منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   موضوعات عن الخلوة الروحية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=21376)

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 07:58 PM

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

متى تكون محاسبة النفس؟




بقى سؤال وهو: متى نحاسب أنفسنا؟

البعض يحاسبون أنفسهم في مناسبات:
في بداية سنة جديدة مثلاً: السنة الميلادية أو القبطية أو في بدء سنة من عمرهم. والبعض الأفضل يحاسبون أنفسهم قبل كل اعتراف وتناول. وأفضل من هذين النوعين من يحاسبون أنفسهم في آخر كل يوم وافضل من هؤلاء جميعاً من يحاسب نفسه بعد الفعل مباشرة، ويبكت نفسه..

أما الوضع الأمثل والأكمل، فهم أن تحاسب نفسك على العمل قبل فعله.

فقبل أن تنطق كلمة مثلاً، تحاسب نفسك: هل يليق بى أن أقول هذه الكلمة؟ وماذا سيكون وقعها على الآخرين؟ وهل سيفهمها البعض على غير ما أقصده؟ فإن وجدت خطأ تتفاداه قبل وقوعه.

وهكذا في تصرف، وفى كل فكر.. بهذا تسير نحو الكمال. وليكن الرب معك...

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 07:59 PM

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

ملاحظات حول التداريب الروحية، وكراسة التدريبات



ثق أنك إن بدأت، لابد ستبدأ النعمة معك:

الله لا يتركك وحدك في تداريبك، بل سيعمل معك. لأنك بالتدريب أظهرت أمك جاد وملتزم بالسلوك في الحياة مع الله. وهذا الشعور ستتجاوب معه المعونة الإلهية. وإن كان الشيطان يحاول أن يحاربك لتكسر التدريب، فإن النعمة سوف تسندك لتنجح فيه. المهم أنك لا تتراجع ولا تتراخى ولا تكسل. بل تكون حازماً مع نفسك..


و إن دربت نفسك على فضيلة، فاعلم أن الثبات في الفضائل أهم بكثير من اقتنائها.

لأنه ما أسهل تسير في فضيلة ما يوماً أو يومين أو ثلاثة أو أسبوعاً.. ولكن المهم أن تستمر، حتى تصبح هذه الفضيلة عادة فيك، أو تتحول إلى طبع، وهكذا تحتاج التداريب إلى مدى زمنى طويل لكى ترسخ في أعماق النفس. وكما قال ماراسحق إن كل تدبير لا تثبيت فيه زمناً، يكون بلا ثمر..
ذلك لأن الزمن والاستمرارية هما المحك العملى لمعرفة عمق الفضيلة فيك. والوقت أيضاً يعطى فرصة لاختيار المعوقات التي تقف ضد التدريب وطريقة النصرة عليها.


لهذا، فإن القفز السريع من تدريب إلى آخر، لا يفيد روحياً.

كثيرون يريدون أن يصلوا إلى كل شئ، في أقل فترة من الوقت. فتكون النتيجة عدم الوصول إلى شئ..!! أو أنهم يضعون أمامهم تداريب عديدة في نفس الوقت بحيث ينسون بعضها، أو لا يستطيعون التركيز عليها جميعاً. أما أنت فاسلك في تداريبك بحكمة، شيئاً فشيئاً، لكى تصل. وهنا أضع أمامك بعض الملاحظات.


*ليكن التدريب محدداً وواضحاً.

فلا تقل أدرب نفسى على المحبة بينما القديس بولس الرسول يضع لهذه المحبة حوالى 14 عنصراً في (1كو13). يمكنك الاكتفاء بعنصر واحد تركز عليه. ولا تقل إنى أريد أن درب نفسى على حياة التواضع، أو الوداعة، أو الإيمان. بينما تكون كل كلمة من هذه غير واضحة في تفاصيلها أمامك. وهكذا لا تفعل شيئاً.. إنما قل مثلاً أريد في حياة الاتضاع أن أدرب نفسى على أمر واحد فقط ، هو أنى لا أمدح ذاتى. فإن أتقنت هذا، تقول: ادرب نفسى على أنى أسعى وراء مديح الناس فإن أتقنت هذا، تقول أتدرب على شئ آخر، وهو إن مدحنى أحد، أتذكر في الحال خطاياى وتقصيرى، وأبكت ذاتى من الداخل.


البعض يضع لنفسه تدريباً فوق مستوى إرادته، أو لا تساعد عليه ظروفه. أو يقفز في التدريب إلى مستوى درجة عالية لا يستطيع الاستمرار فيها، وقد تصيبه بنكسة فيما بعد ترجعه إلى الوراء خطوات. فمثلاً، لا تضع لنفسك تدريباً في الصوم فوق احتمال صحتك، ولا تدريباً في الصمت لا يتفق مع ظروف عملك ومقابلاتك، وظروف بيتك، لا تدريباً في الصلاة أو في الخدمة لا يسمح به وقتك..

*و يمكن أن تتدرج في التدريب، بحيث لا تأخذ في كل مرة إلا حزءاً واحداً من تفاصيله.

من الصعب مثلاً أن تدرب نفسك على الصمت، في حياة المجتمع الذي تضطر فيه بالضرورة إلى الكلام. ولكنك قد تتدرج فتقول: أدرب نفسى على عدم الإطالة في الحديث. فما يحتاج إلى كلمة، لا أقول فيه جملة.وما يحتاج إلى جملة، لا ألقى فيه محاضرة. وإن فهم محدثى ما أريد، لا داعى لأن أزيد..

فإن أتقنت هذا، تقول: لا أبدأ الكلام إلا لضرورة. ثم تدخل في تدريب آخر، وهو البعد عن الصوت الحاد، وعن الصوت العالى، وتقول أدرب نفسى على " الصوت المنخفض الخفيف " (1مل 19: 12). ثم تدخل في مقاومة أخطاء اللسان واحدة فواحدة. إلى أن تصل إلى حسن الكلام. وحينئذ إن بعدت عن الصمت، تصل إلى النقطة التالية وهو حسن الكلام، فلا تخطئ. لأن هناك من ينطبق عليه المثل القائل: سكت دهراً ونطق كفراً!!

*و لتكن تداريبك من صميم حياتك العملية الواقعية.

فما يصلح لغيرك من تداريب، قد لا يصلح لك أنت. أما تداريبك فليكن مصدرها مقاومة أخطائك الخاصة، وتقصيراتك الروحية، وما يناسبك في حياة الفضيلة بحسب قامتك الروحية. وتداريبك يجب أن تتفق مع حياتك وظروفك الداخلية والخارجية.

كراسة التدريبات:

*ولتكن لك كراسة خاصة بالتدريبات.

تكتب فيها التدريب، وآية أو ضع آيات من الكتاب تشجعك، وتحثك على هذا التدريب بالذات. واحفظ هذه الآيات ورددها باستمرار، لكى تكون حاضرة في ذهنك كلما حوربت بشئ ضد ما تدرب نفسك عليه. وتذكر أيضا قصص القديسين الذين كانوا أمثلة عليا في الفضيلة التي تدرب نفسك عليها.


*و إن سقطت في تدريبك في وقت ما، اعرف أسباب السقوط، وحاول أن تتحاشاها فيما بعد.

و هكذا تأخذ خبرة روحية في كل ممارساتك، وتعرف حروب العدو وطريقة الانتصار عليها. حتى أن البعض – بهذه التدريبات – صاروا مرشدين لغيرهم. كالأم التي جربت الحياة، وتستطيع

أن تنصح ابنتها بنصائح عملية تفيدها.

*وحاول أن تستفيد من فشلك احياناً في تداريبك.

ليكن ذلك سبباً في اتضاعك وشعورك بالضعف، حتى لا تتكبر نفسك بتوالى النجاح.

وأيضاً ليكن ذلك سبباً يدعو إلى الاشفاق على الضعاف والمخطئين. ولتكن سقطاتك موضوعاً لمطانيات أمام الله تقدم فيها انسحاق قلبك ولتكن مجالاً لصلوات ترفعها إلى الله ليمنحك قوة ونعمة.


و بعد، فإن التداريب في صورتها الظاهرة، هى جهاد للوصول إلى نقاوة القلب، حتى يستحق سكنى الله فيه. ولكنها ليست مجرد جهاد، وإنما هى طلبة مقدمة إلى الله ليتدخل. وكيف؟

كثيرون يقدمون لله رغباتهم الروحية في أسلوب نظرى، في مجرد مشاعر القلب أو كلام في الصلاة. أما التداريب الروحية فهى رغبات تقدم إلى الله بأسلوب عملى..

هى جهاد عملى صارخ إلى الله لكى يتدخل ويمنح من عنده النصرة لهذا الجهاد.. والله هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل من أجل المسرة (فى 2: 13).. المسرة في أن يتمجد اسمه فينا كلما ننجح في جهادنا وتداريبنا. وليكن اسم الرب مباركاً من الآن وإلى الأبد.

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 07:59 PM

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

- قراءة سير القديسين



قراءة سير القديسين Hagiography من أهم الوسائط الروحية التي تستخدمها النعمة لتنمية علاقتنا مع الله، اشعال محبتنا له وملكوته.

وهى تقدم لنا التنفيذ العملى للمبادئ الروحية.

ربما تبدو لنا كثير من الوصايا والتعاليم وكأنها مبادئ نظرية. ولكننا نراها في سير القديسين في الواقع العملى، منفذة بصورة واضحة وفى ظروف مناسبة لها.

و هكذا يرينا القديسين أن وصايا الرب سهلة وممكنة، وليست مثاليات نظرية.

فكثيراً ما يقول البعض في استغراب: من يستطيع أن ينفذ هذه المثاليات؟! هل حقاً يمكن لإنسان أن يحول الخد الآخر لمن بلطمة على خده؟! (مت 5: 39). هل يمكن أن يصلى إنسان كل حين ولا يمل (لو 18: 1)؟! وأن يصلى بلا انقطاع! (1تس 5: 17). وهل يمكن أن يعطى الإنسان كل ماله للفقراء؟! (مت 19: 21). هذه الأسئلة مع الكثير من أمثالها، نراها جميعاً مجابة وممثلة في سير القديسين.


و لقد سمح الله أن يقدم لنا هؤلاء القديسون أمثلة عالية في كل فضيلة من الفضائل بلا استثناء

و بطريقة مذهلة حقاً، تدعو إلى الاعجاب الشديد بروحانية أولئك الأبرار، حتى وكأنهم كانوا ملائكة أرضيين، ارتفعوا فوق مستوى المادة والجسد، وعاشوا بالروح مع الرب، في حياة نصرة كاملة على كل حروب العدو. أو تقول إنهم عادوا إلى الصورة الإلهية التي خلق بها الإنسان منذ البدء.. فحياتهم تشجع كل إنسان أن يسير في النهج الروحى، بلا خوف، وبلا تردد.

بحيث نقول في ثقة حينما نقرأ عنهم: الله قادر أن يعيننا كما أعانهم..

حياة البر إذن ممكنة وسهلة ومتاحة، لكل من يطلبها. ونعمة الله مستعدة أن نعمل في كل قلب، وترفعه إلى أسمى درجة، مهما كانت حالته الأولى.. فروح الله الذي كان يعمل، ويقود النفوس نحو الله، ويمنحهم كل الإمكانيات والمواهب.


فما عمله القديسون، هو ما عمله روح الله معهم. أترانا نقرأ عنه أم عنهم في هذه السير؟

أم القصص التي وردت في سير القديسين، إنما تحكى " عن شركة الروح القدس" (2كو 13: 14) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أو هى قصة (الله مع الناس). عمل الله معهم، أو عملهم معه. يبدأ الله فيستجيب الناس، أو يتجه الناس نحو الله، يجذبهم إلى أحضانه بكل قوة. أو هى صورة لتلك العبارة في سفر النشيد " اجذبنى وراءك فنجرى " (نش 1: 4).


لقد كان لسير القديسين تأثير عميق في الجميع على مدى الأجيال.

فقصة حياة القديس الأنبا أنطونيوس التي كتبها القديس أثناسيوس الرسولى، كان لها تأثير عجيب في أهل رومه، حتى كانت سبباً في انتشار الرهبنة هناك. ولما قرأها القديس آوغسطينوس تأثر بها جداً، وقادته إلى التوبة. كذلك فإن تأثير سير الرهبان في برية شيهيت، جذب إليهم السواح من كافة البلاد، ليروا هؤلاء الذين عاشوا على الأرض وكأنهم في السماء.. فجاءوا إليهم، ليسمعوا من أفواههم كلمة منفعة، وكتبوا قصصهم أو بعضاً منهم، فحفظها التاريخ.


إن هؤلاء القديسين لم يكتبوا أى كتاب عن حياتهم. ولكن حياتهم كانت هى أشهى كتاب.

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال.

و الوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.


و قد اهتمت الكنيسة جداً بسير القديسين.

فوضعتها في كتاب اسمه السنكسار Synaxarium، لكى تقرأ منه في كل قداس إلهى، سيرة واحد منهم أو أكثر، لتعزيتنا وتعليمنا. وتقرأ أيضاً على المؤمنين جزءاً آخر من سير آبائنا الرسل الأطهار من (الأبركسيس)، أى سفر " أعمال الرسل ". وما أكثر ما تقيم الكنيسة أعياداً لأولئك القديسين، تحتفل فيها بذكراهم، وتعيد على الآذان والأذهان سيرهم وفضائلهم.

و كذلك أيقوناتهم في الكنائس، وما يوضع أمامها من شموع، إنما تعيد إلى الذاكرة سير أولئك القديسين، لتكون غذاء للروح ومجالاً للتأمل فضائلهم. وما أجمل قول ماراسحق:

" شهية هى أخبار القديسين، مثل الماء للغروس الجدد".

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال. والوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.

إنها غذاء روحى لا يستغنى عنه أحد، يجلب لنا الشعور بمحبة الله، ومحبة طرقه التي تؤدى إلى الملكوت.. وتجعلنا أيضاً نحب الفضيلة، ونحب أولئك الأبرار، ونتخذهم لنا آباء وشفعاء، ونحرض أن نعمق علاقتنا بهم، وكأنهم أحياء يعيشون معنا على الأرض، نتحدث إليهم ونطلبهم.


و من محبتنا لهم ولسيرتهم، نتسمى بأسمائهم.

و نشكر الله أنه في أيامنا هذه، كثر التسمى بأسماء القديسين ن نسمى بها أطفالنا، لينشأوا محبين للقديسين، وأيضاً اعترافاً منا بمحبتنا لهم وإعجابنا بسيرتهم.. ونفس الوضع حينما يدخل أحد في حياة التكريس، راهباً او كاهناً، يتسمى باسم أحد هؤلاء القديسين، إعترافاً منا بالسيرة المقدسة التي لهذا الإسم الحسن. وأود في هذا المقال أن أسجل بعضاً من التاثير الروحى لسير القديسين:


1- التأثير الأول هو القدوة:

و هذا ما قاله القديس بولس الرسول " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم " (عب 13: 7)0

و هنا نجد أمامنا منهجاً واسعاً جداً. فكل فضيلة يريد إنسان أن يقتنيها، نجد مجموعة من القديسين يرشدونهم بحياتهم إلى كيفية السلوك فيها، ويقدمون لنا مثالاً عملياً، وحافزاً يجذبه إليها.. على أننى أحب هنا أن أضع ملاحظة هامة وهى:


علينا أن نقتدى بالقديسين فيما هو ممكن لنا.

فمثلاً قد لا تكون حياة الاستشهاد متاحة. ولكننا نقتدى بالشهداء في قوة إيمانهم،فى شجاعتهم، في احتمالهم للإيمان، وفى الاستعداد للأبدية، وعدم محبة العالم ولا التمسك به.. وكل هذا ممكن لنا

و قد لا نستطيع الصلاة الدائمة، كما كان يفعل القديس أرسانيوس الكبير، أو القديس مقاريوس الاسكندارنى.. ولكن على الأقل ليكن لنا محبة الصلاة والاستمرار فيها على قدر قامتنا الروحية0

و لنعلم أن حياة قديسى البرية غير حياتنا في العالم. فلا نقلدهم في طى الأيام صوماً، الأمر الذي أتقنوه بعد سنوات طويلة من التدريب الروحى، وساعدتهم عليه حياة السكون..

إنما ليكن اقتداؤنا بهم في تلك الفضائل العالية تحت ارشاد روحى، وبتدرج حكيم.

و هناك فضائل أخرى متاحة للجميع، مثل الاتضاع، والوداعة، والهدوء، وخدمة الآخرين واحتمالهم، وعدم الغضب، وما يشبه ذلك.

أما الصمت الكامل، فلا يناسبك، إنما تأخذ منه: الكلام عند الضرورة، والكلام بقدر، واختبار الكلمة المناسبة، والكلمة البناءة النافعة..

فلا تقلد الفضيلة تقليداً كاملاً لا يناسبك ولا تقدر عليه. ولا ترفضها بالتمام في يأس. وإنما خذ منها بقدر، وبحكمة، وبتدرج، وتحت إرشاد..



خذ الفضيلة في روحها، لا في شكلها:

فحينما تقرأ مثلاً عن قديسى التوبة، حاول أن تكون مثلهم في حرارة توبتهم، وفى عدم عودتهم مطلقاً إلى الوراء. وتمثل بهم في إنسحاق قلوبهم وفى دموعهم. ولكن لا تقلد تقليداً حرفياَ الذين قادتهم التوبة إلى الرهبنة مباشرة مثل بيلاجية ومريم القبطية وموسى الأسود، وأوغسطينوس..

خذ محبة التائب لله، وعودته إليه، وعميق ندمه، واشمئزازه من الخطية.. ولكن عش في حدود شخصيتك وامكانياتك، وما أعطيته من النعمة..

2- التأثير الثانى لسير القديسين هو تقوية إلايمان:

سواء ما تقدمه سير الشهداء والمعترفين من التسمك بالإيمان، إلى حد الموت من أجله، أو قبول كل صنوف التعذيب، برضى وفرح وصبر..

أو ما تقدمه سير أبطال الإيمان الذين دافعوا عن العقيدة، بكل قوة وكل فهم، محتملين في سبيلها السجن والنفى والتشريد وكافة ألوان الاضطهاد، كالقديس أثناسيوس الرسولى مثلاً: الذي نفى عن كرسيه أربع مرات، واتهموه اتهامات شنيعة، وصدرت ضده أحكام، وقيل له " العالم كله ضدك يا أثناسيوس "..



نقرأ عن ذلك فيتبكت هذا الجيل، الذي لا يبالى بالخلاف في المذهب أو العقيدة، وينسى ما تحمله القديسون من آلام في سبيل ذلك!!

كانت المجامع المحلية والمسكونية تقام بسبب نقطة خلاف واحدة. ويبذل القديسون كل جهدهم في الدفاع عن الإيمان وفى إثبات العقيدة السليمة. والآن من أجل زواج أو طلاق، يمكن أن يغير إنسان مذهبه، بكل سهولة وبلا مبالاة، أو بجهل!! أو يختلف شخص مع أحد رجال الكهنوت، فيترك الكنيسة كلها، بكل إيمانها وعقيدتها. ولا يبالى بكل جهاد القديسين في سبيل ذلك الايمان.


لذلك نحن محتاجون إلى قراءة سير القديسين أبطال الإيمان، لتغرس في نفوس الجميع أهمية الإيمان والثبات فيه، ونبذ ما يسمى باللاطائفية!!

إن الكنيسة ليست طائفة، ولا هى مجموعة طوائف، ولكنها جماعة المؤمنين بايمان سليم في كل تفاصيله..

هذا الإيمان الذي استشهد من أجله قديسون في جميع الأجيال، والذين تألم بنسببه وتعذب عدد كبير من القديسين. ومن بينهم رهبان عاشوا في البرية الجوانية. ولكن عاشوا في الأيمان. وما أجمل الرمز الذي يحويه تكفين الأنبا السائح في رداء البابا أثناسيوس بطل الإيمان..

3- التأثير الثالث لسير القديسين هو غرس مشاعر الاتضاع و الانسحاق:

فكلما نقرأ عن هذه القمم العالية، وما وصلوا إليه، تتضع نفوسنا في الداخل، ونشعر أننا لا شئ إلى جوارهم..

حينما نقرأ عن القديس الأنبا ابرام في العطاء، ألا تنسحق نفوسنا؟‍‍ هذا الذي كان يعطى كل شئ. ولا يبقى لنفسه شيئاً. حتى أن البعض أعطاه مرة قطعة قماش أسود ليفصلها ثوباً له بدلاً من جلبابه البالى، فوهب قطعة القماش هذه لأرملة زارته.. أو ماذا نقول عن الأنبا يوحنا الرحوم الذي باع كل ما كان له وأعطاه للفقراء0و لما لم يجد شيئاً يملكه، باع نفسه عبداً، وتبرع بثمن نفسه للفقراء..!! آلا تتضع نفوسنا، حينما نقارن عطاءنا بعطاء هؤلاء؟!


حقاً إن سير القديسين تطرد من نفوسنا كل محاربات الكبرياء والمجد الباطل، إن حاربنا العدو بها.

إن حاربتنا أفكار من جهة خدمتنا، وقارنا أنفسنا بسيرة بولس الرسول الذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10). وبشر في أورشليم، وفى إنطاكية، وآسيا الصغرى، واليونان، وفى رومه، ووصل إلى أسبانيا. وأسس كنائس لا حصر لها، وذاق متاعب لا توصف (2كو11)0 وكان يكتب رسائل، حتى وهو في السجن (أف 4: 1).. ألا تنسحق أنفسنا بهذه المقارنة وأشباهها؟!


و مهما أنسحقنا لن نصل إلى اتضاع القديسين.

هؤلاء الذين على الرغم من كل فضائاهم، قيل إنهم كانوا يبكون على خطاياهم!! القديس مقاريوس الكبير بكى وأبكى كل المجمع معه. القديس موسى الأسود، القديس بيشوى، القديس باخوميوس الكبير.. ماذا كان يبكى كل هؤلاء؟

القديس أرسانيوس الذي كان يقف ليصلى وقت الغروب، والشمس خلفه، ويظل واقفاً في الصلاة حتى تشرق مرة أخرى من أمامه، يقال إنه سقطت رموش عينيه من كثرة البكاء. وكان يبلل خوصه بالدموع!! فأين هو اتضاعنا نحن مهما اتضعنا؟!

القديس مكاريوس الكبير مؤسس الرهبنة بالاسقيط سألوه بعد رؤيته لسائحين في البرية الجوانية، فقال " أنا لست راهباً ولكنى رأيت رهباناً"..!! القصص أمامنا لا تنتهى فلعلنا نكتفى بهذه..


إننا نحارب بالكبرياء، حينما نقارن أنفسنا بأمثلة حية، تظن أننا أعلى منها!! أما حينما نقرأ سير القديسين، فحينئذ يستد كل فم، وندرك أننا لا شئ..

التأثير الرابع لسير القديسين

أنها تعطينا روح الحكمة والإفراز

تعلمنا الطريق الصحيح الذي نسلك فيه.. ما أجمل ما نقرؤه عن داود الملك، حينما أراد أن يشترى مكاناً لبناء الهيكل ووافق أرونه اليبوسى أن يهبه كل شئ بلا مقابل، حينئذ رفض داود وقال " لا، بل أشترى منك بثمن. ولا أصعد للرب إلهى محرقات مجانية " (2صم 24 |: 24).

إننا نتعلم الحكمة أيضاً من أبيجايل: كيف أنها تمكنت من توبيخ داود النبي بطريقة ربحته بها (1صم 25: 23 – 35)

نتعلم الحكمة من سير آباء البرية، حتى من الشباب. الذين فيهم أمثال القديسين الأنبا يوحنا القصير الذى قيل إن الأسقيط كله كان معلقا باصبعه0 ومثل تادرس تلميذ باخوميوس ومن حكمة الشيوخ مثل الأنبا أغاثون والأنبا ايسيذورس وغيرهم إن حكمة الآباء كنز لمن يتعلم..


الدرس الخامس الذي نتعلمه من سير القديسين هو دوام النمو

إنه صعود إلى فوق بغير حدود.. مثال ذلك بولس الرسول بكل مواهبه وخدمته وصعوده إلى السماء الثالثة. ومع ذلك يقول " ليس أنى نلت أو صرت كاملاً، ولكنى أسعى لعلى أدرك. أنسى ما هو وراء، امتد إلى ما هو قدام. اسعى نحو الغرض " (فى 3: 12 – 14).

الدرجات العليا التي وصل إليها القديسون في كل فضيلة، تحثنا على أن نمتد إلى قدام، ولا نكتفى مهما وصلنا. فالطريق أمامنا طويل طويل.. والنعمة مستعده أن تأخذ بأيدينا لنقطع فراسخ أولاً.. على آثار هؤلاء القديسين، إذ تعطينا سيرهم حرارة لا تخمد ولا تنطفئ..


أمور أخرى كثيرة نتعلمها من تأثير سير القديسين فينا.

نتعلم كيف تكون اعترافاتنا اكثر دقة، إذ نكتشف تقصيرات عديدة في حياتنا، بالمقارنة بسيرهم..

نتعلم ايضاً أسلوب التخاطب مع الله في الصلاة، عندما نقرأ صلواتهم، وما فيها من دالة، وما فيها من اتضاع، ومن حب وحرارة.. نتعلم أيضاً أسلوبهم في التعامل مع الناس، وطريقتهم في مواجهة الحروب الروحية، وأسلوب الانتصار عليها.

إن الذي يقرأ سير القديسين، يصير على الدوام في تغير مستمر، إلى أفضل: أسلوبه يتغير كلامه يتغير، معاملاته تتغير، محاولاً أن يصل إلى تلك الصورة عينها..


و بعد، أنا لست أدعى مطلقاً أننى وفيت هذا الموضوع حقه، فهو يحتاج إلى كتاب أو كتب. وكل ما ذكرته هو مجرد أمثلة.

و أترك لك أيها القارئ العزيز هذا الخضم الواسع من التأمل في فوائد سير القديسين.

فلا شك أن هذا الموضوع قد يشمل الحياة الروحية كلها..

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:00 PM

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

- قراءة سير القديسين



قراءة سير القديسين Hagiography من أهم الوسائط الروحية التي تستخدمها النعمة لتنمية علاقتنا مع الله، اشعال محبتنا له وملكوته.

وهى تقدم لنا التنفيذ العملى للمبادئ الروحية.

ربما تبدو لنا كثير من الوصايا والتعاليم وكأنها مبادئ نظرية. ولكننا نراها في سير القديسين في الواقع العملى، منفذة بصورة واضحة وفى ظروف مناسبة لها.

و هكذا يرينا القديسين أن وصايا الرب سهلة وممكنة، وليست مثاليات نظرية.

فكثيراً ما يقول البعض في استغراب: من يستطيع أن ينفذ هذه المثاليات؟! هل حقاً يمكن لإنسان أن يحول الخد الآخر لمن بلطمة على خده؟! (مت 5: 39). هل يمكن أن يصلى إنسان كل حين ولا يمل (لو 18: 1)؟! وأن يصلى بلا انقطاع! (1تس 5: 17). وهل يمكن أن يعطى الإنسان كل ماله للفقراء؟! (مت 19: 21). هذه الأسئلة مع الكثير من أمثالها، نراها جميعاً مجابة وممثلة في سير القديسين.


و لقد سمح الله أن يقدم لنا هؤلاء القديسون أمثلة عالية في كل فضيلة من الفضائل بلا استثناء

و بطريقة مذهلة حقاً، تدعو إلى الاعجاب الشديد بروحانية أولئك الأبرار، حتى وكأنهم كانوا ملائكة أرضيين، ارتفعوا فوق مستوى المادة والجسد، وعاشوا بالروح مع الرب، في حياة نصرة كاملة على كل حروب العدو. أو تقول إنهم عادوا إلى الصورة الإلهية التي خلق بها الإنسان منذ البدء.. فحياتهم تشجع كل إنسان أن يسير في النهج الروحى، بلا خوف، وبلا تردد.

بحيث نقول في ثقة حينما نقرأ عنهم: الله قادر أن يعيننا كما أعانهم..

حياة البر إذن ممكنة وسهلة ومتاحة، لكل من يطلبها. ونعمة الله مستعدة أن نعمل في كل قلب، وترفعه إلى أسمى درجة، مهما كانت حالته الأولى.. فروح الله الذي كان يعمل، ويقود النفوس نحو الله، ويمنحهم كل الإمكانيات والمواهب.


فما عمله القديسون، هو ما عمله روح الله معهم. أترانا نقرأ عنه أم عنهم في هذه السير؟

أم القصص التي وردت في سير القديسين، إنما تحكى " عن شركة الروح القدس" (2كو 13: 14) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أو هى قصة (الله مع الناس). عمل الله معهم، أو عملهم معه. يبدأ الله فيستجيب الناس، أو يتجه الناس نحو الله، يجذبهم إلى أحضانه بكل قوة. أو هى صورة لتلك العبارة في سفر النشيد " اجذبنى وراءك فنجرى " (نش 1: 4).


لقد كان لسير القديسين تأثير عميق في الجميع على مدى الأجيال.

فقصة حياة القديس الأنبا أنطونيوس التي كتبها القديس أثناسيوس الرسولى، كان لها تأثير عجيب في أهل رومه، حتى كانت سبباً في انتشار الرهبنة هناك. ولما قرأها القديس آوغسطينوس تأثر بها جداً، وقادته إلى التوبة. كذلك فإن تأثير سير الرهبان في برية شيهيت، جذب إليهم السواح من كافة البلاد، ليروا هؤلاء الذين عاشوا على الأرض وكأنهم في السماء.. فجاءوا إليهم، ليسمعوا من أفواههم كلمة منفعة، وكتبوا قصصهم أو بعضاً منهم، فحفظها التاريخ.


إن هؤلاء القديسين لم يكتبوا أى كتاب عن حياتهم. ولكن حياتهم كانت هى أشهى كتاب.

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال.

و الوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.


و قد اهتمت الكنيسة جداً بسير القديسين.

فوضعتها في كتاب اسمه السنكسار Synaxarium، لكى تقرأ منه في كل قداس إلهى، سيرة واحد منهم أو أكثر، لتعزيتنا وتعليمنا. وتقرأ أيضاً على المؤمنين جزءاً آخر من سير آبائنا الرسل الأطهار من (الأبركسيس)، أى سفر " أعمال الرسل ". وما أكثر ما تقيم الكنيسة أعياداً لأولئك القديسين، تحتفل فيها بذكراهم، وتعيد على الآذان والأذهان سيرهم وفضائلهم.

و كذلك أيقوناتهم في الكنائس، وما يوضع أمامها من شموع، إنما تعيد إلى الذاكرة سير أولئك القديسين، لتكون غذاء للروح ومجالاً للتأمل فضائلهم. وما أجمل قول ماراسحق:

" شهية هى أخبار القديسين، مثل الماء للغروس الجدد".

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال. والوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.

إنها غذاء روحى لا يستغنى عنه أحد، يجلب لنا الشعور بمحبة الله، ومحبة طرقه التي تؤدى إلى الملكوت.. وتجعلنا أيضاً نحب الفضيلة، ونحب أولئك الأبرار، ونتخذهم لنا آباء وشفعاء، ونحرض أن نعمق علاقتنا بهم، وكأنهم أحياء يعيشون معنا على الأرض، نتحدث إليهم ونطلبهم.


و من محبتنا لهم ولسيرتهم، نتسمى بأسمائهم.

و نشكر الله أنه في أيامنا هذه، كثر التسمى بأسماء القديسين ن نسمى بها أطفالنا، لينشأوا محبين للقديسين، وأيضاً اعترافاً منا بمحبتنا لهم وإعجابنا بسيرتهم.. ونفس الوضع حينما يدخل أحد في حياة التكريس، راهباً او كاهناً، يتسمى باسم أحد هؤلاء القديسين، إعترافاً منا بالسيرة المقدسة التي لهذا الإسم الحسن. وأود في هذا المقال أن أسجل بعضاً من التاثير الروحى لسير القديسين:


1- التأثير الأول هو القدوة:

و هذا ما قاله القديس بولس الرسول " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم " (عب 13: 7)0

و هنا نجد أمامنا منهجاً واسعاً جداً. فكل فضيلة يريد إنسان أن يقتنيها، نجد مجموعة من القديسين يرشدونهم بحياتهم إلى كيفية السلوك فيها، ويقدمون لنا مثالاً عملياً، وحافزاً يجذبه إليها.. على أننى أحب هنا أن أضع ملاحظة هامة وهى:


علينا أن نقتدى بالقديسين فيما هو ممكن لنا.

فمثلاً قد لا تكون حياة الاستشهاد متاحة. ولكننا نقتدى بالشهداء في قوة إيمانهم،فى شجاعتهم، في احتمالهم للإيمان، وفى الاستعداد للأبدية، وعدم محبة العالم ولا التمسك به.. وكل هذا ممكن لنا

و قد لا نستطيع الصلاة الدائمة، كما كان يفعل القديس أرسانيوس الكبير، أو القديس مقاريوس الاسكندارنى.. ولكن على الأقل ليكن لنا محبة الصلاة والاستمرار فيها على قدر قامتنا الروحية0

و لنعلم أن حياة قديسى البرية غير حياتنا في العالم. فلا نقلدهم في طى الأيام صوماً، الأمر الذي أتقنوه بعد سنوات طويلة من التدريب الروحى، وساعدتهم عليه حياة السكون..

إنما ليكن اقتداؤنا بهم في تلك الفضائل العالية تحت ارشاد روحى، وبتدرج حكيم.

و هناك فضائل أخرى متاحة للجميع، مثل الاتضاع، والوداعة، والهدوء، وخدمة الآخرين واحتمالهم، وعدم الغضب، وما يشبه ذلك.

أما الصمت الكامل، فلا يناسبك، إنما تأخذ منه: الكلام عند الضرورة، والكلام بقدر، واختبار الكلمة المناسبة، والكلمة البناءة النافعة..

فلا تقلد الفضيلة تقليداً كاملاً لا يناسبك ولا تقدر عليه. ولا ترفضها بالتمام في يأس. وإنما خذ منها بقدر، وبحكمة، وبتدرج، وتحت إرشاد..



خذ الفضيلة في روحها، لا في شكلها:

فحينما تقرأ مثلاً عن قديسى التوبة، حاول أن تكون مثلهم في حرارة توبتهم، وفى عدم عودتهم مطلقاً إلى الوراء. وتمثل بهم في إنسحاق قلوبهم وفى دموعهم. ولكن لا تقلد تقليداً حرفياَ الذين قادتهم التوبة إلى الرهبنة مباشرة مثل بيلاجية ومريم القبطية وموسى الأسود، وأوغسطينوس..

خذ محبة التائب لله، وعودته إليه، وعميق ندمه، واشمئزازه من الخطية.. ولكن عش في حدود شخصيتك وامكانياتك، وما أعطيته من النعمة..

2- التأثير الثانى لسير القديسين هو تقوية إلايمان:

سواء ما تقدمه سير الشهداء والمعترفين من التسمك بالإيمان، إلى حد الموت من أجله، أو قبول كل صنوف التعذيب، برضى وفرح وصبر..

أو ما تقدمه سير أبطال الإيمان الذين دافعوا عن العقيدة، بكل قوة وكل فهم، محتملين في سبيلها السجن والنفى والتشريد وكافة ألوان الاضطهاد، كالقديس أثناسيوس الرسولى مثلاً: الذي نفى عن كرسيه أربع مرات، واتهموه اتهامات شنيعة، وصدرت ضده أحكام، وقيل له " العالم كله ضدك يا أثناسيوس "..



نقرأ عن ذلك فيتبكت هذا الجيل، الذي لا يبالى بالخلاف في المذهب أو العقيدة، وينسى ما تحمله القديسون من آلام في سبيل ذلك!!

كانت المجامع المحلية والمسكونية تقام بسبب نقطة خلاف واحدة. ويبذل القديسون كل جهدهم في الدفاع عن الإيمان وفى إثبات العقيدة السليمة. والآن من أجل زواج أو طلاق، يمكن أن يغير إنسان مذهبه، بكل سهولة وبلا مبالاة، أو بجهل!! أو يختلف شخص مع أحد رجال الكهنوت، فيترك الكنيسة كلها، بكل إيمانها وعقيدتها. ولا يبالى بكل جهاد القديسين في سبيل ذلك الايمان.


لذلك نحن محتاجون إلى قراءة سير القديسين أبطال الإيمان، لتغرس في نفوس الجميع أهمية الإيمان والثبات فيه، ونبذ ما يسمى باللاطائفية!!

إن الكنيسة ليست طائفة، ولا هى مجموعة طوائف، ولكنها جماعة المؤمنين بايمان سليم في كل تفاصيله..

هذا الإيمان الذي استشهد من أجله قديسون في جميع الأجيال، والذين تألم بنسببه وتعذب عدد كبير من القديسين. ومن بينهم رهبان عاشوا في البرية الجوانية. ولكن عاشوا في الأيمان. وما أجمل الرمز الذي يحويه تكفين الأنبا السائح في رداء البابا أثناسيوس بطل الإيمان..

3- التأثير الثالث لسير القديسين هو غرس مشاعر الاتضاع و الانسحاق:

فكلما نقرأ عن هذه القمم العالية، وما وصلوا إليه، تتضع نفوسنا في الداخل، ونشعر أننا لا شئ إلى جوارهم..

حينما نقرأ عن القديس الأنبا ابرام في العطاء، ألا تنسحق نفوسنا؟‍‍ هذا الذي كان يعطى كل شئ. ولا يبقى لنفسه شيئاً. حتى أن البعض أعطاه مرة قطعة قماش أسود ليفصلها ثوباً له بدلاً من جلبابه البالى، فوهب قطعة القماش هذه لأرملة زارته.. أو ماذا نقول عن الأنبا يوحنا الرحوم الذي باع كل ما كان له وأعطاه للفقراء0و لما لم يجد شيئاً يملكه، باع نفسه عبداً، وتبرع بثمن نفسه للفقراء..!! آلا تتضع نفوسنا، حينما نقارن عطاءنا بعطاء هؤلاء؟!


حقاً إن سير القديسين تطرد من نفوسنا كل محاربات الكبرياء والمجد الباطل، إن حاربنا العدو بها.

إن حاربتنا أفكار من جهة خدمتنا، وقارنا أنفسنا بسيرة بولس الرسول الذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10). وبشر في أورشليم، وفى إنطاكية، وآسيا الصغرى، واليونان، وفى رومه، ووصل إلى أسبانيا. وأسس كنائس لا حصر لها، وذاق متاعب لا توصف (2كو11)0 وكان يكتب رسائل، حتى وهو في السجن (أف 4: 1).. ألا تنسحق أنفسنا بهذه المقارنة وأشباهها؟!


و مهما أنسحقنا لن نصل إلى اتضاع القديسين.

هؤلاء الذين على الرغم من كل فضائاهم، قيل إنهم كانوا يبكون على خطاياهم!! القديس مقاريوس الكبير بكى وأبكى كل المجمع معه. القديس موسى الأسود، القديس بيشوى، القديس باخوميوس الكبير.. ماذا كان يبكى كل هؤلاء؟

القديس أرسانيوس الذي كان يقف ليصلى وقت الغروب، والشمس خلفه، ويظل واقفاً في الصلاة حتى تشرق مرة أخرى من أمامه، يقال إنه سقطت رموش عينيه من كثرة البكاء. وكان يبلل خوصه بالدموع!! فأين هو اتضاعنا نحن مهما اتضعنا؟!

القديس مكاريوس الكبير مؤسس الرهبنة بالاسقيط سألوه بعد رؤيته لسائحين في البرية الجوانية، فقال " أنا لست راهباً ولكنى رأيت رهباناً"..!! القصص أمامنا لا تنتهى فلعلنا نكتفى بهذه..


إننا نحارب بالكبرياء، حينما نقارن أنفسنا بأمثلة حية، تظن أننا أعلى منها!! أما حينما نقرأ سير القديسين، فحينئذ يستد كل فم، وندرك أننا لا شئ..

التأثير الرابع لسير القديسين

أنها تعطينا روح الحكمة والإفراز

تعلمنا الطريق الصحيح الذي نسلك فيه.. ما أجمل ما نقرؤه عن داود الملك، حينما أراد أن يشترى مكاناً لبناء الهيكل ووافق أرونه اليبوسى أن يهبه كل شئ بلا مقابل، حينئذ رفض داود وقال " لا، بل أشترى منك بثمن. ولا أصعد للرب إلهى محرقات مجانية " (2صم 24 |: 24).

إننا نتعلم الحكمة أيضاً من أبيجايل: كيف أنها تمكنت من توبيخ داود النبي بطريقة ربحته بها (1صم 25: 23 – 35)

نتعلم الحكمة من سير آباء البرية، حتى من الشباب. الذين فيهم أمثال القديسين الأنبا يوحنا القصير الذى قيل إن الأسقيط كله كان معلقا باصبعه0 ومثل تادرس تلميذ باخوميوس ومن حكمة الشيوخ مثل الأنبا أغاثون والأنبا ايسيذورس وغيرهم إن حكمة الآباء كنز لمن يتعلم..


الدرس الخامس الذي نتعلمه من سير القديسين هو دوام النمو

إنه صعود إلى فوق بغير حدود.. مثال ذلك بولس الرسول بكل مواهبه وخدمته وصعوده إلى السماء الثالثة. ومع ذلك يقول " ليس أنى نلت أو صرت كاملاً، ولكنى أسعى لعلى أدرك. أنسى ما هو وراء، امتد إلى ما هو قدام. اسعى نحو الغرض " (فى 3: 12 – 14).

الدرجات العليا التي وصل إليها القديسون في كل فضيلة، تحثنا على أن نمتد إلى قدام، ولا نكتفى مهما وصلنا. فالطريق أمامنا طويل طويل.. والنعمة مستعده أن تأخذ بأيدينا لنقطع فراسخ أولاً.. على آثار هؤلاء القديسين، إذ تعطينا سيرهم حرارة لا تخمد ولا تنطفئ..


أمور أخرى كثيرة نتعلمها من تأثير سير القديسين فينا.

نتعلم كيف تكون اعترافاتنا اكثر دقة، إذ نكتشف تقصيرات عديدة في حياتنا، بالمقارنة بسيرهم..

نتعلم ايضاً أسلوب التخاطب مع الله في الصلاة، عندما نقرأ صلواتهم، وما فيها من دالة، وما فيها من اتضاع، ومن حب وحرارة.. نتعلم أيضاً أسلوبهم في التعامل مع الناس، وطريقتهم في مواجهة الحروب الروحية، وأسلوب الانتصار عليها.

إن الذي يقرأ سير القديسين، يصير على الدوام في تغير مستمر، إلى أفضل: أسلوبه يتغير كلامه يتغير، معاملاته تتغير، محاولاً أن يصل إلى تلك الصورة عينها..


و بعد، أنا لست أدعى مطلقاً أننى وفيت هذا الموضوع حقه، فهو يحتاج إلى كتاب أو كتب. وكل ما ذكرته هو مجرد أمثلة.

و أترك لك أيها القارئ العزيز هذا الخضم الواسع من التأمل في فوائد سير القديسين.

فلا شك أن هذا الموضوع قد يشمل الحياة الروحية كلها..

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:00 PM

كتاب مقالات روحية للبابا شنودة الثالث

- مقياس الطول ومقياس العمق (روحانية العبادة)


أود في هذا المقال أن أحدثكم عن روحانية العبادة لكي يختبر الإنسان مقدار درجته في العبادة، هناك مقياسان:

أما مقياس الطول، فهو مقدار الوقت الذي يقضيه الإنسان مع الله في كافة نواحي العبادة: في الصلاة، في التأمل، في الترتيل، في الألحان، في التسبيح، في القراءات الروحية..

في مقياس الطول لا أريد أن أحداثك عن الدرجات الروحية العالية لئلا تقع في اليأس. لا أريد أن أحدثك عن حياة الصلاة الدائمة فربما لا يكون هذا هو طريقك في الحياة، وقد تكون هذه من درجات النساك العابدين. ولا أريد أن أحدثك عن تدريب صلب العقل الذي سار فيه القديس مقاريوس الإسكندري، ولا عن حالات اختطاف الفكر، ولا عن تدريب خلط كل عمل من أعمال الحياة بالصلاة.

ولا أريد أن أحدثك عن أمثال القديس أرسانيوس الذي كان يقف للصلاة وقت الغروب والشمس وراءه، ويظل واقفاً مصلياً حتى تطلع الشمس أمامه مقضياً الليل كله في الصلاة..

ولكنى أحب أن أسألك كم تعطى الله من وقتك؟ وكم تعطى لأمور العالم من وقتك؟ وهل هي نسبة عادلة؟ وهل الوقت الذي تقضيه في العبادة كاف لغذاء روحك؟

هناك إنسان يزعم أنه يصلى كل يوم. وقد يكون مجموع صلواته في اليوم بضع دقائق، لا تشبع روحه ولا تشعره بالصلة بالله..

وقد يقف إنسان ليصلى، وسرعان ما يشعر بالسأم والملل، ويحب أن ينهى صلاته بأية طريقة كما لو كان عبئاً ثقيلاً عليه!! ذلك لأن قلبه جاف من الداخل ليست فيه محبة الله..

وقد يعتذر إنسان عن الصلاة بضيق الوقت. وقد يكون السبب الحقيقي هو عدم وجود الرغبة وليس عدم وجود الوقت!

إن أكبر رد على مثل هذا الإنسان هو داود النبي الذي كان ملكاً، وقائداً للجيش، ورب أسرة كبيرة جداً، ومع ذلك نراه يصلى" عشية وباكر ووقت الظهر". ويقول لله: "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك".. ولا يكتفي بالنهار بل يقول أيضا: "فى نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك". ولا يكتفي بالليل بل يقول: "كنت أذكرك على فراشي، وفى أوقات الأسحار كنت أرتل لك". ولا ينهض فقط في وقت السحر بل يقول للرب: "سبقت عيناي وقت السحر، لأتلو في جميع أقوالك " ومع كل صلوات الليل هذه، نراه يقول في شوق إلى الله: "يا الله أنت ألهى، إليك أبكر، عطشت نفسي إليك"..

وفى النهار يقول: "محبوب هو أسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي"..

إنه مثل جميل، لرجل من رجال الصلاة، كان مشغولاً جداً، وعليه مسئوليات وأعباء لا حصر لها، ومع ذلك نجح في عمل الصلاة، وضرب مثالاً رائعاً لمقياس الطول في العبادة.. فلا يصح إذن أن نعتذر بالمشغوليات. لأننا إن آمنا بأهمية أمر من الأمور، نستطيع أن نوجد له وقتاً. المشكلة إذن في عدم وجود الرغبة.. المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت

وقد يكون السبب هو عدم الإحساس بالاحتياج إلى الصلاة.. مثال ذلك الشاب الذي زارني في إحدى المرات وقال لي: "إن شاء الله ستبدأ امتحاناتي يوم السبت، فأرجوك أن تذكرني في صلواتك يوم الأربعاء لأنها مادة صعبة". فقلت له: (وماذا عن امتحان يوم السبت؟). فأجاب: "إنها مادة سهله لا تحتاج إلى صلاة"..! نعم، ما أكثر تلك الأمور التي نراها لا تحتاج إلى صلاة.. إنها الثقة بالنفس أو بالظروف المحيطة أو ببعض المعونات البشرية، التي تجعلنا نشعر أننا لسنا في حاجة إلى صلاة.. كأننا ننتظر الوقت الذي يسمح فيه الله بضيقة أو مشكلة، وحينئذ فقط نصلى!!

أعود إلى سؤالي: ماذا عن مقياس الطول في حياتك الروحية؟ وهل أنت من جهة وقت العبادة في نمو مستمر؟

أما عن مقياس العمق فهو حالة القلب أثناء العبادة.. فقد يصلى إنسان وقتاً طويلاً ولكن في غير عمق.. بصلوات سطحية أو بصلوات من العقل فقط أو من الشفتين وليست من القلب، أو بصلوات من عقل غير مركز يطيش أثناء الصلاة في العالميات..!

إن مقياس العمق في الصلاة يجعلنا نسأل الأسئلة الآتية:

هل صلواتك بحرارة؟ وهل هي بإيمان؟ وهل هي بحب وشوق نحو الله؟ وهل صلواتك في انسحاق وتواضع قلب؟ وهل هي في خشوع وهيبة شديدة لله؟ وهل هي في تركيز وجمع للعقل؟ وهل صلواتك تشعر فيها بالصلة الحقيقية أمام الله كما لو كان قائماً أمامك تخاطبه وجهاً لوجه ؟
وهل هي من القلب حقاً أم من الشفتين فقط؟ وهل تتكلم فيها مه الله بدالة وثقة؟ وهل أنت تجد لذة في صلاتك وتتمنى لو استمرت معك كل الوقت أم أنك تؤدى فرضاً لابد أن تؤديه؟ وهل صلواتك من أجل نفسك فقط أم من أجل الآخرين أيضاً؟ وهل صلاتك هي لله وحده أم فيها عناصر الرياء ومحبة الظهور أمام الناس..

إنها أسئلة كثيرة إن أجبت عليها تعرف مقدار العمق الذي لك في عبادتك..

ويدخل في مقياس العمق نوعية الصلاة أيضاً.. فهل صلاتك مجرد طلب، أم فيها أيضاً عنصر الشكر، وعنصر التسبيح والتمجيد، وعنصر التوبة والانسحاق والاعتراف بالخطية..

ثم أيضاً هل صلاتك بفهم؟

هل تعنى كل كلمة تقولها لله؟ وهل تفهم معاني الألفاظ التي ترددها وبخاصة في الصلوات المحفوظة وفى المزامير؟

ويبقى بعد كل هذا أن نسأل: هل أنت حقاً تصلى؟ هل ينطبق عليك مقياس العمق؟ هل تشعر أن صلواتك قد وصلت فعلاً إلى الله؟ وهل تشعر انه قبلها، وانه مطمئناً واثقاً أن الله سيعمل معك عملاً..

وهل في صلاتك تشعر انك حفنة من تراب تحدث خالق الكون العظيم، فتقف أمامه في خشوع تشكره على الشرف الذي منحك إياه إذ سمح لك أن تقف أمامه..

إن قست نفسك بهذين المقياسين، مقياس الطول ومقياس العمق، ووجدت نفسك لم تبدأ بعد حياة العبادة، فنصيحتي لك أن تبدأ من الآن، وأن تحسن حالتك يوماً بعد يوم.. ولا تنهمك في أمور العالم الانهماك الذي يجفف قلبك ويقسي روحك ويجعلك تنظر إلى أمور العبادة بعدم اكتراث!!

أيها القاري العزيز، ضع أمامك على الدوام قول السيد المسيح: "ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! أو ماذا يعطى عوضاً عن نفسه "؟!.. اهتم آذان بنفسك واحرص على أبديتك. ولتكن لك علاقة عميقة بالله. وان وجدت صعوبة في بداية الطريق فلا تيأس. وان حاربك الشيطان فقاومه، واثبت في عبادتك. وسيأتي الوقت الذي تذوق فيه جمال الحياة الروحية فتجدها شهية وممتعة، فتأسف على الأيام التي ضاعت عبثاً من حياتك. ابدأ في عمل الصلاة، وفى صلاتك اذكر ضعفى. وليكن الرب معك يقويك على عمل مرضاته..

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:01 PM

كتاب
لقاء يومى مع الهى


اعداد
القمص تادرس يعقوب ملطى

http://www.vb.rabelmagd.com/images/s...ad/1111gg2.jpg


كتاب اللة يدعو

http://www.coptictamgeed.com/B-God_Calls.htm




كتاب
تدريب صلاة يسوع
القس انطونيوس فهمى

http://www.4shared.com/file/131212002/dfc99918/___.html



كتاب رحلة إلى المرتفعات.

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:02 PM

تــــــــــــــأملات رااااااااااائعـــــــــــــة...

http://www.masi7i.com/uploads/53/218...25625_5605.jpg



أعطني من مياه ينبوعك النقي

مسكينة هي النفس التي لم تلتقِ بعد بينبوع ماء الحياة..
مَنْ يستطيع أن يطفئ لهيب ظمأ الناس؟
مَنْ يستطيع أن ينجو من هلاك العطش إلى الشهوات؟
الينبوع..



الينبوع وحده قادر أن يروي ويشفي ويسعد الإنسان..



"يا سيد أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي"

(يو4: 15)



ربي يسوع..



أعطني من مياه ينبوعك النقي..



لكي لا أحتاج مرة أخرى إلى قاذورات العالم..



ولكي لا آتي هنا مرة أخرى إلى حيث أماكن العثرة والخطية والضياع..



حقًا إن "النفس الشبعانة تدوس العسل، وللنفس الجائعة كل مُر حلو"

(أم27: 7)



فأعطني يا سيدي القدوس أن أرجع إليك..



لأشبع بكَ فأدوس على عسل العالم المُر..



وأنكر الفجور والشهوات..



وأكون لكَ إلى المنتهى.

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:03 PM

يسوع هو الحبيب الأبدي

http://www.masi7i.com/uploads/53/2186/Picture5.jpg


طوبى لنفس ارتبطت بالمسيح..
فصارت ثابتة به في عالم سريع التغير.
طوبى لنفس استراحت في المسيح..
وتمتعت بحبه فزهدت حب العالم الأناني.



طوبى لنفس استقرت في حضن المسيح..



يمسح لها دموعها، ويغفر لها خطاياها،



ويُطهرها من كل إثم وزلة.



طوبى لنفس تعود في المساء بعد العناء..



لتجد الراحة والهدوء..



بل والخلود بين ضلوع الحبيب الأبدي.



طوبى لنفس تعلّقت برجائها الأبدي..



وصارت في العالم غريبة عنه تسعى كسفيرة.



عيناها هناك حيث المسيح جالس.



فهو لنا العون والمعين..



"فرَحًا أفرَحُ بالرَّب. تبتَهِجُ نَفسي بإلهي،



لأنَّهُ قد ألبَسَني ثيابَ الخَلاصِ. كساني رِداءَ البِر،



مِثلَ عَريسٍ يتزَيَّنُ بعِمامَةٍ،



ومِثلَ عَروسٍ تتزَيَّنُ بحُليها



(إش61: 10).

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:04 PM

يسوع هو العون والمُعين

http://www.masi7i.com/uploads/53/218...25603_1486.jpg

بى يسوع..
دعني أُقبِّل قدميك وأقتنيك فيَّ حصنًا،
وعريسًا، وغفرانًا، وطهارة،
ورجاء أبدى

ربى يسوع.



دعني أمسك بكَ ولا أرخيك.



فأنت ملاذي ومرجعي..



وحصني الحصين.



آتِ إليك..



فأجد الأمان بعد أن تغير كل شيء فيَّ وحولي،



ولم يعد للعالم أمان.



ما أمسكه اليوم كحقيقة..



يفر من يدي غدًا كالدخان.



وما كنت أظنه تأمينًا لمستقبلي..



يصير نفسه تهديدًا لحياتي، وفقدانًا للأمان.



لا شك أن تيار الخطية يعمل الآن بقوة.



يقف المسيح فاتحًا أحضانه..



يغفر ويغسل ويُجدِّد،



ويُرمم النفوس المتهالكة،



والأجساد المُنهكة بالخطية.



يختطف النفس من بين أنياب الوحش.



ويُضمد جراحاتها..



ويشفي أنينها.



قد نخطئ ضعفًا.



وكل منَّا لا يريد أن يخطئ..



وكل منَّا تعب من كثرة الخطأ والخطية.



ونفوسنا ملّت هذا المسلسل السخيف.



وقلوبنا تهفو إلى يوم نعيش فيه في براءة وطهارة ونصرة.



يسوعنا المحبوب قادر أن يسندنا..



ويمنحنا كامل قوته لننتصر به على كل ضغط وإغراء العالم.



هو يغفر ويداوي..



ويطرح خطايانا في بحر النسيان..



ويُجدِّد عهودنا معه، لنحيا به معه إلى المنتهى..



ولا يستطيع العالم أن يسحقنا ثانية.



آمين.


Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:05 PM

الحَمَل المذبوح

http://www.masi7i.com/uploads/53/218...96939_3198.jpg
ربي يسوع المحبوب.. دعني أُقدِّم ذاتي تحت رجليك.
وقتي وجهدي،
ومالي وصحتي،
وعافيتي ونظري،

وسمعي وكلامي...

وكل ما لديّ..



أُقدِّمه تحت قدميك الطاهرتين في تسليم وتكريس وحب وفرح،



عالمًا أن ما لديّ هو عطية خالصة من صلاحك يا محب البشر،



فمُعلِّمنا بولس الرسول نبّه ذهني إلى عطاياك حينما قال:



"أيُّ شَيءٍ لكَ لم تأخُذهُ؟ وإنْ كُنتَ قد أخَذتَ، فلماذا تفتَخِرُ كأنَّكَ لم تأخُذْ؟"

(1كو4: 7).



حقيقة أنا لا أملك ذاتي لأنك وهبتني الحياة من العدم.



ولمَّا سقطت وكنت في خطر أصلحتني بتجسدك الإلهي،



ورددتني مرة أخرى إلى الوجود والخلود بسبب صلاحك ومحبتك للبشر.



أنا مِلكَك لسببين..



الأول أنك خلقتني،



والثاني أنك اشتريتني بدمك بعد أن مُت وأحييتني بقوتك.



"وهو ماتَ لأجلِ الجميعِ كيْ يَعيشَ الأحياءُ فيما بَعدُ لا لأنفُسِهِمْ،

بل للذي ماتَ لأجلِهِمْ وقامَ"

(2كو5: 15).



لذلك أُقدِّم لكَ ذاتي وهي أيضًا "من الذي لك



Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:05 PM

ثبتني فيك.. لأحيا بكَ ولكَ

http://www.masi7i.com/uploads/53/2181/Picture13.jpg

مَنْ لا يُؤمن بالثالوث.. لن يجد له مكانًا بيننا في القداس..فهو مجد الثالوث.
ومَن لا يُمجِّد الثالوث بالصلاة..لا يستحق أن يشترك في التناول من جسد الابن الوحيد في نهاية القداس.



يا للهيبة والوقار الذي يُحيط بصلواتنا المُقدَّسة.

إننا نقف أمام الثالوث كُلي القداسة، نتكلّم معه ونُسبِّحه!!

إن الملائكة يقفون بكل وقار وخشوع أمام الحضرة الإلهية..

لقد سبَّحه الآباء بخوف واحترام..

ويأمرنا المزمور أن نعبُد الرب بخوف



"اعبُدوا الرَّبَّ بخَوْفٍ، واهتِفوا برَعدَةٍ"

(مز2: 11).



"أمّا أنا فبكَثرَةِ رَحمَتِكَ أدخُلُ بَيتَكَ. أسجُدُ في هيكلِ قُدسِكَ بخَوْفِكَ"

(مز5: 7).



"لأنَّ الرَّبَّ عَليٌّ مَخوفٌ، مَلِكٌ كبيرٌ علَى كُل الأرضِ"

(مز47: 2).



"مَخوفٌ أنتَ يا اللهُ مِنْ مَقادِسِكَ.

إلهُ إسرائيلَ هو المُعطي قوَّةً وشِدَّةً للشَّعبِ. مُبارَكٌ اللهُ!"

(مز68: 35).



"إلهٌ مَهوبٌ جِدًّا في مؤامَرَةِ القِديسينَ، ومَخوفٌ عِندَ جميعِ الذينَ حولهُ"

(مز89: 7).



ربي يسوع..

كيف بعد كل ذلك أقف أمام حضرتك الإلهية بتراخٍ وكسل..

وكيف أُسبِّحك بقلب منقسم شارد وغير خائف من حضور الثالوث!!

دعني يا سيدي أحترمك بوقار وهيبة يليقان بالمذبح المُقدَّس.

إن الكنيسة هي المؤمنين المُتحدين معًا بالمسيح..

وبناء الكنيسة يكون بتجميع المؤمنين، وربطهم معًا بالمسيح.

والإفخارستيا هي الوسيلة العظمى لتثبيتنا معًا في المسيح..

فتُبنى الكنيسة، وتنمو، وتعيش في سلام..

ربي يسوع البار..

ثبتني فيك لأحيا بك ولك.. فأنا بدونك ليس لي حياة.

ربي يسوع القدوس..

اجمع كنيستك فيَّ.

اجعل أعضاءك المؤمنين لا يهملون أن يثبتوا فيك بالتناول

من جسدك المُقدَّس ودمك الإلهي الكريم.

"اجعلنا كلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قُدساتك،

طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا،

لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا،

ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء".

ربي القدوس..

ثبتني فيك.. لأحيا بكَ ولكَ

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:07 PM

حبيب قلبى و مخلص نفسى

http://www.masi7i.com/uploads/53/220...78338_5281.jpg

صلاة

ربى والهى مخلصي يسوع ..حبيب قلبى و مخلص نفسى

يا ربى اصرخ اليك ..ارفع اليك طلباتى

اقدم لذاتك نفسى المتعبه ..تأن بى خلجاتى

فقد ذبل جسدى و لصقت بى اتعاب الطريق

هانت ايامى و ظلمنى الرفيق



جئت اليك .ربى نجينى .

ضربت الشمس رأسى و برد الليل اقتحم حياتى

نالت منى افكار اليأس ..حطمتنى احزانى

طلبت لنفسى الكثير..وما وجدته أدمى ايامى

وهنت عيناى من بكاءا..سالت دموعا اثقلت جفونى

يا حبيبى اصرخ اليك اليوم

نجينى ..ارفعنى من مذلتى

ضعفت نفسى يا حبيبى ..لا احتمل هذا كله

أحنت ظهرى احزان قلبى ..

قزفت بى فى جب من خوف و رعب

الهى لا تتركنى ..لا تتركنى

ارسل لى ملاكا يحرسنى من ظلمه الطريق

قد غدر بي صديقا يوما ..ويوما حبيب

تركنى كل احبائى و سرت تائها كائيب

دروبى صارت خرابا

اشواك لا تخيب

اه يا ربى

اسمعنى ..اسمع توسلاتى

قوينى فى ضعفى

ارفع نفسى

أنر لى طرقات حياتى

احتاجك جدا

لا ترد نفسى

طالبت معونتك

لا تدعنى اخزى امام همومى

وان انكسر بى فخا نجينى

وان ذلت قدماى احملنى

يا ربى

اركن اليك كل ما فى صدرى

غرقت بين امواج

تلاطمت بى ..كسرت عظامى

فاضت داخلى الماء

اذابت كيانى

خنقت انفاسى

أيها الرب يسوع ليس لى غيرك

احتمى بك ..تضمنى

يا ربى

ان كنت اليك اخطات ..وان كنت اليك اذنبت

اغفره لى ..سامحينى

اغفر لى قله فهمى..ضعف بصيرتى

ما فعلته و لم ادركه

جرما لوثت به ذاتك فيا

لا تاخذ بحماقتى

فانا لست الا صغير

وأخطائى اكبر منى

جرحت يداك بمسامير

اكليلا بدلت تاجك به

الهى لم اكن اعى ما افعل

لم تدرك يداى كم من سياطا ضربتك بها

ولكنى قتلتك يوما و قتلت اعز حبيب

سامحنى يا الهى

سامحنى يا حبيبى

+


Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:08 PM

نعمل ايه عشان نعرف نسمع صوت ربنا؟؟؟

الهدوء،

1) اهدي قبل الصلاه وقبل قراية الانجيل لأن الدوشه قبل الممارسات الروحيه مش بتخلينا نستفيد منها
فلازم الاقي وقت اقعد فيه مع ربنا حتي لو قفلت التليفون شويه لو التليفون ده معطلني عن قعادي مع ربنا
ونقعد نقول ترنيمه مثلا نعرف نسمع صوت ربنا من خلالها ونبدأ نصلي
2)
الاخلاء...
يعني ايه؟ أنظف ودني من حديث الناس وده ازاي؟
باني أبعد عن النميمه وأنقي عقلي من الشرور
لازم أفضّي عشان اعرف أستقبل صوت ربنا
3)
الجهاد
، يعني لما تقرأ وصيه وتحس أنها صعبه متقولش صعب التنفيذ لكن تحاول فيها يعني مثلا احبوا اعدائكم
لاقيت حد بيكرهك ومش طايقك هتعمل ايه؟؟؟ علي الاقل لو مش قادر تحبه، الاول جاهد انك تبطل تكرهه وتطلب من ربنا تبطل تكرهه وتبطل تتمناله الشر ، كده انت بتجاهد لأن مافيش وصيه سهله فلازم تجاهد وتعمل باللي بتسمعه علي الاقل تطبق معني واحد من اللي سمعته احسن من أنك تسمع كتير ومش بتطبق ومش بتأخد قرار.


+++ أبونا بولس جورج+++

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:09 PM

أما نحن فلنا فكر المسيح
الأنبا موسى الأسقف العام

"ثم أطلب إليكم بوداعة المسيح وحلمه أنا نفس بولس الذى فى الحضرة ذليل بينكم وأما فى الغيبة فمتجاسر عليكم ولكن أطلب أن لا أتجاسر وأنا حاضر بالثقة؛ التى بها أرى أنى سأجترئ على قوم يحسبوننا كأننا نسلك حسب الجسد لأننا وإن كنا نسلك فى الجسد لسنا حسب الجسد نحارب إذ أسلحة محاربتنا، ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون هادمين ظنوناً، وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر ألى طاعة المسيح" (2كو10).
هناك حرب فكرية يحيا فيها الإنسان تسير على شقين :
 شق سلبى : هو الفكر الردىء فأسره وأجعله يخضع لطاعة المسيح وفكر المسيح.
 الشق الثانى : أو المستوى الأعلى أن يكون لنا فكر المسيح.
أولا: أهمية الفكر فى الحياة الإنسانية :
فى البدء كان الكلمة، أذن فكر الله اللوغوس أزلى، فالكلمة دائماً هى المحرك والقائد للكون لأن خلقة الأرض بكلمة من فيه، لآن الله عاقل
وعقله غير محدود، حكيم وحكمته غير محدودة أزلية، أبدية، لا نهائية. خلق الإنسان مفكر وعاقل، وهذا هو الفرق بينه وبين الكائنات الأخرى. وإذا كنا نسمى:
 الآب : الحكيم.  الإبن : الحكمة.  الروح : هو روح الحكمة.
الحكمة بنت بيتها.. الرب قنانى أول طريقه وأول طريق الآب هو الأزلية. وفى سفر الأمثال يقول منذ الأزل. الله خلق الإنسان على مثاله فى الحكمة. إذن الفكر له دور كبير فى الحياة يتلخص فى 4 نقاط :
الفكر هو بداية الفعل والعادة :
أى شئ أفكر فيه هو ما سأنفذه، والإنسان يفكر فى الشىء فينفعل به فينفذه ويتحرك، وهذه الحركة هى آخر شئ، فالفكر هو أساس الفعل وأساس تكوين العادات.
الفكر هو واضع خطوط الحياة :
إن الإنسان يفكر ويرسم الخط ثم يسير عليه ليس فقط فعل مؤقت أو متكرر لكن هذا تخطيط العمر، إنسان مثلاً وضع فى فكره أن يعيش مع الله، فتصبح هذه إستراتيجية حياته وهذا ما يسموه فى علم النفس إتجاه. فمن أخطر الأمور هو الفكر، لأنه يخطط للحياة كلها والحياة تمتد إلى الأبدية.
الفكر تعبير عن القلب :
ليس فقط فكر أنفذه لكن أيضاً تعبير عن المشاعر، من القلب تخرج أفكار شريرة، فينبوع الفكر من القلب وفى اللغة القبطية كلمة هيت (\ht) تعنى قلب وفكر فى وقت واحد. إذن هناك رابطة وثيقة بين الفكر والشعور، فالقلب المملوء بمحبة ربنا يفكر فى الناس بطريقة جديدة.
الفكر يضبط العلاقات :
طالما أن فكرى ضبط شعورى فشعورى يضبط علاقاتى، فالتفكير الإنسانى خطير جداً فى حياة البشر.
ثانياً: أنواع الأفكار :
هناك أفكار سلبية وأخرى إيجابية :
1- الشهوة.
2- الإدانة : أصبح يدين الناس وليس نفسه وهى حيلة دفاعية تدل على وجود تعب نفسي وروحى.
3- التميز : الشعور أنى افضل وهو طريق إلى الكبرياء والكبرياء يعقبها السقوط.
4- الفردية : وهو فكر غير كنسى، وغير كتابى، وغير مسيحى، وغير حكيم، وغير ناجح عملياً الإنسان الفردى الذى لا يعيش إحساس الفريق، وإحساس الكنيسة الجماعى. الفردية
ثقة فى النفس زائدة، تدل على كبرياء وضحالة روحية، بينما الجماعية معناها أنى غير واثق فى نفسى بل واثق فى الله، وروح الله العامل فى الجماعة.
5- الحسد : وهو عمق الذاتية، أنا منحصر داخل نفسى، ولا أحتمل نجاح غيرى، ويوجد شوق لزوال النعمة عن المحسود، وأتمنى أن يفشل.
6- الغيرة : لماذا غيرى عنده شئ غير موجود عندى؟! وهذه ذاتية، خاصة أننى عندى أشياء أخرى وعطايا أخرى أستفيد منها واستثمرها فالغيرة طالما لمجد ربنا "حسنة هى الغيرة فى الحسنى" (غل 18:4). هذه كلها أفكار سلبية ممكن أن تملأ الفكر، تظهر فى الفعل، تغمر المشاعر، توتر العلاقات.
 شهوة : أعطينى حياة الطهارة.
 إدانة : أعطينى أن أدين نفسى.
 تميز : كلها عطاياك يارب.
 فردية : علمنى أن أكون جماعى.
 حسد : ارحمنى من السقوط فى هذه الخطية.
 غيرة : أجعلها تكون غيرة فى الحسنى وليس غيرة للذات.
الأفكار الإيجابية :
أما نحن فلنا فكر المسيح :
1- فكر التوبة : فالتوبة فكرة وليست مشاعر لأن التوبة القائمة على التفكير أفضل من المشاعر. مثل الإبن الضال الذى درس وقارن واقتنع، وكلمة تاب تعنى ثاب أى شخص استيقظ وفكر... التوبة هى رجعة قلب لربنا كل لحظة سواء تاب بعد ما أخطأ أو أثناء الخطأ، يعنى
رجع لربنا نادم أو قبل الخطأ، فعندما تصبح التوبة خط أو إتجاه للحياة تحكم كل علاقاتى بربنا ويصبح الإنسان تواب ويأخذ كل كسرة نفس من ربنا، وليس من إنسان، فيفرح ويتعزى بها، (الرب قال له سب داود).
2- فكر أهمية الشبع : علينا أن نرسم خطة للشبع لو وضعنا فكر الشبع أمامنا، حتى لا أعيش فى تفريغ مستمر، وأبحث عن طرق لأشبع من ربنا.
3- فكر القداسة : فرق بين فكر عدم عمل الخطايا وبين القداسة، فعندما أضع أمامى فكر القداسة أستكبر فعل الشر وشبه الشر، الإنسان الأرثوذكسى دائماً حزين لأنه ليس قديساً.
4- فكر العطاء : الإنسان سمع السيد المسيح يقول: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع 35:20) فبدأ يضع فى فكره أن يعطى لا يأخذ وهذه تغير وتصنع انقلاب فى حياة الإنسان فعندما يكون الإنسان، عنده فكر العطاء يكون دائم عدم الرضا عن النفس، وهو بمعنى أنه غير راض عن نفسه.
فكر الموت والأبدية: مثل الأم سارة التى كانت تضع فكرة الموت أمامها فى كل لحظة. هذه كلها أفكار إيجابية لو أن الإنسان ملأ بها ذهنه تغيرت حياته.

ثالثاً: الأفكار لها رئيس :
أحسن طريقة تكشف لى أفكارى هى السرحان يختبر أفكاره فى أى إتجاه هل تسير... فى الشهوة... فى الإدانة... إلى آخره من الأفكار السلبية، إذن السرحان مهم أن الإنسان الذى يجاهد فى طريق الرب أن يعرف الفكر المتسيد أو الفكر الأساسى. طبعاً يوجد أفكار أخرى كثيرة، فكون أنه يعرف هذا هو المهم، ويوجد قول أنه (عندما يكتشف الإنسان خطيئته هذا نصف العلاج).

رابعاً: كيف يكون لى فكر المسيح ؟
1- وسائط النعمة : من خلال الصلاة فالإنسان الذى عينه فى عين المسيح ودائماً فى شركة معه يأخذ فكر المسيح (هؤلاء الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل ألقوا عنهم كل حب جسدانى). الخطر أن أعيش وحدى ولكن أن يجب أن يكون بينى وبين المسيح Hot Line. أى الخط الساخن، وهذا يكون من خلال الصلاة وهذه تجعل المسيح سريع الحضور وسريع الاستكشاف، وسريع الاستشعار، هذه أول وسيلة لاقتناء فكر المسيح.
2- الكتاب المقدس : "فتح كلامك ينير الجهال" (مز 130:119)، "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى" (كو 16:3) أى مصادقة الكتاب، وشخصياته، ووعوده.
3- القراءات الروحية : (كثرة القراءة تقوم العقل الطواف).
4- المحاسبة اليومية : أن يضع الإنسان نفسه تحت أضواء الفحص الإلهى، إن رأيت فىّ ميلاً باطلاً أهدنى طريقاً أبدياً. إذن المحاسبة اليومية فى حضرة المسيح.
5- الإعتراف : أعطى فرصة لأب الإعتراف أن يقول لى بعض الأخطاء الموجودة فىّ، وأنا لا ألاحظها.
أخيراً.. "أما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو 16:2). والرب معكم،

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:14 PM

الحرب الروحية



إن المؤمن الذي ارتبط بالمسيح، وامتلك الطبيعة الجديدة والحياة الإلهية الجديدة بالولادة من الله، وسكن فيه الروح القدس، وتمتع بغفران الخطايا والتبرير والسلام مع الله، وتحرَّر من عبودية الخطية ومن قبضة إبليس؛ سيكتشف من اللحظة الأولى للتغيير الذي حدث فيه، أنه أصبح كائنًا غريبًا على الجو الذي يحيط به، وأن الحياة المسيحية ليست سهلة، لكنها تحتاج إلى جهاد مستمر، وأن الطريق شائكٌ وليس مفروشًا بالورود، وأنه في ميدان معركة وعلى أرض خشنة، وله أعداء أقوياء يقفون ضده. وسيكتشف أنه كائن ضعيف في ذاته أمام هؤلاء الأعداء الجبابرة الذين يحاولون تفشيله وتحطيمه، تعكير صفوه وتكديره، إزعاجه وتشكيكه، إعاقته وتعطيله، تشتيته وإبعاده عن الهدف الذي أوجده الله من أجله والخطة التي رسمها له، حرمانه من الطعام الروحي وإضاعة تأثير كلمة الله على ضميره، إغراءه وخداعه حتى يسقط في الخطية، ثم إذلاله وتعييره، والشكوى على ضميره من جهة الله، وتشويه شهادته أمام الناس. ومع تكرار السقوط ومرارة الهزيمة وشماتة العدو، سيكتئب وينوح على نفسه أو ييأس ويستسلم للعدو إذا شعر أنه لا أمل في النصرة.
ومع الأيام والاختبار، سيكتشف أن هؤلاء الأعداء: بعضهم من الخارج، والآخر من الداخل، وأنهم ثلاثة وليسوا واحدًا. يختلفون في طبيعتهم كل الاختلاف، كما يختلفون في خططهم وأسلوب الهجوم والأسلحة التي يستخدمونها. ومع ذلك فإن بينهم تنسيقًا كبيرًا، ولهم أهداف مشتركة. والتعامل مع كل عدو يحتاج إلى سلاح خاص يختلف من واحد للآخر. وأن أخطر الأعداء هو الذي يعمل من الداخل.
كما سيكتشف المؤمن أن الصراع دائم وطويل طالما يعيش على هذه الأرض. وكما قال أحدهم: “ما دُمتَ في أرض العدو، فلا تتوقع الهدنة!”. وأنه إذا حقَّق انتصارًا في موقعة، فهذا لا يعني الانتصار في كل موقعة. وأن لحظات الخطر هي لحظات الانتصار. والعدو الذي يتعامل معه لا يهدأ ولا يفشل، لا يتعب ولا ينام، لا يعمل بذات الأسلوب في كل مرة. إنه يطوِّر نفسه بسرعة، ويستخدم أحدث الأساليب التي تناسب كل شخص بحسب ظروفه ومرحلته العمرية وميوله واحتياجاته. إنه من الذكاء الحاد بحيث يدرك النقاط القوية والنقاط الضعيفة في حياة كل مؤمن.
والمشكلة أن هذا المؤمن لم يكن يشعر بهذا الصراع قبل الإيمان. كان يعيش حياته ويعمل ما يريد في هدوء وسلام، ولا يجد أن هناك أعداء يقفون ضده. كان يعمل الخطية دون أن يشعر بمذلة الهزيمة، وربما كان يستمتع بها، أو على الأكثر كان يشعر بعدم راحة في ضميره، خاصة وهو يخوض تجربة جديدة. لم يعرف معنى الحرب ولا احتاج أن يجاهد ويسهر ويتحذَّر. وهل يمكن أن العدو يُشدِّد الهجوم على مَنْ هو في قبضته؟ كلا. وهل ينبوعٌ واحد ينبع من نفس العين الواحدة الحلو والمر؟ كلا. إن الإنسان الطبيعي قبل الإيمان لا يمتلك سوى طبيعة واحدة؛ وبالتالي لا يوجد صراع. ولكن عندما تدُبّ فيه الحياة الإلهية بأشواقها المقدسة وخصائصها، في الحال سيبدأ الصراع.
وبالطبع فإن هذا المؤمن، يوم ارتبط بالمسيح، لم يكن يخطر بباله على الإطلاق أنه سيواجه هذه المتاعب والصراعات. وربما كان يتوقع طريقًا ناعمًا مليئًا بالبركات والإنجازات والنجاح الروحي والزمني. كيف لا وقد أصبح ابنًا لله ووارثًا لكل غناه، وسكن فيه روح الله، وصار عضوًا في جسد المسيح، ورأسه ممجَّدٌ في السماء فوق كل شيء. أليس كل هذا يعطيه الحق أن يعيش حياة رغدة خالية من المتاعب والمعاناة هنا على الأرض؟ هذا ما يجعله مُتحيِّرًا وهو يجد نفسه على أرض الواقع الأليم مُحَاطًا بالأعداء من كل ناحية، وهو لا يعرف لماذا؟ وعليه أن يسهر ويصمد ويحارب ببسالة إن أراد أن ينتصر ويعيش حياة ناجحة في مواجهة الشيطان والعالم والجسد، وهو يشق طريقه في رحلة صعبة، سائحًا نحو السماء.

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:15 PM

سنوات مع إيميلات الناس!

بدأت في تنفيذ برنامج روحي بكل حماس. ولكن لم تمض بضعة أيام، إلا وأصابني فتور ولم استمر.. أرجو المشورة



الإجابة:

اعلم أن كل تدريب روحي تمارسه، يقابله حسد ومقاومة من الشياطين.

فالشياطين لا يريحهم أن تفلت من أيديهم بتنفيذ برنامج روحي، لذلك يقاومونك حتى تفشل وتقع في اليأس، وتبطل عملك الروحي ولا تستمر، كما حدث لك. أما أنت، فعليك أن تصمد وتقاوم، وتستمر في برنامجك مهما كانت الحروب الخارجية. فهذا هو الجهاد الروحي..
قاوم التعب، وقاوم الفتور. ولا تظن أن كل البرامج الروحية لابد أن تمر سهلة!!

وإذا انكسر التدريب الروحي، لا تيأس. قم وابدأ من جديد.

نقطة أخري: وهي أن التدريب الروحي، يجب أن يكون في مستوي قدرتك، وفي مستوي درجتك الروحية.

فمن الجائز إن سلكت في تدريب صعب بالنسبة إليك، أن تتعب ولا تستمر ولذلك كان الآباء الروحيين يتدرجون مع أبنائهم. يعطونهم تداريب في مقدورهم. فإن نفذوها، واستمروا فيها فترة طويلة، حتي صارت طبيعية بالنسبة إليهم..

حينئذ يرفعونهم قليلاً قليلاً، درجة درجة.
بزيادة بسيطة ممكنة، حتى يتقونها تماماً، فيزيدونها قليلاً ولفترة طويلة، وهكذا يأخذون بأيديهم خطوة خطوة حتى يصلوا، وليس بطفرة أو قفرة عالية مرة واحدة..! فليس هذا هو المنهج الروحي السليم. سهل جداً أن يستمر شخص يومين في تداريب صعب، ثم يفشل.. ولعل لبعض يحفظ هذا المثل المعروف:

قليل دائم، خير من كثير منقطع.

إذن لا تبدأ بوضع مثالي خيالي لا تستمر فيه. بل ابدأ بالوضع الممكن علمياً، لا يرهقك ولا تسلك فيه بمشقة زائدة لا تستطيع أن تحتملها طويلاً.. سواء في تداريب الصلاة أو الصوم أو الصمت أو القراءة أو الوحدة.. ولا تحاول أن تنفذ الدرجات التي ذكرت في البستان، وقد وصل إليها الآباء بعد جهاد طويل لم يسجله تاريخهم.


كذلك فإن الطفرات السريعة، ربما تتسبب في حروب المجد الباطل.
على الرغم من أنها صعبة، وغير ثابتة.. أما التداريب التدريجية بالانتفاع البطيء، فهي أكثر ثباتاً، ولا تجلب لك حروباً وافتخار الذات. ولتكن تداريبك تحت إرشاد من أب مختبر. وليكن الرب معك.

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:15 PM

كيف نصلي ونشعر بلمسة الله ؟


http://www.talimmasihi.org/ahadis/images/037.jpg

هناك عدد من المؤمنين ينتابهم شعور بالملل من الصلاة !!!


لأن كثرة الكلام وتكراره ، دون عيش الكلمة الحقيقية ، يصبح عادة روتينية وخالية من النمو الروحي ويتجرد الإنسان من النمو الروحي . فهناك من يصلي ويصدر صوتاً ، ولكن ليس هذا ما يبحث عنه الله أبداً .....

لأن الله لا يريد منا أن نحرك شفاهنا وننطق بكلام عذب دون أن نشعر بما نقول !

إن تعريف الصلاة هو باختصار شديد ، محادثة الله ... ومحادثة الله لا تكون بالجسد ، إنما بالروح ولأن الله روح فبالروح يخاطبنا ، وأما بالجسد فلا مجال لأن نشعر أو نسمع ما يقول الله وبالتالي تصبح صلاتنا مجرد كلام وثرثرة دون معنى!

لمعرفة الله ، ولحب الصلاة بصورة دائمة ، وللاتصال بالله والشعور بلمسته وشفائه روحنا يجب أن نصلي أولاً من قلوبنا ونتجدد بروح الحق دائماً .

إن صلاة القلب ومخاطبة الله هي تنمية لروح الحق الذي يعلمنا كيف نتصل بالله من خلاله ، وبهذا نتغلب على الفتور والملل من الروتين الشفوي ، لأن الحرارة الحقيقية تكمن في الروح ، مخاطبة الله هي قوة وسلام لا متناهي وفرح أبدي وشعور بلمسة الله الدائمة التي تعطينا التواصل الحقيقي معه ومعرفته كل يوم أكثر فأكثر .

لكي نتعمق في محبة الله الحق ، فيجب أن نعبده في الروح والقلب ، ولتتحول صلاواتنا اليومية والشفوية إلى إنعكاس على شعورنا الروحي وإلى زيادة مدح وتهليل وتمجيد لإسمه القدوس ...

معرفة الله هي تشويق لمحبي الله الحقيقيين ... إن هذا التشويق أشبه بإنسان أراد أن يعوم ويغوص في أعماق البحار ليكتشف ويكتشف أكثر وكلما زاد اكتشافه صار باحثاً أكثر ، وينهي حياته باحثاً وهو لم يكتشف إلا قطرة من محيط واحد!

إن محبة الله هي بحر نغوص فيه ونرفض الخروج منه .... إن الإنسان الذي يحب الله أكثر من ذاته وأكثر من أي شيء بهذا العالم الفاني ، فهو عاشق إلى الأبد ومشتاق إلى الأبد وبداخله فرح لا ينتهي ، بل يصبح حزنه فرحاً لأنه يرى الله في أحزانه أكثر وأكثر ، واقفاً سانداً معزياً ويبدأ بتمني الألم أكثر ليرى الله أكثر ....

الصلاة ومخاطبة الله يجب أن تتمحور في طلب الملكوت أولاً وحب الله إلى الأبد ، أما عن طلبات الحياة ، النجاح والمال والشهرة والعمل والحياة السعيدة وإلى ما لا نهاية من مطالب دنيوية لمصالح شخصية ، في للأسف لا تقربنا من الله ولكن ليكن اتكالنا عليه بكل تلك الأمور ونقبل بكل ما يعطينا الله بإقتناع ومحبة .

لنطلب الملكوت أولاً .......

لنتحد بالروح القدس إلى الأبد .......

لنفتح قلوبنا لرب المجد ليحررنا .......

لندعو روح الله

روح الله ندعوك تأتي في وسطنا
تملأنا بالقوة
تحيا فينا الآن

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:17 PM

من اقوال البابا شنوده عن الخلوه


التخلص من الخطيه ومن محبه الخطيه الكامنه

فى القلب لايتم الا بمعونه خاصه من الله وجهاد

مع النفس وجهاد مع الله

ولكنك ترى اخى الحبيب ان كل هذا يحتاج الى

الخلوه. ومن هنا كانت الخلوه عنصرا اساسيا فى

حياه اولاد الله استطاعوا بها ان يجلسوا الى

خالقهم والى نفوسهم , وان يخرجوا من هذا وذاك

باسلحه متجدده تعينهم فى الحياه الروحيه وتدفعهم

باستمرار الى العمق....

انظر الى حياتك جيدا وتاملها فى صراحه فربما

كان اسباب سقوطها افتقارها الى الخلوه

ان الشخص الذى لم يختبر الخلوه هو شخص

لا يعرف نفسه على حقيقتها وهو شخص فى

اغلب الاحوال يجرفه التيار فلا يعلم الى ان يذهب

انه غالبا يفكر بعقليه الجماعه ويسير على هداها

وينحدر فيظل فى انحداره حتى يخلو الى نفسه

فيشعر انه يسقط

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:19 PM

أفكار الله الصالحة
http://files.pcarapinheira.webnode.c...%A3o_Jesus.jpg

"لأني
عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب أفكار سلام لا
شر"

سمح الرب
للأتقياء في سميرنا بالضيق والألم، والتعرض للبلوى المحرقة، فبعض المؤمنين
عُذبوا في سجون وتعرضوا لتجارب متنوعة.

ربما يسأل عديم الإيمان قصير النظر: لماذا لم يتدخل الرب لكي يحميهم من هذه
التجارب المحرقة؟ والإجابة التي قد يندهش لها البعض: لأنه أحبهم كثيراً.
إن شعب الله- الكنيسة كانوا قد انجذبوا إلى
دوامة العالم، ولكي يخلصهم من هذا الخطر، سمح اللهبإثارة الاضطهاد عليهم. كان
الاضطهاد هو الوسيلة المختارة من الرب لإتمام مقاصد محبته. لكن إن كان يجب
أن يتألم قديسوه هكذا، إلا أنه يقترب منهم ويتحدث إليهم بكلمات التشجيع
والتعزية.

وهو أكثر من ذلك يعلن شكل التجربة المقبلة. كان الشيطان مزمعاً أن يلقى
بعضاً منهم في السجن لكي ينالوا شرف التألم لأجل اسم المسيح إذ قد حُسبوا
مستأهلين أن يُهانوا من أجل اسمه، لكن لماذا؟ "لكي يجربوا". وهكذا بمثل هذه
الطرق ينقى الرب خاصته من دنس العالم ويمتحن إيمانهم ويكشف ما هو ساكن في
قلوبهم. حتى الرب نفسه سارت قدماه في طريق التجربة. لقد جُرّب في كل شيء
مثلنا بلا خطية. وبهذا استطاع أن يقول "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ
شيء" ( يو 14 : 30 ) . لكن نحن للأسف نظير بطرس لا نعرف حقيقة
أنفسنا إلا عندما نسلم ليد العدو. ولهذا السبب نحتاج إلى أن نجرّب لكي
نتعلم مَنْ نحن وأيضاً مَنْ هو الله بالنسبة لنا
في وسط التجربة.

لكن كان هناك شيء آخر أُعلن لأجل تعزيتهم، فإذا كان الشيطان على وشك أن
يطلق عليهم، إلا أن التجربة لها حدود لا تتجاوزها. فالضيق سيستمر عشرة أيام
فقط.

وأخيراً يَعِد الرب بإكليل الحياة للذين سيكونون أمناء إلى الموت. ومن
الضروري أن نلاحظ أن الأمانة هنا لا يُقصد بها الأمانة خلال حياتنا
الطبيعية، لكنها تعنى الاستشهاد لأجل خاطر المسيح وكلمته. إنه يحرضهم لكي
يكونوا أمناء حتى لو كلفهم الأمر حياتهم كما حدث مع استفانوس ومع يعقوب أخي
يوحنا، وكما حدث أيضاً بنعمة الله مع الآلاف
غيرهم منذ ذلك اليوم فصاعداً

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:21 PM

صالح هو الرب حصن في يوم الضيق وهو يعرف
المتوكلين عليه {نا1: 7}

http://www.lebanesesaints.com/Home/w...s_shepherd.jpg


يا أحبائي ما
اعظم محبة ألهنا لنا إنها محبة تفوق تصور كل البشرية معا.

الله
قادر ان يعطى تعزية من خلال التأمل في هذه الآية اللى بتتكون من 3 مقاطع
في:

1-صالح هو الرب. أن صلاح الرب لم ولن يستطيع أن يفهمه أو يدركه
أي إنسان إدراكا تاما من البداية إلى النهاية . من بدء الخليقة الي يوم
اختطافنا على السحاب. يا أحبائي إن صلاح الرب هو الذي يجذبنا إليه
على مر العصور، منذ الأزل والى الآن والى نهاية الأيام. انه الإله المحب
الذي يحاصرنا. أن محبة المسيح فعلا تحصرنا كما يقول بولس الرسول. انه يعتني
بنا في كل الأوقات بمحبة وعناية تفوق كل وصف بشري.

قد
يجوز البعض منا في مراحل وفترات صعبة ويعتقد أن إلهنا تركه أو يعاقبه. إذا شعرت أن الرب الإله تركك، أقول لك إن إلهنا لا
يترك أولاده أبدا. إن كنت له ابنا فلم ولن يتركك إلهنا. انه هو
الذي يقول عيني عليك من أول السنة إلى
آخرها . انه يحبك . إن إلهنا لا يترك أولاده أبدا انه اله أمين
جدا (إن كنا غير أمناء فهو يبقى أمينا
لن يقدر أن ينكر نفسه) {2تي2: 13} وقد تقول أنى لا اشعر أني ابن
للإله , إذا تعالى الآن وكن ابن له. انه يقول مرارا في كتابه المقدس ارجعوا ألي ارجع إليكم. انه الإله الصالح. إن صلاح ألهنا لن يقل على مر
العصور مهما كانت الظروف . إن صلاح الله هو اكبر تعبير ودليل عن حبه
العجيب لنا. وقد يقول البعض أني أغضبت الهي
كثيرا أقول لك تعالى وتب عن خطاياك وسوف تجده منتظرك بالأحضان الأبدية لكي
يضمك إليه بمنتهى الحب والحنان والفرح
مثل الأب الذي استقبل ابنه الضال بعد أن انفق ميراثه مع الزواني. اقرأ هذه
القصة في إنجيل لوقا الإصحاح الخامس عشر. انظر ماذا فعل الأب عندما رأى
ابنه راجعا بتوبة قائلا "فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه
الخبز وأنا اهلك جوعا.أقوم واذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء
وقدامك.ولست مستحقا بعد أن ادعى لك ابنا.اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء إلى
أبيه.وأذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله.
فقال له الابن يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد أن أدعى لك
ابنا. فقال الأب لعبيده اخرجوا الحلّة الأولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده
وحذاء في رجليه.وقدّموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح.لان ابني هذا
كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد.فابتدءوا يفرحون" {لو 15: 17-24}


إن
هذه الحكاية هي رمز عن محبة الآب السمائي لنا. إن الأب كان أكيد ينتظر
الابن الضال إن يرجع لذلك رآه عن بعد وركض أليه لكي يقابله وقبله.إن كل
الذي يطلبه منا الآب هي التوبة الحقيقة التي من
القلب. الله يريدك أن تتوب من قلبك وليس اعتراف الفم فقط وعندما
تتوب سوف يغفر لك تماما ويبعد عنك خطاياك كبعد المشرق عن المغرب. أن
هذا ما تقوله كلمة الله. هذا هو صلاح الله. إن الله لن يرغمنا على
التوبة انه يحاصرنا لكي نرجع أليه بطرق عديدة لكي نستيقظ من تأثير الخطية
علينا. ولكنه لن يرغمك على التوبة . كثيرين يقولوا إن كان الله يريد أن
ارجع إليه سوف يجذبني إليه . يا أحبائي( إن الله يريد أن الجميع يخلصون
والى معرفة الحق يقبلون.){1تي2: 4}انه يريدك أن تأتي إلى أحضانه
الأبدية الآن لأنه يعرف عذاب الخطية.انه اخذ جسد خطيتنا وجرب في كل شئ
مثلنا "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل
شيء مثلنا بلا خطية لنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد
نعمة عونا في حينه {عب4: 15و16} أن الله يعرف آلامك لأنه جرب مثلك
تماما ولكنه كان بدون خطية. تذكر كيف جرب إبليس ربنا يسوع المسيح


2-حصن في يوم الضيق: إن الإنجيل يصف ألهنا
الصالح بكلمات عديدة لكي يستطيع الإنسان أن يفهم جزءا بسيط من عظمة إلهنا. و
من هذه الكلمات أن إلهنا هو صخرة, ملجأ, حصن, قوة, إن الرب الإله
يستخدم كل هذه الكلمات لكي يعطينا فكرة جيدة ومبسطة عن قدرته. يحكى ان خادم
في كنيسة وهو مبشر ذهب لكي يبشر مدينة بوذية وعندما وصل إلى هذه القرية
سأل بعض السكان عن عنوان معين ومن خلال حديثه عرف أهل هذه القرية أنه مسيحي
وأنه جاء لكي يبشرهم بالمسيحية فأضلوه وأعطوه العنوان الغلط فبدلا من أن
يمشي تجاه العنوان الصح أرسلوه إلى الاتجاه المضاد وانتهي إلى أنه وصل إلى
جبال الثلج. وكان الوقت متأخر جدا ولم يستطيع أن يرجع إلى بداية الرحلة.
كانت درجة الحرارة تحت الصفر وطبعا كان يعرف انه عندما يأتي الصباح سوف
يتجمد ويموت. ولكنه صلى إلى ألهه الصالح وقال: أنا أثق انك تعتني بي يا
الهي وان كانت مشيئتك أن أموت فلتكن مشيئتك. وبالفعل صلى ونام وعندما صحا
من نومه في الصباح وجد دبة كبيرة تحتضنه لتحميه من البرد القارص ولم تأذيه
إطلاقا والأعجب من ذلك انه عندما صحا من نومه وعرفت انه صحا من النوم رجعت
إلى الوراء لكي لا تخيفه. إن إلهنا أرسل هذه الدبة المفترسة لكي تحميه
وتكون له ملجأ من قسوة الثلج. أن إلهنا هو ملجآنا وحصننا في يوم الضيق.

3-وهو يعرف المتوكلين عليه: يا أحبائي أن الرب الإله هو الشخص الوحيد الذي
يفحص القلوب والكلى انه يعرف كل أفكار قلوبنا. انه يعرف جيدا إن كنت متكلا
عليه أم لا. لن تستطيع أن تخدع الله وتقول أني متكل عليك يا رب وأنت لا تثق
فيه. انه يريدك أن تأتي إليه بكل خطاياك بكل آلامك بكل أحزانك وتقول له
بمنتهى الصراحة : أريد أن أسلمك يا إلهي كل جزء في حياتي . أني أريد أن
أعطيك الكل أريد أن تسود على كل ركن في حياتي. إن في أوقات كثيرة يكون
من الصعب علينا أن نثق في إلهنا , تعالى وقل له: ساعدني يا الهي الصالح
ساعدني أن أثق فيك. تعالى بكل عجزك وضعفك إليه. أن
الرب الإله لم يأتي لكي يدعوا أبرارا إلي التوبة بل خطاة إلى التوبة.
إن هذا هو كلام رب المجد يسوع المسيح. إن كنت
تعتقد أن تستطيع أن تحسن من نفسك بعيدا عن مساعدة وسندة النعمة الإلهية
فأنت تخدع نفسك وآلا فباطل هو
مجيء المسيح وصليبه.
تعالا واتكل
على الرب في كل جزء من حياتك. انه يحبك ولن يخذلك أبدا. قل له أعن عدم
أيماني يا سيد. قل له: أنت هو الشخص الوحيد
الذي يعرف عمق آلامي الذي يعرف عمق جروحي أنت هو طبيبي الشافي .
انه اعظم طبيب في الوجود. نحن لا نلغي الطب تماما لأن إلهنا هو الذي
أعطى الأطباء هذه المعرفة ولكن لابد أن نأتي إلى الرب الإله ونتكل عليه
أولا




إن
الاتكال هو مرحلة اعظم واعمق من الثقة. إن الاتكال في ابسط معانيه هو أن
نثق ونترك الحمل علي إلهنا ونثق أن الرب الإله قادر علي أن يحل المشكلة
بطرقه الإلهية

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:23 PM

هـــــوذا يــنــاديـــك
http://www.jesus-explained.org/image...ed-cropped.jpg
كلما كان يسوع يتجول في مكان كان يصنع بقدرتة كل أمرٍ مستعصى ،كان يشفي الأمراض، كان يعطي السلام ، ويشبع الجياع ،هذا كله جعل الشعب يجتمعون حوله بأستمرار وكان " الجمع يزحمة " وفي احدى المرات كان يمر من احدى الاماكن كان هناك رجلاً أعمى يستعطى بجانب الطريق لعل أحد يسأل علية ، معطياً إياه أي حسنة ، هذا سمع بيسوع مقبلا وصوت جمع عظيم يزاحمونه ،فيهم من يطلب منه أن يشفي أبنه ،أو يحل مشكلاته ، أو من هو بحاجه ماسة إلى لمس هدب ثوبة...

بدأ هذا الرجل ينسى أن يطلب حسنتة من الناس ،لكنة قرر أن يتقابل شخصياً مع يسوع ،يتقابل مع مصدر الامل والنور ، بدأ يصرخ بشدة لعل يسوع يسمعة وسط هذا الجمع العظيم ، وتصارع مع نفسه مرة ومرات ولكن لقي تحدي من البعض ، ربما قال له البعض "ليس ليسوع وقتٍ لك "أو قال له الاخرون "أنه لايسمعك الجمع يزحمه".

عــــزيــزي القــارىء

لم يشعر هذا الرجل الأعمى بالاحباط نتيجة لتلك الاقاويل ،لكنه ظل ينادي وينادي يسوع، الذى بدور وقف يسوع ونادى عليه ،لم يستطع يسوع أن يترك صوت هذا المسكين ويعبر ، ولكنه وقف يناديه، لم يستطع الجمع الكثير أن يوقفه لكنه أستطاع يسوع أن يقف أمام صوت يناديه ،
ذهب التلاميذ إلى هذا الرجل وهم يعلنون له اجمل عباره كان يتمنى هذا الرجل أن يسمعها وهي: "قم هوذا يُناديك"

هل تشعر بمقدار فرحة هذا الرجل ،أنها أعظم عطية أنتظرها لوقت طويل.

هل تشعر بمقدار معاناتك أن الرب لا يسمع لك ؟
هل تفكر في كلام من حولك أن صراخك ليس له مكان أمام الله ؟
هل تشعر أن الرب يتجاهلك وينساك؟
هل تشعر أن صوتك غير مسموع عند الرب لأن الجمع يزحمه؟

أريد أن اتحدث لك بهذه الكلمات الرائعة إن صوتك هو موضوع أهتمام الله
وثق في كلمات الكتاب المقدس القائلة " القلب المنكسر والروح المنسحقة لا تحتقرهما يا الله"
فتعال إليه لتسمع مرة أخرى هذه الكلمات "قم هوذا يناديك "

Mary Naeem 28 - 05 - 2012 08:24 PM

كيف يستطيع الإنسان أن يكون مسكيناً بالروح ؟
http://www.jesus-explained.org/image...ed-cropped.jpg


[ س : كيف يستطيع الإنسان أن يكون مسكيناً بالروح وخاصة حينما يشعر في نفسه أن حياته قد تغيرت وحصل له نمو روحي ، وحصل على معرفة وفهم لم يكن يملكها قبل ذلك ؟



الجواب : قبل أن يحصل الإنسان على هذه البركات وينمو في النعمة لا يكون مسكيناً بالروح .. ولكنه يظن أنه شيء ، ولكن حينما يأتي إلى الفهم الروحي وينمو ويتقدم فإن النعمة نفسها تعلمه أن يكون مسكيناً بالروح ، وهذا معناه أن هذا الإنسان رغم كونه باراً ومختاراً من الله ، فهو لا يحسب نفسه شيئاً ، بل يحفظ نفسه في اتضاع وإنكار لذاته ، كأنه لم يعرف شيئاً ولا يملك شيئاً رغم أنه يعرف ويملك .. وهذا قانون طبيعي ثابت في عقل البشر ..
إلا ترى كيف أبانا إبراهيم ، المختار من الله وصف نفسه بأنه " تراب ورماد " ( تك18: 278 ) ، وداود بعدما مسح ملكاً ، وكان الله معه ماذا قال ؟ لقد قال : " أما أنا كدودة لا إنسان . عار عند البشر ومحتقر الشعب " ( مز22: 6 ) ..

لذلك أولئك الذين يريدون أن يكونوا وارثين مع هؤلاء ومواطنين معهم في المدينة السماوية ، وأن يكونوا ممجدين معهم ، ينبغي أن يكون لهم تواضع العقل هذا ، ولا يظنوا أنفسهم شيئاً بل يحتفظوا بقلب منسحق .. ورغم أن النعمة تعمل بطريقة خاصة في كل مسيحي على حده ، وتعمل أعمالاً متنوعة في الأعضاء ، إلا أن جميع الأعضاء هم من مدينة واحدة ، وطريق واحد ..

فكل الأبرار سلكوا الطريق الضيق الكرب ، واضطهدوا وعذبوا وشُتموا ، " وطافوا في جلود غنم وجلود ماعز تائهين في مغاير وشقق الأرض " ( عب 11: 37 و 38 ) ..

والرسل أيضاً قالوا : " إلى هذه الساعة نجوع ونعطش ونُعرى ونُلكم وليس لنا إقامة " (1كو4: 11) ، والبعض منهم قُطعت رؤوسهم وبعضهم صُلبوا وآخرون عُذبوا بطرق مختلفة .. بل أن الرب نفسه – رب الأنبياء والرسل – كيف كانت سيرته في هذا العالم .. لقد سلك وكأنه نسى مجده الإلهي .. وصار مثالاً لنا ، وألبسوه إكليل شوك باستهتار وعار ، واحتمل البصق واللطم والصلب ..

فإن كان الله قد سلك هكذا على الأرض فينبغي عليك أنت أن تتمثل به .. والرسل والأنبياء هكذا سلكوا أيضاً ، ونحن إذا أردنا أن نكون مبنيين على أساس الرب ورسله ، فينبغي أن نتمثل بهم ، فقد قال الرسول بالروح القدس : " تمثلوا بي ، كما أنا أيضاً بالمسيح " ( 1كو11: 1 )

ولكن إن كنت تحب كرامات البشر ، وتود أن يسجد لك الناس وتطلب الراحة ، فإنك تتحول تماماً عن الطريق .. أنه يليق بك أن تُصلب مع المصلوب ، وتتألم مع ذلك الذي تألم لكي تتمجد أيضاً معه .. لأنه لا بد للعروس أن تتألم مع العريس ، وهكذا تصير شريكة ووارثة مع المسيح ..

بدون الآلام وبغير الضيقة الكربة ، لا يكون دخول إلى مدينة القديسين حيث الوجود في الراحة والمُلك مع الملك ذاته إلى أبد الدهور .. ]

فرونكا 01 - 06 - 2012 05:48 PM

موضوع جميل مارى ربنا يباركك

Mary Naeem 01 - 06 - 2012 08:21 PM

شكرا على المرور الجميل


الساعة الآن 02:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025