منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 21 - 09 - 2012 07:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
" طوبى للرجل الذى يحتمل التجربة " ( يعقوب 1 : 12 )

http://www.clc4me.org/sitebuildercon...s/JesusHug.png
التجربة في الطريق

التجارب في الحياة تأتي علي كل الناس فكل الخليقة تئن وتتمخض فلا يوجد أنسان لا يواجه المشكلات والمصاعب التي ينبغي مواجهتها والتغلب عليها. ونحن نسمع صوت الرب يسوع المسيح يقول لنا في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا اني قد غلبت العالم ،فالمسيح رئيس ايماننا جُرب وخرج منتصراً وهو قادر ان يعين المجربيين .

الجهاد طبيعة كل إنسان يريد أن يحصل على شيء ثمين. الحرب تكون ثقيلة عندما يكون المقصود منها الحرب لذاتها. ولكن إذا كان الهدف منها النمو الروحي والثبات في الله فهي حرب لذيذة. والحرب لذيذة لأن النصرة أكيدة لأن الرب يسوع انتصر لي ، وأنا به أنتصر . هي حرب مع عدو شرس سبق أن غلبه الرب. حارب المسيح بالأكل، وحاربه بالكبرياء قائلاً ارم نفسك عن جناح الهيكل، وأخيراً حاربه بترك الصليب ونهج الطريق السهل قائلاً: أعطيك ممالك الأرض كلها إن خررت وسجدت لي بدل أن تملك على قلوب البشر بالصليب... ارم صليبك وتعلم الميوعة في الحياة... ولكن ربنا انتصر لنا .

اليوم الكنيسة في حالة حرب... وهذه ملامحها، مثلاً ماذا يغيظ الشيطان أكثر من الصوم ؟ "هذا الجنس لا يخرج إلاَّ بالصلاة والصوم" الشيطان أيضاً يدخل طرق العالم في الكنيسة، محبة المال، اللف والدوران تحت اسم الحكمة، والغاية تبرر الوسيلة، والكذب الأبيض... ثم يدخل العالم البيت وبدل أن يسمع الطفل صوت الترتيل والعبادة يسمع التليفزيون ويرى الصور الخليعة وأيضاً تأثير الشارع والمدرسة... البنت المسيحية محاصرة في وسط إغراءات العالم... وتسمع في كل مكان عن مغامرات الشر. وترى المجلات . الحق أن أولادنا في جب الأسود... جب الأسود أرحم... لكن دانيال سد أفواه الأسود بالصوم والصلاة... إنها حرب عنيفة لا يمكن ضمان سلامتنا في الرحلة إلاَّ بالصوم والصلاة مع الإيمان. ربنا قال لأرميا النبي: "طوفوا في شوارع أورشليم... " هل تجدون إنساناً أو يوجد عامل بالعدل، طالب الحق فأصفح عنها" (أر 5: 1). لو أن واحد يصوم صوماً حقيقياً و يبذل ذاته ربنا ينقذ الكنيسة كلها. لو أن واحد يكرس حياته في صمت وبذل يخزى الشيطان.

توجد حرب في كل مكان- في العائلة القبطية، أولادنا في الجامعة- توجد حرب الإلحاد- و الانحراف الخلقي- الإيمان يتزعزع... تأثير المادة، طلب الهجرة من أجل المال- من كثرة الإثم تفتر محبة الكنيسة. لعل إبن الإنسان عندما يجئ يحد الإيمان على الأرض. والموضوع في أيدينا لأن أسلحتنا قادرة بالمسيح يسوع على هدم حصون، وإخضاع كل فكر لطاعة المسيح.

لماذا ينسانا الله إن كان أبانا ؟

هذا هو إنجيل الأحد الثاني: إنها تجربة التشكيك في أبوة الله لنا "إن كنت ابن الله- لماذا يتركك جائعاً؟ ولماذا يسمح الله بالمرض وبالفشل وبموت أحبائنا". علينا أن نختبر أن يكون إيماننا في محبة الآب الذي بذل ابنه عنا- أن يكون إيماناً فوق مستوى التجارب و الانفعالات إيمان بالآب يعطينا حصانة أمام تجارب العدو وضيقات العالم وآلام و شهوات الجسد.


التجربة على الجبل

لما صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد أورد الإنجيليون مار متى ومار لوقا عينات من هذه التجارب تجربة الخبز وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل وقد صرعه المسيح في كل تجاربه وكسر شوكته عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا. ولكن لأن المسيح صام عنا ومن أجلنا، ولم يفعل شيئًا إلا لحسابنا فبكل تأكيد أن ما خرج به المسيح منتصرًا على كل تجارب العدو كان لحسابنا بل أعطاه المسيح لنا وأجزل لنا العطاء. ونحن نقترب إلى سجله بمار مرقص تلمس فيه نصيبنا لأن المسيح وهو متحد بطبيعتنا البشرية، صام بها وحارب بها وانتصر بها لحسابنا ومن أجلنا.

الانقياد بروح الله

فأعلم أنه قد تسجل لنا هذا ميراثًا في المسيح، وقد تم هذا بعد المعمودية مباشرة حين جاء صوت الآب من السماء شاهدًا "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وحين حل الروح عليه بهيئة جسمية كاملة بشكل حمامة. فصار فيما بعد أن الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله.

فبدء بمعموديتنا حين ينادي أننا صرنا أولاد الله وحين نقبل نعمة البنوة إذ نتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي الحال فينا والساكن فينا حينئذ يتسلم الروح القدس قيادتنا.

فالذي يُقتاد بروح الله فقد ختم أن الله أبوه وهو ابن الله. الروح هو الذي يرشد إلى جميع الحق، يعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيد، وهو يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، ويفحص كل شيء حتى أعماق الله.

فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطفئ الروح ولا يحزن الروح، ويكون مراضيًا للروح مادام في طريق الحياة يسلك. يصير الإنسان محمولاً منقادًا بروح الله وحسبما يسير الروح يسير.

التجارب في حياتنا

ويتقدم المجرب لأن التجارب في حياة أولاد الله حتمية ولا مفر لأن العدو متربص ويوم أن ننحاز إلى المسيح فقد أعلنا الحرب عليه. إن بداية معموديتنا أننا جحدنا الشيطان وكل قواته الشريرة وكل نجاساته وكل حيله الردية والمضلة.

فبعد أن خرج الشعب مع موسى من أرض العبودية واعتمدوا جميعهم في البحر الأحمر صارت الحرب مع عماليق. فالحرب بعد أن استعلن المسيح ابن الله بصوت الآب وحلول الروح صارت الحرب والتجارب وانتصب المجرب للصراع. إذن التجربة نتيجة طبيعية لالتصاقنا بالمسيح واتحادنا معه ودخولنا إلى شركة معه وفيه بالروح القدس. لم تخل حياة أحد من القديسين على مر العصور من التجارب، فتش في حياة القديسين جميعًا، هل خلت حياة أحدهم من التجارب؟ "جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يضطهدون".

فالرسل الأطهار كم قاسوا من التجارب والتشريد والحبس والسجون الاضطهادات والضيقات والأحزان... شيء مهول ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.

وهكذا الشهداء والأبرار الصديقين والنساء سكان البراري ورجال الإيمان والآباء، كم قاسوا وحملوا الصليب وتجربوا وطافوا معتازين مذلين مكروهين من العالم مجربين.

ولكن الذي يحلو لنا أن نتفكر فيه أن النصرة في المسيح وبالمسيح شيء أكيد لا يقرب منه الشك.

فالمسيح سحق الشيطان وأذل فخره، ورجع الشيطان مكسورًا مهانًا مذلولاً خائبًا. فالتمسك بالمسيح والحياة فيه، يزكي فينا الشعور بالنصرة ووعد المسيح قائم أنه أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو الشرير.

وهكذا ندرك أنه مهما طالت التجارب وتنوعت ومهما بدا أن الشيطان متقوٍ علينا ولكن الغلبة النهائية هي لحساب المسيح. وما بناه الشيطان في سنين وسنين يهدمه المسيح بكلمة، لأن ابن الله قد جاء لكي ينقض أعمال إبليس.

وهكذا يدخل أبناء الله التجارب وهم حاملون للنصرة في داخلهم كتلميذ يدخل الامتحان ونتيجة الامتحان والفوز في جيبه. "ثقوا أنا قد غلبت العالم"، "وخرج غالبًا ولكي يغلب". وهذا الشعور في القديسين هو الذي قادهم إلى الاتضاع الحقيقي، لأنهم أدركوا أن النصرة ليست بقوتهم ولا بذراع البشر، ولا اعتمدوا على عملهم ولا على قدرتهم بل على الله وحده. فكان إذا انتصروا على الشيطان وأذلوا فخره، كانوا يزدادون اتضاعًا وإنكارًا لذواتهم ويزدادون ثقة في الذي يقويهم "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"، "أنا ما أنا ولكن نعمة الله التي معي".

فؤائد التجارب

ولا يجب على المؤمن أن ينظر إلى التجربة الصعبة ، على أنها نقمة بل نعمة ، لأن لها بركاتها الكثيرة ، ومنها ما يلى :

- إحساس المؤمن بوجود يد الله معه فى تجاربه من أجل الإيمان ، وشعوره بالأكثر بالفرح ، بعد أنقضائِها فعلاً ، وشكره عليها .

- زيادة المعونة والتعزية للنفس المتألمة ظلماً ، كما قال القديس بولس الرسول ." كلما كثرت آلامنا ، كثُرت ( بنفس النسبة ) تعزياتنا أيضاً " ( 2 كو 1 : 5 ) . والرب يساعد الأبرار فى تجارب كثيرة . " عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسى " ( مز 94 : 19 ) .

- وأنها تُعلم المؤمن الصابر فضائل كثيرة ، وتُشعر المؤمن بضعفه ، فلا يفتخر بعمله ، أو بجهاده الروحى " إن خفة ضيقتنا الوقتية ، تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقَل مجد أبدياً " ( 2 كو 4 : 17 ) . وقال القديس مار إسحق السريانى : " إن التجارب أبواب للمواهب " .

- ولها بركاتها فى الأبدية ( رو 8 : 17 ) ، ( أع 14 : 22 ) فمقدار المكافأة يكون حسب صبر الإنسان على احتمالها ، وعدم تذمره عليها .

- ووعد الله بإنقاذ الأتقياء من تجارب الشياطين ( 2 بط 2 : 9 ) : " سأحفظك فى ساعة التجربة " ( رؤ 3 : 10 ) وهو وعد أكيد .

- وتقود للخير ( يوسف فى السجن + القاء موسى فى النهر + الفتية فى أتون النار + حرب شاول لداود + دانيال فى جب الأسود + أكاليل للشهداء والمعترفين بالإيمان )

- تُظهر لنا أمانة الله ، وبُطلان التعزيات الأرضية ، وتدفعنا للتوبة ، وتؤدى إلى إذلال الخاطئ المتجبر ، الذى يعاند النصائح اللينة . وتدعو للصلاة وطلب معونة الله ( يونان فى جوف الحوت ) ، وتُعلم الجدية ، وفهم متاعب الدنيا ، وامتحان للتزكية ( إر 9 : 7 )

- فاحذر ، لئلا تكون التجربة ، بسبب البُعد عن الله ، كما قال عن بنى إسرائيل :

" أُضيق عليهم حتى يشعروا " ( إر 10 : 18 ) .

- وقال القديس مارإسحق السريانى : " إن كنا أشراراً ، بالأحزان نؤدب وإن كنا أبراراً بالأحزان نُختبر " . فتذكر هذا الفارق الواضح . وقال أب قديس آخر : " عندما تأتينا التجربة ، يكون لنا شعوران : شعور بالفرح ، لأننا نسيرفى طريق الله الضيق ( المؤدى للملكوت ) ، أو شعور بالحزن ، لئلا تكون التجربة بسبب غلاظة القلب فينا " . وبدلاً من أن نفكر ، ونحزن ، ونتعب من التجربة ، نسأل انفسنا ، لماذا سمح الله لك بتلك الضيقة ؟! وخذ الدرس ، لخلاص النفس


للاب افرايم الاورشليمى


Mary Naeem 21 - 09 - 2012 07:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شجاعة بولس

http://upload.konozalsamaa.com/uploads/13347840991.jpg

لقد طلب عيون اخرى- أقصد عيون المحب هم وعقل أخر واندفق بقوه دافعه مثل السيل الجارف في هذا الوقت لم يكن مملؤ بفيض من النعمة الإلهية. ولا متمتع بتدفق الروح، وبالرغم من هذا كان مشتعلًا ويعمل كل شىء بروح الأمانة لعله يعوض ما كانت عليه حياته الأولى كان يعد نفسه بكل اعماله هذه ليواجه بقوه رغم انه كان في ملء لجرأه والاندفاع. والانفعال إلا انه كان دائماُ رقيقًا سهل الانقياد لمعلميه ولم يرفض طاعتهم رغم حماسه المتدفق فعندما ما أتوا اليه واخبروه بانه يجب ان يذهب إلى طرسوس وقيصريه لم يرفض رغم توقد حماسه بل أقول " جنونه المؤقت".قالوا انه يجب ان يدلى من الحائط في سله ووافق... نصحوه بان يحلق رأسه فلم يعترض. قالوا له لاتدخل المسرح فلبى طلبهم. كان هدفه الوحيد أن يتحمل كل شىء ليسند المؤمنين ويعمل من أجل السلام والتوافق.كان دائمًا على الاستعداد للتبشير بالإنجيل.

عندما تسمع انه ارسل ابن اخته إلى الوالى tribune ليخلصه من المخاطر او انه رفع دعواه الى قيصر فاسرع إلى روما فلا تعتقد ان هذه مخاطر جبنه.

ألم يكن هو الذي حزن عندما كان سيواصل حياته الدينوية واختار ان يكون مع السيد المسيح ؟ كيف له ان يرغب الحاضر وهو الذي استخف حتى بالسموات وبالملائكه من أجل السيد المسيح؟

لماذا اذا كان يفعل ما يفعله؟ من اجل الاستمرار في الوعظ وليتول له اتباعًا في العالم وكل قد ربح اكليلاُ. كان يخشى ان يترك الحياه اكثر فقرًا اذا ما حرم من خلاص الجموع. وهذا دفعه لانىيقول " ولكن ان ابقى في الجسد ألزم من اجلكم" (في 24:1).
ه

وبناء عليه فعندما رأى ان محاكمته تجرى لمصلحته وان فستوس قال " كان يمكن ان يطلق هذا الإنسان لو لم يكن رفع دعواه إلى قيصر " ( اع 32:26) وبالرغم من انه اُخذ مكبلًا بالسلاسل اكثر من اعتى المجرمين مرتكبى الجرائم إلا انه لم يخجل ان يكون مكبلًا قلا مثل هذه الصحبه، مهتمًا بخلاص كل هؤلاء المجرمين معه. لم يكن مهتمًا بنجاته لانه كان يعلم انه سيكون بخير. فاخذه مكبلًا في هذا البحر الخضد كان يسعده كمن يكون في موكب امبراطوريه قويه.

لانها في الحقيقه لم تكن بالمكافأه الهينه التي قدمت له، الا وهى هدايه مدينه روما. هذه لم تجعله يغفل عن نفس واحده في الموكب لقد هدأ من روعهم معلنًا انه رأى رؤيا واكد لهم ان كل من يبحرون معه يبحرون سينجون.

لقد فغل هذا لا لكى يفتخر بنفسه ولكن لكى يجعلهم يقبلون الأيمان. ولهذا فقد سمح الرب للبحر بان يضطرب ليعلن النعمه الإلهيه التي لبولس الظاهره منها والخفيه ( التي سمع عنها والتي لم يسمع عنها ) .

لانه عندما نصحهم بالا يبحروا رفضوا ان يسمعوا له وواجهوا مخاطر جمه. لم يصطنع الكبرياء من اجل هذه الكنه واتخذ جميع الاحتياطات مثل أب يرعى اولاده خشيه ان يضيع احدهم.

عندما وصل إلى روما انظر كيف كان يتكلم بكل رقه وبأي شجاعه ابكم فقد الخائنين لم يتوقف هناك بل واصل سيره إلى اسبانيا وازداد شجاعه في مواجهه المخاطر المتزايده واصبح اكثر جرأه ليس هو فحسب بل تلاميذه ايضًا الذين احتذوا به، وبلا شك لو انهم رأوه جبانًا او خاضعًا لو هنت عزيمتهم. ولكن عندما رأوا شجاعته تزداد مبادرًا ومصدرا للتعليمات نادوا هم ايضاَ بالانجيل بكل ثقه وقد قال لنا ذلك في كلماته " واكثر الاخوه وهم واثقون في الرب بوثقى يجترئون اكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف" (في 14:1).

لو ان جزالًا اظهر شجاعة ليس فقط عندما يذبَحَ ويقهر ولكنه ايضًا عندما يجُرح، فهو يزيد شجاعه اتباعه. فالشجاعة تزداد عندما يجُرح هو نفسه اكثر من ان ينزل الجروح بالآخرين عندما يراه هؤلاء انه مغطى بالدم والجروح ورافضًا الخضوع وواقفًا بتبات ملوحا بسيفه مرسلًا الطلقات على الاعداء رافضًا الاستسلام لالامه حينئذ ستتأكد من انهم سينقادون لمثل هذا القائد بحماس اكبر. وهذا ما حدث في حالة القديس بولس فعندما ما رأوه مكبلًا بالأغلال وواعظًا حتى في السجن غالبًا بكلماته هؤلاء الذين جلدوه- اكتسبوا ثقه اكبر ولهذا فهو لا يقول انهم تجرأوا ولكنهم تمكنوا من نطق الكلمات بجرأه وبلا خوف.

واعظين بشجاعة اكثر عن مين كان حرًا غير مكبلًا في هذا الوقت قد اكتسب هو ثقه اكبر بنفسه. كان شاهدًا حازمًا ضد اعدائه. وزياده العقوبة ادت إلى زياده الثقه بالنفس وفي السجن كان غالبًا لدرجة ان الأساسات اهتزت والأبواب اندفعت مفتوحة والسجناء تحولوا. حتى الوالى كاد ان يؤمن كما اعترف هو بنفسه بذلك "بقليل تقنعنى ان اصير مسيحيًا" (اع 28:26). مره اخرى عندما رجموه بالحجارة دخل المدينة التي رجموه فيها وحولها إلى الإيمان. استدعوه للمثول للمحاكمة مره امام الأعداء واخرى امام الاثنين والذي حاكموه اصبحوا له تلاميذ وخصومه صاروا تابعين له.

كما تندلع النيران عندما تلامس المواد المختلفه وتنتشر كذلك كانت كلمات بولس الرسول تحدث تحولًا لكل من يصادفها بل وتقتنصه. فهؤلاء الذين حاربوه بسرعه تحولوا إلى وقود لنار الروح القدس ومن خلالهم انتشرت الكلمه ووصلت الآخرين ولذلك فقد قال " الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب ولكن كلمه الله لا تفيد (2تى9:2).

مرات عديده ساعدوه على الفرار. كانوا كأنهم مطاردين ولكنهم في الحقيقه كانوا تابعين فيما بعد العدو عمل اعمال الأصدقاء والحلفاء فلم يتركوه يبقى في مكان واحد بل جعلوا الطبيب يتجول بسبب مطاردتهم وتهديداتهم، وكانت النتيجه ان الجميع استمعوا إلى كلماته.

قيدوه ثانيه ولكن هذا جعله اكثر حده في تصميمه - في طردهم لتلاميذه ارسلوهم إلى الناس لم يكن لهم معلمين حتى ذلك الوقت - قادوه إلى محكمه عليا وهكذا منحوا فرصه مباركه العاصمه. وهذا جعل اعداؤه يغتاظون من الرسل قائلين :"ماذا نفعل بهذين الرجلين" ( اع 16:4) بمعنى ان اسلحتنا التي للقمع هى اسلحتهم للفوز.

ارسلوه للسجان ليضعه في القيود ولكنه اقتنص السجان. ارسلوه مكبلًا بالسلاسل مع مساجين آخرين حتى لا يهرب. ولكنه كسب المساجين للإيمان ارسلوه بالبحر في رحله كريهه ولكن تحطم السفينه اعطاه الفرصه لتعليم وارشاد رفقائه في الرحله. حكموا عليه بالعديد من العقوبات ليخمدوا نار الكرازه ولكنها استمرت في الانتشار.

وكما قالوا عن السيد المسيح "ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتى الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا " ولكن حدث العكس انهم قتلوه والرومان سلبوا موضعهم وامتهم والذي تصوروه عوائق ساعد في انتشار البشارة وهكذا في وعظ بولس الرسول. الذي ظنه الأعداء انه سيعوق انتشار كلمته ساعد بالأحرى على اتساع مجالها وزيادة هيبتها.

ولكل هذه الأسباب فلنعط الشكر لله الذي يحول كل شيء للاصلح فلنفتخر ببولس الذي جعل هذه الأشياء ممكنة ولنصلى لكي نحصل على نفس البركات من خلال النعمة ومحبة الرحمة التي لسيدنا يسوع المسيح الذي من خلاله وبه المجد للآب والروح القدس إلى أبد الآباد، آمين.

من
كتاب في مديح القديس بولس - القديس يوحنا ذهبي الفم - القمص تادرس يعقوب ملطي



Mary Naeem 21 - 09 - 2012 07:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من يعلم موعد موته؟
التوبة قبل الا تجدي

http://img405.imageshack.us/img405/5669/ioaua10nt8.jpg


روى احد الأباء الكهنة بشبرا هذه القصة ... حيث حكى انه فى ليلة يوم الخميس طلب منه شخص ان يأتى معه ليصلى لأنسان مريض جدا ً.وكانت الساعة حوالى 12 بعد منتصف الليل فيقول ابونا عندما دخل عليه حجرته وجده رجل كبير فى السن وعرف منه انه لم يدخل الكنيسة ابدا فى حياته حتى اذا دعى الى فرح كان يقف خارج الكنيسة ليشرب سجائر ولم يكن له اى صله او علاقة بالله او بالكنيسة مطلقاً . ولكن من رحمة الله وبحثه الدائم عن اولاده ارسل له هذا الكاهن لكى يمنحه فرصة اخيرة للملكوت
وطلب منه ابونا ان يعترف ويقدم توبة وغداً بعد قداس الجمعة سيأتى ليناوله . ولكن الرجل رفض وقال لأبونا لما تيجى بكرة يا ابونا تناولنى هبقى اعترف واتناول بالمرة مع بعض . فقال له ابونا واحنا نستنى ليه لبكرة ما احنا فيها دلوقتى . فرد الرجل عليه يعنى يا ابونا من هنا لبكرة كلها ساعات مش مكملين حتى نص يوم . فقاله ابونا على راحتك يبنى وعلى العموم حد يبقى يجيلى بكرة بعد القداس عشان يخدنى واجى اناولك فقاله حاضر.
ويقول ابونا استنيت بعد القداس ان حد يجى . مفيش اى حد وكانت الساعة 10 وفين على الساعة 1 ظهرا لقيت الشخص اللى اخدنى بالأمس جايلى . فقلتله محدش جالى الصبح ليه يبنى بعد القداس . قالى يا ابونا فلان مات الساعة 4 الفجر بعد ما قدسك سبته بأربع ساعات .

هذه القصة تبين أد ايه ربنا رحيم لكن هذا الرجل رفض رحمه ربنا فى اخر ساعات من حياته. ربنا كان محدد انه هياخده الساعة 4 وبعتله كاهن الساعة 12 عشان ينقذه من اللى مستنيه لكنه رفض الله ورفض رحمته . فأستحق الهلاك الأبدى وأستحق ان الشياطين هى اللى تيجى وتستلم روحه وتاخدها معاها الى الجحيم .

وانت ربما تكون زى الراجل ده . اكيد كل خاطى عارف بينه وبين نفسه انه ماشى غلط وقايل لنفسة انه هيتوب . لكن امتى هيتوب ؟؟ طبعا هيتوب بعد ميستمتع بكل الشهوات اللى مسيطرة عليه وبعد كده يبقى يتوب ؟؟ ربما يجى عليك لحظات توبة حقيقية فى حياتك لكنك متستغلهاش لصالحك عشان تبدأ حياه جديدة والشيطان يبدا يفكرك بشهواتك فتقول لنفسك
بس انا لو تبت دلوقتى هبقى مضطر اتحرم من ملذات الدنيا وشهواتها . لا انا استمتع بوقتى دلوقتى وبعدين ابقى اتوب هو يعنى خلاص انا هموت انهاردة ، ده لسه بدرى
وتفضل الأيام تجر أيام ولحظات التوبة اللى ربنا ادهالنا انطفت جوانا خلاص ونفضل فى دوامة الحياه لحد منلاقى نفسنا فى الصندوق وابونا بيصلى علينا ونلاقى نفسنا قدام الديان العادل وهو بيقولك ادينى حساب وكالتك وانت مش عارف ساعتها هتقوله ايه وهو بيسمح للشياطين انهم يجى يستلموا روحك وياخدوها للبحيرة المتقدة بالنار والكبريت . للعذاب الابدى .


+ كثيراً ما نقول غداً أتوب وينتهي كل شيء .. حسناً.. ولكن ماذا يحدث لو مُت قبل غد ؟
إن الذي وعدك بالغفران
اذا تبت لم يعدك بالغد اذا أجلت
(( القديس أوغسطينوس ))

كتمك لصوت ربنا دايماً اللى بيصرخ جواك عشان تتوب هو اللى ربنا قصده فى أنجيل معلمنا متى وقال عنه انه تجديف على الروح القدس .
لما يجى الروح القدس جواك ويبكتك على خطاياك وتفضل انت تقفل على الروح القدس حتى لا يؤنبك يبقى هتموت فى خطاياك .
+ لذلك اقول لكم كل خطية و تجديف يغفر للناس و اما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ، و من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له و اما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم و لا في الآتي
((( متى 12 : 31 - 32 )))

الله قادر انه يعطينا توبة حقيقية نقية طاهرة نستحق بها ان ننال رحمته وغفرانه



Mary Naeem 21 - 09 - 2012 07:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
احجار العثرة للبر

ان الذين يجوعون للبر هم الذين ينالونه . فالله لا يكره احد علي تناول هذا المن السماوي , بل يجب ان نكون راغبين لنواله فوق اي رغبة اخري ,
و يجب ان يكون مثل الجوع و العطش . و هناك امور كثيرة تعطل شهيتنا للبر الالهي .




" احجار العثرة للبر "


اولاً : المتعة الخاطئة يمكن ان تدمر شهيتنا لامور الله
كان لبولس الرسول شريك في الخدمة يُدعي ديماس , و لانه كانت لديماس رغبة في مسرات العالم اكبر من رغبته للعطش للرب سمعنا القليل عنه .
و قد لخص بولس سيرة ديماس بقوله " ديماس قد تركني لانه احب العالم الحاضر " 2تي10:4
و كثيرون منا ليست لديهم الشهية للامور الروحية لانهم انغمسوا في مسرات هذا العالم الساقط . و اكلوا من اطعمة الشيطان الشهية للجسد .



فيُروي ان رجلاً كان في طريقه الي السوق تتبعه خنزيرة , بينما كان كل الفلاحين الاخرين يبذلون جهداً لقيادة خنازيرهم . فسأله احدهم كيف يمكنهم ان يجعلوا خنازيرهم تتبعهم فقال :
( الامر بسيط للغاية . كل خطوة اخطوها القي للخنزيرة حبة فول و هي تحب الفول ) .
و هكذا يسير الشيطان امامنا و يلقي لنا حبات الفول , و نحن نتبعه الي الهلاك الابدي .



و قد تكون خطايانا واضحة للجميع , او قد تكون غامضة غير معروفة .
و قد ننشغل كثيراً بالامور المادية – وان كانت غير خاطئة في حد ذاتها – فهي تلقي بقيودها حولنا و تعطل جوعنا الروحي و عطشنا للبر .
و قد ننشغل كثيراً بعملنا او تعليمنا او امور اخري كثيرة يمكنها ان توقف شهيتنا لله و لبره .




ثانياً : الاكتفاء الذاتي يمكن ان يعطل جوعنا الي الله
ان الشخص الذي يشعر انه مملوء و مكتف هو فارغ تماماً . و لا يوجد احد اكثر مرضاً من المريض الذي يعتقد انه في كامل صحته .
و لا يوجد اكثر فقراً من الشخص الذي يعتقد انه غني و هو في الواقع مفلس .
فيقول الكتاب " لانك تقول : اني استغنيت و لا حاجة لي الي شئ , و لست تعلم انك انت الشقي و البائس و فقير و اعمي و عريان " رؤ17:2 .
و الشخص الذي يشعر انه ملآن بذاته لا يعطي الله مكاناُ في حياته .




ثالثاً : الخطايا السرية يمكن ان تفقد شهيتنا لبر الله
الخطية السرية التي نرتكبها لها ثمن . قد نعتقد اننا اخفيناها , و لكن الندم عليها يظل باقياً في قلوبنا و تملا القلب و لا تترك لله مكاناً .
كان يهوذا واحداً من الاثني عشر و ظاهرياً كان يتبع يسوع باستمرار , و لكن داخل قلبه احتفظ بالطمع و الشر اللذين قاداه لخيانة يسوع و في النهاية انتحر .
و رحب شاول ظاهرياً بداود في قصره و لكن قلبه امتلا بالمرارة و الغيرة منه . و في النهاية دمرته هذه الخطية السرية .
فعندما تمتلئ حياتنا بمثل هذه الخطايا لن نعطش للبر . و اذا امتلأت قلبوبنا باطعمة الشيطان سنفقد كل شهية للمن السماوي .




رابعاً : اهمال حياتنا اليومية
يثق كل مؤمن بالله , و لكن قليلين منهم يقضون وقتاً مع الله لانهم مشغولون جداً بالاعمال اليومية حتي لا يتبقي لديهم وقت لقراءة الكتاب المقدس و الصلاة و ليفكروا في حياتهم الروحية .
فيحذرنا الكتاب المقدس من ان نهمل ارواحنا , فمن السهل ان نقسي قلوبنا و نضعف ارواحنا الي ان نفقد شهيتنا للامور الروحية .
هذا الجوع الروحي الذي يجب ان يكون لدينا يحثنا لنكون دائماً مع الله . انه الوعي الكامل الذي يعرف ان البحث عن السلام القلبي بعيداً عن الله باطل .
انه اعترافنا بضعفنا و تسليمنا الكامل لارداته . فمفتاح الشبع الروحي هو التصالح مع الله .
و عندما نتمتع بالبنوية من خلال الايمان سيكون غني الله هو غنانا و قوته هي قوتنا و عندما نسترد علاقتنا مع الله نستمتع بالسعادة و الشبع و السلام العقلي و القلبي .


عن كتاب ( سر السعادة / بيلي جرهام )

Mary Naeem 22 - 09 - 2012 10:28 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
خطية آدم عظيمة ولكن محبة يسوع أعظم
**************************************

http://sphotos-a.xx.fbcdn.net/hphoto...23894476_n.jpg


عندما سقط آدم فى التعدى والمعصية وخالف الوصية الإلهية كان يجب علية أن يتحمل تبعة مخالفته للوصية
المقدسة وثمرة تعديه على هذه الوصية لأن " النفس التي تخطئ هي تموت "(حز 18 : 4) ، وأدم أخطىء فكان لابد أن يموت .
ولكن ظهر لأدم أن محبة الله أعظم من مخالفته وأعظم من ضعفه الذى جعله يقتاد ويسقط ويأكل من الشجرة المحظورة …لم يكن هناك على عاتق الله ما يجعله ينقذ آدم و كان العدل الإلهي يقضى بموت هذا المخلوق المميز ، المخالف ، ولكن كانت محبة الله له أقوى من أى شىء أخر..
+ فظهرت أن محبة الله لآدم عظيمة جداً ، لذا كانت لغة تعامل الله معه هى لغة الحب ، حتى بعد السقوط ظلت لغة الله معه هى هى نفس اللغه التى كان يخاطبه بها ، لغة الحب ، رغم التعدى والمخالفة وكسر الوصية .
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فجعلته يخلق آدم بعد كل شىء وهذا يؤكد لنا أن الإنسان مخلوق للسيادة "
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ،فعندما خلقه الله وضعه فى أفضل مكان وأوجده فى أعظم حال " و غرس الرب الإله جنة في عدن شرقا و وضع هناك ادم الذي جبله…. و اخذ الرب الإله ادم و وضعه في جنة عدن " ( تك 2 : 8 ، 15 ) …
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ، عندما خلقه إذ أعطى له تميزاً واضحا وإكراما عظيماً فخلقه الله على صورته ومثالة " و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا… " ( تك 1 : 26 ، ) ، خلقه على صورته ومثاله فى أمور كثيرة كالجكمة والذكاء والفطنة والبر والكمال والبهاء والحب والجمال ، وذهب البعض إلى القول بأن آدم كان أشبه جماله بابن الله على جبل التجلي!!
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فعندما كان يخلق الله شيئاً ما كان يقول عنه أنه حسن ولكن عندما خلق الله آدم قال عنه أنه " .. حسن جدا " ( تك 1 : 31).
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ،فلقد خلقه الله على صورته ومثاله فى القدرة على الحب ، وما أعظم هذه العطية .
+ ظهرت محبة الله العظيمة لأدم فجعلت أدم يتسلط على كل شىء ويخضع لنفسه كل شىء " فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض " ( تك 1 : 26 )
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ، فبعدما خلقه الله أعطى له البركة " و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املئوا الأرض و أخضعوها و تسلطوا … "( تك 1 : 28 ) ، وهذا يعنى أن آدم وجد فى غنى عظيم وكان يملك ويتحكم فى كل شى مخلوق.
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم عندما أعطاه السراج الذى ينير له الطريق ويكشف له عن نوعية الأفاق التى يرغب فى أن يسلك فيها ، "سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي " (مز 119 : 105). هذا السراج هو الوصية المقدسة ، الوصية التى أوصى الله بها أدم ولكنها رفضها وسلك تبعاً لميوله وإرادته ورغباته وحسب مسرة الحية .
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم عندما ترك له فرصة أن يعطى اسما لحيوانات الأرض وطيورها ، وكأنه السيد والمالك والمدبر" و جبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها إلى ادم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها. فدعا ادم بأسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية" ( تك 2 : 19 ، 20 ) .
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم عندما وجده الله وحيدا فقال " … ليس جيدا أن يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره… فأوقع الرب الإله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من أضلاعه و ملا مكانها لحما.و بنى الرب الإله الضلع التي أخذها من ادم امرأة و احضرها الى ادم. ( تك 2 : 18 ، 21- 22 ).
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى أنه بعدما سقط أدم المخلوق المتعدى والمخالف ، أظهر الله له رحمة وعناية بالغة واهتمام فائق ، وصورة عظيمة ومؤكدة لهذه العناية نجدها عندما صنع الله لآدم و امرأته أقمصة من جلد و البسهما ( تك 3 : 21 ) ودبر لهم الخلاص والنجاة من الموت الذى كان سيلحق به وبنسله ثمرة تعديه ومعصيته .
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى أنه بعدما أخطىء أدم لم يتركه يواجه مصير تصرفاته وتبعة مخالفته للوصية بل أعطى له وعد بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك 3 : 15) وقد كان ، فلقد جاء السيد المسيح وسحق رأس الحية ؛ إبليس ،
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى أنه بعد أن أخطأ أدم ظل الله يفتقده ويتكلم معه ويعالج ضعفاته ويقويه ويعزيه ويظهر له رحمه ، وهكذا أيضاً مع باقى نسله مثلما رأينا اهتمامه بقايين بعدما قتل أخيه هابيل ،و عنايته بيعقوب بعد أن خدع أخي عيسو وسرق البكورية منه، وبداود بعد سقوطه مع بتشبع ، وغيرهم .
+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى انه بعد أن سقط آدم هذا أوجد له الله رجاء عظبم فى العودة للوجود فى الحضرة الإلهية ثانية والوجود فى نعيم الفردوس الأول الذى طرد منه، هذا الرجاء أوجده الله فى المسيح يسوع الذى عتق أدم من الموت وأنتقل بالجنس البشرى من الموت إلى الحياة .
وهناك تقليد يهودى طريف يقول: أن آدم بعد أن طرد من جنة عدن قال للملاك الواقف لحراسة طريق شجرة الحياة: ولكن متى أعود إلى الجنة مرة أخرى؟!! فأجابه الملاك: عندما ترجع بالوجه الذي أعطاه لك الله في الجنة!!
وبهذا يظهر لنا جليا أن اهتمام الله بأدم سبق وجوده وخلقته وأيضا رأينا هذا الاهتمام ظاهراً قبل سقوطه واستمر الاهتمام هو هو بعد السقوط ، اهتمام يفوق الوصف والخيال والتوقع .. انه الله المحبة ، كلى الحب ومصدر الحب وينبوعها ، قلبه لا يتغير وحبه لا ينتهى ومراحمه لا تعرف التوقف " هى جديدة كل صباح كما عبر عنها أرميا النبى (مرا 3 : 23) ولا تظن ياصديقى أن الله فعل ذلك مع آدم فقط أول مخلوق بشرى ، بل معك أنت ،لانك كنت فى صلب أبيك أدم وقت أن أعطى له الله له كل هذا الاهتمام والتدبير والعطاء ، لذا فأنت شخصيا ، موضوع اهتمام الله وتدبيره وعنايته من البدء ، وليس فقط من يوم وجودك كجنين فى الرحم ، إن اهتمام الله بك وعنايته بك تفوق الوصف ولا تستطيع الكلمات أو العبارات أن توصفها ولو من بعيد .. لذا نحن مديونين لله بكل شىء … ولانملك أى شىء من الخيرات والبركات التى نحيا فيها .. " لان منه و به و له كل الأشياء…. " (رو 11 : 36)
إن واجبك اليوم يا صديقى أن تشكر وتسبح وتمجد وتبارك الله وابنه يسوع المسيح الذى حررك وفداك والروح القدس الذى يعمل فى كل حين من أجل أن تكون لك عيشة مباركة وحياة أفضل فى المسيح يسوع ، فهل تقبل إليه الآن لكى يعيدك إلى مكانك الأول ومكانتك الأولى والوجود ثانية فى الحضرة الالهية .. ان أدم الأول فشل فى ذلك تحقيق ذلك ، أما آدم الثانى فقد نجح فى أن يحقق ذلك وبقوة و بانتصار عظيم ، فهل تقبل إليه الآن لكى تتمتع معه بروعة هذا الانتصار ، هل تسأل كيف أبدأ مع المسيح ؟ سأقول لك بالصلاة وبتسليم الحياة للمسيح أرفع قلبك الأن ولا تدع الفرصة تفوتك .. لك القرار والمصير.

Mary Naeem 23 - 09 - 2012 05:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طيران جماعى

http://animalsmore.files.wordpress.c...pg?w=794&h=528

"وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية ... فرحاً مع الفرحين وبكاء مع الباكين، مهتمين بعضكم بعضاً اهتماماً واحداً" (رو 12 : 16،15،10)



نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا" (عب18:6)
إن مشهد الأوز الطائر فى السماء غريب جداً. إنها ترسم معاً شكل الرقم 7. وطريقة طيرانها جميلة وفعالة. فضربات جناحى كل واحدة تنشئ حركة هواء دافعة للأوزة التى خلفها، وهكذا يتم الطيران بسرعة أكثر عما إذا كانت الأوزة تطير بمفردها. والأوزة التى فى رأس الرقم 7 مهمتها هى الأصعب.
وبالنسبة لنا حن المؤمنين، إن رأسنا هو الرب يسوع مرشدنا وراعينا. ورغبته هى أن نحب بعضنا بعضاً بمحبة صادقة وعملية. وبفضل مساندة إخوتى المؤمنين، أستطيع أن أتقدم إلى الأمام مما لو كنت منفرداً.
إن الحياة المسيحية هى رحلة وسعى وطيران جماعى نحو ذلك الذى سبقنا فى المجد ـ أى الرب يسوع المسيح.


Mary Naeem 23 - 09 - 2012 05:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لاتقبل على الزواج قبل ان ترتبط بيسوع

ان لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون.ان لم يحفظ الرب المدينة فباطلا يسهر الحارس)
(.مز 127: 1)

- اخى واختى المتزوجون والمتزوجات هل قرئنا هذه الايه جيدا وفهمنا ما بها

- نصيحه : لانقبل على الزواج ان لم تكن لنا علاقه حقيقيه بيسوع المسيح

عندما يجلس الزوجان معا اما ان يكون السيد المسيح فى وسطهم او يكون أبليس فى وسطهم.

فى حالة وجود السيد المسيح فى وسط الاسره تسود بينهم المحبه والسلام والطمأنينه وينشأ الاولاد فى جو روحى مقدس.

اما فى حاله عدم وجود الله فى وسط الاسره لابد ان يكون ابليس هو الموجود فى وسط البيت.

ما هى وظيفة ابليس(السارق لا يأتي الا ليسرق ويذبح ويهلك.واما انا فقد أتيت

لتكون لهم حياة)(يو10:10)

اخواتى ايهما تفضلوا الله فى وسطكم ام ابليس الذى ياتى يسرق الفرحه والسلام من قلوبنا لانه يريد

تدميرنا احترسوا من سكنى ابليس فى بيوتنا.

- زوج او زوجه يسألوا احنا تزوجنا وبيوتنا كلها مشاكل وكدنا نصل الى المحاكم او وصلنالها فعلا فما هو الحل؟

- الحل الوحيد والمضمون اننا نرجع الى ابونا السماوى ونعلن توبتنا وكل طرف يطلب الغفران لنفسه

الاول ويتوب عن خطاياه ثم يطلب للطرف الاخر واحسن حاجه اننا الاثنين نصلى ونعلن توبتنا

بلاش طرف يتكاسل ويتكل على الاخر وكل طرف يطلب من ربنا ان يغيره الاول ثم يغير الاخر

لاتوضع المشكله كلها على طرف واحد الاثنين مشتركين فى المشاكل كل طرف بنسبه

وصدقونى هتشوفوا تغير كبير فى حياتكم وربنا هيبارك البيت وتبقى أسره تفرح قلب الله

لو فى اسره مشتته الرجل فى بيت والمرأه فى بيت هذا خطر كبير عليهم .يقوم الزوج الان ويجمع شمل اسرته ولو ان بداية هذا المشوار

اى لم شمل الاسره هيكون صعب بس لازم نكسر هذا القيد واعيش مع أسرتى حياة النعمه.

ويرطبطوا باقرب كنيسه لهم وربنا يبارك حياتكم

Mary Naeem 23 - 09 - 2012 05:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله محبة...
http://www.massi7e.com/massi7e/Files...esus/jesus.jpg

في سلوك الله مع شعبه تفهم صفات الرب (بار، عادل، مقتدر، راعٍ، عريس، أب، أم). كل شيء يقوم به الله علاقة. حتى صفة "الخالقية" صفة علاقة اذ يفتتح سفر التكوين بقوله: "في البدء خلق الله السماوات والأرض". لعلّ من أفصح ما قيل عن الله انه "أبو ربّنا يسوع المسيح" (أفسس 1: 3 و2 كورنثوس 1: 3). هذا تعريف حركي أيضًا.
هنا نواجه ما يمكن اعتباره لأول وهلة وصفًا لله وهو قوله: "الله محبة". في رسالة يوحنا الأولى الجامعة بعد ان يقول: "المحبة من الله سيقول: الله محبة" 4: 8.
زعمي ان المحبة ليست صفة من صفات الله. هي اسمه. هي اياه. انها تعطي مضمونا لكلمة الله وتعبر عن حركته بالمسيح وبالقداسة.
المحبة هي البداءة في الآب التي منها جاء الابن والروح القدس. الآب هو الكائن قبل الأزل وهو مع ابنه وروحه في وحدانية هي المحبة. والوحدانية عمق الإله وليست رقما ولا يقع عليها الحساب. المحبة هي الوحدانية المتحرّكة التي تحيي البشر والله لصيق بالبشر منذ خلقهم وهم به يقومون اذا أحبوه من جهة وأحبوا بعضهم بعضًا. فاذا سكنوا فيها يكونون ساكنين في الله فلا يعوزهم الا ان تسكنهم ويسكنوا اليها فتزول الهوّة بين السماء والأرض.
ولكون المحبة كاملة يلغي الله الآلهة الكاذبة التي اصطنعتها شهوات الإنسان. وهذه هي الصنميّة بالذات انك تعتمد شهواتك مصادر للحياة فتصبح أوثانا قتالة فتقول مع نيتشه "الله مات" وهو الحيّ القيّوم الذي يحيي الوجود.
لكن حياة الله المتجددة فيك تقتضي ان تحارب الآلهة الكاذبة التي قبلت أنت ان تتكون منها وهي تزرع الموت الروحي فيك لأنها تمنعك عن المحبة.
هذه اذا ذقتها حقا تصبح عشير الله. نحن في معاشرته في الكلمة التي ينطق بها فينا فنصبح اياها وتصبح ايانا فاذا بمعاشرتنا الله نغدو روحا واحدا معه كما يقول بولس ولا نبقى مشتهين لغير وجهه هذا الذي ما تقناه ترتسم علينا أنواره.
اذا فهمت أنت ذلك تبطل الصفات الكاذبة التي نسبتها الأجيال إلى الله عن طبيعة سلوكه مع شعبه وتبدأ بفهم المحبة النازلة عليك وتنفي عن الله كل ما يناقضه. لا تبقى أسير كلمات مألوفة تنتج فيك الموت الروحي. لا تنظر إلى الله معاقبا كشرطي أو باعثا اليك بأمراض أو قاتلا اياك بحادثة على الطريق.
أنت تموت بسبب من الخوف. والخوف يجعل الله عدوّ الحياة. الحياة في معناها الجسدي والروحي هبة من الله ليس فقط منذ خلقه ايانا ولكن باستمرار محبته جيلا بعد جيل.
إلى هذا ليس الرب ما يصوّره الانسان. هو يصوّر الانسان. ولذلك الخطأ في ان نرى إلى صفات البشر السيئة ونعكسها على الله كإرادة الموت.
الرب نقي ويجب ان تنقّي عقلك من كل ما يسيء إلى اقبالك عليه لأنك لا تكون قد استمتعت بالمحبة التي تنزل عليك منه.
كلّ ما عدا المحبة مملكة الخطيئة "وأجرة الخطيئة هي موت". أقصِ عنك الموت بالمحبة لتصير ابنا للنور فالمحبة وحدها ترميك على النور.
قرّر صادقًا الا يصدر عنك ما يحرج المحبة فيك وفي الآخرين. هذا هو الضياء كله بعد هذا لا تسأل عن تعب يدهمك أو عن تجربة تغريك. المحبة تغسل كلّ السيئات الصادرة عن الفساد الذي يحيط بك وعن الفاسدين.
أحبب هؤلاء أيضا واغفر لهم لأنهم اذا ذاقوا الحب الإلهي المعطى لهم منك يكتشفون شيئا لم يحلموا به من قبل. هناك إمكان لإنسانية جديدة ينزل أهلها بيننا من السماء.

Mary Naeem 23 - 09 - 2012 06:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تأملات وقراءات فى شخصية
القديس يوحنا المعمدان
http://www.bible-people.info/salome-...ptist-head.jpg


القديس يوحنا المعمدان كان بيخاطب الجموع بكلام مناسب لينخس ضمائرهم وينزع منهم الإتكال الكاذب على مجرد إمتيازاتهم كشعب منتسب لله إنتسابا جسديا . الرب آت بلا شك وله الخلاص لمنتظريه , ولكن الغضب آت أيضا , فكل من أراد أن يهرب منه فعليه أن يكون كشجرة نافعة مثمرة طالما كانت الأمة الإسرائيلية موضوعة فى مقام المسئولية الخصوصية أمام الله , ولم تأتى بالأثمار اللائقة بذلك أو أثمار التوبة , بل إنما أفتخروا بنسبتهم إلى أبراهيم وما شاكلها من الأمتيازات الخارجية وعلى قدر ما أنحطوا روحيا زاد إفتخارهم جسديا ويمكن القديس بولس الرسول فى رسالته لرومية فى أصحاح 11 من أيه 11 حتى 24 وضح معنى إفتخارهم جسديا , وكما كان الرب مقبلا حينئذ هكذا هو الآن مقبل أيضا , وطالب أن يجد فينا زيت نعمته لا الإعتراف الشفاهى فقط وده اللى وضحه السيد المسيح فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات فى متى 25: 1- 10 , وكان لكرازة يوحنا فعل قوى فى قلوب السامعين لاسيما البسطاء , فلما أنتبه البعض وجدوا أنفسهم فى مقام لا يليق بإسرائيليين , فأنهم كانوا يظلمون أخوتهم عايشين كل واحد لمصلحة نفسه , فكان يجب على أمثال هؤلاء أن يظهروا توبتهم بتركهم الظلم وممارسة الصدقة والإحسان , وأما الذين كانوا مستخدمين عند مولاهم الوثنى كعشارين وجنود لم يأمرهم يوحنا أن يتركوا هذه الخدمة , مع أنها كانت مخالفة لترتيب الله الأصلى لهم . لأن الله نفسه كان قد سلم السلطان السياسى إلى يد الأمم , بل جلب حكمهم أيضا على إسرائيل لأجل خطاياهم , فذلك أوجب عليهم أن يخضعوا للسلطان إنما لا يجوز لهم أن يسيئوا التصرف فى مأموريتهم. ولذلك القديس يوحنا كان عليه أن يوضح لهم طريق التوبة ,وكان كهنة اليهود وكل الجموع كالأفاعى التى من خارج ناعمة الملمس وفى داخلها سم قاتل يعنى لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها ومع أن كلمة الله التى تكلم بها يوحنا كانت توبيخا ولكن مع التوبيخ كانت النعمة , كان يوحنا يكرز بالتوبة لمغفرة الخطايا , فقد أعدت النعمة ( نعمة الله) طريقا جديدا للإنسان لكى يسير فيه , وهذا الطريق ينبغى أن يعد والذى يعده ويجهزه هو الله نفسه , وأول شىء تقابله فى هذا الطريق هو التوبة . والتوبة هى نتيجة مباركة تصل إليها النفس بواسطة عمل الله بنعمته فيها لكى تخلص .كان الشخص الذى يأتى ليوحنا ليعتمد , كان عليه أن يعترف بأنه لا يوجد أمامه سوى غضب الله , ويعرف أن نعمته أعطته أساسا لمغفرة الخطايا ونوال خلاص الله وما على الإنسان إلا أن يقدم توبة ويعترف بخطاياه أمام الرب والكنيسة , وإن الرب مزمع أن يزيل من أمام كل تائب كل عقبة وكل صعوبة ( كل واد يمتلىء وكل جبل وأكمة ينخفض ...) والوادى يشير إلى كل شىء ليس فى المستوى اللائق , وفى حالة النقيض فينبغى أن يملأ , وهذا نراه واضحا فى كلام يوحنا المعمدان إلى الجموع عندما سألوه قائلين : فماذا نفعل , فأجاب وقال لهم: من له ثوبان فليعط من ليس له ,ومن له طعام فليفعل هكذا ..... , فإذا كان الله أتى لكى يعمل بالنعمة فلابد أن يملأ كل نقص , ومن الناحية الأخرى ويشير إلى كل ما هو مرتفع (الجبل والأكمة) مثل أفتخار الكتبة والفريسيين بأن لهم أبراهيم أبا , فكل كبرياء ينبغى أن ينسحق . وعندما يعمل الله فلابد أن يزيل من أمامه كل كبرياء وتفاخر . أما المعوجات فهى ليست إلا طريق العشارين الذين يأخذون من الناس أكثر مما فرض عليهم و الشعاب هى ظلم الجند ووشايتهم بالآخرين , لأنهم لا يكتفون بعلائفهم . فعندما يعمل الله بالنعمة لابد أن يستحضر كل شىء إلى الحالة التى تليق بيه . فالوديان تملأ والجبال تنخفض والمعوجات والشعاب تصبح طرقا سهلة لكى يرى الجميع خلاص الله . إن نعمة الله تعمل لكى تستحضر كل شىء إلى الحالة الأدبية الكاملة حيث يعرف الإنسان ما عو معد له فى نعمة الله . لكى يطرح الإنسان جانبا كل رجاء فى معالجة نفسه بدون وسائط النعمة كالتوبة بالإعتراف والتناول من الأسرار المقدسة الإلهية. قد وضعت الفأس على أصل الشجرة , فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار , فالأمر هنا يخص الشجرة , لأن عدم الإثمار يرجع لأصل الشجرة وأصل الشجرة هو الإنسان حسب الجسد , والإنسان حسب الجسد لا يمكن أن يصنع ثمرا جيدا , ولا يوجد أى أحتمال فى أى أنسان حسب الجسد يثمر لله , والأمر لا يقف بالشجرة عن حد قطعها بل تلقى فى النار وتحترق لكى لا يكون هناك أى أحتمال لإعادتها للحياة مرة أخرى , وفى الصليب نرى الأنسان حسب الجسد موضوعا فى حكم الموت ليحل محله الإنسان الجديد فى المسيح وهذا ما يقوله بولس الرسول فى رسالته لأهل غلاطية 2: 20 20مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. وأيضا رسالة بطرس الأولى 2: 5 5 كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتاً رُوحِيّاً، كَهَنُوتاً مُقَدَّساً، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. أذا الأنسان فى المسيح هو حجر حى , إذا غرض الله الآن أن يبصر كل بشر خلاص الله . تعالوا نكمل بقية يوحنا يمهد الطريق من أنجيل لوقا.
15* 15وَإِذْ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ، وَالْجَمِيعُ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ الْمَسِيحُ، كان فى أحساس داخل الشعب بأحتياجه لهذا المسيح المخلص لكن بعدين اليهود اللى بيشوفوا يوحنا كانوا بيفكروا فى قلوبهم , طيب يعنى أيه بيفكروا فى قلوبهم ؟ الأنسان الطبيعى بيفكر بعقله ولكن لما قال يفكرون فى قلوبهم يعنى كانت هناك رغبة ملحة داخلهم بإحتياجهم إلى هذا المخلص وبإحتياجهم إلى كلمة المسيح وعلشان كده الناس ماكانيتش بتفكر بعقلها لكن كانت بتفكر بعواطفها بإحتياجاتها وبمشاعرها جوه قلوبهم لأنهم محتاجين للمسيح ومحتاجين للمخلص , وحقيقى سألوا يوحنا ماذا نفعل ؟ ويوحنا قال لهم حاجات لكن هم مش قادرين ينفذوها ومش قادرين يعدوها وعلشان كده كانوا مشتاقين إلى مخلص يحقق لهم الحاجات اللى مش قادرين يعملوها , وناخد بالنا أن فى مجموعة كلمات بتحير الإنسان وبتتعبه وهى 1- مش عارف 2- مش قادر 3- مش عاوز . فلما تبقى الإرادة أو المعرفة أوالرغبة مغلوبة فى الأنسان ومحتاج أن حد يخرجه من هذا الوضع , وهذا الوضع لا يستطيع أحد أن يخرجه منه إلا المخلص ,مش عارف يارب أعمل أيه , ومش قادر وممكن أكون عارف ولكن مش قادر أعمل حاجة , وممكن أكون عارف وقادر لكن مش عايز , طيب مين اللى يغير أرادتى ومين اللى يغير رغبتى ومين اللى يغير حياتى , حقيقى اللى يستطيع أن يصنع هذا كله هو المخلص ولذلك كان داخل الإنسان أو داخل الجموع كلها رغبة وإشتياق داخل قلوبهم لحد يغير الوضع اللى هم وصلوا له , وحقيقى يوحنا أثار جواهم أو كان بيستثير جواهم الرغبة فى التغيير لكن مش قادرين على التغيير ومش عارفين أزاى التغيير ده يتم , فكانت الناس متعلقة بهذا المسيا المنتظر الذى سيصنع هذا الخلاص وراحوا بقلوبهم ناحية يوحنا لعل يوحنا يكون المسيح الخلص اللى سيعطيهم المعرفة واللى سيعطيهم القدرة واللى سيعطيهم الرغبة , لكن يوحنا كان واضح جدا للجميع ولذلك قال:
16* 16أجَابَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. يوحنا قال كل اللى أقدر أعمله ليكم هو أنى أعمدكم بماء ,وكما رأينا أن الماء هو رمز الإغتسال والتطهير وكأن يوحنا عايز يقول ليهم أنا ممكن أنظف من الخارج , يعنى المياه دى بتغسل الحاجة من بره , لكن تغييركم من جوه أنا ما أقدرش أعمله , يعنى تغيير الطبيعة ما أقدرش أعمله وأنا كل اللى بأدعوكم إليه أنكم تيجوا تتنظفوا من شوية الوساخات الموجودة براكم , لكن علشان الإنسان يتغير فى الإرادة ويتغير فى الرغبة ويتغير فى المعرفة ويتغير طبيعى ده أنا ما أقدرش أعمله , طيب مين اللى يعمله ؟ لكن يأتى من هو أقوى منى ,وتعبير أقوى منى يعنى أن قدراته أعظم منى , وبعدين قال الذى لست أهلا أن أحل سيور حذائه , يعنى اللى أنا لا أستحق حتى أنحنى قدامه وأفك رباط حذائه , وهذا كان عمل العبيد لما كان السيد يرجع من عمله أو من حقله علشان يستريح فييجى العبد يفك له رباط حذائه وكما يقوم بتقليعه الحذاء أيضا , ويوحنا بيقول حتى دى اللى بيعتبروها أحقر الأشياء أو أصعب الأشياء على كرامة الإنسان , أنا ما أستحقش أن أنا أعملها بالنسبة له , هنا القديس يوحنا بيعمل مقارنه ما بين مكانته وبين عظمة المسيح ومكانة المسيح , وبعدين يوحنا بيضيف عبارة مهمة جدا وهى هو سيعمدكم بالروح القدس ونار , كلنا عارفين أن النار هى اللى تقدر تغير طبيعة الشىء , يعنى تكون المادة صلبة فيضعوها فى النار تطلع المادة سائلة وده معناه أن طبيعة الشىء نفسه أتغيرت وأكتسبت خواص جديدة , وهو ده بالضبط عمل الروح القدس اللى سيعمد بيه المسيح يعنى أنه يغير الطبيعة ويعطى إمكانيات جديدة للإنسان وأن العملية مش مجرد عملية تنظيف لكن العملية بالدرجة الأولى إعطاء طبيعة جديدة للإنسان وتغيير فى الفكر وتغيير فى الإرادة وتغيير فى الرغبة وتغيير فى القدرات وهى دى معمودية الروح القدس , وأذا كانت النار بتحرق وبتنور فى نفس الوقت , وهذا اللى بيعمله الوح القدس أنه بيحرق الخطية والشر, والظلمة ينورها فى حياة الإنسان , حتى أن فى يوم الخمسين وكلنا عارفين أن الروح القدس حل فى شكل ألسنة نار متصلة وأستقرت على التلاميذ .
17* 17الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ الْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ،وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ». والرفش هو المذراة وهى كانت آله بيستخدمها الفلاح علشان ينقى بيها القمح اللى بيبقى عبارة عن حبة وقشرة فيخبط بالمذراة القمح فيقوم القمح لأن وزنه تقيل فيسقط قريب بينما القشرة الريح يحملها فتسقط بعيد فيقدر يفصل حباية القمح عن القشرة بتاعتها , فهنا حباية القمح بيجمعها ويضعها فى المخزن لأنها مطلوبة بينما القشرة أو بيسموها التبن وهى شىء غير مطلوب بل بالعكس كانت التعابين ممكن تدخل وتستخبى بداخل كومة القشر أو يسموه التبن وعلشان كده لازم يتخلص منه الفلاح فيقوم يأخذ التبن ده ويحرقه بالنار وكان بيمثل لهم بهذا المثل أنه لا يوجد حياد بين الجانبين يعنى إما تبقى مع القمح مخزون ومطلوب ,وإما أنك تبقى مع التبن يعنى المفروض إلقائك فى النار , لكن مفيش حاجة أسمها بين البينين , ويوحنا أتكلم عن شخص السيد المسيح فى الفصل , فهو الذى سيفصل بين الذين قبلوه فيكون لهم مصير المخزن فى ملكوت السموات وبين الذين رفضوه أو عاشوا بعيد عنه اللى مصيرهم أنهم يحرقوا بنار لا تطفأ . وكلنا عارفين من الطبيعة أنهم علشان يطفشوا التعابين والحيات فيقوموا بإشعال النار , والنار لا تطفأ علشان ما تقدرش التعابين والحيات تعشش فى هذا التبن , فلو كنتم فاكرين زى البعض أن جهنم أو الجحيم أو النار هى مملكة الشيطان وهى مكان عمل الشيطان .. فبالطبع لأ طيب ليه؟ لأن الشيطان فى الدينونة الأبدية مش حايقدر يعمل حاجة لأنه حايكون فى نار لا تطفأ . وبكده القديس يوحنا أثار فيهم الإهتمام بالتوبة أو أستفزهم علشان يتوبوا وبعدين أراهم الدينونة وأن كل فأس موضوعة على أصل كل شجرة وأثار جواهم الرغبة فى مجىء المخلص وكل ذلك إعداد وتهيئة لخدمة المسيح التى ستظهر مباشرة بعد خدمة يوحنا المعمدان وبعد ما يكون قد هيأ الشعب لمجىء المسيح ولعمل المسيح .
18* 18وَبِأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَعِظُ الشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ.وكلمة يعظ يعنى يسبب تشجيع للشعب ولذلك ربطها الوحى بكلمة أخرى وهى يبشرهم , بالرغم من أن كل كلامه كان تحذير وتهديد لكن الوحى قال أن دى كانت بشارة وكلنا نعرف أن البشارة عبارة عن خبر مفرح , طيب يعنى التهديدات والوعيد دى بتعتبر خبر مفرح؟ آه لأن الحزن الذى ينشىء توبة ينشىء فرح وده اللى بنشوفه فى رسالة بولس الرسول لأهل كورنثوس الثانية 7: 10 10لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً. وعلشان كده الشعب كله خرج معلن إحتياجه لهذا المخلص وأحتياجه من جوه قلبه وبإشتياق وبرغبة أنه يرى هذا المخلص وبكده يكون يوحنا أعد الشعب لمجىء المسيح .
الحقيقة خدمة يوحنا المعمدان الجهارية ربما أستمرت نحو ستة أشهر , فالوحى لا يعطينا تاريخها بالتفصيل بل يقتصر على مضمون كرازته وفعلها فى البعض . ونقدر أن نحسب هذا كالقسم الأول من خدمته وأما القسم الثانى فهو شهادة يوحنا عن المسيح أو شهادته الخصوصية لذات المسيح كمن هو أقوى منه ومن ثم حضر إلى بيدره إسرائيل لينقيه فلما أزداد التأثير فى كرازته أخذ الشعب يظنون ربما يكون يوحنا مسيحهم نفسه , فصارت فرصة ليوحنا الخادم أن يعظم شأن سيده , وللمرسل أن يشهد للذى أرسله ( يأتى من هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أحل سيور حذائه )
رابعا أنجيل يوحنا ( يوحنا المعمدان يمهد الطريق)
وكذلك فى أنجيل معلمنا يوحنا فى الأصحاح الأول من عدد 19- 28 19 وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». 22فَقَالُوا لَهُ: « مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» 23قَالَ: « أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». 24 وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، 25 فَسَأَلُوهُ وَقَالُوا لَهُ: « فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ، وَلاَ إِيلِيَّا، وَلاَ النَّبِيَّ؟» 26 أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا قَائِلاً: « أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ، وَلَكِنْ فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.27 هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ». 28هَذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.
19* 19 وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» من الآية 19 بيبتدى الجانب التاريخى والسرد التاريخى فى أنجيل معلمنا يوحنا , ونلاحظ بإستمرار أن خدمة يوحنا المعمدان ويوم إعلانه عن شخص السيد المسيح هى نقطة التحول فى التاريخ , يوم ما أعلن للبشرية وللخليقة عن شخصية السيد المسيح وكان أول واحد أعلن بوضوح للبشرية عن حقيقة شخصية المسيح كان هو يوحنا المعمدان ,وهذه هى شهادة يوحنا المعمدان وعلشان كده نجد فى أنجيل معلمنا مرقس كما سيق وشرحنا هذا الجزء بيبندى أنجيله مؤرخا من خدمة يوحنا المعمدان (صوت صارخ فى البرية) وحتى أبائنا الرسل لما أرادوا أن يشهدوا ويتكلموا عن حياة المسيح على الأرض لم يتكلموا من لحظة ميلاده ولكن أتكلموا من تاريخ يوحنا المعمدان يعنى لو رحنا لأعمال الرسل 10: 37- 38 37أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئاً مِنَ الْجَلِيلِ بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. 38يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. بطرس الرسول بيتكلم مع كيرنيليوس قائد الأمم وبيبدأ عظته من تاريخ خدمة يوحنا المعمدان , وأيضا بولس الرسول فى أعمال الرسل 13: 24- 25 24إِذْ سَبَقَ يُوحَنَّا فَكَرَزَ قَبْلَ مَجِيئِهِ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. 25وَلَمَّا صَارَ يُوحَنَّا يُكَمِّلُ سَعْيَهُ جَعَلَ يَقُولُ: «مَنْ تَظُنُّونَ أَنِّي أَنَا؟ لَسْتُ أَنَا إِيَّاهُ لَكِنْ هُوَذَا يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ أَحُلَّ حِذَاءَ قَدَمَيْهِ. بولس الرسول بيشهد أمام اليهود عن الأمور التى حدثت لشعب أسرائيل من أول عدد 15 من هذا الأصحاح وبيبتدى يتكلم معاهم حتى يصل لعدد 24 ويتكلم عن بداية خدمة يوحنا قبل مجىء رب المجد كممهد للطريق أمامه , يعنى كل الرسل سواء بطرس الرسول أو مرقس أو بولس قاموا بالتأريخ من هذا اليوم أو يوم مناداة يوحنا وإعلانه وشهادته لشخص السيد المسيح ,ولما نكمل قراءة الأصحاح الأول من أنجيل معلمنا يوحنا البشير نجد يوحنا بيؤرخ التواريخ بالضبط وبيبتدى من اليوم اللى شهد فيه يوحنا وبعدين يقول وفى الغد وفى الغد وفى الغد , يعنى من هذه اللحظة أبتدأ تاريخ إعلان السيد المسيح للبشرية . ونلاحظ هنا أن يوحنا بيستخدم لقب اليهود بدلا من كلمة شعب أسرائيل , طيب كلمة اليهود أصلا مطلوقة على من ؟ كانت تطلق على سبط يهوذا اللى جائت منها كلمة يهود لكن من بعد سبى بابل ورجوع الناس اللى أتشتت فلم يتبقى شىء من الأسباط والأسباط تشتت وأنسابها أتلخبطت فأطلق عليهم لقب اليهود من بعد سبى بابل ولكن قبل كده لو بحثنا فى العهد القديم فلا نجد أنه كان معروف عنهم كلمة يهود إطلاقا , ولكن من كتب هذه الكلمة هو القديس يوحنا البشير وكتبها فى إنجيله وكررها أكثر من سبعين مرة وكان بيسمى شعب إسرائيل أو شعب الله باليهود , ولما بيقول يهود نعرف أنه يقصد الشعب المعارض والمقاوم للمسيح والشعب الذى رفضه وليس شعب الله الختار المحب للمسيا المنتظر. اليهود مجمعهم هو مجمع السنهدرين اللى هو أعلى رئاسة دينية عندهم , ولما شافوا يوحنا أبتدأ صيته ينتشر وخبره بيذاع فى كل مكان و كل الكور المحيطة خرجت وأتت وأعتمدت منه حتى من الفريسيين والصدوقيين والجنود وكل طوائف الشعب تجمعت لدى يوحنا , فيوحنا كان قد صنع أضطراب عظيم جدا بالمعمودية اللى هو عملها وحانشوف أيه سبب هذا الإضطراب ؟ ولذلك كمسئولين عن إيمانهم فأرسلوا يسألوه , أرسلوا من طائفة الكهنة وطائفة اللاويين اللى هم مسئولين عن الأمور الدينية وذلك لأن ربنا قال لهم فى سفر التثنية أصحاح 18: 15- 22 15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلاً: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ». يعنى ربنا كلمهم وقال لو ظهر فى وسطك نبى أذهب وأمتحنه وأنظر إذا كان نبى كذاب أو صادق , طيب ومين اللى سيتولى فحص هذا الموضوع ويعرف أذا كان ده نبى كاذب أو مش كاذب ؟ طبعا رؤساء اليهود أو مجمع السنهدرين فلذلك أرسلوا لجنة تقصى الحقائق ليسألوه أنت بالضبط أيه وبتعمل كده ليه؟ فأرسلوا من الكهنة ومن اللاويين المسئولين عن تعليم الشريعة وسألوه مين أنت؟. الحقيقة كل أرائهم وكل معتقداتهم وكل العهد القديم بيكلمهم عن المسيا المنتظر والكل بيتوقع مجىء المسيا . فأول سؤال سألوه هو من أنت؟
20* 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ».نلاحظ أن يوحنا يصر أنه يظهر هذه الثلاث كلمات 1- أعترف 2- لم ينكر 3- أقر وقال أن أنا مش المسيح ,والحقيقة اصرار القديس يوحنا البشير على هذه الكلمات الثلاثة وذلك لأن فى هذا الوقت ظهرت جماعة أبتدأت تتبع يوحنا المعمدان وتتمسك بيوحنا المعمدان وبيسموا أنفسهم جماعة المانديين أو المعمدانيين أو الصائبة, وهذه الجماعة مازال ليهم مبادىء تعتقد بأن يوحنا هو المسيا المنتظر ولذلك فيوحنا البشير بيؤكد أن يوحنا المعمدان شهد علانية بشهادة رؤساء الكهنة وبشهادة اللاويين وبشهادة الجموع أنه أعترف ولم ينكر وأقر وقال أنى لست أنا المسيح , وكان السؤال طيب أنت مين؟ .
21* 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». هل أنت أيليا ؟ لأن كان عندهم إعتقاد أن أيليا لابد أن يأتى قبل مجىء المسيح , وفى الحقيقة دى أخذوها من سفر ملاخى أو آخر أسفار العهد القديم وعلشان نتخيل خطورة الموقف ملاخى هذا كان آخر أنبياء العهد القديم وآخر شخصية حملت رسالة من الله إلى الشعب وأنقطع صوت النبوات تماما وأنقطع الإتصال بالله تماما يعنى مفيش لا نبى ولا رؤية ولا إعلان ولا أى حاجة لمدة 400 سنة وشعب إسرائيل كان متعود بإستمرار أن لابد أن يظهر فيه نبى يكلمه عن ربنا ,ولكن كان آخر واحد ظهر كان ملاخى , وفضل الله محجوب ومفصول ولا يتحدث مع شعبه مطلقا لمدة 400 سنة , ولذلك كان فى تعطش شديد وتساؤلات ليه ربنا صمت وليه مفيش أنبياء وليه مفيش إعلان وليه مفيش رؤية؟ فلما ظهر يوحنا كان هو أول واحد بعد 400 سنة من الصمت يتكلم بفم الله وكان أول واحد يعلن للشعب إرادة ربنا لأن الشعب كان متعود بإستمرار على الكلام وأن ربنا يتحدث معاه . فظهور يوحنا المعمدان أرتبط على طول فى ذهنهم بآخر النبوات اللى وصلت ليهم على فم ملاخى آخر أنبياء العهد القديم , والحقيقة ملاخى قال نبوتين مهمين جدا وهما ينطبقا على يوحنا المعمدان اللى جاء بعده (أى بعد ملاخى) بمعنى آخر أن اللى أكمل نبوات العهد القديم هو يوحنا المعمدان , ولكن الفرق مابين يوحنا وملاخى 400 سنة طيب ملاخى قال أيه عن يوحنا فى أصحاح 3: 1 1 هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. علشان كده فى بعض الكنائس القديمة نجد يوحنا المعمدان راسمينه وليه جناحين لأنه هو ملاك العهد الذى يهىء الطريق, ونشوف هنا التعبير اللطيف قوى اللى ربنا بيستخدمه (فيهىء الطريق أمامى ) وكلمة أمامى هذه عائدة على الله أو يهوه , وهذا كان إعلان أن يهوه سيأتى وقبل أن يأتى يرسل أمامه ملاك ويأتى بغتة بعد الملاك السيد وملاك العهد والمقصود بيه هنا المسيا أو السيد المسيح , والحاجة الحلوة اللى نلاحظها هنا أن يوحنا ملاك ويشبه سيده أيضا اللى هو ملاك العهد الذى فيه السرور وهذا ما ترنمت بيه الملائة لما جاء على الأرض (المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) ونشوف آدى السرور هنا ظهر , وكان معروف أن قبل مجىء المسيا أنه سيأتى الملاك الذى يهىء الطريق أمام ملاك العهد يعنى اللى قاله ملاخى واضح أن قبل ما ييجى ملاك العهد سيأتى ملاك أو أحد آخر يهىء الطريق أمامه . طيب مين هذا الأحد وهذا ما يعلنه ملاخى فى الأصحاح 4: 5- 6 5«هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ 6فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».وأبتدأ ملاخى يهيأ لهم ذهنهم أن هذا الملاك الذى سيأتى قبل مجىء ملاك العهد هو إيليا ولذلك كان السؤال أنت المسيا ؟ لأ طيب أنت أيليا لأ ؟ . بالرغم من أن المسيح قال على يوحنا أن هو إيليا فى متى 17: 10- 13 10وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِليِنَ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟»11فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذَلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». 13حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. اليهود كان عندهم فكرة أن إيليا حاييجى يتناسخ وروحه حاتنزل فى جسد مرة تانية ولكن المسيح قال لأ أن يوحنا جاء بروح إيليا وعلشان كده بنلاقى تشابه وتطابق كبير جدا بين إيليا وبين يوحنا , ده عاش فى الصحراء وده عاش فى الصحراء , وده كان متجرد وده كان متجرد وده واجه الظلم وواجه آخاب وإيزابيل وده واجه هيرودس وهيروديا , وده كان فيه قوة نارية وده كان فيه قوة نارية , يعنى كان فى شبه كبير قوى بين الأثنين , وحتى الملاك لما جاء يبشر زكريا فى أنجيل معلمنا لوقا 1: 16- 17 16وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 17وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ،لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». كما قلنا سابقا أنه بيقول عن يوحنا يرد قلوب الآباء على الأبناء وهى نفس الآية التى أستخدمت فى سفر ملاخى , ولذلك سألوه أنت المسيا.. لأ أنت إيليا .. لأ وبعدين سألوه طيب أنت النبى فقال ليهم برده لأ , طيب ما المقصود بكلمة النبى ؟ ونلاحظ أن كلمة النبى معرفة بـ أل التعريف ,وهو هنا المقصود بيه النبى فى تثنية 18 بعاليه. الحقيقة اليهود كان عندهم فكرة مشوشة , المسيا هو أيه وإيليا هو أيه والنبى هو أيه وهم عايزين يوصلوا لحقيقة وعايزين يعرفوا مين أنت يا يوحنا ؟
22* 22فَقَالُوا لَهُ: « مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟»طيب أنت مين وماذا تقول عن نفسك ؟ , ما هم لازم يرجعوا بتقرير مفصل فهم لجنة تقصى الحقائق التى أرسلت من قبل مجلس السنهدرين .
هل يا ترى لجنة تقصى الحقائق رجعت بقرار لمجلس السنهدرين , هذا ما سنكمله فى الجزء التالى .
والى اللقاء مع الجزء العاشر تكملة يوحنا المعمدان يمهد الطريق من أنجيل معلمنا يوحنا البشير. راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

Mary Naeem 23 - 09 - 2012 06:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
«هو البداءة بكر من الاموات»
(كو 1: 18)

http://www.lebanesesaints.com/Home/w...s_christ-1.jpg
لأي سبب مات المسيح إلاَّ لأنه كان يجب أن يقوم؟
ففي الواقع، بما أنه لم يكن ممكناً لابن الله أن يموت، ومَن لا يمكنه أن يموت لا يمكنه أيضاً أن يقوم؛ لذلك فقد أخذ ابن الله جسداً قابلاً للموت، لكي بهذا الجسد، والذي من خواصه الموت، تكون له إمكانية القيامة. وهكذا، فالقيامة لم يكن ممكناً أن تحدث إلاَّ بإنسان: «فانه اذ الموت بانسان , بانسان ايضا قيامة الاموات»(1كو 15: 21).

لقد قام ابن الإنسان لأنه هو ابن الإنسان الذي مات. قام ابن الإنسان، والله هو الذي أقامه. كان إنساناً بحسب الجسد، ونحن ندرك تماماً الآن أنه هو في نفس الوقت الإله، لأننا الآن لا نعرف المسيح بعد حسب الجسد (2كو 5: 16)، بل نحتفظ بنعمة جسده ونعرفه كباكورة لأولئك الذين رقدوا (1كو 15: 20)، وكبِكْر من بين الأموات (كو 1: 18). والباكورات تكون من نفس النوع ومن نفس طبيعة الثمار التي تأتي بعدها. والثمار الأولى تُقدَّم لله من أجل جني محصول أكثر وفـرة، أي كتقدمة مقدسة عـن كل الثمار الأخرى، وكقربان مُمثِّل للطبيعة المجدَّدة.

المسيح، إذن، هو باكورة الراقدين. ولكن هل هو باكورة عن أخصائه فقط الذين رقدوا بسلام، كما لو كانوا وحدهم معفيين من الموت، أم من أجل جميع الأموات؟ يُجيبنا الكتاب على ذلك قائلاً: «كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع» (1كو 15: 22). هكذا فإن كانت باكورة الموت هي في آدم، فإن باكورة القيامة صارت في المسيح…
فإن كنا لا نقوم، «فالمسيح، إذن، مات بلا سبب» (غل 2: 21)، و«لا يكون المسيح قد قام» (1كو 15: 13). وإن لم يكن المسيح قد قام لأجلنا، فإنه لا يكون قد قام البتة، لأنه لم يكن في نفسه بحاجة قط أن يقوم، لأن فيه قام العالم، وقامت السماء، وقامت الأرض، وفيه سوف تكون هناك «سماء جديدة وأرض جديدة» (رؤ 21: 1). فما الذي جعله يقوم، إذن، طالما أن قيود الموت لم تكن تستطيع أن تمسكه؟ لقد مات تماماً كإنسان، واستطاع بذلك أن ينزل إلى الجحيم ذاته. ولكن لأنه كان غير مُقيَّد برباطات الموت «بين الاموات فراشي» (مز 88 : 5) لذلك فقد كان حُرّاً تماماً حتى أمكنه أن يقوم، طبقاً لِمَا هو مكتوب:«انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه» (يو 2: 19)، وحُرّاً تماماً حتى أنه حرَّر وأقام الآخرين معه.

لقد صار إنساناً، ليس في الظاهر، بل في الحقيقة: «من يعرفه» (إر 17: 9 ). لأنه حقاً تشبَّه بالناس ووضع نفسه أيضاً إلى المنتهى حتى الموت (في 2: 8،7)، حتى بفضل طاعته، نتأمل مجده كالابن الوحيد الذي تكلَّم عنه القديس يوحنا (يو 1: 14). هكذا ففي المسيح يجتمع معاً: مجد الابن الوحيد، والطبيعة البشرية للإنسان، طبقاً لشهادة الكتاب الثابتة.



الساعة الآن 11:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025