منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 29 - 06 - 2012 06:24 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السيرة الطاهرة وتأثيرها

مُلاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف (1بط3: 2)

قد يتأثر الزوج غير المؤمن بالسيرة الطاهرة التي لزوجته وباحترامها له. وهكذا، ربما يستخدم روح الله هذا الأمر لتبكيته على خطيته، وجعله يؤمن بالمسيح.

يُخبر جورج مولر عن رجل ألماني ثري، كانت زوجته مؤمنة تقية. وكان هذا الرجل يسترسل في شرب الكحول، ماكثاً في الحوانيت والخمارات حتى ساعة متأخرة من الليل. أما هي، فكانت تدعو الخَدَم إلى الإيواء إلى أسرّتهم على أن تبقى هي مستيقظة حتى رجوعه لكي تستقبله بلطف من دون أن توبخه البتة، أو تتذمر أمامه. كذلك كانت مضطرة أحياناً إلى أن تخلع عنه ثيابه وتضعه في فراشه.

ذات ليلة، خاطب زملاءه في الحانوت بالقول: أراهن على أنه إذا مضينا إلى البيت، فسنجد زوجتي مستيقظة تنتظرني. وسوف تحضر إلى الباب لكي ترحب بنا ترحيباً ملوكياً. وفوق هذا كله، ستُعد لنا طعام عشاء، في حال طلبت منها ذلك.

في البداية، شكّوا في الأمر، لكنهم قرروا أخيراً الذهاب للتحقيق من صحة ذلك. وبكل تأكيد، أقبلت الزوجة إلى الباب حيث استقبلتهم بحفاوة. ثم رضيت بنفس راغبة، أن تُعد لهم طعام العشاء، من دون أن يظهر عليها أي أثر للمرارة. لقد خدمتهم، ثم مضت إلى غرفتها. وما أن برحت من المكان حتى راح أحد الرجال يقرع الزوج بالقول: من أي صنف أنت حتى تتصرف بهذا الأسلوب الفظ مع امرأة طيبة كهذه؟ ثم قام المشتكي من دون أن يُكمل عشاءه، وغادر البيت. وحذا الباقون حذوه، الواحد تلو الآخر، إلى أن انصرف الجميع من دون تناول طعام العشاء. ولم تمض نصف ساعة حتى وقع الزوج تحت تبكيت شديد على شره، ولا سيما بجهة معاملته زوجته بقسوة. عندئذ قصد غرفة زوجته، وسألها أن تصلي من أجله. من ثم، تاب عن خطاياه وسلَّم حياته للمسيح. وهكذا أصبح، منذ ذلك الحين، تلميذاً مكرساً للرب يسوع المسيح. لقد رُبح من دون كلمة.


اجذبني للعلاءِ
يا إلهي المهوب قد رغبتُ في البقاءِ
معكَ أيها المحبوب



sama smsma 29 - 06 - 2012 06:30 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السيف ذو الحدين

« لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين » (عب12:4)
أريد بهذه الكلمة أن أنبِّر على واحدة من صفات كلمة الله وأقصد كونها سلاحاً فعالاً - سيفاً ذا حدين - وهى صفة لا تُستعمل فيها كلمة الله استعمالاً متواصلاً.

إن كلمة الله بالنسبة لنا هي بلا شك أكثر من سيف. إنها سراج ونور، وينبوع ماء حي، وطعام، ونبع خلاص وحياة، ومصدر قوة ومعرفة، لكن إلى جانب كل ذلك مطلوب منا أن نستعمل هذه الكلمة استعمالاً فعالاً أو بالحري نستعملها في الحرب على كل وجه.

ولكي نتعرف بهذا السلاح ونستعمله، علينا بأن نتأمل الطريقة التي بها استعمل الرب هذا السيف، وكيف يستعمله الآن وكيف سيستعمله في المستقبل.

عندما بدأ الرب خدمته هنا على الأرض
(مت1:4-10) أمسك هذه الكلمة في صفتها كسيف الروح ليحارب بها الشيطان. كان منفرداً في البرية، لا سند له ولا عون إلا ذلك السلاح، وبه استطاع أن يُسكت العدو ويرغمه على التراجع والهرب. ولقد ترك الرب لنا هذا السيف لكي نستعمله كما استعمله هو ضد ذات العدو.

وفى سفر الرؤيا
(ص12:2-16) نرى الرب يقضى بالسيف الماضي الخارج من فمه على الشر في وسط الكنيسة المسئولة، حيث نجح الشيطان في إقامة كرسيه وأدخل التعاليم الزائفة والنجاسة والتحالف الدنس مع العالم. ونحن مطلوب منا أن نحارب الشر بنفس السلاح كما فعل أنتيباس الشاهد الأمين، نحارب مستعملين كلمة الله ضد الضلالات التي أدخلها إبليس في وسط المسيحية الاسمية.

وفى رؤيا15:19نجد الرب « ومن فمه يخرج سيف ماض » به سيدين الأمم وسيثبّت ملكوته.

أما في عبرانيين 12:4-16 فالكلمة يُقال عنها إنها « حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين » ولكنها هنا ليست مشهورة ضد أعداء من الخارج، بل ضد أنفسنا.

إن ما يعوزنا من أركان النجاح الحقيقي في خدمة الكلمة والكرازة بها، يتوقف كثيراً على هذه الحقيقة، وهى أننا نحاول أن نطبق الكلمة على نفوس الآخرين قبل أن نسمح لها بأن تدخل إلى مفارق نفوسنا وأرواحنا نحن. فليتنا نستعمل الكلمة في إدانة أنفسنا والحكم على كل طريق باطل فينا، كما نستعملها ضد قوات الظلمة التي من خارج.





sama smsma 29 - 06 - 2012 07:35 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الشغل بهدوء

هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء (2تس3: 12)

إن الإنهماك في المصالح الزمنية عامل في جفاف الحياة الروحية وتحول القلب عن الرب وعما يمجده، وبالتبعية يعرِّض المؤمن للسقوط في كثير من الخطايا.

ويا للأسف فكثير من المؤمنين في الوقت الحاضر قد جعلوا من أشغالهم صنماً لهم يهبون وقتهم وراحتهم وصحتهم وكل قواهم لخدمته، وكأن لا فكر لهم في أي شيء آخر! ولا شك أن الرب لا يسمح لمثل هؤلاء الذين أهملوا شركتهم به وعملهم لأجل أن يحصلوا على شيء يُذكر من وراء ما انصرفت إليه قلوبهم.

أظهر شاب مرة لأحد العلماء استغرابه من أن الحصول على الثروة يكون في أغلب الأحيان مصحوباً بالقلق والتعاسة، وأشار إلى حالة تاجر غني لم يكن يشعر بالسعادة حتى كأحد موظفيه الصغار. فأخذ العالِم تفاحة من سلة بجواره وأعطاها لطفل كان بالغرفة معهما، الذي بالجهد استطاع أن يقبض عليها بيده الصغيرة. بعد ذلك أعطاه تفاحة أخرى ملأت يده الثانية، ثم انتقى العالِم تفاحة ثالثة أكبر من سابقتها وجميلة المنظر وقدمها للطفل. ولما حاول هذا أن يمسك الثلاث تفاحات بيديه لم يستطع فسقطت منه التفاحة الثالثة على الأرض، عندئذ حزن الطفل وأطلق صوته بالبكاء.

بعد ذلك التفت العالِم إلى الشاب وقال « انظر، هذا ما يحصل عندما يحاول الإنسان أن يمتلك أكثر مما يكفيه ».

يشتهي الإنسان أن يصير غنياً في الزمان، ولو على حساب التساهل في مسئوليته أمام الله من حيث العبادة أو العيشة، ولكن هيهات أن يجد راحة لقلبه حتى ولو وصل إلى ما تصبو إليه نفسه « تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر » (مز16: 4) وأيضاً « القليل مع مخافة الرب خير من كنز عظيم مع هم » (أم15: 16).

أيها القارئ العزيز، اطلب الغِنى الحقيقي، كن غنياً لله. قد تكون حقولك مُثمرة ولكن قلبك في قحط، قد تكون تجارتك ناجحة ولكن نفسك مُفلسة، قد يكون بين يديك الكثير ولكنك تكون في حياتك الروحية فقيراً، غير متمتع بشيء مما لك من بركات كثيرة في المسيح. إن كنت تشعر بفراغ في قلبك فاملأه بعيشة الشركة مع السيد الذي قال « عندي الغنى والكرامة » (أم8: 18).


sama smsma 29 - 06 - 2012 07:41 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الشفيع أم المشتكي؟

... المشتكي على إخوتنا ... يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلا (رؤ12: 10)

الرب يسوع المسيح هو الشفيع لحفظنا في ما يتناسب مع مقامنا أمام الآب في مواجهة المشتكي على الإخوة (رؤ12: 10).

نحن نعلم أن إخفاقنا في حالتنا العملية مرجعه إلى وجود الجسد فينا. بيد أن هذا ليس مبرراً للخطأ. إننا نفشل بسبب عدم سهرنا، لكن مقامنا كبنين ثابت لا يتغير. فإذا أخطأنا وتدنست أرجلنا ونحن نعبر عالماً موضوعاً في الشرير، فالرب يسوع في خدمته الشفاعية يسلِّط الكلمة علينا ـ تبارك اسمه ـ ويغسل أرجلنا « مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة » (أف5: 26). فالكلمة تديننا وتقودنا للحكم على الذات والاعتراف (يو13: 14،15) وإذ نحني ركبنا لدى أبينا مُعترفين بخطايانا، من ثمَّ فإن الآب الذي هو أمين بالنسبة للشفيع البار، وعادل بالنسبة للشفيع صانع الكفارة، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. وهكذا يسترد المؤمن الشركة ويسلك في نور وبهجة طلعة الآب.

وفي الجانب الآخر نجد الشيطان المشتكي على الإخوة « ويشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلا » كما أنه هو مصدر الانقسامات والانشقاقات بين أولاد الله، إذ يشكو أحدهم إلى الآخر (رو16: 17-20) ـ هذا هو عمل المشتكي .. والذين يُسايرونه يُدعون مُشتكين.

والسؤال: لأي الجانبين تعمل؟ وإلى أيهما تنحاز: مع الشفيع أم المشتكي على الإخوة؟

إذا ما وصلت إلى سمعك أية شكاية ضد واحد من أولاد الله، هل تُدافع عنه؟ هل تذهب إلى غرفتك وتصلي لأجله؟ .. وإذا كنت قد سمعت أن أخاك عثر وأخفق، هل تذهب إليه في محبة واتضاع وتأخذ معك الكلمة لتغسل رجليه؟ وأنت تعلم أن هذه الخدمة هي خدمة السيد له كل المجد شفيعنا العظيم، أم تراك تسمع القصة وتمضي من فورك وتُذيعها باستخفاف لواحد آخر دون أن تستوثق من صحة ما سمعت؟ وإذا أساء أحد إليك، هل تصفح عنه؟ أم تصلي في اجتماعات الصلاة وأنت حانق على أخيك؟ (1تي2: 8)، أتشتكيه لأبيك؟ أليس هذا هو عمل الشيطان؟ طوبى لنا إذا كنا في شركة مع الآب ومع ابنه، نُدافع عن إخوتنا إن أخطأوا .. ومن ناحية أخرى نحمل الكلمة إليهم ونغسل أرجلهم بروح الوداعة حتى تُعاد شركتهم.




sama smsma 29 - 06 - 2012 07:41 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الشهادة

وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه. فنظر إلى يسوع ماشياً فقال هوذا حَمَل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع (يو1: 35-37)

« كان يوحنا واقفا » .. ولا شك أن قلبه كان يفيض فرحاً لرؤية ذلك الغرض الأسمى الذي كان يملأ قرارة نفسه. « فنظر إلى يسوع ماشياً فقال هوذا حَمَل الله ». يا لها من كلمات ذات حياة وذات روعة وقوة، كلمات صادرة عن قلب قد وجد جُلّ غرضه في شخص المسيح المبارك. هذه هي الكلمات التي اخترقت قلبي ذينك التلميذين، ودخلت إلى الأعماق فأثرت فيهما بهذا المقدار، حتى أنهما تركا معلمهما وتبعا ذلك الغرض الجديد الكُلي الجلال والعظمة الذي وجهت إليه أنظارهما.

وهكذا توجد دائماً قوة أدبية عظيمة في كل شهادة تخرج من قلب لا يوجد فيه سوى الرب وحده. فهي شهادة لا يخالطها أي تصنُّع أو تأنق، وما هي إلا ثمرة طيبة من ثمرات القلب الذي له شركة مستمرة مع الرب. ليست هي مجرد إقرار لحقائق موجودة في المسيح، ولكنها خُلاصة صافية لمشغولية القلب بالمسيح واكتفائه به. هي العين المتلألئة بالنور، والقلب الموحَّد الغرض، والنفس المشغولة بجملتها بذاك الذي يملأ كل السماوات بمجده!!

هذا هو نوع الشهادة التي نحن في مسيس الحاجة إليها، سواء كان في حياتنا الفردية أو في اجتماعاتنا العمومية. هذه هي الشهادة التي تؤثر بقوة غريبة في نفوس الآخرين. لا يمكن أن يكون لكلامنا عن المسيح أي تأثير إلا إذا كانت قلوبنا ملكاً له وحده. وهكذا الحال في اجتماعاتنا، عندما يكون المسيح هو الغرض الوحيد لكل قلب، هناك توجد النعمة، وهناك يوجد الجو الذي يؤثر حتماً على أولئك الذين يدخلون مكان الاجتماع. ربما لا تكون هناك مواهب ولا وعظ ولا تعليم، بل ولا قوة كبيرة في الصلاة، ولا جاذبية في الترتيل. ولكن هناك قلوب مُفعمة بفرح المسيح. هناك يكون اسمه كالدهن المهراق، كل عين شاخصة إليه، وكل قلب متعلق به، هو الغرض الوحيد وهو النصيب المُشبع. وكأن صوت الجماعة المتحد يرّن قائلاً: « هوذا حَمَل الله »!! وهذا لا شك يعمل عمله إما باجتذاب النفوس إلى الرب، وإما بتوليد الاعتقاد الراسخ عندهم أن أولئك الناس المجتمعين لا بد قد ملكوا شيئاً لا يعرفونه هم.




sama smsma 29 - 06 - 2012 07:45 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصلاة المقتدرة

فصعد آخاب ليأكل ويشرب وأما إيليا فصعد إلى رأس الكرمل وخرَّ إلى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه (1مل18: 42)

صعد إيليا إلى رأس الكرمل ليصلي. وللصلاة شروط منها:

أولاً: الاختلاء. وهذا مافعله إيليا إذ صعد إلى الجبل. وهذا يتفق وتعليم الرب « أما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلَّ إلى أبيك » (مت6: 6).

« اغلق بابك » لنشعر تماماً أننا في حضرة الله فنجمع أفكارنا حتى لا تتسرب إلى العالم، ونختلي بالرب وبالرب وحده.

ثانياً: الاتضاع. وهذا أيضاً ما فعله إيليا إذ « خرّ إلى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه ». قبل هذا الوقت بساعات رأينا إيليا واقفاً أمام الملك والأنبياء الكذبة وكل الشعب. ورأينا كل الشعب قد سقطوا على وجوههم، أما الآن وقد قُتل جميع الأنبياء الكذبة وتفرّق الشعب، فنرى إيليا وحده أمام الله جاثياً على الأرض لقد مجَّد إيليا الله أمام الجميع، ولكن إذ بقى وحده تعلم أنه لا شيء أمام عظمة الله. وكلما اتضعت قلوبنا، انتعشت صلواتنا لأن الله يقبل ويُسرّ بالعبارات المنكسرة الخارجة من القلوب المنسحقة.

ثالثاً: السهر والمواظبة. فلا نصلي فقط، بل نصلي ساهرين « اسهروا وصلوا » ومكتوب « واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر » (كو4: 2). وهذا ما فعله إيليا أيضاً، كان يصلي ساهراً. وهذا واضح من قوله لغلامه « اصعد تطلع نحو البحر ». فصعد وتطلع وقال « ليس شيء ». لم يرَ شيئاً أول الأمر. أليس هذا ما يحدث معنا أحياناً؟ نصلي ولكن لا تُجاب صلواتنا في الحال، ذلك لأن الرب يريدنا أن نبقى ساهرين منتظرين مراقبين. وربما يرى فينا شيئاً من الذات فيقودنا إلى التفرغ من ذواتنا ثم يُرينا ذاته عاجلاً. والله له وقته وله طريقته في إجابة صلواتنا، فلنطمئن.

لكن ماذا كان جواب إيليا لغلامه الذي قال « ليس شيء » كان جوابه له « ارجع سبع مرات » أي ثابر إلى النهاية. وهذا ما دوّنه الروح القدس « مُصلين ... وساهرين » (أف6: 18).

يا ليتنا نراعي هذه الأشياء الثلاثة ونحن نصلي: الاختلاء، الاتضاع، السهر بكل مواظبة. ولقد كافأ الرب انتظار إيليا، فمع أن العين البشرية لم ترَ سوى « غيمة صغيرة قدر كف إنسان » لكن وراء هذه الغيمة الصغيرة رأى إيليا يد الله وأدرك أن الرب لا بد أن يملأ السماء بالغيوم من هذه الغيمة الصغيرة، وقد حدث فعلاً « أن السماء اسودت من الغيم والريح وكان مطر عظيم ».





sama smsma 29 - 06 - 2012 07:45 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصلاة المقتدرة وشروطها

« طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها » (يع16:5)
أفضل الصلوات هي التي تصدر عن حاجة داخلية قوية مُلـّحة. وكم اختبرنا جميعاً صدق هذا في حياتنا. فعندما تكون حياتنا هادئة ساكنة، تكون صلاتنا ضعيفة فاترة. ولكن عندما نجوز بأزمة، أو نواجه خطراً، أو نقاسي مرضاً بالغ الخطورة، أو نجتاز في حزن مرير، تصبح صلواتنا حارة وحيوية ونشيطة. قال أحدهم: « مَنْ أراد أن يدخل سهمه في كبد السماء، عليه أن يطلقه من قوس منحنٍ تماما الإنحناء ». وكذلك فالقلب المنحنى المنكسر، والشعور بالضعف والحاجة، يغمران الصلوات المؤثرة الصادقة التي تصل إلى أذن الله.

ونحن، مع الأسف، ننفق حياتنا في الجهاد لتأمين المستقبل والحصول على جميع ضروريات الحياة وكمالياتها. وبالوسائل المتعددة البشرية نحصل على ثروة، ونكدس الأموال، حتى لا نشعر بحاجة لشيء. ثم نسائل أنفسنا بعد ذلك: لِمَ يا ترى صلواتنا منحلة فاترة؟ ولماذا لا تنزل نار من السماء؟ لو كنا نسلك حقاً بالإيمان لا بالعيان، لتفجرت صلواتنا وتأثرت بها حياتنا.

ومن شروط الصلاة الناجحة أن « نتقدم بقلب صادق »
(عب22:10) وهذا يُرينا وجوب الإخلاص والصدق أمام الرب. فنطرد الرياء، ولا نسأل الله أبداً شيئاً في مقدورنا نحن أن نفعله.

مثلاً: لا نسأل الله أن يدبر مبلغاً معيناً من المال لمشروع مسيحي، إن كان عندنا نحن أنفسنا فائض من المال يمكن استخدامه في هذا المشروع.

لنصلِ ببساطة وإيمان أكيد دون ريب، ولا نشغل أنفسنا بالمشكلات اللاهوتية المتعلقة بالصلاة، كي لا تتبلد حواسنا. ولندع علماء اللاهوت يحلون بلاهوتهم المشاكل اللاهوتية المتعلقة بالصلاة! أما نحن فكمؤمنين بسطاء، علينا أن نلج أبواب السماء ونقرعها بثقة البنين. قال أغسطينوس: « يغتصب البسطاء السماء ببساطتهم، أما نحن فبكل علمنا لا نسمو فوق اللحم والدم ».

يقدّر الله الصلاة التي تكلفنا شيئاً. فالذين يستيقظون باكراً، ينعمون بشركة مع ذاك الذي في الصبح باكراً جداً قام ومضى إلى موضع خلاء، واختلى مع أبيه منتظراً توجيهاته لليوم الذي أمامه. وكذلك الذين بملء إرادتهم يصرفون الليل كله في الصلاة، ينعمون بقوة الله التي لا يمكن إنكارها. أما الصلاة التي لا تكلف شيئاً، فلا تساوى شيئاً لأنها « منتجات » مسيحية رخيصة.

sama smsma 29 - 06 - 2012 07:46 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصلاة اليومية

« دعوتك يارب كل يوم. بسطت إليك يدي » (مز9:88)
إذا كان المسيح غرضاً لقلوبنا، عندئذ نشعر بالمصاعب والعقبات، وندرك الحاجة إلى الصلاة أكثر من أولئك الذين ليس المسيح غرضهم. على أنه لم يوجد على وجه البسيطة إنسان كان في روح الصلاة المستمرة مثل ربنا المبارك، والسبب في ذلك أن قلبه كان مملوءاً بالمحبة لله، وهذه المحبة هي التي جعلته متوكلاً على الله بالتمام، وهى التي جعلته رجل الصلاة. وهكذا كلما تعلقت قلوبنا بالمسيح في المجد، كلما اهتممنا بمجده هنا وشعرنا بضعفنا وحاجتنا إليه، بل شعرنا بالمقاومة العنيفة فينا وصرنا رجال الصلاة. أظن أن جميعكم تسلمون أن بولس الرسول فاق جميع القديسين في التعلق بالرب، ولذلك نراه أكثرهم تشبعاً بروح الصلاة، وأني متأكد أنه إذا تعلقت قلوبنا بالمسيح في المجد، تكون النتيجة كثرة الانحناء والجثو أمام عرش النعمة.

واسمحوا لي أن أتكلم معكم قليلاً في بعض النقاط العملية الخاصة بالصلاة؛ فأقول: إن تلاوة الصلوات كعادة، لا فائدة منها. وتكرار بعض أقوال كل يوم باعتبار أنها صلاة، ليست هذه صلاة حقيقية. إننا نقرأ في فيلبى6:4
» في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله »، فكيف نتبع هذا القول، إن كنا نكرر صيغة الصلاة عينها من يوم إلى آخر ومن أسبوع إلى أسبوع. فليس اليوم كالبارحة وليس الغد كاليوم. بل كل يوم له أعواز جديدة نشعر بها إن كانت قلوبنا مع الله. فيجب علينا أن نربى في نفوسنا ثقة الأطفال وبساطتهم عندما نقترب إليه بالصلاة فنُخبره بكل تجارب يومنا وبكل ما نتوقعه من المصاعب في الغد.

ثم أعود وأقول إنه إذا كانت قلوبنا متعلقة بالمسيح، حينئذ ندرك عمق احتياجنا إليه، لأن الإيمان يعمل ارتباطاً بين مجد اسمه وبين كل شيء في حياتنا اليومية، فنشعر بشدة الاحتياج إلى قوة إلهية لكي نمجده في كل شيء. وإذا كنا هنا نشعر بتدريبات أكثر من أولئك الذين قلوبهم أقل حباً للرب، ولكننا نعيش في التمتع بالشركة معه، وعلى ذلك فالمبدأ العام هو أننا كلما تعلقنا بالرب، كلما اتصفنا بالاتضاع والشعور بالضعف، وهذا يقودنا إلى الصلاة اليومية.


sama smsma 29 - 06 - 2012 07:46 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الصلاة والغفران

أفما كان ينبغي أنك أنت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا (مت18: 33)

في متى6: 9-15 يعطي الرب يسوع نموذجاً للصلاة يحتوي على سبعة توسلات أو طلبات، ولكن في النهاية يعمل توكيداً على إحداها فقط. ولا أخالك إلا عارفاً أنها الطلبة الخاصة بالغفران. وفي متى18: 19-35 يتحدث الرب يسوع مع تلاميذه عن الصلاة، ويبدو أن بطرس قد تذكر الملاحظات السابقة الخاصة بالغفران وعلاقتها بالصلاة، لذلك يسأل سؤالاً « يا رب كم مرة يخطئ إليَّ أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات؟ ». ومن الواضح أن بطرس يفتكر إذ ذاك أنه ينمو في النعمة، فهو يمكنه أن يتذكر أنه قد غفر لإنسان زلاته سبع مرات متوالية. ولكن الرب يجاوبه إجابة فعَّالة وكأنه يقول له: أنت لم تصب الهدف، فالغفران ليس مسألة إحصاء « لا ... إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات ». وهنا كأن بطرس ينظر إلى الرب في دهشة قائلاً: « أربعمائة وتسعون مرة لإنسان واحد! ».

ومن الواضح أن الرب يقصد أن بطرس يترك مسألة العدّ ويستنتج من ذلك أنه يجب أن يتدرب على التنفس في جو الصفح والغفران. ثم أخبره الرب عن قصة لتصوير هذا المعنى عن إنسان كان مديناً لسيده بدين عظيم، ولم يمكنه أن يدفع، فذهب إلى سيده واستعطفه ليمهله في السداد إلى الوقت المناسب. ولكن سيده عفا عنه بكل نعمة ومروءة، وسامحه بكل الدين. هذا هو تصوير الرب يسوع لقلب الآب الذي يعرفه أفضل معرفة. إلا أن ذلك الإنسان المعفو عنه وجد واحداً من العبيد رفقائه كان مديناً له بدين بسيط جداً بالمقارنة مع ما كان مديناً به شخصياً لسيده. ويمكنك أن تتصور قبضة أصابعه وهي تنطبق على رقبة رفيقه وهو يطالبه بعبوسة وهو مُقطب الجبين قائلاً: « أوفني ما لي عليك »، ويستعطفه رفيقه ليرحمه ويتمهل عليه، ولكنه لم يشأ أن يرحمه بل وضعه في سجن إلى أن يدفع دينه. هذا هو تصوير الرب يسوع لقلب الإنسان الذي يعرفه أفضل معرفة. ويريد الرب أن يقول لنا: إن ما قد سامحنا به الله هو دين كبير لا يمكن أن يُدفع، وما نرفض أن نسامح به بعضنا البعض هو مقدار زهيد جداً بالمقارنة مع ذلك الدين. كم نحن صغار الإدراك والشعور!!




sama smsma 29 - 06 - 2012 07:47 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الضمير الصالح

وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء (1تي1: 5)

الضمير الصالح هو الميزان الحساس الذي يزن كل تفاصيل الحياة بالمقاييس الإلهية، فهو لا يقبل شيئاً يتعارض مع المكتوب، ولا يشعر براحة لأبسط أمر لا تُصادق عليه كلمة الله. وهو يحتاج لتدريب مستمر في حضرة الله. وفوائد الضمير الصالح كثيرة ومنها:

1 ـ يشجع على طلب الصلاة من الآخرين « صلوا لأجلنا لأننا نثق أن لنا ضميراً صالحاً راغبين أن نتصرف حسناً في كل شيء » (عب13: 18).

2 ـ يمنح لصاحبه شجاعة، ويمكّنه من الشهادة أمام الآخرين بلا خوف أو خجل. هكذا كان بولس في شهادته أمام فيلكس، وهو يتحدى المشتكين عليه إن كان بإمكانهم أن يثبتوا أي ذنب ضده « لذلك أنا أيضاً أدرِّب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس » (أع24: 16).

3 ـ يمكِّن المؤمن من احتمال الاضطهاد بشجاعة، دون أن يخاف أو يخور « إن تألمتم من أجل البر فطوباكم وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا، بل قدِّسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف، ولكم ضمير صالح » (1بط3: 14-16).

4 ـ لا غنى عنه في الصراع الروحي الذي يخوضه المؤمن ضد أجناد الشر الروحية في السماويات، وهو يُشبَّه بالدرع الذي كان يلبسه الجندي الروماني لحماية الصدر « فاثبتوا ... لابسين درع البر ». فمتى كان سلوك المؤمن يتصف بالبر العملي والحرص الشديد على تجنب كل تصرف خاطئ، فهذا يمكّنه من الثبات.

5 ـ الضمير الصالح يجعل المؤمن واضحاً في كل تصرفاته، فلا يسعى لإخفاء أمور معينة في حياته. هكذا كان الرسول بولس في سلوكه « لأن فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا أننا في بساطة وإخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم ولا سيما من نحوكم. فإننا لا نكتب إليكم بشيء آخر سوى ما تقرأون أو تعرفون » (2كو1: 12،13). فلأنه حرص على الضمير الصالح فقد تميزت حياته بأمرين: البساطة أي لم يكن عنده شيء يريد أن يستره، والإخلاص، أي نقاوة الدوافع وخلوها من كل أغراض ذاتية (2كو4: 1،2).

وكم نحتاج ـ أيها الأحباء ـ لهذا الميزان الحساس.

sama smsma 29 - 06 - 2012 07:48 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الطاعة لسلطان كلمة الله

« خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك » (مز11:119)
ما أحلى الطاعة والخضوع لسلطان الكلمة، فمكتوب :

« أنت أوصيت بوصاياك أن تُحفظ تماما »
(مز4:119) . « في حفظها ثواب عظيم » (مز11:19) . « إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته » (يو10:15) . « إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا » (يو23:14) . « فإن هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة » (1يو3:5) . نرى من هذا ما يعطيه الله من أهمية لمعرفة كلمة الله وإطاعتها. وإذا فعلنا هذا، سيكون سؤل قلوبنا « يارب ماذا تريد أن أفعل؟ ».

إن أول خطية ارتكبها الإنسان كانت عصيان الله. نعم إن الخطية هي عمل شيء ما بدون التفكير في حقيقة أن الله له سلطان علينا. إنه فعل الإرادة الذاتية
(1يو4:3) . وهكذا كل ما نفعله بدون الاستفهام عن مشيئة الله وإخضاع أنفسنا لها، ما هو إلا الخطية.

ويا له من مثال كامل لحياة الطاعة نراه في الرب يسوع! لقد جاء إلى الأرض ليفعل مشيئة الله (عب7:10،9). ولأجل هذا كان عليه أن يتعلم الطاعة
(عب8:5) لأن الطاعة كانت شيئاً غريباً بالنسبة له كالله الأزلي. لكن وهو هنا على الأرض، استطاع أن يقول « لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه » (يو29:8) . « طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله » (يو34:4) .

ماذا كان وقع الأمر على الله أن يرى في هذا العالم حيث الناس لا يفعلون إلا إرادتهم الشخصية فقط؟ هذا الإنسان الذي عمل فقط مشيئة الله مع أن مشيئته الشخصية كانت كاملة ومقدسة!

وماذا يكون وقع الأمر بالنسبة لله حينما يجد حتى الآن أُناساً كل رغبتهم وسرورهم أن يخدموه، ولأجل ذلك يفحصون كلمة الله باجتهاد لكي يتعلموا أن يعرفوه ويعرفوا مشيئته! ويا لها من فائدة عملية وعظيمة نجنيها لأنفسنا من قراءة الكلمة، إذ تزداد معرفتنا وإدراكنا لها. إن قلوبنا تصبح سعيدة، بينما نحن نرى مجد الرب فيها، بجانب كل ما أعدته محبة الله لنا.


sama smsma 29 - 06 - 2012 07:49 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الطاعة لكلمة الله

أسرعت ولم أتوانَ لحفظ وصاياك (مز119: 60)

البركة مقترنة دائماً بالطاعة أينما وُجدت، أما الشك فيلقي الوساوس في النفس فيجد العدو له باباً، ولا شك أنه يدخل منه، ومتى دخل اتسعت هوة البُعد بين النفس والله، لذلك فالنفس التي تسمح لهواجس الشك أن تجول في بالها، ينتهي بها الأمر أخيراً إلى رفض الكلمة. هذه حقيقة يتبين لنا منها الخطر الهائل الذي يتهدد التصريح لأي شيء من الشك أن يطرق باب القلب من جهة كمال الوحي الإلهي وعصمته وسلطانه. والعقليات مهما كانت حسنة في الظاهر، لا تختلف عن الكفر الصريح، والذي يتجاسر على مناقضة الكلمة أو الحكم فيها عقلياً، ليس هو أبعد من مُنكر وجود الله، بل كلاهما في شرع الكفر واحد، إذ لولا أن حواء أظهرت عدم مُبالاة بالأمر الإلهي وتساهلت في أقواله، لما وصلت إلى الإصغاء إلى الكُفر الصريح. كانت تبدو كأنها تتثبت في الإيمان مع أنها تتثبت في الكفر، وقد بلغ بها الحال إلى مناهضة خالقها لأن الكلمة لم يبق لها سطوة على قلبها وضميرها وذهنها.

وفي هذا عبرة بالغة لكل الذين هم في خطر الوقوع تحت أنياب العقليين، لأن سلامتنا متعلقة على الإيمان الشديد بعصمة الوحي وسلطان « كل الكتاب ». ومتى تشبعت النفس في هذا الحق، وجدت جواباً سديداً لكل اعتراض أيّاً كان مصدره « فليس شيء جديداً تحت الشمس ». ونفس ينبوع الشر العامل الآن في إفساد الحاسيات الدينية في كل أنحاء العالم، هو نفسه الذي أفسد قلب حواء في جنة عدن، وأول خطوة سارت بها إلى هوة السقوط إنما كانت في ذلك السؤال « أحقاً قال الله؟ » ثم أخذت تهوي من مركزها إلى أن سلمت ذاتها للحية وخضعت لها فأصبح الحق عندها ما قالته الحية، وصارت الحية إلهها. نعم أيها القارئ إن حواء استبدلت الله بالحية وصدْق الله بكذبها، هكذا كان الأمر في سقوط الإنسان، وهكذا شأن نسله الساقط. وكلمة الله ليس لها مركز في قلب الإنسان الطبيعي، أما كذب الحية فله مكان. وإنك إذا امتحنت ابن آدم لتجدن فيه متسعاً لقبول كذب الشيطان، أما حق الله فليس له موضع، وهذا يعطينا فهماً أعمق لقول المسيح لنيقوديموس « ينبغي أن تولدوا من فوق ».




sama smsma 29 - 06 - 2012 07:51 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
العلاج الإلهي

« الساعي بالوشاية يفشى السر. والأمين الروح يكتم الأمر » (أم13:11)
إن الوشاية أو نقل المذمة حتى ولو كانت صحيحة، أمر بالغ الأذى. فإذا كان هناك خطأ، فإن إنذار المحبة بينك وبين أخيك وحدكما وكتمان الغلطة عن الآخرين هو تصرف يطابق فكر الله.

وبهذه المناسبة نجد في خروج 37 كلمة ذات أهمية: فإن الأعداد من 17-24 تتناول صُنع المنارة للخيمة. ومن بين القطع اللازمة للمنارة، الملاقط والمنافض، فما من سراج يبقى مشتعلاً طويلاً بدون استخدام الملاقط. ومن هنا رأى الله في حكمته أن يعدّ موسى شيئاً كهذا قد يبدو في الظاهر بلا قيمة. لقد كانت الملاقط مصنوعة « من الذهب » وهو المعدن الذي يرمز إلى المجد الإلهي. ويشير أيضاً إلى البر الكامل
(رؤ18:3) . فقد يحدث أن واحداً من قدسي الله يفقد نضارته، ولا يعود يضيء لامعاً لله كما كان من قبل. فالكاهن ومعه الملاقط الذهبية، هو الذي عهدت إليه هذه العملية الشاقة، عملية [تنفيض] السُرج. « أيها الأخوة إن انسبق إنسان فأُخذ في زلة ما، فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضا » (غلا1:6) . وبهذه الطريقة تتم عملية (التنفيض) بحسب فكر الله ويعود نور الأخ يشتعل مرة أخرى وبأكثر لمعان.

ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل نذيع للملأ غلطة الأخ ونجعلها موضوع مناقشة عامة؟ اسمع يا أخي: ففي أيام المنارة لم تكن هناك ملاقط فقط، بل كانت هناك أيضاً منافض (أي أوانى يلقى فيها رماد السُرج) وكانت هذه المنافض من ذهب أيضاً. فكان على الكاهن أن يلقى في هذه المنافض الذهبية تلك القطع السوداء التي كان قد أزالها من الفتيلة. ولو أنه جال ينشر الرماد على ملابس رفاقه الكهنة - الملابس النظيفة، فإنه يعمل على تدنيسها إنما الواجب أن تستر تلك القذارة في المنافض! أليس في هذا نعثر كلنا مراراً كثيرة؟

إننا عندما نتصرف بحسب كلمة الله يمكننا إعفاء أشخاص أبرياء كثيرين من الفضيحة والتعاسة. وبهذه الوسيلة الحكيمة يمكن استرداد كثيرين من الشاردين الذين غرقوا في الحمأة. وبها أيضاً يتمجد الله ويُكرم ربنا يسوع، فإنه هو القائل « فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض ».





sama smsma 29 - 06 - 2012 07:54 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
العيشة بالإيمان

فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان. إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غل2: 20)

عندما نتكلم عن حياة الإيمان، يتصوّر البعض أننا نقصد بها الاتكال على الله من أجل القوت والكسوة، ويعتقد البعض ممن ليس لهم إيراد ثابت أو مصدر كسب منظور أو ممتلكات أرضية أنهم هم العائشون بالإيمان كما لو لم يكن لتلك الحياة العجيبة المجيدة مدى أوسع أو مستوى أرفع من مستوى الأمور المنظورة وإشباع الحاجات الجسدية بانتظام. وذلك المسيحي الذي حباه الله نعماً زمنية تدّر عليه إيراداً ثابتاً، هل يعقل أنه محروم لذلك من امتياز « حياة الإيمان »؟ أَلا تتسامى هذه الحياة عن مستوى القوت والكسوة؟

أليس للإيمان في أفكار الله معنى أعظم من مجرد أنه لا يدَعنا نجوع أو نتعرّى؟ تسامت أفكار الله، إلى الأبد، عن هذا الفكر الباطل. وحاشا لنا أن نسمح بأن نلصق هذا العار بالإيمان، أو نلصق بالمؤمنين هذا الخطأ الشنيع. إن « البار بالإيمان يحيا » هل هذه العبارة القصيرة المليئة بالمعاني، تشير إلى فئة قليلة من خدام الرب الذين ليس لهم دخل ثابت أو إيراد معيّن؟ كلا. إنها لكل واحد من أولاد الله. إنه لامتياز سام ومجيد لكل مَنْ يصفهم الرب بكلمة « بار » أن يعيشوا بالإيمان بالفكر والقول والعمل. لذلك من الخطأ الفاحش أن نقصر نطاق الإيمان على الأمور المادية مع استبعاد الأمور الروحية.

إن حياة الإيمان تشمل كل الإنسان، فهي تشمل روحه ونفسه كما تشمل جسده أيضاً. بالإيمان نتبرر وبالإيمان نحيا. بالإيمان نثبت وبالإيمان نسير. من بداية حياة المؤمن حتى نهايتها نجد الإيمان هو الكل في الكل فيها. والمؤمن يمارس - آذار - الإيمان بالقول كما بالفعل أيضاً « وبدون إيمان لا يمكن إرضاء (الله) » (عب11: 6). وأكثر من ذلك إيمان المسيحي يشمل كل ما هو غير منظور، وكل ما يصبو إليه كل ابن لله (عب11: 1). فالإيمان يساعد المسيحي لأن يعيش كل يوم في حضرة الآب وفي شركة مع ابنه ربنا يسوع المسيح. ويشهد له الروح القدس في الداخل أنه ابن لله. بالإيمان يتمتع « بالتعزية بما في الكتب » وبالإيمان يستنشق عبير السماء ويستدفئ بأشعة شمس مجد الله في وجه يسوع المسيح.

إن « حياة الإيمان » معناها « العيشة بالإيمان » إيمحان ابن الله الذي أحبنا وبذل نفسه من أجلنا. وإذ لا يرتبك العقل بالأمور الأرضية، يمكننا حينئذ أن نُمسك بالحياة الفُضلى ـ الحياة الأبدية (1تي6: 19).




sama smsma 29 - 06 - 2012 07:55 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
العين البسيطة والعين الشريرة

فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مُظلماً (مت6: 22،23)

العين في الجسد تمثل النوافذ في البيوت، ليس فقط لأن منها نطل على الأشياء التي خارجنا، بل والأهم أن منها يدخل النور إلى كياننا. ولكي يحدد الرب ذهن السامع في هذا المعنى الأخير، فإنه استخدم تشبيه السراج لا النافذة. ونلاحظ أن الرب لم يَقُل إن العين نور الجسد، بل سراج الجسد. فالعين لا تنشئ النور بل تستقبله. إنها لا تمثل مصدر المعرفة، فهذه نحصل عليها فقط من كلمة الله، بل هى تمثل وسيلة المعرفة.

ما أهم العين بالنسبة للجسد إذاً؟ فمع أنها عضو صغير، لكن بدونه يمسي الكيان كله مُظلماً، لا تدخله شعاعة نور واحدة.

ولما تكلم الرب عن العين الشريرة، لم يذكر في المقابل لها العين الصالحة، بل العين البسيطة. وكم يمتدح الرب تلك العين البسيطة التي لا ترى سوى غرض واحد فقط. فالعريس أكثر من مرة امتدح تلك العين في عروسه، عين الحمام (نش1: 15، 4: 1). ولعل الرب قصد أن يربط هذا بما كان مزمعاً أن يقوله بعد ذلك مباشرة « لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ».

اجعل ما في هذا العالم هدفك، وسرعان ما ستكتشف أنه يستحيل أن تكتفي بشيء واحد على الإطلاق. ألم يَقُل الحكيم « العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع » (جا1: 8). إنك ستنظر إلى هذا الشيء وإلى ذاك، ثم إلى هذه وإلى تلك دون شبع. فالقلب أكبر من العالم بأسره.

على العكس من ذلك لو تحولت عن كل شيء إلى الله، فسيكون النظر مستقراً عليه، لأن الله أكبر من قلوبنا. وبهذا سيكون للعين هدف واحد، وسيكون الجسد كله نيراً، لأن النور الذي يأتينا من عند الله أبي الأنوار، سيدخل من خلال العين البسيطة إلى الجسد كله فينير كل الكيان!

ولقد كانت للرسول بولس هذه العين البسيطة فقال « أنا ... أفعل شيئاً واحدا » بالمقابلة مع الكثيرين الذين يفتكرون في الأرضيات (بالجمع) (في3: 13،19). بل وفي العهد القديم أيضاً كانت لداود في مزمور4 العين البسيطة، بالمقابلة مع الكثيرين الذين يقولون مَنْ يُرينا خيراً، فقال هو « ارفع علينا نور وجهك يا رب » من ثم استطرد قائلاً « جعلت سروراً في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمرهم ».


يا رب حوّل نظري
عن كلِ منظرٍ هنا فكلُ منظرٍ سواك
فيه المرارُ والعنا

sama smsma 29 - 06 - 2012 07:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الغيرة المقدسة

« غيرة بيتك أكلتني » (مز9:69)
أليس المسيحيون أتباع ذاك الذي قال « غيرة بيتك أكلتني » (يو17:2) ؟ لقد كان مخلصاً متقداً غيرة لله ولجميع ما يختص بالله. فكيف يرضى لذاته بأتباع فاترين؟

عاش المسيح حياة ضغط روحي شديد. وهذا ما تشير إليه كلماته « لي صبغة أصطبغها وكيف أنحصر حتى تكمل »
(لو50:12) ، كما تشير أيضاً عبارته المشهورة « ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل » (يو4:9) .

وشهد الرب لغيرة يوحنا المعمدان بقوله « كان هو السراج الموقد المنير »
(يو35:5) .

وكان بولس الرسول غيوراً جداً « فأني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح »
(2كو2:11) .

كان « جون وسلي » إنساناً غيوراً، وقد قال مرة « أعطني مئة شخص يحبون الله بكل قلوبهم، ولا يخافون سوى الخطية، وأنا أهز بهم العالم ». وكان « جم إليوت » شهيد اكوادور - شعلة من نار لأجل المسيح يسوع. كان في يوم من الأيام يتأمل هذه العبارة « الصانع ... خدامه ناراً ملتهبة »
(عب7:1) ، فكتب في مذكراته يقول « هل أنا ملتهب؟ ».

عار الكنيسة في القرن العشرين هو أنها سمحت لأتباع المذهب المادي وأنصار البدع المستحدثة أن يكون لهم غيرة أكثر من المسيحيين. ألا نخجل نحن بصفتنا مسيحيين عندما نذكر أن لينين وسبعة عشر من أتباعه بدأوا يهاجمون العالم عام 1904 حتى بلغ عددهم أربعين ألفاً عام 1918، وقد استطاعوا أن يملكوا زمام مئة وستين مليوناً، ثم تضاعف عددهم في النصف الثاني من القرن العشرين حتى أصبح يضم نحو ثلث سكان العالم؟ ومهما خجلنا من كتاباتهم وادعاءاتهم، غير أننا لا نستطيع إلا أن نقدّر حماسهم.

نجني يا إلهي من أن أكون فتيلة لا تشتعل، امنحني أن أتشبع وامتلئ بزيت الروح حتى أستطيع أن أكون لهيباً. ولكن اللهيب وقتي قصير العمر، فهل تستطيعين يا نفسي أن تكوني زائلة قصيرة العمر في غيرتك؟

وبما أن روح ذلك العظيم، الذي عاش حياة قصيرة أكلته خلالها غيرة بيت الله، يسكن فيَ، فلا بد أن تجعلني يارب لهيباً لك وناراً متقدة
».


sama smsma 29 - 06 - 2012 07:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
القداسة العملية

وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا (أف4: 20)

إن الحق المُعلن في المسيح يجب أن يملك على القلب، ويكيِّف الحياة العملية، وإذا كنا ننتظر مجيئه فعلاً يجب أن يظهر تأثير هذا الرجاء على عواطفنا ويضبط سلوكنا وأخلاقنا، ولنتذكر أن كل شيء لا يتفق مع مقامنا ومركزنا في المسيح، وكل ما يعطلنا عن الشركة مع الآب ومع الابن، وأيضاً مع القديسين، وكل ما يعطلنا عن قراءة كلمة الله، وكل ما يشغلنا عن الصلاة، وكل ما لا نستطيع أن نعمله بضمير صالح في حضرة مخلصنا المرفوض من العالم ـ كل ذلك لا يليق بنا أن نعمله.

إن المسرات والتسليات وحتى أنواع الرياضة الجسدية التي لا نستطيع أن نشكر الله لأجلها، يجب أن نمتنع عنها، يجب ألا نذهب حيث لا يستطيع المسيح أن يرافقنا، يجب ألا نوجد في مكان لا نستطيع أن نتصرف فيه كما يطلب منا المسيح، يجب أن نضع المسيح أمامنا، وفي كل خطوة من خطوات حياتنا، ونقتدي برجل الاتكال على الله الذي قال بالنبوة « جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع » (مز16: 8)، وتكون النتيجة أننا نُحفظ من فخاخ عديدة، وتتفق سيرتنا مع مقامنا، وتمتلئ قلوبنا بسلام وفرح يفوقان كل عقل، وفوق ذلك كله يفرح الرب بنا ويشبع قلبه عندما يجد قلبنا عرشاً مُريحاً له.

عندما يمتلكنا الروح القدس امتلاكاً فعلياً ينشئ فينا تقوى حقيقية إذا كنا خاضعين للمشيئة الإلهية. إنه يُجمِّلنا ويعطينا القوة لكي نحيا حياة التقوى فيرى فينا الآخرون حياة المسيح وسلوك المسيح، عندئذ نكون مؤثرين في النفوس التي حولنا، بل ويصوغ الرب منا أواني صالحة مقدسة نافعة لخدمته.

ليتنا نسلِّم إرادتنا له، ويقول كل منا: لتكن لا إرادتي بل إرادتك ـ « يا رب ماذا تريد أن أفعل ».


لتكن إرادتي كما تشا بين يديك
وليكن قلبي لك العرشَ المُريحْ وليكن حبي سكيبَ الطيبِ عندَ قدميك
ولتكن نفسي دواماً للمسيحْ

sama smsma 29 - 06 - 2012 08:04 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
القداسة العملية وأهميتها

اتبعوا ... القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب (عب12: 14)

ما هي القداسة المُشار إليها هنا؟ للإجابة عن هذا السؤال علينا أن نتذكر أن العهد الجديد استخدم القداسة بالنسبة إلى المؤمنين بثلاثة طُرق مختلفة على الأقل.

أولاً: يصبح المؤمن صاحب مقام مقدس لحظة اهتدائه؛ فإنه يتم فصله لله من العالم (1كو1: 2، 6: 11)، إنه باتحاده بالمسيح يتقدس إلى الأبد. وهذا ما قصده مارتن لوثر بقوله: إن قداستي هي في السماء. فالمسيح هو قداستنا من جهة مقامنا أمام الله.

ثم هناك القداسة العملية (1تس4: 3، 5: 23). وهذا ما ينبغي أن نكون عليه يومياً. نحتاج إلى أن ننفصل عن كل أشكال الشر، وهذه القداسة يجب أن تكون تدريجية، بمعنى أن يجب أن ننمو أكثر فأكثر على شبه المسيح كل حين.

أخيراً، هناك القداسة الكاملة. وهذه تتم عندما يمضي المؤمن إلى السماء. عندئذ يتحرر من الخطية إلى الأبد ويتخلص من طبيعته الساقطة، وتمسي حالته متجانسة بالتمام مع مقامه.

والآن، أية قداسة علينا أن نتبع؟ طبعاً، القداسة العملية هي المقصودة هنا. فنحن لا نسعى في أثر قداسة المقام لأنها تصبح لنا عند ولادتنا الجديدة. كما أننا لا نطلب القداسة الكاملة التي لن تكون من نصيبنا إلا عندما نعاين وجهه الجليل. أما القداسة العملية أو التدريجية، فهي أمر يتعلق بطاعتنا وبتجاوبنا. نحن نحتاج إلى اكتساب هذه القداسة باستمرار.

وكوننا نحتاج إلى اتباع القداسة، فهذا برهان على أننا لن نبلغ ذلك بشكل كامل في هذه الحياة.

لكن تبقى أمامنا صعوبة. هل صحيح أننا لا نستطيع أن نرى الرب من دون قداسة عملية؟ نعم هذا يصحّ ولكن لا يعني أننا إذ نعيش في حياة مقدسة نكسب حق رؤية الله. فيسوع المسيح وحده هو الذي يخولنا حق الدخول إلى السماء. إن مغزى هذه الآية هو أن القداسة العملية هي برهان على الحياة الجديدة في الداخل.


أيضاً به روح الحياة
أعتقنا نحن العبيـد كي نحيا بالقداســة
حسب مقامنا الجديد

sama smsma 29 - 06 - 2012 08:05 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
القلب المقسَّم

قد قسّموا قلوبهم. الآن يعاقَبون (هو10: 2)

هذا العدد يذكِّرنا في عبارة موجزة بأصل الداء لكل خراب: « قسّموا قلوبهم » أي توزعت قلوبهم. هنا علة كل حزن وخيبة في تاريخ الشعب كما يذكره هوشع10، فشعب إسرائيل على عهد هوشع النبي لم يثبتوا في الرب بعزم القلب. كانوا ذوي رأيين، ومن ثم تقلقلوا في طرقهم. لكن القلب الموحد لمجد الله هو الضرورة الجوهرية للحياة المقدسة، الأمر الذي أغفلوه، ومن ثم كان عليهم أن يأكلوا من ثمرة اختراعهم.

إن السير مع الرب بقلب موزع، أمر مستحيل. فهو - له المجد - لا يطالب بالمكان الأول، أو بالاهتمام الأول في القلب، كما يقول الناس، بل يطلب الكل. لذلك يقول « يا ابني أعطني قلبك » (أم23: 26)، القلب كاملاً بدون أي تحفظ. وعندما يتم هذا الشرط، وعندئذ فقط، يكون سلوكنا وطريقنا بحسب فكره.

وهنا تجلت خيبة إسرائيل، كما تشهد مذابحهم الوثنية. وحينما أدّبهم الله على خطيتهم، وعوض أن يعترفوا بعدالة معاملته معهم، سعوا ليقطعوا عهداً مع الأمم لكي يفلتوا من التأديب. وإذ لم يكن لهم رئيس يخلصهم، بذلوا جهوداً بائسة ليكفلوا لأنفسهم ذراع بشر يستندون إليها، لكن الله لم يسمح بذلك. (ع3،4).

فسكان السامرة، الذين ظلوا لسنوات طويلة يتقون الرب ويعبدون آلهتهم (2مل33:17)، سوف يرعبهم فيخافون « على عجول بيت آون » التي اعتمدوا عليها، إذ في آخر المطاف، وبعد اختبارات وامتحانات طويلة المدى، كتب الله « إيخابود » (أي زال المجد - قارن 1صم4: 21) على المملكة الشمالية برّمتها. وهكذا ارتحل المجد وانتهى عنهم (ع5). ومن ثم فلا بد أن يُحملوا إلى أشور كهدية، ويأخذ أفرايم خزياً ويخجل إسرائيل على رأيه، أي من مشورته. ويبدو ضعيفاً ملك السامرة كغثاء (أي كرغوة أو زبد الماء الذي يكون علي موج البحر) على وجه الماء، قد يبدو إلى لحظة كحقيقة، لكنه يذهب جفاء.


فالربُ هو عُزنا
فبه نقنعُ وكلُ عزٍ غيره
لا بد يُنزعُ



sama smsma 29 - 06 - 2012 08:06 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
القلب الملوم وخطورته

« لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء » (1يو20:3)
إن كنا نريد حقاً الدخول إلى حضرة الله بحرية الروح ويقين الإيمان، فعلينا أن نحذر من المعوقات التي تجعل إلهنا القدوس يمتنع عن منحنا ما نطلب. فيقول المرنم بصراحة « إن راعيت إثماً في قلبي، لا يستمع لي الرب » (مز18:66) . نعم إن وجود أي شر في القلب أو الحياة، يمنع أية إمكانية لصلاة الإيمان. ولكن أريد أن ألفت نظر القارئ العزيز إلى بعض الفصول الكتابية المحدودة جداً في العهد الجديد، والتي تشير إلى بعض هذه العوائق والمعطلات بصورة واضحة.

أولاً؛ دعونا نأخذ في اعتبارنا القلب الملوم أو الـمُدان، ونتأمل في العبارات الواردة في صدر هذا المقال « لأنه إن لامتنا قلوبنا، فالله أعظم من قلوبنا .... إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه » (1يو20:3، 21، 22). والجزء من ع14 إلى نهاية الإصحاح أكثر إيضاحاً، ويعطينا نوراً كاملاً، إذ يُرينا أن الذي يصلى بثقة لأجل احتياجات برزت أمامه، عليه أن يسلك في المحبة واعتبار الآخرين وتقديرهم، ويساهم في سد أعوازهم كلما سنحت الفرصة. ومن الجهة الأخرى، كيف يمكن أن يأتي المصلى إلى الله بقلب غير ملوم ويكون في ذات الوقت مغلقاً أحشائه عن الفقير، إذ أنه مكتوب « من يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضاً يصرخ ولا يُستجاب » أم13:21). وعليه فإن كنا نتوق لأن ننال رحمة معينة من الرب، فدعونا إذاً نُظهر للآخرين ذات الرحمة، وإلا فإن قلوبنا حتماً سوف تلومنا، ولن يمكننا بالتالي أن نصلى في الروح القدس. إن الروح المتجمدة واللامبالاة إزاء احتياجات الآخرين، سواء كانت الروحية أو الزمنية، سوف تعوق بشدة وصول صلواتنا إلى أذن الله.

وهذا المبدأ يمكن تطبيقه على نطاق واسع. فأي شيء ممكن أن يلومني في ضميري سيعيق الصلاة، وما لم نحكم على هذه الأمور جيداً، فإن توسلاتنا وتضرعاتنا سوف تذهب هباء.

دعونا إذاً نفحص أنفسنا أولاً ونرى إن كنا متساهلين بالفعل مع أي شيء في حياتنا يُحزن الروح القدس؟ وإن كان الأمر كذلك، فإنه لن يمكننا أن نصلى كما نرجو، إذ أن الله لم يَعِدنا أبداً بأن يستمع لصراخ شخص على قلبه ما يدينه. ولكن إذ دين الكل في محضر الله، وعادت الشركة في نقائها وصفائها، عندئذ يمكننا أن نصلى في يقين الإيمان.




sama smsma 29 - 06 - 2012 08:08 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
القلب الموحّد

« وحّد قلبي لخوف اسمك » (مز11:86)
هذا في الواقع هو ما ينقص شعب الله. فما أكثر ما نصرفه من حياتنا، ليس في عمل الشر بصورة إيجابية، بل في مجموعة من المشغوليات الكثيرة الضائعة التي تفسد علينا إيجابية الشهادة لله!

وما أقل الذين يقدرون أن يتفقوا مع الرسول في قوله « لكنى أفعل شيئاً واحدا ». صحيح أننا سائرون في الطريق، ولكن كم أوقفنا الرحال لنتعقب فراشة بين الورود دون أن نصيب بذلك أي نجاح.

إن الشيطان نفسه ليعجب إذ يرانا وقد تحولنا عن « ممالك العالم ومجده »، إذ أدركنا أنها تجربة منه، وسلـَّمنا ذواتنا لمجموعة من الجهود الضائعة، كمن يجرى ليمسك بالهواء. فمشاغل لا نهاية لها، وواجبات وهمية نحسبها جدية، وتسليات عديمة النفع .. هذه جميعها من شأنها أن تنحرف بنا عن المهمة الوحيدة الـمُثمرة المنتجة.

وإليك جانباً من المعاذير، يقول البعض: دعك يا أخي من هذه الناموسية، وبمثل هذا الاستخفاف نتجاوز عن الصغائر التي تقتحم حياتنا ونرضى عنها لأنها صغيرة. ويقول آخر: لا يكن لك يا أخي الضمير الخائف، وبذلك ننسى أن ندرب أنفسنا ليكون لنا دائماً « ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس »
(أع16:24) . فما أحوجنا إذاً إلى الدرس الذي علمنا إياه الرب عن ثبات الأغصان في الكرمة! فالغصن ثابت في الكرمة ثباتاً دائماً بدون توقف، فالتوقف معناه خطير. وفى ذلك يقول سيدنا « كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا في » (يو4:15) . ولكن لماذا نثبت فيه؟ نحن نعلم أن الغاية كلها من الكرمة هي الثمر، وهو المبدأ المسيطر على تصرفات الكرَّام وطرقه معها. إنه ينقيها بلا شفقة رغبة في أن تُثمر، عالماً هذا الكرّام الحكيم بخطورة هذه الأوراق المتزايدة والجذوع القديمة، إذ أنها تمتص العصير الثمين وهو روح الثمر.

هكذا نحن أيضاً قد نتساهل في أمور كثيرة والتي من شأنها أن تبعثر النشاط الذي كان يجب أن يولـّد الثمر لله.

فليُعطنا الرب نعمة لكي نتخلص بقوة الروح القدس من كل الأعشاب الضارة في حياتنا التي تجعل قلوبنا غير موحدة لخوف اسمه.





sama smsma 29 - 06 - 2012 08:09 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
القناعة والاكتفاء

لا تنقل تخم صاحبك (تث19: 14)

كان التخم يُحدد قديماً بوضع حجر في الأرض ليفصل بين حقل وحقل. فكانت هذه هي الحدود التي تفصل ممتلكات واحد عن صاحبه، إلا أنه كان من السهل أن يقوم شخص غير أمين بتحريك هذا الحجر سراً ليزيد مساحة أرضه على حساب جاره. والله الذي يرى كل شيء، يحذر شعبه من أن يتعدّى أحدهم على نصيب الآخر. فهو يريد أن يضمن لكل فرد من شعبه الميراث الذي قسمه له في الأرض.

ما هو الدرس الروحي الذي نتعلمه من هذه الوصية الصغيرة؟

أولاً: يحذرنا الرب من الطمع وعدم الاكتفاء. والطمّاع يستخدم أساليب الخداع والغش ليحقق رغبته. إنه لا يكتفي بما قسمه له الله، بل يسعى بكل وسيلة للحصول على ثروة أكثر أو مركز أفضل في العالم، وفي سبيل تحقيق هذا لا يتورع في استخدام أي أسلوب.

إن الطمع هو نوع من التحدي المباشر لسلطان الله وحكمته. فلقد قسم الله لكل واحد من أولاده قدراً من الخير الزمني والإمكانيات المادية. لكن ماذا نقول عن شخص (مؤمن؟؟) يتعدى على ممتلكات قريبه؟ أو ينازع على ميراث أخيه؟ أو يجور على حقوق أرملة؟ أو أيتام؟ لكي يكثر ثروته ويوسّع مشروعاته. إنه ينقل تخم صاحبه ناسياً أن بركة الرب تغني ولا يزيد معها تعب.

والآن لنستمع لتحذير المسيح « انظروا وتحفظوا من الطمع » (لو12: 15)، ولنتمسك بالوعد الإلهي « كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا أتركك » (عب13: 5).

ثانياً: يمكننا أن نرى في هذه الوصية الصغيرة تطبيقاً آخر. ففي مجال المواهب الروحية والخدمة، تعلمنا كلمة الله أن الله قَسَم لكل مؤمن قدراً من الخدمة الروحية والموهبة اللازمة لها (رو12: 3). والمؤمن الروحي يتدرب على معرفة إرادة الله الصالحة له في هذا المجال. وعندما يقوم بالخدمة التي يكلفه بها الرب بأمانة، فهو يمجد الرب ويكون نافعاً لشعبه. لكن الجسد يتحرك حتى في أقدس الأمور وأسماها. فأحياناً ينسب شخص لنفسه خدمة آخر، أو يدّعي لنفسه إنجازات شخص آخر. ولا يدري أنه بذلك ينقل تخم صاحبه راغباً أن يضم لنفسه ما لم يقسمه الرب له، وطامعاً في شهرة أو صيت ذائع. ليُعطنا الرب الأمانة في كل دقائق وتفاصيل الحياة.



sama smsma 29 - 06 - 2012 08:10 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
القوة الروحية

ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم (أع1: 8)

نحن بحاجة ليس فقط إلى الروح القدس ساكناً فينا، وهو ما تم عندما آمنا بالمسيح (أف1: 13)، بل أيضاً إلى روح القوة مستقراً علينا ليمتلكنا ويسيطر على أفكارنا وعواطفنا ويحركنا ويستخدمنا الاستخدام الناجح والفعَّال. وكل مؤمن يتوق إلى هذه القوة في حياته وسلوكه وشهادته وخدمته. وهذا قد تحقق في أروع مثال في الرب يسوع المسيح نفسه الذي « مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس » (أع10: 38). وبالطبع نحن لا نتكلم عن قوة معجزية تُمنَح لنا مثل أيام الرسل، فهذا قد انتهى دوره. لكن يجب أن لا نتطرف فنتجاهل أهمية مسحة الروح القدس وقوته التي يحتاجها كل خادم لكي تكون خدمته مؤثرة، عندما يكون ممتلئاً من الروح القدس.

إننا نحتاج إلى هذه القوة لكي نمثل المسيح هنا على الأرض ونكون مُشابهين صورته أمام العالم. ونحتاج إلى هذه القوة في حربنا الروحية ضد إبليس، فيقول الرسول « تقووا في الرب وفي شدة قوته ... لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس: (أف6: 10،11).

وكذلك نحتاج إلى هذه القوة الروحية لكي نحتمل التجارب والآلام بصبر. فيقول الرسول: « متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول أناة بفرح » (كو1: 11). فالقوة الروحية لا تظهر في الخدمة والنشاط الكثير بقدر ما تظهر في الاحتمال بروح الشكر والرضى.

كما أن القوة الروحية تظهر في الاكتفاء والقناعة والتعايش مع أي وضع وبأي إمكانيات وتحت أي ظروف، دون شكوى أو تذمر. وهذا ما قاله بولس « قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص. أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني » (في4: 12،13).

كذلك تظهر هذه القوة في ضبط النفس وضبط الانفعالات وضبط اللسان وضبط الرغبات. إنه يستطيع أن يتحكم في هذه الأمور وليس أن تتحكم هي فيه.

أخيراً نقول إن هذه القوة تظهر في احتمال ضعفات الآخرين وقصورهم وأخطائهم وإساءاتهم وتجريحهم، والغفران الأخوي ونسيان ما مضى. وهذا ما قاله بولس « يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نُرضي أنفسنا » (رو15: 1). وهذا ينطبق على كل مجالات الحياة بما في ذلك الحياة الزوجية.




sama smsma 29 - 06 - 2012 08:12 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الكمال في الخدمة

واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس .... لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله (رؤ3: 1،2)

إن الكلمة اليونانية المترجمة « كامل » هنا تعني « مُتمَّم » أو « مُنجَز » واستعمالها بالإشارة لأعمال كنيسة ساردس يعلمنا درساً خطيراً فاحصاً للقلب. فقد كان هناك اسم بالحياة ولكن الأعمال لم تكن مُتممة أمام عيني الرب. ولا يوجد أخطر على المسيحي من أن يكون له اسم. إنه فخ من العدو، وقد فشل كثيرون من المعترفين لمشغوليتهم بالاسم، وخرب كثيرون من الخدام النافعين لاجتهادهم في حفظ الاسم، فإذا حصلتُ على صيت في أي ميدان من ميادين الخدمة: كمبشر نشيط أو معلم ذي موهبة فائقة أو كاتب مؤثر جذاب أو رجل صلاة أو رجل إيمان أو شخص تقي مكرس أو إنسان مُحسن أو أي اسم كان، فإني في خطر عظيم لأن تتحطم سفينتي لأن العدو يقودني لأن أجعل الصيت غرضي عوضاً عن المسيح، فأكون عاملاً على الاحتفاظ باسمٍ عوضاً عن تمجيد المسيح، وأصير مشغولاً بأفكار الناس عوضاً عن عمل كل شيء تحت نظر الله المباشر.

كل هذا يدعو إلى السهر والمراقبة الدقيقة على النفس. فقد أكون عاملاً أعظم الأعمال، ولكنها إذ لم تكن معمولة في حضرة الله تكون شَرَكاً مباشراً من العدو. قد أبشّر بالإنجيل وأزور المرضى وأساعد الفقراء وأتغلغل في دوائر النشاط الديني، ومع ذلك لا أكون في حضرة الله بالمرة. إذ قد أعمل هذه لأجل اسمٍ أو على سبيل العادة أو مُجاراة للوسط والتأثيرات المُحيطة أو تقليداً للآخرين. وهذا من الخطورة بمكان أيها القارئ المحبوب.

إن الذات دائماً تبرز لنا ـ نعم، الذات ... الذات ... الذات حتى في أقدس الأمور، ومع ذلك نبدو كأننا في غاية النشاط والتكريس. لا يوجد شيء أشد رعباً من أن يوجد اسم ديني بدون حياة روحية، بدون المسيح، بدون أن يملك على النفس الشعور بحضور الله.

أيها القارئ العزيز .. دعنا نتأمل في هذا. دعنا نلاحظ أن نبدأ وننهي أعمالنا تحت نظر السيد لأن هذا يعطي خدماتنا نقاوة وسمواً أدبياً فوق كل تقدير. إن هذا لا يعرقل مجهوداتنا بل يرفعها إلى مستوى سامٍ. ويا ليت الرب الصالح يعطينا نعمة لتتميم أعمالنا مهما كانت قليلة أو كثيرة، صغيرة أو عظيمة، في محضره المبارك.


sama smsma 29 - 06 - 2012 08:17 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
اللسان نار

إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضا (يع3: 2)

اللسان هو ذلك العضو العظيم التأثير في كل من الخير والشر، هو تلك الأداة التي بها نستطيع أن نقدم عبارات اللطف والعطف والمواساة، أو أقوال التعنيف والتحقير وقارص الكلام. فما أعظم الحاجة إلى تطبيق نعمة ضبط النفس على ذلك العضو. يمكن للّسان أن يعمل في لحظة واحدة أضراراً لا تصلحها سنون، يمكنه أن يتفوَّه في ساعة غفلة بما لا يمكن ش تأثيره أو رفع ضرره. اسمع ما يقوله الرسول بوحي الله عن هذا الموضوع « هوذا نار قليلة أي وقود تحرق. فاللسان نار. عالم الإثم. هكذا جُعلّ في أعضائنا اللسان الذي يدنس الجسم كله ويُضرِم دائرة الكون ويُضرم من جهنم. لأن كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يُذَلَّل، وقد تذلل للطبع البشري، وأما اللسان فلا يستطيع أحد من الناس أن يُذلِّله. هو شر لا يُضبط، مملوّ سُمَّاً مُميتا » (يع3: 5-8).

فمَنْ يستطيع إذاً أن يضبط اللسان؟ لا يستطيع « أحد من الناس » ولكن المسيح يستطيع، وما علينا إلا أن ننظر إليه بالإيمان البسيط دلالة على ضعفنا التام وكفايته الكاملة. إنه من المستحيل علينا أن نضبط اللسان، كما هو مستحيل أن نحجز مدّ المحيط أو نصد سيل المياه، كم من مرة عزمنا ونحن تحت تأثير أضرار زلة من زلات اللسان، أن نحكمه بأكثر ضبط في المستقبل، ولكن بالأسف تبدد ذلك العزم كضباب الصباح، وعُدنا ننوح على فشلنا في ضبط النفس. ولماذا حصل هذا؟ لأننا اعتمدنا على قوتنا الذاتية، أو على الأقل لأنه لم يكن لنا الشعور العميق بضعفنا. هذا هو سبب الفشل المستمر. فيجب علينا أن نتعلق بذراع الرب يسوع كما يتعلق الطفل بذراع أمه، ولا نتعلق بذراع الرب في وقت الحاجة فقط بل بالاستمرار، وبهذا وحده يمكننا أن ننجح في تلجيم اللسان. ولنتذكر في كل حين تلك الكلمات الخطيرة الفاحصة التي يقولها ذلك الرسول نفسه: « إن كان أحد (رجل أو امرأة) فيكم، يظن أنه دّينٌ وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه، فديانة هذا باطلة » (يع1: 26). هذه كلمات نافعة جداً خصوصاً في أيامنا الحاضرة، يا ليتنا نتمسك بها، ويا ليت تأثيرها المقدس يظهر في طرقنا وحياتنا.


نقِ قلبي ولساني
وأزلْ مني العيوبْ واستلم مني كياني
يا مُطهِرَ القلوبْ


sama smsma 29 - 06 - 2012 08:23 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المؤمن والرحمة

« أما المتوكل على الرب فالرحمة تحيط به » (مز10:32)
لقد كانت الرحمة هي أول ما قابلنا الله به ونحن خطاة، ثم أنها أيضاً ملازمة لنا حتى النهاية. فإذا نظر المؤمن إلى الوراء يقول « إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي » (مز6:23) . وإذا نظر إلى الأمام يقول « إلهي رحمته تتقدمني » (مز10:59) . بل إنها مُحيطة به من كل جانب (مز10:32) . وهى مُلازمة له « كل يوم » (مز1:52) ، لكننا نتمتع بها بصفة خاصة في ظروفنا الصعبة (مز18:94) ، ولهذا « نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة .. عوناً في حينه » (عب16:4) ، وأخيراً ينظر المؤمن إلى أعلى وينتظر الرحمة النهائية عند مجيء المسيح « رحمة ربنا يسوع للحياة الأبدية » (يه 21).

المسيحي إذاً هو شخص مغمور برحمة الله، وينتظر الله منه أن يُظهر الرحمة للآخرين، كقول المسيح « كان ينبغي أنك أنت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا »
(مت33:18) ، وقوله أيضاً « اذهب أنت أيضاً واصنع <الرحمة> هكذا » (لو37:10) .

يوضح يهوذا في رسالته أن المؤمن يقف بين رحمة نالها (ع2)، ورحمة ينتظرها (ع21)، ولهذا فإنه يجب أن يُظهر الرحمة للآخرين (ع22). فليست المسيحية مجرد طقوس وفرائض يؤديها الإنسان، بل حياة مختلفة، أحد خصائصها الرحمة.

لقد وبّخ المسيح، أكثر من مرة، الفريسيين الذين كان تدينهم بعيداً عن حياتهم، مقتبساً كلمات هوشع « إني أريد رحمة لا ذبيحة ». في متى13:9ربطها مع حاجة الروح والنفس، وفى متى7:12ربطها مع حاجة الجسد. وكأن الرب يريدنا أن نهتم بحاجة النفوس للخلاص « ارحموا البعض مميزين، وخلـّصوا البعض بالخوف »
(يه 23:22) وكذلك حاجة الأجساد للطعام والكساء « المعطى فبسخاء ... الراحم فبسرور » (رو8:12) .

ذهبت مؤمنة لأحد خدام الرب، تشكو ظروفها وقالت له: زوجي مات، وأولادي جميعاً تزوجوا، وأنا وحيدة تماماً ولهذا فأني أكثر الناس بؤساً. نصحها الخادم أن تذهب إلى أهل بلدتها تتكلم معهم عن خلاص المسيح، وتذهب إلى الفقراء وتشاركهم ما لديها من خيرات. وبعد أسابيع قليلة اتصلت به المرأة قائلة: أنا الآن أسعد امرأة في المدينة. ولا عجب فإن « النفس السخية تسمن والمروى هو أيضاً يُروى »
(أم25:11) .





sama smsma 29 - 06 - 2012 08:30 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المتجندون معنا

ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي مَنْ جنّده (2تي2: 4)

لا يُقصد بالمتجندين في شعب الرب، كل المؤمنين، صغيرهم مع كبيرهم، نساؤهم مع رجالهم. كلا، هؤلاء يُقال عنهم « جماعة الرب ». أما المتجندون فهم فئة من هؤلاء لهم خصائص وأوصاف، ولهم خدمة خاصة بهم. ويرمز إلى هؤلاء في العهد القديم « بالذكور من ابن عشرين سنة فصاعداً كل خارج للحرب » (عدد1: 2،3). والمعنى الروحي لهذا هو القوة الروحية النشطة في الشهادة لمجد الله. ولم يكن ينخرط في سلك الجندية لحراسة وخدمة خيمة الشهادة قديماً إلا مَنْ كان متميزاً بالقوة.

كل الجماعة كانت مفدية. والأبكار الذين يُقدسون في الشعب القديم كانوا يحصون من ابن شهر فصاعداً. وكذلك كان الحال مع ذكور اللاويين. أما المتجندون فيبدأ إحصاؤهم من « الذكور من ابن عشرين سنة فصاعدا ». صحيح إن كل واحد من المتجندين كان عليه أن يثبت نسبه أمام « موسى وهارون ومشاهير الجماعة رؤساء الأسباط » لكن بالإضافة إلى ذلك كان يتعين أن يكون المعدود متجنداً قد بلغ العشرين سنة وقادراً على حمل السلاح - أي مستنيراً بالغاً وقادراً على الحرب الروحية.

إن الذين يتميزون بحضور ونشاط الروح القدس وقوته فيهم، هم وحدهم الأكفاء للجندية. لأن الشخص الجسدي قد يكون مؤمناً يسكن فيه الروح القدس، لكنه بسبب طفولته وعيوبه الروحية، يكون غير متميز بالاستعداد لتأدية الشهادة بالروح القدس.

ومناسب هنا أن نسأل أنفسنا: هل نحن أطفال أم أننا بالحقيقة رجال؟ (1كو3: 1-3؛ 1كو13: 11؛ عب5: 11-14). إن لم نكن رجالاً بالمعنى الروحي، فلسنا بعد أهلاً لأن نُحصى بمعرفة « موسى وهرون ومشاهير الجماعة » - أي لا يعترف بنا الله شهوداً له، ولا الرب يسوع بنظرته الكهنوتية الكاشفة، ولا إخوتنا الناظرون أحوال الجماعة. إننا لم ننضج بعد للشهادة.

ولا يمكن أن يكون لنا اعتبار من جهة الشهادة بدون أن يعترف بنا إخوتنا. فإن كنا بالحقيقة في خضوع للرب وأمورنا تحت نظرته الكهنوتية الفاحصة، فإننا لا نخشى أن نُخضع أنفسنا لحكم إخوتنا الذين في مركز المسئولية بين شعبه. ومن امتيازنا أن نقف معاً في جانب شهادة ربنا، ليس فقط كمن يعترف هو بنا، بل أيضاً كمن يعترف بنا مَنْ هم أمناء له، الذين يمثلهم في الرمز القديم « مشاهير الجماعة، رؤساء الأسباط ».





sama smsma 01 - 07 - 2012 03:13 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المتكلين على الأموال

يا بنيَّ ما أعسَر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله. مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله (مر10: 24،25)

الجمل هو أكبر الحيوانات المعروفة والمُستخدمة لدى اليهود. وأن يمر هذا الحيوان الضخم من ثقب الإبرة هو ـ بحسب تعبير الرب ـ أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله. وهذا معناه أن المال الذي يتمنى الكثيرون امتلاكه، والغِنى الذي يكدح البشر ويتعبون ليصلوا إليه، هذا هو أخطر شيء في الوجود إذ يسبب دماراً رهيباً للنفوس، ويوقع الناس في تجارب كثيرة غبية ومَضرّة. إنه يُحمِّل القلب بأحمال ثقيلة، إنه يقيِّد الفكر ويبلِّد العواطف، وهو في النهاية يجعل الطريق إلى السماء أكثر صعوبة مما هو بالطبيعة.

والحال هكذا فإني أقول: عجبي من الإنسان الذي يذخر ذخائر ولا يعلم كيف يصرفها، ولا متى يُنفقها، بل إنه « يذخر ذخائر ولا يدري مَنْ يضمها » (مز39: 6). آه ما أغبى الإنسان الذي يُحمِّل نفسه بمثل هذه الأحمال. ولهذا ففي حكمة الرب استخدم الجمل وليس الفيل في هذا التشبيه. فهذا الحيوان (الجمل) متخصص بالطبيعة في الأحمال الثقيلة التي يحملها فوق ظهره. وكأن المسيح يريد أن يرسم لنا هذه الصورة: كيف أن الغني يُحمِّل نفسه بثروات طائلة هي عبء عليه لا بركة له! هذا الجمل المثقل بالأحمال كيف يمر من ثقب الإبرة الضيق؟ وهذا الغني ذو الأموال كيف يمكن أن يخلص؟!

ليس أن المشكلة تكمن في امتلاك الشخص للمال، بل في امتلاك المال للشخص. أو بتعبير الكتاب في وضع الإنسان اتكاله على غير يقينية الغنى بدل أن يتكل على الله الحي الذي يعطينا كل شيء بغنى للتمتع (1تي6: 17). هذا الاتكال على المال بدل الاتكال على الله يُتلف النفس ويجعل من المال صنماً!

إنه صعب على شخص لديه الكثير من ممتلكات الأرض وغنى هذا العالم أن يشعر بحاجته وفاقته فيأتي إلى الله كشخص مسكين وكخاطئ محتاج. ولهذا فعندما تحدث المسيح عن صعوبة دخول الأغنياء إلى ملكوت الله، فإنه في ع23 تحدث عن ذوي الأموال. ثم في ع24 عن المتكلين على أموالهم. وإنه أمر نادر جداً أن يكون الإنسان غنياً ولا يتكل على أمواله. وواضح أن مَنْ يضع قلبه على الغِنى فإنه يستحيل عليه أن يخلص.


sama smsma 01 - 07 - 2012 03:14 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المحبــة

« وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال » (كو14:3)
في إحدى معسكرات دراسة الكتاب بكاليفورنيا، أردت أن أعرف كلمة « المحبة » لمجموعة من الشبان. ولكنني أدركت أن المحبة لا تُفهم من مجرد تعريف معنوي غير ملموس، ولكن المحبة تُفهم بمثال بشرى بصورة عملية. فأنت لا تفهم المحبة من مجرد الحديث عنها، ولكنك تدرك المحبة عندما تتجسم أمامك بشكل عملي.

لازلت أتذكر التعريف الجميل البسيط للمحبة الذي قيل في مناسبة حفل قراني. عندما عرَّف أحد خدام الرب، المحبة قائلاً « أن تحب فهذا معناه أن تبذل وتعطى » وقال الآخر « إنها الشيء الذي لا يُفهم معناه إلا بالاقتران بالعطاء والتضحية ».

وقيل في قول مأثور « لا تصبح المحبة محبة حتى تعطيها ». قد تساعدنا هذه الكلمات على فهم الآية التي في صدر هذا المقال، وتساعدنا على فهم ما ذكره الرسول بولس في كورنثوس الأولى13. فالمحبة التي أظهرها لنا الله لم تكن مجرد كلمة معنوية روحية، ولكنها كانت متجلية بأروع صورة عملية على الصليب. فالكتاب لم يُخبرنا أن الله أحب محبة عظيمة فقط بل أخبرنا « هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد »
(يو16:3) .

فإن رجعنا إلى1كورنثوس1:13-7 إصحاح المحبة الشهير، واستبدلنا كلمة « المحبة » بكلمة « الرب يسوع » سنجد أن هذا الشخص الفريد هو التعبير الكامل الرائع عن المحبة.

فمَنْ أراد أن يعرف كم أحبنا الله، عليه أن يتقابل مع المسيح ليُخبره عن هذه المحبة.

فلا تضيّع وقتك في مجرد التفكير في هذه المحبة، بل بالأحرى اسلك ومارس هذه المحبة. فكلما تسلك في المحبة، كلما تصبح أكثر شبهاً بالرب يسوع.

وكلما لبسنا المحبة عملياً، كلما أظهرنا للناس ارتباطنا بالشخص الـمُحب الودود. وكلما تعظم المسيح في أعين الناس.




sama smsma 01 - 07 - 2012 03:14 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المحبة

أما الآن فيثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة (1كو13: 13)

المحبة هي التعبير عما هو الله في طبيعته له المجد. هي التوافق مع طبيعة الله. هي مظهر كوننا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية. هي العمل والشعور وفق صفاته ومبادئه. وهي تتجه تلقائياً إلى الآخرين لخدمتهم وفائدتهم، لكن الآخرون ليسوا هم الدافع إليها والعامل المحرك لها، بل هم غرضها وهدفها. أما دوافعها ومنابعها ففي القلب من الداخل. وقوتها مستقلة عن الغرض المتجهة إليه. فهي تحب في كل الظروف وفق طبيعتها. وتقوى وتتغذى وتنمو بالشركة مع الله نفسه.

المحبة معناها ومضمونها عكس معنى ومضمون محبة الذات. إن محبة الذات هي الأنانية .. أما المحبة فتطلب خير الآخرين كما طلب الله خيرنا. والمحبة المتمكنة فينا هي قوة تقاوم الشر في داخلنا. ومعظم صفات المحبة هي صفات إيجابية ولا تكسب الذات من ورائها شيئاً، وبها يتحرر القلب من ظن السوء. وظن السوء من صفات القلب الطبيعي المُلازمة له. ثم المحبة تحتمل كل شيء في سبيل الخير والبر الذي لا تراه، بينما هي تصبر على المكروه وتحتمل الشر الذي تراه. وفي كل شيء تتأنى وتترفق.

ولما كانت المحبة هي طبيعة الله، لذلك هي لا تنتهي وتستمر إلى الأبد غير متغيرة. فكل إعلان عن الله وكل واسطة تُستخدم في توصيل هذه الإعلانات، وكل علم بالأسرار هنا على الأرض، وبالاختصار كل ما له صفة التجزؤ والتدرج في استكماله، إنما سينتهي وسيبطل. أما المحبة فلن تسقط ولن تنتهي.

والآن في الزمان الحاضر تثبت المحبة مع الإيمان والرجاء ولكن الأعظم بين هذه الثلاثة هي المحبة. لأن الإيمان والرجاء سينتهيان متى جاءت حالة الكمال في المجد وستبقى المحبة إلى أبد الآبدين. ولأن الإيمان والرجاء يرتبطان بطاقة الطبيعة البشرية، أما المحبة وهي من طبيعة الله فتفضلهما وتعظم فوقهما بسبب طبيعتها.

والمحبة أكبر وسائط النعمة في جذب النفوس والتاثير عليها. إنها فعّالة وبناءة أكثر جداً من جميع المواهب الروحية. والقلب المُحب وليمة دائمة لأنه في جميع اتجاهاته يتمم ناموس الله. والقلب المُحب مهما لاقى في طريق المحبة فإنه لن يندم على الإطلاق على ما بذل أو أنفق.


sama smsma 01 - 07 - 2012 03:15 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المحبة الأخوية

وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضا (يو13: 34)

بدأ هذا الأصحاح العظيم بالإشارة إلى محبة الرب لخاصته (يو13: 1). لكن الرب ختمه بحديثه عن محبتنا بعضنا لبعض التي تتخذ من محبته هو لنا نموذجاً ومثالاً (ع34،35). وفي هذين العددين يشير الرب ثلاث إشارات لهذه المحبة إذ يقول « وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبٌ بعضاً لبعض ».

لقد قال الرب هذه الأقوال المجيدة بمجرد خروج يهوذا الخائن (ع30،31) ففاض قلبه بالحديث إلى تلاميذه بأعذب حديث: عظة العُلية. وفي الواقع كانت بداية حديث الرب مع تلاميذه، تلك الأقوال عن المحبة التي نرى فيها: قيمة المحبة، ومثال المحبة، ونتيجة المحبة.

في إشارة الرب الأولى عن المحبة، نجد قيمة المحبة إذ يقول الرب « وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا ». لقد أبقى الرب هذه الوصية كآخر وصية له قبل أن يترك العالم، كما أنه دعاها « وصية جديدة ».

في الإشارة الثانية للمحبة نجد مثال المحبة. ليس فقط أن نحب بعضنا بعضاً، بل أننا نحب بعضنا كما أحبنا هو. هذا هو سبب تسميتها بالوصية الجديدة. فهي جديدة في مثالها وفي مقياسها. المقياس القديم كان « تحب قريبك كنفسك »، أما المقياس الجديد فتحب أخاك كما أحبك المسيح.

وفي الإشارة الثالثة نجد نتيجة المحبة « بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعض ». هذا هو تأثير المحبة أن يعرف الجميع أننا أتباع المسيح.

لقد صدَّر الرب أقواله لتلاميذه بأن خاطبهم بتعبير لم يَقُله سوى في هذه المناسبة « يا أولادي » وهو تعبير يتناسب مع جو المحبة الذي ساد بعد خروج يهوذا. وقوة التعبير أنهم بالإيمان صاروا أولاد الله وانضموا إلى عائلة الله، العائلة التي أهم ما يميزها هو المحبة، لأن « الله محبة ». ولنلاحظ أن العالم لا يرى إيماننا، ولا يفهم رجاءنا، لكن أن يرانا نحب بعضنا بعضاً، فهذا يؤثر فيه بعمق ـ هذا العالم الفاسد الذي لا يعرف سوى الأنانية والشهوة. آه، كم نحن في هذا مقصرون! وكم شهادتنا في هذا باهتة. أين المحبة الأخوية بعضنا لبعض كما أحبنا المسيح؟!



sama smsma 01 - 07 - 2012 03:16 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المحبة ومسلكها

« مَنْ يستر معصية يطلب المحبة ومن يكرر أمراً يفرّق بين الأصدقاء » (أم9:17)
إن مَنْ يستر المعصية يتمثل بالله ويحبه الجميع. لكن الذي يكرر أمراً بقصد الإساءة لغيره، فإنه يستمد قدوته من ذلك الروح الشرير الذي يُسمَّى « المشتكي على اخوتنا ».

بيد أن ستر المعصية ليس معناه الاستخفاف بالخطية والسماح للإثم في الآخرين أن يأخذ طريقه دون توبيخ. بالعكس هو يعنى أن تذهب بنفسك إلى أخيك المخطئ مدفوعاً بالرقة واللطف الأخوي، لشيء تدرب ضميره فيما يتعلق بمسلكه الذي يجلب الإهانة على سيده. فإذا نجحت مساعيك فلا ينبغي أن تذكر الخطية مرة أخرى. لقد سُترت ولا يجب أن يعرف أحد شيئاً عنها.

ولكن للأسف أن هذا قلما يحدث بيننا! فإن الشر سرعان ما يُذاع، والنميمة تعمل سراً، وهكذا يتنجس الكثيرون وتذبل المحبة وتُهدم الشركة.

إن الشخص الذي يجول مُردداً أموراً ليس لها ضرورة فعلية، إنما يورط نفسه في مهمة تعسة وذلك أنه يفرِّق بين الأصدقاء الأعزاء عن طريق خطواته الذميمة ويجلب التعيير على اسم الرب. إنها لمأساة أن شعب الله غير متنبه إلى هذا المسلك الشرير، مسلك النمام. إنه يجب الابتعاد عن هذا الشخص، كما يبتعد عن الأبرص النجس الذي ينجس مَنْ يقترب إليه.

إن الله وحده هو الذي يجب أن يسمع قصة عار الأخ المحزنة. ففي أذنيه تعالى يجب أن يسكب كل شيء مصحوباً بصلاة حارة لرَّد نفس الأخ الذي ضل. أما إذا أصررت على إذاعة بيانات عن أخطاء أحد الأخوة في آذان القديسين رفقائك، فأنت إنما تحزن وتؤذى مَنْ تحاول أن تجعلهم يصغون إليك. قال واحد: لو أغواك مَنْ يريدك أن تقص عليه أشياء معيبة عن أخ غائب، فمن الأفضل أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة: هل الأمر صحيح؟ وهل هذا من المحبة؟ وهل هو ضروري؟ وأنا أضيف سؤالاً رابعاً: هل تكلمت مع أخي الغائب عن هذا الأمر شخصياً؟ وأنني أتصور نتيجة هذه الخطوات، فإنها ستغلق الباب في وجه كثير من التقولات.

لقد كان ناثان النبي حازماً، استطاع أن يوبخ في دائرة خوف الله، وأن يستر الخطية حينما ظهرت التوبة (2صم12)، وفى سنبلط نرى مثال النمّام الذي سعى جهده لإيجاد فرقة بين نحميا وأخوته بمحاولة زعزعة ثقتهم في نزاهته واستقامة مسلكه (نح6).




sama smsma 01 - 07 - 2012 03:17 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح مثالنا

ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع (عب12: 2)

لا نستطيع أن نقتفي أثر خطوات الرب، ما لم تكن أعيننا نحوه، نحوه حيث هو الآن. إن بطرس قد نظر بالطبع إلى المسيح الحي أمام عينيه حينما كان المسيح بالجسد على الأرض (مت14: 25-31). أما نحن فيجب أن ننظر إلى مسيح حي حيث هو الآن في المجد عن يمين الله. يقول الرسول بولس « ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح » (2كو3: 18). نتعلم من هذا أن نمونا أو تغيرنا التدريجي إلى صورة المسيح يتوقف على تثبيت أعيننا فيه، أي في مجده. إذ نتفرس فيه بالإيمان، تقع أشعة ذلك المجد على نفوسنا، فيستعملها الروح القدس في تغييرنا أدبياً إلى صورة ذلك الشخص الذي نتأمل فيه.

انظر كيف كان ذلك في حالة استفانوس عند استشهاده « أما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله. فقال ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله » (أع7: 55، 56). هكذا كانت حالته، ولكن شهادته أهاجت مضطهديه « فصاحوا بصوت عظيم وسدّوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة وأخرجوه خارج المدينة ورجموه ... فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقَم لهم هذه الخطية. وإذ قال هذا رقد ». الآن إذا قارنا هذا المنظر بموت الرب يسوع كما نجده في إنجيل لوقا، نجد مُشابهة غريبة. لقد نطق الرب أيضاً بطلبتين وهو على الصليب « يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » و « يا أبتاه في يديك أستودع روحي » (لو23: 34،46). لماذا إذاً اقتفى استفانوس خطوات سيده بدقة بهذه الكيفية وفي هذا الوقت العصيب؟ ألأنه سمع بأن الرب قد نطق بهاتين الطلبتين ورأى أن ينسج على منواله؟ لو كان الأمر كذلك لكان عمله تقليداً لا قيمة له مُطلقاً. كلا. لقد نظر مجد الرب فكانت النتيجة أنه تغيَّر إلى تلك الصورة عينها. هذا هو سر كل تمثل حقيقي بالمسيح في حياتنا. إذا وضعنا أعيننا عليه كإنسان سائر على الأرض، ثم قُلنا: قد فعل يسوع هذا الأمر أو ذاك فيجب علينا أن نفعل نحن نفس الأمر، فلا بد وأن يكون الفشل نصيبنا. ولكن عندما تتجه العين إلى أعلى وتتفرس فيه، حينئذ سيقودنا الروح القدس في إثر خطوات مثالنا العظيم.

sama smsma 01 - 07 - 2012 03:18 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيحي في الأيام الأخيرة

« وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مصلين في الروح القدس ... وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار » (يه20:1-23)
نجد في الأعداد من 20-23 من رسالة يهوذا، صورة المسيحي المثالي وصورة أخلاقه وصفاته في الأوجه الخمسة الآتية:-

(1) يجب أن يكون بكل ورع دارساً ومتأملاً في كلمة الله إذا أراد أن يبنى نفسه على إيمانه الأقدس « الإيمان المسلـَّم مرة للقديسين » (يه3) الموجود في الكتاب المقدس الموحى به من الله بالروح القدس.

(2) يجب أن يكون رجل صلاة « مصلياً في الروح القدس ». يجب أن يكون له وقت ليتحدث مع الله الذي تحدث إليه في الكلمة المكتوبة. والصلاة في الروح القدس ليست صلاة الواجب أو الصلاة الشكلية أو مجرد تكرار كلمات، بل ننحني الصلاة المقودة بالروح القدس. وإننا مدعوون أن نصلى كل حين، ونصلى بلا انقطاع، ونصلى لأجل كل شيء. فليتنا ننتبه لهذا، ولنعلم أن الحياة القليلة الصلاة ننحني الحياة القليلة الثمر والفرح.

(3) يجب أن يكون واثقاً ومتكلاً ساكناً في نور الرعاية الإلهية « واحفظوا أنفسكم في محبة الله » .. يجب أن يخصص كل منا محبة الله لنفسه، وهذا يفترض بالضرورة ثقة عظيمة في الله. ويجب أن يفسر كل منا أعمال الله معه على أساس هذه المحبة غير المحدودة. وإذا حفظنا أنفسنا مغمورين بل ومحصورين بهذه المحبة، فلابد أن ينشئ فينا ذلك محبة عميقة لإلهنا وخدمة تاعبة لأجله
(1تس3:1) ولأجل جميع القديسين.

(4) يجب أن يكون مملوءاً بالرجاء « منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية ». إن الرحمة تحتوى على المعونة كما على الشفقة. لنتطلع إلى تلك الرحمة وأي سنتمتع بها في كل كمالها عند مجيء الرب ليأخذنا إلى بيت الآب.

(5) يجب أن يكون رحيماً، فلا ينسى مسئولياته تجاه أولئك الذين مازالوا في خطاياهم « وارحموا البعض مميزين، وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار » .. فيا ليت قلوبنا تتجه نحو البعيدين الذين نراهم من الآن في العذاب وسيذهبون إلى العذاب الأبدي إن لم يتوبوا عن خطاياهم ويؤمنوا بالمسيح إيماناً قلبياً حقيقياً. وعلينا، إذ نحن عالمون مخافة (رُعب) الرب أن نقنع الناس
(2كو11:5) .





sama smsma 01 - 07 - 2012 03:19 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المقام والحالة

إذاً نقّوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير (1كو5: 7)

ما أجمل الحق الثمين الذي تحويه هذا الآية التي في صدر هذا المقال، والذي من شأنه أن يصحح مفاهيمَ كثيرة، ويريح قلوباً متعبة. فالرسول هنا يتكلم عن المقام والحالة. مقامنا في المسيح أننا مثله تماماً؛ فلقد صرنا قدام الله نظير المسيح (1يو4: 17). والمسيح - كما نعلم - هو الفطير بكل معنى الكلمة إذ كان خالياً من عنصر الشر، وعليه فنحن أيضاً فطير بكل معنى الكلمة. هذا هو المقام. ولا يمكن لهذا المقام أن يتغير، تماماً كما لا يمكن للفطير بعد أن خُبِز أن يدخله الخمير أو أن يتأثر به قط.

ولكن الرسول يحرَّض المؤمنين أن يراعوا حالتهم العملية لتكون متناسبة مع مقامهم. وكأنه يقول لهم: انظروا إلى مقامكم وتعاملوا مع حالتكم على الأرض بما يتوافق مع مقامكم الذي في السماء. من أجل ذلك يقول « إذاً نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير ». والعجين الجديد لم تُظهِر الخميرة فعلها فيه؛ لأنه عجين جديد، مع أنه ممكن أن يختمر لو وضعْتَ فيه الخمير وانتظرْتَ عليه. لكن الرسول يقول « لكي تكونوا (مضارع مستمر) عجيناً جديدا ». فهو يعلم أن احتمال التخمر في أي مؤمن هو احتمال وارد، ويظل وارداً طوال فترة بقاء المؤمن على الأرض، فليس من مؤمن معصوم. لكنه في الوقت عينه لا يعطي أيَّ مؤمن عذراً للخطية، ولا مجالاً للتهاون والتراخي، فيطلب من المؤمنين السهر الدائم على حالتهم ليكونوا باستمرار عجيناً جديداً. ثم يذكر بعد ذلك مقامهم الثابت في السماء والذي لا يمكن أن يتغير، والذي هو تماماً مثل المسيح، فيقول « كما أنتم فطير ».

فما دمنا نحن هنا على الأرض فنحن معرّضون لأن تدخلنا خميرة، الأمر الذي يتطلب سهراً دائماً مستمراً، وبذلك نصبح عجيناً جديداً، كما نحن في مقامنا أمام الله فطير.

وبهذه المناسبة نقول إن القداسة في مفهوم العهد الجديد ثلاثية:- قداسة المقام: وهي ما حصل عليه كل مؤمن فور إيمانه بالرب يسوع المسيح (1بط1: 2؛ 2تس2: 13؛ 1كو6: 11)؛ القداسة العملية: وهي ما ينبغي أن يسعى إليه كل مؤمن تقي (1تس4: 3،7؛ يو17: 17)؛ القداسة الكاملة أو المطلقة: وهي ما سيصل إليه كل مؤمن عن قريب (1تس3: 13؛ أف5: 27؛ رؤ21: 9،10).

sama smsma 07 - 07 - 2012 04:21 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المواظبة على الصلاة

« واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر » (كو2:4)
هل فقط المؤمنون المتقدمون الذين قد درسوا تماماً كلمة الله، هم الذين يمكنهم أن يصلـّوا؟ لحسن الحظ كلا! هل يمكن أن الوالدين يُخبران طفلهما أنه يجب عليه ألا يطلب منهما شيئاً إلى أن يكبر، وذلك لأن الطفل لا يزال يتكلم بارتباك وأحياناً يطلب أشياء غبية؟ بالقطع كلا! إنهما يُسرّان عندما يأتي طفلهما إليهما بطلباته. هذا برهان على أن الطفل مقتنع أنهما والداه، وأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً بدونهما، وأنه واثق فيهما أيضاً، إنه مقتنع أنهما يحبانه ويعتنيان به، رغم أنه ربما لا يكون واعياً تماماً بهذا كله.

إن الله أبانا يصغي بفرح عميق لأصواتنا حينما نأتي إليه. ألسنا أولاده؟ لقد قال عن بولس الذي كان قد آمن حالاً « هوذا يصلى ». وقد جعل الرسول بولس يكتب إلى التسالونيكيين الراجعين إلى الله حديثاً « صلوا بلا انقطاع! » وهذا الرسول العظيم، والذي بواسطة كرازته ربما يكون قد خلص الملايين في ذلك الوقت، والذي تلقى إعلانات خاصة عن المشورات الإلهية الكاملة، والذي اختُطف مرة إلى السماء الثالثة - إلى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطق بها
(2كو2:12-4) هذا الرسول العظيم كان هكذا مقتنعاً بقوة صلاة أولئك الراجعين إلى الله حديثاً حتى أنه طلب منهم قائلاً « أيها الأخوة صلوا لأجلنا » (1تس25:5) .

إن أوضح برهان على أن المؤمن ينمو، هو بلا شك عندما يزداد تقديره لأهمية الصلاة، نعم، إنه بدون الصلاة، كل شيء تافه ولا قيمة له.

إن الله أبانا يُخبرنا « لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله ». وإذا كنا أحياناً نطلب أشياء غبية لا تستطيع محبته أن تمنحها لنا، لكن « سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع » (فى6:4، 7).

ليت الرب يهبنا جميعاً أن نزداد إدراكاً لقيمة الصلاة، وأن نستخدم هذا الامتياز غير المحدود على الدوام. كم ستكون سعادة قلوبنا حينئذ، وأية شهادة ستفيض من حياتنا.

sama smsma 07 - 07 - 2012 04:21 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النشاط الروحي وبركاته

« في حرث الفقراء طعام كثير. ويوجد هالك من عدم الحق » (أم23:13)
إن الفلاح الفقير النشيط يستطيع أن يستغل كل شبر في أرضه القليلة، وأن ينتج غلة وفيرة، وتشكيلة من الطعام، مما يكون في الغالب مثار دهشة عند جاره الأوفر ثراء، ومن الآخرين أصحاب الأراضي الأكبر مساحة، التي يتركون الكثير منها قاحلاً، ومن غيرهم الذين تتلف محاصيلهم بسبب الإهمال.

إن الرجل الذي لديه فرص صغيرة هو الذي يستطيع في الغالب أن يستفيد مما له، بينما صاحب الامتيازات الضخمة، يتكاسل ويهمل. ألسنا نجد في هذا درساً يعوزنا فيما يتصل بالأمور الروحية؟ ألسنا نرى في كثير من الأوقات أخاً أو أختاً، تتوفر لهما أوقات الفراغ للدراسة والصلاة والفرص الكثيرة للتمتع بالخدمة الشفاهية والمكتوبة، ولهما قدر من المواهب، ومع ذلك نراهما يصرفان أوقات الفراغ بروح العبث والتكاسل، ولذلك فإنهما قلما يحصلان على طعام حقيقي لحياتهما اليومية، وقلما يقدمان شيئاً للآخرين؟ ومن الناحية الأخرى كم نجد أخاً له من العمل اليومي ما يشغل حيز اليوم وجانباً من الليل، ومواهبه وثقافته من رتبة ثانوية، ومع ذلك يكرس نفسه بجد واهتمام لاستغلال ما بين يديه، وقلما يدع لحظة تفلت بدون عمل جدي، وهكذا يجمع بانتظام طعاماً كثيراً لنفسه، ويوزع بركة وانتعاشاً على أخوته!

إن نقص الروحانية ليس سببه انعدام الفرص لزرع ما لله، لكنه يكشف عن الفشل في استغلال الفرص المقدمة له. لقد سمعنا عن حداد يستخدم المنفاخ، ويضع على الحائط قصاصات من الورق مكتوباً عليها كلمة الله، ليعود إليها بين وقت وآخر، ليلتقط لنفسه كلما اشتغل في الكور. كما سمعنا عن إسكافي يصلح الأحذية وأمامه الكتاب المقدس مفتوحاً. ومن وقت وآخر يلتقط لبنيان كيانه الروحي. إنه حرث الفقراء، ولكن حياة أولئك الفقراء وسيرتهم تثبت أنه كان في حرثهم طعام كثير.

الناس يقولون: ليس لدينا وقت لله، وهذا معناه في حقيقة الأمر أنه ليس لديهم قلب الله. فإن النفس المجتهدة تخلق الوقت وتثبت كثيراً أن جزءاً صغيراً من الكتاب أو بضع دقائق تقضى في الصلاة، تحمل ثمراً غنياً، وذلك عندما يتدرب القلب والضمير (اقرأ صلاة يعبيص1أخ9:4، 10).





sama smsma 07 - 07 - 2012 04:22 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النظر إلى فوق

« بالغداة أوجه صلاتي نحوك وأنتظر » (مز3:5)
النظر إلى الرب في الصباح الباكر قبل الخروج لمشاغل الحياة، هو بحق سر الحياة المملوءة والفائضة بعمل الروح القدس. ولكن ما معنى النظر إلى الرب؟

(1) إنها تعنى الوقوف أمام الرب متكلماً إليه بالصلاة، مستنداً عليه الاستناد الكامل. ومن الأمور التي قد تُتضمن في صلاتي : أ- الحمد والتسبيح للرب على مراحمه وأمانته وصلاحه (مز1:92،2) ب - الاعتراف للرب بالذنب
(مز18:66) . ج - أو طلب معونة وقوة من شخصه (مز4:25،5) د - أو إرشاد وهداية في أمر معين (مز4:25،5) هـ - أو التعبير عن أشواق لتمجيده ورفع اسمه في عمل الرب (فى20:1، 21).

فلو نظرنا إلى الرب، سوف لا نستثنى الرب في كل موقف من مواقف حياتنا. والأشياء التي من حولنا لن تزعجنا أو تُربكنا، لأن الله مازال مسيطراً ومهيمناً، فهو الذي « السلطان والهيبة عنده »
(أى1:25) .

فالعالم سيظل يتقدم من رديء إلى أردأ وسيظل « منقلباً منقلباً منقلباً أجعله ... حتى وولي الذي له الحكم »؛ أي الرب يسوع ويدين هذا العالم الشرير بالبر والعدل
(حز27:21) . ولكن قبل مجيئه للدينونة سيأتي لأخذ قديسيه وكنيسته الغالية التي اقتناها بدمه لتُزف إليه في احتفال رائع سامٍ نفيس.

وهذا هو الرجاء الرائع المجيد لكل مؤمن بالمسيح.

استمر شاخصاً إلى فوق!

Keep looking up !


هبنا أن نسير دومــاً
ناظريــــن للحبيــب فهو من أجل السرورِ
قد احتمل الصليـب

sama smsma 07 - 07 - 2012 04:22 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النظر حولنا

« لأني غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار » (مز3:73)
لو نظرنا إلى الأشياء التي حولنا، ستمتلئ حياتنا بالحيرة واليأس. ولكن سر النُصرة والقوة والسعادة في العين المثبتة على شخص المسيح المبارك. ففي الأيام الصعبة التي نعيش فيها، كم من أمور حولنا تدعو للاضطراب إذ نرى الشرور الأدبية والخطايا التي ذِكْرها أيضاً قبيح، ونرى العالم وقد امتلأ إثماً وجوراً وظلماً. ونرى الشيطان وباعه العريض وكيف يجول ليعمى أذهان غير المؤمنين. على أن كل هذه الأمور أخبرنا عنها الكتاب من قديم الزمان « في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون مُحبين لأنفسهم.. دنسين ... محبين للذات دون محبة الله » (2تى2:3-6) . وهذا شيء طبيعي لأن العالم وضع في الشرير، والأرض مُسلـَّمة ليد الشرير (1يو19:5، أى24:9).

وخطر التلوث يحيطنا من كل ناحية من مجالات الحياة. فهناك المجلات والجرائد والقصص، والإذاعة المسموعة والمرئية، ولا سيما خطر التليفزيون - هذا الجهاز الذي يخلب لب الطبيعة القديمة فينا؛ إذ تميل إلى كل ما هو عالمي. فلنحترس أيها الأحباء من كل هذه الملوثات التي تدنس القديس؛ من أفكار شريرة ومبادئ فاسدة ومناظر خليعة. فهذه الأمور تؤثر على شركتنا مع الرب يسوع، وتجعل قلوبنا فاترة باردة، وتفسد علينا نضارة الحياة الروحية وصفوها.

فما نقرأه وما نسمعه، وما نراه حولنا، سيساعد في تشكيل قوامنا ويؤثر سلبياً في شخصياتنا ويؤثر بطريقة غير مباشرة على سلوكنا وتصرفاتنا. فمَنْ يزرع فكرة يحصد فعلاً، ومَنْ يزرع فعلاً سيحصد عادة، ومَنْ يزرع العادة سيحصد الشخصية. من يزرع الشخصية يحصد المصير الأبدي!

دعونا نختبر كل ما نقرأ وكل ما نسمع. وكل ما نرى في المصفاة الإلهية النقية الواردة

في فيلبى8:4.


1 - كل ما هو حق
2 - كل ما هو جليل 3 - كل ما هو عادل
4 - كل ما هو طاهر 5 - كل ما هر مُسرّ
6 - كل ما صيته حسن 7 - إن كانت فضيلة
8 - إن كان مدح
« ففي هذه افتكروا »!

أيها الأحباء « امتنعوا عن كل شبه شر » و « لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد..مكملين القداسة في خوف الله » (1تس22:5،2كو1:7)



sama smsma 07 - 07 - 2012 04:23 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النعمة المعلِّمة

أربعة هي الأصغر في الأرض، ولكنها حكيمة جداً: النمل.. الوبار.. الجراد.. العنكبوت (أم30: 24-28)

هذه الرباعية تُظهر المؤمنين الآن باعتبارهم حكماء، نظراً لارتباطهم بالمسيح الذي صار لنا حكمة من الله. وتتجلى صفة الحكمة هذه في أربع صور مأخوذة من الحشرات والحيوانات الضعيفة:

(1) النمل طائفة غير قوية، ولكنه يعّد طعامه في الصيف: يتميز النمل بالنشاط (أم6: 6)، إذ أنه يعّد طعامه بلا ملل وبلا كلل في الصيف، ويجمعه للاستفادة به في وقت الشتاء. وفي هذا صورة للمؤمنين الآن في قبولهم الكلمة بكل نشاط (أع17: 11) فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا، وأيضاً في اجتماعاتهم معاً حيث يُقدَّم الطعام في حينه.

(2) الوبار طائفة ضعيفة، ولكنها تضع بيوتها في الصخر: الوبار من الحيوانات النجسة بحسب الناموس. وتُظهر علاقة الوبار بالصخر اقتران الذين كان يُقال عنهم قبلاً « نجس ودنس » بالمسيح ـ الصخرة ـ حيث المؤمنون ـ مقاماًـ جالسون الآن معاً في السماويات في المسيح. ومن جهة مخاطر الطريق هم « في محاجئ الصخر في ستر المعاقل ».

(3) الجراد ليس له ملك، ولكنه يخرج كله فرقاً فرقاً: بالرغم من أن ليس للجراد رئيس منظور (ملك) لكنه يخرج فرقاً فرقاً، في وحدة تُظهر قوة تماسكهم معاً، رغماً عن كون عدد أفراد السرب كبير جداً. وهذا يحدثنا عن وحدة جسد المسيح، وترتيب المؤمنين الواضح في القول الواحد والفكر الواحد. ويتجلى هذا التماسك للمؤمنين في اجتماعهم معاً إلى اسم الرب، وقيادته لهم بالروح القدس كأعضاء جسده الكثيرين رغم عدم وجود قائد منظور، ولكن لنا كل الكفاية في الرب يسوع المسيح « الذي هو ... رأس الجسد الكنيسة » (كو1: 15،18).

(4) العنكبوت تُمسك بيديها وهي في قصور الملوك: يشير وجود العنكبوت في قصور الملوك إلى حقيقة وصفة وطابع دعوة الكنيسة « في السماويات ». وهنا نتعلم المركز الحقيقي لكل المؤمنين. فنحن الذين كنا قبلاً مُبغضين مثل العنكبوت، وبعيدين عن الله، أي خارج المنزل، فإن « الله الذي هو غني في الرحمة ... أحيانا مع المسيح ... وأقامنا معه وأجلسنا (معاً) في السماويات في المسيح يسوع » (أف2: 4-6). هذا هو مكاننا في قصور الملوك.

إذاً هذه الرباعية تُظهر لنا على التوالي: طعام الكنيسة ... ثم قوتها وأمانها.. ثم وحدتها وقيادتها ... وأخيراً مقامها.



فايز فؤاد



الساعة الآن 02:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025