائماً وأرضى الله في السر وفى العلن، ولكن عوضاً عن الحصاد كان السجن "آذوا بالقيد رجليه. في الحديد دخلت نفسه" (مز 105: 18 ) وظن أن وقت الحصاد قد جاء بعد أن أسدى معروفاً إلى ساقي الملك، ولكن ذلك الساقي لم يذكره بل نسيه (مز 105: 18 ) ولم يكن ذلك بدون علم الله طبعاً، بل بترتيبه الحكيم. وفى الوقت المناسب أسرعوا بيوسف من السجن إلى الملك فكان حصاداً وافراً عظيماً.

يقول الحكيم "إرمِ خبزك على وجه المياه، فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (جا 11: 1 ) .
هذه الأيام الكثيرة، إن كانت مجهولة عندنا لكنها معدودة عند الرب لأنه حتم بالأوقات المعينة (جا 11: 1 ) .

"اتكل على الرب وافعل الخير. اسكن الأرض وارع الأمانة وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مز 37: 3 ) .

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:24 AM

حَمَل..نعم .. وأسد أيضًا!
http://img320.imageshack.us/img320/4347/picture86so.jpg
هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود، ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة. ورأيت ... خروفٌ قائمٌ كأنه مذبوحٌ ( رؤ 5: 5 ، 6)
من أجمل التشبيهات التصويرية التي للمسيح في كِلا العهدين: القديم والجديد، هو تصوير الحَمَل. نعم، فهو بالحقيقة «حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم» ( يو 1: 29 ). فمنذ الذبيحة الحيوانية التي كسى الله بها عُري آدم وحواء، بعد السقوط في الجنة، في أول سفر التكوين (تك3)، وحتى عُرس الحَمَل في آخر سفر الرؤيا (رؤ19)، بطول الكتاب المقدس وعرضه، سُداه ولُحمته؛ فداء الله للإنسان من خلال موت المسيح على الصليب وتشبيهه كالحَمَل، مرورًا بالذبائح الموسوية وما قبلها، وخروف الفصح حتى أحداث الصليب نفسها حيث فصحنا المسيح قد ذُبح لأجلنا ( 1كو 5: 7 )، هو الحَمَل؛ «حَمَل الله» ( يو 1: 36 ).

والشيء الرائع أنه رغمًا عن أن سفر الرؤيا لا يكلمنا عن اتضاع المسيح بل عن مجده، لا عن مجيئه الأول إلى العالم بل عن مجيئه الثاني، لا عن وداعته بل عن سلطانه، لا عن نعمته بل عن نقمته،
فإنه لا يغفل أن يؤكد لنا ذات الصورة التي تسبي قلوبنا كمؤمنين: صورة الحَمَل، فيذكرها 28 مرة في السفر كله.

إلا أنه للتوكيد على عظمة وتفرُّد هذا الشخص، وللتركيز على المجد والقوة اللذين سيميزان ظهوره العتيد في مجيئه الثاني إلى العالم، فإنه يضع أمامنا صورة بديعة للمسيح كالأسد جنبًا إلى جنب مع صورته كالحَمَل في ذات السفر، بل وفي ذات الأصحاح،
وفي عددين متتاليين بدون فاصل ( رؤ 5: 5 ، 6).

نعم، فالحَمَل هو الأسد!
والخروف المذبوح على الصليب كان هناك هو نفسه الأسد (يمكن قراءة مزمور22: 1 هكذا: ”بعيدًا عن خلاصي عن كلام زئيري“).

إنه الحَمَل في وداعته وتواضعه، في تسليمه وخضوعه. نعم .. لكنه في الوقت نفسه، وفي المشهد نفسه (سواء مشهد موته أو مشهد مجده) هو الأسد في سلطانه وقوته، في مجده وانتقامه.

ومن الجميل أن ينفرد سفر الرؤيا بهذه البانوراما البديعة: تصوير الحَمَل والأسد في آنٍ واحد.
فهو سفر النهايات، وحقًا فيه تتم كل النبوات حيث نقرأ عن جرو الأسد ( تك 49: 9 ، 10)، وحتى آخر الزمان.

وإن كان غضب الخروف (أو الحَمَل) مُرعبًا يوم انتقامه من أعدائه ( رؤ 6: 16 ، 17)،
فكم وكم يكون غضب الأسد إذًا؟!!
هذا ما سيراه العالم ليس بعد وقت طويل!
عندما ستراه الأرض في كرسيه الرفيع.
له كل المجد والسجود.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:24 AM

الغيرة من الأشرار!

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ds-300x225.jpg
غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 )
ليست المشكلة أن آساف قال: «غِرت»، فأحيانًا تكون الغيرة مطلوبة «حسنة هي الغيرة في الحُسنَى كل حين» ( غل 4: 18 )، لكن المأساة حقًا هي أنه غار من الأشرار ( مز 37: 1 ). يا له من أمر مُحزن، أن أحد المدعوين لمجد الله، يغار من الذين يقاومهم الله! وأن أحد الأنبياء الحكماء،
يحسد الحمقى والأغبياء!

في سفر ملاخي، آخر أسفار العهد القديم، لدينا صورة مُحزنة لحالة الشعب، قد تساعدنا في فهم ما حدث مع آساف. يقول الرب لشعبه: «أقوالكم اشتدت عليَّ، قال الرب. وقلتم: ماذا قلنا عليك؟ قلتُم: عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، وأننا سلكنا
بالحزن قدام رب الجنود؟» ( ملا 3: 13 ، 14).

لقد غابت التقوى الحقيقية من هؤلاء القوم الراجعين من السبي، وحلَّت محلها مجرد صور التقوى المتنوعة. ولأن قلبهم كان ذاهبًا وراء كسبهم، فإنهم لم يجدوا أية منفعة مادية من عبادة الرب. لقد كانوا يحبون الرب، لا لذاته، بل لعطاياه. تمامًا كما قال الأشرار قبلهم للرب: «أبعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَر. مَن هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» ( أي 21: 14 ، 15).

هذا أمر مُحزن عندما يصدر من الأمم الناسين الله، وأشد مرارة عندما يصدر من جماعة الراجعين من السبي، ولكن يا لفظاعة الأمر عندما يفكر آساف النبي والمرنم بهذا المنطق عينه! ونحن نفهم من سفر أيوب، أن هذا المنطق شيطاني، حيث قال الشيطان لله: «هل مجانًا يتقي أيوب الله؟
أَ ليس أنك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له ..
ولكن ابسط يدك الآن ومُس كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك» ( أي 1: 9 - 11).

وهذا المنطق الشيطاني الذي تكلم به الشيطان أمام الحضرة الإلهية، هو الذي يهمس به في أذن وعقل التقي المتألم: ما فائدة تقواك واتكالك على الله؟ ويبدو أن همسات الشيطان أصابت آساف في الصميم.

هذا هو قلب المشكلة مع آساف، بل قُل إنها مشكلة القلب. فلقد قال الحكيم: «لا يحسدن قلبك الخاطئين، بل كُن في مخافة الرب اليوم كله» ( أم 23: 17 )، لكن قلب آساف هنا حسدهم، وكادت تقع المصيبة الكبرى.
وهذا كله يجعلنا نعطي اهتمامًا أحرى لقول الوحي المقدس: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك،
لأن منه مخارج الحياة
» ( أم 4: 23 ).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:26 AM

أنا آتي سريعًا

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...le-300x243.jpg
ها أنا آتي سريعًا. طوبى لمَن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب ( رؤ 22: 7 )
ها قد أوشك العام على الانتهاء، وقد اقتطعنا مرحلة أخرى من مراحل طريقنا إلى «ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل»، وأخذنا نؤرِّخ زمنًا آخر في طريق الغربة.
لذلك نحسن صنعًا،
لو ذكَّرنا بعضنا بعضًا بما سجله الروح القدس على لسان يعقوب في يومه «
إن مجيء الرب قد اقترب»( يع 5: 8 ).

لقد أحب المسيح كنيسته وبذل نفسه لأجلها، وأعلن في آخر رسائله من السماء قائلاً: «أنا آتي سريعًا».

ومن المفهوم والملحوظ أن الرب لم يحدد تاريخًا ما، بل قال فقط: «أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا» و«آتي أيضًا». وقد ظلت الفترة بين ذهابه إلى هناك وبين مجيئه الثاني، هذه السنوات الطويلة، ونحن لا نزال نتوقع إتمام قصده في دعوة عروسه السماوية. لكن إذا كان مجيئه قد وُضع أمام تلاميذه في ذلك اليوم لكي يشجع قلوبهم ويسندهم،
فكم بالحري هو أكثر بركة لنا اليوم!

فهل قلوبنا على اتفاق مع أشواق قلب الرب؟ هل نحن «منتظرون» فعلاً؟ «هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور».

هذه تذكارات هامة يحسن بنا أن نعيرها اهتمامًا، وهي إنهاض لهمة نفوسنا في وسط ظلمة الارتداد المتزايدة، التي أصبحت تسود المسيحية. إذ حينما يعمل الروح القدس،
فالضمير والقلب يوجدان تحت الاقتناع بالخطأ بطريقة تنشئ توبة بلا ندامة، وحزنًا يؤتي ثمره بحسب الله ( 2كو 7: 9 - 11)، والأمر الثاني أن تطلب النفوس إرشاد الله بحسب كلمته التي تكون قد أُهملت وأُغفلت ( 2أخ 34: 15 ).

وإذ نتطلع إلى بزوغ كوكب الصبح، راجين إشراقه، لنسأل ذواتنا: هل امتلك ذلك الكوكب قلوبنا من الآن؟ ( 2بط 1: 19 ).

وأخيرًا، نتوسل إلى القارئ العزيز أن يقرأ ما جاء في 1تسالونيكي5: 1- 11 خاصًا بالحماية والملجأ المبارك ضد روح العالم، حتى بالأكثر تتشدد نفوسنا في أزمنة الانحراف الروحي عن الحق.
وليتنا نفرح في أيامنا القلائل بربنا العزيز، منتظرين قدومه إلينا لكي يأخذنا من مشهد هذا العالم المملوء بالظلام والدنَس، مُتذكرين القول:
« ليست هذه هي الراحة» ( مي 2: 10 ).



Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:26 AM

شاول الطرسوسي أول الخطاة
http://img403.imageshack.us/img403/7...pipharydx4.gif
صادقة هي الكلمة ومُستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا ( 1تي 1: 15 )
عند قراءتنا 1تيموثاوس1: 15 لا يجب أن ننشغل بأفكار الإنسان بل بتصريحات الله،
وهذه التصريحات تنص على أن بولس كان أول الخطاة؛ ذلك الوصف الذي لم يُطلَّق على أحد غيره.

صحيح أن كل قلب متضع يشعر بل يَعتبر أنه أنجس وأشرّ قلب، ولكن ليس هذا هو المقصود هنا لأن الروح القدس لا يعلن إلا عن بولس وحده أنه أول الخطاة، ولا يجب أن نُضعف البتة من قوة وفائدة هذه الحقيقة نظرًا لأن الوحي دوَّنها لنا بقلم بولس نفسه، بل ينبغي أن نعتبر أن بولس كان أول الخطاة حقيقةً، فمهما بلغ شر أي إنسان، فبولس يستطيع أن يقول: ”أنا الفائق في هذا المضمار“.

بل مهما بلغت درجة سقوطه وانحطاطه فإنه يسمع صوتًا صاعدًا إلى أذنيه من هوة أعمق يناديه “أنا الأوَّل”. ولا يمكن أن يكون هناك أولان وإلا كان الوحي قد قال إنه “من أوائل الخطاة” وليس «أول الخطاة».

ولكن لنتأمل في غرض الله من معاملاته مع أول الخطاة هذا «لكنني لهذا رُحمت: ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً كل أناةٍ، مِثالاً للعتيدين أن يُؤمنوا به للحياة الأبدية» (ع16).

فأول الخطاة موجود في السماء الآن، ولكن كيف تسنى له الوصول إلى هناك؟
بدم يسوع وحده، وفضلاً عن ذلك فهو عيِّنة المُخلَّصين الذي يتطلع إليه الجميع ليروا فيه كيفية الخلاص، لأنه كما خَلُص رأس الخطاة، هكذا يمكن أن يَخلُص مَن هم أقل منه خطية على نفس الطريقة. والنعمة التي أدركته لا بد أنها تستطيع أن تدرك الجميع، والدم الذي استطاع أن يُطهر أول الخطاة لا بد أنه يقوى على تطهير الجميع، لذلك يستطيع بولس أن يقول لأشرّ الخطاة الموجودين تحت القبة الزرقاء ”أنا أول الخطاة ولكنني رُحمْتُ، فانظروا فِيَّ مثال أناة المسيح“،
فلا يوجد خاطئ على حافة جهنم مهما كانت درجة شره أبعد من أن تصل إليه محبة الله، أو دم المسيح،
أو شهادة الروح القدس.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:28 AM

معنى التوبة وأهميتها
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...in-success.jpg
أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله ( لو 23: 41 )

ما هي التوبة؟
التوبة هي الحكم على الذات وتاريخها، هي هدم صروح البر الذاتي من أساسها، هي اكتشاف خرابنا وإفلاسنا التام، هي الشعور بإثمنا وجُرمنا شعوراً ناشئاً من فعل الروح القدس وكلمة الله في القلب والضمير، هي الحزن القلبي على الخطية وبُغضها البُغض الشديد.

ونحن نخاف كثيراً أن يُغض النظر عن التوبة في كثير من تعليمنا وتبشيرنا، نخاف أن ننسى أن "الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا" حباً في تسهيل خبر البشارة وجعله بسيطاً، إن الخاطئ يجب أن يأتي إلى الشعور بخطيته وذنبه وهلاكه واستحقاقه جهنم إلى أبد الآبدين، يجب أن يشعر أن الخطية مُريعة جداً في نظر الله، مُريعة لدرجة أنه لم يمكن التكفير عنها بأقل من موت المسيح، ومُريعة لدرجة أن الذي يموت وخطاياه غير مغفورة، لا بد أن يُدان ويبقى إلى الأبد في البحيرة المتقدة بنار وكبريت.

تأملوا في قضية اللص التائب على الصليب. اصغوا إلى كلماته "أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا".

لقد شعر أنه محكوم عليه بالعدل، وأنه إنما يحصد استحقاق ما فعل، هذا هو الشعور بالذنب والحكم على الذات وأعمالها، وهي مقدمة الرجوع إلى الله والواسطة التي بها نستطيع أن نتمتع بخلاصه.

فالتوبة لازمة وأعمقها أفضلها، جيد للمحراث أن يتوغل في الأرض ويقلِّب تربتها ويشق فيها خطوطاً عميقة لتتأصل فيها بذار كلمة الله،
ونحن واثقون أنه كلما تعمقنا في معرفة خرابنا الأبدي، كلما ازداد تمتعنا ببر الله الذي بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون.

على أنه يجب أن نفهم جيداً أن التوبة ليست هي عمل هذا الشيء أو ذاك، فماذا عمل اللص؟ وماذا كان يمكنه أن يعمل وهو لا يقدر أن يحرك يداً أو رجلاً؟
ومع ذلك كان تائباً وظهرت توبته في نبرات الحكم على الذات التي فاه بها، وهكذا يجب أن يكون دائماً الحكم على الخطية، حكماً سريعاً وعميقاً. ثم ماذا؟ ما هو الترتيب الإلهي؟
"توبوا وارجعوا".

يا له من ترتيب جميل!
فاكتشاف الذات وخرابها أولاً، ثم اكتشاف الله وعلاجه، الشعور بفراغ النفس أولاً ثم الحصول على ملء المسيح.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:28 AM

المسيح.. مصدر القوة الوحيد
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-pics-2019.jpg
كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيَّ ( يو 15: 4 )
تأمل في عناقيد العنب المُدلاة من الغصن. أين وجد الغصن القوة لكي ينتج مثل هذه الثمار الرائعة؟ يقينًا ليس بواسطة مجهوداته، بل بمجرد ثباته في علاقة حية بالكرمة، التي ترسل بدورها عُصارة الحياة المُنعشة إلى الغصن فيُثمر.

وهذا ما يحدث معنا كمؤمنين. فنحن بلا قوة في ذواتنا لنُثمر لله، وذلك حتى في وجود الطبيعة الجديدة التي تشتاق إلى ذلك الثمر المبارك. وكل مجهوداتنا الشخصية سعيًا وراء قوة في أنفسنا، تنتهي بالفشل والانكسار.

ولكن عندما ندرك حقيقة أننا بلا قوة، ونكف تمامًا عن محاولات البحث عن قوة فينا، ونتحول بأنظارنا عن أنفسنا إلى الرب يسوع ونثبِّتها عليه، فإن القوة عندئذٍ ستتدفق من شخصه الكريم بالروح القدس وتهَبنا نُصرة على الخطية، ونُثمر في حياتنا ثمرًا يمجد الله، وتجلب لنا الفرح والسلام.

ولنا مثال آخر يوضح لنا الأمر ذاته، وذلك في سير بطرس على الماء في متى14: 28- 33، فلم تكن لبطرس أية قوة في ذاته ليمشي على الماء بكل تأكيد.

ولكنه عندما ثبَّت عينيه على الرب، فإن الرب شدّده وأعطاه قوة إلهية خاصة أمكنه بها السير على الماء خطوة تلو الأخرى. ولكن، وللأسف، عندما تحولت عينا بطرس عن الرب، ابتدأ يغرق على الفور.

فماذا فعل لحظتها؟ هل حاول أن يبحث عن قوة في نفسه؟

كلا، لقد فعل الشيء الوحيد الذي يقدر عليه؛ صرخ إلى الرب لينقذه من الغَرَق. وفي الحال مدّ الرب يسوع يده وانتشله، وهذا عين ما يحدث معنا في حياتنا الروحية، إذ نحن لا نمتلك أية قوة في أنفسنا، ولكننا إذا ثبتنا أعيننا على الرب، وسرنا أمامه في النور، فإنه سوف يؤيدنا بالقوة؛ بالروح القدس لنسلك بما يمجده.

وإن تحولت أعيننا عن الرب في لحظة ضعف وغفلة، علينا وقتها أن نصرخ إلى الرب طلبًا للمعونة، تمامًا كما فعل بطرس، وساعتها يتدخل الرب وينقذنا.

أحبائي .. دعونا لا ننسى أبدًا هذه الحقيقة الهامة:
أن المسيح هو دائمًا وأبدًا العلاج الفعلي والعملي لكل ما يزعجنا ويتعبنا، وبدونه لا نستطيع أن نفعل شيئًا (بحسب فكره ولمجده)، وكلما حفظنا أنفسنا بالقرب منه، ملتصقين به في شركة سرية عميقة معه،
كلما اختبرنا النصرة والفرح والسلام، ذاك الذي بدونه لا نعرف معنى السلام أو الفرح الحقيقي.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:29 AM

أهم سؤال
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...06-150x150.jpg


لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ ( مر 8: 36 ، 37)
لقد انقضى عام وابتدأ عام جديد من رحلة حياتنا فوق الأرض. وإننا نوّد أن نوجّه إلى القارئ العزيز في هذه المناسبة كلمات قليلة، راجين من إلهنا أن يقرنها بعمل روحه في ضمير وقلب كل واحد.

ولنبدأ بأهم سؤال وهو:

هل تصالحت مع الله؟
هل قبلت الرب يسوع مخلصًا شخصيًا لك؟ هل تعلم أنك خاطئ وليس لك تبرير مُطلقًا أمام الله إلا على أساس موت وقيامة ربنا يسوع المسيح؟ وهل تؤمن أن المسيح كان على الصليب حاملاً دينونة الخطايا لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية؟

إن كنت لم تحصل بعد على هذا اليقين فإننا نرجوك من أجل نفسك الخالدة أن لا تؤجل البت في أخطر موضوع يستحق منك الاهتمام باتخاذ قرار حاسم «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟» ( مر 8: 36 ، 37).

ليتك تتوب عن خطاياك الآن، وليتك تعترف أمام الله بعجزك عن إصلاح حالتك وتطلب منه الرحمة وهو لا بد يرحمك.

لقد أبقاك الله في الوجود، وأعطاك فرصة أخرى للتوبة، فلا تؤجل للغد.
ها قد انقضى عام، وكثيرون ممن شاهدوا بدء العام الماضي قد غادروا الدنيا قبل نهايته، وأنت لا تعرف مقدار أيامك الباقية على الأرض. فاهرب لحياتك فإن الشيطان يخدعك بالتأجيل يومًا بعد يوم، وسنة بعد سنة،
إلى أن تضيع منك الفرصة إلى الأبد.

إننا نرجوك الآن أن لا تترك هذا المقال حتى تتأكد من موقفك أمام الله وأن تقول بدون أدنى تردُّد: ”لقد خلصت“.

ولا ننسى أن نُذكِّر المؤمنين الأحباء بأن مرور الأعوام إنما يقرِّبنا إلى لحظة اللقاء المبارك مع ربنا. فيا ليت الصوت يرن في آذاننا عاليًا في أول هذا العام «هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه!» ( مت 25: 6 ).
وعندئذٍ نمنطق أحقائنا، ونوقد سُرج شهادتنا، وننفض كل غبار عَلَق بنا من العالم، ونخرج لانتظار سيدنا قائلين من أعماق قلوبنا معًا:
«آمين. تعال أيها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ).


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:30 AM

تسبحة الملائكة
https://files.arabchurch.com/upload/i...1109366748.gif
وظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة ( لو 2: 13 ، 14)
هذه التسبحة التي قيلت يوم ولادة المسيح تحتوي على معانِ روحية سامية مرتبطة بالابن الذي تجسَّد. وقد شبَّه البعض هذه التسبحة وكأن ثلاث فرق ملائكية سبَّحت:

الفرقة الأولى سبَّحت بالقول: «المجد لله في الأعالي» .. فلحين ولادة المسيح ظهر من الإنسان كل فشل، في كل الأدوار التي أُمتحن فيها، وانطبق على الجميع القول: «يا بني البشر، حتى متى يكون مجدي عارًا؟ حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟» ( مز 4: 2 )، فالإنسان حوَّل مجد الله إلى عار، إلى أن جاء المسيح وظهر على الأرض، فظهر ليس فقط المجد على الأرض، بل في الأعالي، في كل الخليقة، وفي أعلى أماكنها، واستطاع ذلك الإنسان الكامل الذي عاش على الأرض أن يمجد الله تمامًا، ولسان حاله «أنا مجَّدتك على الأرض» ( يو 17: 4 ).

الفرقة الثانية سبَّحت بالقول: «وعلى الأرض السلام» .. ويجب أن ندرك أن السلام على الأرض مرتبط برئيس السلام ربنا يسوع المسيح، ولكن بعد أن رُفض رئيس السلام من اليهود ومن الأمم ومن العالم أجمع، أصبح لا سلام على الأرض.

ومما تجدر ملاحظته أن الجموع التي استقبلت الرب يسوع بالهتاف والتهليل عندما دخل أورشليم، أُجبرت هذه الجموع ـ من الله ـ أن تنطق بهذه العبارة «مبارك الملك الآتي باسم الرب! سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي!» ( لو 19: 38 )، والرب بعد أيام قليلة من هذا الاستقبال رُفض من نفس هذه الجموع، فقالت لبيلاطس: «ليُصلَب!» ( مت 27: 22 )، وبذلك أصبح من المُحال أن يكون هناك سلام على الأرض بعد أن رُفض رئيس السلام. لكن السلام في السماء؛ ذلك السلام الذي صنعه الرب يسوع بدم صليبه، والذين يؤمنون به يُصبح لهم سلام مع الله. ولكن في يوم من الأيام سيجيء الرب مُستَعلنًا بالمجد والقوة ليُقيم ملكوت البر والسلام، كما تذكر المزامير والنبوات ( زك 9: 10 ؛ مز72: 7، 19؛ إش2: 4).

الفرقة الثالثة سبَّحت بالقول: «وبالناس المسرة» أو ”في الناس المسرة“ .. فالمسرة في الناس وليس في الملائكة، لأن ابن الله لم يصبح ملاكًا، لكن وُجد في الهيئة كإنسان، مشتركًا معنا في اللحم والدم، وهذا هو البرهان الواضح على أن محبته وسروره في الإنسان الذي وُجد في الأرض وليس في الملائكة.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:31 AM

السلام في وقت التجربة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...d-on-jesus.jpg
لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر... وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع ( في 4: 6 ،7)

توجد أربعة أشياء لازمة لإعطائنا السلام النفسي في وقت التجربة.

أولاً:
اجعل ذهنك مستقراً على الرب واتكل عليه. "ذو الرأي الممكن تحفظه سالماً سالماً (أي في سلام تام) لأنه عليك متوكل" ( إش 26: 3 ).

ثانياً:
كن متصلاً بالله دائماً بالصلاة. "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله. و سلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" ( في 4: 6 ،7).

ثالثاً:
تأمل دائماً في كلمة الله. "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم" ( يو 16: 33 ). "سلامة جزيلة (أو سلام جزيل) لمُحبِّي شريعتك، وليس لهم معثرةٌ" ( مز 119: 165 ) .. "لأن كل ما سبق فكُتب كتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء" ( رو 15: 4 ).

رابعاً:
أخضع إرادتك لله واعمل بحسب مشيئته في التجربة. "ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيُعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام" ( عب 12: 11 ). وهو أيضاً "لأجل المنفعة، لكي نشترك في قداسته" (ع10). وكلمة تأديب هنا تشمل كل ما يجري لتربية الولد بحسب الأصل اليوناني.

ولنلاحظ الغاية العظيمة من كل هذا وهي أن نكون متشبهين بالله أكثر في البر والقداسة. وعندما نُخضع إرادتنا لله ونأتي إليه راغبين أن نتعلم وطالبين منه أن يكشف لنا عن سبب تلك التجارب، فإننا نتعلم الدرس بأكثر سرعة وسهولة.

ولكن إذا سرنا بإرادة غير مُخضعة متشكين ومتذمرين وغير مستعدين للتعلم، فيضطر الله إلى مضاعفة التجربة حتى تأتي بالنتيجة المرجوّة.

وأخيراً لا ننسَ أنه وإن كان الله لا يزيل الأشواك سريعاً بل يسمح بأن تستمر وخزاتها لأنه يرى أن ذلك هو الأفضل لخير جزيل يقصده لنا، إلا أن نعمته تكفينا، وهو يسند النفس التي تخضع له وتسلم تسليماً تاماً.

لنقرأ 2كورنثوس12: 7-10 ونرى كيف استطاع بولس أن يفتخر ويُسر فعلاً بالأشياء التي صلى مرة أن تفارقه وذلك لأنه بواسطتها اختبر نعمة المسيح المدعمة بطريقة أتم.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:32 AM

أمامنا ما هو أفضل
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...protection.jpg
أما سبيل الصديقين فكنورٍ مُشرقٍ، يتزايد ويُنير إلى النهار الكامل ( أم 4: 18 )
”أنا أظن أن هذا كان أسعد يوم في حياتك“ هكذا قالت لي إحدى الأخوات عندما أخبرتها أنني تعرفت على الرب يسوع المسيح في يوم الأحد الماضي، وقد كان جوابي لها: ”لا، إن أسعد يوم في حياتي هو اليوم“.

وكان سؤال الأخت لي مبنيًا على الفكرة الشائعة أنه عند التقابل مع الرب لأول مرة يشعر الشخص بموجة فرح فجائية تصل بسرعة إلى ذروتها ثم تتناقص تدريجيًا.

ولكن الاختبار المسيحي الحقيقي هو أنه كلما كانت العيشة في الحياة الجديدة طويلة، والقلب يتحقق نتائجها ويتمتع بها، كلما زادت سعادة المؤمن وعظمت على مدى الأيام.

لما اقتنعت أولاً بذنبي وخطاياي، لم أشعر بعظمة خلاصي بواسطة الإيمان بالمسيح. ولكن في يوم الأحد التالي وُضعت أمامي شهادة من لوقا15 عرفَتني كيف أنني مثل الابن الضال كنت بعيدًا، وكيف أنني مثله قد قُبلت ثانيًا على مبدأ النعمة، وبُوركت من الله الآب. حينئذٍ اغرورقت عيناي بدموع السعادة.

هذا الاختبار المذكور آنفًا يعود إلى ذاكرتي بعد سنوات عديدة كما لو كان قد حصل بالأمس فقط. وكلما تقدم بي السن ورأيت كيف أن الشبان يسهل التغرير بهم، وكيف يسقطون كثيرًا في الطرق الشريرة، يقوى عندي الشعور بصلاح الرب من نحوي في تلك الأيام المبكرة.
إني أبارك الله من أجل الإنجيل الذي قبلته بالإيمان مُعطيًا إياي معرفة يسوع المسيح الذي هو مصدر ومنبع فرح نفسي المتزايد. على أن ذلك اليوم الأول من الأسبوع، والذي لا أنساه رغم تقادمه، لم يكن هو أسعد أيام حياتي.
فإنه من ذلك اليوم كانت لي أيام كثيرة وكثيرة جدًا أسعد منه، لأن الفرح في الرب دائمًا يكثر ويغزر.

لو كان أول يوم من أيام حياتي المسيحية هو أسعدها، لكانت سعادتي العُظمى الآن بعيدًا جدًا خلفي. لكن أعمق أفراحي وأغزر بركاتي لا تزال أمامي.
لقد تثبَّت رجائي على ربنا الآتي وعلى مكاني في بيت الآب، حيث لا خطية ولا ويل هناك، وحيث ربوات من المفديين بالدم سينظرون وجه الحَمَل، وسيجدون في تسبيحه لذة غير منقطعة.

أعزائي .. أمامنا ما هو أفضل. ولا بد أن الأمر يكون كذلك.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:32 AM

التعزية في الضيقات
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-comforter.jpg
مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقتنا ( 2كو 1: 3 ، 4)
موضوع الصلاة الذي في افتتاحية الرسالة الثانية إلى كورنثوس، هو الطلبة من أجل التعزية في الضيقات والشدائد، وهنا يستخدم الرسول بولس ثلاثة ألقاب لله، مجرد ذكرها يجلب للمتضايقين والذين في الشدائد، التشجيع والتعزية.

(1) أبو ربنا يسوع المسيح:
حينما يرتبط اسم إنسان بالله، فهو يرتبط بالعهد الذي قطعه الله معه. وفي العدد الذي أمامنا، يرتبط اسم الله باسم «ربنا يسوع المسيح». وكما نعلم جميعًا أن الرب يسوع المسيح هو "وسيط العهد الجديد وضامنه"، كما أنه مستودع مواعيد الله. فكل مواعيد الله للمؤمنين، مهما كانت عظمتها وغناها، صارت لنا من خلاله، إذ «مهما كانت مواعيد الله، فهو فيه النَعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا» ( 2كو 1: 20 ). ويا لها من تعزية لنا في وسط الضيقات، أن نعلم أن كل مواعيد الله في الكتاب المقدس هي مضمونة في شخص المسيح ـ تبارك اسمه.

(2) أبو الرأفة:
كلمة «أبو» تعني مصدر الشيء وأصله. ولقد قيل عن الله إنه «كثير الرحمة» ( مز 86: 5 )، ولكن كلمة "أبو" تلقي بُعدًا أعمق على معنى "الرأفة"، فهي تُعلن بأكثر وضوح أن الرأفة ليست مجرد صفة من صفات الله، ولكنها جزء لا يتجزأ من طبيعته. وأي رأفة أكثر من تلك التي صارت لنا في شخص ربنا يسوع المسيح، فهو الإعلان الكامل عن رأفة الله التي صارت من نصيبنا، فنحن قد صرنا مَعَرضًا لإعلان رأفة الله، لكي يتم فينا القول: «أرحم مَنْ أرحم، وأتراءف على مَنْ أتراءف» ( رو 9: 15 )، ولا شك أن كل قديس وهو يجتاز في ضيقة، يحتاج أن يختبر الله كمَنْ هو «أبو الرأفة».

(3) إله كل تعزية:
هذا بالمقارنة مع الآلهة الوثنية التي عرفها الكورنثيون من قبل، فهي آلهة قاسية بكماء ( 1كو 12: 2 )، ولكن ما أعظمه إلهًا قال عن نفسه، وهو يخاطب شعبه: «كإنسان تعزيه أُمه هكذا أعزيكم أنا»، «فتَرضعُون، وعلى الأيدي تُحملون وعلى الركبتين تُدلَّلون» ( إش 66: 12 ، 13).
وحقًا ما أحوجنا في الضيقات إلى مَنْ يجلب التعزية إلى قلوبنا المتألمة. وما أروع وأرق هذا المشهد حينما نرى طفلاً باكيًا، يبحث عن صدر أمه الحنون،
تحمله وتطمئنه وتهدئ من روعه!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:33 AM

هابيل وأخنوخ ونوح
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-in-heaven.jpg
بالإيمان قدَّم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين ... بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت .. بالإيمان نوح .. بنى فلكًا لخلاص بيته ( عب 11: 4 - 7)
إن هابيل يشهد عن ذبيحة الإيمان وسجود الإيمان المقبولين دائمًا، بينما يشهد أخنوخ عن سلوك الإيمان ونُصرته، وهو السلوك الذي يسمو فوق الخطية والموت إلى شركة مع الله القدوس الذي هو رب الحياة.
أما إيمان نوح فله شهادة من نوع آخر، فهو قد وجد نعمة ـ وهذه أول مرة تَرِد فيها هذه الكلمة في الكتاب ـ في عيني الرب ( تك 6: 8 ). فقد أعلن له الله دينونة العالم بالطوفان، وإذ خاف، ليس خوف الفزع، بل خوف الاحترام والاتضاع والارتعاد من هول الدينونة الآتية، ومن رحمة الله المتنازلة من نحوه، أطاع وبنى الفلك.
وإن عنصر التوبة الحقيقية كان كامنًا في ذلك الخوف كما هو الحال دائمًا مع الإيمان الصحيح. وبإيمانه لم يخلِّص نفسه فقط، بل وأهل بيته أيضًا.

وإن هابيل وأخنوخ ونوح هم رمز مثلث للمسيح له المجد من جهة، وللمؤمن من جهة أخرى.
فيسوع هو الصدّيق أو البار الحقيقي، الراعي والحَمَل، الشهيد والشاهد الأمين. هو الذي قُتل وذاق الموت لأنه كان قدوسًا وإخوته كانوا أشرارًا.
ولكن يسوع الذي مات هو أيضًا مثل أخنوخ الذي بعد سلوكه وسيره مع الله أُخذ إلى الدوائر السماوية وهو الآن يحيا لله. كذلك يسوع هو مثل نوح الذي يُخلِّص أهل بيته حتى لا تصلهم دينونة الخطاة الفجار ولكنهم يسكنون آمنين في ستر العلي وفي ظل القدير يبيتون.

وإن كان لنا نحن إيمان هابيل في حَمَل الله، فإن تاريخ حياتنا وموتنا يمكن أن يتلخَّص في تاريخ هابيل؛ خاطئ سجد السجود الحقيقي وقُبل ودخل السماء بالإيمان بدم الكفارة.

وإن سمح الله لنا باستمرار حياتنا على الأرض، فإننا كأخنوخ نسير مع الله الذي هو نورنا وقوتنا وتعزيتنا وفرحنا. وإذ نسير معه نُرضيه بغض النظر عن جميع نقائصنا وتقصيراتنا، وسيرتنا تكون في السماء، وتكون أشواقنا جميعها متجهة إلى بيت النور في الأعالي، وعندما يأتي المسيح نؤخذ إلى فوق بالقوة الإلهية ونُنقَذ في لحظة وطرفة عين من تجارب الأرض وعبودية الموت، وإذ نتطلع مثل نوح إلى تتميم الكلمة النبوية، وإذ نكون ممتلكين في أنفسنا البر الذي بالإيمان،
نشهد وننادي للعالم:
اهربوا من الغضب الآتي.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 12:34 AM

النور حلو

https://files.arabchurch.com/upload/i.../396647281.gif
النور حلوٌ، وخيرٌ للعينين أن تنظرا الشمس ( جا 11: 7 )
أيها الأحباء:
لقد دُعينا من «الظلمة إلى نوره العجيب» ( 1بط 2: 9 )، وإنه لمن امتيازنا أن «نسلك في النور»، وضياء الله هو الجو الذي يُحيط بنا كل يوم،
وظلمة مصر الدامسة حولنا ولكننا نُقيم في جاسان ولنا نورٌ في مساكننا ( خر 10: 23 ).

في الإيمان نحن نتبع الرب يسوع ولذلك نحن لا نمشي في الظلمة بل لنا نور الحياة ( يو 8: 12 ).
من السماء يشرق علينا يسوع المسيح، وأعين إيماننا ترى وجهه «كالشمس حين تُضيء في قوتها».
وبينما نحن نؤدي أعمالنا اليومية يشرق في قلوبنا نور السماء، ومعرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح تُرسل أشعتها المضيئة وسط الظلمة المحيطة ( 2كو 4: 6 ). حقًا هذا «النور حلو» ومُفرح للقلب المُتعَب والنفس المُثقلة.

وأكثر من ذلك «كنا قبلاً ظلمة، وأما الآن فنورٌ في الرب»، ومسؤوليتنا أن نسلك «كأبناء نور» ( أف 5: 8 )، ولنا أن نختار الطريق الذي لا تحجب فيه ظلال الإثم أنوار الرب عنا، وحينئذٍ سنكون دون عناء من جانبنا، كما قال الرب لتلاميذه: «
أنتم نور العالم
» ( مت 5: 14 ).

بلا شك، في يومنا هذا تتكاثف جدًا ظلمة العالم الأدبية. ولكن لا نخف من أن تنطفئ «الفتيلة المدخنة» التي لشهادتنا لربنا بالتمام، بل لنتذكر أنه وسط ظلام العالم الحالك قد ينتشر شعاع مُنير صغير فيرسل ضوءه بعيدًا إلى أطراف دائرة الظلمة المحيطة به. إن شعاع النور الصغير ينبئ العالم عن حياة وحيوية وغرض وقوة مصدره.

واليوم، كما في كل وقت، إنها حياة المسيح فينا التي هي «نور الناس».
والمدينة لا تزال على الجبل ولا يمكن أن تختفي. والنور الذي بدد قديمًا الظلمة من بضعة قلوب وثنية في تسالونيكي، قد وصَّل، عن طريق حياتهم المشرقة، رسالة الإنجيل إلى كل من المقاطعتين المجاورتين: مكدونية وأخائية، وفي كل مكان أيضًا ( 1تس 1: 7 ، 8). هكذا إشراق الفجر على التلال النائية وفوق الوديان المُعتمة، يحصل في صمت، لكنه أكيد لا يُحجب ولا يُرّد، لأن شروق الشمس ونور النهار من خلفه.

والنهار لا بد طالع، والظلال تهرب وتتلاشى. فلنشكر الله لأن «الظلمة قد مضت،
والنور الحقيقي الآن يضيء» ( 1يو 2: 8 ).



الساعة الآن 11:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025