![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكمال، والممكن http://www.arabchurch.com/forums/cus...ar47797_44.gif لقداسة البابا شنودة الثالث كلنا مطالبون بالكمال. غير أن الكمال المطلق هو لله وحده. أما نحن، فأقصى من نصل إليه هو الكمال النسبي، نسبةً لمقدراتنا، وما يمنحه لنا الله من نعمة... وهذا الكمال المطلوب منا هو الممكن، أي ما يمكننا عمله... أو ما يمكننا الوصول إليه دون أي تقصير من جانبنا... طفل صغير في بداية التعليم، يدرّسونه الجمع والطرح في علم الحساب. فينجح في الامتحان ويحصل على الدرجة النهائية. نقول إنه وصل إلى درجة الكمال في الرياضة (الحساب) طبقًا لمستواه. على الرغم من أن مستواه يُعتبر لا شيء، إذا ما قورن بالمستويات العليا في الرياضيات. ولكنه حصل على الكمال النسبي، نسبة إلى سنه، وإلى مستوى تعليمه. وليس هو مطالبًا بأكثر من هذا... المفروض طبعًا أن نعيش في سلام مع جميع الناس. ولكن يحدث أحيانًا أن زوجة لا تستطيع إطلاقًا أن تعيش في سلام مع حماتها في بيت واحد، لاختلاف الطباع أو اصطدام الآراء. فبدلًا من أن يتكرر الشجار كل يوم، من الأفضل أن تنفصلا، كل منهما في بيت. ولا يكون هذا خصامًا، إنما إبعادًا للقش عن النار... وتستمر العلاقة في سلام. ولكنه السلام النسبي أو الممكن. ينبغي اذن أن ننظر إلى إمكانيات كل شخص. ولا نطالبه بما هو فوق طاقته. والناس يتنوعون في مستوياتهم حتى الروحية منها.. فهناك مثلًا الشخص المبتدئ، وهو غير المختبر الناضج. وكلاهما غير الإنسان الروحي صاحب المواهب التي منحه الله إياها. والناس يختلفون أيضًا من جهة السن: فما يستطيعه الشاب غير ما يقدر عليه الشيخ، غير ما يستطيعه الطفل... ونرى من جهة الصحة والمرض أن ما يقدر عليه المريض غير ما يقدر عليه القوى في صحته. والكمال الممكن لكل هذه النوعيات من الناس، يختلف طبعًا من شخص إلى آخر... كل واحد منهم على قدر طاقته... لذلك يجب على المرشدين والمعلمين والوعاظ، ألا يطلبوا من الناس ما هو فوق طاقتهم من جهة الوصايا والتعليم... ونفس الكلام نقوله للآباء والأمهات، وكل الذين يعملون في مجال التربية وفي مراكز الشباب. بل وفي مجالات التنمية أيضًا... أعطوهم إذن الممكن الذي يقدرون عليه. وليس النافع هو كثرة الوصايا، بل ما يقدر السامع أن ينفذه منها. لهذا، كان السيد المسيح يوبخ المعلمين من الكتبة والفريسيين قائلًا "إنهم يحزمون أحمالًا ثقيلة، ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يقدرون أن يحركوها بأصابعهم"... والمستويات العليا يصل إليها الناس خطوة خطوة، ربما بتدريج طويل أو قصير، حسب إمكانياتهم... والله -تبارك اسمه- سوف يحاسب الناس، حسب إمكانياتهم وطاقاتهم. حسب الممكن، وليس حسب المطلق... كل منهم حسب مستوى عقله وفهمه، وما ورثه من طباع، وما يتعرض له من ضغوط خارجية لا تقوى عليها إرادته. نقول هذا من معرفته بعدل الله وأيضًا رحمته. وكلاهما يقرنان الوصية بالمقدرة. والله لا يطالب إنسانًا بوصية هي فوق قدرته أو فوق معرفته... ومن هنا أيضًا تدرجت وصايا الله للناس. فما أمرهم به في عصر الوثنية وعبادة الأصنام وتعدد الآلهة، كان من الطبيعي أن يرتفع في عصور المعرفة والنعمة وعبادة الإله الواحد... على أنه يجب أن نذكر ملاحظة هامة عن الممكن وهى: لا يصح إطلاقًا أن يتحول الممكن إلى لون من التسيب! فلا تقصّر في تنفيذ الوصية، وتغطى تقصيرك بالأعذار، وبأنه لم يكن في إمكانك غير ذلك!! كلا، بل ليكن لك ضمير صالح أمام الله وأمام نفسك، في صدق وتدقيق. لئلا تصل إلى تدليل النفس في هروبها من الوصية أو في استهتارها! مثال ذلك: إن كانت هناك إعفاءات من الصوم في حالات معينة للمرضى والعجائز والحبالى والمرضعات. فلا تتخذ مثل هذا التصريح سببًا للتسيب، إن كانت الصحة تحتمل... ملاحظة أخرى: وهى إن كانت إمكانيات شخص لا تستطيع الآن: فمن واجبات الإنسان الصالح أن يقوّى إمكانياتها ويزيده. وهناك تدريبات عملية كثيرة يستطيع أن يسلك فيها الشخص لكي يقوى قدرته، ويكتسب إمكانيات جديدة. وما كان غير مستطاع له بالأمس، يصبح اليوم ممكنًا. وهكذا فالأعذار التي كانت تغطى عجزه من قبل، لم يعد لها وجود الآن. وفى حدود الإمكان، يسلك الإنسان بأسلوب التدرج. فإن كنت لا تحب الخير (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) الآن، اغصب نفسك عليه. وبالتوالي سيأتي وقت تتعود على عمل الخير، بل تشتاق إلى عمله. ولا يكون بعد عن طريق التغصب، إنما بكل رغبة واقتناع... درّب نفسك على الاحتمال. وما لا تستطيع احتماله اليوم، فإنك بالتدريب سوف تستطيعه فيما بعد. درّب نفسك على العطاء، ولو بالقليل! المهم أن تعطى بأي قدر. ثم تدرج في العطاء: زِدهُ شيئًا فشيئًا. وكلما وجدت ثماره الخيرة، فإنك ستنمو في عطائك، وتزداد في كمالك النسبي. ليكن هدفك باستمرار هو الكمال. ولا تقف عند حد. وهذا الهدف سوف يدفعك إلى النمو في عمل الخير. ولاحظ نفسك. إن كان نموك الروحي قد توقف. فادفعه مرة أخرى بأساليب وطرق شتى. لأنه على قدر ما تصل إلى كمال نسبى هنا على الأرض، سوف تكون مجازاتك في السماء... واطلب معونة من الله القادر على كل شيء، حتى تستطيع بمعونته وعمل نعمته، أن تنتقل من كمال إلى كمال أعلى في كلٍ من المستوى النسبي والممكن... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خــَـلـَقَ فأبْدَع
خــَـلـَقَ فأبْدَع كيف جئتُ إلى هنا؟ ولماذا أنا هنا؟ ما هذه الأرض التي أعيش عليها؟ كيف خُلقِتُ ووجـِدْت؟ هنالك أسئلة عديدة نطرحها جميعنا في أوقات مختلفة من حياتنا على هذه الأرض. ولو فـَتـَحت الكتاب المقدس وفتـَّشت في العهد القديم، ستقرأ الكلمات التالية في الآيتين الأولـَـتين من سفر التكوين (السفر الأول في الكتاب المقدس) "فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ.وَكَانَتِ ٱلأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ ٱلْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ ٱللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ." (تكوين 1: 1 و2) هذه هي الحقيقة المتعلقة بخليقة عالمنا والإنسان. إن قصة الخلق هي قصة واقعية رائعة، فهي تخبرنا بأن الله تعالى قد خلق السموات والأرض في ستة أيام. وهذا ما تؤكده الآيات المذكورة في سفر التكوين، إذ تخبرنا بأن الله سبحانه قال : في اليوم الأول " .. لِيَكُنْ نُورٌ فَكَانَ نُورٌ" (تكوين 1: 3) وهكذا أضاء النور أرضنا المظلمة. ثم في اليوم الثاني، تـُخبرنا آيات سفر التكوين أيضاً بأن خالقنا خلق الجَلـَد وفصل بين المياه التي فوق الجلد والمياه التي تحت الجَلـَدْ. ودعا الله الجلد سماءً. وهكذا خلق الله السماء في اليوم الثاني. في اليوم الثالث، أمر الله أن تجتمع المياه التي تحت السماء وأن تظهر اليابسة التي دعاها أرضاً. ثم أمر الأرض أن تنبت عشباً وبقلاً وشجراً ذا ثمر. فكان كذلك. في اليوم الرابع خلق الله أنواراً في السماء، النور الأكبر (الشمس) لحُكم النهار، والنور الأصغر (القمر) لحكم الليل، والنجوم لتنير على الأرض ولتكون علامات لتحديد الأزمنة والأيام والسنين. في اليوم الخامس أمر الله أن تمتلئ المياه بالأسماك والسماء بالطيور، ثم باركها وقال لها أثمري وأكثري واملأي المياه في البحار، وليكثر الطير على الأرض. وهكذا كان بكلمة الله. في اليوم السادس خلق الله الحيوانات على وجه الأرض، ثم عمل تحفة الخلق – الرجل والمرأة. يا للإبداع والتنظيم والروعة ! لم يخلق سبحانه النباتات أولاً إلا بعد أن خلق النور ليوفــِّر للنباتات الغذاء. ولم يخلق الطيور قبل أن يجهَّز لها السماء لتطير فيها، ولم يخلق الحيوانات بأنواعها إلا بعد أن أنبت لها العشب والنبات لإعالتها وإطعامها. كل ما خلقه كان بتدبير ومقياس دقيق. إن الخليقة، كما نؤمن بها وحسب كلام الله، لم تستغرق آلاف أو ملايين السنين لتتم (حسبما يريدنا علماء التطور أن نعتقد!) فالخليقة اُنجزت خلال ستة أيام حرفية وبأمر الله الكلي القدرة وبكلمته. وبعد الستة أيام تلك، توَّج الله أسبوع الخلق هذا بيوم خاص جداً إذ تقول الآيات المقدسة موضحة هذه الحقيقة: " وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا. " (التكوين 2: 3 ) لقد بارك الله اليوم السابع وقدَّسه ليكون يوماً للعبادة ورفع الحمد والتسبيح له ولتذكـُّر عظمته وجلاله من خلال كل ما خلقه لنا وسوَّاه. إن السعادة والاكتفاء والكمال الذي أبدعه الله في خلقه كان سيستمر لأسابيع غير محدودة وإلى الأبد لولا المنحى المأساوي الذي تحوَّلت إليه مجريات الأمور في الجنة. إذ زحف الإثم (الكبرياء) وانسلَّ إلى عالمنا الكامل الذي خلقه الله لنا في البدء، وهكذا ابتدأ جمال الأرض يذبل وتسرَّب إليها الفساد والخراب والانحلال والموت. إن هذه النتائج المؤلمة جاءت نتيجة عصيان وتعدّي إبليس الذي شـَطـَن وابتعد عن اتــِّباع شريعة الله. فقد اختار أن ينشق عن عبادة الله ويسير في طريق الضلال الذي يقود إلى البؤس والموت، إذ لا حياة ولا رخاء بدون الله، فهو الحياة وهو أصل الوجود. ومع أننا مازلنا ننعم بالكثير من جمال الطبيعة الذي يذكرنا بخليقة الله الكاملة، إلا أننا نفتقد إلى الكمال الذي أرادنا الله من البدء أن يكون في عالمنا وفي أجسادنا وعقولنا ونفوسنا. طبعاً لا يمكن مقارنة كمالنا بكمال الله، حاشا لنا أن نفعل ذلك، لكن، لأن الله كامل فهو يخلق كل ما هو كامل، وقد أعطانا شريعته الكاملة لنعيش بالكمال أمامه كل أيام حياتنا. لكن الواقع الذي نعيشه يُظهر لنا جلياً أننا لا يمكن أن نحيا حياة الكمال أو أن نكون كاملين من تلقاء أنفسنا لأننا أصبحنا بالإثم مملوئين. لكن هناك سبيل للوصول إلى الكمال وهو قبول الضحية الكاملة التي قـُدِّمت بلا عيب ولا إثم أمام الله. لقد أعدَّ لنا الله جسراً للعبور إلى جنــَّته الكاملة، إنه جسر نعمة الله. فهذا الجسر يربط ما بين الجنة الكاملة، النقية والطاهرة، وأرضنا المشوَّهة، الملوثة بالدماء وأعمال الشر والظلم. إذا قبلت العبور على ذلك الجسر، سيتسنى لك ولي أن نتمتع بعالم أفضل، عالم كامل، عالم طاهر. لماذا نهدر الوقت والجهود في مجادلات عقيمة مع عقول بشر محدودين وخيال علماء غير مؤمنين ولا نخصصه لنشر التعليم الصحيح عن قصة الخلق العجيب! أعط ولاءك لخالق السموات والأرض، القادر أن يحفظك وينجيك ويعطيك حياة أبدية في جنة الخلد حيث لا يوجد فيها فساد ولا إثم ولا عصيان ولا حتى موت. هناك، ستكون لك حياة أبدية في عالم أسسه الله على النقاء والطهارة والكمال. * * * * * * * إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ! وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ. تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ جَمِيعاً وَبَهَائِمَ الْبَرِّ أَيْضاً وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَسَمَكَ الْبَحْرِ السَّالِكَ فِي سُبُلِ الْمِيَاهِ. أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْض! من سفر المزامير 8: 3-9 أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السعادة السعادة ليس شيء أحب للإنسان من أن يكون سعيدًا! يختلف الناس بعضهم عن بعض في كثير من الأشياء، لكنهم يشتركون جميعًا في أمنية واحدة وهي السعادة .... يختلف الناس في أعمارهم، وطبائعهم، وجنسياتهم، ولغاتهم، وطرق حياتهم، لكنهم جميعهم يطلبون السعادة. ليس كل من يسعى إلى السعادة يبلغها، وكثيرون يجاهدون في سبيلها ويفشلون، لكن قليلون هم الذين يصلون. من يفتش عن السعادة في تحقيق رغبات الجسد وشهواته لن يصل إلى مبتغاه... ومن يرجو السعادة بالمال أو الجاه سيضلّ الطريق... فكم من أناس أكملوا شهوات أجسادهم فساروا وراء آبار مشققة لا تضبط ماء... فكانوا تعساء أشقياء لأنهم لم يعرفوا الطريق إلى كلام الله، وخوف اسمه، وإطاعة وصاياه، كما قال الرب يسوع، "تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ" (متى 29:22)، فضلّوا الطريق ولم يصلوا إلى شيء مما ابتغوه وأرادوا أن يحققوه. الحقيقة أنه ليس شيء يملأ القلب بالسعادة إلا قداسة الحياة، وطهارة القلب، ونقاء الضمير، والنصرة على الخطية. فلا سعادة بغير السلام لقلب خاطئ أثيم. "لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إشعياء 22:48). فالخاطئ الذي يفعل الخطية هو ضعيف، وبائس، وذليل أمام شهواته، ومغلوب على أمره. إنه عبد مذعن لشهواته كما قال الرب يسوع: "مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ" (يوحنا 34:8). إنه قلق، ومتعب، ولا مكان راحة واستقرار له. يسير وراء قيادة إبليس الشريرة التي تفسد تفكيره وتدفعه إلى الهاوية. إنها تقتل إرادته، وتميت ضميره، وتعكر صفو حياته، وتنزع السلام من قلبه. ليس شيء يمنح النفس راحة، وهدوءا، وسعادة، وسلامًا، مثل النجاح الداخلي، والنصرة على الشيطان وكل قوته، والتسامي بحياته إلى ما هو طاهر، وجليل، ومسر، وصيته حسن. فالسعادة لن تشع إلا في قلب من عرف طريق الحياة النقية، إذ امتلك الله زمام حياته، وقاده في طريق الشركة الحقيقية معه بواسطة ابنه الرب يسوع المسيح، وأصبح الروح القدس يرشده ويساعده. فإن أردت حقًا أن تعرف طريق السعادة ( فإلى الشَرِيعَةِ ، و عَرْشِ النِّعْمَةِ والشهادة ...) أي إلى كلمة الله التي تعلن لك هذا الطريق، فتنير لك السبيل، وترشدك، وتقويك، وتقودك إلى عشرة مقدسة مع الله، وإلى خدمة متفانية ومنتصرة. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سؤال: لفظ "الله" Allah هي كلمة إسلامية، لماذا تستخدمونها؟! وهل لديكم إثبات على وجودها بالكتاب المقدس؟ http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...k1qgkswnxn.gif الإجابة: كلمة الله God أصلًا كلمة مذكورة في الكتاب المقدس، وهو قبل الإسلام. وعدد مرات ذكرها حوالي 2246 مرة، وللتأكد من أن أصلها من الكتاب المقدس، لك أن تقرأ الآية الأولى من الإصحاح الأول من السفر الأول في الكتاب المقدس، فستجدها به، وستجده أيضًا في الأصحاح الأخير من العهد الجديد من كتاب الله! ومن أسماء الله في الكتاب المقدس "ألوهيم"، وهو أصل الكلمة المشتقة منها.. ونقول باللغة العربية "تأليه"، أي يجعل الشيء إلهًا، وليس معناها أننا نقصد الخالق! ونتحدث عن معبودات المصريين القدماء مثلا فنقول عنها أنها آلهة وأوثان.. والإله هو ما يتخذه أصحاب دين ما معبودًا، ولا يعني أن باستخدامي كلمة "الله" فأنا أقصد الخالق عامة الذي أعبده، ولا يعني ذلك أنه نفس وجهة نظرك من جهة الإله الذي تعبده.. ويقول المعجم الوجيز (إصدار مجمع اللغة العربية - طبعة وزارة التربية والتعليم 1994 م.) في ص23، تحت باب (إله) حرف أ: "الإله: كل ما إتُخِذَ معبودًا". وفي نفس الباب (باب كلمة إله)، يتناول مشتقاتها، ومنها كلمة "الله"، فهي كلمة مشتقة وليست كمجرد اسم. إن ترجمات الكتاب المقدس العربية سبقت الإسلام أيضًا.. فقد بدأت محاولات الترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة العربية بعد بداية انتشار المسيحية.. فاللغة العربية ليست من ابتداع القرآن، بل هي مجرد لغة كُتِبَ بها. https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Allah-word.gif ومن غير المعقول أن يكون المُبَشِّرون الأوائل الذين نشروا الإيمان المسيحي في البلاد العربية قبل ظهور الإسلام بعدة قرون قد أهملوا تزويد رعاياهم بترجمة للأسفار المقدسة إلى لسانهم العربي. ففي يوم حلول الروح القدس على التلاميذ المذكور في سفر أعمال الرسل، كان هناك في ذلك اليوم عرب موجودين، ضمن جنسيات أخرى، سمعوا التلاميذ يتكلَّمون بألسنتهم بعظائم الله (الأعمال 2: 11). وربما يكون أولئك العرب إما كانوا يهودًا أو مُتَّهدين جددًا من جنس عربي. كما أن بولس توجَّه بعد اهتدائه إلى البلاد العربية (غلاطية 1: 17). ويُقصَد بها الصحارى في شرق دمشق، أو ربما في جبل سيناء. وفي القرن الثالث كانت هناك أبارشيات أسقفية كثيرة في البلاد العربية، وانتشرت البدع فيها أيضًا، حتى أن أوريجانوس ذهب موفدًا إليها نحو سنة 215 م. لتثبيت الإيمان. وذهب مرة أخرى في ما بين 240 و249 ليدحض بدعة متصلة بخلود الروح.. وانعقد في تلك الفترة مجمع في بلاد العرب مكوَّن من 14 أسقفًا أدانوا تلك البدعة، وقد اكتُشِفَت أعمال ذلك المجمع في طرة بمصرسنة 1941 م. كما عقد البابا ديوناسيوس مجمعًا بالإسكندرية (نحو سنة 248 م.) وكتب رسالة إلى بلاد العرب يدحض فيها تلك البدعة (راجع cuna[arion سنكسار 13 برمهات أمر آخر، إن كنت تقول أن الله هو اسم، فإن كان اسمًا، كان سَيُتَرجَم في ترجمات الكتاب المقدس إلى Allah أو Alah.. ولكنه يُترجَم بالإنجليزية God, وبالفرنسية Dieu وبالقبطية ;Vnou.. وهكذا.. فهو مجرد لفظ؛ أي الرب الإله الخالق، وليس اسمًا من أسماء الله.. ومن الأمور الملحوظة التي سقطت من السائل العزيز هو أن رسول الإسلام اسمه "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.."، فاسم أبيه به كلمة "الله"! فهل كان والده مسلمًا؟! أم تغير اسمه بعد الإسلام؟ أم أن هذا يوضح أن الكلمة كانت مُستخدمة من قبل؟ الله واحد.. أقصد أنه لا يوجد إله للمسيحيين، وإله للمسلمين، إلى غير ذلك.. ولكنه هو إله واحد للجميع. الفرق هو في مفهوم كل دين عن الله تبارك اسمه.. أي أن خالق الكل واحد، ولكن ليس الكل لديهم نفس الفكرة عن ذلك الإله.. وعندما أستخدم كلمة "الله" فأنا أستخدمها بمعناها المعتاد بأنه هو الرب الخالق، ولكن بالطبع هذا لا علاقة له بالله في المفهوم القرآني.. فلا إشكالية في استخدام الاسم مادام واضح أنني لا أتحدث عن إله الإسلام أو الله بحسب المفهوم القرآني.. وعلى أي الأحوال الله عز وجل لا يُحَد ولا يُوصَف، ولا توجد لغة على الأرض تستطيع أن تتحدث عنه تبارك اسمه.. فالله ليس كلمة، أو وصف لمعبود أي من الأديان.. إنه الخالِق.. الذي "بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ" (سفر أعمال الرسل 17: 28).. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجحيم الابدي فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ (عاموس 4: 12 ) مدة الإقامة في جهنّم (1) إن ما قيل آنفاً مخيف حقاً ! ولكن الأشدّ رهبة هو انعدام الرجاء بالخلاص منه. لأن الكتاب المقدس يجزم تماماً بأن عذاب جهنّم لا يتوقف إلى الأبد. والنصوص الكتابية، التي تؤيد ذلك عديدة منها: * قول إشعياء عن وقائد أبدية «مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟» (إشعياء 33: 14)، وعن نار لا تطفأ «.. لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ،.. » (إشعياء 66: 24). * قول دانيال عن العار في الازدراء الأبدي (دانيال 12: 2) * قول يوحنا والمسيح عن النار التي لا تطفأ أبداً (متّى 3: 12، مرقس 9: 43). * قول المسيح: «يَمْضِي هٰؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَٱلأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (متّى 25: 46). * «وَلٰكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» .(مرقس 3: 29) «مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَلاَ فِي ٱلآتِي» (متّى 12: 32). تدلنا القرائن على أن الخطية ضد الروح القدس، هي التصدي المصمم، على عمله بالتبكيت على الخطية والحض على تجديد الحياة بقبول يسوع المسيح مخلصاً. ويقيناً أننا حين نتأمّل بعمق في ما كتب في الأسفار المقدّسة عن الروح القدس، ندرك أن عمله يتناول الإنسان بأنه خاطئ، وبأن المسيح هو المخلّص. فإذا رفض الإنسان هذه الحقيقة، يكون قد ارتكب الخطية التي لا تغفر. فالذاهبون إلى العذاب إذن، هم الذين رفضوا المخلّص على وفق قوله: «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَٱلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ» (يوحنا 3: 18). * أن الدينونة الأبدية، هي من الأشياء الأكثر بداهة وحقاً. فقد قال الرسول: «لِذٰلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ ٱلْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى ٱلْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ ٱلتَّوْبَةِ مِنَ ٱلأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ، وَٱلإِيمَانِ بِٱللّٰهِ، تَعْلِيمَ ٱلْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ ٱلأَيَادِي، قِيَامَةَ ٱلأَمْوَاتِ، وَٱلدَّيْنُونَةَ ٱلأَبَدِيَّةَ» (عبرانيين 6: 1 -2). * نقرأ في رسالة يهوذا: «.. إِنَّ ٱلرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ ٱلشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. وَٱلْمَلاَئِكَةُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ ٱلظَّلاَمِ. كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ... هٰؤُلاَءِ... نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 5 - 13). * ونقرأ في سفر الرؤيا: «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ... . وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 14: 11، 19: 3، 20: 10). إن من يقرأ هذه الفقرات، لا بد أن يستخرج المؤثرات الفاجعة، التي تؤكد أن عذاب جهنّم ليس له نهاية. بيد أن هذه الفكرة مهما كانت مرعبة بالنسبة للنفس البشرية، فقد لاقت معارضات كثيرة، كان هدفها زعزعة هذا اليقين. (2) الاعتراضات على عقيدة العذاب الأبدي : -A- يقول النقاد إن الاصطلاحات اللغوية في العهد القديم يمكن أن تفيد أن الكلمات: موت، أبد، أبدي، أبدية، لا تحمل بالضرورة معنى الأبد المطلق. مثلاً على ذلك القول: «لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَاراً بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى ٱلأَبَدِ» . (إرميا 17: 4) «لأَنَّ شَعْبِي قَدْ نَسِيَنِي ... وَقَدْ أَعْثَرُوهُمْ فِي طُرُقِهِمْ فِي ٱلسُّبُلِ ٱلْقَدِيمَةِ لِيَسْلُكُوا فِي شُعَبٍ، فِي طَرِيقٍ غَيْرِ مُسَهَّلٍ لِتُجْعَلْ أَرْضُهُمْ خَرَاباً وَصَفِيراً أَبَدِيّاً» . (إرميا 18: 15 -16) «وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَتِلْكَ ٱلأُمَّةَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَباً أَبَدِيَّةً» (إرميا 25: 12). إن الاستشهاد بهذه العبارات لا يمكنه غمط الحقيقة المعلنة من الله عن أبديته، وعن الحياة الأبدية، وعن العذاب الأبدي. فهذه الإعلانات لها معنى الإطلاق. مثلاً على ذلك قول الكتاب: «كُرْسِيُّكَ يَا اَللّٰهُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ» . (مزمور 45: 6) «مُنْذُ ٱلأَزَلِ إِلَى ٱلأَبَدِ أَنْتَ ٱللّٰهُ» . (مزمور 90: 2) «أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلأَبَدِ» . (يوحنا 6: 51) «أَمَّا قِدِّيسُو ٱلْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى ٱلأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (دانيال 7: 18) «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10). فتعاقب الكلمات دهر الدهور، وأبد الآبدين، وإلى الأبد، له دلالته على أن المعنى به هو الأبد المطلق. -B- يزعم البعض أن الكلمة «أبدي» الواردة في العهد الجديد في اليونانية تعني فقط مدة طويلة بالمقارنة مع الدهر الآتي . ويقولون إنه يمكن ترجمتها بكلمة عصر. فليكن التشابه بين الكلمتين «أبدي» والدهر الآتي. فليس من أحد يشك في ذلك. ولكن العهد الجديد كان له اهتمام خاص، لكي لا يتركنا في الجهل من جهة استعمال هذه التعبير الذي ورد 71 مرة في أسفار العهد الجديد. منها 64 تقرر الحقائق الإلهية والسعيدة في العالم الآتي: الإله الأبدي، قدرته السرمدية، الروح الأبدي، المجد الأبدي، التعزية الأبدية، الخيمة الأبدية، الأزمنة الأزلية، الأشياء غير المنظورة الأبدية. فهذه الحالات جميعها، بلا شك تعني مدة غير محدودة. وبالمقابل توجد سبع حالات تتناول فيها الهلاك الأبدي (متّى 18: 8، 25: 41 ، يهوذا 7). والنار الأبدية (متّى 25: 46). والعذاب الأبدي (مرقس 3: 29). بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ (2 تسالونيكي 1: 9). والدينونة الأبدية (عبرانيين 6: 2). -C- أيضاً زعم المعترضون أن التعبير القائل: إلى أبد الآبدين يعني عدداً من الأزمنة وليس الأبدية المطلقة. ورداً على هذا الادعاء لننظر المعنى الذي أُعطي لهذا التعبير في سفر الرؤيا، الذي يستعمله غالباً. قال يسوع: «أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ. آمِينَ» (رؤيا 1: 17 -18). ويقدم لنا سفر الرؤيا مشهداً لعبادة أهل السماء إذ يقول: «وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 4: 10). ونقرأ في السفر المجيد تسبيحة أهل السماء في المحضر الإلهي القائلة: «لِلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 5: 13). ونقرأ أيضاً تسبيحة المفديين وملائكة السماء القائلة: «آمِينَ! ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْحِكْمَةُ وَٱلشُّكْرُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْقُوَّةُ لإِلٰهِنَا إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (رؤيا 7: 12) ويذكر هذا السفر المجيد أن المختارين سيملكون مع المسيح إلى أبد الآبدين (رؤيا 22: 5). إلى هنا أرى أن التعبير إلى أبد الآبدين يعني زماناً لا نهاية له. واستطراداً لا يسعني إلا أن أتساءل: لماذا يحاول البعض تحميله معنى المحدودية بالنسبة لجهنّم؟ ولكن ألم يقل صاحب الإعلان «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ»؟ (رؤيا 14: 11). أخيراً يقول المتضلّعون في اللغة اليونانية أن العبارة «إلى أبد الآبدين» وردت 12 مرة في سفر الرؤيا بمعنى الأبدية المطلقة. -D- يمكننا أن نقول الشيء نفسه بالنسبة لكلمتي الأبدية وإلى الأبد، لأن العهد الجديد يستعملها بمعنى الأبدية المطلقة. مثلاً على ذلك القول الرسولي: «وأَمَّا هٰذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى ٱلأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ... يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلأَبَدِ» (عبرانيين 7: 24، 13: 8). «... لأَجْلِ هٰذَا ٱفْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى ٱلأَبَدِ» (فيلمون 15). هنا لا بد للمتأمل في هذا الموضوع أن يتساءل: لماذا هذه الكلمات نفسها يجب أن تتغير فجأة، حين يكون الكلام عن جهنّم؟ انظر ما قاله الرسول في أبدية جهنّم: «أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 13). -E- يقول المعترضون: إن الدود الذي لا يموت والنار التي لا تطفأ، ليست سوى كلمات مجازية، لأن الدود حين يقضم كل شيء يموت، وحين تحرق النار كل شيء تنطفئ. ففي وادي هنوم (جهنّم) كانت النفايات تذهب طعماً للنيران. والنار كانت تبقى مشتعلة، طالما تلقى فيها النفايات. هذا التحليل يبدو صحيحاً من جهة النار والوقود الأرضي. ولكن هذا لا ينطبق إطلاقاً على ما يقوله الكتاب عن العالم الآتي. والواقع، إن كانت الأنفس تبقى في العذاب، فلماذا تكون جهنّم وقتية؟ وإلا ما معنى قول صاحب الإعلان: «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10) فالبحيرة المتقدة إذن تبقى إلى ما لا نهاية له. في معرض التكلّم عن أبدية جهنّم، أرى لزاماً عليّ أن أعود للتكلّم في مسألة الفناء. صحيح أن قبول حقيقة جهنّم الأبدية يواجه صعوبة لدى كثيرين: ولكن بما أن النصوص الكتابية الخاصة بهذا الموضوع في متناول أيدي الجميع فلا مندوحة لنا من إحناء الرأس والتسليم بكل ما جاء في الكلمة الإلهية. وكم هو جدير بنا أن نتصرّف كما تصرّف الواعظ الكبير أدولف مونود حين استنار ذهنه وعرف الحقيقة، فقال: «لقد بذلت كل ما في طاقتي من جهود، لكي أجد في كلمة الله ما ينفي وجود العذابات الأبدية، ولكنني لم أنجح في محاولاتي. فحين قرأت ما أعلنه يسوع: «يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي ويمضي الأبرار إلى حياة أبدية» تبيّن لي أن عذاب الأشرار أبدي، كما أن سعادة الأبرار أبدية. وعندئذ لم يكن في وسعي إلا التسليم وإحناء الرأس، ثم وضعت يدي على فمي، وآمنت بالعذابات الأبدية» أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجحيم الابدي فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ (عاموس 4: 12 ) مدة الإقامة في جهنّم (1) إن ما قيل آنفاً مخيف حقاً ! ولكن الأشدّ رهبة هو انعدام الرجاء بالخلاص منه. لأن الكتاب المقدس يجزم تماماً بأن عذاب جهنّم لا يتوقف إلى الأبد. والنصوص الكتابية، التي تؤيد ذلك عديدة منها: * قول إشعياء عن وقائد أبدية «مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟» (إشعياء 33: 14)، وعن نار لا تطفأ «.. لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ،.. » (إشعياء 66: 24). * قول دانيال عن العار في الازدراء الأبدي (دانيال 12: 2) * قول يوحنا والمسيح عن النار التي لا تطفأ أبداً (متّى 3: 12، مرقس 9: 43). * قول المسيح: «يَمْضِي هٰؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَٱلأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (متّى 25: 46). * «وَلٰكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» .(مرقس 3: 29) «مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَلاَ فِي ٱلآتِي» (متّى 12: 32). تدلنا القرائن على أن الخطية ضد الروح القدس، هي التصدي المصمم، على عمله بالتبكيت على الخطية والحض على تجديد الحياة بقبول يسوع المسيح مخلصاً. ويقيناً أننا حين نتأمّل بعمق في ما كتب في الأسفار المقدّسة عن الروح القدس، ندرك أن عمله يتناول الإنسان بأنه خاطئ، وبأن المسيح هو المخلّص. فإذا رفض الإنسان هذه الحقيقة، يكون قد ارتكب الخطية التي لا تغفر. فالذاهبون إلى العذاب إذن، هم الذين رفضوا المخلّص على وفق قوله: «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَٱلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ» (يوحنا 3: 18). * أن الدينونة الأبدية، هي من الأشياء الأكثر بداهة وحقاً. فقد قال الرسول: «لِذٰلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ ٱلْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى ٱلْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ ٱلتَّوْبَةِ مِنَ ٱلأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ، وَٱلإِيمَانِ بِٱللّٰهِ، تَعْلِيمَ ٱلْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ ٱلأَيَادِي، قِيَامَةَ ٱلأَمْوَاتِ، وَٱلدَّيْنُونَةَ ٱلأَبَدِيَّةَ» (عبرانيين 6: 1 -2). * نقرأ في رسالة يهوذا: «.. إِنَّ ٱلرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ ٱلشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. وَٱلْمَلاَئِكَةُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ ٱلظَّلاَمِ. كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ... هٰؤُلاَءِ... نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 5 - 13). * ونقرأ في سفر الرؤيا: «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ... . وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 14: 11، 19: 3، 20: 10). إن من يقرأ هذه الفقرات، لا بد أن يستخرج المؤثرات الفاجعة، التي تؤكد أن عذاب جهنّم ليس له نهاية. بيد أن هذه الفكرة مهما كانت مرعبة بالنسبة للنفس البشرية، فقد لاقت معارضات كثيرة، كان هدفها زعزعة هذا اليقين. (2) الاعتراضات على عقيدة العذاب الأبدي : -A- يقول النقاد إن الاصطلاحات اللغوية في العهد القديم يمكن أن تفيد أن الكلمات: موت، أبد، أبدي، أبدية، لا تحمل بالضرورة معنى الأبد المطلق. مثلاً على ذلك القول: «لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَاراً بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى ٱلأَبَدِ» . (إرميا 17: 4) «لأَنَّ شَعْبِي قَدْ نَسِيَنِي ... وَقَدْ أَعْثَرُوهُمْ فِي طُرُقِهِمْ فِي ٱلسُّبُلِ ٱلْقَدِيمَةِ لِيَسْلُكُوا فِي شُعَبٍ، فِي طَرِيقٍ غَيْرِ مُسَهَّلٍ لِتُجْعَلْ أَرْضُهُمْ خَرَاباً وَصَفِيراً أَبَدِيّاً» . (إرميا 18: 15 -16) «وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَتِلْكَ ٱلأُمَّةَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَباً أَبَدِيَّةً» (إرميا 25: 12). إن الاستشهاد بهذه العبارات لا يمكنه غمط الحقيقة المعلنة من الله عن أبديته، وعن الحياة الأبدية، وعن العذاب الأبدي. فهذه الإعلانات لها معنى الإطلاق. مثلاً على ذلك قول الكتاب: «كُرْسِيُّكَ يَا اَللّٰهُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ» . (مزمور 45: 6) «مُنْذُ ٱلأَزَلِ إِلَى ٱلأَبَدِ أَنْتَ ٱللّٰهُ» . (مزمور 90: 2) «أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلأَبَدِ» . (يوحنا 6: 51) «أَمَّا قِدِّيسُو ٱلْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى ٱلأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (دانيال 7: 18) «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10). فتعاقب الكلمات دهر الدهور، وأبد الآبدين، وإلى الأبد، له دلالته على أن المعنى به هو الأبد المطلق. -B- يزعم البعض أن الكلمة «أبدي» الواردة في العهد الجديد في اليونانية تعني فقط مدة طويلة بالمقارنة مع الدهر الآتي . ويقولون إنه يمكن ترجمتها بكلمة عصر. فليكن التشابه بين الكلمتين «أبدي» والدهر الآتي. فليس من أحد يشك في ذلك. ولكن العهد الجديد كان له اهتمام خاص، لكي لا يتركنا في الجهل من جهة استعمال هذه التعبير الذي ورد 71 مرة في أسفار العهد الجديد. منها 64 تقرر الحقائق الإلهية والسعيدة في العالم الآتي: الإله الأبدي، قدرته السرمدية، الروح الأبدي، المجد الأبدي، التعزية الأبدية، الخيمة الأبدية، الأزمنة الأزلية، الأشياء غير المنظورة الأبدية. فهذه الحالات جميعها، بلا شك تعني مدة غير محدودة. وبالمقابل توجد سبع حالات تتناول فيها الهلاك الأبدي (متّى 18: 8، 25: 41 ، يهوذا 7). والنار الأبدية (متّى 25: 46). والعذاب الأبدي (مرقس 3: 29). بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ (2 تسالونيكي 1: 9). والدينونة الأبدية (عبرانيين 6: 2). -C- أيضاً زعم المعترضون أن التعبير القائل: إلى أبد الآبدين يعني عدداً من الأزمنة وليس الأبدية المطلقة. ورداً على هذا الادعاء لننظر المعنى الذي أُعطي لهذا التعبير في سفر الرؤيا، الذي يستعمله غالباً. قال يسوع: «أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ. آمِينَ» (رؤيا 1: 17 -18). ويقدم لنا سفر الرؤيا مشهداً لعبادة أهل السماء إذ يقول: «وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 4: 10). ونقرأ في السفر المجيد تسبيحة أهل السماء في المحضر الإلهي القائلة: «لِلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 5: 13). ونقرأ أيضاً تسبيحة المفديين وملائكة السماء القائلة: «آمِينَ! ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْحِكْمَةُ وَٱلشُّكْرُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْقُوَّةُ لإِلٰهِنَا إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» . (رؤيا 7: 12) ويذكر هذا السفر المجيد أن المختارين سيملكون مع المسيح إلى أبد الآبدين (رؤيا 22: 5). إلى هنا أرى أن التعبير إلى أبد الآبدين يعني زماناً لا نهاية له. واستطراداً لا يسعني إلا أن أتساءل: لماذا يحاول البعض تحميله معنى المحدودية بالنسبة لجهنّم؟ ولكن ألم يقل صاحب الإعلان «وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ»؟ (رؤيا 14: 11). أخيراً يقول المتضلّعون في اللغة اليونانية أن العبارة «إلى أبد الآبدين» وردت 12 مرة في سفر الرؤيا بمعنى الأبدية المطلقة. -D- يمكننا أن نقول الشيء نفسه بالنسبة لكلمتي الأبدية وإلى الأبد، لأن العهد الجديد يستعملها بمعنى الأبدية المطلقة. مثلاً على ذلك القول الرسولي: «وأَمَّا هٰذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى ٱلأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ... يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلأَبَدِ» (عبرانيين 7: 24، 13: 8). «... لأَجْلِ هٰذَا ٱفْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى ٱلأَبَدِ» (فيلمون 15). هنا لا بد للمتأمل في هذا الموضوع أن يتساءل: لماذا هذه الكلمات نفسها يجب أن تتغير فجأة، حين يكون الكلام عن جهنّم؟ انظر ما قاله الرسول في أبدية جهنّم: «أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ ٱلظَّلاَمِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يهوذا 13). -E- يقول المعترضون: إن الدود الذي لا يموت والنار التي لا تطفأ، ليست سوى كلمات مجازية، لأن الدود حين يقضم كل شيء يموت، وحين تحرق النار كل شيء تنطفئ. ففي وادي هنوم (جهنّم) كانت النفايات تذهب طعماً للنيران. والنار كانت تبقى مشتعلة، طالما تلقى فيها النفايات. هذا التحليل يبدو صحيحاً من جهة النار والوقود الأرضي. ولكن هذا لا ينطبق إطلاقاً على ما يقوله الكتاب عن العالم الآتي. والواقع، إن كانت الأنفس تبقى في العذاب، فلماذا تكون جهنّم وقتية؟ وإلا ما معنى قول صاحب الإعلان: «وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10) فالبحيرة المتقدة إذن تبقى إلى ما لا نهاية له. في معرض التكلّم عن أبدية جهنّم، أرى لزاماً عليّ أن أعود للتكلّم في مسألة الفناء. صحيح أن قبول حقيقة جهنّم الأبدية يواجه صعوبة لدى كثيرين: ولكن بما أن النصوص الكتابية الخاصة بهذا الموضوع في متناول أيدي الجميع فلا مندوحة لنا من إحناء الرأس والتسليم بكل ما جاء في الكلمة الإلهية. وكم هو جدير بنا أن نتصرّف كما تصرّف الواعظ الكبير أدولف مونود حين استنار ذهنه وعرف الحقيقة، فقال: «لقد بذلت كل ما في طاقتي من جهود، لكي أجد في كلمة الله ما ينفي وجود العذابات الأبدية، ولكنني لم أنجح في محاولاتي. فحين قرأت ما أعلنه يسوع: «يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي ويمضي الأبرار إلى حياة أبدية» تبيّن لي أن عذاب الأشرار أبدي، كما أن سعادة الأبرار أبدية. وعندئذ لم يكن في وسعي إلا التسليم وإحناء الرأس، ثم وضعت يدي على فمي، وآمنت بالعذابات الأبدية» أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علامات الكنيسة الأربعة https://upload.chjoy.com/uploads/1393110510771.jpg واحدة: إشارة إلى وحدة الإيمان والتعليم والمعتقد والتفكير والرجاء " رعية واحدة وراع واحد ". (يو 10: 16). " ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر ولا أنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع "(غل 3: 28) مقدسة: وأحب المسيح أيضا الكنيسة واسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غصن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة بلا عيب (اف 5: 25 – 27). مقدسة: لأن كل المؤمنين قد تقدسوا بدمه (1.كو 6: 11). لأنه يدعو أعضاءها إلى القداسة (1.تى 4: 7). جامعة: لأنها توصل رسالة الخلاص إلى الجميع وتضم إليها جميع الذين يؤمنون بدون استثناء، وفي هذا قال الكتاب المقدس "ويكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم " (لو 24: 47). " ويكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقاصي الأرض ". (أع 1: 8) " تلمذوا جميع الأمم ". (مت 28: 19، راجع مر 16: 15). رسولية: كنيسة المسيح الحقيقية هي المبنية على أساس الرسل ويكون تعليم الإيمان كما هو مأخوذ من الرب ورسله (لو 1: 2) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خواطر أرثوذكسية في احتفالنا بتجسد الكلمة – 2
http://www.coptology.com/website/wp-...ty-icon2_2.jpg -1- سجَّل لنا لوقا البشير الجانب التاريخي لميلاد الكلمة المتجسد (لوقا ص 1)، ولكنه لم يكن يسجِّل لنا تاريخ عيد ميلاد، بل تجسد ابن الله. عيد الميلاد -كما درجنا على القول- هو بداية حياة أي إنسان، وهي بداية لها نهاية، ولكن ابن الله كان كائناً قبل أن يولد بالجسد “لا بداءة أيام ولا نهاية لحياته” (عب 7: 3)، فهو لم يبدأ في زمان مثل زمان بدء أي إنسان، ولم ينتهِ بالصلب، بل عاد بالقيامة ليفتح آفاق الحياة والتاريخ على نهاية هي القيامة، وليس على زمان ينقضي، بل زمان شهد -في مُلك أوغسطس قيصر- ميلاد ابن الله، ولم يسجل الزمان نهاية حياته، بل قيامته وصعوده وحلوله الإلهي في حياة كل مسيحي، وحلوله الإلهي الدائم في الكون؛ لأن الكلمة Logos الخالق لم ينتهِ بالتجسد؛ لأن تدبير الخلاص لم يحصر حضور الكلمة في الكون كله بتجسده، بل أعلن تجسده محبته الفائقة للإنسان، وهي محبة خاصة، وتبقى محبته للخليقة باقية كما كانت قبل التجسد. أظهر هذه المحبة بالتعامل الخاص مع الماء والرياح والطعام وغيرها، كمانح للبركة، ولكن محبته للإنسان جعلت لقب “محب البشر” يتصدر كل صلاة في الليتورجية؛ لأننا في الليتورجية ندخل هذه العلاقة الشخصية التي ننال فيها شركة محبته. -2-لا أذكر تاريخ نشر كتاب “صدى النبوات”، وهو كتابٌ أحدث بلبلةً كبيرة، فقد كنت شاباً أدرس في الاكليريكية القسم النهاري، وقد حاول المؤلف قراءة أحداث تاريخية في شرقنا العربي من خلال صفحات كُتب الأنبياء في العهد القديم، محور الكتاب كله هو أن دولة اسرائيل 1948 لا زال لها وجود في تدبير الله، وأن عودة اليهود هي إتمام للنبوات. وقد سبق نشر الكتاب -في أدبيات الشيع التي خرجت من رحم حركة الإصلاح- دعوات للبحث عن أدلة تاريخية تؤكد صدق الأسفار المقدسة، وتزامَن هذا مع دعوات أخرى عن عودة اليهود، بالإضافة إلى دراسة خاطئة لفصول 9-11 من رسالة رومية للقديس بولس اليهودي المتنصر. وفي أوساط هذه الشيع كانت عبارات مختارة من أسفار العهد القديم كلها كانت تاريخياً عن العودة من سبي بابل، ولكنها أُخذت على أنها على قيام دولة إسرائيل 1948. لا يوجد في العهدين معاً، ولا في العهد القديم ذاته أية إشارة إلى قيام دولة إسرائيل. هذا موضوع سياسي بحت لعدة أسباب خاصة بالإيمان المسيحي: أولاً: إن المسيح رب الحياة، أعطى لنفسه لقب ابن الانسان الذي سوف تخضع له كل الشعوب حسب نبوة دانيال (7: 13)، وهو خضوع الإيمان، لا خضوع لقوة عسكرية، بل لأنه جاء من أجل كل البشر “أبناء الله المتفرقين” (يوحنا 11: 51)، وهو سوف يجمع هؤلاء إلى “واحد”، لا إلى أرض أو مكان جغرافي. ثانياً: إن إصحاحات رومية 9 – 11 تحتاج إلى قراءة متأنية: ولاحظ قوة عبارات الرسول: “ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون”، “ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد (إبراهيم)” (9: 6) ويقول الرسول إن مولد اسحق المعجزي “ليس أولاد الجسد هم أولاد الله” (9: 8)، فقد انتهى الانتماء العرقي، “بل أولاد الموعد يحسبون نسلاً”. وبعد أن يناقش الرسول اختيار يعقوب، يؤكد أن الدعوة لكل الجنس البشري “دعانا نحن أيضاً ليس من اليهود فقط، بل من الأمم” (9: 24). ثم في الإصحاح العاشر يؤكد بعبارة لا يجب أن تفوت: ” .. غاية الشريعة هي المسيح” (10: 4)، وهي عبارة لها ما ينسجم معها في (غلا 3: 24) كانت الشريعة مؤدبنا إلى المسيح. في الاصحاح الحادي عشر، يؤكد عدم رفض إسرائيل (القديم)، ولكن لاحظ: “كذلك في الزمان الحاضر أيضاً (زمان كرازة بولس)، قد حصلت بقية (من الذين آمنوا) حسب اختيار النعمة” (11: 5)، لكن باقي الاصحاح هو عن عودة مَن يريد العودة إلى الإيمان بالإنجيل: “من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم، وأما من جهة الاختيار، فهم أحباء من أجل الآباء” (11: 28)، ويجب أن نقرأ هذا مع غلاطية (4: 21-31). ولاحظ أن بولس اليهودي يعتبر اليهود هم أولاد هاجر، وهاجر هي رمز إلى “جبل سيناء الوالد للعبودية”، وهو يقابل “أورشليم الحاضرة” (4: 25)، وهنا يضع الرسول مفتاح تاريخ الأسباط، وهو أن الولادة حسب الجسد لا قيمة لها؛ لأن الولادة الجديدة في المعمودية لا تعطي ميزةً لأحد، بل كل الذين اعتمدوا هم واحد في المسيح “ليس يهودي ولا يوناني …”، أمَّا بقية العبارة، فقد تاهت من دعاة التشيع وقادة الشيع: “إن كنتم للمسيح، فأنتم نسل إبراهيم وحسب الموعد (وهو اسم الروح القدس) ورثة (المواعيد لا الأرض)” (غلا 3: 28)، وينتهي الرسول إلى أن مَن يؤمن هو ابنُ سارة، وهي رمز السماء. ثالثاً: من ينفرد برسالة بولس إلى رومية ويترك باقي الرسائل يقع في أخطاءٍ جسيمة، ولذلك في العبرانيين يضع الرسول اللمسات الأخيرة: 1- تغيُّر الكهنوت لأن الرب جاء من سبط يهوذا (7: 11). 2- وعندما تغيَّر الكهنوت، تغيَّرت الشريعة (7: 12) ولكن لا زال عندنا من لا يعرف ذلك!!! 3- صار يسوع ضامناً لعهد افضل (7: 22). 4- صار يسوع رئيس كهنة بخدمةٍ أفضل؛ لأنه وسيطٌ لعهدٍ أعظم، وقد تثبَّت على مواعيد أفضل (8: 6). 5- ولأن هذا العهد الجديد قد سبق ووعد به الرب في (ارميا 31: 31)، فقد صار العهد الأول قديماً. “أما ما قد صار قديماً، فقد شاخ وهو قريب من الزوال” (عب 8: 13). 6- كل ما جاء في العهد الأول هو فرائض جسدية (مؤقتة) موضوعة إلى وقت الاصلاح (9: 14). 7- الشريعة هي ظل النور وليس الحقيقة، ولذلك كل الذبائح مرفوضة، وكل تقدمات الشريعة لم يُسر بها الله (10: 8). والمحصِّلة: - ينزع الأول والعهد الأول وكل ما فيه، لكي يثبت الثاني. إذن، إسرائيل 1948 ليست هي اسرائيل في العهد القديم. هي هوية سياسية، وهي هوية 1948 أو التي لها جذور في يهودية الشتات. لا مكان لها في نبوات العهد القديم. وعيد تجسد الرب يجب أن يدعونا إلى مراجعة حقيقية لِمَا استقر في وعي البعض ونقله إلينا بعض قيادات الأخوة والشيع الإنجيلية الأخرى. فقد جاء التجسد بعهدٍ جديد، ليس هو كتابُ العهد الجديد، بل هو الرب يسوع نفسه، وهذا هو مجمل الرسالة إلى العبرانيين، وأيضاً الرسالة إلى غلاطية، وصرخات رسالة كولوسي. -3-إن عيد ميلاد الرب بالجسد، ليس دعوةً للانغلاق ورفض ما نظن أنه غير مسيحي. ليس للمتجسد دين، رغم أنه وُلِدَ في أحضان اليهودية. ولذلك كانت رسالة المسيح يسوع المولود في أحضان اليهودية، هي “للعالم”، وهي “ملكوت الله” الذي يعطي من الله، والذي يقبل العطية هم أولئك: المساكين بالروح – الرحماء – صانعي السلام – الأنقياء الذين لا يعرفون ولا يعطون للرفض وهو جذر الكراهية مكاناً في القلب – الذين يحبون الأعداء – يباركون الذين يلعنون. لقد جاء الرب ليملك من على عرشٍ بلا قوة، فقد ظهر أولاً في المزود، ثم في الصليب والقبر والقيامة. هذه هي دعائم الملكوت. وثانياً يعطي لمن يقبل، الميلاد الجديد الذي ينزع “الانتماء العرقي”، ويعطي الاتحاد بالثالوث، لمن يسلك حسب شريعة المصلوب، وهي شريعة المحبة الباذلة؛ لأنها طريق القيامة من موت حقيقي. والبشر، كلُّ البشر هم الذين نالوا هذه الدعوة، والذين سلكوا “الطريق” هم الذين لهم ذات رؤية يسوع، فالآخر مدعوٌّ، ويظل مدعوَّاً دائماً والرفض لا يلغي الدعوة. -4-من يؤمن بالتجسد لا يقرأ العهد القديم قراءة يهودية محورها الشريعة وموسى، بل عليه أن يرى في العهد الجديد، النور الذي يشرح سبب وجود الظل. وما أعظم الخطأ أن نظن أنَّ الظلَّ هو سبب وجود النور، وأن نضع يسوع رب الحياة تحت حكم الشريعة، ونشرح الخلاص والتبني وميراث الملكوت من خلال الشريعة، حتى لا تصبح النعمة مجرد كلمة، عندما يكون ربُّ النعمة نفسه خاضعاً للشريعة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خواطر أرثوذكسية في احتفالنا بتجسد الكلمة – 2
http://www.coptology.com/website/wp-...ty-icon2_2.jpg -1- سجَّل لنا لوقا البشير الجانب التاريخي لميلاد الكلمة المتجسد (لوقا ص 1)، ولكنه لم يكن يسجِّل لنا تاريخ عيد ميلاد، بل تجسد ابن الله. عيد الميلاد -كما درجنا على القول- هو بداية حياة أي إنسان، وهي بداية لها نهاية، ولكن ابن الله كان كائناً قبل أن يولد بالجسد “لا بداءة أيام ولا نهاية لحياته” (عب 7: 3)، فهو لم يبدأ في زمان مثل زمان بدء أي إنسان، ولم ينتهِ بالصلب، بل عاد بالقيامة ليفتح آفاق الحياة والتاريخ على نهاية هي القيامة، وليس على زمان ينقضي، بل زمان شهد -في مُلك أوغسطس قيصر- ميلاد ابن الله، ولم يسجل الزمان نهاية حياته، بل قيامته وصعوده وحلوله الإلهي في حياة كل مسيحي، وحلوله الإلهي الدائم في الكون؛ لأن الكلمة Logos الخالق لم ينتهِ بالتجسد؛ لأن تدبير الخلاص لم يحصر حضور الكلمة في الكون كله بتجسده، بل أعلن تجسده محبته الفائقة للإنسان، وهي محبة خاصة، وتبقى محبته للخليقة باقية كما كانت قبل التجسد. أظهر هذه المحبة بالتعامل الخاص مع الماء والرياح والطعام وغيرها، كمانح للبركة، ولكن محبته للإنسان جعلت لقب “محب البشر” يتصدر كل صلاة في الليتورجية؛ لأننا في الليتورجية ندخل هذه العلاقة الشخصية التي ننال فيها شركة محبته. -2-لا أذكر تاريخ نشر كتاب “صدى النبوات”، وهو كتابٌ أحدث بلبلةً كبيرة، فقد كنت شاباً أدرس في الاكليريكية القسم النهاري، وقد حاول المؤلف قراءة أحداث تاريخية في شرقنا العربي من خلال صفحات كُتب الأنبياء في العهد القديم، محور الكتاب كله هو أن دولة اسرائيل 1948 لا زال لها وجود في تدبير الله، وأن عودة اليهود هي إتمام للنبوات. وقد سبق نشر الكتاب -في أدبيات الشيع التي خرجت من رحم حركة الإصلاح- دعوات للبحث عن أدلة تاريخية تؤكد صدق الأسفار المقدسة، وتزامَن هذا مع دعوات أخرى عن عودة اليهود، بالإضافة إلى دراسة خاطئة لفصول 9-11 من رسالة رومية للقديس بولس اليهودي المتنصر. وفي أوساط هذه الشيع كانت عبارات مختارة من أسفار العهد القديم كلها كانت تاريخياً عن العودة من سبي بابل، ولكنها أُخذت على أنها على قيام دولة إسرائيل 1948. لا يوجد في العهدين معاً، ولا في العهد القديم ذاته أية إشارة إلى قيام دولة إسرائيل. هذا موضوع سياسي بحت لعدة أسباب خاصة بالإيمان المسيحي: أولاً: إن المسيح رب الحياة، أعطى لنفسه لقب ابن الانسان الذي سوف تخضع له كل الشعوب حسب نبوة دانيال (7: 13)، وهو خضوع الإيمان، لا خضوع لقوة عسكرية، بل لأنه جاء من أجل كل البشر “أبناء الله المتفرقين” (يوحنا 11: 51)، وهو سوف يجمع هؤلاء إلى “واحد”، لا إلى أرض أو مكان جغرافي. ثانياً: إن إصحاحات رومية 9 – 11 تحتاج إلى قراءة متأنية: ولاحظ قوة عبارات الرسول: “ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون”، “ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد (إبراهيم)” (9: 6) ويقول الرسول إن مولد اسحق المعجزي “ليس أولاد الجسد هم أولاد الله” (9: 8)، فقد انتهى الانتماء العرقي، “بل أولاد الموعد يحسبون نسلاً”. وبعد أن يناقش الرسول اختيار يعقوب، يؤكد أن الدعوة لكل الجنس البشري “دعانا نحن أيضاً ليس من اليهود فقط، بل من الأمم” (9: 24). ثم في الإصحاح العاشر يؤكد بعبارة لا يجب أن تفوت: ” .. غاية الشريعة هي المسيح” (10: 4)، وهي عبارة لها ما ينسجم معها في (غلا 3: 24) كانت الشريعة مؤدبنا إلى المسيح. في الاصحاح الحادي عشر، يؤكد عدم رفض إسرائيل (القديم)، ولكن لاحظ: “كذلك في الزمان الحاضر أيضاً (زمان كرازة بولس)، قد حصلت بقية (من الذين آمنوا) حسب اختيار النعمة” (11: 5)، لكن باقي الاصحاح هو عن عودة مَن يريد العودة إلى الإيمان بالإنجيل: “من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم، وأما من جهة الاختيار، فهم أحباء من أجل الآباء” (11: 28)، ويجب أن نقرأ هذا مع غلاطية (4: 21-31). ولاحظ أن بولس اليهودي يعتبر اليهود هم أولاد هاجر، وهاجر هي رمز إلى “جبل سيناء الوالد للعبودية”، وهو يقابل “أورشليم الحاضرة” (4: 25)، وهنا يضع الرسول مفتاح تاريخ الأسباط، وهو أن الولادة حسب الجسد لا قيمة لها؛ لأن الولادة الجديدة في المعمودية لا تعطي ميزةً لأحد، بل كل الذين اعتمدوا هم واحد في المسيح “ليس يهودي ولا يوناني …”، أمَّا بقية العبارة، فقد تاهت من دعاة التشيع وقادة الشيع: “إن كنتم للمسيح، فأنتم نسل إبراهيم وحسب الموعد (وهو اسم الروح القدس) ورثة (المواعيد لا الأرض)” (غلا 3: 28)، وينتهي الرسول إلى أن مَن يؤمن هو ابنُ سارة، وهي رمز السماء. ثالثاً: من ينفرد برسالة بولس إلى رومية ويترك باقي الرسائل يقع في أخطاءٍ جسيمة، ولذلك في العبرانيين يضع الرسول اللمسات الأخيرة: 1- تغيُّر الكهنوت لأن الرب جاء من سبط يهوذا (7: 11). 2- وعندما تغيَّر الكهنوت، تغيَّرت الشريعة (7: 12) ولكن لا زال عندنا من لا يعرف ذلك!!! 3- صار يسوع ضامناً لعهد افضل (7: 22). 4- صار يسوع رئيس كهنة بخدمةٍ أفضل؛ لأنه وسيطٌ لعهدٍ أعظم، وقد تثبَّت على مواعيد أفضل (8: 6). 5- ولأن هذا العهد الجديد قد سبق ووعد به الرب في (ارميا 31: 31)، فقد صار العهد الأول قديماً. “أما ما قد صار قديماً، فقد شاخ وهو قريب من الزوال” (عب 8: 13). 6- كل ما جاء في العهد الأول هو فرائض جسدية (مؤقتة) موضوعة إلى وقت الاصلاح (9: 14). 7- الشريعة هي ظل النور وليس الحقيقة، ولذلك كل الذبائح مرفوضة، وكل تقدمات الشريعة لم يُسر بها الله (10: 8). والمحصِّلة: - ينزع الأول والعهد الأول وكل ما فيه، لكي يثبت الثاني. إذن، إسرائيل 1948 ليست هي اسرائيل في العهد القديم. هي هوية سياسية، وهي هوية 1948 أو التي لها جذور في يهودية الشتات. لا مكان لها في نبوات العهد القديم. وعيد تجسد الرب يجب أن يدعونا إلى مراجعة حقيقية لِمَا استقر في وعي البعض ونقله إلينا بعض قيادات الأخوة والشيع الإنجيلية الأخرى. فقد جاء التجسد بعهدٍ جديد، ليس هو كتابُ العهد الجديد، بل هو الرب يسوع نفسه، وهذا هو مجمل الرسالة إلى العبرانيين، وأيضاً الرسالة إلى غلاطية، وصرخات رسالة كولوسي. -3-إن عيد ميلاد الرب بالجسد، ليس دعوةً للانغلاق ورفض ما نظن أنه غير مسيحي. ليس للمتجسد دين، رغم أنه وُلِدَ في أحضان اليهودية. ولذلك كانت رسالة المسيح يسوع المولود في أحضان اليهودية، هي “للعالم”، وهي “ملكوت الله” الذي يعطي من الله، والذي يقبل العطية هم أولئك: المساكين بالروح – الرحماء – صانعي السلام – الأنقياء الذين لا يعرفون ولا يعطون للرفض وهو جذر الكراهية مكاناً في القلب – الذين يحبون الأعداء – يباركون الذين يلعنون. لقد جاء الرب ليملك من على عرشٍ بلا قوة، فقد ظهر أولاً في المزود، ثم في الصليب والقبر والقيامة. هذه هي دعائم الملكوت. وثانياً يعطي لمن يقبل، الميلاد الجديد الذي ينزع “الانتماء العرقي”، ويعطي الاتحاد بالثالوث، لمن يسلك حسب شريعة المصلوب، وهي شريعة المحبة الباذلة؛ لأنها طريق القيامة من موت حقيقي. والبشر، كلُّ البشر هم الذين نالوا هذه الدعوة، والذين سلكوا “الطريق” هم الذين لهم ذات رؤية يسوع، فالآخر مدعوٌّ، ويظل مدعوَّاً دائماً والرفض لا يلغي الدعوة. -4-من يؤمن بالتجسد لا يقرأ العهد القديم قراءة يهودية محورها الشريعة وموسى، بل عليه أن يرى في العهد الجديد، النور الذي يشرح سبب وجود الظل. وما أعظم الخطأ أن نظن أنَّ الظلَّ هو سبب وجود النور، وأن نضع يسوع رب الحياة تحت حكم الشريعة، ونشرح الخلاص والتبني وميراث الملكوت من خلال الشريعة، حتى لا تصبح النعمة مجرد كلمة، عندما يكون ربُّ النعمة نفسه خاضعاً للشريعة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
منهج الصلاة حسب تسليم الإبصاليات
دينٌ في عنقي، التسليم الكنسي لحياة الصلاة. طبعاً، كنت ولا زلت مبتدئاً، ولذلك لم يلقِ بي أبي في نهر الأجبية السريع الجريان، بل طلب مني في حزمٍ، أن أحفظ أوقات الصلاة: الثالثة – السادسة – التاسعة – الغروب، كمناسبات ليتورجية، دون ترديد المزامير والاكتفاء بالقطع فقط. كان حفظ المزامير إجبارياً في الإكليريكية. ولكن أبي قال: لا يوجد ضرر بالمرة، بل توجد بركة خاصة للقلب الذي يحفظ صلوات المزامير، ولكن المبتدئ لا يبدأ بالمزامير، بل بالإبصاليات. وقال بكل وضوح: “حفظ وصلاة الإبصاليات تزرعُكَ في بحر محبة الابن الوحيد”. يجب أن تتحد بالرب يسوع له المجد، وبعد ذلك سوف ندرس كيف تصلي المزامير. الهدف الأول من الإبصاليات هو الالتصاق القلبي باسم الرب يسوع. وعندما ظهرت مذكرات سائح روسي لأبيه الروحي، تعريب الأستاذ يسى حنا، والناشر مكتبة مدارس أحد الجيزة. وكان القمص مكاري السرياني قدَّم هدية من الكتب لأبونا مينا، ولي أنا ايضاً.. وقرأتُ الكتابَ بلهفةٍ، ولكن أبونا مينا قال: إن هذه الممارسة جيدة، ولكن الشيوخ علَّمونا أن لا نردد كلمات ثابتة، وأن الثابت فقط هو اسم الرب يسوع، وأن نضيف نحن ما نحتاج إليه من كلمات؛ حتى لا يسقط المبتدئ في حفرة ترديد ميكانيكي بدون وعي. والهدف الثاني هو أن الابصاليات تضع أمام المصلي يسوع المسيح رب الكون، وفي تنسيق رائع متقَن يدخل تدبير الخلاص في هذا الإطار الكوني. يبقى أن نلقي نظرة شاملة على محتويات الإبصاليات، ولكن بدايةً، يجب أن ننتبه إلى: أولاً: يجب مراعاة الترتيب الكنسي نفسه؛ لأن يوم الأحد، أي يوم قيامة الرب هو بداية الأسبوع. ولعل المصلي يكون قد لاحظ أنه في يوم القيامة فقط توجد إبصالية آدام لوالدة الإله؛ لأنها إبصالية تمجِّد تجسُّد رب المجد. “الساكن في النور الذي لا يُدنى منه. أظهر آياته وأرضعته اللبن”. ثانياً: حسب الترتيب الكنسي، الآدام، ليس مجرد ذكرى طرد آدم من الفردوس، بل هو بداية التدبير. إبصالية يوم الأحد:لعلنا نلاحظ الصلة الشخصية في أول الإبصالية. “طلبتُكَ من عمق قلبي …… حِل عني رباطات الخطية”. وبعد ذلك: “ظَلِّل عليَّ بظلِّ جناحيك”، ثم التأكيد على أن الرب يسوع هو خالق الكون: “في ستة أيام صنعت كل الخليقة”. …….. “لك الربوبية والسلطان”. ليدخل التدبير في طلب الخلاص وفي السجود وطلب المغفرة، بل وقوف المصلي عارياً تماماً أمام الرب: “جميع آثامي يا الله أمحها أنت تعرف أفكاري وتفحص كُليتي”. وطبعاً صلاة يسوع هي: يا ربي يسوع أعني. وطلب البقاء في شركة الروح القدس: “روحك القدوس لا تنزعه مني”. ثم، طلب طريق الحق http://www.coptology.com/website/wp-.../01/methme.png أي (العدل)، وهو طريق الملكوت الأبدي: “ملكوتك يا إلهي ملكوت أبدي”. وباقي الإبصالية هو السهل الممتنع “حلوٌّ هو نيرك، وحملك خفيف”. وقد وُصِفَ النير بأنه حلوٌّ، وليس “هيِّنٌ” فقط؛ لأن النير يحمله اثنان معاً في وقت واحد: المصلي والرب يسوع معه. أما خاتمة الإبصالية، فهي شركة الجماعة “إذا ما اجتمعنا للصلاة، فلنبارك اسم ربي يسوع لكي نسبحك مع أبيك الصالح والروح القدس؛ لأنك أتيت وخلصتنا”. إبصالية الاثنين:تسبيح كل الخليقة للرب يسوع “ألوف ألوف وربوات ربوات والتسبيح قوة: “كل مَن يقول يا ربي يسوع كمن بيده سيف يصرع العدو”. الرب يسوع هو ملك الكون والكائن في كل مكان: “لأنك بالحقيقة قد تعاليت جداً في السموات وعلى الأرض”. وحضور الله هو الذي يجعل اسم الرب في أفواه القديسين، فالحضور ضروري لأن الصلاة ليست حركة ميكانيكية: “الله الكائن أمامهم واسمه القدوس في أفواههم كل حين”. ويجب أن ننتبه بشدة إلى أن الصلاة ليست اغتراباً عن الإفخارستيا، بل إن ملك الكون، والكائن في كل مكان، هو الله عمانوئيل، الطعام الحقيقي، شجرة الحياة العديمة الموت، وهو ما يدعو إلى “الانتباه الروحي”: “تجمَّعي فيَّ يا كل حواسي؛ لأُسبِّح وأمجد ربي يسوع”. والحواس حسب اليوناني القبطي هي http://www.coptology.com/website/wp-...nalogicmos.png لأن اللوغوس وضع في كيان كل كائن حي http://www.coptology.com/website/wp-...5/02/logoi.png القوة العاقلة التي تقود الكائن وتعطي له الإدراك لحياة الشركة، ولذلك، الانتباه يعني: “فليكن اسم الرب فينا ليضيء علينا في إنساننا الداخلي”. لا بُد من فهم هذه العبارة بالذات بعبارة الأوشية: “اسمك القدوس هو الذي نقوله، فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس”. هكذا يأتي مع اسم الرب، الاستنارة التي تحوِّل الكيان الإنساني، ولذلك: “انت هو الإله الحقيقي الصانع العجائب”. و”إذا تحرَّك ألمٌّ وحزنٌ على الماضي” (عبارة أبونا مينا)، فإننا نصلي: “أيها الحمل الحقيقي الذي لله الآب اصنع معنا رحمة في ملكوتك”. لأن الآب شهد له، والقوات السماوية لا تقدر أن تنظر إليه في هذه الشركة السماوية: “نحن ننظرك كل يوم على المذبح ونتناول من جسدك ودمك الكريمين”. اسم الرب يسوع وتدبير الخلاص:لا يمكن مقارنة عطية الآب لنا، أي ربنا يسوع المسيح ذاته، بالشريعة: فكل “بركات الناموس (الشريعة) ليس فيها شيء يشبهك”. (يا ليت الذين يضعون الرب يسوع تحت الشريعة يخجلون). ثم لا تنفرد الصلاة بالتلاوة، بل تعود إلى مَثَل الحجر الكثير الثمن الذي باع الرجل التاجر كل ما له واشتراه. وفي انسحاق قلب يطلب المصلي: “اترك لنا (أعطنا http://www.coptology.com/website/wp-...5/02/xonan.png) أيضاً هذا الحجر ليضيء علينا إنساننا الداخلي”. وتدخل الإبصالية في أعماق التكوين الإنساني، وهو صورة الإنسان التي كوَّنها لنفسه بدون الرب يسوع إلى صورة الإنسان الجديدة التي تتكون في المسيح: “زينة نفوسنا (تكوين النفس وجمالها) وفرح قلوبنا هو اسمك القدوس يا ربي يسوع” (بدون إضافات حسب الأصل). ما هو المعنى الحقيقي، أو بالحري ما هو الهدف؟ لقد تزيَّن الكيان الإنساني بالمسحة، أي مسحة الميرون – مسحة الروح القدس، وصار اسم يسوع المسيح هو فرح القلب؛ لأننا مُسحنا في الرب، فصار كلُّ مَن مُسِحَ هو “مسيحي”، هو الصورة الجديدة غير الصورة الآدمية القديمة؛ لأنها “مأخوذة من الأزلي يسوع المسيح ونعمته الوافرة الغنية”، ولذلك لاحظ عزيزي القارئ دقة التعبير: “تغيب الشمس والقمر في زمانهما وأنت هو أنت وسنوك لن تفنى”. لكن ذلك الأزلي: “طأطأتَ السموات، ونزلتَ أيضاً”. فصار بذلك: “مثل طبيب حقيقي ومُشِفِ داويت جميع أمراضنا”. ويبقى أن نتطلع إلى الملكوت، وهو غنى ورحمة وعطية الله لنا: “أبتهل إليك يا ربي يسوع أن ترحمني في ملكوتك”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
منهج الصلاة حسب تسليم الإبصاليات
دينٌ في عنقي، التسليم الكنسي لحياة الصلاة. طبعاً، كنت ولا زلت مبتدئاً، ولذلك لم يلقِ بي أبي في نهر الأجبية السريع الجريان، بل طلب مني في حزمٍ، أن أحفظ أوقات الصلاة: الثالثة – السادسة – التاسعة – الغروب، كمناسبات ليتورجية، دون ترديد المزامير والاكتفاء بالقطع فقط. كان حفظ المزامير إجبارياً في الإكليريكية. ولكن أبي قال: لا يوجد ضرر بالمرة، بل توجد بركة خاصة للقلب الذي يحفظ صلوات المزامير، ولكن المبتدئ لا يبدأ بالمزامير، بل بالإبصاليات. وقال بكل وضوح: “حفظ وصلاة الإبصاليات تزرعُكَ في بحر محبة الابن الوحيد”. يجب أن تتحد بالرب يسوع له المجد، وبعد ذلك سوف ندرس كيف تصلي المزامير. الهدف الأول من الإبصاليات هو الالتصاق القلبي باسم الرب يسوع. وعندما ظهرت مذكرات سائح روسي لأبيه الروحي، تعريب الأستاذ يسى حنا، والناشر مكتبة مدارس أحد الجيزة. وكان القمص مكاري السرياني قدَّم هدية من الكتب لأبونا مينا، ولي أنا ايضاً.. وقرأتُ الكتابَ بلهفةٍ، ولكن أبونا مينا قال: إن هذه الممارسة جيدة، ولكن الشيوخ علَّمونا أن لا نردد كلمات ثابتة، وأن الثابت فقط هو اسم الرب يسوع، وأن نضيف نحن ما نحتاج إليه من كلمات؛ حتى لا يسقط المبتدئ في حفرة ترديد ميكانيكي بدون وعي. والهدف الثاني هو أن الابصاليات تضع أمام المصلي يسوع المسيح رب الكون، وفي تنسيق رائع متقَن يدخل تدبير الخلاص في هذا الإطار الكوني. يبقى أن نلقي نظرة شاملة على محتويات الإبصاليات، ولكن بدايةً، يجب أن ننتبه إلى: أولاً: يجب مراعاة الترتيب الكنسي نفسه؛ لأن يوم الأحد، أي يوم قيامة الرب هو بداية الأسبوع. ولعل المصلي يكون قد لاحظ أنه في يوم القيامة فقط توجد إبصالية آدام لوالدة الإله؛ لأنها إبصالية تمجِّد تجسُّد رب المجد. “الساكن في النور الذي لا يُدنى منه. أظهر آياته وأرضعته اللبن”. ثانياً: حسب الترتيب الكنسي، الآدام، ليس مجرد ذكرى طرد آدم من الفردوس، بل هو بداية التدبير. إبصالية يوم الأحد:لعلنا نلاحظ الصلة الشخصية في أول الإبصالية. “طلبتُكَ من عمق قلبي …… حِل عني رباطات الخطية”. وبعد ذلك: “ظَلِّل عليَّ بظلِّ جناحيك”، ثم التأكيد على أن الرب يسوع هو خالق الكون: “في ستة أيام صنعت كل الخليقة”. …….. “لك الربوبية والسلطان”. ليدخل التدبير في طلب الخلاص وفي السجود وطلب المغفرة، بل وقوف المصلي عارياً تماماً أمام الرب: “جميع آثامي يا الله أمحها أنت تعرف أفكاري وتفحص كُليتي”. وطبعاً صلاة يسوع هي: يا ربي يسوع أعني. وطلب البقاء في شركة الروح القدس: “روحك القدوس لا تنزعه مني”. ثم، طلب طريق الحق http://www.coptology.com/website/wp-.../01/methme.png أي (العدل)، وهو طريق الملكوت الأبدي: “ملكوتك يا إلهي ملكوت أبدي”. وباقي الإبصالية هو السهل الممتنع “حلوٌّ هو نيرك، وحملك خفيف”. وقد وُصِفَ النير بأنه حلوٌّ، وليس “هيِّنٌ” فقط؛ لأن النير يحمله اثنان معاً في وقت واحد: المصلي والرب يسوع معه. أما خاتمة الإبصالية، فهي شركة الجماعة “إذا ما اجتمعنا للصلاة، فلنبارك اسم ربي يسوع لكي نسبحك مع أبيك الصالح والروح القدس؛ لأنك أتيت وخلصتنا”. إبصالية الاثنين:تسبيح كل الخليقة للرب يسوع “ألوف ألوف وربوات ربوات والتسبيح قوة: “كل مَن يقول يا ربي يسوع كمن بيده سيف يصرع العدو”. الرب يسوع هو ملك الكون والكائن في كل مكان: “لأنك بالحقيقة قد تعاليت جداً في السموات وعلى الأرض”. وحضور الله هو الذي يجعل اسم الرب في أفواه القديسين، فالحضور ضروري لأن الصلاة ليست حركة ميكانيكية: “الله الكائن أمامهم واسمه القدوس في أفواههم كل حين”. ويجب أن ننتبه بشدة إلى أن الصلاة ليست اغتراباً عن الإفخارستيا، بل إن ملك الكون، والكائن في كل مكان، هو الله عمانوئيل، الطعام الحقيقي، شجرة الحياة العديمة الموت، وهو ما يدعو إلى “الانتباه الروحي”: “تجمَّعي فيَّ يا كل حواسي؛ لأُسبِّح وأمجد ربي يسوع”. والحواس حسب اليوناني القبطي هي http://www.coptology.com/website/wp-...nalogicmos.png لأن اللوغوس وضع في كيان كل كائن حي http://www.coptology.com/website/wp-...5/02/logoi.png القوة العاقلة التي تقود الكائن وتعطي له الإدراك لحياة الشركة، ولذلك، الانتباه يعني: “فليكن اسم الرب فينا ليضيء علينا في إنساننا الداخلي”. لا بُد من فهم هذه العبارة بالذات بعبارة الأوشية: “اسمك القدوس هو الذي نقوله، فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس”. هكذا يأتي مع اسم الرب، الاستنارة التي تحوِّل الكيان الإنساني، ولذلك: “انت هو الإله الحقيقي الصانع العجائب”. و”إذا تحرَّك ألمٌّ وحزنٌ على الماضي” (عبارة أبونا مينا)، فإننا نصلي: “أيها الحمل الحقيقي الذي لله الآب اصنع معنا رحمة في ملكوتك”. لأن الآب شهد له، والقوات السماوية لا تقدر أن تنظر إليه في هذه الشركة السماوية: “نحن ننظرك كل يوم على المذبح ونتناول من جسدك ودمك الكريمين”. اسم الرب يسوع وتدبير الخلاص:لا يمكن مقارنة عطية الآب لنا، أي ربنا يسوع المسيح ذاته، بالشريعة: فكل “بركات الناموس (الشريعة) ليس فيها شيء يشبهك”. (يا ليت الذين يضعون الرب يسوع تحت الشريعة يخجلون). ثم لا تنفرد الصلاة بالتلاوة، بل تعود إلى مَثَل الحجر الكثير الثمن الذي باع الرجل التاجر كل ما له واشتراه. وفي انسحاق قلب يطلب المصلي: “اترك لنا (أعطنا http://www.coptology.com/website/wp-...5/02/xonan.png) أيضاً هذا الحجر ليضيء علينا إنساننا الداخلي”. وتدخل الإبصالية في أعماق التكوين الإنساني، وهو صورة الإنسان التي كوَّنها لنفسه بدون الرب يسوع إلى صورة الإنسان الجديدة التي تتكون في المسيح: “زينة نفوسنا (تكوين النفس وجمالها) وفرح قلوبنا هو اسمك القدوس يا ربي يسوع” (بدون إضافات حسب الأصل). ما هو المعنى الحقيقي، أو بالحري ما هو الهدف؟ لقد تزيَّن الكيان الإنساني بالمسحة، أي مسحة الميرون – مسحة الروح القدس، وصار اسم يسوع المسيح هو فرح القلب؛ لأننا مُسحنا في الرب، فصار كلُّ مَن مُسِحَ هو “مسيحي”، هو الصورة الجديدة غير الصورة الآدمية القديمة؛ لأنها “مأخوذة من الأزلي يسوع المسيح ونعمته الوافرة الغنية”، ولذلك لاحظ عزيزي القارئ دقة التعبير: “تغيب الشمس والقمر في زمانهما وأنت هو أنت وسنوك لن تفنى”. لكن ذلك الأزلي: “طأطأتَ السموات، ونزلتَ أيضاً”. فصار بذلك: “مثل طبيب حقيقي ومُشِفِ داويت جميع أمراضنا”. ويبقى أن نتطلع إلى الملكوت، وهو غنى ورحمة وعطية الله لنا: “أبتهل إليك يا ربي يسوع أن ترحمني في ملكوتك”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خدمة الثالوث القدوس وخدمتنا مع القوات السماوية
“نحن نخدم الثالوث؛ لأن الثالوث يخدمنا”. هذا هو ملخص كل ما يمكن أن يقال عن “الخدمة الإلهية”، وهو الإسم القديم الذي حل محله اسم “القداس”. “خدمة الثالوث لنا هي خدمة دائمة أبدية. في هذا الزمان: الإستنارة بالمعرفة الصحيحة بسبب الجهل الذي فينا – التقديس، وهو إعادتنا وتجديدنا بالروح القدس إلى صورة مجد المسيح. ظَلَّت كلمات الخدمة الإلهية حيَّةً في قلبي تبحث عن معنى: “الذي ثبَّت قيام خورس الذين بلا جسد في البشر. الذي أعطى الذين على الأرض تسبيح السارافيم. اقبل منا نحن أيضاً أصواتنا مع غير المرئيين. احسبنا مع القوات السمائية .. يرسلون تسبحة الخلاص والغلبة الذي لنا بصوتٍ ممتلئ مجداً يسبحون .. قدوس. قدوس. قدوس”. وكان علي أن أنتظر المناسبة، وهي لا تتأخر، بل تأتي في موعدها. عندما تغيَّبتُ عن عشية ونصف الليل وباكر والقداس، بسبب التهاب اللوزتين. وطبعاً سأل عني أبي، وأرسل لي أحد الأخوة يطلب حضوري إلى الكنيسة، وذهبت. وقال لي: “أنت عيان؟ خسارة ضاع عليك خدمتك للثالوث مع القوات السمائية”. ونظرت إليه في حيرة، وكأنه سمع ذلك الصوت الخفي: كيف؟ فردد عبارات القداس الغريغوري السابقة، وقال: “إن خورس الذين بلا جسد http://www.coptology.com/website/wp-...niacwmatoc.png ليس النساك والآباء، بل القوات الملائكية التي تحرس المؤمنين، بل كما قال رسول رب المجد: “لكي يكون هو متقدِّماً في كل شيء، لأنه فيه سُرَّ أن يحل كل الملء، وأن يصالح به الكل لذاته صانعاً الصلح بدم صليبه وبواسطة الصليب كل الذين على الأرض، أو كل الذين في السموات”. ولم يكتفِ الرسول بهذا، بل أضاف من أجل تعزية أبدية لنا: “وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين (عن العهد مع ابراهيم) وأعداء في الفكر (الذي يلد الأعمال الشريرة) قد صالحكم أنتم الآن في جسد انسانيته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه ..” (كو 1: 19-20). “لقد تمَّت مصالحتنا مع السمائيين، ووحَّدنا الرب بهم، وفتح الرب لنا طريق الفردوس، إذ دخل معه اللص، وأعطانا شجرة الحياة، ولذلك نحن نقول بعد التناول: “نشكرك يا أبانا القدوس خالق الكل ورازق الجميع الذي أعطانا هذا الطعام المقدس غير المائت السري. الذي فَتَحَ لنا طريق الدخول إلى الحياة، الذي أرانا طريق الصعود إلى السموات .. لكي إذ نحيا بك .. نتغذى بك..”. وفي ترتيب وتسليم الكنيسة، نعود إلى هذا الترتيب يوم السبت الكبير؛ لأنه يوم ظهور شجرة الحياة: “أتيت يا سيدنا وأنقذتنا بمعرفة صليبك الحقيقية (هزيمة الجحيم) وأنعمت لنا بشجرة الحياة التي هي جسدك الإلهي ودمك الحقيقي (قسمة سبت الفرح)”. “طعام الخلود والقيامة هو جسد الرب ودمه؛ لذلك كان أبي يأكل كل يوم من هذه الشجرة. وتوصَف باسم شجرة الحياة؛ لأن الشجرة دائماً تثمر، وقوتها في الصلب والقيامة، لأن الصلب والقيامة هما معاً قوة الحياة الواحدة للكلمة الله المتجسد”. هكذا انفتح طريقٌ آخر قديم جداً، هو “الطريق”، اسم من أسماء الرب يسوع، وهو بدوره “موحِّد السماء والأرض” تحت سيادته، أو رأسه الواحد، أي ربنا يسوع المسيح (أفسس 1: 10). هكذا يجب أن نفهم: “السلام للكنيسة بيت الملائكة”، فهو ليس البيت الحجري فقط، بل نحن أيضاً” (عب 3: 6). لقد جاء الرب “ونزل من السماء”؛ لكي يوحِّد السماء والأرض، وسبى الجحيم، وفي كل مرة نصلي قداساً ونرتِّل: “نزل إلى الجحيم من قِبل الصليب”، فإننا ندخل ليس المصالحة فقط، بل أيضاً وحدتنا مع السمائيين، ولذلك نرتل: “تسبحة الغلبة والخلاص”. كان الشيوخ يعلموننا أن نرشم الصليب عندما نشعر بمشكلة، أو مضايقات، أو خوف، أو تردد، أو فزع، وهو التسليم الكنسي الذي دوَّنه أثناسيوس الرسولي في سيرة الأنبا أنطونيوس. وعندما حَرِصَ أبي على أن أقرأ سيرة أنبا أنطونيوس عدة مرات، لا لكي “أبحث عن فكر”، بل لكي “أتعلَّم الممارسة”، قال لي في حزمٍ وبإصرار: “نحن نرشم أنفسنا عند كلمات التقديس: قدوس. قدوس. قدوس؛ لأننا نخدم مع القوات السمائية الثالوث القدوس الذي خدم لنا الخلاص بتجسد الابن وموته المحيي وقيامته المجيدة”، وأشار إلى أحد شيوخ دير الأنبا صموئيل، لم أتقابل معه، ولم يذكر اسمه، كان يردد دائماً: إن رشم الصليب هو “الغطس في الرحمة والمحبة الإلهية”؛ لأننا سوف نقف على يمين العظمة الإلهية بقوة الروح القدس في اليوم الأخير، ونقف كلما رشمنا الصليب”. وقال لي أبي: “أغطس بقوة الصليب لكي تخدم مع القوات السمائية بالصلاة والتسبيح”. خدمتنا مع القوات السمائية كاستمرار للخدمة الإلهية:قال لي: “والخدمة هي في الشهادة، أي في الحياة حسب المسيح، وهي في خدمة المحتاجين والمرضى، وكل من له حاجة؛ لأن الرب يسوع خَدَمَ هؤلاء لكي يأتي بهم إلى خدمة المصالحة مع الآب، ولكي ينالوا نعمة الملكوت، ولذلك نحن نخدم”. وقال أيضاً: “وخدمة الثالوث هي تعزية وتشجيع الأخوة والأخوات؛ لأن من يزرع كلمة الرب في أي قلب، يحصد هو أيضاً ثمرة منها عندما يراها تعمل، فيزداد إيمانه ومحبته للرب”. يخالجني شعورٌ غريب يا أخوة، هو شعوري بأن ما أتذكره وأسجله الآن، كأنه حدث منذ ساعات قليلة. حقاً كما قال هو: “إن الكلمة التي ننطق بها، إن كانت كلمة حياة، فإنها تبقى؛ لأنها تنال قوة الحياة من مصدرها الحقيقي الذي قال: أنا هو الحياة”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن فيه حسب الإنسانية والألوهة -1- “في المسيح يسوع”، أو “في الرب”، أو “في المسيح”، تعبيرات مميزة للرسول بولس بالذات. هي صدى وشرح لِمَا ورد في إنجيل القديس يوحنا، لا سيما في الإصحاح السابع عشر. نقلنا التعليم الرسولي مفصلاً في كتاب “المسيح والمسيحي في شركة الجسد الواحد” (يناير 2014). لكن يجب أن نضع النقط فوق الحروف: - نحن فيه بسبب تجسده، ولكننا أيضاً، نحلُّ فيه هو حلولاً متبادَلاً لا يتم بشكل ميكانيكي. حيثما توجد إرادة ومحبة وإيمان ونعمة وغاية أو هدف، فإن الاتحاد والحلول والملء، وكل العبارات الأخرى التي وصلتنا من الآباء الرسل ومن الآباء، يجب أن تُفهَم على أنها نمو الحياة الجديدة، ليس بالقهر، بل نمو بالمحبة وبالتنازُل عن الذات، الذي يسمح لعمل النعمة بقوة. والاتحاد له غاية، وهو الخلاص. وهو، أي الخلاص، أن يظل الإنسانُ إنساناً، ولكن حسب الخلقة الجديدة التي صار أصلها ليس آدم، بل المسيح (القديس أثناسيوس الرسالة إلى أدلفوس). -2- - ألوهية الرب لا تعمل بدون الناسوت، كما أن الناسوت وحده، كما قال الرب نفسه لا يفيد شيئاً (يوحنا 6: 63). المسيحُ فينا، ولكننا نحن أيضاً فيه، فقد حلَّ الكلمةُ أو سكن بيننا أو فينا؛ لكي نحل نحن ونسكن فيه. وحروف الجر التي استعملها رسول الرب في عبارات: “في المسيح”، و”من المسيح”، و”بالمسيح” تعني سكنى وحلول ونوال النعمة الإلهية. -3- - سر المائدة السماوية هو استعلان وظهور المخلص، ولذلك، عبارة الرسول بولس: “عظيمٌ هو سر التقوى الله ظهر في الجسد” (1تيمو 3: 16)، تبدأ بها الليتورجية في تقديم العطية الإلهية الفائقة، جسد ودم الرب، إذ تقول الصلاة: “ووضع لنا هذا السر العظيم الذي للتقوى؛ لأنه فيما هو راسم أن يسلم ذاته عن حياة العالم .. أخذ خبزاً”. هكذا، يُستعلَن الرب، ولذلك يأخذ “بيت لحم” وهو مكان إعداد القربان، مكانه في الكنيسة، وعلى بُعد أمتارٍ قليلة منه، يوجد “الأردن”، أي جرن المعمودية، وفي داخل الكنيسة توجد “المائدة، أو المذبح” (لاحظ: أن صلاة الشكر تذكر المائدة”. عيد تجسد الكلمة، هو إذن عيدٌ دائم؛ لأنه عيدُ استعلان الكلمة لنا في الليتورجية. -4- - السر العظيم الذي للتقوى، لا يفصل بيت لحم عن العِلِّية في أورشليم، ولا عن الذبيحة؛ لأن قوة حياة الرب لا تعرف الفواصل الزمنية، ولا يوجد لدينا زمانٌ أعظمُ من زمانٍ، ولا “عيدٌ صغير” و”عيدٌ كبير”، بل كلُّ عيدٍ هو “عيدٌ كبير”. والتعبير الكنسي السائد: “الأعياد السيدية أو الربانية”، أي الخاصة بالرب والسيد، هو تعبيرٌ يفصح عن تفضيل حدث معين في حياة الرب أو التدبير، وبالتالي يخفي خلفه مدرسةً فكريةً معينة تحاول أن تبني قناعات فكرية بأن الصَّلبَ أهمُّ من التجسد، في حين أنه بدون التجسد لا يوجد صَلب. أو هي تحاول أن تقول إن التجسد كان له هدفٌ، وهو الموت على الصليب. هذا التقسيم تجاهل أن التجسد جاء باتحاد الابن بنا، وأننا نحتاج إلى الصليب أكثر من الماء والهواء؛ لأن الرب أباد الموت بالصليب. ولذلك، فإن تقسيم المسيح يسوع يؤدي إلى الفشل في فهم وتذوق وحدانية الاستعلان؛ لأننا لا نشترك في حدث، بل في الأقنوم، وحتى الأقنوم، لا يقدِّم ذاته من خلال الفكر الإنساني، بل بواسطة الروح القدس الذي أعطى له الدخول إلى العالم إنساناً (عب 10: 5)؛ لكي نقبله نحن بالروح القدس. كل عام وأنتم بخير ،،، |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَثَل الوزنات مكافأة العبد الصالح والأمين (مت 25: 14-23) http://www.stmacariusmonastery.org/graphics/sep-1.gif 14:25 «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ». «وكأنما»: https://images.chjoy.com//uploads/im...bb483a95e1.jpg إضافة لربط سياق المثل الآتي بالمَثَل السالف إذ يدور على نفس المحاور. ولكن هنا يتجه المَثَل نحو الأمانة في السهر لحساب السيد. ويبدأ المَثَل في مشروع رحلة بعيدة لإنسان سيد، وبناء عليه دعا العبيد لتسليمهم أمواله، هنا ترتفع العلاقة التي تربط السيد بعبيده إلى أقصى مستوى من التبعية والأمانة التي تصل إلى حد تسليمهم أمواله ليقوموا بعمله، باعتبارهم حائزين على كل إمكانياته، وعلى ثقته أيضاً. والإحساس هنا يكاد يُنبئ بأنه جعلهم كأبناء، كونه يحمِّلهم مسئولية إدارة أمواله في غيابه، وكأنهم يمثِّلونه شخصياً. 15:25 «فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً. كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ». نحن الذين اختارهم الله في المسيح يسوع لملكوته الأبدي قبل إنشاء العالم لنكون قدِّيسين وبلا لوم قدَّامه في المحبة؛ اختارنا، وكل واحد منا خلقه بإمكانية وطاقة معيَّنة في المواهب وفي القدرة على استخدام المواهب، وبالتالي بإمكانية للخدمة تتناسب مع الطاقة والمواهب. في حين أعطانا فداءً واحداً وخلاصاً واحداً ودعوة مقدَّسة واحدة متساوية في كل شيء للخلاص. وهكذا بمقتضى حكمة الله الفائقة ومعرفته الكاملة المطلقة التي لا يغيب عنها شيء من أمور الخليقة كلها، ودرايته الكاملة المطلقة بدقائق إمكانياتنا وذكائنا وضعفنا، أعطى كل واحد منَّا وزنات تتكافأ تماماً مع طاقتنا ومقدرتنا ومواهبنا للخدمة، نخدم خلاصنا وخلاص الآخرين لحساب ملكوته الأبدي. فلم يُعطِ لأحد من الوزنات أو من الخدمات ما يفوق طاقته، إلاَّ إذا أقحم إنسان نفسه في خدمة أو عمل يفوق طاقته وإمكانياته، فهذا يُسأل عن عجزه ويُلام في تقصيره ولا يُلام الله بسببه في شيء. ويُلاحَظ في استخدام الاصطلاحات هنا أنها جاءت معبِّرة بدقة، فمثلاً: وزنــــة: وهي هنا تفيد وزنة الفضة كالمعتاد ولكنها بآن واحد توحي بالموهبة، (تالِنْت talent). والطاقة: وهي الطاقة التي تُحسب بها القوة الميكانيكية للآلات والكهرباء، فهو تعبير دقيق للغاية. فالوزنة بالمفهوم المادي ما تساوي عشرة آلاف دينار، والدينار هو في ذلك الزمان ما يساوي أجر العامل في اليوم. فإذا حاولنا تصورها على مستوى أجور اليوم يكون الدينار يُساوي عشرة جنيهات مصرية والوزنة تساوي 100.000 جنيه. ومنها ننتبه جداً إلى ثقة المسيح في الخادم. لأن صاحب الخمس وزنات يكون بهذا الحساب قد استلم من سيِّده نصف مليون جنيه ليتاجر فيها. وهكذا وبحسب ما عوَّدنا المسيح في أمثلته أنها تبدأ رقيقة جميلة محبَّبة جداً للنفس، ذلك بحسب سخائه هو، ولكنها للأسف تنتهي انتهاءً قاسياً رديًّا يصدم النفس، وذلك بحسب جحودنا وسلوكنا الرديء. وهكذا نخرج بانطباع بديع في حالة الخادم الأول الذي ظهر فيه سخاء المسيح الفائق الذي يعبِّر عن شخصه وحبه للإنسان. كما يلاحظ القارئ أن السيد المسافر هذا لم يأخذ صكوكاً ولا كتب شروطاً ولا حذَّر ولا أنذر ولا أوعى وأوصى، بل بكل ثقة أعطى ماله لعبده الأول على أن يتاجر فيه بقدر ما حباه الله من مواهب. والأمانة المطلقة فُرضت هنا باعتبارها العلاقة الأُولى التي تربط السيد بعبيده. وهكذا أعطى العبد الثاني ما يتوافق مع طاقاته وإمكانياته، وكذلك الثالث، ولم يلاحظ قط أن أيًّا من الثلاثة استكثر الوزنات أو استقلها، مما يوحي أن التوزيع كان عادلاً بمقتضى طاقاتهم حقـًّا. ويلزمنا هنا بحسب رأي العالِم برونر( ) أن لا نقتصر في معنى التالنت Talent على وزنة الفضة، فهي في أصلها اليوناني وترجمتها الإنجليزية تُعرف بأنها موهبة فائقة أو قدرة ذكية ممتازة. فهي يمكن أن تعرَّف على أنها فرص امتيازية خاصة تُغطِّي حياة الإنسان. هذه تُعطَى بكيل خاص من الله ليُسأل عن عملها في النهاية. «وسافر للوقت»: وكأن اجتماعه بخدمه كان طارئاً لتسليم هذه الوزنات، على أن عودته ستكون للسؤال عن النتائج بقدر الأهمية التي نعرفها نحن عن موهبة الفداء والخلاص التي منحها للجميع بقدر واحد، وكيف أنه سيأتي ليحاسبنا على الدم الذي سفكه من أجلنا، ونعمة الخلاص الذي أكمله بقيامته من أجلنا. 16:25و17 «فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا، فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. وَهَكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ». لم يدَّخر جهداً، بل في الحال قام العبد الذي أخذ الخمس وزنات وتاجر بها وربح خمس وزنات أُخر، فكان عند حسن ظن سيده وأثبت جدارته، كما أثبت أن سيده كان حكيماً دقيقاً عالماً بإمكانياته وطاقته تماماً. كذلك العبد الثاني تاجر وربح وزنتين وأضاف إلى برهان الأول برهانه الخاص أنه كان جديراً بالوزنتين، وأن سيده كان حكيماً ومدركاً طاقته تماماً. ويُلاحَظ في الأصل اليوناني أنه يوجد في أول الآية كلمة: التي تفيد معنى: ”في الحال“، وقد ألحقها المترجم للعربية بالآية السابقة: «وسافر للوقت»، بينما تخص الآية الحاضرة: ”وفي الحال مضى الذي أخذ ...“ وهي تضيف إلى المعنى مهارة العبدين الأول والثاني وأمانتهما بالنسبة للزمن، وفرص الربح الأوفر في سرعة التنفيذ والغيرة المشدَّدة على أمر السيد وتكليفه؛ بل وهذه الكلمة ”في الحال“ تضيف لحساب العبدين ما هو أكثر من الربح المادي، إذ تكشف عن فرح العبدين بثقة السيد والعمل على حسن ظنه بهما. ويلاحظ أن بمجرَّد تسلُّمهما الوزنات وسفر السيد، مضى كل منهما في الحال. ولكن ”في الحال“ استمرت متصلة بكل الأفعال التالية وهي المتاجرة والربح. لأن كلمة ”في الحال“ لم تأتِ بعد الفعل ”مضى“ بل في أول الآية، أي لابد أن تصير صفة لكل الأفعال الواردة في الآية. ولكن لم يضعها القديس متى في مبدأ الآية إلاَّ لكي ينبِّه ذهننا إلى موضوع العمل في السهر، فهو ليس سهراً عاطلاً متوقفاً على العمل والحركة والربح لحساب صاحب المواهب العامة والخاصة التي منحها لنا بالكيل الموزون والدقيق؛ بل ”في الحال“ هي سمة العمل بكل صوره دون توقُّف بلا معنى أو بلا سبب، بل عمل نشيط متواصل على مستوى فرص الزمن المتاحة. لأنه على أساس العمل ”في الحال“ يتوقَّف الربح الأوفر. وهكذا يلزم أن يكون الانتظار لمجيء الرب والسهر باشتياق وغيرة على مستوى الحركة والنشاط والخدمة، والمتاجرة بلا تسيُّب في وقت أو جهد حسب ”الطاقة“ التي وهبها الله مسبقاً، والتي على أساسها حدَّد كمية الوزنات. أي أن الطاقة هي من عمل النعمة، وعلى أساس عمل النعمة يمنح الله الوزنات. وعلى هذا الأساس اللاهوتي تتم المحاسبة والعقاب. لأن الذي لم يربح يُعاقب لأنه عطَّل عمل النعمة فأوقف عمل الوزنات. أمَّا الربح فقد زكَّى عمل النعمة. وهكذا ترتد النعمة عليه بالطوبى والبركة والمكافأة. + «ولكنه لكل واحد يُعطَى (بالنعمة) إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يُعطَى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد.» (1كو 12: 7و8) + «ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء.» (1كو 11:12) وهكذا يثبت القديس بولس من هذه الناحية، ناحية تقسيم المواهب على الأفراد، كل واحد بمفرده كما يشاء الروح أو النعمة، أن جسد الكنيسة أو جسد المسيح يعمل كله بانسجام، كل واحد في مجاله بقدر طاقته الروحية: «كما قَسَمَ الله لكلِّ واحدٍ مقداراً مِنَ الإيمانِ. فإنه كما في جسدٍ واحدٍ لنا أعضاءٌ كثيرةٌ، ولكن ليس جميع الأعضاء لها عملٌ واحدٌ، هكذا نحن الكثيرين: جسدٌ واحدٌ في المسيح وأعضاءٌ بعضاً لبعض، كل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا.» (رو 12: 3-6) فهنا رؤية القديس متى في إنجيله في مَثَل الوزنات أن واحداً أخذ خمساً والثاني اثنتين والثالث وزنة واحدة، فبالرغم من تفريدهم على المستوى الفردي، جاء القديس بولس وجمعهم معاً كجسم واحد كل عضو له موهبته الخاصة التي يعمل بها ولكن لحساب الجسد الواحد. ويؤكِّد القديس بولس أن الروح هو الذي قَسَمَ لكل واحد من المواهب ما يناسبه، الذي قاله القديس متى: «قدر طاقته». «وتاجر بها»: هنا تأتي المتاجرة في مفهومها كعمل work. وهكذا يُبرز إنجيل القديس متى ”العمل“ باعتباره العنصر الأساسي في الاتجاه الروحي المسيحي، في اتجاهه نحو خدمة الآخرين ومعونتهم على الحياة وخاصة في الضيقات. فالعمل بالمواهب الممنوحة لخدمة الآخرين بأي صورة جسدية أو روحية أو نفسية أو صحية هي المتاجرة بالمواهب أو الوزنات: «لكن لكل واحد منا أُعطِيَت النعمة حسب قياس هبة المسيح» (أف 7:4). هذا هو الأساس وعليه يبني القديس بولس كالآتي: + «فأطلب إليكم، أنا الأسيرَ في الربِّ، أن تسلكوا كما يحقُّ للدعوةِ (سلَّمهم الوزنات) التي دُعِيتُم بها. بكل تواضعٍ ووداعةٍ، وبطولِ أناةٍ، محتملين بعضكم بعضاً في المحبةِ. مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسدٌ واحِدٌ، وروحٌ واحِدٌ، كما دعيتم أيضاً في رجاءِ دعوتكم الواحد.» (أف 4: 1-4) وهكذا نفهم من القديس بولس أن أساس إعطاء الوزنات في مَثَل إنجيل القديس متى هو ”للعمل“، العمل الروحي لوحدة الجسد الواحد وخدمة أعضائه لنمو الجسد وبلوغ كماله المسيحي. إذن، فمَثَل الوزنات الذي ورد في إنجيل القديس متى ليوضِّح أهمية العمل والمتاجرة بالمواهب، يجعله القديس بولس أساس بنيان الكنيسة وتوحيد الأعضاء في جسد واحد بفكر واحد وإيمان واحد، ينمو حتى يبلغ كماله ومنتهاه في المسيح: «وهو أعطى البعضَ أن يكونوا رُسُلاً ، والبعضَ أنبياءَ، والبعضَ مبشِّرينَ، والبعضَ رُعاةً ومعلِّمينَ (وزنات وزنات)، لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمةِ، لبنيانِ جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إنسانٍ كاملٍ. إلى قياس قامة ملء المسيح.» (أف 4: 11-13) أمَّا الربح بالنسبة للوزنات فجاء مساوياً لعدد الوزنات: الخمس ربحوا خمساً والاثنتان ربحتا اثنتين. فهنا تقييم الربح جاء بالوزنة. وهكذا لا يتسع الربح هنا لربح النفوس ولكن يتَّسع لأمر هام قصده المسيح من المَثَل كله، وهو الأمانة التي حاسبهم وجازاهم بمقتضاها: «نِعِمَّا أيها العبد الصالح والأمين». فهنا المثل يقوم على الأمانة بالنسبة للمواهب التي أعطاها الله لعبيده لكلٍّ قدر طاقته، وهو يحاسب على مستوى قدر هذه الطاقة تماماً. لا يطالب بأكثر مما في مقدرة الإنسان في استيعاب المواهب والخدمة بها. والنقطة الحرجة في المَثَل هي ”الطاقة“ التي على قدرها أخذ العبد الوزنات، وعلى قدرها تاجر وربح، وعلى قدرها أخذ المكافأة. إذن، فتعامُل الطاقة مع عدد الوزنات هو أساس الاختبار والمجازاة، لأن صاحب الوزنة الواحدة كانت طاقته على قدر العمل والربح لوزنة واحدة. فلمَّا أخفاها في الأرض ولم يعمل أو يتاجر بها وضح أنه بدَّد طاقته وحبس موهبته معاً. وهكذا جوزي بالرفض. 18:25 «وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ». إخفاء الوزنة أو الفضة في الأرض يقابلها تعطيل أو إبطال عمل الموهبة أو المميزات الروحية التي أعطاها الله للمؤمن. وهذا يتم عند الذين، إمَّا فقدوا الإحساس بقيمة الموهبة، أو صار لهم استهتار وازدراء بصاحب الموهبة، وبالتالي عدم اهتمام بمجيئه والحساب الذي سيحاسب به كل إنسان عمَّا وهبه إيَّاه. وهنا يتركَّز المَثَل في عدم السهر ورفض العمل وفقدان الإحساس أو الأمانة بالمسيح. وفي نظر القديس بولس يكون مِثل هؤلاء عالةً وثقلاً على الجسد، وهم الذين وضع من أجلهم قانونه المعروف بخصوصهم: «إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً» (2تس 10:3). أمَّا المسيح فاعتبرهم مفسدين للجسد ويتحتَّم بتـرهم (لو 7:13). 19:25و20 «وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا». هنا تحديد الزمان الذي غابه السيد بأنه طويل يوضِّح تأخُّر المجيء الثاني، وهذا ردٌّ على الذين كانوا يظنون أنه سيأتي سريعاً. وأمَّا الحساب فهو ضرورة قصوى كمبدأ إيماني ثابت أن الإيمان بالمسيح هو عمل وحساب على العمل، وإلاَّ انقلب الإيمان المسيحي إلى فوضى. ومرَّة أخرى نفهم الإيمان المسيحي أنه قائم على عطايا ومواهب وامتيازات تحمل قيمة فائقة داخلها لا يكشفها ويستمتع بها إلاَّ الذي يعمل ويجتهد ويتاجر بها. وفي نفس الوقت فإن هذه المواهب والامتيازات الإيمانية سيُطلَب ربحها في حياة كل مؤمن في حساب الدينونة العتيدة. ومثل هذه الوزنات هنا سواء في الخمس أو الاثنتين أو الواحدة هي مجرَّد عيار للمواهب توزن في مقابلها الأعمال. ويتحتَّم أن تكون هذه المواهب قد قدَّمت ما يساويها من أعمال وإلاَّ يُحسب الإنسان أنه اختلس أموال السيد. 21:25 «فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ». «نِعمَّا أيها العبد الصالح والأمين»: أمَّا كونه حسن ”eâ“ أو جيد فلأنه أثبت أن ما قدَّمه من ”عمل“ يساوي ”طاقته“ تماماً، فهنا يكون قد نجح وزن الشخصية روحياً. وأمَّا أنه صالح فلأنه أثبت أمانته للسيد نفسه تماماً، فحَسَب ما استأمنه عليه من عمل شخصياً وُجِدَ أميناً فيه لشخص السيد، فهو صالح. وأمَّا أنه أمين فلأنه قدَّم خمس وزنات مقابل خمس وزنات استلمها، فهو أمين في مال سيِّده. «كنت أميناً في القليل»: القليل هنا هو كل العطايا والمواهب التي تُعطى للإنسان المؤمن ليتاجر بها، ويفرح ويفرِّح الآخرين، مهما كانت قوتها وقدرتها وعظمتها. لأنها هي بوضعها الحالي صورة لعطايا الله في السماء التي لا يمكن أن توصف أو يدركها عقل. وواضح من هذا الكلام أن المسيح إنما يهب لنا هذه المواهب والعطايا لنتاجر بها لحساب الملكوت، فهي الطريقة الوحيدة التي يدرِّبنا بها لكي نرتقي إلى ما هو أعلى وأعظم وأمجد. وما الدينونة الأخيرة أو الوقوف أمام المسيح إلاَّ لكي نسمع منه هذا الصوت الذي سوف يملأ أسماع السمائيين: «نِعمَّا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك». «فأُقيمك على الكثير»: واضح أن في السماء تنتظرنا أعمال كبيرة تكاد تكون من نفس أعمال مواهبنا التي أخذناها على الأرض، ولكن يتَّسع مداها في الروح والحكمة والفرح والمجد إلى ما لا نهاية. وأوضح ما فيها بحسب هذا التقرير أن فرحها يفوق العقل: «فرح سيدك»: «وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي. والفاهمون (الصالحون) يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردُّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور.» (دا 12: 2و3) 22:25و23 «ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا.قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ». وبهذا الإجراء يظهر تماماً منهج الرب يسوع المسيح في توزيع المواهب، والحكم النهائي على أداء الأعمال والمهام التي سلَّمها لمختاريه. إذ وضح أن التوزيع للمواهب والعطايا الروحية يتبع نظاماً دقيقاً للغاية مربوطاً بالطاقة التي يحوزها الإنسان، والقدرات الشخصية في مجملها الروحية والنفسية والجسدية. فكل مَنْ هو قادر على احتمال المسئوليات يُعطَى من المواهب والنعمة ما يساوي قدرته تماماً. وهكذا تأتي محاكمته أيضاً عادلة للغاية ودقيقة للغاية، حيث تكون محاسبته على الأمانة والجهد والاهتمام الذي أدَّاه في مسئوليته، ولا يدخل فيه الكثرة أو القلة في المواهب. فصاحب الخمس وزنات نال من المديح والمكافأة ما ناله صاحب الوزنتين تماماً وبالحرف الواحد. علماً بأن بولس الرسول امتد بهذا المَثَل ليجعل من العمل هدفاً ومن أداء المسئولية غاية مشتركة واحدة. فكلٌّ من المؤمنين يُبنَى في جسد الكنيسة التي يستمد منها وجوده وكيانه، كل منهم بحسب مقدار مواهبه ونوعها. ولكن لابد في الأداء أن يُكمِّل الواحد الآخر. فإن كان قد وضح في مثل المسيح أن الأمانة والصلاح تَعَادلا في الاثنين، كذلك المكافأة بحسب الأداء. إلاَّ أن القديس بولس أضاف أن فوق المواهب والأمانات كلها عقلاً إلهياً مدبِّراً يجعل من الطاقات المبذولة والمواهب الفعَّالة هدفاً واحداً إلهياً: «وهو أعطى البعضَ أن يكونوا رُسُلاً، والبعضَ أنبياءَ، والبعضَ مبشِّرينَ، والبعضَ رُعاةً ومعلِّمينَ، لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمةِ، لبنيانِ جسد المسيح ... صادقينَ في المحبة، ننمو في كل شيءٍ إلى ذاك الذي هو الرأس: المسيح. (ولكن بحسب الترجمة الدقيقة يمكن أن تُكتب هذه الآية هكذا: ”... صادقين في المحبة، ننمو فيه إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح، من جميع الوجوه). الذي منه كل الجسد مركَّباً معاً، ومقترِناً بمؤازَرةِ كُلِّ مفصلٍ حسب عملٍ، (ويمكن تعديل الترجمة أيضاً هنا كما يلي): بلياقة تجعل الجسد ينمو ويُبنى في المحبة» (أف 4: 11-16). وبهذا يكون بولس الرسول قد أدخل مَثَل المسيح الخاص بالوزنات في صميم طبيعة الكنيسة وفكرها وعملها وغايتها. الأب متى المسكين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَثَل الوزنات مكافأة العبد الصالح والأمين (مت 25: 14-23) http://www.stmacariusmonastery.org/graphics/sep-1.gif 14:25 «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ». «وكأنما»: https://images.chjoy.com//uploads/im...bb483a95e1.jpg إضافة لربط سياق المثل الآتي بالمَثَل السالف إذ يدور على نفس المحاور. ولكن هنا يتجه المَثَل نحو الأمانة في السهر لحساب السيد. ويبدأ المَثَل في مشروع رحلة بعيدة لإنسان سيد، وبناء عليه دعا العبيد لتسليمهم أمواله، هنا ترتفع العلاقة التي تربط السيد بعبيده إلى أقصى مستوى من التبعية والأمانة التي تصل إلى حد تسليمهم أمواله ليقوموا بعمله، باعتبارهم حائزين على كل إمكانياته، وعلى ثقته أيضاً. والإحساس هنا يكاد يُنبئ بأنه جعلهم كأبناء، كونه يحمِّلهم مسئولية إدارة أمواله في غيابه، وكأنهم يمثِّلونه شخصياً. 15:25 «فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً. كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ». نحن الذين اختارهم الله في المسيح يسوع لملكوته الأبدي قبل إنشاء العالم لنكون قدِّيسين وبلا لوم قدَّامه في المحبة؛ اختارنا، وكل واحد منا خلقه بإمكانية وطاقة معيَّنة في المواهب وفي القدرة على استخدام المواهب، وبالتالي بإمكانية للخدمة تتناسب مع الطاقة والمواهب. في حين أعطانا فداءً واحداً وخلاصاً واحداً ودعوة مقدَّسة واحدة متساوية في كل شيء للخلاص. وهكذا بمقتضى حكمة الله الفائقة ومعرفته الكاملة المطلقة التي لا يغيب عنها شيء من أمور الخليقة كلها، ودرايته الكاملة المطلقة بدقائق إمكانياتنا وذكائنا وضعفنا، أعطى كل واحد منَّا وزنات تتكافأ تماماً مع طاقتنا ومقدرتنا ومواهبنا للخدمة، نخدم خلاصنا وخلاص الآخرين لحساب ملكوته الأبدي. فلم يُعطِ لأحد من الوزنات أو من الخدمات ما يفوق طاقته، إلاَّ إذا أقحم إنسان نفسه في خدمة أو عمل يفوق طاقته وإمكانياته، فهذا يُسأل عن عجزه ويُلام في تقصيره ولا يُلام الله بسببه في شيء. ويُلاحَظ في استخدام الاصطلاحات هنا أنها جاءت معبِّرة بدقة، فمثلاً: وزنــــة: وهي هنا تفيد وزنة الفضة كالمعتاد ولكنها بآن واحد توحي بالموهبة، (تالِنْت talent). والطاقة: وهي الطاقة التي تُحسب بها القوة الميكانيكية للآلات والكهرباء، فهو تعبير دقيق للغاية. فالوزنة بالمفهوم المادي ما تساوي عشرة آلاف دينار، والدينار هو في ذلك الزمان ما يساوي أجر العامل في اليوم. فإذا حاولنا تصورها على مستوى أجور اليوم يكون الدينار يُساوي عشرة جنيهات مصرية والوزنة تساوي 100.000 جنيه. ومنها ننتبه جداً إلى ثقة المسيح في الخادم. لأن صاحب الخمس وزنات يكون بهذا الحساب قد استلم من سيِّده نصف مليون جنيه ليتاجر فيها. وهكذا وبحسب ما عوَّدنا المسيح في أمثلته أنها تبدأ رقيقة جميلة محبَّبة جداً للنفس، ذلك بحسب سخائه هو، ولكنها للأسف تنتهي انتهاءً قاسياً رديًّا يصدم النفس، وذلك بحسب جحودنا وسلوكنا الرديء. وهكذا نخرج بانطباع بديع في حالة الخادم الأول الذي ظهر فيه سخاء المسيح الفائق الذي يعبِّر عن شخصه وحبه للإنسان. كما يلاحظ القارئ أن السيد المسافر هذا لم يأخذ صكوكاً ولا كتب شروطاً ولا حذَّر ولا أنذر ولا أوعى وأوصى، بل بكل ثقة أعطى ماله لعبده الأول على أن يتاجر فيه بقدر ما حباه الله من مواهب. والأمانة المطلقة فُرضت هنا باعتبارها العلاقة الأُولى التي تربط السيد بعبيده. وهكذا أعطى العبد الثاني ما يتوافق مع طاقاته وإمكانياته، وكذلك الثالث، ولم يلاحظ قط أن أيًّا من الثلاثة استكثر الوزنات أو استقلها، مما يوحي أن التوزيع كان عادلاً بمقتضى طاقاتهم حقـًّا. ويلزمنا هنا بحسب رأي العالِم برونر( ) أن لا نقتصر في معنى التالنت Talent على وزنة الفضة، فهي في أصلها اليوناني وترجمتها الإنجليزية تُعرف بأنها موهبة فائقة أو قدرة ذكية ممتازة. فهي يمكن أن تعرَّف على أنها فرص امتيازية خاصة تُغطِّي حياة الإنسان. هذه تُعطَى بكيل خاص من الله ليُسأل عن عملها في النهاية. «وسافر للوقت»: وكأن اجتماعه بخدمه كان طارئاً لتسليم هذه الوزنات، على أن عودته ستكون للسؤال عن النتائج بقدر الأهمية التي نعرفها نحن عن موهبة الفداء والخلاص التي منحها للجميع بقدر واحد، وكيف أنه سيأتي ليحاسبنا على الدم الذي سفكه من أجلنا، ونعمة الخلاص الذي أكمله بقيامته من أجلنا. 16:25و17 «فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا، فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. وَهَكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ». لم يدَّخر جهداً، بل في الحال قام العبد الذي أخذ الخمس وزنات وتاجر بها وربح خمس وزنات أُخر، فكان عند حسن ظن سيده وأثبت جدارته، كما أثبت أن سيده كان حكيماً دقيقاً عالماً بإمكانياته وطاقته تماماً. كذلك العبد الثاني تاجر وربح وزنتين وأضاف إلى برهان الأول برهانه الخاص أنه كان جديراً بالوزنتين، وأن سيده كان حكيماً ومدركاً طاقته تماماً. ويُلاحَظ في الأصل اليوناني أنه يوجد في أول الآية كلمة: التي تفيد معنى: ”في الحال“، وقد ألحقها المترجم للعربية بالآية السابقة: «وسافر للوقت»، بينما تخص الآية الحاضرة: ”وفي الحال مضى الذي أخذ ...“ وهي تضيف إلى المعنى مهارة العبدين الأول والثاني وأمانتهما بالنسبة للزمن، وفرص الربح الأوفر في سرعة التنفيذ والغيرة المشدَّدة على أمر السيد وتكليفه؛ بل وهذه الكلمة ”في الحال“ تضيف لحساب العبدين ما هو أكثر من الربح المادي، إذ تكشف عن فرح العبدين بثقة السيد والعمل على حسن ظنه بهما. ويلاحظ أن بمجرَّد تسلُّمهما الوزنات وسفر السيد، مضى كل منهما في الحال. ولكن ”في الحال“ استمرت متصلة بكل الأفعال التالية وهي المتاجرة والربح. لأن كلمة ”في الحال“ لم تأتِ بعد الفعل ”مضى“ بل في أول الآية، أي لابد أن تصير صفة لكل الأفعال الواردة في الآية. ولكن لم يضعها القديس متى في مبدأ الآية إلاَّ لكي ينبِّه ذهننا إلى موضوع العمل في السهر، فهو ليس سهراً عاطلاً متوقفاً على العمل والحركة والربح لحساب صاحب المواهب العامة والخاصة التي منحها لنا بالكيل الموزون والدقيق؛ بل ”في الحال“ هي سمة العمل بكل صوره دون توقُّف بلا معنى أو بلا سبب، بل عمل نشيط متواصل على مستوى فرص الزمن المتاحة. لأنه على أساس العمل ”في الحال“ يتوقَّف الربح الأوفر. وهكذا يلزم أن يكون الانتظار لمجيء الرب والسهر باشتياق وغيرة على مستوى الحركة والنشاط والخدمة، والمتاجرة بلا تسيُّب في وقت أو جهد حسب ”الطاقة“ التي وهبها الله مسبقاً، والتي على أساسها حدَّد كمية الوزنات. أي أن الطاقة هي من عمل النعمة، وعلى أساس عمل النعمة يمنح الله الوزنات. وعلى هذا الأساس اللاهوتي تتم المحاسبة والعقاب. لأن الذي لم يربح يُعاقب لأنه عطَّل عمل النعمة فأوقف عمل الوزنات. أمَّا الربح فقد زكَّى عمل النعمة. وهكذا ترتد النعمة عليه بالطوبى والبركة والمكافأة. + «ولكنه لكل واحد يُعطَى (بالنعمة) إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يُعطَى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد.» (1كو 12: 7و8) + «ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء.» (1كو 11:12) وهكذا يثبت القديس بولس من هذه الناحية، ناحية تقسيم المواهب على الأفراد، كل واحد بمفرده كما يشاء الروح أو النعمة، أن جسد الكنيسة أو جسد المسيح يعمل كله بانسجام، كل واحد في مجاله بقدر طاقته الروحية: «كما قَسَمَ الله لكلِّ واحدٍ مقداراً مِنَ الإيمانِ. فإنه كما في جسدٍ واحدٍ لنا أعضاءٌ كثيرةٌ، ولكن ليس جميع الأعضاء لها عملٌ واحدٌ، هكذا نحن الكثيرين: جسدٌ واحدٌ في المسيح وأعضاءٌ بعضاً لبعض، كل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا.» (رو 12: 3-6) فهنا رؤية القديس متى في إنجيله في مَثَل الوزنات أن واحداً أخذ خمساً والثاني اثنتين والثالث وزنة واحدة، فبالرغم من تفريدهم على المستوى الفردي، جاء القديس بولس وجمعهم معاً كجسم واحد كل عضو له موهبته الخاصة التي يعمل بها ولكن لحساب الجسد الواحد. ويؤكِّد القديس بولس أن الروح هو الذي قَسَمَ لكل واحد من المواهب ما يناسبه، الذي قاله القديس متى: «قدر طاقته». «وتاجر بها»: هنا تأتي المتاجرة في مفهومها كعمل work. وهكذا يُبرز إنجيل القديس متى ”العمل“ باعتباره العنصر الأساسي في الاتجاه الروحي المسيحي، في اتجاهه نحو خدمة الآخرين ومعونتهم على الحياة وخاصة في الضيقات. فالعمل بالمواهب الممنوحة لخدمة الآخرين بأي صورة جسدية أو روحية أو نفسية أو صحية هي المتاجرة بالمواهب أو الوزنات: «لكن لكل واحد منا أُعطِيَت النعمة حسب قياس هبة المسيح» (أف 7:4). هذا هو الأساس وعليه يبني القديس بولس كالآتي: + «فأطلب إليكم، أنا الأسيرَ في الربِّ، أن تسلكوا كما يحقُّ للدعوةِ (سلَّمهم الوزنات) التي دُعِيتُم بها. بكل تواضعٍ ووداعةٍ، وبطولِ أناةٍ، محتملين بعضكم بعضاً في المحبةِ. مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسدٌ واحِدٌ، وروحٌ واحِدٌ، كما دعيتم أيضاً في رجاءِ دعوتكم الواحد.» (أف 4: 1-4) وهكذا نفهم من القديس بولس أن أساس إعطاء الوزنات في مَثَل إنجيل القديس متى هو ”للعمل“، العمل الروحي لوحدة الجسد الواحد وخدمة أعضائه لنمو الجسد وبلوغ كماله المسيحي. إذن، فمَثَل الوزنات الذي ورد في إنجيل القديس متى ليوضِّح أهمية العمل والمتاجرة بالمواهب، يجعله القديس بولس أساس بنيان الكنيسة وتوحيد الأعضاء في جسد واحد بفكر واحد وإيمان واحد، ينمو حتى يبلغ كماله ومنتهاه في المسيح: «وهو أعطى البعضَ أن يكونوا رُسُلاً ، والبعضَ أنبياءَ، والبعضَ مبشِّرينَ، والبعضَ رُعاةً ومعلِّمينَ (وزنات وزنات)، لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمةِ، لبنيانِ جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إنسانٍ كاملٍ. إلى قياس قامة ملء المسيح.» (أف 4: 11-13) أمَّا الربح بالنسبة للوزنات فجاء مساوياً لعدد الوزنات: الخمس ربحوا خمساً والاثنتان ربحتا اثنتين. فهنا تقييم الربح جاء بالوزنة. وهكذا لا يتسع الربح هنا لربح النفوس ولكن يتَّسع لأمر هام قصده المسيح من المَثَل كله، وهو الأمانة التي حاسبهم وجازاهم بمقتضاها: «نِعِمَّا أيها العبد الصالح والأمين». فهنا المثل يقوم على الأمانة بالنسبة للمواهب التي أعطاها الله لعبيده لكلٍّ قدر طاقته، وهو يحاسب على مستوى قدر هذه الطاقة تماماً. لا يطالب بأكثر مما في مقدرة الإنسان في استيعاب المواهب والخدمة بها. والنقطة الحرجة في المَثَل هي ”الطاقة“ التي على قدرها أخذ العبد الوزنات، وعلى قدرها تاجر وربح، وعلى قدرها أخذ المكافأة. إذن، فتعامُل الطاقة مع عدد الوزنات هو أساس الاختبار والمجازاة، لأن صاحب الوزنة الواحدة كانت طاقته على قدر العمل والربح لوزنة واحدة. فلمَّا أخفاها في الأرض ولم يعمل أو يتاجر بها وضح أنه بدَّد طاقته وحبس موهبته معاً. وهكذا جوزي بالرفض. 18:25 «وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ». إخفاء الوزنة أو الفضة في الأرض يقابلها تعطيل أو إبطال عمل الموهبة أو المميزات الروحية التي أعطاها الله للمؤمن. وهذا يتم عند الذين، إمَّا فقدوا الإحساس بقيمة الموهبة، أو صار لهم استهتار وازدراء بصاحب الموهبة، وبالتالي عدم اهتمام بمجيئه والحساب الذي سيحاسب به كل إنسان عمَّا وهبه إيَّاه. وهنا يتركَّز المَثَل في عدم السهر ورفض العمل وفقدان الإحساس أو الأمانة بالمسيح. وفي نظر القديس بولس يكون مِثل هؤلاء عالةً وثقلاً على الجسد، وهم الذين وضع من أجلهم قانونه المعروف بخصوصهم: «إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً» (2تس 10:3). أمَّا المسيح فاعتبرهم مفسدين للجسد ويتحتَّم بتـرهم (لو 7:13). 19:25و20 «وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا». هنا تحديد الزمان الذي غابه السيد بأنه طويل يوضِّح تأخُّر المجيء الثاني، وهذا ردٌّ على الذين كانوا يظنون أنه سيأتي سريعاً. وأمَّا الحساب فهو ضرورة قصوى كمبدأ إيماني ثابت أن الإيمان بالمسيح هو عمل وحساب على العمل، وإلاَّ انقلب الإيمان المسيحي إلى فوضى. ومرَّة أخرى نفهم الإيمان المسيحي أنه قائم على عطايا ومواهب وامتيازات تحمل قيمة فائقة داخلها لا يكشفها ويستمتع بها إلاَّ الذي يعمل ويجتهد ويتاجر بها. وفي نفس الوقت فإن هذه المواهب والامتيازات الإيمانية سيُطلَب ربحها في حياة كل مؤمن في حساب الدينونة العتيدة. ومثل هذه الوزنات هنا سواء في الخمس أو الاثنتين أو الواحدة هي مجرَّد عيار للمواهب توزن في مقابلها الأعمال. ويتحتَّم أن تكون هذه المواهب قد قدَّمت ما يساويها من أعمال وإلاَّ يُحسب الإنسان أنه اختلس أموال السيد. 21:25 «فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ». «نِعمَّا أيها العبد الصالح والأمين»: أمَّا كونه حسن ”eâ“ أو جيد فلأنه أثبت أن ما قدَّمه من ”عمل“ يساوي ”طاقته“ تماماً، فهنا يكون قد نجح وزن الشخصية روحياً. وأمَّا أنه صالح فلأنه أثبت أمانته للسيد نفسه تماماً، فحَسَب ما استأمنه عليه من عمل شخصياً وُجِدَ أميناً فيه لشخص السيد، فهو صالح. وأمَّا أنه أمين فلأنه قدَّم خمس وزنات مقابل خمس وزنات استلمها، فهو أمين في مال سيِّده. «كنت أميناً في القليل»: القليل هنا هو كل العطايا والمواهب التي تُعطى للإنسان المؤمن ليتاجر بها، ويفرح ويفرِّح الآخرين، مهما كانت قوتها وقدرتها وعظمتها. لأنها هي بوضعها الحالي صورة لعطايا الله في السماء التي لا يمكن أن توصف أو يدركها عقل. وواضح من هذا الكلام أن المسيح إنما يهب لنا هذه المواهب والعطايا لنتاجر بها لحساب الملكوت، فهي الطريقة الوحيدة التي يدرِّبنا بها لكي نرتقي إلى ما هو أعلى وأعظم وأمجد. وما الدينونة الأخيرة أو الوقوف أمام المسيح إلاَّ لكي نسمع منه هذا الصوت الذي سوف يملأ أسماع السمائيين: «نِعمَّا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك». «فأُقيمك على الكثير»: واضح أن في السماء تنتظرنا أعمال كبيرة تكاد تكون من نفس أعمال مواهبنا التي أخذناها على الأرض، ولكن يتَّسع مداها في الروح والحكمة والفرح والمجد إلى ما لا نهاية. وأوضح ما فيها بحسب هذا التقرير أن فرحها يفوق العقل: «فرح سيدك»: «وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي. والفاهمون (الصالحون) يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردُّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور.» (دا 12: 2و3) 22:25و23 «ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا.قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ». وبهذا الإجراء يظهر تماماً منهج الرب يسوع المسيح في توزيع المواهب، والحكم النهائي على أداء الأعمال والمهام التي سلَّمها لمختاريه. إذ وضح أن التوزيع للمواهب والعطايا الروحية يتبع نظاماً دقيقاً للغاية مربوطاً بالطاقة التي يحوزها الإنسان، والقدرات الشخصية في مجملها الروحية والنفسية والجسدية. فكل مَنْ هو قادر على احتمال المسئوليات يُعطَى من المواهب والنعمة ما يساوي قدرته تماماً. وهكذا تأتي محاكمته أيضاً عادلة للغاية ودقيقة للغاية، حيث تكون محاسبته على الأمانة والجهد والاهتمام الذي أدَّاه في مسئوليته، ولا يدخل فيه الكثرة أو القلة في المواهب. فصاحب الخمس وزنات نال من المديح والمكافأة ما ناله صاحب الوزنتين تماماً وبالحرف الواحد. علماً بأن بولس الرسول امتد بهذا المَثَل ليجعل من العمل هدفاً ومن أداء المسئولية غاية مشتركة واحدة. فكلٌّ من المؤمنين يُبنَى في جسد الكنيسة التي يستمد منها وجوده وكيانه، كل منهم بحسب مقدار مواهبه ونوعها. ولكن لابد في الأداء أن يُكمِّل الواحد الآخر. فإن كان قد وضح في مثل المسيح أن الأمانة والصلاح تَعَادلا في الاثنين، كذلك المكافأة بحسب الأداء. إلاَّ أن القديس بولس أضاف أن فوق المواهب والأمانات كلها عقلاً إلهياً مدبِّراً يجعل من الطاقات المبذولة والمواهب الفعَّالة هدفاً واحداً إلهياً: «وهو أعطى البعضَ أن يكونوا رُسُلاً، والبعضَ أنبياءَ، والبعضَ مبشِّرينَ، والبعضَ رُعاةً ومعلِّمينَ، لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمةِ، لبنيانِ جسد المسيح ... صادقينَ في المحبة، ننمو في كل شيءٍ إلى ذاك الذي هو الرأس: المسيح. (ولكن بحسب الترجمة الدقيقة يمكن أن تُكتب هذه الآية هكذا: ”... صادقين في المحبة، ننمو فيه إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح، من جميع الوجوه). الذي منه كل الجسد مركَّباً معاً، ومقترِناً بمؤازَرةِ كُلِّ مفصلٍ حسب عملٍ، (ويمكن تعديل الترجمة أيضاً هنا كما يلي): بلياقة تجعل الجسد ينمو ويُبنى في المحبة» (أف 4: 11-16). وبهذا يكون بولس الرسول قد أدخل مَثَل المسيح الخاص بالوزنات في صميم طبيعة الكنيسة وفكرها وعملها وغايتها. الأب متى المسكين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إفراميه عيد الظهور الإلهي
https://images.chjoy.com//uploads/im...fd93d7065f.jpg من أُمٍّ عاقرٍ وُلِدَ يوحنا بدايةُ عهدِ الولادة الجديدة ليس بالولادة الجسدانية، بل بقوةٍ إلهيةٍ وُلِد *** عند الأردن أظهر يسوعُ السِّرَّ ولادةً جديدةً تنسكبُ فيها مسرةُ الآبِ نداءُ الآبِ للمتجسِّدِ سبَّح بها الملائكةُ قبل مولده *** مسرةُ الآبِ بالبشرِ أزالت قيود الشريعة؛ فوُهِبَ الروحُ القدس حلَّ على الابن المتجسد([1]) فأشرقت معرفةُ الثالوث عند الأردن، لم ندخل أرضاً، دخلنا شركة حياة الثالوث *** الآب ينادي مَن لَبِسَ صورة العبد أنت ابني الحبيب تُمسحُ بالروحِ لتنال صورة العبد حريةَ الخضوعِ؛ فلا عبوديةَ في الروحِ *** بميلادِكَ البتولي صار لنا اتحادٌ بمِسحتكَ أخذنا روح التبني بالميلاد، فصلتنا عن آدم بالمسحة، صرنا شركاءَ مِسحتِكَ فغُرِسنا في الثالوث *** يا فيضُ المحبةِ الذي أغرق الحروف صَمَتَ لسانُ الحكماءِ وصرخت حناجر البوساء معاندو النعمة الأشقياء يرسفون في أغلال العبودية النعمةُ صعبةٌ على من عاش ولا زال مقيَّداً العقوبةُ عندَ العبدِ أعظمُ من النعمة *** أشرِق أيها الثالوث فينا؛ لأننا مع كلِّ عيدٍ ننال تجديد الوعي بالعهد الجديد |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إفرامية مصلوبٌ مع يسوع
https://images.chjoy.com//uploads/im...bed0337da0.jpg (1) لأجلِكَ وحدكَ سرتُ على أشواكٍ، بينما أنت تُوِّجتَ بالأشواكِ اتُّهِمتَ أنتْ بالتجديف واتهمني بنوا أمي بالشِّركِ غابَ عن الكلِّ التمييز فتحتُ كنوزَ أثناسيوس هاجت علينا وحوشُ العصر الوسيط الكلُّ يعاديك يا يسوع الوسيط لأجلِكَ قبلتُ العارَ السخريةَ والشتائم وهجومَ الأشرارِ لأجلِكَ تركني أقربُ الناس كما هربَ منكَ تلاميذُكَ لمَّا صُلبتَ توحَّدنا معاً بالإهانةِ والطرد أيُّ شرفٍ أعظمُ من شرفِ الجلجثة لم يمنعكَ العذابُ والألم أن تقبل لصاً فعرفتُ وذُقتُ قطرةً من غفرانك اختفت من كلِّ الأفاقِ كلُّ الأهواء لابسو أسمالَ الجهلِ صاروا أصدقاء لم تنكر بنوتكَ للآب اعترافُكَ الحسِن ايقاعُ الحياةِ حيٌّ في كنيستك خارج جسدك، الكنيسة الاعترافُ غريبٌ لا يُفهَم ضاع الاتهامُ في وهج الصليب هو قُبلةُ عزةٍ منكَ يا حبيب شريعةٌ واحدةٌ للمصلوب معكَ وبكَ وفيكَ ليموتَ القديم فتحيا بذرةُ حياتك ونولد من جديد أنت يا يسوعُ عند كلِّ صليبٍ مصلوبٌ مع حاملِ صليبه مجدُ البنوةِ، وتاجُ القيامةِ سُمِّرَ بمسامير المحبة مَن صُلِبَ لأجلِكَ معكَ سيكون؛ لأنكَ لأجل الكلِّ صُلِبْتَ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تنقية القلب والإرادة- 2
ليس لدينا تعليم مسيحي شرقاً وغرباً يقول إن الإنسان يخلص بالأعمال الصالحة، وليس لدينا تعليم أفرزه الإنجيليون عن التبرير بالأعمال، أو تعليم عن حساب بر المسيح للخاطئ. هذه كلها معاً: الخلاص بالأعمال الصالحة، وحساب بر المسيح للخاطئ، هي خزعبلات العصر الوسيط. كان أبي يعلمني أن المحبة هي أساس “الخلاص الأبدي”. لاحظ كلمة “الأبدي”، وليس مجرد الإقلاع عن عادات سيئة أو التوبة بمعنى الكف عن الخطايا. هذا المعنى كان هو السائد في فترة طويلة امتدت من الأربعينات في القرن الماضي حتى عصرنا هذا. ولكن “الخلاص الأبدي” هو اكتشاف المحبة الإلهية على النحو الذي ذكره رسول الرب في (1كو 13: 1-10). وكان أبي يقول أيضاً إن ما أورده الرسول عن المحبة هو رسمٌ لأيقونة المخلِّص الرب يسوع المسيح له المجد. الأساس الرسولي للمحبة هو: كل مَن لا يعرف المحبة لا يعرف الله (1 يوحنا 4: 7 – 8). ويجب أن نضيف أيضاً أن: “محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس ..” (رو 5: 5)، وعلى ذلك، فالتوبة الحقيقية هي تغيير الحياة، وهذا هو صراع المحبة الإلهية معنا وفينا: - أن تحب الرب يسوع كنفسك؛ هو ما يجعلك تحيا بشكل مختلف. - أن تجعل الرب يسوع أهم من كل ما تحب. - أن تصبح محبة المسيح في قلبك هي سبب محبتك للآخرين. هذه ليست خطوات مثل خطوات صعود السُّلَّم، بل هي صلاة يسوع. وما تذكره الإبصاليات بالذات، هي حسب كلمات إبي: “المجال الإلهي لعمل الرب يسوع وإشراقه بالنور الإلهي في قلب كل مَن يدعوه”. الأعمال ليست ثمرة للإيمان كما يُقال، ولا هي ثمرة للمحبة. كل هذه التعبيرات لها خلفية نسكية مزوَّرة تؤدي إلى تقسيم الكيان الإنساني. قال لي: “لنبدأ من أول الحكاية. الإرادة هي عزم الإنسان، وهو يجب أن يكون عزم المحبة، وليس مجرد فكرة في قلبك وضعتها للتنفيذ. - القرار الإرادي هو الاتحاد بالرب يسوع وهذا يعني -أول الكل- أن يكون كيانك (الجسد والروح) ملكاً مشتركاً بينك وبين المخلِّص والفادي. عندما يملك المسيح على حياتك ومشاعرك ووجودك، فهذا يعني أنك لا تملك ذاتك لذاتك، بل تملك ذاتك للرب يسوع. - كل الشرور والخطايا تأتي من مصدر واحد، وهو شعور الإنسان بالاستقلال عن الرب. انفراد الإنسان بوجوده لكن علينا أن نحب الرب حقاً لا بالعواطف، ولكن بالممارسة. ليس بالشعور؛ لأن (العواطف هي باب خداع القلب)، ولكن بالعزم؛ لأن العزم له أساس أن كيانك ووجودك ليس لك. هذا لا يجعلك مثل من أصيب بالشلل، بل يجعلك حُرَّاً من كل الصراعات التحتانية (اللي تحت مراقبة الضمير والشعور)، أي ما هو خفي (جُوَّة، جُوَّة في القلب). لن تملك الرب يسوع طالما أنت مستقل عنه، ولكن استقلال ذاتك يجب أن يكون القوة الذاتية التي تجعلك تطلب دائماً الرب كلما أحسست بالابتعاد عنه. - الرب يسوع هو حياة، وليس برشامة أسبرين تأخذها لمَّا تكون تعبان. هذا التصرف، أي البحث عن الراحة والعزاء في المسيح فقط بدون الاتحاد به، هو ما يهدم المحبة؛ لأن المحبة الحقيقية هي في طلب الرب لشخصه فقط، وليس لأي أمرٍ آخر. - كان عندنا في الدير أب مريض تعبان، ولكنه كان يقول للرب يسوع: (الجسد ده بتاعك أنت، اعمل فيه اللي أنت عاوزه. أنا مش هَطلب الشفاء، ولكن هَطلب أن يكون جسدي ذبيحة حية مقبولة عندك). - العزم الحقيقي نابع من الاتحاد، لا بقرار الإرادة فقط. والقلب يراقب ويرى كل يوم، بل كل ساعة -على قدر تقدُّمك في المحبة- مدى صحة محبتك. - إذا فضَّلت لنفسك أي شيء، فلا تنزعج، طالما هو خير وصالح. كل مطالب الجسد مثل النوم – الأكل – الملابس – هي أمور صالحة مقدسة؛ لأنك تفعل هذه الأمور من أجل محبتك للرب”. قال والدموع في عينيه: في أول طريق الرهبنة قِيل لي إن جحد الذات هو رفض الإنسان لكيانه وحياته”، وأنا تعبت من هذا الكلام، ولكن واحد من شيوخ الدير -لم يذكر اسمه- قال لي: يا مينا حِبْ الرب يسوع لنفسك. هذا هو طريق جحد الذات، وهو الطريق الرسولي. وأصبحت أسير في الاتجاه الصحيح. - يا ابني لا يمكن للإنسان أن ينكر وجوده، ولكن يمكن لكل إنسان أن يفهم معنى قول الرب: “انكر ذاتك واحمل صليبك، أي ذاتك المصلوبة، ثم اتبعني، أي اتَّحد بي في طريق الحياة”. - إغراءات الخطية لا تأتي من الخارج فقط، بل من الداخل أيضاً. وقد تأثرت بشكل لا يوصف عندما قرأت في سيرة الأنبا صموئيل المعترف أن البرابرة الذين أسروه قد ربطوه في سلسلة مع جارية لكي يزني معها. ولكن قلبه المشغول بمحبة الرب جعل حتى إغراءات الخطية تتلاشى. - إذا انكسر عزمك، أو تغيَّرت إرادتك، فلا ترتعب ولا تجعل لليأس مكاناً. العودة إلى الخطية أو إلى الكسل معناه أن في القلب “جُوَّة جُوَّة” رغبات وشهوات لم تُكتَشَف، ومع الحزن يجب أن يكون لدينا رجاء في أن نكتشف ما هو في داخل القلب الذي أعادنا إلى سيرة قديمة، أو ذكريات باطلة بلا نفع. محبة الله التي توهب بالروح القدس تبيد كل ما هو باطل. - تذكَّر كلمات الرسول بولس: “أنسى ما وراء”، وتذكَّر أيضاً كلمات الرب نفسه: “مَن يضع يده على المحراث ونظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت السموات”؛ لأن النظرة إلى الوراء معناها نسيان الهدف. كان الأنبا أرسانيوس يقول: أرساني تأمَّل (في الهدف) الذي لأجله خرجت من العالم” وعندما يصبح الرب هو هدف ووسيلة حياتك، ستجد العزم الصالح؛ لأنه نار المحبة الإلهية المشتعلة في القلب |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تنقية القلب والإرادة- 2
ليس لدينا تعليم مسيحي شرقاً وغرباً يقول إن الإنسان يخلص بالأعمال الصالحة، وليس لدينا تعليم أفرزه الإنجيليون عن التبرير بالأعمال، أو تعليم عن حساب بر المسيح للخاطئ. هذه كلها معاً: الخلاص بالأعمال الصالحة، وحساب بر المسيح للخاطئ، هي خزعبلات العصر الوسيط. كان أبي يعلمني أن المحبة هي أساس “الخلاص الأبدي”. لاحظ كلمة “الأبدي”، وليس مجرد الإقلاع عن عادات سيئة أو التوبة بمعنى الكف عن الخطايا. هذا المعنى كان هو السائد في فترة طويلة امتدت من الأربعينات في القرن الماضي حتى عصرنا هذا. ولكن “الخلاص الأبدي” هو اكتشاف المحبة الإلهية على النحو الذي ذكره رسول الرب في (1كو 13: 1-10). وكان أبي يقول أيضاً إن ما أورده الرسول عن المحبة هو رسمٌ لأيقونة المخلِّص الرب يسوع المسيح له المجد. الأساس الرسولي للمحبة هو: كل مَن لا يعرف المحبة لا يعرف الله (1 يوحنا 4: 7 – 8). ويجب أن نضيف أيضاً أن: “محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس ..” (رو 5: 5)، وعلى ذلك، فالتوبة الحقيقية هي تغيير الحياة، وهذا هو صراع المحبة الإلهية معنا وفينا: - أن تحب الرب يسوع كنفسك؛ هو ما يجعلك تحيا بشكل مختلف. - أن تجعل الرب يسوع أهم من كل ما تحب. - أن تصبح محبة المسيح في قلبك هي سبب محبتك للآخرين. هذه ليست خطوات مثل خطوات صعود السُّلَّم، بل هي صلاة يسوع. وما تذكره الإبصاليات بالذات، هي حسب كلمات إبي: “المجال الإلهي لعمل الرب يسوع وإشراقه بالنور الإلهي في قلب كل مَن يدعوه”. الأعمال ليست ثمرة للإيمان كما يُقال، ولا هي ثمرة للمحبة. كل هذه التعبيرات لها خلفية نسكية مزوَّرة تؤدي إلى تقسيم الكيان الإنساني. قال لي: “لنبدأ من أول الحكاية. الإرادة هي عزم الإنسان، وهو يجب أن يكون عزم المحبة، وليس مجرد فكرة في قلبك وضعتها للتنفيذ. - القرار الإرادي هو الاتحاد بالرب يسوع وهذا يعني -أول الكل- أن يكون كيانك (الجسد والروح) ملكاً مشتركاً بينك وبين المخلِّص والفادي. عندما يملك المسيح على حياتك ومشاعرك ووجودك، فهذا يعني أنك لا تملك ذاتك لذاتك، بل تملك ذاتك للرب يسوع. - كل الشرور والخطايا تأتي من مصدر واحد، وهو شعور الإنسان بالاستقلال عن الرب. انفراد الإنسان بوجوده لكن علينا أن نحب الرب حقاً لا بالعواطف، ولكن بالممارسة. ليس بالشعور؛ لأن (العواطف هي باب خداع القلب)، ولكن بالعزم؛ لأن العزم له أساس أن كيانك ووجودك ليس لك. هذا لا يجعلك مثل من أصيب بالشلل، بل يجعلك حُرَّاً من كل الصراعات التحتانية (اللي تحت مراقبة الضمير والشعور)، أي ما هو خفي (جُوَّة، جُوَّة في القلب). لن تملك الرب يسوع طالما أنت مستقل عنه، ولكن استقلال ذاتك يجب أن يكون القوة الذاتية التي تجعلك تطلب دائماً الرب كلما أحسست بالابتعاد عنه. - الرب يسوع هو حياة، وليس برشامة أسبرين تأخذها لمَّا تكون تعبان. هذا التصرف، أي البحث عن الراحة والعزاء في المسيح فقط بدون الاتحاد به، هو ما يهدم المحبة؛ لأن المحبة الحقيقية هي في طلب الرب لشخصه فقط، وليس لأي أمرٍ آخر. - كان عندنا في الدير أب مريض تعبان، ولكنه كان يقول للرب يسوع: (الجسد ده بتاعك أنت، اعمل فيه اللي أنت عاوزه. أنا مش هَطلب الشفاء، ولكن هَطلب أن يكون جسدي ذبيحة حية مقبولة عندك). - العزم الحقيقي نابع من الاتحاد، لا بقرار الإرادة فقط. والقلب يراقب ويرى كل يوم، بل كل ساعة -على قدر تقدُّمك في المحبة- مدى صحة محبتك. - إذا فضَّلت لنفسك أي شيء، فلا تنزعج، طالما هو خير وصالح. كل مطالب الجسد مثل النوم – الأكل – الملابس – هي أمور صالحة مقدسة؛ لأنك تفعل هذه الأمور من أجل محبتك للرب”. قال والدموع في عينيه: في أول طريق الرهبنة قِيل لي إن جحد الذات هو رفض الإنسان لكيانه وحياته”، وأنا تعبت من هذا الكلام، ولكن واحد من شيوخ الدير -لم يذكر اسمه- قال لي: يا مينا حِبْ الرب يسوع لنفسك. هذا هو طريق جحد الذات، وهو الطريق الرسولي. وأصبحت أسير في الاتجاه الصحيح. - يا ابني لا يمكن للإنسان أن ينكر وجوده، ولكن يمكن لكل إنسان أن يفهم معنى قول الرب: “انكر ذاتك واحمل صليبك، أي ذاتك المصلوبة، ثم اتبعني، أي اتَّحد بي في طريق الحياة”. - إغراءات الخطية لا تأتي من الخارج فقط، بل من الداخل أيضاً. وقد تأثرت بشكل لا يوصف عندما قرأت في سيرة الأنبا صموئيل المعترف أن البرابرة الذين أسروه قد ربطوه في سلسلة مع جارية لكي يزني معها. ولكن قلبه المشغول بمحبة الرب جعل حتى إغراءات الخطية تتلاشى. - إذا انكسر عزمك، أو تغيَّرت إرادتك، فلا ترتعب ولا تجعل لليأس مكاناً. العودة إلى الخطية أو إلى الكسل معناه أن في القلب “جُوَّة جُوَّة” رغبات وشهوات لم تُكتَشَف، ومع الحزن يجب أن يكون لدينا رجاء في أن نكتشف ما هو في داخل القلب الذي أعادنا إلى سيرة قديمة، أو ذكريات باطلة بلا نفع. محبة الله التي توهب بالروح القدس تبيد كل ما هو باطل. - تذكَّر كلمات الرسول بولس: “أنسى ما وراء”، وتذكَّر أيضاً كلمات الرب نفسه: “مَن يضع يده على المحراث ونظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت السموات”؛ لأن النظرة إلى الوراء معناها نسيان الهدف. كان الأنبا أرسانيوس يقول: أرساني تأمَّل (في الهدف) الذي لأجله خرجت من العالم” وعندما يصبح الرب هو هدف ووسيلة حياتك، ستجد العزم الصالح؛ لأنه نار المحبة الإلهية المشتعلة في القلب |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فتركت المرأة جرتها محاضرة لقداسة البابا تواضروس القي قداسة البابا تواضروس الثانى مساء اليوم محاضرته الأسبوعية والتي كانت بعنوان “تركت المرأة جرتها”.ورحب البابا في البداية بكل من جاء من الكنائس المسيحية ومجلس كنائس مصر و الشرق الأوسط وبمشاركتهم في هذا الاسبوع المخصص من خلال مقابلة السيد المسيح للمرأة السامرية وقام بقراءة جزء من انجيل يوحنا اصحاح 4 وتأمل البابا في هذه العبارة (فتركت المرأة جرتها) وقال ان قصة السامرية من أجمل القصص وقد وقعت وقت الساعة السادسة أي مثل الوقت الذي صلب فيه السيد المسيح مثلما نصلي (يامن في اليوم السادس وفي وقت الساعة السادسة سمرت من أجل الخطية التي تجرأ عليها أبونا آدم). ونحن نعرف هذه القصة والكنيسة تخصص لها الأسبوع الرابع من الصوم المقدس والأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة نسمية أسبوع الماء الحي وفي العنصرة نخصص لها السجدة الثالثة . لكن سنتحدث عن تركت جرتها . واشار ان الحياة بها مبادئ الامانة ولها قوانين تنظمها ومبدأ مساعدة الآخر فكل أحد يجب أن يساعد الآخر . • وأحد المبادئ الأنسانية مبدأ الترك. وهو له وجهان الترك بإرادة أو غير إرادة فالترك بالإرادة له أشكال : من يترك أباه وأمه و يلتصق بأمراته فهو يترك من أجل تكوين عائلة ومن أجل ذلك يجب الترك وثانيا الترك من أجل تكوين شخص ففي مراحل الانسان يترك لتنمو شخصيته مثال :عندما يُفطم واضاف البابا ايضا ان هناك الترك من أجل عشرة المسيح وهو يسمي في الحياة الرهبانية (بالفقر الأختياري) أي يترك مالديه من أجل المسيح.و الترك من أجل طاعة المسيح ونجد فيه مثال أبونا إبراهيم عندما أتي إليه أمر بترك أرضه. والترك من أجل حياة مادية أفضل مثال قرار الهجرة لتحسين المستوي بحثاً عن حياة أفضل مادياً – أقتصادياً -……… وقال ان الوجه الأخر (الترك الاجباري)يتمثل في التهجير مثل تهجير السكان في العراق وسوريا ومثال أحداث السبي في الكتاب المقدس .و الترك الذي بالموت فالانسان بالموت يترك كل شئ والانسان يقع في أشياء كثيرة مثل : فضيلة القنية وحب التملك والانانية والبحث عن النصيب الأكبر . ولكن المرأة السامرية كانت تضع كل أحلامها في جرتها تحملها يومياً وتملأ بها الماء وهذا كان كل عالمها ولم يتعدي عالمها سوي الشرب من الجره وتفرغ وتملأ فإحتياجها للماء دائما وفي المقابل السيد المسيح علي الصليب عندما قال أنا عطشان فهو كان عطشان لخلاص البشر أي خلاص كل أحد وهي كانت عطشانة ولم تكن شبعانة وهي لديها تعبير عن عدم الشبع مثل العالم يقدم كل يوم ولكن لا يشبع الانسان إلا بعمل الله في قلبه . ونتيجة لعدم شبع الانسان تحدث الحروب حيث أنه غير قادر علي محبة أخيه .وهذه المرأة عندما وصلت قالت له أنت تكون المسيح واضاف هذه المرأة نسيت حياتها بالكامل لأنها صارت في مواجه مع شخص السيد المسيح وبدأت تشعر أنه هو الماء الحي ولذا تركت جرتها وهنا رسالة انك لا تستطيع أن تبدأ حياة جديدة ما لم تترك شيئاً وهي ذهبت تقابل كل إنسان بحماس شديد حيث صارت فيها طاقة وحماس عالية ونادت كل واحد ألعل هذا هو المسيح لقد وجدت الكنز . شكرً لك أيتها المرأة السامرية لأنك وضعتينا علي الطريق فأول الطريق هو الترك (لكي تتزوج يجب أن تترك – تترهب يجب أن تترك) والحياة بنيت علي هذا المبدأ -مبدأ الترك- ومن صورتها التي كانت عليها تحولت لكارزة وعلمتنا الدرس وهكذا تواصل معها السيد المسيح وهي كانت بمثابة مفتاح يكسب به هذه المدينة وكان أول شعب ينادي المسيح أنت هو مخلص العالم . فلا تستهين بإنسان فالمسيح استخدمها في حوار أكثر من رائع وكسب بها السامرة “طوباكي أيتها السامرية نتعلم منك الكثير تركتي المياه القديمة وأخذت الجديدة” وقال البابا يوجد لدينا ما يمتلكنا وهذا إن لم تتركه برضاك سياتي وقت يترك كل شئ و توجد 3 كلمات في اللغة العربية مرتبطين بموضوعنا وهم: حياة التخلي ، حياة التحلي و حياة التجلي وحياة التخلي عن الارضيات كيف ؟ التخلي عن العلاقات الارضية عن الخطايا والقيود . التخلي عن الفكر المرتبط بالأرض فهو مرتبط بالتراب وهذه ينبغي أن يمارسها الانسان في حياته دائما أما حياة التحلي بالفضائل والسلوكيات فزين حياتك بالفضائل وكأنك تعيش هواية جمع الفضائل وحياة التجلي وهي أمر مرتبط بالسمائيات وتعني ان الانسان عندما يدخل إلي أعماق الصلاة والتمتع بالعشرة مع المسيح والصلوات والتسابيح تكون حياته فيها نوع من التجلي حياته مشغوله بالسما ء والملكوت والنصيب السمائي هذه الصورة نأخذها من السامرية عندما يقول الكتاب تركت جرتها |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخلوة الشخصية [1] معنى الخلوة: هى الوقت اليومى الذى يصرف فى الشركة مع الرب عن طريق الكلمة والصلاة وهو الوقت الذى نخصصه لمقابلة الله والهدف هو أن ننمو فى العلاقة الشخصية مع الرب حتى نعرفه أكثر ونسبحه أكثر ونصبح مشابهين له، والخلوة تختلف عن دراسة الكتاب وفى الخلوة: أ)نعرف عن الرب:صفاته- فكره ومشاعره-أرادته- ونعرف عن أنفسنا وأحتياجتنا وأخطائنا ب)ندرك:عن طريق المعرفه المباشرة واستنارة الذهن وبطريقه روحية ج)نتغير:من صورتنا لصورته- من ضعفنا لقوته- من أرادتنا لأرادته د)نغير:فى الأخرين ويرى الأخرين فينا صورة المسيح وتتحقق مشيئة الله فى العالم [2] لماذا يجب ان تكون لنا خلوة؟؟ *لأن الرب خلقنا لتكون لنا شركة معه فقد خلقنا على صورته ونحن المخلوقات الوحيدة التى تستطيع أن يكون لها شركة مع الخالق وكانت هذه علاقة آدم بالرب قبل السقوط (تك3،2) *مات المسيح على الصليب ليسترد هذه الشركه ولقد دعانا المسيح لتكون لنا شركة معه (1يو3:1-4،1كو9:1) لا تستطيع أن تكون نامياً فى المسيح بدون شركة مع الرب فلا يمكنك الامتناع عن الطعام فالكتاب المقدس هو الغذاء الروحى كما ان الطعام هو الغذاء الجسدى -لقد اكد الكتاب المقدس على اهمية كلمة الله (مت4:4،1بط2:2،عب14:5،مز9:119، يو3:15،...) -فإن لم تكن لك خلوة مع الرب فإنت 1.تفقد الامتياز الذى خلقك الله لأجله 2.ترفض عملاً ثميناً مات يسوع كى يجعله ممكناً 3.لن تستمتع بالقوة والانتعاش الروحى 4.ستظل ضعيفاً طوال حياتك »الخلوة تتيح لنا: أ-نقدم العبادة للرب: الامتياز الاول هو اننا نعطى وليس أننا نأخذ وهناك اتجاهان خاطئان 1.الاهتمام بالاخذ فيكون التركيز على الذات 2.الاهتمام بالعمل للرب واهمال عبادة الرب، والعبادة تأتى قبل الخدمه ولن تصل بالشخص بمستوى روحى أكثر مما أنت عليه ب-نحصل على الارشاد من الرب (مز4:25-5،مز8:40،مز10:143،أش16:42) ومعرفة ما هو مهم وما هو غير مهم (اكو23:10) ج-نفرح بالرب (مز11:16، مز8:34،مز4:37،مز1:42-2،مز1:63) د-ننمو أكثر فى الرب: ونصبح مشابهين للمسيح » فوائد الخلوة: (1)الفرح(مز47:119،مز97،مز162،إر16:15) (2)القوة(إش29:40-31)) (3)السلام(مز165:119،إش3:26،إش18:48،رو6: (4)النجاح(يش8:1) (5)الثبات(مز8:16-9،مز1:46-3،مز22:55،مز7:57) (6)أستجابة الصلاة(يو7:15) (7)سيلاحظ الأخرون حياتك المختلفة(أع13:4) [3] كيف نحصل على وقت مثمر مع الرب؟؟ {1}أختر وقت محدد:يجب أن يكون الوقت الذى تكون فيه فى أفضل حالاتك،أفضل الاوقات بالنسبة لمعظم الناس هو الصباح الباكر مثل:1.أبراهيم(تك27:19) 2.موسى(خر4:34) 3.أيوب(أى5:1) 4.حنه وألقانه(1صم19:1) 5.حزقيال(حز8:12) 6.بطرس(أع9:10) 7.داود:رغم مشغولياته كملك ألا انه لم يتخلى عن الرب (مز5:3،مز14:90،مز8:143) 8.دانيال:اعتاد ان يختلى بالرب حتى عندما صدر امر الملك بمنع ذلك لم يأبه للأمر (دا10:6) 9.الرب يسوع(مر35:1،لو16:5،لو39:22-44،يو30:5) ..........وغيرهم {2}خصص مكان ثابت: يجب ان يكون المكان منعزل عن الأخرين لأنه سيصبح مكان مقدس حيث كنت فيه تقابل الأله الحى {3}خطة مبسطة:1.انتظر الرب:اجلس هادئاً لمدة دقيقة(إش15:30) لتتخلص من أفكار العالم (حب20:2، مز7:89) 2.وجه طلبة أفتتاحية تطلب من الرب أن يفرغ قلبك ويقودك للقائه ويمكنك ان تبدأ بترنيمة 3.أقرأ جزء كتابى: ومن هنا تبدأ محادثتك مع الله فهو يكلمك من الكتاب المقدس وانت تكلمه بالصلاة وأقرأ:1)بصوت عالى ومسموع 2)ببطء 3)كرر القراءة 4.تأمل واحفظ 5.سجل ما يكشفه لك الرب 6.اقض وقت فى الصلاة: أ-ابدأ صلاتك بالترنم(مز100) ب-الاعتراف بالخطية(1يو9:1) ج-أطلب لنفسك وللأخرين (مت7:7،مر22:11-24،يو13:14-14،أى10:42،عب16:4) ويجب ان تكون محدد فى صلاتك د-قدم نفسك للرب (رو1:12-2،رو8:14-9) ه-هيأ نفسك لحظات لسماع صوت الله وقد لا يحدث ذلك فى الأوائل ولكن استمر ولا تيأس » تدوين الخلوة: 1)اليوم والتاريخ 2)الشاهد الكتابى 3)آيه التأمل 4)سجل الصلاة (أنظر الصلاة) الصلاة: ↓ الصلاة ليست مجرد كلمات نقولها لكنها تحول النفس الى الله وهى تحول عن كل ما يرى الى ما لا يرى 1.صلاة تسبيح 2.صلاة الشكر 3.صلاة الاعتراف 4.صلاة المشاركة: حيث نشارك الله أمورنا وأفكارنا وهو يشاركنا عن نفسه 5.صلاة الطلب: من أجل نفسى والأخرين ۩ شروط الصلاة المستجابة : (1) أسأل(لو9:11، يع2:4) ويجب أن يكون الطلب محدد.ليس المهم أن تصلى صلاة طويلة ولكن المهم أن تكون الصلاة من القلب ومحددة (2) لا تطلب شيئاً ردياً (يع3:4) فإن كان الطلب لا يتفق مع ارادة الرب فلن يسمع له مثال"إن كان يعوزنى شئ وأطالب الله به فأنا أطلب طبقاً لحاجتى الفعلية ولكن أن طلبت أكثر من الحاجه أصبح الطلب ردياً" (3)يجب حسم موضوع الخطية اولاً:قد تطلب ولم تطلب خطأ ومع ذلك لم تسمع صلاتك ربما لأنه يوجد معطل كبير كخطية تقف بينك وبين الله(مز18:66) ومراعاة الخطية تعنى ان هناك خطية فى قلبه لا يريد تركها (4)وجوب الأيمان(مر22:11-24)فالأيمان هو الادراك إن الأمر تم فعلاً رغم عدم حدوثه وليس أن نقول سوف يتم ولا يبقى الا ان تشكر الله لأنه سمع صلاتك والصلاة مرحلتان:1.تبدأ من نقطه عدم وجود الأيمان حتى ظهور الأيمان 2.يسود فيها الشكر من نقطه ظهور الأيمان حتى ننال ما طلبناه (مر24:11) ويمكن تلخيص ذلك كالأتى:1-الصلاة ولا شئ فى يدك 2- الأيمان حتى قبل أن تنال ما طلبت 3-الأيمان والشئ فى يدك (5) استمر مصلياً(لو1:18) †سجل الصلاة† التاريخ الطلـبــــــــة تاريخ الاستجابة كيفية الاستجابة ......... .............. ................. ................ ......... ............. ............... ............... ومن خلاله تعرف كم من الصلوات استجيبت وكم تحتاج لاستجابة » ملاحظات هامة عن الخلوة:- 1-لا تحاول أن تبدأ خلوتك بساعتين:فسوف تشعر بالأحباط ودع خلوتك تحدد وقتك 2-لا تنظر للساعة حتى تستطيع أن تحصل على فائدة من الخلوة 3-ركز على الكيف لا الكم:ليس المهم القدر الذى تقرأه بل المهم أن يكون ما تقرأه تستطيع من خلاله التمتع بالرب 4-ليس من المهم ان تستمر على خطة معينة حتى لا تصبح روتين 5-اصرف وقتك فى الشكر عندما تشعر أن الصلاة صعبة وجافة 6-تذكر غايتك العظمى أن تعرف المسيح ولا تحولها لواجب رسمى 7.الرغبة الصادقة للطاعة فأنت لا تأتى لأختيار ما ستفعله وما لن تفعله ولكن عليك أن تأتى لتفعل ما يطلبه الرب منك(يو17:7) [4] بعض المشاكل التى تواجهك فى الخلوة:- (1)مشكلة الأنضباط:ربما من أكثر المشاكل التى تواجهك هى مغادرة السرير فى الصباح ويمكن حل المشكلة كالأتى:1.اذهب لفراشك مبكراً 2.أنهض من فراشك فور استيقاظك والا لن تقوم 3.الاحتراس من نشالى الخلوة مثل التليفزيون واعتبار الخلوة شئ طيب وليس ضرورياً 4.اذهب لفراشك متفكراً فى كتابك واسأل الرب أن يوقظك (2)مشكلة جفاف فترة الخلوة:قد نجد بعض الايام أحلى من الأخرى ومن أسباب جفاف الخلوة:1.عدم الطاعه:فلن يريك الله جديداً ما لم تنفذ ما كشفه لك من قبل 2.حالتك الجسدية:ربما لا تكون قد حصلت على القسط الكافى من الراحة 3.المحاولة المستعجلة لأنجاز الكثير 4.الروتين النمطى:وهو ان تتحول خلوتك لروتين بدلاً من علاقه حية وتذكر نصيحة بولس(غلا9:6) (3)مشكلة التركيز:1.ـتأكد انك استيقظت تماماً 2.أقرأ وطل بصوت عالى 3.أجعل مذكرتك فى متناول يدك وعندما يشغلك شئ اكتبه فى المذكرة وارجع له عندما تنهى خلوتك (4)مشكلة العزيمة الخائرة:أذا لم تمارس خلوتك ليوم او فترة فلا تستسلم واستمر (5)مشكلة ليس لدى وقت:الأمر لا يتعلق بالوقت بل بالأولويات فى حياتكفما هو الأمر الأكثر أهمية فى حياتك؟ . قال يسوع"أطلبوا اولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم"(مت33:6) ولو كان المسيح رقم (١) فى حياتك فإنك ستعطيه الجزء الاول من كل يوم وستكون خلوتك اليومية هى الاولوية (مهما كانت مشكلتك فأعرضها أمام الرب وتأكد أنه سيحلها) ------------------------------------------------------------------ المراجع: (1) كتاب 12 طريقة عملية لدرس الكتاب المقدس (2) كتاب الخلوة الشخصية للقس سامح موريس (3) كتاب الخلوة الروحية اليومية للقمص زكريا بطرس (4) كتاب الرياضة الروحية لواتشمان نى أ- الفصل الرابع(الصلاة) ب- الفصل الخامس(الأستيقاظ المبكر) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب اقبل استقالتي
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...N4Vg6uEocNLSf6 يارب اقبل استقالتي " يارب:..لا أنسى اليوم الذي فيه عرفتك وما زلت أذكر يوم دعوتني أنا ورفقائي لنعمل معك. أقر من قلبي أن الأعوام القليلة الماضية هي أمجد سني حياتي، ولا أنكر أنك مرارًا احتملت جهلي وتهوري، وبلطفك العجيب قوّمت سبلي وعالجتني، لكن عندما اُمتحِنَت قدراتي رسبت، وما حسبته نقاط قوة فيَّ، اكتشفت أنه الضعف بعينه. ربما رفقائي يصلحون للعمل معك أكثر مني، فهل تقبل يا رب إستقالتي؟" الإقرار السابق هو تصوُّر لما تحتويه العبارة التي قالها بطرس لبعض التلاميذ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ» (يوحنا21: 3)، والتي تكشف عن مدى إحباطه وشعوره بالفشل وإحساسه بثقل الذنب وعدم استحقاقه لخدمة سيده. غربال التجربة بين غرض العدو والمقاصد الإلهية كلمة الله تعلِّمنا أن المؤمن الحقيقي لا يمكن أبدًا أن يُحرم من خلاصه الأبدي، لكن يمكن أن يُحرم من بهجة الخلاص في حياته. لا يوجد ما يمنعه أن يخدم كيفما شاء، لكن يمكن أن تفتقر خدمته للقوة والتأثير. قد يحضر اجتماعات الكنيسة وقتما شاء لكن يمكن أن يُحرم من رؤية الرب. ويا لتعاسة هذا الحال! أتعلم أن هذه الحالة هي هدف رئيسي وراء تجارب الشيطان للمؤمنين؟ حينما ينحرف المؤمن عن سبيل القداسة، تتسلل العتمة لحياته شيئًا فشيئًا، فتنطفئ شهادته للرب، وتتشوه علاقاته مع الناس، وتُسلَب أفراحه وسلامه. من أجل ذلك يسعى هذا الخصم الرديء أن يوقع المؤمن في فخ الخطية ليقطع شركته مع الله، ولا يكف عن أن يصوب سهام الإحباط الحارقة للمؤمن العاثر، ليظل خائرًا حتى يستسلم لروح الفشل. لكن الرب في نعمته، كالراعي، يَرُدّ الشاردة من قطيعه، وكالطبيب الماهر يعرف كيف يعالج الفشل في حياة المؤمن العاثر، ويقيمه مرة أخرى من سقطته. أخصائي في إنهاض العاثرين يا لغبطتنا بهذا الراعي العظيم الذي ترنم عنه داود: « اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ. » (مزمور145: 14). الكتاب المقدس يرينا من خلال معاملات الله مع بعض المؤمنين الذين عثروا في سيرهم معه، كيف يردّ الرب نفوسهم بترَّفُق ولطف، وحكمة تفوق الوصف. في العهد القديم نرى ذلك واضحًا في حياة يعقوب وداود، وفي العهد الجديد نرى المسيح وهو يرد نفوس بعض من تلاميذه مثل توما وبطرس وتلميذي عمواس. عندما سقط بطرس، ذلك التلميذ المِقدام، بدا للشيطان أنه قد بلغ مقصده الذي أراد به أن يروي غليله وهو يهز غربال التجربة بكل عنف وغيظ. غرض الشيطان أن يوقع الحنطة وتُداس، لكن قصد الرب بوقوعها أن تتنقى من كل شائبة. الرب في حكمته جعل من غربلة الشيطان فرصة ليعلم تلميذه أثمن الدروس، ويظهر نعمته وقدرته على رد النفوس. ليس غرضي أن أركز على الخطإ أو المخطئ بل على سيدنا الرحيم وأسلوبه الراقي والرقيق في إقامة العاثرين. «اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ . يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ.» (مزمور25: 8، 9). الطبيب الماهر وروشتة العلاج إن تأملنا في الأصحاحات : (مرقس16؛ لوقا22؛ يوحنا21) يمكننا أن نتتبع معًا الأسلوب الذي تعامل به الرب، ذلك الطبيب الماهر، في علاج حالة من الفشل الذريع أصيب بها بطرس. هذه المعاملات الإلهية في العلاج كأنها “روشتة من أربع أدوية”. دعونا نتأمل معًا في كل دواء (أسلوب) استخدمه ربنا يسوع، الطبيب العظيم مع تلميذه بطرس. -1- مؤازرة مبكِّرة «الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لوقا22: 31، 32). تختلف هذه الخطوة على طريق العلاج عن الخطوات التالية في كونها قد سبقت “سقوط بطرس”. أي طبيب في العالم يصف الدواء لمريضه بعد الإصابة بالمرض، وهذا طبيعي، لكن الرب وحده، يعلم ما يخطط له العدو في الظلام؛ لذلك وصف مبكِّرًا لتلميذه الدواء الوقائي كتطعيم يحصِّنه ضد استفحال الداء. هذه من روائع طبيبنا السماوي العظيم. الرب يعلم أن هذه الأقوال المشجعة ستدعِّم وتؤازر بطرس وتحفظه من اليأس فور وقوعه من غربال التجربة. لم يزل الرب يفعل ذلك معنا إذ يوصينا بذات الوصية التي قالها لتلاميذه لكي يمكننا من الثبات وقت التجربة في البستان قائلاً: « قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ» (لوقا22: 46). -2- نظرة مذكِّرة « فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، ...» (لوقا22: 61). قصد الرب أن ينظر لبطرس ليذكِّره بالكلام الذي قاله له من ساعات قليلة مضت، أراد أن يكشف له عن ثقته الزائدة في ذاته. لكن ليذكِّره أيضًا بأن هذه الغربلة العنيفة وراءها خصم شرير وهو الشيطان. نظرة تذكِّره بطلب الرب من أجله لئلا يفنى إيمانه. لم يزل الرب ينظر لكل مؤمن متعثر لا من بيت رئيس الكهنة (حيث كان وقت أن أنكره بطرس) بل ينظر من مجده، لا ليعاقبنا بل ليتوِّبنا؛ مذكرًا إيانا بأنه يعلم محدودية أنفسنا وحاجتنا أن نستند على نعمته. -3- بشارة مؤثِّرة « لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ » (مرقس16: 7). الرب يكلِّف الملاك بتوصيل تلك الرسالة المؤثِّرة إلى النساء اللاتي أتين إلى القبر ثم يذهبن بدورهن ليبلغن التلاميذ. كأن الرب أراد أن يعرف بطرس على مسمع من الجميع أنه لم يزل يحتفظ بمكانته كتلميذ للمسيح، وهو موضوع اهتمامه. يا لها من بشارة أنعشت الرجاء في قلبه المنكسر. -4- زيارة مغيرِّة. أظهر الرب نفسه للتلاميذ عند بحر طبرية، ووضح أن بطرس هو المقصود. بعد أن شجعهم وأشبعهم أسمعهم حديثه الرقيق مع بطرس. في أي موضوع تكلم الرب معه؟ تكلم معه عن الحب! يا لنعمة الرب المترفقة التي شفى الرب فيها قلب تلميذه المكسور، وردَّ نفسه، وشرَّفه بتكليف عظيم أن يرعى غنمه. وتغيَّر بطرس من حينها، ولا نقرأ بعد ذلك عن السقطات ولا الإحباطات، بل نرى الشهادة القوية والشجاعة المقدسة بالاستناد على نعمة الله وعمل الروح القدس، وأظهر طاعة كاملة للوصيتين الغاليتين «ثبِّت إخوتك» و«ارعى خرافي». وما فعله الرب يومًا مع بطرس ما زال يفعله معنا! أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أفحص_مشاعرك في ضوء الحق الإلهي https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n...f061dd3739456a بالنسبة للاسطوانة اللي دايرة علي لسنان بعض المسيحين وهو: أن لا نصادر المشاعر باسم الدين هو إيه موضوع لا نصادر المشاعر باسم الدين ده؟ وبعدين مين قال نصادر مشاعر؟ الموضوع كله إننا ليس من يحدد من يُنتقم منه ومن لا ننتقم منه. وبعدين بالنسبة لمشاعر الخوف التي كانت تنتاب التلاميذ ويقوم المسيح بتوبيخهم لخوفهم ده يبقي اسمه إيه؟ حتي لعامة الشعب اليهودي في ذلك الوقت؛ المسيح كان يَعلم أن أغلبية من يخرج إليه من أفقر الناس واكثرهم احتياجاً وعوزاً وبالرغم من ذلك إلا إنه لم يمنعه من أن يكشف لهم حقيقة أنفسم وزيف حياتهم وزيف مشاعرهم. فوبخ مشاعرهم وانتهرهم وفضح هذه المشاعر علانية قائلاً لهم: "الحق أقول لكم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي" (يو27،26:6). لماذا إذاً لم يهتم المسيح بمشاعر التلاميذ ومشاعر الناس؟ وهل هو يرفض المشاعر ويحتقرها؟ بالتأكيد المسيح لا يرفض المشاعر ولا يحتقرها، فالمسيح نفسه بكي عند موت لعازر وعلي أورشليم. ولكن عندما تتعارض مشاعرك مع الحق الإنجيلي فأعلم إنك مخطئ. وأن المسيح لا يُجمل الحق في سبيل مشاعرك الخاطئة بل سيكشفها ويفضحها (لتُصححها) وهذا أيضاً لأنه لا يأخذ بوجه إنسان أياً كان وضعه وأياً كان مركزه في سبيل إعلان الحق. "فسالوه (رؤساء الكهنة والكتبة) قائلين: يا مُعلم، نَعلم إنك بالاستقامة تتكلم وتُعلم، ولا تقبل الوجوه، بل بالحق تُعلم طريق الله" (لو21:20) إذاً لماذا لم يهتم المسيح بمشاعر التلاميذ ومشاعر الناس؟ ببساطة لأن مشاعر الخوف لدي التلاميذ كشفت ضعف إيمانهم وأيضاً بالنسبة مشاعر الناس فهؤلاء رغم حالتهم المادية(المعروفة لديه) إلا أنه كشف لهم أنهم لا يتبعونه لذاته بل يتبعونه لأنه أشبع بطونهم واحتياجاتهم. وهناك ايضاً من تبعوه لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها (يو1:6) كما هو الحال لدي معظم المسيحيين اليوم. فالكثيرين يتبعون المسيح ليس لذاته، بل لأنه يُطعمهم ويُشبعهم ويعطي لهم الشعور بالامان سواء(المادي، النفسي، الروحي) والغفران والتخلص من الخطايا أو نوال الحياة الابدية أو الخوف من الجحيم.....إلخ وهذا ما يدفع البعض لكثرة التدين والتعصب والتمسك بالطقوس والوصايا وروحنة الأمور لتعطيه شعور بالأمان وبالخلاص والطأمنينة الروحية أكثر من احتياجه للمسيح ذاته. وهذا بالطبع ليس بخطأ أو ليس بدور المسيح، ولكن كل ذلك يأتي تباعاً. "أطلبوا أولاً ملكوت الله (المسيح) وبره، وكل هذا يُزاد لكم" (مت33:6) وأيضاً هذا ما نراه في مشاعرنا تجاه داعش واعمالها ونطلب من الله أن تنزل نار وتهلكهم سريعاً، كما طلبا (يعقوب ويوحنا) أن تنزل ناراً من السماء لتفني السامريين لأنهم رفضوا الرسالة منهم (لو55:9). أو فرحاً بما فعله الرئيس السيسي بأنه أرسل طائرات لتقذف بهم في ليبيا وأعتبرنا هذا انتصاراً وانتقاماً لأنفسنا ولوطننا ولديننا. عندما تتعارض مشاعرك مع الحق الإنجيلي فأعلم إنك مخطئ أفحص مشاعرك في ضوء الحق الإلهي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القلب القاسي يثقل بالمشقات
احذروا واهتموا بقلبكم + [ فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي أنا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله ] (2تيموثاوس 1: 8)الذي يؤمن حقاً ويحيا بالأمانة هو الذي يصبر على المشقات ويثبت في الله أكثر جداً، لأن هذا دليل الأمانة، أي الإيمان الحي ودليله الواضح في القلب هو المحبة الظاهرة في احتمال المشقات بصبر عظيم وإيمان لا يهتز أو يتزعزع، ولننتبه لما هو مكتوب لأن فيه سرّ مشكلة عدم القدرة على احتمال المشقات والتزمر الذي قد يصل للبعد عن الله ورفض الإيمان، وقول لماذا هذا ولماذا يترك الله الناس تتألم على يد قساة القلوب !!! فمكتوب: + [ القلب القاسي يثقل بالمشقات والخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة ] (سيراخ 3: 29)وهذا هو الفرق بين المؤمنين بالله بالحق والفعل والعمل، وبين الذين يقولون أنهم آمنوا بالله، ولكن إيمانهم نظري، لأن حينما تأتي الرياح يُختبر أساس البيت، فأن كان مؤسس على الصخر ومبني بالحجارة الصلدة فأنه يصمُد، أما أن كان مؤسس على الرمال ومبني بالقش فأنه يتبدد هنا وهُناك ويسقط كل ما فيه ويتبدد المجهود المبذول في تجميعه وبناءه... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موضوع لضبط الحياة الروحية السليمة: من اي روح أنتما
للأسف الشديد، أجد البعض يكتب مغتاظاً من كل ما يحدث من حولنا من اضطهاد وإرهاب منتشر في كل مكان، وهو في حالة غضب طالباً عدالة السماء من أجل الانتقام، وساعات بيضعها في صورة انه مؤمن بالله أنه عادل سيرد الحق لأصحابه، مع أنه في أعماقه يرى العدل الإلهي في صورة انتقام من الناس الأشرار ويود لو تنزل نار من السماء لتحرقهم، مع أن الله يبغض أفعالهم جداً ولكنه يُريد أن يُخلِّصهم، لا على حساب من قتلوا وفعلوا بهم كل شرّ، بل يتمهل عليهم لكي يتوبوا... لكننا بكوننا غير فاهمين مشيئة الله فأننا ننتتظر الانتقام.. الله يا إخوتي محبة، وهو الذي أوصانا أن نحب أعدائنا ونبارك لاعنينا، وصلاتنا لا لأجل الانتقام بل من أجل الخلاص، لا نقبل الشر ونرفضه بشدة ولا نتعامل معه قط، وممكن نرفع قضية لإثبات حق إخوتنا ونسعى لحقوق الإنسان وللمحاكم المحلية بل والدولية بل وكل قانون، ونحزن مع الحزانى ونفرح مع الفرحين، لكننا نبارك ولا نلعن، نصلي من أجل الضالين وقساة القلوب ولا نقل أنتظروا عدالة السماء من جهة الانتقام من أحد قط، فلنصلي لأجل الذي يضطهدوننا، ومن أجل قاتلي إخوتنا ولا نلعنهم، بل لا نحب أفعالهم ونبغضها، ولكن نسعى أن الله يخلص نفوسهم، ولنا رؤية المجد العلوي الذي يجعلنا نرى روح المجد الفائق الذي حل على إخوتنا الذين ماتوا على الاسم الحسن، فلنمجد اسم الله الحي الذي دُعيَّ علينا، ولا ننسى ما قاله الرب للتلامبذ: + فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: "يا رب أتُريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً".ولننتبه لكلام التحذير المكتوب لكي نكون فاهمين مشيئة الله الحي متممين إرادته، ولا نكون مثل شعب إسرائيل قديماً الذي قال عنهم الله على فم إرميا النبي: "لأن شعبي أحمق، إياي لم يعرفوا، هم بنون جاهلون وهم غير فاهمين، هم حكماء في عمل الشرّ، ولعمل الصالح ما يفهمون" (إرميا 4: 22) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عظة أحد رفاع الصوم الكبير مت 6 1 - 18 https://scontent-cdg.xx.fbcdn.net/hp...e1&oe=55594861 +حب وتعريف:- احترزوا من أن تصعنوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات(مت6:1).ما أعظمها محبة ربانية تنبهنا وتحذرنا وتعرفنا كيف نمضي في طريق الأبدية ونحن علي الأرض.بهذه المحبة عرفنا مخلصنا يسوع المسيح وبها نتمتع بنعمته وعن طريقها نعرف كيف نسلك لذلك قال بطرس الرسوللتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا.كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة(2بط1:2-4). لقد أراد السيد بمحبته أن يعرفنا أن الصدقة والصوم والصلاة مثلث قاعدته علي الأرض ولكن رأسه في السماء بمعني أننا نأخذ من السماء ونعمل علي الأرض وما نصنعه علي الأرض لابد أن يصل إلي السماء فنعم الحب والمعرفة الإلهية التي ترتقي بنا من مستوي العالم الزائل إلي مجد السماء الباقي فحقا هذه هي نعمة الابن الوحيد لهذا قال مار إسحق أهلني يارب أن أعرفك وأحبك. +وأبوة وتكليف:- من دافع أبوة مخلصنا لنا يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون لهذا يكلفنا بالارتباط به حينما نصنع الخير فالصدقة واجبة ونحن مكلفون أن نصنعها بحب وكل إيمان وفي الخفاء والصلاة تكليف من أبينا السماوي لكي تكون لنا صلة مستمرة معه في الخفاء والصوم تكليف أيضا من الله لنا حتي لا يكون الجسد مسلطا علينا ويبعدنا عن عشرة الله وأن يكون بيننا وبين الله في الخفاء أيضا حتي لا يضيع أجره نعم إنه تكليف بعمل الفضائل يحتاج من المؤمن جهادا روحيا يقوده إلي حياة الثبات في الله كما يقول الكتابلأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمي قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبدا(2بط1:8-10).ولقد اختبر الرسول بولس هذا الجهاد فقالفي تعب وكد في إسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في أصوام مرارا كثيرة في برد وعري(2كو11:27).فقبولنا للتكليف الأبوي بحب يؤهلنا للتشريف. +ونعمة وتشريف:- من خلال كلمات السيد له المجد لنا في هذا الفصل المبارك وفي يوم أحد الرفاع أكيد الكنيسة رتبت هذا لكي تعرف عمق محبة الله الأب لنا ومدي نعمة الابن الوحيد الذي أخذ جسدنا وأعطانا نعمة البنوة التي نصلي بها قائلينيا أبانا الذي في السموات(مت6) وأعطانا شرف الأبوة لنطلب منه كل احتياجتتنا ونقول لهأعطنا اليوم(مت6) وأعطانا أيضا أن نطلب باسمه كل شئ فما أجمله تشريفا أن ندعي أبناء الخالق والمعطي والرازق ما أعظمه تشريفا يجعلنا أن ندخل معه في علاقة صدقة وصلاة وصوم ويسمح لنا أن نجاهد من أجله إنها نعمة العهد الجديد التي عن طريقها يكون لنا شركة حب مع ابنه الذي عرفنا الطريق وكلفنا بعمل الفضائل التي تساعدنا علي ميراث الحياة الأبدية فتحقق قول المزموراعبدوا الرب بفرح ادخلوا إلي حضرته بترنم.اعلموا أن الرب هو الله هو صنعنا له نحن شعبه ونم مرعاه(مز100:2-3) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة
(غلا 4: 4) http://www.coptology.com/website/wp-...ty-icon2_2.jpg ملء الزمان: تعبيرٌ غريبٌ على آذان الإنسان وعقله. حسب الأصل اليوناني، ورد عدة مرات في العهد الجديد. على فم الرب نفسه حين قال: “قد كمل الزمان” (مرقس 2: 5). إنه زمان قد “سبق وأنبأ به الأنبياء” (أع 3: 18)، وهو زمان الوعد الذي “حضر يوم الخمسين” (أع 2: 1)، وهو زمان تحقيق المواعيد: “لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا” (متى 1: 22-23). وهو زمان ما يحدث من أحداث سبق الأنبياء فأخبروا بها. وتحقيق النبوات حسب التعليم الرسولي في إنجيل متى بالذات (2: 15 و17 و23 – 3: 15 – 4: 14 – 5: 17 – 8: 17 – 12: 17 – 13: 35 – 35 – 21: 4 – 27: 9)، لا يعني حسب الفهم الشائع أن الاحداث تتم حسب النبوة، ليس هذا هو المقصود؛ لأن النبوة لم تصنع الحدث –هذا مذهب القدريين– بل جاءت كل النبوات سابقة للأحداث كلها، فصارت الأحداث هي التي تشرح النبوة وتؤكد تمامها. النبوة رؤية سابقة للزمان وللأشخاص. والحبل البتولي جاء ببشارة وبعطاء الآب، سبق وأخبر عنه أشعياء، ولم يكن في النبوة عن الحبل البتولي تحديدٌ ليومٍ أو سنةٍ أو حتى اسم القديسة مريم، لكن لما جاءت البشارة، ظهر معنى النبوة. لعل أفضل مثل على ذلك، هو طرد الباعة من الهيكل (يوحنا 2: 12-17)، فبعدما طرد الرب الباعة “تذكر تلاميذه أنه مكتوب غيرة بيتك أكلتني” (2: 17). ولم يركب الرب الجحش لكي تتم النبوة. لم تكن النبوة استعراضاً يتم، بل سبق النبي فرأى ذلك الدخول، وأخبر عنه، وظهر معنى النبوة بالحدث. ثم ليس حسب “القضاء والقدر”، بل حسب ما هو أعظم من القضاء والقدر، وهو “التدبير” الذي سبق خلق العالم (أفسس 1: 4). هذا التدبير سابقٌ على خلق الزمان؛ لأن خلق الزمان مرتبط بخلق الكون وخلق الشمس والأرض. ومن الخطأ أن نظن أن الأيام “حُبلى بالأحداث”، بل الأحداث هي التي تلد الزمان والأيام. يبقى أن نتذكر أن كلمة ملء = كمال = تحقيق. لذلك يقول الرسول: “لتدبير كمال أو ملء الأزمنة”. الأزمنة تأتي إلى موعد، وهو يحين حين “يجمع (الآب) كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض” (أفسس 1: 10-11). فالحركة والعمل الإلهي المستعلَن في الزمان هو الذي يحرك الزمان، ولم تكن حركة الزمان بما فيه من أحداث، هي القوة المحركة، فلم يكن الرب يسوع ضحية الأيام والظروف والمناسبات حسب فكر “القدريين”، بل هو “الكائن على الكل الإله المبارك” (رو 9: 5)، هو الذي يعمل، وهو الذي يحرك الأحداث. وقد رأى الأنبياء هذا، وكُتبت النبوات في سطور قليلة جداً، بل من الوقائع المدهشة في قراءة الرب يسوع لنبوة أشعياء (61: 1-2)، أنه لم يقرأ عبارة النبي التي وردت بعد “لأنادي بسنة الرب المقبولة”، أي سنة اليوبيل التي يتم فيها إطلاق سراح الأسرى ونهاية كل الديون، ولكن الرب قصد أن يترك العبارة التي بعدها، والمتصلة بواو العطف: “وبيوم انتقام لإلهنا” (أش 63: 2)، ذلك لأنه لم يأت للإنتقام، بل للخلاص. أرسل الله ابنه:“الزمان الحاضر” (رو 3: 26)، هو الزمان الذي استُعلِن فيه الابن “ربٌّ واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به” (1كو 8: 6)، في هذا الزمان الحاضر حدث ما يفوق كل تصور العقل عن المحبة. جاء إلينا البِكر – خالق كل الأشياء في السموات وعلى الأرض. الذي “الكل”، أي كل الخليقة “به”، والأهم “وله قد خلق الكل”؛ لأن الكل لأجله باقٍ. فهو قبل كل الأشياء كإلهٍ “وفيه يقوم الكل”، أي يبقى في الوجود (كولوسي 1: 15-17). ثم توقفت حركة الزمان؛ “لأن فيه سُرَّ أن يحل كل الملء” (كولوسي 1: 19). لم يعد استعلان الله، حسبَ أزمنةٍ مثل الفصح أو المظال أو سائر الأعياد، ولذلك لما جاء “ملء الزمان”، واتحد اللاهوت بالناسوت، عَجَزَ الزمانُ عن أن يكون وسيطاً فاعلاً في هذا الاستعلان كما كان في العهد القديم. لذلك السبب، بعد البشارة، يكاد الرسول يصرخ: “أتحفظون أياماً وشهوراً وأوقاتاً وسنين. أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً” (غلا 4: 10). تلك هي “الأركان الضعيفة الفقيرة” حسب الترجمة البيروتية، أو تلك هي (المبادئ التي قامت عليها العبادة الزمانية)؛ لأن Τα στοιχεια هي Basic Principles وهي شريعة موسى التي وُصِفَت باسم “أركان العالم”، التي كانت أساس الاستعباد (غلا 4: 3) والسؤال الذي أثاره الرسول: “كيف ترجعون؟” إلى هذه الأركان، هو سؤالٌ استنكاري؛ لأن التحول الإيماني والحياتي الذي يتكلم عنه الرسول هنا (راجع مثلاً أفسس 1: 9 – لوقا 1: 16 – أعمال 3: 19)، أصبح هو الردة (2بطرس 2: 21-22) إلى الوراء. جاء الابن مولوداً تحت الشريعة:لو توقف الرسول عند هذه العبارة؛ لعادت الكنيسة إلى المجمع اليهودي، ولكن هكذا يجب أن نُسمع هؤلاء المقيمون في “برية السلفية” صوت الرسول الصارخ: “ليفتدي الذين تحت الشريعة. لننال التبني” (غلا 4: 5)، وليكن معلوماً أن: فداءُ العبيد، لا يُعيد العبيد إلى مجتمع العبيد؛ لأن الكنيسة “جسد المسيح”، جسد الحر والفادي، والذي حرية يسوع تسري في كل أعضائه (1كو 12: 11-12). لم يكن الفداءُ قاصراً على محو الخطايا، حسب التعليم الشائع، بل هو عطية التبني، تلك التي تجعل كل من نال هذه العطية يقول بالروح القدس: “أبَّا أيها الآب”؛ “لأنه بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً (صرخة الروح فينا ومعنا) يا أبَّا الآب”، فقد سقطت كل القيود، ولذلك يكمِّل الرسول: “إذاً لست بعد عبداً بل ابناً”. حرية البنين:من الصعب أن نَصِفَ الحريةَ للعبيد؛ لأن العبد يظن أن الحرية انفلاتٌ، وأن الوصايا قيودٌ، رغم أن كلمة “الوصية” هي أقرب ترجمة للكلمة العبرانية מצזאה لأن الوصية ليست هي الأمر Commandment بل الفهم والحكمة التي تؤدي إلى الحياة. فنحن لا زلنا نقول -حتى في العامية المصرية- إن الوصية = نصيحة حكمة = طريق حياة وسلامة. هكذا ما يجده الحر في مزمور 119 عن الشريعة أو الوصايا “المصباح للرجلين” ومحبة الوصية في هذا المزمور بالذات هي محبة الحياة. * إن حرية البنين لها أساس واحد، وهو اتحاد اللاهوت بالإنسانية التي أخذها المخلِّص من أم النور القديسة مريم، ولذلك، الأناشيد التي تقال في شهر كيهك، تسبِّح نعمة الله الغنية التي تفوق الإدراك، وعلى هذا الأساس: جاءت حرية الصلاة إلى أبَّا abba أيها الآب. لم يعد لنا مواسم للصلاة ومواعيد لا تجوز الصلاة فيها إلَّا حسب التوقيت. فتح لنا التجسد ينبوع الحياة الإلهية، فصرنا نأخذ منه في السرائر كل ما حدث في التدبير: الولادة من الروح القدس والماء (المعمودية) – مسحة الروح القدس (الميرون) – إبادة الموت وعربون الحياة (الإفخارستيا) – شركة في ميراث الملكوت (الإفخارستيا). الإيمان بالمتجسد ودونية الإنسان:يظل تجسد الله الكلمة أكبر تحدٍّ لكل ما ورثته الإنسانية من أفكار ومعتقدات عن دونية الإنسان. الأمثلة كثيرة: تحول الشخص إلى شيء في آلة انتاج، وحتى في الكنيسة يمكن أن يتحول الشخص إلى شيء، إذا غابت المحبة وساد التسلط وحلَّت الشريعة محل النعمة. ولذلك، ليعلم الذين فرضوا أحكام الشريعة القديمة على أعضاء جسد المسيح من النساء بشكل خاص، أنهم لا يدركون أنهم وضعوا المسيح نفسه تحت ذات القيود. عندما قال الرب لشاول مضطهد الكنيسة: “لماذا تضطهدني؟” كان يعني أن الاضطهاد يمسَّه هو شخصياً؛ لأنه يمس جسده: “أما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً” (1كو 12: 27). نحتاج إلى ترجمة جديدة إلى لغة عربية رصينة لرسائل القديس بولس الى: رومية – غلاطية – كولوسي – عبرانيين، فقد غاب من الوعي الفصل الدقيق بين العهد الأول القديم والعهد الجديد الأبدي. العهد القديم، أو الأول لا زال يضع البرقع على وجوه كثيرين لكي لا يروا مجد المسيح. مع أن مجد موسى زائل (1كو 3: 12)، ولكن يبدو أن الرسول بولس كان يكتب نبوةً عندما كتب: “أُغلظت أذهانهم لأنه حتى اليوم – (يوم بقاء شريعة تطهيرات الجسد) – ذلك البرقع ذاته عند قراءة العهد القديم باق غير منكشف. وهنا يشدد الرسول: “الذي يبطل في المسيح” (2كو 3: 14-15). وعندما لا يأخذ المجمع المقدس للكنيسة القبطية قراراً يعلن فيه أن النساء أطهارٌ بسبب سكنى الروح القدس، يتم قول الرسول: “لأنه حتى اليوم حين يقرأ موسى، البرقع موضوع على قلوبهم. ولكن عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع” (2كو 3: 15). على أن من يرفع ذلك البرقع هو الروح “روح الرب”، فإذا كان الروح، الأقنوم الثالث قد تحول عندهم إلى مواهب وقوة و…. الخ؛ لذا يتعذَّرُ علينا أن نتغير إلى صورة مجد المسيح. عندما تصبح الشريعة هي سقف الكنيسة، فإن دونية الإنسان تصبح هي قاعدة التعامل غير عابئين بأن السبت جُعِلَ للإنسان، ولكن عندما يصبح الإنسان مخلوقاً لأجل السبت، فإن الخدمة تصبح عبادة، والصلوات والأصوام لم تعد وسيلة، بل هدفاً. وحتى قراءة الكتاب المقدس، لا تفلت من هذا الطوق؛ لأن الابن يقرأ عن المحبة والشركة والنعمة وعمل الروح القدس، أما العبد، فإنه يبحث عن الدينونة وغضب الله وجهنم النار. الابن يرى الدينونة ويفرح بالخلاص، أما العبد فيراها ويرتعب؛ لأنه لم ينل “روح الرب”. الابن يعرف أن غضب الله هو رفض الله للشر، وعدم قبوله له، أما العبد فيظن أنه هو محور غضب الله. جهنم هي مصير الأشرار، ولكن من صار واحداً مع المسيح، لا يفكر في جهنم، بل يفكر في الميراث الأبدي. وعندما نقول نحن نحتاج إلى ترجمة عربية جديدة تكشف لنا عن المعاني الحقيقية في الكتاب المقدس، فالأمر لا يقتصر على الكتاب المقدس وحده، بل يمتد ليشمل الليتورجية أيضاً، فالقطعة الليتورجية الرائعة التي تجيء في نهاية القداس الباسيلي: “قُدنا إلى ملكوتك، أو اعطنا طريقاً لدخول الملكوت – http://www.coptology.com/website/wp-...1/tchimot1.png“، والمقصود هنا اتحادنا معه في الإفخارستيا، تُرجمت بروح الشريعة إلى: “اهدنا إلى ملكوتك”، فأطاحت “الهداية” بالمعنى الفخم من وراء كلمات التقوى الليتورجية. أما “بروح يسوع”، فنحن في مجد الملكوت، ولا نحتاج إلى هداية؛ لأننا ورثة الملكوت والنعمة التي نحن مقيمون فيها (رو 5: 2). كل عام وأنتم بخير، الكنيسة كلها، والوطن كله، سائلين الخير والتقدم والسلام لمصر، ولأم الشهداء. د. جورج حبيب بباوي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الهـــدف
في هذه الأيام الصعبة ضلّ الكثيرون الهدف، وتحوّلوا عنه... وهكذا تعددت الأهداف. فمنا من اهتمّ بالجسد، أو بالمال، أو بالمركز... والكثيرون انشغلوا بأمور كثيرة، بينما يكرر الرب يسوع لنا ما قاله قديمًا: " «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ ". (لو41:10-42 ) لقد كان شعار الرسول: "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (فيلبي 13:3-14). وما هو هذا الهدف؟ لقد قال: " إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ ". (2 كور20:5 ). وكأني أسمعه يقول لتلميذه تيموثاوس: "اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ."، (2 تي4:5 ) "اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ،" (1 تي15:4 ) يجب أن يكون هذا الهدف واضحًا أمام عيوننا جميعًا. فنحن أحيانًا نتكلم عن الخدمة ومشاغلها ومسؤوليتها وما تحتاجه، والأخطاء والعيوب، وفي نفس الوقت نترك الهدف الأساسي وهو الخدمة ذاتها. نتحدّث عن الخدمة، لكننا لا نخدم. إن النفوس من حولنا ما زالت تصرخ: "اعبرْ... وأعنّا!" (أعمال 9:16). وصوت الرب يقول: " أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ، وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ. إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا»، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ." (أمثال 11:24-12). هناك مؤمنون أحداث أو ضعفاء، يحتاجون إلى رعاية، وافتقاد، وتشجيع، وبنيان. لقد استؤمنا على الإنجيل، لذلك " بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا ". ( 1 تسالونيكي 2: 4 ) أخي، أختي ... هيا نعمل عملاً واحدًا ونهتم اهتمامًا واحدًا، ألا وهو ربح النفوس وبنيانها، فقريبًا سنقف أمام كرسي المسيح ونسمع الصوت: " أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ " ... فماذا نفعل ؟ أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إفرامية حلول أقانيم الثالوث
لا طاقة ولا قوة، بديلاً عن الثالوث سخاءُ المحبةِ من ذات المحبة، من الآب يُعطي عطاءٌ من الآب في الابن بالروح القدس تسليمٌ أمينٌ لا يعرف الطاقةَ، ولا القوة *** قوةُ القيامة هي قيامة يسوع وقوةُ الروح هي نعمة التبني المحبةُ تعطي ما هو غير مخلوق المحبة توحِّدُنا بالله ولا يقُل أحدٌ إن المحبة توحِّدُنا بالجوهر اللهُ كائنٌ، ولا تقسيم فيه بين جوهر وأقنوم الزنى وحده، عَلَّمَ الزناةَ تفضيل الجزء على الكل أفصل الأقنوم عن الطاقة؛ تبقى سيداً أقبل الأقنوم مع إخلاء الذات (فيلبي 2 : 6) تَصِر ابناً زناةُ الفكر في سحاب الأحلام، وفي شوقٍ يتوقون إلى هذا وذاك، وقبول الشخص يرفضون *** أبناءُ الملكوت الوارثون لا يسألون لا يقسِّمون لا يفصِلون يقبلون العطية؛ لأن الواهبَ وَهَبَ ذاته *** النعمةُ عند زناةِ الفكر عطرٌ غالي الثمن عند البنين هي إقامة الثالوث ما تبنيه المحبة هو شركة أبدية *** إذا كان الروح المعزِّي لا يسكن في القلب، فكيف تنال عزاءً من طاقةٍ عمياء، وقوةٍ بلا إرادة؟!!! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خاتمة الحوار الموجز عن الثالوث
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.n...858451a4417ab9 ظلت أسئلة الأخ سامي في قلبي مثل صدى صوت آتٍ من بعيد من قرون التاريخ القديم الحي في صلواتنا وحياة قديسي الكنيسة لا سيما آباء البرية. الثالوث هو الله الحي المتحرك الخصب وليس العقيم (اثناسيوس العظيم ضد الأريوسيين مقالة 1: 18-19). هو المحبة التي تسكب ذاتها في تواضع مُستعلن في تجسد الابن (هيلاري أسقف بواتييه الثالوث 8: 21-22). هو المحبة المثلثة (أوغسطينوس الثالوث كتاب 9 فصل 2). الثالوث هو حياة واحدة عبَّر عنها الآباء بكلمة جوهر، والجوهر الواحد هو أبوة الله. الآب هو مصدر أو “ينبوع” (أثناسيوس، الرسائل إلى سرابيون الرسالة 1: 19) فالجوهر هو الآب. وعند أوغسطينوس الجوهر واحد، وفي الجوهر الواحد ثلاثة أقانيم. ولا خلاف إلَّا في النظرة. ولكن التعليم الشرقي أكثر وضوحاً وأكثر التصاقاً حتى بمفردات الكتاب المقدس؛ لأننا لم نسمع عن جوهر أرسل الابن، بل عن الآب الذي أرسل الابن، وكينونة الله هي أبوة الله، “الوجود شركة”. تمر هذه الخلجات التاريخية الحية مثل أنغام إلهية، أحاول أن أنقلها إلى أسير شهود يهوه الذي لم تقدم له “الجماعة” أي تعليم عن الله إلَّا ما ورد في العهد القديم، وكأن العهد الجديد لا وجود له. حيلة ومكر تهدف أصلاً إلى تقويض المسيحية برمتها. وسامي الذي لم يسمع في فترة شبابه أي تعليم عن الثالوث، لا في مصر، ولا عندما هاجر إلى الولايات المتحدة، هو فريسة سهلة مثل غيره من الأقباط، ليس لديه مقاومة، ولا حتى حُجة تجعله يدافع بها عن الإيمان، فهو لا يعرف عِظم هذا الإيمان، ولا قيمته الغالية؛ لأن الثالوث مجرد فكرة وأسماء سمعها ولم يتحرَّ عنها. قرأ بشغفٍ شديد ما قدمته من كتب (سبق الإشارة إليها في الحوار السابع)، واشتعل قلبه بمحبة اكتشاف الله. وكنت أنا نفسي مثله، لكنني وجدت المعلمين الأمناء على الإيمان الذين كانت لديهم: - الخبرة الحياتية. - التذوق الروحي للثالوث. وجاءت دراسة الآباء بعد ذلك، لا سيما أشعار النزينزي – مار افرام – يعقوب السروجي، فالله حيٌّ متحركٌ، عاملٌ فينا، مشتاقٌ لأن يسكن في داخلنا. الثالوث والصلاة:نحن نصلي في الابن لأنه رأس الكنيسة. حتى الاعتراف بالخطايا يتم بواسطة الرأس يسوع، الذي يعترف معنا، ليس لأنه أخطأ، بل لأنه رئيس الكهنة (أوغسطينوس عظة على مزمور 21 وهو مزمور 22). وصلاتنا في الابن مصدرها الابن نفسه، فقد جاء تجسد الرب وغيَّر الصلاة، صارت الصلاة أقوى من صلوات الأنبياء. قارن مزمور 23 “الرب راعيَّ”، ويوحنا 10 عن الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، ويقدم حياته من أجل الخراف. يوحنا 10 نقلةٌ هائلة من مجرد التسبيح، إلى دائرة العطاء الإلهي، أي عطاء المحبة المطلقة التي تدافع عن الخراف أمام الذئب، وتبذل حتى الحياة: “أحب خاصته الذين في العالم إلى المنتهى”. يسوع الذي تجسَّد وتنازل إلينا من مجد السماء، هو مصدر الصلاة، هو سبب دعوتنا الله الآب: “أبانا” (أثناسيوس في الرد على الأريوسيين مقالة 2: 58)؛ ولذلك، الصلاة المسيحية الحقيقية، هي في الابن، وهي بالتالي صلاة في الله نفسه، وليست مجرد صلاة إلى الله. ومَن استلم الليتورجية يعرف أن كل عبارة تقال هي “التدبير الالهي الذي حرَّك اللسان والقلب لمعرفة سر المحبة الإلهية”، ولكن حركة اللسان والقلب لا تأتي من الفكر، بل هي “مسنودة بالتدبير”، والسند هو ما فعله يسوع نفسه لأجلنا، وهو محفوظٌ فيه لكي يعطى لنا. * حَفِظَ الولادة من الروح القدس والقديسة مريم؛ لأنه نقل الجنس البشري من آدم إلى شخصه (أثناسيوس رسالة ضد الأريوسيين 3: 33 على نولد نحن من الروح القدس والماء. * حَفِظَ إبادة الموت على الصليب؛ لأنه لم يكن موت الخطية، بل موت الفادي، ونتحد بموته، ونُصلَب معه في المعمودية (رو 6: 1-8). * حَفِظَ القيامة؛ لأن القيامة ليست -كما يتصور البعض- جاءت لأن الرب مات على الصليب، بل لأن اتحاد اللاهوت بالناسوت القابل للموت هو الذي يعي القيامة الحقيقية. * أدخل البعد السمائي؛ لأنه صعد إلى السماء لكي يصل تجسده إلى الهدف الأعظم، وهو الالتصاق (تعبير الالتصاق ورد في مقدمة جحد الشيطان في صلوات المعمودية)، وبصعود الرب أصبح حلوله وسكناه في كل مؤمن حقيقة. كيف غيَّر ذلك الصلاة المسيحية؟ليس فقط بالانتقال إلى رتبة، أي مكانة الأبناء الأحرار، فهي ليست صلاة العبيد: “متى صليتم قولوا أبانا الذي في السموات”. ولم يضع الرب يسوع نظاماً للصلاة. ونظام الصلاة في السواعي هو شركتنا في التدبير: في القيامة (باكر)، في حلول الروح القدس (الثالثة)، في الصلب (السادسة)، في الموت (التاسعة)، في الدفن (الغروب)، في انتظار مجيء الرب (نصف الليل). هذه مدرسة وليست شريعة أو حتى قانون([1]). التدبير هو دائرة الصلاة، وهي ليست دائرة مغلقة، بل دائرة مفتوحة على حرية أبناء الله، وهي تحدد لنا رسم وحركة التنازل الإلهي في تدبير الذي شاركنا كل شيء من الولادة إلى الموت؛ لكي ينقل الولادة والموت إلى حياةٍ أعظم. ولادة روحية، وموت لقيامة أعظم من الحياة الحاضرة. الشركة ليست بالكلمات وحدها، وإنما هي أفعال الرب التي كوَّنت حياته هو. التجسُّد غيَّر كيان الرب، فلم يعد لاهوتاً فقط، بل لاهوتاً متجسداً إلى الأبد. والتغيُّر هو تجلي المحبة، ليس في الألوهة -حتى لا تنبح كلاب مسعورة- بل في الناسوت؛ لكي يتغير الناسوت، أي ناسوته هو، لكي يتغير ناسوت أو حقيقة كيان كل مؤمن. هذا هو قلب لاهوت الإسكندرية، وهو قلب التدبير والتسليم الكنسي. “كل كلمة تقال في صلواتنا، هي من قلب التدبير، وتعبِّر عمَّا هو كائن”؛ لذلك “لا تفصل الكلمة عن الفعل؛ لأن الجُهَّال وحدهم يفعلون ذلك، وهم في أغلب الأحوال أسرى الشريعة وعبيد الحروف”. إذا قلنا: “يا رب يسوع”، فهذا استعلان الروح القدس (1 كو 12: 23). فاللسان ينطق، إذا كان القلب حيَّاً بالروح، بالرب يسوع. أمَّا إذا نطق حسب العادة، فهو بالتدريج يقع أسيراً للعادة، ويفقد الهدف، وهو صلاة الأحرار من أبناء الله المدعوين حسب قصده. إن جوهر صلاة الأبناء هو “أبَّا أيها الآب” (غلا 4: 4-6)، هو نداءٌ للروح القدس، يضعه الروح القدس فينا. يغلب كل العوامل النفسية والأفكار. هو صراع الروح القدس نفسه مع رواسب الحياة الآدمية. ويضع الروح القدس فينا ما تُسلِّمُه إلينا الليتورجية، أي “الدالة”، وحرفياً “الجسارة” والشجاعة؛ لأن “الخطية تزرع الخوف”، وهو ما يمحوه الروح القدس بالمحبة النارية مؤكداً أننا نلنا “روح التبني”، وليس روح العبودية للخوف” (رو 8: 15). الفعل الإلهي ليس قولاً، بل القول يعبِّر عنه. ومن يمسك بالتعبير وحده، كمن يمسك بلافتة تحدد له الاتجاه ولا يتحرك في الاتجاه الذي تحدده اللافتة. مِثَالٌ حي، وحياته هي الرب نفسه: “اللهم ارحمني أنا الخاطئ” هي صلاة العشار جامع الضرائب القاسي الذي لا يعرف الرحمة. الآن عَرِفَ رحمة الله، ولكن “الآن ظهرت رحمة الله مخلصنا” كيف؟ بالولادة من فوق في المعمودية، وهي نعمة لا تبلى، هي ختان المسيح (كولوسي 2: 11)، هي لا تضيع. مَن يطلب الرحمة هو مَن عَرِفَ المصلوب الحي، الملتصق به، الساعي دائماً لكي يغسله من خطاياه. الصلاةُ هي عودة الوعي، وليست عودة الكيان؛ لأن الكيان متحد إلى الأبد. هذا الأساس وضعه التجسد؛ لأننا من اتحاد ألوهية المخلص بنا، نلنا الاتحاد به على النحو الذي تغنَّى به الرسول بولس في (رو 8: 29)، حيث لا يوجد انفصال في المحبة؛ لأن المحبة توحِّد الوجود الإنساني، الكيان نفسه بالكينونة الإلهية، وهي “الله محبة” (1يوحنا 4: 7). الصلاةُ هي فعلٌ إلهي يكشف عنه التعبير. وصحة التعبير يؤكدها الفعل نفسه. ولعل أفضل مثال هو “العثرة التاريخية في سر الإفخارستيا”، فكل تفسير لقول الرب: “خذوا كلوا هذا هو جسدي، وهذا هو دمي”، يتجاهل الحقيقة الواضحة، أنه عطاء، أي فعل أو عمل يشرح القول، وكل من يكتفي بالقول وحده، ويدخل في غياهب ومتاهات التفسير، ضاع منه العطاء، وحوَّل عطاء الرب الشخصي الأقنومي إلى فكرة. العمل أو الفعل هو عطاء الأقنوم الذي يميِّز الأقنوم:كانت حيرة الأخ سامي هي الانتباه إلى الواحد بعينه، وهو ما كان يظنه نسيان أو تجاهل الآخرين. سامي مثل كل مبتدئ، هو “فرد”، والفرد يتجاهل دائماً ما يميز الشخص، وعطاءُ الفرد: أولاً: عطاءُ الفرد، مع فرض وجوده، هو عطاءُ شيءٍ، وليس عطاءاً ذاتياً، وهو مثل الحسنة، وما فيها من ترفُّعٍ، أو مثل إعطاء ملابس قديمة أو شيء زائد. ثانياً: هو لحل مشكلة، أو لطرد المحتاج بعيداً؛ لأن المحبة بعيدة عن وعي الفرد، لكن عطاء الشخص: أولاً: نابعٌ من إرادة الشركة. ثانياً: على المستوى الإلهي، هو الحياة الإلهية التي وُصِفَت باسم الحياة الأبدية “هبة الله فهي حياة أبدية”، وإضافة “في المسيح يسوع ربنا” (رو 6: 22)، تؤكد أنها عطاءٌ أقنومي([2]). لذلك السبب عينه، جاء تمييز الأقنوم في الجوهر الواحد، فهو تمييزُ عطاءِ محبةٍ شخصيةٍ أو أقنومية (مع ملاحظة أن ترجمة أقنوم إلى شخص هي أقرب كلمة عربية، ولكن شأنها شأن كل ترجمة قاصرة عن التعبير عن الحقيقة. الأقنوم، حسب السريانية التي جاءت منها كلمة أقنوم، هو كيان، وهو تعيين، وخصوصية في الحياة الإلهية أو الجوهر، لذلك، محبة الآب للابن هي محبة خاصة جعلت رسول المسيح ينحت تعبيراً غير مألوف في العهد القديم عن الابن “ابن محبته” (كولوسي 1: 12)، وهنا سر الحياة الإلهية؛ لأن “المولود من الآب قبل كل الدهور” حسب قانون الإيمان، وهو أصدق ما يقال عن الابن له المجد، هو مولود محبة؛ لأن المحبة هي جوهر الله، هي كيانه الحقيقي الذي منه يولد الابن دائماً؛ ليكون ابناً ازلياً. أزلية محبة الآب هذه، هي التي جعلت الإصرار على ألوهية الابن هو إصرارٌ على عودة الإنسانية إلى الآب، وإلى محبته في الابن المتجسد. وهي ليست عودة لفظية بالتوبة وحدها، بل عودة كيانية تعيد الإنسان كياناً لا لفظاً فقط إلى شركة كيانية تعبِّر عنها الكلمات. تمييز الأقنوم في الجوهر لا يلغي وحدانية الجوهر:عندما يطعن شهود يهوه في إيماننا بالثالوث القدوس مُدَّعين أننا تخطينا التوحيد الذي أعلنه العهد القديم، فهم أولاً: تجاهلوا العهد الجديد برمته، وثانياً: عندما يقتبسون من العهد الجديد، فإنهم يشرحون العهد الجديد على أساس العهد القديم، بينما العكس هو الصحيح؛ لأن شرح العهد القديم شرحاً حقيقياً لا لبس فيه هو في نور العهد الجديد، أي يسوع ابن الآب الوحيد. وكما ذكرنا من قبل، إن توحيد العهد القديم هو ذاته توحيد العهد الجديد؛ لأن التوحيد معلن في أفعال “إله العهد”، وليس في اللفظ وحده، مثل “أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر – لا يكن لك آلهة أخرى أمامي” (خروج 2: 2 – 3)، كانت هذه مقدمة الوصايا العشر وجاءت لتؤكد أن: * التوحيد هو اختبارٌ لحياةٍ يُستعلَن فيها الله، وليس مجرد إقرار لفظي. وكيف تُختَبَر المحبة الإلهية الذاتية الكيانية إذا لم يكن لها وجود حقيقي في الكيان الإلهي؟ إن اختبار العهد القديم للتوحيد، هو اختبارُ خلاصٍ من العبودية، وتحرُّرٍ من الأسر. أما اختبار العهد الجديد، فهو تذوُّق المحبة الإلهية، وتحرُّرٌ من الموت. * توحيد الله في المسيحية هو توحيد الحياة الإلهية، وهو مضادٌ تماماً لكل اتجاهات الحضارة والثقافة والأمراض النفسية، ولذلك هو: - توحيدٌ مثلثٌ لا يسمح بالتجزئة؛ لأن التجزئة هي جزء من كل نظام سياسي قديم وحديث، حتى إن بلغت الديموقراطية -على أوراق القانون أوج تطورها- إذ لا مكان فعَّال للمعارضة. - والتقسيم هو أحد أركان كل الأنظمة الاجتماعية، ليس فقط السادة والعبيد، بل الأغنياء وهم السادة والعبيد وهم الفقراء، والمتعلم ومن يوصف بأنه جاهل. - الفصل هو آلة الأنظمة القهرية وسكين التسلط الحاد. وتدخل هذه كلها في الحياة النفسية، وفي الزواج، وفي إدارة الكنيسة نفسها، وفي الاجتماعات، وفي الخطاب حتى الديني نفسه، فقد تحول الأسقف من “أبونا” إلى “سيدنا”، ولا تزال “سعادة الباشا” تقال لضباط الأمن الوطني …. الخ. و”البيه” هو حتى عامل البوفيه لكي يضع السكر المضبوط في القهوة. هذا ملفٌ كبير قدَّم صورةً متكاملةً منه أكثر من باحث وعالم ما زال كلهم أحياء بيننا: د. مصطفى حجازي، ود. على زيعور عن القهر والتسلط وقطاع النرجسية في الذات العربية. هذه أسوارٌ منيعة تقف أمام الواحد في ثلاثة والثلاثة في واحد؛ لأن وحدانية ثلاثة هي عائق أمام كل مريض بالنرجسية، أو حسب تعبير د. علي زيعور: “المستعلي” و”الأكبري”. ولا داع لأن نخوض في تحليل السلوك المريض؛ لأن مراجعة د. يحيى الرخاوي وغيره من الذين دخلوا مجاهل الثقافة والحياة الاجتماعية، قد كشفوا النقاب الذي يغطي كل هذه الضعفات الموروثة. * التعيين والتمييز لا يلغي وحدانية الله، ولكن في المسيحية كل صفات الله -كما سبق وقلنا- هي صفات تعامل الله مع الخليقة. لكن ما هو كيان الله نفسه؟ هو الكيان الواحد. لكن هذا الكيان الواحد أعلن لنا أن في ذاته الواحدة ثلاثة، والثالوث ليس إعلاناً لفظياً، بل هو يسير في نفس مسار الاستعلان القديم: “أنا الرب إلهك الذي أخرجك من ارض مصر” (دعوة التحرر). “أنا والآب واحد”. “الآب الحال فيَّ يعمل الأعمال التي أعملها أنا” (دعوة للشركة). نفس الاتجاه هو أن يصبح الله الحي اختباراً حقيقياً، لا مجرد نطق يعبِّر عن فكرة هي صحيحة كفكرة، ولكن ليس لها أي “تلامس” مع الواقع الإنساني. كان أحد شيوخ الأسقيط يقول: “كلامي واحد زي الله الواحد”. وكان يقول أحياناً: “مَن ليس له محبة الآب ليسوع، لا يعرف شيئاً عن محبة نفسه وعن محبة الآخرين”. لقد غابت أيقونة الثالوث من خطاب الكنيسة المعاصر؛ لأننا -كما ذكر الأخ سامي- لم نعد نسمع حتى في عيد الظهور الإلهي شيئاً عن الثالوث المستعلَن في معمودية الابن. بل غاب عن تحديث الخطاب الخاص بالزيجة، وهي اتحادُ اثنين في حياةٍ واحدة، قاعدتها الشركة، وبقاء الشركة هو ما يحفظ الخصوصية. وغاب عن وصف الكنيسة بأنها أيقونة أرضية لما هو إلهي سمائي، فهو أعضاء متنوعة وجسد واحد (1كو ص 12 كله). ونقلنا التشبيهات القديمة: الشمس – النور – الحرارة، وتركنا التحول الكياني الذي يفتح الحياة على الآخر؛ لأن “الفردَ فردٌ، ومتى أَحَبَّ، تأقنم”. مقولةٌ قديمةٌ لا مجال لها في مجتمع التسلط والقهر. نحتاج إلى أن نغوص في أعماق النفس الإنسانية الرافضة للتعليم الإلهي. وكل حُجة تقال ضد هذا التعليم، هي في النهاية رفضٌ للشركة. انزعجَ صديقٌ قلت له بدون إعداد سابق: “الشِّرِكُ في المحبةِ توحيدٌ”. وأخذ كلمة الشِّرك، وترك كيف أن الشِّرك هو الشركة؛ لأن الشِّرك كلمة مكروهة حسب الفقه الإسلامي، ولكنها كراهية ضد التعدد، وضد الوثنية، لا ضد الشِّرك الذي تأتي به المحبة. وكلما قابلت صديقي المنزعج هذا، كلما ردَّدَ هذه العبارة: “الشِّركُ في المحبةِ توحيدٌ”. وأقول له مع ابتسامة: “نعم. لأن مَن يشترك في محبة الله يوحِّد الله فعلاً”. أمَّا مَن يوحِّد الله بالنطق بلا محبة، فتوحيده هو توحيدٌ لفظيٌ فقط. ما أكثر الآلهة في حياتنا الدينية والسياسية والثقافية، وهي أكثر قرباً من الإله الحق الذي في المحبة لا إله سواه. ([1]) فقدت كلمة قانون معناها (دفة السفينة)، والتعليم الذي يغيِّر هذا المعنى إلى ناموس يُفرض على الإنسان، يفترض أن بولس لم يكتب غلاطية وكولوسي أو العبرانيين، حيث يؤكد الرسول أن الانجيل ليس قائماً بفرائض وشرائع وقوانين. ([2]) راجع دراستنا بعنوان: المسيح والمسيحي وشركة الجسد الواحد، منشور على موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المذبح والهيكل “المذبح البحري والمذبح القبلي”. ليس لدينا مذبح شمال ومذبح يمين. هكذا قال أبونا مينا، ثم أضاف: ويكون مذبحٌ للرب في وسط أرض مصر، حسب نبوة اشعياء. ووسط أرض مصر ليس وسطية جغرافية، بل الوسط هو مكانٌ مميزٌ وسط غيره، وهو مميزٌ لأنه لرب القوات. المذبح البحري هو وجه بحري، والمذبح القبلي هو وجه قبلي، ونحن نطوف حول المذبح أثناء صلوات الأواشي لكي يكون مذبحاً للرب في وادي النيل. ونحن نطوف حول المذبح؛ لأن المذبح هو مركز حياتنا المذبوحة بالمحبة، والذي هو الشاهد المنظور على المذبوح لأجلنا ربنا يسوع المسيح. ثم علَّق على كتابٍ يشرح طقوس الكنيسة، كنَّا ندرسه في الكلية الإكليريكية، وقال لو احتجت إلى نار زيادة، حُط الكتاب في الفرن لما تخبز القربان. كان يضايقه تفسير الشمعتين([1]) على أنهما الملاكين اللذين ظهرا عند قبر المخلص، وقال إن المذبح ليس قبرا،ً ولا هو أسوار أريحا ندور حولها كما دار يشوع. الشمعة الأولى هي شهادة الشريعة، والشمعة الثانية هي شهادة الأنبياء، وكان أبونا عبد المسيح المسعودي يقول إنهما شهادة العتيقة (العهد القديم) والجديدة (العهد الجديد) على المائدة السماوية التي توضع لأجلنا نحن. هما شهادة للرب يسوع. ولما قرأ معي الجزء الخاص بالابروسفارين والختم (اللفافة المثلثة)، قال إن تغطية التقدمة حتى في اللغة الدارجة “الستر” هو سبب وجود الموعوظين، فلا علاقة لهذا الطقس بدفن المسيح، ورفع اللفافة ليس لرفع ختم بيلاطس؛ لأن الرب قام والملاك ميخائيل دحرج الحجر، وإنما لأن سر المسيح قد أُعلن. التقدمة مستورة عن الموعوظين، وتُعلَن بعد الاعتراف بالإيمان وصلاة الصلح. الكاهن يغسل يديه أثناء الاعتراف بالإيمان؛ لأنه يعلن براءته من الهرطقات، ولسببٍ آخر، وهو “نظافة اليدين”. الغسل هنا أمام الشعب براءةٌ من كل تعليم غريب. مصرُ هي الهيكل، هي استعلان بركة وحضور ربنا يسوع المسيح في وادي النيل. رشم الصليب استلمه من الرب يسوع: قال لي أيضاً: مع كل رشم في الخدمة الإلهية (القداس)، لازم ترشم نفسك علشان توحَّد نفسك مع الأب الكاهن في الصلاة وقبول السر، لا سيما عند ذكر رشومات الخبز والخمر، وفي رشومات التقديس أثناء استدعاء الروح القدس؛ لكي تكون أنت ذبيحة موحَّدة برشم الصليب، وبقوة الروح القدس لكي تتحول أنت أيضاً إلى جسد المسيح. وبعد استدعاء الروح القدس، عندما ينحني الكاهن أمام المخلِّص، ويقول السلام للكل، فالتسليم الكنسي هو أن رئيس الكهنة الرب يسوع هو الذي يعطي البركة برشم الصليب، وأنت لمَّا ترشم نفسك، تأخذ رشم الصليب من الرب يسوع المسيح نفسه؛ لأنه يرشمك سرياً، وأنت ترشم نفسك لقبولك هذا الرشم. كانت هذه هي المرة الثانية التي ذَكَرَ فيها أبونا مينا المتوحد هذا التسليم، ليس بنفس الألفاظ، وإنما بنفس التعليم. لماذا نسجد عند استدعاء الروح القدس؟ لأننا بالسجود نخضع خضوع المحبة، وليس خضوع العبيد. أنت عارف إننا قبل السجود بنرشم أنفسنا بعلامة المصالحة (رشم الصليب)؛ لأننا بهذا الرشم نقدِّم ذواتنا بالروح القدس أنقياء بموت الرب وقيامته، ولأننا عندما نقول: “باسم الآب والابن والروح القدس”، نحن نعود بالقلب إلى تغطيس المعمودية وولادتنا الجديدة. نحن نقبل جسد ودم الرب من الروح القدس الذي أعطى للابن له المجد ربنا يسوع هذا الجسد في تجسده، وباستدعاء الروح القدس نبقى في ذات التدبير. ([1]) يحمل من نال سر المعمودية شمعةً عند الطواف به في الكنيسة؛ لأنه استنار، ولأن ما يعرف باسم “الزفة” هو تقديم من نال السر للشعب الحاضر الخدمة الالهية لكي يتعرف عليه ونصلي له أيضاً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تنقية القلب
- لم يستخدم أبي كلمتين: “جهاد”، أو “صراع”، ولا حتى وردت كلمة “حرب” على لسانه. - كان يرى أن ما ساد في أروقة مدارس الأحد في ذلك الزمان (1956 – 1971) قد ترك الأساسات. وكان يردد كلمات المزمور: “أساساته في الجبال المقدسة. يحب الرب أبواب صهيون (أي “مخارج القلب”) أكثر من كل بيوت يعقوب (أي من كل الممارسات النسكية السلبية تلك التي لا هدف لها إلَّا هدفٌ واحد، وهو انشغال الإنسان بذاته، وهو بداية الانحراف عن الالتصاق بالرب يسوع)”. - كانت الإبصاليات هي أول ما تعلمت. “تعلم الالتصاق بالرب لكي تتحد به”. وجاءت بعد ذلك الثيئوطوكيات، أو كما هو شائع التذاكيات، وهي ليست تمجيداً للقديسة مريم كما تبدو القراءة السطحية العابرة الباحثة عن أفكار، وإنما هي تمجيدُ “سر تجسد” ذاك “الذي أخذ لنا وأعطانا الذي له”. - السهر ليس هو عدم النوم كما يشاع، بل هو يبدأ:أولاً: “بيقظة القلب”، القلب الذي يرفض كل ما هو ضد المسيح، وهذا الرفض له سببٌ واحد، وهو اختيار الرب يسوع “النصيب الصالح”، و”اسمه القدوس”؛ لأن الاسم القدوس “أعطى فرحاً لنفوسنا”، فهو “اسم الخلاص”، وهو “الاسم” الذي من الفكر يبدأ لكي يوحِّد القلب بالإحساس، وهو ليس العواطف وحدها، بل الالتزام “والعزيمة”، أو “قرار الإرادة” أن يتبعَ القلبُ “المخلِّصَ الواحدَ” يسوع المسيح الذي لا خلاص آخر بدونه، والذي “هو خلاصنا وحياتنا كلها”. وحرية القلب مما هو “زائد” أي ما هو “غير ضروري”، وما هو “بلا نفع”، وما هو “غير أبدي”، هو الذي يعطي القلب حرية المحبة. ولكن “التحرر من الأهواء” ليس غايةً، بل وسيلة؛ لأن الغاية هي المسيح الرب. وكلما نقول: “يا ربي يسوع المسيح”، فنحن نعود بالوعي والإدراك إلى مصدر حياتنا الأبدية، وإلى مَن هو حياتنا الأبدية. ثانياً: بعد رفض ما هو غير ضروري، يجب أن يبحث القلب “بيقظة”، أو “القلب السهران يُفتِّش عن المحبوب”، وهو لا يُفتِّش عنه في فضاءٍ، أو في كتاب. وقد ظللت أسأل نفسي عدة مرات عن السبب الذي جعله يطلب مني في إلحاح أن أحفظ القداسات الثلاثة، وكل ما فيها من صلوات. كانت الإجابة أحياناً سهلة: علشان تعرف تصلي من غير كتاب ولا ينشغل قلبك بالقراءة، بل يطلع الكلام من قلبك. وكانت الإجابة الأكثر صعوبة هي: علشان تعرف دائرة التدبير الإلهي للخلاص، فأنت لست وحدك، بل مع الكنيسة. وزادت الصعوبة عندما قال: “خلِّي صلوات القداسات يا ابني في قلبك علشان تحفظ الإيمان وتوحَّدك الصلوات بالرب يسوع”. ولعل الإجابة الثالثة هامة؛ لأن حِفظ الإيمان ليس في التكوين اللفظي والعبارات، بل في المعاني التي “تفيض بمحبة الثالوث للبشر”، واستغرق هذا وقتاً. لكن عَبر هذا التعليم، بدأت الرؤيا تظهر بوضوح. التمسُّك بما هو أبدي كضرورة لحرية القلب للبقاء في شركة، وللالتصاق بالرب يسوع المسيح. وبدأت دائرة الفهم تتسع، أولاً بالممارسة؛ لأن التعليم الصادق هو ممارسة، وليس عرض أفكار. وثانياً عدم الخلط بين الوسيلة والغاية. - “النسك المزيف” هو “تداريب روحية”، وهي عودة الوعي إلى الوعي، أي انفصال الإنسان عن المخلص، وبقاء الإنسان في دائرة الوعي بما يجب أن يفعله، وهنا تصبح الذات هي الوسيلة والغاية معاً، وتتحول الحياة المسيحية إلى دائرة مغلقة على الذات .. أخذ هذا وقتاً طويلاً، فقد كانت فترة الخمسينيات والستينيات هي فترة “التداريب الروحية”، وكان لها مدرسة تقود التعليم في تلك الفترة، أضاعت على الذين دخلوها اكتشاف غنى الحياة الليتورجية. طبعاً، من المعروف أن أبي كان يصلي باكر – عشية – نصف الليل – قداس كل يوم، واحتفظ بهذا حتى عندما صار بطريركاً. ماذا سُلِّم إلى جيلٍ تعلَّم منه، ولم يُكتَب؟أولاً: التصاق القلب باسم “الخلاص”، أي اسم ربنا يسوع المسيح. ليس في ترديد الاسم بشكل ميكانيكي، فقد كانت “صلاة يسوع”، وجاءت كاكتشاف روحي في “مذكرات سائح روسي على دروب الرب”، نشرها أستاذنا يسى حنا، وكان تعليق القمص مينا المتوحد: هذا جيد؛ إذا حَفِظَ القلبُ الإبصاليات حتى لا ينفصل مَن يمارس صلاة يسوع، عن الكنيسة. وعندما سألته: ما هو الانفصال عن الكنيسة؟ قال في وداعة: حتى لا تصبح الإنسان الوحيد الذي يصلي؛ لأن صلوات الكنيسة أحلى ما فيها أنك تصلي مع غيرك، ومُتَّحد معهم في نفس الحياة والهدف. ثانياً: وكان هذا درساً ضد تيار التعليم السائد، وهو: أن الاعتراف ضروري؛ إذا كانت لديك مشكلة. ولم يكن يقبل أن يتحول الاعتراف إلى “إدمان” الشعور بالراحة والاطمئنان لأن الرب غفر، بل لكي يتعلم التلميذ -إذا كانت التلمذة حقيقية- الإفراز؛ لأنه “مدرسة الحكمة الالهية”. والإفراز كان سؤالاً كان غامضاً في البداية، وهو: أيه اللي جوه جوه قلبك؟ أي ما هي حركة القلب الحقيقية، ما هو مصدرها، وما هي غايتها. البحث ليس عن خطية، بل عن الضعفات التي تقود إلى الخطية. ليس “التعدي”، بل سبب التعدي، وهو ليس “العصيان”، بل “ضعف المحبة”، وانعدام رؤية ما هو “أبدي”. لقد تقدم بي العمر، وصار من الضروري فتح كل الملفات مهما كانت |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن قلبي يشتعل
أن قلبي يشتعل بروح الحب الذي يُثبتني في كنيسة الله الحي، ويشركني في مجد آلامها المُعزية والمشددة لإيماني بالسيد الرب القائم بمجد وبهاء عظيم، فأصير كاملاً لا بقدرة أعمالي ولا بمجهودي الخاص، لأني كالسقط ليس لي قوة أو حياة أو جمال خاص في ذاتي، لأني شوهت ذاتي ولوثت قلبي بالخطية المُميتة للنفس واستهنت بقدوس إسرائيل رأس الكنيسة الذي خلصني بوافر محبته واتضاعه العجيب... بل إني كامل بقوة الله ونعمته وكمال نصرته التي تشع في كنيسته المقدسة التي كلها بهاء بكساء مجد مخلصها الصالح، التي تتشح به فتزداد جمالاً يسطع منها كشمس النهار ويزداد إشراق عبر الزمان وتقدم الأيام، إذ أنها ممجده بمجد الشهادة الحية لله القدوس بدم أبناءها الأطهار في المسيح يسوع، الذي سُفك باسم رب الحياة والنصرة الأبدية... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حوار بين طفل وأبوه عن شهداء ليبيا الأبرار
القس قسطنطين يوسف - مين دول يا بابا اللى لابسين أحمر وماشيين طابور؟ -- دول يا حبيبى ناس غلابه كانوا مش عارفين يعيشوا فى بلدهم فراحوا سافروا بلد تانية علشان يشتغلوا وويجيبوا فلوس. بس هناك فى ناس مسكتهم وموتمهم عشان هما مسيحين وبيحبوا بابا يسوع. هما صحيح كانوا غلابه فى المال. بس طلعوا أغنى مننا كلنا فى الإيمان والشجاعة. - اللى لابسين أسود دول هما الناس الوحشين اللى موتوهم ؟ -- بص كويس عليهم كده هما مش وحشين هما مش شايفين. عارف لو شالوا الغمامة السودة اللى حاطينها على عينيهم دى هايشوفوا النور وساعتها مش هيبقوا وحشين تانى. وانت بتصلى افتكر تصلليلهم علشان بابا يسوع يفتح عنيهم زى ما فتح عينين المولود أعمى. - هو يابابا اللى قاعد على ركبه ده يبيص على ايه ؟ -- صدقنى مش عارف. يمكن يكون شايف السما مفتوحة زى أسطفانوس، ويمكن تكون جاتله العدرا زى سيدهم بشاى ويمكن يكون شايف الملايكة شايله الأكاليل زى شيوخ شيهيت. مش مهم شايف ايه بس الأكيد أنه شايف اللى احنا مش شايفينه .. عاوز تعرف هو شايف ايه؟ صلى لبابا يسوع وقوله هو صحيح أحسن منى وأنا مستاهلش أبقى زايه بس يارب أنا نفسى أشوف اللى شافه. - واللى بيحرك شفايفه ده ومغمض عينيه بيقول ايه؟ -- ده بقى أنا عارف بيقول ايه. أصل الشيطان لما جه يصورهم جه عند اللى قالوه ومقدرش يمسحه اصل اللى كانوا بيقولوه الشيطان بيترعب قدامه. اتعلم السر ده ... عاوز ترعب الشيطان قول زى ما قالوا "يا ربى يسوع المسيح ... " - طب هما بيصوروهم ليه وهما بيموتموهم؟ -- أصلهم فاكرين أنهم كده هيخوفوا أخوتهم الباقيين. بس ما يعرفوش أن الفيلم اللى أتصور ده قديم ومتكرر أن السنكسار مليان حكايات زيه كتير وأن الوعد موجود "إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها" - هو البحر لونه بقى عامل كده ليه ؟ -- ماتخافش البحر مش زعلان أن لونه بقى بلون دمهم. أصلها مش أول مرة هو متعود على كده يا ما شال دم جدودهم من زمان وهيجى يوم ويشهد قدام ربنا عن كل الدماء الزكية اللى أتسفكت فيه عشان بتحب بابا يسوع. - بابا... أنا بحب بابا يسوع قووووى القس قسطنطين يوسف الصوم الكبير - 1731 ش فبراير 2015 م |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رُحت أدور على الجثامين
رحت أدور عل الجثامين وقفت عل الشط محتار أدور فين قلت أنادى يا ولادى ياخواتى يا نور العين يا لوقا يا جرجس يا هانى يا قديسين يا أبطال يا مصريين ماكنتوش خايفين مش مرعوشين طيب مش بردانين واقفين راكعين بعنيكم إيه شايفين بتكلموا مين بسكاكين تلمين بيقطعوا فى الشرايين إنتوا إيه طبيعيين ولا مش حاسيين ولا سكرانيين ولا زى مابيقولوا المفسرين كنتم متخدرين؟ آه حقيقى مخمورين ما انتو من دمه شاربين ومن حلاوته شبعانين ولسماه مشتاقين ومن إستيفانوس ومرقس والمسيح نفسه متعلمين وإنتم فى دمكم غرقانين تطلبولهم الغفران مسامحين إنتو إيه طبيعيين؟ ﻷ إنتو مسيحيين نزلت دموعى على الخدين تكوى بنار فراق مرتين فراقكم وفراق الرحمه م البنىآدمين لقيت إديكم ممدودين لسه دافيين بتطبطو على الكتفين وكف مليان ميه من بحر مالح أحمر بدم ثمين وصوت بيقولى إشرب طفى نارك واﻷنين دقت المالح كان فى حلقى شربات عروسه لعريسها زافيين دمكم خبط على كل باب من أمريكا للصين بيقول للكل المسيح إلهكم من غير قنابل ولا سكاكين رشوا الورد يا صبايا رشوا الفل والياسمين فى بحور شهدت بإيمان الواحد والعشرين منقوول |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النعمة والسلام
http://www.wartburgseminary.edu/uplo...eace.image.jpg النعمة والسلام لِتُكْثَرْ لَكُمُ ٱلنِّعْمَةُ وَٱلسَّلاَم (1بطرس 1: 2) هذه أثمن تحية رسولية وأجمل دعاء وأعظم وصية. وما أحوجنا الى أن نتخذها شعاراً لحياتتنا لندرك البركات المذخرة لنا. فنحن لا نحتاج الى مزيد من المعارف وفلسفة الكلام، لانها وأمثالها قد تملأ عقولنا ولكن قلوبنا تبقى جائعة عطشة ولا يشبعها إلا ملء النعمة ولا يرويها إلا فيض السلام. في حياتنا اليومية نرسل المزيد من التحيات الحارة نحو أصدقائنا ونبعث الكثير من التمنيات الى كل من نحب. ولكن قلما نفكر في الخير الذي لنا من الله والذي يحقق سعادتنا وهذا الخير في أن تكثر لنا النعمة والسلام وفيها ثلاث نقاط: النقطة الاولى: أهمية النعمة في حياتنا فكثيرون منا درجوا على تقدير الخيرات الزمنية الى درجة انهم جعلوها الغرض الاهم لحياتهم. حتى انهم حين يعبرون عن اعجابهم بانسان ما يقولون: لقد انعم الرب عليه غنى وجاها ومركزا مهما. ولكن هذه الامتيازات ليست سوى قشور النعمة. فقد يكون أغنى الناس ماديا وأوسعهم جاها وأرفعهم مركزا أشقاهم روحيا. وقديما قال المسيح: «مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متّى 16: 26) النعمة الحقيقية هي قبل كل شيء نعمة الخلاص بالايمان كما هو مكتوب: «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ» (أفسس 2: 8). فالخلاص هو من عمل النعمة، وهو يبدأ بالنعمة، ويسير بالنعمة ويتوج بالنعمة. هكذا صارت مسرة الاب السماوي ان يعد الخلاص بالفداء تمشيا مع محبته، وما على الإنسان إلا أن يقبل ما أعده الله. هذه الحقيقة قررها المسيح حين قال على الصليب «قَدْ أُكْمِلَ». وكم يجب ان نشكر الله لان نعمته المخلصة قد ظهرت لجميع الناس وأكملت على الصليب. وهي مجانية يستطيع كل طالب الله أن ينالها بالإيمان، ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمة الله الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. وهناك نعمة الامتلاء، والوصية تقول لنا «امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ،» هذه هي البركة التي وعد بها الرب يسوع لما قال: «مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» (يوحنا 7: 38). هذه البركة حلت على تلاميذ الرب في يوم الخمسين وهم يصلون. وأنت يا أخي صل لكي تمتلئ من الروح القدس المبارك قل له: تعال أيها الروح القدوس يا حمامة السلام، واشعل المحبة السماوية في قلبي هذا البارد. وتأكد ان الروح المبارك لم يغادر الارض منذ يوم الخمسين. انه في كنيسة المسيح، وفي قلب كل مؤمن مولود من الله. قال يسوع: «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ ...، ورُوحُ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ ٱلْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ» (يوحنا 15: 26 و14: 17). ان العالم الذي نعيش فيه مظلم ومعقد جدا بحيث نضل الطريق اذا ما تركنا لأنفسنا. ولكن شكراً لله بربنا يسوع المسيح لأّنه لم يتركنا يتامى، بل أرسل لنا الروح القدس لكي يرشدنا الى جميع الحق، ويعلمنا طريق الحق ويذكرنا بكل ما قاله المسيح لنا. انه يقودنا بالنعمة، كما يقود الربان الماهر السفينة الى الميناء. انه يرشدنا دوما الى جميع الحق لتصير معرفتنا بالمسيح معرفة اختيارية. فنتأثر بروحانية المسيح، ويكون في قلوبنا فرح المسيح وفي حياتنا رائحة المسيح وفي أعمالنا قوة المسيح. وهناك نعمة القناعة، التي كانت أهم ما تعلمه بولس في مدرسة الله. قال : « فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ . أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.» ( فيلبي 4: 11-13 ) فواعجبا!!! من أين جاءته هذه القناعة بعد ان كان شاول المضطهِد الذي لا يشبع، بل كان ينفث تهدداً وقتلاً على تلاميذ الرب. بلا شك انها جاءته من فيض النعمة الملخصة التي غيرت مجرى حياته. آه،! لو تعلم الناس درس القناعة هذا، اذاً لأدركوا سر السعادة. لأن القناعة مع التقوى تجارة رابحة. النقطة الثانية: أهمية السلام. السلام هذه الكلمة العذبة التي ترهف اليها آذان الناس في العالم حيث يسيطر شبح الحرب في بلدان كثيرة... آه ! لو عرف الناس مصدر السلام وتطلع الكل الى رئيس السلام. اذن لاستطاع العالم ان يحقق ما جاء في انشودة الملائكة في يوم الميلاد السعيد «وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ،». هذا السلام ليس بالسلام الهزيل الذي يعطيه العالم وليس هو الطمأنينة الكاذبة التي يتشدق بها ساسة هذا العالم. بل هو السلام الذي يعطيه رئيس السلام، ربنا ومخلصنا يسوع الذي بررنا تجاوبا مع الايمان به، الذي أشار اليه بولس بقوله «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية 5: 1). هذا السلام ينشئ الفرح في وقت الضيق ويشيع الرجاء في وقت اليأس. انه من نوع سلام استفانوس الشهيد وهو يُرجم حتى الموت. انه من نوع سلام بولس وسيلا وهما في السجن وأرجلهما مضبوطة بالمقطرة انه من نوع سلام الفتيان الثلاثة وهم في أتون النار انه من نوع سلام دانيال وهو في جب الأسود. انه سلام الله الذي يفوق كل عقل. انه السلام الذي يغير حياة المرء ويصيره في المسيح إنساناً جديداً صانعاً سلاماً. قال أحدهم: قبل ان أعرف المسيح رئيس السلام كنت أنهض صباحا لأتشاجر مع امرأتي وعند المساء كنا ننام متخاصمين. ولكن لما عرفت المسيح ولى الشجار والخصام وتحول بيتنا الى سماء على الأرض. هل تريد أن تكون صانع سلام؟ هذا ممكن شرط ان تكف عن مخاصمة الله أولا، وتسلم له أمورك ولا تفر من الاشرار. عندئذ ترى الامور سهلة، لانك تنظر اليها بعين يسوع وتفحصها بالنية الحسنة. النقطة الثالثة: كيف تكثر لنا النعمة والسلام؟ الجواب بالمسيح الذي قال الانبياء: انسكبت النعمة على شفتيه. وقال الإنجيل: انه الوحيد من الآب مملوؤا نعمة وحقا. وانه لمن دواعي شكرنا وتعبدنا لشخصه انه يعطينا من ملئه ونعمة فوق نعمة. وعندما يعطي يقول خذ، هذه عربون بسيط وسأعطيك وأعطيك الى ان تمتلئ الى كل ملء الله. وانه لمن دواعي غبطتنا ان يسوع حبيبنا هو رئيس السلام. وهو الذي قال «سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا» (يوحنا 14: 27). ومن أمتيازات النعمة انها ظهرت مخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. فلنعش بالتعقل وكأولاد الطاعة لا نشاكل شهواتنا السابقة هذا هو واجب الانسان نحو نفسه. ولنعش في البر هذا هو اجب الإنسان نحو الآخرين. ولنعش بالتقوى هذا هو واجب الإنسان نحو الله. هل ترغب في أن تحقق لك طلبة الرسول فتكثر لك النعمة والسلام؟ هذا متاح لك من الله ان تبعت الخطوات التالية: + كن دائما شكوراً محتملاً ممتلئاً من الروح القدس. + كن ثابتاً غير متقلقل بسبب ما عليك من ضيقات. ولكي يكثر لك السلام كن قريبا من رئيس السلام. تعلم منه الوداعة واللطف ووضع النفس فتمتلئ بسلامه. واذكر ان السلام هو رسالة الله في المسيح لكل قلب. فهو سلامنا وقد صالحنا مع الله بموته، فصار لنا سلام. «لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ» (1بطرس 1: 2) قال الرسول. ويقينا اية قيمة لحياة انسان بدون النعمة والسلام؟ والحق لو فارقتنا كل مسرات هذا العالم، وبقيت لنا نعمة الله وسلامه لكان لنا كل شيء. لذلك قال الله لبولس في ظروفه القاسية: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» (2كورنثوس 12: 9). أيها الأحباء ان من أروع الطلبات التي تقدم بها بولس من أجل الغلاطيين قوله: «نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَة» (غلاطية 6: 18). وتماثلها طلبته من اجل الفيلبيين اذ قال: «وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي 4. 7). فشكرا لله بربنا يسوع المسيح، لأنه عندما تكثر البلايا التي تربكنا وتبعدنا عن مصدر النعمة نسمع ذلك الصوت المطمئن: نعمة لكم. وعندما يكثر الاضطراب وتزداد المخاوف يرن في آذاننا ذلك القول: لا تضطرب قلوبكم سلام لكم. من أجل ذلك لنلق رجاءنا على النعمة. ومن أجل ذلك لنلق رجاءنا على رئيس السلام فتكثر لنا النعمة والسلام. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أين إيمانكم - لا تتعجبوا أو تستغربوا الأحداث
في الحقيقة الإنسانية، نجد بسبب الانعزال عن الله أن الإنسان يحيا أسير العبودية نتاج الخوف الناشئ من سلطان الموت، وهذا هو السبب الذي اتى شخص ربنا يسوع لكي يفكنا منه: [ ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 15) فالخوف يدل على ضعف الإيمان أو عدم وجوده من الأساس، لأن ساعات الظلمة هي عينها امتحان ثقة الإيمان الحي، لذلك فأن كل ضيق أو كل صعوبة تقف أمامنا في واقع حياتنا المعاش هي امتحان حقيقي لإيماننا لا لكي يميزه الله لأنه يعرف خفايا القلب الداخلي، ولكن لكي نعرف أنفسنا بامتحان إيماننا: [ جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم، أن يسوع المسيح هو فيكم أن لم تكونوا مرفوضين ] (2كورنثوس 13: 5) فصدق الإيمان يظهر وقت الأزمات، ويظهر في حفظ الوصية وطاعة قول الله بثقة شديدة بلا مناقشة بل في قبول ورضا تام، وعدم دخول فلسفتي في تزويق الكلمة وتحويرها لتتناسب مع وضعي أنا الشخصي كما فعل شعب إسرائيل كما قيل في التثنية !!!
فرفض الوصية، وصية المحبة، وصية ربنا يسوع الذي يحورها الكثيرين لتتناسب معهم ومع وضعهم ليقلبوها لبغضة وحنق وحكم دينونة أبدية ونقمة على الآخرين، بحجة أن هذا هو الحق، وان الرب لا يقصد أن نحب أعداءنا بالمعنى المباشر للكلمة، ووضع أمثلة من العهد القديم وكلام عن العدل والقصاص، وطلب الصلاة من أجل الانتقام، كل هذا يدل على التمرد والتذمر على الله الحي الذي نراه لا يتدخل وينزل نار من السماء لتحرق المضادين بل يتأنى عليهم جداً، كما انه ترك الزوان مع الحنطة ينميان معاً، ولم يفصل بينهما ولم يوقع القضاء فور ارتكاب المعاصي والشرور، لأنه لم يأتي ليهلك أحد بل ليُخلِّص، حتى انه غفر لصالبيه وقال: [ يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ] (لوقا 23: 34) فان كنا بني النور والنهار، مصلوبين مع المسيح، مائتين عن اركان هذا العالم الضعيف، عالمين أننا مرفوضين لأن العالم لا يعرف يسوع المسيح، كيف لا نغفر ونصفح عن صالبينا ومُعيرينا بل وقاتلينا !!!
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالتك أيها المسيحي
الله بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا هذه الأيام الأخيرة في ابنه (عب 1:1 ،3) حديثاً عملياً علي الصليب مكتوباً بالدم. علي الصليب أحنى رأسه في حب لتضع كل البشرية أياديها عليه فيحمل شوكة لعنة خطايانا في رأسه لنشاركه نحن إكليل مجده. تمزق كفاه بالمسامير ليُعلن أن أسماءنا نحن الخطاة منقوشة عليها عليها بالجراحاتز وسمرت رجلاه قصراً ألا يُفارق بيت خطايانا بل في لجاجة يتوسل أن يأخذ من معه حيث هو كائن. وأنفتح جنبه لتدخل وتهيم في أحشائه الملتهبة بنيران حُبه المتأججة. ذُبح وانحنى علي الصليب وانفصلت نفسه عن جسده لكنه كأسد رابض مخوف (تك 9:49) إذ لاهوته لم يفارق ناسوته قط. فتح الرب الهيكل السماوي، طالباً بسلطان غفراناً من أجل البشرية الجاحدة العاصية. هذا هو عمل الرب المتجسد، شاهداً لمحبته الإلهية العملية، إذ نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، "ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت أبنه" (رو 10:5). بهذا الحب اجتذب الله اللص القاتل ولا زال بنفس الحب يجتذب الخطاة والزناة والعشارين ليصعدوا به إلي حيث موضوع قدسه كأعضاء في جسد الرب المحب. + أنت رائحة المسيح الذكية... كل من يتلامس مع محبة ربنا يقول مع الرسول "الذي كان في البدء الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1يو 3:1). + كيف تشهد للرب؟؟ شهادتك للرب أيها العزيز ليست أمراً صعباً كما قد تظن، لأن كرازتك لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح (1كو 17:1) بل بإعلان عمل الصليب في حياتك العملية، بالصليب تدوس سطوة الخطية، شاهداً للرب في حياتك الداخلية وسلوكك الخارجي... في أفكارك الخفيه وتصرفاتك... في عواطفك وأحاسيسك. باختصار أنك كعضو حي في جسد الرب -الكنيسة الحقيقية- يلزمك أن تكون مثل رأسك الحقيقي -ربنا يسوع- سالكاً بروحه المتسع لمحبة الجميع. هذه هي شهادتك له أن تكون سفيراً للرب... لك رائحة الحب الذكية نحو البشرية كلها... يتسع قلبك للمسيئين إليك وناكري الإيمان حتي المجدفين أيضاً "لأنه إن كنت تحب الذين يحبونك فقط فأي أجر لك، أليس العشارون يفعلون ذلك، وإن سلّمت علي إخوتك فقط فأي فضل تصنع، فكن كاملاً مثل أبيك السماوي (مت 46:5 -48). لقد أرسلك الرب حملاً بين ذئاب (مت 16:10) بفترسونك ويلتهمونك لكن كما يقول القديس أغسطينوس "سرعان ما تتحول الذئاب إلي حملان". (القمص تادرس يعقوب ملطي) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معاً …
https://images.chjoy.com//uploads/im...9ffa9650a0.jpg جئنا معاً أنتَ من جوهرِ الآبِ وُلِدت وأنا من ترابِ الأرضِ خُلِقت بتجسُّدِكَ التقينا بصلبك وقيامتك اتَّحدنا -2- صار جسدي جسدَكَ وانصهرتْ روحي بنارِ حبِّكَ فاتحدنا -3- صار مصيرُنا واحداً مجداً واحداً عرشاً واحداً -4- في صومكَ، أمتنعُ عن كلِّ أنواعِ العبوديةِ، فأنتَ لم تعطني البنوةَ لأُستَعبَد بل وهبتني روحَ الحقِ لكي أصومَ عن كلِّ زِيفٍ -5- محبتُكَ تناديني باتحادِكَ بالجسدِ جعلتَ ليَّ أساسَ اتحادٍ أبديٍّ لكي أحيا معكَ، وبكَ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تقدُمة محبة تلزمُني محبتكم جميعاً أن أسلِّم لكم ما استلمته من شيوخ الكنيسة: القمص مينا المتوحيد. القمص ميخائيل إبراهيم. القمص متى المسكين. الراهب فليمون المقاري. لا تسأل مَن قال هذا، أو أشار إلى ذلك. هذا لا يهُم بالمرة، ولكن إذا كان ما أذكره هو من واقع صلوات الكنيسة، ومتناغم مع العقيدة الأرثوذكسية، فلا تنزعج، بل إقرأ من أجل الإستنارة. أولاً: رشم الصليب:- نأخذ رشمَ الصليبِ على دفعات: عند قبولنا موعوظين. الرشم بزيت الموعوظين، وهو طلب الاستنارة. يدخل رشم الصليب بالرشم بزيت الموعوظين في خدمة المعمودية المقدسة: “زيت عظة في الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية”. وبعد جحد الشيطان، وهو زيت الفرح والبهجة؛ بسبب كسر كل علاقة مع الشيطان. وفي الــ 36 رشماً بالميرون بعد التغطيس في الماء ثلاث مرات باسم الثالوث. فالصليب هو ختم بشارة الإنجيل، أي خبر الحياة أو بشارة الفرح. والصليب هو قوة رب المجد الذي هزم كل قوات العدو، وهو ما تؤكده صلوات المعمودية، ويسلمه لي ولك رسول المسيح (كولو 2: 14-15)، ولذلك يرافقنا رشم الصليب في حياتنا اليومية. ورشم الصليب بزيت الميرون (مسحة الروح القدس)، حيث يعطي لنا الروح القدس قوة المصلوب ربنا يسوع المسيح. لا يمكن فصل يسوع المصلوب والحي بالروح القدس الذي أقامه (رو 8: 11)، وحياة الحي إلى الأبد بالروح، وختم ملكه الإلهي هو الذي يبقي لنا شركتنا في الرب بالروح القدس؛ لأننا صُلبنا معه، ومُتنا معه، ودُفنَّا معه وقمنا معه (رو 6: 1-8). رشم الصليب يأتي بقوة من الداخل من القلب:* ارشم ذاتك بعزم، عزم مَن يقدِّم حياته للرب ذبيحةً حيَّةً؛ لكي توحِّد ذاتك بالمصلوب، فتجد الحياة الغالبة فيه. * لا تهمل رشم الصليب لئلا تنسى أنه ختم المصالحة. اختم نفسك عندما يحتدم النقاش حتى تغلب الغضب وتطرد القوة التي تحرك البغضة في القلوب. * ارشم ذاتك قبل أن تنام؛ لأنك مزمع أن تسلِّم جسدك وروحك للرب يسوع وقل معه: “يا أبتاه في يديك استودع روحي”. * ارشم ذاتك عندما تقوم من النوم؛ لأن الصليب هو قوة تجديد الحياة، وعند ارتداء ملابسك لأنك تخلع القديم وتلبس الجديد. * ارشم ملابسك لأنها هدية وقربان من الله لك حتى وإن كانت من مالك وبنقودك لأنه أعطاك الصحة لتعمل. * ارشم ذاتك قبل أي عمل؛ لأنك مصلوبٌ مع الرب، وخدمتك حتى للذين لا يحبونك هي ضرورية من أجل اتقان محبة الأعداء. من أتقن محبة الأعداء أتقن أول درس في محبة الثالوث الذي صالحنا لنفسه رغم أننا خطاه (راجع 2كو 5: 19)؛ لذلك ضع ختم المصالحة على قلبك وارشمه بقوة المعمودية لكي لا تسقط في البغضة. * ارشم الصليب قبل الصلاة لأنه قوة المصالحة. * ارشم الصليب عند صلاتنا “يارب ارحم”؛ لأن رحمة الله العظمى قد تجلت في موت ابنه. * ارشم الصليب قبل بدء أي صلاة؛ لأنها علامة عهد المصالحة وخدمة كهنوت الوسيط ربنا يسوع الذي باسمه نقدِّم الصلوات، لا سيما قبل قراءة الكتب المقدسة، لأن الصليب هو قوة الله للخلاص. * ارشم ذاتك عند تقديم القربان؛ لأنك برشم الصليب توحِّد ذاتك مع يسوع قربان محبة الله الآب للإنسانية، ولكي تسري فيك قوة المحبة الإلهية. * ارشم ذاتك عند سماع كلمات التقديس: “قدوس. قدوس. قدوس”؛ لأننا صولحنا مع القوات السمائية. * ارشم ذاتك عند سماع كلمات الرب: “شَكَرَ – وباركَ – وقدَّسَ” لكي تشكر الآب على هبة الحياة، ولكي تنال بركة العهد الجديد، ولكي تتقدس بالذي قدس ذاته لأجلنا لكي نتقدس نحن فيه. * ارشم ذاتك عند تمجيد الثالوث؛ لأن الصليب هو مجد المحبة الإلهية الثالوثية. * ارشم ذاتك قبل تناول السرائر؛ لأنك –بالتناول- صرتَ واحداً مع الذبيح الأعظم. بعد تناول الدم الكريم ارشم ذاتك بما في فمك واختم جبهتك وعينيك بعلامة الصليب” (كيرلس الأورشليمي عظة عن تناول السرائر في تعليم الموعوظين). تسبيح المصلوب بعلامة الصليب، وهو تسبيح الآب والروح القدس:+ “باسم الآب مصدر حياتي والابن خلاصي والروح القدس حياتي وشركتي”. + “أُسبِّحك يا رب لأنك أرسلت ابنك الوحيد هذا الذي نزل من السماء لأجلنا وبموته المحيي نقلنا من الشمال إلى اليمين وأجلسنا معه في السماويات”. + عندما ترفع يدك لترسم علامة الصليب، وتلمس جبهتك قل: باسم الآب الذي دعاني من العبودية للحرية، والابن الذي فداني وحررني وبموته وقيامته أعطاني الروح القدس الذي نقلني من الشمال إلى اليمين”. + ألمس عهدك الأبدي يا ربي يسوع المسيح برشم علامة عهدك الذي وهبه لنا أبيك الصالح بقوة روحك القدوس”. + “قدوسٌ أنت أيها الآب الذي صالحنا في ابنه. قدوسٌ أنت يا ربي يسوع لأنه بموتك وقيامتك صار لنا غفران وميراث الملكوت. قدوسٌ أنت يا روح الآب الذي أنارنا لمعرفة المحبة الأزلية. أنرني يا ربي الصالح روح الحق لكي أجد في نورك الحق والحياة”. حركة اليد اليمنى:+ هي ذات اليد التي رُفعت إلى فوق عند الاعتراف بالمسيح ربَّاً بعد جحد الشيطان في المعمودية. وهي ذات اليد التي ترشم علامة الصليب. + “باليد والفم والقلب وبقوة الروح القدس نختم ذواتنا؛ لأننا نضع انفسنا وجهاً لوجه مع ذات الاعتراف الذي قبلناه في خدمة سر التبني المعمودية المقدسة”. + ارشم (اختم) ذاتك لأنك روحاً وجسداً تتحول إلى مجد البنوة وختم ذاتك بعلامة “الملك الأبدي” علامة يسوع رب الحياة. + عندما ترشم ذاتك بعلامة الرب والمخلص، فأنت تدخل جسداً وروحاً سر التبني، وعلى يمين الآب في المسيح الرب تقف عندما تقول: باسم الآب والابن والروح القدس. + اليد اليمنى واليد اليسرى قد غطستا معاً في مياه الحميم الجديد؛ لأن الجسد الذي خُتِمَ 36 ختماً بالميرون الإلهي يخدم الثالوث؛ لأن الجسد برشومات الميرون قد وُحِّدَ مع الروح ليقف عند عرش الثالوث القدوس. رشم الصليب وتمجيد الثالوث:حسب التسليم الكنسي، كلما ذُكر اسم الثالوث الآب والابن والروح القدس تشاهد الذين استلموا الإيمان يرشمون ذواتهم، وكل مرة نذكر فيها السجود للآب والابن والروح القدس يرشمون أنفسهم ايضاً. الرشم عند ذِكر الثالوث هو عودة الوعي إلى رشومات الميرون ونعمة التبني والمصالحة والخلاص. أما عند السجود، فهو لأننا -برشم الصليب- نُسلِّم حياتنا للثالوث القدوس، ونتعلم خضوع ذلك الذي خضع للموت طواعية (يوحنا 10: 18) لكي يغرس فينا طاعة المحبة. القارئُ اليَقِظ: إن كنت قد عشت مع القمص ميخائيل إبراهيم، فسوف ترى بعض ملامحه في السطور السابقة، حيث كان أكثر إنسان يرشم الصليب. وإن كنت قد ذقت الجانب السري Mystical في صلاة القداس، فسوف ترى بعض ملامح القمص مينا المتوحد. رجاء مراجعة كتاب “معاني رشم الصليب |
الساعة الآن 06:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025