منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:28 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة بيلاجيا أو بيلاجية التائبة



جاء في تاريخ الكنيسة قديسات كثيرات يحملن اسم "بيلاجيا" Pelagia منهن:


https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...Pelagia-01.jpg


القديسة بيلاجية، القديسه بيلاجيا التائبة

1. الناسكة بيلاجيا التي تابت على يدي القديس نونيوس أسقف الرها وتزيت بزي راهب في جبل الزيتون.
2. عذراء طرسوس الشهيدة بيلاجيا، يعيد لها الغرب في 4 مايو.
3. العذراء الشهيدة بيلاجيا الأنطاكية، يعيد لها الغرب في 9 يونيو.
الناسكة بيلاجيا πελαγία:


تسمى "المجدلية الثالثة" بعد القديسة مريم المصرية التي دعيت بـ"المجدلية الثانية". تحولت هذه الفتاة من حياة الشر والدنس إلى الحياة التقوية النسكية بقوة إلهية فائقة. تعيد لها الكنيسة في 8 أكتوبر (تنيحت حوالي عام 460 م).
يصعب وصف دور بيلاجية التي عاشت في إنطاكية في القرن الخامس لا همَّ لها إلا اقتناص الرجال لممارسة الشر وتقديم كل غالٍ وثمينٍ عند قدميها. كانت تسير في شوارع المدينة بموكب، تمتطي بغلًا أبيض وترتدي ثوبًا خليعًا يبرز مفاتن جسمها، خاصة وأن الله وهبها جمالًا رائعًا، استخدمته لاصطياد النفوس لحساب الشر. كانت تتزين بالجواهر الثمينة والحلي لتعلن دلالها وترفها.
انعقد مجمع في إنطاكية بدعوة من بطريركها حضره مجموعة من الأساقفة من بينهم الأب نونيوس Nonnus أسقف الرُها. وكانت المدينة كلها تتحدث عن هذه الفتاة التي حطمت نفوس الكثيرين حتى من المسيحيين. إذ جلس الأب الأسقف مع زملائه قال: "لقد سررت جداَ أن أرى بيلاجية، فقد بعثها الله درساَ لنا. إنها تبذل كل طاقتها لتحفظ جمالها وتمارس رقصاتها فتسر الناس، أما نحن فأقل غيرة منها في رعاية إيبارشياتنا والاهتمام بنفوسنا". في الليل إذ دخل الأسقف مخدعه كانت نفسه متمررة من أجل هذه المرأة التي يستخدمها العدو لغواية الكثيرين، فصار يبكي بمرارة لكي يحررها الله من هذا الأسر ويهبها خلاصًا. وفي الليل إذ نام حلم أنه يخدم ليتورجية الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وإذا به يرتبك لًان طائرًا قبيح المنظر صار يحوم حول المذبح. وعندما صرف الشماس الموعوظين عند بدء قداس المؤمنين انطلق أيضًا الطائر، لكنه دخل إلى غرفة المعمودية عند باب الكنيسة، ثم غطس في المياه ليخرج حمامة بيضاء كالثلج انطلقت نحو السماء واختفت.
في الصباح، إذ كان يوم أحد، وقف الأب الأسقف يعظ عن الدينونة الرهيبة، وإذ كانت بيلاجية حاضرة مع أنها لم تكن قد انضمت إلى صفوف الموعوظين، شعرت كأن الله يوبخها، يرسل لها كلمة وعظ شخصية فبدأت تبكي بدموعٍ مرة، وبعد العظة انطلقت إلى الأسقف تسجد لله حتى الأرض وتطلب صلاة الأسقف عنها.
عمادها:


إذ رأى الكل صدق توبتها قدم لها البطريرك الأنطاكي شماسة تدعى رومانا Romana تتعهدها روحيًا، وإذ نالت سرّ العماد بقيت في ثوبها الأبيض أسبوعًا كاملاَ كعادة الكنيسة الأولى تمتزج دموع توبتها بفرحها الداخلي العميق من أجل غنى مراحم الله. وقد تعلقت الشماسة بها جدًا رغم قلة مدة تعارفها عليها حتى لم تحتمل فراقها بعد ذلك.
انطلاقها إلى أورشليم:


في اليوم الثامن من عمادها جاءت بكل ما تملكه وألقته عند قدميْ الأسقف نونيوس لتوزيعه على الفقراء ثم استبدلت الثوب الأبيض بمسوح، وتزيّت بزيّ رجل وانطلقت إلى أورشليم تحمل اسم "بيلاجوس". وهناك سكنت في مغارة تمارس حياة الوحدة في جبل الزيتون، فجذبت نفوس كثيرة إلى الله بصلاتها وصمتها.
لم يكتشف أحد أمرها إنما عرف الكثير فضائلها كراهب متوحد وبعد ثلاث أو أربع سنوات تنيحت، وإذ أرادوا تكفينها أدركوا أنها امرأة. عرف الأسقف نونيوس برقادها فأعلن بنفسه عن سيرتها، والحوار الذي دار بينه وبينها في لحظات توبتها، إذ كانت تلقب نفسها "بحر الشر"، "هاوية الدنس"، "جوهرة الشيطان وسلاحه".
* يُكتب أيضًا: القديسة بيلاجي.



Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:29 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة بيلاجيا الطرسوسية



قيل إنها فتاة جميلة جدًا من طرسوس، نشأت على يديْ مربية مسيحية، وكان والداها وثنيين، تقدم لها أحد أبناء الأشراف ليتزوجها (قال البعض انه ابن دقلديانوس نفسه أو أحد أقربائه)، فطلبت من والديها أن يسمحا لها بزيارة مربيتها القديمة قبل أن ترتبك بأمر زواجها.
التقت بيلاجيا بمربيتها حيث أعلنت لها أنها قد تأثرت جدًا بتصرفات المسيحيين أثناء عذاباتهم واستشهادهم، وسألتها أن ترشدها إلى الحق. أعلنت المربية لها أسرار الإيمان، وإذ وجدت قلبها ملتهبًا بحب المخلص، أخبرت الأسقف Clino، فقام بتعميدها وتقديم الأسرار المقدسة لها.
عادت الفتاة إلى أهلها تعلن إيمانها الجديد بالسيد المسيح وترفض الزواج، وإذ سمع خطيبها انتحر، أما والدتها فاغتاظت لهذا التصرف وامتلأت حقدًا على ابنتها، فوشت بها لدى الإمبراطور لعله يستطيع أن يؤدبها ويرجعها إلى عقلها ولو بقسوة وعنف.
استدعاها الإمبراطور وإذ رأى جمالها الفائق، فعوض معاقبتها التهب قلبه بحبها وصار يلاطفها معلنًا شوقه للزواج منها. أما هي فكان قلبها قد ارتبط بحب السماويات ورفض كل غنى وشهوات الجسد لذا رفضت الزواج كما أعلنت مسيحيتها بشجاعة أمامه.
تحولت محبة الإمبراطور لها إلى كراهية شديدة ورغبة في إذلالها، إذ حسب رفضها الزواج منه إهانة وإذلال، كما حسب الشهادة للسيد المسيح عداوة شخصية له، لذا أمر بربطها بثور من النحاس يوُضع على النار حتى احترق جسمها، وعاد فطرحها وهي محترقة بالنار وسط الأسود لتأكلها، وإذا بالأسود تتحول عن طبعها الوحشي، وتبقى حارسة لها، لتعلن أن البشرية الجاحدة أكثر عنفًا من الحيوانات المفترسة.
جاء الأب الأسقف وأخذ جسدها المقدس بالرب ودفنها بإكرام عظيم في جبل بالقرب من المدينة. العيد يوم 4 مايو.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:30 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة بيلاجية الأنطاكية



امتدحها القديسان إمبروسيوس ويوحنا الذهبي الفم، اللذان ألقيا أكثر من عظة عنها.
غالبًا كانت تلميذة لوقيان، أحاط بمنزلها الجند وهي في سن الخامسة عشرة وأرادوا اغتصابها، وإذ رأت خطر فقدان عفتها يحيط بها يبدو أنها صرخت في داخلها، وبحسب قول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله أوحى إليها أن تستأذن الجند لترتدي بعض الملابس فانطلقت إلى السطح لتلقي بنفسها وهي متهللة لأن الله خلصها من فسادهم!
إيماننا لا يقبل الانتحار في أية صورة من الصور، لكننا لا نعرف ظروف هذه العذراء في إلقاء نفسها بفرح، إنما ما يبرر تصرفها ربما إعلان الله لها بذلك، وأن ما قامت به لم يكن عن ضغطٍ نفسيٍ، وإنما كان بفرح وبهجة لخلاصها من فقدان بتوليتها وعفتها. تنيحت في 9 يونيو (حوالي سنة 311 م).


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:30 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بيلوسيانوس


صديق القديس أنبا أنطونيوس الكبير، الذي اشترك مع زميله الراهب إسحق في دفن القديس أنبا أنطونيوس. يبدو أن القديس جيروم الذي حدثنا عنه قد رآه.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:31 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بيليوس



القديس بيليوس St. Peleus شهيد مصري في فلسطين. إذ استراحت الكنيسة قليلًا من الاضطهاد بنى بعض المعترفين كنائس في فلسطين، فأرسل فامليان والي فلسطين إلى الإمبراطور غاليريوس يخبره عن الحرية التي ينعم بها المعترفون، فأجابه الطاغية أن يقودهم إلى المناجم في قبرص أو لبنان أو أماكن أخرى. بدأ أولًا بحرق أربعة أشخاص بعد قضاء فترة في مناجم النحاس هم: الأسقفان المصريان بيليوس ونيلس والكاهن إيليا وعلماني. هؤلاء غالبًا استشهدوا في فينون Phunon بالقرب من بترا، في نفس الموضع الذي استشهد فيه تيراميو Tyrammio أسقف غزة ورفقاؤه. استشهد في 19 سبتمبر سنة 310 م.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:32 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بيمانون



هذا كان شيخ بلدة بنكلاوس من أعمال البهنسان وكان غنيًا رحومًا على الفقراء، فظهر له السيد المسيح في رؤيا وقال له: "قم امضِ إلى الوالي واعترف باسمي فإن لك إكليلًا معد هناك". فلما استيقظ من نومه فرق كل ماله على الفقراء والمساكين، ثم صلى وخرج إلى البهنسا واعترف بالسيد المسيح.
لما عرف الوالي أنه مقدم بلده، طالبه بأواني الكنيسة التي في بلده وعرض ليه عبادة الأوثان، فأجابه قائلًا: "إني لا أسلم الأواني، أما عبادة الأوثان فإني لا أعبد إلا ربي يسوع المسيح". فأمر الوالي بقطع لسانه وتعذيبه بالعصر والحرق، وكان الرب يخلصه ويشفيه. ثم أرسله الوالي إلى الإسكندرية وهناك أودع السجن.
وكان ليوليوس الأقفهصي أخت بها شيطان، فصلى عنها هذا القديس فشفيت، وشاعت هذه المعجزة بالمدينة فآمن جمع كبير. فغضب الوالي وعذبه بالهنبازين وقلع أظافره وكان الرب يقويه ويشفيه، فلما تعب الوالي من تعذيبه أرسله إلى الصعيد وهناك قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فحمل غلمان يوليوس الأقفهصي جسده إلى بلده. العيد يوم 8 أبيب.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:33 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بيمن



"بيمن" باليونانية معناها "راع". إذ تحدثنا عن القديس أيوب (أنوب) قلنا أن سبعة أخوة عاشوا معًا في حياة رهبانية، وهم بيمن وأيوب ويوحنا ويوسف وسنوس ويعقوب وإبراهيم، نشأوا في عائلة تقية فخرج الكل محبين لحياة الزهد وتكريس القلب بالكامل لله. فاق القديس بيمن جميع اخوته في اتضاعه، متى جاء إليه أحد ليسأله أمرًا روحيًا غالبًا ما يرسله إلى أخيه أيوب، قائلًا عنه إنه أكبر منه.
قيل إنه انطلق إلى برية شيهيت في سن مبكر جدًا، حوالي عام 390 م، وبقي هكذا سبعين عامًا حتى تنيح حوالي عام 460 م، عاصر الآباء القديسين أرسانيوس ومقاريوس الكبير ومقاريوس السكندري وغيرهم.
عاصر الثلاث غارات الكبرى للبربر على البرية:


ا. الغارة الأولى سنة 395 م حيث نزل مع إخوته إلى ترنوني (اللطرانة حاليًا)، ومكث فيها مدة مع إخوته الستة في بربا قديمة، عادوا بعدها إلى شيهيت.
ب. الغارة الثانية عام 434 م، حيث نزل إلى مصر (منف).
جـ. الغارة الثالثة عام 444 م حيث تغرب في صعيد مصر فترة من الزمن.
الصوم المعتدل:


إذ سأل الأب يوسف أخاه الأب بيمن عن الطريقة السليمة للصوم، أجابه أنه يفضل أن يأكل الإنسان قليلًا جدًا كل يوم ولا يشبع رغبته في الأكل. أجاب الأب يوسف: "لما كنت صغيرًا ألم تكن تصوم يومين يومين في وقت من الأوقات؟" قال له الأب بيمن: "لقد فعلت ذلك، وأحيانًا كنت أصوم ثلاثة أيام وأحيانًا أخرى أربعة أو أكثر، وكل القدامى تقريبًا مروا بهذه الخبرة لكنهم وجدوا في النهاية أن الأفضل للإنسان أن يأكل كل يوم مقدارًا ضئيلًا جدًا من الطعام، وبهذا أرشدونا إلى طريقٍ مأمونٍ سهل الوصول إلى الملكوت". بهذه الطريقة لا يسقط الإنسان في الكبرياء ولا يذل في الاعتداد بالذات.
بين النسك والمحبة:


كان القديس أنبا بيمن رقيقًا للغاية، مملوءًا حبًا، يهتم بأعمال المحبة والرحمة، فقد قدم لتلاميذه مثلًا بأن رجلًا له ثلاثة أصدقاء، الأول سأله أن يأتي معه إلى الملك فسار به حتى منتصف الطريق، والثاني سأله نفس الأمر وذهب به حتى بلاط القصر، أما الثالث فدخل به داخل البلاط وأوقفه بين يديْ الملك وتكلم عنه في كل ما يريده من الملك. سأله الإخوة عن هذا المثل فقال بأن الصديق الأول هو "النسك والحرمان" اللذين يبلغان بالإنسان إلى منتصف الطريق لكنهما يعجزان عن أن يكملا معه الطريق، والثاني هو الطهارة، أما الثالث فهو "الحب" أو أعمال الرحمة التي تدخل بالإنسان إلى حضرة الله وتشفع فيه بدالة قوية. قيل أن هذا المثل أخذه عن رجل "علماني" جاء لزيارة الرهبان، وألحّ عليه القديس أن يقول كلمة، فقال هذا المثل.
ترفقه بالخطاة:


إذ علم رئيس أحد الأديرة بمنطقة الفرما أن بعض الرهبان ينزلون إلى المدن ويفقدون روح رسالتهم أراد أن يؤدبهم بعنف، فأتى بهم وسط اجتماع الرهبان ونزع عنهم ملابسهم الرهبانية وطردهم إلى العالم. وإذ شعر بتبكيت في داخل نفسه على تصرفه هذا انطلق إلى الأنبا بيمن يطلب مشورته، وكان معه ملابس الرهبان المطرودين. سأله الأنبا بيمن: "أيها الأخ، هل خلعت عنك الإنسان العتيق حتى لم يبقَ له فيك شئ قط؟" أجاب: "للأسف، لازلت أعاني الكثير من عبوديته". قال الأنبا بيمن: "إذًا لماذا تقسو هكذا على إخوتك وأنت لاتزال تحت الآلام، اذهب ابحث عن ضحاياك، وأحضرهم إليَّ".
فذهب وجاء بالإحدى عشر راهبًا، وكانوا نادمين، فقبل القديس بيمن توبتهم وألبسهم إسكيم الرهبنة وصرفهم وهم متجددون.
تظهر محبته وترفقه بالخطاة مما جاء عنه إنه إذ كان في إحدى قرى مصر، كان بجواره أخ يسكن مع امرأة شريرة، وإذ عرف القديس لم يوبخه، بل حين حان وقت ولادتها أرسل الأب مع أحد الأخوه نبيذًا (ربما كدواء)، قائلًا إنه قد يكون في حاجة إليه في هذا اليوم. تألم الأخ جدًا وللحال توجه إلى القديس بيمن يقدم توبة صادقة، إذ ترك المرأة وانطلق إلى البرية وسكن في قلاية مجاورة للقديس وكان يستشيره في كل شئ فسما في الحياة الفاضلة في الرب.
حبه للسكون والوحدة:


لم يكن الصمت عنده فضيلة في حد ذاتها، إذ قال: "إن الصمت من أجل الله جيد، كما أن الكلام من أجل الله جيد."
يظهر ذلك بوضوح عندما جاء إليه أحد الزائرين من موضع بعيد، وكان يخشى ألاّ يفتح له باب قلايته ولا يقابله إذ كان الوقت صومًا، أما هو فقال له: "إني لا أعرف أن أغلق في وجه أحد الباب الخشبي، بل إني أجتهد بمداومة أن أغلق باب لساني".
ومن كلماته:


"قد تجد إنسانًا يظن أنه صامت لكنه يدين الآخرين بفكره، فمن كانت هذه شيمته فهو دائم الكلام... وآخر يتكلم من باكر إلى عشية لكن كلامه فيه نفع للنفس، مثل هذا أجاد الصمت".
قيل انه في بداية حياته الرهبانية كان أخوه بائيسيوس محبًا للخروج والدخول، وله صداقة مع رهبان في أماكن كثيرة، فأبى أنبا بيمن أن يكون الحال هكذا، فعاتب أخاه على تصرفاته هذه ولم يسمع له. ذهب أنبا بيمن إلى أنبا آمون يشتكى له أخاه، فأجابه: "يا بيمن، أما تزال حيًا؟ اذهب ولازم قلايتك وضع في قلبك أن لك سنة كاملة في القبر". وقد أتقن الأنبا بيمن هذا التدريب، حتى إذ جاء إليه كاهن موفد من أحد الأساقفة التزم الصمت، ولما عاتبه الإخوة، أجابهم: "أنا ميت، والميت لا يقدر أن يتكلم".
بالرغم من رقته الشديدة مع الجميع لكنه وضع في قلبه كراهب ألا يلتقي بأحد من أقاربه. جاءت والدته ورأته من بعيد فانطلقت نحو قلايته أما هو فهرب منها. بعث إليها يقول: "إنك لا تبصرينني إلا في الدهر الآتي". ففهمت الأم ما في قلب ابنها وانصرفت.
كان له أحد الأقرباء، سقط ابنه في تجربة مرّة إذ دخله روح شرير، جاء إلى الإسقيط، ورأى جموع كثيرة حول قلايته، فأخذ الشاب ووضعه خارج القلاية واختفي إذ خشى أن يبصره فيهرب. رأى أحد الرهبان الشيوخ ذلك فجمع بعض الرهبان، وطلب من كل منهم أن يصلي على هذا الشاب، ولما جاء دور الأنبا بيمن اعتذر حاسبًا نفسه غير مستحقٍ، ولكن من أجل الطاعة رفع عينيه إلى السماء، وبرقة شديدة قال: "يا الله اشفِ هذه الخليقة وحررها من سيطرة الشيطان"، ثم رشمه بعلامة الصليب كما فعل غيره، وللحال خرج الروح الشرير، وأُعيد الشاب لوالده.
أراد حاكم تلك المنطقة أن يرى الأب بيمن لكنه لم يقبل، فقبض على ابن أخته وسجنه بتهمةٍ ما، وقال انه لن يخرج حتى يأتي الشيخ بنفسه، فجاءت أخته تبكى لينقذ ابنها، فلم يعطها جوابًا، فبدأت تشتمه بكونه قاسي القلب لا يرحم وحيدها، فأجابها: ليس لبيمن أولاد. وإذ سمع الحاكم أرسل إليه يطلب منه ولو كلمة فيطلق ابن أخته. أما هو فأرسل إلى الحاكم يقول له: تصرف بما يليق بالقوانين، فإن كان مستحقًا الموت فليمت، وإن كان بريئًا فأفعل ما تريد.
من كلماته:
  • كما أن الثياب الكثيرة الموضوعة في الخزانة لمدة طويلة تتهرأ، هكذا الأفكار إذا لم ننفذها جسديًا فإنها مع الوقت تتلاشى.
  • أمام كل ألم يعتريك، الصمت هو الصبر.
  • التشتت هو بدء الشرور.
  • الناس في أغلب الأحوال يتكلمون، وفي القليل يعملون.
  • علّم فمك أن يتكلم بمكنونات قلبك.
  • في اللحظة التي نكتم فيها سقطة أخينا يكتم الله سقطاتنا، ولكن عندما نكشفها يكشف الله سقطاتنا.
  • كل ما يتجاوز القياس (المبالغة) هو من الشيطان.
  • الشر لا يبطل الشر أبدًا، إنما إذا أساء إليك أحد أحسن إليه، لأنك بذلك تجحد الشر.
  • كيف نقتنى مخافة الله وفي ديرنا براميل من الجبن وصناديق ملآنة بالأطعمة المملحة؟

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:36 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بيمن المعترف



تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في التاسع من شهر كيهك. تدعوه "الشهيد بدون سفك دم"، فقد شارك الشهداء شهادتهم للسيد المسيح أمام الولاة، محتملًا عذابات كثيرة من أجل اسم المسيح، وتمتع معهم ببركات رعاية الله الفائقة لهم، فتأهل لرؤى سماوية وسط الآلام، ولكن لم يسمح له الرب بسفك دمه ليتمم رسالته في الكنيسة.
نشأته:


جاء القديس بيمن ثمرة صلوات والديه التقيين الشيخين، ساويرس كاهن مدينة أبسويه بإخميم ومريم العاقر. ظهر ملاك للكاهن في الكنيسة يبشره بميلاد هذا الطفل ويحدثه عن رسالته. نشأ في بيت تقي يتشرب الإيمان الحيّ العملي، وفي التاسعة من عمره أُرسل إلى الكتاب ليتعلم القراءة والكتابة، وكانت نعمة الله تعمل فيه بقوة.
صار جفاف شديد حيث لم يرتفع الفيضان ثلاث سنوات متوالية، تنيح في أثنائه الكاهن ساويرس، وانطلقت مريم العجوز مع الفتى إلى قرية "البيار" ليعمل في بستان أرخن تقي يدعى أمونيوس. كان الفتى يحمل طعامه كل صباح ليقدمه لرجل أعمى يلتقي به في الطريق ويبقى صائمًا حتى التاسعة وهو يعمل في البستان باجتهاد. وقد بارك الرب البستان بصورة غير طبيعية، فشعر أمونيوس أن "بيمن" وراء هذه البركة فسلمه كل أمواله كوكيلٍ عنه. هذه الثقة لم تزد بيمن إلا اجتهادًا ومثابرة، وفي نفس الوقت كانت نفسه ملتهبة بالروح فصار يمارس الصلوات الدائمة وأصبح يصوم يومين يومين ثم ثلاثة أيام، وأحيانًا يبقى الأسبوع كله صائمًا.
تجربة قاسية:


حسد عدو الخير بيمن على نموه الروحي وأمانته في العمل، فأثار بعض العمال الأشرار ضده الذين أدركوا أن طهارته وراء هذا النجاح الفائق فأوعزوا إلى امرأة زانية أن تقترب منه وتغويه. وبالفعل إذ جاءت إليه صارت تسئ التصرف فانتهرها وإذ تمادت في تصرفها ضربها بيده فجاءت على قلبها فسقطت ميتة، فخاف الكل. أما هو فجاء بماء وسكب عليه زيتًا وصلى ثم رشّها بالماء ورشم عليها علامة الصليب فقامت في الحال، وخلعت عنها كل الحلي وألقتها بعيدًا لتسجد أمام بيمن بدموع تطلب منه أن يغفر لها ما ارتكبته في حقه، وتسأله أن يصلي عنها ليقبل الله توبتها، الأمر الذي أدهش الحاضرين. وإذ أعلنت صدق توبتها أرسلها إلى أحد أديرة العذارى.
حياته الديرية:


يبدو أن كان لهذا الحدث أثره لا في حياة المرأة وحدها أو الرجال الذين أتوا بها إليه وإنما في حياة القديس بيمن نفسه، فقد وضع في قلبه أن يترك العمل الزمني ليكرس كل وقته للعبادة، فإن كان قد دفع بالزانية التائبة إلى دير العذارى يليق به أن يلتحق هو أيضًا بأحد الأديرة.
حمل بيمن ما لديه من أمانات وقدمها لزوجة الأرخن ليوّدعها، قائلًا لها: "استودعك الله أيتها الوالدة المباركة، وقد أرضتني تعاليمك الصالحة، وليبارك الله سيدي الأرخن ويخلص نفسيكما ويعوضكما عن تعبكما معي أجرًا سمائيًا. إذ سمعت ذلك السيدة، وكانت تحسبه كأحد أبنائها بكت كثيرًا وسألته ألا يمضي، فأجابها: "هأنذا لي زمان كثير في خدمتكما يا سيدتي، ومن الآن سأكون خادمًا لسيدي يسوع المسيح".
إذ ودّعها انطلق إلى الدير في هناده (بلصفورة) حيث التقي برئيس الدير الذي فرح به من أجل نعمة الله الحالة عليه وبشاشته. جاء الأرخن وصار يقّبل بيمن ويبكي، قائلًا له: "ماذا فعلت بك أيها القديس حتى تمضي وتتركنا يتامى؟! أنت تعلم إنك عندنا أفضل من أخ أو ابن، وكل ما كان لي وضعته تحت تصرفك، وقد بارك اللَّه بيتي وأموالي منذ أتيت إلينا". عندئذ صار رئيس الدير يعزى الأرخن أمونيوس.
اعترافه:


قضى القديس حياته الرهبانية في جهاد روحي نسكي فكان ينمو في الفضيلة.
اشتاق أن يشهد للسيد المسيح فذهب إلى أنصنا وصار يوبخ الوالي على تعذيبه المسيحيين، فأمر بتعذيبه، وإذ وضعه على الهنبازين ظهر رئيس الملائكة ميخائيل وكسره فآمن الجند بالسيد المسيح.
أُلقى على سرير مُحمى بالنار، وإذ لم تصبه النار أخذ أحد الجند سيخًا محمى بالنار وادخله في بطنه، وإذ انتهره القديس على ذلك انفتحت الأرض وابتلعته، فآمن كثيرون.
أُلقى بيمن في السجن وقبل أن يصدر الحكم عليه بالموت كان قسطنطين قد تولى الحكم وجاء الأمر بعدم التعرض للمسيحيين (عام 313 م).
مع الملكة زوجة ثيؤدوسيوس:


عند حديثنا عن القديس إيسيذورس قلنا أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس أرسل إلى شيوخ البرية يسألهم إن كان يتزوج بامرأة ثانية لينجب طفلًا يرث الملك، وإذ رفض القديس إيسيذورس زواجه بثانية استراح الإمبراطور إلى حين، وبإيعاز من أخته الشريرة بلخاريا أرسل ثانية ليكرر الطلب، وكان القديس قد تنيح فجاء الآباء برسالة الإمبراطور إلى حيث دُفن القديس فسمعوا صوتًا يقول وان تزوج الإمبراطور عشرة نساء لا ينجب طفلًا حتى لا يشترك نسله مع الهراطقة.
يروى لنا ميمر القديس بيمن المعترف (نسخه يوحنا بن الطحاوي سنة 1266 ش) أن هذا القديس عاصر الإمبراطور ثيؤدوسيوس والتقى بزوجته التي ذاقت الأمرين من أخت الملك بلخاريا. قيل أن الملكة كانت إنسانة تقية تحب كلمة الله والتسبيح، إذ دخلت الكنيسة في روما وجدت شماسًا يُحسن القراءة شجي الصوت، بتول، فسألته أن يحضر إليها في القصر، وكانت تقضي أغلب اليوم تستمع إلى الألحان وقراءة الكتب. وجدت بلخاريا أخت الملك فرصتها إذ كانت شريرة ومتعلقة بأحد رجال البلاط يدعى مرقيان، والذي تزوجته بعد ذلك. ادعت بلخاريا أن الملكة على علاقة دنسة مع الشماس، وإذ وجده الإمبراطور في القصر غضب، وأخذ من يده الكتاب المقدس. حُمل إلى الساحة لإعدامه، وإذ بالطبيعة تثور وملاك الرب يختطفه ليذهب به إلى أورشليم، وإذ خاف الجند أشاعوا أنهم أغرقوه في البحر. حزنت الملكة جدًا إذ ظنت أنها هي السبب في موته لأنها استدعته إلى القصر، فصارت تبكي بمرارة وتطلب من الله أن يكشف للملك عن الحقيقة. وبالفعل إذ نام الملك أرسل الله ملاكه يخبره بكل شئ وأن ما ادعته بلخاريا محض افتراء. استيقظ الملك ليخبر زوجته انه صفح عنها دون أن يخبرها بالرؤيا، وإذ كانت الملكة قد مرضت وتزايد مرضها جدًا استأذنته أن تذهب إلى مصر لتلتقي بالأنبا بيمن المعترف بجوار أخميم. وقد عزاها القديس وطمأنها على الشماس كما شفاها باسم الرب، وقد رفض قبول الهدايا الكثيرة التي قدمتها ماعدا بعض أواني للمذبح بالدير.
مساندته للأسقف:

تعرض أسقف المدينة لضيق من أسقف غير شرعي (أريوسي) قد جمع شعبًا وصار يقاوم الأسقف الأرثوذكسي، فقان الأنبا بيمن ومعه جماعة من الرهبان ذهبوا إلى الأسقف غير الشرعي وجادلوه حتى أفحموه وتبدد هو وجماعته.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:37 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأب بينوفيوس القس



أحد قديسي القرن الرابع، نشأ في دير بمدينة أنيفو Anepho، أو بانيفيو، أو بانيفيسيس Panephysis، وهى مدينة كبيرة تعرضت لزلزالٍ فتحولت مع القرى المحيطة بها إلى أشبه بمستنقعات، فهجرها سكانها، وأصبحت تصلح لسكنى المتوحدين. موقعها الحالي بحيرة المنزلة. تربى هناك وسط جماعة المتوحدين، وكان ينمو في المعرفة الروحية والحياة التعبدية والنسكية، فصار موضع حب الكل، وفاحت رائحة المسيح الساكن فيه.
عمله التدبيري:


إذ أحبه الرهبان جدًا سيم قسًا بالرغم من امتناعه أولًا، وأصبح مدبرًا لدير يضم مئات الرهبان، فكان مثلًا حيًا للأبوة الصادقة المتضعة. كان يهرب من الكرامات الزمنية فكانت تجرى إليه وتلحقه، وشعر كأن خطرًا يصيبه، لذا فكر جديًا في الهروب من الدير متخفيًا.
هروبه من دير طبانسين:


تخفى القس بينوفيوس وهرب إلى دير طبانسين بالقرب من قنا، في مواجهة دندرة، حيث اشتاق أن يعيش هناك تحت التدبير والطاعة والخضوع عوض الرئاسة. تقدم إلى رئيس الدير، ونصحه الرئيس أن يرجع إلى العالم، إذ يعجز عن أن يبدأ حياته الرهبانية في الدير وهو في هذا السن. ظل بينوفويس واقفًا على الباب يطلب بدموع أن يقبلوه أن يخدم في الدير ولا يقيم كراهب، وتحت الإلحاح قبلوه تحت الاختبار. صار يعمل كمساعدٍ لراهب شاب يعمل في حديقة الدير، فتظاهر كمن هو عاجز عن القيام بالعمل العادي. وكان الراهب الشاب عنيفًا والشيخ في طاعة يسمع له ويتتلمذ على يديه بلا جدال، بل بفرح وسرور. عاش في الدير كأحد الخدم لا يلتفت أحد إليه، وهو بهذا متهلل بالروح. لكن سرعان ما أُعجب به الراهب الشاب وأحبه جدًا.
كان يقوم في الليل بأعمال النظافة في الدير التي يأنف منها باقي الرهبان دون أن يعلم أحد. أما بالنسبة لحياته التعبدية فكان يمارسها في الخفاء مع نسكٍ شديدٍ. وإذا دخل الكنيسة احتل الصف الأخير ليسمع بانسحاق دون أن ينطق بكلمة.
انكشاف أمره:


بعد ثلاث سنوات من ممارسته هذه الحياة الهادئة البعيدة عن الأنظار زار أحد رهبان منطقة البرلس الدير الذي فيه الشيخ. ذُهل حين رآه يحمل السبخ ويضعه حول الأشجار، وإذ تعرف عليه جيدًا وقع عند قدميه طالبًا البركة، وكشف أمره للرهبان معلنًا أنه القس بينوفيوس رئيس دير بالبرلس، له أعماله الرعوية العظيمة وشهرته الفائقة.

صار الأب يبكي بمرارة لانكشاف أمره بين ذهول كل الرهبان ودهشتهم، فخرج معه وفد إلى ديره ليقدموه إلى رهبانه بتكريمٍ عظيمٍ. استقبله رهبانه بفرح عظيم، إذ كانوا يحسبونه أنه خرج للوحدة فترة قصيرة وقد طالت جدًا، لكنهم إذ عرفوا ما فعله كرموه بالأكثر وانتفعوا من اتضاعه وهروبه من المجد الباطل، أما هو فكان يبكي لانكشاف أمره وحرمانه من العمل بعيدًا عن الأنظار.
هروبه إلى بيت لحم:


لم يحتمل قديسنا الكرامة المتزايدة لذا فكر في الهروب خارج مصر حتى لا ينكشف أمره، وبالفعل تسلل في إحدى الليالي منطلقا إلى دير ببيت لحم حيث تقدم للرهبنة، وتحت إلحاح شديد قبلوه كأحد الخدم، وشاءت إرادة الله أن يكون نصيبه هو العمل في قلاية القديس يوحنا كاسيان الذي كتب لنا سيرته وأقواله. لمس فيه القديس يوحنا كاسيان رقته وقداسته فأحبه جدًا، وتكونت بينهما صداقة روحية دون أن يعلم الأول شيئًا عنه. مرت الأيام وجاء أحد الإخوة من دير البرلس وكشف أيضًا أمره، وتكرر الأمر بعودته إلى ديره بكرامة وتبجيل بينما كانت دموعه لا تجف.
زيارة كاسيان له:


إذ زار القديس كاسيان وصديقه جرمانيوس مصر، ذهب إلى صديقه الحميم القس بينوفيوس، حيث وقع على عنقه وقبّله، ومكث معه في قلايته التي كانت تقع في أقصى الحديقة، وكانا يسبحان الله ويمجدانه.
من كلماته:
  • كم هي عديدة الوسائل التي بها ننال مغفرة خطايانا، حتى أنه ما من أحد يشتاق إلى خلاص نفسه يتطرق إليه اليأس، لأنه يرى أنه مدعو للحياة بأدوية كثيرة هذا عددها!
  • يحدث أيضا حتى من باب العطف أن نفكر في سقطات الغير أو أخطائهم، فنتأثر باللذة ونسقط بالتالي في هموم الآخرين.
  • عندما تخطر بذاكرتك الخطايا السابقة، اهرب منها كما يهرب الإنسان البار الشريف متى وجد امرأة عاهرة شريرة تطلبه في الطريق العام بواسطة حديثها معه أو تقبيلها إياه.
* يُكتَب خطأ: بيتوفيوس.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:38 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا بيهور الأب



أبا بيئور Pior أو بيهور بالقبطية تعني "الذي للإله حورس"، وهو غير أبا أور السابق الحديث عنه. أحب الحياة الرهبانية فانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس الكبير عام 325 م تقريبا وتتلمذ على يديه لسنوات قليلة، وإذ بلغ الخامسة والعشرين اشتاق إلى حياة الوحدة فاستأذن معلمه وانطلق إلى منطقة نتريا حوالي عام 330 م، وعاش في قلاية بعيدة ما بين منطقة نتريا وشيهيت، ربما تقترب من منطقة القلالي، وبقى يتردد أيضا على شيهيت كل أيام حياته.
حفر بئرًا فكان ماؤه مرًا، وظل يشرب منها لمدة 30 عامًا حتى تنيح، وكان زائروه يحضرون ماءًا ليشربوا منه. قيل أن الله جعل الماء المر حلوًا في فمه. تشدد في نسكه فصار يأكل خبزًا جافًا مع خمس زيتونات يوميًا، كما صمم ألا يرى أحدًا من أقاربه.
جاء عنه:


عمل الطوباوي بيهور عند أحد المزارعين وقت الحصاد، ثم ذكره أن يدفع له أجرته فأرجأ الدفع، ورجع أبا بيهور إلى ديره. وفي الموسم الثاني عاد إلى نفس الرجل وجمع المحصول بإرادة صالحة وعاد إلى ديره. مرة أخرى في السنة الثالثة قام أبا بيهور بالعمل نفسه وعاد إلى ديره كما فعل سابقًا دون أن يتقاضى أجرة.
بينما كان الطوباوي فرحًا لأنه غُبن في أجرته امتدت يد المسيح على ذلك البيت، فحمل المزارع أجرة الطوباوي وصار يتنقل بين الأديرة يبحث عنه، وبعد صعوبة ومشقة وجده فسقط عند قدميه وتوسل إليه أن يقبل الأجرة التي له. أما القديس فرفضها قائلًا: "ربما تكون في حاجة إليها، أما أنا فالله يهبني أجرتي"، وإذ ألحّ الرجل متوسلًا أن يقبل الأجرة سمح له القديس أن يقدمها للكنيسة.
  • كان أبا بيهور يأكل وهو يمشي، فسأله أحد الإخوة: "لماذا تأكل هكذا يا أبتي؟" قال: "لا أريد أن يكون الطعام مهنة، إنما يكون عملًا ثانويًا".
  • انعقد في الإسقيط اجتماع بسبب أخٍ أخطأ فتكلم الآباء أمام أبا بيهور فظل صامتًا. ثم نهض وخرج يحمل على كتفه كيسًا مملوءًا رملًا، ووضع قليلًا من الرمل في سلة وحملها أمامهم. فلما سأله الآباء عن سبب تصرفه هذا، قال: "هذا الكيس المليء بالرمل هو خطاياي الكثيرة العدد قد تركتها ورائي لئلا أحزن بسببها فأبكي، أما خطية أخي فهي أمامي انشغل بها إذ أنا أدينه، مع أنه لا يليق بي أن أفعل هكذا، إنما يجب بالأحرى أن أضع خطاياي نصب عيني واهتم بها متضرعًا إلى الله أن يغفر لي". عندئذ قام الآباء قائلين: بالحقيقة هذا هو سبيل الخلاص.
  • هذا التصرف شبيه بتصرف القديس أنبا موسى الأسود الذي حمل كيسًا مملوءًا رملًا على ظهره، وكان به ثقب والرمال تتسرب منه، قائلًا إنه وضع خطاياه وراء ظهره لئلا ينظرها وقد جاء ليدين أخاه.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:39 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسان بيوخا وبناين

كانا كاهنين على كنيسة تونة التي من أعمال تندا، وكان أبوهما ناظرًا على تلك الكنيسة. وحدث أنه بينما كان القس بناين يقدس على المذبح أن جاء من يدعوه ليرى أبيه الذي كان يحتضر في تلك اللحظة، فأجابه قائلًا: "لا أقدر أن أنزع عني لباس التقديس قبل الانتهاء، وإن كان الرب يشاء أن أبصره قبل وفاته وإلا فلتكن إرادة الله". وهكذا طلبه أبوه ثلاث مرات وهو يجيب بهذا.
ولما أكمل القداس وجد أن أباه قد تنيح وكانت أواني الكنيسة موضوعة في مكان لا يعرفه إلا هو، فمضى القس بناين إلى برية شيهيت واجتمع بالقديس دانيال قمص البرية، وهكذا أرشده بالإلهام الإلهي إلى مكان الأواني فعاد وأخرجها.
وصار هذان القديسان في سيرة كاملة حتى تنيحا بسلام.
السنكسار، 1 أبيب.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:40 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
بيوس أسقف روما

خلف الأسقف هيجينوس St. Hyginus على كرسي روما، وهو من مواطني أكويليا Aquileia بإيطاليا، قيل إنه أخ هرماس واضع كتاب "الراعي" في القرن الثاني الميلادي، سيم أسقفًا حوالي عام 140 م. اهتم بمقاومة الهرطقات التي واجهتها الكنيسة الرومانية في عهده مثل اتباع فالنتينوس واتباع مرقيون. الأول قيل إنه من مصر عاش في روما من سنة 136-165 م وكان يأمل أن يُسام أسقفًا، وقد حمل في كتابته فكرًا غنوسيًا. أيضا مرقيون يعتبر من أكثر الغنوسيين تأثيرًا، وقد سبق لنا في مقدمة هذا القاموس الحديث عن الغنوسية.
اهتم بإلزام الكهنة بممارسة الأسرار المقدسة بحرص شديد ودقة خاصة حتى سنَّ قانونًا أن الكاهن الذي ينسكب منه الكأس بعد التقديس يبقى في حالة توبة لمدة 40 يومًا. وإذا سقطت نقطة منه يبقى ثلاثة أيام. هذا مع مسح الموضع الذي حدث فيه السكب بمناديل (لفائف) وحرقها. كما اهتم بسيامة خدام للعمل في ملكوت الله، فسام 12 أسقفًا و18 كاهنًا.
قيل إنه استشهد في 11 يوليو حوالي سنة 165 م، وإن كان بعض الدارسين الغربيين يرون أنه تنيح دون سفك دمه.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:40 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أسماء قديسين بحرف ث

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:41 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ثاؤذورس الرومي



كان من أهل أسطير في زمان الملكين مكسيميانوس ودقلديانوس اللذين لما بلغهما أن هذا القديس لا يعبد الأوثان استحضراه وعرضا عليه عبادة الأوثان فلم يقبل، فوعداه بجوائز كثيرة فلم يذعن لقولهما. عذباه بالهنبازين وبتقطيع أعضائه وحرق جسمه بالنار وضربه بالسياط، وكان صابرًا على هذا جميعه حبًا في السيد المسيح الذي كان يرسل ملائكته فيعزونه ويقوونه.
أخيرًا قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة، وقد نقل جسده في مثل هذا اليوم من مدينة اماسيا إلى نيسس. العيد يوم 28 أمشير.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:41 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس ثاؤضوطس الأسقف



هو أسقف مدينة قورنثية التي في جزيرة قبرص. وقد عُذِّب كثيرًا أيام الاضطهاد، وذلك أن يوليوس المتولي على هذه الجزيرة من قِبَل دقلديانوس قد استحضر هذا القديس وطلب منه أن ينكر المسيح ويقدم البخور للأصنام، وإذ لم يذعن لأمره عراه من ثيابه وضربه ضربًا شديدًا موجِعًا بسياط من جلد البقر، ثم علقه ومشط جسمه بأمشاط من حديد ثم سمر جسمه بالمسامير وجروه إلى الحبس. فمكث في الحبس إلى أن هلك دقلديانوس وتملك البار قسطنطين، فأطلقه مع جملة المحبوسين، فعاد إلى كرسيه ورعى رعيته التي أؤتمن عليها إلى أن تنيح بسلام. العيد يوم 6 برمهات.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:42 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ثاؤغنسطا



يبدو أنها هي القديسة نينو العذراء (رسولة جورجيا). نرجو الرجوع إلى سيرة هذه القديسة تحت حرف "ن" هنا في موقع الأنبا تكلا.
قصة فتاة أسيرة استطاعت بالحياة المقدسة التقوية أن تكسب الكثيرين للإيمان بالسيد المسيح، في محبة واتساع واتضاع.
إذ مات الإمبراطور ثيؤدوسيوس سنة 395 م استلم أركاديوس الشرق وهونوريوس الغرب فأرسل إليهما الملوك من كل بقعة هدايا، من بينهم حاكم الرها بسوريا أرسل إلى الملكين يهنئهما. وإذ عاد الرسل من روما يحملون شكر هونوريوس ومعهم هداياه أيضًا إلى حاكم الرها اجتازوا قرية بجوار روما بها دير للعذارى يُسمى أغاثونيكا، حيث وجدوا عذراء منفردة خارج الدير تسمى ثاؤغنسطا، أُعجبوا بها فخطفوها ليقدموها جارية لسيدتهم الملكة.
صارت الراهبة المسبية تمارس عملها ببهجة قلب ورضى، فأنجح الرب طريقها، ووهبها نعمة في عيني الملكة فأقامتها رئيسة على العاملين والعاملات بالقصر، أما هي فكان قلبها متعلقًا بالحياة السماوية، تمارس نسكها وصلواتها بجهاد عظيم.
شفاء ابن الحاكم وزوجته:


تعرض ابن الحاكم لمرض شديد أزعج كل من بالقصر، وقد فشلت كل إمكانيات الأطباء والسحرة، أخيرًا طلبت الملكة أن تستدعي ثاؤغنسطا الرومية لتصلي عليه، إذ كانت تشعر أنها إنسانة تقية متعبدة لله، وبالفعل جاءت القديسة وبسطت يديها على شكل صليب وطلبت من الله أن يتمجد في هذا الابن الوحيد لأجل خلاص الكثيرين. وإذ انتهت القديسة من صلاتها فتح الصبي عينيه وقفز من سريره، فدهش الحاضرون. أراد الوالي مكافأتها فحررها من العبودية، وأعطى لها مسكنًا منفردًا كطلبها، أقامت فيه تتعبد لله بلا انقطاع، وتطلب من أجل خلاص المحيطين بها.
لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى مرضت زوجة الحاكم فطلبت ثاؤغنسطا لتصلي من أجلها، ووهبها الله نعمة الشفاء. عندئذ فاتحت الزوجة رجلها انه يلزم قبول الإيمان بالسيد المسيح الذي تتعبد له ثاؤغنسطا لكنه خشيّ ثورة الجماهير ضده.
إيمان الحاكم:


انطلق الحاكم مع رجاله إلى البرية ليصطاد لكن سحابة سوداء باغتتهم وهبت ريح عاصف بعدها فقدوا الطريق، وأحس الكل أن الهلاك يحلّ بهم لا محالة.عندئذ تذكر الحاكم ثاؤغنسطا وكيف تلتجئ إلى المسيح المصلوب وترشم ذاتها بعلامة الصليب فتنال قوة إلهية. صرخ الوالي طالبًا من السيد المسيح أن ينقذه، وإذا به يرى علامة صليب من نور تتقدمهم وتهديهم حتى دخلت بهم إلى المدينة.
استقبله شعبه بشغف شديد إذ خشوا عليه أن يكون قد ضل الطريق، أما هو فروى لهم ما حدث معه ومع رجاله، ففرح الكل ومجدوا الله. استدعوا القديسة ثاؤغنسطا كي تبشرهم بالإيمان، فتهللت جدًا وطلبت من الوالي أن يرسل إلى هونوريوس ليرسل كاهنًا تقيًا.
لعلها اختارت هونوريوس ملك روما لكونها من روما، أو لأن الشرق قد ملك عليه ثيؤدوسيوس الصغير بعد موت أركاديوس سنة 408 م وكانت له ميول أريوسية، أو لمعرفتها هونوريوس واهتمامه بالعمل الكرازي.
اختيار ثاؤفانيوس الحبيس للخدمة:


أرسل الحاكم إلى هونوريوس الذي فرح للغاية، وانطلق إلى راهب حبيس كان يحبه ويطلب مشورته، وإذ عرف ما للراهب من اتضاع حدثه أولًا عن الالتزام بالكرازة وعندئذ أراه رسالة الحاكم وطلب منه ألا يستعفي من خدمة كورة ابنوارس بالرها حيث يقيم هناك الحاكم وثاؤغنسطا.
سيم الحبيس الناسك قسًا، وأخذ معه رسائل وهدايا من الملك، وهناك التقى بالقديسة ثاؤغنسطا الذي طوبها على جهادها، وصار يكرز مجاهدًا.
سيم ثاؤفانيوس أسقفًا على إيبارشية ابنوارس بالرها كطلب الوالي والشعب، وكان الله يعمل به بقوة، إذ تزايد عدد المؤمنين من يومٍ إلى يومٍ.
الراهبة ثاؤغنسطا الأم:

كانت القديسة ثاؤغنسطا اليد اليمنى للأسقف في الكرازة للنساء وخدمتهن. وإذ كانت المؤمنات يتعلقن بها جدًا التف حولها كثير من العذارى، حيث أقيم لهن دير لتعيش الأم ثاؤغنسطا معهن في حياة ملائكية. لم تعش طويلًا في الدير إذ سمح لها الرب بمرض لتتنيح في السابع عشر من شهر توت حيث يُحتفل بعيد الصليب المجيد.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:43 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأب ثاؤفيلس الراهب


← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc.

كان ابن ملك إحدى جزائر رومية ولم يكن له ولد سواه فربًّاه أحسن تربية وهذًّبه بالآداب المسيحية. ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة قرأ رسائل بولس فوجد في رسالته إلى العبرانيين مكتوبًا هكذا: "أنت يارب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك، هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى، وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى" (عب1: 1-32). وقرأ في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: "حسن للرجل أن لا يمس امرأة، ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها، لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا، وأظن أنا أيضًا عندي روح الله" (1كو7: 1 و2 و7 و40). وقرأ أيضًا في الإنجيل المقدس قول سيدنا: "إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبِع أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالَ اتبعني" (مت19: 21).

فترك بيت أبيه وكل ماله وخرج متنكرًا وصار يتنقل من دير إلى دير إلى أن وصل إلى الإسكندرية، ومنها مضى إلى دير الزجاج. فلما رآه القديس بقطر رئيس الدير علم من النعمة التي فيه أنه من أولاد الملوك، فتلقاه ببشاشة وباركه ثم استخبره عن أمره فأعلمه به، فتعجب الأب ومجَّد الله وقَبِله في الدير، ولما رأى نجاحه في الفضيلة ألبسه الإسكيم المقدس.
وبعد عشر سنين من ذلك أتى جند من قِبَل أبيه وأخذوه رغمًا عن رئيس الدير. فلما وصل إلى أبيه لم يعرفه لأن النسك كان قد غيَّره، فعرَّفه القديس بنفسه ففرح كثيرًا بلقائه، وشرع القديس في وعظ أبيه مبينًا له حالة الموت والحياة وهول الدينونة وغير ذلك حتى أثَّر كلامه في قلب والده. فنزع التاج عن رأسه تاركًا الملك لأخيه وذهب هو وامرأته والقديس ثاؤفيلس ابنهما إلى دير الزجاج حيث ترهب وأقام مع ولده، أما والدة القديس فقد ترهبت بدير الراهبات.
وقد عاش الجميع بالنسك والعبادة وعمل الفضائل إلى آخر أيامهم. ولما أكملوا جهادهم الصالح تنيحوا بسلام. العيد يوم 13 طوبة.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:43 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان ثاؤفيلس وزوجته


← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc.

كانا من الفيوم في أيام الإمبراطور دقلديانوس. وحدث أن بعضهم وشى بهما عند الوالي أنهما مسيحيان، فاستحضرهما الوالي وسألهما اعترفا بالسيد المسيح، فأمر أن تحفر حفرة عميقة ويلقيان فيها ثم يردم عليهما بالحجارة. وهكذا نفذ الأمر ونالا إكليل الشهادة. العيد يوم 19 بابه.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:44 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ثاؤكليا



هي زوجة القديس يسطس. وذلك أنه بعدما أرسلهما دقلديانوس إلى الإسكندرية، فرقهما واليها إذ أرسل يسطس إلى أنصنا وهناك نال إكليل الشهادة، ثم أرسل هذه القديسة إلى صا الحجر. فلما رآها الوالي تعجب كيف يترك هؤلاء المملكة مفضلين عليها الموت.
لاطفها الوالي فلم تقبل كلامه وقالت له: "لقد تركت المملكة ورضيت بمفارقة زوجي منذ صباي وتسليت عن ولدي من أجل السيد المسيح. فما عساك تعطيني؟" فأمر بضربها إلى أن تقطَّع جسمها ثم أودعها السجن فظهر لها ملاك الرب وعزاها وقواها، فلما رآها المسجونون وقد شفيت من جراحاتها آمنوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة.
وعند ذلك أمر الوالي بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة، وأتى بعض المؤمنون ودفعوا للجند فضة وأخذوا الجسد وكفنوه ووضعوه في تابوت إلى انقضاء زمن الاضطهاد. العيد يوم 11 بشنس.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:45 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب ثاليليؤس الأبيكلوتوس



دعاه اليونان "الأبيكلوتس Eepiklautos" وتعني "الكثير الدموع"، إذ قيل أنه قضى 60 عامًا في حياة نسكية يبكي بلا انقطاع، وقد اعتاد القول للقادمين إليه: "الآن يسمح الوقت لنا بالتوبة والشبع بالرحمة الإلهية، فالويل لنا إن أهملناه".
حدثنا عنه الأب ثيؤدورت بكونه قد تعرف عليه شخصيًا. فإنه من كيليكية، عاش إلى حين في كوخ بجوار معبد وثني بالقرب من جبالة حيث كان الوثنيون يقدمون الذبائح. كانت الأرواح الشريرة تظهر له بأصوات وأشكال مرهبة لتطرده من ذلك الموضع، لكنه عاش يجاهد ويربح الكثير من الوثنيين حتى الكهنة منهم للإيمان.
أقام لنفسه مسكنًا غريبًا على شكل برميل مصنوع من طوقين بينهما ألواح، وقد رآه الأب ثيؤدوت بعد 10 سنوات من سكناه هذا، ولما سأله عن هذا التصرف أجابه: "إني أؤدب جسدي المخطئ لعل الله ينظر إلى حزني على خطاياي ويغفرها لي وأخلص من عذابات العالم الآتي". لقد اختار لنفسه مسكنًا ضيقًا، لكنه حمل قلبًا متسعًا، فقد جاء إليه الكثيرون ينعمون بسلام الله الذي يملأ قلبه، ويقتدون بتوبته غير المنقطعة ليكون لهم معه نصيب في المجد الأبدي. يعيد الغرب للأب ثاليليؤس Thalelaeus في 27 فبراير.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:46 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ثاليليئوس



كان القديس ثاليليئوس Thalelaeus طبيبًا تقيًا، متسع القلب، يخدم الجميع لا لهدف سوى محبته لكل إنسان، حتى دعاه اليونان بالرحيم، وأيضًا بالمعدم "money less".
بحسب أعمال الشهداء الروماني استشهد بالرها في سوريا، لكن الرأي الغالب هو انه استشهد بكيليكية وكان ابنًا لأحد قادة الرومان. في أيام الإمبراطور نوميران، إذ التهبت نيران الاضطهاد هرب إلى حقل زيتون حيث أُلقيّ القبض عليه. أُخذ إلى ساحل Aegae وقُدم أمام الوالي ثيؤدورس حيث أعلن إيمانه بجرأة دون خوف، عندئذ أمر الوالي بربطه بالحبال بطريقة عنيفة حتى تمزق جسده وظهرت عظامه، وعُلق منكس الرأس إلى حين، وأخيرًا أُلقيّ في البحر لينال إكليل الشهادة.
استشهد معه آخرون منهم الكسندر وأوستيريوس اللذان كانا يمارسان تعذيبه، فإنهما إذ شاهدا صبره وفرحه مع رقته ولطفه حتى مع معذبيه آمنا بالسيد المسيح وشاركاه إكليل مجده، وكان ذلك في عام 284 م. العيد يوم 20 مايو.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:46 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس ثاوفيلس الأنطاكي


← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc.

بحسب ما ورد في يوسابيوس فإن هذا الأب هو الأسقف السادس لإنطاكية بسوريا، وهو من رجال القرن الثاني (أواخر القرن). وُلد بالقرب من نهر الفرات من والدين وثنيين، وتهذب بالثقافة الهيلينية (اليونانية). وإذ درس الكتاب المقدس أدرك أن الروح القدس وهب الأنبياء النبوات عن الأمور المستقبلة فآمن وأطاع الله.
كتاباته:


هو أحد المدافعين المسيحيين، لم يبقَ من كتاباته سوى دفاعه في ثلاثة كتب وجهها إلى صديقه الوثني Autolycus، هدف بها إلى تقديم الفكر المسيحي عن الله وعن الخلقة أمام العالم الوثني بأساطيره الخاطئة. بين كتاباته المفقودة مقالات ضد مرقيون وهرموجينيس.
من كلماته:
  • الله لا يمكن أن يراه إلا القادرون على رؤيته، حينما تكون أعين نفسهم مفتوحة. حينما توجد قذارة على المرآة لا يقدر الإنسان أن يرى وجهه فيها، هكذا من كان فيه خطية لا يقدر أن يعاين الله.
  • حقًا إنني أكرم الإمبراطور لا بالتعبد له بل بالصلاة من أجله.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:49 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة الأنبا ثاوفيلس البابا الثالث والعشرون


← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc.

كلمة (ثاوفيلس) من أصل يوناني تعني (المحب لله)، إذ هي مشتقة من كلمتين: "ثيؤ" (الله)، "فيلو" (محب). وكما قال القديس أثناسيوس عن الأنبا أنطونيوس انه في صباه كان يلقب (ثاوفيلس) بسبب بره في الرب ونصراته المستمرة في جهاده الروحي.
جاء البابا ثاوفيلس الخلف الثالث للبابا أثناسيوس الرسولي، والسلف للبابا كيرلس الكبير ابن أخته، وقد قضى في الباباوية 28 عامًا كانت تمثل حركة نشاط مستمرة، إذ كان له أثره على تاريخ الكنيسة والدولة أيضًا.
ارتبطت حياته بثلاثة أحداث هامة:


أولها إبادة الوثنية في مصر الأمر الذي مدحه عليه كثير من المؤرخين، وإن كان البعض حاول تشويه صورته بمحاولة إظهاره في صورة عنيفة مستبدة في تحويل البرابي الوثنية إلى كنائس، غير أن التاريخ يشهد أنه فعل هذا عندما هجرت الجماهير البرابي.
والحدث الثاني هو الصراع ضد أوريجينوس، فقد تحول إلى عدو لدود لكل من يذكر اسم أوريجينوس، لذا حاول عاشقوا أوريجينوس تشويه صورته.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...lus-23-001.jpg


قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ثيؤفيلوس بابا الإسكندرية الثالث والعشرون مه سيراف، والإنجيل المقدس في يده، ويقف ظافرًا بجانب السيرافيم - الصورة ترجع إلى سنة 391 تقريبًا في معبد السيرابيس، ويوجد صور توضيحية جانبية تعود إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، مما يوضح أن هذه الصورة هي صورة معاصرة في ذلك الحين تقريبًا للبابا ثيوفيلس السكندري

أما الحدث الثالث فهو مقاومته للقديس يوحنا ذهبي الفم إذ استغلت الإمبراطورة كراهية البابا ثاوفيلس للأوريجينية بينما كان ذهبي الفم يحتضن الإخوة طوال القامة من اكبر المدافعين عن أوريجينوس لكي يحكم على القديس بالنفي. هذا الحدث الذي ندم عليه البابا وكان كفيلًا بتشويه تاريخ حياته تمامًا، خاصة وأن الكنيسة في العالم كله أدركت ما لحق بالقديس ذهبي الفم من ظلم وافتراء، فقام كثير من المؤرخين خاصة بالاديوس الذي يعشق حياة ذهبي الفم بتصوير البابا ثاوفيلس أشبه بشيطان رجيم. وكما قال كثير من الدارسين ان ما جاء إلينا من تاريخ هذا البابا أغلبه خلال أعدائه الذين شوّهوا صورته.
نشأته:


جاء في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية) للشماس منسى القمص:
"روى عن يوحنا النيقاوي المؤرخ القبطي أنه ولد من أبوين مسيحيين في مدينة ممفيس وتيتم منهما وهو طفل وله أخت صغيرة، فقامت بتربيتهما جارية أثيوبية وثنية. وحدث أنه ذات ليلة أخذتهما معها إلى الهيكل لتؤدي فروض العبادة الوثنية فحال دخولها سقطت الأصنام إلى الأرض وتحطمت، ففرت بهما الجارية خوفًا من انتقام كهنة الوثنيين، واختفت قليلًا ببلدة نيقيوس ثم جاءت إلى الإسكندرية. وقد دبرت العناية الإلهية أن تأخذهما إلى كنيسة مسيحية لكي تتعرف على هذا الدين الذي طرقت شهرته كل أذنٍ. فدخلت باب كنيسة القديس ثاؤنا وجلست بإزاء كرسي القديس أثناسيوس الذي لما رآها مع الطفلين أمر بإبقائهم حتى تنتهي الخدمة، ثم استخبرها البطريرك عن حقيقة حالها ولما قصت عليه خبرها ردها إلى الديانة المسيحية، وأخذ منها الطفلين، ووضعهما تحت عنايته الخصوصية. ولما كبرا قليلًا وضع الفتاة في دير لبثت به إلى يوم زواجها برجلٍ من بلدة المحلة (غربية) وفيها ولدت كيرلس الذي صار فيما بعد خلفا لخاله ثاوفيلس.
أما ثاوفيلس فضمه القديس أثناسيوس في سلك تلاميذه، فنما عالمًا تقيًا، ولما شوهد فيه من الحذق والنشاط اختاره معلمه كاتمًا لأسراره بعد أن رقاه لدرجة الكهنوت. وبعد وفاة معلمه استمر في مدينة الإسكندرية يخدم في كنائسها إلى أن رقد البابا تيموثاوس في الرب فانتُخِب بطريركًا مكانه بالإجماع في شهر مسرى سنة 102 ش و385 م في عهد ثيودوسيوس قيصر لما رآه فيه الشعب من حسن السيرة وعظيم الغيرة على دين المسيح مما جعله موضعًا لثقة ثيؤدوسيوس الملك الأرثوذكسي الذي أمر بتعميم الديانة المسيحية في كل مكان واعتبارها الديانة الرسمية للمملكة الرومانية. ومما يدل على ثقة هذا الملك بالبطريرك الإسكندري تكليفه إياه بأن يصلح ما وقع من الخلل ثانية في مسألة عيد الفصح، فإنه في سنة 387 م صار الفرق بين العيد المصري والعيد الروماني مدة خمسة أسابيع كاملة. فوضع البابا ثاوفيلس تقويمًا للأعياد لمدة 418 سنة ووضع جدولًا يحتوي على الأيام التي يقع فيها عيد الفصح لمدة مائة سنة ابتداء من سنة 380 م ولا تزال صورة هذا التقويم باقية إلى يومنا هذا، وفيها أوضح البطريرك بأن السيد المسيح صُلب في اليوم الخامس عشر من شهر نيسان (أبريل) لا في الرابع عشر منه ثم وضع هذه القاعدة وهي: إذا كان اليوم الرابع عشر من الشهر القمري يوافق يوم الأحد فعيد الفصح يتبعه بأسبوع".
اهتمامه ببناء الكنائس:


كان البابا ثاوفيلس مولعًا ببناء الكنائس، وقد أعطاه الله سؤل قلبه، نذكر على سبيل المثال انه إذ كان يومًا ما جالسًا في حديقة معلمه البابا أثناسيوس تذكر أن معلمه كان يتوق إلى رفع الردم الذي بالحديقة وبناء كنيسة، فأراد البابا أن يحقق أمنية معلمه. سمعت سيدة غنية بذلك فقامت برفع الردم على نفقتها، وإذا بها تجد كنزًا يرجع إلى عهد الإسكندر الأكبر فبعث البابا إلى الإمبراطور يخبره بما وجده، خاصة أنه وجد أن الكنز قد نُقش عليه ثلاثة حروف (ثيتا)، فأدرك أنه يقصد بها ثيؤ أى الله، وثاوفيلس البطريرك، وثيؤدوسيوس الإمبراطور. جاء الإمبراطور بنفسه وعاين الكنز وأخذ نصفه وترك النصف لبناء عدة كنائس ودير المحرق. وفي هذه الزيارة استأذن البابا الإمبراطور في هدم المعابد الوثنية المهجورة أو تحويلها إلى كنائس، الأمر الذي أثار الوثنيين حتى اندفعوا إلى قتل بعض المسيحيين بقيادة الفيلسوف أوليمبوس. هذا وقد هدم معبد سيرابيوم الشهير سنة 391 م.
ذهابه إلى القسطنطينية:


ذهب البابا ثاوفيلس إلى القسطنطينية مرتين، الأولى في سنة 394 م ليحضر مجمعًا عُقد لفحص بعض المسائل ولحضور الاحتفال بتشييد كنيسة كبرى بُنيت على اسمي الرسولين بطرس وبولس، وذهب ثانية في سنة 398 م ليقيم القديس يوحنا الذهبي الفم بطريركًا على كرسي القسطنطينية وعاد إلى كرسيه.
مشكلة تجسيم شكل الله Anthropomorphism:


بدأت أتعابه بسبب بدعة انتشرت بين بعض رهبان الإسقيط كان رأسها أفوديوس من بين النهرين مؤداها أن الله ذو صورة بشرية وذو أعضاء جسمية، وفي نفس السنة نشر البطريرك رسالة عيد الفصح السنوية، فاغتاظ أولئك الرهبان من عبارة وردت فيها وهى قوله: "إن الله روح لا يدركه الفهم، وليس هو مجرد إنسان يقع تحت الحد والحصر"، فهاجوا على البطريرك لما رأوه يخالفهم في الاعتقاد وترك أكثرهم قلاليلهم وجاءوا كجيشٍ جرارٍ إلى الإسكندرية وعزموا على الفتك بالبطريرك حالما يقع بصرهم عليه واحتشدوا حول داره وهم يتهددونه ويتوعدونه. وإذ رأى أن قلوبهم مملوءة بالغيظ ولم يجد له عضدًا أسرع على مرتفع وصعد عليه وخاطبهم بعبارات رقيقة تهدئ الخواطر الهائجة ومن ذلك قوله لهم: "إنني إذا رأيت وجوهكم أشعر كأني أشاهد الله لأنكم على صورته ومثاله"، فسكن ثورتهم قليلًا، وكانوا يظنون أن العبارة التي أوردها عن الله في رسالة عيد الفصح اقتبسها من مؤلفات أوريجينوس. لذلك طلبوا إليه بشدة أن يحرم أوريجينوس وكل من يطالع كتبه فوعدهم بذلك. ثم انعكف على مطالعة كتب أوريجينوس إذ لم يكن طالعها قبلًا فتبين من بعض ألفاظها ما يشعر بضلاله. وفي أوائل السنة التالية شكل مجمعًا حرم أوريجينوس وندد بتعليمه في رسالة عيد الفصح.
مشكلة الإخوة الطوال القامة:


أما المشكلة الرئيسية التي شوهت صورة هذا البابا فهي مشكلة الإخوة طوال القامة الأوريجينيين. ففي البداية كان البابا محبًا لكتابات أوريجينوس، حتى أنه في سنة 399 م إذ رأى الخلاف محتدمًا بين يوحنا أسقف أورشليم وجيروم بسبب العلامة أوريجينوس حاول مصالحتهما، فشعر جيروم (القديس إيرونيموس) أن البابا ينحاز لأوريجينوس، فكتب إليه بعنف يقول: "إنك لا تعرف كيف يكون الجدل والمناقشة، لأنك تعيش مع رهبان يجلون قدرك ويرفعون مقامك".
إذ درس البابا ثاوفيلس كتابات العلامة أوريجينوس واكتشف بعض الأخطاء اللاهوتية صار مقاومًا لكل ما هو أوريجيني، ظهر في مقاومته للإخوة الطوال القامة.
في سنة 370 م تكونت جماعة أوريجينية في منطقة نتريا تحت قيادة الإخوة الطوال: الآباء أمونيوس باروتيس (صاحب الأذن الواحدة)، هرموبوليس، يوسابيوس، أنثيموس. هؤلاء الإخوة اتسموا بالروحانية والنسك، وقاموا بالنضال ضد الأريوسية بعد نياحة البابا أثناسيوس. وكانوا على علاقة طيبة بالبابا تيموثاوس والبابا ثاوفيلس حتى سنة 400 م، فقد أحبهم وأكرمهم كرامة زائدة، فرسم ديسقورس أسقفًا على هرموبوليس كما سام اثنين منهم كاهنين بعد اعتذار بعضهم عن السيامة كأساقفة. لقد أراد البابا أن يستبقيهم معه في الإسكندرية لمساندته في الرعاية لكنهم فضلوا سكنى البرية.
بدأ الخلاف بين البابا وهؤلاء الإخوة عندما حاول البابا ملاطفة هؤلاء البسطاء من القائلين بتجسيم شكل اللاهوت بشكل إنساني (الأنثروبوموفليت) كما رأينا، فقد حسبوه بملاطفته لهم انه يجاملهم على حساب الحق الإنجيلي. أما ما ألهب الموقف بينهما فهو خلافه مع القديس إيسيذورس الذي مارس الحياة النسكية بنتريا وقد اتسم ببشاشة الوجه واللسان العذب فسامه البابا أثناسيوس كاهنًا وأقامه مسئولًا عن مستشفى بالإسكندرية. أحبه البابا ثاوفيلس جدًا حتى رشحه للبطريركية بالقسطنطينية عوض ذهبي الفم، لكن هذه الصداقة انقلبت إلى عداوة سافرة إذ عاد إلى نتريا يلتصق بالإخوة الطوال الذين يمثلون حزبًا أوريجينيًا مضادًا للبابا الذي في نظرهم قد ملأ الأنثروبوموفليت الإسقيطيين، واعتبر البابا هذا التجمع تحديًا له، ومارس الطرفان ضغوطًا شديدةً. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية حرم فيه آمون وأخويه الراهبين، واعتصم هذا الحزب في كنيسة الدير، ومنعوا دخول أي أسقف، وامتنعوا عن العبادة الجماعية.
هرب الإخوة الطوال إلى فلسطين وفي صحبتهم الأب إيسيذورس وجماعة من الرهبان بلغوا حوالي الثمانين، فوجدوا في قلب الأسقف الأورشليمي يوحنا المُعجب بأوريجينوس ملجأ لهم. اضطر البابا أن يبعث رسالة مجمعية إلى 17 أسقفًا بفلسطين و15 أسقفًا بقبرص يعلن فيه أخطاء أتباع أوريجينوس اللاهوتية والسلوكية، هذه الرسالة أثارت أتباع أوريجينوس بينما رطبت قلب القديس جيروم وأيضًا القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص. ترك الأوريجينيون فلسطين إلى القسطنطينية، ففتح لهم القديس يوحنا ذهبي الفم صدره، الأمر الذي أثار البابا ثاوفيلس جدًا، واستغلته الإمبراطورة لنفي ذهبي الفم، حيث انعقد مجمع السنديان تحت رئاسة البابا ونٌفيّ القديس ذهبي الفم. فصار ذلك يمثل كارثة أفسدت تاريخ البابا ثاوفيلس تمامًا. وقد سبق لنا الحديث في ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا (القديس يوحنا ذهبي الفم).
حبه للبرية:


إن كنا قد رأينا الجانب الرديء من جهة علاقته ببعض الإسقيطيين أو بالإخوة طوال القامة لكننا لا نستطيع ان ننكر أن البابا ثاوفيلس قد امتاز بحبه الشديد للبرية، فكان كثير الزيارات للآباء، يسألهم ويتحاور معهم ويطلب صلواتهم، نذكر هنا القليل مما ورد عنه في لقائه مع بعض آباء البرية.
إذ ذهب إلى جبل نتريا سأل كاهن: "أي امتياز تجد في هذا الطريق؟" أجابه الكاهن : "إنني اتهم نفسي وألومها في كل شيء". قال له البابا: "حقًا هذا هو الطريق الحق".
جاء البابا ثاوفيلس إلى الإسقيط، وإذ اجتمع الإخوة قالوا للأب بيمن (بامبو): "قل كلمة للأسقف ليكون لنا بنيان في هذا الموضع". أجاب الشيخ: "إن لم ينتفع بصمتي فإنه لن ينتفع بكلماتي".
مع راهب شيخ بسيط:

جاء في بستان الرهبان أن الأنبا دانيال روى قصة راهب شيخ كان بسيطًا للغاية وكان يدّعى أن ملشيصادق هو ابن الله. سمع البابا ثاوفيلس عنه فاستدعاه، وإذ تحدث معه اكتشف بساطته الشديدة، وعلم أن ما يقوله عن ملشيصادق ليس عن عناد وإنما عن عدم إدراك. لذا تصرف البابا بحكمة، إذ قال له إنه يريد أن يعرف من هو ملشيصادق، طالبًا منه أن يسأل الله ليريه الحقيقة. في بساطة قال له الراهب: "انتظر ثلاثة أيام فإنني أسأل الرب وعندئذ أخبرك عن ملشيصادق من هو". وبالفعل تركه الراهب وعاد بعد ثلاثة أيام ليقول له أن الرب أظهر له جميع الآباء واحدًا فواحدًا، وتعرّف عليهم من آدم إلى ملشيصادق، وقد عرف أنه إنسان، عندئذ فرح الطوباوي ثاوفيلس جدًا.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:50 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب ثيؤبمبتس الراهب
تلميذ الأنبا مقار الكبير



كان الراهب ثيؤبمبتس Theopemptus تلميذًا للقديس مقاريوس الكبير. جاء عنه أنه دخل تحت تجربة أفكار شريرة وقد خجل أن يعترف بها لأبيه الروحي. التقى القديس مقاريوس بالشيطان الذي اعترف له أنه لم يعد له صديق واحد في البرية، ولما ضيّق عليه جدًا، قال: "نعم لي أخ واحد، لكنه واحد فقط، هذا الذي يخضع لي، على الرغم من أنه حينما يراني يحول وجهه عني كما لو كنت خصمًا له". فعرف أنه ثيؤبمبتس. إذ سمع القديس هذا الحديث أسرع بالذهاب إلى البرية السفلى، وكان الكثيرون في استقباله بفرحٍ، والكل يشتاق أن يدخل القديس إلى قلايته، لكنه لم يسأل إلا عن هذا الأخ حيث التقى به، وصار يسنده ويشجعه معلنًا له أن كل إنسان تحت الضعف، وأنه هو نفسه مع نسكه الشديد لسنوات طويلة، ومع تكريم الكل له ومع شيخوخته إلا أن شيطان الزنا يتعبه. بهذا دفعه للتوبة بانسحاق قلب، عندئذ رفعه إلى فوق التجربة بقوله له: "إذا صعدت فكرة (شريرة) إلى ذهنك لا تجعل عقلك ينظر إلى أسفل بل ليكن مرفوعًا إلى فوق على الدوام، والرب يعينك". لقد وجهه إلى الكتاب المقدس، كمصدر قوة وغلبة، قائلًا له: "عليك أن تتلو من الذاكرة نصوصًا من الإنجيل ومن الأسفار الأخرى".

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:51 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ثيؤدتا النيقية



أرملة شريفة جميلة الصورة أحبها الوالي ليكاتيوس Leucatius وأراد أن يتزوجها، وإذ رفضت الزواج به لأنه وثني، ولأنها قد وضعت في قلبها أن تكرس حياتها لتربية أولادها الثلاثة. وشى ليكاتيوس بها لدى نيستياس Nicetias والي مقاطعة بيثينية، متهمًا إياها وأولادها أنهم مسيحيون، وكان ذلك في عهد الإمبراطور دقلديانوس. استدعاهم الوالي وصار يلاطفهم من أجل شرف نسبهم فلم يسمعوا له. صار يسألهم كيف يتركون عبادة آبائهم وهم من أصل شريف، أجابه الابن الأكبر أفوديوس Evodius: "إن كان آباؤنا في خطأ فليس لأن الله أخفى الحق عنهم وإنما لأنهم هم كانوا عميانًا وضلوا في الباطل خلال عماهم، أما نحن فنتبع أمنا". اغتاظ الوالي إذ حسب هذا سبًا له، وكأنه هو أيضًا أعمى وفي ضلال، لذا هدد الأولاد قائلًا: "ستذبح أمكم للآلهة، أرادت أو لم ترد"، عندئذ بدأ يهدد الأم أن تنقذ حياتها وحياة أولادها، وإذ رفض الكل تهديداته حُرقوا معًا أحياء. العيد يوم 2 أغسطس.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:52 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ثيؤدوتا



استشهدت القديسة ثيؤدوتا St. Theodota في 29 سبتمبر حوالي سنة 318 م، في فيلوبوليس بتراسيا خلال الاضطهاد الذي أثاره ليكينيوس كمقاوم لقسطنطين الكبير. طلب أغريبا الوالي أن تتعبد المدينة كلها للوثن، لكن هذه السيدة رفضت، وإذ اسُتدعيت أجابت أنها أكبر الخطاة لكنها لا تستطيع أن تضيف إلى خطاياها خطية جحد مسيحها. بهذه الشجاعة أثارت 750 شخصًا على رفض تقديم ذبائح وثنية فألقيت في السجن 20 يومًا، وإذ اُستدعيت كانت تبكي على خطاياها السالفة، وتطلب من الله أن يغفر لها. ولما سألها القاضي عن أمرها أجابت أنها كانت قبلًا زانية لكنها صارت مسيحية، الاسم الذي لا تستحقه. أمر أغريبا بجلدها فكانت تحتمل الجلدات بصبر.
وضعت على الهنبازين فكانت تشكر الله الذي أهّلها لاحتمال الآلام من أجله. وكانت تقول للوالي: "إني أخاف عذاباتك قليلًا فزدها لعلي أجد رحمة وأنال إكليلًا أعظم".
أمر أغريبا بتكسير أسنانها واحدة فواحدة بكل عنف وأخيرًا أمر برجمها خارج المدينة، عندئذ صارت تصلي، قائلة: "أيها المسيح الذي أظهر رحمته لراحاب الزانية وقَبِل اللص الصالح لا تنزع رحمتك عني". هكذا تحولت هذه القديسة من حياة الترف والتدليل ولذة الشهوات الجسدية إلى حياة الإماتة اليومية من أجل الرب لتواجه آلام الجسد بصبرٍ وشكرٍ، تنتظر إكليل الشهادة ببهجة قلب.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:52 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب ثيؤدوتس



لا نعرف عنه إلا عبارتين وردتا في البستان، تظهران متعارضتين، لكنهما في الحقيقة متكاملتان، وهما:
  • "الزهد في الخبز يهدئ جسد الراهب".
  • "الجوع المستمر يجعل الرهبان هزيلين ويقودهم إلى الجنون".
فإن كان يدعونا للحياة النسكية والزهد حتى في الخبز الضروري، لكن يلزم أن يكون بحكمة واتزان حتى لا يفقد الصوم غايته، ويتحول إلى ضعف الإنسان وعجزه جسمانيًا وفكريًا.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:54 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا ثيؤدور البابا الخامس والأربعون



كان ثيؤدورس (تادرس) مشاقًا للحياة الكاملة في الرب، فانطلق إلى دير طمنورة بمريوط حيث تتلمذ على يدي ناسك قديس يدعى يوأنس. وقد اتسم الراهب ثيؤدر بالطاعة لأبيه والاتضاع، واضعًا في قلبه كلمات سيده: "من أراد أن يصير فيكم أولًا فليكن للجميع عبدًا" (مر10: 44)، كما اتسم ببشاشته وحبه للجميع، لذا كان الكل يحبه.
في أثناء باباوية الأنبا الكسندروس الثاني إذ كان الأب يوأنس جالسًا مع بعض رهبان الدير، قال لهم: "صدقوني يا أولادي إن قلبي ينبئني بأني سأنتقل من هذا العالم في ذات اليوم الذي ينتقل فيه الأنبا الكسندروس الثاني إلى مساكن النور، وأن أخاكم الراهب ثيؤدورس سيعتلي الكرسي المرقسي، لا خليفة لالكسندروس، ولكن للبابا الذي يأتي بعده". وبالفعل إذ تنيح البابا الكسندروس أختير البابا قزما الأول (44) الذي لم يحتمل المرارة التي كان يعانيها شعبه بسبب ضغط الجزية المتزايدة فاشتهى أن ينطلق، وقد سمع الرب طلبته ولم يبقَ على الكرسي سوى 15 شهرًا، بعدها أختير الراهب ثيؤدورس بطريركًا.
في أيامه كان عُبيد الله متوليًا جباية الخراج في مصر، وكان محبًا للمال، عنيفًا للغاية، لكنه نُزع من عمله ليحل الحر بن يوسف مكانه وكان كسابقه مستبدًا لا يعرف الرحمة، الأمر الذي دفع بعض الأقباط في منطقة الشرقية (أهالي تنوديمى وقربيط وطربية) إلى الثورة ضده علنًا، فأرسل جيشًا وقمع الثورة بعد ثلاثة شهور، غير أن الحر بن يوسف نُقل من مصر إلى أسبانيا، وساد الجّو شيئا من الهدوء والسلام. عاد عُبيد الله إلى عمله واستخدم العنف في جمع الأموال من المسلمين كما من الأقباط، غير انه كان يمارس عنفه مضاعفًا جدا على الأقباط، وكان يود أن يجحدوا إيمانهم، وإذ لم يفلح استقدم 5000 عربيًا من قبيلة القيس استقروا في مدينة حوف شمال شرقي الفسطاط، وكان هؤلاء كثيري التمرد.
ثار المسلمين أيضًا على عُبيد الله بسبب عنفه واستبداده فرفعوا شكواهم إلى الخليفة هشام الذي اتسم بالعدل، فأمر بنقله إلى بلاد البربر بشمال أفريقيا، وعين القاسم ابنه الأكبر واليًا على مصر، فاستقر السلام على ضفاف النيل.
جلس على الكرسي المرقسي 11 سنة وسبعة شهور، اتسمت بالسلام النسبي، فقد اهتم بالبنيان الروحي وتثبيت المؤمنين. في عهده كان الأنبا مويسيس أسقف أوسيم الذي حُسب شهيدًا بدون سفك دم لمواقفه الباسلة في وجه الاضطهاد. كان إنسانًا تقيًا، سلك الحياة الرهبانية لمدة 18 سنة قبل سيامته أسقفًا، ولما سيم أحبه الكل المسيحيون والمسلمون، إذ كان ذي قلب متسع للجميع، وقد تعرض لاضطهادات كثيرة محتملًا الضرب والجلد والسجن بفرح. بهذا كان يسند شعبه على الثبات في الإيمان. وقد عاصر البابا ميخائيل الأول خليفة البابا ثيؤدورس.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:55 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ثيؤدورا الأم



إحدى الناسكات العظيمات اللواتي عشن في البرية كمتوحدات وقد عاصرت القديس البابا ثاوفيلس الإسكندري واستشارته.
لُقبت (أما Ammas) مقابل (أبا Abba) للرجال، وكان لها دورها الفعال في الحياة الرهبانية، طلب مشورتها بعض الرهبان فيما يخص الحياة الرهبانية. غالبًا غير ثيؤدورا التي ذكرها القديس بالاديوس، بأنها امرأة محام عام tribune وزعت كل ما تملكه لتعيش على الصدقة والتحقت بدير Hesychas بجوار البحر.
هي غالبًا القديسة ثيؤدورا المذكورة في السنكسار القبطى (11 برمودة) بكونها ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية، أرادا أن يزوجاها، فأحضرا لها الكثير من الحلي والحلل الثمينة فلم تقبل، إذ أرادت تكريس كل حياتها للعبادة باعت كل ما أحضره والداها، ووزعته على الفقراء، ثم بنت كنيسة بظاهر الإسكندرية من الجهة الغربية، ثم قصدت البابا أثناسيوس الرسولي، الذي قام برهبنتها في إحدى الأديرة بظاهر الإسكندرية.
عاشت حياة نسكية قاسية، لكن بروح الحب والحكمة واتساع القلب، فتأهلت للرؤى الإلهية وتمتعت بمكانة روحية في عيني رجال الكنيسة. وقد عاصرت خمسة باباوات هم الكسندروس، أثناسيوس، بطرس، تيموثاوس، ثاوفيلس.
أكملت جهادها وتنيحت بسلام بالغة من العمر نحو مائة عام.
مع البابا ثاوفيلس:


سألت البابا عن قول الرسول بولس: "مفتدين الوقت" (كو4: 5)، فأجابها: "هذا القول يظهر لنا كيف نربح كل أوقاتنا، كمثال: إن كنت في وقت إهانة، اربحي وقت الإهانة بالاتضاع والصبر، وانتفعي منه. إنه وقت هوانٍ، اقتنيه بالصبر واربحيه. هكذا كل الأمور المضادة لنا يمكننا إن أردنا أن نصيرها ربحًا لنا".
من كلماتها


1. عن الاتضاع: لا النسك ولا السهر ولا أي تعب يقدر أن يخلص غير الاتضاع الحقيقي. كان يوجد متوحد يُخرج الشياطين، سألهم بماذا تخرجون؟ هل تخرجون بالصوم؟ أجابوا: (نحن لا نأكل ولا نشرب). أبالسهر؟ أجابوا: (نحن لا ننام). أباعتزال العالم؟ (نحن نعيش في البراري). عندئذ قال لهم: (بأية قوة إذن تخرجون ؟) قالوا ليس شئ يغلبنا سوى الاتضاع). انظروا كيف يغلب الاتضاع الشياطين!
2. عن عمل الوصية: حدث أن إنسانًا شتم إنسانًا تقيًا، فأجابه: "كنت قادرًا أن أجيبك بما يوافق كلامك لكن ناموس الله يغلق فمي".
3. عن ضرورة الجهاد: قال راهب من شدة التجارب التي تلاحقه: "لنمضِ من ههنا"، وإذ حمل حذاءه رأى إنسانًا يحمل حذاءه أيضًا، فقال له: إلى أين أنت ماض أيضًا؟ أجابه: إلى الموضع الذي أنت ماض إليه، لأني من أجلك أنا مقيم في هذا الموضع، فإن أردت الانتقال من ههنا فسوف انتقل بدوري، لأني ملازم لك حيثما سكنت.
4. عن السكون: حسن للإنسان أن يكون في سكون، فإن شيمة الحكيم هو السكون. هذا هو بالحقيقة عون العذارى والرهبان، لاسيما الشبان منهم، ولكن اعلموا أنه إذا أراد الإنسان أن يبلغ السكون للحال يأتي الشيطان ويثقل النفس بالفتور وصغر النفس والأفكار الشريرة، كما يثقل الجسم بالأمراض والضعف وانحلال المفاصل وسائر الأعضاء، ويحلّ قوة النفس والجسد معًا، فيقول الإنسان أنا مريض وغير قادر على الصلاة.
لكن إننا إن كنا ساهرين تزول هذه التجارب عنا. يوجد راهب كلما ابتدأ في الصلاة يُصاب ببرد وحمى ويشعر بصداع، فيقول لنفسه: ها أنا مريض وقد اقترب الموت، فلأنهض إذن وأتمم صلاتي قبل أن أغادر هذا العالم. بهذا الفكر كان يقيم الصلاة حتى إذ يوشك أن ينهي الصلاة تفارقه الحمى. بهذا التعقل قاوم الأخ وصلى، وكان قادرًا على النصرة على الأفكار.
5. ضبط الفكر: سُئلت القديسة ثيؤدورا: كيف يمكن للإنسان أن لا يقبل حديث العلمانيين (في الأمور الزمنية)، وأن يكون عقله مع الله فقط كما كتب؟ فقالت: يشبه هذا إنسانًا جالسًا على مائدة وعليها أطعمة كثيرة،، فإن أكل منها بشهوة ورغبة أَثِم، وإن لم يأكل منها بشهوة ورغبة فليس عليه ذنب فيما يأكله. وهكذا كلام العلمانيين إذا سمعته ويكون قلبك معك، ولا تسمعه بلذة فلا يضرك بشيء.
6. سمات المعلم: يليق بالمعلم أن يكون غريبا عن شهوة السلطة والمجد الباطل والكبرياء، لئلا يسقطه أحد بالتملق، ويعمي بصيرته بالهدايا، ويُغلب ببطنه فيصيبه الغضب، إنما ليكون طويل الأناة وديعًا متواضعا ما استطاع، مختبرًا غير محابٍ للوجوه، يهتم بالكل ومحبًا للنفوس.
7. احتمال الضيقات: لنجاهد لكي ندخل من الباب الضيق، لأنه كما أن الشجرة، إذا لم تتعرض لعواصف الشتاء لا يمكنها أن تأتي بثمر، هكذا الحال بالنسبة لنا أيضًا. هذا الدهر شتاء عاصف، فقط بالضيقات والتجارب المتنوعة يمكننا أن نرث ملكوت الله. 8. تقديس الجسد: قالت أيضًا: كان مسيحي يناقش مانيًا بخصوص الجسد فقال: "أعطِ الشريعة إلى الجسد، فتجد الجسد إلى جانب خالقه".


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:55 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الإمبراطورة ثيؤدورا الأولى



زوجة جوستنيانوس الأول، من أشهر النساء القديمات، إذ عُرفت بجمالها وقدرتها وإرادتها الحديدية وبذخها وغناها مع علمها وحزمها.
تزوجها جوستنيان سنة 523 م، وتوِّجت كإمبراطورة عام 527 م، وكان لها دورها الفعّال في المناقشات اللاهوتية كما كانت مملوءة حيوية في الأعمال الأخرى. على خلاف رجلها كانت تحب القديس ساويرس الأنطاكي وتسند الكنيسة المصرية غير الخلقيدونية.
كان لها دور كبير في الإصلاحات الأخلاقية، كما كانت تهتم بالأعمال التقوية بكل وسيلة. مع رجلها كانت تهتم ببناء الكنائس والمستشفيات. وجدت صورتها بالموزاييك في كنيسة St. Vitale برافينا.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:57 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ثيؤدورا التائبة
(الراهب ثيؤدور | الراهب تادرس)



هي قصة النفس البريئة المحبة لله لكن بسبب عدم التمييز يمكن أن تهوى حتى الأعماق، بل هي قصة الإنسان المشتاق لخلاص كل أحدٍ مهما بلغت خطاياه ليقيمه ابنا مقدسًا له. ثيؤدورا هى المجدلية الثانية التي عرفت بالحب لله أن تطأ الخطية تحت قدميها لتعيش في حياة مقدسة له!
الزوجة السعيدة:


نشأت في القرن الخامس، في عهد زينون، من أبوين شريفين بالإسكندرية، واتسمت بالجمال البارع مع الحياة التقوية والغنى. تزوجت شابًا غنيًا وتقيًا، فكانت حياتهما مملوءة سلامًا وفرحًا.
في وسط مظاهر الغنى وكثرة الولائم تعرف عليها شاب غني أُعجب بحكمتها واتزانها، وكان نقيًا طاهرًا، وقد شعر الزوج بذلك. ولكن عدو الخير بدأ بعد فترة يُلقي فيه بذار الفكر الشرير من جهة ثيؤدورا، إذ كان يحترمها ويجلها صار يحارب الفكر من نحوها. تزايدت الحرب جدًا، حتى إذ وجد الشاب فرصته صارح ثيؤدورا بأفكاره من جهتها فصدمت إذ كانت ترى فيه النقاوة، وانتهرته. مرت الأيام وتزايدت الأفكار، وخلال حيل إبليس سقطت الزوجة فريسة للخطية.
مرارة نفسها:


لم يعرف أحد بما حدث بينهما، خاصة والكل يعلم عنهما أنهما طاهران، لكن ثيؤدورا لم تحتمل نفسها، كانت مرة النفس للغاية، وفي صراعها صارحت رجلها بما حدث والدموع تنهمر من عينيها، ولم يعرف ماذا يفعل الزوج إذ كان يثق في زوجته كما في صديقه.
تحولت حياتهما إلى دموع لا تنقطع ليلًا ونهارًا، وأخيرًا قررت أن تترك العالم بكل مباهجه لتقضي بقية أيامها في توبة مستمرة.
في دير الأناطون:


حلقت ثيؤدورا رأسها وتزيت بزيّ الرجال وانطلقت ليلًا إلى دير الأناطون أي دير التسعة أميال (في موقع الدخيلة حاليًا)، وهناك سألت رئيس الدير أن يقبلها فأراد أن يختبر مثابرتها. تركها على الباب طول الليل وسط البرد الشديد وتعرضها للحشرات، وفي الصباح وجد عينيها قد تورمتا بسبب البكاء، فسمح لها بالدخول وعُرفت باسم الراهب ثيؤدور، أو تادرس.
نموها الروحي:


عاشت القديسة في هذا الدير تمارس خدمة فلاحة البساتين، محتملة كل تعب بفرح وسرور. صلواتها لا تنقطع حتى في وسط أتعاب العمل، تتسم بالطاعة والوداعة مع النسك الشديد. وقد وهبها الله عطية صنع المعجزات، فذاع صيتها ووفد على الدير كثيرون يطلبون بركة هذا الراهب.
يروى أنه في أحد الأقاليم ظهر تمساح في النيل كان يزعج الناس، فأرسل حاكم الإقليم إلى رئيس الدير يطلب منه أن يرسل الراهب ثيؤدور ليخلص الناس من شر هذا التمساح، فطلب الرئيس من الراهب أن يذهب إلى المنطقة ويملأ من هناك جرة ماء. في طاعة حمل الجرة وانطلق، وهناك إذ رأى التمساح يتقدم إليه كحمل وديع امتطى ظهره لينطلق به إلى داخل النيل ويملأ الجرة. وإذ عاد رشم عليه علامة الصليب فمات.
لقاؤها مع زوجها:


كان قلب زوجها يئن بلا انقطاع لا يعلم أين ذهبت زوجته، فإنها وإن كانت قد سقطت لكنه كان يعلم أنها سقطة ضعف خلال خداع عدو الخير. كان مشتاقًا ان يطمئن على خلاصها، فقدم بدموع صلوات كثيرة سائلًا الله أن يهبه راحة وطمأنينة من ناحيتها. في غمرة حزنه ظهر له ملاك يسأله أن يذهب إلى كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء ليجدها بجوار الكنيسة بمفردها، ففرح جدًا وانطلق إلى الكنيسة لكنه لم يجد أحدًا سوى راهبًا يقود جمالًا ليحضر مؤن للدير. كان هذا الراهب هو ثيؤدورا التي لم يعرفها رجلها لان شكلها كان قد تغير تمامًا بسبب نسكها الشديد ودموعها التي لم تجف، أما هي فعرفته وحيّته فردّ عليها التحية.


دخولها وسط الآلام:

تعرضت القديسة ثيؤدورا لحروب كثيرة، تارة كان يذكرها العدو بخيانتها لرجلها ليقطع عنها الرجاء، وأخرى يذكرها بكلمات التملق التي كان ينطق بها الشاب وتصرفاته المثيرة، وفي هذا كله كانت تقاوم بنعمة الله.
إذ فشل عدو الخير في تحطيمها بكل الطرق دبّر لها مكيدة إذ سخر لها امرأة شريرة التقت بها يومًا في البرية وهى تقود الجمال، فحسبتها راهبًا شابًا. حاولت المرأة أن تجتذب الشاب للخطية. فتذكرت ثيؤدورا سقطتها فصارت تبكي بمرارة وطلبت من المرأة أن تتوب عن خطاياها وترجع إلى الله، فما كان من هذه المرأة إلا أن ذهبت إلى رئيس الدير تشكو له أن هذا الراهب الشاب قد أفسد عفتها وأنها حملت منه. تحول الكل إلى مقاومتها، فاحتملت كلمات السخرية والنظرات القاسية بتسليم كامل بين يديْ الله دون ان تدافع عن نفسها بكلمة حتى لا يعرف أحد سرها.
طُردت ثيؤدورا مع الرضيع من الدير لتبقى سبع سنوات في البرية تذوق كل تعبٍ وألمٍ، خاصة من أجل الطفل البريء، وكانت تجاهد على الدوام، وتحسب أن ما جرى لها من قبيل التأديب عما فعلته قبلًا.
إذ أظهرت كل ثبات مع توبة سمح لها رئيس الدير بالعودة مع الطفل، بعد أن وضع عليها قانونًا قاسيًا، وطلب منها أن تبقى في قلايتها مع ابنها لا تقابل أحدًا خارج الكنيسة أثناء الصلاة.
نياحتها:


رأى رئيس الدير في حلم كأن السماء قد انفتحت وظهر عرش تجلس عليه عروس جميلة بجوارها ملاك، فلما سأل عن العروس قيل له إنها الراهب ثيؤدور، فقام في الحال متجهًا نحو قلاية الراهب ليسمعه يحدث الابن المنسوب إليه، قائلًا :
[يا ولدي، لقد قاربت شمسي أن تغيب ولا ألبث أن أفارقك. لكني أتركك بين يدي أب عطوف، هو الله أب اليتامى جميعًا. وأملي وطيد أن رئيس الدير لا يتخلى عنك وأن يعطف الرهبان عليك.
يا ولدي لا تبحث عن أصلك ونسبك. إن خير الأنساب هو يأتينا من الفضيلة.
لا تنظر إلى الأمجاد العالمية، لأن الرجل السعيد ليس هو الرجل المجيد. ولقد قال الرب يسوع: طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين.
صلِ لأجل الخطاة، كن عونًا للضعيف، ولا تتوان في طريق الكمال.
اخدم قريبك كما لو كان سيدك، لكي تكون مقبولًا عند المسيح يسوع الذي لأجلنا أخذ صورة عبد.
كن مواظبًا على الصلاة لئلا تدخل في التجارب.
وإذا هاجمتك التجربة فاصمد لها.
وإذا انتهت التجربة فلا تمل عن الصلاة، لئلا تعود إليك فتتغلب عليك. فإذا اتبعت يا ولدي نصائحي هذه ومشوراتي فإن الله يكون معك ويحفظك من الشرير ومن سائر الأعداء.]
وقف رئيس الدير خارج القلاية يستمع حتى النهاية، فتأكد أن هذا الراهب مُفترى عليه، وإذ طرق الباب ليدخل وينال بركته قبل رحيله دخل فوجده قد أسلم الروح.
أقبل الرهبان إلى جثمان الراهب ثيؤدور ليعلنوا أسفهم على ما صدر منهم بعد ان سمعوا من رئيس الدير ما قد رآه وسمعه، وإذ أرادوا دفنه أدركوا أنها امرأة للحال انتشر الخبر في كل الإسكندرية، وجاء الكثيرون يطلبون بركتها. عندئذ أدرك زوجها أنها امرأته، فجاء يبكي بمرارة متذكرًا كيف أنه سبق فرآها ولم يعرفها حين كانت تقود الجمال.
توسل لدى رئيس الدير أن يقبله راهبًا ويكمل بقية أيامه في ذات قلايتها. أما الصبي فكان ينمو في النعمة حتى أحبه الجميع واختير في ما بعد رئيسًا للدير. العيد يوم 11 سبتمبر (أيلول).


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:58 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان ثيؤدورا وديديموس



في أيام الإمبراطور دقلديانوس إذ اشتعلت نيران الاضطهاد استدعى والي الإسكندرية القديسة ثيؤدورا Theodora، كانت في السابعة عشر من عمرها، اتسمت بجمال ملامحها بجانب تقواها وشرف نسبها. سألها الوالي عن اسمها فأجابت أنها مسيحية، وإذ عرف أنها من عائلة شريفة سألها عن سبب عدم زواجها، فأجابت أنها تفضل خدمة يسوع المسيح. سألها أن تذبح للوثن وتجحد مسيحها وإذ رفضت هددها بإدخالها أحد بيوت الدعارة، أما هي فأجابت انه لن يستطيع أن يدنس نفسها بالفساد حتى وإن استخدم القهر في الاعتداء على جسدها.
صار يتملقها من أجل جمالها وشرف نسبها لكنها أصرت على الثبات في إيمانها. أعطاها مهلة ثلاثة أيام للتفكير وأخذ قرارها، أما هي فأجابته أنها تثق في الله الذي يسندها ويحفظها، وإذا دُفعت إلى بيت الدعارة رفعت عينيها وصلت لله كي يخلصها وإذا بجندي مسيحي شاب يدخل إليها ويطمئنها، سائلًا إياها أن ترتدي ثيابه وتعطيه ثيابها لتهرب حتى لا يعتدي أحد عليها.
سمع الوالي فحكم بقطع رأسه وحرق جسده، وإذ انطلق به الجند للتنفيذ أسرعت ثيؤدورا لتطالب بحقها في الاستشهاد، فإنها إن كانت قد هربت حتى لا يُفسد أحد عفتها لكنها لا تستطيع أن تحرم نفسها من هذا الإكليل، وبالفعل استشهدت معه. العيد يوم 28 إبريل.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 11:59 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
السيدة ثيؤدورا



سيدة بالقسطنطينية كتب إليها القديس يوحنا ذهبي الفم رسالة من قيصرية وهو في طريقه إلى جبال القوقاز للنفي يعاتبها فيه أنها قد نسته تمامًا، إذ بعث إليها ثلاث أو أربع رسائل ولم يصله منها سوى رسالة واحدة، وذلك خلال بدء رحلته للنفي.
في هذه الرسالة رجاها أن تتصل بأصدقائه الذين لهم نفوذ في العاصمة لكي يكون نفيه في موضع أقل تعبًا (رسالة 120). بعث إليها أيضًا رسالة ثانية بقلمه يتشفع فيها بقوة من أجل شخص يدعى أوستاثيوس قامت بطرده بسبب خطأ ارتكبه غير معروف.

Mary Naeem 15 - 09 - 2012 12:03 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
السيدة ثيؤدورا


انسانة كنسية، كتب إليها القديس باسيليوس الكبير رسالة رائعة عملية، أوضح فيها أحكام الحياة الإنجيلية التي تبنتها، كاشفًا لها عن مصاعبها. اعتذر لها أنه لم يرد أن يطيل الرسالة لئلا تقع في يد أحد يفتحها ويقرأها (رسالة 173 (302)).


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 12:04 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
السيدة ثيؤدورا


سيدة من Baetica، في نهاية القرن الرابع، أرملة لوسينيوس الغني المتعلم، وقد عاشت معه في عفة، وكانت على اتصال بالقديس جيروم في بيت لحم. عند وفاة رجلها سنة 399 كتب إليها القديس جيروم رسالة سجل فيها سمو رجلها، كما كتب إليها رسالة أخرى، يمتدح فيها تعاليم أبيفانوس الكاهن الضرير (75، 76).


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 12:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ثيؤدورة



يحتفل الغرب بعيدها في 17 سبتمبر. سيدة كرست حياتها وطاقاتها لخدمة الشهداء في أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. إذ امتلأت المقابر بالشهداء صارت تدفنهم في أرض ملك لها في طريق فلمنيان Flaminian way على بعد 26 ميلًا من روما، دفنت فيها الشهداء ابنديوس وابندانتيوس ومركانيوس ويوحنا الخ.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 12:06 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ثيؤدورت الكاهن



كان يوليانوس عم الإمبراطور يوليانوس الجاحد واليًا على الشرق ومقيمًا في إنطاكية، سمع أن الكنيسة الكبرى تمتلك ذهبًا وفضة (ربما يقصد بذلك الأواني المقدسة)، فأمر بإحضار ما في الخزانة. إذ سمع الكهنة هربوا أما الكاهن ثيؤدورت ففي غيرته لم يهرب بل أستمر يعقد الاجتماعات ويهتم بقطيع السيد المسيح.
رفض ثيؤدورت الكاهن تقديم الأواني المقدسة، فاستدعاه الوالي واتهمه بأنه حطّم التماثيل وأقام الكنائس عوض البرابي الوثنية في العهد السابق له. كان الأب ثيؤدورت قد أقام كنائس على مقابر الشهداء، وقد قام الكاهن يوبخ الوالي على جحده لمسيحه.
تعرض الأب لعذابات كثيرة، وقد تعرض الجلادون لحالة إحباط شديد، إذ رأوا ملائكة تحيط بالشهيد. اعترفوا بالسيد المسيح فاغتاظ الوالي وأمر بإغراقهم، عندئذ قال لهم الكاهن: "اذهبوا أمامي أيها الإخوة فسأصل إليكم منتصرًا على العدو". سأله يوليانوس: "من هو هذا العدو الذي تغلبه؟" أجابه: "الشيطان الذي تحارب أنت لحسابه، أما واهب النصرة فهو يسوع المسيح مخلص العالم".
بدأ يحدث الجلادين عن التجسد الإلهي والخلاص، وكان الوالي يهدده ويتوعده، وأخيرًا قطع رأسه.
استولى الوالي على الأواني المقدسة وألقى بها على الأرض استخفافًا بها، ثم كتب إلى الإمبراطور يروي له ما حدث فغضب عليه لعنفه الشديد. أصيب الوالي بآلام شديدة لمدة أربعين يومًا وانتهت حياته بمرارة.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 12:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
المؤرخ ثيؤدورت النسطوري أسقف قورش



https://st-takla.org/Gallery/var/albu...93-457-001.jpg


ثيودورت أسقف قورش (393-457) - ثيودوريطس، كاتب مؤثر، ولاهوتي، كان أسقفًا على قورش في سوريا (423-457). ولعب دورًا في العديد من الخلافات في الكنيسة البيزنطية الأولى، والتي أدت إلى بعض المجامع والشقاقات المسيحية العالمية.

ثيؤدورت أسقف قورش Cyrus أو Cyrrhus، مواطن أنطاكي تعلم في مدرسة إنطاكية الرهبانية. وزع ممتلكاته على الأفراد والتحق بدير Nicerte حوالي عام 416 م وهو في حوالي 23 سنة من عمره.
سيم أسقفًا بسوريا سنة 423 بغير إرادته فكان مقاومًا للوثنية.
اشترك في الصراع بين القديس كيرلس الكبير والهرطوقي نسطور، وكان منحازًا لصديقه نسطور، وإن كان قد اختلف مع صديقه في قبول لقب (ثيؤطوكوس) أي (والدة الإله) للسيدة العذراء، لكنه قبله بمعنى رمزي. وفي مجمع أفسس قاوم القديس كيرلس الكبير وقرارات المجمع المقدس، مع أن القديس كيرلس نفسه قد سبق فقبل صيغة الإيمان التي وضعها ثيؤدورت سنة 432 م بمكر.
سنة 448 اتهمه القديس ديسقورس بأنه جعل من المسيح شخصين، وقد نُفي من كرسيه. أشترك في مجمع خلقيدونية ضد القديس ديسقورس.
يحاول الغرب الدفاع عنه بالقول أنه ترك النسطورية بعد سنة 451 م. ترك الكثير من الكتابات منها الكثير من تفسير أسفار العهدين القديم والجديد، بعضها على شكل أسئلة وإجابة، مقتطفًا عبارات من ديؤدور الطرسوسي وثيؤدور أسقف الميصة وأوريجانوس، وأيضًا كتابات جدلية عقيدية، وتاريخية منها كتابه المشهور (التاريخ الكنسي) في 5 كتب قاصدًا تكملة كتاب يوسابيوس القيصري، وذاكرًا ما ورد في كتابي سقراط وسوزومين أو مكملًا ما نقص.


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 12:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ثيؤدوسيا



يحتفل الغرب بالشهيدين أبيفان وثيؤدوسيا معًا في 2 إبريل.
عرض لنا يوسابيوس القيصري قصة استشهادهما أثناء حديثه عن شهداء فلسطين، إذ كان متأثرًا جدًا كشاهد عيان لعذاباتهما، وأيضًا لصغر سنهما، إذ كان أبيفان في حوالي العشرين من عمره بينما ثيؤدوسيا في الثامنة عشرة من عمرها (كان ذلك في عام 308 م). يقول يوسابيس: "وفي قيصرية أيضًا عندما استمر الاضطهاد إلى السنة الخامسة، في اليوم الرابع قبل التاسع من أبريل، في نفس يوم الرب، يوم قيامة مخلصنا، صعدت فتاة عذراء تسمى ثيؤدوسيا من أهل صور، وهي فتاة رزينة مؤمنة لم تكمل الثامنة عشرة من عمرها بعد، صعدت إلى بعض المسجونين الذين كانوا يشهدون لملكوت المسيح وجالسين أمام كرسي القضاء، وحيّتهم، ورجتهم أن يذكروها عندما يمثلون أمام الرب. وللحال أُلقي القبض عليها، وساقوها إلى الوالي وكأنها ارتكبت فعلًا شائنًا، أما هو فسرعان ما أنقض عليها كمجنون أو كوحش مفترس في هيجانه، وعذبها تعذيبًا مبرحًا في جنبيها وثدييها حتى وصل إلى العظام. وإذ كانت تتردد فيها الأنفاس، واقفة بوجه باش بالرغم مما تكبدته، أمر بطرحها في أمواج البحر. ولما فرغ منها انتقل إلى المعترفين الآخرين، وأمر بتشغيلهم جميعًا بمناجم النحاس بفينو بفلسطين".


Mary Naeem 15 - 09 - 2012 12:09 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا ثيؤدوسيوس الأول البابا الثالث والثلاثون


← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`odocioc.

إذ تنيح البابا تيموثاوس الثالث (32) اُنتخب الناسك التقى ثيؤدسيوس بابا للإسكندرية سنة 536 م.
متاعب داخلية:


لم تمضِ إلا أسابيع على سيامته حتى اجتمع حزب من الإسكندريين حول أرشيدياكون يدعى قيانوس، تملقوه وأفهموه أنه وحده مستحق للبطريركية وبالفعل سيم أسقفًا على الإسكندرية. احتدم الخلاف بين الفريقين فأرسلت الإمبراطورة ثيؤدورا مندوبين لها لتتعرف على حقيقة الموقف، فاكتشف المندوبين أن سيامة البابا ثيؤدوسيوس كنسية بينما سيامة قيانوس غير قانونية، وقد اعترف قيانوس بخطئه، فقبل البابا توبته بشرط أن يكتب بخط يده إقرارًا بمخالفته القوانين الكنسية، ثم رده البابا إلى رتبته كأرشيدياكون التي كان قد جُرد منها، وفرح الكل باستتباب السلام.
خلاف مع الإمبراطور:


في حديثنا عن البابا تيموثاوس الثالث رأينا كيف أقام الإمبراطور يوستنيان (جاستنيان) نفسه حكمًا في الأمور اللاهوتية والكنسية، فقد حسب نفسه الفيصل في كل أمرٍ زمني وكنسي، وأنه يستطيع بما له من سلطان أن يحفظ للكنيسة وحدتها. وقد وجد في مشكلة مجمع خلقيدونية وانقسام الكنيسة في العالم بشأنه فرصة للتدخل بطريقته الخاصة. هذا من جانب ومن جانب آخر إذ بعث البابا ثيؤدوسيوس رسالة إلى الإمبراطور وإلى الإمبراطورة يشكرهما على موقفهما من سيامة قيانوس غير القانونية تبادر إلى ذهن الإمبراطور أن التفاف الأقباط بروح واحد حول راعيهم يجعلهم قوة ربما يُخشى منها في المستقبل لذا أراد هدم البابا في أعين شعبه باستمالته للتوقيع على قرارات مجمع خلقيدونية.

أرسل الإمبراطور للبابا يعده بالولاية على الإسكندرية وجعله بابا لكل إفريقيا بجانب باباويته على الكرسي المرقسي إن وقع القرارات، أما ثيؤدوسيوس فقرأ الرسالة في وجود المندوبين ورجال الدولة وللحال أعلن أن هذه الوعود ليست إلا صورة لما فعله الشيطان حين قال للسيد المسيح انه يعطيه سلطانًا على كل ممالك العالم إن سجد له. بقوة أعلن أن للإمبراطور سلطانًا على جسده يفعل به ما يشاء أما روحه فهي ملك للسيد المسيح الملك الوحيد.
همّ البابا بالخروج من دار الباباوية فمنعوه، واقتادوه إلى دار الولاية ليحتجز يومًا بليله، ويبدو أن الوالي قد تأثر جدًا بشجاعة البابا وإيمانه ووضوحه فأحبه وانضم إلى مناصريه، وعاونه على ترك الإسكندرية إلى حين حتى يهدأ الجو. أعدّ له مركبًا ليذهب إلى الصعيد ليلتقي بالشعب والرهبان ويرعاهم.
انطلق مندوبو الإمبراطور إلى القسطنطينية ليقصوا هناك ما حدث مع البابا فدهش الكل لرفضه عروض الإمبراطور، عاود الإمبراطور فأرسل مندوبًا آخر يعيد الكرة مع البابا، وإذ لم يفلح اقتاده إلى القسطنطينية حيث استقبله الإمبراطور والإمبراطورة بحفاوة عظيمة وكان معهما رجال البلاط، وقد تعجب الكل من شخصية البابا.
التقى الإمبراطور بالبابا ست مرات وفي كل مرة كان يظهر لطفًا وكرمًا، ليعود فيعرض عليه أمر التوقيع على قرارات مجمع خلقيدونية فيرفض.
أخيرًا سجنه في القسطنطينية ليقضي بقية حياته هناك محرومًا من شعبه، لكنه غير متهاون في الصلاة عنهم وبعث رسائل لهم لمساندتهم وتثبيتهم على الإيمان. لقد قضى 28 سنة في المنفي من ال 32 سنه لباباويته دون أن ينحرف قيد أنمله عن إيمانه.
البطريرك الدخيل:


بأمر الإمبراطور سيم بولس التنيسي في القسطنطينية أسقفًا على الإسكندرية، وقد أُرسل إليها مع حاشية من الجند، وبقى عامًا كاملًا لا يجد من الشعب من يصلي معه سوى الوالي وبعض الجند، وكان يسمع كلمات السخرية والتوبيخ ترن في أذنيه: "ليسقط الخائن! ليسقط يهوذا الدخيل!".
لم يحتمل الدخيل الموقف إذ بعد عام أرسل إلى الإمبراطور يطلب حلًا، فجاء الرد بغلق جميع الكنائس التي لم يستولي عليها، وقد فضل الشعب أن يبقوا سنة كاملة بلا صلاة عن أن يشتركوا مع هذا الدخيل. قام الشعب مع الكهنة ببناء كنيستين: كنيسة الإنجيليين وكنيسة القديسين قزمان ودميان، وإذ سمع الإمبراطور أصدر أمره بالاستيلاء على جميع كنائس المصريين وتسليمها للخلقيدونيين. وكان البابا الشرعي يسمع بذلك ويصلي في مرارة من أجل شعبه!



الساعة الآن 12:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025