منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 25 - 06 - 2012 11:56 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أفكار عن الخدمة

وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني، أنه حسبني أميناً إذ جعلني للخدمة (1تي1: 12)

* استمد تشجيعك وقوتك باستمرار من الرب يسوع المسيح، الذي لك فيه رصيد من المعونة بلا حدود. فبدون التأييد الشخصي من المسيح ومؤازرة روحه، تتعرض النفس بسهولة لفقدان الغيرة الروحية والحماس في الخدمة والطاقة على العمل (2تي2: 1).

* عندما تتيقن من تأييد المسيح لك، فإن ذلك يحفظك من الارتباك بنتائج الخدمة، فكون بعض النتائج غير منظورة قد يكون عاملاً للإحباط، عندئذ تذكَّر أن نتائج الخدمة ليست هي الغرض من الخدمة، بل أن المسيح هو غرض الخدمة (1مل19: 4).

* إن وجود بعض المصاعب في طريق الخدمة ليس دليلاً على خطأ الطريق الذي تسلكه، بل إن هذه المصاعب ضرورية لتدريبك على التيقن من خدمتك والتمسك بالخدمة التي ائتمنك الرب عليها (2كو12: 10).

* إن لكل خادم دعوة خاصة من الرب لنوع ومجال خدمته، وعليه فالطريقة أو الأسلوب الذي يخدم به أحدنا قد يكون مختلفاً عن الآخر، لذلك فآراء الآخرين ووجهة نظرهم في خدمتك لا يجب أن تعيقك عن استمرارك في الخدمة بالطريقة والأسلوب الذي يدربك الرب عليه. فلا تحاول أن تغيّر من طريقة وأسلوب خدمتك لتنال رضا البعض (غلا2: 6).

* من الضروري أن يكون هناك توافق وانسجام مع مَنْ تقوم بالخدمة معهم، إن كان نوع خدمتك من نوع الخدمة الجماعية، وذلك حتى لا تفقد الخدمة قوتها وتأثيرها في الذين تخدم بينهم بسبب عدم الانسجام ووحدة الفكر والهدف (أع15: 38،39).

* إن لاحظت أنه لا توجد شهادة إيجابية عن خدمتك، أو وجّه أحد من القديسين نظرك إلى عدم قبول الجماعة لخدمتك، فمن الضروري أولاً احترام رأي المؤمنين في هذا الأمر. وعليك استشارة الرب في هذا الأمر الخطير، فقد تكون من ذوي المعرفة ولكنك لست موهوباً أو مدعواً لتلك الخدمة. لا يجب أن تفرض خدمتك على الآخرين تحت دعوى الحرية في الخدمة. فراحة الجماعة على خدمة شخص فيما بينها أمر له أهميته وتأثيره (3يو12).

* إن التأثير الحقيقي للخدمة لا يعوَّل على قوة الشخصية أو وجاهة المنظر أو التميز بصوت رنان أو بلاغة في الخطابة، بل بالإيمان المستمر في قوة عمل الروح القدس في التأثير المباشر على النفوس. رغم أننا لا ننكر أن كل تميز خارجي هو من الله، بل وحسب مقاصد نعمته (1كو3: 1-4).



جوزيف وسلي


sama smsma 25 - 06 - 2012 11:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
اكرزوا بالإنجيل

وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر16: 15)

لسنا نحتاج إلى الحصول على مؤهلات حتى نربح الخطاة، بل كل ما نحتاج إليه هو حياة مكرسة مملوءة بنشاط الروح القدس، كما نحتاج إلى عواطف المحبة نحو نفوس الآخرين ـ محبة شديدة متقدة لدرجة أنها مستعدة لأن تضع نفسها لأجل الآخرين.

أعرف مؤمناً لم يَنَل حظاً من التعليم الدنيوي، لكنه عرف الله وعرف كتابه المقدس وعرف سلطان الكلمة. وكان هناك حقل للخدمة ذهب إليه من خدام الله الواحد بعد الآخر ولم تنجح خدمة واحد منهم. وكان معظم هؤلاء الخدام من حملة الشهادات في اللاهوت. وأخيراً، حين أصبح ذلك الحقل موبوءاً بالشرور لدرجة أن الناس هناك أجمعوا برأي واحد على مقاومة كل كرازة بالإنجيل، وفد إليهم ذلك الشخص، وفي وسط مقاوماتهم وتهديداتهم كان يقف ويتكلم بكلمة الله. وفي إحدى المرات تجمع حوله بعض القوم واتفقوا فيما بينهم على إسكاته بطريقتهم الخاصة.

ونادى بينهم ذلك الشخص بكلمة الله، وبدأ الله يعمل، والإشارة المتفق عليها لم تُعط قط بل بدلاً من ذلك كان السكوت والإنصات يخيمان على الجموع، وبُكتت ضمائر وخلصت نفوس حتى أن رئيس العصابة التي كانت تنوي إسكاته، طلب إليه في ختام الخدمة أن يستمر متكلماً وراح يرتب التسهيلات اللازمة للاجتماعات التالية. وعمل روح الله في تلك المنطقة وتغيرت حياة الكثيرين.

ولقد قال الرسول بولس « لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل مَنْ يؤمن » (رو1: 16). فالإنجيل وليس لباقتك في عرضه ـ الإنجيل وليس حكمتك أو معلوماتك أو فصاحتك ـ الإنجيل هو قوة الله ـ هو ديناميت الله!

فإليكم أيها الإخوة العاملون في الحقول التبشيرية، إن كنتم تستخدمون وسائط أخرى أو تعتمدون على أمور أخرى ـ إليكم نطلب أن ترجعوا إلى بساطة الإنجيل واكرزوا بالكلمة في صراحتها وبساطتها.

إن الإنجيل يلائم جميع الطبقات ويناسب جميع الأحوال. هو قوة لا مثيل لها تفتت القلوب الحجرية. فابذروا بذاره على التربة، وثقوا أنها تؤتي ثماراً أينما وقعت. لكن تذكَّروا أن القوة في البذرة وليست في اليد التي بذرتها، أبذروا، واحرصوا أن تبذروا الإنجيل وليس معلوماتكم ومعارفكم والله يعتني وينمي.




sama smsma 26 - 06 - 2012 12:00 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأحقاء الممنطقة بالحق

فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق (أف6: 14)

إن أول جزء في سلاح الله الكامل يتعلق بالحالة الداخلية لنفوسنا. فلا يمكن أن يكون هناك نشاط إلهي إلا إذا كان القلب مستقيماً أمام الله. ربما نعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، لكن معرفة الحق وحدها لا تنفع، بل لا بد من تطبيق الحق عملياً على الحياة والسلوك، ويجب أن يتحكم الحق في كل حركاتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا اليومية « علمني يا رب طريقك. أسلك في حقك. وحِّد قلبي لخوف اسمك » (مز86: 11).

ومن المُسلَّم به أنه لا يوجد حق كامل في العالم إلا كلمة الله. أما بعيداً عنها فلا يوجد إلا الشكوك والظلام والجهل، وأيضاً توجد أفكار عقل الإنسان الذي لا يزيد عن كونه مخلوقاً. أما كلمة الله فهي الإعلان عن الحق وبالتالي فهي تضع كل شيء في مكانه الصحيح. إنها تُخبرنا عن الله كما هو مُعلن في المسيح. وعن محبته للعالم المسكين الهالك. كما تُخبرنا عما هو الإنسان، وما هو الشيطان، وما هي الخطية. كما أنها تُخبرنا عن دينونة الله للخطية ومحبته للإنسان الخاطئ. كل هذا مُعلن في كلمة الله. إن كل مَنْ يسمع كلمة الله ويؤمن بها، يجد فيها ما يُريح ضميره ويُشبع قلبه. ففيها يجد المخلِّص الذي مات لأجله ويتعلم الكثير عنه بإرشاد الروح القدس الساكن فيه.

أما معنى منطقة الأحقاء بالحق، فهو تطبيق هذه الكلمة الحية على القلب والضمير مما يجعل الإنسان الباطن خاضعاً تماماً لتعليم هذه الكلمة. وكلنا نعرف أن الأحقاء هي ذلك الجزء من الجسم الذي يحتاج إلى الشد والتقوية في الصراع والعمل. وكما أن المنطقة على حقوي الإنسان تُكسب جسده قوة ونشاطاً، كذلك درس كلمة الله، فإنه يقوّي وينشط إنساننا الباطن.

وحينما تكون الأحقاء ممنطقة أو مشدودة بالحق، تكون العواطف مُخضعة والإرادة مكسورة، وبذلك يصبح أسلوب الإنسان بأكمله أسلوب الثبات والحزم. وعندما يسير في طريقه بعد ذلك ويجد نفسه مُحاطاً بالأشياء الجسدية التي ينجذب إليها القلب الطبيعي، فإنه يجد أن « الحق » قد حكم على تفاهة هذه الأشياء في نظر الله وفي نظره أيضاً كمؤمن، والنتيجة أنه يرفضها رفضاً قاطعاً.




sama smsma 26 - 06 - 2012 12:01 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأعمال الصالحة

مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أف2: 10)

تحدد العبارة « لأعمال صالحة » هدف الخليقة الجديدة. فمع أنه صحيح أننا لا نخلص بأعمال صالحة، فالصحيح أيضاً أننا نخلص لأعمال صالحة. فالأعمال الصالحة ليست الجذور، بل الثمار. فنحن لا نعمل الأعمال الصالحة حتى نخلص، بل نعملها لأننا خلصنا.

وتشدد كلمة الله في يعقوب2: 14-26 على هذه الناحية من الحقيقة. فعندما يقول يعقوب إن « الإيمان بدون أعمال ميت »، فهو لا يقصد أننا نحصل على الخلاص بالإيمان زائدة عليه الأعمال، بل بالإيمان الذي ينتج حياة ملؤها الأعمال الصالحة. فالأعمال تبيّن وجود إيماننا. ويوافق الرسول بولس مع ذلك تماماً فيقول « لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح لأعمال صالحة ».

إن ترتيب الله إذاً هو كالتالي: إيمان، فخلاص، فأعمال، فمكافأة. الإيمان يؤدي إلى الخلاص؛ والخلاص ينتج أعمالاً صالحة، والأعمال الصالحة تُكافأ من قِبَل الله.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أي نوع من الأعمال الصالحة يُتوقع مني أن أعمل؟ ويُجيب الرسول بولس على هذا قائلاً: أعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها.

وبكلام أخر، يوجد لدى الله مخطط لحياة كل منا. فقبل اهتدائنا عيَّن الله لكل واحد شغلاً روحياً. وإن مسئوليتنا تكمن في معرفة مشيئته لنا وإطاعتها. ليس علينا أن نضع المخطط لحياتنا، بل نقبل المخطط الذي رسمه الله لنا. وهذا يحررنا من الخوف والقلق، ويضمن أن تكون حياتنا بالتمام لمجد الله ولبركة الآخرين، ولشبع نفوسنا ومكافأتنا.

ولكي نقدر أن نتعرَّف على الأعمال الصالحة التي أعدها الله لحياتنا بالذات، يجب علينا أن نتبع الخطوات التالية:

1 - الاعتراف بالخطية وتركها حالما نُدرك وجودها في حياتنا.

2 - الخضوع للرب ومشيئته باستمرار وبلا شروط.

3 - درس كلمة الله لمعرفة مشيئته، ثم إطاعة كل ما يأمر الرب به.

4 - إمضاء وقت في الصلاة كل يوم.

5 - الاستفادة من الفرص التي تنشأ للخدمة.

6 - تقوية حياة الشركة مع المؤمنين الآخرين واستشارتهم. إن الله يُحضرنا للأعمال الصالحة، وهو يُحضر الأعمال الصالحة لنا لنقوم بها، ثم يكافئنا على القيام بها- تلك هى النعمة الغنية!




sama smsma 26 - 06 - 2012 12:03 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأعمال الصالحة

لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أف2: 10)

نجد هنا تحريضاً على الأعمال الصالحة يجب أن يمس أعماق قلوبنا بكل قوة، لأن الاعترافات الفارغة متوفرة بكثرة في هذه الأيام، لكنها عديمة القيمة. ولكن شكراً لله لأنه أعطانا إنجيلاً صريحاً فيه نرى بكل وضوح أن الخلاص بالنعمة بالإيمان بدون أعمال البر ولا أعمال الناموس. ولكن ألا يجب على المخلَّصين أن يعيشوا كما يليق بمقامهم؟ ألا يجب أن حياتهم الجديدة تأتي بالأثمار؟ نعم إنه يجب أن تظهر الأثمار إن كانت هناك حياة، وإلا فلا وجود للحياة. لنسمع ما يقوله الرسول بولس « لأنكم بالنعمة مُخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد » (أف2: 8،9). هذا وجه واحد من هذا الموضوع العملي العظيم.

ولكن هناك وجهاً آخر يُسرّ القارئ المسيحي المُخلص بالتأمل فيه، فالرسول يستأنف كلامه ويقول « لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها » (ع10)، هذا هو الموضوع بتمامه بكل وضوح، الله قد خلقنا لنسلك في طريق الأعمال الصالحة، وهذا الطريق قد أعده لكي نسلك فيه، فالكل من الله من البداية إلى النهاية والكل بالنعمة وبالإيمان وشكراً لله لأنه هكذا.

ولكن لنتذكر أنه من العبث تماماً أن نتكلم عن النعمة والإيمان والحياة الأبدية إن كانت لا تظهر فينا ثمار الأعمال الصالحة، ومن العبث أن نفتخر بمعرفتنا للحق وتبحرنا في كلمة الله وتثبتنا من مقامنا وتخلصنا من هذا النظام أو ذاك، إن لم تكن أقدامنا سائرة في طريق « الأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدها لنا »، لأن الله يتطلع إلى الحقائق المحسوسة ولا يكتفي بمجرد الكلام والاعترافات الزائفة، لذلك يقول لنا « يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق » (1يو3: 18) وهو تبارك اسمه لم يحبنا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق وينتظر منا أن نقابل محبته مقابلة تامة وصريحة، نقابلها بحياة ملأى بالأعمال الصالحة آتية « بثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده » (في1: 11).

يا ليت الرب يتنازل إلينا بحسب أمانته غير المحدودة ويحرك قلوبنا فنجتهد في رفع شأن المحبة والأعمال الصالحة حتى نزيّن تعليم مخلصنا الله في كل شيء.


sama smsma 26 - 06 - 2012 12:07 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأعمال الصالحة

« نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة ... » (أف10:2)
هذا هو الموضوع بتمامه بكل وضوح، الله قد خلقنا لنسلك في طريق الأعمال الصالحة، وهذا الطريق قد أعدّه لكي نسلك فيه، فالكل من الله من البداية إلى النهاية والكل بالنعمة وبالإيمان، وشكراً لله لأنه هكذا. ولكن لنتذكر أنه من العبث تماماً أن نتكلم عن النعمة والإيمان والحياة الأبدية إن كانت لا تظهر فينا ثمار الأعمال الصالحة. ومن العبث أن نفتخر بمعرفتنا للحق وتبحرنا في كلمة الله وتثبتنا من مقامنا إن لم تكن أقدامنا سائرة في طريق « الأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدها لنا »، لأن الله يتطلع إلى الحقائق المحسوسة ولا يكتفي بمجرد الكلام والاعترافات الزائفة، لذلك يقول لنا « يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق » (1يو18:3) . وهو تبارك اسمه لم يحبنا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق، وينتظر منا أن نقابل محبته مقابلة تامة وصريحة. نقابلها بحياة ملأى بالأعمال الصالحة مُنشئة « ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده » (فى11:1) .

أيها القارئ المسيحي المحبوب، ألا تشعر أنه من الواجب علينا أن نطبق هذا الحق الثمين على نفوسنا؟ ألا يجب علينا أن نجتهد في رفع شأن المحبة والأعمال الصالحة؟ وكيف يتسنى لنا ذلك إلا بأن نسير نحن أنفسنا بالمحبة ونسلك في طريق الأعمال الصالحة بكل أمانة في حياتنا الداخلية. إننا قد سئمنا من الاعترافات بالحق السامي بالشفاه، بينما الحياة العملية منحطة وضعيفة، وأصبحنا نتكلم عن النعمة، بينما نقصّر في البر العملي ونهمل أبسط الواجبات الأدبية في حياتنا اليومية، وصرنا نفتخر « بمركزنا » و « مقامنا » ونتهاون تهاوناً مُحزناً في « مسئوليتنا » و « حالتنا الروحية ».

يا ليت الرب يتنازل بحسب أمانته غير المحدودة ويحرّك قلوبنا بالشوق الشديد في متابعة الأعمال الصالحة حتى نزين تعليم مخلصنا الله في كل شيء.


sama smsma 26 - 06 - 2012 10:28 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأمناء في الأزمنة الصعبة

« حينئذ كلم متقو الرب كل واحد قريبه والرب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب وللمفكرين في اسمه » (ملا16:3)
ما أثمن هذه العبارات المختصرة .. إنه لأمر سار أن نتأمل في هذه البقية الموجودة في وسط الخراب الأدبي. لا نرى هنا ادعاءً أو افتخاراً، لا نجد محاولة لإصلاح شيء ما. لا نجد تظاهراً بقوة مصطنعة كاذبة. إن ما نجده هو شعور بالضعف ونظر إلى الرب، وهذا هو السر الحقيقي لكل قوة صحيحة. من اللازم أن نتذكر ذلك في كل حين. يجب أن لا نخاف من الشعور بالضعف. إن ما يجب أن نخافه ونخشى نتائجه الضارة هو تصنع القوة. إن قول الرسول « لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى » (2كو10:12) هو في كل حين القاعدة المباركة الصحيحة لشعب الله. يجب أن نتكل على الله دائماً، ويمكننا أن نقول كمبدأ رئيسي : إنه مهما كانت حالة الجماعة ضعيفة، فإن الإيمان الفردي يمكن أن يتمتع بشركة مع الله تتفق مع أسمى الحقائق الإلهية.

هذا مبدأ عظيم يجب أن نُمسك به جيداً. لتكن حالة الشعب العامة كيفما تكون من التدهور، فإن هذا لا يمنع من أن الأفراد الذين يحكمون على ذواتهم ويتذللون أمام الله، يمكنهم أن يتمتعوا بحضرته وبركاته بغزارة. تأمل في أمثال دانيال ومردخاي وعزرا ونحميا ويوشيا وحزقيال وعشرات غيرهم. فهم عاشوا مع الله وأظهروا أثمن مبادئ وتمتعوا بأثمن الامتيازات التي كانت في أيامهم، وذلك بينما كان يحيط بهم الخراب عديم الرجاء. لقد عُمل فصح في أيام يوشيا، لم يُعمل مثله من أيام صموئيل النبي
(2أخ18:35) ، والبقية الضعيفة عند رجوعها من بابل عملت عيد المظال - الامتياز الذي لم يكن قد حصل التمتع به منذ أيام يشوع بن نون (نح17:8) ، ومردخاى دون أن يضرب ضربة واحدة، كان انتصاره على عماليق عظيماً كانتصار يشوع (أس11:6، 12). وفى سفر دانيال نرى حاكم الأرض العظيم ينحني عند قدمي يهودي مسبي.

ماذا تعلمنا كل هذه الأشياء؟ ما هي الدروس التي تُلقيها على آذاننا؟ إن ما تلقيه هو أن النفس المتضعة الـمُطيعة الواثقة في الله، لها الحق في التمتع بأعمق وأغنى حالات الشركة مع الله. بغض النظر عن فشل وخراب الجماعة التي تحيط بها، وبغض النظر عن زوال مجد التدبير الذي تقع قرعتها فيه.




sama smsma 26 - 06 - 2012 10:29 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الانفصال عن العالم

« اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا » (2 كو17:6)
يعتقد البعض أن من اللازم أن نندمج بالعالم ونصير مثله ليتسنى لنا أن نربح نفوساً للمسيح ونؤثر على حياة الكثيرين تأثيراً إلهياً. لكن إذا سقط إنسان في بئر عميقة، هل يفكر أحد أن يقفز إلى أسفل البئر ليوجد معه حتى يُخرجه منها؟! كلا، بل يبقى من فوق ومن هناك يدلى حبلاً ليرفعه به.

لو أن إبراهيم ذهب ليعيش مع لوط في سدوم لما أفاده شيئاً، ولكنه حين انفصل، وقف على مرتفعات الإيمان مع الله، واستطاع أن يتشفع لأجل نجاة لوط. فلننفصل ونسكن مع الله بعيداً عن مفاسد العالم.

ثم أريد أن أقول إن العالم نفسه يتوقع أن يرى المسيحي مختلفاً عنه، وعنده فكرة عن المستوى الذي يجب أن يكون عليه المسيحي.

أجل. إن العالم ينتظر أن يرى المسيحي مختلفاً عنه وإلا فكيف يستطيع أن يميز بين هذا وذاك؟ إذا لم يكن هناك خط فاصل، فكيف يعرف الناس في أي جانب نحن؟ إذا كنا نلبس مثل لبس العالم، ونتصرف مثل تصرفاته، فكيف يمكن لأحد أن يحكم إذا كنا مسيحيين بالحق أم لا؟

ولقد كان الانفصال دائماً هو فكر الله منذ القديم. فقد طلب الرب من إبراهيم أن يترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه، وبالانفصال التام يذهب إلى حيث لا يعلم. وموسى أبى أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر. وهكذا كان إسرائيل شعباً خاصاً منفصلاً انفصالاً تاماً عن الشعوب التي حوله وممثلاً لمبادئ الله. وفى
(عزرا 10:9) ، و (نحميا8) عندما انهدم سور الانفصال بسبب التزوج بالأجنبيات، لم تكن هناك رأفة أو هوادة في إبعاد الزوجات الأمميات وإقامة سور الانفصال عالياً من جديد.

نعم، ولا يزال الانفصال هو محور دعوة الله « اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب « لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين » (2كو14:6-18) .

فالعالم يجب التخلي عنه، والانفصال يجب أن يكون واضحاً جلياً. لنتذكر طبيعة موقفنا، فنحن بحسب كلمة الله غرباء ونزلاء وسياح - شعب سماوي في بلاد غريبة وليست الأرض هي موطننا الأصلي.





sama smsma 26 - 06 - 2012 10:31 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الانفصال عن العالم

« الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية » (فى8:3)
الاتحاد مع العالم يمنعنا من أن نغلب العالم. ونحن إذ دُعينا للمجد، فلابد لإيماننا أن يترك مصر لأن المجد لم يجعله الله في مصر.

إني أرتعب من حالة المسيحي الذي يتضايق من الانفصال عن العالم، لأننا نسير مع مخلص مرفوض. وكل نظام العالم هو حجر عثرة لتحويل القلب عن الله. فالملبس والغرور الباطل، والمجد العالمي، وكل ما يضعنا في مركز الرجل الغنى هو عثرة في سبيل الإيمان. لنتذكر أن السماء مفتوحة لمسيح مرفوض.

كان شمشون منفصلاً لله مكرساً ليهوه وكان شعره مُسترسلاً لا يُقص، وطالما كانت الوصية محفوظة والشريعة منفذة، كانت قوته معه. وربما يرى البعض أنه لا ارتباط بين الشعر الـمُسترسل والقوة الغالبة، ولكن الله كان في الأمر. فإذا ما أطعنا الله وأكرمناه، كان لنا إله القوة.

إن قصد الله هو أن يربطنا بالسماء، ولكن إما أن تكون لنا السماء بدون العالم أو العالم بدون السماء، لأن مَنْ أعدّ لنا المكان لا يمكن أن يرضى لنا بشيء وَسَط بين الاثنين. ولنتذكر أنه يوجد فرق كبير بين رفضنا للعالم ورفض العالم لنا، على أن الثاني هو الذي يعالج كل عناصر الكبرياء المتعمقة فينا والتي قد لا نشعر بها.

إن حاجتنا هي إلى نفوس ممتلئة بالمسيح ومكرسة له، وإلى حياة غير عالمية فيها نفعل شيئاً واحداً، وإلى بيت وملبس وعادات تنطق بأن المسيح هو الكل.

يا لها من حكمة إلهية قد تجلت في عدم اختيار الله للكثيرين من الأقوياء والشرفاء والأغنياء، إن هؤلاء يشعرون بصعوبة في إخضاع مسراتهم ومزاياهم لله. إن جماعة مسيحية غنية إما أن تصير عملياً فقيرة وبسيطة، أو تصير عالمية.

إن القلب الموزع هو آفة المسيحي، فعندما يكون قلبي ممتلئاً بالمسيح، لا ينغوي قلبي ولا عيني ببريق العالم. وعندئذ فأني لا أسأل: أي ضرر في هذا الأمر أو ذاك؟ بل بالحري أسأل: هل أنا أفعل هذا لأجل المسيح؟ وهل يمكن للمسيح أن يكون معي في هذا؟ وعندما أكون في شركة معه، ففي الحال أميز كل ما ليس من المسيح.


sama smsma 26 - 06 - 2012 10:36 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأنقياء القلب

« طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله » (مت8:5)
قال الرب لصموئيل « ليس كما ينظر الإنسان، لأن الإنسان ينظر إلى العينين (أي إلى المظاهر) وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب » (1صم7:16) .

فما الذي يراه الله عندما ينظر إلى القلب؟ يقول الرب « القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس. مَنْ يعرفه؟ أنا الرب فاحص القلب مختبر الكُلى »
(إر9:17) .

من أين إذاً نحصل على القلب النقي؟ صرخ داود قديماً « قلباً نقياً اخلق في يا الله »
(مز10:51) وهذا القلب الجديد، هو عطية إلهية نحصل عليها بالولادة من الله نتيجة إيماننا بالمسيح، وبغير الإيمان لن يكون لنا قط القلب النقي (أع9:15) .

لكن هناك فكراً آخر وأعنى به النقاوة العملية للقلب وخلوه من النجاسة. وهذه النقاوة العملية للقلب هامة جداً كقول الحكيم « فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة »
(أم23:4) ، وأيضاً « اتبعوا ... القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب » (عب14:12) .

هيهات أن نظن أنه يمكن أن تكون لنا أية علاقة مع الله بغير القداسة العملية. إن العقيدة الصحيحة مهمة، واستنارة الذهن لازمة، لكن كل هذا مع أهميته يصبح « نحاساً يطن أو صنجاً يرن » لشخص غير نقى القلب. وعليه فيجب على المؤمن أن يسهر على حالة قلبه؛ كيف يفكر وبِمَ يتكلم. فتخلو حياته من النظرة النجسة والكلمة الدنسة والفكر الباطل، وتكون صلاته مع داود « لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يارب صخرتي وولي »
(مز14:19) .

لكن هناك معنى آخر لنقاوة القلب ذكره داود في مزمور4:24عندما عرَّف نقاوة القلب بالقول « الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل، ولا حلف كذبا ». فهو في علاقته مع الله ومع الناس ليس عنده تزييف ولا غش! وهذا المعنى قريب جداً من المعنى الوارد في تطويب الرب في متى8:5. فنقاوة القلب هنا بحسب الأصل اليوناني تعنى بساطة القلب، أي ليس أمامه سوى هدف واحد. وما أجمل أن يكون لنا هذا القلب البسيط غير الموزع الذي لا يهمه سوى مخافة الله كقول داود النبي « وحِّد قلبي لخوف اسمك »، وكقول الرسول يعقوب « نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوى الرأيين »
(يع8:4) . إن الذي له هذا القلب الموحّد، له العينان الحمامتان فيرى الله، بل لا يرى سواه.



يوسف رياض


sama smsma 26 - 06 - 2012 10:42 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الانقياد بالروح

« لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله » (رو14:8)
أحياناً يُقال أن أتباع قيادة الروح القدس أمر بالغ الصعوبة، إلا أن الروح القدس يريدنا أن نعرف إرادته بوضوح، هذا إذا كنا بسطاء ومستندين عليه وخاضعين لكلمة الله. كم من مؤمنين اختبروا هذه القيادة في حياتهم. وكم حذرنا الروح عندما أردنا أن نعمل بحسب أفكارنا وكان الصوت الداخلى يقلقنا؟ ألم يذكّرنا بأشياء كان يجب عملها وقد نسيناها؟ ألم يعطنا تكليفاً ومهمة لنؤديها؟

مرة كان أحد أقربائي المؤمنين مستلقياً على فراشه في المساء، وراودته فكرة في قلبه أنه يجب أن يزور شخصاً ما، كان مسيحياً بالاسم ولكنه كان عائشاً في الخطية. وألـحّت هذه الفكرة بقوة عليه حتى أنه نهض من فراشه وذهب إليه، مع أن ذلك الشخص كان ساكناً في أطراف المدينة. وعندما دق الجرس فتح له ذات الشخص وسأله ماذا تريد؟ فأخبره بكل أمانة السبب الذي جعله يأتي، فأجابه على الفور « إنه شئ مُدهش! في اللحظة التي كنت تطرق فيها الباب، كنت واقفاً على كرسي ورابطاً حبلاً حول عنقي لأعلق نفسي منه. وعندما طرقت الباب فكرت أنه يجب أن أرى أولاً مَنْ الذي يطرق في هذا الوقت المتأخر! »

كان أحد المؤمنين قد ذهب إلى جنازة إحدى الفتيات التي توفيت للتو، وعند باب المنزل التقى بمؤمن آخر من عائلة المتوفية وسأله: هل كانت « مارى » مخلـَّصة؟ فأجابه « منذ ثلاثة أسابيع مضت كان عندي إحساساً قوياً في داخلي لكي أكلمها ولكنى لم أفعل ذلك. ولا أستطيع أن أعطيك إجابة ». وبعد ذلك سأل الزائر معلمة في مدرسة الأحد فأجابته بكل أسى: « منذ أسبوعين كان في داخلي صوت يقول لي إنني يجب أن أكلم مارى ولكنى لم أفعل ذلك. فلا أعرف حالتها الآن ». وذهب السائل بأسف عميق ليطرح السؤال على أم هذه الفتاة قائلاً « أكانت مارى مؤمنة أم لا؟ ». فانهمرت الدموع غزيرة على خديها وقالت متنهدة: منذ أسبوع مضى كان صوت في الداخل يدفعني لأتحدث إلى مارى. وفكّرت مرة ومرة ولكنني تجاهلت هذا الصوت في الوقت المناسب. وأنت تعلم أنها رحلت فجأة وبدون توقع- وأنا الآن لا أعرف.


sama smsma 26 - 06 - 2012 10:46 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأيل صورة للمؤمن (1)

كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه ،هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي. متى أجيءُ وأتراءى قدام الله (مز42: 1،2)

تقدم لنا كلمة الله العديد من الصور التي تتحدث عن تشابه الأيل مع المؤمن الحقيقي.

أولاً: الأيل حيوان طاهر: نحن نفهم من تثنية 14: 5 أن الأيل من الحيوانات الطاهرة المُصرَّح بأكلها. فيميزها حسب الشريعة أمران: أولاً: أنها تجتر وتشق الظلف. وهي في ذلك صورة للمؤمن الذي صار بالإيمان طاهراً، وأصبح يميزه أن يجتز أي يتغذى بالطعام الروحي، الذي هو كلمة الله، ويهضمه جيداً، وينشغل باستمرار به، ويستفيد منه. ثم إنه يشق الظلف صورة لسلوك المؤمن التقوي المقدس بالانفصال عن العالم وبما يرضي الله.

ثانياً: الظَّبية المحبوبة والوَعْلَةِ الزهية (أم5: 19): لماذا يشبِّه الحكيم محبوبته بالظبية والوعلة؟ ليس فقط بالنظر إلى جمال تلك المخلوقات، بل لشيء أهم، أعني به، ما يميزها من صفات أنثوية جميلة من الخفر والحياء. وفي هذا العالم الذي شوهته الخطية، وبين الناس الذين أفسدهم الشر وقسى قلبهم وضميرهم، كم يلتذ الرب من النظر إلى الذين جمّلتهم نعمته، وينتظر منهم أن يُظهروا الفضائل الأدبية من الرقة والحياء والاحتشام.

ثالثاً: الأيل من الحيوانات السريعة: والظبي بصفة خاصة مضرب الأمثال في الخفة والسرعة (1صم2: 18؛ 1أخ12: 8؛ نش8: 14) هكذا أيضاً هناك سباق أمام المؤمن الحقيقي. ونحن مُطالبون أن « نحاضر بالصبر في الجهاد (السباق) الموضوع أمامنا » (عب12: 2). وقال بولس « أسعى (أركض) نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع » (في3: 14) إذاً فحياتنا هنا ليست حياة التكاسل والتراخي، بل حياة الركض والسباق.

رابعاً: الأيل وحاجته إلى الماء: « كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله » (مز42: 1). وكلمة « الأيّل » في هذه الآية وَرَدت بصيغة المؤنث مما يدل على أن المُراد هنا هو الأنثى ذات الضعف الطبيعي، مما يزيد حاجتها للماء وتعطشها إليه. هكذا القديس، يحس بحاجته المُلحَّة إلى الله. فحقاً ما أضعفنا بدونه، وما أحوجنا إليه!

ألا ليت هذه الصور الجميلة تكون من نصيب القارئ والكاتب معاً.




sama smsma 26 - 06 - 2012 10:47 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الأيل صورة للمؤمن (2)

أُحلفكُنَّ يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألاّ تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء (نش2: 7)

رأينا في الأسبوع الماضي أربع صور لتشابه الأيل مع المؤمن. هذه الصور هي:

المؤمن طاهر يشبع قلب الرب

المؤمن جميل يسر قلب الرب

المؤمن راكض نشط في خدمة الرب

المؤمن وحاجته المُلحَّة إلى محضر الرب

خامساً: الأيل حيوان متسلق: فالأيائل والظباء والوعول لها أرجل مُدربة على تسلق الجبال. إنها تجيد القفز (إش35: 6؛ نش2: 8، 9،17؛ نش8: 14). والجبال في الكتاب المقدس تشير إلى المهام الجسيمة التي أمام المؤمن، كما تشير أيضاً إلى الصعوبات والمشكلات (زك4: 7؛ يش15: 12). وماذا إذا كان طريق المؤمن مليئاً بالصعاب التي ليس سهلاً ارتقاؤها؟ إنه يتشبه بداود الذي كانت فترة شبابه مليئة بكل أنواع الصعاب، لكنه قال « الإله ... الذي يجعل رجليَّ كالأيائل وعلى مرتفعاتي يُقيمني » (مز18: 33 قارن حب3: 19).

إذا رأيت مؤمناً مُجرباً ومنتصراً في نفس الوقت، فإنه مؤمن مثل الأيل.

سادساً: الأيل وحساسيته الشديدة: فالأيل وكذلك الظبي هما من الحيوانات الحساسة جداً التي تتأثر بأي صوت غريب. ولهذا يَرِد مرتين في سفر النشيد هذا التعبير الشعري « أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن (الحب ـ حسب الأصل) حتى يشاء » (نش2: 7؛ 3: 5). وهكذا شركتنا مع الرب حساسة للغاية، وأي تصرف طائش أو أرعن يقطع تلك الشركة.

سابعاً: الأيل وعشقه للحرية: « نفتالي أيلة مسيَّبة يعطي أقوالاً حسنة » (تك49: 21). ما أشد بؤس الأيل إذا وقع في شَرَك الصياد. كم يحس بالخوف ويشعر بالانزعاج فيتوق إلى الحرية والعودة إلى جداول المياه! وإذا افترضنا أنه جاء إلى تلك الأيلة الحبيسة مَنْ أعاد لها حريتها وفك قيودها وأطلقها. كم ستشعر تلك الأيلة بالسعادة حينئذ؟ ولو افترضنا أنه كان بوسعها أن تتكلم، ماذا كانت ستقول عندئذ؟! لكن إن كان ليس بوسع الأيلة أن تتكلم، فإن القديس يقدر أن يرجع إلى الرب الذي حرره ليشكره ويسجد له، وفي محضره يعطي أقوالاً حسنة، ثم يخرج من محضره متجهاً إلى الناس يغني بينهم عن الفداء وصاحب الفداء (أي33: 27،28).



يوسف رياض


sama smsma 26 - 06 - 2012 10:48 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
التشبّه بالمسيح

ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف .. نتغير إلى تلك الصورة عينها (2كو3: 18)

« ناظرين مجد الرب » هذا التعبير ينقصه شيء من قوة وجمال الأصل اليوناني الذي يفيد ليس فقط أننا ننظر إلى المجد، بل أننا نعكس صورته على الآخرين أيضاً - أي أن المسيحي بتفرسه في المجد يستمد شيئاً من أشعته ثم يعكس كالمرآه تلك الأشعة على الآخرين وبذلك يتغير إلى صورة سيده بقوة فاعلية الرب الروح. وهذه هي المسيحية الصحيحة، وأنه من امتياز كل مسيحي أن يمتلئ من الروح القدس ولا ينظر إلى نفسه وظروفه مهما كانت، بل يشخص إلى السماء وينشغل بالإنسان يسوع المسيح الممجد هناك، وبذلك يتغير إلى صورة سيده ويتمثل به عملياً، فيصير مثله في تصرفاته وصفاته.

هذه حقائق ذات قوة عظيمة وفاعلية إلهية، ونراها ظاهرة في تاريخ استفانوس (أع7: 55-60). فبينما نراه مُحاطاً بأشد أنواع الظروف هولاً، وأقوى الأعداء بأساً، وبينما الموت ينشب أظفاره فيه، نراه رغماً عن كل هذه المؤثرات لم تَخُر عزيمته بل كان منشغلاً ومنحصراً في الأمور السماوية. فقد شخص إلى السماء ورأى الرب يسوع، واستمد شيئاً من أشعة المجد المُشرق في وجه سيده المُقام من بين الأموات. ولم يستمد الأشعة لنفسه وكفى، بل عكسها على الذين كانوا حوله. وهو لم يرتفع فقط بتلك الكيفية المُدهشة فوق الظروف التي كانت تُحيط به، بل استطاع أن يُظهر لمضطهديه وداعة المسيح ونعمته.

هذه هي المسيحية العملية الحقيقية - التشبُّه بالمسيح. فها استفانوس مرفوع فوق الظروف والمشغولية بشخصه، لذلك أمكنه أن يتمثل بسيده ويصلي من أجل الذين رجموه وقتلوه. ذلك لأن نظره كان متجهاً إلى المجد حتى تيسّر له أن يأخذ من نوره ويعكسه على نفس الذين قتلوه. لقد كان استفانوس يعكس مجد المسيح عملياً، فلم يكتف بالكلام عن المجد، بل عكسه فعلاً على الآخرين. وقد كان وجهه يتلألأ من شدة لمعان نور ذلك المجد الذي كان على وشك الدخول فيه، فتمكن بقوة الروح القدس أن يحذو حذو سيده المبارك فيردد النَفَس الأخير في الصلاة من أجل قاتليه قائلاً « يا رب لا تُقم لهم هذه الخطية ». « وإذ قال هذا رقد ». أغمض أجفانه عن مشهد الموت ليفتحها في المجد حيث لا موت، ورقد لكي يدخل ذلك المكان الذي كان موضوع مشغولية وابتهاج نفسه.





sama smsma 26 - 06 - 2012 10:49 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
التصرف الروحي

يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذ تُبصر جيداً أن تُخرج القذى من عين أخيك (مت7: 5)

لم يقصد الرب بكلماته المُسجلة في موعظة الجبل (مت5-7) أن يقول لتلميذه « خليك في حالك » أو « مش شغلك » فالمحبة الأخوية تحتم علينا إصلاح الأخ المخطئ. ورسالة يعقوب التي حذرتنا أكثر من غيرها من انتقاد الأخوة أو إدانتهم لا تُختم إلا بهذا التحريض الثمين « أيها الأخوة، إن ضل أحد بينكم عن الحق فرَّده أحد، فليعلم أن مَنْ ردّ خاطئاً عن ضلال طريقه يخلِّص نفساً من الموت، ويستر كثرة من الخطايا » (يع5: 19،20).

كلا، ليس المطلوب أن نرى الشر في إخوتنا فنغمض عيوننا لنريح ونستريح. في هذا يقول الناموس « لا تبغض أخاك في قلبك. إنذاراً تنذر صاحبك ولا تحمل لأجله خطية » (لا19: 17) ومنه نفهم أن عدم إنذار الأخ المخطئ هو البغضة الحقيقية وليس العكس. فماذا تقول عن شخص رأى الدخان يتصاعد من نافذة جاره، وانتظر لعل النار تخمد من ذاتها، أو لعل صاحبه يكتشف النار بنفسه؟! أليس السكوت في هذه الحالة يُعتبر اشتراكاً في الذنب؟!

لكن تُرى مَنْ هو الشخص الروحي الذي يصلح لمعالجة أخطاء إخوته؟ أليس هو الشخص الذي تدرب في خلوته الفردية مع الرب ألاّ يستخف بخطاياه الشخصية؟ إن الشخص الروحي، الذي لا يشفق مع نفسه، والذي يحكم على ذاته في نور محضر الله، هو الذي يملك البصيرة الروحية لعلاج أخيه.

وبحكمة اختار الرب هذا التشبيه: إخراج القذى من العين. فإن العين هي أكثر الأعضاء حساسية. والتعامل معها يحتاج إلى طبيب ماهر لا إلى جزار. نعم فنحن عندما نذهب لنصلح خطأ ما في أحد إخوتنا، علينا أن ندرك أننا نلمس نقطة حساسة جداً، وإصلاحك إياها يحتاج إلى منتهى الحذر والرقة واللطف معاً، وإلا فإن الضرر الممكن أن يحدث هو ضرر كبير وخطير أكبر بكثير من وجود القذى في العين!

لكن قبل إخراج القذى من عين الأخ، يلزمنا أولاً شيء آخر. يقول الرب « أخرج أولاً الخشبة من عينك ». ولكي نزيل الخشبة من عيوننا نحتاج إلى وقفة طويلة أمام مرآة الكلمة، وتطبيق كلمة الله على أنفسنا بتأنٍ وصبر، وبعد ذلك أن نغتسل في مائها.

sama smsma 26 - 06 - 2012 10:51 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
التقديس العملي

« ولأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا .. مقدسين في الحق » (يو19:17)
إن كل التحريضات في كلمة الله تنشغل بهذا الأمر، وهو الهدف من كل خدمة: إننا يجب أن نتحقق عملياً الآن ما سنكون عليه مستقبلاً (أف11:4-16، كو28:1)، وماذا سنكون؟ سنكون مثله، مثل الرب يسوع الإنسان الممجد في السماء!!

وهكذا، فهو - تبارك اسمه - النموذج لسلوكنا العملي أيضاً « وكل من عنده هذا الرجاء، به يطهر نفسه كما هو طاهر »
(1يو3:3) انظر أيضاً (1تس12:3، 13).

وكيف يمكن أن نصير عملياً أكثر تشبهاً به؟ هل بالجهاد العملي لأجل هذا؟ أو بأن نشغل أنفسنا ببذل مجهودات لتغيير حياتنا ولكي نعيش حياة أكثر قداسة؟

في رومية 7 نجد شخصاً يفعل ذلك. أما النتيجة النهائية لمحاولات هذا الشخص، فهي أنه يصرخ قائلاً « ويحي أنا الإنسان الشقي! مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت (أو من جسد الموت هذا)؟ ».

إن كلمة الله تُرينا طريقاً أفضل. « ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف (أي بدون برقع على وجوهنا) نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح »
(2كو18:3) . إنه بالنظر إلى الرب يسوع كما هو الآن، مُمجداً في السماء، وبقراءة ما كُتب عنه في كلمة الله، والتأمل فيه، تتغير حياتنا، وحينئذ نصير متغيرين أدبياً إلى شبهه. إن ذلك الغرض إذا انشغلت به قلوبنا، سيترك أثره الظاهر في حياتنا.

هكذا الأمر مع التقديس أيضاً. إن ما سنكون عليه في يوم ما - مُشابهين لربنا يسوع الممجد. هو المقياس، إن القداسة في طبيعتها وصفتها الآن هي ما يظهر فينا عندما يُعلن المسيح فينا.

هذا هو السبب في أن الرب يسوع يقول « ولأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق »
(يو17:7-19) . إنه جالس الآن على عرش الله كالإنسان الممجد « قدوس، بلا شر، ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات » (عب26:7) وذلك لكي يمكننا أن نتقدس بالنظر إليه.

وفى هذا السبيل نستطيع أن نعتمد على أمانة الله « القادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور آمين » (يه24، 25 - انظر أيضاً مت26:19).




sama smsma 26 - 06 - 2012 10:52 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
التكريس

إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي (في3: 8)

التكريس المُطلق للرب هو أقوى رباط للقلوب البشرية إذ يخرجها من دائرة الذات ويوّحدها في الفكر والقصد لأن لها جميعها غرضاً واحداً.

هل نستطيع أن نقول بأمانة، وأمامنا المجد وأمامنا الرب نفسه « أفعل شيئاً واحدا »؟ إلى أي طريق تتجه عيني؟ وفي أي طريق أسير؟ إنه لا يوجد لله إلا طريق واحد، وهو المسيح.

رأى بولس المسيح في الطريق إلى دمشق، فطرح أهمية ذاته جانباً وطرح فريسيته وتعليمه وكل شيء أخر، وهو يحسب كل شيء خسارة لكي يربح المسيح. يتكلم الناس عن التضحيات، ولكني لا أرى تضحية تُذكر في طرح النفاية أو الزبالة. إذا كانت العين مثبتة على المسيح فلا بد أن كل شيء يتضاءل إلى درجة النفاية ومن ثم لا تكون هناك صعوبة في التخلي عنه. لأن الأشياء تُقدّر قيمتها بحسب ما يشغل القلب.

أرجو أن يحفظكم الله من كل رباط إلا رُبط المسيح، وأرجو أن يقوّي تلك الرُبط، رُبط الأمان والبهجة أكثر فأكثر.

التكريس الحقيقي يجعل المسيح الغرض الأول الذي يهيمن على القلب، وبعده « خاصته الذين في العالم »، ثم إخواننا في الإنسانية- نفوسهم أولاً ثم أجسادهم وكل أعوازهم.

إن محبة المسيح تحصرنا في الصليب حتى نسلِّم أنفسنا بجملتها لذاك الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا ... وتجعلنا نصغر في أعين أنفسنا أمام تلك المحبة إذ نرى أننا لسنا لأنفسنا، بل قد اشتُرينا بثمن. وشعورنا بأننا لسنا لأنفسنا يعمّق الإحساس بمطاليب المسيح في قلوبنا، وفي الوقت نفسه لا يجعل لنا فضلاً في التكريس. إنه بالنظر إلى الرب يسوع يمكننا أن نتخلّى عن كل شيء. وإذا ما تبعنا المسيح تماماً، فلا يكون هناك مكان للعالم. وعلينا أن نعيش في روابطنا الطبيعية كما لو لم نكن فيها، وأن نتصرف فيها من مركزنا في المسيح. وكم سنتحقق في ذلك اليوم أن كل ما لم نسلمه إليه من قلوبنا كان خسارة بل تعاسة!!


جُد وكرسني، لكَ خصصني
خادماً أُجري رضاك كلَ بُرهةٍ، كلَ لحظةٍ
دائماً أمشي معك

sama smsma 26 - 06 - 2012 10:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
التمثل بالمسيح

« كونوا متمثلين ...... بالمسيح » (1كو1:11)
ربما يظن البعض أنه من الصعوبة بمكان أن نتمثل بالمسيح الكامل الفريد، الخالي من الخطية. إذ نحن بشر مساكين تُحيط بنا الخطية من كل ناحية. ولكن علينا أن ندرك أننا لسنا مجرد « بشر »، فنحن قد قبلنا الرب يسوع كالمخلص وصرنا « شركاء الطبيعة الإلهية » (2بط4:1) . مع أننا لازلنا نحمل بين جنبينا الطبيعة الساقطة. لكن علينا أن نتذكر سُكنى الروح القدس في قلوبنا الذي يعطينا القوة للتغير إلى صورة المسيح أدبياً لو أخذ المجال الكافي في حياتنا (غل16:5) .

دعنا نمر على أربع شهادات مُنعشة تكلمنا عن التمثل بالمسيح. منها ما ذكره الرب يسوع نفسه، ومنها ما ذُكر على فم الرسل.

(1) الرب يسوع عندما غسل أرجل التلاميذ، قال لهم « فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا تصنعون أنتم أيضا » (يو14:13، 15)..

(2) الرسول بطرس يشجع أخوته قائلاً « لأن هذا فضل إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزاناً متألماً بالظلم ... فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته » (1بط19:2، 21).

(3) الرسول يوحنا يكتب إلى أخوته مُحرضاً « مَنْ قال إنه ثابت فيه يكرمونني أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا »
(1يو6:2) .


أيهـــا الآب المبـــارك
احفظنــــا سائريــن في سبيل ســـار فيــه
قبلنا الرب الأميـن

sama smsma 26 - 06 - 2012 11:00 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
التواضع

قبل الكرامة التواضع (أم15: 33، 18: 12)

ما أقل ما ندركه عن كبريائنا وعَوزنا إلى التواضع. إننا كثيراً ما نجاهد ونحارب بقوتنا لنحتفظ بكبريائنا إلى أن يثبت فشلنا وعدم قدرتنا، وعندئذ نُجبر على الصراخ إلى الله.

إننا يجب أن نعرف الحقيقة أننا لا بد أن نُفرَّغ من ذواتنا ونتضع. إن الله يفرغنا لنمسك به في ثقة الأطفال. إن مكان الاتضاع هو المكان الوحيد للقوة وللانتصار وللراحة. لا يوجد حاجز ومانع للسلام والفرح المستمر في الله أكبر من حاجز الثقة بالذات.

قال أحدهم: « إنني لم أختبر السعادة الحقيقية إلى أن توقفت عن رغبتي في أن أكون عظيما » هذا حق أدبي رائع. عندما نتوقف عن رغبتنا في أن نكون شيئاً ونقنع بأن نكون لا شيء، عندئذ سنتذوق معنى العظمة الحقيقية .. السمو الحقيقي .. السعادة الحقيقية وأيضاً السلام الحقيقي. إن الرغبة المُلّحة في أن أكون شيئاً، أو أكون ذا اسم مرموق، لهو أمر مدمر تماماً لراحة النفس وهدوئها.

إن القلب المرتفع والنفس الطموحة لا تعترف بهذا الرأي. لكن آه لو أخذنا مكاننا الصحيح في مدرسة المسيح. عندما نتعلم من ذلك الوديع والمتواضع الروح، عندما نشرب ولو بقدر ضئيل من روح ذاك الذي لم يطلب يوماً مجد نفسه، إذاً لاختلف الأمر في عيوننا تماماً.

الطريق لأن تصعد هو أن تنزل أولاً، هذا هو تعليم المسيح، التعليم الذي سُمع من فمه وشوهد في حياته. لقد أخذ الرب يوماً ولداً صغيراً وأقامه في الوسط يبن تلاميذه وقال « مَنْ وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات » (مت18: 4). هذا هو القانون الإلهي ـ قانون التخلي عن الذات. وكم هو مُغاير لكل ما تعلمه الأرض من طلب ما للنفس وتمجيدها.

ماكنتوش


في اتضاع وسكونْ
ربي عند القدمينْ أجلسُ في راحةٍ
حيث أبغي أن أكونْ هنا أعمقُ الدروسْ
قد عرفتُ باليقينْ هنا قد كشفتَ لي
ربي حقَك الثمينْ


sama smsma 26 - 06 - 2012 11:02 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الثبات وبركاته

الخطية هي التعدي ... وكل مَنْ يثبت فيه لا يخطئ (1يو3: 4،6)

ما معنى : « كل من يثبت فيه لا يخطئ » (1يوحنا 6:3)؟ من الآيات السابقة لهذا النص نتعلم معنى الخطية، ففي ع4 يقول: « الخطية هي التعدي ». إن جوهر الخطية هو عمل الإرادة الذاتية بدون الرجوع إلى الله أو الإنسان. إن العالم المحيط بنا يتميز بازدياد التعديات. وكل واحد يفعل ما يحسن في عينيه، فماذا تكون النتيجة؟ إنه بدلاً من الارتقاء في الحضارة والتعليم والشرعية، فإن الأنظمة العالمية كما نراها، تسرع في التحلل، والمجتمعات والشعوب تنحدر إلى الوراء آخذة في التفسخ. وحيثما يسود روح الإثم فإن الخراب والتفكك يتبعه، سواء كان هذا في العالم أو في شعب الله. ونحن المؤمنين في خطر التأثر بروح العالم المحيط بنا. وهذا ما حدث بالأسف، فبسبب عدم السهر فإن ذات مبدأ الإثم الذي فكك النظام العالمي، سرى بين شعب الله فأحدث الانقسام والتشتت.

فمثلاً، في مدرسة ما، لو سمح لكل تلميذ أن يفعل ما يشاء، فمن المتعذر أن تستمر هذه المدرسة. وإذا كان كل فرد في العائلة يفعل ما يعن له، فإن العائلة ستتكسر روابطها. وإذا كان كل فرد في جماعة المؤمنين يتبع إرادته الذاتية، فإنها ستتفكك حتماً. إن روح الإثم متى ظهرت في أي مجال فإنها ستقود إلى التفسخ، ستجلب الخراب سريعاً. وبكل أسى نقول إنه ليس من سبب للتفسخ والانقسام والخراب بين شعب الله أعظم من الإرادة الذاتية العاملة في أشخاص ربما يكونون مخلصين.

فكيف نهرب من مبدأ الإثم أو الإرادة الذاتية؟ إنه بالثبات في المسيح، لأن الرسول يقول: « كل من يثبت فيه لا يخطئ ». وبخضوعنا فقط تحت تأثير من استطاع أن يقول: « لم آت لأفعل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني »، يمكننا أن نهرب من إرادتنا الذاتية التي هي أساس الخطية.




sama smsma 29 - 06 - 2012 12:39 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الثعالب الصغار


خذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المُفسدة الكروم، لأن كرومنا قد أقعلت (نش2: 15)

الصورة هنا لكرم بدأت البراعم تظهر فيه مُبشرة بمحصول كبير وثمر وفير. وإذا بالحارس يلاحظ وجود بعض الثعالب الصغار في الكرم. وبخبرته السابقة عرف أن هذه الثعالب مع حسن منظرها، وجمال فروتها، ومع صغر حجمها حتى يبدو وكأنه لا خطر منها، فإن لها أخطاراً ثلاثة على الأقل:

1 ـ أنها مُغرمة بعصير الكرمة اللذيذ. فإذا وصلت إلى فروع الكرمة الغضة بأسنانها الحادة كيما تلعق رحيق الكرمة اللذيذ فإنها ستهرقه إلى الأرض، فتضيع، عصارة الحياة من الكرمة.

2 ـ ثم إنها كثيرة اللهو. وبلهوها وجريها ستسقط الأوراق التي تتنفس الكرمة منها، كما ستعرِّض الزهور والبراعم للسقوط.

3 ـ ثم إنها إذا حفرت لنفسها أوجرة في الأرض كعادتها، ستعرِّض جذور الكرمة للتلف.

وهذه الأخطار الثلاثة، إهراق عصارة الكرمة، ونثر أوراقها وبراعمها، وتلف جذورها، من شأنها أن تضيِّع الثمر من الكرم.

وإذا قرأنا سفر النشيد أصحاح2 ابتداءً من ع8 نرى كيف تعطلت شركة العروس مع عريسها. والرب ـ كالطبيب العظيم ـ لم يكتشف المرض فقط (وهو انقطاع الشركة)، بل شخَّص لنا أسبابه « الثعالب الصغار »، ثم وصف العلاج « خذوا لنا ».

لقد كانت علة انقطاع الشركة هي في تلك الثعالب الصغار. صحيح هي صغيرة، لكنها مُفسدة. وما أكثر ما أفسدت الثعالب الصغار في حياتي وحياتك.

كم من حب للملذات أفسد تعففنا!

كم من صداقات تبدو بريئة أفسدت انتذارنا!

كم من ارتباطات عائلية أفسدت ولاءنا للمسيح وحده!

كم من اهتمامات بأمور زمنية عطلت تمتعنا بالرب!

كم من مشغولية بالذات شوَّهت خدماتنا!

إن الخطورة الحقيقية على المؤمن لا تأتي غالباً من الخطايا الكبيرة، بل من الخطايا الصغيرة. فالخطايا الصغيرة هي أم الخطايا الكبيرة وليس العكس. ذلك لأنه من الخطايا الصغيرة ستنشأ الخطايا الكبيرة. فيا ليت درس الثعالب الصغار يتعمق فينا لنوفر على أنفسنا متاعب نحن في غنى عنها.



يوسف رياض


sama smsma 29 - 06 - 2012 12:42 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الجسد في المؤمن

فقال الرب لموسى ... ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ... وأتى عماليق وحارب إسرائيل (خر17: 5-8)

إن العصا تُشير إلى قوة الله، والصخرة ترمز إلى المسيح. ففي ضرب الصخرة إذاً نرى رمزاً إلى ضرب المسيح بقوة على الصليب؛ فالصخرة المضروبة ترمز إلى المسيح المضروب. والماء الذي خرج من الصخرة هو إشارة إلى الروح القدس كقوة الحياة (يو4: 14) والصخرة كان يجب أن تُضرب أولاً قبل أن تفيض المياه لتروي الناس (يو7: 37-39). وبعد هذا نرى حقيقة عملية جميلة؛ فبعد أن خرجت المياه من الصخرة وشرب الشعب، ابتدأت الحرب مع عماليق. وعماليق يرمز إلى الجسد (الطبيعة القديمة الساقطة) الذي يقف من ورائه الشيطان، فهو يمثل قوة الشيطان العاملة بالجسد الساكن فينا لحرمان المؤمن من كل خير وتقدم روحي.

وهذه هي الحال مع شعب الله في كل زمان، فبعد أن يرتوي المؤمن بالماء الحي الذي يعطيه له الرب، تبتدئ حربه في الطريق؛ حربه ضد حركات الطبيعة العتيقة والخطية الساكنة فيه، ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك « لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون » (غل5: 17).

ولكن نلاحظ أن السبب في اندلاع تلك الحرب يكمن في الشعب نفسه، فمجيء عماليق ليحارب إسرائيل يُذكر في علاقة مباشرة مع فشل الشعب وعدم إيمانهم القلبي بالرب، وذلك عندما استقرت عيونهم على ظروفهم (خر17: 1-8). لقد حكموا بحسب مرأى عيونهم وليس بحسب الإيمان. لقد تساءلوا متذمرين « أفي وسطنا الرب أم لا؟ » (ع7) وهذا انتهى إلى مهاجمة العدو لهم « وأتى عماليق وحارب إسرائيل » (ع8). نعم، كيف لم يقع رعب الرب على عماليق، وكيف لم يبطش بهذا العدو كما بطش بفرعون في بحر سوف؟! الجواب هو أن الإيمان فشل والرب قائدهم أُهين بسبب عدم إيمانهم، وكانت النتيجة أن عماليق أتى وهجم عليهم. وهذه أحكام الله ولا خيار فيها، وهكذا بالنسبة لنا نحن أيضاً؛ إن لم تكن عيوننا مُثبتة على المسيح، وإن لم ينشغل القلب به، وإن لم نكن ثابتين فيه، فإن العالم بكل تأكيد سوف يهجم ليملأ الفراغ، وسوف تجد شهوات الجسد فرصتها، نعم يأتي عماليق ونتورط في حرب معه.

sama smsma 29 - 06 - 2012 12:46 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الجهاد القانوني

إن كان أحد يجاهد لا يُكلل إن لم يجاهد قانونيا (2تي2: 5)
لا يكفي للمتسابق أن يجاهد ويركض بجدية لكي يفوز، بل عليه أيضاً أن يتبع القواعد. كان حكام الرياضة اليونانيون مدققين جداً في ذلك، وأية مخالفة بسيطة كانت تحرم المتسابق من الاشتراك في المباراة، وبالتالي يُحرم من الفوز بالجائزة. ويؤكد الرسول في فيلبي3: 15،16 على أهمية تذكُّر المؤمن للقواعد الروحية المدوَّنة في كلمة الله.

كان جيم ثورب من أبرز الرياضيين في الولايات المتحدة، وقد فاز في الدورة الأوليمبية في استوكهولم عام 1912 في مباريات للبيسبول، وحقق إنجازاً هائلاً كهاوٍ. لكن في السنة التالية اكتشف المسئولون أن جيم لعب كنصف محترف لكرة البيسبول، وبالتالي خسر موقفه كلاعب هاوٍ، وكان ذلك يعني ضرورة إعادة الميداليات الذهبية، وأكاليل الفوز التي سبق وفاز بها، كما أُزيل اسمه من سجلات الإنجازات الأوليمبية .. ويا له من ثمن باهظ يدفعه كل من يخالف التعليمات والقواعد.

لقد كان ذلك في فكر الرسول عندما كتب في 1كورنثوس9: 25 « كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء » فإذا تخلى الرياضي عن المران، أصبح غير لائق، وكذلك إذا كسر قواعد اللعب .. « إن كان أحد يجاهد لا يُكلل إن لم يجاهد قانونيا » (2تي2: 5). فالأمر لا يتعلق فيما يظنه هو، أو ما يظنه المتفرجون، بل بما يقوله الحكام.

ويوماً ما سيقف كل مؤمن أمام كرسي المسيح (رو14: 10-12) والكلمة اليونانية « بيما » المُستخدمة للتعبير عن كرسي المسيح هى نفس الكلمة التي تصف المكان الذي يقوم فيه الحكام بتسليم الجوائز الأوليمبية!

ونحن نجد في تاريخ الكتاب المقدس أُناساً كثيرين بدأوا السباق بنجاح عظيم، ولكنهم فشلوا في النهاية لأنهم استهانوا بقواعد الله، وإن لم يفقدوا خلاصهم، لكنهم فقدوا مكافأتهم (1كو3: 15). هذا ما حدث مع لوط (تك19) وشمشون (قض16). كما يمكن أن يحدث معنا نحن اليوم.

يا له من اختبار مُثير أن نركض في السباق يومياً « ناظرين إلى.... يسوع » (عب12: 1،2). وقريباً سيعود الرب يسوع ويأخذنا إلى السماء. وهناك سوف نقف أمام « البيما » لكي نستلم مكافآتنا.




sama smsma 29 - 06 - 2012 12:47 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الجهاد المسيحي

فقال لهم لكن الآن مَنْ له كيس فليأخذه ومزود كذلك. ومَنْ ليس له فليبع ثوبه وَيَشْتَرِ سيفاً.. فقالوا يارب هوذا هنا سيفان. فقال لهم يكفي (لو22: 36-38)

يتعذر على الكثيرين فهم هذه الآيات. ووجه الصعوبة فيها: كيف يطلب الرب من تلاميذه حمل السيوف؟ بل وكيف يشدد على ذلك إلى الدرجة التي فيها يبيع الواحد منهم ثوبه ليشتري سيفاً؟

لكن الواقع أن الرب لم يطلب من تلاميذه شراء السيف الحرفي، بدليل أنهم لما قالوا له هوذا سيفان، قال يكفي، فلو كان السيف الحرفي هو الذي يقصده، فكيف بعد أن طلب أن يكون مع كل واحد سيف، ولو أدى ذلك إلى أن يبيع ثوبه، يكتفي بعد ذلك بسيفين فقط؟! ولو كان السيف الحرفي هو الذي يقصده، فلماذا لما استخدم بطرس أحد السيفين اللذين معه وبّخه الرب وقال له: « كل الذين يأخذون السيف، بالسيف يهلكون » (مت26: 52)؟

لكن الصعوبة تزول لما نتذكر أن الرب كان معتاداً أن يستخدم تعبيرات مجازية كثيرة في الأناجيل، ولهذا فكثيراً ما تعذر على سامعيه فهم كلامه (انظر مثلاً يو2: 18-22؛ 3: 3-8؛ مت16: 6-12 ...) وفي أغلب الأحوال كان الرب يوضح لتلاميذه معنى كلامه، لكنه هذه المرة لم يفعل ذلك، إذ كان الرب متجهاً إلى الصليب، حيث قال المسيح هذا الكلام في ليلة آلامه. ولم يكن المجال مناسباً لشرحه، بل قال لهم يكفي، أي يكفي الكلام في هذا الموضوع الذي لا تستطيعون فهمه الآن.

أما ما كان يقصده الرب فهو أنه لما كان معهم كان هو يتولى شؤونهم ويسدد أعوازهم ويدافع عنهم، كمدلول المزود والكيس والسيف (لو22: 35)، لكنه الآن وهو مزمع أن يترك الأرض عن طريق الصليب، فإن الأمر سيختلف تماماً، لذلك فإن الرب هنا يُعِدّ التلاميذ لحساب النفقة لمواجهتهم عالماً مُعادياً بعد رحيله.

والسيف الذي ذكره الرب هنا يشير مجازياً إلى الجهاد. لكن الجهاد المسيحي ليس هو بأن نقتل، بل نكون مستعدين لتحمَل المشقات حتى القيود والموت في سبيل الإنجيل (2تي2: 9). وعندما يقول الرب « ليبع ثوبه ويشترِ سيفا » فهذا يعني أن يتخلى التلميذ عن كرامته الشخصية، المُشار إليها بالثوب، في سبيل إعلان الحق. وهذا ما فعله المسيحيون الأوائل، كما نقرأ في سفر الأعمال ورسائل العهد الجديد. وما زال هذا هو طلب المسيح من أتباعه، أن نضحي بكل كرامة عالمية لكي ما نعلن الحق الثمين ولندافع عنه.



sama smsma 29 - 06 - 2012 12:48 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الجهاد المسيحي

ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا .. (عب12: 1)

الجهاد هو توظيف كل مجهود الفكر، والمشاعر، والإرادة تجاه قضية معينة يشعر الإنسان بأهميتها القصوى. بعض الزعماء أخذوا على عاتقهم قضايا بلادهم المصيرية، فعاش كثيرون يناضلون من أجلها، وبعضهم مات في سبيلها. وهنا دعنا نتوقف قليلاً لنفكر: أتوجد قضية على الأرض تستحق النضال والجهاد في سبيلها إلى آخر مدى نظير مجد الله في وسط عالم شرير مُهين له؟ أيوجد ما هو أهم أو أسمى من الوقوف في صف الله ومبادئه ضد العدو ومبادئه التي تحكم العالم اليوم؛ وحتى مجيء العصر السعيد المرتقب حيث تسود شريعة الرب على الجميع؟

لذا فالحياة المسيحية حياة جهاد. ولا عجب أن تذكّر هذه الكلمة القوية في العهد الجديد بمشتقاتها حوالى 24 مرة!! والجهاد المسيحي أوسع مجالاً من الحرب الروحية، والانتصار على الأعداء المعروفين (العالم، والجسد، والشيطان). إنها عملية إيجابية تشمل كل أجزاء الحياة وتفاصيلها الدقيقة. إنها أمر يستمر في حياة المؤمن كل يوم وطوال اليوم.

وكل مؤمن مدعو للجهاد وله نصيب فيه. فالقديسون في فيلبي كان لهم جهاد جماعي مشترك لأجل إيمان الإنجيل (في1: 27)، وقد دعا الرسول بولس مؤمني رومية للجهاد في الصلاة لأجل خدمته، ولأجل عمل الله عموماً (رو15: 30). ولعل من أبرز صور الجهاد هو الصلاة « يسلم عليكم أبفراس الذي هو منكم عبد للمسيح مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله » (كو4: 12). إلى جانب الجهاد في الخدمة « أسألك أنت أيضاً يا شريكي المُخلص ساعد هاتين اللتين جاهدتا معي في الإنجيل » (في4: 3). كما وينصرف إلى كل مظاهر الحياة الروحية بصفة عامة « لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا (عب12: 1). وهو جهاد ضد الخطية (عب12: 4)، ولأجل مجد الله.

ليت ما ختم به بولس حياته، يكون هو شعار حياتنا « جاهدت الجهاد الحسن (أو الجهاد الوحيد الحسن) أكملت السعي حفظت الإيمان ... وأخيراً قد وضع لي إكليل البر » (2تي4: 7، 8). فما أمجد مكافآت الجهاد: حياة الملء والبركة الفائضة والمؤثرة على الآخرين هنا، وقريباً المكافآت من إله المُجازاة أمام كرسي المسيح حيث نُكلل هناك.


sama smsma 29 - 06 - 2012 12:49 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الجهاد الموضوع أمامنا

لنطرح كل ثقل والخطية المُحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع .. (عب12: 1،2)

ما هو الجهاد أو الركض؟ باختصار هو المثابرة في طريق الاتكال على الرب بالرغم من كل محاولات العدو لإبعادنا عن هذا الطريق. ليس شيء أغلى في عيني الرب من السلوك في الاتكال عليه وفي الخضوع لكلمته! سلوك مثل هذا هو فيض قلب خاضع متعبد للرب، هو سلوك في إنكار للذات وتكريس مستمر، لكن أيضاً في قوة وفرح الروح القدس. إن حالة قلب مؤمن يسلك هكذا تنم عن ثبات داخلي دائم. مهما يكن طريقه وسط ظروف سارة أو مُحزنة، وسط فرح أو ألم، نرى المؤمن يتقدم دائماً في ذلك الروح الوديع الهادئ، روح الانتظار المستمر لإرشاد الرب. لا تدفعه الظروف المواتية إلى التعالي، ولا المضادة إلى تثبيط الهمة.

وصورة الجهاد أو السباق يتكرر استعمالها في الكتاب، فالرسول بولس في1كورنثوس9: 24 يتكلم عن « الذين يركضون في الميدان » وواحد فقط هو الذي يأخذ الجعالة. ولكن في جهادنا الروحي يستطيع الكل أن يصلوا إلى الغرض، والمكافأة هي نصيب كل واحد، لن يخرج أحد صفر اليدين. لكن إن كان طريق المؤمن هو الجهاد، فإن عليه أن يكمل الجهاد بنجاح.

قبل كل شيء يجب أن يكون غير مثقل بأي حمل على كتفه يعوقه عن الركض. على سبيل المثال: الهموم، بسبب الظروف والأعواز، تحنينا. لذلك يقول الرسول بطرس « مُلقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم » (1بط5: 7). فضلاً عن ذلك يوجد الكثير الذي نثقل به أنفسنا. هناك أشياء تبدو غير ضارة وليس فيها شر لكنها تعوق إظهار القوة الروحية وتمنعنا من الركض، مثل: الكفاح للوصول إلى وظيفة مرموقة، التلهف على الغنى والشهرة، ألا تعوق هذه تكريس كل قوانا للرب؟ التوسع في المشروعات التجارية مع كون المؤمن في رغد من العيش، أو قبول عمل إضافي ليس هو مُجبر عليه، هي أثقال تعوق المؤمن عن الجهاد. إن النظر إلى الرب يسوع المسيح رئيس الإيمان ومكمله، يحررنا من مثل هذه الأثقال.

« ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ». ويقول الرسول « أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع » (في3: 13،14). فالرب في المجد هو الغرض، وهو القوة الدافعة للجهاد.




sama smsma 29 - 06 - 2012 12:49 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الحكم على الذات

« لأننا لو حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا » (1كو31:11)
لا يوجد تدريب مفيد ومقوّى للصحة الروحية أكثر من عملية الحكم على الذات. ولكن ليس الحكم المؤسس على الشكوك والمخاوف من كوننا غير متأكدين من خلاصنا الأبدي، بل إن عملية الحكم على الذات الصحيحة حسب كلمة إلهنا، تكون على أساس الثقة الكاملة في أمر خلاصنا وقبولنا التام في المسيح. فالمسيحي مدعو ليحكم على ذاته لأنه مسيحي حقيقي، وليس ليتأكد من ذلك. فالفكر البشرى لفحص الذات مؤسس على الشك والريب وعدم الإيمان، والفكر الإلهي لفحص الذات مؤسس على الثقة واليقين.

فدعونا لا ننسى أننا نحتاج إلى عملية فحص ذواتنا أمام إلهنا، وندين أنفسنا على كل نتاج الجسد البغيض من كبرياء وجهل ورعونة وكسل وتراخى وتهور واندفاع.

كم نحتاج إلى نعمة السهر لنلاحظ طرقنا وتصرفاتنا، « لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب »
(مرا 40:3) .

وما أخطر الإهمال في الحكم على ذواتنا « لأن مَنْ يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا »
(غل8:6) ، فنتاج الطبيعة الفاسدة هو بمثابة الأعشاب الضارة في حياتنا التي لو تُركت لأفسدت علينا الحياة الروحية، وسيُجدف على الاسم الحسن بواسطتنا.

وما الحالات الـمُحزنة التي نراها حولنا إلا نتيجة عدم الحكم على الذات، فنرى الفشل والتراجع وكل تشويش يحزن قلب إلهنا.

وللتأديب ثلاث مراحل متميزة؛ أعنى بها « الحكم على الذات، التأديب الكنسي، التأديب الإلهي ». فلو حكم الإنسان على نفسه، فلا يُحكم عليه من الكنيسة، ولو فشل في إدانة نفسه وبدأ شره يظهر للملأ، فهذا واجب الكنيسة، وفى حالة فشل الكنيسة في إدانة الشر سيتعامل الرب بسلطانه بتأديب الجماعة المتقاعسة عن التأديب. فالرب ما كان ليحكم على أهل كورنثوس علناً لو حكموا على أنفسهم سراً وبطريقة فردية.

فليت الرب بنعمته يمنحنا نعمة اليقظة وعدم الغفلة، وكل يوم في محضره بسكاكين من صوان نقطع وندين كل نتاج الطبيعة الردية.


اختبرنـــي يا إلهي
وامتحنـــــي يا قديــر فاحصاً قلبي ولـُبى
عارفاً ما في الضمير

sama smsma 29 - 06 - 2012 12:50 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الحياة التي بلا لوم

امتنعوا عن كل شبه شر ... ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح (1تس5: 22،23)

هنالك فرق كبير جداً بين الحياة التي بلا لوم والحياة التي بلا خطأ. فنحن يمكن أن نُحفظ بلا لوم يوماً فيوماً، لكننا لن نكون بلا خطأ إلا عندما نتكمل تماماً في المجد. والله قادر أن يحفظنا بلا لوم.

ولنفرض أن امرأة عاملة تعمل كل النهار وتذهب إلى بيتها في الليل مُنهكة الجسد، ثم تأخذ بعض الأشغال اليدوية لتتممها. وفي الحال تسقط من يديها المُتعبتين تلك الأشغال اليدوية وتنعس وهى جالسة. فتأتي ابنتها الصغيرة، مدفوعة بعامل الرغبة في مساعدة أمها وتأخذ الأشغال اليدوية، وتبدأ بأن تكمل عمل أمها. لكن يا لرداءة شغلها اليدوي.

تستيقظ الأم، وتبحث عن أشغالها اليدوية، فتركض إليها ابنتها الصغيرة هاتفة: تطلعي يا أماه، انظري كيف اشتغلت لأساعدك. وإذ تتطلع الأم إلى شغل ابنتها ترى أنها لا بد أن تفكه. إن شغلها ليس بلا خطأ، لكن الابنة بلا لوم. لقد عملت على قدر ما تعرف. إن شغلها رديء جداً. لكن مَنْ ذا الذي يستطيع أن يقول كلمة عن الابنة نفسها؟

إنني أستطيع أن أتخيل الأم تحفظ هذا الشغل في مكان ما في البيت. وإذ تكبر الابنة حتى تصير هي نفسها أماً، وتعرف الكثير جداً عن الأشغال اليدوية، تقول لها أمها: تعالي هنا وانظري هذا. وتقدم إليها شغلها وهى فتاة صغيرة.

آه يا أماه، مَنْ الذي اشتغل هذا؟ يا لرداءة هذه الأشغال؟

آه يا ابنتي، أنتِ التي اشتغلتِه

أنا اشتغلته؟ ألم تغضبي عليّ؟

لا يا ابنتي. لم أغضب، لأنك كنت بلا لوم. لقد عملتِ على قدر ما كنت تعرفين.

يا أماه، أنا خجلة أن أنظر إليه.

هب أن الله سجل أعمالنا في أفضل يوم عشناه على الأرض، وحفظ السجل في مكان ما في السماء، وعرضه عليك بعد ألف سنة من الآن. إنك تجده أبعد ما يكون عن أن يكون بلا خطأ، وتقول: يا إلهي كيف أمكن أن تحبني إذ كنت أعيش هكذا؟ وعندئذ يقول الله: لقد سلكت على قدر معرفتك. لقد سرت معي حسب النور الذي كان لك. ودم يسوع ابني طهرك من كل خطية.





sama smsma 29 - 06 - 2012 12:51 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الحياة المنفصلة

« لا تحبوا العالم ولا الأشياء آلتي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب » (1يو15:2)



إن الحياة المنفصلة عن العالم، معناها الانفصال عن :

(1) المسرات العالمية :

هذا كان قرار موسى عندما رفض تمتعات الخطية
(عب24:11-26) لأن مسرّات العالم لا تليق بأولاد الله. ولا مجال للصلاة والشهادة في وسط هذه الأشياء لأن الأمرين لا يمكن أن يتفقا معاً. ولذلك يجب على المسيحي أن يطيع أمر الرب الصريح الأكيد « اخرجوا من وسطهم واعتزلوا » وأن يرنم من القلب:


وداعــــاً أيهــا العالـــم وداعــاً
إنــي لا أريــد منـــك شيئـــاً
لأن الرب أعز لي منك ومن كل ما فيك

نفسي شبعانة بمن صُلب لأجلى
وفيه وحده أجد كل كفايتي
(2) الروابط العالمية :

« لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين » كلمات في منتهى الصراحة، ونهى في غاية الحزم. والله لا يمكن أن يصادق على آي نير متخالف أو يرضى عنه.

أ - الشركة في الأعمال

إن المسيحي الذي يدخل في شركة مع شخص غير مؤمن، أو حتى ما يسمونه « مسيحي عالمي » إنما يعرّض نفسه لخطر عظيم. فمهما صلى، ليس له وعد بالبركة في كلمة الله، ولذلك لا عجب إذا رأينا كثيراً من المشروعات تفشل لأن عدم إطاعة كلمة الله الصريحة لابد أن يؤدى إلى كارثة، إذ كيف يبارك الله شيئاً قد دانه وقضى عليه.

ب - الارتباط بالزواج

كم من المؤمنين قد أقرّوا أن السر في كل تعاستهم في الحياة الزوجية يرجع إلى مخالفتهم لله ودخولهم في النير المتخالف. وكلمة الله في غاية الصراحة في هذا الأمر « فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد، في الرب فقط »
(1كو39:7) . أما التزوج بمن ليس في الرب فهو السير إلى التعاسة. كيف يمكن أن تستقر بركة الله على بيت قد تكوَّن بالمخالفة لكلمة الله؟

أيها المسيحي .. لأجل خاطر نفسك لا تخالف كلمة الله وتدخل في نير متخالف. ربما يبدو الأمر صعباً، ولكن ثق أن لله فكراً أفضل في حياتك. وفى تجاهل كلمته كل الخطر، أما الطاعة فهي سبيل السلامة دائماً. لذلك لا تكن تحت نير مع غير المؤمنين.




sama smsma 29 - 06 - 2012 12:58 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الخضوع والعصيان

فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم (يع4: 7)

يوجد عاملان قويان للنُصرة على هجمات الشيطان، وهما الخضوع لله ومقاومة إبليس بالإيمان.

إنك لا تستطيع أن تنتصر على إبليس إذا لم تكن عندك رغبة في إخضاع إرادتك لله، إذ كيف يمكن أن يهب الله قوة لشخص إرادته غير خاضعة له؟ لهذا فالمسألة الأولى في موضوع جهادك مع عدو نفسك هي إخضاع إرادتك لله. ابسط هذا الأمر الخطير، وهو عصيان قلبك، قدام الله، واثقاً أنك لا تستطيع التقدم على الإطلاق حتى تفعل هذا. وليس في إرادة الله شيء يضيرنا الخضوع له. إن الله لم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله لأجلك ليموت على صليب العار واللعنة ليخلصك من الجحيم وليعطيك مكاناً أمامه كابن محبوب، وليجعلك تشاركه في فرحه ومجده إلى الأبد. أَبَعد هذا يمكن أن يطلب منك شيئاً ليست فيه فائدتك العُظمى؟ كلا بكل يقين. إذاً لِمَ تعصاه؟ إنه من الأهمية بمكان أن تعلم أن سعادتك الحقيقية متوافقة مع الشخص الوحيد في الكون الذي يستطيع أن يملأ القلب بالراحة والسعادة، وبالسلام والقوة.

ونقطة أخرى هي مقاومة إبليس « قاوموا إبليس فيهرب منكم » إن إبليس لا يمكن أن يعطيك سلام القلب، وهو لا يستطيع ذلك مهما ظهر الطعم الذي يقدمه لك جميلاً جذاباً ، إنه فخ وإذا بدأت تلعب به وتتساهل معه، فما النتيجة إلا الضرر والبؤس.

قد تقول: « ولكن كيف أستطيع مقاومة إبليس؟ إن قوته تفوق قوتي بكثير ». هذا صحيح، ولكن اذكر أن المسيح قد هزمه، وليس عليك أن تقاومه بقوتك الذاتية بل بقوة كلمة الله، الكلمة التي لها قوته غير المحدودة. فعندما تستعمل كلمة الله، واثقاً أن الله بقوته العظيمة خلف هذه الكلمة، فلا بد وأن الشيطان يهرب، إذ لا يستطيع البتة أن يقاوم هذه القوة.

أيها القارئ العزيز، إذا أردت السعادة والسلام والنصرة في حياتك فلا تناقش إبليس، بل اعتمد كُلية على كلمة الله، واعتبرها نهائية، واخضع فكرك وكل كيانك لها، وآمن بسلطانها الإلهي فيهرب منك إبليس. إنه لا يستطيع البتة أن يمسك بتلابيب شخص يواجهه بكلمة الله، واثقاً بصحتها، ومعتمداً عليها، وخاضعاً لها.





sama smsma 29 - 06 - 2012 12:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الداخل والخارج

« كل ما شق ظلفاً وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم فإياه تأكلون » (لا 3:11)
كانا لازمين ليجعلا الحيوان طاهراً بحسب الشريعة الموسوية؛ هما أن يجتر وأن يشق الظلف، وواحد من هذين الشيئين لم يكن كافياً على الإطلاق لإثبات الطهارة الطقسية. يجب أن يقترن الإثنان معاً.

والمسيحي له أن يتساءل عن المعنى الروحي أو الحق المتضمن في هذه الأمور الطقسية. فماذا نتعلم إذاً من هاتين الخاصيتين في الحيوان الطاهر؟ إن الاجترار ما هو إلا تعبير عن عملية « الهضم الداخلي » للغذاء المأكول. والظلف المشقوق يكلمنا عن صفة السلوك في الخارج. ونحن نعرف أن هناك علاقة متينة جداً بين الأمرين في الحياة المسيحية.

فالشخص الذي يتغذى بمراعى كلمة الله الخضراء ويهضم في الداخل ما يتناوله - ذلك الذي يستطيع أن يقرن التأمل الهادئ في دراسته في الكلمة بروح الصلاة، لابد أن تظهر على سلوكه في الخارج تلك المسحة التي تؤول لمجد الرب، الذي في نعمته أعطانا كلمته لتكيّف عاداتنا وتحكم طرقنا.

وكم نشتاق أن نرى الكثيرين بيننا من هذه العينة!! كم نشتاق أن نعوّد أنفسنا على أن نجد في الكلمة الدسم لنفوسنا. هذا بكل تأكيد يجعلنا أقوياء وأصحاء. ولنحذر من قراءة الكتاب المقدس مجرد قراءة شكلية جافة. ولنذكر دائماً أن الاجترار ينبغي أن لا ينفصل عن الظلف المشقوق، الأمران متلازمان لإقرار طهارة الحيوان. ومن جهة التطبيق الروحي فإنهما على غاية من الأهمية من وجهة النظر العملية.

إن الحياة الداخلية والمسلك الخارجي يسيران جنباً إلى جنب. قد يقول شخص إنه يحب كلمة الله ويتغذى بها ويدرسها ويهضمها، لكن إن كانت آثار خطواته في طريق الحياة ليست كما يحق لمطاليب الكلمة، فقوله باطل. ومن جهة أخرى قد يسلك شخص كأنه بنقاوة فريسيّة لكن إن لم يكن مسلكه نتيجة للحياة الداخلية الخفية فهو بلا قيمة. أمران يستمد كل منهما قوامه الصحيح وكيانه الحي من الآخر.


sama smsma 29 - 06 - 2012 12:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الرب قريب

الرب قريب. لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله... (في4: 5،6)

إن كلمة الله مملوءة بالمواعيد الثمينة التي تؤكد لنا أن « الرب قريب ». نعم إن إلهنا معنا في كل حين، وإذا تأصلت هذه الحقيقة في أذهاننا وتدّربنا على الشعور بحضور الرب معنا، فإن ذلك يُنشئ في حياتنا أربعة أشياء مباركة:

أولاً: إنه يملأنا بالثقة في الرب والاعتماد عليه « لا تهتموا بشيء » لا تضطرب لأي أمر ما، وليس هناك من علاج للاضطراب سوى الثقة بأن « الرب قريب ». فإنك إذا أيقنت أنه برفقتك كل الطريق، فلا بد أن يمتلئ قلبك بالراحة الكاملة. إنك لا تستطيع أن تستند على الرب وفي نفس الوقت تكون مضطرباً أو قلقاً.

ثانياً: الصلاة. والشيء الثاني الذي ينشئه الشعور بوجود الله معنا، هو التعوّد على الصلاة « في كل شيء بالصلاة والدعاء ». فعوِّد نفسك على الصلاة لأجل كل شيء، كبيراً كان أم صغيراً، إذ ليس هناك شيء صغيراً إلى حد أنه لا يستحق التحدث عنه إلى الرب. « الرب قريب » إنه دائماً معك، فلماذا لا تتكلم وتتحادث معه باستمرار. أخبره عن كل مشكلة مهما كانت مستعصية فإنه لا بد أن يحلها في وقته هو. نعم في وقته هو، فإنه قد لا يأتيك جوابه على الفور، ولكنه ـ ولو تمهل ـ فإنه لا بد أن ينصفك سريعاً.

ثالثاً: الشكر في كل حين وعلى كل شيء. إن الشيء الثالث الذي يُنشئه تدرُّبك على الشعور بحضرة الله في حياتك، هو الشكر بلا انقطاع وفي كل الظروف. اشكره قبل أن ترى استجابة لصلواتك. وكم هو جميل أن يمتلكك روح الشكر على مقاصد الله الصالحة من وراء الصعوبات أو التجارب أو في أشغالك الزمنية. أدخل الرب في كل أعمالك ولتكن له شركة معك في كل ظروفك، ولتمتزج صلواتك بتشكراتك.

رابعاً: سلام الله. والشيء الرابع هو التمتع بالسلام « سلام الله الذي يفوق كل عقل ... » هل لك هذا السلام الثابت والعميق؟ مهما تكن المُعضلات والمتاعب التي تواجهك عظيمة ومعقدة، ثق في إلهك ولا تهتم سوى بالصلاة. ادخل إلى مخدعك، وتكلم مع أبيك بشأنها، واشكره عليها، فتجد أن الحِمل تدحرج بعيداً عنك، وسلامه قد غمر قلبك، وعندئذ لا تشغلك معضلاتك، ولا ما تؤول إليه لأن سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلبك وأفكارك في المسيح يسوع.



sama smsma 29 - 06 - 2012 01:00 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الزرع بالدموع

الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه (مز126: 5،6)

يا له من امتياز يمنحه لنا الرب عندما يضع على طريقنا الفرصة للزرع. والزرع هو « كلام الله » (لو8: 11) وكلمة الله هي ما يهم أن ننشره. « في الصباح ازرع زرعك وفي المساء لا ترخِ يدك » (جا11: 6).

ومن السهل أن نبدأ، وتوجد مشجعات على الطريق، وحماس البداية يحملنا فوق الصعاب والعوائق. ولكن الوقت يمر، ثم تأتي الدموع؛ صعاب، خيبة أمل، توبيخ، نكران للجميل، تعب، كلل ... وبذلك يستولي الفشل على القلب وينتهز العدو الفرصة ليبعد الذين دخلوا بفرح في عمل الرب نهائياً عن هذا العمل!! لكن كلمة الله سبق وأن أخبرتنا أن الزرع هو « بالدموع ». وهل كان الأمر خلاف ذلك بالنسبة لمخلصنا المعبود؟ كلا. إن العدد التالي يؤكد ذلك: « الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع ». كم من الدموع كانت على طريقه! كم من الجهد، كم من المقاومات! ألا نسمعه في نهاية الطريق يقول بفم النبي إشعياء « عبثاً تعبت باطلاً وفارغاً أفنيت قدرتي » (إش49: 4)؟

ألا يوجد في ذلك تشجيع عميق لنفوسنا؟ لو أننا طبقنا عملياً الأعداد الأخيرة لهذا المزمور (ونحن نضع جانباً معناه النبوي) نرى أن الذين يزرعون ليسوا بمفردهم، بل أمام عيونهم ذاك الذي قد عرف الدموع قبلهم وهو الزارع الإلهي، عندما كان يجول في الأرض. إنه امتياز أن نزرع له، ولكنه امتياز أيضاً أن نختبر الدموع التي كثيراً ما ذرفها هو نفسه. فهل نفشل إذاً عندما يبدو أن كل شيء يمضي بدون نجاح؟ وعندما يبدو كل شيء عبثاً وباطلاً؟ كلا، لأنه كما بالنسبة لربنا المعبود هكذا الأمر معنا « عملي عند إلهي ... وإلهي يصيِّر قوتي » (إش49: 4،5). « فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم » (عب12: 3).

إن « الذين يزرعون (الآن) بالدموع، يحصدون (في المستقبل) بالابتهاج ». ويجب أن نترك للزرع الوقت اللازم لينبت وينمو. ربما على الأرض تظهر بعض السنابل لتفرّح قلوبنا، ولكن ماذا سيكون الحال في يوم المجد حيث سوف يظهر كل شيء؟ ويا للترنم عندما يأتي السيد ويقول « نعماً أيها العبد الصالح والأمين ... »!! ويا لها من مكافأة على دموع الزرع!!


sama smsma 29 - 06 - 2012 01:01 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الزرع والحصاد

مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد (تك8: 22)

الزرع والحصاد هو من القوانين الطبيعية التي رتبها الله منذ البدء، كما أنه من الوجهة الأدبية أحد معاملات سياسة الله في العالم، لا بين شعبه فقط بل مع جميع البشر، وكل إنسان هو زارع: إما يزرع للجسد أو يزرع للروح. وكل ما يصدر منه في العلن أو الخفاء هو بذار تُزرع للأبدية؛ إما أبدية مباركة، أو أبدية شقية.

وكل شخص يعيش في الخطية إنما يزرع لجسده فيحصد فساداً « إن الحارثين إثماً والزارعين شقاوة يحصدونها » (أي4: 8). وأيضاً « الزارع إثماً يحصد بلية » (أم22: 8). إن مَنْ لم يولد ثانية فهو « في الجسد » وجميع زرعه إنما « لجسده »، والفساد والدينونة هما الحصاد الذي أمامه .. لكن يمكن لذلك الشخص أن يولد ثانية، وبعدئذ « يزرع للروح ويحصد من الروح حياة أبدية »، حيث أن اهتمام الروح هو حياة وسلام
». وإن كان مَنْ يزرع للروح يزرع بالدموع، إلا أنه سيحصد بالابتهاج (مز126: 5). والحصاد حياة أبدية يتمتع بها الآن وعلى الوجه الأكمل طوال الأبدية.

وتعال قارئي العزيز إلى ما قاله الرب في يوحنا4: 35،36 « أما تقولون إنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد. ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيّضت للحصاد والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا ». إنه يكلمنا عن عمل الخدمة التي فيها مَنْ يزرعون وآخرون يحصدون وكلاهما له أجرة ومكافأة أمام كرسي المسيح والثمر هو النفوس التي تنال الحياة الأبدية وستكون فرحهم وإكليل افتخارهم أمام الرب يسوع في مجيئه.

وهناك مبدأ الزرع والحصاد في العطاء « هذا وإن مَنْ يزرع بالشح فبالشح أيضاً يحصد، ومَنْ يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد » (2كو9: 6). وفي مجالات عمل الخير بصفة عامة، يقول: « فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكِّل » (غلا6: 9).

ليتنا يا أحبائي نكون مُكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبنا ليس باطلاً في الرب (1كو15: 58).





sama smsma 29 - 06 - 2012 01:01 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الزرع والحصاد

لا تضلوا. الله لا يُشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا (غل6: 7)

إن أدوني بازق الوثني، وهو أحد رؤساء كنعان، إذ أُخذ أسيراً، قُطعت أباهم يديه ورجليه. وربما يبدو في هذا العمل مُعاملة قاسية، ولكن حكم الله كان وراء ذلك، إذ كان أدوني بازق يجني حصاد ما قد زرعه. فلقد اعترف هو بشفتيه قائلاً: « سبعون ملكاً مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانوا يلتقطون تحت مائدتي. كما فعلت كذلك جازاني الله » (قض1: 6،7) « فالذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا ».

وكانت أم يعقوب قد حرّضت ابنها أن يذبح جدياً، وبينما كان يُطعم أباه كان يخدعه بجلد الجدي. وقد حصدت الأم ما قد زرعت، فقد كانت خطتها أن يهرب يعقوب لأيام قليلة عند أخيها لابان، ولكن الغياب قد طال به إلى عشرين عاماً، ولم تقع عينا الأم ثانية على يعقوب الذي كانت تحبه.

وعندما وصل يعقوب إلى لابان، فإنه دُعيَ على الفور لكي يحصد ما قد زرعه. لقد خدعه لابان واعداً إياه بإعطائه راحيل، وإذ كان يعقوب قد استغل ضعف عيني إسحق ليخدعه، فها هو لابان يستغل ظلام الليل ليخدع يعقوب. وتمضي سنوات طويلة بعد أن ذبح يعقوب الجدي ليخدع أباه ويأتي أولاده ليذبحوا جدياً ويرشوا دمه على قميص يوسف ويخدعوه به. « فالذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا ».

ولقد لطخ داود سُمعته وأساء إلى عرشه إذ زنى مع زوجة واحد من أكثر رجاله أمانة وإخلاصاً، ثم لكي يواري على جريمته خطط لاغتيال هذا الزوج. ويمضي عام وداود غير مُبالِ بما فعل، ولكن هل إله داود أيضاً لا يُبالي؟؟ حاشا، فإذا بناثان النبي يأتي إلى داود (2صم12) ويُخبره بهذه القصة المؤثرة عن النعجة التي ذبحها الغني وهي ليست ملكاً له، بل اغتصبها من الفقير الذي لا يملك غيرها. وإذا بالملك يستشيط غضباً على ذلك الغني قائلاً: « حي هو الرب إنه يُقتل الرجل الفاعل ذلك. ويرُّد النعجة أربعة أضعاف لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يُشفق ».

وإنه لأمر مُلفت للنظر أن الله ـ مع أنه ـ بالنعمة ـ نقل عن داود خطيته ولم يُمته إلا أنه ـ في حكومته ـ أخذ منه أربعة أضعاف؛ فأولاً مات ابن بثشبع، ثم قتل أبشالوم أخاه أمنون. وبعد ذلك قُتل أبشالوم بسهم يوآب، ثم قتل سليمان أدونيا ابن داود بالسيف « فالذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا ».




sama smsma 29 - 06 - 2012 01:02 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السلوك السامي السماوي

هل يسير إثنان معاً إن لم يتواعدا؟ (عا 3: 3)

إن أعظم امتيازاتنا المسيحية، وأمجد صور سلوكنا، هو أننا نسير مع الله. وإننا عندما نتأمل اثنين يسيران معاً فإننا نستخلص من هذا عدة أمور متضمنة في سيرهما معاً:

أولاً: مكان تقابل: وأين كان يمكن أن يتم اللقاء بين الإنسان الخاطئ المطرود من الجنة، والله العادل القدوس، إلا في الصليب؟

ثانياً: حياة واحدة: مع أهمية الصليب لعلاج مشكلة الإنسان قضائياً، فقد كان يلزم أيضاً شيئاً آخر؛ يمثل لا عمل الله لأجلنا بل عمله فينا. فنحن نحصل على هذه الحياة الواحدة مع الله بالولادة من الله، الولادة من فوق.

ثالثاً: طبيعة متشابهة: وأقصد بالطبيعة المتشابهة « القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب » (عب12: 14). هل نتصور أن شخصاً يعيش في خطية ظاهرة أو مُستترة، ويكون في نفس الوقت له شركة مع الله؟ مُحال (1يو1: 6،7). وإن أردنا السير حقاً مع الله فلنهرب من الخطية بكل صورها « يا مُحبي الرب أبغضوا الشر » (مز97: 10).

رابعاً: موعد لقاء: مع أن اللقاء تم فعلاً منذ أن تعرفنا على المسيح عند الصليب، لكن ما أجمل أن يكون للمؤمن موعد فيه يجدد الحب لربه وفاديه! ما أجمل أن نبدأ يومنا بلقاء معه، وأن يتجدد هذا اللقاء كل يوم في ساعات النهار في « عرش النعمة ».

خامساً: قلوب متوافقة: فنحن قد نسير خلف شخص دون أن نتفق، وقد نُجبر آخر أن يسير خلفنا دون أن يكون راضياً عن ذلك. لكن أيمكن أن يسير اثنان معاً، بكل ما تعنيه كلمة « معا » دون توافق وانسجام؟! فهل عندنا المحبة لسيدنا وعريسنا التي تجعلنا نتبعه برغبة وحب؟

سادساً: الفكر المتجانس: وأعني به فكر التواضع، فيا لتواضع الله أن يتنازل ويقبل أن يسير مع خلائق نظيرنا، لكن في نفس الوقت ما لم يكن الإنسان متواضعاً حقاً فإن الله لن يسير معه، بل بالحري سيقاومه (1بط5: 5؛ إش57: 15؛ مي6: 8).

سابعاً: الهدف المشترك: إننا نسير مع الرب هنا، وأما غاية السير فهو اللقاء معه في السحاب، والبقاء معه في السماء. وهناك سنواصل أيضاً السير معه في المدينة السماوية ذات الشوارع الذهبية (رؤ3: 4).




sama smsma 29 - 06 - 2012 01:02 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السلوك المسيحي

لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أف2: 10)

تَرِد كلمة السلوك سبع مرات في رسالة أفسس: مرة عن غير المؤمنين، ومرة عن المسيحي قبل تغييره، وخمس مرات عن حياة المسيحي في هذا العالم.

1 ـ في أصحاح2: 1 تَرِد الإشارة عن سلوكنا قبل الإيمان، عندما كنا أمواتاً روحياً.

2 ـ والمرة الثانية تَرِد في أصحاح2: 10 « لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها ». فالله في رحمته ومحبته ونعمته ولطفه يُسر بأن يعمل في النفوس الميتة، مانحاً إياها حياة جديدة وطبيعة جديدة، وينتشلهم أدبياً وروحياً من الجسد ويضعهم في المسيح أمامه، مما يجعلهم أشخاصاً مختلفين في حياتهم على الأرض.

3 ـ ويُذكر السلوك للمرة الثالثة في هذه الرسالة في ص4: 1 « فأطلب إليكم ... أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها » أي أن التعاليم الواردة في الأصحاحات الثلاثة الأولى، ينبغي أن يكون لها تأثيرها العملي في حياتنا.

4 ـ والإشارة الرابعة إلى السلوك، نجدها في القول « فأقول هذا وأشهد في الرب أن لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضاً ببُطل ذهنهم » (4: 17) ـ هنا تحذير ونهي. فالمسيحي وهو في العالم مُعرَّض لأن يتأثر بما يراه ويسمعه، ونحن عُرضه لأن نتمثل بعادات العالم ونقلدها. ومن ثم يحرّضنا الرسول في بداية الأصحاح الخامس أن نتمثل بالله كأولاده الأحباء.

5، 6 ـ والإشارتان الخامسة والسادسة للسلوك، نجدهما في 5: 2،8 حيث نقرأ « اسلكوا في المحبة »، « اسلكوا كأولاد نور ». فالله نفسه محبة وهو أيضاً نور، هذه هي طبيعته. ونحن يجب أن نبرهن عملياً أننا قد صرنا شركاء الطبيعة الإلهية.

7 ـ والمرة السابعة نجدها في ص5: 15 « فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء ». وهذا التدقيق في السلوك يأتي من الحرص والحذر ويتطلب اليقظة والسهر، مفتدين الوقت، كأننا نشتريه، بمضاعفة الانتباه لسلوكنا ونشاطنا الروحي، تعويضاً لِما ضاع منا.

افتح أذهاننا يا رب لكي نمجدك بحياتنا وسلوكنا.


sama smsma 29 - 06 - 2012 01:03 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السلوك بالتدقيق

فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الربأف5: 15-17)
إذا أردنا أن نلخص الإعلان في رسالة أفسس في ثلاث كلمات موجزة، نستطيع أن نقول « جلوس ... سلوك ... وقوف »، ولزيادة التوضيح نقول « جلوس مع المسيح .. سلوك كما يليق .. وقوف بثبات ».

إن معظم المؤمنين يخطئون عندما يحاولون أن يسلكوا أولاً قبل أن يجلسوا، إذ أن هذا يخالف الترتيب الإلهي الصحيح. قد يكون المنطق البشري هو كيف نبلغ الهدف إن كنا لا نسير؟ وكيف ندرك ما نسعى إليه بدون مجهود؟ وهل يستطيع الإنسان أن يصل إلى أي مكان بدون أن يتحرك؟ لكن يا أحبائي أليست الحياة المسيحية شيئاً عجيباً! فإن كنا من البداية سنحاول أن نعمل شيئاً، فلن نحصل على شيء. وإذا أردنا أن نصل إلى شيء، فسيفوتنا كل شيء. ذلك لأن المسيحية لا تبدأ بعمل عظيم من جانبنا، لكن العمل العظيم قد تم. ولذلك فرسالة أفسس تبدأ بالبركة « مبارك الله ... » وتنتهي بالسلوك « اسلكوا كما يحق للدعوة ... » وهكذا توضع الأمور في نصابها الصحيح.

وسلوكنا وسيرتنا يجب أن يكونا مصحوبين بالحكمة « فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة » .. هذه الحكمة التي من جهة تقتنص كل فرصة سانحة لخدمة الرب، ومن جهة أخرى تفهم مشيئته ودواعي سروره. إن الخدمة المرضية للرب ليس أننا ننفذ العمل كيفما اتفق، ولكن أن ننجزه وفق مشيئة الذي نخدمه.

وهناك ارتباط بين فكرة افتداء الوقت من جانب، والسلوك بالحكمة من الجانب الآخر. وهذا الارتباط على جانب عظيم من الأهمية، ونستطيع أن نراه في مَثَل العشر عذارى، فالعذارى الحكيمات أدركن الوقت المناسب لملء المصابيح بالزيت، أما الجاهلات فلم يدركن وقت مجيء العريس، فضاعت عليهن الفرصة. إذاً فعامل الوقت هو الذي ميَّز بين الحكيمات والجاهلات.

ولذلك كان من الضروري أن يجيء التحريض بعد ذلك على الملء بالروح (أف5: 18). إن هذا الملء سيُخرجنا من دائرة أنفسنا لنخدم المسيح بقوة غير عادية، بل سيعرّفنا ما هي مشيئة الرب، وكيف تكون لنا الحكمة في استغلال الوقت، مغتنمين كل فرصة ومفتدين الوقت.

sama smsma 29 - 06 - 2012 01:04 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السلوك في النور

ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1يو1: 7)

لقد كان معروفاً في العهد القديم أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة؛ أي أنه قدوس ويبغض الشر جداً، إلا أن العهد الجديد كشف لنا شيئاً جديداً وهو أن الله ليس فقط نور لكنه أيضاً قد صار الآن في النور (1يو1: 5ـ7). فالله في العهد القديم كان يسكن في الضباب وخلف حجاب، ولذلك لم يكن معروفاً إلا من خلال رموز وظلال، لم يكن ممكناً لها بالطبع أن تكشف كل ما فيه، لكن بتجسد المسيح تم المكتوب « الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر » أي كشف لعيني الإنسان كل ما هو الله.

وبخروج الله من وراء الحجاب ليكون في النور، لم تقف النتيجة عند حدود كشف مَنْ هو الله فقط، فالإنسان في هذا النور قد صار هو أيضاً مكشوفاً حتى النخاع، بل في الحقيقة لقد صار كل شيء في النور، فالعالم والشيطان والجسد والناموس والدِين وكل شيء أصبح الآن في النور، وهذا ليس بغريب. فالمسيح المتجسد هو الحق، وقد جاء لكي يشهد للحق، وبعد ارتفاعه أرسل الروح القدس روح الحق الذي أرشد الرسل وكتبة الوحي إلى جميع الحق، وقد ساقهم الروح القدس ليكتبوا كل الحق مكتملاً ليكون عندنا كتاب الحق. وإذا كان تعريف الحق هو أنه حقيقة الشيء، تكون النتيجة أنه بالشركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح، بقوة الروح القدس، من خلال المكتوب وطبقاً له، يمكن للمؤمن أن يعرف كما عُرف.

وأعتقد أن هذا الامتياز المبارك هو من أعظم معونات المؤمن الآن على السلوك المسيحي. فرؤيتي لموقف الله من الخطية في الصليب، تملأ قلبي بالبُغضة لها وتقودني لحياة القداسة. ورؤيتي لمحبة الله التي استُعلنت لي في الصليب في بذل ابنه عني، تدفعني للتكريس له. وإدراكي لمحبة المسيح للكنيسة، تجعلني أحب زوجتي. وفهمي لمعاملات الآب المُحب الحكيم معي، ترشدني لكيفية تربية أولادي. وفهمي لحقيقة العالم، تقودني للانفصال عنه. وإدراكي لحقيقة الجسد وفساده، تساعدني في الحكم عليه وإدانته. ومعرفتي بحقيقة الشيطان وأساليبه، ترشدني في الحرب الروحية وتقودني للنُصرة. وهكذا فلقد توفر لي الآن ما لم يكن متوفراً لمؤمني التدابير السابقة، مما يجعلني قادراً على السلوك المسيحي الذي يطلبه الله مني، وفي نفس الوقت يجعلني بلا عذر إن لم أسلكه.



sama smsma 29 - 06 - 2012 01:05 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
السلوك كأولاد نور

لأنكم كنتم قبلاً ظلمة وأما الآن فنور في الرب. اسلكوا كأولاد نور. لأن ثمر الروح (النور) هو في كل صلاح وبر وحق (أف5: 8،9)

الاختبار المسيحي يبدأ أولاً بتعلم الحق، ثم ينتهي بالضرورة بأسلوب سلوك. حينما أعرف بماذا تؤمن وتقتنع، حينئذ أستطيع أن أدرك كيف ستسلك وتعمل. وليس كما يعلّم البعض أننا نريد سلوكاً وليس مهماً ما تؤمن أو تعلم به.

لقد قال الرب عن خروف الفصح « تأكلونه، رأسه مع أكارعه وجوفه ». فيجب أن نتغذى على « الرأس » الذي هو مركز الأفكار، ومن ثم سيكون لنا « الأكارع » أي أسلوب السلوك. وفوق الكل سنتغذى على « الجوف » الذي هو أحشاء المسيح.

وفي آية اليوم نجد إشارة وأيضاً تحذيراً لِما كانت عليه طبيعتنا من قبل « كنتم قبلاً ظلمة » فلأننا كنا ظلمة، فإن ميولنا الطبيعية تميل للعودة إلى أمور الظلمة من أفعال ومعاشرات. إن النور والظلمة لا يمكن أن يشتركا معاً، فبظهور النور يختفي الظلام، ولذلك يأتي التحريض بأن نتجنب أبناء المعصية (أف5: 6،7).

ونلاحظ أن الناموس كان يطالب الإنسان بما ليس فيه، أما الإنجيل فيطالبنا أن نعلن ما نحن عليه بالطبيعة. والنور الذي فينا ينعكس على العالم من حولنا في صورة ثمار ـ كما يُترجم عدد9 « لأن ثمر النور هو في كل صلاح وبر وحق ». إن الصلاح الذي فينا هو عكس الشر الذي في العالم، والبر هو نقيض للإثم، أما الحق فهو ضد الزيف والكذب الذي يتسم بهما العالم. وإن كانت هذه الثمار واضحة في سلوك المؤمن، فستكون النتيجة أن الناس من حولنا يتوبخون بسلوكنا العَطِر الذكي، والذي يعكس رائحة المسيح. ولذلك فالتوبيخ الذي يُنشئه النور، ليس القصد به « الوعظ والكلام » ولكن سلوك عملي وحياة نقية؛ يُظهر للعالم شره وظلمته.

وفي الواقع حينما نسلك كأولاد نور سيبدأ الاحتكاك بالعالم من حولنا، وستبدأ المتاعب الحقيقية. قد يقبل العالم منا كلمات النعمة والمحبة، ولكنه لن يقبل حياة السلوك بالقداسة، لأن هذا يتطلب أن نقطع شركتنا مع الشر، سواء كانوا أشخاصاً، أو ما ينتج عنهم من أعمال. وانفصالنا عنهم هو دينونة لهم، ولذلك لا نتوقع سوى الرفض، كذلك كان الحال، وإن كان بدرجة أعظم، مع سيدنا الكريم. وفي الواقع أن « الله محبة » أكثر شيوعاً وقبولاً عند البشر من « الله نور ».






الساعة الآن 07:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025