منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:00 PM

تحزنون يسيراً بتجارب متنوعة ،لكي تكون تزكية إيمانكم،وهي أثمن من الذهب الفاني ..توجد للمدح والكرامة والمجد( 1 بطرس 1 : 6 و 7 )
https://2.bp.blogspot.com/-P-kKxwDC0I...sus-cristo.jpg

في ثمانينيات هذا القرن شهدت نيفادا الشمالية اكتشافاً للذهب بطريقة عجيبة،وما كان منقبو القرن التاسع عشر ليحلموا بإمكان حدوث أمر كهذا . إذ إن الذهب في تلك الجبال الغربية غير مرئي فعلاً.حتى إن معظم الجزيئات تظل غير منظورة بالعين المجردة ،ولو كبرت ألفاً وخمس مئة مرة. غير أن التكنولوجيا الحديثة توصلت الى طريقة لإستخراج ذلك الذهب.فأولاً،تطحن أطنان من الخامات التي تحوي الذهب لتصير كالرمل الناعم . ثم يضاف السيانيد لتذويب الحبيبات وإحالتها إلى محلول صاف.وعندما يدمج غبار الزنك،ينفصل الذهب عن الخليط .فمع أن الذهب كان موجوداً دائماً فقد كان غير مرئي. وفي وسعنا إقامة مشابهة بين هذا وتعليل بطرس للألم في رسالته الثانية. فقد رأى إمكانية هائلة في جبال الشدائد والآلام التي واجهت شعب الرب.ولذلك شجعهم كي يجاوزوا بأنظارهم الحرارة والضيق الناجمين عم محنهم الى الإيمان الثمين الذي كان الرب يعمل على انتاجه فيهم خلال الآلام ( 1بطرس 1 : 6 و 7 ) وقد بين بطرس للمؤمنين أن اختبارهم المنتج للإيمان هو ذو قيمة عظيمة بالنسبة الى حياتهم الروحية.ومن ثم يستطيعون أن يبتهجوا بالرب رغم كل شيء. فلا تستسلم لبلايا الحياة.ربما لا ترى فيها إمكانية إنتاج إيمان قوي،إلا أنها هناك وتزكية الإيمان أثمن من الذهب الفاني حقاً . ربما تكون أوقات الشدة أنسب الأوقات لتشديد الإيمان.

Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:01 PM

وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة،لكي يكونوا يمجدون الله في يوم الأفتقادمن أجل أعمالكم الحسنة ( 1 بطرس 2 : 12 ) .
http://img404.imageshack.us/img404/7159/1070315065.jpg
دخل عامل بناء مطعم وجبات سريعة وطلب علبتي عشاء.ولما حان دوره،حمل الكيس الذي اعطي له ودفع الثمن ثم مضى . ولما وصل إلى منزله تبين له أنه قد سُلم كيساً يحتوي على غلة النهار. وفي الحال أعاد الكيس الى المطعم فيما كان صاحب المطعم يعلم الشرطة بخسارته.وقد كان الزبون أميناً حتى أرجع المال الى صاحبه مع أنه كان ممكناً أن يحتفظ به دون أن يعثر عليه. هذه الحادثة اشتملت على مبلغ من المال غير قليل،ولكن علينا أن نكون أمناء في القليل أيضاً.وقد نتساءل أحياناً لماذا لا يؤثر المسيحيون المؤمنون في عالمنا تأثيراً روحياً أكبر. أيكون السبب أن مؤمنين كثيرون يتهاونون في بعض الأمور ثم يبررون ما يفعلونه منطقياً،وهم في الواقع يغشون أو يكذبون أو "يتشاطرون"أو يتلاعبون ويضاربون؟ ما أكثر ما صار عدم الأمانة زيّاً شائعاً، ولو عند المؤمنين !فلا عجب إذاً إن كان غير المؤمنين لا يتأثرون! وأهم من كل شيء ، فأن الأمانة هي ما يطلبه الله فينا ويتوقعه منا.وقد قال الرسول بطرس إن سيرتنا ينبغي أن تكون حسنة أوحميدة .ثم كتب هذه الآية :"هكذا هي مشيئة الله:"أن تفعلوا الخير فتسكتوا جهالة الناس الأغبياء" فالأمانة ليست السياسة الفضلى وحسب،بل إنها السياسة التي يطلبها الله ويباركها . ليس في مسألة الأمانة كثير وقليل .



Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:03 PM

وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الى الأبد ( يوحنا 14 : 16 ) .

https://files.arabchurch.com/upload/i...4812011835.gif


منذ بضع سنوات،فيما كان قارب شراعي طوله اثنان وأربعون قدماً مبحراً على مقربة من الشاطىء لشرقي للولايات المتحدة جرفه النوء الى عرض البحر،وأخذت تتقاذفه الأمواج الهائجة ،حتى قلبته موجة ضخمة رأساً على عقب .وقد عملت الرافدة الطولية الثقيلة على إعادة القارب الى وضعه السوي،إلا أن الضرر كان بالغاً . وبعد قليل استجاب لنداء الاستغاثة زورق تابع لخفر السواحل.ولما اهتدى الزورق الى موقع القارب اليائس،لم يكن ممكناً إنقاذ أي واحد من الركاب بسبب عنف الأمواج.وهكذا اقترب الزورق الكبير من القارب الصغير قدر الإمكان،فجعلت الأمواج تتكسر على الزورق فلا يصيب القارب شيء منها.ثم سار الزورق مع القارب جنباً الى جنب حتى أوصله إلى المرفأ الأمين . إن في عمل هذا الزورق إيضاحاً لخدمة الروح القدس.فقد قال الرب يسوع لتلاميذه في يوحنا 4 : 16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر." ومعلوم أن الكلمة "معزياً " قد تترجم أيضاً "معيناً" أو" مؤازراً " أو "مرشداً " وتعني حرفياً " من يدعى للوقوف معنا وإعانتنا ". فالروح القدس يرشدنا ويحمينا وسط عواصف الحياة ،مواكباً لنا مثلما واكب ذلك الزورق القارب الغارق . يحمينا الروح القدس من أمواج الحياة المتلاطمة،سواء كانت صادرة من عاصفة عاطفية أو جسدية او روحية .فالروح القدس معنا للحماية والتعزية والتشجيع والتوجيه.ولسوف يرشدنا إلى أن يوصلنا إلى وطننا السماوي بسلام وأمان . الروح القدس ضيف إلهي كريم ،فهلا نسلمه زمام القيادة !

Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:04 PM

«لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً». (يوحنا الأولى 17:4)
http://up3.up-images.com/up//uploads...58e77665d2.gif
هذه إحدى حقائق العهد الجديد التي تهزّنا بجرأتها المطلقة. لن نجرؤ أن نلفظ الكلمات لو لم نرها في الكتاب المقدس. لكن هذا حق مجيد، يمكننا أن نبتهج ونفرح بها.

كيف نتشبَّه بالمسيح في هذا العالم؟ تتوجَّه أفكارنا أوّلاً تلقائياً إلى ما لا نشبهه، لا نتشارك معه في مميّزات ألوهيّته، مثل قوته الكليّة، معرفته الكليّة وحضوره الكلي. تملأنا الخطية والفشل بينما هو كامل. لا نحب كما يحب هو، ولا نغفر كما يغفر هو.

كيف نشبهه إذن؟ يستمر العدد ليشرح. «بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً». لقد عملت محبة الله في حياتنا لكي لا نرتعب من الوقوف أمام دينونة كرسي قضاء المسيح. وسبب ثقتنا هو أنه عندنا هذا الشيء المشترك مع المخلّص. الدينونة أصبحت خلفنا. نحن مثله فيما يختص بالدينونة. لقد أخذ دينونة خطايانا على الصليب وحل مشكلة الخطية إلى الأبد. لأنه أخذ عقاب خطايانا فلن نحتمله نحن. فيمكننا أن نرنّم وبكل ثقة، «الموت والدينونة من خلفي، النعمة والمجد أمامي، كل أعباء الدينونه تدحرجت على يسوع، هناك فَقدَتْ كل قوتّها.» وكما أن الدينونة قد صارت ماضياً بالنسبة له، كذلك تكون لنا أيضاً ويمكننا القول، «لا دينونة، لا جحيم لي، لن ترى عيني عذاباً ولا ناراً، لا حكم عليَّ لأن الرب الذي يحبنّي يحميني تحت جناحيه.»

لا نتشّبه به فقط بما يختص بالدينونة لكن أيضاً بما يختص بالقبول أمام الله. نقف أمام الله بنفس النعمة التي فيها يقف المسيح لأننا فيه. «قريب جداً من الله لأنني في شخص ابنه أكون قريباً كقُربه هو.»

وأخيراً، نُشبهه لأن الله الآب أحبّنا كما أحب المسيح. في صلاته قال الرب يسوع، «أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي» يوحنا (23:17). لذلك لا نبالغ حين نقول، «لا يمكن أن أكون عزيزاً أكثر على الله لأنه بالمحبة التي فيها أحب ابنه أحبّني أنا أيضاً.»

وهكذا وببركة حقيقية كما أن المسيح، كذا نحن في العالم.



Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:06 PM

«اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ.» (أمثال 24:18)
http://image-host.developers-heaven....meToMe3CTV.gif
مع اختلاف الترجمات الحديثة لهذا العدد تقول إحدى الترجمات الإنجليزية القديمة أنه ينبغي العناية بالصداقة. تنمو وتزدهر بالرعاية لكنها تموت بالإهمال.

كتبت إحدى المجلاّت في مقالها الإفتتاحي، «الصداقة لا تأتي صدفة، ينبغي العناية بها والعمل عليها. الصداقة لا تُبنى على الأخذ فقط بل على العطاء أيضاً. ليست للأوقات الحسنة فقط بل أيضاً للاوقات الصعبة.

لا نُخفي حاجاتنا عن الصديق الوفي. ولا نلتصق بصديق لنحصل على العون فقط.

الصديق الوفي جدير بالإحتفاظ به. إنه يقف إلى جانبك، عندما تكون مُتّهماً زوراً. يمدحك على كل ما تستحقّه للمدح، ويكون صريحاً معك فيما تحتاج من الإصلاح. يبقى قريباً على مدى السنين يشارك في أفراحك وأحزانك.

المحافظة على التواصل أمر ذا أهميّة. ربما عن طريق الرسائل، الكرتات، اتصال هاتفي أو زيارات. ولكن الصداقة طريق ذات مسلكين. إذا تهاونت دوماً في إجابة الرسائل، فكأنني أقول أن الصداقة لا تستحق الإستمرار. أو أنا مشغول جداًّ. أو لا أرغب بأن تزعجني. أو أكره كتابة الرسائل. صداقات قليلة يمكنها البقاء في ظل الإهمال هذا المستمر.

رفض الإتصال يكون عادة شكلاً من أشكال الأنانية. نفتكر بأنفسنا فقط، في الوقت وفي المجهود والثمن. الصداقة الحقيقية تفكّر بالآخرين- كيف يمكن أن نشجّعهم، أو نعزّيهم، أن نبهجهم أو نساعدهم، كيف يمكن أن نقدّم لهم الطعام الروحي.

كم نحن مديونون لأصدقاء عديدين الذين جاؤونا بالكلمات المرفقة بالروح عندما احتجنا ذلك. مررت بأوقات كنت أشعر بانحطاط وخيبة أمل في الخدمة المسيحية. أحد الأصدقاء الذي لم يكن يعلم البتة عن عزمي المثبط كتب لي رسالة مبهجة حيث اقتبس من أشعياء 4:49، «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ عَبَثاً تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغاً أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي.» كانت تلك الكلمات التي احتجتها لترفع من معنويّاتي وتعيدني إلى العمل.

كتب شارلز كنني يقول، «هل يمكن نسيان صديقْ، هل يمكن أن ننسى وجهاً، قد فرَّحنا إلى النهاية، شجّعنا في سباقنا، ما أعظم ديْننا لنفوس تشبه الآلهة، لا يمكن أن ننساهم حتى ولو حاولنا.»

لمعظمنا بضع أصدقاء حميمين في هذه الحياة. ولهذا ينبغي أن نبذل كل ما في قوتنا لنحافظ على صداقة متينة وصحيّة.

Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:07 PM

«مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ». (بطرس الأولى 7:5)

http://www.ourcatholicprayers.com/im...acredheart.jpg
ممكن أن تحيا حياة طويلة في الإيمان لكنك لم تتعلّم أن تلقي كل همّك على الرب. يمكن أن نحفظ آيات عديدة عن ظهر قلب أو نعظ للآخرين، لكننا لم نمارس هذا الوعد في حياتنا. نعرف لاهوتياً أن الله يعتني بنا، مهتم بأمورنا وهو قادر أن يهتم بأعظم قلق يمكن أن نتخيّله. ومع كل هذا نُصرّ على تقلّبنا وقلقنا في فراشنا ليلاً، منزعجين، متهيّجين ونفتكر بالأسوأ.

ليس من الضروري أن تسير الأمور هكذا. لديَّ صديق يواجه مشاكل ووجع رأس أكثر من أي منّا. لو كان ليحتمل كل هذا بنفسه لصار كالمجنون. ماذا يفعل؟ يأخذ أموره إلى الرب ويتركها هناك، ينهض عن ركبتيه، يدخل فراشه، يرنّم بضع أعداد من ترنيمة ثم يهجع إلى النوم دون عناء.

قال بيل برايت مرّة لصديقه ليروي إيمز، «ليروي، لقد وجدت تعزية كبيرة في بطرس الأولى 7:4. استنتجت في حياتي أنني يمكن إمّا أن أحمل أثقالي بنفسي أو يحملها يسوع عنّي. لا يمكننا نحن الإثنين أن نحملها، ولهذا صمّمت أن أُلقي أثقالي عليه.»

صمّم إيمز أن يجرّب بنفسه. كتب يقول، «دخلت غرفتي وابتدأت بالصلاة. وعملت تماماً كما قال لي بيل. كنت ولمدّة أشهر طويلة أعاني من وجع في معدتي. فابتدأت أشعر أن الألم بدأ يتركني. لقد اختبرت إنقاذ الرب. كلاّ، لم تفارقني المشكلة ولا زالت حتى اليوم. لكن الحِمل زال. لا أقضي ليالي قلقاً أو أغفو متألمّاً.

أستطيع بكل أمانة أن أواجه الأحمال بروح فرحة وشاكرة من كل القلب.»

يستطيع أغلبنا أن نتماثل مع الشخص الذي كتب، «إنها إرادة الرب أن أُلقي همّي عليه كل يوم. ويطلب منّي ألاّ أُلقي إيماني. لكننّي أتصرّف بحماقة عندما أؤخذ على حين غرّة فألقي بإيماني وأحمل همومي.»

يَقول لنا المخلّص دوماً:

لا تحمل الهمَّ وحدك، كثير عليك هذا.
العمل عملي وحدي وعملك أن تستريح بي.



Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:09 PM

«هَا أَنَا يَا رَبُّ...َإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». (لوقا 8:19)

http://joshabruce.files.wordpress.co...02/jesus32.jpg
حالما فتح زكّا قلبه للرب يسوع، أعلنت له الغريزة الإلهية أنه ينبغي التعويض عن الماضي. يبدو من الآية أن هنالك شك إن كان قد خدع أحداً، لكن من المعقول أن نظن أن كلمة «إن» تعني «بما أننّي» في حياة جباية الضرائب الغني. لقد حَصَّلَ أموالاً بالخداع، لقد عرف ذلك، وقد صمّم أن يقوم بعمل ما في هذا الأمر.

التعويض عقيدة كتابية جيّدة وممارسة كتابية صالحة. عندما نولد من جديد يجب أن نعيد إلى صاحب الحق الأشياء التي أخذناها بالظلم. الخلاص لا يحرّر الشخص من تصحيح أخطاء الماضي. إن اقترفت سرقة أموال قبل الخلاص فإن نعمة الله تطلب إعادة هذه الأموال. حتى الديون المستحقّة على الشخص من أيام الماضي ينبغي ألاّ تُمحى بالولادة الجديدة.

قبل بضع سنوات، عندما خلص المئات في مدينة بلفاست من مواعظ المبشّر نيقيلسون، كان على المصانع المحلية أن تبني سقائف ضخمة لخزن أدوات العمل التي أعادها المؤمنون الجدد.

سقائف عملاقة تلزم في هذا البلد لخزن الغنائم التي أخذها أفراد الجيش فقط. دون الحديث عن تسرّب العديد من الأدوات والمعدّات والبضائع بطُرق غير شرعية من المصانع، المكاتب والمخازن.

كل تعويض يقوم به المؤمن ينبغي أن يعمله باِسم الرب يسوع. فمثلاً، «سلبتك هذه المعدّات عندما عملت عندك قبل سنوات، لكنّني نلت الخلاص وتغيّرت حياتي بواسطة الرب يسوع المسيح. لقد وضع على قلبي أن أعيد هذه المعدات وأطلب منك الصفح.» وبهذه الطريقة يكون المجد للمخلّص لأنه هو صاحب المجد.

هنالك حالات تجوز في الشهادة المسيحية على دفع فوائد المال المسروق. هنالك أمثلة في العهد القديم حيث كان مطلوب دفع بدل الخراب بزيادة الخُمس.

وبكل صراحة، هنالك حالات وبسبب مرور وقت طويل أو تغيّر في الاوضاع، لا يمكن التعويض. يعرف الله هذا. إن تم الإعتراف بالخطية، يقبل الرغبة الجدية في التوبة، لكن فقط في هذه الحالات عندما يكون التعويض مستحيلاً.



Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:10 PM

«...كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجاً فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ». (أعمال 15:5)
http://files.pcarapinheira.webnode.c...%A3o_Jesus.jpg
عرف الناس أن خدمة بطرس كانت خدمة قوية. أينما كان يذهب، كان يتم شفاء مرضى. فلا عجب إذ أراد الشعب أن يقترب إلى ظلاله. لقد حظي بنجاح كبير.

كل منا يلقي ظلاَّ معينّاً وحتماً نؤثر في حياة الذين نتّصل بهم. كتب هيرمان ميلفل: «لا يمكننا العيش لأنفسنا فقط. تتّصل حياتنا بآلاف الخيطان الغير مرئية وعلى طول هذه الأنسجة تجري أعمالنا كأسباب لتعيد إلينا نتائج.»

أنت تكتب إنجيلاً، فصلاً كل يوم. بالأعمال التي تقوم بها، وبالكلمات التي تقولها. يقرأ الناس ما تكتب، سواء حقيقية أم لا. فإذاً، ما هو الإنجيل بالنسبة لك؟

أجاب أحدهم عندما سُئل عن أحب إنجيل لديه فأجاب: «الإنجيل بحسب أمّي» وقد قال جون ويسلي مرّة، «تعلّمت عن المسيحية من أمّي أكثر ممّا تعلّمته من كل لاهوتيّي إنجلترا.»

أمر يستحق اليقظة حيث أنه يوجد من ينظر إلى كل منا ويقول بنفسه مفكّراً: «هكذا ينبغي أن يكون المؤمن المسيحي.» يمكن أن يكون إبناً أو ابنة، صديقاً أو جاراً، معلّماً أو تلميذاً. أنت مثاله الأعلى وبطله المفضل. يراقبك عن قرب أكثر ممّا تعتقد. حياتك في العمل، في الكنسية، حياتك في الصلاة - جميع هذه نموذجاً للمحاكاة لمن يلاحظك. يريد أن يستظل بظلّك.

عادة نظن أنه لا فائدة من الظلال. لكن الظلال الروحية التي نظهرها لها حقيقتها. لذلك ينبغي أن نسأل أنفسنا هذا السؤال، «عندما يأتي الذين التقيت بهم إلى يوم الحساب وتُفحص سجلاّتهم، ماذا أضفت أنت إليهم، فرحاً أم غمّاً؟ ماذا يقول السجل، أكان تأثيراً مباركاً، أم آثاراً شرّيرة؟» (ستريكلاند جليلان)

كتب روبرت ج. لي، «لا يمكنك أن تمنع ما أنت عليه من أن يؤثر على الآخرين، ففي كل ما تقوله أو تفعله، كذلك لا يمكنك أن تمنع جسمك من إلقاء ظلّه تحت الشمس. ما في داخلك ينعكس خارجك، دون تعبيرات غامضة. تطرح تأثيراً تضعف أمامه اللغة والإقناع عن التعبير.»

Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:11 PM

«وَاحِدٌ يَعْتَبِرُ يَوْماً دُونَ يَوْمٍ وَآخَرُ يَعْتَبِرُ كُلَّ يَوْمٍ، فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ.» (رومية 5:14)
http://files.pcarapinheira.webnode.c...%A3o_Jesus.jpg

يعتبر البعض يوماً بعّينه مقدساً بينما البعض الآخر يعتبر كل الأيام مقدسة.

كان اليهود الذين يعيشون تحت الناموس يعتبرون يوم السبت أو اليوم السابع مقدّساً. منعهم الناموس من العمل في ذلك اليوم وحدّد السفر. وطُلب منهم تقدمات إضافية.

لم يُطلب من المسيحيين الذين يحيون تحت الناموس أن يحفظوا يوم السبت. جميع الأيام مقدسة عندهم بالرغم من اعتقادهم بوجود مبدأ يوم للراحة في الكلمة. لا يُدانوا لعدم حفظ السبت. (كولوسي 16:2).

اليوم الأول من الأسبوع، أي يوم الرب، يبرز في العهد الجديد لعدّة أسباب. فيه قام الرب يسوع (يوحنا 1:20). بعد قيامته التقى بتلاميذه في مرتين متتاليتين في أيام الأحد (يوحنا 26،19:20). حلّ الروح القدس في أليوم ألأول، كان حلول الروح القدس سبعة آحاد بعد عيد البواكير (لاويين 16،15:23، أعمال 1:2) الذي يرمز إلى قيامة المسيح (كورنثوس الأولى 23،20:15). اجتمع تلاميذه في اليوم الأول من الأسبوع لكسر الخبز (كورنثوس الأولى 2،1:16). لكن هذا اليوم ليس مُلزِماً مثل السبت، لكنه يوم اميتاز. نتحرر من أشغالنا اليومية يوم الأحد ونستطيع أن نكرّسه لربّنا بطريقة لا نخصّص بمثلها باقي الأيام.

بينما نتمتّع بالحرية لنعتبر جميع الأيام متساوية بالقداسة، لا نتمتّع بالحرية يوم الأحد لنقوم بأي عمل يمكن أن يعثر الآخرين. إن كان تصليح السيارة، أو العمل في الحديقة، أو لعب الكرة يعثر آخرين فينبغي أن نتنازل عن هذه الأعمال التي نعتبرها ممكنة. وكما يقول بولس الرسول، «فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضاً بَعْضُنَا بَعْضاً بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهَذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ» (رومية 13:14).

كان يوم الراحة عند اليهود تحت الناموس في آخر أسبوع العمل. أمّا المسيحيون تحت النعمة فيبدأون أسبوعهم بيوم راحة لأن المسيح أكمل عمل الفداء في هذا اليوم.

يقول س. سكوفيلد أن الصفة الحقيقية ليوم الرب تكمُن بالطريقة التي عاشه الرب يسوع: «عزّى مريم الباكية، سار سبعة أميال مع تلميذين مُتحيّرين، علّم درساً كتابياً بينما سار على الطريق، بعث رسالة للتلاميذ الآخرين، كان له مقابلة خاصة مع بطرس التلميذ المرتد، أعلن عن الروح القدس لرجاله في العلية.»

Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:12 PM

«وَرَأى الرَّبُّ أنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا. وَأمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِراً.» (تكوين 31:29)
http://img470.imageshack.us/img470/3306/jesus4b7tq.jpg

هنالك قانون تعويض سارياً في العالم. وبحسب هذا القانون فكل من يعاني من نقص مُعيّن في جهة ما يُعطى إعانة للموازنة في ناحية أخرى. يمنع هذا القانون أن يحصل شخص ما على كل المنافع. ما ينقص فتاة في جمالها تعوَّض عنه في حكمة عملية. لا يتمتّع رجل ما بمزايا رياضية، يمكن أن يحصل على صفات أفضل ممّا لو كان رياضياً. الشعراء ليسوا دائماً عملييّن كما أن الفنانين لا يستطيعون دائماً إدارة أعمالهم المالية.

عندما رأى الله أن يعقوب يحب راحيل أكثر من ليئة، جعل ليئة مثمرة أكثر. وبعد سنين عديدة عمل هذا القانون في حياة حنّة وفننّة. أحب ألقانا حنّة أكثر من فننّة، لكن وُلد لفننّة أولاد وأماً حنّة فلم تلد (صموئيل الأول 1:1-6).

مع أن السيدة فاني كروسبي حرّمت من نعمة البصر، حازت على موهبة ذروة في الترنيم. ترانيمها ميراث للكنيسة. كان ألكساندر كرودنز يعاني من اكتئاب شديد لكنه قويٌ لينتج كتاب تفسير يحمل اسمه.

هذا مؤمن لا يستطيع الوعظ، لا يملك موهبة ليقف أمام الجمهور. لكنه ميكانيكيٌ ماهرٌ، ويستطيع أن يحافظ على سلامة سيارة الواعظ لتعمل جيداً. عندما تصاب السيارة بعطب ما، يرفع غطاء المحرك، يُدخل رأسه تحته ويصلّي.

ينبغي أن نتّفق مع من يقول أن قانون التعويض هذا لا يعمل تماماً في هذه الحياة. هنالك عدم مساواة وظلم. لكن هذه الحياة ليست كل شيء. لم يُكتب الفصل الأخير بعد. عندما يزيح الله الستار ويسمح لنا برؤية العالم الآخر ندرك النقاط تُسوّى المسائل وتنقلب الموائد. فمثلاً، نسمع إبراهيم يقول للرجل الغني، «يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ» (لوقا 25:16).

لكن في الوقت الحالي من المفضّل لنا أن نتّخذ نظرة متّزنة للحياة. فبدل أن نركّز على نواقصنا، ينبغي أن نتذكّر أن الله أعطانا بعض الميزات والقدرات التي لا توجد في مَن نعتبرهم أفضل منّا. وهذا ينقذنا من الشعور بالنقص، عدم المحاسبة أو من الحسد.



Mary Naeem 16 - 05 - 2012 07:14 PM

«فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ» (متى 36،35:10)
https://1.bp.blogspot.com/-EHgD3mrcLE...er-picture.jpg
لا يتكلم الرب هنا عن القصد المباشر من مجيئه بل عن نتائح محتملة. ويقول أنه حينما يصمّم البعض أن يتبعه، يمكن أن يتوقّعوا اضطهاداً مريراً من أقربائهم وأصدقائهم. وهكذا فلم يأت ليلقي سلاماً بل سيفاً (عدد 34).

لقد أكّد التاريخ على صحّة هذه النبوة. ففي كل مرّة يرجع الناس فيها إلى المخلص المحبّ والحيّ، يلاقون الإساءة والعداوة. لقد تعرّضوا للسخرية، للحرمان من الإرث، للطرد من البيت، للطرد من وظائفهم وفي حالات كثيرة تمّ قتلهم.

الإضطهاد غير منطقي. فمثلاً، أب ابنه مدمن على المخدّرات. لكن هذا الإبن قد أدار ظهره للمخدرات وأصبح يخدم المسيح. نعتقد أن الأب سيكون فرحاً. كلاّ. فهو يستشيط غضباً. ويقول بكل صراحة أنه يتمنى لو أن ابنه بقي على ما كان عليه قبلاً.

خلص آخرون من المسكرات، من الجريمة، من الإنحراف الجنسي ومن الفرق الشيطانية. اعتقد هؤلاء أن ذويهم لن يكونوا مبتهجين فقط بل سيصيرون مؤمنين أيضاً. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. مجيء الرب يسوع يجلب الإنقسام إلى العائلة.

ترْك ديانة الأهل لاتباع المسيح تشعل الإنفعال الشديد. فمثلاً، يمكن أن تكون العائلة يهودية بالإسم فقط، لكن أن يصبح فرد من هذه العائلة مسيحياً يثير انفجاراً عاطفياً شديداً. تعتبر الشخص مرتدّاً، خائناً وحتى منضمّاً إلى هتلر عدو اليهود. التعليل المسيحي والاحتجاج يقع على آذان صمّاء.

في عائلات مسيحية عديدة، التحوّل إلى المسيح يُعاقب بالموت. لا ينفذ العقاب من الحكومات بل من ذوي الشخص بطرق وحشية وتعذيب وقتل في النهاية.

مع كل هذا فإن اعترافات المؤمنين الجدد وبصبرهم وقوة احتمالهم للكراهية وللإضطهاد، يدرك الآخرون مدى فراغ حياتهم وديانتهم ويتّجهون إلى المسيح بالتوبة والإيمان. وهكذا تعلو المرتبة بالمقاومة وتزدهر بالإضطهاد.

Mary Naeem 16 - 05 - 2012 08:51 PM

على كل صباح يطل علينا

https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...25811605_n.jpg
يا رب ..
نشكرك على كل صباح يطل علينا ..
فأنت هو النور الذي يضيء ظلمة العالم أجمع ..
فأنت النور الذي يسكن في أعماقنا
ليدلنا على الطريق الموصل إليك ..
فنحن على ثقة يا رب بأنك تسهل امامنا
الصعوبات إستعداداً للقائنا
في بيتك السماوي ، أمين

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:26 PM


«لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ.» (رومية 3:10)
http://www.gospelgifs.com/art_pages_17/imgs/wanted1.png

لا يمكن لأحد غير مخلّص أن يدعو باِسم الرب. هذا الدعاء اليائس لن يمر دون إجابة. عندما نصل إلى نهاية مصادرنا، عندما نفقد الأمل في إنقاذ أنفسنا، عندما لا نجد ملاذاً غير العلي، نرسل صيحة أسى إلى الرب، فيسمعنا ويجيبنا.

كان شاباً من طائفة السيخ يدعى سادهو سندر سينج مصمّماً على الإنتحار في حال عدم ايجاده سلام. فصلّى قائلا، «يا رب، إن كنت موجوداً، أظهر نفسك لي في هذه الليلة.» فإن لم يحصل على إجابة خلال سبع ساعات، كان سيقذف بنفسه أمام القطار المسافر إلى لاهور.

في الساعات الأولى من ذلك الصباح، رأى مشهد الرب يسوع داخلاً إلى غرفته ويكلّمه بالهندوسية، «كنت في صلاتك تبحث عن الطريق الصحيح. فلِم لا تقبلها؟ أنا هو الطريق.»

اندفع إلى غرفة والده وقال، «أنا مسيحي. لن أستطيع أن أخدم أحداً غير يسوع. حياتي مُلك له حتى مماتي.»

لا أعرف أحداً دعا باِسم الرب بكل جدية إلاّ وحصل على استجابة. طبعاً هنالك الذين يصلّون للرب حين يكونون تحت وطأة مشكلة صعبة، يَعِدون بالحياة للرب اذا أنقذهم، لكن ينسون بسرعة بعد أن ترتفع الصعوبة عنهم. لكن الله يعلم قلوبهم، يعرف أنهم استغلّوا المناسبة ولم يكن وعدهم ينم عن التزام حقيقي.

لكن الحقيقة الأبدية هي أن الله يُظهر نفسه دائماً لكل من يبحث عنه. في الأماكن التي لا يمكن الحصول على الكتاب المقدس، يمكن أن يظهر في حلم أو رؤيا. وفي بلاد أخرى من خلال قطعة من الكتاب، أو من شهادة شخصية، أم عن طريق مواد مسيحية تصل بطريقة عجيبة تعالج المشكلة. وهكذا وبكل معنى يمكن القول، «أن الذي يطلب الله قد وجده فعلاً.» أمر مؤكّد جداً.



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:27 PM

«إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.» (يوحنا 17:13)
http://www.gospelgifs.com/art_pages_...hrist_face.gif
كل معلّم أو مبشّر بالإيمان المسيحي ينبغي أن يمارس ما يبشّر به. يجب أن يقدّموا للعالم مثالاً حياً للحق. مشيئة الله هي أن يصبح الكلمة جسداً ويحل بشعبه.

يتأثّر العالم بالأعمال أكثر من تأثّره بالكلام. فقد كتب إدجار جيست، «أُفضّل أن أرى موعظة من أن أسمع واحدة في يوم ما.» أو كما يقال أحياناً، «حياتك صارخة إلاّ أنني لا أستطيع أن أسمع ما تقول.»

قيل عن أحد المبشّرين أنه عندما كان يعظ كان الناس كانوا يتمنّون أن لا يغادر المنبر، لكن عندما كان بعيداً عن المنبر تمنّى الناس ألاّ يعتليه ثانية.

قال أيرونسايد، «لا شيء يقفل الشفاه كما الحياة.» وفي نفس الموضوع كتب هنري دراموند، «الإنسان رسالة.» وأضاف كارلايل شهادته الشخصية بقوله: «الحياة المقدسة أفضل وسيلة للشهادة عن الله في عالم الواقع. تحمل الكلمات ثقلاً عندما تكون مدعومة من حياة الشخص.» بينما قال ستانلي جونز، «يصير الكلمة جسداً فينا قبل أن يصير قوة من خلالنا.» وعبّر عن هذا أيضاً أوسوالد تشامبرز، «اذا أنا وعظتُ الأمر الصحيح لكن إن كنت لا أحياه فأكون كمَن لا يُخبر الحقيقة عن الله.»

نعلم أن الرب يسوع المسيح هو الكامل فقط في عمل ما يعظ به. لم يوجد أي تناقض بين رسالته وبين حياته. عندما سأله اليهود، «من أنت؟» أجابهم قائلاً، «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ.» (يوحنا 25:8). كانت سيرته مرادفة لكلامه.

كان أخوان يحملان شهادة الدكتوراة، أحدهما واعظاً والآخر طبيباً. جاءت يوماً امرأة تعاني من مشكلة إلى الواعظ لكنها لم تَعلم أي منهما يسكن ذاك البيت. عندما فتح الواعظ الباب، سألته المرأة، «هل أنت الدكتور الذي يعظ أم الذي يمارس الطب؟» تأثّر الواعظ بهذا السؤال وتجدّدت في نفسه ضرورة الحياة مثالاً لما يُعلِّم.



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:29 PM

«وَهَا أَنْتَ لَهُمْ كَشِعْرِ أَشْوَاقٍ لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ» (حزقيال 32:33)
http://www.gospelgifs.com/art_pages_18/imgs/jes411.gif

إحدى التناقضات في إعلان كلمة أن الناس يغرمون بالمتكلم وليس بالرسالة التي تتطلب القيام بعمل ما من جانبهم.

وينطبق هذا على الوعظ الكنسي. يُعجب الجمهور بالواعظ. يتذكّرون نكاته وأمثلته. أو يتعلّقون بطريقة لفظه. مثل تلك المرأة التي قالت أنها تكاد تبكي كلما سمعت الواعظ يقول تلك الكلمة المباركة «بلاد ما بين النهرين». لكنهم يُصابون بالشلل عند كل ما يتعلّق بالطاعة. عندهم مناعة ضد القيام بعمل. يصابون بالتخدير عند سماع الصوت الممتع.

وهذا أحد الأعراض المألوفة عن خدّام الإرشاد. هنالك البعض الذين يتمتّعون بارتياح سرّي عندما تقدّم لهم المشورة. يزدهرون لكونهم مركز الإنتباه لساعة من الزمن. يتمتّعون كثيراً برفقة المستشار حتى أنهم يصبحون مزمني الإستشارة.

من المفروض أنهم جاءوا يطلبون النصيحة. لكنهم في الواقع لا يريدون النصيحة. لقد صمّموا في قلوبهم. يعرفون ما يريدون أن يعملوا. إن تتفق نصيحة المرشد مع رغباتهم، فيتقوّون. وإلاّ يرفضون نصيحته ويستمرّون في التعنّت بطريقهم.

كان الملك هيرودس ينتمي لهذه الفئة من الهواة. كان يتمتّع بالاستماع ليوحنا المعمدان (مرقس 20:6) لكنه كان سطحياً. لم يكن قصده أن يسمح للرسالة أن تغيّر حياته.

يكتب إيرون لوتزر، «لقد اكتشفت أن معظم المشاكل المحبطة في مساعدة من يأتون في طلب الإستشارة هي أن أغلبهم لا يريدون التغيير. طبعاً مستعدّون للقيام بإصلاحات صغيرة خاصة إذ يقعون في مشاكل بسبب سلوكهم. لكن معظمهم راضون عن خطيّتهم ما دامت لا تفلت من يدهم. وعادة ما يفضّلون أن يبقى عمل الله في حياتهم أقل ما يمكن.»

لقد نجح بعض المستشارين أن يطوّروا استراتيجية لسد الهوّة ما بين السمع والعمل. يعطون طالب المشورة مهمة معيّنة- عملاً يجب أن يقوم به قبل أن يحضر الجلسة التالية. وهذا يتخلّص من عدد من غير الجديّين. يمنع هدر الوقت لكليهما.

خطير جداً أن نصل إلى مسرح الحياة حين نسمع كلمة الله ولا نحرّك ساكناً. ينبغي أن نصلّي لنكون حسّاسين لصوت الرب ومستعدّين للقيام بكل ما يأمرنا به.


Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:30 PM

«لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ» (أشعياء 7:55)

http://www.gospelgifs.com/animated_g...Jesus-0128.gif
يرتجف الخاطئ خوفاً من أن الله لن يقبله. يشكّ التائب المرتدّ في قدرة الله على النسيان. لكن العدد أعلاه يذكّرنا أن الراجعين إلى الرب يقابَلون برحمة كثيرة ومغفرة أكيدة.

يتضح هذا الأمر في قصة تظهر مراراً عبر السنين التي فيها تتغيّر التفاصيل لكن الرسالة واحدة. قصة ابن عاق ترك بيت أبيه وسافر إلى نيويورك وعاش في الخطية والعار، أخيراً وصل إلى السجن. وبعد أربع سنوات في السجن، أُفرج عنه وأراد جداً أن يعود إلى البيت. لكن كان الخوف يعذّبه خشية ألاّ يقبله والده. لم يكن ليستطيع أن يتحمّل خيبة الأمل من رفضه.

أخيراً كتب رسالة إلى والده دون إعطاء عنوان البريد المسترجع. قال أنه سيستقل القطار يوم الجمعة التالي. إن رغبت العائلة في قبوله يجب أن يعلّقوا منديلاً أبيض على شجرة البلّوط أمام البيت. واذا لم يرى منديلاً، بينما يمر في القطار، يستمر في السفر.

ها هو الآن في القطار، عابساً ومنزوياً خوفاً ممّا ينتظره. وحدَث أن جلس إلى جانبه أحد المؤمنين. وبعد عدّة محاولات غير ناجحة، استطاع المؤمن أن يحمله على فتح قلبه ويحكي قصّته. يبعدون الآن حوالي خمسين ميلاً عن بيته. هذا الإبن العاق ما بين الخوف والأمل. أربعين ميلاً. يفكّر بالعار الذي جلبه على والديه، وكيف أحزنهما. ثلاثين ميلاً. تمرّ السنون الهباء في ذهنه. عشرين ميلاً. عشرة أميال. خمسة أميال.

وأخيراً يظهر البيت. يجلس منذهلاً. كانت شجرة البلوط مغطّاة بقطع من القماش الأبيض ترفرف في الهواء. ينهض من مقعده، يحمل حقيبته ويستعد لمغادرة المحطة.

هذه الشجرة ترمز طبعاً للصليب. أذرع ممدودة ومكسوّة بوعود لا تُعَد ولا تحصى للغفران، توميء للخاطيء التائب أن يعود إلى البيت. يا له من استقبال إلى بيت الآب. يا لها من مغفرة غير محدودة عندما يصمّم الهائم على الرجوع.


Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:31 PM


«أَتُسَاعِدُ الشِّرِّيرَ وَتُحِبُّ مُبْغِضِي الرَّبِّ؟ فَلِذَلِكَ الْغَضَبُ عَلَيْكَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ.» (أخبار الأيام الثاني 2:19)
http://www.gospelgifs.com/art_pages_...ges/jrm001.jpg
انضم الملك يهوشافاط إلى الملك الشرّير آخاب في حرب ضد آرام. كان حِلفاً غير مقدّس كاد يكلّفه حياته. لقد اعتقد الآراميّون خطأ أن يهوشافاط هو آخاب وكادوا يقتلونه. ومع أن يهوشافاط نجا من الموت، لكنّه لم ينج من توبيخ لاسع من النبي ياهو. يغضب الله عندما يتعاوَن الصدّيق مع الأشرار ويحب كل من يكرهه.

أين يمكن لمثل هذا الأمر أن يحدث في أيامنا؟ عندما ينضم مؤمنون مسيحيّون مع متحرّرين مُعلنين في حملات دينية كبيرة. هؤلاء المتحرّرين ينكرون عقائد أساسية في الإيمان المسيحي. يسعون لإبطال سُلطة الكتاب المقدس بتشكّكهم وإنكاراتهم. يعرِّفون أنفسهم كمسيحيين، لكنهم في الواقع أعداء لصليب المسيح. إلههم معدتهم. مجدهم في خزيهم. يهتمّون بالأمور الدنيوّية (أنظر فيلبي 19،18:3). لا فائدة لصالح المسيح يمكن أن تتأتّى من مناصرتهم. يجلبون الألم فقط.

تكتسب الحركة المسكونيّة تقدماً، المسيحيون المؤمنون بالكتاب المقدس سيواجهون ضغوطاً شديدة للوقوف مع كل عنصر شرّير في العالم المسيحي. إن رفضوا ذلك يكونوا عرضة للسخرية، وحريّاتهم تحدّد. ولاءهم للمسيح يحتم عليهم أن يسلكوا في طريق منفصل.

أكثر الأمور القاسية تأتي عندما يستخف مؤمنون حقيقيّون بإخوتهم الذين يرفضون العمل مع الأشرار. شائع بين قادة المسيحيّين كلمات الإعجاب والتقدير بأصحاب النهج العصري بينما يهاجمون المتعصّبين بقسوة.

يتودّدون للعلوم المتحرّرة، يقتبسون الكتّاب المتحرّرين ويظهرون التسامح مع الهرطقات الليبراليّة. ومن الناحية الأخرى يقودون النعوث الهازئه لإخوانهم المتمسّكين بالكلمة ويحاولون وضع خطوط واضحة بين البار وبين الشرير.

السعي وراء أعداء الله أو طلب العون منهم، يُعد خيانة. الولاء للمسيح يتطلّب أن نقف إلى جانب أتباعه الغير متساهلين في وجه العدو.



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:33 PM


«لأَنَّهُ كَنَصِيبِ النَّازِلِ إِلَى الْحَرْبِ نَصِيبُ الَّذِي يُقِيمُ عِنْدَ الأَمْتِعَةِ، فَإِنَّهُمْ يَقْتَسِمُونَ بِالسَّوِيَّة». (صموئيل الأول 24:30)
http://www.gospelgifs.com/art_pages_...ges/jes244.gif

بعد أن استعاد داود مدينة صقلّع من عماليق، لم يُرِد بعض رجاله المحاربين من مشاركة مائتين من الرجال بقوا في وادي البسور، بغنائم التي كسبوها من المدينة. فكان حكم داود أن الذين بقوا لحراسة المعدّات يتقاسمون الغنائم بالتساوي مع الذين اشتركوا في القتال.

من وراء كل جندي يشترك في القتال يوجد كثيرون يعملون من وراء الخطوط. في الحرب العالمية الثانية، اشترك حوالي 30% فقط من جيش الولايات المتحدة بالقتال في ساحات المعارك. وكان الباقون في الخدمات المساندة. منهم المهندسون، أمناء المستودعات، المساحة، الإتصالات، المواد الكيماوّية، النقليّات والحكومة العسكرية.

يمكن إجراء مقابلة لهذه الحالة مع عمل الرب. مع أن جميع المؤمنين جنود، لا يكونوا جميعاً في الخطوط الأمامية. ليس جميعهم وعّاظاً، أو كارزين أو معلّمين أو رعاة. ليس جميعهم مُرسَلين يخدمون في الجبهات العالمية.

يوجد في جيش الله المساندون أيضاً. محاربوه المصلين لكي مجرى القتال. هناك وكلاؤه المُخلِصين الذين يعيشون مضحّين ليتمكّنوا من إرسال أموال أكثر للجبهة. هنالك الذين يقدمون الطعام والمسكن للذين يواجهون النزاع مع العدو. فكِّر بأولئك الذين يقومون بطباعة المخطوطات التي ستحمل الرسالة يوماً ما لبلاد بعيدة.

فكّر بالذين يعملون بالتحرير، بالترجمة وبطباعة الأدب المسيحي. فكّر بالنساء اللواتي يتميّزن بالخدمة في البيوت، يربين أولادهن وبناتهن ويعدوهم لخدمة الملك. مقابل كل جندي في ساحة القتال يوجد العديدون الذين يعملون في جيش المساندة.

عندما توزّع المكافآت، يحصل الذين كان دورهم داعماً على حصة مساوية للذين حصدوا هتافات الأبطال. أولئك الذين خدموا وبكل هدوء من وراء خطوط القتال سينالون الكرامة المساوية للكارزين المشهورين.

يستطيع الله أن يصنّف الكل. يستطيع أن يقيس مقدار ما قدّمه كل شخص. ستكون هناك مفاجآت كثيرة. أناس لم يكونوا ظاهرين، ظناً منّا أنهم لم يكونوا ذوي أهمية سيتسلّمون مراكز سامية. لولاهم، لكنا نحن عديمي النفع.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:34 PM

«لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ و (مرقس 30،29:10)
https://files.arabchurch.com/upload/i...4812011835.gif

أعظم استثمار هو استثمار الحياة في الرب يسوع المسيح. أهم الإعتبارات في أي استثمار هو المحافظة على سلامة رأس المال ونسبة الفائدة. وعلى هذا الأساس لا يمكن مقارنة أي استثمار مع الحياة التي نحياها لله.

رأس المال مضمون السلامة تماماً لأنه قادر أن يحفظ ما عهدناه به. (تيموثاوس الثانية 12:1). أما الربح فيذهل العقل بعظمته.

في قطعة اليوم يَعِد الرب يسوع المسيح أن يكافيء بمائة ضعف. وهذا الربح يساوي فائدة بمقدار 10،000%، هذا ما لم يسمع به العالم من قبل. لكن هذا ليس كل شيء.

الذين تركوا ترف البيوت ليخدموا الرب يسوع موعودين بدفء وراحة بيوت عديدة حيث يلاقون لطف الله إكراماً للمسيح.

الذين يتنازلون عن فرح الزواج والعائلة، أو الذين يتركون خلفهم امتيازات ملكّية أرض أو بيت ويكسبون امتيازات أكثر لبلاد وحتى قارّات لاِسم المسيح الغالي.

يَعدهم أيضاً بالإضطهادات. يبدو هذا لأّول وهلة ملاحظة سلبيّة في سيمفونّية متجانسة. لكن المسيح يتضمّن الإضطهادات كربح للإستثمار. مشاركة المسيح في آلامه هي كنز أعظم من كل غنى مصر (عبرانيين 26:11).

هذه هي الأرباح في هذه الحياة. ويضيف الرب قائلاً، «وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.» هذا تطلُّع بتوقَّع إلى الحياة الأبدية بكمالها. ومع أن الحياة الأبدية عطيّة ننالها بالإيمان، سيكون هناك إمكانيّات مختلفة للتمتّع بها. الذين تركوا كل شيء وتبعوا يسوع يحصلون على مكافآت أعظم.

عندما نفتكر بهذه الفوائد الفائقة من الحياة المستثمرة لله، نشعر بالإستهجان من عدم كثرة الناس المشتركين. يمكن أن يكون المستثمرون حكماء في الأسهم والسندات، لكنهم ويا للعجب أغبياء عندما يكون الكلام عن أفضل استثمار من بين الكل.





Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:35 PM

«تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا» (أمثال 11:25) المزج ما بين تفاحة من الذهب في قاعدة فضيّة مسرّة للبصر. يليق الإثنان لبعضهما. ونفس الشيء ينطبق على كلمة الله الذهبية التي ينطق بها في الوقت المناسب. «لِلإِنْسَانِ فَرَحٌ بِجَوَابِ فَمِهِ وَالْكَلِمَةُ فِي وَقْتِهَا مَا أَحْسَنَهَا» (أمثال 23:15).
http://up3.up-images.com/up//uploads...58e77665d2.gif
كانت مرسلة متقاعدة تعاني من مرض السرطان ترقد على فراش الموت، وكانت لا تزال واعية لكن غير قادرة على الكلام. يجلس إلى جانبها أحد شيوخ الكنيسة الأتقياء عند انقضاء وقت الزيارة المسائي. ينحني فوق سريرها ويقتبس من سِفر نشيد الأنشاد 5:8، «مَنْ هَذهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟» تفتح عينيها وتبتسم. وكان هذا آخر اتصال لها مع هذا العالم الحزين والمتألم. وقبل بزوغ الفجر تترك هذه البرية متكئة على حبيبها. كانت تلك الكلمة المناسبة.

تعاني إحدى العائلات حزناً على فراق عزيز. يتجمّع الأصحاب حاملين رسائل تعزية، لكن لم يبدُ أنها تطفيء الألم. تصل رسالة من الدكتور أيرونسايد يقتبس فيها المزمور 5:30، «عِنْدَ الْمَسَاء يَبِيتُ الْبُكَاءُ وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ». وقد ثبت أن هذه الكلمة كانت المناسبة من عند الله لتقطع سلسلة الحزن.

انت مجموعة من المؤمنين الشباب في رحلة طويلة، فبدأ أحدهم يشارك في بعض شكوكه عن الكتاب المقدس كان قد تعلمّها في أحد دروسه الجامعية. وبعد فترة من الإستماع، قام أحد الشباب الساكتين، من المشتركين الهادئين، بمفاجأة المجموعة باقتباسه لأمثال 27:19 من ذاكرته: «كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ اسْتِمَاعِ التَّعْلِيمِ لِلضَّلاَلَةِ عَنْ كَلاَمِ الْمَعْرِفَةِ». كانت هذه تفاحة ذهبية في قاعدة فضية.

تحكى قصة مألوفة عن أحد الملحدين باسم إنجرسول، حيث وقف أمام جمهور كبير من الناس، تحدّى الله أن يميته خلال خمسة دقائق إن كان الله موجوداً. مرّت الخمس دقائق والجميع في حالة شديدة من التوتّر. وقد كان بقاء إنجرسول على قيد الحياة ليدل على عدم وجود الله. عندها وقف أحد المؤمنين الغير متميّزين وسط الجمهور وسأل، «يا سيّد إنجرسول، هل تعتقد أنك تستطيع أن تستنفذ كل رحمة الله في خمس دقائق؟» كانت كلمة مصيبة للهدف.

الكلمة الصحيحة، في الوقت المناسب هي في الحقيقة عطية من الله. فلنشتهِ عطية الله لكي يستخدمنا الروح القدس لنقول كلمات تعزية، تشجيع، تحذير وتوبيخ في الوقت المناسب.



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:36 PM


«...فَخَافُوا عِنْدَمَا دَخَلُوا فِي السَّحَابَةِ.» (لوقا 34:9)
http://www.gospelgifs.com/art_pages_...ges/jesus7.gif

كان كل من بطرس ويعقوب ويوحنا مع يسوع على الجبل. وعندما شعروا أن هذه لحظة مهمة في التاريخ ورغبة منهم في البقاء والحفاظ على هذا المجد، اقترح بطرس أن يبنوا ثلاث خيام، واحدة لكل من المسيح، موسى وإيليا. وهذا طبعاً كان ليضع المسيح معادلاً لقدّيسين من العهد القديم. عارض الله هذا الإقترح بتظليلهم بغيمة. ويُخبرنا لوقا أنهم خافوا عندما دخلوا الغيمة.

ما كان ينبغي أن يخافوا. كانت غيمة من المجد وليس من الدينونة. كانت ظاهرة مؤقّتة وليست حقيقة واقعيّة من الحياة. كان الله في الغيمة، مع أنه لم يكن ظاهراً.

تأتي الغيوم أحياناً إلى حياتنا ومثل التلاميذ نخاف الدخول في إحداها. عندما يدعونا الله لخدمة جديدة، مثلاً، يلفّنا خوف من المجهول. نتخيّل أسوأ الأخطار، التعب وأوضاع لا تناسبنا. فنحن في الواقع خائفون من البركات. عندما ترتفع الغيمة، نعرف أن إرادة الله صالحة ومقبولة وكاملة.

نخاف عند دخول غيمة المرض. تنشغل أفكارنا بإنذارات الخطر. نفسر كلام الطبيب وتعابير وجهه كأنها بشير شؤم. نرى في كل علامة إشارة لمرض فتّاك. لكن عندما نستعيد صحّتنا، نسمع أنفسنا نقول مع المرنّم، «خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ» (مزمور71:119). كان الله في الغيمة ولم نعلم ذلك.

نخاف عندما ندخل غيمة الحزن. ما الخير الذي يمكن أن يصدر عن كل هذه الدموع والحزن على الفاجعة؟ يبدو كأن كل عالمنا قد انهار من حولنا. لكن هنالك تعليمات في الغيمة. نتعلّم كيف نعزّي غيرنا بما عزّانا به الله. نبدأ في فهم دموع ابن الله بطريقة لم نعهدها من قبل.

لا ضرورة للخوف عند دخول غيوم الحياة. فيها تعليم. إنها وقتيّة. غير هدّامة. يمكن أن تغطّي وجه الله لكن ليس محبته وقوته. لذلك تهتف قلوبنا بكلمات وليم كاوبر:
أيها القديس الخائف تشجّعْ من جديد،
الغيوم التي تخافها مليئة بالرحمة
وستنصبُّ البركات فوق رأسك.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:37 PM

«...لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ.» (مزمور10:147)
http://img52.imageshack.us/img52/54/32zg.jpg
يمكن أن نربط هذا مع عالم الرياضة. فنجم السباق، الرشيق والسريع، يقطع خط النهاية رافعاً ذراعيه إلى الأعلى علامة النصر. لاعب كرة السلة يسرع ليُدخِل الكرة في سلّة المنافس ليُعلن كسب المباراة. بطل كرة القدم، عضلات قوية يتقدّم دون تردّد عبر خطوط الملعب.

الجمهور ملتهب حماساً. يقفزون، يصيحون ويهتفون (وأحياناً يشتمون ويسخرون). مُعجبَون، متعصّبون ويشاركون عاطفياً في اللعب. يمكنك القول أنهم يرضون بساقَي الرَّجُل، أي في مقدرته في لعب المباراة.

لا يهدف عدد اليوم أن يمنعنا من الإهتمام بالرياضة. في مواضع أخرى يمتدح الكتاب المقدس التدريبات الجسدية. لكن عدم رضى الله من ساقَي الرَّجُل يجب أن يذكّرنا لنحافظ على اتّزان معيّن في أولويّاتنا.

يسهل على الشاب المؤمن أن ينشغل برياضة ما حتى تصبح شغله الشاغل في الحياة. فكل مجهوده ينصب في محاولة التميّز. يضبط نفسه، طعامه ونومه. يتدرّب بلا انقطاع، ليتقن مهاراته في كل مباراة. يداوم على خطة تدريب، ليحافظ على لياقته البدنية. يفكّر ويتحدّث عن رياضته وكأنها كل حياته. ربما يكون كذلك.

أحياناً يشعر هكذا شاب بأنه مقصّر مع الرب عندما يدرك أن الله لا يرضى بساقَي الرَّجُل. ينبغي أن يتبنّى وجهة نظر الله إن كان يريد أن يقيم شركة معه.

فبماذا إذا يسرّ الرب؟ العدد الحادي عشر من المزمور147 يخبرنا، «يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ». وبكلمات أخرى يهتم الله بكل ما يختص بالروح أكثر من الجسد. يعكس هذا الرسول بولس عندما يقول، «لأَنَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيلٍ، وَلَكِنَّ التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ» (تيموثاوس الأولى 8:4).

بعد مائة عام من اليوم، عندما تصمت الهتافات، ويفرغ ميدان اللعب، ويُنتسى عدد الأهداف، فكل ما له قيمة في الحياة هو كل من طلب أوّلاً ملكوت الله وبره.



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:38 PM

«لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ.» (مزمور7:11)
http://img69.imageshack.us/img69/5324/13wz.jpg
الرب نفسه عادل ويحب أن يرى شعبه يمارس سبل العدل. يُسر عندما يقوم المؤمنون باختيار ما هو متوافق مع القانون الأخلاقي الإلهي.

لكن ليس دائما ما يَسهُل ذلك في عالم كعالمنا. نقع دائماً في تجارب تشدّنا للتساهل في مجالات الأخلاق والتصرفات. بعض هذه التجارب صريحة، وبعضها باِلغواية. يتطلّب الأمر قوة تمييز وثبات ليسلك الشخص في خط مستقيم.

الرشوة والردّ العنيف شكلان من عدم العدالة. وكذلك الهدايا التي تقدّم لوكلاء المشتريات لكسب حكمه- من الخطأ دفع مبالغ بصكّات لا رصيد لها على أمل إيداع بعض المال قبل صرف الصكّات. غير قانوني إرفاق رسالة في طرد بريد دون دفع تكاليف الرسالة. ونوع من الخداع أيضاً أن تقول لزميل لك أن مدير العمل غير موجود بينما هو جالس في المكتب المجاور. عدم الأمانة في وقت مكان العمل أو في حساب المصاريف وخلطها بالمصاريف الشخصية التي لا علاقة لها بالعمل. وهنالك طبعاً ممارسة إخفاء بعض المدخول عن مصلحة الضرائب بشتّى الطرق. وباء الإحتيال على شركات التأمين قد وصل إلى نِسب كبيرة. المماطلة في العمل أو العمل دون المستوى. إحدى الإساءات المتكرّرة هي استغلال وقت صاحب العمل للقيام بأعمال شخصية دون الإستئذان. ليس عدلا أن تساند ذويك أو أصدقائك عندما يكونوا على خطأ. هذا يدل على حب ليس في محلّه وولاء زائف. نخدم العدالة عندما نقف مع الحق ضد الباطل، دون أخذ شخصية المذنب بعين الإعتبار.

وكذلك من الخطأ الوقوف إلى جانب شخص محروم بدعوى أن أحداً ينبغي أن يصادق المتعدّي. ينجح هذا العمل في خلق انقسامات في الكنيسة وقساوة قلب المعتدي والاستمرار في شّره. وأخيراً، ليس من الصحيح أبداً أن يتحّمل شخص نفسه التوبيخ على عمل لم يقم به.

هنالك أشخاص محبّون للسلام ومستعدّون أن يحتمّلوا التوبيخ عندما يرفض المذنب الإعتراف بذنبه. لا يمكن أن يعم السلام على حساب التضحية بالحق.
تشجّع أيها الأخ، لا تتعثّر،
مع أن الطريق مظلم كسواد الليل،
هنالك نجم يرشد المتّضع،
«اتّكل على الرب واعمل الصواب.»



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:39 PM

«لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ.» (يعقوب 20:1)

http://img52.imageshack.us/img52/1227/26ek.jpg
الصورة ليست غير مألوفة. اجتماع عمل في الكنيسة. يجب اتّخاذ قرار. ليس في عقائد الإيمان المهمّة. ربما في بناء إضافة للكنيسة أو طلاء المطبخ، أو توزيع أموال. تتفجّر النزاعات، تهيج الأعصاب ويعلو الصراخ.

ويسيطر على الوضع بعض أصحاب الأصوات المرتفعة، ثم يتركون متوهّمين أنهم قد عملوا على تقدُّم عمل الرب. لقد طوّروا أموراً أخرى، لم يطوّروا عمل الرب ولم ينجزوا إرادته. غضب الإنسان لا يصنع عدل الله.

هنالك قصة عن إيمرسون وقد اندفع خارجاً من أحد اجتماعات لجنة ما حيث كان هناك الكثير من المشادّات والنزاعات الفكرية. وبينما كان لا يزال يغلي غضباً، كأنه سمع الغيوم تقول له، «لِمَ الغليان أيها الإنسان الصغير؟» وقد علّق على هذا ويزرهيد قائلاً، «ما أعجب تلك النجوم الصامتة في جلالها وبُعدها الجميل، تُهدِّئ أرواحنا كأنها تقول، «الله عظيم ويهتم بك ولا يبدو أن هناك أمراً مهماً يقلقك.»

نعلم طبعاً أن هناك وقتاً يكون فيه الغضب مبرّراً. ذلك عندما تكون كرامة الله في خطر. لكن يعقوب لم يكن يفكّر في هذا عندما تحدّث عن غضب الإنسان. إنه يقصد الرجل الذي يصر على السير في طريقه، وعندما يحاول أحدهم صدّه، ينفجر غاضباً. يفكّر يعقوب برجل متكبر يعتبر حكمة على الأمور معصوماً عن الخطأ ولذلك لا يتسامح مع معارضيه.

عند إنسان هذا العالم يعتبر تفجّر الأعصاب دليلاً على قوة. وهي علامات القيادة، ووسيلة لفرض الإحترام. يعتقد أن الوداعة ضعف.

لكن المؤمن يعرف ما هو أفضل. يعرف أنه عندما يفقد السيطرة على أعصابه، يفقد احترامه. كل ثوران عصبي يعد فشلاً لأنه من أعمال الجسد وليس من ثمر الروح.

علّمنا يسوع ما هو أفضل. طريقة ضبط النفس، إعطاء مكان لغضب الله، إظهار الوداعة لكل الناس. طريق تحمل الضرر بصبر، تحويل الخدّ الآخر. يعرف المؤمن أنه يعيق عمل الله بثورانه، يحجب كل اختلاف ما بين نفسه وبين غير المؤمن، يتحكّم بشفتيه شهادة لحياته.






Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:40 PM

«أَمَا إِلَيْكُمْ يَا جَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَطَلَّعُوا وَانْظُرُوا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي الَّذِي صُنِعَ بِي الَّذِي أَذَلَّنِي بِهِ الرَّبُّ يَوْمَ حُمُوِّ غَضَبِهِ.» (مراثي أرميا 12:1)
http://img338.imageshack.us/img338/4...sus11112ce.jpg

عندما أتقدّم إلى مائدة الرب، أقول أحياناً في نفسي، «ما الخطب فيّ؟ كيف أستطيع الجلوس هنا، أتأمّل في آلام المخلّص ولا تنسكب دموعي؟»

واجَه أحد الشعراء المجهولين هذه الأسئلة نفسها فكتب يقول: «أأنا حجر لا إنسان لأقف يا رب تحت صليبك وأحصي نقط الدم، نقطة نقطة، دمك النازف ببطء ولا أنوح؟ لم تكن الشمس ولا القمر هكذا، خبّئا وجهيهما في سماء الليل المظلم، بينما اهتزّت الأرض وتأوّهت- أما أنا أنظر، غير مكترث. أيها الرب القدير، ينبغي ألا أكون أو أعرف الغضب الذي تحمَّلَ. أصلّي يا رب أن تلتفت إليَّ ثانية وتضرب هذه الحجر، قلبي.»
وبنفس الروح كتب آخر: «أتعجّب من نفسي أيها الحمل المحب، النازف دمه للموت، أستعيد السر مرّة تلو المرّة ولا أكترث لأحبك أكثر.»

أعجب بالنفوس التي تتأثر بآلام الفادي إلى درجة الإنفجار بالبكاء. أذكر حلاّقي، رالف روكو. كان يقف ويقص عليّ الآلام التي تحمّلها المخلّص. فتمتليء عيونه بدموع تتساقط على الغطاء القماشي ويقول: «لا أدري لِمِ كان مستعدّاً أن يموت من أجلي. ما أنا إلاّ بائس. ومع هذا حمل عقاب خطاياي على جسده في الصليب.»


فكّر بالمرأة الخاطئة التي غسلت بدموعها رِجليَ المخلّص، ومسحتهما بشعر رأسها، وقبَّلت قدميه ومسحتهما بزيت (لوقا 8:7). مع أنها كانت تعيش قبل الصلب، كانت متناغمة عاطفيّاً ممّا أنا بكل معرفتي الفائقة والإمتياز الذي لي.

لماذا أشبه قطعة من الثلج؟ هل لأني ترعرعت في ثقافة تقول أن البكاء ليس من شِيَم الرجال. ليس عيباً أن نبكي في ظِل الجلجثة، العيب يكمن في عدم البكاء.

أقتبس كلمات أرميا لأرفع صلاة، «يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ فَأَبْكِيَ نَهَاراً وَلَيْلاً قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي» (أرميا 1:9). أنوح على الآلام والموت الذي سببته خطاياي للمخلّص الذي بلا خطية. وأقبل لنفسي كلمات اسحاق واتس الخالدة: ليتني أخبيء وجهي الخجول، عند ظهور صليبه العزيز، يتوب قلبي شاكراً، وتنسكب من عيني الدموع.

يا رب، نجّني من لعنة الأعيّن الجافّة المسيحية.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:41 PM

«...لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضاً عَنِ الرَّمَادِ وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضاً عَنِ النَّوْحِ وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضاً عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ.» (أشعياء 3:61)
http://img371.imageshack.us/img371/1597/mmn21gu8wi.jpg

في هذه القطعة المجيدة، يصف المسيّا بعض التغييرات العجيبة التي يُحدثها في أولئك الذين يقبلونه. يعطي جمالاً عوضاً عن الرماد، فرحاً بدل النوح وتسبيحاً بدل اليأس.

نأتيه برماد الحياة المحترقة بالمسرّات، برماد الجسد المدمّر بالمسكر والمخدرات. نأتيه برماد السنين الضائعة في البرية، أو برماد الأمل المحبط والحلام المتكسّرة. وماذا نأخذ بالمقابل؟ يعطينا جمالاً، جمال إكليل العروس المتألّق. يا له من تعويض! يقول ج. ترويت، «المسكين المنهك من الخطية ينال كرامة عندما يصبح مرافقاً للروح القدس.» لم تتخلّص مريم المجدلية، التي كانت مسكونة بسبعة أرواح، من الأرواح فقط بل أصبحت ابنة للملك. يأتي إليه الكورنثيّون بكل انحطاطهم ويتغيّرون، يتقدّسون ويتبرّرون.

نأتيه بدموع الحزن. دموع سَبَتها الخطية، الهزيمة والفشل. دموع نتيجة مأساة وخسارة. دموع على زواج فاشل وأولاد مشاكسين. هل يمكنه عمل شيء بهذه الدموع الحارّة المالحة؟ نعم، يستطيع أن يمسحها ويعطينا زيت فرح عوضاً عنها. يعطينا فرح المغفرة، فرح القبول، فرح عائلته، فرح اكتشاف هدف لوجودنا. وباختصار، يعطينا «فرح وليمة العرس عوضاً عن الكرب الثقيل.»

وأخيراً، يأخذ منّا روح اليأس. جميعنا نعلم ما تشبه هذه الروح، حَملْ الشعور بالذنب، الندم، العار والخزي. روح الوحدة، الرفض والخيانة. روح الخوف والقلق. يأخذها جميعها ويعطينا رداء التسبيح. يضع ترنيمة جديدة في أفواهنا تسبيحة للرب إلهنا (مزمور 3:40). يمتليء المتذمّر بالشكر والمجدّف بالعبادة.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:42 PM

«أَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً.» (لوقا 35:6)
http://img190.imageshack.us/img190/4957/6483kd.jpg

تتعلّق وصايا ربّنا هذه بسلوكنا تجاه الناس، مؤمنين وغير مؤمنين، لكن سنتأمل فيما يختص بالمعاملات المالية بين المؤمنين. ومن المؤسف جداً أن معظم النزاعات الشديدة بين المؤمنين سببها الأمور المالية. ينبغي ألاّ يكون الأمر كذلك، لكن ولسوء الحظ يصح القول المأثور: عندما يدخل المال من الباب، تخرج المحبة من الشباك.

أبسط الحلول هو منع المعاملات المالية بين جميع القديسين، لكن لا يمكننا عمل ذلك لأن الكتاب المقدس يقول لنا، «وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً» (لوقا 30:6). لذلك ينبغي أن نتبنّى خططاً تمكنّنا من إطاعة كلمة الله وتحاشي النزاع الذي ينشب بين الأصدقاء.

يجب أن نعطي لحاجة حقيقية فقط. ينبغي أن تكون العطية بلا شروط. يجب ألاّ تربط الشخص الآخر بواجب التصويت إلى جانبنا في اجتماع الكنيسة أو يدافع عنّا عندما نكون على خطأ. يجب ألاّ نحاول «شراء» الناس بمعاملتنا الحسنة.

هنالك بعض الإستثناءات للوصية التي تقول أن نعطي لجميع الناس. يجب ألاّ نعطي لتمويل المقامر أو السكّير أو المدخّن. ينبغي ألاّ نعطي لمشروع سخيف الهدف مثل إطعام أناس جشعين.

عندما نقرض لمشروع مستحق، ينبغي أن نعمل ذلك غير آملين باسترداد مالنا. عدم الإرجاع لا يؤثّر على صداقتنا. ويجب ألاّ نفرض فائدة على القرض. فإن كان هذا يُطلَب من يهودي يعيش تحت الناموس (لاويين 35:25-37)، فكم بالحري من المؤمنين، الذين يحيون تحت النعمة، ألاّ يجبون فائدة من زميل مؤمن.

عندما تكون حالة نكون فيها غير متأكّدين إن كانت الحاجة حقيقية، فمن الأفضل عادة أن نحاول سد الحاجة. فإن كنا مخطئين، فمن الأحسن أنّنا أعطينا ونكون إلى جانب النعمة.

عند العطاء للآخرين، بنبغي مواجهة حقيقة أن مَن تسلّم الصدقة غالباً ما يشعر بالإستياء من المعطي. وهذا ثمن يجب أن نكون مستعدّين لدفعه. عندما قيل لديزرائيلي أن هنالك شخص يكرهه قال، «لا أعلم لماذا. لم أعمل له شيئاً مؤّخراً.»



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:43 PM

«فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ». (لوقا 28:5)
http://img190.imageshack.us/img190/9940/6500nw.jpg
تخيّل لاوياً يجلس إلى مائدة على الطريق يجمع الضرائب من المارّة. جابي الضرائب النموذجي، يضع في جيبه مبلغاً كبيراً من المال بدل أن يدفعه للحكومة الرومانية الممقوتة.

في هذا اليوم كان يسوع مارّاً وقال له، «إتبعني.» فحدثت يقظة روحية عظيمة في حياة ذاك اللاوي. رأى خطاياه مكشوفة. أدرك أن حياته فارغة. سمع وعداً بما هو أفضل. وكانت استجابته فورية. «ترك كل شيء وتبعه.» وهكذا استبق كلمات آمي كارمايكل في أحد أشعارها، «سمعتَه يُنادي، تعال واتبَعني! كان هذا كل شيئ. ذَهَبي الأرضيِّ صار قاتماً، تَبِعَتهُ روحي، قُمتُ وتَبِعته: هكذا وبكل بساطةٍ. من لا يتبع إن سمع صوته ينادي؟»

لكن لاوي، أو متّى كما يُعرف، لم يعلم في ذلك اليوم عندما استجاب لدعوة المسيح عن الأشياء العظيمة التي ستنبُع من إطاعته.

أوّلاً، اختبر بالطبع بَركة الخلاص التي لا تُثمَّن. فمنذ ذلك الوقت وصاعداً كان فرحه عظيماً حتى في ساعات حزنه ويفوق كل سعادة سابقة قبل إتّباعه ليسوع. واستطاع منذ ذلك أن يقول كلمات جورج ويد روبنسون، «يحيا شيء في كل مظهر، ما لا تراه أعيُن مَن ليس مؤمناً بالمسيح.»

أصبح متّى واحداً من الإثني عشر رسولا. عاش مع الرب يسوع، سمع تعاليمه التي لا مثيل لها، أصبح شاهداً على القيامة، بشّر بالرسالة المجيدة، وأخيراً وضع حياته لأجل المخلّص.

لقد حصل متّى على الإمتياز العظيم في كتابة الإنجيل الأوّل. نقول أنه ترك كل شيء، لكن الرب سمح له أن يحافظ على قلمه. ذاك القلم الذي استخدمه ليصوّر الرب يسوع ملكاً حقيقياً على اليهود.

أجل، ترك متّى كل شيء، لكن بعمله هذا، ربح كل شيء، واكتشف القصد الحقيقي لوجوده.

هنالك حكمة في وصول دعوة المسيح لكل رجل وامرأة، صبي وبنت. يمكننا أن نقبل أو نرفض. إذا قبلنا، يباركنا أكثر ممّا نحلم به. إذا رفضنا، يجد غيرنا ليتبعوه. لكن لا يمكننا أن نجد مسيحاً أفضل لنتبعه.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:44 PM


«فَالْجَمْعُ قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ».» (يوحنا 29:12)

http://img414.imageshack.us/img414/5817/a34fu.jpg
تكلّم الرب لتوه من السماء بصوت واضح. قال البعض أنه رعد. لقد أعطوا شرحا طبيعيا لما كان إلهيّاً وعجيباً.

هذا موقف من بين عدّة يمكن أن نتّخذه اليوم في ما يختص بالعجائب. نستطيع أن نفسرّها بما لا يزيد عن أحداث طبيعية.او نقول بكل بساطة أن عصر العجائب قد ولىّ. فيمكن أن ننفيها بتاتاً ولا تحدث.

موقف ثالث يتوجّه إلى التطرّف ويدعي أن اختبار العجائب هو في الواقع لا شيء سوى نتاج الخيال النشيط.
التوجّه الصحيح يكون بالإعتراف أن الله قادر على عمل العجائب في أيامنا. هو الرب ذو السُلطة ويستطيع أن يعمل كما يرضيه. لا يوجد أي نص كتابي يدل على أنه تخلّى عن العجائب كطريقة للإعلان عن ذاته.

تحدث عجيبة في كل وقت يولد أحدهم ولادة جديدة. برهان عملي على قوة إلهية، إنقاذ شخص من ملكوت الظلمة ونقله إلى ملكوت محبة ابن الله.

هنالك عجائب شفاء في الوقت الذي نفذ فيه مفعول الدواء وفقد الإنسان كل أمل. عندها، واستجابة لصلاة الإيمان، يلمس الله أحياناً الجسد ويعيد الشخص إلى صحته.

هنالك عجائب تدبير، عندما تفرغ حافظة النقود. عجائب إرشاد عندما تقف على تقاطع طرق ولا تعلم أي اتجاه تأخذ.

هنالك عجائب حماية، مثلاً، عندما يخرج أحدهم دون خدش من كومة من الفولاذ كانت قبلاً سيارة.
أجل، لا يزال الله يعمل العجائب، لكن ليس بالضرورة نفس العجائب. لم يختَر أبداً أن يعيد العشرة ضربات التي أنزلها على مصر. ومع يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد، لا يعني هذا أن أساليبه متشابهة. حقيقة إقامته لموتى بينما كان على الأرض لا تعني أنه يقيم الموتى اليوم.

وكلمة أخيرة! ليس جميع العجائب إلهية. إبليس وأعوانه يستطيعون القيام بعجائب. في اليوم الآتي، سيخدع الوحش الثاني في رؤيا 13 سكان الأرض بالعجائب التي سيقوم بعملها. حتى في أيامنا ينبغي أن نفحص كل عجيبة مزعومة على ضوء كلمة الله وعلى ضوء التوجيه الذي يُقاد الناس به.



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:45 PM

«لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلَّهِ.» (كورنثوس الثانية 13:5)
http://img316.imageshack.us/img316/9...zoom7777kk.jpg

لِلّه جنود غير نظاميّين في جيشه، وغالباً ما يكون هؤلاء هم الذين يكسبون الإنتصارات الكبيرة. في غيرتهم للرب يبدون غريبي الأطوار. يستخدمون أساليب أصلية بدل التشبّث بالأساليب التقليدية. دوماً يقولون ويعملون غير ما هو متوقّع. يمكنهم كسر اللغة ويخرقون كل القواعد المعروفة في الكرازة وفي التعليم، ويحصِّلون أرباحاً عظيمة لملكوت الله. يكونون مثيرين في أغلب الأحيان إلى درجة شحن الجو بالكهرباء. يُصاب الناس بصدمة ولكن لا ينسونهم أبداً.

هؤلاء الغير نظاميين يسبّبون عادة الحرج لِمَن يتسّمون بالتقليديّين، ولهؤلاء الذين يهابون فكرة التعدّي على المعايير الثقافية. يحاول المؤمنون تغييرهم، ليجعلوهم عادييّن، ليطفئوا النار. لكن، ولحسن طالع الكنيسة تبوء جهودهم عادة بالفشل.

يصعب علينا أن نؤمن أن ربّنا كان يبدو غريباً لمعاصريه. «كان متحمّساً لعمله إلى حد ينسى فيه تناول الطعام، أراد أمه وإخوته أن يأخذوه إلى البيت لأنهم اعتقدوا أنه غريب الأطوار. قالوا، إنه فاقد عقله. لكن هو الوحيد الذي كان سليم العقل وليس إخوته» (ماكنتوش ماكاي).

واضح كذلك أن الناس اتهموا الرسول بولس بأنه غريب الأطوار. وقد أجابهم بقوله: «لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلَّهِ» (كورنثوس الثانية 13:5).

لقد سمع معظمنا بأحد جنود الله غير النظاميّين الذي لبس على جسمه لوحاً من الخشب مكتوب على وجهه الأمامي، «مختل لأجل المسيح.» وعلى الوجه الخلفي كتب، «لأجل من أنت مختل؟»

المشكلة مع معظمنا، أنّنا عاديّون في أساليبنا لتحريك المجتمع لِلّه. وكما قال أحدهم: «نترك المتوسّط في مكانه. نشبه بذلك بطرس، واقفين خارج قاعة المحكمة حيث كان يُحاكم يسوع، ندفئ أنفسنا.»

أحد الوعّاظ اللندنيّين المشهورين، رولاند هيل، كان غريب الأطوار. وكذلك س. ت. ستاد. وأيضاً بيلي بري. وكذا الواعظ الإيرلندي نيكولسون. هل نريدهم مختلفين عمّا هم؟ كلاّ، عندما نفتكر كيف استخدمهم الله، نتمنّى لو نكون مثلهم. «من الأفضل أن نكون ألف مرّة غريبين مؤثّرين مِن أن نكون عادييّن غير مؤثرّين. الحب الأول يمكن أن يكون غريباً، لكن نشكر الله لأنه مؤثر، وقد أضاعه البعض منّا.»

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:47 PM

«اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ أَعْرِضْ عَنْهُ. عَالِماً أَنَّ مِثْلَ هَذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُوماً عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ.» (تيطس 11،10:3)
http://img328.imageshack.us/img328/6...ture1285gd.jpg

عندما نفكّر بالهرطوقي، نعتقد عادة أنه الشخص الذي يحمل وينشر أفكاراً مناهضة للحقائق العظيمة في الإيمان. نفتكر بأناس مثل آريوس، مونتانوس، ماركوين وبلاغوس الذين عاشوا في القرن الثاني والثالث الميلادي.

لا أقصد رفض تعريف الهرطوقي لكن أريد أن أجعله شاملاً أكثر. معنى الهرطوقي في العهد الجديد يتضّمن أيضاً كل من يروّج بعناد لتعليم معيّن، حتّى ولو كان ثانويّاً في أهميّته، أي يسبّب انقساماً في الكنيسة. يمكن أن يكون متمسّكاً بالأسُس ولكن يروّج لتعليم آخر يسبّب النزاع لأنه يختلف عن الإيمان المقبول في الشركة التي ينتمي إليها.

معظم المترجمين في الحاضر يسمّونه «رجل تحزُّب» بدل «هرطوقي.» صانع التحزّبات مصمّم على ركوب رأسه حتّى ولو أدّى به الأمر إلى انقسام في الكنيسة. فحديثه يعود حتميّاً لموضوعه المحبّب. فكلّما قلّب في كتابه المقدّس يجد دعماً لرأيه. لا يمكنه الخدمة العلنّية دون ذِكر هذا الموضوع. يلعب على قيثارة ذات وتر واحد، ولحناً واحداً على هذا الوتر.

سلوكه منحرف كليّاً. يتجاهل تماماً آلاف التعاليم في الكتاب المقدس التي تبني القدّيسين بالإيمان، ويتخصّص بعقيدة منحرفة أو اثنتين مسببّاً الإنشقاق فقط. يمكن أن يعزف على نغَم معيّن من النبّوات. أو يتشدّد في إحدى مواهب الروح القدس. أو ربّما تستحوذه الخمس نقاط الكالفنيّة.

عندما يحذّره قادة الكنيسة من متابعة حملاته، لا يتجاوب ولا يُظهر توبة. يصرّ على أنه لا يكون أميناً للرب إن لم يعلّم هذه الأشياء. لا يمكن إسكاته. عنده جواباً «روحياً سامياً» لكل نقاش ضده. حقيقة تسبّبه بانقسام في الكنيسة لا تهمّه ولا تثنيه عن طريقه. يبدو أن قضاء الله لا يؤثّر به، «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدهُ اللهُ» (كورنثوس الأولى 17:3).

يقول الكتاب المقدس أن هذا الشخص مفسد، خاطيء، وقد أدان نفسه. منحرف لأنه «ملتوي الخلق»، «مشوّش الذهن». خاطيء لأن الكتاب المقدس يدين سلوكاً كهذا. وهو يعلم ذلك بالرغم من احتجاجاته التقيّة. وبعد إنذارين ينبغي على الكنيسة أن تتجنّبه أو تحرمه على أمل أن هذا النبذ الإجتماعي يجعله يتخلّى عن التسبّب في التحزّبات.



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:48 PM

«لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ.» (متى 20:18)

http://img264.imageshack.us/img264/5...sician11ro.jpg
عندما نطق يسوع بهذه الكلمات كان يشير إلى انعقاد اجتماع الكنيسة لبحث أمر عضو أخطأ ويرفض التوبة. لقد فشلت كل المحاولات السابقة لتقويم المتعدّي والآن يقف أمام الكنيسة. إذا استمر في رفض التوبة فينبغي عزله من شركة الكنيسة. يعد الرب يسوع بحضوره في اجتماع كهذا المنعقد لمعالجة أمر في التأديب الكنسي.

لكن لهذا العدد تطبيقات أوسع. صحيح أنه حيثما وكلما اجتمع اثنان أو ثلاثة باِسمه. الإجتماع باِسمه يعني اجتماع كنيسة المؤمنين. يعني أن يجتمعوا سويّة تحت سلطانه، يعملوا نيابة عنه. يعني الإجتماع معه وهو الجاذب. معاً بحسب ممارسة الكنيسة الأولى «لأجل تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز وفي الصلاة» (أعمال 42:2). معاً مع يسوع في المركز، مجتمعين له (تكوين 10:49، مزمور5:50).

حيثما يجتمع المؤمنون كذا لشخص الرب يسوع، يعد أن يكون حاضراً. لكن يسأل أحدهم، «أليس حاضر هو في كل مكان؟ أليس هو الكلّي الوجود، أليس هو موجود في كل الأماكن وفي نفس الوقت؟» الجواب بالتأكيد نعم. لكنّه يعِد أن يكون حاضراً بطريقة خاصة حين يجتمع القدّيسون باسِمه.

«هناك أكون في وسطهم.» أي أن هذا هو الدافع القوي الوحيد لنكون أمناء في حضورنا اجتماعات الكنيسة المحلية. الرب يسوع موجود بطريقة خاصة. كثيراً ما لا نكون واعين ومدركين لوعد حضوره. في هذه المراّت نقبل حقيقة وجوده بالإيمان المؤسّس على وعده. لكن هنالك مرّات أخرى يظهر فيها نفسه لنا في طُرق غير عادية. فأحياناً عندما تبدو السماء منحنية إلى الأسفل. وأحياناً عندما تنحني قلوبنا تحت تأثير الكلمة.

وأحياناً حين يملأ مجد الرب المكان ويسقط على الشعب خوف الله ووقاره وتجري الدموع من ذاتها. أحياناً حين تشتعل قلوبنا في داخلنا.

لا نعرف مواعيد هذه الزيارات المقدّسة. تأتي بلا إعلان مسبق غير متوقّعة. فإن لا نكون حاضرين، نخسرها. فنشترك مع توما في خسارته إذ لم يكن موجوداً عندما ظهر يسوع للتلاميذ في مساء يوم قيامته (يوحنا 24:20). كانت لحظة مجد لا يمكن استعادتها أبداً.

إن كنّا حقّاً نؤمن أن يسوع حاضر عندما يجتمع الناس باسِمه، فنكون مصرّين جداًّ على الحضور أكثر ممّا لو كان رئيس الدولة حاضراً. لا شيء سوى الموت أو مرض مُزمن يجب أن يمنع حضورنا.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 05:49 PM

«ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِره» (مزمور 17:51)
http://img190.imageshack.us/img190/9940/6500nw.jpg


لا يوجد في خليقة الله الروحية أجمل من المؤمن الذي يظهر روح انكسار حقيقي. الله نفسه يجد هكذا شخص صعب المقاومة، يقاوم الله المتكبّر والمتعجرف (يعقوب 6:4)، لكنه لا يستطيع مقاومة المنكسر والمتواضع.

في حياتنا الطبيعية، لا أحداً منّا منكسِر. نشبه حصاناً برياً ثائراً، عنيداً ومتهوراً. نقاوم لجام وسرج مشيئة الله. نرفض أن نكون تحت نير، نبتغي طريقنا فقط. لا نكون مناسبين للخدمة طالما نحن غير منكسرين.

تشبه الولادة الجديدة عملية بداية الإنكسار. يستطيع التائب أن يقول، «قد أُخضع قلبي المتكّبر فيّ، قمعت يا الله فيّ إرادتي التي كانت تعمل مع عدوك!» في الولادة الجديدة نأخذ على أنفسنا نير المسيح.

لكن من الممكن أن تكون مؤمناً ولكن تسلك مثل الفرس الغير الشموص (البرّي) الذي يريد أن يطوف الجبال كما يريد. ينبغي أن نتعلّم أن نسلّم اللجام للرب يسوع. يجب أن نخضع لعمله في حياتنا دون مقاومة أو هيجان أو رفض. ينبغي أن نتمكّن من القول: طريقه الأفضل، نترك التخطيط غير الضروري، ونترك قيادة حياتنا له.


نحن بحاجة لممارسة الإنكسار ليس تجاه الله فقط بل تجاه إخوتنا من البشر أيضاً. وهذا يعني ألاّ نكون متكبّرين، جازمين أو متغطرسين. لا نشعر أنّنا مضطرّين للمطالبة بحقوقنا أو ندافع عن أنفسنا عندما نتّهم زوراً. لا نقاوم حين نُهان، يُسخر منّا، يُساء إلينا أو يُفترى علينا. يُسرِع المنكسر للإعتذار عندما يقول أو يقترف خطأ. لا يحمل حقداً أو يحتفظ بعدد الإساءات ضد أحدهم. ينظر إلى الآخرين وكأنهم أفضل من نفسه.

عندما يواجه تأخيراً، مقاطعات، تعطيلات، حوادث، تغييراً في المواعيد أو خيبة أمل فلا تكون الإجابة بالفزع أو الإضطراب أو الإنزعاج. يُظهر الإتزان ورباطة الجأش عند أزمات الحياة.

طالما أن يكن الزوجان منكسرين، لن يضطرّا أبداً للوصول إلى محكمة الطلاق. الوالدان المنكسران وأولادهما لن يختبروا فجوة الأجيال. الجيران المنكسرون لا يُقيموا الأسوار بينهم. الكنائس التي تعلّم أعضاءها طريق الإنكسار يختبرون الإنتعاشات الدائمة.

عندما نتقدّم إلى مائدة الرب ونسمع المخلّص يقول، «هذا هو جسدي المكسور لأجلكم،» ينبغي أن يكون ردّنا، «هاك حياتي المكسورة يا ربّي يسوع لأجلك.»



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 06:53 PM

«انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ.» (لوقا 15:12)

http://img316.imageshack.us/img316/9...zoom7777kk.jpg
الطمع، عبارة عن رغبة شديدة للحصول على المال والممتلكات. هذا نوع من الهَوَس الذي يستحوذ على الناس مسبّباً لهم جمع المزيد والمزيد. حُمّى تدفع بالناس لاشتهاء أشياء هم ليسوا بحاجة لها.

نرى الطمع متفشّياً عند رجال الأعمال الذين لا يرضون أبداً. يقول أحدهم أنه يتوقّف بعد أن يجمع مبلغاً معيّناً من المال لكن عندما يحقّق ذلك يطمع بأكثر.

نرى الطمع عند ربّة المنزل التي لا تتوقّف عن متعة التسوّق. تخزن أطنان من مختلف البضائع في مخزن البيت حتى لا يتّسع لأكثر.

نرى ذلك في تقاليد هدايا عيد الميلاد وأيام الميلاد. يحكم الكبار والصغار على نجاح العيد بكمية الغنائم التي حازوا عليها.

نرى الطمع في تقسيم مُلك ما. عندما يموت شخص ما، يذرف أقرباؤه وأصدقاؤه دمعة طقسيّة، ثم ينهالون كالطيور الجارحة ليقتسموا الغنائم، وكثيراً ما تقوم حرب أهلية في هذه العملية.

الطمع عبارة عن عبادة الأوثان (أفسس 5:5، كولوسي 5:3). يضع الشخص إرادته فوق إرادة الله. يعبّر عن عدم الرضى بما أعطى الله، ويصرّ على الحصول على أكثر، مهما كان الثمن.

يشبه الطمع الكذب، إذ يخلق انطباعاً أن السعادة موجودة في امتلاك الأشياء المادية. تُحكى قصة عن رجل كان يمكنه الحصول على أي شيء يريده بالتمنّي فقط. تمنّى بيتاً، خدماً، سيارة فخمة، قارباً! فكانت أمامه حالاً. كانت في البداية بهيجة، ولكن بعد فترة بدأ يفقد الأفكار الجديدة وصار غير راضٍ. وأخيرا قال، «أتمنى لو أخرج من هنا. أريد أن أبتدع شيئاً، أريد أن أتحمّل قليلاً من العناء. أفضل لو أكون في جهنم وليس هنا.» أجابه أحد خدّامه، «أين تظن أنك موجود؟»

يغري الطمع الناس على التراضي والحل الوسط، على الخداع، على الخطية لكي يحصلوا على ما يريدون.

لا يؤهّل الطمع شخصاً للقيادة في الكنيسة (1 تيموثاوس 3:3). يسأل رونالد سايدر، «ألا ينبغي على الكنيسة أن تطبّق التأديب الكنسي على أشخاص طمّاعين محبّي الكسب، وصلوا إلى نجاح مادّي بدل أن تنتخبهم لمجلس الشيوخ؟»

يستدعي الأمر مقاطعة (نبذا) عندما يؤدّي الطمع إلى الإختلاس، إلى الإبتزاز أو إلى فضائح علنيّة (1كورنثوس 11:5).



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 06:55 PM


«فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا». (تيموثاوس الأولى 8:6)
http://i143.photobucket.com/albums/r...sus_knocks.jpg

قليل من المسيحيين يأخذون هذه الكلمات على محمل الجد، مع أنها كلمات الله الحقيقية كما يوحنا 16:3.

تخبرنا أن نكون مكتفين بالطعام والكساء. وهذه الكلمة «الكساء» تتضمّن سقفاً فوق رؤوسنا وملابس لأبداننا. وبكلمات أخرى، ينبغي أن نكون قانعين بأقل الضروريّات ونضع كل ما هو أكثر من ذلك في عمل الرب.

يمتلك القنوع شيئاً لا يمكن شراءه بالمال. قال ستانلي جونز، «كل شيء مُلك للشخص الذي لا يريد شيئاً. عديم المُلك يمتلك كل أمور الحياة، بما في ذلك الحياة نفسها...هو غني بالقليل بدلاً من كثرة الممتلكات.»

قبل سنوات تكلّم روديارد كيبلنج للصف المتخرّج من إحدى الجامعات، وحذّر الطلاب من وضع السعي للغِنى المادي في رأس سلّم أولويّاتهم إذ قال، «ستلتقون يوماً ما برجل عديم الإهتمام بهذه الأشياء وعندها تدركون أنكم كنتم فقراء.»

«أسعد الحالات للمؤمن على وجه هذه الأرض عندما تقل مطالبه. إن كان المسيح في قلبه، السماء أمام ناظريه والبركات الزمنية اللازمة لتحمله عبر الحياة، فلا يصيب الألم والحزن إلاّ القليل منه. هكذا شخص ليس لديه ما يخسره.» (وليم بارنز).

لقد تميّز العديد من القدّيسين بروح القناعة. قال ديفيد لفنجستون، «أنا مصمّم ألاّ أنظر إلى أي شيء ممّا أملك باستثناء علاقتي بملكوت الله.» وقد كتب واتشمان «لا أريد شيئاً لنفسي، أريد كل شيء للرب.» وكذلك فقد قال هدسون تيلور، «رفاهية الإهتمام بالقليل من الممتلكات.»

للبعض الآخر تبدو القناعة نقص في الطموح والدوافع. يصوّرون الشخص القانع باللامبالي أو الذي يعيش على الصدقة. لكن هذه ليست قناعة التقوى. المؤمن القانع عنده الكثير من الدوافع والطموح، لكنّها موجّهة نحو الروحيات وليس الماديات. بدل أن يعيش على الصدقة يعمل لكي يعطي المحتاجين. ونحسب كلمات جيم إليوت، فإن الشخص القنوع هو ذاك الذي «حلّ له الله شدّة قبضة يده.»





Mary Naeem 17 - 05 - 2012 06:56 PM

«...فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي...» (صموئيل الأول 30:2)
http://i64.photobucket.com/albums/h1...e/214aa065.jpg

إحدى الطرق التي نكرم الله بها هي أن نتمسّك بالمباديء الإلهية ونثبت في رفض حلول الوسط.

عمل آدم كلارك في صِباه عند تاجر حرير. وفي أحد الأياّم علّمه رئيسه كيف يمطَّ الحرير عند قياسه لأحد الزبائن. فقال آدم، «سيدي، يمكن مط حريرك لكن ليس ضميري.» وبعد سنوات بارك الله كلارك حيث مكّنه من كتابة كتاب تفسير للكتاب المقدس يحمل اسمه.

كان اسم إيرك ليندل مدرج ليركض في سباق المائة متر في إحدى الدورات الأولمبية. لكن عندما علم أن السباق الأوّلي لهذه المسابقة يقع في يوم أحد، قال لوكيله أنه لن يشترك في السباق. وقد فكّر في أن عدم تكريم يوم الرب يكون غير مكرم لله ذاته. فانفجرت عاصفة من الإنتقادات. وقد اتّهم أنه معكّر فرح الرياضة، يخيّب أمل بلاده، بأنه ديني متعصّب. لكنه لم يتخلّ عن تصميمه.

عندما علم فيما بعد أن موعد السباق الأوّلي في سباق 220 مترا كان في يوم عادي، طلب من وكيله أن يأذن له بالركض مع أن هذا لم يكن من اختصاصه. كسب السباق الأول، والثاني ثم كسب أيضاً نصف النهائي.

وفي يوم السباق النهائي بينما كان يندفع نحو خط البداية، وضع أحدهم قصاصة ورق في يده. نظر إلى يده وقرأ هذه الكلمات، «...فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي.» وفي ذلك اليوم لم يفز في السباق فقط بل سجل رقماً قياسيّاً جديداً.

وقد منحه الله تكريماً أكبر إذ خدم كأحد سفرائه في الشرق الأقصى. وقد اعتقله اليابانيّون أثناء الحرب العالمية الثانية وتوفّي في معسكر الإعتقال ونال إكليل الشهادة.

لقد اتّبع كل من آدم كلارك وإيرك ليندل خط رجال مشهورين مثل يوسف الذي أكرم الله في طهارة شخصيّته وأكرمه الله ليصير منقذ شعبه في أيام الجوع. رجل مثل موسى كافأ الله ولاءه بأن جعله قائداً لشعب إسرائيل من العبودية المصرية. رجال مثل دانيال الذي رفْض التساهل رفعه إلى مرتبة عالية في مملكة فارس.

وأعظم من الجميع كان الرب يسوع المسيح ألذي أكرم أباه أكثر من أي شخص آخر، وقد أعطي اسماً فوق كل اسم.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 07:05 PM

«لا تَسُبَّ اللهَ وَلا تَلْعَنْ رَئِيساً فِي شَعْبِكَ.» (خروج 28:22)

http://i104.photobucket.com/albums/m...FaceinTREE.jpg
عندما أعطى الله الناموس لموسى، ضمنه منعاً عن كلام التأنيب أو الإزدراء لمن هم في مركز السُلطة. والسبب لهذا واضح. هؤلاء الحكام والقادة يمثلون الله. «لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ» (رومية 1:13). الحاكم «خادم الله للصلاح» (رومية 4:13). حتى لو كان الحاكم لا يعرف الله شخصيّاً، فإنه رجل الله الرسمي.

الرابط ما بين الله والحاكم البشري قريب جدّاً حتى أنه يُشار إلى كليهما أحياناً كآلهة. وهكذا نقرأ في عدد اليوم، «لا تلعن الله» الذي يمكن أن يعني السُلطة الحاكمة. وفي مزمور 6،1:82 يشير الرب إلى القضاة كآلهة لكن دون ألوهية وهُم وكلاء عن الله.

بالرغم من محاولات شاول لقتل داود، إلاّ أن الأخير لم يسمح لرجاله أن يمسّوا الملك شاول بسوء لأنه كان مسيح الرب (1 صموئيل 6:24) عندما وبخ بولس الرسول غير عالم أنه الكاهن الأعظم، أسرع بالتوبة والاعتذار قائلاً، «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءاً» (أعمال 5:23).

ينطبق مبدأ احترام السُلطة على الناحية الروحية. وهذا يفسّر سبب عدم تجرّؤ رئيس الملائكة ميخائيل أن يقدّم على اتهام الشيطان واكتفى بقوله: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ» (يهوذا 9).

إحدى علامات الإرتداد في الزمن الأخير هي احتقار السُلطة والجسارة على قول كلام الإثم على ذوي الأمجاد (2 بطرس 10:2).

فالدرس واضح لنا. ينبغي أن نحترم حكّامنا كخدّام الله الرسميّين حتى ولو لم نوافق على أساليبهم أو نستحسن أخلاقهم الشخصية. وينبغي ألاّ نقول في أي حال من الأحوال كما قال أحد المؤمنين في حملة سياسية، «إن الرئيس نذل دنيئ.»

بل أكثر من ذلك، يجب أن نصلّي، «لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ» (1 تيموثاوس 2:2).

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 07:06 PM

«إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟» (عبرانيين 7:12)
http://i95.photobucket.com/albums/l1...ristian/23.gif

تتردّد كلمة تأديب سبع مرّات في أوّل 11 عدد من عبرانيين 12. ولذك سهل أن يأخذ القاريء العرضي انطباعاً خاطئاً. يمكن أن يتصوّر الله كأب غاضب يضرب أولاده بلا انقطاع. هذه الفكرة الخاطئة تنشأ من الإعتقاد أن التأديب ما هو إلاّ عقاباً.

من المريح أن تعلم أن التأديب في العهد الجديد يحمل معنى أوسع من ذلك. يعني تدريب الطفل، ويتضمّن كل الأعمال الأبويّة المستخدمة في تربية الطفل. ويصف كيتل هذه العملية بقوله: «تربية الطفل ومعاملته لينمو إلى النضوج ممّا يتطلّب إرشاداً، تعليماً وتوجيهاً وبعضاً من الإجبار بشكل تأديب وانضباط.

كان المؤمنون الذين كُتب لهم سفر العبرانيين يعانون من الإضطهاد. يتكلّم الكاتب عن هذا الإضطهاد كجزء من تأديب الرب. هل هذا يعني أن الله أرسل الإضطهاد؟ بالتأكيد لا! أثاره أعداء الإنجيل. هل كان الله يعاقب المؤمنين بسبب خطاياهم؟ كلاّ، على الغالب جاء الإضطهاد بسبب أمانتهم في الشهادة للرب. كيف يمكن القول إذاً أن الإضطهاد تأديب من الرب؟ الرب سمح بالإضطهاد واستخدمه فيما بعد أداة للتعليم في حياة شعبه. وبكلمات أخرى، استخدم الله الإضطهاد للتطهير، للنضوج ولتوافُق أولاده مع صورة ابن الله.

لا حاجة للقول أن هذا الشكل من التأديب غير مُسرّ في ذلك الوقت. يعمل الإزميل في قطعة الرخام. يسخن الأتون الذهب في حرارة عالية. لكن كل هذا يستحق حين يظهر وجه الشخص في قطعة الرخام، وعندما يتنقّى الذهب من الشوائب.

تكون هزيمة شخصية أن نزدري تأديب الرب أو لا نتحمّله. التوجّه الصحيح الوحيد يكون بتذكّر أن الله يستخدم الإضطهاد كوسيلة تدريب، فلنحاول أن نكسب الفائدة القصوى منه. وهذا ما يقصده الكاتب حين يقول، «فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ»(عبرانيين 11:12).



Mary Naeem 17 - 05 - 2012 07:07 PM

«وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضاً أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ.» (كورنثوس الأولى 19:14)
http://img.photobucket.com/albums/v2...HeartJesus.jpg


الموضوع هنا طبعاً استخدام الألسن دون ترجمة في اجتماعات الكنيسة. يعارض بولس هذه الممارسات. ويصر على أن يكون الكلام مفهوماً وإلّا فلن يبني أحداً.

لكن يمكن تطبيق العدد في معنى أوسع. عندما نتكلّم، ينبغي أن نتكلّم بصوت مرتفع ليسمعنا الجميع وإلّا نكون كمن يتكلّم لغة أجنبية. يوجد في كل الجمهور أناس ثقيلو السمع. فعندما يكون صوت المتكلّم منخفضا يبذلون جهداً ليفهموا تسلسل الأفكار. لأن المحبة تفكّر بالآخرين، وليس في نفسها، تتكلّم بصوت يكون مسموعاً.

تَستخدم المحبة كلمات بسيطة ليفهمها كل من هو متوسَّط الفهم. عندنا رسالة عظيمة، أعظم رسالة لكل العالم. ومهم جداً أن يسمعها الناس ويفهموها. إن كنّا نستخدم لغة غامضة، تقنيّة فإننّا نفسد قصدنا.

سافَر مُبشّر إلى الشرق الأقصى ليخدم الناس هناك، وطبعاً استعان بمترجم. كانت الجملة الأولى من رسالته، «تنقسم كل الأفكار إلى فئتين- ملموس ومجرّد.» نظر إلى الجمهور المكوّن من جدّات كبار السن وأولاد ضجِرين، فترجم المترجم قائلاً، «أتيت كل الطريق من أمريكا لأخبركم عن الرب يسوع.» ومن تلك اللحظة صارت الرسالة في يد الملائكة.

في أحد أعداد مجلّة مسيحية وجدت تعابير مثل: معلومة دلاليّة معياريّة، نوعية التاريخ الخيالي، العمل الغير كهربائي له علاقة وجوديّة، كميّة عاموديّة متسلسلة من الوعي. للأسف فإن الناس البسطاء يُطلب منهم الخوض في كلام ديني غير مفهوم. نجّنا يا رب من هؤلاء الذين عندهم طرقاً مضجِرة ليقولوا لا شيء في جُمَل مطلقة.

نسمع أن محطات التلفزة والراديو العادية تتوجّه ببرامجها إلى مستوى الصف الثالث. وهذا ينبغي أن يكون دليلاً للمؤمنين الذين يريدون توصيل رسالة الفداء إلى العالم. ينبغي أن «نجعل الرسالة واضحة وسهلة: يقبل المسيح أناس خطاة.» من الأفضل قول خمس كلمات مفهومة من قول 10،000 كلمة بلُغة لا يفهمها أحد.

Mary Naeem 17 - 05 - 2012 07:08 PM

«لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي.» (يوحنا 17:20)
http://www.geocities.com/Heartland/7202/jes_thorns.jpg
كم كان جميلاً لو كنّا نتمتّع برفقة ابن الله شخصياً بينما كان في خدمته الأرضية. ربما جميعنا نشترك في هذه الرغبة الوجدانية بين فينة وأخرى. تعبّر إحدى الترانيم الأجنبية عن هذا الشعور، «عندما أقرأ القصة الجميلة القديمة أفكّر بيسوع سائراً بين الناس، يدعو الأطفال كخراف إلى قطيعه، أتمنى لو كنت هناك.»

لكن ينبغي أن ندرك أنه من الأفضل أن نعرفه اليوم كما يعلن ذاته بواسطة الروح من خلال كلمته. فبدل أن نكون خاسرين فنحن في الواقع لنا امتياز أعظم من التلاميذ. فمثلاً، رأى متّى يسوع من خلال عيني متّى، ومرقس من خلال عيني مرقس، ولوقا من خلال عيني لوقا، ويوحنا من خلال عيني يوحنا. لكن نحن نراه من خلال جميع الإنجيليّين. وزيادة على ذلك، عندنا رؤيا كاملة عن الرب يسوع في كل العهد الجديد أكثر من أي من التلاميذ عندما عاشوا على الأرض.

وهنالك مفهوم إضافي حيث نحن ذوي امتياز أعظم ممّن عاصروا يسوع. بينما كان يحيا مع الناس في الناصرة فكان قريباً إلى البعض أكثر من غيرهم. في العلية اتكأ يوحنا على صدره بينما باقي التلاميذ استلقوا بعيداً. لكن كل هذا تغيّر الآن. المخلّص قريب من جميع المؤمنين بالتساوي. هو ليس معنا فقط، بل فينا أيضاً.

عندما التقت مريم بالرب المقام، أرادت أن تتمسَّك به بنفس الطريقة التي عرفته بها من قبل. لم تُرِد أن تخسر حضوره الجسدي المادي. لكنه قال لها، «لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي...» (يوحنا 17:20). فكان كأنه يقول، «يا مريم لا تتعلّقي بي بمفهوم أرضي مادي. عندما أصعد إلى أبي، سيُرسل الروح القدس إلى الأرض. ومن خدمة الروح القدس ستعرفونني أفضل، أوضح وأقرب ممّا عرفتوني قبلاً.»

فالنتيجة إذاً: بدل التمنّي لو كنّا مع يسوع عندما كان على الأرض، ينبغي أن ندرك وبفرح شديد، أنه من الأفضل أن نكون معه الآن.


الساعة الآن 05:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025