![]() |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
محبة المسيح للكنيسة في هذه الأعداد يستعرض الرسول بولس محبة الرب للكنيسة في ثلاثة اتجاهات .. أولاً: المحبة التي بها يضمن عروسه لنفسه؛ فيمتلكها، ثانياً: المحبة التي بها تتشكل عروسه لتناسبه وتوافقه؛ وثالثاً: المحبة التي بها يُعِّد عروسه لكي يحضرها لنفسه. أولاً: إن أساس علاقة المسيح مع الكنيسة، عروسه، هو المحبة. فهو أحبها محبة كاملة في الأزل .. محبة إلهية. إنه لم يَمُت من أجلها أولاً وطهرها ومن ثم أحبها. لكن المحبة هي الأساس الذي دفعه أن يسلم نفسه لأجلها. لقد أعطى نفسه بكل ما هو عليه في كمالاته الأدبية دون أي تراجع. ومن ثم امتلكها بحق شرعي كامل. إنه اشترى الكنيسة لنفسه، ومع أن الزفاف لم يتم بعد، فإن العلاقة العُرسية بين المسيح والكنيسة قائمة بالفعل. ثانياً: بعد أن استعرض الرسول محبة المسيح الذي بذل نفسه عن الكنيسة في الماضي، تكلم بعد ذلك عن نشاط تلك المحبة في الزمان الحاضر، فالمحبة التي اشترت في الماضي، مشغولة الآن في الحاضر بفترة الإعداد. إن المحبة مشغولة بتقديس وتطهير العروس ... إنه يطهرنا لكي نكون مناسبين له ومتوافقين مع قداسته. ويستعرض الرسول الوسائل المُستخدمة في ذلك « لكي يقدسها مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة ». فالكلمة توجه أبصارنا إلى شخصه المبارك، وبذلك نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ... وهكذا نكون مُشابهين له. ثالثاً: يستعرض الرسول غرض المسيح في المستقبل .. أن يستحضر الكنيسة؛ عروسه لنفسه « لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب ». فليس فقط أن الكنيسة ستصبح بلا دنس أو عيب في المستقبل، ولكنها ستكون « مجيدة »، ستصبح مثل المسيح في مجده، وبالتالي ستكون مؤهلة لحضرته المجيدة. ما أروع قصة الحب العجيب، بل ما أروع ذلك الحبيب الذي ضمن عروسه بنفسه، وأعدها بنفسه، وسيُحضرها لنفسه. إن المحبة هي التي دفعت المهر، وهي التي تولت التجهيز والإعداد، وهي التي ستصل بنا إلى الزفاف. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
محبة ووفاء يا لها من عاطفة قوية، تلك التي تحرك أماً بهذه الصورة، فتفرش مسحاً لنفسها على الصخر لتحرس جثتي ولديها المقتولين صلباً مدة طويلة، من ابتداء حصاد الشعير حتى نزول المطر. وإن كانت المحبة حصرت هذه الأم كل هذه الفترة الطويلة نهاراً وليلاً حتى لا يقرب من ولديها طير جارح أو وحش كاسر، وظلت على مسح مفروش على الصخر في الخلاء مدة هذا مقدارها، فكيف لا تحصرنا نحن محبة المسيح الذي مات عنا في مكاننا بديلاً ونائباً؟ كيف لا نطرد أفكاراً وميولاً قد تأخذ قلوبنا بعيداً عن الرب وتنجس عبادة نريدها صافية خالصة وطاهرة عندما نرفعها إلى الرب سيدنا؟ طردت رصفة النوم من عينيها الباكيتين لأن قلبها كان ممتلئاً بحنين عارم أنساها النوم والضنك والإرهاق. وعلى خلاف طبيعتها الرقيقة تصدت لمخاوف الليل وأصوات الوحوش، فماذا يا ترى قياس محبتنا لفادينا عندما نُحيط من حول ذكرى موته لأجلنا، وصورة جسده المبذول ودمه المسفوك ماثلة أمامنا في الخبز والخمر؟ وماذا ياترى تكون محبتنا للمسيح عندما يهجم العدو بكلمات جارحة ضد شخصه الكريم أو ضد موته الكفاري العظيم؟ ها إن أمأً بشرية تبكي ساهرة وتسهر باكية على ولدين قُتلا بيد الأعداء، فماذا نصنع نحن وخطايانا هى التي كانت سبب موت ابن الله؟ إن مديونيتنا للرب يسوع هى مديونية جسيمة جداً، فأين التهاب العاطفة فينا من نحوه؟ وأين اضطرام المحبة في قلوبنا من جهته؟ وأين أنين التوبة في أعماق دواخلنا؟ « اسهروا » - هذه وصية لنا، فهل نجعل من السهر معه ولأجله شغلنا الشاغل؟ وهل نمكث ونُطيل المكوث عند صليبه؟ في هدوء الليل وسكونه قد تفزع رصفة من جثتين رهيبتين على وجه الصحراء، لكن عند قدمي المصلوب الكريم تجتذبنا جلسة هادئة حلوة لنفوسنا، إذ ليس في الدنيا كلها جمال وجلال أبدع وأعظم من جمال الفادي المصلوب وجلال ذلك المُحب العجيب. جلست رصفة في مسح كئيب خشن، أما نحن، والحب يملأ جوانحنا، نجلس في حضرته وبر الله كسوة فاخرة نرفل فيها هادئين هانئين. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
محبة يوناثان لداود تقدم داود لمبارزة جليات وانتهى منها وهو مجهول. يخر جبار الفلسطينيين صريعاً عند قدمي داود، ثم يعود داود ورأس الفلسطيني بيده، ولا يزال غير معروف من الملك ومن رئيس جيشه! ولما أخذه أبنير وأحضره إلى شاول، قال له شاول: « ابن مَنْ أنت يا غلام؟ » وهذا نفس ما يراه غير المؤمن في المخلص. « فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله » (1كو1: 18). فالمسيح المصلوب الذي هو قوة الله للخلاص هو شخص لا يستحق الذكر في نظر العالم « لأنه لا يعرفه » ويجهل قيمته، وهكذا داود، وهو مخلص إسرائيل، لم يكن في نظر شاول سوى « غلام » عديم الأهمية! وداود كأعظم شخصية برزت في إسرائيل لم تغظه هذه التسمية، بل أجاب الملك جواباً يدل على مقدار ما وصل إليه من الوداعة والحكم على الذات إذ قال: « ابن عبدك يسى البيتلحمي ». قال هذا ورأس الجبار بيده. يا للعجب! فكان سروره أن يلزم دائماً مركز الاتضاع حتى ولو بدا ما يؤكد تفوقه على الجميع. لكن الروح القدس لم يسمح أن يسدل الستار على هذا المشهد المؤلم ـ مشهد ظهر فيه المخلص مُحتقراً وليس مَنْ يعتد به أو مَنْ يقدِّر عمله. فعمل في إحساس يوناثان المؤمن وأثار إعجابه بمخلصه وقاده للشعور العميق بعظمة عمله وفضله عليه وعلى الأمة كلها « وكان لما فرغ من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلقت بنفس داود وأحبه يوناثان كنفسه ». ثم تقدم للأمام خطوة أخرى « وقطع يوناثان وداود عهداً لأنه أحبه كنفسه » ولم يقتصر الحال على قطع عهد كلامي، بل تعداه إلى الحالة العملية « وخلع يوناثان الجُبة التي عليه وأعطاها لداود مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته ». ومعنى ذلك أنه جرَّد نفسه من كل امتيازاته ومن مقامه وقوته وسلمها لداود عن طيب خاطر. وهذا ما يجب علينا عمله من نحو مخلصنا العزيز. يقول يوحنا الرسول « نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا » (1يو4: 19) ولكنه لا يقتصر على ذلك، بل يفصح عن نوع هذه المحبة فيقول: « يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق » (1يو3: 18). وقد قيل عن المكدونيين إنهم « أعطوا أنفسهم أولاً للرب » (2كو8: 5). |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مدلول قيامة المسيح ما هو مدلول قيامة المسيح؟ 1 - قيامة المسيح أكبر برهان على كون المسيح ابن الله. وكما قرأنا في صدر المقال أن المسيح له سلطان أن يضع ذاته وأن يأخذها أيضاً. 2 - قيامة المسيح برهان على صدق الكتب المقدسة. فالعهد القديم يحتوى الكثير من النبوات على قيامة المسيح (مز10:16،1:110). فلو لم يَقم المسيح من بين الأموات ما كنا لنتأكد من صدق الكتب المقدسة. 3 - قيامة المسيح تؤكد لنا قيامتنا نحن في يوم قادم، لأن المسيح مات وقام، كذلك الأموات في المسيح سيقومون (1تس13:4-18) . والحقيقة أن قوام الإيمان المسيحي مؤسس على أساس القيامة. فإن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فإننا أشقى جميع الناس (1كو19:15) . 4 - قيامة المسيح برهان على الدينونة العتيدة لغير المؤمنين « لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات » (أع31:17) . 5 - قيامة المسيح هي الأساس لكهنوت المسيح « وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول. فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم » (عب24:7، 25). 6 - قيامة المسيح تعطى قوة للحياة المسيحية. لا نستطيع أن نحيا لله بقوتنا الذاتية، ولكن بقوة قيامته يعمل فينا ومن خلالنا لكي نسلك في كل رضى عاملين مشيئته لمجد اسمه العظيم. 7 - إنها برهان عظيم على الميراث الأبدي. لأن لنا رجاءً حياً بقيامة يسوع من الأموات، نستطيع أن نختبر حياة ملؤها الرجاء. ولأن المسيح حي، فنحن محروسون لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل (1بط3:1،4). قام حقاً مَنْ قضى إذ به الآب ارتضى ليمينـــــه ارتقـــــى فوق كل اسمٍ سمـــا وهنـــاك الآن فــــي قمة المجــد المجيـــد قد غدا في مجـده رأس جنسه الجديـد |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مذبح المحرقة كان مذبح المحرقة (مذبح النحاس) مكان الدينونة والموت. كانت عنده تُقدم الذبيحة أمام الله ويُسفك دمها هناك، وحياتها كانت في الدم. وكان يجب أن يُرش الدم على المذبح لصنع الكفارة عن الخطية « لأن الدم يكفِّر عن النفس » (لا 17: 11). وأكثر من ذلك كانت نار المذبح تلتهم هذه الذبيحة. كان يلزم أن تتعرض الذبيحة لدينونة آكلة من الأعالي لكي توفي مطاليب الله العادل من جهة الخطية. ولكي يمكن انسياب رحمة الله مجاناً إلى مُقدم الذبيحة على ذلك المذبح، كان يجب أن تُدان الخطية بكل قسوة بقدر ما على الإنسان من مسئولية وما لله من قداسة. وما أوضح ما يُشير به هذا المذبح إلى المسيح الذي جُعل ذبيحة عن الخطية. أليس على الصليب أوقع الله الدينونة على الخطية في ذاك الذي لم يكن يعرف الخطية ولكن جُعل خطية لأجلنا (2كو5: 21)؟ وكان المذبح في مكان ملحوظ وظاهر في فناء خيمة الاجتماع لكي يراه كل مَنْ يقترب وليكون في متناول الجميع (خر40: 6، 29). وكل إسرائيلي كان له الحق في الاقتراب من ذلك المذبح. والواقع إن هذا المذبح كان هو الأداة الوحيدة من بين أدوات الخيمة التي كان يمكن الاقتراب منها بمثل هذه الحرية. كان واحد فقط من الكهنة يخدم عند المذبح، لكن كل ساجد كان له الحق أن يقرِّب قربانه ويأتي به إلى مذبح النحاس هذا (لا1: 3). فذلك المذبح بسبب مركزه الهام، هو إشارة بارزة للمسيح يسوع، الواسطة الوحيدة اللازمة للاقتراب من الله. إن الإنسان يسوع المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس، وقد بذل نفسه فدية لأجل الجميع (1تي2: 5،6). لأجل هذه الغاية جاء في الجسد ـ صار جسداً وحلَّ بيننا (يو1: 4). وإذ كان بيننا وضع نفسه حتى الموت لكي تكون لنا حياة ولكي نعيش لله. وليس مطلوباً من الإنسان أن يصعد إلى السماء ليُحدر المسيح، ولا أن ينزل إلى الهاوية لكي يُصعد المسيح من الأموات، بل كلمة الإيمان قريبة منه جداً، إنها في فمه وفي قلبه (رو10: 9،10). إن مذبح النحاس قد أُقيم عند باب مدخل الخيمة في متناول الجميع، لتكون أول ما يواجه الداخل إلى محضر الله. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مسكين إذا أعيا « يارب استمع صلاتي، وليدخل إليك صراخي » (مز1:102) في البستان كان صراخ سيدنا شديداً، كانت الدموع ساخنة. وعند معلمي اليهود كلمة مفادها أن هناك ثلاثة أنواع من الصلوات، وكل نوع أعلى من سابقه. هذه الأنواع الثلاثة هي الصلاة والصراخ والدموع. فالصلاة تُقال في صمت، والصراخ هو الصلاة بصوت مسموع، ولكن الدموع تنتصر على كل شيء، وهذا هو الواقع. فإنه لا يوجد باب لا تستطيع الدموع أن تدخل فيه. وماذا كان صدى هذا الصراخ الشديد والدموع لدى الآب؟ وهو الذي - كالله يسمع أنين الأسير. وقد قال الرب قديماً لموسى « قد رأيت مذلة شعبي ... وسمعت صراخهم ... فنزلت لأنقذهم » أليس بالأحرى صراخ « تقيه » المسكين الذي « سكب شكواه قدام الله »؟ (مز102). نعم، لقد « سُمع له من أجل تقواه ». لا شك أن الملاك الذي ظهر له « من السماء يقويه » ترك أثراً في نفسه له المجد، لأن الملاك، آي ملاك - لا يظهر من تلقاء نفسه، بل يفعل أمر الله عند سماع صوت كلامه. ولا شك أنه - له المجد - كانت له ثقة كاملة في الآب، وبعد أن دخل الآب المشهد، قال الرب لتلاميذه في ثباته المعهود « قوموا ننطلق، هوذا الذي يسلمني قد اقترب ». كل هذا صحيح، ولكنه ليس الاستجابة الكاملة العلنية لصراخه ودموعه، بل كان الجواب الكامل هو في قيامته من الأموات. على أن كلام كاتب الرسالة في هذه المناسبة لم يتعرّض للصليب، بل محور الكلام هو « في أيام جسده » وليس يوم موته، آي أن ما تألم به، كان لغاية خاصة وهى أن يتعلم الطاعة مع كونه ابناً. ولاحظ دقة الوحي، فلم يَقُل « تعلم أن يطيع » فقد كان مجيئه في الجسد، مولوداً من امرأة، مَظـَهراً لمبدأ الطاعة « مع كونه ابناً تعلـَّم الطاعة مما تألم به ». هكذا كان الأمر مع سيدنا الذي تعلم الطاعة. صحيح أن توقيرنا وإعزازنا للرب يسوع يجعلنا نستكثر كلمة « تعلم الطاعة »، لكنها لقطة من لقطات اسمه « العجيب »، لقطة ندرك بها المسافة البعيدة بين ذروة المجد الذي كان فيه منذ الأزل وبين صورة العبد! إنه بكونه الله يقول فيكون، ويأمر فيصير. أما أن يقول بروح النبوة « السيد الرب فتح لي أذناً وأنا لم أعاند » (إش5:50) فهذا شيء جديد عليه، ومن هنا كان أن « تعلـَّم ». |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
من أجلي .. من أجله! الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح.. (في3: 8) يحيا المؤمن على الأرض بين هاتين القمتين الرائعتين: القمة الأولى إدراكه لِما عمله المسيح لأجله، وهذا الإدراك يدفعه لبلوغ القمة الثانية وهي أن يسعى لأن يكون بجملته لأجل المسيح. القمة الأولى منشؤها عمل نعمة الله لأجلنا، والقمة الثانية نتيجة عمل نعمة الله فينا. وبين هذا وذاك يمكننا تتبع كل نواحي الاختبار المسيحي بلوغاً لهذا الهدف السامي « المسيح الكل في الكل، ويستحق الكل ». فعن القمة الأولى والتي شعارها « من أجلي » كتب في رومية4: 25 عن السيد أنه « أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا ». فموت المسيح كبديلنا حسم مشكلة خطايانا، أما قيامته فوضعت أساس تبريرنا أمام الله بصورة شاملة. ثم يتحدث في رومية8: 32 عما عمله الله لأجلنا في مشهد الكفارة، فيقول إن الله « لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين ». وبالتالي « كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء؟ ». أما في غلاطية2: 2 فبصورة بديعة خصص هذه المحبة الإلهية لنفسه، الأمر الذي يمكن لكل مؤمن أن يفعله ويقول مع الرسول « ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ». نعم يا نفسي: لا تبحثي كثيراً ولا قليلاً عن محبة صادقة فيمن حولك، وكُفّي عن انتظار محبة البشر، فابن الله شخصياً أحبك، وكان موته على الصليب برهان ذا الحب. وكفاك بالمحبة الإلهية زاداً، وكفاك بالحبيب نفسه نصيباً! وإذ عاش الرسول متمتعاً بهذه القمة البديعة، ومحصوراً بتلك المحبة الفريدة (2كو5: 14)، أمكنه أن يبلغ القمة الثانية والتي شعارها « من أجله »، فكتب في رسالة فيلبي عن اختباره قائلاً: « لكن ما كان لي ربحا » أو أرباحاً من الامتيازات الشخصية والدينية السبعة التي ذكرها لتوه « فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة » هذا عن الماضي « حسبته ». فماذا عن الحاضر؟ يستطرد الرسول « بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل (أو 24_i-38627_i-1340059364_i-38628_0632) معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأُوجد فيه » (في3: 7-9). إنه على قدر تمكّن النفس وتمتع القلب بالقمة الأولى، حيث إدراك ما عمله الرب لأجلنا، على قدر سرعة بلوغنا القمة الثانية، حيث حياة التكريس له، والعيشة لمجد اسمه. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
مَنْ هو المعلق على الصليب؟ إنه الشخص الحلو الذي قال عنه بنو قورح قديماً « أنت أبرع جمالاً من بني البشر » (مز45) وقالت عنه عروس النشيد « حلقه حلاوة وكله مشتهيات » (نش5)، وكان ضمن أوصافها له « رأسه ذهب إبريز .. خداه كخميلة الطيب .. يداه حلقتان من ذهب .. بطنه عاج أبيض .. ساقاه عمودا رخام .. » هذا هو تقدير الإيمان لشخص المسيح. لكن ماذا عن تقدير البشر له بعد أن قضى في هذا العالم ما يزيد عن الثلاثين عاماً؟ وماذا عن مكافأة الناس له بعد فترة خدمته الجهارية التي دامت أكثر من ثلاث سنين، كان يجول فيها يصنع خيراً، واختبر التعب والجوع والعطش والألم، بل كان رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن؟ في الحقيقة، ما عمله البشر هو أنهم ضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه (مت27: 29)، ذاك المُكلل بالمجد والكرامة. أما عن خديه فنقرأ أن الخدام كانوا يلطمونه بعد أن بصقوا عليه (مر14: 65) وواحد من الخونة (يهوذا الإسخريوطي) طبع عليهما قُبلاته الغاشة. وفي يديه وقدميه دُقت المسامير، وسُمّرت بمطرقة لا تعرف من صاحبها إلا القسوة والوحشية لشخص له كل العواطف الرقيقة. وحتى بعد أن أسلم الروح ومات، لم يسلم المسيح من كراهية البشر حيث نقرأ أن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء (يو19: 34). ذاك الذي بطنه عاج أبيض، والذي له أحشاء الرأفات! ليس شيئاً مثل عمل الصليب يبقى ويظل باقياً أبد الدهر، فريد في عظمته، ويشغل مركز الدائرة في كل مشورات الله، ويعلن لكل كائن على الأرض فساد الإنسان، وعداوته لله من جهة، وصلاح ومحبة الله من الجهة الأخرى. يا لعظمة هذا العمل، إن الصليب حقيقة تاريخية وحقيقة أزلية، فالجلجثة بقعة تاريخية، وأحداث الصلب التي تمت في ذات المكان أظهرت مشورة الله الأزلية لخير الإنسان وبركته وسعادته. فكيف أنسى حُبكَ إذ مُتَّ عن ذنبي مُحتملَ التعييرِ والـ آلامِ والصلبِِ |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
موت الصليب مَنْ في قدرته أن يصف آلام ابن الله حينما سكب للموت نفسه؟ لِما نطق قلبه الحزين بهذا الصراخ المُرّ « إلهي إلهي لماذا تركتني ». رسول أسلمه وآخر أنكره، وكل تلاميذه تركوه وهربوا. الله تحوَّل عنه والإنسان سخر منه وازدراه وبصق في وجهه وجلده وأحط من مقامه بأن جعله في عداد المجرمين. الظلام غطى وجه الأرض ساعات ثلاثاً وأمسى الإنسان - يسوع المسيح - الطاهر الكامل متروكاً من الله، من ثمّ صرخ « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » لم يُسمع صراخ مثل هذا من قبل ولن يُسمع في ما بعد، لأن الله لا يترك إنساناً يستطيع أن يقول بحق « إلهي ». وفي المستقبل حينما يُترك الهالكون ويُطردون من حضرة الله، لا يقدر أن يقول أحدهم صدقاً « إلهي ». والعجب في هذا الصراخ على الصليب، أن الذي استطاع أن يقول في كمال الإيمان والمحبة « إلهي » هو الذي تُرك من الله. وكإنسان استطاع أن يقول ليهوه « أنت إلهي » مع أنه مُعادل لله وهو الابن الوحيد وواحد مع الآب، إلا أنه وُجد في الهيئة كإنسان وأخذ صورة عبد، وكالعبد الكامل كان طعامه أن يفعل مشيئة الذي أرسله ويتمم عمله، وظل طيلة حياته متمتعاً بالشركة مع الآب حتى تسنى له أن يقول « أيها الآب .. أنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ». بيد أنه في موت الصليب صرخ قائلاً: « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ». كتب داود هذا الصراخ بالروح مُنبئاً عنه زهاء ألف سنة قبل تمامه، وهو أن المسيا في آلامه سينطق بهذه الكلمات المدوّنة في الأناجيل والتي نطق بها المخلص وهو معلق على الصليب. ويُشير المزمور إلى أن هذا التعبير قد نطق به المسيح لما حمل خطايانا في جسده على الخشبة. منفرداً فوق الصليبِ قد تُركت ولم تجد حولك عينٌ أشفَقتْ والآن عن يمينِ اللهِ قد رُفعت تردد السماءُ مدحَ ما فَعلتْ |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
موت الصليب إن أكثر المسيحيين لا يعرفون عن صليب المسيح أكثر من قائم خشبي وعارضة ومسامير ومطارق وشهيد متألم يموت بلا رحمة ظلماً وحسداً. وأكثرهم لا يعرفون أن على جبل الجلجثة كان مشهد قضائي رهيب. هناك تهيأت ساحة قضاء محتوم ودينونة لا مفر منها إذا أُريد للخطاة أن يُطلقوا من عقوبة خطاياهم أبرياء، وإذا أُريد لهم أن يقتربوا إلى الله القدوس. كان المشهد القضائي في جلجثة محتوماً وضرورياً لسببين: أولهما أن قداسة الله تطالب بإدانة الخطية. وصرخة المتألم القدوس « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » كانت مُعبرة تماماً عن حقيقة أن الله قدوس مُطلق القداسة. والسبب الثاني هو أن الضمير الذي يتيقظ ليرى حقيقة حالته، لا يمكن له أن يجد سلاماً في حضرة الله قبل أن يعرف أن الخطية قد دينت على أساس العدل المُطلق طبقاً لمطاليب قداسة الله المُطلقة. هذا الضمير لن يجد راحة إلا عندما يتيقن تماماً أنه لا توجد غمامة تحجب الله عنه. هذه هي حالة الضمير المُكمَّل. كان المسيح، بسبب كماله الشخصي، هو حَمَل الله الكُفء لأن يحمل دينونة العدل الإلهي ضد الخطية والخطايا بكيفية رائعة تكفي وتوفي وتزيد على كل مطاليب العدل الإلهي، حتى أن قداسة الله بدلاً من أن تقف ضد الخاطئ الذي يؤمن بكفاية موت المسيح تتحول لتقف إلى جانبه، وهذا هو معنى التبرير. في الصليب دينت الخطية بصرامة بالغة في جسد بديلنا الذي برضاه حمل الدينونة طوعاً باذلاً نفسه حباً فينا لكي بالإيمان به نتبرر ويكون لنا سلام مع الله. مكتوب « الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24) وأيضاً « الذي صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا » (عب1: 3). ولو علم صاحب الضمير المستيقظ عظمة هذا الشخص المبارك وقيمة دمه المسفوك لوثق واطمأن إلى كفايته للخلاص. إن الله شبع واكتفى جداً بالفدية التي قدمها يسوع المسيح لمواجهة مطاليب القداسة والعدل. ولأجل ذلك أقامه من الأموات، والآن صوت النعمة ينادي كل خاطئ بعيد، ويعلن أن بر الله يقتضي أن يعطي حياة أبدية وغفراناً لكل مَنْ يؤمن، وهذا هو معنى القول عن الله « ليكون باراً ويبرر مَنْ هو من الإيمان بيسوع » (رو3: 26). |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
موت المسيح تبارك اسمه. لم يكن هناك سبب للموت فيه، فلا الخطية الأصلية ولا الخطايا الفعلية لوثته، ولذلك لم يكن للموت أي حق عليه، ولم يكن لإنسان أن يسلبه حياته بعدل، فهو لم يسيء قط إلى أي إنسان، كما لم يكن بمقدور أي إنسان أن يقتله غصباً ما لم يُسر هو بأن يسلم نفسه للموت. ومع ذلك فيا للغرابة: واحد يخطئ وآخر يتألم، لقد أثرنا غضب العدالة، ولكنها وجدت رضاءها فيه. لم تكن أنهار من الدموع ولا جبال من التقدمات، ولا بحار من دماء كثيرة وتيوس، ولا تلال من البخور العطر قادرة على محو الخطية، ولكن يسوع قُطع من أجلنا، وفي نفس اللحظة قطع سبب الغضب الإلهي، لأن الخطية قد مُحيت إلى الأبد. هنا الحكمة الإلهية التي أوجدت هذه البدلية التي هي أسرع وأضمن وسيلة للكفارة. هنا الاتضاع الذي قاد المسيا الملك لأن يلبس إكليلاً من الشوك وأن يموت على الصليب، هنا المحبة التي قادت الفادي لأن يضع حياته من أجل أعدائه. ومع ذلك فإن كل هذا لا يمثل السبب الأساسي الذي يجعلنا نعجب لمشهد سفك دماء البريء من أجل المُذنبين. ولكن هناك ما يعنينا نحن بصورة أوثق. فالغرض الخصوصي من موت المسيح هو خلاص كنيسته. ألنا قسم ونصيب مع أولئك الذين بذل المسيح حياته فدية لأجلهم؟ هل أخذنا لأنفسنا موقف المسيح كنائب عنا؟ هل شُفينا بحُبره؟ إنه سيكون أمراً رهيباً حقاً إن لم يكن لنا نصيب في تضحيته. كان خيراً لنا ـ لو كان الأمر كذلك ـ لو كنا لم نولد. ورغم رهبة هذا السؤال، إلا أنه من المُبهج أن له إجابة صادقة وواضحة. فالرب يسوع هو المخلص لكل مَنْ يؤمنون به، ودم المصالحة قد رُش عليهم جميعاً. ليتنا إذاً نثق في استحقاقات موت المسيح ونبتهج في كل مرة نتذكره فيها. يا ليت أن يكون لنا تقدير مقدس له يقودنا إلى تكريس أنفسنا بالتمام له. ما كنتَ أنت المذنبَ بل كنا نحن المذنبين لكن تحملت القصاص عن الخطاةِ الآثمين فالشكر نهديك على حبِّك نحو المذنبين والحمد والسُبح إلى الـد هرِ ودهرِ الداهرين |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
موكب المسيح الملكي إن هذه الحادثة التي دونتها الأناجيل، تحكى لنا مشهد دخول المسيح الأول إلى أورشليم كالملك. والعجيب أن الرب هو الذي سعى بنفسه للدخول إلى أورشليم بهذا الموكب الملكي (لو30:19-35) . وهذا عكس ما أظهره الرب في كل حياته السابقة على الأرض، فلقد حاولوا قبل ذلك أن يخطفوه ويجعلونه ملكاً، ولكنه انصرف إلى الجبل وحده (يو15:6) . وهو لم يحاول قط أن يُظهر نفسه للعالم كالملك (يو4:7) . ولكنه كان دائماً يخفى نفسه. فما هو سر تغير أسلوبه هنا؟ أولاً: كان المسيح يعلن دائماً أنه « لابد أن يتم المكتوب »، وهذه النبوة ذكرت حرفياً في زكريا9:9، كما أشير إليها في عدة مواضع (تك11:49، 12، دا9، مز118، زك4)، ومن ثم كان هناك حتمية لتتميمها. ولكن اختيار توقيت حدوثها كان أيضاً أمراً هاماً جداً، فالرب رفض أن يتممها في يوحنا6، لأن الوقت لم يكن قد جاء بعد، أما هنا، فبالرجوع إلى أسابيع دانيال السبعون نجد أن هذا اليوم يوافق تماماً نهاية الأسبوع 69 من أسابيع دانيال. ولقد تكلم الرب عن هذا اليوم في لوقا42:19 » لو علمتِ أنت أيضاً حتى في يومك هذا ما هو لسلامك. ولكن الآن قد أُخفى عن عينيك » وكان ذلك لكي يتم المكتوب « يقطع المسيح (أي بالصلب) وليس له (أي ليس له الملك) » (دا 26:9) . ثانياً: نلاحظ أن هذه النبوة لها إتمام جزئي وهو ما حدث هنا، وأيضاً إتمام كُلى وهو ما سيحدث في المستقبل. وهذا يأتي بنا إلى الوحي اللفظي لكلمة الله .. حينما اقتُبست هذه النبوة من زكريا 9 في الأناجيل، نلاحظ أن الوحي لم يذكر كلمتين، الأولى « عادل » لأننا نحن الآن في زمان « النعمة » وليس في زمن العدل بالنسبة للأرض وللشعب الأرضي، والثانية « منصور » أو « مخلص » لأنه ليس الآن أيضاً زمان خلاص الأمة اليهودية من يد أعدائها، الأمر الذي سيحدث في المستقبل عند ظهور المسيح في مجيئه الثاني. ثالثاً: نجد الرب داخلاً هنا على « جحش » وليس على « فرس » كما في رؤيا19 لأن هنا دخول الاتضاع وليس دخول المجد. مَنْ أُهين سيجيء عن قريـب للجــزاء فتأنوا تبلغــــوا المجــــــد معــه والـمُنـــى |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
ناسوت ابن الله الناسوت الذي أخذه الابن الأزلي قد تكوَّن « بقوة الله ». ألم يَقُل المسيح بروح النبوة « هيأت لي جسدا » (مز40: 6). وذلك الناسوت كان جسداً فعلياً حقيقياً من لحم ودم. وبولادته تحقق ذلك الوعد القديم « نسل المرأة يسحق رأس الحية » فكان لا بد أن يكون هذا النسل إنساناً تاماً له طبيعة الناس ما خلا الخطية، قدوساً بلا فساد وغير قابل للدنس ولا يستطيع أن يخطئ ولا يتأثر بالشر، لذلك أحاط حقيقة مولده بسياج منيع ضد الأفكار الكفرية والبدع والضلالات لما قال للعذراء « القدوس- المولود منك » (لو1: 35). ثم إن الزيت أيضاً كان يُسكب على الدقيق الملتوت بالزيت وفي هذا إشارة إلى مسح الرب يسوع بالروح القدس. إن ناسوت المسيح قد تكوَّن تكويناً سرياً بالروح القدس في أحشاء العذراء المطوّبة مريم، وأيضاً مُسح بعد ولادته بمسحة الخدمة - بقوة الروح القدس - مسحة جهارية « نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلاً أنت ابني الحبيب بك سُررت » (لو3: 22). وفي هذه المسحة نرى قوة الله العاملة في الخدمة. وإن كان المسيح وهو المولود بقوة الروح القدس - القدوس الذي بلا عيب - كان لا بد له أن يعمل وأن يخدم بالروح القدس وبقوة الله، فكم بالحري نحن ينبغي أن تكون أعمالنا كلها وخدماتنا كلها بالله معمولة. ثم أخيراً كان يوضع على قربان الدقيق الملتوت بالزيت والمسكوب عليه الزيت، لبان. وإن كان الزيت يشير إلى قوة الخدمة، فإن اللبان يشير إلى هدف الخدمة وغرضها. والمسيح الذي كان يعمل كل شيء بقوة الروح القدس إنما كان يهدف من وراء كل خدمة أن يفعل الكل لمجد الله. وإذا كنا نقرأ أن نار المذبح كانت تُصعد اللبان وقود رائحة سرور للرب، هكذا أيضاً كلما اشتدت التجربة على ذلك الشخص المبارك، كانت تفوح رائحة فضائله بخوراً عطراً نفيساً يشتّمه الله رائحة سرور. كل السرورُ والرضى به أمام الآب وقلبه بكل ما أكمله قد طاب |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
نتائج الصليب بحسب مزمور 22 « في طريق العدل أتمشى، في وسط سُبل الحق، فأورث مُحبيَّ رزقاً وأملأ خزائنهم » (أم20:8) 1 - الشركة : وعمل المسيح على الصليب، لم يكن مجرد إعادة الشركة للإنسان مع الله مثلما كان قبل السقوط. فليس فقط انشق الحجاب الذي كان يمنع الاقتراب إلى محضر الله (مت51:27) ، بل نتيجة لقيامة المسيح من الأموات أمكن للمسيح أن يقول للآب « أُخبر باسمك أخوتي، في وسط الجماعة أسبحك » (ع22). 2 - الشبع : هنا يقول « يأكل الودعاء ويشبعون » (ع26) « أكل وسجد كل سميني الأرض » (ع29). والشبع الحقيقي الذي يقدمه الرب للمؤمنين ليس شبعاً للبطون بل للقلوب. فكم من بطون ملآنة لقلوب خاوية « كثيرون يقولون مَنْ يُرينا خيراً... إذ كثرت حنطتهم وخمرهم » (مز6:4،7). أما نحن فنقول « جعلت سروراً في قلبي أعظم من سرورهم » « أمامك شبع سرور » (مز7:4، 11:16) 3 - الشهادة : فبعد الشبع به تأتى الشهادة عنه، كقول المرنم في المزمور « يُخبرون ببره شعباً سيولد بأنه قد فعل ». شركة معه، شبع به، شهادة له. 4 - العبادة : فيقول « تسجد قدامك كل قبائل الأرض ... أكل وسجد كل سميني الأرض ... قدامه يجثو كل من ينحدر إلى التراب » (ع27، 29). فنتيجة عمل المسيح تأسس السجود الحقيقي، وبناء على الخلاص الحقيقي أتى السجود الحقيقي (يو22:4-24) . 5 - الفرح : فالعبادة هي الفرح والعيد. من أجل ذلك نقرأ 4 مرات عن التسبيح في الجزء الأخير من المزمور، مرة هو يسبح، ومرة نحن نسبح، ثم هو يسبح، ومرة رابعة نحن نسبح. وكأنه تسبيح « على الجواب »؛ أي بالتبادل بين إمام المغنيين وبين قديسيه. 6 - البــر : « يأتون ويُخبرون ببره » (ع31). وما أحلى المكتوب « جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه » (2كو21:5) . فنحن لم نأخذ بر الله فقط، بل صرنا نحن بر الله؛ بمعنى أن الله عندما يريد أن يرى الخلائق بره فإنه يُريهم المؤمنين!! 7 - التقوى : البر الذي تأملناه الآن هو أمر اكتسابي. وبالإيمان يُحسب لنا البر. أما التقوى فهي عمل يتم في داخل النفس. البر أُكمل على الصليب، أما التقوى فهي عمل مرتبط بولادتي من الله ولادة ثانية. ويلفت النظر تكرار الإشارة لتلك الفضيلة العُظمى، أعنى بها مخافة الله (ع23، 25). |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
نزول الرب وصعوده ما أعظم جهل الإنسان الأوفر علماً، حينما تتحداه هذه الأسئلة. إن المعرفة البشرية في أعلى درجاتها، ضيقة محدودة، وبدون الإعلان الإلهي لن يستطيع كائن ما أن يجيب على هذه الأسئلة. خُـذ أولها مثلاً: هل كان له جواب قبل كلمات سيدنا عن شخصه المحبوب في قوله « ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء » (يو13:3) . وهو أيضاً الذي نزل (أف9:4، 10). وما أعظم وأغنى ما يحتويه هذا الحق العظيم - الخاص بنزول الرب وصعوده - للمؤمن. فإنه بسبب خطايانا مات المسيح على الصليب، حاملاً دينونة الله العادلة. وهناك شرب كأس الغضب، حتى آخر نقطة فيها، غير تاركٍ شيئاً لنا سوى البركة لجميع الواثقين فيه. لقد مات ودُفن، لكن الله أقامه من الأموات، فصعد إلى المجد غالباً منصوراً. إن حقيقة صعوده وارتفاعه بواسطة الشكينة - أي سحابة المجد والجلال الإلهي - تشهد لكمال عمله في نزع خطايا المؤمن إلى الأبد. فلما كان على الصليب وضع الرب عليه إثم جميعنا (إش6:53) . ولو أن خطية واحدة بقيت عليه، لـَمَا استطاع أن يوجد الآن في يمين الله. لكن كل شيء تسوّى بالعدل إلى الأبد، كل خطايانا انتهى أمرها ولن تعود، ومن أجل هذا مضى إلى السماء في قوة دمه الكريم، إذ أكمل الفداء الأبدي. إن المسيح حمل خطايانا على الصليب ومات من أجلها ثم أُقيم من الأموات، برهاناً على شبع الله الكامل بعمله، وصعد إلى السماء، ومكانه الآن في عرش الله كإنسان في المجد، دليل إيجابي على أن خطايانا قد انتهت إلى الأبد. هذا هو الذي يمنح سلاماً عميقاً دائماً. وإذ يتحقق المؤمن أن كل شيء قد تم بطريقة توافق الله، وأن الذي أكمل العمل هو واحد مع الآب، وأن الإنسان بوصفه كائناً ساقطاً لم يكن له أي دخل في هذا العمل إلا أن يعترف بتلك الخطايا التي من أجلها مات المخلص. عندئذ فقط يشرق في نفسه جلال عمل الصليب. كل السرور والرضـــى بــه أمــــام الآب وقلبـــــه بكـــل مــــــــا أكمله قد طــاب |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
هذا إلهي فأمجده على الرغم من أن « بيت الله »، حيث يتلذذ الله مع الإنسان، ليس فكرة عارضة أو مشروعاً ارتبط بالزمان، ولكنه موضوع كان في فكر الله منذ الأزل (أم8)، وعلى الرغم من أن أول إشارة إلى بيت الله تأتي بالارتباط بيعقوب (تك28: 16-19)، إلا أننا لا نقرأ عن تنفيذ هذا الأمر، ولا حتى عن الشروع في التنفيذ إلا في خروج15؛ والذي يأتي بعد خروف الفصح ورش الدم (خر12). وكل ذلك رمز (غل4: 24). ففي خروج15، حيث ترنيمة الخلاص والفداء، نقرأ « حينئذ رنم موسى وبنو إسرائيل هذه التسبيحة للرب وقالوا: أرنم للرب فإنه قد تعظم .... هذا إلهي فأمجده (أو أبني له مسكناً) ». وكأن لسان حالهم إلى الرب: لقد فعلت لأجلنا كل شيء ... وأقل ما نبحث عنه الآن هو حقك في أن يكون لك مسكن على الأرض. إذاً فما كان ممكناً قبل الفداء وسفك الدم أن يسكن الله وسط شعبه. قال واحد إن براءة آدم في الجنة قابلها أن تمشى الله معه، وأمانة إبراهيم قابلها أن قام الرب نفسه بزيارته. لكن في الحالتين لم يسكن الله لا مع آدم ولا مع إبراهيم. فلا البراءة، ولا الأمانة تكفي لكي يسكن الله بين الناس، فهذا الأمر يستلزم الفداء. هذا هو أساس سُكنى الله وسط شعبه؛ أساس البيت؛ بيت الله. وهنا يبرز أمامنا بوضوح كيف أن هذا الأساس الراسخ لا يتوقف قط على الإنسان، بل على ما عمله الله قديماً يوم الفصح (خر12) في الرمز، ويوم ما عمله الله حقيقة يوم صلب المسيح. أيها الرب يسوع: ما أعظمك وما أعظم نتائج عملك الكامل على الصليب، فبسفك دمك الكريم هناك لأجلنا مرة واحدة، قد فتحت لنا طريق الأقداس السماوية؛ حيث محضر الله ذاته. وفي نفس الوقت وضعت الأساس الراسخ لأن يكون أبسط وأصغر مؤمن، وعلى مبدأ النعمة ـ هيكلاً لروح الله القدوس، بل وأصبحت كنيستك ككل هيكلاً له، باعتبارها « بيت الله » على الأرض ... « كنيسة الله الحي، عمود الحق وقاعدته ». وغداً يَرِد عنها الهتاف المجيد « هوذا مسكن الله » (رؤ21: 3) فيا لمحبتك ويا لفضل نعمتك! بل ويا لقيمة هذا البيت العُظمى إذ دُفع فيه أغلى ثمن « دم كريم كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم » (1بط1: 19). إسحق إيليا |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
هذه الآلام .. لأجلى إن ظل الصليب ليخيم على العالم بأسره في مختلف زواياه، ويتحكم بدلالته الغامرة في كل مصائر الإنسان وأقضيته. هو نقطة الارتكاز في مسكونة الله: لا في الشق الأرضي منها فحسب، بل في أعمق الدوائر وأبعد الآفاق حيث يعمل الله منذ الدهور ولا يزال. هو قطب الرحى الذي تدور عليه كل الأشياء لمجد الله وخير الإنسان. إنه يحد من كبرياء الإنسان، ويضع كل مجده وافتخاره بين ذرات التراب. كما يقف أثراً شامخاً بين الأرض والسماء، مُعلناً عن أفجع مأساة عرفها العالم. أما أسراره العظيمة فقد طالما اشتهت الملائكة أن تطلع عليها، وأما جلال آلامه فقد تسجلت بقطرات الدم على الأرض، وقدام عرش الله في السماء. « في صليبك نرى مَنْ أنت يا مخلصنا المعبود القدير ». « نرى حبك الكامن مشتعلاً في قلبك الكسير ». إنسان عاش على أرضنا الفقيرة هذه، ثلاثاً وثلاثين سنة؛ هو الذي عليه وقع ظل الصليب واستقر. كان ابن الإنسان، وابن الله، والله الابن، والله وإنساناً معاً - الله ظاهراً في الجسد. وليس سواه مَنْ يدرك عمق معنى الصليب. على أن أحزان الصليب وأوجاعه كانت قد انحدرت إلينا من خلال الدهور مبطنة في لفائف النبوة القديمة، عميقة عميقة « أما إليكم يا جميع عابري الطريق؟ تطلعوا وانظروا إن كان حزن مثل حزني ». أما تاج السمو في الألم فقد تزين به جبينه المبارك، كما تنطق به شجوية إشعياء « رجل أوجاع ومُختبر الـحَزَن ». فهل لك أيها القارئ أن تأتى معي لنطل على تلك الأحزان والأوجاع بقلوب صامتة يغمرها الوقار! كم مرة تطلعت إلى سيدي العزيز وهو يسير في طريقه الشاق، فرأيته في جلال آلامه يتقدم نحو الجلجثة حيث الصراع العنيف الذي لم يسبق لأحد أن واجه نظيره قط. رأيت حشود الأعداء متكتلين، واستمعت إلى صياح أجناد الشر في ميدان المعركة على شفاه أُناس يسوقهم الشيطان، داوياً داوياً في أذنه له المجد وهو يواجه الجميع. إذ ننظر إليك في المجد الرفيع قلوبنــا يارب تجثـــو بالخشــوع هنــــاك نقـــرأ الروايــــة التــــي عن الصليب تحكى هوله المريع |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
هذه الآلام لأجلي رهيبة هي دينونات الله حقاً! ولنا الشهادة في الطوفان وفي سدوم وعمورة، ولكن ما هذه مُجتمعة بالمقارنة مع دينونة الخطية في الجلجثة! فالشمس قد أظلمت، والصخور قد تشققت، والزلزلة في هزاتها: كل هذه تشهد أن « رئيس الحياة » قد قتله جماعة أشرار وأنهم أنكروا « القدوس البار » وأن « الرجل الذي تبرهن من قِبَل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده » أخذه الأثمة وبأيديهم الآثمة صلبوه وقتلوه، وأن « البار » يُسلَّم ويُقتل! كان هو النور، لكنه حين مات تعلق في الظلمة. كان هو الحياة، لكنه « سكب للموت نفسه ». كان صخر الدهور، لكنه غاص في مياه غامرة، غطاه طوفان وطوفان. كان هو الله الظاهر في الجسد ـ يهوه يسوع، لكنه مات موت المجرمين مُعلقاً بين لصين. كان الأسد الخارج من سبط يهوذا، إلا أنه « كشاة سيق إلى الذبح ». كان أصل وذرية داود، لكنه « نبت كعرق من أرض يابسة ». كان مُعلماً بين ربوة، وكله مشتهيات، ومع ذلك « لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه ». كان القديم الأيام، ومع ذلك « قُطع في نصف أيامه ». كان رئيس السلام، لكنه إلى الصليب مضى حيث أعنف صراع وكفاح. كان أب الأبدية، لكنه صار طفلاً في مذود بيت لحم. كان الإله القدير، لكنه صار إنساناً « وصُلب من ضعف ». هو حامل كل الأشياء بكلمة قدرته، لكنه في جثسيماني جاء ملاك ليقويه. كان صورة الله غير المنظور، لكن « كان منظره كذا مُفسداً أكثر من الرجل (أكثر من أي رجل) » أ فسدوا وجهه الكريم باللطم والبصق!! فيه حلّ كل ملء اللاهوت جسدياً ـ غير أنه أخذ صورة عبد وصار في شبه الناس. قال فكان وأمر فصار ـ لكنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب! هذه الأسرار العجيبة ليس في مقدورنا أن ندركها. إن « سماء السماوات » لا تسعه، ومع ذلك جاء ليسكن معنا ويمكث « المسيح فيكم رجاء المجد »! إن جلال آلام ذاك الذي مات ليفتدي الجنس البشري لتزيد من عجبنا كلما أمعنا النظر في نعمته التي لا شبيه بها ـ ذاك الذي نزل بهذا المقدار حتى يخلصنا. وفي كلمته نقرأ ما كان وما صار، من أجل المحبة العظيمة التي بها أحب نفوسنا. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
هوذا الإنسان فقال لهم بيلاطس هوذا الإنسان (يو19: 5) من بيلاطس تساقطت كلمتان لن يطويهما النسيان، هما ذلك السؤال « ما هو الحق؟ » وهذا التعجب « هوذا الإنسان!! » وكلاهما ينفع جواباً للآخر. فإننا عندما نستقصي باجتهاد سؤال بيلاطس عن ما هو الحق؟ نجده لا يخرج عن كونه سؤالاً عن مَنْ يجعل الله معروفاً لنا؟ أو من يزيح الغموض عن سر هذا الوجود؟ أو من يعلن للإنسان مصيره؟ وهل من جواب على جميع هذه الأسئلة سوى « هوذا الإنسان!! ». إنه أظهر لبني البشر ما ينبغي أن يكونوا عليه. كانت حياته هى المُثلى والكاملة، وعلى منوالها ينبغي أن تتشكل حياة كل بشر. إنه فتح أبواب الأبدية والخلود وأعلن أسرار العالم الآخر. إنه لم يعلن لنا عن الكمال فقط، بل أيضاً أعطانا كيف يمكن أن نصل إلى الحياة الكاملة. فهو ليس فقط رسم جوهر الكمال، بل أيضاً المخلص من الخطية. ومن هنا ينبغي أن تلتفت إليه كل العالمين وتقول « هوذا الإنسان!! ». « هوذا الإنسان!! » إن وجد مكان يصير فيه ربنا يسوع فرح وتعزية شعبه على الوجه الأكمل، يكون هذا المكان هو حيث غاص - له المجد - إلى أعماق الحزن. تطلعوا أيها الخطاة التائبين وانظروا وجه سيدكم المتألم. تأملوا فيه عندما وضع على رأسه إكليل الشوك. تأملوا الإنسان عندما انفصلت كل عظامه، وانسكب كالماء، وإلى تراب الموت قد وضع، لقد تركه الله وأمعن البشر في تعذيبه. تأملوا وانظروا، هل وجد حزن مثل حزنه؟ يا كل المجتازين اقتربوا إليه وتأملوا منظر الحزن العديم المثال، الذي يدهش الناس والملائكة. انظروا إليه فريداً في آلامه المُبرحة. تأملوا فيه أيها الباكون، لأنه إن لم توجد تعزية في المسيح المصلوب، فلا يوجد فرح في الأرض أو السماء. إن لم يوجد رجاء في الفداء الذي بدمه، فلا يوجد فرح في السماء. لكي يقل شعورنا بآلامنا، يجب أن نجلس مدة أطول عند الصليب، ومتى أدركنا آلامه نخجل من ذكر آلامنا. لكي تبرأ جروحنا، علينا أن نتفرس في جراحه. إن أردنا أن نحيا الحياة الصحيحة فلا يكون ذلك إلا بتأملنا في موته. إن أردنا أن تسمو حياتنا، فلا يكون ذلك إلا بتأملنا في اتضاعه وآلامه. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
هوذا الإنسان « هوذا الإنسان »! « ثقبوا يديّ ورجلي » (مز16:22) . إنني أتطلع إلى يديه المثقوبتين فأسمعهما تحدثانني عن بركة الألم. ففي بيت عنيا وقد انفرد عن تلاميذه وأُصعد إلى السماء، يبسط هاتين اليدين عليهم لكأنه يريد أن يُريهم أن آلامه إنما كانت لبركة العالم الذي مات لأجله. « هوذا الإنسان »! أتطلع إلى رجليه المثقوبتين فتحدثانني عن طاعة الألم. فرجليه كانت تقوده إلى حيث يجد تشكيلة من التعابى والمكسوري القلوب، وقادته كذلك إلى الجلجثة ليُسحق من أجل خطايانا ومعاصينا!! « هوذا الإنسان »! وأتطلع إلى ذلك الجنب المطعون فيحدثني عن محبة الألم، تلك المحبة التي هي « أقوى من الموت »، المحبة التي « السيول لا تغمرها ». « هوذا الإنسان »! انظري يا نفسي ملياً إلى ذلك الحزن الجليل! كل قطرة من ذلك الدم الكريم، إنما هي جوهرة في تاج غفرانك. وكل آهه من آهات رجل الأوجاع إنما هي لك ذكرى لغبطتك الكاملة وهناءك الـمُقيم. وكل حزن غمر تلك النفس الوحيدة المنفردة، عربون لك بأن سوف لا يكون « موت في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد »، وكل دمعة من تينك العينين المباركتين هي وعد بأن الله سيمسح كل دمعة من عينيك. إيه يا « رجل الأوجاع ومُختبر الـحَزَن »! يا مَنْ جعلتك خطايانا تتألم، وتدمى، وتموت! إن عملك الفدائي الذي عملته بسبب الخطية ولأجل الخطاة هو عمل تام، وأنت المخلص الوحيد للهالكين، وكلهم لولاك هالكون. إن صليبك هو الباب المؤدى إلى عرشك. إن ثياب حزنك نُسجت في الظلمة التي التفت حولك كغطاء تكفين، لكن مجد نصرتك سوف يلمع حيث لن يكون ليل وحيث تمضى إلى الأبد ظلال خطية العالم وعجزه. قاسى ربـى كل هـــذا وتحمّــــل العنـــــا بل وسيف العدلِ جاز فيه كي أنجو أنـا نكـس الرأس أخيــراً مائتاً عن الخطـاة فلـك نجثـــو بحـــــبٍ أيها الـرب الإلـــه |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
هول الصليب نحن نعلم أن الرب يسوع لم ينحرف قيد شعرة عن الخضوع الصامت الكامل لمشيئة الآب، إلا أننا نراه يكاد ينفطر جزعاً من هول الموت وشبح الصليب الذي أمامه. ونحن نعرف السبب، فلم يكن خوفه من الألم الجسماني رغم هول هذا الألم على جسده الحساس الطاهر الخالي من الخطية. ولم يكن جزعه مما هو عتيد أن يظهر علانية من بغض إسرائيل ونكرانهم للجميل رغم عمق محبته لأورشليم. ولم يكن ظل وادي الموت هو الذي يُخيفه، فإن داود وقديسين كثيرين استطاعوا أن يقولوا « إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا ». كلا، فإن يسوع وهو فخر وتعبد وقوة فرح جميع الشهداء، لم يَمُت مجرد موت شهيد. إنه البار الذي مات من أجل الفجار. إن ما يعنيه الناس عند كلامهم عن الموت ومخاوف الموت، لم يكن له أي أثر للرعب عند الرب يسوع، فهو الذي قال لتلاميذه « لعازر حبيبنا قد نام ». وفى سياق تعزياته لهم في تلك الليلة الأخيرة، تكلم عن موته كمجرد ذهاب إلى بيت الآب وطلب إليهم أن يفرحوا بالأحرى لأنه ذاهب إلى بيت وعرش أبيه، وبهدوء كامل استودع روحه أخيراً في يد الآب. فالعداوة والمقاومة والإحتقار وكل ما أظهرته أمته وحكامها - كل هذا رغم وقعه الشديد على قلبه الـمُحب، كان معروفاً لديه من سنين وقد احتمله كله بصبر وهدوء وشجاعة عظيمة ورجاء لا يتزعزع عالماً أنه بالوداعة سيغلب وسينتصر، وأن الآب سيُنجح عمله. ولذلك فإن الشجاعة المطلقة التي هي وليدة الإيمان الكامل في الله لازمته في كل خطوة من خطواته وتميزت بها كل أعماله ومواقفه. فهو لم يَخف من إنسان قط. وكما علـَّم تلاميذه ألاّ يخافوا من الذي له استطاعة أن يقتل الجسد فقط، كان هو أيضاً له المجد يقابل كل خطر وكل مقاومة بحنان ثابت وبهدوء عظيم مبعثه الإيمان الراسخ في الله. فمن أين إذاً كان الحزن الشديد والاكتئاب العميق والرعب الهائل في بستان جثسيمانى؟ لقد عرف له المجد أنه كبديلنا على الصليب سيحتمل دينونة الخطية وأن نفسه ستُترك وحيدة، وأنه سيُحرم من ضياء وجه الله، وأن هذا الذي هو فرحه الوحيد ومصدر قوته بل جوهر حياته، سيؤخذ منه. لقد ذاق الموت الذي شوكته الخطية وقوته الناموس، وعندما رأى ما كان ينتظره - الموت في علاقته بالغضب الإلهي ــ ارتعد وارتعب وكان في صراع وحزن شديد. هذا هو سر فزعه في بستان جثسيمانى وهو فزع لا يمكننا أن نتصوره بعقولنا. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يسوع الفريد إذا أردت يوماً أن تضع قواعد عامة تسري على جميع البشر بدون استثناء، فاذكر أن هناك شخصاً عجيباً وإنساناً كاملاً هو الرب يسوع المسيح. فتستطيع أن تقول إن كل إنسان بالآثام وُلد، وبالخطية حبلت به أمه، « وأما الرب يسوع » فلم يعرف خطية ولم يوجد في فمه غش. تستطيع أن تقول إن كل البشر متغيرون ومتقلبون « أما الرب يسوع » فهو هو أمساً واليوم وإلى الأبد، ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. تستطيع أن تقول أن للناس على العموم منازل يأوون إليها « وأما الرب يسوع: فلم يكن له أين يسند رأسه. فريد هو الرب يسوع في كل ما هو جليل وعادل وطاهر ومُسرّ، وجامع لكل فضيلة ومدح، ومانع لكل معطل في سبيل خدمة الله وتمجيده. مضى كل واحد إلى بيته. ولماذا؟ فإما لكي يستريح في بيته بعد بعض العناء، وإما لتناول بعض الطعام عند الجوع، وإما لرؤية الأهل والأقارب ....الخ. « أما الرب يسوع » فكان يختلف كل الاختلاف عنهم وعنا، فما كان يريد أن يعطي نفسه راحة لأنه كان يرى أن العمل كثير والوقت مقصِّر، فكان شعاره « ينبغي أن أعمل .... ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل » (يو9: 4). وما كان ربنا يسوع يهتم بطعام الجسد، إذ كان يرى أن هناك طعاماً أفضل، فكان شعاره « طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله » (يو4: 34) وما كان يضع كل عنايته في أهله وأقاربه لأنه كان يرى أن كثيرين يحتاجون إلى عنايته واهتمامه، فكان شعاره « إن مَنْ يصنع مشيئة أبي .... هو أخي وأختي وأمي » (مت12: 50). لذلك مضى كل واحد إلى بيته، أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون. ولماذا؟ يقول البعض لأنه لم يكن له بيت خاص! صحيح كان يسوع فقيراً وما كان يستطيع بحسب ظاهر حالته أن يبني بيتاً، ولكن هل بقى الرب يسوع بلا بيت لأنه كان فقيراً؟ كلا. ولكنه بقى بلا بيت لأنه هو أراد أن يكون كذلك، وربما يأتينا سؤال آخر وبصورة أخرى: ولماذا أراد الرب يسوع أن يبقى بلا بيت يأوي إليه؟ والجواب: لأنه لم يكن لديه وقت فراغ يأوي فيه إلى بيت، بل لم يكن لديه وقت يصح أن يصرفه في إعداد بيت. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يسوع الناصري كانت الناصرة وطناً ليوسف ومريم بعد عودتهما بالطفل يسوع من أرض مصر « لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعى ناصريا » (مت23:2) . ليس أن نبياً بالذات تنبأ بهذه الأقوال، ولكن « الأنبياء » بصفة عامة تنبأوا أنه سيكون محتقراً. وكانت الجليل مُحتقرة بصفة عامة (يو52:7) . والناصرة محتقرة من الجليليين. فلما جاء فيلبس إلى نثنائيل الذي من قانا الجليل وقال له « وجدنا الذي كتب عنه موسى ... يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة » قال له نثنائيل « أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح »؟ معبراً بذلك عن نظرة الاحتقار لتلك القرية. ولقد تنبأ الأنبياء عن المسيح أنه سيُحتقر ويُعيَّر. فهو « مُحتقر الشعب » (مز6:22) « محتقر ومخذول من الناس » (إش3:53) . ولقد دُعي الرب « يسوع الناصري » وهذا الاسم ــ اسم الاحتقار ــ ورد أربع عشرة مرة في الأناجيل، وسبع مرات في سفر الأعمال ــ أي إحدى وعشرين مرة في العهد الجديد. والله لم يحتقر الناصرة، ولكن الإنسان احتقر يسوع لأنه جاء من الناصرة. والجمع يقول لبارتيماوس الأعمى « يسوع الناصري مجتاز » لكن الأعمى مفتوح البصيرة يصرخ قائلاً « يا ابن داود ارحمني ». والعسكر أيضاً في جثسيمانى يطلبون يسوع الناصري (يو5:18،7). وهكذا تسميه الجارية التي أنكره أمامها بطرس (مر36:14) وأيضاً بيلاطس في الكتابة التي وضعها على الصليب يقول « يسوع الناصري ملك اليهود » (يو19:19) . ولكن الله رفّع - هذا الذي أتضع ولم يكن في نظر اليهود سوى « يسوع الناصري ». ففي صباح القيامة ينطق الملاك بنفس هذا اللقب للنساء اللواتي أتين إلى القبر قائلاً « أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام » (مر6:16) . فيجعله من ألقاب أمجاده. وتلميذا عمواس تكلما أيضاً عن « يسوع الناصري » وأنه كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. وفى سفر الأعمال يبرز اسم الاحتقار هذا باعتباره الاسم الوحيد « تحت السماء الذي به ينبغي أن نخلص » (أع10:4، 12). وأخيراً ينطق الرب نفسه بهذا الاسم عن نفسه وهو في قمة المجد مُخاطباً شاول الطرسوسى قائلاً « أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده » (أع8:22) . |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يسوع إنسان كامل وإله كامل يا له من منظر جميل مملوء بالفائدة عندما نتأمل في حياة سيدنا لما كان هنا على الأرض، ففي أغلب روايات الأناجيل يمكننا أن نتتبع بسهولة اقتران أوصاف المسيح الناسوتية بأوصافه اللاهوتية اقتراناً عجيباً. تأمل مثلاً المسيح وهو عند بحر الجليل وهو نائم على وسادة وسط اضطراب الأمواج الهائجة ممثلاً لنا صفات الناسوت بأجلى وضوح، ثم انظر إليه وهو قائم من نومه كإنسان منتهراً الرياح كمن له سلطان على البحر، تجد صفات اللاهوت ظاهرة بوضوح، فيُسكت الريح العاصف ويهدئ البحر المتلاطم الأمواج بدون تكلف وبغير استعداد، وعلى غير انتظار لأنه « يقول فيكون » وبكل سهولة يقوم من نعاس الناسوت إلى عمل اللاهوت سواء أكان في سكوته الأول أو نشاطه الأخير. تأمل في حادثة أخرى من حوادث حياته على الأرض حين طلبوا منه الدرهمين (مت17) فهو « صانع السماوات والأرض » (مز1:121) يأمر أعماق البحر قائلاً « هي لي » لأن « له البحر وكل ما فيه ». وكإنسان لابس صورتنا يجمع نفسه مع بطرس المسكين بقوله « خذها ... وأعطهم عنى وعنك ». وما أجمل هذا التنازل، بل ما أغرب هذه النعمة التي أظهرت قدرته اللاهوتية، كما أظهرت تواضع الناسوت إلى حد كونه يقرن نفسه مع دودة حقيرة ضعيفة. انظر إليه وهو واقف عند قبر لعازر (يو11) حيث كان يتوجع ويئن ويبكى أنيناً وبكاءً يدلان على اشتراك تام في الناسوت، لأن قلب الرب يسوع كان رقيقاً بما لم تصل إليه رقة أي إنسان آخر، ووجوده وسط العالم، ومروره وسط مشهد الخطية، جعلاه يشعر بنتائج تلك الخطية ويتأثر منها. ولكنه كالقيامة والحياة وكمن له « مفاتيح الهاوية والموت » نادى قائلاً « لعازر هلم خارجا » ففتحت الهاوية الباب وسلـَّم الموت أسيره في الحال إطاعة لصاحب السلطان. ومما يبنى نفوسنا ويعزينا دائماً، أن نتأمل في الرب يسوع المسيح كإنسان كامل وإله كامل. ليُعطنا الرب نعمة حتى نستفيد من هذا الدرس الـمُلذ، ونتمتع بما فيه من الفوائد والتعاليم. نرى عجباً أن الكلمة صار جسداً هللـويــــــا |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يسوع حي كان يوماً رهيباً ذلك اليوم الذي فيه مات المسيح شغب، وجند، وليل دامس دم قاطر، وأصوات، وبروق، ورعود، وزلزلة وحجاب الهيكل ينشق من فوق إلى أسفل كان للتلاميذ يوماً عصيباً رأوا إكليله فإذا به من شوك، وصولجانه قصبة وملكوته فإذا هو قبر، وعرشه صليب من خشب وكأسه اسفنجة من الخل، وقصره قبر مُظلم! وتحولت الحياة لهم قفر يباب، وبرية قاحلة لا ربيع يعبّق، ولا زهرة تتفتح بل ليلاً داجياً يجر أذياله ببطء وأغمضت السماء عيونها، لا نجم يتألق، أو كوكب يرسل لمعانه والكل صاحوا « لقد مات »! . . . أجل، لكنه قام ناقضاً أوجاع الموت في صباح يوم القيامة المجيد وأرسل دوى النُصرة في كل الأجيال والعصور أنه حي وله مفاتيح الهاوية والموت * * * لم يكن مسيحاً ميتاً مَنْ أوقد شرارة يوم الخمسين في العُلية، والذي رآه استفانوس وهو يُرجم، والذي رآه شاول في مجده فسقط على الأرض وقال « ماذا تريد يارب أن أفعل ». * * * وقد يتبدل كل شيء حولنا، الصحة بالمرض والثروة بالفقر والسعادة بالوحشة، لكن يبقى هو كما هو، « يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد ». لا توجد عنده بالوعة يأس ولا جبل صعوبة ولا قلق الشك. يحملنا كل الطريق، وكل آلة صوّرت ضدنا لا تنجح، ونحن بقوة الله محروسون، وليسوع المسيح محفوظون. « أنا حي فأنتم ستحيون » (يو14: 19). قام حقاً قام رئيسُ السلام هللويا هللويا الربُ قامْ هللويا قد تحققَ الخبرْ هللويا قامَ حقاً وانتصرْ |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يسوع مثالنا الأعظم عندما يذكر لنا الوحي اسم « يسوع » يريد أن يذكِّرنا بذلك الإنسان (فيسوع هو اسمه الإنساني). إن ذلك الإنسان « يسوع » كان قد علَّم الناس في بداية خدمته أسمى التعاليم وأرقى المبادئ « أحبوا أعداءكم ... وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ». وطالما نبّه المسيح على ضرورة العمل بكلامه لا الاستماع إليه فقط. لكن السؤال هو: هل عمل يسوع نفسه بهذه التعاليم، أم اكتفى بأن يلقنها لغيره؟ لقد أتى قبل المسيح أولئك الذين جلسوا على كرسي موسى، وكانوا يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم، وكانت خُلاصة مشكلة أولئك المُرائين أنهم « يقولون ولا يفعلون » (مت23: 3). وقبل هؤلاء أيضاً جاء فلاسفة الإغريق، وعلَّموا البشر أيضاً تعاليم أخلاقية راقية، وكانت مشكلتهم أيضاً أنهم يقولون ولا يفعلون، إذ تواجههم كلمة الله بالقول: « لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها! » (رو2 :1). حقاً، كم يسهل علينا أن نردد أعظم التعاليم التي لم نختبرها! فهل كان المسيح هكذا؟ كلا ألف مرة! فالمسيح ليس فقط علَّم الحق، بل كان هو نفسه الحق الذي علَّمه. لقد عمِل بما علَّم، وعاش كما قال، وفعل ما نادى به. إنه لم يترك لنا فقط تعاليم إلهية، بل ترك لنا أيضاً مثالاً إلهياً. وتبرهنت بهذه الصلاة كلماته الرائعة التي كان قد قالها سابقاً « أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به » (يو8: 25). يسوع مُصلياً. إنه الإنسان وكلماته إنسانية تماماً، لكن فيها شموخ النُبل الإنساني الذي لم يعرفه أحد قبله. يا للمستوى الراقي، صحيح، لقد صلى إبراهيم خليل الله لأجل أهل سدوم الخطاة، لكنه صلى لأجلهم من أجل لوط ابن أخيه. وصلى موسى كليم الله لأجل الشعب المُخطئ، لكنهم أيضاً شعبه. لكن مَنْ قبل المسيح صلى لأجل أعدائه؟ وإن كان شهداء المسيحية ساروا بعد ذلك على نهج المسيح القدوة، كما فعل مثلاً استفانوس الشهيد (أع7: 59،60)، فإنما يظل المسيح هو الأصل والمصدر، والكل تعلموا منه، كما أنه لم يبلغ أحد القمة نظيره. يوسف رياض |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يسوع يغسل أرجل تلاميذه جاءت الليلة الأخيرة، الليلة التي أُسلم الرب فيها. والصليب ألقى بظله على طريقه، فإن « ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب ». وللمرة الأخيرة كان سيصنع الفصح مع تلاميذه الأحباء، ولكنه قبل أن يشترك في الوليمة قام عن العشاء، وخلع ثيابه، واتزر بمنشفة، وانحنى أمام كل واحد من التلاميذ ليغسل أرجلهم. ماذا كان الدافع والسبب لعمل التواضع هذا من قِبَل رب المجد؟! لقد أكمل العبد بالتمام خدمته، وكان في الإمكان أن يخرج حراً (خر21). ولكن لماذا لم يخرج؟ لقد أراد أن يكون لأحبائه نصيباً معه. لقد قَبِل الابن الذي اتخذ صورة العبد أن تُثقب أذنه فيكون عبداً إلى الأبد. كان مزمعاً أن يترك خاصته، ولكنه قَبل ذلك حرص على أن يُريهم ماذا ستكون مشغوليته الدائمة وهو في السماء في الوقت الذي فيه سيكونون لا يزالون يعبرون سُبل الأرض. كان سيطهرهم يوماً فيوماً من النجاسة المتعلقة بالطريق، وهي طهارة بدونها لا يمكن أن يكون لنا نصيب معه. إن قلب مخلصنا المحبوب لم يتغير منذ تلك الليلة المشهودة. واليوم أيضاً لا يزال كل يوم يقوم بعمل التطهير لكل واحد من خاصته، وكذلك عمل الشفاعة « إلى المنتهى » و« إلى التمام » (يو13: 1؛ عب7: 25). لقد انحنى حتى يمكن أن نتمتع بالشركة المباركة معه. ولكن إن كان قلبه لم يتغير، فإن النصيحة التي تركها لخاصته في تلك الليلة هي هي اليوم، « حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا » (يو13: 15). نحن أيضاً؟! نعم نحن أيضاً المؤمنون علينا أن ننحني ونجثو ونغسل أرجل إخوتنا بكل تواضع ومحبة، بأن نقدم لهم كلمة الله التي هي وحدها « الماء » الذي يطهر. ولكي نفعل ذلك نحتاج أن نعرف كيف نتصرف « لأني أعطيتكم مثالا »، لنتأمل هذا المثال، ولنتشبع بالروح الذي ينعش قلبه، ولنتذكر صبره من نحونا، وحينئذ إذ نعرف محبته معرفة أفضل، نستطيع بصورة أفضل أن نتمم وصيته « كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضا » (يو13: 34). |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يسوع، انزعج بالروح واضطرب نقرأ ثلاث مرات في إنجيل يوحنا أن يسوع اضطرب أو انزعج: المرة الأولى في يوحنا11: 33 موضوع آية اليوم. وأيضاً في ع38 « فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر ». اقترب الرب يسوع من بيت عنيا حيث عرف أن لعازر حبيبه قد مات منذ بضعة أيام. وكان يعرف حسب إرادة أبيه أنه سيُقيمه ويُعيده إلى أختيه، ومع ذلك فقد انزعج بالروح واضطرب، ذلك لأنه كان يقدِّر بعطف عميق بكاء وآلام أختي لعازر، وأيضاً لأنه لمس في جميع الحاضرين إلى أية درجة كان الموت يرعب الروح البشرية. إن أولئك الرجال والنساء المخلوقين على شبه الله ليكونوا سعداء، هوذا يراهم مقهورين في حضرة الموت التي تذكّرهم بما كان ينتظرهم بلا رحمة. المرة الثانية في يوحنا12: 27 « الآن نفسي قد اضطربت. وماذا أقول. أيها الآب نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ». ما هي هذه الساعة التي كان ابن الله يطلب أن ينجيه منها؟ إنها في الواقع ليست سوى ثلاث ساعات الظلمة التي قضاها المسيح فوق الصليب من السادسة إلى التاسعة، وهي ساعات طويلة مثل الأبدية احتمل أثناءها الرب يسوع باعتباره الإنسان الكامل غضب الله على خطايانا التي لا حصر لها. ونفهم بعض الشيء لماذا اضطرب الرب من فكرة ما كان سيتحمله؟ ولكن الطاعة للآب هى التي انتصرت! المرة الثالثة في يوحنا13: 21 « لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق أقول لكم إن واحداً منكم سيسلمني » إن إثارة موضوع خيانة يهوذا التي كانت عتيدة أن تقع، هي التي جعلت الرب يسوع يضطرب، ولا شك أنه اضطرب أيضاً للمصير الرهيب الذي كان ينتظر ذاك الذي سار ثلاث سنوات معه (مر14: 21). يا له من ألم! في ذلك الحين أعلن الرب لتلاميذه، وهو نفسه مضطرب مما كان ينتظره: « لا تضطرب فلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي » (يو14: 1) ! أنا قد سبى فؤادي حُب فادٍ قد غفر وحنان للسقيم ورثاء للبشر وجلوس عند بئرٍ بعدما أضنى السفر |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
يوسف كرمز للمسيح في تكوين39 أُنزل يوسف إلى مصر واشتراه فوطيفار وأصبح عبداً في مصر. وهذا يذكرنا بكلمات المسيح النبوية في زكريا13: 5 « أنا إنسان فالح الأرض. لأن إنساناً اقتناني من صباي ». وكلمة إنسان تعني أن خدمة المسيح لا تخص أشخاصاً أو أمة، لكن خدمته للعالم أجمع « لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك ». وقال أيضاً عن نفسه « ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم، ويبذل نفسه فدية عن كثيرين » (مر10: 46). طبعاً يوسف كان يرى فارقاً كبيراً بين ما كانه في بيت أبيه، وبين ما أصبح عليه: سواء في بيت فوطيفار أو في بيت السجن. لكن ما أعظم الفرق بين مجد ذاك الذي سماء السماوات لا تسع مجده، وبين حاله عند مجيئه إلى أرضنا « فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني » (2كو8: 9). وفي الليلة التي أُسلم فيها نقرأ أن الرب صب ماء في مغسل واتزر بمنشفة وغسل أرجل التلاميذ. ما أعجبه! فهو لا نظير له في السماء ولا على الأرض! ثم في تكوين37: 14 قول يعقوب ليوسف: « اذهب انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورد لي خبرا ». لكن هل يستطيع رسول يعقوب أن يرُّد خبراً؟ لا. لقد قبضوا عليه وباعوه وأُنزل إلى مصر. وعوض أن يرجع يوسف بخبر عن إخوته، رجعوا إخوته حاملين قميصه الملوَّن مغموساً بالدم. فكان ذلك سبب بكاء ليعقوب وحزن ومرارة نفس له. لكن قيل عن الله « لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام. لأن المقدِّس (ربنا يسوع المسيح) والمقدَّسين (جماعة المؤمنين إخوته) جميعهم من واحد، فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة قائلاً: أخبر باسمك إخوتي وفي وسط الكنيسة أسبحك ». ولذلك نجده بعد القيامة يقول لمريم المجدلية اذهبي إلى إخوتي. ونجده يرُّد على الآب الخبر، كقوله السالف « وفي وسط الكنيسة أسبحك ». طوبى لنا لأن الذي افتقد سلامتنا ليس يوسف بل سيد يوسف ربنا يسوع المسيح الذي قال « وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر ». |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
10 نصائح لقارئ الكتاب المقدس كم أحببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي (مز119: 97)1 ـ لتكن لك عادة يومية أن تقرأ جزءاً من كلمة الله، ولا تدع شيئاً يثنيك أو يعطلك عن هذه العادة. 2 ـ تذكَّر أن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وأنه موحى به من الروح القدس. 3 ـ إقرأ كلمة الله في روح الصلاة، صلِّ قبل أن تقرأ، صلِّ أثناء القراءة، ثم صلِّ بعد أن تنتهي من القراءة. 4 ـ تذكَّر أن معرفة الكتاب المقدس تعتمد على الروح القدس. 5 ـ الكتاب المقدس هو كتاب حي، بمعنى أنه كتاب عظيم السلطان. 6 ـ إن كلمة الله نافعة في كل المجالات: في التعليم، في التوبيخ، في التقويم، في التأديب. 7 ـ إقرأ الكتاب المقدس بالترتيب. 8 ـ ليكن ماثلاً في ذهنك دائماً أنه برغم أن ليس كل الكتاب هو عنا، إلا أن كل ما هو مكتوب فيه هو لأجلنا. 9 ـ إقرأ الكتاب على مهل وبروح التأمل، واعلم أنه صوت الله المُرسل إليك الذي يعالج كل جوانب حياتك. 10 ـ عندما تنتهي من قراءاتك، فكِّر في ما قرأت، واصل الاجترار عليها. ليتنا نحب الكتاب فيكون اليوم كله لهجنا، ولنبتهج به كمن وَجَد غنيمة وافرة. * * * سراجٌ منيرٌ لنا في السبيل كلامُكَ يا ربَنا سلاحُ الضعيفِ شفاءُ العليلْ وبابُ خلاصٍ لنا وقولك حلوٌ كقطرِ الشهادْ وسيفٌ لنا في الحروب بشارةُ خيرٍ لكلِ العبادْ وبهجةُ كلِ القلوبْ افرايم فخري |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
أبواق الهتاف السبعة أمام سور أريحا العالي المنيع، نرى الحالة التي يجب أن يكون عليها جُند الرب في حربهم الروحية، ونرى القوة الناتجة عن الطاعة البسيطة للرب ولكلمته. كان على السبعة الكهنة أن يسيروا في المقدمة ويضربوا بأبواق الهتاف السبعة المصنوعة من قرون الكباش. ورقم سبعة كما نعلم هو رمز الكمال في الأمور الروحية. والبوق يشير إلى الشهادة، أما الكبش فهو يشير إلى ذبيحة التكريس (لا8: 22). أما القرن فهو رمز القوة. وإذا ربطنا معاً كل الحقائق التي يوصلها هذا الرمز الجميل إلى قلوبنا فهى تعني: الشهادة للقوة الناتجة عن التكريس الكامل لله. يا له من أمر جميل! شعب مخلص .. مفدي .. متسلحون بسلاح الله الكامل .. مُطيعون بقلوبهم وأفعالهم للرب .. مُتمتعون بحضور الرب في وسطهم بقوته العاملة لنُصرتهم .. وفي مقدمتهم كجند الرب الشهادة الواضحة عن القوة التي تنتج عن التكريس الكامل لله! لو تمسكت كنيسة الله بهذا المستوى المبارك من التكريس والقوة وحافظت عليهما، لتحققت كلمات الابن الحبيب إلى أبيه في يوحنا17 « ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني ». لكن هناك فكرة أخرى نجدها هنا. كان على الشعب حينما يسمع صوت الأبواق أن يهتف هتافاً عظيماً. وفي مزمور89: 15 نجد نفس الكلمة « الهتاف » مذكورة هناك « طوبى للشعب العارفين الهتاف. يا رب بنور وجهك يسلكون ». وهنا في يشوع6 نرى الشعب يهتف هتاف النُصرة. لقد كانوا يسلكون بنور وجه الرب ممثلاً في تابوت عهده. ولهذا عرفوا « الهتاف »، هتاف الفرح الصاعد منهم كمنتصرين نتيجة لطاعتهم للرب الذي استخدم قوته لصالحهم. وهكذا كان ذلك الموكب الصغير يسير يوماً بعد يوم - دائماً حول المدينة - متعرضاً بلا شك لاحتقار وازدراء أهل المدينة المتكبرين والمفتخرين بقوتهم. لكن الرب كان مع أجناده القلائل، وكانت طاعتهم الصابرة عوناً لهم لانتظار الوقت الذي فيه سيهتفون هتاف النُصرة فتسقط أسوار أريحا، ويخلصوا أولئك الذين آمنوا بالرب في داخلها. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
اتّباع خطواته لكي تتبعوا خطواته، الذي لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر، الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً ... بل كان يسلم لمن يقضي بعدل (1بط2: 21-23)لدينا أربع خطوات سار فيها الرب بمنتهى الكمال، ونحن مدعوون جميعاً كمؤمنين لأن نتبعها: أولاً: « لم يفعل خطية ». إن الأمر سهل نسبياً أن نفعل الخير والإحسان ونواجه احتياجات الآخرين، ولكن لأنه ما زال فينا الجسد، فإنه في بعض الأحيان يكون صعباً أن لا نفعل خطية. ولكن أن لا نفعل خطية في ظروف التجربة أعظم كثيراً من أن نفعل الخير في الظروف السهلة. لقد كان الرب كاملاً في كل الظروف، وكيفما كانت ظروفنا التي نواجهها يجب أن يكون اهتمامنا الأول أن نتبع خطواته، أي أن لا نفعل خطية. ثانياً: « لم يكن في فمه مكر ». فمع أنه جُرب على نحو موجع من الأشرار، لكن لم يحدث أن سؤالاً سأله، أو إجابة أعطاها، أو كلمة خرجت من شفتيه كان فيها أي شُبهة أو أثر للمكر. لكن للأسف، بالنسبة لنا أحياناً ما يختفي الحقد والحسد خلف الكلمات التي هي « أنعم من الزبدة » و« ألين من الزيت ». إذاً ما أهم ذلك التحريض أن نتبع خطوات ذاك الذي لم يكن في فمه مكر. ثالثاً: « إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهدد ». ففي مشهد الإهانة والاتهامات الكاذبة والمهاجمة الحقودة، بقى هو صامتاً. وحين أُتهم كذباً من قادة اليهود « بقى ساكتا » وأمام اتهامهم في حضور بيلاطس « لم يُجب بشيء » ومع هيرودس المستهزئ الذي سأله بكلام كثير « فلم يُجبه بشيء ». وما أطيب أن نتبع خطواته فنبقى صامتين في وجود كلمات الإنسان الحقودة الناتجة من طبيعته الشريرة. رابعاً: « كان يسلم لمن يقضي بعدل ». إن بقاءنا صامتين في مشهد الإهانة لا يعني أنه لا يوجد رَّد للشر والحقد، لكن الرَّد يُترك لله. علينا أن لا نحاول الانتقام من المُخطئ في حقنا، فقد جعل الله كل النقمة في يده، إذ قال « لي النقمة أنا أجازي » (عب10: 30). وهكذا يدعونا بطرس لأن لا نفعل خطية ... ولا نستخدم المكر.. ونبقى صامتين في مشهد الإهانة .. ونسلّم أنفسنا لله .. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
أخطاء ... الشيخوخة في كلمة الله، الفهم هو الإمكانية التي يعطيها لنا الروح القدس لمعرفة فكر الله وفهم مشيئته، والحكمة ترتكز بعد ذلك على تطبيق هذا الفهم على سلوكنا واختياراتنا وقراراتنا وكل سلوكنا بصفة عامة. وبفضل هذا الفهم وهذه الحكمة يستطيع أرباب الأسر أن يتحملوا مسئولية تعليم أولادهم وتوبيخهم وأيضاً تقويمهم إن كانوا لا يسمعون لهم. وبالمثل فإن الذين يحملون صفة « الآباء » هذه أو « الشيوخ » في الكنيسة المحلية يمتلكون نفس الفهم ونفس الحكمة لكي يرعوا « رعية الله ... صائرين أمثلة للرعية » (1بط5: 2،3). وهذه الخدمة تتطلب أيضاً شرطاً أساسياً هو « المحبة للرب » (يو21: 15،17) والدليل عليها هو المحبة للمفديين. إن محبة الرب والكنيسة وكل واحد من المؤمنين يعطي التمييز اللازم لممارس - آذار - ة هذه الخدمة بسلطان المحبة. وهذا ما لم يفهمه عالي الكاهن. لقد كان على علم بسلوك أولاده الشرير ولم يردعهم (1صم3: 13). هل كان ذلك بسبب الرخاوة أو التساهل؟ أو خوف من قيام شقاق في الأسرة؟ لكن الله يحكم بطريقة أخرى: أنت « تكرم بنيك علي » (1صم2: 29). وشيخ آخر وهو أبياثار، وكان كاهناً أيضاً، ارتكب نفس الخطأ (1مل1: 7،19،25). كان أدونيا الشاب الحازم والطموح يتخذ مسلك الأمير الوارث للملك. وداود أبوه « لم يُغضبه قط » (1مل1: 6)، وكان هذا بلا شك ضعفاً من داود شجع أدونيا على أن يخطو الخطوة التالية وهي أن يعلن نفسه ملكاً، بينما لا يزال أبوه حياً. حينئذ تصرف داود بصرامة لأجل تتويج سليمان. أما أبياثار، وقد أُغوِى بحماس وجمال أدونيا، وربما تراءى له أنه سوف يلعب الدور الأول تحت الملك المرتقب، فقد تبع المغتصب. بكل تأكيد لم تكن هذه حكمة، لذلك فقد أصابه القضاء (1مل2: 26،27) مثلما حدث لعالي (1صم4: 18). إن علاقاتنا بالشباب تتطلب الكثير من الحكمة والمحبة، والله يعطي الحكمة لكل مَنْ يطلبها: « إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله » (يع1: 5). |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
اذهب واخبر الآخرين هذه كلمات أربعة رجال بُرص، وخزتهم ضمائرهم من جهة الآلاف العديدة المُشرفة على الهلاك جوعاً داخل أسوار المدينة، بينما أمامهم طعام وفير، فقرروا أن يذهبوا ويُخبروا الآخرين بقلوب ممتلئة شكراً لأجل الخيرات التي وصلت إليهم. وقد ذهبوا، وهكذا خلصت المدينة. ولذلك أقول لكم الآن: اذهبوا واخبروا الآخرين للأسباب الآتية:ـ أولاً: وفرة ما لنا: ماذا كان لأولئك البُرص بالنسبة لِما لنا في المسيح يسوع؟ لقد كان خلاصهم جسدياً وزمنياً، أما خلاصنا فروحي وأبدي. لقد خلصوا من بين أنياب الجوع، أما نحن فخلصنا من سلطان الخطية. صرنا مُسامَحين، وقلوبنا مُطهرة بدم المسيح الكريم. وأفضل من هذا كله؛ لنا المسيح نفسه، نصيبنا ومعزينا في الحزن وقائدنا في الظلمة، ورجاء المجد فينا. حقاً إن لنا الكثير مما يستحق أن نُخبر الآخرين عنه ليحصلوا على مثل ما حصلنا. فهل نكون أنانيين؟ هل نحتفظ بالكل لأنفسنا؟ أم نفعل كما فعل أولئك البُرص من نحو المدينة الجائعة؟ ثانياً: بسبب حاجتهم الشديدة: داخل أسوار السامرة، كان هناك آلاف من الرجال والنساء يموتون من الجوع حرفياً، ولقد كان الموقف هكذا حرجاً حتى أن الأمهات طبخن أولادهن ليستبقين حياتهن بضعة أيام أخرى، فهل نتصور حاجة أشد من هذه؟ يوجد رجال ونساء حولنا من كل ناحية يهلكون بسبب الجوع إلى خبز الحياة، وفي استطاعتنا أن نسد عوزهم .. فهل نفعل؟ إن عندنا ما يحتاجون إليه، فهل نقدمه إليهم؟ لقد كانت آخر وصية أعطاها لنا مَنْ نحبه ونخدمه؛ هي هذه « اذهبوا » أَفلا نذهب ونُخبر الآخرين؟ ثالثاً: أن هناك خطراً إذا لم نفعل: اسمعوا التحذير « إن انتظرنا إلى ضوء الصباح يصادفنا شر ». إن أولئك البُرص لم يتجاسروا على التأخير ولم يجرؤوا على حبس « الأخبار المُفرحة »، فمضوا بغير تردد ليُخبروا الآخرين. لقد وصل إلينا الإنجيل فخلصنا بدم المسيح الكفاري، فكيف نخاطر ونحتفظ به لأنفسنا؟ إن من مستلزمات الحياة المسيحية؛ الخدمة، فيجب أن نعمل للمسيح. نحن لم نخلص لكي نأخذ الفائدة لأنفسنا فقط، ولا لكي ننجو من العذاب ونذهب للسماء فقط .. كلا، بل قد خلصنا لنخدم. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
ازرع لكي تحصد في الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر - تشرين الأول - يظهر الخريف ، وهو وقت الحصاد الذي فيه نجمع نتائج عملنا. مَنْ الذي في الربيع كان يفكر في الخريف؟ مَنْ كان يفكر في الزهور التي لا بد أن تذبل وتختفي في الوقت الذي فيه كل شيء ينمو حولنا ويتطور في قوة وفرح التجديد؟ بكل تأكيد ليس الذين يعيشون حياة سهلة وخفيفة ولا يفكرون سوى في أن يكون لهم وقت طيب. إن الفلاح الذي في الربيع حرث الأرض وبذر وزرع، يعلم جيداً أنه لكي يحصد في الخريف لا مجال لإضاعة الوقت. والذي لم يعتنِ جيداً بأرضه، بدلاً من أن يجني ثماراً بوفرة، لن يجد سوى خليطاً من الأعشاب الضارة (أم24: 30- 34). إن الربيع هو فصل الشباب المملوء قوة ونشاطاً عند دخوله إلى الحياة، ولكن سيأتي يوم يحل فيه خريفهم. ألا نعترف أننا قلما نفكر في هذا؟ نقول ما زالت أمامنا سنوات طويلة لنعيشها، والوقت للعمل والبذر ما زال أمامنا! هل سمعت زارعاً يتكلم هكذا؟ ألا يستثمر كل يوم من هذه الأيام التي تمرّ بسرعة؟ لننتهز الفرصة، إن هذا الكلام موجه لجميع المؤمنين. ألا نريد أن نرجع إلى بيتنا يوماً بالترنم (مز126: 5)؟ أم أننا سنكون من الذين سيقول لهم السيد: « أيها العبد الشرير والكسلان » (مت25: 26)؟ هل سوف لا يجد عندنا سوى أوراقاً؟ إنه أمر رهيب إن كنا لا نخلص إلا « كما بنار « ، ولا أحد منا يريد أن يقضي فترة وجوده هنا على الأرض بلا ثمر لذاك الذي أحبنا كثيراً. لذلك لنشرع من الآن في نشر البذار الصالحة حولنا ولنتخلَّ عن بعض التمتعات العابرة. قد تقول لنفسك سوف أعمل أعمالاً عظيمة للرب. إنه أمر حسن جداً، ولكن انظر حولك. إن كل ما هو كبير يتكون من أشياء صغيرة. كُن « أميناً في القليل ». إن الحياة مكونة في أغلب الأحيان من تفاصيل ضئيلة في ظاهرها. والبذار لا تكون أبداً ضخمة. لنشجع بعضنا بعضاً بالصلاة لكي نتزوّد ببذار صالحة من كلمة الله وننشرها حولنا. وبذلك نتبع أثار « الزارع » الذي أتى بنا إليه، وسوف نجني في يوم الحصاد ثمراً للأبدية. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
إضافة الغرباء هي إحدى الفضائل المسيحية الجميلة وعليها يحرضنا الكتاب باستمرار. والترحيب السخي بإخوتنا مع شمولهم بالعناية والكرم، يُعتبر مجد البيت وزهرة الحياة المسيحية العائلية؛ إنه تزيين لتعليم مخلصنا الله. ورسائل العهد الجديد التي تشرح نعمة الله العجيبة، تحرّضنا على ممارس - آذار - ة الضيافة كأمر حيوي من أمور المسيحية العملية. ففي رومية12 نجد أن بين الفضائل التي يتسربل بها المؤمن في عيشته المسيحية، أن يكون عاكفاً على إضافة الغرباء (رو12: 13). وأيضاً إحدى الصفات التي يجب أن يتحلى بها الأسقف أن يكون « مُضيفاً للغرباء » (1تي3: 2؛ تي1: 8). والأرملة لا تُكتب في سجل الأرامل اللواتي تعني الكنيسة بسد حاجاتهن، ما لم تكن قد « أضافت الغرباء، غسلت أرجل القديسين، ساعدت المتضايقين » (1تي5: 10). فليس معنى الكرم أن نُظهره لمن نعرفهم ونحبهم، بل للغرباء أيضاً (3يو5). لذلك نقرأ في عبرانيين13: 2 « لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أُناس ملائكة وهم لا يدرون » (قارن تك18،19). والكلمة الإنجليزية المستعملة في هذا الصدد تعني كرم الضيافة ـ البيت المفتوح للإستضافة، نظير « بيت استفاناس » الذين « رتبوا أنفسهم لخدمة القديسين » (1كو16: 15). كما نقرأ في سجل الأفاضل والفضائل الذي في نهاية رسالة رومية « يسلم عليكم غايس مُضيفي ومُضيف الكنيسة كلها » (رو16: 23) وكانت إحدى صفات أيوب الجميلة أنه فتح للمسافر أبوابه وغريب لم يَبِت في الخارج. وكرم الضيافة لا يرتبط بيسر الحال بقدر ما يرتبط بحالة قلب شبعان بالرب وفي روح المحبة يهتم بما للآخرين ويتذكر أعوازهم؛ إنه لشرف عظيم أن نشارك الله أبانا في عواطف قلبه من نحو إخوتنا. وفي أيام لاودكية، أيام الفتور والإكتفاء الذاتي، نحتاج إلى الحرص لئلا تُصبح صفة عدم المُبالاة بإضافة الغرباء هي التي تميز بيوتنا. وكم نخسر كثيراً بسبب الأبواب المُغلقة والأحشاء المُغلقة. أين نحن من الذين كانوا يتناولون الطعام في البيوت بابتهاج وبساطة قلب (أع2: 46). كم قصَّرنا من نحو إخوتنا، وكم حُرمت بيوتنا من أفراح الشركة والولائم المُحبية والإلتقاط من كلمة الله والإنتعاش بالمحبة الأخوية. فيا ليتنا نهتم بدوام المحبة الأخوية التي تُظهر نفسها عملياً في إضافة الإخوة الغرباء. |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
اعمل بما تعظ به كان دوايت مودي مع صديقه في القطار متجهين إلى أحد الاجتماعات بكاليفورنيا، وكان موضوع الخدمة في الليلة السابقة عن السامري الصالح. وبعد دقائق وقف القطار على المحطة التالية فصعدت مجموعة من الشباب السكارى. وكان أحدهم ثملاً للغاية وبه جروح وعينه الوحيدة حمراء كالدم، ولكنه لمح مودي وإذ عرفه أخذ يردد ترنيمات بصوت مُستهتر وبسخرية واضحة. فتململ مودي ثم قال لصديقه هلم بنا نغادر هذا المكان إلى مكان آخر بالعربة. ولكن صديقه لفت نظره بأن القطار ليس به مكان خالِ. فتضايق مودي جداً وجلس مُتبرماً ثم قال لصديقه: كان يجب على المسئولين عن القطار أن يمنعوا هؤلاء الغوغاء عن ركوب القطار ومضايقة الركاب! وبعد دقائق حضر « المحصّل » فنبهه مودي مُحتداً على سلوك ذلك الشخص. فذهب إليه « المحصل » وتكلم مع هذا الشاب المُستهتر بصوت منخفض وأخذه من يده وسحبه بهدوء إلى دورة المياه حيث غسل له وجهه برفق وأخذ ينظف له عينه الوحيدة بكل عناية. ثم أخرج من جيبه منديله النظيف وجفف له وجهه وعينه وأجلسه على مقعده الخاص. فما لبث الشاب أن ذهب في نوم عميق وعلى وجهه علامات الراحة والسرور والرضا. فجلس مودي صامتاً بضع دقائق ومتأملاً ما حدث. ثم تململ في مكانه. وما لبث أن رفع رأسه وقال لصديقه: إن هذا درس مؤلم وقاسٍ بالنسبة لي. فإني كنت أعظكم بالأمس عن تصرف الكاهن واللاوي، وعن السامري الصالح أمام جمهور كبير من الحاضرين، وكنت أحرضهم على التمثل بالسامري الصالح (لوقا10: 30-37)، والآن وفي هذه الفرصة أعطاني الرب الفرصة العظيمة لكي أعمل بما كنت أعظ به بالأمس، وقد أثبَت الآن أنني من زمرة الكاهن واللاوي. وفي نفس هذا المساء تكلم في الاجتماع عن نفس موضوع السامري الصالح مع اعتراف كامل بكبريائه في هذا الصباح مع شعور كامل بالاتضاع والندم. « وأما مَنْ عمل وعلَّم فهذا يُدعى عظيماً ... ». ونلاحظ الترتيب هنا، فالعمل يسبق التعليم. هكذا كان المسيح « مقتدراً في الفعل والقول » (لو24: 19؛ انظر أيضاً أع1: 1). نعيم بهنام |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
أعين ساهرة يحرضنا الكتاب كثيراً على السهر لأن فينا الميل الطبيعي للاسترخاء والنوم. وعلى صفحات الوحي نرى صوراً متنوعة للعيون الساهرة نلخصها فيما يلي:ـ (1) سهر الجندي: « اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً مَنْ يبتلعه هو » (1بط5: 8). فهناك عدو لا ينام يراقب المؤمن ويرصد تحركاته وينصب له أشراكه. إنه يتحين الفرصة للهجوم عليه، وهذا يتطلب مزيداً من الحذر والسهر. (2) سهر الراعي: « وكان .. رعاة .. يحرسون حراسات الليل على رعيتهم » (لو2: 8). هكذا كان يعقوب وهو يرعى الغنم عند لابان إذ طار نومه من عينيه (تك31: 40). إن الليل مليء بالمخاطر على القطيع. وعلى كل مَنْ يقوم بخدمة الرعاية أن يسهر ويلاحظ حالة الغنم، ويرقب من بعيد أي خطر يهدد سلامتهم. (3) سهر الأم الفاضلة: « تقوم إذ الليل بعد ... سراجها لا ينطفئ في الليل ... تراقب طرق أهل بيتها » (أم31: 15،18،27). إنها لا تبحث عن راحتها، بل تهتم بأولادها وعيناها تلاحظان كل شيء. إنها ليست الأم الخافقة، لكنها بالمحبة والحكمة تراقب من بعيد وتوجه وتنصح. (4) سهر المصلي: قال الرب يسوع « اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة » (مت26: 41). وقال بولس للمؤمنين « مصلين بكل صلاة وطلبة ... وساهرين لهذا بعينه » (أف6: 18)، وأيضاً « واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر » (كو4: 2). فالصلاة دائماً تحتاج إلى السهر والمثابرة حيث أن الجسد ثقيل وسرعان ما يمِّل. (5) سهر العبد والخادم: « طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين » (لو12: 37). وبولس في خدمته كان « في أتعاب في أسهار في أصوام » (2كو6: 5). إنه « ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم يفتر عن أن ينذر بدموع كل واحد » (أع20: 31). (6) سهر العروس: « أنا كوكب الصبح المُنير. والروح والعروس يقولان تعال » (رؤ22: 16،17). « إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم » (رو13: 11). إن الرب يشتاق إلى عروسه، الكنيسة التي أحبها، وقريباً سوف يُحضرها لنفسه مجيدة، فماذا عن أشواق العروس؟ هل نتوقع ونترقب بعيون ساهرة تلك اللحظة السعيدة المجيدة التي فيها نراه؟ وهل بحق نحن على المرصد نعّد ساعات الليل؟ محب نصيف |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
أفعل شيئاً واحداً ما هو هذا الشيء الذي يجب أن نفعله؟ أولاً: أن ننسى ما هو وراء، وهذه هي الناحية السلبية؛ أي أن نخلع ونتخلص من كل ما يعيق سعينا إلى الأمام، أي عاداتنا القديمة، وعلاقاتنا بالعالم، وأفكار الكبرياء التي عندنا، ومحبة الذات والحسد والأنانية. وبالإجمال يجب أن ننسى كل ما يتعلق بحالتنا القديمة. ثانياً: نمتد إلى ما هو قدام، نسعى نحو الغرض، وهذه هي الناحية الإيجابية التي نُظهر فيها أننا أبناء حقيقيون لله وجنود صالحون ليسوع المسيح. لا يجب أن ننام وننعس في ارتياح بأن نعيش حياة مسيحية تُمكننا من أن يكون لنا بعض التمتع بالعالم، ولا يجب أيضاً أن نسير في خوف وخجل ونعثر ونخطئ الطريق. كلا، إن المسيحية الحقيقية ليست شيئاً سلبياً، بل شيئاً إيجابياً حياً يجب أن نحياه وننفذه بحسب فكر الرب. ويجب أن تتصف حياتنا المسيحية بالقوة (نمتد) والنشاط (نسعى) والمثابرة (نحو الغرض). القوة: وهي تعني أن يكون لنا التصميم لأن نتبع الرب في أي مكان، ونحفظ ذواتنا بلا دنس من العالم وشهواته. إنها التكريس الكامل لذواتنا حتى يمكن أن يستخدمنا الرب استخداماً نافعاً. وهي أيضاً تثبيت إيماننا الذي يعتمد على الله الكُلي القوة وعلى مواعيده بالرغم من العوائق والمصاعب. النشاط: وهو الخدمة. وأي خدمة يجب أن تكون خدمتنا ونحن نتأمل خدمة الرسول؟ أين محبتنا للنفوس الهالكة؟ أين دموعنا لأجل النفوس التي تضل، وصلواتنا غير المنقطعة لأجل جميع القديسين؟ أين شجاعتنا للاعتراف بالمسيح بمجاهرة أمام العالم، لنُخبر بالخلاص الذي يعطيه؟ المثابرة: وهي الانتظام في كل هذه الأشياء. وهنا أيضاً أين نحن منها؟ هل نستمر في الصلاة إلى أن نحصل على الإجابة؟ هل نكرز بالرب ونتكلم عنه إلى أن تظهر نتائج ملموسة؟ وفي الختام يضيف الرسول: « أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا ». ألا يدوي هذا النداء في آذاننا نحن أيضاً؟ ليعطنا الرب أن نُجيب بحق على ذلك بالقول: « أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض ». چان أندريه |
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
أفعل شيئاً واحداً نعم « شيئاً واحدا »! ما أهم هذه الجملة بالنسبة للحياة المسيحية! وقديماً قال الرب يسوع للشاب الغني « يعوزك شيء واحد » (مر10: 21) كما قال لمرثا التي كانت منشغلة، وقد انتقدت أختها « الحاجة إلى واحد » (لو10: 42). كما قال بفرح الأعمى الذي أعطاه المسيح البصر » أعلم شيئاً واحدا »! (يو9: 25). وشهد المرنم قائلاً « واحدة (أي شيئاً واحداً) سألت من الرب وإياها ألتمس » (مز27: 4)! لكن هناك مؤمنين كثيرين منشغلون في أشياء كثيرة، بينما سر التقدم هو التركيز في شيء واحد. لقد كان ذلك هو القرار الذي صار نقطة التحول في حياة د. ل. مودي. فقبل حريق شيكاغو المأساوي عام 1871، كان مودي مهتماً بتنمية خدمة مدارس الأحد، وأنشطة جمعيات الشباب وأنشطة أخرى. لكن بعد الحريق عزم على تكريس ذاته للكرازة فقط، وأصبح شعاره « أفعل شيئاً واحدا » وقد سمع ملايين الناس صوت الإنجيل نتيجة لذلك القرار! إن المؤمن يجب أن يكرس نفسه من أجل السعي في السباق المسيحي. فالرياضي لا ينجح إذا لعب جميع الرياضات، بل ينجح عندما يتخصص في لعبة واحدة. وربما يوجد رياضيون أكفاء في ألعاب متنوعة، لكن ذلك استثناء. أما الرياضيون الفائزون فهم الذين يركزون على الهدف ولا يسمحون لشيء أن يشتت نظرهم عنه؛ فهم مكرسون تماماً لدعوتهم. هكذا كان نحميا - باني السور - الذي أجاب على الدعوات المقدمة له بقوله « إني أنا عامل عملاً عظيماً فلا أقدر أن أنزل » (نح6: 3). كذلك نقرأ في يعقوب1: 8 « رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه ». إن التركيز هو سر القوة، فلو أن نهراً سمح له أن يفيض ليغطي ضفتيه، فإن المساحات حوله سوف تصبح مستنقعات ضحلة. أما إذا بنيت السدود عليه للتحكم في مياهه، فسوف يتحول إلى مصدر قوة وطاقة يمكن الاستفادة منها. إن الأمر في مُجمله يتعلق بالقيم والأولويات التي يحيا المؤمن لأجلها. |
الساعة الآن 10:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025