![]() |
«عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ وَحَمِيدٌ جِدّاً وَلَيْسَ لِعَظَمَتِهِ اسْتِقْصَاءٌ.» (مزمور 3:145) http://i160.photobucket.com/albums/t...d_Shepherd.gif أعظم فكر يُشغِل به الإنسان فكره هو بلا شك فكر الله. الأفكار العظيمة تُعظّم الحياة وتشرفها. أفكار تافهة عن الله تُهلك حاملها. الله عظيم جدَّا. بعد وصف رائع عن قوة الله ومجده يقول أيوب، «هَا هَذه أَطْرَافُ طُرُقِهِ وَمَا أَخْفَضَ الْكَلاَمَ الَّذِي نَسْمَعُهُ مِنْهُ! وَأَمَّا رَعْدُ جَبَرُوتِهِ فَمَنْ يَفْهَمُ؟» (أيوب 14:26). نرى الأطراف فقط ونسمع الهمس. يذكرنا كاتب المزامير أن نظرة من الرب تزلزل الأرض ولمسته تفجّر البراكين (مزمور 32:104). يضع الرب نفسه ليرى أمور السماء (مزمور6:113). عظيم الرب الذي يدعو الكواكب كلّ بإسمها (مزمور 4:147). يخبرنا أشعياء أن ذيول الرب تملأ الهيكل (أشعياء 1:6)، ويتركنا لنتخيّل كم هي عظمة محضره الكامل. ثم يصور لنا الله يقيس أعماق البحار بكفّه ويقيس السموات بالشّبر (اشعياء 12:40). الأمم عنده كنقطة في دلو وكغبار الميزان تحسب (15:40). غابات لبنان وكل حيواناته ليست كافية لمحرقة (16:40). يقول النبي ناحوم، «الرَّبُّ فِي الزَّوْبَعَةِ وَفِي الْعَاصِفِ طَرِيقُهُ وَالسَّحَابُ غُبَارُ رِجْلَيْهِ» (ناحوم 3:1). في وسط وصف أخّاذ لمجد الرب يقول حبقوق، «وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ» (حبقوق 4:3). وهذا كلّه يدل على أن لغة الإنسان تقصر في كل محاولاتها من أن تُصوِّر عظمة الله. وبينما نتأمّل في بعض صفات الله في الأيام القليلة المقبلة تقودنا هذه الصفات إلى: التعجُّب- لأنه عجيب العبادة- لكونه مَن هو ولكل ما عمل لأجلنا. نثق به- لأنه يستحق ثقتنا الكاملة. نخدمه- واحدة من أعظم إمتيازات الحياة أن نخدم سيّداً كهذا. نقلّده- لأنه يريدنا أن نتقدّم في شبهه. (لكن هنالك صفات لِلّه كالغضب، الذي ينبغي ألاّ نقلّده وأخرى مثل اللامحدودية ولا يمكننا أن نقلّده.) |
«لأَنَّهُ...(الله) َيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ.» (يوحنا الأولى 20:3) http://i104.photobucket.com/albums/m...prayingLRG.jpg عِلم الله بكل شيء يعني أن عنده معرفة كاملة بكل شيء. لم يتعلّم ولن يتعلّم. أحد النصوص الرائعة في هذا الموضوع موجودة في مزمور139: 1-6، كتب داود قائلاً، «يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هَذهِ الْمَعْرِفَةُ فَوْقِي. ارْتَفَعَتْ لاَ أَسْتَطِيعُهَا.» في المزمور 4:147، نتعلّم أن الله يحصي الكواكب ويدعوها بأسمائها. يزداد العجب هذا عندما يخبرنا السّير جيمس جينز أن «مجموع عدد النجوم في الكون يضاهي مجموع عدد حبات الرمل على شواطئ بحار العالم.» ذكّر الرب تلاميذه أنه لا يسقط حتى عصفور صغير على الأرض دون علم الآب. وفي نفس القطعة يقول أن كل شعرة في رؤوسنا محصاة (متى 29:10،30). يتضح أن «كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» (عبرانيين 13:4)، ممّا يجعلنا أن ننضم إلى بولس وهو يقول: «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ» (رومية 33:11). عِلم الله الكامل مليء بالمعاني العملية لكل منّا. هنالك تحذير. يرى الله كل ما نعمله. لا نستطيع أن نُخفي عنه شيئا ونبقيه سرا. هنالك تعزية. يعرف ما نمرّ به. وكما قال أيوب، «لأَنَّهُ يَعْرِفُ طَرِيقِي» (أيوب 10:23). يراقب تيهنا ويعد دموعنا في زق» (مزمور 8:56). هنالك تشجيع. يعلم كل شيء عنّا ومع ذلك خلّصنا. يعرف ما نشعر به في العبادة والصلاة وما لا نستطيع أن نعبّر عنه. هنالك عجب. مع أنه يّعلم كل شيء، يستطيع أن ينسى الخطايا التي سامحها. وكما قال ديفيد سيماندز: «لا أدري كيف عالمِ كل الأشياء المقدّس يستطيع أن ينسى، لكنه ينسى.» |
«أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟» (إرميا 24:23) http://i284.photobucket.com/albums/l..._018/JESUS.gif عندما نتكلم عن الله كليّ الوجود، نعني أنه موجود في كل مكان وفي نفس الوقت. حدّث أحد البيوريتانيين (الذين يدعون إلى القداسة الشخصية) ويدعى جان أروسميث عن فيلسوف وثني سأل مرّة: «أين الله؟» فأجابه المسيحي، «لأسألك أوّلاً، أين لا يوجد الله؟» كتب أحد الملحدين على جدار، «الله غير موجود.» فجاء ولد صغير وغطى كلمة غير وصارت الكتابة «الله موجود.» نحن مدينون لداود لأجل ما كتب عن وجود الله في كل مكان إذ قال، «أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.» (مزمور139: 7-10). عندما نتكلم عن الله كليّ الوجود يجب أن ننتبه ألاّ نربطه بوحدة الوجود التي تقول أن الله في كل شيء وفي بعض أشكاله يعبد الناس الأشجار والأنهر أو قوى الطبيعة. الإله الحقيقي يسيطر على الكون ويملأ الكون ولكنه منفصل عن الكون وهو أعظم من الكون. ما هو التأثير الذي ينبغي أن يطبقّ عن حقيقية وجود الله الكليّ على حياة شعبه؟ نتذكّر أننا لا نستطيع الإختباء من الله. لا يمكن التهرّب منه. لنا عزاء شديد في معرفة كونه دوماً مع شعبه. لا يتركنا أبداً. لن نكون وحيدين أبداً. هنالك تحدٍّ لنا. لأنه دائماً معنا، فينبغي أن نسلُك في القداسة منفصلين عن العالم. لقد وعدنا بحضوره بطريقة فريدة حيثما يجتمع اثنان أو ثلاثة بإسمه: يكون في الوسط. وهذا يجب أن يلهبنا بالوقار الشديد والقداسة في مجامع القدّيسين. |
«قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الاله الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.» (رؤيا 6:19) http://img.photobucket.com/albums/v1...artLiberal.jpg الله كليّ القدرة. وهذا معناه أنه يستطيع أن يعمل كل شيء وهذا لا يتناقض مع صفاته الأخرى. إليك الشهادات الكتابية الموحدة! «أنَا اللهُ الْقَدِيرُ» (تكوين 1:17). «هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟» (تكوين 14:18). «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ» (أيوب 2:42). «لاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ شَيْءٌ» (إرميا 17:32). «عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ» (متى 26:19). «لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ» (لوقا37:1). لكنه معلوم أن الله لا يستطيع أن يعمل ما هو مناف لشخصه. فمثلاً، يستحيل على الله أن يكذب (عبرانيين 18:6). لا يستطيع أن ينكر ذاته (تيموثاوس الثانية 13:2). لا يستطيع أن يخطيء لأنه قدوس مطلق. لا يستطيع أن يُحبط أحدًا لأنه يمكن الإعتماد الكليّ عليه. تظهر قدرة الله الكلية في خليقته وفي حفظه الكون، في عنايته الإلهية، في خلاص الخطاة، وفي دينونة غير التائبين. أعظم مظهر لقدرته في العهد القديم كان الخروج، وفي العهد الجديد كان قيامة المسيح. الله كلّي القدرة فلا يستطيع أي شخص أن يحارب ضده بنجاح. «لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ الرَّبِّ» (أمثال 30:21). الله كليّ القدرة فالمؤمن يقف مع الجانب المنتصر. فهو مع الله يكوّن الأكثرية. «إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا؟» (رومية 31:8). الله كلي القدرة فبالصلاة نتعامل مع مملكة اللامستحيل. نسخر من المستحيلات ونقول، «يتم كل شيء.» الله كلي القدرة فلنا فيه التعزية التي لا توصف: يستطيع المخلّص أن يحل كل المشاكل، يستطيع أن يفك كل ارتباكات الحياة. لا شيء غير مستطاع عند يسوع، لا شيء مُحال عنده. «عندما أتّكل في ضعفي على قدرته، يبدو كل شيء خفيفاً.» |
«اللّهِ الْحَكِيمِ وَحْدهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ.» (رومية 27:16) http://www.geocities.com/Heartland/7202/jes_thorns.jpg حكمة الله كخيط، يمتد من خلال كل الكتاب المقدس. فمثلاً «عِنْدهُ الْحِكْمَةُ وَالْقُدْرَةُ. لَهُ الْمَشُورَةُ وَالْفِطْنَةُ عِنْدهُ الْعِزُّ وَالْفَهْمُ. لَهُ الْمُضِلُّ وَالْمُضَلُّ» (أيوب 16،13:12). «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ.» (مزمور 24:104). «الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ» (أمثال 19:3). «لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ» (دانيال20:2). «لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ» (كورنثوس الأولى 21:1). «بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ...» (كورنثوس الأولى30:1). تشير حكمة الله إلى الفطنة الكاملة، حسن التمييز الصائب وقراراته المعصومة. وصفها أحدهم بالقدرة على إنجاز أفضل النتائج الممكنة بأفضل الوسائل المتاحة. هي أكثر من المعرفة. إنها القدرة في استعمال المعرفة بطريقة صحيحة. أعمال الله تُعبّر عن حكمته. التصميم البارع لجسد الإنسان مثلاً، يحمل التقدير البالغ. تظهر حكمة الله في خطة الخلاص. يخبرنا الإنجيل كيف سُدِّد عقاب الخطية، استوفى عدل الله مطلبه، رحمته أُعطيت بالبرّ، وصار حال المؤمن بيسوع أفضل مما كانت في آدم حتى ولو لم يسقط. والآن بعد أن خلصنا، تتكلم حكمة الله بكل عزاء لأرواحنا. نعلم أن الله بحكمته لا يمكن أن يخطئ. ورغم وجود أمور كثيرة في الحياة يصعب فهمها، نعلم أن الله لا يمكن أن يخطئ. يمكننا أن نثق ثقة عمياء بقيادته، إنه يعرف النهاية منذ البداية. يعرف طريق البركات التي لا ندركها نحن. طريقه كامل. وأخيراً، يريدنا أن ننمو في الحكمة. أن نكون حكماء للخير (رومية 19:16). ينبغي أن نسلك بالتدقيق، كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة (أفسس 16،15:5). يجب أن نكون حكماء كالحياّت، وبسطاء كالحمام (متى 16:10). |
«قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي.» (رؤيا 8:4) http://i9.photobucket.com/albums/a90...-Thorns-03.jpg عندما نتكلم عن قدسيّة الله نعني أنه كلّي القداسة روحياً وخلقياً كامل في أفكاره، في أعماله وفي كل شيء آخر. وهو مطلق الطهارة من الخطية ومن النجاسة. لا يمكن أن يكون إلاّ طاهراً. كثيرة هي شهادات الكتاب عن قداسته. إليك بعض الأمثلة. «لانِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ الَهُكُمْ» (لاويين 2:19). «لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ» (صموئيل الأول 2:2). «يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي...عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ» (حبقوق31،12:1). «لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.» (يعقوب 13:1). «إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ» (يوحنا الأولى 5:1). «...لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ» (رؤيا 4:15). حتى الكواكب غير نقية في عينيه (أيوب 5:25). يُعلّمنا الكهنوت ونظام الذبائح في العهد القديم عن قداسة الله. علماً بأن الخطية فصلت ما بين الله والإنسان، وينبغي أن يكون هناك طريق لجسر الهوّة، وأنه يمكن الإقتراب إلى الله القدوس فقط على أساس دم الذبيحة الضحية. أُعلنت قداسة الله بطريقة فريدة على الصليب. عندما نظر الله ورأى ابنه حاملاً خطايانا، تخلّى عن ابنه الحبيب أثناء هذه الساعات الثلاث من الظلمة. وتطبيق هذا لنا واضح جداً. إرادة الله لنا أن نكون قديسين «لأَنَّ هَذهِ هِيَ إِرَادَةُ الله قَدَاسَتُكُمْ» (تسالونيكي الأولى 3:4). «بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ» (بطرس الأولى15:1). تغنّى ت. بيني في القداسة المطلوبة للوقوف في حضرة الرب. نور أبدي، نور أبدي! كم ينبغي أن تكون الروح طاهرة لتقف أمام نورك، فلا تخبو، لكن بفرح ساكن تحيا وتنظر إليك. تفيض قلوبنا عبادة عندما ندرك أن تلك الطهارة الضرورية تأتينا من خلال إيماننا بالرب يسوع. |
«لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ.» (ملاخي 6:3) http://img.photobucket.com/albums/v2...HeartJesus.jpg «الثبات» كلمة تدل على صفة الله الذي لا يتغيّر. لا يتغيّر في كينونته ولا يتغيّر في صفاته وكذلك لا يتغيّر في مبادئه التي يعمل بها. يقارن كاتب المزامير ما بين التغيير في مصير الأرض والسماوات وبين ثبات الله: «هِيَ تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى» (مزمور 26:102). يصف يعقوب الله قائلاً: «...أَبي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ» (يعقوب 17:1). هنالك آيات أخرى تذكّرنا أن الله لا يندم. «ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ» (عدد 19:23). «نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ» (صموئيل الأول 29:15). لكن ماذا نقول عن الأعداد التي تقول أن الله يندم؟ «فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الأرْضِ وَتَأسَّفَ فِي قَلْبِهِ» (تكوين 6:6). «...وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ» (صموئيل الأول 35:15ب). أنظر أيضاً خروج 4:32 ويونان 10:3). لا يوجد تناقض. يعمل الله دائماً بهذين المبدأين: يكافئ الطاعة ويعاقب العصيان. عندما ينتقل الإنسان من الطاعة إلى التمرد، يبقى الله أميناً لشخصه وينتقل من المبدأ الأول إلى الثاني. ويبدو هذا لنا كأنه ندامة، وهكذا يوصف في لغة الإنسان. ولكن لا يدل هذا على ندامة وتغيّر الله. الله دوماً هو هو. وفي الواقع هذا أحد أسمائه. «...أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (أشعياء 16:37). ونفس هذا الإسم موجود في صموئيل الثاني 28:7 ومزمور27:102 وأشعياء 4:41. ثبات الله كان تعزية لقدّيسيه على مرّ الأجيال، وموضوع تسابيحهم. فقد كتب أحدهم ترنيمة تقول أننا نرى التغيير والفساد في كل شيء ونرجو الله أن يثبت فينا. هذه صفة ينبغي لنا أن نتمثّل بها. ينبغي أن نكون ثابتين، راسخين وملتزمين. لا نمثلّ الآب أمام العالم إن نكون متردّدين ومتقلبّين. «إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (كورنثوس الأولى 58:15). |
«فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لخَطَايَانَا.» (يوحنا الأولى 10:4) http://i64.photobucket.com/albums/h1...e/214aa065.jpg المحبة هي تلك الصفة التي تحدو بالله أن يجود بعطف غير محدود على الغير. تظهر محبته بالعطايا الحسنة والكاملة لمن يحبهم. نقدّم فقط بعض الآيات من ضمن الآلاف التي تتكلم عن المحبة! «مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ» (إرميا 3:31). «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية 8:5). «اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا» (أفسس 4:2). وطبعاً أجمل آية مشهورة لدى الجميع، «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 16:3). عندما يقول يوحنا أن «اللهَ مَحَبَّةٌ» (يوحنا الأولى 8:4)، يؤكّد أن المحبة هي عنصر أساسي في الطبيعة الإلهية. لا نعبد المحبة، بل إله المحبة. لا بداية ولا نهاية لمحبته. غير محدودة بأبعادها. مطلقة الطهارة، بدون ذرة من الأنانية أو من الخطية. المحبة مضحّية لا تحسب التكاليف. تطلب صالح الغير، ولا تنتظر شيئاً بالمقابل. تضم الأحباء وغير الأحباء، الأعداء كما الأصدقاء. لا تنصب بسبب فضائل مستقبلها، بل بسبب صلاح المعطي. التطبيق العملي لهذا الحقّ العظيم واضح. «فكونوا متمثّلين بالله» يقول بولس، «كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ،» «وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا» (أفسس 2،1:5). ينبغي أن ترتفع محبتنا إلى الرب، تفيض نحو الإخوة وتوجّه للعالم غير المُخلَّص. يجب أن يلهمنا التأمل بالمحبة بالعبادة العميقة. بينما نسقط على قدميه، ينبغي أن نردّد: كيف تحبّني بهذه المحبة لتكون نوراً لقلبي. |
«وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ...» (بطرس الأولى 10:5) http://i104.photobucket.com/albums/m...FaceinTREE.jpg نعمة الله هي عطفه وقبوله لمن لا يستحقّونها، بل بالأحرى يستحقّون العكس تماماً، لكنهم يؤمنون بالرب يسوع المسيح رباً ومخلصًا. نورد فيما يلي أبرز أربع آيات عن النعمة! «لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا» (يوحنا 17:1). «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية 24:3). «فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرهِ.» (كورنثوس الثانية 9:8). «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس9،8:2). يمجّد البعض نعمة الله على أنها فضيلة الله الرئيسية. فقد كتب صموئيل ديفيز مثلا: يا إله العجائب العظيم، كل طرقك تُظهر صفاتك الإلهية، لكن ضياء مجد نعمتك تلمع فوق الكل: مَن مثلك إله غفور؟ أو مَن عنده نعمة غنيّة ومجانيّة؟ لكن مَن يمكنه تفضيل صفة مِن صفاته على الأخرى؟ فإن الله إله النعمة دائماً، في العهد القديم كما في الجديد. لكن ظهرت هذه السمة من شخصه بطريقة جديدة آسرة بمجيء المسيح. عندما نفهم شيئاً عن نعمة الله، نصير عبدةً إلى الأبد. نسأل أنفسنا، «لماذا اختارني؟ لماذا سفك الرب يسوع دمه لمن لا يستحق ذلك؟ لماذا لم يخلّصني الله من الجحيم فقط، بل أيضاً باركني ببركات روحية في السماويات الآن، وكتب لي أن أقضي الأبدية في السماء معه؟ فلا عجب إذاً أننا نرنِّم قائلين ما أعظم تلك النعمة التي خلّصتني أنا البائس. يريد الله أن تثمر نعمته في حياتنا لتفيض على الآخرين. يريدنا أن نكون لطفاء في معاملاتنا مع الآخرين. ليكن كلامنا دائماً بنعمة مملّحاً بملح. (كولوسي 6:4). ينبغي أن نفتقر ليستغني الآخرون (كورنثوس الثانية 9:8). يجب أن نظهر اللطف والقبول لغير المستحقّين ولغير الأحباء. |
الثمر وحياتك http://alaberoon.com/images/7.jpg إن بقيت حياتك باستمرار لا تحمل الثمر, فإن الله سوف يتدخل لينقيك لتحمل الثمر «كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ» يوحنا 15: 2 * الراحة لا راحة للانسان الذي لم يجد راحته في الرب. * العدو اللدود ، ان الخطية عدو لدود فلا تصادقها. انها نار ملتهبة فلا تضعها في حضنك. انها سم قاتل فلا تتناولها. * روائع معاملات الله معنا من روائع معاملات الله معنا أن نتحقق من ان عظمة معجزة تدخُّله لعرقلة مساعينا لبلوغ أمر لا يريده لنا, لا تقل عن عظمة معجزة تدخله لإنجاح سعي آخر قد استحسنته أفكاره الصالحة من نحونا. * انظر ماذا صنعت الخطية ان خطيتي وخطيتك سمّرت المسيح على الصليب. وان لم نتب عنها ونهجرها فستسمِّرنا نحن في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت . * شاكرين في كل شيء الشكر يعني من جملة ما يعني : غياب التذمر. غياب الهم . غياب العبوس . * الصلاة المقتدرة « مَنْ أراد أن يدخل سهمه في كبد السماء ، عليه أن يطلقه من قوس منحنٍ تماما الإنحناء ». وكذلك فالقلب المنحنى المنكسر، والشعور بالضعف والحاجة، يغمران الصلوات المؤثرة الصادقة التي تصل إلى أذن الله. * الصلاة هي الإذن الأرضي للتدخل السماوي |
«اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ.» (أفسس 4:2) http://img240.imageshack.us/img240/9...0carry2xf7.jpg رحمة الله هي شفقته، لطفه وحنانه على المذنبين، على الضعفاء، على المكروبين وعلى المحتاجين. يشدّد الكتاب على أن الله غني بالرحمة (أفسس 4:2) وكثير الرحمة (مزمور 5:86) (بطرس الأولى 3:1)، عظمت إلى السماوات (مزمور10:57). لأنه مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض قويَت رحمته على خائفيه (مزمور 11:103). يُعرف الله ب «أَبُو الرَّأْفَةِ» (كورنثوس الثانية 3:1)، وهو «كثير الرحمة ورؤوف» (يعقوب 11:5). لا محاباة عنده في عطاء الرحمة: «فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (متى 45:5). لا يخلص أحد بأعمال البر (تيطس 5:3) بل بنعمته الإلهية (خروج 19:33، رومية 15:9). نعمته تدوم للأبد لخائفيه (مزمور 1:136، لوقا 50:1) لكن لغير النادمين تكون في حياتهم الأرضية فقط. هنالك فَرق بين النعمة والرحمة. تعني النعمة أن الله يمطر ببركاته على من لا يستحقها. والرحمة تعني أن الله لا ينزل بي العقاب الذي أستحق. لكل تعليم كتابي واجب مُلحق به. تتطلّب مراحم الله أوّلاً وقبل كل شيء أن نقدّم أجسادنا ذبيحة حيّة مقدسة مرضية لله (رومية 1:12) وهذا أعظم شيء معقول، منطقي وعقلاني يمكننا أن نعمله. وكذلك يريدنا الله أن نكون رحماء الواحد تجاه الآخر. مكافأة خاصة تنتظر الرحماء: «...لأنهم يُرحمون» (متى 7:5). يريد الرب رحمة لا ذبيحة (متى 13:9)، أي، لا تُقبل أعمال التضحية العظيمة إن كانت منفصلة عن التقوى الشخصية. السامريّ الصالح هو الذي أظهر الرحمة لقريبه. نظهر الرحمة عندما نُطعم الجائع، نُلبس الفقير، نعود المريض، نفتقد الأرامل والأيتام ونبكي مع الباكين. نكون رحماء عندما لا نغتنم الفرصة لننتقم من شخص أساء إلينا، أو عندما نظهر العطف على من سقطوا. لنتذكّر مَن نحن، ينبغي أن نطلب الرحمة لأنفسنا (عبرانيين 16:4) وللغير (غلاطية 16:6، تيموثاوس الأولى2:1). وأخيراً ينبغي أن تدفع الرحمة قلوبنا لتتغنّى بتسبيحاته. |
«لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» (مراثي أرميا 23،22:3). http://img158.imageshack.us/img158/4...0my20recr7.jpg الله أمين وصادق. لا يمكنه أن يكذب أو يخدع. لا يتراجع عن كلامه. جدير بالثقة كلياًّ. لا يفشل أبداً أي من وعوده. «ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟ (عدد19:23). «فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ» (تثنية9:7). «إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ» (مزمور90:119). تـظهر أمانة الله في دعوته لنا إلى شركة ابنه (كورنثوس الأولى9:1). تظهر بعدم سماحه لتجربتنا في أكثر ممّا نتحمّل (كورنثوس الأولى13:10). تظهر في طريقة تثبيتنا وحفظنا من الشرير (تسالونيكي الثانية3:3). حتى ولو كان البعض لا يؤمن بهذا، «يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ.» (تيموثاوس الثانية13:2). الرب يسوع هو الحقّ المتجسّد (يوحنا6:14). كلمة الله هي الحق المُقدِّس (يوحنا 17:17). «لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً» (رومية4:3). معرفة الله الأمين والصادق تملأ أرواحنا بالثقة. نعلم أن كلمته لا تفشل، سيقوم بما وعد به (عبرانيين23:10). نعلم، مثلاً، أننا مضمونون في الأبدية، لأنه قال أن لا أحد من خرافه يهلك (يوحنا28:10). نعلم أننا لن نحتاج لأنه وعد أن يسدِّد كل حاجاتنا (فيليبي 19:4). يريد الله من شعبه أن يكون أميناً وصادقاً. يريدنا أن نكون صادقين في كلامنا. يريدنا أن يُعتمَد علينا في المحافظة على مواعيدنا. ينبغي ألا نُؤخذ بالكذب، بالمغالاة أو بنصف الحقيقة. ينبغي أن نكون أمناء في الوفاء بوعودنا. ينبغي على المؤمنين، من بين كل الناس، أن يكونوا أمناء في المحافظة على نذورهم الزوجية. ينبغي أن يكونوا أوفياء يظهرون التزاماتهم في الكنيسة، في العمل وفي البيت. |
«إِلَى عُمْقِ اللهِ تَتَّصِلُ أَمْ إِلَى نِهَايَةِ الْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟» (أيوب 7:11) http://img158.imageshack.us/img158/4...0my20recr7.jpg هنالك صفات أخرى لِلّه ينبغي أن نذكرها، حتى ولو باختصار. التأمل بهذه الصفات الإلهية ترفع الروح من الأرض إلى السماء، من التافه إلى الفائق. الله بارّ، أي عادل، مُنصف وعادل في جميع معاملاته. هو «إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ» (أشعياء 21:45). الله غير مُدرَك (أيوب 8،7:11). يفوق فهم العقل البشري لعظمته. وكما قال ستيفان شارنوك، «ظاهر أن الله موجود. لكن ليس ظاهر ما هو.» وقال ريشتار بكستر، «يمكنك أن تعرف الله، لكن لا يمكنك فهمه.» الله أبدي- بلا بداية وبلا نهاية (مزمور 90: 1-4). حياته مدى الأبدية. الله صالح- (ناحوم 7:1). «الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ» (مزمور 9:145). الله غير محدود- (ملوك الأول 27:8). لا حدود له ولا قيود. «عظمته تفوق أي مقياس، أو تفكير أو خيال بشري.» الله موجود من ذاته - (خروج 14:3). لم يأخذ وجوده من أي مصدر خارجي. هو نبع حياته كما هو للجميع. الله مكتفٍ ذاتياً- أي أن كل حاجاته ضمن الثالوث الأقدس. الله متعالٍ- بعيد فوق الكون والزمان، ومنفصل عن الخليقة المادية. وصِفة أخيرة نذكرها من صفات الله هي أنه ذو عِلم مُسبق- يختلف المؤمنون في موضوع معرفة الله المسبقة التي تصمّم من يَخلُص، أو هي مجرّد معرفة من سيؤمن بالمُخلِِّص. وبحسب رومية 29:8 أعتقد أن الله قد اختار بعض الأفراد وأصدر أمراً بأن كل الذين يعرفهم سيتمجدّون في النهاية. وهكذا نأتي إلى نهاية تأملّنا في صفات الله. لكن هذا موضوع لا نهاية له. الله عظيم، مهوب، ورهيب ننظر فقط كما في مرآة. إنه غير محدود، لا يمكن معرفته بالكامل بعقول محدودة. سنتمعّن بعجائب شخصه طول الأبدية ونظل نقول، «لم نسمع النصف بعد.» |
«اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.» (يعقوب 27:1) http://img115.imageshack.us/img115/5...owmyshess4.jpg لم يقصد يعقوب بكتابة هذه الكلمات أن المؤمن عندما يقوم بهذه الأعمال فقد قام بكل ما يُطلب منه. لكنه يقول أن مِثالَين للديانة المُثلى هما زيارة الأيتام والأرامل ليحافِظ على نقاوة نفسه. ربما نظن أنه قد ركَّزَّ على الوعظ التفسيري، أو عمل المبشرين أو ربح النفوس الشخصي. كلاّ. يفكِّر أولاً بزيارة مَن هُم بحاجة. يذكّرنا الرسول بولس في رسالته إلى شيوخ الكنيسة في أفسس كيف قام هو بزيارات من بيت إلى بيت (أعمال 20:20). يَعتبر ج. داربي الزيارات أهم جزء من العمل. وكتب يقول: «تدق الساعة مُعلِنة مرور الساعات، يسمعها المارة، لكن يستمر داخل الساعة في العمل وبالدق وبتحريك العقربَين. أعتقد أن الزيارات يجب أن تكون عملك الأساسي، وتقبل بالباقي كما يأتي. أخشى ضياع الشهادة العلنية إن لم يكن هناك عمل خاص.» كانت سيدة أرملة متقدّمة في السن تعيش وحدها ووصل بها الحال إلى احتياجها لمساعدة الجيران والأصدقاء. وقد حافظت على كتابة يوميّاتها في مفكّرة ذاكرة كل شيء وكل حدث خلال النهار وخاصة اتصالها بالعالم الخارجي. وفي أحد الأيام لاحَظ الجيران أنهم لا يرون أي علامة للحياة في بيتها منذ عدّة أيام. تمّ استدعاء الشرطة ليدخلوا البيت، فوجدوا أنها قد فارقت الحياة منذ أيام. وقبل وفاتها بثلاثة أيام، كُتب في ذلك اليوم «لم يحضر أحد،» «لم يحضر أحد،» «لم يحضر أحد.» في انشغالنا بأعمالنا اليومية يسهل علينا نسيان المتوحّدين، المحتاجين والعاجزين. نضع الأولوية في أمور أخرى، وفي الغالب نركِّز خدماتنا لما هو أكثر علانية وفِتنَة. لكن إذا رغبنا في أن تكون ديانتنا طاهرة غير نجسة، ينبغي ألاّ نهمل اليتامى والأرامل، المُسنّين والمُقعَدين. للرب اهتمام خاص بمن يحتاجون إلى مساعدة، والمكافأة تنتظر كل من يهبّ لتسديد هذه الحاجة. |
«...وَكَأَيَّامِكَ رَاحَتُكَ.» (تثنية 25:33) يَعِد الله أن يعطي شعبه القوة بحسب حاجتهم في الوقت المعيّن. لا يَعِد أن يعطيهم قبل وقت الحاجة، لكن عندما تأتي الأزمة، تكون النعمة جاهزة لتسدّد الحاجة. ربما يدعوك الله لاختبار مرض أو ضيق. لو كنت تَعلَم مسبقا كم سيكون الإمتحان صعباً، فتقول: «أعرف أني لن أتحمّله.» لكن كل الدعم الإلهي يأتي، لدهشتك ودهشة الآخرين، مع الإمتحان. نعيش في خوف من الزمن الذي فيه سيدعو الله بعض من أحبائنا بالموت. نكون متأكّدين من أن عالمنا الصغير سوف يتحطَّم ولن يكون بمقدورنا الإحتمال. لكن ليس الأمر كذلك بتاتاً. نحن واعون لحضور الرب وقوَّته معنا بطريقة لم نعرفها قبلاً. كثيرون منّا قد شارفوا على الموت في حوادث طُرق وحالات صعبة من الخطر. نجد قلوبنا تفيض بالسلام بينما عادة نتوقّع أن نكون في فزع. نَعلَم أن الرب آت ليكون إلى جانبنا للمساعدة. نقرأ قصص الذين قدَّموا حياتهم ببطولة لأجل المسيح، نتأكّد من جديد أن الرب يمنح «نعمة الشهادة لأيام الشهادة». شجاعتهم الفائقة تفوق كل شجاعة بشرية. يتّضح أن شهادتهم الجريئة قد تقوَّت من الأعالي. واضح أن القلق السابق للحاجة لا ينتج عنه سوى قرحة في المعدة. الواقع هو أن الله لا يمنح النعمة والقوة لهما إلاّ عند الحاجة. وكما كتب د. ويتل: ليس ما يقلقني في الغد، حيث المخلص يهتم بِهِ، لا أستطيع أن أقترض نعمة وقوة الغد، فلِمَ أقترض اهتمامِهِ؟ أمّا آني جونسون فلينت فكتبت تقول: يعطي الرب نعمة أكثر عندما يثقل الحمل، يُرسل قوة أكثر مع صعوبة العمل. للأسى المتزايد يزيد نعمته، للتجارب العديدة، يتضاعف سلامه. عندما تنهك قوانا وينقص احتمالنا، عندما تخوننا قوانا قبل أن ينتصف نهارنا، عندما نصل نهاية مصادرنا ومخزوننا، يبدأ العطاء الكامل من الله أبينا. |
«اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللَّآلِئَ. .» (أمثال 10:31) http://www.ankawa.com/forum/index.ph...h=333225;image ما هي بعض الصفات التي يرغب المؤمن أن تكون في زوجته؟ أقترح عليك هنا اللائحة التالية. ولكن لا أظن أن أي شخص ناضج يتوقع ان تكون كل هذه في امرأة واحدة. أوّلاً، ينبغي أن تكون امرأة تقية، ليس فقط مولودة الولادة الجديدة بل أيضا ذات فكر روحي. تضع هذه المرأة المسيح أوّلاً في حياتها. امرأة صلاة ونشاط في خدمة الرب. امرأة تتمتّع بأخلاق مسيحية وكمال التي يريد إكرامُها روحياً، وهي تُكرمه بالمقابل. امرأة تقبل مكانة الخضوع التي أعطاها الله وهي تساعد رجلها عملياً ليأخذ مكانه كرأس...أمينة لعهود زواجها- زوجة صالحة، أمّاً لأولادها- ذات شخصية أنيقة وجذابة، لا تتطرّف في لباسها، أُنثويّة ومهذّبة لكن ليست نبقة الحس. هذه المرأة المثالية ربة بيت صالحة، تحافظ على المكان أنيقاً ونظيفاً وتدبّر شؤونها بمهارة. تقدِّم وجبات طعام جيدة في مواعيد ثابتة وتحب استضافة الآخرين. ولا يفوتنا القول أنه ينبغي أن تشارك زوجها بنفس الأهداف والإهتمامات. عندما تَظهر الإختلافات، تكون مستعدّة أن تتحدّث بمشاكلها بدل أن تكبتها وتكون حَرِدة أو تتجهّم. مستعدّة للحديث عن الخلافات وقادرة على الإعتذار والاعتراف عند الضرورة. لا تنشغل بالنميمة ولا بالفضول، أو التدخُّل بشؤون الغير. ذات روح وديعة وساكنة ليست لحوحة ولا مُحِبّة للجدل. هذه المرأة تتعاون في المعيشة في نطاق دخّلَ العائلة. لا تستحوِذ عليها رغبة للأشياء الثمينة ولا تجاهد لتكون بمستوى جيرانها. مستعدّة لتقبل الشدائد، إن كان ضروريّاً. تقدِّم لزوجها حقوقه الزوجية بفرح، وليس بلا مبالاة أو جمود. حسنة المزاج، لطيفة المعشر، لا تسعى للعلو الإجتماعي، ويمكن الوثوق بها تماماً. ينبغي أن يكون الأزواج شاكرين حين يجدون في زوجاتهم معظم هذه الميزات، بينما تستطيع النساء أن يعملْن على التدقيق في هذه الصفات ليرتقين إلى الأعلى. |
«أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا.» (أفسس 25:5) ما هي الصفات التي ترغب المؤمنة أن تكون في زوجها؟ ينبغي أن يكون اهتمامها الأول بحياته الروحية، وليس في مظهره الخارجي. ينبغي أن يكون تقيا، يطلب أولا ملكوت الله وبره. غايته خدمة الرب ويكون نشيطا في الشركة المحلية. وفي البيت يحافظ على مذبح العائلة ويكون مثال المؤمن الحسن. يأخذ هذا الرجل موقعه الصحيح كرأس البيت، لكن لا يكون طاغية. يحب زوجته ويكسب خضوعها بدل أن يطالب به. يحترمها ويعاملها كسيدة في كل الأوقات. يكون أميناً، متفهماً، صبوراً، لطيفاً، يفتكر بغيره، مراعياً لشعورها وفرحا. الزوج المثالي معيل جيد، مثابر على العمل. والمال ليس أهم أولوياته. ليس حسودا ًولا طمّاعاً. محبا لأولاده، يدربهم، يقضي وقتا معهم، يخطط لهم نشاطات اجتماعية، يكون مثالاً جيداً لهم ويعير كلاً منهم اهتماماً فردياً. يحب ويحسن ضيافة الغرباء وبيته مفتوح لخدام الرب، لجميع المؤمنين ولغير المخلصين أيضاً. يحافظ على خطوط التواصل مفتوحة مع زوجته وعائلته. يفهم ويقبل تقصيرهم ويستطيع أن يضحك بصورة طبيعية من زلاّتهم. يشاركهم على أساس اجتماعي وثقافي. عندما يقول أو يقوم بعمل خاطيء، يُسرع للاعتراف بخطأه ويقدّم الإعتذار. منفتحاً للإقتراحات من العائلة. ومطلوب منه أن يقف على كل الأمور عندما تكون زوجته طريحة الفراش. ميزات أخرى: يحافظ على نظافته وهيئته، غير أناني، لطيفاً، يمكن الإعتماد عيه، أميناً، كريماً وشكوراً. ينبغي أن يتمتّع بحس مرح ولا يكون نكداً ولا متذمّراً. قليلون هم الرجال الذين يمتلكون كل هذه الميزات الفاضلة. ليس واقعياً أن نتوقّع كل هذه الصفات في شخص واحد. ينبغي أن تكون الزوجة شاكرة للصفات التي تجدها وتساعد زوجها بكل محبة ليتقدّم في غيرها. |
«امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.» (تسالونيكي الأولى 21:5) http://www.ankawa.com/forum/index.ph...h=333220;image يبدو أحياناً أن المؤمنين يميلون إلى قبول البدع العابرة ونزعات المعتقدات. كتب جون بلانكارد عن سائقي حافلتين للسيّاح كانا يتبادلان الحديث. عندما ذكر أحدهما أنه ينقل حافلة مليئة بالمؤمنين سأله الآخر، «حقاً، وبمَ يؤمنون؟» فأجاب الأول، «بكل شيء أقوله لهم!» يكون مرّة هَوَس الطعام. تُنتقد بعض الأطعمة على أنها سامة بينما أخرى تتضمن صفات سحرية. أو وصفة طبية، ادِّعاء بنتائج مدهشة لعشب غريب أو ترياق. يمكن أن يكون المؤمنون ساذجين عندما يتعلّق الأمر بطلبات مالية. وفي معظم البلاد الغربية وحتى في بلاد الشرق العربي، يستجيبون بسهولة لدعايات تتعلّق بأيتام أو بحملات ضد الدكتاتورية دون أن يتحقّقوا من صدق الوكالة الراعية للمشروع. يَكثُر الدجّالون بين المؤمنين. مهما كانت تبدو قصصهم المحزنة سخيفة، فإنهم يستطيعون جرف الأموال. ربما تكمُن المشكلة في فشلنا في التمييز ما بين الإيمان والسذاجة. يصدِّق الإيمان أكثر شيء أكيد في الكون، ألا وهو كلمة الله. السذاجة تقبل الأشياء كحقيقة دون إثبات وأحياناً بإثبات يبرهن العكس. لم يقصد الله لشعبه أن يتخلّوا عن قوة التمييز أو المقدرة العقلية. تكثر في الكتاب المقدس النصائح كما يلي: «...امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ» (تسالونيكي الأولى 21:5). «...إِذَا أَخْرَجْتَ الثَّمِينَ مِنَ الْمَرْذُولِ» (إرميا 19:15). «وَهَذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضاً أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ» (فيلبي 9:1). «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ» (يوحنا الأولى 1:4). الخطر الشديد يكمن طبعاً فيما يتعلق بالمعتقدات والبدع العصرية. لكن يكمن أيضاً في كثير من النواحي الأخرى حيث يُمكن للمؤمنين أن يُضلَّلوا أو يُخدَعوا بخطط أو بصرعات ويتبعها البعض بحماس مبالغ فيه. |
«...الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ.» (تسالونيكي الأولى 14:4) http://www.ankawa.com/forum/index.ph...h=333218;image كيف ينبغي أن نتصّرف عندما يموت في الرب أحد أحبّائنا؟ بعض المؤمنين يتحطّمون عاطفيّاً. آخرون، حزانى، يتحمّلون بشجاعة. يعتمد ذلك على عُمق جذورنا في الرب وكم نتقبّل الحقائق العظيمة في إيماننا. أوّلاً ينبغي أن نرى الموت من وجهة نظر مخلصنا. الموت جواب لصلاته في يوحنا 24:17، «أيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي.» عندما ينطلق أحبّاؤنا ليكونوا معه، يرى تعب روحه ويكون مسروراً (أشعياء 11:53). «عَزِيزٌ في عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ» (مزمور15:116). ثم يجب أن نفهم كم يعني الموت للشخص الذي انتقلَ إليه. لقد انطلقَ لرؤية الملك في جَماله. تحرّر تماماً من الخطيئة، من المرض، من الأوجاع ومن الأحزان. ارتفع من وجه الشر الآتي (أشعياء 1:57). «لا شيء يضاهي رحيل القدّيس إلى الله... إلى بيته، ليترك هذه الكتلة من الطين القاسي، ليتحرّر من عبودية المادة- يستقبله جوق من الملائكة.» كتب الأسقف رايل: «في اللحظة التي يموت فيها المؤمنون، ينتقلون إلى النعيم. انتهى كفاحهم. تمَّ جهادهم. لقد عبَروا ذاك الوادي المظلم الذي يجب أن نجتازه يوماً ما. لقد عبروا النهر المعتم الذي ينبغي لنا أن نعبره. لقد شربوا كأس المرّ الأخير الذي مزجته الخطيئة للبشر. لقد وصلوا المكان حيث لا حزن ولا تنهُّد. وبالتأكيد لا نريدهم أن يرجعوا إلينا. يجب ألا ننوح عليهم بل على أنفسنا.» الإيمان يقدِّم هذا الحق ويمكن أن نقف مثل شجرة مغروسة عند مجاري المياه. بالنسبة لنا، موت عزيز علينا دائماً يتضمّن الحزن. لكن لا نحزن كالباقين الذي لا رجاء لهم (تسالونيكي الأولى 13:4). نَعلم أن عزيزنا انتقل ليكون مع المسيح، وذلك أفضل جدّاً. نعرف أن الفراق لفترة فقط. ثم نتَّحِد نحن على هضبة أرض عمّانوئيل، ونعرف بعضنا البعض في ظروف أفضل ممّا عُرفنا هنا على الأرض. نشتاق لمجيء الرب حين يقوم الموتى في المسيح أوّلاً ونحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء (تسالونيكي الأولى 16:4). وهذا الرجاء يعمل كل الفرق. تعزيات الله ليست قليلة لنا (أيوب 11:15). تختلط أحزاننا بالفرح، عالمين أن خسارتنا تُعوَّض بوعد البركات الأبدية. |
«دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ.» (مرقس 14:10) http://www.ankawa.com/forum/index.ph...h=333217;image موت الأطفال خاصة يكون شديد التجربة لإيمان شعب الله، ومهم أن يكون لنا مرساة ثابتة لنتمسك بها في وقت كهذا. يسود الإعتقاد بين المؤمنين أن الأطفال الذين يموتون قبل أن يَصِلوا سن المسؤولية آمنون بدم المسيح. يجري التفسير هكذا: لم يكن للطفل مقدرة ليرفض أو يقبل المخلّص، لذلك يمنحه الله كل حق عمل المسيح على الصليب. يخلُص بواسطة موت وقيامة الرب يسوع، حتى ولو لم يفهم بنفسه قدر الخلاص في ذاك العمل. لا أحد يعلم سن المسؤولية، لا أحد سوى الله. واضح أنه يختلف في كل حالة لأن طفلاً معيّناً يمكن أن يبلغ سن الرشد قبل غيره. مع أن الكتاب لا يذكُر بشكل محدَّد أن الأطفال الذين يموتون قبل سن المسؤولية يذهبون إلى السماء، إلاّ أنه يوجد عدَدَين يدعمان وجهة النظر هذه. العدد الأول في آية اليوم: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ.» (مرقس 14:10). بينما يتكلّم عن الأولاد قال يسوع، «لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ.» لم يقُل أن عليهم أن يكونوا راشدين ليدخلوا ملكوت الله، لكنهم أنفسهم يُشبّهون بالذين في ملكوت الله. وهذه نقطة جدل كبيرة في خلاص الأولاد الصغار. وخط آخر للبرهان هو، عندما كان يسوع يتكلّم عن الراشدين قال، «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (لوقا 10:19). لكن عندما تكلّم عن الصغار حذف كل ذِكر للطلب. فقال وبكل بساطة، «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ َيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (متى 11:18). المعنى المتضمّن هنا أن الأطفال لم يضلّوا كالبالغين وأن السيد المُخلص يجمعهم إلى قطيعه ساعة موتهم. ومع أنهم أبداً لم يعرفوا عن عمل المسيح، يعرف الله بهذا الأمر ويقدّم قدر عمل الخلاص الكامل لحسابهم. ينبغي ألا نشك في عناية الله عندما يأخذ الأطفال من وسطنا. وكما كتب جيم إليوت، «يجب ألاّ أفكّر أنه أمر غريب عندما يأخذ الله حَدَثاً من بين الذين أريدهم أن يبقوا على الأرض حتى يتقدّموا في السن. الله يملأ الأبدية بالناس، ويجب ألاّ نحدّده للرجال والنساء المسنّين.» |
«يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ابْنِي يَا ابْنِي! أَبْشَالُومُ، يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضاً عَنْكَ! يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي يَا ابْنِي.» (صموئيل الثاني 33:18) سواء كان أبشالوم مُخلَّصاً أم لا، نُواح والده يعكس حزن العديد من المؤمنين الذين يفجعون بموت قريب غير مُخلَّص كانوا يصلّون له لعدة سنوات. أيوجد بلْسَم في جلعاد لمناسبة كهذه؟ ماهي وجهة نظر الكتاب لنتبعها؟ أوّلاً، لا يمكننا أن نكون دائماً متأكّدين إن مات الشخص بدون المسيح. سمعنا شهادة أحد الأشخاص الذي سقط عن حصانه وآمن بالمسيح «ما بين السرج والأرض، طلب الرحمة فوجد الرحمة.» انزلق آخر عن لوح خشبي فوق وادٍ سحيق وطلب الإيمان قبل أن يصطدم بالماء. لو مات هذان بهاتين الحادثتين، لن يعرف أحد أنهما ماتا مؤمنين. نؤمن أن الشخص يمكن أن يَخلُص بينما هو في غيبوبة. تُحدّثنا السلطات الطبيّة أن شخصاً في غيبوبة غالباً ما يستطيع أن يسمع ما يُقال في غرفته، حتى ولو لم يكن قادراً على الكلام. فإن كان قادراً على السمع والكلام، ماذا يمنع قبوله يسوع المسيح بعمل إيمان أكيد؟ لكن دعونا نُفكّر بالأسوأ. لنفرض أنّ أحدهم مات غير مُخلّص. ماذا ينبغي أن يكون موقفنا؟ يجب أن نقف إلى جانب الله ضد لحمنا ودمنا. ليس خطأ الرب إن يموت أحد في خطاياه. لقد أعدّ الله الطريق لخلاص الناس من خطاياهم بتكاليف باهظة. خلاص الله عطية مجانية لا عن جدارة ولا عن استحقاق. فعندما يرفض الناس عطية الحياة الأبدية، ماذا يمكن أن يعمل الله أكثر؟ لا يقدر أن يُسكِن السماء بأُناس لا يريدون أن يكونوا هناك، فلا تكون سماءٌ لهم. لذلك فعندما يغادرنا أحباءنا إلى الأبدية بدون رجاء، فكل ما يمكننا عمله المشاركة في حزن وحسرة ابن الله الذي حين بكى على أورشليم قال، «حاولت، لكنك لم تريدي.» نَعلم أن ديّان الأرض يعمل كل صواب (تكوين 25:18)، لذلك نبرّره في عقاب الضال كما في خلاص الخطاة التائبين. |
«وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ.» (تيموثاوس الأولى 15:2) http://corazondejesus.blogia.com/upl...1-1-1-1-1-.gif من بعض القيود التي يضعها بولس على المرأة في الكنيسة يبدو لنا أنه يقلّل منها إلى درجة لا مكانة لها. فمثلاً غير مسموح لها أن تُعلّم أو تتسلّط على الرجال بل ينبغي أن تكون ساكتة (عدد 12). ربما يعتقد البعض أنها مُبعدة إلى مكانة مُتدنّيِة في الإيمان المسيحي. لكن العدد 15 يوضّح الصورة هذه الخاطئة. «تَخلُص بولادة الأولاد...» وواضح أن الخلاص هنا ليس روحيّاً بل خلاصاً لمركزها في الكنيسة. يُعطى لها امتيازا عظيما لتربية أبنائها وبناتها لأجل الله. يقول وليم روس: «المرأة التي تهزّ السرير بيدها تحكم العالم.» وراء كل عظيم امرأة عظيمة. لم تخدم السيدة سوسن ويسلي من على منبر، لكن خدمتها في البيت كان لها امتداد عظيم بواسطة ابنيها، جون وتشارلز. تتبع بعض النساء في مجتمعنا نمطاً حديثاً إذ يتخلّين عن ترتيب البيت ليشققن طريقهن إلى عمل أو مهنة لامعة في عالم الأعمال. وبالنسبة إليهن فإن العمل البيتي كئيب وتربية الأولاد واجب يمكن الإستغناء عنه. دار حديث على مائدة طعام للنساء حول موضوع المهن. فكانت كل منهن متحّمسة لمركزها ولراتبها. ولم يكن أي شك من وجود روح التنافس بينهن. وأخيراً التفتت إحداهن إلى ربة منزل أمّ لثلاثة أبناء أقوياء البنية وسألتها، «ما مهنتك يا عزبزتي شارلوت؟» فأجابت شارلوت متواضعة، «أُربّي رجالاً لِلّه.» قالت ابنة فرعون لأم موسى: «اذْهَبِي بِهَذَا الْوَلَدِ وَارْضِعِيهِ لِي وَأنَا أعْطِي أجْرَتَكِ» (خروج 9:2). ربما تكون المفاجأة الكبرى يوم دينونة كرسي المسيح، الأجر المرتفع الذي سيدفعه المسيح لهؤلاء النسوة اللواتي كرَّسن أنفسهن لتربية بنين وبنات له وللأبدية. أجل، «تَخلُص بولادة الأولاد...» مكانة المرأة في الكنيسة ليس في الخدمة العلنية، لكن ربما في خدمة ولادة أولاد يخافون الله، هذا يكون ذات أهمية كبيرة في نظر الرب. |
«مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.» (مرقس 16:16) http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...2gP8YQCTldgHZA لو كان هذا العدد هو الوحيد في الكتاب المقدس في هذا الموضوع، فيمكن أن يكون استنتاجنا له ما يبرّره في أن الخلاص بالإيمان زائد المعمودية. لكن هنالك مائة وخمسون عدداً في العهد الجديد تؤكّد أن شرط الخلاص هو الإيمان فقط، ونستنتج أن هذا الكَم من الأعداد لا يمكن أن ينقضه عدد أو اثنين. لكن، مع أن المعمودية غير ضرورية للخلاص فإنها ضرورية للطاعة. مشيئة الله أن كل من يؤمن به رباً ومخلصاً يتماثل علانية مع ابنه في مياه معمودية المؤمنين. لا يوجد ذكِر في العهد الجديد عن مؤمن غير معتمد. وكان يفترض أن كل من كان يخلُص كان يعتمد. في سفر أعمال الرسل مارَس التلاميذ ما نسمّيه «بالمعمودية السريعة.» لم ينتظروا موعد خدمة رسمية في كنيسة، لكن قاموا بالمعمودية على أساس اعتراف الشخص بالإيمان. كان الزمن ما بين الإيمان والمعمودية قصيرًا جداً حتى أن الكتاب المقدس يتكلّم عنهما بنفس الوقت. «كل من آمن واعتمد...» وكثيرا ما نريد أن نتجنّب التعاليم غير الكتابية في معمودية الولادة الجديدة، نترك الزمن يمر في اتجاه معاكس. فيعتقد بعض الناس بالفكرة الخاطئة أن لا أهمية سواء اعتمدوا أم لا. لكن الصحيح هو أن الأمر مهم. نسمع بعض الناس يقولون بشكل عفوي، «يمكنني أن أذهب إلى السماء بدون المعمودية.» وأجيبهم دائماً، «أجل، هذا صحيح. يمكنك أن تذهب إلى السماء دون أن تعتمد، لكن إن كان الأمر كذلك تكون غير معتمد للأبدية.» لن تكون هناك فرصة للمعمودية في السماء. المعمودية إحدى الطرق التي بها نطيع الرب الآن وهنا. كل من يؤمن بيسوع المسيح رباً ومخلّصاً ينبغي ألا يضيّع وقتاً في طلب المعمودية. وبهذه الطريقة يتماثل علانية مع المسيح في موته وقيامته ويعلن عن التزامه للسير في جدّة الحياة. |
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.» (يوحنا 24:5) http://www.ramocafe.com/img4/10r2011...mocafe2011.jpg إليك هذه الفكرة التي أحدثت ثورة وتغييراً في حياة الكثيرين. ترديد عبارة «الحقّ» في البداية تنبّهنا لنتوقّع أمراً مُهماًّ. ولن نُحبط. «أقول لكم.» المتكلِّم هنا هو الرب يسوع المسيح، نعرف ذلك من العدد 19. ويجب أن نَعلَم أيضاً أنه عندما يقول شيئاً ما، يكون حقاًّ مطلقاً وثابتاً. لا يمكنه أن يكذب. لا يمكنه أن يخدع. ولا يمكن أن يُخدع. لا شيء يمكن أن يكون أكيداً ومُعتمداً أكثر من كلماته. لمن يتكلّم الربّ؟ «أقول لكم.» ابن الله الأبدي يتوجه بالكلام إليك وإليَّ. لم يكن أي شخص لامع ليتكلم إلينا من قبل ولا من بعد. لذلك ينبغي أن نسمع. «الذي يسمع كلامي.» السامع هو «أي شخص.» وتحمل نفس معنى «كل مَن.» سماع كلمته ليس سماعه بالأذن فقط بل نسمع ونؤمن، نسمع ونقبل، نسمع ونطيع. «ويؤمن بالذي أرسلني.» نَعلَم أن الله الآب أرسله. لكن السؤال المهم هو، لماذا أرسله؟ ينبغي أن أومن أن الآب أرسل ابنه ليموت بديلاً عني، ليأخذ على نفسه العقاب الذي أستحقّه أنا، ليسفك دمه لمغفرة خطاياي. ويتبع الآن وعدٌ ذو ثلاثة وجوه. أوّلاً، «له حياة أبدية.» حالما يؤمن الشخص يمتلك الحياة الأبدية، بكل هذه السهولة. ثانياً، «لا ياتي إلى دينونة.» وهذا يعني أنه لن يودع في جهنم بسبب خطاياه، لأن المسيح قد دفع الدّيْن، ولن يطالب الله بالديْن مرّتَين. ثالثاً، انتقل من الموت إلى الحياة.» ينتقل من حالة الموت الروحي بما يختص بعلاقته مع الرب، ويولد ثانية إلى حياة لا تنتهي. إن سمعت حقاً كلمته وإن آمنت بالآب الذي أرسله، فيؤكّد لك يسوع المسيح أنك مُخلَّص. فلا عجب أن هذا يُدعى «الأخبار السارة.» |
«وَكَانَ اذَا رَفَعَ مُوسَى يَدهُ أنَّ اسْرَائِيلَ يَغْلِبُ وَاذَا خَفَضَ يَدهُ أنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ. (خروج 11:17) http://upload.7bna.com/uploads/c20d45dddb.jpg كان إسرائيل في حرب مع قوى عماليق. كان موسى على رأس تلّة، تطل على ساحة المعركة. وَضْع يد موسى قرّر الفرق بين النصر والهزيمة. اليد المرفوعة هزمت عماليق. اليد المنخفضة هزمت إسرائيل. فطالما كانت يد موسى مرفوعة، على صورة الرب يسوع شفيعنا، «يداه مرتفعة بالعطف والمحبة». وبواسطة شفاعته نَخلُص إلى المنتهى. لكن من بعد ذلك ينتهي النموذج، لأن يد الشفيع لا تنخفض أبدا. لا تعب يسبّب حاجة لمساعدة خارجية. يحيا دوماً ليتشفّع لأجلنا. يمكن أن نطبّق هذا الحدث بطريقة أخرى بالأساس على أنفسنا كجنود صلاة. اليد المرفوعة تمثل تضرُّعنا الأمين للمؤمنين المنشغلين في حرب روحية في حقول التبشير حول العالم. عندما نُهمل خدمة الصلاة، ينتصر العدو. اضطرّ أحد المبشّرين ورفاقه قضاء الليل في السفاري في منطقة يتسلّط عليها قُطاّع طرق. سلّموا أنفسهم لعناية الله، وخلدوا للنوم. وبعد عدّة أشهر أُحضر أحد زعماء القُطّاع إلى مستشفى الإرسالية وتعرّف على المبشر. «كان في نيّتنا سرقتكم تلك الليلة في الحقل المفتوح، لكن كنّا خائفين من السبعة والعشرين جنديّا الذين كانوا معكم.» وعندما كتب ذلك المبشر وأخبر كنيسته بهذه القصة، قال أحد أعضاء الكنيسة، «كنّا في اجتماع صلاة تلك الليلة عينها وكان عددنا سبعة وعشرين.» عندما يشاهدنا الله هناك نترافع في موضع الصلاة، فيعود مد المعركة إلى الخلف ويشتعل النصر، يسود عَلَم الحق ويتقهقر العدو ويجبن إبليس! يتحّول عويل الخوف إلى صراخ النصر والفرح، قُدنا أيها الرب، إلى هناك حيث نتعلّم كيف تسود الصلاة. نرى فكرة أخرى في هذا الحدث. وعد الرب بالحرب مع عماليق من جيل إلى جيل. عماليق صورة عن الجسد. ينبغي على المؤمن أن يشن حرباً لا هوادة فيها على الجسد. الصلاة أحد الأسلحة الرئيسية. الأمانة في حياة الصلاة تقرّر الفرق بين النصرة والهزيمة. |
«حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.» (كورنثوس الأولى 12:13) http://img240.imageshack.us/img240/1...0bread2od7.jpg من الطبيعي والمفهوم لنا نحن المسيحيين أن نتساءَل إن كنا سنتعرّف على أحبائنا في السماء. مع أنه لا توجد آيات تتكلّم عن هذا الموضوع بالتفصيل، إلاّ أنه توجد بعض خيوط فكريّة توصلنا إلى نتيجة إيجابية. أوّلاً، لقد عرف التلاميذ يسوع المسيح في جسده المُقام والممجّد. لم يتغيّر منظره الجسدي. لم يكن أدنى شك من أنّ هذا كان يسوع نفسه. وهذا يدل على أننّا نحن أيضاً نحافظ على هيئتنا المُميَّزة في السماء، بالرغم من الشكل المُمجَّد. لا يوجد أي دليل على أنّنا نحمل نفس المنظر. عندما يُخبرنا يوحنا في رسالته الأولى 2:3 أنّنا سنكون مثل الرب يسوع وهذا يعني أخلاقياً فمثلاً نكون متحرّرين أبديّاً من الخطية ومن عقاب الخطية. ومن المؤكّد أننّا لا نشبهه بحيث يمكن للناس أن يخلطوا بينه وبيننا من حيث الهيئة. ثانياً، لا داعي للإعتقاد أنّنا سنعرف في السماء أقل مِمّا نعرفه هنا. نعرف بعضنا البعض هنا، فماذا يمنع ولمَ الغرابة أن نتعرّف إلى بعضنا البعض هناك في السماء؟ إن كنّا سنعرف كما نُعرف الآن فهذا أمر قاطع. توقّع بولس أن يعرف أهل تسالونيكي في السماء. فقد قال أنهم سيكونون رجاؤه، فرحه وإكليل فرحه (تسالونيكي الثانية 19:2). هنالك بعض الإشارات في الكتاب المقدس تدل على أن الناس سيُمنحون المقدرة على التعرّف على أناس لم يروهم في السابق. بطرس، يعقوب ويوحنا تعرّفوا على موسى وإيليا على جبل التجلّي (متّى 4:17). عرف الرجل الغني إبراهيم (لوقا 24:16). قال يسوع لليهود أنهم سيروا إبراهيم، إسحق ويعقوب وكل الأنبياء في ملكوت الله (لوقا 28:13). يطلب إلينا أن نكسب أصدقاء جدد عن طريق مشاركتهم في أموالنا لكي يرحّب هؤلاء بنا إلى مسكننا الأبدي (أعتقد أنهم سيعرفون أنّنا ساعدناهم) (لوقا 9:16). لكن هنالك كلمة تحذير. بينما يبدو واضحاً أنّنا سنعرف أحبّاءنا في السماء، لن نكون في نفس العلاقة التي كانت على الأرض. وهذا ما يظهر من كلمات الرب يسوع عندما قال في متّى 30:22، «في القيامة لا يتزوّجون ولا يزوّجِون.» |
أنا سوداء وجميلة ... كخيام قيدار، كشُقق سليمان ... ها أنتِ جميلة يا حبيبتي، ها أنتِ جميلة ( نش 1: 5 ، 15) http://www.amcoptic.com/media/userfi...ist[1].jpg أَ ليس عجيبًا أن يتغنى العريس بجمال عروسه التي شهدت عن نفسها بأنها سوداء؟ «ها أنتِ جميلة يا حبيبتي، ها أنتِ جميلة». فمن أين أتاها الجمال؟ هل ورثته عن أبويها؟ «هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حَبِلت بي أمي» ( مز 51: 5 ). أَ هو جمال طبيعي فيها؟ «كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم. من أسفل القَدَم إلى الرأس ليسَ فيه صحةٌ، بل جُرحٌ وأحباط وضربة طرية ...» ( إش 1: 5 ، 6)، «فإني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح» ( رو 7: 18 ). إذًا كيف استطاع العريس أن يراها جميلة؟ الجواب واضح وبسيط، فهو قد مات لأجلها وحَمَل خطاياها في جسده على الخشبة، ودمه قد طهرها «أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلَمَ نفسه لأجلها، لكي يقدسها، مُطهرًا إياها بغَسل الماء بالكلمة، لكي يُحضرها لنفسهِ كنيسة مجيدة، لا دَنسَ فيها ولا غَضَن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب» ( أف 5: 25 - 27)، «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه» ( رؤ 1: 5 ). ولا ريب أن الله يبرر الفاجر الأثيم بالإيمان بربنا يسوع المسيح وبعمله المبارك فينال قبولاً كاملاً فيه، وإذ يلبس المسيح فالله يراه فيه كما يرى المسيح نفسه «اختارنا فيه ... لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة» ( أف 1: 4 ). ثم لنلاحظ قوله: «ها أنتِ جميلة»، فهو لا يقول إنكِ ستكونين جميلة في المجد، ولكن ها أنتِ جميلة من الآن. صحيح أننا كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا التي سلكنا فيها قبلاً، ولكن الله الغني في الرحمة أحيانا مع المسيح وأقامنا معه، وأجلسنا معًا في السماويات في المسيح يسوع ( أف 2: 5 ، 6)، «لأنكم قد مُتُّم وحياتكم مُستترة مع المسيح في الله» ( كو 3: 3 ). هذه هي الحالة التي صرنا فيها الآن أمام الله وبنعمته، ولولا أنه لم تبقَ فينا ذرة واحدة من الصورة البغيضة الأولى، بل صرنا في كمال الجمال ـ جمال المسيح نفسه ( حز 16: 14 ؛ مز90: 17)، لمَا كان ممكنًا أن يرانا الله في نفس الكمال والقبول الذي للمسيح الجالس عن يمينه. ما أمجد وما أسمى هذا الحق الثمين! وما أحوجنا أن نتحققه وأن نتمتع به من الآن. |
«لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ.» (عبرانيين 2:13) http://www.catholictradition.org/Chr...iful-jesus.jpg الإستضافة ليس فقط واجب مقدّس (لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاء)، بل وأيضاً تحمل وعداً بمفاجآت مجيدة (استضافة ملائكة وهم لا يدرون). بدأ يوم إبراهيم عادياً كباقي الأيام. وفجأة ظهر أمامه ثلاثة رجال بينما كان جالساً عند باب خيمته. وقد تصرف بطريقة متّبعة في الشرق الأوسط - غسل أرجل ضيوفه، و جهّز مكاناً للراحة في ظل شجرة، وذبح عشجلاً من قطيعه وطلب من سارة أن تحضر خبزاً، ثمّ قدّم هم وجبة فخمة. مَن كان هؤلاء الرجال؟ اثنان منهم كانا ملاكيْنِ، بينما الثالث كان ملاك الرب. ونعتقد أن الملاك الثالث كان الرب يسوع المسيح بمظهر البشر (تكوين 13:18) حيث يُدعى الملاك «الرب». وهكذا لم يستضف إبراهيم ملائكة فقط بل وأيضاً الرب نفسه في أحد ظهوراته قبل التجسّد. ويمكن أن نحظى بنفس الإمتياز بكل ما فيه من عجب. كم من العائلات المسيحية تستطيع أن تشهد للبركات التي نالوها جراء استضافة أتقياء من الرجال والنساء في بيوتهم. تبعهم العديد من الإنطباعات الجيدة طوال حياتهم. استُعيدت الغيرة للرب واشتعلت من جديد، تعزّت القلوب الحزينة، وحُلّت العديد من المشاكل. كم وكم نحن مدينون لهؤلاء «الملائكة» الذين كانت زيارتهم بركة لبيوتنا. لكن امتياز استضافة الرب يسوع امتياز لا يُضاهى. عندما نستقبل بإسمه أحد أفراد شعبه يكون تماماً كما لو قبلناه شخصيًّا (متى 40:10). إن كنّا نؤمن بهذا حقاً، لكُناّ نقضي وقتنا في خدمة الضيافة هذه بهِمّة جديدة. نستخدم «استضافة بعضنا البعض دون حقد» (بطرس الأولى 9:4). نعامل كل ضيف تماماً لو كان هذا الرب يسوع المسيح ذاته. ويكون بيتنا كبيت مريم ومرثا في بيت عنيا حيث أحبّ الرب أن يكون. |
«أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا فَيَفْرَحَ بِكَ شَعْبُكَ؟» (مزمور6:85) http://corazondejesus.blogia.com/upl...1-1-1-1-1-.gif يشبه الإرتداد حالة من مرض السرطان. لا نعرف أنّنا مصابون به. يمكن أن نصاب تدريجيًّا بالبرود الروحي دون أن ندري كم أننّا أصبحنا جسديّين. وفي بعض الأحيان تصدمنا مأساة، أو صوت نبي من رجال الله ليوقظنا في حاجتنا الشديدة. عندها نصحو لنطالب بوعود الرب، «لأَنِّي أَسْكُبُ مَاءً عَلَى الْعَطْشَانِ وَسُيُولاً عَلَى الْيَابِسَةِ» (أشعياء 3:44). أحتاج لإنتعاش بعد أن فقدت غيرتي لكلمة الرب، عندما أصبحت حياتي خاملة في الصلاة، عندما تركت محبّتي الأولى. أحتاج للمسة جديدة من الرب عندما يفوق اهتمامي بالبرامج التلفزيونية حضور اجتماعات الكنيسة المحليّة، عندما أحافظ على المواقيت في عملي ولكن أتأخّر عن موعد الإجتماعات، عندما لا أتغيّب عن العمل لكن أقاطع الإجتماعات. أحتاج لإنعاش عندما أكون مستعدّاً للقيام بعمل إضافي لأجل المال وأتقاعس عن العمل لأجل الرب يسوع مخلّصي. عندما أنفق الأموال على ملذّاتي الخاصة وأبخَل في إنفاقه على عمل الرب. نحتاج لانتعاش عندما يسيطر علينا الشعور بالحقد، بالاستياء والمرارة. عندما نكون مذنبين بالنميمة واغتياب الناس. عندما لا نكون مستعدّين للإعترف بأخطائنا التي اقترفناها أو لنغفر لغيرنا زلاّتهم تجاهنا. نحتاج تجديداً عندما نتقاتل كالقطط في البيت ثم نظهر بمظهر الفرح والمحبة في الكنيسة. نحتاج انتعاشاً عندما نُشاكل العالم في حديثنا، في سَيرنا، أو في أسلوب حياتنا. كم تعظم حاجتنا عندما نكون مذنبين بخطية كبرياء سدوم، والشبع من الخبز والنجاح السهل (حزقيال 49:16). حالما ندرك قسوتنا وعقمنا نطالب بوعد سِفر أخبار الأيام الثاني 14:7، «فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.» الاعتراف طريق الإنتعاش والنهضة! |
«لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ.» (تسالونيكي الأولى 19:5، 20) نتحدّث عادة عن إطفاء النار. نسكب الماء على النار لنطفئها. وبهذا فإماّ نطفئها كليّة أو نخفّف من حدّة تأثيرها. تشير النار في الكتاب المقدس إلى شكل من الروح القدس. حار، حارق وغيور. عندما يكون الناس تحت سيطرة الروح يتوهّجون، يشعّون ويفيضون. نطفيء الروح عندما نكبت ظهورات الروح في اجتماعات شعب الله. يقول بولس، «لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ.» الطريقة التي يربط فيها ما بين إطفاء الروح وبين احتقار النبوّات نفهم أن الإطفاء يتعلّق بشكل رئيسي في اجتماعات الكنيسة المحليّة. نطفيء الروح عندما تكون خدماتنا منظّمة أكثر من اللزوم حتى نضع الروح في قفص لا يسمح له بالتحرّك. لو تكون الترتيبات معتمدة بالصلاة على الروح القدس فلا يكون اعتراض من أحد. لكن الترتيبات التي تعمل على أساس حكمة بشريّة تميل إلى ترك الروح القدس متفرّجاً بدل كونه قائداً. لقد أعطى الله الكنيسة مواهب عديدة. يستخدم مواهب مختلفة في أوقات مختلفة. ربما يحمل أحد الإخوة كلمة تشجيع للكنيسة. فإن كانت العبادة العلنيّة متركّزة في شخص واحد فلا يكون مجال للروح القدس ليقدّم الرسالة التي تحتاجها الجماعة في الوقت المناسب. وهذه طريقة أخرى لإطفاء الروح. وأخيراً، نطفيء الروح عندما نرفض دعوته لحياتنا. ربّما لدينا رغبة شديدة في خدمة موضوع معيّن لكنّنا نخشى البشر. نشعر برغبة في صلاة علنيّة لكننّا نبقى خجلِين في مقعدنا. نفكّر بترنيمة مناسبة لكنّنا نفتقر للشجاعة لنرنّمها. النتيجة النهائية هي أن نار الروح تنطفيء، تخسر اجتماعاتنا روح العفويّة والقوة، وينزلق الجسد المحلّي إلى الإفتقار. |
«وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ.» (أفسس 30:4) http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...b9jBGS072SVveO بالضبط كما يمكن إطفاء الروح في اجتماعات الكنيسة، يمكن أيضاً أن نحزنه في حياتنا الخاصة. هنالك بعض الرقّة في كلمة «يحزن». لأنّنا نُحزِن فقط شخصاً يحبّنا. المزعجون في حيّنا لا يحزنوننا كما يحزننا أولادنا المشاكسون. نحتفظ بمكانة خاصة من القُرب والمحبة للروح القدس. هو يحّبنا. لقد ختمنا ليوم الفداء. ولكن يمكن أن نُحزنه. ما الذي يُحزن الروح القدس؟ أي شكل من أشكال الخطية يُسبّب الحزن لقلبه. أي شيء غير مقدّس يملأه بالحزن. النصيحة التي يقدّمها بولس «لا تُحزنِوا» تأتي وسط سلسلة من التحذيرات من خطايا. لم يُقصَد لهذه اللائحة أن تكون شاملة بل مُوحِية فقط. الكذب يُحزن الروح (عدد 25) كذبة بيضاء، سوداء، مبالغة، أنصاف حقائق وحقائق مبُهمة. لا يقدر الله أن يكذب ولن يمنح هذا الإمتياز لشعبه. الغضب الذي تفيض به نفوسنا يُحزن الروح (عدد 26). الغضب الوحيد المبرر هو في سبيل الله وكل غضب سواه يعطي إبليس مكاناً (عدد 27). السرقة مُحزِنة للروح القدس (عدد 28)، سواء من حافظة نقود الأم أو من وقت صاحب العمل، من معدّاته أو من لوازم المكتب. الكلام القبيح يُحزن الروح (عدد 29). الكلام البذيء والنُكات الرديئة إلى الكلام الفارغ. ينبغي أن يكون كلامنا بنّاءً، مناسباً ولطيفاً. المرارة، الغضب، السخط، الصياح والتجديف كما في الأصحاح الرابع. إحدى مهام الروح القدس مِلؤنا بالمحبة للمسيح يسوع. لكن عندما نخطيء، ينتقل من هذه المهمّة إلى إعادة الشركة الصحيحة مع الرب. ومع كل هذا فلا يمكن إحزان الروح للأبد. لا يتركنا أبداً. لقد خَتََمنا به ليوم الفداء. لكن ينبغي ألا يُستغل هذا عُذراً لعدم الإهتمام بل هدفاً رئيسياً للقداسة. |
«فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.» (رومية 18:8) http://img21.imageshack.us/img21/7995/jesus097.jpg يمكن لآلام هذا الحاضر أن تكون مرعبة. أتأمل في عِظم آلام الشهداء المسيحيين. أتأمل فيما تحمّل شعب الله في معسكرات التركيز. ماذا نقول عن فظاعة الآلام المرافقة للحروب؟ بتر الأعضاء والشلل الناتج عن حوادث الطرق؟ الأوجاع الجسدية الشديدة من جراء أمراض السرطان وغيره؟ ومع ذلك فليست الآلام الجسدية هي كل ما هنالك. يبدو أن الألم الجسدي أخف بكثير للتحمّل من العذاب الذهني. ألم يكن هذا ما أشار إليه سليمان حين قال، «رُوحُ الإِنْسَانِ تَحْتَمِلُ مَرَضَهُ أَمَّا الرُّوحُ الْمَكْسُورَةُ فَمَنْ يَحْمِلُهَا؟» (أمثال 14:18)؟ هنالك الألم الذي ينتج عن عدم الأمانة في العلاقات الزوجيّة، أو في موت عزيز، أو خيبة أمل من حُلم لم يتحقّق. هناك الحزن من الهَجر، أو من خيانة صديق عزيز. نتساءَل في بعض الأحيان عن مقدرة الإنسان في تحمّل الضربات، الآلآم، والأحزان الساحقة في الحياة. هذه الآلام عظيمة بحد ذاتها. لكن عندما تُقاس بالمجد الآتي فتكون كنخس دبّوس. قال بولس أنه «لا تجدر المقارنة مع المجد الذي سيُعلن لنا.» إن تكن الآلام عظيمة بهذا المقدار فكم وكم سيكون المجد أعظم! في موضع آخر يتحدّث بولس الرسول بفرح تشبيه روحي حين يقول، «لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً» (كورنثوس الثانية 17:4). وفي مقياس معيّن تكون آلام الحاضر بخفّة الريشة بينما الأمجاد الأبدية ثقيلة. وقياسها بالزمن تكون الآلام وقتيّة بينما الأمجاد أبدية. عندما نرى المخلّص في نهاية رحلتنا، ستخبو كل آلام الحاضر لتصبح تافهة. |
«...جعلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرهُ.» (نشيد الأنشاد 6:1) http://upload.konozalsamaa.com/uploads/13273941381.jpg إخوة الصَبيَّة شولميت أرسلوها لتعمل في الكرم. ومن كثرة العمل في العناية بالكرم أهملت كرمها، أي ما معناه، منظرها الشخصي. صارت بشرتها سمراء وجافة وبدون شك أصبح شعر رأسها أشعث. يكمن دائماً خطر إهمالنا لكرمنا عندما ننشغل بكرم غيرنا. هنالك، مثلاً، خطر كامن في الإنشغال الكلّي بالكرازة للعالم وينسى عائلته الهالكة. اذا أعطانا الله أولاداً فينبغي أن يكونوا حقل التبشير الأوّل عندنا. عندما نقف أمام الله، يكون فرحنا عظيماً عندما يمكننا القول: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ» (عبرانيين 13:2). لا يعوّض عن هلاك ابن أو ابنة كل معانقات الجمهور المحب. يبدو من الكتاب المقدس أن المسؤولية تبدأ من البيت. بعد أن أخرج المسيح الشياطين من لجيئون تحدّاه قائلاً، «اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ» (مرقس 19:5). وغالباً ما يظهر لنا أن بيتنا أصعب مكان للكرازة لكن هناك ينبغي أن نبدأ. وكذلك عندما أرسل يسوع تلاميذه قال لهم، «تَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (أعمال 8:1). إبدأوا في أورشليم، في بيتكم. صمّم اندراوس ألاّ يهمل كرمه. فنقرأ عنه، «هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا، الَّذِي تَفْسِيرهُ، الْمَسِيحُ» (يوحنا 41:1). هنالك وبلا شك بعض الحالات حيث مؤمن أمين يلتمس أن يربح أحبّاءه للرب يسوع، لكّنهم يصّرون على البقاء على عدم إيمانهم. لا نستطيع أن نضمن خلاص أصدقائنا وأهلنا الأبدي. لكن ينبغي أن ننتبه إلى عدم إهمال أهلنا بينما ننشغل في الكرازة للآخرين. في حالات كهذه ينبغي أن نعطي الأولوية لكرمنا. |
«لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ.» (رومية 3:10) https://1.bp.blogspot.com/_cHLmqhOHTw...gallery-12.jpg لا يمكن لأحد غير مخلّص أن يدعو باِسم الرب. هذا الدعاء اليائس لن يمر دون إجابة. عندما نصل إلى نهاية مصادرنا، عندما نفقد الأمل في إنقاذ أنفسنا، عندما لا نجد ملاذاً غير العلي، نرسل صيحة أسى إلى الرب، فيسمعنا ويجيبنا. كان شاباً من طائفة السيخ يدعى سادهو سندر سينج مصمّماً على الإنتحار في حال عدم ايجاده سلام. فصلّى قائلا، «يا رب، إن كنت موجوداً، أظهر نفسك لي في هذه الليلة.» فإن لم يحصل على إجابة خلال سبع ساعات، كان سيقذف بنفسه أمام القطار المسافر إلى لاهور. في الساعات الأولى من ذلك الصباح، رأى مشهد الرب يسوع داخلاً إلى غرفته ويكلّمه بالهندوسية، «كنت في صلاتك تبحث عن الطريق الصحيح. فلِم لا تقبلها؟ أنا هو الطريق.» اندفع إلى غرفة والده وقال، «أنا مسيحي. لن أستطيع أن أخدم أحداً غير يسوع. حياتي مُلك له حتى مماتي.» لا أعرف أحداً دعا باِسم الرب بكل جدية إلاّ وحصل على استجابة. طبعاً هنالك الذين يصلّون للرب حين يكونون تحت وطأة مشكلة صعبة، يَعِدون بالحياة للرب اذا أنقذهم، لكن ينسون بسرعة بعد أن ترتفع الصعوبة عنهم. لكن الله يعلم قلوبهم، يعرف أنهم استغلّوا المناسبة ولم يكن وعدهم ينم عن التزام حقيقي. لكن الحقيقة الأبدية هي أن الله يُظهر نفسه دائماً لكل من يبحث عنه. في الأماكن التي لا يمكن الحصول على الكتاب المقدس، يمكن أن يظهر في حلم أو رؤيا. وفي بلاد أخرى من خلال قطعة من الكتاب، أو من شهادة شخصية، أم عن طريق مواد مسيحية تصل بطريقة عجيبة تعالج المشكلة. وهكذا وبكل معنى يمكن القول، «أن الذي يطلب الله قد وجده فعلاً.» أمر مؤكّد جداً. |
«إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.» (يوحنا 17:13) http://files.radio-abana.org/pic/201...1241507xl5.jpg كل معلّم أو مبشّر بالإيمان المسيحي ينبغي أن يمارس ما يبشّر به. يجب أن يقدّموا للعالم مثالاً حياً للحق. مشيئة الله هي أن يصبح الكلمة جسداً ويحل بشعبه. يتأثّر العالم بالأعمال أكثر من تأثّره بالكلام. فقد كتب إدجار جيست، «أُفضّل أن أرى موعظة من أن أسمع واحدة في يوم ما.» أو كما يقال أحياناً، «حياتك صارخة إلاّ أنني لا أستطيع أن أسمع ما تقول.» قيل عن أحد المبشّرين أنه عندما كان يعظ كان الناس كانوا يتمنّون أن لا يغادر المنبر، لكن عندما كان بعيداً عن المنبر تمنّى الناس ألاّ يعتليه ثانية. قال أيرونسايد، «لا شيء يقفل الشفاه كما الحياة.» وفي نفس الموضوع كتب هنري دراموند، «الإنسان رسالة.» وأضاف كارلايل شهادته الشخصية بقوله: «الحياة المقدسة أفضل وسيلة للشهادة عن الله في عالم الواقع. تحمل الكلمات ثقلاً عندما تكون مدعومة من حياة الشخص.» بينما قال ستانلي جونز، «يصير الكلمة جسداً فينا قبل أن يصير قوة من خلالنا.» وعبّر عن هذا أيضاً أوسوالد تشامبرز، «اذا أنا وعظتُ الأمر الصحيح لكن إن كنت لا أحياه فأكون كمَن لا يُخبر الحقيقة عن الله.» نعلم أن الرب يسوع المسيح هو الكامل فقط في عمل ما يعظ به. لم يوجد أي تناقض بين رسالته وبين حياته. عندما سأله اليهود، «من أنت؟» أجابهم قائلاً، «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ.» (يوحنا 25:8). كانت سيرته مرادفة لكلامه. كان أخوان يحملان شهادة الدكتوراة، أحدهما واعظاً والآخر طبيباً. جاءت يوماً امرأة تعاني من مشكلة إلى الواعظ لكنها لم تَعلم أي منهما يسكن ذاك البيت. عندما فتح الواعظ الباب، سألته المرأة، «هل أنت الدكتور الذي يعظ أم الذي يمارس الطب؟» تأثّر الواعظ بهذا السؤال وتجدّدت في نفسه ضرورة الحياة مثالاً لما يُعلِّم. |
«لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً.» (فيليي 12:3) http://aghnatious.avabishoy.com/Jesus_007.jpg رأينا في درس البارحة أن سلوكنا ينبغي أن يتماثل مع إيماننا. لكن لكي نحصل على توازن في هذا الموضوع يجب أن نضيف أمرين. أوّلاً، يجب أن نعترف أنه لا يمكننا أن نحيا حق الله بكل كمال ما دمنا في هذا العالم. بالرغم من أننا قد بذلنا جهدنا، لا نزال مضطرين للقول أننا خُدّام بطّالين. لكن يجب أن لا نستغل هذه الحقيقة عُذراً لفشلنا أو لمستوانا المتدنّي. واجبنا أن نستمر في المحاولة لسد الفجوة ما بين شفاهنا وحياتنا. الإعتبار الآخر هو ما يلي: الرسالة دائماً أعظم من الرسول، بغض النظر من هو. قال أندرو موري، «نحن، خدّام الرب، عاجلاً أم آجلاً سوف نعظ بكلمات لا نستطيع أن نتمّمها بأنفسنا.» وبعد خمسة وثلاثين سنة من كتابة كتابه (الثبوت في المسيح) قال، «أريدكم أن تفهموا أن المؤلّف يُقتاد أحياناً لقول أكثر ممّا اختبره. لم أختبر عندها كل ما كتبت عنه. ولا يمكنني القول أنني قد اختبرت الكل حتى الآن.» حق الله عظيم وَسامٍ. إنه سماوي وكما كتب جاي كينج، «يسبّب الخوف من لمسه لئلاّ يفسده بعقل فاسد.» لكن هل يصح ألاّ نعلنه لأننا لا نستطيع أن نصل إلى ذروته المرتفعة؟ بالعكس تماماً. ينبغي أن نُعلنه، حتى ولو ندين أنفسنا بعمل ذلك. مهما فشلنا في اختباره بأنفسنا، نجعله طموح قلوبنا. نشدّد ثانية على هذه الإعتبارات التي يجب أن نستخدمها عذراً لتصرّفنا الذي لا يليق بالمخلّص. لكن ينبغي أن تحفظنا من دينونة لا مبرّر لها لرجال الله لأن رسالتهم تسمو في بعض الأحيان إلى مستويات لا يستطيعوا هم أنفسهم الوصول إليها. وينبغي ألاّ تمنعنا من إبداء مشورة الله الكاملة مع أننا لم نختبرها بالكامل. يعرف الله قلوبنا. يعرف إن كنا نمارس المُراءاة والنفاق أو طموحين ومتحمّسين. |
«لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلَّهِ.» (أخبار الأيام الثاني 15:20) http://www.anatheist.net/images/jesus_2.jpg يتحتّم على جندي الصليب أن يتوقّع الهجوم عليه عاجلاً أم آجلاً. كلّما أعلن حق الله بشجاعة أكثر وأظهر الحق واضحاً في حياته، يتعرّض للمزيد من الهجوم. قال أحد شيوخ أصحاب فكرة التقديس، «الذي يقف الأقرب إلى جانب قائده يكون هدفاً مؤكّداً للسهام.» سيتّهم بأمور لم يقترفها. ستمزّقه النميمة، والشائعات والكلام في غيبته. سيُنبَذ ويُستهزأ به. هذه معاملة العالم ومع الأسف الشديد تكون أحياناً من الزملاء المؤمنين. مهم أن نتذكّر في مثل هذه الظروف أن المعركة ليست معركتنا بل لِلّه. ويجب أن نطالب بالوعد من سفر الخروج 14:14، «الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأنْتُمْ تَصْمُتُونَ.» وهذا يعني أننا لسنا ملزمين بالدفاع عن أنفسنا أو الهجوم. الرب يبرّرنا في الوقت المناسب. كتب ف. ماير يقول: «كم وكم نخسر بسبب كلمة! كن هادئاً، كن صامتاً، إن ضربوك على خدّك الأيمن فحوّل لهم الآخر أيضاً. لا تنتقم. لا تهتم لسمعتك أو لشخصك لأنهما في يديه، وأنت يمكن أن تفسدهما عندما تحاول أن تحافظ عليهما.» نجد في يوسف أفضل مثال لمن لم يحاول أن يبرّر نفسه عندما اتَّهم زوراً. سلّم أمره لِلّه، والله قد أظهر براءته ورفعه إلى مراتب عُليا. شهد أحد خدّام المسيح الطاعن في السِّن أنه أسيء إليه مرّات عديدة خلال سني حياته. لكنه دائماً صلّى كلمات استعارها من القدّيس أوغسطين، «يا رب، أنقذني من شهوتي لتبرير نفسي.» وقال أن الله لم يفشله في تبريره وإظهار المذنبين. الرب يسوع المسيح كان المثال الأسمى. «وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ.» (بطرس الأولى 23:2). هذه هي رسالة اليوم. غير ملزمين بالدفاع عن أنفسنا عندما نُتهَّم زوراً. المعركة للرب. هو يقاتل عنّا. ينبغي أن نحافظ على صمتنا. |
صار كل هذا عليَّ ( تك 42: 36 ) http://img145.imageshack.us/img145/3012/55631975.gif ليس غريبًا أن توجد الصعاب في عالم يفتخر بحكمته وبموارده، ونستطيع أن ندرك جيدًا وجود صعاب كالجبال التي لا تُرتقى أمام الشخص الذي يعيش بالاستقلال عن الله ـ بلا إله. ولكن ليس هكذا الحال مع المؤمنين لأن صعابًا كهذه لا وجود لها أمام إيماننا، كما أن لا وجود لها أمام إلهنا إذ إن الإيمان يوقن بأن الله يتداخل في كل ظروفنا فيرتبها على أحسن حال. وهل يوجد شيء واحد عسير على الله الذي يحبنا؟ أ لم يُخلِّص إلهنا راحاب الزانية، بينما كان بيتها بحائط سور المدينة، السور الذي سقط وتحطم في ذات اليوم الذي خلصت فيه؟ أوَلم يدخل يشوع وكالب إلى أرض الموعد، بينما كان في الأرض جبابرة عظام كانا أمامهم كالجراد؟ حقًا إن دخول الأرض كان صعوبة كبرى، بل أمرًا مستحيلاً أمام الجواسيس العشرة، ولكنه لم يكن صعوبة أمام الإيمان ولا أمام الله الذي يكرم الإيمان. لقد كان يوسف في أعماق السجن مجهولاً من الجميع ومنسيًا حتى من رئيس السُقاة الذي كان أولىَ من غيره بأن يتذكره، فكيف يمكن له الخروج من ذلك السجن؟ حقًا إنها لصعوبة كبرى، بل أمر مستحيل، ولكن ليس لدى الله الذي أعطاه المواعيد. ليتمثل أمامنا يوسف راكبًا في مركبة فرعون ومجتازًا في أرض مصر، والمصريون راكعون أمامه، فنتحقق أن لا صعوبة تقوم أمام الله. ويمكننا أن نأتي بأمثلة كثيرة، ولكن فيما أسلفنا الكفاية لأن نبيِّن أن الصعاب لا وجود لها أمام الإيمان وإنما قد تعرض لهم مجرد تغذية إيمانهم وتقويته. حقًا إن الأزمنة صعبة، وبذلك يعطينا الرب فرصة ربما تكون الأخيرة لنُظهر أنه يمكننا أن نلقي بأنفسنا بين يديه، وأننا لسنا مثل الآخرين الذين ليس لهم هذا الإيمان، ولذلك يستسلمون لليأس. من ثم يجب علينا أن لا نخاف خوف غير المؤمنين ولا نرتاع من شَبَح الحوادث التي تهددنا، بل لنقدس الرب في قلوبنا وليكن هو خوفنا. وإذا ازدادت الصعاب فلنزداد ثقة في الرب ولنسلِّم أنفسنا وكل أمورنا بين يديه وهو يعتني بكل ما يخصنا ويخص عائلاتنا وما يخص اجتماعاتنا أيضًا. لنصدق إلهنا ولنؤمن بكل تأكيدات كلمته التي كُتبت لأجلنا، وحينئذٍ لا تجري كلمة ”صعاب“ على ألسنتنا، ولن تأتي لتعكر سلامنا أو تقطع شركتنا مع الله. |
اسمعوا! هوذا الزارع قد خرج ليزرع، وفيما هو يزرع سقط بعضٌ على الطريق، فجاءت طيور السماء وأكلته ( مر 4: 3 ، 4) https://1.bp.blogspot.com/--lZMX0n5Dv...t-of-jesus.jpg يشرح لنا الرب نفسه مَثَل الزارع فيقول: «الزارع يزرع الكلمة، وهؤلاء هم الذين على الطريق، حيث تُزرع الكلمة، وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم» ( مر 4: 14 ، 15). فالطريق يُشير إلى حالة قلوب بعض السامعين. إنها نوعية من الناس لا يكترثون كثيرًا بما يسمعونه، إنهم مُصابون بحالة من الاستخفاف وعدم الاستعداد لقبول الكلمة، وهذا ما يجعل الشيطان يُبادر، وبكل سهولة، كما يذكر لنا البشير متى «ويخطف الكلمة» ( مت 13: 19 )! فرغم أن الكلمة وصلت إلى القلب، إذ إن كلمة الله تناسب حاجة قلب الإنسان بغض النظر إن كان يقبلها أو لا يقبلها، لكن لأنهم عديمو الانتباه وغير مُبالين، سرعان ما يخطف الشيطان ما زُرع على سطح القلب ولم ينغرس فيه. وما أكثر النفوس التي يهيئ لها الله فرصة تلو فرصة، فيها يسمعون كلمة الله المُخلِّصة ( يع 1: 18 )، والمطهِّرة ( أف 5: 26 )، لكنهم بكل أسف يسمحون للشيطان أن ينزع الكلمة، إذ هم أصلاً غير جادين لاستقبالها! ألا نرى في هيرودس مثالاً لذلك. لقد كان مُغرمًا بسماع كلام يوحنا المعمدان، بل كان يسمعه بسرور ( مر 6: 20 )، ولكنه لم يكن عنده استعداد قط أن يتجاوب معه، بل عندما تحرَّك ضميره وتوبَّخ من يوحنا، نجده يزيح يوحنا من أمامه ويُدخِله السجن، بدلاً من أن يعترف بخطئه ويتوب ( لو 3: 19 ، 20)!! |
احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس ،لكي ينظروكم ( متى 6 : 1 ) http://media.bibelfokus.se/pics/jesus_kommer.jpg كتبت الأديبة "بيغي نونان" كتاباً عنوانه "الحياة والحرية ونشدان السعادة ".وفيه شددت على أن المظاهر قد تكون خداعة ،قائلةً "إن الناس لا يظهرون أبداً على حقيقتهم ."وعلى رجل الأعمال العديم الضمير علقت نونان بأننا لو رأيناه على حقيقته لشاهدنا أمامنا "رجلاً جالساً إلى مأدبة وفي اسنانه خنجر ."فمن حيث المظاهر كلها هو مواطن بارز رفيع،إلا أنه بالحقيقة مراء او منافق . وقد سمى المسيح القادة الدينيين في أيامه "مرائين" ( متى 23 : 13 – 15 ) وعنى بذلك انهم ممثلون.وفي المسارح القديمة كان كل ممثل يؤدي عدة أدوار على التوالي. ولتغيير شخصيته كان يكتفي بوضع قناع على وجهه. فأولئك القادة الدينيون إنما كانوا يبدلون أقنعتهم.فقد كانوا يصطنعون المظاهر للظفر بتصفيق أهل مجتمعهم،لكنهم لم يكونوا يهتمون بحقيقة حالهم في أعماق كيانهم. والمسيح علمنا ألا نكون مثل المرائين الذين يؤدون"واجباتهم الدينية كي يراهم الآخرون ( متى 6 : 1 – 6 )، وقال:"متى صنعت صدقةً،فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك " ( ع3 ) فالله لا تخدعه الأقنعة التي نلبسها لنكسب استحسان الناس ومديحهم،بل إنه يدخر رضاه نحو الذين يعبدونه بالحق ويتفانون في خدمة الآخرين. الإيمان الحقيقي لا يعبر عن ذاته البتة بسيرة مزيفة . |
الساعة الآن 07:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025