![]() |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
عيد الصليب وقصته http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...CwGQOL3w8o92J7 يقع عيد الصليب كل عام في 14 أيلول/سبتمبر . تاريخ تم الكشف علي الصليب المجيد , بمعرفة الملكة القديسة هيلانة , أم الإمبراطور قسطنطين وكان ذلك في عام326 لميلاد المسيح اشتاقت الملكة هيلانـة ( 247 – 327 ) إلي أن تعرف مصير الصليب المقـدس , الذي صلب عليه المسيح له المجد , وقيل أنها رأت في منامها حلماً , أنبأها بأنها هي التي ستكشف عن الصليب وقد شجعها ابنها الإمبراطور قسطنطين , علي رحلتها إلي الأراضي المقدسة , وأرسل معها قوة من الجند قوامها ثلاثة آلاف جندي ليكونوا في خدمتها , وتحت طلبها , هناك في أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف المدينة , البالغ من العمر ثمانين عاماً وأبدت له وللشعب رغبتها , فأرشدها إلي رجل طاعن في السن , من أشراف اليهود ويسمي يهوذا , وكان خبيراً بالتاريخ والأحداث , والأشخاص , وبالأماكن فاستحضرته الملكة وسألته عن صليب المسيح فأنكر في مبدأ الأمر , معرفته به , وبمكانه فلما شددت عليه الطلب وهددته ثم توعدته إن لم يكاشفها بالحقيقة , فاضطر إلي أن يرشدها إلي الموضع الحقيقي للصليب , وهو كوم الجلجثة , وهو بعينه المكان الذي تقوم علية الآن كنيسة القيامة بالقدس القديمة أمرت الملكة هيلانة في الحال بإزالة التل , فانكشفت المغارة وعثروا فيها علي ثلاثة صلبان , وكان لابد لهم أن يتوقعوا أن تكون الصلبان الثلاثة : هي صليب المسيح يسوع , وصليب اللص الذي صلب عن يمينه , وصليب اللص الذي صلب عن يساره وقد عثروا كذلك علي المسامير , وعلي بعض أدوات الصلب , كما عثروا علي اللوحة التي كانت موضوعة فوق صليب المخلص , ومكتوب عليها – يسوع الناصري ملك اليهود – ويبدو أن هذه الصلبان الثلاثة كانت في حجم واحد , وشكل واحد , أو متشابهة , حتى أن الملكة ومن معها عجزوا عن التعرف علي صليب المسيح يسوع من بينها ويروي المؤرخ زوسيموس وكذلك المؤرخ روفينوس في كتابه تاريخ الكنيسة أن الملكة استطاعت بمشورة الأسقف مكاريوس , أن تميز صليب المسيح 0 بعد أن وضعت الصلبان الثلاثة , الواحد بعد الآخر , علي جثمان رجل ميت , فحدثت المعجزة وقام الميت علي الفور عندما لمسة صليب المسيح فأحنت الملكة رأسها إكراماً , وتكريماً للصليب المقدس , وغلفته بالذهب الخالص , ولفته بالحرير , ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم وشهد بذلك أيضاً أمبروسيوس رئيس أساقفة ميلانو في سنة (340 – 397م ) والقديس يوحنا ذهبي الفم وغيرها من أباء الكنيسة ثم أنشأت الملكة هيلانة علي مغارة الصليب , والقبر كنيسة القيامة , ووضعت فيها الصليب المجيد وأرسلت إلي القديس أثناسيوس ليدشن الكنيسة فذهب ودشنها في احتفال عظيم عام 328 للميلاد , ولا تزال مغارة الصليب قائمة في كنيسة القيامة إلي الآن , ويراها كل من يزور الأماكن المقدسة الموضوع الأصلى من هنا: توزيع خشبة الصليب في أنحاء العالم أمر الملك قسطنطين بتوزيع خشبة الصليب المقدس , علي كافة كنائس العالم آنذاك , وقد احتفظت كنيسة القسطنطينية بالجزء المتبقي , في حين حصلت كنيسة روما علي قطعة كبيرة منه وذكر القديس كيرلس بطريرك أورشليم في كتابه (مواعظ التعليم المسيحي) أن أساقفة أورشليم كانوا يوزعون من عود الصليب المقدس علي كبار الزائرين , حتى أن الدنيا امتلأت من أجزاء الصليب في زمن قليل ومع ذلك لم ينقص منه شيء , بسبب النشوء والنمو , وبسبب القوة التي اكتسبها من جسد الرب يسوع الإلهي الذي علق فوقه |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
اختفاء الصليب https://files.arabchurch.com/upload/i.../329534695.gif 1- سقوطه في يد الفرس وظل الصليب قائماً في كنيسة القيامة , إلي أن أستولي ملك الفرس كسري Chosrots الثاني 590 – 628م علي أورشليم عام 614م وهدم كنيسة القيامة , ونقل الصليب معه إلي بلاد الفرس , في مايو – أيار لسنة 614م 0 ويقول المؤرخون : أن الفرس دفنوا الصليب في حفرة , في بستان مقابل قصر الملك , بعدما قتلوا الشماسين اللذين أمرهما الملك بحمل الصليب إلي البستان , وذلك حتى يخفوا معالم الصليب , ولكن شاء الله أن تشهد ذلك , فتاة صغيرة ابنة كاهن , كانت قد سباها الملك , وأقامها في بيته . وفي عهد هرقل Heraclius إمبراطور الروم (610 – 641م ) استرد الروم هيبتهم , واستردوا الممتلكات التي أخذها الفرس منهم , ومن بينها عود الصليب (622 – 630م ) حيث أخرجوه , بإرشاد تلك الفتاة من الحفرة التي ظل فيها نحو أربع عشرة سنة وكان ذلك في عام 629 لميلاد المسيح وقال المؤرخون أن هرقل أراد أن يرد الصليب إلي كنيسة القيامة , وأن يحمله , إليها بنفسه , فلبس حلته الملكية , وتوشح بوشاحه الإمبراطوري , ووضع علي رأسه تاجه الذهبي , المرصع بالأحجار الكريمة ثم حمل الصليب علي كتفه , ولما اقترب من باب كنيسة القيامة , ثقل عليه الصليب إلي درجة كبيرة , ولم يستطع أن يخطو عتبة الكنيسة , فحار في الأمر , وحينئذ تقدم إليه أحد الكهنة وقال : (مصادر تاريخية ) أذكر أيها الملك أن مولاك دخل إلي هذا المكان حاملاً الصليب , وعلي هامته المقدسة إكليل من الشوك , لا إكليل من الذهب فيلزم أن تخلع تاجك الذهبي , وتنزع عنك وشاحك الملكي , ليتسنى لك الدخول فرضخ الملك للنصيحة وفعل كما قال له الكاهن فأمكنه حينئذ أن يدخل الكنيسة في سهولة ويسر وكأنه يحمل حمل هيناً وخفيفاً , وحسب ذلك اليوم عيداً للصليب 2- نقله إلي القسطنطينية : تذكر المصادر العلمية , أن الصليب المقدس نقل بعد ذلك إلي القسطنطينية , وأودع في كنيسة القديسة صوفية , التي تحولت إلي جامع أيا صوفيا بإسطنبول , في عهد محمد الثاني الفاتح (1429 – 1481م ) 0 3- اختفاء أجزاء الصليب منذ حرب الأيقونات : حيث حدثت حرباً عواناً , استغرقت أكثر من قرن وذلك في القرن الثامن الميلادي , في أيام فيليب باردان (711 – 713م ) حيث أزال رسومات الأيقونات من كنيسة أجيا صوفية , ومن بينها خشبة الصليب التي اختفت بعدها ومنذ سنة 1400م اكتشفت قطعتان ضمن قطع الصليب في كنيسة بإيبارشية فرنسا القبطية( الحالية) وتم تقديم قطعة منها إلي قداسة البابا شنوده الثالث لتكون بالمقر البابوي بالقاهرة . عادات وتقاليد احتفالية ولهذا العيد طقوس خاصة ومنها اشعال النار . قصة اشعال النار كما يسردها الكثيرين هي : انه عند اكتشاف صليب السيد المسيح أراد القيمون في القدس ايصال الخبر المفرح إلى الملكة هيلانة في القسطنطينية، فكانت أفضل وسيلة هي إشعال النار على رؤوس وقمم الجبال. فكانت كل المنطقة ترى النار مشتعلة تقوم بإشعال النار في منطقتها إلى أن وصل الخبر إلى الملكة هيلانة. فمن هنا جاء هذا التقليد الذي مازال قائما حتى يومنا هذا في كافة المناطق المؤهلة بالمسيحين |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الصليب طقسياً نيافة الأنبا رافائيل http://img535.imageshack.us/img535/4338/3361.gif العلاقة بين الطقس والعقيدة العقيدة فكر الطقس تطبيق . الفكر بسهولة ينحرف أما التطبيق لا ينحرف ... الطقس حارساً للعقيدة وتطبيق عملى لها ... كما أن العقيدة يمكن تنحرف إن صارت فكلا بلا عمل والعكس صحيح ... لابد أن تترجم العقيدة إلى طقس يمارس عملياً إلا وينسى وينحرف . يجب علينا أن نفهم الخلفيات العقيدية للطقس ... لا يوجد طقس فى الكنيسة إلا وله ومعنى لاهوتى ولا توجد عقيدة لاهوتية فى لكنيسة إلا ولها معنى طقسى دقيق ... أصغر طقس فى الكنيسة هو رسم الصليب ومع ذلك يحوى فى داخله كل العقائد المسيحية العظمى . مجرد أن يرسم الإنسان علامة الصليب فهو يعلن إيمانه بالثالوث ، الإيمان الواحد بالإله الواحد ... وبالتجسد ... الانتقال من الشمال إلى اليمين يعلن الإيمان بالصليب والفداء ... الإيمان بالصليب أنه قوى نحتمى فيه ... رسم الصليب إعلان على الانتماء ليسوع المصلوب سؤال مكرر يتوجه إلى المخدومين : لماذا تفتخروا بالصليب .. أما كان يجب أن نخرق منه ونفتخر بالقيامة وبحيل التجلى ؟ العجيب أننا نفتخر بأضعف نقطة فى حياة المسيح والتى هى الصليب ... والقديس بولس لرسول يقول "حاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذى به صلب العالم لى وأنا للعالم" (غلا 14:6) . ويقول “لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (اكو 2:2) . القديس بولس الرسول يقر على نفسه أنه ضد التيار والفلسفة لذلك أهل كورنثوس احتقروه وفضلوا أبلوس عنه الذى ذهب لهم بحكمة وفلسفة (أبولس) أنه باشتداد كان يفحم اليهود جهراً مبيناً من الكتب أن يسوع هو المسيح (أعمال) فحقق أبولس للمسيحيين ما لم يستطع بولس الرسول تحقيقه فهو وضح لأهل كورنثوس لماذا لم يتكلم بأسلوب الفلسفة فكتب إليهم قائلاً لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله لأنه مكتوب سأبيد الحكماء وأرفض فهم الفهماء .. أين الحكيم، أين الكاتب، أين مباحث هذا الدهر. ألم يجهل الله حكمة هذا العالم لأنه إذا كان العالم فى حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة أستحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة ، "وأما للمدعوين يهوداً وينانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس" (1كو 17:1-25) . العمل القوى لا يحتاج إلى دعاية لذلك القديس بولس لم يكرز بذلك الملك الجبار إنما بالمسيح المصلوب فتحول العالم كله للمسيح .. وهذا أعظم برهان على صدق المسيحية . اليهود رفضوا الإيمان بإله مصلوب يريدون إله معجزات الذى هو إله موسى ، واليونانيون يسخرون بالكرازة بإله ضعيف ويعتبرون أن هذا جهل ومع هذا فالقديس بولس الرسول أخذ يكرز لهم بهذا الإله المصلوب حتى آمنوا .. وأصبحت هنا قوة الكرازة ليست بالفلسفة والحكمة إنما بقوة الصليب فعلاً كما قال "وأنا لم أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله . لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (1كو1http://www.arabchurch.com/forums/images/smilies/2.gif1، 2) . وهنا يتسائل البعض قائلاً : الصليب كان وسيلة إعدام للمسيح كيف يتخذونه رمز للمسيحية ووسيلة فخر .. يلبسه المسيحيون على صدورهم ويعلقونه على منارات الكنائس .. الخ . والإجابة كالآتى : 1 لو إن المسيح صلب باستحقاق لكان الصليب عار فالمسيح لم يصلب لأنه مذنب بل صلب لأجلنا نحن المذنبين لذلك فالصليب فخر ... 2 لو أن المسيح صلب عن ضعف لكان الصليب عار فالمسيح صلب عن قوة فهو كان يعلم كل ما كان مقدم عليه ومتقدم للصليب بكل قوة لذلك قال التلاميذ : "ها أنا صاعد إلى أورشليم .. وأبن الإنسان يسلم..." . “وحينما أتى الجنود ليقبضوا عليه ومعهم سيوف وعصى تقدم إليهم فى شجاعة وقال لهم يسوع أنا هو” (يو15:18) قالها بقوة ... فكان هو القوى وهم الضعفاء . عندما "واحد من الذين مع يسوع مد يده وأستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه .. فقال له يسوع "رد سيفك إلى مكاه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون . أتظن أنى لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبى فيقدم لى أكثر من أثنى عشر جيشاً من الملائكة . فكيف تكمل الكتب إنه هكذا ينبغى أن يكون" (مت 51:26-54) . لأنه كان هدفه الصليب ، لذلك يقول له لحن فاى إيتاف إينف . (الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة) ... لأنه هو الكاهن وهو أيضاً الذبيحة . ظن اليهود أنهم بالصليب تخلصوا من السيد المسيح ولكنه عاد وقام مرة أخرى بقوة .... فيم يتحقق هدفهم .. وبذلك لم يكن الصليب ضعف إنما كان قوة ... الصليب مظهره الخاردى ضعف ولكن قيمته الداخلية قوة .. لذلك نقول فى لحن "أومونوجينيس" (يا من أظهر بالضعف من هو أعظم من القوة) ... لذلك فالمسيح كأنه يقول للشيطان أنا لم أسحقك بالقوة أو بسلطانى ولكن سوف أسحقك فى أضعف لحظات حياتى التى هى على الصليب ... سأترك لك تفعل بى كل ما تريد وفميا أنا أسلم الروح سوف أقبض عليك وأقيدك وأهزمك .. لذلك يقول التقليد الكنسى "أن الشيطان دنا من المسيح لكى يقبض على روحه كعادته مع جميع الذين يموتوا ... وهو ظن أن المسيح مثل إبراهيم .. أسحق .. يعقوب ... موسى ... الخ ... جميع الذين قبض على أرواحهم فى الجحيم ولكن عند المسيح على الصليب قال له بصرخة يائسة "أن كنت ابن الله أنزل .." لم يجبه المسيح لكى ينزل من على الصليب .. لأن الصليب كان طوال فترة حياة السيد المسيح على الأرض متحيراً من أعماله ... وفى هذه اللحظة إذ تظاهر السيد المسيح له بالضعف ولم ينزل من على الصليب فدنا منه الشيطان لكى يقبض على روحه .... وفى هذه اللحظة حيث المسيح متهالك وعلى وشك الموت وفى أضعف لحظات عمره قبض على الشيطان وقيده 1000 سنة (رقم رمزى) وأظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة لذلك "كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" (1كو18:1) فهو الذى به هزم الشيطان ونحن نفتخر به ونهاجم به أيضاً ضد الشيطان ... فنفكره بالموقعة الحربية التى هزم فيها الشيطان فيخزى عندما يأتى لمحاربتنا . قصة شخص عدوانى يهدد سكان المكان وليس هناك من يقدر أن يقف أمامه وفى إحدى الأيام بينما هو يعمل صخب وقلق تقدم إليه صبى صغير وهمس فى أذنى هذا الوحش قائلاً (باب الشعرية) وإذ بالرجل العدوانى يهرب خجلاً ولم يعلو صوته مرة أخرى ... لأن هذه الكلمات التى همس بها الصبى فى أذنيه ذكرته بموقعة كان فيها فى منتهى الضعف وخرج مهزوماً ... هكذا نحن نحارب الشيطان بالصليب ونذكره بالجلجثة، فيتراجع عنا ويخزى . الذى عبر عنه الكتاب قائلاً "رأيت الشيطان ساقطاً من السماء مثل البرق” .. “جرد الرياسات به بالصليب” يشبه خلع الرتب من أحد قواد الجيش مع الموسيقى الحزينة وبمرأى من الجميع لأجل هذا الأمر المحزن ... هذه حفلة الصليب .. الجميع ينظرون والصليب على جبل عال ... ويظن الجميع ظاهرياً أن المسيح مهزوم ولكن حقيقة الأمر أنه كاد على يجرد الرياسات (يقيد الشيطان) "لأن رئيس هذا العالم يأتى وليس له فى شئ” (يو30:14) .وصار المسيح رئيس السلام . 3 الصليب كان قصد الله ... كان قصد الله أن يموت المسيح مصلوباً رغم أن الإعدام كان فى ذلك الجيل بواحدة من ثلاثة طرق هى : 1- قطع الرقبة بالسيف : طريقة رومانية للرعاية الرومانيين ذوى الجنسية لرومانية لذلك لم تقطع رقبة المسيح ولأن المسيح رأس الكنيسة ولابد ن يظل مرتبطاً بها ... ولأنه لو قطعت رقبته تكن هنا فرصة للشك بعد القيامة أن هذا الرأس ليس لهذا الجسد .. (من أقوال الآباء) وأستشهد بهذه الطريقة القديس بولس الرسول لأنه أخد الجنسية الرومانية . 2- الرجم بالحجارة : طريقة يهودية بحسب الناموس اليهودى .. رغم أن بيلاطس رفض قتل المسيح نجد أنه فى نفس الجيل 36 سنه استشهد القديس اسطفانوس بالرجم بالحجارة .. ورغم أن شاول كان يجر المسيحيين ويأخذ رسائل من رسائل من رؤساء الكهنة ويقتلهم فالمسيح لم يقتل رجماً لأن الرجم يفتت الجسد والعظام أما الكنيسة فلا تتفتت لذلك النبوة تقول “عظم من عظامه لا يكسر” لذلك على الصليب مات قبل أن يكسر الجنود ساقيه مع اللصين كعادة المصلوب (من أقوال الآباء) . 3- الصلب : طريقة رومانية للعبيد والأجانب . كان لابد من الصليب لكى تتحقق القيامة أن هذا المصلوب أمام الجميع هو الذى نراه قام بجراحة ... ليس هنا مجال للشك ... هذه الجراحات لا تعوق القيامة بعكس قطع الرقبة أو تفتيت العظام هذه الجراحات أيضاً لا تعوق إيماننا نحن بالقيامة بعكس لو قام بعد قطع الرقبة أو تفتيت العظام فهو فى إمكانه أعاده كل شئ على ما كان عليه ولكن نحن إيماننا ضعيف فكانت ستوجد فرصة للشك هناك . لذلك أيضاً دفن المسيح فى قبر جديد لئلا يظن أنه آخر الذى قام من الأموات .. أيضاً القديس أثناسيوس الرسول يعلل لماذا كان الصليب لازماً للمسيح فهو يقول لأن الشيطان لقبه لكتاب المقدس أنه رئيس سلطان الهواء لذلك كان يجب أن المسيح يقاتله فى مملكته وهو معلق على عود الصليب فى الهواء وهو على الأرض . الصليب قائمتين إحداهما رأسية تربط السمائيين بالأرضيين والأخرى عرضية تربط الشعوب ببعضهما البعض . لذلك كان الصليب قصد الله .. وفى خطة الله ولم يكن صدقة ويجب علينا أن نفتخر به لأنه حقق قصد الله وخطته بنجاح . إشارات العهد القديم تبين أن الصليب كان فى قصد الله : نحن نهتم بالصليب وبإشارة وعلامة الصليب التى يشير إليها العهد القديم بعكس البروتستانت الذين يؤمنون بالصليب ولكن لا يستخدمونه كإشارة .. ولا يجدون معنى للإشارة إنما كل الاهتمام بدم المسيح ... رموز الصليب فى العهد القديم هى : الحية النحاسية - سلم يعقوب - عصا هرون - بركة يعقوب لإبنى يوسف مسنى وافرايم - تحرك شعب إسرائيل فى الوسط خيمة الاجتماع والثلاثة أسباط فى كل ناحية على هيئة صليب - المذبح فى العهد القديم - التى أخرجوا بها الفأس الذى سقط فى الماء - وصارت المياه عذبه بدلاً من مرة - العصا التى ضربت بها صخرة حوريب . فإن كانت جميع هذه العلامات لم تكن صدفة فى العهد القديم إنما كانت لحظة وقصد فلا بد لى أن أفتخر بعلامة الصليب والصليب صار فى دمنا ولنا حق أن نستخدمه . مبنى الكنيسة أحياناً يكون على شكل صليب . 1- دائرة رمز للأبدية . 2- سفينة . ولكن أشهر المناظر للكنيسة هى على شكل صليب ... فالكنيسة هى أيضاً صليب فى نصوص الليتورجية نقول : 1 نسجد لصليبك فى لحن : ليس معناه إطلاقاً عبادة أوثان .. هناك فرق بين عبادة الأوثان والعبادة المسيحية (السجود للصليب .. وللجسد المقدس على المذبح) عندما ينفصل الله عن المادة تصير المادة وثن وعندما يتحد الله بالمادة تصير المادة مقدسة . عباد الأوثان كانوا يسجدون للأوثان (حيوانات - كواكب ... الخ) بمعزل عن الله لذلك كانت عبادتم نجسة .. أما نحن عندما نسجد لهذه الماد نعلن أن الله متجلى فيها وأن المادة فى نظر الله مقدسة وأنه يمكن أن يتحد بها .. وهذا يعلن إيماننا بالتجسد، وأن التجسد ليس هو قصة وهمية إنما واقع يومى وبرهانه أن الله فينا .. وأن المادة صارت مقدسة .. وأن الله يتحد بالمادة لذلك فأنا أتقدم للمادة (التناول) بكل وقار .. وأتلاقى مع الله خلال هذه المواد .. ومن يعترض على هذا الكلام فهو لا يؤمن بالتجسد ويوافق الفكر الغنوسى القائل أن المادة شر ... إن كنا نؤمن أن الله خلق المادة كما هو خلق الروح ... تصير المادة مقدسة وإن كنا نؤمن أن الله تجسد فإن المادة بالأحرى أكثر قداسة لذلك يمكننى أسجد للصليب وللمذبح، وعندما نسجد للصليب فنحن نسجد للمصلوب لذلك يقول القديس بولس لرسول "عاملاً الصلح بدم صليبه" المقصود هنا بدم الذى صلب على الصليب أى المصلوب بقصد الاتحاد بين الصليب والمصلوب صار كأنه اتحاد مطلق . 2 ذكصولجية عيد الصليب تعلن إيماننا بالصليب كعلامة الصليب عقيدياً فهو ذبيحة - فداء - مصالحة مع الله .. الخ . أما الصليب طقسياً علامة لا تقل فكر قيمتها عن الفكر العقيدى ، ففى ذكصولجية الصليب يتكلم عن الصليب كعلامة قائلاً نسجد لصليبك الخشبة المحيية الصليب فحزناً . 3 فى إبصالية يوم الجمعة نقول : أعطى علامة لعبيده الذين يخافونه أن : ... هذه العلامة التى هى أسم الخلاص والصليب المحمى الذى صلبه عليه .. 4 أثناء القداس الإلهى يستخدم الكاهن الصليب باستمرار يبارك به الشعب حتى صار الصليب عملاً كهنوتياً من اختصاصات الكاهن .. أى الشعب لا يستطيع أن يرشم الصليب فى وجود الكاهن . الكاهن لا يمسك الصليب أو يرشم به فى وجود الأسقف .. والأسقف لا يمسك الصليب أو يرشم به فى البطريرك .. لأن الصليب صار عملاً كهنوتياً .. وغير مسموح لإنسان أن يرشم الآخر إلا الكاهن إلا كنوع من الحماية ترشم الأم ابنها .. 5 الإنسان يرشم نفسه بالصليب ولكن لا يرشم آخر . الآباء قديماً كانوا فى لبرية إذا تقابل أحدهم مع الآخر يرشم نفسه بالصليب ولا يرشم مع الآخر بالصليب لسببين : 1- لئلا يكون الآخر كاهن فكيف بروح الأتضاع يرشم عليه . 2- لئلا يكون الآخر روح نجس فيهج عليه لأن الآب يحتمى فى الصليب . إنما كان آباؤنا يرشمون الصليب على أنفسهم عند مقابلتهم لبعض فإن كان الآخر مثله سيكون هناك تآلف وإن كان روح نجس سوف يهرب من أمامه . الإنسان يرشم الصليب على الطعام والشراب ليباركه ويبعد الشيطان ... رشم الصليب فى التقليد البيزنطى : إصبع الإبهام مع الإصبع قبل الخنصر يعمل دائرة تشير إلى الأبدية وفى نفس الوقت يكون إصبع الشبابه مع الإصبع الأوسط يعمل علامة الصليب كما أن وضع الإبهام مع الإصبع قبل الأخير يحجز عشرة عقل ورقم عشرة بالقبطى هو يوتا (1) الذى هو اسم يسوع . 6 فى القداس الإلهى يوجد 42 رشم صليب منهم : 18 رشم : على الشعب والخدام (من بدية رفع الحمل عبارة عن 3 أجيوس 3 الربا مع جميعكم تحليل الخدام الفوائدى) . 18 رشم : على الخبز والخمر قبل حلول الروح القدس (3 بارك وشكر وقسم وقدسه للخبز ثم 3 على الأم). 6 رشم : أناء حلول الروح القدس (3 على االخبز + 3 على الكأس) . بعد التحويل يوجد 6 رشومات ولكن لا يرشمهم الكاهن إنما يرشم الدم بالجسد .. ويرشم الجسد بالدم ويرشم الدم بالدم (يصنع الكاهن إصبعه بالكأس ويرشم من الدم الدم) . 7 فى سر المعمودية يرشم الكاهن على الماء بالصليب وأيضاً يضع الزيت على منظر صليب .. الزيت فى المعمودية 3 أنواع هم : أ- زيت ساذج : يرشم به المعمودية والمتعمد لطرد الشياطين . ب- زيت عاليلاون : زيت الفرح لاستقبال الروح القدس . ج - زيت الميرون : لسكنى الروح القدس . "متى خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز فى أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ... وإذا لا يجد يقول أرجع إلى بيتى الذى خرجت منه فيأتى ويجده مكتوباً مزيناً ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أشد منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله" (لو24:11-26) . نحن فى الكنيسة نطرد الروح النجس من الماء والطفل وقبل أن يرجع إليه ثانية نعطيه الروح القدس فعند عودته إليه يعود ولا يستطيع الدخول لأنه أخذ الروح القدس .. لكن إذا وجده فارغاً فيدخل ويسكن بداخله ... جميعها بعلامة الصليب أيضاً فى سر مسحة المرضى وفى صلاة الإكليل وفى بقية جميع الأسرار . فالصليب هو وسيلتنا فى الصلاة والتقديس والمباركة والسجود ... الخ ، لقد نجح المستجدين فى اقتناء الصليب وهذا يوآزر من جهادنا ويسندنا . قصة ذهب ساحر يطلب من الأسقف بأن يأمره أن يعمل له أى شئ يأمره به فسخر به الأسقف وقال له : أحضر لى الصليب من على المذبح .. وهنا نقهقر الشيطان ولم يستطع لأن الشيطان لا يستطيع أن يصمد أمام الصليب . طوبى لمن يحتمى بالصليب . الصليب طقسياً له عيدين وله أسبوع : العيدين هما : أعياد احتفالية تصلى بالطقس الشعانينى : العيد الأصلى خاص بشهر برمهات ولأنه يقع فى الصوم الكبير رتبوا عيداً فى توت لكى نحتفل دون تحرج من الصوم ... نحتفل به 3 أيام ويعامل معاملة الأعياد السيدية ويكون له دوره كبيرة نقرأ خلالها 12 إنجيل أمام أيقونات القديسين كأننا نقول لهم "أنتم أيضاً حملتم الصليب كما حمله المسيح" . احتفال الصليب له مراحل فى القدس يقام كل يم جمعة بقراءات خاصة وتسبيح تسمى درب الصليب ... وهذه على مدار السنة ... دورة الصليب مرتبة بالطقس الشعانينى نسبة لدخول السيد المسيح أورشليم ثم صلب وأيضاً ما صنعته الملكة هيلانة وأبنها قسطنطين لتكريم الصليب . صلوات دورة الصليب أمام أيقونات القديسين تعنى قول الكتاب "أن كنا نتألم معه لكى نتمجد معه" . الاحتفال الخاص بالصليب فى أسبوع البصخة ففيه الزخر الروحى .. ونعيش فيه مع المسيح بفعله الكفارى لحظة بلحظة .. وكلمة (البصخة) تعنى (العبور) العبور من الظلمة إلى النور . ومن العبودية إلى الحرية . ومن أن تكون عبيد إلى أن نكون أبناء ... كثرة استخدام الصليب بالكنيسة والاحتفال به وتمجيده ينقل دائماً لذهننا فعله الكفارى وخلاص نفوسنا . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لماذا الصليب بالذات؟ لماذا إختار السيد المسيح أن يموت مصلوباً؟ لماذا لم يمت السيد المسيح بالحرق ؟ لماذا لم يمت بالغرق ؟ لماذا لم يمت بطعنة الحربة ؟ لماذا لم يمت بالخنق أو بالشنق ؟ لماذا لم يمت مذبوحاً بالسيف ؟ لماذا الصليب ؟ إن الصليب عمق يتعلق بمفاهيم ومعانٍ فى خطة الله لخلاص الإنسان. فمعلمنا بولس الرسول يقول "إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" (1كو1: 18). لذلك لم يكن الصليب مجرد وسيلة للإعدام. الصليب روحياً : الصليب يدخل فى أعماق مشاعر الإنسان وفكره الروحى وأبعاد عمل الروح القدس فى داخله. فقد كان الصليب بالنسبة للقديسين هو موضوع عناق قوى فى علاقتهم بالله. وهو موضوع تأمل وممارسة حياة يومية. هو قوة الله للخلاص. فالصليب له معان تدخل إلى أعماق النفس بقوة الروح القدس حتى ولو لم يدرك الإنسان تلك المعانى. الصليب هو قوة وغلبة وإنتصار وحياة بالنسبة لنا. فلماذا إذاً؟ لماذا مات المسيح مصلوباً : 1 - بالصليب صار هو الكاهن والذبيحة : لم يكن السيد المسيح هو مجرد ذبيحة قُدِّمت عن حياة العالم لكنه كان هو الكاهن وهو الذبيحة فى آنٍ واحد. فإذا كان قد تم ذبحه على الأرض مثلاً؛ سيكون فى هذا الوضع ذبيحة وليس كاهناً. ولكن على الصليب هو يرفع يديه ككاهن وهو فى نفس الوقت الذبيح المعلّق. فالناظر إليه يراه ككاهن يصلى وفى نفس الوقت يراه ذبيحاً ويقول "فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو 5 : 7). هو يشفع فى البشرية أثناء تقديمه لذاته كذبيحة. لذلك رآه يوحنا الحبيب فى سفر الرؤيا مثل "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ5: 6). الجرح الداخلى أعمق: كان لابد أن يكون السيد المسيح قائماً؛ فلا يمكنه أن يكون ملقى أثناء ممارسته لعمله كرئيس للكهنة. لذلك فإن عملية الذبح كانت داخلية (بالرغم من وجود جراحات مثل آثار المسامير وإكليل الشوك) لكن الجرح الأساسىكان داخلياً. وهنا تظهر نقطة عميقة فى محبة الله، وهى تتمثل فى شخص السيد المسيح أنه مذبوح فى داخله كما يقول بولس الرسول "فى أحشاء ربنا يسوع المسيح" (فى1 :8) فالذبح الداخلى أصعب بكثير من الذبح الخارجى وفى هذا يقول الشاعر: وظُلم ذوى القُربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحُسام المُهندِ فوقع السيف الحاد أخف من ظلم ذوى القرابة. ويقول الكتاب فى هذا المعنى "ما هذه الجروح فى يديك؟! فيقول هى التى جُرحت بها فى بيت أحبائى" (زك13: 6). النزيف الداخلى : السياط التى جُلد بها السيد المسيح كانت مصنوعة من سيور البقر وفى أطرافها عظم أو معدن، لذلك فقد مزّقت الشرايين المحيطة بالقفص الصدرى وأحدثت نزيفاً داخلياً. فلما ضربه الجندى بالحربة كان الدم عندئذ يملأ القفص الصدرى فسال الهيموجلوبين الأحمر بلون الدم ثم البلازما الشفافة ثم السوائل الخاصة بالأوديما (أى الإرتشاح المائى). هذه التى عبّر عنها ببساطة القديس يوحنا أنه بعدما طعن فى جنبه بالحربة "خرج دم وماء" (يو19: 34). وقد رأى القديس يوحنا مركبات الدم مفصولة لأن السيد المسيح كان قد أسلم الروح فى الساعة التاسعة وعندما طعنه الجندى قرب الغروب كان قد مضى حوالى ساعتين. مات ذبيحاً : إهتم القديـس يوحنـا أن يـذكر واقعة خروج الـدم والماء لكى يؤكّد أن السيد المسيح مات ذبيحاً. ويقول و"الذى عاين شَهِد وشهادته حق" (يو19 :35). كانت رقبة السيد المسيح سليمة نسبياً والصدر سليم نسبياً بحسب الظاهر خارجه بينما كان النزيف حاد من الداخل. فى الخارج كانت تظهر آثار ضربات السياط، بالإضافة إلى الجروح التى كانت فى اليدين والقدمين، وقد أحدثت نزيفاً خارجياً لكنه محدود. فالمصلوب كان يمكن أن يبقى معلقاً على الصليب ويتعذب وقد لا يموت إلا بعد ثلاثة أيام. ولكن كان يهّم القديس يوحنا الإنجيلى جداً أن يؤكّد أن السيد المسيح هو خروف الفصح الذى ذُبح لأجلنا، لذلك أكَّد نزول الدم والماء من جنبه لكى نعرف أنه ذُبح. سبب الهبوط فى القلب : النزيف الداخلى الحاد الذى تعرَّض له السيد المسيح نتج عنه أن كمية الدم الباقية فى الدورة الدموية كانت بسيطة جداً. لذلك إحتاج القلب أن يعمل بسرعة لتعويض الدم المفقود. ولكى يعمل بسرعة، كان القلب نفسه كعضلة، يحتاج لكمية أكبر من الدم. ولكن الشرايين التاجيّة التى تغذّى القلب لم يكن فى إمكانها أن تقوم بهذا الدور لقلة كمية الدم الواصل إليها نتيجة للنزيف. وإذا كانت سرعة ضربات القلب فى الإنسان الطبيعى هى سبعين نبضة فى الدقيقة ففى حالات النزيف ترتفع إلى 140 نبضة. وكل هذا يجهد عضلة القلب فتصل إلى مرحلة الهبوط الحاد جداً فى الجزء الأيمن منها ويؤدى ذلك إلى الوفاة. صرخة الإنتصار : كان السيد المسيح يقترب من هذه اللحظة الأخيرة؛ وهنا وفى آخر لحظة صرخ بصوت عظيم وقال "يا أبتاه فى يديك أستودع روحى" (لو23: 46). وقد كانت هذه الصرخة هى صرخة إنتصار. لإنه لأول مرة منذ سقوط أبينا آدم من الفردوس يستطيع أحد أن يقول "فى يديك أستودع روحى" فكل من مات لم يستطع أن يستودع روحه فى يدى الآب بل كان إبليس يقبض على تلك النفوس. وإذ صرخ السيد المسيح بصوت عظيم رغم حالة الإعياء الشديدة التى كان يعانى منها إنما أراد بذلك أن يلفت النظر إلى عبارة الإنتصار هذه. وهذه هى أول مرة منذ سقطة آدم يضع ذو طبيعة بشرية روحه فى يدى الآب. صار السيد المسيح هو القنطرة أو الجسر الذى يعبر عليه المفديون من الجحيم إلى الفردوس وإلى ملكوته. وقد خاب أمل الشيطان فى هذه اللحظة لأنه رأى أمامه قوة الذى إنتصر بالصليب. وفى قداس للقديس يوحنا ذهبى الفم يقول: ]عندما إنحدرت إلى الموت أيها الحياة الذى لايموت حينئذ أمتَّ الجحيم ببرق لاهوتك. وعندما أقمت الأموات من تحت الثرى صرخ نحوك القوات السمائيون أيها المسيح الإله معطى الحياة المجد لك[. فقدأبرق السيد المسيح حينما سلّم روحه فى يدى الآب. وبتعبير آخر: أصبح كالبرق وأفزع كل مملكة الشيطان. أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان وكان يقول "نفسى حزينة جداً حتى الموت" (مر14: 34).كان يجاهد ويأتى ملاك ليقويه فى الصلاة من أجل إخفاء لاهوته عن الشيطان ولكن فى اللحظة التى أسلم فيها روحه على الصليب؛ أى عندما غادرت روحه الإنسانية الجسد، فى الحال أبرق بمجد لاهوته، لذلك يقول "إذ جرّد السلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه (فى الصليب)" (كو2: 15). فقد تحوّل الموقف تماماً وكأن الشيطان يقيم حفلاً أو وليمة وأحضر معه كل بوابات الجحيم وكل قوات الظلمة لتحيط بمنطقة الجلجثة فوقف أمامه من "خرج غالباً ولكى يغلب" (رؤ6: 2) ففزعت من أمامه كل هذه القوات حينما أبصرت مجد لاهوته. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
2- بالصليب كان هو الميت القائم : كان لابد أن يكون المسيح هو الذبيحة التى ذبحت وهى تصلى أى وهى قائمة. فبعدما مات وسلّم الروح على الصليب كان المشهد فى غاية العجب : إنه ميت وقائم فى نفس الوقت. ذلك لأن المعلّق على الصليب تحمله رجلاه، لذلك عندما جاءوا ليكسروا ساقى السيد المسيح وجدوه قد أسلم الروح فلم يكسروهما فهو واقف على قدميه فعلاً، وقد سلم الروح وهو واقف، وهذه إشارة إلى أنه فى أثناء موته هو القائم الحى. ليس معنى هذا أنه لم يمت حقاً لكن هذا رمز إلى أن "فيه كانت الحياة" (يو1: 4). فهو قد أسلم الروح لكن قوة الحياة كائنة فيه. وحتى وهو قائم من بين الأموات كان محتفظاً بالجراحات لكى نراه مذبوحاً وهو قائم. أى أنه وهو مذبوح : هو قائم، وهو قائم : هو مذبوح. كما ورد أيضاً فى سفر الرؤيا أنه "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ5: 6). فلا يمكن إذاً أن يُحرق أو يموت غريقاً لأن هذه المعانى لن تتفق فى هذه الميتات. 3- بالصليب صالح الأرضيين مع السمائيين : هل السيـد المسيـح يمثل الله فى وسط البشر أم يمثل البشر أمام الله؟ بالطبع هو الأمران معاً فى وقت واحد. هو إبن الله وهو إبن الإنسان فى نفس الوقت. بدون التجسد كان السيد المسيح سيبقى إبناً لله والبشر هم أبناء الإنسان. ولكنه فى تجسده وحّد البنوة لله مع البنوة للإنسان إذ صار هو نفسه إبناً لله وإبناً للإنسان فى آنٍ واحد. وأراد أن يجعل هناك صلة بين الله والبشر. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
متى تصل الصلة إلى ذروة هدفها ؟ تصل الصلة بين الأرض والسماء إلى ذروتها على الصليب. فإن كان السيد المسيح وهو إبن الله الوحيد قد صار بالميلاد إبناً للإنسان لكنه لم يصل بالميلاد وحده إلى عمل علاقة بين الله والبشر... فهو يريد أن يصالح الله مع البشر. فليس هناك شركة بين الله والإنسان إلا بيسوع المسيح وهو معلَّق على الصليب. فهو الله الظاهر فى الجسد، وهو باكورة البشرية فى حضرة الآب السماوى، والسلم الواصل بين السماء والأرض. عندما ننظر إلى السيد المسيح على الصليب نقول هذا هو الطريق المؤدى إلى السماء وهو نفسه يقول "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6). كل إنسان ينظر إلى ناحية الصليب لابد أن ينظر ناحية السماء "وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يُرفع إبن الإنسان" (يو3: 14) فلابد أن الناظر إليه ينظر إلى أعلى. هو معلق بين السماء والأرض. فحينما نراه نرى فيه الله الظاهر فى الجسد ونرى حب الله المعلن للبشرية. وفى نفس الوقت حينما يراه الآب من السماء يرى فيه الطاعة الكاملة ورائحة الرضا والسرور التى إشتمّها وقت المساء على الجلجثة. إذاً هو نقطة لقاء بين نظرنا نحن ونظر الآب السماوى. فالآب ينظر إليه؛ فإذا نظر كل منا إلى السيد المسيح فسوف يلتقى بالآب . بتعبير آخر إذا كنت واقفاً بجوار الصليب والآب ينظر من السماء إلى الصليب فسيراك أنت تحته وإذا أنت نظرت إلى الرب يسوع سترى الآب الذى يتقبل الذبيحة. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الأحياء الأربعة ومراحل الفداء : رأى حزقيال النبى مركبة الشاروبيم ورأى كل من الأحياء الأربعة له أربع وجوه. ونحن أيضاً ينبغى أن نرى فى كل حدث من أحداث الخلاص باقى الأحداث. فعندما ننظر للتجسد نرى فيه الفداء : فقد ولد السيد المسيح فى مزود فى وسط الغنم والبقر والعجول لكى نعرف أنه منذ ميلاده هو ذبيحة وقد جاء ليذبح. كما لا يمكن فصل التجسد عن الصليب أو القيامة. التركيز على الصليب وحده ربما يقود إلى الشك لذلك قال السيد المسيح لتلاميذه "كلكم تشكُّون فىّ فى هذه الليلة" (مر14: 27). فالذى ينظر إلى الصليب بدون القيامة يتشكك. لذلك قال لهم إن إبن الإنسان "يُسلّم إلى الأمم... يجلدونه ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم" (لو33:18). كان لابد أن يؤكد لهم القيامة لكى كما قال لبطرس "طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك" (لو22: 32). لذلك كل واحد من الأحياء الأربعة له أربع وجوه فعندما ننظر بروح الرؤيا النبوية نرى مع حزقيال الثلاثة وجوه الأخرى (الأسد والعجل والنسر) أى أننا عندما نتأمل فى ميلاده نتأمل ضمناً فى صلبه وقيامته وصعوده للسماء. كانت مريم المجدلية تريد القيامة بدون الصعود فرفض السيد المسيح هذه الرغبة لتتذكر قوله للتلاميذ "خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى" (يو16: 7).. وكأنه يقول كيف تولدوا ولادة جديدة وتصيروا أولاداً لله وتغتسلوا من خطاياكم؟ كيف تصيروا أعضاءً فى جسدى وتتناولوا من جسدى ودمى؟ وكيف تكونوا هياكل لله؟ هذا عمل الروح القدس فى الكنيسة، والروح القدس لن يأت إلا بعد الصعود. كان لابد أن يصعد السيد المسيح إلى السماء بعد أن تمم الفداء لأن بركات الفداء لن تصل إليهم إلا بالصعود للسماء. كان لابد أن يذهب إلى المقادس العلوية لكى يخدم كرئيس كهنة، وهناك أمام الله الآب يشفع فينا من أجل غفران خطايانا. ومنذ القديم كان صعود الذبيحة يعنى أنها قُبلت، لذلك كان ينبغى للصعيدة أن تصعد. إذا رفضنا صعوده نكون مثل من يقدّم الصعيدة للآب السماوى وعندما يمد الآب يده ليقبلها يريد أن يستردها ثانية..!! مريم المجدلية كانت تفكر بهذه الطريقة : فرحتها بالقيامة جعلتها تريد أن تمسك بالسيد المسيح. فقال لها "لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن إذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم" (يو20 :17) وهذا شرط إستمرار العلاقات بيننا. بالطبع كان قوله لها "لا تلمسينى" بمثابة صفعة على وجهها. ففى أول لقاء عندما ظهر لها فى البستان بعد قيامته من بين الأموات مسكت قدميه وسجدت له لكن قوله لها "لا تلمسينى" هنا معناه أنه لا يريدها أن تمسك به. وعند الرجوع إلى المعنى اليونانى للفظة "لا تلمسينى" نجد أنها تعنى بداية اللمس للإمساك بالشىء وليس مجرد اللمس فقط. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
رؤيا حزقيال ورؤيا يوحنا : رأى حزقيال النبى الأحياء الأربعة بأربعة وجوه وأما يوحنا فقد رآها بوجه واحد. وليس معنى هذا أن رؤيا حزقيال النبى كانت أوضح من رؤيا يوحنا لأن يوحنا رأى أكثر مما رآه حزقيال مع أن المنظر الذى رآه حزقيال كان منظراً رهيباً جداً: البكرات والنار والمركبة النارية الشاروبيمية. لكن عندما رأى يوحنا الرؤيا كان قد تم التجسد والصلب والقيامة والصعود فدخلت هذه الأمور فى مجال الزمن وأصبح التجسد فى وقت والصلب فى وقت ثانٍ والقيامة فى وقت ثالث والصعود فى وقت رابع وأصبحت أحداثاً متتالية كل حدث منها له معالمه البارزة التى تحدده. فلم تحدث القيامة فى يوم الصلب ولم يحدث الصلب فى يوم الميلاد ولم يحدث الصعود فى يوم القيامة. لذلك كان لابد أن يكون بين الصعود والقيامة أربعين يوماً لأنه إذا حدث الصعود فى يوم القيامة لن نفهم ما معنى القيامة ومعنى الصعود. وكان يمكن أن يحدث مزج بين المعنيين. القيامة حدث مستقل بذاته دون أن ينفصل عن الصعود والصلب والميلاد، أى أنه لم يمتزج ويذوب فى أحداث أخرى، لكن بدون إنفصال، أى أن له ملامحه المحددة القائمة بذاتها. ولهذا رآى يوحنا وجه واحد لكل من الأحياء الأربعة. أما حزقيال النبى فقد رأى أربعة وجوه للواحد منهم: لأن الأحداث لم تكن قد تمت بعد فيراها حزقيال بروح النبوة كأحداث متلازمة يُكمل بها الأربعة معاً عملية الفداء. رأى حزقيال النبى الأحياء الأربعة من بعيد، لذلك رأى أربعة وجوه، لكل منها، لكن يوحنا عندما نظر عن قرب، رأى وجهاً واحداً فقط. فعندما وصف يوحنا العرش الإلهى أبرز تمايز أحداث التجسد والصلب والقيامة والصعود وهى أحداث عايشها يوحنا الإنجيلى فى مراحلها المتمايزة، لكن حزقيال الذى رأى من بعيد كانت الأحداث تتراكم مع بعضها فى نظره وتلاشت الفوارق الزمنية بينها لأنه يراها بروح النبوة وليس كأحداث حدثت فعلاً. ولتقريب المعنى نورد المثال التالى: إذا نظرنا إلى أى شىء من بعيد نرى له وجوهاً كثيرة، لكن إذا وضعناه أمام أعيننا لن نرى سوى الوجه المقابل لنا فقط |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
نحن لا نقبل إكرامكم للصليب الذي تقولون إن المسيح صلب عليه. وكيف تعبدون خشبة؟ الإجابة: نحن لا نعبد الصليب Holy Cross ولكننا نقدس الصليب لأنه أعظم علامة لمحبة الله لنا. أما موضوع هذه المحبة فيتلخص في سقوط الإنسان في الخطية بغواية إبليس، والله دبر خلاصه بالصليب بتجسده. وأصبح الصليب وسيلة للغفران والتقديس. ومتى تطهر الإنسان وتقدس أمكنه أن يتعايش مع الله القدوس في سمائه في الحياة الأخرى. وهي حكمة الله أن يتمم خلاص العالم بالصليب كما معلمنا بولس "الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (رسالة كورنثوس الأولى 8،7:2). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) والصليب بهذا الخلاص يحمل أسراراً كثيرة لقوة الله، إذ به هزم الشيطان والموت والخطية والهاوية والعبودية؛ وهذا سبب محبتنا للصليب وتقديسنا له. https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...-the-Cross.jpg بل إن الصليب له أهمية كبيرة في حياتنا، وعلامته وقوته تفارقنا ليلاً ونهاراً. إذ نحن لا نبدأ عملاً إلا برشم الصليب ونرشم علامته على ما نأكله وما نشربه. ونرشمه قبل ومنا وعند استيقاظنا. ونرشمه لحلول البركة ولطرد الشياطين والأفكار الشريرة وإخماد الشهوات والميول الشريرة والإنفعالات الخاطئة، ولإبطال مفعول السموم والميكروبات التي لا نعرف مصدرها، ونشربه في مواجهة المخاطر والأماكن الموحِشة. والصليب في عمومه منهج لحياتنا في إحتمال الآلام والمضايقات والإضطهادات. ويعتبر مصدراً للتعزية وبلسماً لنا في كل هذه. وبقدر ما نتأمل في الصليب بقدر ما تنكشف أعماق محبة الله لنا وتزداد محبتنا له. لذلك نحن نمجد الصليب ونتمسك به وندقه على أيدينا ونلبسه على صدورنا ونضعه على قبورنا وهو علم كنائسنا. وكل البركات والنعم الموجودة في الصليب ينالها المؤمن بالإختبار والممارسة بإيمان. ومن يدركها لا يسعه إلا أن يقول مع معلمنا بولس "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (1كو24،23:1). وتقديسنا نحن للصليب يشبهه تقديس أفراد مجتمعنا للكعبة المشرفة، إذ يرون فيها عملاً إلهياً وبركة مقدسة. لذلك يطوفون حولها ليأخذوا بركتها وينالوا رضوان الله. وهم يفتخرون بالكعبة كشيء مقدس ولربما يتزين البعض منهم بأشكال ذهبية أو فضية لها كما نتزين نحن المسيحيين بأشكال الصليب. ويبدو أن كل أصحاب عقيدة لهم رمز حسّي يربطهم بالله، يقدسونه لأنه يرمز إلى عمل عظيم عمله الله معهم، وإن كان هذا الرمز ينال التكريم والتقديس إلا أن العبادة لا تُقدَّم له بل لله وحده. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ومن الجدير بالذكر أن جميع الناس في العالم بغض النظر عن دينهم، عندما يقوم أحد بحسدهم أو بالحقد عليهم، على الفور يبحث الشخص عن خشب ويقول: "إمسك الخشب" أو "Touch wood" أو ‘Knock on wood’.. وما هو قيمة الخشب إلا أنه مادة الصليب المقدس، وبه يسعى الشخص للخلاص من الحسد عن طريق المجئ للصليب.. وتحوَّر هذا الأمر، ويعمله الكثيرون بدون فهم... لذلك وإن كان الصليب أصلاً من الخشب، والكعبة هي من الحجر لذلك فتعبير خاطئ أن يُقال إن هؤلاء يعبدون خشبة، وأولئك يعبدون حجراً! ولكن التعبير السليم أن كلاً منهم يقدس ما يعتقد فيه. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لماذا تصرون على أن الموت كان بالصليب؟! الإجابة: ليس هو إصرار بل هو حقيقة بدليل أن الصليب عَلَم جميع المسيحيين في كل أرجاء العالم. وقد كان الموت بالصليب بالذات لأسباب: أولها: أن ميتة الصليب تحاصر كل كيان الجسد من الرأس من فوق إلى أخمص القدمين من تحت، ومن أقصى طرف الذراع اليمنى إلى أقصى طرف الذراع اليسرى، مما يعني صلب جسد الخطية بكليته ليستوفي قصاصه. ثانياً: لأن الذي يموت على الصليب يكون مرفوعاً عليه، وعلى مرأى من كل عين، حيث يكون الصليب عادى في مكان مرتفع، وبذلك يكون موته ظاهراً حتى يصير خلاصاً مُعلناً لكل البشر. ثالثاً: لإمكان الربط بين الأحداث العظيمة العتيدة أن تحدث وبين شخص المسيح المعلق على الصليب والظاهر أما الجميع وذلك لإظهار مجد لاهوته. وهذا قد تم فعلاً؛ إذ عندما أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض والصخور تشققت، انفتحت بصيرة اللص اليمين على حقيقة المصلوب وناداه قائلاً: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك". كذلك قائد المائة الوثني الذي طعنه بالحربة قال: "حقاً هذا كان ابن الله". رابعاً: لإظهار كمال صفاته الإلهية، لأنه بالصليب برهَن على محبته اللامتناهية حيث قدَّم أقصى ما يمكن تقديمه من بذل الذات، كما ظهر اتضاعه بقبوله موت الصليب الذي كان أشنع ميتة إذ كان وسيلة قتل المجرمين، وكذلك رحمته الواسعة في مغفرة الخطية بغفرانه للص الذي أعلن إيمانه به.وأيضاً قداسته الكاملة بصفحه ومسامحته للذين جدَّفوا عليه، وتوكيده لكمال ذاته الإلهية بتوافق مشيئته بالتمام مع مشيئة الآب في قبوله الصليب، وإعلانه أنه الحق وهو على الصليب بترجمة كل تعاليمه من مسكنة الروح والوداعة والرحمة والنقاوة وصنع السلام واحتمال الآلام وقبول التعيير إلى سلوك واقعٍ حيٍ. وإذ أعلن أنه الحق صار نوراً هادياً ومرشداً للعالم بأقواله وأعماله معاً. وإن كانت هذه كلها هي ثمار الصليب، فليست هناك أسباب أمجد من هذه ليكون الصليب وسيلة الخلاص. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
وقصة وصول قطعة من الصليب إلى كنيسة دمياط في السابع عشر من شهر توت من كل عام قبطي يحتفل القبط والأثيوبيون , بعيد الصليب المجيد - و تحتفل به الكنيسة اللاتينية في الثالث من مايو – وهو يمثل اليوم الذي عثر فيه علي صليب السيد المسيح , والذي علق فوقه في العام الثالث والثلاثين أو الرابع والثلاثين لميلاده الزمني من العذراء مريم , وظل مطموراً بفعل اليهود , الذين أصدر زعماؤهم أمراً إلي كل الشعب , بأن كل من لديه قمامة , أو كناسة , فليلق بها إلي حيث المكان الذي به صليب المسيح , وذلك ليخفوا معالم الصليب , القبر المقدس , الذي كانت تجري منه آيات الشفاء والعجائب , مما أزعج اليهود وقض مضاجعهم 000 وبمرور الزمن صار المكان تلاً عالياً 0 وذكر المؤرخون أن الإمبراطور الروماني هادريان Hadrian 117 – 138 م أقام علي هذا التل , في عام 135م هيكلاً للزهرة Venus ( الألهة الحامية لمدينة روما ) ومن بين من ذكروا هذه الرواية , البروفيسور الدكتور جاكسون في كتاب له , كما ذكرها هانز ليتسمان في كتابه (تاريخ الكنيسة القديمة) الجزء الثالث , الجزء الخامس 0 وقد تم الكشف علي الصليب المجيد , بمعرفة الملكة القديسة هيلانة , أم الإمبراطور قسطنطين 0 وكان ذلك في عام326 لميلاد المسيح , ويوافق سنة 42 للشهداء الأطهار 0 اشتاقت الملكة هيلانـة ( 247 – 327 ) إلي أن تعرف مصير الصليب المقـدس , الذي صلب عليه المسيح له المجد , وقيل أنها رأت في منامها حلماً , أنبأها بأنها هي التي ستكشف عن الصليب 0 وقد شجعها ابنها الإمبراطور قسطنطين , علي رحلتها إلي الأراضي المقدسة , وأرسل معها قوة من الجند قوامها ثلاثة آلاف جندي ليكونوا في خدمتها , وتحت طلبها , هناك في أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف المدينة , البالغ من العمر ثمانين عاماً 0 وأبدت له وللشعب رغبتها , فأرشدها إلي رجل طاعن فيالسن , من أشراف اليهود ويسمي يهوذا , وكان خبيراً بالتاريخ والأحداث , والأشخاص , وبالأماكن 0 فاستحضرته الملكة وسألته عن صليب المسيح 0 فأنكر في مبدأ الأمر , معرفته به , وبمكانه 0 فلما شددت عليه الطلب 0 وهددته ثم توعدته إن لم يكاشفها بالحقيقة , فاضطر إلي أن يرشدها إلي الموضع الحقيقي للصليب , وهو كوم الجلجسة , وهو بعينه المكان الذي تقوم علية الآن كنيسة القيامة بالقدس القديمة 0 أمرت الملكة هيلانة في الحال بإزالة التل , فانكشفت المغارة 0 وعثروا فيها علي ثلاثة صلبان , وكان لابد لهم أن يتوقعوا أن تكون الصلبان الثلاثة : هي صليب المسيح يسوع , وصليب اللص الذي صلب عن يمينه , وصليب اللص الذي صلب عن يساره 0 وقد عثروا كذلك علي المسامير , وعلي بعض أدوات الصلب , كما عثروا علي اللوحة التيكانت موضوعة فوق صليب المخلص , ومكتوب عليها – يسوع الناصري ملك اليهود – ويبدو أن هذه الصلبان الثلاثة كانت في حجم واحد , وشكل واحد , أو متشابهة , حتى أن الملكة ومن معها عجزوا عن التعرف علي صليب المسيح يسوع من بينها 0 ويروي المؤرخ زوسيموس وكذلك المؤرخ روفينوس في كتابه تاريخ الكنيسة 0 أن الملكة استطاعت بمشورة الأسقف مكاريوس , أن تميز صليب المسيح 0 بعد أن وضعت الصلبان الثلاثة , الواحد بعد الآخر , علي جثمان رجل ميت , فحدثت المعجزة وقام الميت علي الفور عندما لمسة صليب المسيح 0 فأحنت الملكة رأسها إكراماً , وتكريماً للصليب المقدس , وغلفته بالذهب الخالص , ولفته بالحرير , ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم 0 وشهد بذلك أيضاً أمبروسيوس رئيس أساقفة ميلانو في سنة (340 – 397م ) والقديس يوحنا ذهبي الفم وغيرها من أباء الكنيسة 0 ثم أنشأت الملكة هيلانة علي مغارة الصليب , والقبر كنيسة القيامة , ووضعت فيها الصليب المجيد 0 وأرسلت إلي القديس أثناسيوس ليدشن الكنيسة فذهب ودشنها في احتفال عظيم عام 328 للميلاد , ولا تزال مغارة الصليب قائمة في كنيسة القيامة إلي الآن , ويراها كل من يزور الأماكن المقدسة 0 اختفاء الصليب 1- سقوطه في يد الفرس وظل الصليب قائماً في كنيسة القيامة , إلي أن أستولي ملك الفرس كسري Chosrots الثاني 590 – 628م عليأورشليم عام 614م 0 وهدم كنيسة القيامة , ونقل الصليب معه إلي بلاد الفرس , في مايو – أيار لسنة 614م 0 ويقول المؤرخون : أن الفرس دفنوا الصليب في حفرة , في بستان مقابل قصر الملك , بعدما قتلوا الشماسين اللذين أمرهما الملك بحمل الصليب إلي البستان , وذلك حتى يخفوا معالم الصليب , ولكن شاء الله أن تشهد ذلك , فتاة صغيرة ابنة كاهن , كانت قد سباها الملك , وأقامها في بيته . وفي عهد هرقل Heraclius إمبراطور الروم (610 – 641م ) استرد الروم هيبتهم , واستردواالممتلكات التي أخذها الفرس منهم , ومن بينها عود الصليب (622 – 630م ) حيث أخرجوه , بإرشاد تلك الفتاة من الحفرة التي ظل فيها نحو أربع عشرة سنة 0 وكان ذلك في عام 629 لميلاد المسيح 0 وقال المؤرخون أن هرقل أراد أن يرد الصليب إلي كنيسة القيامة , وأن يحمله , إليها بنفسه , فلبس حلته الملكية , وتوشح بوشاحه الإمبراطوري , ووضع علي رأسه تاجه الذهبي , المرصع بالأحجار الكريمة ثم حمل الصليب علي كتفه , ولما اقترب من باب كنيسة القيامة , ثقل عليه الصليب إلي درجة كبيرة , ولم يستطع أن يخطو عتبة الكنيسة , فحار في الأمر , وحينئذ تقدم إليه أحد الكهنة وقال : أذكر أيها الملك أن مولاك دخل إلي هذا المكان حاملاً الصليب , وعلي هامته المقدسة إكليل من الشوك , لا إكليل من الذهب 0 فيلزم أن تخلع تاجك الذهبي , وتنزع عنك وشاحك الملكي , ليتسنى لك الدخول فرضخ الملك للنصيحة وفعل كما قال له الكاهن فأمكنه حينئذ أن يدخل الكنيسة في سهولة ويسر وكأنه يحمل حمل هيناً وخفيفاً , وحسب ذلك اليوم عيداً للصليب 0 ولذا تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعدين للصليب أولهما في 17 من توت , والثاني في 10 من برمهات 0 الأول هو عيد ارتفاع الصليب وتكريس كنيسته , والثاني هو عيد ظهور الصليب واكتشافه 0 2- نقله إلي القسطنطينية : تذكر المصادر العلمية , أن الصليب المقدس نقل بعد ذلك إلي القسطنطينية , وأودع في كنيسة القديسة صوفية , التي تحولت إلي جامع أيا صوفيا بإسطنبول , في عهد محمد الثاني الفاتح (1429 – 1481م ) 0 3- اختفاء أجزاء الصليب منذ حرب الأيقونات : حيث حدثت حرباً عواناً , استغرقت أكثر من قرن وذلك في القرن الثامن الميلادي , في أيام فيليب باردان (711 – 713م ) حيث أزال رسومات الأيقونات من كنيسة أجيا صوفية , ومن بينها خشبة الصليب التي اختفت بعدها 0 ومنذ سنة 1400م اكتشفت قطعتان ضمن قطع الصليب في كنيسة بإيبارشية فرنسا القبطية( الحالية) وتم تقديم قطعة منها إلي قداسة البابا شنوده الثالث لتكون بالمقر البابوي بالقاهرة . أما الثانية فهاك قصتها : استحضار قطعة من خشبة صليب المسيح إلي دمياط كيف وصلت قطعة من صليب المسيح إلي دمياط ؟ كان قد حضر إلي القاهرة الأنبا جوانس ماريا رئيس الأساقفة بمدينة فينسيا مع مساعده المونسنيور إيجينوس في 26 مارس 1974م وصحبهما قداسة البابا إلي دير الأنبا بيشوي حيث قام بسيامتهما رهباناً أرثوذكسين بعدما تنازلا عن درجاتهما الكهنوتية السابقة , وسمي الأول باسم الراهب مرقص والثاني باسم الراهب أثناسيوس 0وقاما بعد ذلك بزيارة بعض الإيبارشيات 0 زيارتهما لدمياط ووعدهما بالصليب : قاما بزيارة مدينة دمياط مصطحبينأحد الأساقفة , في تلك السنة عينها , وقاما بزيارة كنائس المدينة والتبرك بجسد مارسيدهم بشاي , حيث تقابلا مع كاهن الكنيسة , ولما علم انهما مغرمين بالأيقونات القديمة , أهداهما ثلاثة أيقونات , واحدة كانت لديه شخصياً , والأخري من السيدة مرجريت قسيس , وايقونة ثالثة متاكلة من مخلفات كنيسة السيدة العذراء القديمة 0 ولما أرادا أن يبادلاه الهديـة , عرضا عليـة أن يختـارأحـد شيئيـن + إمـا شعر يوحنـا المعمـدان داخـل أنبـوبة خشبيــة 0 + أو قطعة من صليب المسيح داخل حامل مشغول 0 فاختار الثانية , غير أنه كان لابد من سفر أحد لاستلام هذه الهدية وفي يوم الأحد 2 يونية سنة 1974م تمت سيامة الأنبا مرقس أسقفاً علي فرنسا ومرسيليا , والأنبا أثناسيوس خوري ابيسكوبوس علي مدينة باريس وفي أواخر شهر سبتمبر سنة 1974م سافر الأثنان إلي مقرهما حيث تم تجليسهما 0 حضورهما إلي القاهرة واستقبال نيافة الأنبا بيشوي لهما وكان منتظراً حضور صاحبي النيافة من فرنسا إلي مصر في عيد الصليب المجيد في 27/9/1975 حسب وعدهما0 وفي مساء السبت 26/9/1975 حضرا لزيارة الكنيسة الأم , وكان في استقبالهما نيافة الحبر الجليل جزيل الاحترام الأنبا بيشوي الذي اصطحبهما لزيارة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة , فقدما له هدية , هي قطعة من الصليب المقدس مع الوثائق الرسمية الخاصة بها 0 ثم قدما قطعة صغيرة من الصليب لنيافة الأنبا بيشوي وهي التيوعدانا بها 0 حضورهما إلي دمياط : بعد قليل اصطحبهما نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي إلي دمياط في عشية يوم الخميس 6/11/1975م , حيث عمل احتفالاً كبيراً بالكنيسة , ودشنت المقصورة المعدة لحفظ قطعة الصليب المقدسة وفي اليوم التالي اشتركا في صلاة القداس مع نيافة الأنبا بيشوي وكهنة الكنيسة 0 وكان لهذا الاحتفال ذكريات قديمة , منذ أيام استشهاد القديس مار سيدهم بشاي الذي كان يحب الصليب جداً , وقد علق الأشرار صليباً من خشب علي جسده طوال فترة استشهاده , كما أنه ظهر صليب من نور علي مقبرته بعد استشهاده وظل مدة طويلة – وصدر فرماناً من السلطان العثماني برفع الصليب في دمياط أثناء الاحتفال جهاراً بدفنه , وطاف المسيحيون بهذا الصليب في كل المدينة , وبعدها رفع في كل بلاد القطر 0وهااليوم يحضرون له جزء من نفس صليب السيد المسيح ليوضع بجانبه في كنيسة السيدة العذراء 0 قصة هذه القطعة من الصليب : قال نيافة الأنبا مرقص ( أما عن هذه القطعة التي في حوزتي فقد نقلها الكابتن البحار"مُلخيو ترينزان " إلي فينسيا ) حيث كانت وديعة لدي عائلة نبيلة , سلمتها في 29 أبريل عام 1513 إلي حوزة البطريرك أنطوان بونتاروفي بطريرك فينسيا , ومن ثم آلت في 3 يونيو سنة 1838م إلي الكاردينال جاك مونيكو بطريرك فينسيا 000 ثم إنتقلت بعد ذلك إليالكاردينال جان بيتر بطريرك فينسيا أيضاً , إلي أن أصبحت في 20 ابريل عام 1912 في حوزة البطريك بيرونتوني أسقف ( جيراس) الذي أعطاها للبطريرك الأسباني ( جوزيف ماري جارسيا لاجريرا) أسقف ( فالنس ) في أسبانيا 0 ويضيف نيافته ( ونظراً للروابط الوثيقة بيني وبينه فقد قام هذا الأخير بإهدائها إليٍَِِ في 17 أكتوبر عام 1970 وها أنا أهديها بدوري إلي دمياط 0 من تحت طعنة الحربة حضر أحد الأخوة المباركين إلى دمياط في صحبة بعض الأقارب و الأصدقاء و معهما امرأة متوفى زوجها و بها أرواح شريرة و كان الكاهن قد اخرج قطعة الصليب المباركة لينالوا بركاتها حسب طلبهم فما كان من المرأة أن صرخت و ارتمت على الأرض و هي تقول: أتخنقنا ارفع الصليب عنى أنها نور و نار دى خطيرة من تحت طعنة الحربة و ظلت تقول هكذا حتى استفاقت و هي تقول خرجوا ثم انصرفت بسلام تشكر الله . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
بقلم :قداسة البابا شنودة الثالث كيف تحمل صليبا؟ و ما المعانى اللاهوتية للصليب؟ تعيد الكنيسة فى 17 توت (27 سبتمبر) يوم ظهوره للملك قسطنطين، و فى يوم 10 برمهات (19 مارس) يوم عثور الملكة هيلانة على خشبة الصليب المقدسة. ونحن نريد اليوم ان نتكلم عن الصليب بمعناه الروحى، و عن أهمية الصليب و بركته فى حياتنا. الصليب هو مشقة نتحملها من أجل محبتنا لله أو محبتنا للناس، لأجل الملكوت عموما. الصليب هو الباب الضيق الذى دعانا الرب الى الدخول منه (مت 7 : 13).. وقال لنا فى العالم سيكون لكم ضيق (يو 16 : 33) و تكونوا مبغضين من الجميع لأجل اسمى (مت 10 : 22). بل تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله (يو 16 : 2) لو كنتم من العالم، لكان العالميحب خاصته..ولكن لأنكم لستم من العالم، لذلك يبغضكم العالم (يو 15 : 19) و هكذا كان القديس بولس الرسول يعلم "انه بضيقات كثيرة ينبغى ان ندخل ملكوت الله" (أع 14 : 22) فإن حملت صليبا، إقبل ذلك بفرح بسبب ما سوف تناله من أكاليل، إن كنت لا تشكو ولا تشك. أنواع كثيرة من الصلبان سوف تواجهك منها الجهاد و الاحتمال و الصبر و منها التعب فى الخدمة و فى التوبة، و ايضا إحتمال التأديب من الله و من الاباء.... فلا تتذمر كلما حملت صليبا. ولا تظن ان الحياة الروحية لابد أن تكون سهلة، و طريقها مفروش بالورود و إلا فعلى أى شىء سوف تكافأ فى الابدية؟ و ايضا ما معنى كلام الرب عن الباب الضيق (مت 7 : 13).. كيف تحمل الصليب عمليا؟ 1- الصليب هو علامة حب و بذل و تضحية و فداء تحمله كلما تعبت لاجل ممارسة هذه الفضائل. حاول ان تتعب من أجل إراحة غيرك و من أجل انقاذه و خدمته و ثق ان الله لا ينسى تعب المحبة بل كل واحد سياخذ اجرته حسب تعبه (1 كو 3 : 8) تدرب ان تعطى مهما بذلت و تحملت و ضحيت..و تدرب ان تعطى من اعوازك كما فعلت المرأة المطوبة (لو 21 : 4) غتعب فى خدمتك بمقدار تعبك يظهر حبك و بذلك تظهر تضحيتك. 2- الصليب ايضا علامة الم و احتمال: الالام العظيمة التى احتملها السيد من اجلنا سواء الام الجسد التى قال عنها ثقبوا يدى ورجلى و احصوا كل عظامى او الام العار التى احتملها من اجلنا فى سرور اى و هو مسرور بخلاصنا. لهذا قال عنه الرسول من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزى (عب 12 : 2) ما اعظم الاحتمال بسرور, انه درس لنا وانت تحمل صليبا أن كنت من اجل الرب تحتمل ضيقته او من اجل بركينالك اضطهاد او من اجل ذلك تصاب بمرض او ضعف، كذلك ان كنت تحتمل متاعب الناس دون ان تنتقم لنفسك بل تحول الخد الاخر و تمشى الميل الثانى ولا تقاوم الشر (مت 5 39 - 42) بل تصبر و الصبر صليب..سواء كان احتمالك و صبرك فى محيط الاسرة او فى مجال الخدمة او فى نطاق العمل. 3- و تحمل صليبا ان كنت تصلب الجسد من الاهواء (غل 5 : 24). فتبذل كل جهدك لكى تصلب رغبة او شهوة و تنتصر على نفسك و تصلب فكرك كلما اراد ان يشرد بك، كلما تضبط حواسك و تلجم لسانك و تقهر ذاتك و تمنع جسدك عن الطعام محتملا الجوع مبتعدا عن كل طعام شهى و عن كل لذة جسدية و عن محبة المال. 4- و تحمل صليبك فى انكار ذاتك بأخذ المتكأ الأخير : و بعدم السعى وراء الكرامة و بتنازلك عن حقوقك، و عدم أخذ حقك فى الأرض و بتفضيل غيرك على نفسك فى كل شى بالمحبة التى لا تطلب ما لنفسها ( 1 كو 13: 5) و بالتواضع و الزهد و البعد عن المديح و الكرامة. 5- و تحمل صليبك بأن تحمل خطايا الاخرين فهكذا فعل السيد المسيح. لا مانع ان تحتمل ذنب غيرك و تعاقب عنه بدلا منه او تحتمل مسؤليات غيرك و تقوم بها عوضا عنه. و كما قال القديس بولس لفليمون عن أنسيموس "إن كان قد ظلمك بشىء او لك عليه دين فإحسب ذلك على ..انا اوفى" (فل 18 ، 19) .. على قدر إستطاعتك إشترك فى آلام الاخرين و إرفعها عنهم و كن قيروانيا تحمل صليب غيرك. معانى لاهوتيه للصليب: 1- نتذكر محبة الله لنا الذى من اجل خلاصنا قبل الموت عنا "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه و الرب وضع عليه إثم جميعنا" ( اش 53 : 6 ). حينما نرشم الصليب نتذكر " حمل الله الذى حمل خطايا العالم كله" يو 1 : 29 ، 1 يو 2 : 2. 2- وفى الصليب نذكر خطايانا. خطايانا التى حملها على الصليب، التى من أجلها تجسد و صلب... و بهذا التذكر نتضع، و نسحق نفوسنا، و نشكر على الثمن الذى دفع لأجلنا لأنكم اشتريتم بثمن (1 كو 6 : 20). 3- و فى الصليب نذكر العدل الالهى: كيف ان المغفرة لم تكن على حساب العدل، بل إستوفى العدل الالهى حقه على الصليب فلا نستهن بالخطيه التى ثمنها هكذا. 4- و في رشمنا للصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب إن الذين يأخذون الصليب بمجرد إعلانها الروحي، داخل القلب، دون أية علامة ظاهرة لا يظهرون هذه التبعية علناً، التي نعلنها برشم الصليب وبحمل الصليب على صدورنا. وبتقبيل الصليب أمام الكل، وبرشمه على أيدينا، وبرفعه على أماكن عبادتنا. إننا بهذا كله، إنما نعلن إيماننا جهاراً، ولا نستحي بصليب المسيح أمام الناس، بل نفتخر به، ونتمسك به، ونعيد له أعياداً .. ونتمسك به .. حتى دون أن نتكلم. مجرد مظهرنا يعلن إيماننا.. 5- ونحن لا نرشم الصليب على أنفسنا في صمت، إنما نقول معه باسم الآب والأبن والروح القدس. وبهذا نعلن في كل مرة عقيدتنا بالثالوث القدوس الذي هو إله واحد إلى الأبد آمين. وهكذا يكون الثالوث في ذهننا باستمرار، الأمر الذي لا يتاح للذين لا يرشمون الصليب مثلنا. 6- وفي رسم الصليب أيضاً نعلن عقيدتي التجسد والفداء: فنحن حين نرشم الصليب من فوق إلى تحت، ومن الشمال إلى اليمين، ومن الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، وما أكثر التأملات التي تدور بقلوبنا وأفكارنا من رشم علامة الصليب. 7- وفي رشم الصليب نذكر المغفرة: كيف أن خطايانا غفرت على الصليب. وكيف أن السيد خاطب الآب السماوي قائلاً (وهو على الصليب) "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".. 8- وفي رشمنا للصليب تعليم ديني لأولادنا ولغيرهم: كل من يرشم الصليب، حينما يصلي، وحينما يدخل إلى الكنيسة، وحينما يأكل، وحينما ينام، وفي كل وقت، إنما يتذكر الصليب، وهذا التذكر مفيد روحياً ومطلوب كتابياً. وفيه أيضاً تعليم للناس، إن المسيح قد صلب، وتعليم بالذات لأولادنا الصغار الذين يشبون من صغرهم على الصليب. 9- وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته. وهذه وصية الرب لنا أن نبشر بموته "الذي لأجل فدائنا" "إلى أن يجئ" (1كو : 26:11).. ونحن برشم الصليب نتذكر موته كل حين ونظل نتذكره الى أن يجئ. ونحن نتذكر في سر الإفخارستيا. ولكن هذا السر لا يقام في كل وقت، بينما الصليب يمكن أن نرشمه في كل وقت متذكرين موت المسيح عنا... 10- وفي رشمنا للصليب، نتذكر أن عقوبة الخطية موت: لأنه لولا ذلك ما مات المسيح. عنا على الصليب وأعطانا الحيا يا أبتاه اغفر لهم" (لو 34:23). 11- وفي رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا: نتذكر أن الصليب ذبيحة حب. لأنه " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3).. ونتذكر أن " الله بين محبته لنا، لأننا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.. وصولحنا مع الله بموت ابنه" (رو 8:5).. في الصليب نتذكر محبة الله لنا، لأنه "لا يوجد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 13:15). 12- ونحن نرشم الصليب لأنه يمنحنا القوة: القديس بولس الرسول يشعر بقوة الصليب هذه فيقول "به صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 14:6). ويقول أيضاً "إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة. وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1كو 18:1). لاحظوا هنا أنه لم يقل أن عملية الصليب هي قوة الله. إنما قال أن مجرد كلمة الصليب هي قوة الله. لذلك نحن حينما نرشم الصليب، وحينما نتذكر الصليب، نمتلئ قوة لأننا نتذكر أن الرب بالصليب داس الموت، ومنح الحياة لكل الناس، وقهر الشيطان وغلبه، ولذلك.. 13- نحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه: كل تعب الشيطان منذ حارب آدم الى آخر الدهور. ضاع على الصليب، إذ دفع الرب الثمن، ومحا جميع خطايا الناس بدمه . لمن لا يؤمنون ويطيعون. لذلك فإن الشيطان كلما يرى الصليب، يرتعب متذكراً هزيمته الكبرى وضياع تعبه، فيخزى ويهرب. وهكذا كان أولاد الله يستخدمون باستمرار علامة الصليب باعتبارها علامة الغلبة والانتصار، أو هي قوة الله. فمن جهتنا نمتلئ قوة من الداخل، أما عن العدو في الخارج فهو يرتعب.. وكما كانت ترفع الحية النحاسية في القديم شفاء للناس وخلاصاً من الموت، هكذا رفع رب المجد على الصليب (يو 14:3). وهكذا علامة الصليب في مفعولها. 14- ونحن نرشم علامة الصليب فنحن نأخذ بركته: كان الصليب في العهود القديمة علامة اللعنة والموت بسبب الخطية. ولكن على الصليب حمل الرب كل لعناتنا، لكي يمنحنا بركة المصالحة مع الله (رو 10:5). وبركة الحياة الجديدة، ولذلك فكل نعم العهد الجديدة مستمدة من الصليب. لذلك استخدم رجال الإكليروس هذا الصليب في منح البركة إشارة الى أن البركة لا تصدر منهم شخصياً. إنما من صليب الرب الذي ائتمنهم على استخدامه في منح البركة، ولأنهم يستمدون كهنوتهم من كهنوت هذا المصلوب، وكل بركات العهد الجديد نابعة من صليب الرب وفاعليته. 15- لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية نستخدم فيها الصليب. لأنها كلها نابعة من استحقاقات دم المسيح على الصليب. فلولا الصليب ما كنا نستحق أن نقترب الى الله كأبناء في المعمودية. وما كنا نستحق التناول من جسده ودمه في سر الإفخارستيا (1كو 26:11). وما كنا نستطيع التمتع ببركات أي سر من أسرار الكنيسة. 16- ونحن نهتم بالصليب لنتذكر الشركة التي لنا فيه: نتذكر قول القديس بولس الرسول "مع المسيح صلبت.. فـحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" (غل 20:2). وقوله أيضاً "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته" (في 10:3). وهنا نسأل أنفسنا متى ندخل في شركة آلام الرب ونصلب معه؟. وهنا نتذكر اللص الذي صلب معه، فاستحق أن يكون في الفردوس معه، ولعله صار في الفردوس يغني بالأغنية التي قالها القديس بولس فيما بعد "مع المسيح صلبت".. كل أمنياتنا أن نصعد على الصليب مع المسيح ونفتخر بهذا الصليب الذي نذكره الآن كلما تلامس مع حواسنا. 17- ونحن نكرم الصليب، لأنه موضع سرور الآب: الآب الذي تقبل المسيح على الصليب بكل سرور كذبيحة خطية، وكمحرقة أيضاً "رائحة سرور للرب" (لا 17،13،5:1). وقال أشعياء النبي في ذلك "أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن" (أش 10:53). إن السيد المسيح أرضى الآب بكامل حياته على الأرض، ولكنه دخل ملء هذا الإرضاء على الصليب، حيث "أطاع حتى الموت، موت الصليب" (قي 8:2). ففي كل مرة نننظر الى الصليب نتذكر كمال الطاعة، وكمال الخضوع لكي نتمثل بالسيد المسيح في طاعته، حتى الموت. وكما كان الصليب موضع سرور للآب، كان هكذا أيضاً بالنسبة الى الابن المصلوب الذي قيل عنه "من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي" (عب 2:12). وهكذا كان ملء سرور المسيح في صلبه. ليتنا نكون هكذا. 18- وفي الصليب نخرج إليه خارج المحلة، حاملين عاره (عب 12:13). بنفس شعورنا في أسبوع الآلام.. ونذكر في ذلك ما قيل عن موسى النبي "حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر" (عب 26:11). وعار الميح هو صلبه وآلامه. 19- وعلى الصليب نذكر الخلاص الذي ناله اللص المصلوب مع الرب: هذا الأمر يعطينا رجاء عجيباً. كيف أن انساناً أمكن أن يخلص في الساعات الأخيرة من حياته على الأرض، ويتلقى وعداً بالدخول الى الفردوس. كيف أن الرب بتأثيره الروحي على هذا اللص، استطاع أن يجذبه اليه، ويذكر له ايمانه واعترافه، ولا يذكر له شيئاً من خطاياه السابقة. ما أعظمه رجاء تم على الصليب. 20- نحمل صليب المسيح الذي يذكرنا بمجيئه الثاني: كما ورد في الانجيل عن نهاية العالم ومجئ الرب "وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء (أي الصليب).. ويبصرون ابن الانسان آتياً على سحاب السماء.. " (مت 30:24). فلنكرم علامة ابن الانسان على الأرض، مادمنا نتوقع علامته هذه في السماء في مجيءه العظيم. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
المسيحيـة والصليب : (للمتنيح الأنبا يؤأنس أسقف الغربية )
تقديم : المسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما وحينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين .. ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها ... لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ، والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر ... والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال .. لكن للصليب وجهين : وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالثانى مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات .. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين ... بالنسبة للمؤمن المسيحى ، فإن الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 2 ، 3 ) . ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستأهلوا أفراح القيامة ... هذا بينما عثر البعض فى الصليب ، وآخرون رفضوا حمله ، فألقوه عنهم .. ولم يكن مسلك هؤلاء وأولئك سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ، 24 ) . + + + |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لماذا الصليب ؟ صليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها .. حوله يدور كل فكر العهد الجديد ، وفيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيحية وشعارها ومجدها .. وبقدر ما ينكر الملحدون وغير المؤمنين صفته الكفارية ، فإن المؤمنين المسيحيين يجدون فيه سر النعمة التى يقيمون فيها ، بل ومفتاح أسرار ملكوت السموات .. والمعروف عن الصليب أنه عار ، لكن للصليب مجا .. ومجد الصليب كعاره تماما . فالتأمل فى عار الصليب ، هو رؤية مجده .. هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول : " إن كلمة الصليب عند العالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله " ( 1 كو 1 : 18 ) . إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد المسيح الذى علق عليه .. وحينما نتحدث عن الصليب فإنما نشير حتما إلى موت المسيح . وحينما نذكر موت المسيح فواضح أن صليبه وارد أيضا فيه .. لذا فلا غرابة إن رأينا أسفار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالكلام عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب . كان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ، 4 ) .. وعلى نحو ما كان المذبح والذبيحة هما حجر الزاوية فى عبادة العهد القديم ، كذلك الصليب وموت المسيح الكفارى ، هما حجر زاوية الإيمان فى العهد الجديد .. من أجل هذا فإن كل أسفار العهد الجديد تناولت قصة الصليب باستثناء ثلاث رسائل قصيرة هى الرسالة إلى فليمون ، ورسالتا يوحنا الثانية والثالثة . إنه أمر يدعو للدهشة فى زماننا أن توجد بشارة مفرحة فى صلب إنسان ، تماما كما حدث حينما بدأ المسيحيون الأوائل يكرزون بالمسيح مصلوبا .. كيف يكون عملا وحشيا بربريا ، وضع نهاية مخزية وحزينة لحياة الرب يسوع ، يصبح قوة ونصرة وإعلانا عن محبة الله الفائقة للبشر ؟! .. وكيف صار الصليب – وهو رمز قديم لوحشية الإنسان – ذا تأثير حضارى واسع ، استطاع أن يغير وجه العالم حينما جدد الخليقة ؟ .. . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الصليب قديما فى بعض الشعوب
هل كان الصليب آلة تعذيب انفرد بها المسيح وخصصت له . أم أنه عرف فى بعض الشعوب ؟ عرف الصليب كآلة تعذيب وعقوبة إعدام بين بعض الشعوب – غالبا الشرقية ... فلقد عرف عند الفينيقيين . وذكر عن الأسكندر الأكبر أنه حكم على ألف شخص من أهالى صور بالصلب .. وعرف عند الفرس . ( عزرا 6 : 11 ) ، وأيضا ( استير 5 : 14 ، 8 : 7 ) .. ويبدو أن هذه العقوبة عرفت عند المصريين أيضا ، ووردت فى قصة رئيس الخبازين الذى فسر له يوسف حلمه ( تك 40 : 19 ) . كما عرفت عقوبة الأعدام صلبا لدى الرومان ، وكانت غالبا قاصرة على العبيد والغرباء . أما المواطنون الأحرار فكانوا لا يعاقبون بها . كانت هذه العقوبة تنفذ فى حالة الجرائم الخطيرة كخيانة الدولة وسرقة المعابد والهرب من الجندية .. ويشهد التاريخ أن الرومان خلال ثورات العبيد صلبوا أعدادا كبيرة منهم .. ويذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لخراب أورشليم وهيكلها ، أن تيطس القائد الرومانى كان يصلب خمسمائة يهودى كل يوم !! ويبدو أن قصد الرومان من استخدام هذه العقوبة بالذات كان هو تثبيت سلطانهم فى الدولة ، ويفسر ذلك أن تنفيذ هذه العقوبة كان يتم فى مكان مكشوف ، ليكون ردعا للآخرين .. وقد ألغى الملك قسطنطين الكبير عقوبة الأعدام صلبا لأسباب دينية . ويبدو أن بنى إسرائيل عرفوا هذه العقوبة ، فقد أشير إليها فى سفر التثنية .. وعلى أن المعلق ملعون من الله ( تث 21 : 22 ) . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
كلمة الصليب فى أسفار العهد الجديد : لم يرد لفظ الصليب فى أسفار العهد القديم ، لكنه ورد بأكثر من معنى فى كتاب العهد الجديد . وأكتسبت معنى خاصا لأرتباطها بموت المسيح ، هناك كلمتان مستعملتان للتعبير عن آلة التعذيب التى نفذ بها حكم الموت على الرب يسوع : اكسيلون xylon وتعنى خشبة أو شجرة ، استاوروس stauros وتعنى صليب بمفهومه الحالى ... الكلمة الأولى وردت للتعبير عن الخشب كمادة . راجع : [ تث 21 : 23 ، أع 5 : 30 ، 10 : 39 ، 1 بط 2 : 24 ، غلا 3 : 13 ) . وقد وردت كلمة استاروس ومشتقاتها فى قصة آلام المسيح . راجع [ مر 15 : 1 – 47 ، متى 27 : 1 ، لوقا 23 : 1 – 56 ، يو 18 : 19 : 24 ، رؤيا 11 : 8 ) .. كما وردت فى رسائل بولس الرسول .. إن كلمة " اكسيلون " تعنى شجرة .. وهذا يقودنا للتفكير فى شجرة الحياة التى كانت فى وسط الجنة ( تك 2 : 9 ) .. تلك التى بعد أن طرد الإنسان الأول من الجنة ، أقيم كاروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة الطريق إليها . وهى التى قال الله عنها : " لعله ( الإنسان ) يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد " ( تك 3 : 24 ) .. وتعود هذه الشجرة – شجرة الحياة – للظهور ثانية فى سفر الرؤيا " من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله " ( رؤ 2 : 7 ) . ونقرأ عن أورشليم الجديدة فى سفر الرؤيا ، أنه على جانبى نهر الحياة فيها تنمو " شجرة حياة تصنع أثنتى عشرة ثمرة وتعطى كل شهر ثمرها .. وورق الشجرة لشفاء الأمم " ( رؤ 22 : 2 ) .. ونقرأ أن الأبرار وحدهم لهم سلطان على هذه الشجرة ( رؤ 22 : 14 ) . وهكذا نرى أن ما كان ممنوعا ومحرما على الإنسان الأول صار مباحا للخليقة الجديدة .. إن شجرة الحياة ترمز للحياة ، وتقدم الحياة عكس ما يقدمه الصليب ( الخشبة ) ألا وهو الموت ... |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لماذا الصليب عثرة ؟ يقول بولس الرسول " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة " ( 1 كو 22 – 24 ) . فماذا الذى أعثر اليهود فى الصليب ؟ هناك فرق كبير جدا بين تقديم المسيح لإنسان يهودى ، وتقديمه لإنسان وثنى ، أو تبشير يهودى بالمسيح ، وتبشير وثنى بالمسيح .. بالنسبة لليهود توجد أرضية مشتركة بين المسيحيين وبينهم ، هى كتاب العهد القديم .. وهذا بلا شك يسهل مهمة تبشير اليهودى وإيمانه .. أما بالنسبة للوثنيين فالأمر يختلف ، إذ لا يوجد شىء مشترك بيننا وبينهم . ويقدم لنا سفر أعمال الرسل مثلين على ذلك . عظة بولس الرسول الكرازية فى المجمع اليهودى فى مدينة أنطاكية بيسيدية ( أعمال الرسل 13 : 16 – 41 ) ، وخطابه الكرازى الذى وجهه فى مدينة أثينا فى الأريوس باغوس إلى جماعة من الفلاسفة الوثنيين ( أع 17 : 22 – 31 ) .. وعلى الرغم من وجود هذه الأرضية المشتركة مع اليهود ، فقد كان الصليب عثرة بالنسبة لهم .. والسؤال لماذا ؟ يورد القديس لوقا فى الإصحاح الأخير من بشارته قصة تلميذين للمسيح ، كانا يسيران من أورشليم فى الطريق إلى قريتهما عمواس التى تبعد عنها مسافة ستين غلوة تقطع سيرا فى ساعتين ، كان ذلك مساء يوم أحد القيامة .. كانا يسيران عابسين ، وقد ملأت خيبة الأمل قلبيهما .. كانا يتحدثان فى الطريق عن أحداث صلب الرب يسوع ، وفيما هما فى الطريق ظهر لهما الرب يسوع وسار معهما ، ولكن أمسكت اعينهما عن معرفته ولما سألهما عما يتحدثان فيه ، ولماذا يسيران عابسين ، أجابه أحدهما .. " هل أنت متغرب وحدك فى أورشليم ، ولم تعلم الأمور التى حدثت فيها فى هذه الأيام .. المختصة بيسوع الناصرى الذى كان إنسانا نبيا مقتدرا فى الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب ، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه . ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدى إسرائيل . ولكن مع هذا كله ، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك ، بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر ، ولما لم يجدن جسده ، أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حى . ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء . وأما هو فلم يروه " ... وهنا قال لهما الرب " أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء ، أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده . ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب " ( لو 24 : 13 – 27 ) نحن هنا أمام أثنين من تلاميذ المسيح نفسه ، عاينا معجزاته ولازماه فى كرازته نحو ثلاث سنوات ، ومع ذلك نراهما ، وقد خابت آمالهما إزاء أحداث الصلب ، لولا أن الرب يسوع فى محبته – وهو العالم بكل شىء – ظهر لهما ، وهدأ من روعيهما ، وبدأ يشرح لهما سر الصليب والقيامة مؤكدا لهما – وهما اليهوديان – النبوات والإشارات والرموز التى وردت عنه فى أسفار العهد القديم . وإذا كان الأمر كذلك مع تلميذين رأيا الرب يسوع وعاينا معجزاته ولازماه ، فكم وكم يكون أثر كرازة الرسل والكارزين الأوائل ، وهم يكرزون بإنجيل المصلوب بين أقوام لا يعرفونهم .. أى بشارة مفرحة تلك التى تكون فى صلب إنسان مات بهذه الطريقة الوحشية البربرية ؟! . كان اليهود – لقرون عديدة – ينتظرون المسيا .. الممسوح والمعين من الله لخلاصهم .. لكن فكرتهم عن الخلاص كانت فكرة عالمية ، ولذا فقد كانوا ينتظرون هذا المسيح المخلص ، إنسانا من طراز شمشون الجبار الذى قتل ألفا من الفلسطينيين بفك حمار !! كانت بلاد فلسطين فى ذلك الوقت خاضعة للأستعمار الرومانى . لذا كانت كل آمالهم أن يحررهم هذا المسيا من ربقة الأستعمار الرومانى ، ويقيم ثانية دولة داود الدينية .. إنهم لم يفطنوا إلى حقيقة رسالة المسيح . لقد جاء محررا لهم وللبشر جميعا من أشر أنواع العبودية ، وهى العبودية للخطية والشر .. لم يفهموا المسيح وبالتالى لم يقبلوه .. لقد حسبوه ضعيفا لأنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته ، قصبة مرضوضة لا يقصف ، وفتيلة مدخنة لا يطفىء ( متى 12 : 19 ، 20 ) ... لم يرقهم تعليم المسيح عن الوداعة والإتضاع ... " سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن .. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا . ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ، .... " ( متى 5 : 38 – 44 ) .. وقد انطبع ذلك الإحساس فى استهزائهم به وهو معلق على الصليب ، إذ قالوا عنه " خلص آخرين ، فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله " ( لو 23 : 35 ) .. هكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا عثرة لليهود لأنهم لم يفهموا أن " ضعف الله أقوى من الناس " ( 1 كو 1 : 25 ) . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
هكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا عثرة لليهود لأنهم لم يفهموا أن " ضعف الله أقوى من الناس " ( 1 كو 1 : 25 ) .
ولماذا الصليب جهالة ؟ اليونانيون ( الأغريق ) شعب عريق أسسوا امبراطورية شاسعة ، ونبتت الفلسفة على أرضهم . وظهر منهم آباء الفلسفة القديمة من أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو ، كما ظهر من بينهم الحكماء والمشرعون ... لقد كانت الآلهة الوثنية فى الشعوب الراقية بشرا لها أجسام وحواس . يولدون لكن لا يموتون ، يأكلون ويشربون . ينامون ويستيقظون ويسافرون ويخوضون غمار المعارك والحروب . ويتزوجون ويتناسلون ... ويضرب بولس الرسول مثلا باليونانيين الذين حققوا قمة الرقى الثقافى فى العالم القديم ، نيابة عن العالم الوثنى ... فإنهم على الرغم من رقيهم الفكرى والحضارى – من جهة الدين – فى الدرك الأسفل من الإنحطاط الأدبى والفساد الخلقى . لقد مجد اليونانيون القوة فى كل صورها ، حتى أن فيلسوفهم أفلاطون فى جمهوريته أعتقد أن الأطفال المولودين من آباء مسنين يجب التخلص منهم بتركهم عرايا ، إذ لا يجب أن يثقل على الدولة بهم ... لقد قابل بولس الرسول فى مدينة أثينا فريقا من فلاسفتها ، ولما سمعوه يتكلم قالوا : " ماذا يريد هذا المهزار أن يقول " !! ولما سمعوا منه عن الرب يسوع الذى أقامه الله من بين الأموات ، وبه سيدين المسكونة بالعدل ، بدأوا يستهزئون به ( أع 17 ) . وهكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا بين اليونانيين تعتبر جهالة ... فأى تمجيد ، وأى بشارة مفرحة فى صلب إنسان وموته بطريقة فيها المذلة والعار والخزى والأزدراء .. + + + |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
كيف حملت الكنيسة الصليب :
هناك مفاهيم كثيرة يمكن أن تدخل تحت عنوان " الكنيسة والصليب " .. هلى هو موضوع يصف حقبة من حياة الكنيسة مضت وانتهت ، أم هو موضوع الحاضر المعاصر ... إن المعنى يشمل الأمرين معا ! الحاضر على ضوء الماضى .. وما نعنيه هو " كيف حملت الكنيسة الصليب " ؟ .. كيف أحبته فاحتضنته .. كيف تعاملت معه ، وكيف حملته .. كيف تصرفت إزاء الضيقات ، وكل قوى الشر التى تصدت لها فى العالم .. كيف عاونت كل إبن من أبنائها ، وكل عضو فيها على حمل الصليب .. كيف صارت شاهدة للصليب وسط عالم وضع فى الشرير .. ونود أن ننبه قبل الخوض فى الموضوع أن كل ما ينطبق على الكنيسة ، ينطبق على كل عضو فيها ... من أين نبدأ موضوعنا .. ؟ نستعرض الصورة التى أسس بها المسيح كنيسته . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الكنيسة كما أسسها المسيح : مواصفات هذه الكنيسة : أ – حملان بين ذئاب : فى إرسالية السبعين رسولا التدريبية ، حينما أرسلهم الرب يسوع أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتى ، قال لهم " اذهبوا ، ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب " ( لوقا 10 : 3 ) . والحملان صورة للمؤمنين بالمسيح فى وداعتهم وبساطتهم .. أما الذئاب فرمز لأهل العالم فى غدرهم وشرهم .. طبيعة الكنيسة كما أسسها المسيح وكما يريدها دائما " حملان بين ذئاب " .. إن الحمل صورة للرب يسوع الذى قيل عنه إنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته .. صورة للمسيح الوديع الذى دعانا أن نتعلم منه الوداعة وتواضع القلب فنجد راحة لنفوسنا .. المسيح حمل الله الذى بلا عيب يدعو كل من يتبعونه أن يكونوا حملانا . هكذا يقدمهم للعالم ... " حملان بين ذئاب " ... إنه منظر يبعث الرعب فى النفس ... إن ذئبا واحدا يكفى لأفتراس قطيع من الحملان الصغيرة التى لا تقوى على الحركة أو الهرب .. هل يعقل أن مسيحنا المحب يرسل أولاده للعالم كحملان بين ذئاب ؟! نعم .. هكذا أرسلهم ، لأنه كان يعلم أنه قادر على حمايتهم من ضراوة الذئاب ووحشيتها .. والعجيب ، أنه فى النهاية – كما يقول القديس أغسطينوس – حولت الحملان الذئاب وجعلت منهم حملانا !! ويعنى أغسطينوس بذلك الشعوب الوثنية التى آمنت بالمسيح وتغيرت طبيعتها بفضل هذه الحملان !! |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
ب – متجردة من المقتنيات :
" لا تقتنوا ذهبا ولا فضةولا نحاسا فى مناطقكم ، ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا عصا " ( متى 10 : 9 ، 10 ) .. " لا تحملوا شيئا للطريق " ( لوقا 9 : 3 ) ... هذا ما أوصى به السيد المسيح رسله وتلاميذه حينما أرسلهم فى إرساليات تدريبية .. لقد جردهم من كل شىء : من المال والطعام والثياب وحتى العصا التى يدافع بها عن نفسه فى الطريق الموحشة .. لقد جردهم من كل شىء ليكون هو لهم كل شىء ... لا تحملوا شيئا للطريق : لأنه هو نفسه الطريق .. المسيح للنفس المؤمنة هو كل شىء .. هو غناها فمن التصق به وافتقر إلى شىء ؟ .. وهو غذاء النفس ، وكساؤها .. ألم يوصينا بولس الرسول أن نلبس الرب يسوع المسيح ( رو 13 : 14 ) . لقد عاشت الكنيسة المسيحية وصية سيدها ومعلمها : " ليس لى فضة ولا ذهب " ... ( أع 3 : 1 – 8 ) . لكنها كانت غنية بإيمانها " كفقراء ونحن نغنى كثيرين ، كأن لا شىء لنا ونحن نملك كل شىء " ( 2 كو 6 : 10 ) .. وحينما نمتلك المسيح فنحن نملك كل شىء .. وحينما عاشت الكنيسة أمينة لتعاليم الرب ووصاياه ، كان هو أمينا معها فى إتمام مواعيده . وهكذا كانت تجرى المعجزات باسم الرب يسوع .. وحينما تركت الكنيسة عنها وصية مخلصها ، فقدت السلطان أن تصنع باسمه الآيات والمعجزات . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
جـ - مشابهة لصورة ابن الله :
يصف القديس بولس الرسول أولئك الذين يحبون الله المدعوين حسب قصده أنهم " مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين " ( رومية 8 : 29 ) . .. وأحد أوجه الشبه مع ابن الله هو الألم ... يتنبأ إشعياء النبى عن السيد المسيح فيقول عنه أنه : " رجل أوجاع ومختبر الحزن " ( إش 53 : 3 ) ... هذه صفة أصيلة فى المسيح المخلص .. فالمسيح لم ير يوما ضاحكا ، لكنه شوهد باكيا عند قبر لعازر ( يو 11 : 35 ) .. وقبيل آلامه على الصليب ، كان محصورا فيما كان عتيدا أن يكمله ، وسمع يقول : " نفسى حزينة جدا حتى الموت " ( مر 14 : 34 ) ... فلقد تجسد ابن الله من أجل فداء البشر ، والفداء استلزم الألم والصليب ... وإن كان المسيح قد تألم ، فليس التلميذ أفضل من معلمه ، ولا العبد أفضل من سيده ( متى 10 : 24 ) . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الصليب فى حياة المسيح : إن كان إشعياء النبى قد تنبأ عن المسيح أنه رجل أوجاع ومختبر الحزن ( إش 53 : 3 ) ، فإن هذه الآلام والأحزان لم تبدأ فى جثسيمانى ، بل بدأت منذ ولادته بالجسد ... لقد ولد الطفل يسوع وهو يحتضن الصليب ، وظل يحتضنه فى حب ويحمله حتى علق عليه عند الجلجثة .. ونحن وإن كنا نجهل معظم حياة الرب يسوع بالجسد حتى بدأ خدمته الكرازية فى سن الثلاثين ، لكننا نستطيع أن نتبين ملامح الصليب ونراها من خلال بعض المواقف ... نرى الصليب فى مولده ، حينما ولد فى مذود للبهائم إذ لم يكن ليوسف ومريم موضع فى قرية بيت لحم ( لو 2 : 7 ) ... نراه فى مذبحة أطفال بيت لحم ( متى 2 : 16 ، 17 ) ... وفى الهرب إلى مصر طفلا والتغرب بين ربوعها حتى مات هيرودس الملك الطاغية الذى كان يطلب نفس الصبى ليقتله ( متى 2 : 14 ، 20 ) . ويلخص بطرس الرسول مسلك المسيح واحتماله الآلام بقولـه " لأنكم لهذا دعيتم ، فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا ، تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته .. الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " ( بطرس الأولى 2 : 21 ، 22 ) .. قال رب المجد يسوع " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " ( متى 16 : 24 ) . وإن كان المسيح قد دعانا أن ننكر ذواتنا ، فلقد أنكر هو نفسه وأخفى لاهوته فى بعض المواقف ... فلقد أنكر نفسه حاملا الصليب حينما تقدم إلى يوحنا المعمدان كأحد الخطاة ليعتمد منه ( متى 3 : 13 ، لوقا 3 : 21 ) .. وأنكر نفسه فى تجربة إبليس له ( متى 4 : 1 – 10 ) ... وحينما قدم عظته على الجبل أفتتحها بتطويب المساكين بالروح والحزانى فى العالم ( متى 5 : 3، 4 ) .. كان المسيح يحتضن الصليب حينما شتم ولم يكن يشتم عوضا ، ولا يهدد ، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل ( بط الأولى 2 : 23 ) .. وحين أنكر اليهود بنوته لأبيه السماوى ... ( يو 6 : 42 ) . وحين وجه اليهود إليه أقذع شتائمهم أنه سامرى وبه شيطان ( يو 8 : 48 ) ، وأنه لا يخرج الشياطين إلا بقوة بعلزبول رئيس الشياطين ( متى 12 : 24 ) ... وحينما أتهمه الفريسيون والكتبة أنه ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت ( يو 9 : 16 ، 5 : 18 ) ... وفى غيرها كثير جدا كان المسيح يحتضن الصليب ، ما رد اتهاما لقائليه ، ولا عاملهم بنفس روحهم . + + + |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الضيقات وحمل الصليب فى تعليم المسيح إن كنا قد رأينا الصليب أو مثال الصليب فى حياة المسيح بالجسد ، فقد أعلن هو عنه صراحة حينما كان يتكلم عن الضيقات كنصيب مقدس للمؤمنين عليهم أن يحرصوا عليه ، وألا يفرطوا فيه من أجل البركة .. بعد لقاء المسيح مع الشاب الغنى ، الذى دعاه إلى أن يوزع ماله على الفقراء ويحمل الصليب ، لكن هذا الكلام لم يرقه فاغتم ومضى حزينا ( مرقس 10 : 17 – 22 ) ، قال له بطرس " ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك " . فكان جواب الرب عليه " الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو إمرأة أو أولادا أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل ، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان بيوتا وأخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات ، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية " ( مرقس 10 : 28 – 30 ) ... وهنا نلاحظ أن المسيح له المجد يحصى الأضطهادات ضمن البركات التى يعوض بها الإنسان فى هذا العالم عن محبته له !! كمبدأ عام فى حياة المؤمنين قال المسيح " اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق " ( لو 13 : 24 ) ... " لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه " ( متى 7 : 13 : 14 ) .. أما عن تعليمه بخصوص الضيقات فقد قال : " فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " ( يو 16 : 33 ) .. " ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح . المرأة وهى تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت . ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح ، لأنه قد ولد إنسان فى العالم " ( يوحنا 16 : 20 ، 21 ) ... " تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله . وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفونى . لكنى قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أنى أنا قلته لكم " ( يو 16 : 2 – 4 ) ... " وسوف تسلمون من الوالدين والأخوة والأقرباء والأصدقاء ويقتلون منكم . وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمى . ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك . بصبركم اقتنوا أنفسكم " ( لو 21 : 16 – 19 ) ... |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
أما عن حتمية حمل كل مؤمن للصليب فقال : " من لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى . من وجد حياته يضيعها . ومن أضاع حياته من أجلى يجدها " ( متى 10 : 38 ، 39 ) .. " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى ، فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها " ( متى 16 : 24 ، 25 ، لوقا 9 : 23 ، 24 ) ... " من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا " ( لو 14 : 27 ) ... الضيقات وحمل الصليب فى تعليم الرسل : عاشت الكنيسة الأولى حياة الرب يسوع مشاركة إياه فى الآلام والضيقات ... وسفر أعمال الرسل الذى يسجل أحداث الكنيسة فى تاريخها المبكر ، يذكر ما تعرض له رسل المسيح وتلاميذه من ضيقات وشدائد ... فلقد حبس الرسولان بطرس ويوحنا بعد معجزة شفاء مقعد باب الهيكل الجميل ( أع 4 : 3 ) .. وقبض على الرسل جميعا ووضعوا فى حبس العامة ... لكن ملاك الرب فى الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم .. أهين الرسل وسجنوا وقتلوا ... [ راجع أعمال الرسل ] . أما عن موقف الآباء رسل المسيح ومشاعرهم من جهة الضيقات والآلام فتعكسها كتاباتهم .. ونعرض لبعض منها : يفتتح يعقوب الرسول رسالته التى وجهها للمؤمنين عامة بقولـه " احسبوه كل فرح يا أخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة . عالمين أن امتحان إيمانكم ينشىء صبرا ، ......" ( يعقوب 1 : 2 – 4 ) . ويقول بطرس الرسول : " أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص .. الذى به تبتهجون مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة . لكى تكون تزكية إيمانكم ، وهى أثمن من الذهب الفانى ، مع أنه يمتحن بالنار " ( بط 1 : 5 – 7 ) ..... ، [ راجع 1 بط 3 : 13 ، 4 : 1 ، 4 : 13 ، 14 ] . أما يوحنا الحبيب فهو الذى حفظ لنا قول الرب يسوع : " الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير . من يحب نفسه يهلكها ، ومن يبغض نفسه فى هذا العالم ، يحفظها إلى حياة أبدية " ( يوحنا 12 : 24 ، 25 ) . ويفتتح رؤياه وهو منفى فى جزيرة بطمس " من أجل كلمة الله ، ومن أجل شهادة يسوع المسيح " ، بقولـه " أنا يوحنا أخوكم وشريككم فى الضيقة ، وفى ملكوت يسوع المسيح وصبره " ( رؤ 1 : 9 ) ... ويسجل لنا يوحنا منظرا رآه واعلن له " .... قال لى هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة . وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف . من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا فى هيكله ، والجالس على العرش يحل فوقهم . لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شىء من الحر . لأن الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم " ( رؤ 7 : 9 – 17 ) . أما رسائل بولس الرسول فتمتلىء رسائله بالكلام عن الضيقات والآلام وبركاتها والكنوز المذخرة فيها ، كانعكاس لخبرته الشخصية وتجربته مع الألم والضيق .. ومنذ بداية قصة بولس مع المسيح – بعد اهتدائه قرب مدينة دمشق – قال عنه لحنانيا : " سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى " ( أع 9 : 15 ، 16 ) ... ولم تكن هذه الكلمات نوعا من التوعد لهذا الخادم الجديد جزاء أخطائه السابقة ، لكنها اعلان عما تفعله الآلام بالنفس التى تحب الرب من أعماقها .. إن الآلام تكمل الإنسان . وهذا ما اختبره بولس وقاله عن المسيح له المجد " لأنه لاق بذاك الذى من أجل الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام " ( عب 2 : 10 ) .. كان بولس الرسول طراز عجيب من البشر ، فبعدما استعرض عمق محبته لسيده وأن لا شىء يمكن أن يفصله عنه حتى الموت فى صوره المختلفة ، هتف فى ( رومية 8 : 37) : " ولكننا فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا " + + + |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الصليب والعبادة المسيحية لماذا بستخدم المسيحيون علامة الصليب ؟ منذ نشأة المسيحية استخدم المسيحيون علامة الصليب ... هذه حقيقة يؤكدها جميع العلماء والباحثين .. فالصليب وعلامة الصليب تراث تقليدى يتغلغل فى حياة المؤمنين بتسليم رسولى .. يقول القديس باسيليوس الكبير [ لقد تسلم المسيحيون علامة الصليب ضمن التقاليد غير المدونة التى انحدرت إليهم من رسل المسيح ، الذين علمونا أن نرسم بعلامة الصليب أولئك الذين آمنوا باسم الرب يسوع المسيح ] . وتعلم الكنيسة أبناءها المؤمنين أن يرسموا علامة الصليب على ذواتهم عند بدء الصلوات وفى ختامها . عند النوم وحال اليقظة . فى دخولهم إلى بيوتهم وخروجهم منها . فى أكلهم وشربهم . عند بدء كل عمل ، وعند ارتداء ثيابهم .. وبالجملة فإن علامة الصليب تتخلل حياتهم اليومية .. لقد صاحبت كل عمل دينى أو دنيوى فى حياة المسيحى من اليقظة فى الصباح حتى رقاد النوم فى الليل . يقول القديس يوحنا الذهبى الفم [ إن علامة الصليب التى كان الناس يفزعون منها قبلا ، صار كل واحد يتنافس عليها ، حتى صارت فى كل مكان بين الحكام والعامة . بين الرجال والنساء ، بين المتزوجين وغير المتزوجين . بين الأسرى والأحرار . الجميع يصنعونها فى كل موضع كريم ومكرم ، ويحملونها يوميا ، وكأنها منقوشة على جباههم كما على عمود . نراها على المائدة المقدسة ، وفى رسامة الكهنة . ونراها متألقة فوق جسد المسيح فى العشاء السرى . وفى كل مكان يمكن للإنسان أن يلاحظه . يحتفى بها فى البيوت ، فى الأسواق ، فى الصحارى ، وفى الطريق العالية فوق الجبال ، فى شقوق الأرض ، فوق التلال ، وفوق البحر . فى السفن فى الجزر ، فى العربات ، فى الثياب . فوق الآنية الذهب والفضة ... على أجسام الأشخاص الذين بهم أرواح نجسة .. فى الحرب والسلم . نهارا وليلا . فى تجمعات النساك . وهكذا يتنافس الجميع فى البحث عن هذه الهبة العجيبة ، والنعمة التى لا يعبر عنها ] . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
فلماذا يرسم المسيحيون علامة الصليب ؟ ( 1 ) ليبرهنوا على تبعيتهم للمسيح المصلوب .. فالصليب هو العلامة المميزة للمؤمنين بالمسيح ، المنضمين تحت لوائه ، لأنه علامة مخلصهم .. فالصليب سوف يظهر مرة أخرى فى السماء كالعلم الذى يتقدم أمام الملك .. وحينئذ ينظر إليه الذين طعنوه والذين استهزأوا به . وإذ يعرفونه ( المسيح ) من الصليب يندمون حيث لا زمان للتوبة . أما نحن فنفتخر بالصليب ونعظمه عابدين الرب الذى أتى وصلب عليه . ( 2 ) إعلانا لإيمانهم المسيحى وافتخارا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به تم فداؤنا وخلاصنا وانفصالنا عن الشيطان والعالم ، وانطلاقنا من أسر اجحيم وعبودية إبليس " أما أنا فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به صلب العالم لى وأنا صلبت للعالم " ( غلاطية 6 : 14 ) . ( 3 ) إيمانا من المسيحيين بأن جميع بركات العهد الجديد الروحية إنما كانت بفضل صليب مخلصنا .. ( 4 ) وحين يرسم المؤمنون الصليب على جباههم ، أو حين يرسمه الكهنة على المؤمنين أو على أوانى الكنيسة يذكرون كل المعانى التى تشتمل عليها الديانة المسيحية ... فيذكرون عمل المسيح الفادى وخلاصه العظيم ، وجميع البركات الخلاصية النابعة من الصليب .. ويذكرون أنهم ليسوا بعد لأنفسهم ، بل للذى مات لأجلهم وقام ( 2 كو 5 : 15 ) .. ويذكرون أنهم اشتروا . بدم ثمين ، فعليهم أن يمجدوا الله فى أرواحهم وفى أجسادهم التى هى له ( 1 كو 6 : 20 ) .. وعندما يذكرون تلك المعانى تضطرم فيهم محبة الله ، ويزدادون تعلقا به ورجاء فيه ... إذن فعلامة الصليب – والحال هذه – ليست سوى خلاصة سريعة للمسيحية فى عقائدها وروحياتها . فإذا رسمنا الصليب استعدنا فى لحظة المعانى المرتبطة بالصليب من إيمان بالله ووحدة طبيعته وتثليث أقانيمه ولاهوت المسيح وتجسده وصلبه وفداءه وقيامته ، وما ارتبط بكل هذه الأحداث من بركات خلاصية . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
( 5 ) للصليب فوائد أخرى غير تلك : أ – فبرسم علامة الصليب يطرد المسيحيون قوات الشر المحيطة .. لأن الشيطان الذى هزم بالصليب لا يطيق هذه العلامة التى بها سحق واندحر .. ب – وبرسم علامة الصليب يتشجع المؤمنون فى مواجهة الصعاب والتجارب ضد إيمانهم يقول القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان [ إن الشياطين توجه هجماتها المنظورة للجبناء . فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة ، ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم . وأما أنتم فتحصنوا بالصليب ] . جـ - والصليب علاج ضد التجارب من جهة بعض الخطايا .. [ الصليب دواء للغضب ] .. [ الصليب دواء للشهوة الدنسة ] .. د – ويستخدم الصليب شافيا من المرض أو السم ، وعلامة قوة على كل قوى الطبيعة المعادية لنا .. هـ - كما استخدم الصليب لتطهير الأماكن وتقديس الكنائس والأوانى والطعام والشراب وغيرها من الأشياء التى أعتبرت غير طاهرة . أو التى استخدمت فى أغراض وثنية فى العصور الأولى . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الصليب حقيقة منطقية .. أولاً : المسيحيون رغم إختلافهم في أمور مُختلفة , لا يختلفون على حقيقة صلب السيد المسيح و إنها علامة الخلاص . ثانياً : لو كان الرب يسوع وعد تلاميذه بقيامته و لم يقم , فهل كانوا يكرزون بالإيمان به؟! و هل كانوا يُبشرون به بهذه القوة و الغيرة و الشجاعة ؟! و هل كان الله يؤيدهم في كرازتهم حتى أنهم نشروا المسيحية في العالم كله ؟ ثالثاً : و هل كان الشُهداء يُقدمون حياتهم , مُحتملين أشدّ العذابات من أجل الإيمان ؟ رابعاً : أي ملك أو زعيم دام ذكرهُ و آمن به المليارات من البشر و عبدوه , مثل يسوع الناصري الذي وُلِدَ و عاش فقيراً و مات مصلوباً , لو أنه بالحقيقة الإله المُتجسد الذي قَبِلَ الموت بالصليب من أجل خلاص البشر , و أيد الكرازة بإيمانه بالروح القُدس الذي سكبه على الكنيسة ؟ خامساً : لو كان الصليب مجرد أداة موت و إعدام , ما كانت محبة المصلوب تملُك على قلوب المؤمنين , و يصير موضوعاً للإيمان و مجالاً للإفتخار , و مادة لتأمُل الأُدباء و الشُعراء و جميع المؤمنين , و أسلوباً للحياة نحيا به قابلين الآلام و الضيقات بشكر و فرح ليكون لنا قيامة مع السيد المسيح . سادساً : أي أب أو أُم لم يُعلِّم أطفاله رسم علامة الصليب مُنذُ نعومة أظافره ؟ |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الصليب ضرورة روحية حتمية .. + الكتاب المُقدس بعهديه يعلن أن أُجرة الخطية هو موت أبدي , فالخطية غير محدودة و عقابها غير محدود لأنها موجهة لشخص الله الغير محدود , قد عصى أدم و حواء أمر الله فأستحق عليهما و على نسلهما بالموت الأبدي , لأن الطبيعة البشرية كلها فسدت , و لأن عقوبة الخطية غير محدودة , فلابد أن تكون الكفَّارة غير محدودة , و لم يكُن من البشر من يصلُح لذلك لأن الجميع زاغوا و فسدوا , و كُل مخلوق مهما كانت قداسته محدود , لذلك قال أيوب الصدّيق : "لأنه ليس إنسان مثلي فأُجاوبهُ فنأتي جميعاً إلى المُحاكمة , ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا"(أي 33:9) , و قال إشعياء النبي : "فرأى ألله أنه ليس إنسان و تحيّر من أنه ليس شفيع فخلَّصت ذراعه لنفسه" (إش16:59) و المزمور يقول : "الأخ لن يفدي الإنسان فداء و لا يُعطي الله كفّارة عنه و كريمة هي فدية نفوسهم فغلقت الي الدهر , حتى يحيا إلى الأبد فلا يري القبر , بل يراه , الحُكماء يموتون و كذلك الجاهل و البليد يهلكان .. إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية"(مز 7:49-10) + لذلك تجسَد السيد المسيح الله الكلمة و بطبيعتنا البشرية صُلِب على الصليب , وعلى هذا المذبح أستوفى العدل الإلهي حقه من كل البشرية في شخص السيد المسيح المصلوب , على الصليب إلتقى العدل و الرحمة " الرحمة و الحق إلتقيا البِر والسلام تلاثماً الحق من الأرض ينبت و البِر من السماء يطلع"(مز10:85-11) , لذلك تقول رسالة العبرانيين : "و أما المسيح و هو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم و الأكمل غير مصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة , و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً"(عب11:9-14) , و لذلك إنشق حجاب الهيكل القديم عندما أسلّم الرب الروح , إشارة إلى الصُلح بين الله والبشر , بالتكفير عن خطية الإنسان التي فصلته عن الله . + إن الصليب أذاب قلوباً قاسية ففاضت بالحُب و الحنان و الرحمة , و أحنى نفوس مُتشامخة فعلّمها التواضُع و صارت في وداعة الحملان , و شكّل طباعاً خشنة فصارت رقيقة مُهذبة , و قضى على الأحاسيس النجسة فصيِّرت الملايين قديسين , و سبى بالنفوس المُتكِّلة على الماديات , فإتجهت بكليتها للسماويات .. + إن الصليب يعلِن لك قيمة حياتك عند الله , و قيمة مجد الآبدية الذي ينتظرك , كما يعلن نظرة الله للخطية , فهل تُقدِّر قيمة نفسك ؟ و هل تُقدِّر محبة الله لك ؟ فتشكره و تُسلِّم له قلبك و حياتك , هل عرفت حجم خطاياك فتتركها و تفرحهُ بقداسة حياتك ؟ ليتك تُجدد العهد معه الآن و تتقدم إليه بتوبة قلبية و اعتراف صادق , و تقبل شَرِكة جسده و دمه و تُداوم على ذلك , و قُل شُكراً لله على عطيته التي لا يُعبَر عنها , ماذا أُقدِم لك يارب من أجل كثرة إحساناتك |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
تحتفل الكنيسة القبطية وأيضاً الكنيسة الاثيوبية بعيد الصليب المجيد فى السابع عشر من توت وفى العاشر من برمهات من كل عام.. كما تحتفل به الكنيسة الغربية فى الثالث من مايو.. لقد ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الرومانى (117 – 1038 م) أقام على هذا التل فى عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.. وفى عام 326م أى عام 42 ش تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير.. التى شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى 3 الاف جندى، وفى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها فى ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها اليه أحد اليهود الذى كان طاعنا فى لاسن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الاول والثانى على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته فى حرير كثير الثمن ووضعته فى خزانة من الفضة فى أورشليم بترتيلوتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب ... وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الاسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم فى احتفال عظيم عام 328م تقريبا. بعد هذا اصبح الصليب المقدس علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيد المسيح الموت على الصليب فأتخذه الامبراطور قسطنطين الكبير علامة النصرة فى كل حربوبه، وبنى الكثير من الكنائس وابطل الكثير من عبادة الاوثان.. قيل أن هرقل أمبراطور الروم (610 – 641 م) اراد أن يرد الصليب الى كنيسة القيامة بعد أن كان قد أستولى عليه الفرس، فأراد أن يحمله بنفسه فلبس الحلة الملوكية، وتوشح بوشاح الامبراطور، ولبس تاج الذهب المرصع بالاحجار الكريمة، ثم حمل الصليب على كتفه، ولما أقترب من باب الكنيسة ثقل عليه فلم يستطيع أن يدخل به – فتقدم اليه أحد الكهنة وقال له: اذكر ايها الملك أن مولاك كان حاملا الصليب وعلى هامته المقدسة اكليلا من الشوك لا اكليلا من الذهب فلزم ان تخلع تاجك الذهبى وتنزع وشاحك الملوكى.. فعمل بالنصيحة ودخل الكنيسة بكل سهولة. وفى رشمنا للصليب اعتراف بالثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس اعتراف بواحدانية اللهكاله واحد، اعتراف بتجسد الابن الكلمة وحلوله فى بطن العذراء، كما أنه اعتراف بعمل الفداء وانتقالنا به الى اليمين. ايضا فى رشم الصليب قوة لاخماد الشهوات وابطال سلطان الخطية.. وهكذا صارت الكنيسة ترسمه على حيطانها واعمدتها واوانيهاوكتبها، وملابس الخدمة.... الخ. يقول القديس كيرلس الاورشليمى: (ليتنا لا نخجل من طيب المسيح.. فأطبعه بوضوح على جبهتك فتهرب منك الشياطين مرتعبه اذ ترى فيه العلامة الملوكية.. اصنع هذه العلامة عندما تاكل وعندما تجلس وعندما تنام وعندما تنهض وعندما تتكلم وعندما تسير، وبأختصار ارسمها فى كل تصرف لأن الذى صلب عليه ههنا فى السموات..اذا لو بقى فى القبر بعد صلبه ودفنه لكنا نستحى به..) انها علامة للمؤمنين ورعب للشياطين.. لأنهم عندما يرون الصليب يتذكرون المصلوب فيرتعبون.. برشم الصليب نأخذ قوة وبركة.. لا تخجل يا اخى من علامة الصليب فهو ينبوع الشجاعه والبركات وفيه نحيا ونوجد خليقة جديدة فى المسيح.. ألبسه وآفتخر به كتاج.. ليس الصليب لنا مجرد اشارة فقط، بل معنى أعمق من هذا بكثير فهو يحمل شخصية المسيح الذى صلب عليه ويستمد قوته منه ولذا (فنحن نكرز بالمسيح مصلوبا) (1 كو 3: 2).. لذا فحينما تقبل الصليب الذى بيد الكاهن للصليب اشارة الى مصدر السلطان المعطى له من الله لاتمام الخدمة، فموسى النبى لما بسط يديه على شكل صليب انتصر، ولما رفع الحية النحاسية نجى الشعب، ولما ضرب الصخرة بالعصا قيل أنه ضربها على هيئة صليب فانفجر الماء منها. والاباء القديسون عملوا المعجزات وانتصروا وغلبوا باشرة الصليب المقدس، ان الاقباط استعملوا الصليب المقدس منذ أن بزغت الشمس المسيحية.. أما الكنيسة الغربية فلم تستعمله بصفة رسمية الا فى عهد الملك قسطنطين الكبير. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
+ الصليب هو جوهر إيمانُنا , و المسيحيون على إختلاف طوائفهم , يؤمنون بالسيد المسيح إلهاً مُتجسداً مُتأنساً مصلوباً قائماً من بين الأموات " لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلّا يسوع المسيح و إياه مصلوباً " (1كو2:2) , بل أن من لا يؤمن بذلك يكون عدواً للسيد المسيح و تابعاً للشيطان , بل أن الصليب هو موضوع حُبنا و اعتزازنا و إفتخارنا , لأن به كان خلاصنا , به هزم لنا الرب الموت و الشيطان و الخطية , " حاشا لي أن أفتخر إلّا بصليب ربنا يسوع المسيح " (غل 14:6) . و بمناسبة عيد الصليب أُكلمك عن الصليب من ثلاث جوانب : الصليب حقيقة تاريخية .. أولاً : الأدلة المسيحية : 1- الكتاب المُقدس : و هو بين أيدينا و في مُتناول يد كل من يطلبه , و العهد القديم فيه يتكلم عن السيد المسيح الذي سوف يتجسد و يُتمِم الفداء بموته على الصليب و بقيامته من بين الأموات , و ذلك في نبوات واضحة جداً , و العهد الجديد يتكلم عن السيد المسيح الذي تجسد و تمم الفداء بموته على الصليب و قيامته المجيدة . 2- قوانين و تعاليم الآباء الرُسل : و أقوال الآباء القديسين الأولين , و التي ترجع للقرن الأول و ما بعده , و هي أيضاً مُتوافرة في كل مكان في كُل أنحاء العالم . 3- الآثار المسيحية : أ- خشبة الصليب و إكليل الشوك و المسامير و الحربة , وكل المُتعلقات بمادة الصلب , بل و الكفن المطبوع عليه صورة السيد المسيح و هو مدفون بصورة مُعجزية فائقة للعقل حيّرت العُلماء , و كلها موجودة و إن كانت موزَعَة على كنائس مُختلفة . ب- الآثار الموجودة في القُدس و كلها تحكي حياة رب المجد يسوع من ميلاده إلى قيامته و صعوده . ج- الكنائس و الأديرة الآثرية , و الآثار المسيحية المُختلفة التي ترجع إلى القرن الأول المسيحي و ما بعده . 4- طقوس الكنيسة : أ- الصليب المرفوع على منارات الكنائس مُعلناً عن إيماننا , بل يُستخدم كوِحدَة رسم مرسومة على كُل ما فيها . ب- الصليب يُستخدَم في كُل طقوس و صلوات الكنيسة , و ما مِن طقس يتم بدون استخدامه , بل و طقوس الكنيسة كلها قائمة على موت السيد المسيح و قيامته , فالقُداس الإلهي نتناول جسد الرب المصلوب القائم و دمه الكريم , و تذكُّر حياته و خدمته من تجسده إلي قيامته و صعوده , و المعمودية موت و قيامة معه , و صوم الأربعاء و الجمعة و أسبوع الآلام و كُل يوم أحد تذكار دائم لذلك , و ألحان الكنيسة كُلها تعلن عن ذلك . ثانياً : الأدلة غير المسيحية : 1- التلمود اليهودي و يوسيفوس المؤرخ اليهودي الشهير الذي عاصر خراب أورشليم شهدا بذلك . 2- المؤرخون و الفلاسفة الوثنيون مثل تاسيتوس (ولِد55م) , و لوسيان أعظم كُتّاب اليونان , و كلسوس الفيلسوف (140م) و غيرهم تكلموا عن شخص السيد المسيح , كما نؤمن به . 3- صورة حُكم بيلاطس البنطي و تقارير مواد في الدولة الرومانية عن السيد المسيح و عن التُهمة الموجهة إليه و التي من أجلها صُلب , و عن إيمان المسيحيين موجودة حتى اليوم . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لا ترشم الصليب بعجلة.. فيقول الاباء: الذى يرشم ذاتته بعلامة الصليب فى عجلة بلا اهتمام أو ترتيب فان الشياطين تفرح به، أما الذى فى ثبات وروية يرشم ذاته بالصليب فهنا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة.. كذلك عندما يرشم المؤمن الصليب انما يعنى الاستعانة بشخص الرب يسوع المتحد بأبيه وروحه القدوس، هى استدعاء القوات السمائية باستحقاقات الرب المصلوب لاجلنا، هى صلاة موجزة للثالوث الاقدس كما هى قبول عمل الفداء أى تعبير موجز عن العقيدة المسيحية.. هى رفع لواء المسيح.. كما يقول القديس أثناسيوس الرسولى: أن كل من يحترم الصليب ويكرمه انما يكرم صاحبه لذا حتى الملائكة تحبه وتسرع الى من يرشمه بايمان، الله يفرح ويسر بعلامة الصليب لانها علامة المصالحة بين الله والبشر التى تمجد الله والتى انكسرت بها قوات الشيطان.. وكما كانت علامة لادم مميزة لبيوت الاسرائليين فنجوا من الملاك المهلك، هكذا استعمال الصليب.. وهذا الرشم تقليد رسولى فيقول العلامة ترتليانوس (ان المسيحين اعتادوا رشم اشارة الصليب قبل كل عمل للدلالة على أنه ما يعملونه هو لله ولمجد باسم الثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس) |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
استعمال الصليب: فى بدء جميع اعمالنا وفى جميع ما يحدث لنا به، نبدا ونحتم جميع صلواتنا، به نبطل جميع تعاليم الشيطان كالسحر وغيره، كما نرشم الصليب أثناء عمل المطانيات الجماعية بالكنيسة (كما فى اسبوع الالام) ايضا فى المطانيات الخاصة الفردية وبالاجمال فى جميع صلوات الكنيسة وطقوسها.. لا يتبارك شئ الايقوناتوالزيتوملابس الكهنوتواغطية المذبح ولا يتقدس الميرون.. ولا يتم شئ مامور الكنيسة حتى التحول الى جسد الرب ودمه الا برسم الصليب مقترنا بالصلاة والطلبة. وليس فقط فى كل ما سبق بل وحتى فى شكل الكنيسة.. فقد بنيت بعض الكنائس القبطية على شكل صليب كالنظام البيزنطى الذى أصله مدينة الاسكندرية.. وأهم الكنائس التى بنيت على هذا الطراز كنيسة الدير الاحمر بسوهاج، وكنيسة اجيا صوفيا بالقسطنطينية (التي تحولت إلى جامع!!)، وكنيسة القديس بطرس بروما.. كما سميت بعض الاديرة باسمه منها دير الصليب بحاجر نقادة (الذى كان قائما فى زمان القديس بسنتأوس أسقف قفط – القرن السابع) أيضا هناك دير القديس ابو فانا (أبيقانيوس) عل شكل صليب. وهو فى برية جبل دلجا (المنيا) بيعته كبيرة رسمت على شكل صليب وكرست للصليب المقدس وبها أشكال كثيرة رسمت على شكل صليب وكرست للصليب المقدس وبها أشكال كثيرة جدا للصليب المقدس.. كذلك ايضا الكاتدرائية المرقسية الكبرى الجديدة بالانبا رويس على شكل صليب.. يرسم الصليب داخل الكنيسة على الحجاب والابواب والمنجليات وآنية المذبح والستور وملابس الكهنوت.. يستخدمة رجال لاكهنوت فى مباركة الشعب وفى الصلوات الطقسية لاسرار الكنيسة السبعة.. ففى سر المعمودية (فى صلاة التحليل للمراة أولا 20 رشما, حجد الشيطان 6 رشومات، الدهن بزيت الغاليليون 6 رشومات فى تقديس ماء المعمودية 13 رشما. قداس ماء المعمودية 5 رشومات) وفى سر الميرون.. (36 رشما على اعضاء الجسم وفى حل الزنار 9 رشومات.. غير الرشم بالميرون عند تكريس الكنائس والايقوناتوأواني خدمة المذبح) وفى سر التوبة (3 رشومات الاول والثانى على الشعب والثالث على نفسه، ثم على الخبز والخمر 18 رشما) فى سر مسحة المرضى (قبل أوشية المرضي ثم الطلبة والصلاة السرية قبل الانجيل، فى الاواشى الثلاثة. وأيضا فى بداية كل صلاة والصلاة السرية قبل الانجيل فى كل صلاة من الصلوات السبعة، فى التحليل الثلاثة: فى رشم المرضى بالزيت بعلامة الصليب وعلى شكل صليب، فيدهن الحاضرون أو من الجبهة ثم فى الرقبة ثم اليد اليسرى ثم اليد اليمنى). فى سر الزيجة (قبل الانجيل 2، الطلبة والاواشى 3، الدهن بالزيت 2، على الاكاليل 3، التحاليل الثلاثة 6 رشومات، كيرياليسون 12 مرة)، سر الكهنوت (يرشم الاب البطريرك او الاب الاسقف على المدعو للكهنوت بعد الصلوات التى يقرأها أمام المذبح 3، ثم 3 رشومات على جبهة مثال الثالوث القدوس. ثم يرشم الملابس الكهنوتية) فى رفع بخور عشية وباكر (24 رشما) فى القداس الالهى (48 رشما بالصليب فى اختيار الحمل حتى صلاة الصلح 24 رشما، من بداية القداس حتى نهايته 24 رشما). ومن المعروف أن القداس الالهى فى كلماته تتضمن تجسد السيد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده ومجيئه الثانى والدينونة. فكثيرا من كلمات القداسوألحان الكنيسة وتسبيحتها بها ذكر للصليب المقدس ككلمة أو كرشم. |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
طقس العيدين: تحتفل الكنيسة فى 17 توت و10 برمهات من كل عام.. ونظر الان يوم 10 برمهات هو اليوم الذى ظهر فيه الصليب لأول مرة (326 م) على يد الملكة هيلانه يجئ دائما فى ايام الصوم فقد رتب أباء الكنيسة الاحتفال بظهور الصليب فى يوم تكريس كنيسته وهو يوم 17 توت، وتبدأ فى يوم يعامل معاملة الاعياد السيدية الصغرى، فطقسه فرايحى من حيث الابصاليات أما مجمع التسبحةوالذكصولوجيات ومردات الدورة والاناجيل والتوزيع فطقسها شعانينى. كما أنه له ابصاليتان (واطس وآدام) بكتاب الابصاليات والطروحات الواطس والادام... وله ارباع من أرباع الناقوس وذكصولوجية بكتاب الابصلمودية السنوية، دورة الصليب التى تعمل بعد صلاة افنوتى ناى نان فى رفع بخور باكر هى نفس الدورة التى تعمل فى رفع بخور باكر عيد الشعانين غير أن هناك اختلافين هما: - هناك طرح خاص بعيد الصليب، هناك مرد ثابت يقال بعد كل ربع يختلف عن مرد الشعانين الثابت ومرد الصليب الثابت هو (ايفول هيتنى بيف اسطافروس: نيم تيف أناستاسيس اثواب: ان طاستو مبى رومى ان كى سوب. ايخوب ايبى باراذيبسوس). ومعناه: من قبل صليبه وقيامته المقدسة رد الانسان مرة اخرة الى الفردوس). |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
سمعان القيروانى(حامل صليب المسيح) سمعان اسم عبرانيّ ومعناه المستمع. وهو من القيروان في ليبيا حاليّاً. ويخبرنا الإنجيل أنّه والد الإسكندر وروفُس، ويبدو أنّ الجماعة المسيحيّة الأولى تعرفهما حتّى ذكرهما الإنجيل كتوضيح لهويّة سمعان والدهما (مر 15: 21). كان عائداً من الحقول، ولا شكّ أنّه كان منهكاً بعد شقاء يوم عمل. فأجبره الجنود على مساعدة يسوع في حمل الصليب (متّى 27: 32). الموقف الأوّل : كان سمعان عائداً إلى البيت بعد عناء يوم عمل. ورأى شخصاً آخر تعِب ويعاني الجهد والإرهاق. ولا ندري ما الّذي شعر به لهذه الرؤية. كلّ ما نعرفه أنّ موجةٍ من المحبّة تأجّجت في قلبه، وجعلته ينسى تعبه ولا يتحجج به ليمتنع عن إغاثة مَن هو في حال إرهاقٍ أشدّ منه. في كثيرٍ من الأحيان نتألّم لألم شخصٍ آخر. نندب حظّه، نأسف له، نضفي على وجوهنا مسحة الحزن والألم، ونمضي من دون أن نحرّك بإصبعنا الحمل الّذي يحمله. الكلام سهل جدّاً. وإذا ما أنّبتنا المحبّة الساكنة في قلوبنا، نسكتها ونقول: ونحن أيضاً نعاني، ولا أحد يكترث لنا. الموقف الثاني : سمعان القيروانيّ يحمل صليب المسيح: «وبينما هم خارجون من المدينة، صادفوا رجلاً من القيروان اسمه سمعان فسخّروه ليحمل صليب يسوع» (متّى 27: 32). حمل القيروانيّ صليب يسوع بدل المحراث، فحمل بهذا الفعل فقره صليباً، فرفع من معنى بؤسه و منحه قيمةً روحيّة. http://loveyou-jesus.com/vb/images/s...cross01-5c.gif هل تحمل صليبكَ مع المسيح لا وحدكَ، فتمنح هذا الصليب معنىً، وتدرجه في مخطّط الله الخلاصيّ، وتجعل من هذا الصليب وسيلةً تنال بها الخلاص، فتكون مثل القيروانيّ الّذي قام بعملٍ خلّدته الأناجيل في عمل الفداء الإلهي. http://loveyou-jesus.com/vb/images/s...cross01-5c.gif الموقف الثالث : عار حمل الصليب. فالصليب في ذلك الحين أداة عار. ومع جلبة الشعب والصخب، حيث يختلط الحابل بالنابل، وتحت ضرباط سياط الجنود، لابدّ من أنّه نال بعض الضربات ... لابدّ من أنّ الناس اعتقدوا أنّه هو المجرم المحكوم عليه. وظلّ في هذا الخزي حتّى الجلجلة، إي عبر المدينة كلّها هكذا. وهكذا أظهر سمعان أنّ عمل الفداء لا يتمّ بدون مشاركة الإنسان. فالقيروانيّ يمثّل الإنسان الخاطئ الّذي، على الرغم من خطاياه، يستطيع أن يساهم في تحقيق خلاص المسيح للبشر. العار، الإهانة، أقوال الناس ... ما أكثر الحجج الّتي تمنعنا عن مشاركة المسيح في عمله الخلاصيّ. ما الّذي سيقوله الناس عنّي كيف أحافظ على كرامتي ما شأني والآخرين ويبقى المسيح يعاني الآلام وحده، ونحن نتفرّج ولا نفكّر إلاّ بذواتنا ومصالحنا، فنزيد ألمه ألماً . |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
اقوال أباء عن الصليب + الصليب قوة لا تقاوم .... فالشياطين تهرب من صورته متى رسم بها علينا . الصليب لواء المسيح والملائكة يحبون لواء ملكهم فيسرعون الى من يرسمه ويعينونه . ( القديس أثناسيوس الرسولى ). + الصليب هو عمل حب الله غير المطوق به نحو الأنسان وعلامة أهتمامه العظيم بنا ( القديس يوحنا ذهبى الفم ). + الصليب إن تاملناه حسناً هو كرسى للقضاء . فقد جلس الديان فى الوسط لص آمن فخلص وآخر جدف فدين . بهذا عنى أنه ديان الأحياء والأموات . فالبعض عن يمينه والآخر عن يساره . ( القديس اغسطينوس ) + التأمل فى صليب ربنا طوال اليوم يولد فى القلب فطاماً عن محبة العالم . لأن الصليب له قوة صلب الجسد مع الهواء والشهوات . ( القمص بيشــــــــــــــوى كامل ) + المجد لك يا من اقمت صليبك جسراً فوق الموت تعبر عليه النفوس من مسكن الموت الى مسكن الحياة . ( مار أفرام السريانى ) " حاشا لى ان افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" " غل 14:6" * أن علامة الصليب تفتح الأبواب المغلقة و تحول تأثير السم وتبرى الجراح المميتة الحاصلة من أنياب الوحوش الكاسرة . * أأنت أحد المؤمنين؟ .. ارسم علامة الصليب… قل هذا هو سلاحى الوحيد, هذا هو دوائي , لا اعرف شئ سواه. * لنعلق الصليب فوق اسرتنا عوض السيف و على ابوابنا عوض المزلاج و ليكن حول بيوتنا موضع السور. * إن الصليب الذي كان علامة الموت المرعب .. قد صار بركة يخلع الملوك اكاليلهم لكي يلبسوا الصليب .. يوضع الصليب على ثيابهم الرسمية , على تيجانهم يوجد حيث تقام صلواتهم, و على المائدة المقدسة يشرق الصليب اكثر بهاءاً من الشمس. * الوجه الذى تقدس بعلامة الله لا ينحنى للشيطان لكنه يحفظ نفسه لاكليل الرب القديس يوحنا ذهبى الفم بواسطة الصليب يستطيع الانسان ان يطرد كل خداعات الشياطين . و من يريد أن يختبر هذا عمليا فليأت و ينظر كيف يبطل خداع الشياطين و العرافة الكاذبة و عجائب السحر بمجرد رشم الصليب فالشياطين تلوذ بالفرار اثانسيوس الرسولى * نرسم الجسد بإشارة الصليب لكي يتقوى العقل و الضمير بالأيمان |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
مـــــــــن أقوال أبونا بيشوي كامــل عــن الصـــــــلـــيـب للقمص يوسف اسعد ëربى يسوع... هبني فهما و إدراكا لقوة صليبك، و أشعرني عندما أكون في شدة العالم و ضد مبادئ العالم أنى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك .... ëربى يسوع... إن عطشك لا يرويه الماء و لا الخل بل ترويه توبتي و رجوعي لك تحت أقدام الصليب حيث تبقى هناك عطشانـــا...... ëأتأمل كيف بصقوا على وجهك و أرى إني أنا الذي أستحق هذه البصقات لأن عيني الشاردة هي المتسببة فى هذه البصقات .... ëأيها الرب يسوع أن الصليب كان الوسيلة الوحيدة للقاء اللص معك. ما أسعدها ساعة و ما أمتعه صليب ..... ëربى يسوع.. أعطني روحك المملوء حبا الذي قال لصالبيه: يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. لأن هذه الصلاة هي التي أوقعت اللص القاتل أسيرا في أحضان محبتك .... ربىيسوع.. جبيني المملوء بالأفكار هو الذي يستحق إكليل الشوك، فأربط فكري بأشواكك المقدسة، و أعطني فكر المسيح .... ëإلهي.. عرفت جيدا معنى قولك لي أن أحمل صليبي كل يوم كما حملت صليبك أنت.. صليبي هو جهادي ضد الخطية، و صليبك هو خطيتي التي فشلت أنا في مقاومتهــــــــا........ ëربي يسوع أنا لا أطلب صليبا معينا.. و لكن الذي تختاره مشيئتك لي، و أنا لا أريد أن أعرض عليك خدماتي.. بل أن تستخدمني أنت فيهــــا ..... ëربى يسوع.. إني أتأملك مصلوبا و قلبي كالصخر، ما هذا الجفاف الروحي؟ يارب أفض فيّ ينبوع دموع.. يا ربي يسوع اضرب الصخرة فتفيض دموعــــا... ëربى يسوع ... أعنى أن احمل صليبي بقوة و شجاعة و حب للحق و تمثلا بك و بفرح و سعادة للشهادة لك في عالم مخــادع..... |
رد: الصليب (موضوع متكامل)
+++((( قوة الصليب - عظة البابا أثناسيوس الرسولى )))+++ قوة الصليب - عظة البابا أثناسيوس الرسولى مكتوب في الكتب هكذا .أن نفوسنا أذا كانت مرتبطه بناموس الله فلن تقوي علينا قوات الظلمة وأن ابتعدنا عن الله فهى تتسلط علينا . فأنت أيها الإنسان الذي تريد أن تخلص علم ذاتك ان تسبح في لجة غناء وحكمة الله أبسط يديك مثال الصليب لتعبر البحر العظيم , الذي هو هذا الدهر اعني عدم الإيمان. الزنا، النميمة محبة الفضة التي هي أصل لكل الشرور , أما علامة الصليب فهى مبسوطة علي كل الخليقة .... هوذا موسي رئيس الانبياء لما أبسط يديه قهر عماليق , ودانيال نجا من جب الاسود، ويونان من بطن الحوت , وتكله عندما القوها للسباع تخلصت بمثال الصليب , وسوسنة من يد الشيخين , ويهوديت من يد الوفرنيس، والثلاثة الفتية القديسين من أتون النار المتقدة. هؤلاء كلهم خلصوا بمثال الصليب وقيل أيضا ليكن مستقرك في موضع واحد الذي هو البيعة . لتتغذي بكلام الكتب ومن الخبز السمائي ومن دم المسيح وتتغذي كل حين من كلام الكتب بركة شفاعة وصلوات القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولى - حــامى الإيمان فلتكن مع جميعنا دائماً آميــ+ـــن |
الساعة الآن 01:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025