منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:50 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174895097196541.jpg


اعتراف داود النبي

عاش داود النبي عامًا كاملًا مع خطيته لم يبكته ضميره عليها
بالرغم من خبراته الروحية القديمة ومعرفته للناموس
وعمله كقاض للشعب يحكم بالعدل. كان محتاجًا
إلى ناثان ليبكته على عمله ويحفزه على الاعتراف بما ارتكبه.

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:51 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174895097196541.jpg


ناثان يوبخ داود:

1 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. 2 وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا. 3 وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعًا. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. 4 فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى الرَّجُلِ الْغَنِيِّ، فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». 5 فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ، 6 وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». 7 فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ، 8 وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلًا، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. 9 لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ.



أرسل الرب ناثان إلى داود ليوقظ ضميره، فروى له قصة الرجل الغني الذي أبَىَ أن يذبح إحدى نعاجه لضيفه، مغتصبًا نعجة الفقير الوحيدة الصغيرة التي اقتناها لنفسه ورباها وكبرت معه مع بنيه جميعًا، أكلت من لقمته وشربت من كأسه، ونامت في حضنه وكانت له كابنة. حمى غضب داود على هذا الغني المغتصب أخاه الفقير وأصدر حكمه: "حيّ هو الرب أن يقتل الرجل الفاعل ذلك، ويرد النعجة أربعة أضعاف، لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يشفق" [5-6]. أجابه ناثان النبي: "أنت هو الرجل" [7].
الضيف الجائع هي شهوة داود التي ثارت فيه خلال تراخيه وتهاونه مع الخطية، فأراد أن يشبعها باغتصابه بثشبع الصغيرة الوحيدة المحبوبة جدًا لدى رجلها، هذه التي عاشت معه تشاركه حياته وأكله وشربه وسرير نومه، رافقته زمانًا بكل أحاسيسها ومشاعرها، والآن يغتصبها الغني جدًا داود الذي أقامه الله ملكًا والذي تهاون بالناموس بزواجه كثيرات. في كل يوم كان داود يتعظم جدًا لأن رب الجنود كان معه (2 صم 5: 10). كان الله يود أن يقدم له أكثر فأكثر لكنه بخطيته أغلق على نفسه دون فيض النعم المجانية.
بحسب الشريعة لا يُقتل السارق إنما يرد أربعة أضعاف (خر 22: 1؛ لو 19: 8)، لكن ظروف السرقة كما وصفها ناثان (وتنطبق على داود) أغضبت داود جدًا فطلب قتل الرجل دون أن يدرك أنه يحكم على نفسه، خاصة وأنه لم يسرق نعجة وحيدة بل امرأة إنسان مخلص وأمين، اغتصبها في ظروف حرب وقتل رجلها... فماذا يستحق؟
يليق بنا أن نقف قليلًا أمام تصرف ناثان، فقد جاء تصرفًا حكيمًا، وصريحًا، حازمًا، ومملوءًا حبًا. لم يخف أن يتحدث بصراحة وبحزم مع ملك أخفى جريمته بقتل أوريا الحثي، وكان يمكن أن يتعرض ناثان لذات المصير، في جرأة لم يخشَ الملك ولا حاباه،
وكما جاء في الدسقولية: [لا تحابي الوجوه عندما توبخ على خطايا، إنما اعمل مثل إيليا وميخا مع آخاب (1 مل 18: 21-22)، وعبد ملك الأثيوبي مع صدقيا (إر 38، 39)، وناثان مع داود (2 صم 12)، ويوحنا مع هيرودس (مت 14)].
كان صريحًا وحازمًا وأيضًا مملوءًا حبًا... فتح أبواب الرجاء أمام داود الملك.
جاء ناثان ليتحدث مع داود خفية دون أن يقف ليشهر به علانية، وإن كان الله قد سمح بنشر كل ما حدث لأجل خلاصنا. هكذا يليق بنا عند توبيخنا للغير أن نلتقي بهم خلال دائرة الحب والصداقة، لا التشهير العلني أمامهم أو في غيبتهم.
يقول مار إسحق السرياني: [من يصلح أخاه في حجرته الخاصة يشفيه من الشر، أما من يتهم آخر في اجتماع علني فيدمي بالأكثر جراحاته. من يشفي أخاه خفية يعلن قوة حبه، وأما من يجعل أخاه في خزي أمام أصحابه فيبرهن على قوة حسده. الصديق الذي ينتهر آخر في السر هو طبيب حكيم، أما من يرغب في معالجته أمام أعين الكثيرين ففي حقيقته هو شتّام].

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:53 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الدسقولية

[لا تحابي الوجوه عندما توبخ على خطايا، إنما اعمل مثل إيليا
وميخا مع آخاب (1 مل 18: 21-22)، وعبد ملك الأثيوبي
مع صدقيا (إر 38، 39)، وناثان مع داود (2 صم 12)،
ويوحنا مع هيرودس (مت 14)].
كان صريحًا وحازمًا وأيضًا مملوءًا حبًا فتح أبواب الرجاء أمام داود الملك.

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:54 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
جاء ناثان ليتحدث مع داود خفية دون أن يقف ليشهر به علانية،
وإن كان الله قد سمح بنشر كل ما حدث لأجل خلاصنا.
هكذا يليق بنا عند توبيخنا للغير أن نلتقي بهم خلال دائرة
الحب والصداقة، لا التشهير العلني أمامهم أو في غيبتهم.
يقول مار إسحق السرياني:

[من يصلح أخاه في حجرته الخاصة يشفيه من الشر،
أما من يتهم آخر في اجتماع علني فيدمي بالأكثر جراحاته.
من يشفي أخاه خفية يعلن قوة حبه، وأما من يجعل أخاه في خزي
أمام أصحابه فيبرهن على قوة حسده. الصديق الذي ينتهر
آخر في السر هو طبيب حكيم، أما من يرغب في معالجته
أمام أعين الكثيرين ففي حقيقته هو شتّام].

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:55 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174895097196541.jpg


تأديب داود:

10 وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. 11 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. 12 لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».

محبة الله لداود دفعته أن يرسل ناثان لإيقاظ ضميره ولتأديبه علانية، فمن الأفضل له أن يُفضح هنا في الزمان الحاضر فيتوب ويرجع إلى الله عن أن يغطي على جراحات النفس فيهلك الإنسان في خطيته أبديًا. لذلك قال ناثان لداود: "والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة. هكذا قال الرب. هأنذا أُقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. لأنك أنت فعلت بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس" [10-12].
يبدو أن هذا التأديب كان قاسيًا للغاية لكنه كان ضروريًا لخلاص نفسه وخلاص الآخرين:
أ. أوضح أن هذا التأديب هو الثمر الطبيعي للخطية، فما يجتنيه داود إنما القليل من ثمار فعله. لقد قتل سرًا فأفاض القتلُ قتالًا. وزنى خفية وأفاض ذلك فسادًا. أما كون التأديب يتحقق داخل بيت داود، فمن جهة مات ابنه الذي من بثشبع، واغتصب أمنون بن داود ثامار أخته (2 صم 13: 1-22) فقتله أخوه أبشالوم (2 صم 13: 23-38)، وقام أبشالوم على أبيه داود ليغتصب منه الملك واضطجع مع سراريه أمام جميع إسرائيل (2 صم 16: 22) وطلب قتل والده (2 صم 17: 2) فقُتل هو (2 صم 18: 14-15)، وقتل أدونيا بأمر أخيه سليمان (1 مل 2: 25)...
هذه جميعها تمت داخل بيت داود لكن يؤكد الله أن ما تم إنما هو ثمر طبيعي داخلي للفساد الذي قبله داود بإرادته.
ب. خلال تأديبات داود التي حلت ببيته أوضح الكتاب المقدس خطورة دور الأسرة وقدسيتها. فما ارتكبه داود أثمر في حياة أولاده، وإن كانوا لا يعاقبون على خطئه، إنما يذوقون هنا مرارة ما ورثوه عن أبيهم. الآباء الفاسدون يقدمون لأبنائهم فسادًا، والمباركون يقدمون لهم البركة.
ج. كانت العقوبة قاسية بالنسبة لداود لأنه قائد، كان يليق به أن يكون مثالًا حيًا لشعبه، لذا صارت عقوبته مضاعفة. فالعقوبة ليست ثمنًا معادلًا للخطية، لكنها تأديب لإصلاح المخطئ ومن هم حوله، تختلف حسب ظروف كل إنسان.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليست العقوبة واحدة لكل الخطايا، بل توجد عقوبات كثيرة ومتنوعة حسب الأوقات والأشخاص ورتبهم وفهمهم وأمور أخرى].
د. لتأكيد أنه ليس عند الله محاباة، فإنه وإن كان قد أقامه نبيًا وملكًا وقاضيًا، وله تاريخ مجيد في حياة مقدسة لكنه متى أخطأ يستوجب التأديب.
يقول القديس إيريناؤس: [الله غير محاب للوجوه، لذا يوقع عقوبة مناسبة على التصرفات التي لا تسره. وذلك كما في حالة داود الذي عانى الاضطهاد من شاول (1 صم 18) من أجل البر، وهرب من الملك شاول ولم يرد أن ينتقم من عدوه، وأنشد بمجيء المسيح، وعلَّم الأمم الحكمة، وفعل كل شيء بإرشاد الروح وسُرّ به الله. لكنه عندما دفعته شهوته ليأخذ بثشبع زوجة أوريا يقول الكتاب: "وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب" (2 صم 11: 27). وأرسل إليه ناثان النبي يشير له إلى جريمته حتى يحكم على نفسه ويدين ذاته فينال رحمة ومغفرة من المسيح].

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:57 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174895097196541.jpg




أن هذا التأديب هو الثمر الطبيعي للخطية، فما يجتنيه داود إنما القليل من ثمار فعله. لقد قتل سرًا فأفاض القتلُ قتالًا. وزنى خفية وأفاض ذلك فسادًا.
أما كون التأديب يتحقق داخل بيت داود، فمن جهة مات ابنه الذي من بثشبع، واغتصب أمنون بن داود ثامار أخته (2 صم 13: 1-22) فقتله أخوه أبشالوم (2 صم 13: 23-38)، وقام أبشالوم على أبيه داود ليغتصب منه الملك واضطجع مع سراريه أمام جميع إسرائيل (2 صم 16: 22) وطلب قتل والده (2 صم 17: 2) فقُتل هو (2 صم 18: 14-15)، وقتل أدونيا بأمر أخيه سليمان (1 مل 2: 25)...
هذه جميعها تمت داخل بيت داود لكن يؤكد الله أن ما تم إنما هو ثمر طبيعي داخلي للفساد الذي قبله داود بإرادته.

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:58 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174895097196541.jpg




خلال تأديبات داود التي حلت ببيته أوضح الكتاب المقدس خطورة دور الأسرة وقدسيتها. فما ارتكبه داود أثمر في حياة أولاده، وإن كانوا لا يعاقبون على خطئه، إنما يذوقون هنا مرارة ما ورثوه عن أبيهم. الآباء الفاسدون يقدمون لأبنائهم فسادًا، والمباركون يقدمون لهم البركة.



كانت العقوبة قاسية بالنسبة لداود لأنه قائد، كان يليق به أن يكون مثالًا حيًا لشعبه، لذا صارت عقوبته مضاعفة. فالعقوبة ليست ثمنًا معادلًا للخطية، لكنها تأديب لإصلاح المخطئ ومن هم حوله، تختلف حسب ظروف كل إنسان.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليست العقوبة واحدة لكل الخطايا، بل توجد عقوبات كثيرة ومتنوعة حسب الأوقات والأشخاص ورتبهم وفهمهم وأمور أخرى].



لتأكيد أنه ليس عند الله محاباة، فإنه وإن كان قد أقامه نبيًا وملكًا وقاضيًا، وله تاريخ مجيد في حياة مقدسة لكنه متى أخطأ يستوجب التأديب.
يقول القديس إيريناؤس: [الله غير محاب للوجوه، لذا يوقع عقوبة مناسبة على التصرفات التي لا تسره. وذلك كما في حالة داود الذي عانى الاضطهاد من شاول (1 صم 18) من أجل البر، وهرب من الملك شاول ولم يرد أن ينتقم من عدوه، وأنشد بمجيء المسيح، وعلَّم الأمم الحكمة، وفعل كل شيء بإرشاد الروح وسُرّ به الله. لكنه عندما دفعته شهوته ليأخذ بثشبع زوجة أوريا يقول الكتاب: "وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب" (2 صم 11: 27). وأرسل إليه ناثان النبي يشير له إلى جريمته حتى يحكم على نفسه ويدين ذاته فينال رحمة ومغفرة من المسيح].

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 11:59 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كانت العقوبة قاسية بالنسبة لداود لأنه قائد،
كان يليق به أن يكون مثالًا حيًا لشعبه، لذا صارت عقوبته مضاعفة.
فالعقوبة ليست ثمنًا معادلًا للخطية، لكنها تأديب لإصلاح المخطئ
ومن هم حوله، تختلف حسب ظروف كل إنسان.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[ليست العقوبة واحدة لكل الخطايا، بل توجد عقوبات كثيرة
ومتنوعة حسب الأوقات والأشخاص ورتبهم وفهمهم وأمور أخرى].

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 12:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لتأكيد أنه ليس عند الله محاباة، فإنه وإن كان قد أقامه نبيًا وملكًا وقاضيًا،
وله تاريخ مجيد في حياة مقدسة لكنه متى أخطأ يستوجب التأديب.
يقول القديس إيريناؤس:

[الله غير محاب للوجوه، لذا يوقع عقوبة مناسبة على التصرفات
التي لا تسره. وذلك كما في حالة داود الذي عانى الاضطهاد
من شاول (1 صم 18) من أجل البر، وهرب من الملك شاول
ولم يرد أن ينتقم من عدوه، وأنشد بمجيء المسيح، وعلَّم الأمم
الحكمة، وفعل كل شيء بإرشاد الروح وسُرّ به الله. لكنه عندما
دفعته شهوته ليأخذ بثشبع زوجة أوريا يقول الكتاب:
"وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب" (2 صم 11: 27).
وأرسل إليه ناثان النبي يشير له إلى جريمته حتى يحكم
على نفسه ويدين ذاته فينال رحمة ومغفرة من المسيح].

Mary Naeem 12 - 06 - 2025 12:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174895097196541.jpg


توبة داود :

13 فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. 14 غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ، فَالابْنُ الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ».

دخل داود النبي إلى أعماقه ليكتشف ضعفاته دون تقديم أي مبررات خارجية لنفسه. شعر أنه أخطأ بلا عذر، وحسب خطيته موجهة ليس ضد أوريا الحثي ولا بثشبع وإنما أولًا وقبل كل شيء ضد الله نفسه. لم يخجل كملك عظيم ونبي وقاض ومنظم لأمور العبادة أن يعترف لله في حضرة ناثان النبي قائلًا: "قد أخطأت إلى الرب" [13].


شعر أن الخطية في داخله مُرّة للغاية لذا وجب عليه أن يتقيأها،
وكما يقول مار إسحق السرياني: [تذكر أن كل لذة يتبعها غثيان ومرارة كصديقين متلازمين]. لقد تقيأ المُرّ الذي في داخله في خجل من نفسه ومن خطيته لا من الاعتراف أمام ناثان.
جاءت إجابة ناثان تعلن حب الله الفائق: "الرب... قد نقل عنك خطيتك لا تموت". بحسب الشريعة كان يجب أن يُقتل لكن الله في رحمته عفا عنه فلا يقتل، كما بالتوبة ينعم بالخلاص - خلال الذبيحة المقدسة - فلا يموت بل يتمتع بالحياة الغالبة للموت.
خلال هذه التوبة الصادقة سجل لنا داود النبي الكثير من "مزامير التوبة" مثل (مز 6، 32، 38، 51، 102، 130، 143) يتوّجها المزمور الخمسون (مز 51) الذي ننشده في كل صلاة طالبين مراحم الله بالتوبة الصادقة.
* أيا كنت أنت يامن تخطئ وتتردد في ممارسة التوبة عن خطاياك، يائسًا من خلاصك، اسمع داود يتنهد. لم يُرسَل إليك ناثان، إنما داود نفسه مُرسل لك.
اسمعه يصرخ، واصرخ معه!
اسمعه يتنهد، وتنهد معه!
اسمعه يبكي، واخلط دموعك بدموعه!
اسمعه وهو يصلح نفسه، وافرح معه!
إن كانت الخطية لم تُنْزَع عنك، فلا تنزع الرجاء في المغفرة!
أُرسل ناثان النبي لذلك الرجل، فلاحظ اتضاع الملك، إذ لم يحتقر كلمات النصح المقدمة له، ولم يقل له: كيف تتجاسر وتتحدث معي أنا الملك؟ الملك العظيم أصغى لنبي، ليت شعب (المسيح) المتضع ينصت للمسيح.
* [لأني أنا عارف بإثمي وخطيتي أمامي في كل حين] (مز 50: 3)(51)...


لم تكن خطيته قبلًا أمامه بل خلف ظهره، لم يكن يعرف إثمه... لكن جاء النبي بهذا الهدف أن يأخذ خطيته من وراء ظهره ويضعها أمام عينيه، لكي يرى الحكم المعلن ضده، لكي يفتح جرح قلبه ويداويه. استخدم مبضع (مشرط) لسانه...
القديس أغسطينوس
* داود أيضًا أخطأ [17]، لننظر كيف تاب... لقد غسل الخطية بالاتضاع وندامة القلب وتوبة النفس وعدم السقوط مرة أخرى، وبتذكره الدائم لخطيته، وقبوله كل ما حلَّ به بشكر، وتركه الذين يحزنونه، واحتماله المتآمرين عليه دون مقابلة الشر بالشر بل ومنع الذين يرغبون ذلك...
كان له قلب منسحق به تمتع بغسل خطاياه خلال التوبة والاعتراف.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* أزال كل ثقل الخطايا خلال اعتراف كامل بكلمة واحدة.
القديس يوحنا كاسيان
أما عن محبة الله لمؤمنيه فتدفعه للتأديب من أجل بنيانهم:
* لا تنظر إلى الله كمجرد ديَّان بل تطلع أيضًا إلى أمثلة من تصرفاته هذه، إنه كُلِّيُّ الصلاح... تأمله عندما يظهر الرحمة. في مقابل حزمه (قسوته) ضع في الميزان لطفه.
العلامة ترتليان
* تأديب المحبة للإصلاح وليس للنقمة. الإنسان الحكيم البار يتشبه بالله، فإنه لن يؤدب إنسانًا ليرد له الشر وللانتقام، بل ليصلحه أو ليخيف الآخرين.
مار إسحق السرياني
الله محب لأولاده، في محبته يسمح بتأديبهم حتى يدركوا بغضه للخطية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لقد سمح الله بموت الابن الذي جاء ثمرة الخطية [14]، لا لذنب ارتكبه الطفل وإنما حتى لا يظن من حوله -خاصة الوثنيين- أن عند الله محاباة.





الساعة الآن 10:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025