![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طلبة القدّيسة ريتا كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون يا ربنا يسوع المسيح أنصت إلينا يا ربنا يسوع المسيح استجبنا أيّها الآب السماوي الله استجبنا يا ابن الله مخلّص العالم ارحمنا أيّها الروح القدس الله ارحمنا أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد ارحمنا يا قدّيسة مريم تضرعي لأجلنا أيتها العذراء الغير المدنّسة سلطانة السماء والأرض تضرعي لأجلنا يا سيّدتنا محبّة القلب الأقدس أيّها الملائكة أرواح التواضع أيّتها الرئاسات محامية الرهبانيّات أيّتها القوّات ملائكة القدرة أيّها الكاروبيم ملائكة النور يا قدّيسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة يا قدّيسة ريتا المكرّسة لله يا قدّيسة ريتا المكلّلة بإكليل من شوك يا قدّيسة ريتا التي حملت على جبينها جرح إكليل الشوك السرّي يا قدّيسة ريتا التي وثقت تمام الثقة برحمة يسوع يا قدّيسة ريتا التي لم نشكّ قطّ في استجابة صلاتها لكي ننـزع من قلوبنا كلّ محبّة ذاتيّة لكي نثق تمام الثقة بمواعيد المسيح لكي يخزى أعداء خلاصنا لكي نعمل دائمًا إرادة الله بالتمام والكمال لكي تتلاشى أميالنا نحو الشرّ لكي ينتشر في بلادنا الإيمان بكلّ نقاوة وخلاص لكي تمتلئ قلوبنا غيرة مقدّسة لكي ننشر حبّ الطهارة بين المتعلّقين بنا لكي نجتهد في إظهار المحبّة بكلّ أعمالنا لكي ننجو من كلّ بخل ومجد عالمي ودينونة باطلة لكي يقوم في بلادنا قدّيسون عظام لإرشاد الشعب وتبديد ظلام الكفر لكي ننجو من كلّ عدو باطني يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا يا حمل الله الحامل خطايا العالم استجب لنا يا حمل الله الحامل خطايا العالم ارحمنا صلّي لأجلنا أيّتها القدّيسة ريتا لكي نستحقّ مواعيد المسيح. صلاة أللهمّ يا من بحنو غير متناه تنازلت فاستمعت إلى صلاة القدّيسة ريتا ومنحتها فطنة ومقدرة على إدراك ما لا يمكن أن يدركه العقل البشريّ وذلك جزاء لمحبّتها لكّ واتكالها الثابت على مواعيدك. فأشفق علينا في حال ضيقنا وشدّتنا وساعدنا على احتمال مصائبنا ليعلم الكفرة أنّك أنت أجر المتواضعين وناصر من لا ناصر لهم وقوّة المتكلين عليك بواسطة يسوع المسيح ربّنا. آمين. الطلبة (الثانية) ريتا العجائبيّة يا قدّيسة تسامت يا نعمة من السما يا روحًا مشبعة يا أمًّا قلبها يا مثال الأمهات يا حبيبة المصلوب يا مثال التضحية يا مثال الطاعة يا عضد التعساء يا مذلّلة الصعاب يا مثال الوداعة يا كرمة عجيبة يا مبدّدة الهموم يا شفيعة الخطأة يا بلسم الحزانى يا طبيبة المرضى يا درعًا يحمي يا دواء شافيًا يا صابرة فازت يا وردة عرفها يا غنيّة بالنِّعَم يا مجد الرهبنة يا أعجوبة الدنيا ريتا لكم أعطت *** إشفعي بنا كلّ حين بين القدّيسين غمرتنا أجمعين بالإيمان المتين ملؤه الحنان والحنين بتربيتها البنين شوكته في الجبين على مرّ السنين في حفظ القوانين وسند المحرومين ورجاء اليائسين وقدوة المتواضعين ثمارها في كلّ حين عن قلوب البائسين وملجأهم الأمين ومرهم المصابين ودواء الموجعين كلّ من بك يستعين لكلّ قلب حزين بجزاء الصابرين يشفي المتألّمين تفيضها على الطالبين رهبنة مار أغوسطين وبهجة السماويّين نعمة يا مؤمنين يا وردة عرفها قد انتشر أنعامك في الدنيا كالمطر أنت الدوا في الشجون لديك الصعب يهون فكوني لنا عونًا في المصائب فتعطّرت به أنفاس البشر وسخاؤكِ بين الناس اشتهر أنت عزّ المحزون وما تريدين يكون وساعدينا في حدوث التجارب من ترى يدرك طوبى للذين إشفي أمراضنا وارثي لحالنا تضرّعي لأجلنا ويرحم الذين فاضت هباتك ضاعفي عنايتكِ حنانك ريتا يطلبون عونك نفسًا وجسدًا وارحمي ذلّنا كي يرحمنا يقاسون العذاب وجودك قد عم لنشكر فضلك يا مثال الحنان أمام الرحمان نحن اليائسين نحن المساكين باري الأنوار بمظهر النار كلّ الأقطار مرّ الأدهار قد أشرق بهاؤك في لبنان صلاةأنعامك ظاهرة للعيان أنتِ دواء المحزون أنتِ نور العيون فكوني لنا شفيعة في كلّ حال وتحلّى بمدحك كلّ لسان ولا تحتاج إلى دليل أو تبيان وسلوى لنا في الشجون لديك الصعب يهون ولا تخيبـي لعبيدك الآمال أيّتها القدّيسة ريتا العجائبيّة، قدّيسة القضايا الصعبة والأمور المستحيلة، إنّنا نستغيث بك يا معينة البؤساء، اجبري قلوبنا المنكسرة لئلا يسيطر عليها اليأس، واستمدي لنا ما نحن بحاجة إليه من نِعَم روحيّة وزمنيّة لأجل مجد لله الأعظم وخلاص نفوسنا. فلنا بك ملء الثقة بأن تستجيبـي طلباتنا لاسيّما في الأمور الأشدّ صعوبة وتعقيدًا. فأنتِ وقد قاسيتِ الألم والعذاب تعرفين المرارة. فاسألي لنا إلهنا الرحيم الذي لا يرد لك طلبًا لشفاء أمراضنا النفسيّة والجسديّة وتقوية إرادتنا لبغض الخطيئة. إشفعي بالعالم المنغمس بالمادّة واحفظي الشبيبة من حبائل الشكّ والفساد يا حامية الشبيبة. وامنحينا جميعًا النعمة لكي نقتدي بفضائلك ونسير على طريقك حاملين صلباننا بفرح فنذيع في كلّ مكان وزمان فعل رحمتك وشفاعتك الفعّالة التي تبلغنا سعادتنا الأبديّة حيث نرتّل معك ومع الملائكة والقدّيسين الشكر والحمد للثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس إلى دهر الداهرين. آمين. أبانا والسلام والمجد إكرامًا للقدّيسة ريتا لنيل النِّعَم الزياح (بلحن: يا أم الله) مجد الرهبنة القدّيسة ريتا قينا الخطأ والضلال بشفاعتك نفوز ونحظى بالمجد فخر الراهبات ذات الهبات لنبلغ أوجّ الكمال بحسن الآمال يوم الانتقال (بلحن: وإن كان جسمك) أنتِ الغنية في العجائب فيكِ كمالات المناقب أنتِ الملجا في المصائب أنتِ محقّقة الرغائب لا تهملينا نحن البنين فأنتِ سند للمساكين قد أقامك ربّ العالمين أجبــــري قلـوب المنكسرين أنتِ المعينة في التجارب قينا أهوال المعاطب أنتِ رجاؤنا في النوائب قينا المصاعب والمتاعب وقد جئناك اليوم طالبين وأنتِ عضد للبائسين خير شفيعة لليائسين لنشكــــرك أبـــد الأبديــــــن (بلحن: حبّك يا مريم) يا قدّيسة ريتا أنتِ شفيعتنا أنت شفيعتْنا ما لَنا سواكِ أنت لنا عونٌ أنتِ لنا غوثٌ يا قدّيسة ريتا الربُّ حَباكِ لا تهملي ريتا بل أنت انصريه قلبُنا إليكِ فلا تُهملينا أمّا إتخذناكِ فلا تتركينا مجدَ القدّيساتْ في المستعصياتْ في كلّ الحالاتْ في المستحيلاتْ في كلّ الحياةْ في وقتِ المماتْ بَلسَم القُلوبْ لِتجْلي الكروبْ من بك استعانْ في حرب الشيطان يَصبو كلَّ حينْ نحن البائسينْ يا أمًّا حنونْ في وقتِ المنونْ ريتا فخر القدّيسات أنتِ مثال للأمهات يا أمًّا منها الأمهات بالجهاد والصبر والإماتات أنتِ مثال للراهبات واحتمال أنواع المشقّات أنتِ عضد لليائسين أعينينا نحن المساكين يا من دعاك ربّ الجنود ونعمًا حباك فوق الحدود كم من مريض قد دعاك وكم من خاطئ لاذ بك ربّنا نعمًا أملاك طالبًا عونكِ وحماكِ انظري إلينا من سماك لنحظى كلّنا برضاك احفظي ريتا أحيانا واشفي بحقّك مرضانا أنتِ الشفيعة في الملمّات فلا تهملينا ممرّ الحياة قد جئناك اليوم راجين منك المعونة ملتمسين اختارك ربّ العالمين فلا ترجعينا الآن خائبين ومجد عظيم للراهبات بالتقوى وحسن المبرات يتعلّمن كيف الحياة وحمل الصلبان والتضحيات بحفظ القانون وقهر الذات ومرّ التقشّف والإماتات وسند كبير للبائسين وفرجي هموم قلبنا الحزين منذ تكوينك في ذا الوجود حتّى توفي كلّ الوعود فنال الشفاء بدعاك فعاد مبرّرًا بحماك لتغني كلّ من وافاك فيذيع في الدنيا سخاك ولا تحرمينا من دعاك ورضى يسوع مولاك واطلبي الرحمة لموتانا وكوني دومًا ملجانا ومذلّلة كلّ الصعوبات وكوني قربنا وقت الممات قاصدين بابك نحن البنين فلنا كوني خير معين ملجأ أمينًا لليائسين فنشكر فضلك في كلّ حين ابو وبرو وروح قودشو شفيعة المحتاجين والمتضايقين بالشدائد والفاقات، أنت المتواضعة العفيفة التي حملت أوجاعها بصبر جميل. أنتِ التي لا يخيب لها عروسها السماويّ أملاً ولا يردّ لها مطلبًا: نتوسّل إليكِ بأن تسألي يسوع المصلوب أن يتنازل لاستجابة طلباتنا (اذكرها) ونطلب منكِ أن تكوني لنا شفيعة لأجل مجد الله الأعظم. فنعدكِ بأن نكرّمك ونشيد بذكرك ونرتّل مدائحكِ على الدوام. آمين. يا يسوع الكلّي العذوبة يا من شئت أن ترقي في الكمال الإنجيليّ ابنتكَ الأمينة القدّيسة ريتا بعد أن اختبرت فضيلتها كزوجة وأم وأرملة فأدخلتها بأعجوبة دير كاسيا المقدس وسلّمتها بيديك الطاهرتين إلى الراهبات الأغوسطينيّات نلتمس منكَ أن تهبنا نعمة لكي نقضي حياتنا وسط الخيرات الزمنيّة دون أن نفقد الخيرات الأزليّة. آمين. أبانا والسلام والمجد... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياة القديس دومنيك سافيو
http://www.peregabriel.com/gm/albums...atuevierge.jpg ولد دومينيك سافيو في 2 / نيسان 1842 في ايطاليا في ضيعة اسمها(سان جوفانّي دي ريفا) ، قريبة نوعاً ما من مكان ولادة القديس يوحنّا بوسكو. كان اسم والده كارلو يعمل حداداً ووالدته بريجيتا تعمل خياطة. تعمّد في اليوم نفسه، في الساعة الخامسة من بعد الظهر، في كنيسة سيدة الانتقال. ربته عائلته على الإيمان المسيحي وأنمت في نفوس صغارها الإحساس العميق بأهمية إيمانهم المسيحي. و تعلّم دومنيك منذ طفولته أن يستحضر الله دوماً، فكان يتلو الأبانا بفرح كبير http://www.peregabriel.com/gm/albums...dominquesa.jpg طفولة دومنيك : كان حسب قول الأب فرانشسكو شيروتي: ذا طبع حيويّ، ذكاء لامع، مرح، منفتح ومستعد دائماً لإتباع ذوي القدوة الصالحة. كان كاهن رعية موريالْدو يذكر جيّدا ذلك الطفل في سنّه الخامسة الذي كان يأتي في الصباح الباكر ليخدم القداس. إن وصل إلى الكنيسة ووجدها مغلقة، بدل أن يمرح كعادة الأولاد في سنّه، كان يركع على عتبة الباب فيحني رأسه ويصلّي ضامّا يديه حتى لحظة فتح الكنيسة. أحيانا كان الوحل على الأرض، أو كان ينزل الشتاء أو الثلج“. http://www.peregabriel.com/gm/albums...o_29_28129.jpg المناولة الأولى : قرّر كاهن الرعية بالسماح له استثنائيا بالتقرّب للمناولة الأولى في سنّه السابعة وذلك خلافا للعادة المتّبعة حينذاك التي كانت تسمح بالتقرّب من المناولة الأولى في الفترة بين الحادية عشرة و الثانية عشرة. في تلك المناسبة أخذ دومنيك بعض المقاصد أشهرها: ”الموت ولا الخطيئة!“ في قلب دومنيك ”عدم ارتكاب الخطيئة“ كان يعني إتمام كلّ ما يمكن من الخير بما فيه الأمانة للواجبات اليومية المُجْهِدَة بفرح. http://www.peregabriel.com/gm/albums..._don_bosco.jpg لقاؤه مع القديس يوحنا بوسكو : كان دومنيك قد تكلّم مع كاهن رعيّته ومعلّمه الأب جوزيف كالييري، معبّراً عن رغبته في متابعة دروسه ليصبح كاهناً. فأخبر الأب جوزيف صديقه الأب يوحنّا بوسكو بالأمر. قال القديس بوسكو عنه : كان أوّل اثنين من تشرين الأول، صباحاً عندما قدم الصبيّ مع والده ليكلّماني، فسألت الصبيّ: - من أنت؟ ومن أين تأتي؟ - فأجابني: أنا دومنيك سافيو عندها بدأت التكلم معه عن الدرس وعن عائلته، حدث بيننا انسجام عميق هو معي وأنا معه . وبعد محادثة شيقة، قال لي: ” اذاً ما رأيك بي هل ستأخذني الى تورينو لأدرس؟ فأخذ دون بوسكو كتيّبا وقال للولد : ”احفظ هذه الصفحة سنلتقي غدا وعندئذ سنقرّر ما العمل“. بعد ثماني دقائق بالضبط عاد دومنيك إليه قائلا: ”إن سمحتَ، سأسمّعك هذه الصفحة حالاً“. وسمّعني تلك الصفحة عن ظهر قلب، مبيّنا أنّه فهم تماما ما قرأه. - أرى فيك قماش ذا نوعية جيدة. -والى ماذا ينفع هذا القماش؟ لصنع ثوب رائع وإهداؤه للرب. - حسناً، اذا كنت انا القماش فأنت ستكون الخياط. خذني معك واصنع ثوباً جميلاً للرب. - وتابعنا الحديث، وبعد ان قلت له انه يستطيع المجيء الى تورينو، قال لي:“ أتمنى الا أخيب ظنك أبداً“. وفي 29/10/1854، قبّل دومنيك أمه وأخوته الصغار مودّعاً. وحمل صرّة ثيابه على كتفه وأمسك بيد أبيه وتوجّها معاً نحو تورينو. http://www.peregabriel.com/gm/albums...thumb5B25D.jpg القداسة بالنسبة له: منذ الأيام الأولى من تواجده في الدير، التزم دومينيك سافيو بتطبيق كل القواعد المتفق عليها في هذا الدير، وأن يتكيّف مع كل ما يشار اليه. فتجمع حوله عدد من الأصدقاء، الذين كانوا يتعاونون في الدرس وفي عيش الحياة المسيحية الحقّة. وكان يهتم بكل من وصل الى الدير حديثاً. ففي يوم من الأيام وصل الى الدير شاب عمره 15 سنة، اسمه كاميللو غافيو. لم يكن يعرف أحداً في بادئ الأمر، فكان يبقى وحيداً منفرداً. فتنبه دومينيك للامر، وتقرب منه ودعاه للانتماء الى مجموعة الأصدقاء والسير معاً نحو القداسة. فشكره كاميللو على الدعوة ولكنه بقي متردداً وقال له: ”ما تقترحه يعجبني،ولكني لا أعرف كيف علي أن أتصرف.“ - لا تقلق، فهو سهل جداً، سأشرحه لك في كلمتين: فالقداسة بالنسبة لنا هي ان نكون دائماً فرحين. نحن نحاول دائما تفادي كل تصرف سيء أو سلبي ، يسرق السلام من القلب! جمعية الحبل بلا دنس : تزامنت الفترة التي أمضاها دومينيك سافيو في الدير، مع اعلان عقيدة الحبل بلا دنس. فكان لذلك تأثير على إطلاق ”اسم الحبل بلا دنس“ على مجموعة من الأصدقاء المتضامنين فيما بينهم، ليتساعدوا على عمل الخير.اضف الى ذلك، انتشار روح تكريم مريم العذراء الذي كان مهيمن على الدير. من المقاصد التي اتخذها أعضاء هذه الجمعية: - الالتزام الكلي بالتشبه بيسوع. - التقرب من الرفاق ذوي السيرة السيئة لمساعدتهم وحضهم على التحسن. أحسن دومينيك سافيو اختيار أفضل الشبان ليكونوا أعضاء في هذه الجمعية، والدليل على ذلك أنهم أصبحوا أول من دعاهم دون بوسكو وعرض عليهم أن يكونوا السالزيان الأول ، أي اتباع المسيح في رهبنته الجديدة. وكان الله يسبغ على دومنيك نعماً خاصة. ففي أحد الأيام لاحظ الجميع تغيُّبه عن الفطور. فأُعلم دون بوسكو بالأمر، فراح يبحث عنه فوجده في الكنيسة منخطفاً بالروح، كاتفاً رجليه، مستنداً بإحدى يديه إلى المقرأ ويده الأخرى على صدره ونظره مسمَّراً في بيت القربان. فناداه دون بوسكو وهزّه قائلاً: طبعاً يا بني! انظر! إنها الساعة الثانية بعض الظهر. فاستفاق الصغير قائلاً: هل انتهت الذبيحة الإلهية؟ بدت مدّة هذا الانخطاف بالنسبة إليه لحظات، مع أنّها في الواقع استمرة سبع ساعات. و فجأة مرض الشاب الصغير دومنيك سافيو ، و ذات يوم وهو على فراش المرض قال دومنيك لدون بوسكو: كم أتمنى أن أذهب لمقابلة قداسة البابا! لدّي كلام مهم جداً أقوله له. فذات صباح بينما كنت أصلي صلاة الشكر ليسوع بعد المناولة، رأيت نفسي وسط سهل فسيح يغُص بالناس، فإذا به أرض إنكلترا، ثم شاهدت قداسة البابا يتقدم وسطهم حاملاً مشعلاً مضاءً بيده: ذاك هو الإيمان الذي سينير المسيحيين كافة، ويدفعهم للبحث عن سلوك دروب الوحدة ضمن إطار كنيسة واحدة. http://www.peregabriel.com/gm/albums...n_de_savio.jpg مرضه و وفاته : وبدأ دومنيك يقترب بسرعة من نهاية حياته. وقد حكمت عليه بذلك مجموعة من الأطباء إذ لم يستطيعوا إيجاد علاج يفيده. أمام هذه الحقيقة، سأل دون بوسكو الأطباء والغصة تخنقه: ولكن، ما أسباب علّته؟ فأجابه الأطباء أمور ثلاثة هدَّت قواه الحياتية: ضعف بنيته، إنكبابه على الدرس والتحصيل، والمجهود الفكري الذي يرافق ذلك. قال أحد الأطباء: لربما تطول أيام دومنيك على الأرض، إن عاد إلى قريته حيث يستنشق الهواء العليل. أما دومنيك فقد أسِف كثيراً لأنّه سيتخلى عن متابعة دراسته، وسيبتعد عن أصدقائه، وعن دون بوسكو. ولكن، ما حيلته والمرض يرغمه على التخلي عما يُحب؟ أمضى دومينيك سافيو أيامه الأخيرة في منزله، حيث جاء لزيارته كاهن الرعية وتحدث معه مطولاً. http://www.peregabriel.com/gm/albums...thumb5B25D.jpg كانت كلماته الأخيرة: لا داعي للبكاء، فأنا أرى الرب ومريم العذراء التي تنتظرني مفتوحة الأيدي. ومع هذه الكلمات لفظ الروح بسلام. كانت الساعة 10:00 من مساء الاثنين 9 / 3/ 1857. وكان عمره 14 سنة و11 شهراً. في اليوم التالي كتب والد دومينيك إلى دون بوسكو يخبره بموته وعن اللحظات الأخيرة من حياته. وعندما وصل الخبر الى الدير، تلقوه بالم شديد. أوصى دون بوسكو الجميع أن يتخذوه مثالاً لهم. http://www.peregabriel.com/gm/albums...thumb5B25D.jpg شهرة القداسة : تنحصر قداسته داخل الدير فقط، فدومينيك قديس يطلب شفاعته الكثير من المؤمنين فنجد صورته في بيوت كثيرة. أناس كثيرون طلبوا من عائلته أشياء كان يستعملها. روت أخته تريزا أنهم اضطروا الى اقتسام ما كان يستعمله دومينيك، بين شباب الدير الذين كانوا يذهبون الى زيارة قبره. كانت عائلته سعيدة وفخورة باعتبارها عائلة الشاب القديس. ومع الوقت زادت شهرة القديس دومينيك سافيو لأنه استجاب لصلوات كل من طلب شفاعته. وهكذا أكمل دومينيك سافيو ما بدأه في حياته على الارض: ألا وهو أن يكون أداة لإيصال نعمة الله الى من يحيطه. الباباوات عبروا ايضاً عن حماسهم وحبهم لدومينيك سافيو. بفرح كبير وتقدير ” للصغير العملاق في القداسة“، أعلن الباب بيوس الحادي عشر ” دومينيك سافيو“ مكرماً في 9/ 7 / 1933 . بيوس الثاني عشر أعلنه طوباوياً في 5 / 3/ 1950، وقديس في 12 / 6/ 1954. ملايين المراهقين ملأوا ساحة القديس بطرس في روما وصفقوا بقوة لأول قديس بعمر ال15 سنة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشهيد مارجرجس الروماني
بركة صلواته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيرة القديس الشهيد مار جرجس http://www.clker.com/cliparts/3/0/0/...ing.svg.hi.png معنى الاسم ... والقابه : مارجرجس تعبير سريانى معناه القديس جرجس وهذا التعبير السريانى هو الذى أصبح سائداً بين الشعب القبطى وفى الاستعمال الكنسى. وهو يتكون من مقطعين أ) مار : كلمة سريانية معناها سيد: جرجس : هو الاسم الذى اعترف به فى فلسطين ب) مارجرجس الملطى: نسبة الى مدينة ملطية موطن اباء القديس وأجداده وهى تقع فى اقليم كبادوكيه بأسيا الصغر (تركيا حاليا) ولذلك يطلق عليه احيانا اسم مارجرس الكبادوكى ج) جيئورجيوس: وهى من الأصل اليونانى وترجمته عربيا : فلاح او عامل فى الأرض وقد دبرت عناية الله أن تكون أعمال هذا المغبوط وجهاداته مطابقة لاسمه. فقد فلح فى حقل الملكوت واشتغل فى كرم الرب د) مارجرجس الفلسطينى: لأن والدته كانت من مدينة اللد بفلسطين هـ) مارجرجس الكبير: تميزاً له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم و) مارجرجس الرومانى: لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الرومانى كاملة وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر عام 212م ويقضى بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الامبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين ز) سان جورج: وهو الاسم الذى يعرف به القديس فى الكنيسة الغربية ح) أمير الشهداء: وهو اشهر لقب للقديس وقد أعطاه له السيد المسيح نفسه ط) سريع الندهة: وهو اللقب الشعبى المعروف به القديس ى) كوكب الصبح المنير: كما فى ذكصولوجية الذكر نشأة القديس: لا نستطيع أن نحدد السنة التى ولد فيها القديس مارجرس بالضبط ولكن نستدل من كتب الكنيسة أن ولد فى أواسط النصف الثانى من القرن الثالث الميلادى بمدينة اللد بأقليم كبادوكية بفلسطين من أبوين مسيحيين أتقياء. فوالده الأمير أنسطاسيوس حاكم ملاطية وأمه ثيؤبستى ابنة ديونيسيوس حاكم اللد وكانت له أختان احداهما كاسيا والثانية مدرونة. وكان والد القديس مارجرس مؤمنا بالسيد المسيح. وقد اشتهر بالصلاح والعدل. يحكم البلاد بمخافة الله. فلما رزقه الله بابنه جرجس أحست تربيته على مقتضى الآداب والأخلاق المسيحية المستقيمة ولقنه العلوم الكنسية واللاهوتية. كما لقنه العلوم والآداب والقوانين .... فضلاً عن إجادة اللغة اليونانية التى كانت فى ذلك العصر هى لغة المدنية والثقافة وإجادة الفروسية التى كانت هى مفخرة ذلك الزمان http://www.peregabriel.com/gm/albums...7c9b014afa.jpg استشهاد والده : القديس أنسطاسيوس: حدث أنه لما بلغ القديس الرابعة عشرة من عمره ان علم الوالى أن والده أنسطاسيوس يعتنق المسيحية. فأمر بقطع راسه وعين مكانه أميراً آخر رحيل عائلة جرجس: بعد استشهاد والد القديس مارجرجس. أخذت والدة جرجس ابنها وابنتيها ورحلت من اقليم الكبادوك الى مدينة ديوسبوليس أحد اقاليم فلسطين حيث كان موطنها الأصلى وحيث كانت لها فيه أملاك كثيرة الأمير مارجرجس: لقد كان القديس جرجس حسن الطلعة ممشوق القوام .. مما أهله أن يلتحق بالجيش وكان عمره سبعة عشر عاما ... ولما علم الوالى الجديد بشجاعته وفروسيته بعث به الى الامبراطور الرومانى وبصحبته مائة جندى وأعطاه خطابا الى الامبراطور يوصى فيه بترقيتة. فلما رآه الامبراطور وقرأ الرسالة التى معه فرح به جدا ومنحه لقب امير وأصبح (الأمير جرجس) ورتب له راتباً شهريا ضخماً وأعطاه خمسمائة جندى ليكونوا تحت أمره، كما عينه حاكماً لعدة بلاد لتكون خاضعة لحكمه وقيد اسمه فى ديوان المملكة مع العظماء وأعطاه هدايا كثيرة. وعند انصرافه وهبه حصانا ضخما نياحة والدته: ما أن عاد الأمير جرجس حتى خرج أمير فلسطين للقائه بحفاوة وتكريم. وأقامت والدته وليمة عظيمة لأهل المدينة كما أقامت الصلوات الكثيرة لأجله ولما بلغ القديس من العمر عشرين عاما تنيحت والدته وكان قد وصل الى درجة فائقة من الشجاعة ... وأصبحت له شهرة فى كل مكان فقرر الأمير يسطس حاكم فلسطين أن يزوجه ابنته الأميرة، غير أنه قبل ان تتم مراسيم الزواج توفى الأمير ففكر القديس فى أن يتمم زواجه من الأميرة.. ليصبح اميراً على فلسطين بعد أبيها...... لكن الله كان قد دبر له مملكة من نوع آخر ومن نوع أنبل وأجمل ليكون اميراً عليها وهى مملكة الشهداء التى هى ليست فى الأرض وإنما فى السماء ... ولقد حفظه السيد المسيح عريساً بكراً لملكوته السمائى http://www.peregabriel.com/gm/albums...88f4a49008.jpg ذهاب القائد جرجس الى مدينة صور: إلى صور توجه القائد جرجس يرافقه خادمه سقراط فى أمر يخص الجنديةولما وصل اليها وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام وقد تركوا عبادة الإله الحقيقى يسوع المسيح واهتموا بعبادة الأصنام وتقديم الذبائح والبخور الى الأوثان الحجارة الصماء. كما أن المللك داديانوس اجتمع مع تسعة وستون من الملوك والرؤساء فى دولته بمناسبة عيد أبولون وأصدروا منشورا ينص على ال. هدم جميع الكنائس - طرد جميع الموظفين المسيحيين من أعمالهم حرق الكتب المقدسة - تقديم الذبائح والبخور لآلهة الملك وكل من يرفض الخضوع لأوامر الملك يعذب عذابا شديدا حتى الموت شجاعة القائد جرجس: غلى دم الشجاعة والشهامة فى عروق القديس وقام بتمزيق المنشور أمام جنود الملك داديانوس وبسرعة فائقة قبض الجنود على الأمير جرجس وساقوه الى الملك مكبلاً بالقيود الحديدية. لينال عقابه على ما غله ضد أوامر الملك عذابات القديس : لقد ذاق القديس أمير الشهداء أشد أنواع العذابات طوال سبع سنوات كاملة من جلد وضرب بالدبابيس وتقطيع الأعضاء ووضع داخل جير حى غير مطفأ ونشره بالمنشار وعذابات كثيرة أهلته أن يكون أميراً للشهداء.. وها نحن نعرض الى هذه العذابات التى تحملها القديس بصبر عجيب القديس داخل السجن إقتاد الجنود القديس الى الملك داديانوس الذى كان مجتمعا مع الملوك والأمراء التسعة والستون يدبرون ويخططون لاهلاك المسيحيين، ولكن قد هالهم الأمر أن الذى يقف أمامهم قائد له مكانته المرموقة فى المملكة، لذلك ابتدأ الملك يلاطف الأمير جرجس بالوعود والترقيات الى مناصب أعلى وأنه سوف يزوجه ابنته وسوف يعطيه من الأموال والذهب والهداي الكثير إذا قدم السجود والتبخير للآلهة. ولكن الأمير جرجس تذكر أنه ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس لم تفلح كل محاولات الملوك والأمراء فى إثناء القديس عن عبادته للإله الحقيقى يسوع المسيح، مما جعل الملك يثور غاضباً ويأمر بوضع جورجيوس داخل السجن إغرائه بالخطيئة ... الفتاة تنال اكليل الشهادة: أخذ الملك يستشير أعوانه فى كيفية تعذيب هذا القائد ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه إهانة الملك وعدم التبخير والسجود لآلهة المملكة فقدم أحد الأمراء إقتراحا بوضع جرجس مع فتاة جميلة من محظيات قصر الملك حتى يفقد عفته ثم يسهل بعد ذلك خضوعه لأوامر الملك وفى الحال كانت الفتاة داخل زنزانة القديس جرجس. ... ولكن ماذا تفعل كل محاولات إبليس أمام قوة الصلاة فقد كان القديس راكعاً يصلى الى السيد المسيح أن يعينه ويقويه وهنا نجد قوة الصلاة التى تغلب كل تجربة وتحول الدنس الى عفة ... وحولت الفتاة من الخطية الى الطهارة وما أن حضر رجال الملك فى الصباح لأخذذ الفتاة حتى وجدوا خلاف ما توقعوا. لأنهم وجدوا الفتاة الخليعة وقد اكتست بالحشمة وهى تعترف بإيمانها بالسيد المسيح إله جرجس. وقد كانت مفاجأة صاعقة أصابت الملك وأعوانه بالذهول مما دعاه لإصدار أوامره بإعدامها فى الحال وهكذا نالت اكليل الشهادة استشاط الملك غضبا فأمر جنوده بربط جرجس بأغلال قاسية ثم القوا على صدره حجراً كبيراً وتركوه الى اليوم التالى لعله يموت أو يخضع لأوامرهم ولكنه تحمل الألم وهو يشكر السيد المسيح http://www.peregabriel.com/gm/albums...91a0b2bbe4.jpg تعذيب القديس بالهنبازين وظهور رب المجد له: حينما فشلت المحاولة فى إخضاع القديس، أمر الملك بتعذيبه بالهنبازين، وهى آلة تعذيب شنيعة عبارة عن دولاب حديدى به عجلتان من الحديد لكل منهما سكاكسن حادة وتدور كل عجلة عكس الأخرى. وعندما وضعوا جرجس داخل الدولاب وأداروا العجلتان أخذ جسده يتمزق والدم يسيل منه. وإمعانا فى التعذيب جاءوا بنار المشاعل ومرروها على جروحه ثم وضعوا كميات من الملح فوق جروحه ايضا حتى أصبحت آلامه فوق كل احتمال ومع ذلك كان جرجس يقدم الشكر للسيد المسيح الذى احتمل آلام الصليب من أجل خطايا البشرية وبينما القديس غارقا فى دمائه بين حى وميت إذ بنور قوى يظهر فجأة داخل غرفته فى السجن ويقترب منه مخلص العالم ويعطيه السلام قائلاً لا تخف يا حبيبى جرجس لأنى معك وعندما لمس جراحاته إذ بها تلتئم بسرعة عجيبة وكأنه لم يصب بأى أذى شدة على أربعة أوتاد فى جير حى وظهور رب المجد له للمرة الثانية ليشفيه من جراحه: حينئذ أمر داديانوس أن يخرجوه من السجن ويحضروه بين يديه فى مجلس الحكم وكان القديس يرتل "الهى انظر الى معونتى" وقد سأله الحاضرون : يا جرجس من الذى شفاك فأجابهم القديس : انتم لا تستحقون أن تسمعوا اسم الذى شفانى حينئذ استشاطوا غيظا وأمروا أن يشد على أربعة أوتاد ويضرب مائة سوط على بطنه. ثم أمر الملك أن يأتىوا بجير حى ويوضع على جراحاته وقروحه جميعاً. ثم يصب على جسده كبريت مذاب فى خل عتيق ووكل لحراسته ثمانية جنود يحفظونه الى الغد اشتعلت النار وهاجت فى جسده وتألم جدا وللوقت نظر المخلص لالآمه فنزل اليه من السماء ومعه ملائكته الأطهار وقال هل : لك أقول يا حبيبى جرجس أنهض قائماً صحيحاً معافى من جميع الآمك، اثبت وتقو لأنى كائن معك عندئذ لمس الرب جسده وشفاه من جميع جروحه وأعطاه السلام وصعد الى السماء بمجد عظيم. أما المغبوط جرجس فأقام بقية الليل يسبح الى الصباح فلما رآه الجند وبقية الموكلين بحراسته انه صحيح معافى تعجبوا وأسرعوا وأعلموا الملوك إتهام القديس بإنه ساحر ... وإيمان الساحر أثناسيوس: فى اليوم التالى أمر الملك قائد حرسه بالذهاب الى السجب ليتحقق من موته حتى يدفنه خارج المدينة. ولكن فوجىء قائد الحرس بأن وجد القديس سليماً معافى من كل ما أصابه فذهب به الى الملك الذى اندهش عندما رآه فى كامل صحته لكن الملك وأعوانه ابتدأوا ينسبون ما حدث للقديس بأنه ساحر. لذلك أمر الملك بإحضار أعظم السحرة فى المملكة. وبسرعة كان الساحر أثناسيوس أمام الملك الذى طلب منه التغلب على جرجس وإخضاعه بقوة السحر وحالاً أخذ الساحر كأساً مملؤة شراباً ومزجها بكمية كبيرة من السم القاتل وقدمها الى القديس ليشربها، لكن القديس جرجس ردد فى نفسه قائلاً : "إن قوة الصليب عن الهالكين جهالة. أما عندنا نحن المخلصون فهى قوة الله" ثم مد يده ورشم الكأس بعلامة الصليب المقدس وتناول كل ما فيها، والجميع ينظرون اليه متوقعين سقوطه.... ولكن طال انتظارهم إذ لم يؤثر السم فى جرجس فأغتاظ الساحر جدا وأخذ كأسا أخرى وضاعف كمية السم وقرأ عليها أسماء شياطينه المرعبة الأشر من الأولى مع ربط يدى القديس حى لايرشم علامة الصليب، لكن القديس رشم الصليب بفمه وتناول كأس السم ولكن لم يصبه أى أذى كما فى المرة الأولى عندئذ سرت الدهشة بين جموع الحاضرين وصاح الجميع بما فيهم الساحر أثناسيوس الذى سجد بين قدمى القديس معلنين إيمانهم بالسيد المسيح الإله الحقيقى فأستشاط الملك غيظاً والأمراء الذين معه وأصدروا أمراً بقطع رؤوسهم بحد السيف ونالوا اكليل الشهادة. لكن الملك أخذ يصر بأسنانه وهو يتوعد البطل بأن يذيقه أنواع العذابات إذا استمر على إيمانه بالسيد المسيح تعذيبه بالشفرات الحادة: أمر الملك بتعذيب جرجس بأن يمدد على شفرات حادة مثل السكاكين لتقطيع أعضاء جسمه، ولكن كلما حاول الجند كانت شفراتهم تتكر وتتناثر على الأرض http://www.peregabriel.com/gm/albums...a72c40df9b.jpg وضع حذاء المسامير فى رجلية: لم يرتدع الملك بعد كل ما رآه بل تقسى قلبه وطلب من الجنود إحضار حذاء يدقوا فيه مسامير كبيرة ثم يلبسه جرجس ويامرونه بالجرى وفعلاً تم ذلك وأخذ الدم يسيل منه وهو يجرى وكان إذا توقف ينهال عليه الجند بالضرب بأعصاب البقر حتى تفجرت دماؤه من جميع جسمه وراح فى غيبوبة من شدة الالم ثم أخذوه والقوه فى السجن بين حى وميت. ولكن الرب يسوع ظهر له فى السجن وشفاه من جميع جراحاته تعذيب القديس بالنورج ... وموته للمرة الأولى: أمر الملك داديانوس بعد ذلك إمعاناً فى تعذيب القديس بأن يوضع داخل نورج بعجلة كبيرة ذات أطواق ومناجل وسيوف حادة وعندما أداروا العجلة والقديس بداخل النورج، انسحقت عظامه وتقطعت جميع أعضائه حتى ان الملك والأمراء أخذوا فى الاستهزاء به وكيف ان الهه لم يقدر أن يخلصه من أيديهم، ثم أمر الملك أن توضع عظامه ولحمه فى جب عميق حتى يتخلصوا منه نهائيا ولكن السيد المسيح الإله القادر على كل شىء أراد ان يخزى الشيطان وعباد الأصنام. إذ تزلزلت الأرض لأن رب الكون نزل وأقام جرجس حيا ... فما أن رأى هذا أحد الأمراء ويدعى اناضوليس حتى أعلن ايمانه بالسيد المسيح اله جرجس ومعه جمع غفير كان حاضراً وشاهد المعجرز العظيمة. ولكن الملك الجاحد أمر حالاً بقطع رؤوسهم حتى لايحدث شغب فى الشعب ونالوا اكليل الحياة الأبدية ثم أمر الملك بوضع القديس فى السجن حتى يتفنن فى طريقة يهلك بها القديس ويتخلص منه تعذيب القديس بالمنشار ... وموته للمرة الثانية: أمر الملك بعد ذلك بإحضار القديس ونشره بمنشار كبير الى نصفين وهو ممدد على الأرض مع ربط يديه ورجليه بسلاسل حديدية. ولما فارق القديس الحياة، أمر الملك بدفنه وأن يوضع عليه كميات كبيرة من رصاص وزفت وكبريت وأمر الجند أن يوقدوا ناراً حتى لايتبقى أى عصو من جسده يأخذه الناس ويكرموه لكن رب المجد لم يترك أمير الشهداء يسخر منه أعوان الشيطان إذ نزل الرب يسوع من السماء ملائكته وأقام جرجس ووضعه على الأرض كأنه لم يصب بأى أذى. ومن ثم أخذ القديس يطوف فى الشوارع منادياً بأنه حى لكى يؤمن بالسيد المسيح الى الكل أما الجموع فقد أحاطوا بالقديس ... والملك والأمراء اضطربوا جدأً حينما علموا أن القديس جرجس رجع حياً للمرة الثانية والجموع هتفت مؤمنة بإله جرجس مما جعل الملك يصدر أمره بإعدام كل من آمن بالسيد المسيح وقتله بالسيف تعذيب القديس بطمره فى إناء به جير .. وظهور رئيس الملائكة ميخائيل له: استشاط الملك غضبا لكل ما حدث فأمر بوضع جرجس فى حوض كبير مملوء جير حى غير مطفأ وذلك لمدة ثلاثة أيام مع حراسة مشددة حتى لا يقترب منه أحد وحالاً وضعوا القديس فى الحوض وهو مقيد اليدين والرجلين ولكن ماذا تفعل كل قوى الشيطان أما قوة ربنا يسوع المسيح الذى حول أتون النار الذى وضع فيه الثلاثة فتية القديسين كأنه ندى بارد وفى اليوم الثالث حضر الجند لإخراج جثته التى ظنوا انها تلاشت ولم يبقى غير العظام فقط ولكنهم فوجئوا بالقديس لم يصب بأى أذى فقد نزل رئيس الملائكة ميخائيل وحفظ القديس من أى شر تعذيب القديس ورفعة على معصرة ... وموته للمرة الثالثة: بعد ذلك أمر الملك الكافر داديانوس بإحضار جرجس أمامه وضربه بغير رحمة حتى تهرأ لحمه ثم أمر بوضعه فى المعصرة حتى فارق الحياة وأصبح جسده عبارة عن أجزاء متنائرة وبعد ذلك أمر الملك بطرحه على جبل عال حتى يستريح من الى الأبد وبعد أن فعلوا أوامر الملك إذ حدث رعد فى السماء وبرق شديد والسيد المسيح له المجد ظهر على سحابة وأعاد جرجس الى الحياة مرة اخرى ليخزى به الكفرة عباد الشيطان وفى الحال آمن كثيرون بإله جرجس داخل قصر الملك: أخذت الملك حيرة شديدة فأخذ يلاطف جرجس ويكلمه برقة واعداً إياه أن يجعله الرجل الثانى فى المملكة إن بخر للأصنام ولو مرة واحدة. حتى لا تهلك المملكة بسببه وقد تظاهر القديس بالموافقة لتظهر عجائب وفعلاً أمر الملك بإطلاق سراحه وإنزاله ضيفاً فى قصر الملك فى داخل القصر تقابل البطل القديس مع الملكة الكسندرة زوجة الملك التى كانت تريد رؤيته لما سمعت عن شجاعته وتحمله للعذابات وابتدأت تسأله عن سر قوته وعجائبه وتطرق الحديث عن الإله الواحد الأزلى الأبدى خالق كل شىء القادر على كل شىء. وعن تجسده فى أحشاء السيدة العذراء وأنه مصدر القوة التى يهبها لأولاده المؤمنين به وانه يقبل اليه كل تائب ويغفر له خطاياه وهو عون الذين يلتجئون اليه فى الشدائد والضيقات مما جعل الملكة تؤمن بالسيد المسيح. دون علم زوجها الملك القديس داخل البربا وحديثه مع الشياطين وتحطيم التماثيل أمام الجموع: فى الصباح الباكر أشيع أن جرجس خضع لأوامر الملك وأنه سوف يبخر للآلهة. وكان الحفل مهيباً والأروقة غاصة بالمتفرجين، والجنود مصطفين لتحية صديقهم القائد الذى ظنوا أنه خضع لدين المملكة ... تقدم القديس ووقف أمام الصنم الكبير الذى يتوسط المعبد وصلى الى السيد المسيح أن يظهر عجائبه فى هذه اللحظة كى يعرف الجميع من هو الإله الحقيقى ثم التفت الى الصنم ابولون وقال له إن كنت أنت الاله الحقيقى فإكشف قدرتك للجموع. فخرج صوت سمعه كل الحاضرين "الإله الحقيقى هو الذى تعبده أنت يا جرجس أما نحن فإننا شياطين ساكنين هذا الحجر ثم رشم القديس بعلامة الصليب على الصنم الكبير وفى الحال سقط على الأرضوسقطت بقية الأصنام التى فى المعبد. والشعب الحاضر هتفوا قائلين نؤمن بإله جرجس فأمر بقطع رؤوسهم بالسيف استشهاد القديس: اجتمع الملك داديانوس مع الملوك والأمراء ليجدوا طريقة تخلصهم من جرجس وكتبوا قضيته بأن تؤخذ رأسه بحد السيف ووقع عليها الملوك والأمراء التسعة والستون. وكان القديس يسير فرحاً مسروراً الى المكان المعد لينال اكليل الشهادة. ولما وصل الى المكان صلى الى السيد المسيح ثم تقدم بقلب ثابت قوى ومد عنقه الى السياف الذى هوى بشدة على رقبته ... ونال اكليل الشهادة فى اليوم الثالث والعشرين من شهر برمودة الموافق أول مايو فى حوالى 263م نقل اعضاء الشهيد مارجرجس من صور الى اللد: لما أخذت رأس القديس مارجرجس، بقى جسده ملقى على الأرض الى غروب الشمس وكا سقراطيس خادم القديس عنده يبكى عليه ويحرسه. فألقى الرب فى قلب اثنين من العبيد أصدقائه، فأتيا الى المدينة ليتفقدا سيدهما ليعلما ما كان من أمره. فلما تقصيل عنه أعلموهما أنه قد قتل فى ذلك اليوم. فبكيا وطافا يبحثان عن موضع جسده. فوجدوا سقراطيس جالساً عنده يبكى. فجلسا هما أيضاً يبكيان معه ثم بعد هذا، قاموا جميعاً وأخذوا رأس القديس ووضعوها مع الجسد. ثم نزعوا عنه الثوب الذى كان عليه، وكان ملطخا بدمه الطاهر، وأدرجوه فى ثوب نقى كان لأحدهم ووجدوا قبراً جديداً خارج المدينة قريبا منهم. فوضعوا فيه جسد القديس وجلسوا هناك الى الغد ولما أصبحوا، دخلوا المدينة وابتاعوا طيبا وأكفانا نقية وكفنوا بها جسده ثم وضعوه فى القبر، وتركوا عنده سقراطيس يحرسه، ودخل الاثنان الآخران الى المدينة ليتشغلا ويجدا مصاريف حمل جسد القديس سيدهما فى مركب، ثم صادفوا مركبا على وشك الاقلاع الى يافا. فطلبوا من رئيس المركب حمله فى مركبهم، ففرحوا بذلك. وكذلك التجار لما سمعوا بحمل جسد القديس مارجرجس الذى من مدينة اللد فى مركبهم وعلموا قصته وتعجبوا من عذاباته. وقاموا بأجمعهم وسجدوا أمام جسده ممجدين الله لأنهم استحقوا أن يصعدوا جسد القديس فى مركبهم وكان واحد منهم اسمه لاونديوس من أهل يافا، كان يعرف القديس مارجرجس، فأحضر دابة وحمل جسده عليها وأوصله الى بيته. حينئذ وجد أن والدته واختيه قد تنيحن. فذاع الخبر بإن جسد القديس مارجرجس قد احضر. لأنهم لم يروه منذ سبع سنوات وكان أهل بلدته قوما مسيحين فأجتمعوا وسجدوا وهم باكين ثم قبلوه وهم متعجبين من جهاده وفرحوا ومجدوا الله ثم أخبر سقراطيس والعبدان الآخران وكان أسم احدهما لوقاس واسم الآخر قبريانوس أخبروا أهل المدينة بكل ما كان من سيدهم. فتعجبواجداً. ثم وضعوا جسد القديس مارجرجس فى خزانة داخل بيته مدة سبعة أيام وهم يأتون بأجمعهم ويصلون عنده. ثم حملوا الجسد الى البيعة التى كانت فى المدينة ..... وقاموا بعد ذلك بهدم منزل القديس وقاموا ببناء بيعة حسنة باسمة فى موضع بيته. وارسلوا الى بيت المقدس رئيس الاساقفة الأنبا تاؤضوسيوس، فكرسها فى اليوم السابع من شهر هاتور ووضعوا جسده فيها وحدثت فى البيعة فى تلك الليلة قوات وعجائب باهرة وتم بناء البيعة فى سنة وعشرة شهور مكانة الشهيد فى العالم: للقديس مارجرجس شهرة عالمية تمتد الى كل أنحاء العالم فهو شفيع بريطانيا : التى بها 152 قرية باسمه وتنقش صورته على الجنية الانجليزى (الجنيه الذهب)، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده فى 23 ابريل من كل عام ويعتبر البريطانيون هذا اليوم عيدا قوميا لهم تعطل فيه الأعمال الحكومية، كما يطلق اسمه على المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجىء. وكثير من ملوك بريطانيا يتخذون اسمه لأنفسهم تبركأً به مثل جورج الأول والثانى والثالث والرابع والخامس والسادس فى بيروت عاصمة لبنان : كنائس باسم الشهيد مارجرجس وفى لبنان خليج تجثم على ضفته مدينة بيروت نفسها ويعرف بخليج مارجرجس او بخليج الخضر فى ايطاليا : يتمتع سان جورج بمكانة عظيمة لدى الكاثوليك فهو نصير الكنيسة الكاثوليكية فى الملمات. فقد وجدت فى روما ونابولى كنائس قديمة جدا على اسم القديس جيؤرجيوس وكان البابا جلاسيوس الأول بابا روما قد أثبت قداسة مارجرجس فى مجمع عقد بروما سنة 404م فى فرنسا : بنى الملك كلوفيس الثانى (638 - 656) كنيسة كبيرة على اسم سان جورج وكانت الملكة كلونيدا زوجته تؤمن بشفاعة البطل فأكثرت من بناء الكنائس على اسمه، وكانت تخصص الأموال الكثيرة لخدمة هذه الكنائس من مالها الخاص فى النمسا : أنشأ الامبراطور فريدريك فى سنة 1470م رتبة من الكافليريه (الفروسية) على اسم القديس جرجس فى روسيا : كان للبطل جاورجيوس مكانة عظيمة فى روسيا القيصرية، فرسموا صورته على الحصون. وأنشأت الامبراطورة كاترين وساما رفيه الشأن اسمه وسام جاورجيوس وهو على شكل صليب منقوش عليه فى الوسط صورة للقديس، وكانت تمنحه للقواد العظام الذين ينتصرون فى الحروب مكافأة على شجاعتهم وتخليدا لبطولتهم وكان مارجرجس هو شفيه الامبراطورية الروسية قبل الثورة البلشفية سنة 1923. ولاشك ان الروس سيعودون الى اتخاذه شفيعا لهم بعد انهيار الشيوعية فى بلادهم فى اليونان : يرمونه أعظم إكرام، ويشيدون على اسمه الكنائس والاديرة، ويسمونه باسم يتميز به عن جميع الشهداء، فيلقبونه بالظافر أو حامل علامة الظفر، كما يصفونه بالشهيد العظيم ورئيس الشهداء |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيرة القدّيس جرجس الشهيد 1. المقدّمة القدّيس جاورجيوس هو من القدّيسين الشعبيّين في الشرق والغرب. ذاع صيته وانتشرت بطولة فضائله في العالم كلّه فكثر عدد المتعبّدين له حتّى أنّ بلدانًا وجمعيّات مختلفة اتّخذته شفيعًا لها. 2. طفولة جرجس وُلد جرجس في مدينة اللدّ الفلسطينيّة، سنة 280م، من عائلة شريفة وغنيّة . كان والده فارسًا مغوارًا، اتّخذه الملك ديوكلسيانُس رفيقًا له في أسفاره، لِما وجد فيه من مروءة وشهامة نفس. وعندما عرف الملك أنّ والد جرجس مسيحيّ، قطع رأسه، فعاش الولد الوحيد يتيم الأب منذ صغره. ربّته أمّه تربية صالحة، وقد علّمته روح التسامح وحبّ الاستشهاد في سبيل المسيح. فنشأ وقلبه يضطرم شوقًا للساعة التي فيها يبذل نفسه في سبيل إيمانه المسيحيّ. 3. جرجس الجنديّ في سنّ السابعة عشرة، دخل جرجس في سلك الجنديّة وما لبث أن انتشر اسمه للشجاعة النادرة التي أظهرها أثناء المعارك والحروب ضدّ أعداء المملكة. فقرّبه الملك ديوكلسيانُس إليه وجعله قائد حرسه الخاصّ، ولم يلبث أن عيّنه قائد ألف، ولم يكن قد بلغ العشرين من عمره. توفّيت والدته في تلك الأثناء، فتحمّل مصاب اليتم والوحدة والفراق بكلّ صبر وإيمان. 4. جرجس المؤمن أصدر الملك ديوكلسيانُس أمرًا يفرض على المسيحيّين تقديم الذبائح لآلهة الرومان. فتحرّكة عاطفة الإيمان في قلب جرجس وقد سمع صوت الربّ يقول: "طوبى لكم إذا اضطهدوكم" و"إنّ ملكوت الله يغصب، والغاصبون يختطفونه". مضى وجمع أمواله ووزّعها على الفقراء، وأعتق من كان عنده من العبيد، ثمّ قصد الساحة العامّة ومزّق الأمر ضدّ المسيحيّين، فأمسكه الجنود واقتادوه إلى الملك. مثل جرجس أمام الملك وأخذ يدافع بحماسة عن المسيحيّين ويدحض ما يُنسب إليهم من افتراءات وأكاذيب. وطلب من الملك أن يترك لهم حريّة المعتقد. فاستشاط هذا غيظًا لكنّه كتم مشاعره، وقد رئف بشباب جرجس وتذكّر ما كان يتحلّى به من شجاعة ومروءة وحاول استمالته فلم يجد سوى مسيحيّ إيمانه من صخر. فأمر بإنزال أشدّ أنواع الأعذبة به. 5. جرجس المتألّم إقتاد الجنود جرجس إلى السجن حيث عرّوه من ثيابه وشدّوا يديه ورجليه بسلاسل من حديد وألقوا على صدره صخرًا ضخمًا حتّى اليوم التالي. ثمّ ربط على دولاب فيه أمشاط حديديّة مسنّنة، وبدأ الدولاب بالدوران وجسد القدّيس يتمزّق، ثمّ أحرقت جروحه بناء المشاعل. فتحمّل جرجس تلك الأعذبة كلّها بصبر دون تذمّر أو تأفّف شاكرًا لربّه نعمة الاستشهاد. استقدم الملك ساحرًا وطلب منه إرجاع جرجس عن ضلاله. فأسقاه كأسين من السمّ القتّال فلم يصب بأذى. ثمّ دفعه إلى القبور فأحيا ميتًا. عندئذٍ آمن الساحر بالله ونال نعمة الاستشهاد قبل جرجس. 6. جرجس الشاهد بعدما رأى الملك ديوكلسيانُس أنّ الأعذبة والآلام لم تُثنِ جرجس عن إيمانه، خطرت بباله فكرة الإقناع والترغيب. استدعاه إليه وأخذ يتملّقه ويعده بالمناصب الرفيعة وطلب منه تقديم البخور للأصنام فوافق جرجس. ظنّ الملك أنّ جرجس قد اقتنع أخيرًا فجمع الشعب أعيانًا وعامّة، ليحضروا تقديم البخور للإله "أبولّون" في معبد رئيس الآلهة. ولمّا أتت الساعة المرتقبة، وقد غصّ المعبد بالحضور، آتين لرؤية ارتداد جرجس إلى الوثنيّة، وقف جرجس أمام الصنم الكبير وخاطبه، قائلاً: "هل أنت الإله الحقيقي؟" فسمع صوت من داخل الصنم يقول: "إنّني لست إلهًا، بل الإله هو الذي أنت تعبده". عندئذٍ رسم جرجس إشارة الصليب على جبهته فسقط الصنم على الأرض وسقطت معه سائر الأصنام، وتحطّمت جميعها. آمنت الملكة ألكسندرا زوجة الإمبراطور بإله المسيحيّين، عند رؤيتها ما جرى بالأصنام، وأعلنت جهارًا إيمانها بالله، فأمر زوجها الملك بضرب عنقها، فنالت معموديّة الدمّ وأضحت من شهداء المسيح. 7. جرجس الشهيد بعد سقوط الأصنام وتحطيمها، ثار الشعب على جرجس. لكنّ الجنود استطاعوا أن يخرجوه من بينهم. ثمّ أمر الملك أن يربط جرجس بذنب حصان ويجرّ في شوارع المدينة أمام أنظار الشعب وشماتتهم. ثمّ ضرب عنقه فانتقل إلى جوار خالقه بعد أن تحمّل آلامًا مبرّحة بشجاعة نادرة. تمّ ذلك في 23 نيسان سنة 303م، وقد عيّنت الكنيسة هذا اليوم تذكارًا لتكريس هذا القدّيس العظيم. 8. أسطورة جرجس بعد وفاة جرجس بدأ الرسّامون يمثّلونه بصورة فارس مغوار، جميل الطلعة، يطعن برمحه تنّينًا هائلاً ويدوسه بسنابك حصانه، وهو يخلّص إبنة الملك من براثنه. وتبدو تلك الأميرة في الصورة واقفة مرتعدة خائفة من التنّين، وأبواها يشرفان عليها من فوق الأسوار، وهما مسروران بإنقاذها على يد جرجس الفارس الشجاع. هذه الأسطورة هي حكاية رمزيّة، تظهر لنا جرجس البطل الصنديد والشهيد العظيم، ينتصر على الشيطان الممثّل بالتنّين، منقذًا ابنة الملك أي الكنيسة من براثنه. أمّا الله ومريم العذراء فقد تمثّلا بالملك والملكة اللذين ينظران إلى انتصار الكنيسة على الشرّ، على يد جرجس الشهيد. 9. إكرام جرجس بعد موت القدّيس جرجس انتشر التعبّد له في الشرق والغرب وقد بُني معبد في اللدّ على اسمه لم يزل المسيحيّون والإسلام يؤمّونه للصلاة والتبرّك حتّى اليوم. وعلى اسمه مقامات أخرى مشهورة منها مار جرجس الخضر (أي الحيّ) في بيت لحم، ومار جرجس الحصن قرب حمص، ومار جرجس في حلب... اتّخذته المملكة البيزنطيّة شفيعًا لها، يكرّمه الإنكليز إكرامًا خاصًّا وسمّي كثير من ملكوهم باسمه. وامتازت فرنسا وجمهوريّة "جنوا" وبلاد إسبانيا بالتعبّد له وإكرامه. فلتكن صلاته معنا. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتشار تكريم القدّيس جاورجيوس إكرام هذا الشهيد العظيم منتشر في الشرق والغرب، وكلّ ينسب أصله إلى بلاده. تعيّد له الكنائس الشرقيّة والغربيّة، وعند جميعها له إكرامه وصلاته. على اسمه وطلبًا لشفاعته، شُيّدت الكاتدرائيّات والكنائس في العالم عامّة، وفي لبنان خاصّة، وهو شفيع عدّة كاتدرائيّات وأديار ورعايا من كلّ طوائف لبنان. مكرّم في شرقنا كونه من عندنا. ويطلب الجميع شفاعته لتقوية إيمانهم. وأبناء لبنان بكلّ طوائفهم، يكرّمونه. هو شفيع الجيش، وشفيع الشباب، وشفيع الحركات الكشفيّة. ماذا يعني اسم جاورجيوس؟ اسم جاورجيوس يعني: حارث = فلاّح. ويعيّد له كلّ من يحمل اسم: جرجس، جريس، جورج، جرجي، جريج، جرجورة، جورجيت، جورجينا، جيورجيو، خورخي. تعيّد له الكنيسة المارونيّة في رموز صورة القدّيس جاورجيوس أيقوناته التي يرسمها الفنّانون، والمدائح والنشائد التي تسرد حياته، كلّها مليئة بالرموز التي تعظّم استشهاده المجيد. - الجندي: شجاع مغوار لا يهاب الموت ولا يتراجع أمام تهديد. - الرمح: رمز سلاح وترس وتجاه التعاليم الهدّامة والداعية إلى الكفر بالمسيح. - البحر: هو العالم بما يحمّله سفر الرؤيا من معاني الغرق والكفر وسائر الشرور. -التنّين: المرعب وهو الاضطهاد الذي يبتلع المؤمنين بالمسيح، مثل خراف تُساق إلى الذبح الواحد تلو الأخرى. والتنّين أيضًا يرمز إلى الشيطان "الحيّة القديمة". - بنت الملك: وهي الكنيسة، بنت الملك السماوي، التي يموت بنوها شهداء، وتَرى في مار جرجس فارسًا يدافع عنهم. - قتل التنّين: وهي نهاية الاضطهاد الكبير التي تزامنت مع استشهاد مار جرجس واعتبر استشهاده نعمة كبرى للكنيسة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس جرجس: ثانيا: خدمة القداس ثانيًا: خدمة القدّاس مزمور أو نشيد الدخول وقوف الجماعة: أ- المزمور 83: القسم الأوّل <H1 class=rtecenter>* ما أحبّ مساكِنك ** تشتاقُ وتذوبُ نفسي * ويُرنّم قلبي وجِسْمي ** ألعصفورُ وجد له مأوى * مَن لي بمذابحكَ يا ربَّ الجنود ** طوبى لسُكَّان بيتِكَ * طوبى للذّينَ بكَ عِزَّتُهم ** يجتازونَ في وادي البكاء * فينطلقون من قوّة إلى قوّة ** أيّها الربّ إله الجنود */** المجدُ للآب والابن والروح يا ربَّ الجنودْ. إلى ديارِ الربّ. للإلهِ الحيّ. واليمامة عُشًّا تضعُ فيه أفراخَها. مَلِكي وإلهي. فإنّهم لا يَبْرَحونَ يُسَبِّحونَكَ. فإنَّ في قلوبِهم مَراقيَ إليك. فيَجعلونَهُ ينابيعَ ماء، إلى أن يتجلّى لهم إله الآلهة في صهيون إستمِع صلاتي وأصخْ يا إله يعقوب مِنَ الآن وإلى أبدِ الآبدينْ. </H1> http://www.peregabriel.com/gm/albums...da3629f811.jpg أو ب - لحن: طُوبيك عِدتو الجوق الأوّل فخـــــرُ الأجيــالْ راحَ يَـــزْدَري الأهـوالْ باسْــمِ يسـوعَ الحبيـبْ راسِمًـا رَسْـمَ الصّليــبْ حُــبُّ فادينــا العجيبْ جــرجِسُ البَــرُّ المِفْضالْ كُــلَّ ألــوانِ التَّعذيـبْ يَجْــرَعُ السُّـمَّ القَتَّــالْ ظافِـرًا فــي كـلِّ حَـالْ أعطـاهْ عَــزْمَ الأبطــالْ الجوق الثاني <H1 class=rtecenter> مـــــا أَبْهـــاكَ تَرْضَــى بالموتِ الرَّهيـبْ هّبِّــي، لا تَكْتَئبــــي أُنْظُــري الفـادي الحبيبْ قــامَ في مَجْــدٍ عَجيبْ تلْقَــى آلاتِ التَّعذيــبْ تدعُــو: يــا نَفسي، هَيَّا ولا تَقْلَقــــي فِيَّــا مائتًــا فــوقَ الصليـبْ هَـــبَّ ظافــرًا حَيَّـا </H1> الجماعة <H1 class=rtecenter> أيّهـــا البــــــارّ يــــا شَهيــدًا للإيمانْ قَـــوِّ عـــزمَ المؤمنينْ أَنْهجْنـا الـــدَّربَ الأمينْ جاهديـــــن آمنيـنْ جرجسُ الشَّهْــمُ المُختارْ شاهِــدًا طُــولَ الأزْمانْ كُــلِّ مَنْ يُحْيي ذِكراكْ كــي نَسيرَ في خُطــاكْ راجيــنَ طوبَــى لُقيـاكْ </H1> https://www.chjoy.com/vb/ صلوات البدء المحتفل : المجدُ للآب والابنِ والروح القدُس، من الآن وإلى الأبد. الجماعة: آمين. المحتفل : أيّها الآبُ القدّوس، أهِّلنا في هذا اليوم المشهودِ المقدّس، عيدِ تكليل شهيدكَ الظافر مار جرجس، أن نُقرِّبَ لك هدايا روحانيّة، مسكوبةً في ألحانٍ بهيّة، وترانيمَ شجيّة، يُنشدُها الرّوح على ألسنتنا، في هذا الوقت المُشِعِّ بالأنوار، مُطيِّبةً بأناشيد النُورانيّين، لكي ننالَ الغفرانَ ونُسبّحَك ونشكُركَ وابنك الوحيدَ وروحك القدّوس، الآن وإلى الأبد. الجماعة: آمين. المحتفل : (يبارك الجماعة قائلاً): السلامُ للبيعة ولبنيها. الجماعة: المجدُ لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاءُ الصالح لبني البشر. صلاة الغفران المحتفل: (يضع البخور قائلاً): لمجد الثالوث الأقدس وإكرامه. الكاهن: (مع التبخير) لنرفعنَّ التسبيحَ والمجدَ والإكرام إلى الذي شرّف بالمحاسنِ جرجسَ بطلَه، وبالظَّفرِ رَفَع بين الناس اسمَه، وبالأياتِ الباهرة عَضَدهُ، وبقُدرتِهِ أغناه، وبعطاياهُ ملأهُ، ولا يزالُ يُدري المعوناتِ على يده، وقد عظَّم في الأقطار، بين كُلّ الشعوب، عيدَه، وكرَّم بالمدائحِ تذكارَه، وأعدَّ له إكليلَ المجد في العلاء ومجدَهُ. ألصالحِ الذي له المجدُ والإكرامُ في هذا العيد وكلِّ أيّام حياتنا إلى الأبد. الجماعة: آمين. الكاهن: أللهمَّ، الآبَ القدّوس، يا مَن صوَّرك الأبرارُ منذُ القديم بآياتِهم، أنّك الظافرُ ومانحُ الظفرِ لشُهدائكَ القدّيسين، أهّلنا أن نُشيدَ بمدائحِ شهيدِك الظافرِ مار جرجس، الذي اخترتَهُ من الحشا، وملأتَهُ حكمةً وشجاعةً وقوّةً فائقة، ونجّيته من خِداع السَّحرة، لتُثبتَ على يدهِ المؤمنين، وتدعوَ الكافرينَ إلى التوبة والإيمان القويم. ها إنَّ بيعَتَك تهتفُ بأصواتِ بَنيها المؤمنين قائلين: طوباكَ يا جرجسُ الشهيدُ البار، لأنّك ظفرتَ على الكُفر وعبادةِ الأصنام، وشَهِدْتَ لإيمانِ البيعة المستقيم! طوباكَ يا جرجس الشهيدُ البار، لأنّك أسلمْتَ ذاتَك لكلّ ألوانِ التعذيب، حتّى أذهلتَ معذّبيكَ، وشجّعتَ بثباتكَ المؤمنين الضعفاءَ الخائفين، وملأتَ البيعة نعمًا وبركات. نبتهلُ الآن إليك، يا ربّ، على عِطر هذا البخور، أن تستجيبَ بشفاعته طلباتِنا، فتُفيضَ علينا نِعَمَكَ، وعلى كلّ كنائسِكَ ورَعاياكَ وأدياركَ. إملأ رُعاةَ بيعتِكَ بمواهبِكَ الروحيّة، ليَرعوا شعبَكَ بحكمةٍ وقداسة. إحفظ كهنتك أنقياء في خدمتهم. إحمِ من الأخطار شعبَك الذي يُحيْي هذا التذكار. صُنْ الشبّان والعذارى من كُلّ خطر، واحفظ على الأطفال براءَتهم، وامنحِ المرضى شفاءً تامًّا نفسًا وجسدًا، وأرِح الموتى الراجين خلاصَكَ في ملكوتكَ الأبديّ، وامنع الحروبَ والانقسامات والاضطهادات، ومُنَّ على العالم أجمَع بالخير والسلام، فنسجدُ لكَ ونشكركَ ونسبّحك الآن وإلى الأبد. الجماعة: آمين. جلوس http://www.lib-art.com/imgpainting/7...y-van-dyck.jpg اللحن الثاني: حْدَو زَديقه (هيا معي من لبنان) الجوق الأوّل: يـا هَـوْلَ عَصْرِ اضطهادْ يـا فَيـضَ الحبِّ الأعظم سادَ فيهِ الإثمُ، الكُفْرُ والإلحادْ أعْطى روحَ جرجسَ فَيضَ النّعم هللويا ألإستشْهادْ الجوق الثاني: مَزَّقـتَ فـي الساحـاتِ ذا مُلْـكُ السّمــاواتِ الإعلاناتِ أْرَ العاتي لَمْ ترْهَبْ غصْبًا يُغْصَبْ غيرةً غِرتَ للربّْ هللويا ما أحلى الرّبْ الجماعة: ذُقـتَ ألــوانَ التعذيبْ والحـبُّ كـان الأقـوى سَجْنًا جَلْدًا تقطيعًا تَذويبْ والإيمانُ والرّجـاءُ في البلوى هللويا يحيا الصّليبْ! الكاهن: لكَ يا ابنَ الله الأزلي، ولأبيكَ ولروحك القدّوس قرّبنا هذه الطيوب في هذا اليوم المقدّس، تذكارِ الشهيد الظافر مار جرجس، وإليك نبتهلُ أن تَقْبَلَ بخورنا رائحةَ رضًا أمامك. وبمحبّتك للبشر امنحنا كلّ ما نسألك بشفاعته، واجعلنا معه شركاء في نعيمك الأبدي، ومواهبك الإلهيّة، وادْعُنا إلى الفرح مع قدّيسيك، فنرفع إليك بينَهم بدون انقطاع المجد والشكر إلى الأبد. الجماعة: آمين. قديشات آلوهُو وقوف المحتفل: قَديشاتْ آلوهو، قَديشاتْ حَيلْتونو، قَديشاتْ لومويوتو (3 مرات) الجماعة: إتْراحام علينْ (3 مرّات) المحتفل: أيّها الربّ القدوس الذي لا يموت، قدّس أفكارنا، ونقِّ ضمائِرنا فنُسبِّحك تسبيحًا نقيًّا، ونُصغي إلى كُتُبك المقدّسة. لكَ المجدُ إلى الأبد. الجماعة: آمين. القراءات جلوس مزمور القراءات: رَمرِمَينْ http://alloilpaint.com/moreau/34.jpg الجوق الثاني <H1 class=rtecenter>شُهَـــدا الحــقِّ والنورْ حُــبُّ أخصَـبَ المعْمـورْ أسقَيتُـــم دُنيانـــا دَمْ لا أبــهى ولا أعظــمْ </H1> الجوق الأوّل مِـــنْ شهيــدِ الصّليبِ يـــا للحُــبِّ العجيبِ أسقيتُــم دُنيانـــا دَمْ لا أبــهى ولا أعظـــمْ الجماعة للمسيـــحِ الغفُـــورِ يَهْدينـــا دَربَ النــورِ نَحْــنُ نُنْشِــدُ التَّقديسْ فيــكَ جرْجِسُ القـدّيسْ قارئ: فصل من رسالة القدّيس بولس الرسول إلى أهل أفسس (6/10-20) (تحريض على الثبات، بالربّ وبقدرته، لأنّ الله وحده يؤمّن للمؤن الظفر على قوّة الشرّ. وقد حقّق الشهداء، ومنهم مار جرجس، هذا التحريض حرفيًّا بثباتهم في صراعهم لجميع أنواع العذابات، حتّى النصر الأخير والخلاص الأبديّ). يا إخوتي! وبَعدُ، فتَقوَّوا بالربِّ وبُقدرةِ قوّته، إلبَسُوا سلاحَ الله، ليُمكنكم أن تثبُتُوا تجاهَ مكَايد إبليس، لأنّ مصارعَتنا ليسَت للَحمٍ ودم، بل للرِّئاسات وللسلاطين، ولُولاتِ عالمِ هذا الظالم، ولأرواح الشرِّ في السّماوات. لذلك تَدَجّجوا بسلاحِ الله، ليُمكنكم أن تُقاومُوا في اليومِ الشرّير، وتثْبُتوا، وقد أتممتُم كلَّ شيء. إذًا فاثبتوا، مُتنطّقين بالحقّ، لابسينَ درعَ البرّ، ناعلينَ أقدامكُم باستعدادٍ لإنجيلِ السلام، آخذين في كلِّ شيءٍ تُرسَ الإيمان به يُمكنكم أن تُخمِدوا جميعَ سهامِ الشّرير الملتهبة. ضَعُوا خُوذةَ الخلاص، وتقلَّدوا سيفَ الروح، إنّه كلامُ الله. بكلِّ صلاةٍ وضراعةٍ صلُّوا كُلَّ وقْتٍ في الرّوح، وكونوا لهذا ساهرين، مواظبينَ كلَّ المواظبة، وضارعين من أجل جميعِ القدّيسين، ومن أجلي لكي أُعْطَى كلمةً أنطِقُ بها بجُرأة، فأُعَرِّف سرَّ الإنجيل، الذي من أجله أنا سفيرٌ في سلاسل، حتّى يصيرَ لي في الإنجيلِ جُرأة، فأنطِقَ به كما يجب. والتسبيحُ لله دائمًا. وقوف الجماعة: هللويا. وهللويا. المرتّل: ألصدِّيقُ كالنَّخلِ يُزهِرُ ومثلَ أرزِ لبنانَ يَنْمي. الجماعة: هللويا. الشمّاس: أمام بشارة مخلّصنا، المبشّرة بالحياة لنفوسنا، يُقدَّم البخور: إلى مراحمك يا ربّ نُصلّي. المحتفل: السلام لجميعكُم الشعب: ومع روحك. المحتفل: من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقدّيس متّى الذي بشر العالم بالحياة. فلنصغِ إلى بشارة الحياة والخلاص لنفوسنا (6/10-20، 28، 32-33، 38-39) (يُبخّر الإنجيل ثلاثًا) الشمّاس: كونوا في السّكوت، أيّها السّامعون، لأنّ الإنجيل المقدّس يتُلى الآن عليكم. فاسمعوا ومجّدوا واشكروا كلمة الله الحيّ. المحتفل: قال متّى الرّسول: (مجموعة كلمات ليسوع، وجّهها إلى تلاميذه الاثني عشر، مُشيرًا إلى الاضطهاد الكبير الذي سيعانونه في سبيله، ومُشجّعًا لهم على الشهادة والاستشهاد. فإنْ هم تخلّوا عن حبّهم لأنفسهم، وبذلوها حُبًّا له، وجدوها معه في حياة أبديّة). قال: "ها أنا أرسلكم نِعاجًا بينَ ذئاب، فكونوا كالحيّات دَهاء، وكالحمامِ صَفاء. إحذروا الناس! سَيُسْلِمونَكُم إلى المجالس، وفي مجَامِعهِم يَجلدونَكم، وبسببي تُساقون إلى وُلاةٍ ومُلوكٍ شهادةً لهم وللأمم. ولا يَهمُّكم، إذ تُسْلَمون، كيف أو ماذا تقولون، ففي تلك الساعة تُعطونَ ما تقولون. ولَستُم أنتُم من يقول، بل روحُ أبيكم هو فيكُم القائل. لا تَخافوا مِنْ يَقتُلُ الجسد، ويعجزُ عن قَتلِ النَّفس، بل خافوا مَن يقدرُ على إهلاكِ النَّفسِ والجسدِ كِليهِما في جهنَّم. مَنْ جاهَرَ بي أمام النّاس جاهرتُ أنا به أمام أبي الذي في السّماوات، ومَنْ أنكرني أمام الناس أنكرتُهُ أمام أبي الذي في السمّاوات. ومَن لا يأخُذْ صليبَه ويتبعني فلَيس أهلاً لي. مَن وجَدَ نفسه يَفقِدُها، ومَن فقَدَ نفسَه في سَبيلي يجدُها". حقًّا والأمان لجميعكم. المحتفل: (العظة) جلوس قانون الإيمان وقوف الجماعة: نؤمن بإله واحد... ما قبل النافور الصعود إلى المذبح |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
زياح مار جرجس الشهيد ثالثًا: زيّاح مار جرجس الشهيد الطلبة الجماعة وقوف شاهِــــدٌ لنـــا * جِرجسُ البَــرُّ الشهيـد إنَّ لوحــاتِ الفـــدا بطـــــلٌ طَبَّقْتَهـا جَمْـــرُ نــارِ حُبُّـهُ دَرْبُــــهُ جُلْجُلَــةٌ هـــوَ وَعْـدٌ وَرَجـا واقــفٌ لا تَنْثَنــي زاهـدٌ فـي الوعـدِ مـا حامِـــلٌ آلامَـــهُ طـابَ سَـمٌّ مِن شَـذا يـا شهيـدًا هَـل لنـا كَذَبْــتْ أصنامُهُــم ليسَ آبُلُّــونُ بَــل مَوتُنــا كَرْمَــى لـهُ نِعَـــمُ الله غِنـــىً سُلَّــمٌ نحـــو السما عاقِـــدٌ عينَيــه في فــرحٌ يَسْمـــو بـه صامِـــدٌ فـي جُرحِهِ قــولُ صِــدْقٍ: عالَمٌ رابــحُ النَّفْسِ اقْتنَــى شَعْشَعَـــتْ أنْــوارُهُ تَـــمَّ عِنــوانُ الفِدا: شَرْعـةُ العَهْـدِ الجَديـد في خُطـى الفادي عنيـد شاعِـلٌ فيـكَ وقِيـد حَدُّهـا الأُفـقُ البَعيـد فِعْـلُ إيمـانٍ وطيــد بيـنَ وَعْـدٍ ووَعيــد غيـرَ يسوعَ تُريـــد ثابـتٌ لَسـتَ تَحيـد رَسْـمِ فاديـكَ المجيــد في حِمَـى يُمْنـاكَ عيـد مِنْ رُخـامٍ وحديــد ربُّنــا الربُّ الوحيــد نعمــةٌ مَجْــدٌ فريـد هَــبْ لَنــا مِنها مَزيد يَرْتَقــي فيهــا سَعيد حَــدَقِ النّــورِ العَتيد يَجعَــلُ الجُــرحَ نشيد عَزْمُــهُ نَصْــرٌ أكيد زائــلٌ مــاذا يُفيـد فـي العُلَــى مَجْدًا أبيد شَمْسُ بُرهــانٍٍ سَديـد شاهِــدٌ ثُــمَّ شَهيد! الزيـاح لحن: قُوم فَولُس (من رُبى لبنان) الجماعة: بَطَلَ الإيمــان، جِرْجِسْ، أَتُراكْ أنتَ مِنْ لَحْــمٍ ودَمٍّ أَمْ مَلاكْ كيفَ حُزْتَ النَّصرَ في ساحِ العِراكْ وأسيرٌ أنتَ مِنْ دونِ حِــراكْ إنّه الحُبُّ الكبيــرْ حُبٌّ مصلوبٍ قَديرْ مُشـرقٌ شمسٌ مُنيرْ مُضْرمٌ فيكَ سَعيرْ سِرُّ هـذا الحبٍِّ مِنْ نـورٍ ونارْ وشهيدُ الحُبِّ للكــونِ منـارْ https://www.chjoy.com/vb/ لحن: مريم سُرورُكِ المحتفل: (يبخّر الصورة) الجوق الأوّل هَدمْـتَ ضلالَ أقمْـتَ العبـادةَ العِبـادةِ للكُفْـرِ للآبِ بالحـــقِّ أوثــانِ رِجْسِ في روحِ قُـدْسِ الجوق الثاني شَهرْتَ على الشرّ فصِـرتَ لِفاديكَ رُمْحَكَ، جرْجِسُ بالحُـبِّ والحـقِّ خَصْمًـا عنيـدًا بَـرًّا شهيــدًا الجوق الأوّل: جعلـتَ أَبُلُّـونَ إلهُـكَ، جرجِسُ تِمثـالَ كُفْــرٍ حــقٌّ ويسوعُ بِحَـقٍّ يصيـحُ: فـادٍ مسيــحُ! الجماعة: رسمْـتَ عَلَـى شربـتَ، حَييتَ! كأسِ سَمٍّ مُميتٍ كأنّــكَ تَشرَبُ عَـلامَ الصليبِ: نُخْـبَ الحبيب! لحن: قُوم فَولُس يا شهيدَ الحقِّ، ما سِرُّ الوجود؟ عَقلُنا الحرُّ عناءٌ وشرود! كيفَ عينُ الكُفْرِ تَلقاكَ تجود بسخاءٍ، وهي تأبى أن تعود؟! كلّما زِدْتَ سخاءْ زادَها الحِقدُ جفاءْ لذَّها طَعمُ الدِّماءْ مِن جِراحِ الأبرياءْ ليس للحقِّ وللحبِّ حدود يَغلِبُ الحبُّ! وذا سرٌّ الوجود! المحتفل: أيّها البطلُ العجيب، ما جرجسُ الشهيد، لقد ذُقتَ ألوانًا من التعذيب، ونجّاك منها ربُّك بقدرته العجيبة، لتكونَ شهادةً صارخةً لحقِّ الإيمان المستقيم، وضلالِ العبادة الوثنيّة. ولمّا سلّمتَ روحكَ في يدَي سيّدكَ وفاديك، كلّلك معه بالمجد الأبديّ. إنّنا نحتفلُ بذكراكَ المجيدة، سائلينكَ أن تشفع لنا إلى سيّدكَ وفاديك، ليُثبِّتَ الكنيسة على صخر الإيمان الحقّ، لتبقى علامةَ خلاصٍ للشعوب كلّها، وتجذبَ إلى الحقّ الناس أجمعين. أُطلبْ لنا النعمةَ والغفران للخطأة التأبين، والشفاء للمرضى الموجعين، والعناية بالأيتام والأرامل المُعوزين، والنجاة للضعفاء والمجرَّبين، والثبات لجميع المؤمنين، والراحة في النعيم للموتى الرّاجين، والسلام والأمان لشعوب الأرض أجمعين، فنرفعَ معك المجد والشكرَ إلى الثالوث المجيد الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. الجماعة: آمين. المحتفل: يا ربّ استمع صلاتَنا. الجماعة: وصراخنا إليك يأتي. المحتفل: فلتسترح نفوس الموتى المؤمنين. الجماعة: برحمة الله والسلامة. آمين. المحتفل: السلام لجميعكم. الجماعة: ومع روحك. المحتفل: فلنصلِّ الأبانا والسلام والمجد... http://www.peregabriel.com/gm/albums...da3629f811.jpg لحن: يا أمَّ الله المحتفل: (يبخّر الصورة) الشمّاس: يـــا مــار جرجس أيّهــا العظيــــمُ يــــا جنديًّــــا بطــــلاً أبيًّــــا إلــى الربِّ صــلِّ علــى الحبّ ثَبِّــت شهيــدَ الفــــداءْ فــي الشهــــداءْ شابًّــــا أميــنْ دنيــــا وديـــنْ واشفــع لنــــا خُطــى سَيرِنــــا المحتفل: (يحمل الصورة نحو الجماعة) الشمّاس: (يبخّر الصورة) ترعرعتَ في حضنِ بيت كبير نشأتَ فآثرتَ عيشَ الفقير على حُبِّ فادي الأنام القديرْ على رَغدِ عيشٍ ومال كثيرْ تجنّدتَ رُحْتَ تُذِلُّ الصِّعابْ وشارةُ قائدِ ألفٍ سرابْ: برُمحِ الفُروسَةِ، عَزْمِ الشبابْ طموحُكَ حُلمٌ وعُمرٌ مُذابْ شَجبتَ اضطهادًا طليقَ العنان بلغْتَ من الحبِّ أعلى مكان سُقيتَ أمرَّ أذًى وهوانْ مُرامُك بُعْدَ حدودِ الزمانْ تُصلّي الكنيسةُ فاشفع لها يُضيءْ في دَياجيرِها سُبْلَها إلى الربِّ يَحْنُ، يُجِبْ سُؤْلَها ويَجمَعْ على حُبِّهِ شَمْلَها المحتفل: (يبخّر الجماعة بالصورة قائلاً): بشفاعة مار جرجس الشهيد، فليبارككم الثالوث الأقدس +والابن +والرّوح القدس + الجماعة: آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تساعية للقدّيس جاورجيوس لطلب شفاعته مزمور 129 1) من الأعماق صرختُ إليك يا ربّ، يا ربّ استمع صوتي لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرّعي. إن كنت للآثام راصدًا يا ربّ من يثبت لأن عندك الغفران. "أيّها اللابس الجهاد جاورجيوس بما أنّك بطل بين الشهداء نجتمع اليوم لنمدحك لأنّك تمّمتَ السعي وحفظت الإيمان، ونلتَ من لدن الله إكليل انتصارك. فابتهل إليه أن ينقذ من الفساد والأخطار المقيمين بإيمان تذكارك الدائم التوقير". 2) من أجل اسمك انتظرتك يا ربّ، انتظرت نفسي كلمتك، انتظرت نفسي الربّ. "أيّها المجاهد المجيد جاورجيوس لقد هُرعت باختيارك إلى الجهاد ببسالة وعزم وثقة نظير الأسد مُعرضًا عن الجسد البالي ومهتمًّا علانية بالنفس التي لا تُبلى، فأحميت بالأغذية المنوّعة. كالذهب الممحص في البوتقة. فاشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا". 3) انتظار الرقباء للصبح والحرَّاس للفجر فلينتظر المؤمنون الربّ. "يا جاورجيوس المجيد والعظيم في الشهداء، لقد تألّمت مع المخلّص. وشابهت موته بموتك الاختياري فملكت معه ببهاء لابسًا برفيرًا دمويًّا بهما ومزيّنًا بصولجان جهادك وممتازًا بإكليل الغلبة إلى الأبد". 4) لأنّ عند الرحمة وعنده فداءً كثيرًا وهو يفتدي المؤمنين من جميع آثامهم. "أيّها القدّيس جاورجيوس، لمّا تسلّحتَ بدرع الإيمان، وترس النعمة وحريّة الصليب، أمسيت غير منهزم لدى الأضداد كبطل إلهيّ. وبما أنّك هزمتَ مواكب الأبالسة، فأنتَ ترتع مع الملائكة في الأخدار السماويّة. حافظًا ومقدّسًا المؤمنين ومخلّصًا الذين يدعونك". 5) سبّحوا الربّ يا جميع الأمم. امدحوه يا جميع الشعوب. "يا لابسًا الجهاد جاورجيوس. لقد عرفناك كوكبًا غزير الأنوار، وشمسًا تتلألأ في الأفق، ودرّةً كليّة القيمة وحجرًا كريمًا لامعًا، وابنًا للنهار وبطلاً صنديدًا في الشهداء، وظهرًا للمؤمنين. لذلك نقيم تذكارك مادحين إيّاك". 6) لأنّ رحمته قد عظمت علينا وصدق الربّ يدوم إلى الأبد. "أيّها القدّيس جاورجيوس احفظني صائنًا وأنا في البحر سائرًا. وفي الطرقات مسافرًا وفي الليل راقدًا. اجعل عقلي مستيقظًا وأرشدني إلى فعل إرادة الربّ، لكي أجد في يوم الدينونة غفران ما جنيت من الآثام في الحياة. أنا الملتجئ إلى كنف وقايتك". 7) المجد للآب والابن والروح القدس. "يا جندي المسيح جاوجيوس. لقد سلكت بحسب اسمك. لأنّك حملت الصليب على عاتقك، وفلحت الأرض المجدبة بالضلالة الشيطانيّة، مقتلعًا أشواك مذاهب الأوثان، وغارسًا كرمة الإيمان المستقيم الرأي. فلذلك تفيض الأشقية للمؤمنين في كلّ المسكونة. إذ قد ظهرتَ فلاّحًا صديقًا للثالوث فنبتهل إليك أن تتشفّع من أجل سلام العالم وخلاص نفوسنا". 8) الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين آمين. "أفرح واجذل يا جندي الملك العظيم جاورجيوس لأنّك إذ أهملت الأشياء الدنيوية وأعرضت عنها وأرضيت الإله، امتلكت معه الحياة الأبديّة في السماوات، أمّا جسدك فإنّه يقصي عن البشر كلّ سقم، لأنّ المسيح الذي صبوت إليه يمجّدك أيّها المغبوط". 9) أيّها الشهيد الحكيم. لقد وزّعتَ غناكَ الأرضي على الذين في الأرض فورثت بآلامك الغنى السماوي. وإذ تسلّحتَ بدرع الصليب الطاهر ذلَّلتَ كبرياء المغتصبين. ولذلك أنت تهب للعايزين المُنح الإلهيّة ومواهب الأشفية. فيا لابس الجهاد، ابتهلْ إلى المسيح الإله، أن يمنح الزلاّت لنا نحن المسارعين والملتجئين إليك والمعيّدين بشوق لتذكارك المقدّس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة للقديس جاورجيوس (جرجس) الشهيد أيّها القديس الشهيد, الجندي الشجاع, يا من بايمانك العظيم انتصرت على كل تجارب الكفر, وقتلتَ ببسالتك تنين الاضطهاد, وكان بشهادتك انتصار عظيم للكنيسة وعهد سلام وأمان لابنائها. اليك نلتجىء في جهاد هذه الحياة, فاحرسنا من كل ما يؤذي أجسادنا وما يهلك نفوسنا, ثبّت عزائمنا عند كل تجربة, واستمدّ لنا من يسوع حبيبك وحبيبنا لنظل حافظين الايمان, ثابتين على الرجاء, عاملين بالمحبة. ليكن لنا نظيرك جهاد الفضيلة حتى آخر حياتنا, حتى ﺇذا صمدنا أمام كل ﺇغراءات هذا العالم وتجاربه, نظفر معك ومع كلّ القديسين أبناء النور في مجد الشهداء الأبدي. نسبّح الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس. آمين زيّاح مار جرجس فَخرَ الفُرسان والزّهّادْ ومُعظِّم طريق الاستشهادْ يا حافظ المؤمنين من الفَسادْ ومُرشدُهُم الى سُبُلِ الرُشادْ بشفاعتك نسيرُ في طريق السَّدادْ ونحظى معكَ في النعيم المُرادْ يا فارساً في الشَّرقِ قد ظهَرْ وفي رومية بايمانِهِ ظَفَرْ جاورجيوس السّمي القَدَرْ كنْ مُسعِفاً لنا لدى الخَطَرْ يا قاتِلَ التِّنين ِ الرَّجيمْ بُرمحِ الصَّليب العَزيزِ الكَريمْ نجِّنا من أركون الجحيمْ واهْدِنا الى الطَّريقِ القويمْ نحوَكَ أثيْنا مُسْتَشْفِعينْ يا مُجبيباً طَلَبَ السَّائلينْ ﺇحْرسْنا من مكايدِ اللَعين فنسلُك طريقَ الخلاصِ الأمينْ ﺇشْفِ المرضى المُتألمينْ واعْطِفْ مُشْفِقاً على المساكينْ رافِقْ في الجُورِ المسافرينْ فيَنْجوا مِنَ الأخطارِ سالمينْ التراتيـــل لحن: يا مسيحًا جئتَ نورًا يـا شهيـدًا نلتَ حظوة أنت للشُّبـانِ قـدرة عنـد فاديـكَ الحبيـبْ إنْ طَغـى اليـومُ العصيبْ * * * حُبُّـه أنسـاك نفسـك غنّـتِ الأمـلاكُ عُرسَك في أفانيـن العــذابْ واكبـوُهُ فـي السّحابْ كـان يـومٌ للتّلاقـي فـي هُتـافٍ وِعنــاقِ مالِـئٌ رُحْـبَ السماءْ لَفَّـهُ وهْــجُ الضِّيـاءْ هَـبَّ إيمانُـك يَنْهَـر فتهــاوى وتـــذَرْذَر خُبْـثَ قُـواتِ الجحيـمْ وَثنُ الكُفْـرِ الذميـمْ هكـذا صِـدْقُ الشهـادَه لا وعـودٌ، لا هَــوادَه لكَ، يـا ربُّ، يَكُـونْ لا وَعيـدٌ، لا مَنــونْ يـومَ صـوتُ الحـقِّ رَعْدُ نَهـزِمُ الليـلَ ونَعْـدُو وصَـدى لَبَّيـكَ نُـورْ وعلـى النّـورِ العبُـورْ ربَّنـا، إيّــاك نِسأل نَـجِّ لُبنانَــكَ واجعـلْ بدمـــاءِ الشهــداءْ شَعْبَـهُ شعـبَ الفِـداءْ اللحن الأوّل: فشيطو الجوق الأوّل: هللويا فـي مدينــة اللَّــدِّ وُلــدَ ابـنٌ لجنـدي وقــــد كـــانَ مـُتّـشـــــحًـا عـاشَ الحـبَّ الرّجـاءَ وهـو يبغـي إرضــاءَ هللويـــــــــا الفِـلِسْـطيــنـيَّــه وَجْهًــــا بهيّـــا إبْنًــــا وحيـــدا صيتًـــــا حميــدا سِـــرَّ الإيمــــانِ ربِّ الأكــــــوانِ جرجسُ الشهيــــدْ الجوق الثاني: هللويا خَــدَمَ فــي الجنديَّـة بــروحٍ وطنيّــــةْ أفنـــى العُمــــرَ يُطْفـــي جَمْـــرَ رُغــمَ إصـدارِ أمـرٍ فـي وجـهِ المؤمنيــن هللويـــــــــا أجمـــلَ خِدمـــهْ أهْــرَقَ دمَّـــــهْ يَخــدُمُ الوالــــي الحِقْــــدِ القَتّــال بالإضـطــهــــادِ بالــربِّ الفــــادي جرجسُ الشهيـــــدْ الجماعة: هللويا عَــرَف الوالــي حُبَّ لإلهـــهِ، صــــبَّ وضعَـــــــــه أذاقـــــــــه لكـنْ تِلْـكَ الأهـوالُ عَنْ عزمِــهِ فيتلــو هللويـــــــــا المسيحــي القائـــدْ غَضَبًـــا حاقِـــدًا فـي سِجـنِ الأشـرارْ أحقـــادَ الكُفّــارْ لـم تُثْــنِ العابِــدْ آيـــاتِ الحامِـــدْ جرجسُ الشهيـــــدْ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس جرجس - تراتيل اللحن الثاني: حْدَو زَديقه (هيا معي من لبنان) يـا هَـوْلَ عَصْرِ اضطهادْ الجوق الثاني:يـا فَيـضَ الحبِّ الأعظم سادَ فيهِ الإثمُ، الكُفْرُ والإلحادْ هللويا ألإستشْهادْ مَزَّقـتَ فـي الساحـاتِ الجماعة:ذا مُلْـكُ السّمــاواتِ الإعلاناتِ أْرَ العاتي لَمْ ترْهَبْ هللويا ما أحلى الرّبْ ذُقـتَ ألــوانَ التعذيبْ والحـبُّ كـان الأقـوى سَجْنًا جَلْدًا تقطيعًا تَذويبْ والإيمانُ والرّجـاءُ في البلوى هللويا يحيا الصّليبْ! اللحن الأوّل: لملكوتْ رَومُو (يا أمّ الله كنـز البركات) الجوق الأوّل: ما أبهى ذِكْراكْ الجوق الثاني:جرجِسُ الشهيدْ ما أشهى مَرآكْ جندّيًا شهمًا عنيدْ صخرَ إيمان وطيد تدعو البيعةُ الأقطارْ تُحْيي أجمل التذكارْ يملأُ الدنيا والأدهار ألحبُّ المقيمْ الجماعة:في البيتِ اليتيمْ ربَّاكَ طِفْلاَ في عناية مُثْلى حُبُّ أمّكَ العظيم سِرْتَ في مرمَى الكمال درْبَ الحقّ والجمالْ للدُّنيا أعطيتَ المثال أفْرَسَ الفُرسانْ أَبسلَ الشُجعانْ جرجسُ الشهيدْ تَوِّدْ عيدَك المجيد وانْصُر أبناءَ الإيمان علّمنا حبَّ المسيح دربَ الرجاءِ الصحيح! نُنْشدُ المجدَ والشكران أنونو نُوهرو كَـمْ أغواكْ سلطانُ الدّيجورْ الجوق الثاني:مـا أبهاكْ جرجسُ الغيُـورْ لمّـا نطَّقـتَ تمثــالْ قُدـَّامَ كـلَّ الجمهـورْ: حتّـى تَعْبـدَ الأصنـامْ! نِلْـتَ فَيضًا مِـنْ إلهـامْ! أبُـلُّونَ، جَهْـرًا قــالْ وَحـدَهُ يسـوعُ النّــورْ يسوعُ فادي المعمورْ! من قلـبِ الفادي الدمُّ الماءْ الجماعة:في حُبِّ المصلـوبِ العَذْبِ قاسيـتَ الضِّيـقَ، الآلامْ بـاذلاً حتّـى الممـاتْ رَوَّى روحَ الشُّهـــداءْ جرجسُ، طـابَ الفِـداءْ صابـرًا حُـرًّا مِقــدامْ روحَـكَ حُبًّـا، إكـرامْ للربِّ مُعْطي الحياة في الآلامْ غَصَّاتِ المَنـونْ http://new.alepposuryoye.com/data/1241551062.jpgبالسلامْ في غَمْـرِ الأهوالْ شَـدِّدْ أبنـاءَ الإيمـانْ رسِّخْ في الناسِ الأمــانْ عَـزَّاكَ الفـادي الحنـونْ حيَّـاكَ زَيْـنَ الأبطـالْ جَنَّبْهُـم كـلَّ الشـرورْ دفِّـقْ فـي دنيانـا نـورْ حوِّل حُزنَنا سرورْ نشيد لمار جرجس الشهيد لحن: نغيدو بمدينـة لـدِّ فْلسْطيـنْ وتَعْطـي للدّنْيـي والدينْ عْيــالِ بـألله تِتْهنَّـا هالأبطـــالُ وتِتْغنّـا: مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! وبْعَيلِـــه مَسيحيّيــه بْقَصْــرِ الأمبراطوريِّــه الْبَـيِّ برتْبِـه خْصوصيّـِه شُـو بيطْلُـبْ وبْيِتْمنَّـا مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! وأخـلاقْ وعْلُـوم تَعَبِّي طِفْـلاَ جرجسْ بِمْحبِّـه قَلْبـو وعَقلـو وتِتأنَّـى مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! وصَّلْـتِ لأعْلَـى مَنْصَبْ مَحٍروسِ بْعِينَيْـنِ الـربّْ قايـدْ ألــفْ بٍتْتكنَّـا مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! ساعَـدْتِ كْتـارُ ولَوْلاكْ قَـرَّرتُ وبِعْـتِ الأملاكْ إيمانُـنْ كـانِ تْدَنَّـى مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! مَزَّقـتِ الأمْـرِ الغِـدّارْ شهادةْ إيمانَـكْ من نَـارْ والظُّلْـمِ عليـكِ تْجنَّـا مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! وشْرِبْـتِ الكـاسِ بْسَلامْ كِـلاَّ، وحَقَّقْتِ الأحـلامْ وسِرْعَـه ومـا عَادْ تِستَنَّى مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! خَلِّيـكْ فينيـا محبّه وْزِيـدْ العاطـي كْنيستْنـا تِأييـدْ وبإيمانَـــك زَينَّــا مار جِرْجسْ، صَلّي عنّا! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مديح القديس الشهيد مار جرجس الروماني http://www.peregabriel.com/gm/albums...6ac5f6beef.jpg السلام لك يا مارجرجس ذو الاسم العجيب أختارك الرب القدوس ذاع ذكرك في الاقاليم تقدمت ايها المختار الي دقلديانوس واخزيت كل الكفار بعلامة بستفروس راك قلديانوس وعلي جهك النعمة جميلاً في شخصك تضئ مثل النجمة فقال يا مختار انت من أي مكان انا لي ثلاث اعوام ما رايت مثلك انسان فما حاجتك عندي حتي اتيت الان تعالو اغبرني انت من أي مكان بحق يسوع ربك تخبرني يا انسان عن بيك وجدك كان زير او سلطان فقال له جاورجيوس انا ابن اسطاسيوس وانا عبد لربي ايسوس بخرستوس كبادوكيا بلادنا نسبتنافي فلسطين فيها مربانا منها مقيمين فقال له دقلديانوس تعال اعبد الاوثان وبخر يا محروس وانا اكتب لك فرمان فقال له جاورجيوس انا نسل الكرام كيف تامرني يا منجوس ان اعبد الاوثان فامر دقلديانوس عذاب القديس والاضداد قد عروه وضربوه بالدبابيس سبع سنوات عدة يقاسي في الاتعاب واحتمل كل شدة في محبة رب الارباب ثلاث ميتات قد مات علي اسمه القدوس وحباً في رب القوات المحيي كل النفوس وفي رابع موتة مضي بالتهليل واخذ الشهادة ونال سبعة اكاليل ظفر بالنعمة من عند الرب القدوس ونال اكليل الشهادة باشويس ابؤروجاورجيوس السلام لك يا بطل يا قائد كل الفرسان يا من اجلك خزي عبد الاوثان السلام لك يا قديس يا بن انسطاسيس يا جسداً نقياً يا عبد بخرستوس تفسير اسمك في افواه كل المؤمنين الكل يقولون يا اله مارجرجس اعنا اجمعين http://www.peregabriel.com/gm/albums...6ee42257c2.jpg الترنيمة بتنسيق مختلف السلام لك يا مارجرجس ذو الاسم العجيب أختارك الرب القدوس ذاع ذكرك في الاقاليم تقدمت ايها المختار الي دقلديانوس واخزيت كل الكفار بعلامة بستفروس راك قلديانوس وعلي جهك النعمة جميلاً في شخصك تضئ مثل النجمة فقال يا مختار انت من أي مكان انا لي ثلاث اعوام ما رايت مثلك انسان فما حاجتك عندي حتي اتيت الان تعالو اغبرني انت من أي مكان بحق يسوع ربك تخبرني يا انسان عن بيك وجدك كان زير او سلطان فقال له جاورجيوس انا ابن اسطاسيوس وانا عبد لربي ايسوس بخرستوس كبادوكيا بلادنا نسبتنافي فلسطين فيها مربانا منها مقيمين فقال له دقلديانوس تعال اعبد الاوثان وبخر يا محروس وانا اكتب لك فرمان فقال له جاورجيوس انا نسل الكرام كيف تامرني يا منجوس ان اعبد الاوثان فامر دقلديانوس عذاب القديس والاضداد قد عروه وضربوه بالدبابيس سبع سنوات عدة يقاسي في الاتعاب واحتمل كل شدة في محبة رب الارباب ثلاث ميتات قد مات علي اسمه القدوس وحباً في رب القوات المحيي كل النفوس وفي رابع موتة مضي بالتهليل واخذ الشهادة ونال سبعة اكاليل ظفر بالنعمة من عند الرب القدوس ونال اكليل الشهادة باشويس ابؤروجاورجيوس السلام لك يا بطل يا قائد كل الفرسان يا من اجلك خزي عبد الاوثان السلام لك يا قديس يا بن انسطاسيس يا جسداً نقياً يا عبد بخرستوس تفسير اسمك في افواه كل المؤمنين الكل يقولون يا اله مارجرجس اعنا اجمعين http://www.peregabriel.com/gm/albums...7c26415c3a.gif بتنسيق مختلف +السلام لك يا جاورجيوس ذو الأسم العظيم اختارك الرب ايسوس شاع ذكرك فى الأقاليم تقدمت أيها المختار الى دقلديانوس و أخذيت كل الكفار بعلامة بستافروس رآك دقلديانوس وعلى وجهك النعمة جميلا فى شخصك تضى مثل النجمة فقال لك يامختار أنت من أى مكان أنا لى ثلاثة أعوام ما رأيت مثلك يا أنسان فما حاجتك عندى حتى أتيت الآن تعال وأخبرنى أنت من أى مكان بحق يسوع ربك تخبرنى يا أنسان عن أبيك وجدك كان وزيرا أو سلطان فقال له جاورجيوس أنا أبن أنسطاسيوس و أنا عبد لربى ايسوس بخرستوس كبادوكيا بلدنا نسبتنا الى فلسطين و فيها مربانا وفيها مقيمين فقال له دقلديانوس تعال أعبد الأوثان و بخر يا محروس وأنا أكتب لك فرمان فقال له جاورجيوس أنا نسل الكرام كيف تأمرنى يا منجوس أنا أعبد الأوثان فأمر دقلديانوس بعذاب القديس و الأجناد قد عروه وضربوه بالدبابيس سبع سنوات عدة يقاسى فى الأتعاب و أحتمل كل شدة فى محبة رب الأرباب ثلاث ميتات قد مات على اسمه القدوس وحبا فى رب القوات المحيى كل نفوس و فى رابع موتة مضى بالتهليل و أخذ الشهادة ونال سبعة أكاليل ظفر بالنعمة من عند الرب القدوس و نال اكليل الشهادة باشويس ابؤرو جيئورجيوس السلام لك يا بطل يا قائد كل الفرسان يا من من أجلك خزى عباد الأوثان السلام لك يا قديس يا أبن أنسطاسيوس يا حبرا نفيس يا عبد أيسوس بخرستوس http://www.ibiblio.org/wm/paint/auth.../st-george.jpg |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل حبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض http://www.peregabriel.com/gm/albums...m0eo5sk1zx.gif نصُّ الإنجيل قال يسوع : " إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرض ِ وتَمُت ْ بَقِيَتْ وحدَها وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً. مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها. ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة ." ( يوحنا 12/24 ) الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أَنْ لا خلاصَ للبشريَّة الخاطئة من دون تضحية أليمة يُقْدِمُ عليها يسوع, ويتحمَّلُها أتباعُه إِقتداءً به. وهذه التضحية هي العذاب والموت, وهي التي تعطي ثماراً وافرة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة. حبَّة الحنطة هي يسوع نفسه إن حبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأعطت حبّاً كثيراً للعالم كلِّه هي يسوع نفسُهُ. لقد ضحّى بنفسه في سبيل البشريّة، فمات على الصليب، ودُفِنَ في القبر، وقام حيّاً من بين الأموات فكان بموته ودفنه وقيامته مصدرَ الحَبّ الكثير، أيْ مصدر النِعَم الغزيرة التي تتدفّق على البشريّة الآن وحتى انقضاء الدهر. إنَّ هذه النِعَم التي يمنحُها يسوع لمن يؤمنون به ويعتمدون باسمه ويحافظون على وصاياه تؤهّلهم لأن يتمتّعوا بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الملكوت السماوي. http://www.peregabriel.com/gm/albums...l_20358210.jpg حبَّة الحنطة هي المسيحي أيضاً أراد يسوع أن يكون المسيحي على مثاله حبَّةَ الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُدفن وتأتي بحَبٍّ كثير. فدعاه إلى أن يرفض حُبَّ حياته الأرضيَّة خشيةَ أن يفقِدَها في الآخرة, وإلى أن يُبغضَها في هذا العالم رغبةً منه في الحصول على الحياة الأبديَّة. وقد عبَّر عن هذه الدعوة بأسلوب قوّيٍّ جداً لم يكن أحد يتوقَّعه, فكان له تأثير عميقٌ في نفوس مَنْ سمعوه, ولا يزال وَقْعُ كلامه يَرِنُّ في قلوب المؤمنين. قال: "مَنْ أَحبَّ حياتَهُ فَقَدَها . ومَنْ أَبغضَها في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة. " يوجِّه يسوع إلى المسيحي بهذا القول دعوتَيْن : في الأولى, يدعوه إلى أن يقبل الموت الروحي, وفي الثانية, إلى أن يُعِدَّ نفسَهُ لأن يتمتَّع بالحياة الأبديَّة. فإذا مات كحبَّة الحنطة الواقعة في الأرض, عاد إلى الحياة, كما عاد يسوع إلى الحياة بعد موته, وأتى بحَبٍّ كثير. وإليكم إيضاح هاتين الدعوتَيْن: الدعوة الأولى هي الدعوة إلى قبول الموت الروحي قال يسوع : " من أحبَّ حياتَهُ فَقَدَها ". إنّه بهذا القول يدعو المسيحي إلى أن يُبغض حياتَه, أيْ إلى أن يقبل الموت الروحي. والموتُ الروحي في مفهوم يسوع هو قيامُ المسيحي بأعمال التقشُّف في عدَّة مجالات, أهمُّها: تقشُّف العقل, وتقشُّف الإرادة, وتقشُّف القلب, وتقشُّف الجسد. وإليكم كلمة على كُلِّ نوعٍ من أنواع التقشُّف الذي يدعوه إليه يسوع : 1- تقشُّف العقل تقشُّف العقل هو الإيمانُ القويم والثابت بالوحي الإلهي المسيحي, على الرَّغم مِمَّا يحتويه هذا الوحي من أسرار عميقة لا يُدركها العقل البشري مهما فكَّر وجَهَدَ وتعمَّق. فالمسيحي يؤمن بوحي الله لأنّ الله لا يغلط ولا يغشُّ إطلاقاً. 2- تقشُّف الإرادة تقشُّف الإرادة هو الطاعة الكاملة لمشيئة الله, على الرَّغم مِمَّا في هذه المشيئة الإلهيَّة من مطالب صعبة, كالاستقامة, واحترام حقوق الآخرين, والصِدْق الكامل مع الناس, والنزاهة في النيَّة والعمل, والامتناع عن جَني المال بأساليب خدَّاعه , والقيام بأعمال البِرِّ والمحبَّة, وخِدْمة الضعفاء, ومؤازرة المحتاجين على قدْر الطاقة الشخصيَّة. فالمسيحي يخضع لإرادة الله خضوعَ الابن البارّ لإرادة أبيه المحبوب. 3- تقشُّف القلب تقشُّف القلب هو نَبْذُ البغض والحقد وعواطف الانتقام, ورفضُ حُبِّ السيطرة على الآخرين, والامتناعُ عن الاستسلام إلى الحسد وأذى الناس, ومسامحةُ الأعداء والمُسيئين, على الرَّغم مِمَّا في ممارسة هذه المسامحة الصادقة من مشقَّة على النفس المجروحة بالإساءَة. فالمسيحي يسامح حُبَّاً ليسوع الغَفور المسامح. 4 - تقشُّف الجسد تقشُّف الجسد هو الإِعراضُ الكامل والمستمرُّ عن تلبية النزوات الجسديَّة المُنْكَرة, وقمعُ الشهوات الفاسدة, على الرَّغم مِمَّا تقتضيه من المسيحي ممارسةُ فضيلة العفَّة من جَهْد الإرادة للحفاظ على سموِّ الأخلاق, ومن تحفُّظ خُلُقي في الأقوال والنظرات والتصرّفات, ومن احترام عميق لشريعة الله. فإذا مارس المسيحي أعمال التقشُّف كلَّها بدقَّة وأمانة واستمرار, مع ما في ذلك من صعوبة ومشقَّة لبَّى دعوة يسوع إلى الموت الروحي, وكان كحبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأتت بحَبٍّ كثير. http://www.peregabriel.com/gm/albums...l_19379832.jpg الدعوة الثانية هي الدعوة إلى التمتُّع بالحياة قال يسوع : " مَنْ أبغَضَ حياتَهُ في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأبديّة." إن يسوع الذي يدعو المسيحي إلى الموت الروحي بمزاولة أعمال التقشُّف, يدعوه أيضاً إلى التمتُّع على مثاله بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الآخرة. 1) إنه يدعوه إلى أن يحيا على الأرض حياة جديدة يتمتّع فيها بالنعمة المقدِّسة، والبُنوَّة الإلهيَّة, وسُكنى الروح القدس فيه، وذلك بفضل المعموديّة التي تجعله ينقاد للروح القدس. قال بولس الرسول: " إنَّ الذينَ ينقادونَ لروحِ اللهِ يكونونَ أَبناءَ اللهِ حقَّاً ." (رومة 8/14) 2) وإنه يدعوه أيضاً إلى أن يُعِدَّ نَفسَهُ لأن ينعمَ بحياة سعيدة في الآخرة. فإذا سلك المسيحي في هذه الدنيا سلوك حياة التقشُّف والتضحية, تشبَّه بيسوع وأصبح كحبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض, وكان مصيرُه العيشَ الدائم السعيد لدى الله الآب في مقرِّ الحياة الأبدية. فالمسيحي الذي كان في حياته الأرضيّة حبَّة الحِنطة فمات ودُفن، أيْ مارس التقشّف بما فيه من صعوبة ومشقّة تمتّع وهو على الأرض بالحياة الإلهيّة، وأعدَّ نفسه لأن يحظى بالسعادة الخالدة مع يسوع في السماء مدى الأبديّة. التطبيق العملي 1- إن هذا المَثل الذي تحدَّث عن موت يسوع ودفنه وقيامته في سبيل خلاص البشريَّة وسعادتها الأبديَّة, دعوةٌ موجَّهة إليك لأن تقتدي به فتتحمّل على مثاله برضى ومحبّة التضحيات التي تصادفك في حياتك اليوميَّة. إن التضحيات كثيرة, أهمُّها مقاومةُ الخطيئة وما فيها من إغراء وجاذبيَّة, وتتميمُ واجباتك اليوميّة, وممارسةُ الفضائل المسيحيَّة, والقيامُ بأعمال التقشُّف المذكورة مهما صَعُبَتْ عليك, ومؤازرةُ المشاريع الكنسيَّة في بيئتك. 2- ولا تنسَ أن التضحيةَ شعارُ الدين المسيحي. إنها الطريق القويم الذي سلكه الشهداء والقدِّيسون فوصلوا إلى الحياة الأبديَّة السعيدة. وإذا سلكت هذا الطريق, بنعمة الله وعزم إرادتك القويَّة, تصلُ أنت أيضاً إلى الحياة الممجَّدة مع يسوع الممجَّد. 3- إن يسوع الذي عرَف سموَّ التضحية, بل شِدَّتَها وصعوبتَها, لا يَدَعُ المؤمن الذي تحمَّلها إكراماً له, من دون مكافأَة. قال لتلاميذه الذين ضحَّوا بكل شيء في سبيله : " أَنتُم الذين تَبعتموني في جيلِ التجديد, تجلِسون على اثنَيْ عشَرَ عرشاً, وتَدينون أَسباطَ إسرائيل الإثنَيْ عشَر ." (متى 19 / 27-29 ) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل الخمر الجديدة والأوعية العتيقة نصُّ الإنجيل الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أن لا وفاقَ بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة. فالدين المسيحي خمرٌ جديدة, والفرائض اليهوديَّة أوعيةٌ عتيقة. والأوعية العتيقة لا يمكنها أن تحفظ الخمرة الجديدة من التلَف. فمن أراد أن يضمَّ إلى الدين المسيحي الفرائض اليهوديَّة العتيقة ليكوِّن ديناً موحَّداً, أفسد الدين المسيحي وعرَّضه للتشويه والضَياع والتلَف. وإليكم إيضاح هذه الفكرة. لا وفاقَ بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة لاحظ بعض الناس أن تلاميذ يوحنَّا المَعمدان وتلاميذ الفرِّيسيين يصومون كثيراً, فاعترضوا على يسوع قائلين: " لماذا يصومُ تلاميذُ يوحنَّا وتلاميذُ الفرِّيسيين, وتلاميذُُك لا يصومون ؟ " فأجاب: " أيَستَطيعُ أهلُ العُرسِ أن يصوموا والعَريسُ مَعَهُم ؟ " لم يرفض يسوع الصومَ بهذا القول. فالصومُ يؤدِّي إلى التوبة. ولكنَّه لم يشأْ أن يفرضه على تلاميذه ما دام مقيماً بينهم. فإن وجوده بينهم يخلق في نفوسهم جوَّاً من الفرح الروحي, كالفرح الذي يُحدثه وجودُ العريس بين أهل العرس. فمتى ارتفع عنهم فحينئذٍ يصومون. (مرقس 2/18-20) ولكنَّ يسوع لم يكتفِ بفكرة تأجيل الصوم إلى يوم انفصاله عن تلاميذه, بل انتقل إلى عَرْض فكرة أوسعَ منها عبَّرعنها بمثَل الخمر الجديدة والأوعية العتيقة, وهي أنه لن يفرض أبداً على تلاميذه وعلى المسيحيّين المحافظة على الفرائض اليهوديَّة, لأنه لا وفاقَ بينها وبين الدين المسيحي الجديد, كما أنه لا وفاقَ بين الخمر الجديدة والأوعية العتيقة. فما الدين المسيحي وما الفرائض اليهوديَّة 1- ما الدين المسيحي ؟ الدينُ المسيحي هو دينُ الوحي السماوي, والإيمان الحيّ, والنعمة الإلهيَّة الناجمة عن المعموديَّة وعن سُكنى الروح القدس في نفس الإنسان المعمَّد. وهو دينُ المحبَّة والتقوى الحقَّة التي يغذِّيها يسوع نفسُهُ بكلامه, ومثَل حياته السامية, وإلهامات روحه القدُّوس, وأسراره السبعة المقدَّسة. وهو دينُ الأخلاق الفاضلة, والطاعة لمشيئة الله, والممارسات الدينيَّة الصادقة. وهو دينُ حَمْلِ الصليب اليومي الذي تضعُهُ يدُ الله على كاهلنا, فنحمله خاضعين لتدبيره الإلهي بثقة ومحبَّة, ونضمُّ آلامَنا إلى آلام يسوع المصلوب, فنكفِّر بها عن خطايانا الكثيرة التي أهانت جلال الله تعالى وعن خطايا الآخرين. 2- ما الفرائض اليهوديَّة ؟ الفرائض اليهوديَّة هي ممارسةُ الختان الجسدي, والامتناعُ عن أكل اللُّحوم التي تعتبرها نجسة, والقيامُ بالوضؤ قبل تناول الطعام, وغسلُ الكؤوس والأباريق والأوعية النحاسية والأَسِرَّة. وهي النهيُ المطلق عن القيام بأيِّ عمل في يوم السبت, حتى وإنْ كان هدفُهُ خدمةَ الآخرين المحتاجين ومؤازرةَ المرضى والمتألِّمين. وهي الاحتفالُ الخارجي بأعياد قوميَّة, لبعضها طابع تاريخي, كعيد الفصح اليهودي, ولبعضها طابع زراعي, كعيد العنصرة الشعبي. الفرق بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة إنَّ الفرق عظيم جداً بين الدين المسيحي والفرائض اليهوديَّة. ففي الدين المسيحي الروحُ والإيمان والمحبَّة, وفي الفرائض اليهوديّة الأعمالُ الجسديّة والمظاهر الخارجيَّة والأحكام البشريَّة. فهل يُمكن أن يقوم الوفاق بين الروح والجسد ؟ وبين الإيمان الحيّ والمظاهر الجامدة و بين المحبَّة المتفانية والأحكام القاسية كلا. حذارِ من جعل الدين المسيحي فرائض يهوديَّة 1- الدين المسيحي دين الإيمان والمحبَّة إن الدينَ المسيحي دينُ الإيمان والمحبَّة. فليحذر المسيحي أن يطفئ في نفسه نور الإيمان وشُعلة المحبَّة بسلوك سيرة فاترة تتميَّز بالأنانية والانطوائيَّة واللاّمبالاة والتراخي في القيام بالواجبات الدينيَّة والعيش في جوٍّ مشحون بالخطيئة, وأَن يكتفي بالأعمال الخارجيَّة, وإلاَّ انقلب دينه المسيحي كالفرائض اليهوديَّة مجموعةً من الأحكام والمظاهر الفارغة العديمة الحياة. 2- الدين المسيحي دين الجهاد الروحي إن المسيحي المؤمن والمُحبّ لا يكتفي بالممارسات الدينيَّة الخارجيَّة, بل يجاهد بقوّة وعزم في سبيل الحفاظ في قلبه على فضائل الإيمان والرَّجاء والمحبَّة, ولا يهدُر بالخطيئة جمال النعمة الإلهيَّة التي نالها بالمعموديَّة المقدَّسة, ولا يتوقَّف عن الانطلاقة الروحيَّة التي حظي بها بفضل سُكنى الروح القدس فيه, بل يقتدي بيسوع المثال الأعلى للفضائل كُلِّها. ومتى مارس الجِهاد الروحي بقيَ فيه الدينُ المسيحي حيَّاً فعَّالاً كالخمر الجديدة الفوَّارة التي تُفرِّح قلب الإنسان. (مزمور 103/15) التطبيق العملي حافظْ في قلبك باستمرار على ما يطلُبه منك الدين المسيحي من جهادٍ روحيّ, وإيمان حيّ, ورجاء ثابت, ومحبَّة فعَّالة, وتضحية سخيَّة في بيئتك وكنيستك, ولا تكتفِ بالأعمال الخارجيَّة التي لا تُنعشُها الحياة الروحيَّة. واطلُبْ من يسوع نعمة الثبات لتحافظ على مقاصدك وتبقى دوماً هيكلاًً مقدَّساً لسُكنى الروح القدس فيك. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل العذارى العشر نصُّ الإنجيل مَثَلُ ملكُوتِ السَموات كمَثَلِ عَشْرِ عذارى أَخَذْنَ مصابيحَهُنَّ وخرجْنَ للقاءِ العريس . خمْسٌ مِنْهُنَّ عاقِلات , وخمْسٌ جاهِلات . فالجاهِلاتُ أَخَذْنَ مصابيحَهُنَّ ولم يأْخُذْنَ معَهُنَّ زيتاً . أَمَّا العاقِلاتُ فأْخَذْنَ معَ مصابيحِهنَّ زيتاً في آنيَتِهِنَّ . وأَبطأَ العريسُ فنَعَسْنَ جميعاً ونِمْنَ . وعِندَ نِصفِ الليل علا الصياحُ : " هُوَذا العريسُ قد أَقبَلَ . فاخرُجْنَ لِلِقائِه ." فقامت أُولئِك العذارى جميعاً وهيَّأْنَ مصابِيحَهُنَّ . فقالتِ الجاهِلاتُ للعاقِلاتِ : " أَعطِيننا مِنْ زيتِكُنَّ , فإنَّ مصابيحَنا تَنطَفئُ ." فأَجابتْ العاقِلاتُ : " لعلَّهُ غيرُ كافٍ لنا ولكُنَّ . فالأَولى أَن تذهبْنَ إلى الباعَةِ وتشترينَ لكُنَّ ." وبينما هُنَّ ذاهباتٌ ليشتَرينَ، وصَلَ العريسُ , فدخَلَتْ مَعَهُ المُستعِدَّاتُ إلى رَدْهَةِ العُرسِ, وأُغلِقَ البابُ . وجاءَتْ آخِرَ الأَمرِ سائِرُ العذارى فقُلنَ: " يا ربّ يا ربّ اِفتَحْ لنا." فأَجابَ :" الحقَّ أَقولُ لكُنَّ إِنِّي لا أَعرفُكُنَّ." فاسهروا إذاً لأَنَّكُمْ لا تعلمونَ اليومَ ولا الساعة." (متى 25/1-12 ). http://www.peregabriel.com/gm/albums...l_19379832.jpg الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي ضرورة وجود نور النعمة المقدِّسة في نفس المسيحي عند ساعة الموت ليدخل إلى الملكوت السماوي. إنَّ يسوع الديَّان سيعود إلى العالم, مهما طالت المدَّة لعودته, وإنَّ الدينونة آتيةٌ لا محالة. فعلى المسيحيين أن يكونوا عقلاء, أيْ أن يستعدُّوا لمجيئه بسلوك الحياة الفاضلة, فيستقبلونه بعد موتهم ونفوسُهم تتلألأ بنور النعمة الإلهيَّة, ويدخلون معه دار العرس السماوي, ويتمتَّعون في حضرته بأفراح السعادة الأبديَّة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة. عودة يسوع الديَّان إلى الأرض إنَّ حياتنا, مهما طالت, ستنتهي بالموت. وبعد الموت الدينونة. وسنسمع في يوم الدينونة صوت الديّان يرحِّب بنا ويُدخلنا معه دار السعادة, أو يطردنا من أمامه ويغلق في وجوهنا باب الملكوت. إنَّ الديَّان هو يسوع نفسه, عروس الكنيسة. إنَّه سيعود إلى الأرض ليدين الناس أجمعين. ولكنَّه لن يعود إلاَّ بعد أن يزول هذا العالم وينقضي هذا الدهر. ولا أحد يعلم متى سينقضي الدهر ويضمحلُّ الكون, ويأتي يسوع, وتدقُّ ساعةُ الدينونة. إنَّه سرُّ الله الآب وحدَهُ. العذارى العَشْر يمثِّلن جماعة المسيحيين إنَّ العذارى العَشْر, العاقلات والجاهلات, يمثِّلن جماعة المسيحيين العقلاء والجهلاء. فالعقلاء يموتون وهم في حالة البرارة, ويستقبلون يسوع الديَّان ونفوسهم مزيَّنة بنور النعمة الإلهيَّة. والجهلاء يموتون وهم في حالة الخطيئة, فلا يشتركون في استقبال يسوع لأنَّ نفوسهم مظلمة بظلام الإثم والشرّ. فمن كانت نفوسهم متلألئة بنور النعمة كالمصابيح الموقدة التي كانت تحملها العذارى العاقلات, اشتركوا في عُرسِ يسوع في السماء مدى الأبديَّة. ومن كانت نفوسهم مظلمة بظلام الخطيئة كالمصابيح المنطفئة التي كانت تحملها العذارى الجاهلات, حُرِموا التمتُّعَ بعُرسِ المسيح, وكان الهلاك مآلهم. سلوك العذارى الجاهلات إنَّ سلوك العذارى الجاهلات يُشير إلى سلوك فئة من المسيحيين الجهلاء الذين يتهاونون في العمل على خلاصهم الأبدي. إنَّهم يعيشون في بدء حياتهم ومطلع شبابهم في حال النعمة. ثمَّ يُهملون القيام بالأعمال الصالحة ويستسلمون إلى ارتكاب الخطيئة, فتزول عنهم النعمة الإلهيَّة. ولكنَّهم لا يعبأون بفقدانها, ولا يتوبون إلى الله, فتنقضي حياتهم وهم محاطون بظلام الخطيئة. إنَّهم يتصرَّفون كالعذارى الجاهلات اللواتي كانت مصابحُهُنّ مُتّقِدة في بادئ الأمر ولكنهنّ لم يأخذن معهنَّ زيتاً فانطفأت مصابيحهنَّ عند مجيء العريس. إنَّ سلوكَ العذارى الجاهلات إنذارٌ رهيب لهؤلاء المتهاونين في العمل على خلاصهم الأبدي. إنَّهم يُحرمون على غرارهنَّ من الدخول إلى قاعة العُرس, ومن الاشتراك في فرح عريس الكنيسة مدى الأبديَّة. سلوك العذارى العاقلات ينتقد بعض المسيحيين سلوك العذارى العاقلات اللَّواتي رفضنَ أن يُعطينَ العذارى الجاهلات شيئاً من زيتهنَّ لاستقبال العريس, ويَصِفُونَهُنَّ بالأنانيَّة والإنطوائيَّة وحبِّ الذات المفرط. إنَّ هذا الانتقاد لا يُبرَّر إطلاقاً. فإنَّ الزيت الموقَد هو رمز النعمة الإلهيَّة التي تستنير بها النفس البارَّة. والنعمة لا تتجزَّأ ولا يوهَب قسمٌ منها للآخرين. إنَّها نورٌ إلهيّ كامل, خاصّ بمن عاش عيشة التقوى والفضيلة وحبِّ الله. ولا إمكانيَّة لتقسيم النور وشطره. ولذلك قالت العذارى العاقلات للعذارى الجاهلات: " لعلَّهُ لا يَكفي لنا ولكُنَّ ." قول العريس للعذارى الجاهلات ويستغرب أيضاً بعضهم قول العريس الذي أغلق باب قاعة العُرس في وجوه العذارى الجاهلات اللَّواتي سعين في منتصف الليل للحصول على الزيت: " الحقَّ أَقولُ لكُنَّ . إِنِّي لا أَعرفُكُنَّ." لا داعي للاستغراب, لأنَّ السعي للحصول على زيت نور النعمة لا يكون إلاَّ في هذه الحياة الدنيا. فهُنا, على الأرض, وقتُ العمل والجَهد والتقوى ومحبَّة الله. فمن مات محروماً من زيت النعمة بقي محروماً منه مدى الأبديَّة. والترجِّي لدخول السماء, والنفسُ ملطَّخةٌ بالخطيئة, لا يفتح للخاطئ باب السماء. فعبثاً يقول: "يا رب يا رب افتحْ لنا." ضرورة النعمة لدخول السماء 1- لن ندخل إلى قاعة العرس السماوي إلاَّ إذا كانت مصابيحنا موقدة, وقد استقبلنا بها الربَّ يسوع العريس الإلهي. فإنَّ قاعة السماء مفتوحة لمن هم في حال النعمة وحدَهم. وإنَّنا لن نسمع صوت عريس الكنيسة يدعونا إلى أن نشترك في فرح عُرسه إلاَّ إذا عشنا في حال النعمة, وانتقلنا إلى الحياة الأخرى ونحن فيها. 2- إنَّ ما يجعل نفوسَنَا مسنتيرةً بنور النعمة هو سلوك الحياة التقيَّة المتَّصفة بممارسة الفضائل الإلهيَّة الثلاث, وهي الإيمان بالمسيح, والرجاء فيه, والمحبَّة لـه بصدقٍ وأمانةٍ وإخلاصٍ كامل. فإنَّ ممارسة هذه الفضائل تثبِّت فينا نعمة الله وتقوِّينا على العيش في نورها الإلهي. التطبيق العملي 1- نحن كلُّنا مدعوُّون إلى أن نستقبل يسوع العريس الإلهي لندخل معه قاعة العُرس السماوي. فعلينا أن نحيا حياة الإيمان الوطيد والرجاء الثابت والمحبَّة الصادقة لنحافظ على النعمة الإلهيَّة التي قبلناها يومَ المعموديَّة. 2- إنَّ الدعوة الموجَّهة إلى كلِّ واحدٍ منَّا لاستقبال العريس الإلهي تقتضي منَّا أن نتفادى ارتكاب الخطيئة التي تُلاحقنا في مناسبات كثيرة من حياتنا. إنَّ شعورنا بضَعفنا البشري أمام هجمات الخطيئة العنيفة يدعونا إلى أن نلتجئ إلى مساعدة يسوع نفسه ليشدِّد قِوانا الروحيَّة على مقاومة التجارب والتغلُّب على الخطيئة. 3- إنَّ الوسائل الكبرى التي تمكِّننا من التغلُّب على الخطيئة هي ممارسةُ واجباتنا الدينيَّة بانتظام, وقبولُ الأسرار المقدَّسة, وإقامةُ الصلاة الفرديَّة والجماعيَّة بحرارةٍ وإيمان, والتحدُّثُ إلى الربِّ يسوع عريس النفس المسيحيَّة بحُبٍّ صادق, وخدمةُ الآخرين بمحبَّةٍ صادقة تجعلنا نخدم بها يسوع نفسه في شخص كُلِّ إنسان يحتاج إلى خِدمتنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل التينة المورقة http://www.peregabriel.com/gm/albums...lemat_Arab.jpgنصُّ الإنجيل وبَيْنَما يسوع راجِعٌ إلى المدينةِ عِنْدَ الفَجرِ أَحسَّ بالجوع . فرأَى تينَةً عِنْدَ الطريقِ فذهبَ إِليها , فلم يجدْ عليها غَيْرَ الورق . فقالَ لها : " لا يَخرُجَنَّ مِنكِ ثَمَرٌ للأَبد ." فيَبِسَتِ التينَةُ مِنْ وَقتِها . فلمَّا رأَى التلاميذُ ذلِكَ تعجَّبوا وقالوا : " كيفَ يَبِسَتِ التينَةُ مِنْ وقتِها ؟ " فأَجابَهُم يسوع : " الحقَّ أَقولُ لكُم : إنْ كانَ لكُم إيمانٌ ولم تشكُّوا , لا تفعلونَ ما فعلتُ بالتينةِ فحسبُ , بلْ كُنتُم إذا قُلتُم لهذا الجبل : قُمْ فاهبِطْ في البحرِ , يكونُ ذلِكَ . فكلُّ شيءٍ تطلُبونَهُ وأَنتُم تُصَلُّون بإيمانٍ تنالونَهُ ." ( متى 21/18-22 ). http://www.peregabriel.com/gm/albums.../normal_D3.jpg الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّه يجب أن تكون حياة المسيحي متَّصفة دوماً بالأعمال المثمرة التي تُرضي الله. فمن اكتفى بالمظاهر المسيحيَّة الخارجيَّة الفارغة من دون أن يقوم بأعمالٍ نافعة تنبع من الإيمان والصلاة والمحبَّة, حلَّت به لعنة يسوع, فجفَّت حياته الروحيَّة وهو لا يزال على الأرض, وانقلب هذا الجفاف الروحي وبالاً عليه في الحياة الأخرى. وإليكم إيضاح هذه الفكرة. http://www.peregabriel.com/gm/albums.../normal_D9.jpg رضي يسوع بأن يجوع ترك يسوع في الصباح الباكر قرية بيت عَنْيا القائمة في أعلى جبل الزيتون, وتوجَّه إلى الهيكل. وفي الطريق شعر بالجوع. فرأى شجرة تينٍ عند منحدر الجبل عليها ورقٌ غزير. فدنا منها لعلَّه يجد فيها ثمراً, فلم يجدْ. لقد رضي يسوع بأن يجوع في ذلك الصباح لينضمَّ إلى ملايين الجياع في العالم الذين يعيشون محرومين, وليس لهم في غالب الأوقات طعام كافٍ يردُّ عنهم ألم الجوع الشديد. لعن يسوع التينة المورقة لمَّا رأى يسوع التينة لا تحمل ثمراً لعنَها وقال لها: " لا يخرُجنَّ منكِ ثمرٌ للأَبد ." نحن نتساءل لماذا لعنها يسوع مع أنَّه قد جاء إليها يطلب الثمر في شهر آذار, وهو ليس أوان حمل الثمر؟ ألم تكُن التينة بهذه اللَّعنة مظلومة لقد لعنها يسوع ليقول لنا أموراً ثلاثة: 1- لعنها ليقول: هكذا تحِلُّ برؤساء شعب إسرائيل لعنة الله. كان هؤلاء الرؤساء يعيشون من الناحية الدينيَّة في جوٍّ مشحون بالرياء والمظاهر الخارجيَّة, وأبرزها الاحتفالات المتلاحقة في الهيكل, والذبائح اليوميَّة صباحاً ومساءً, والأعياد الكثيرة, والطقوس الفخمة, والأناشيد الدينيَّة, والنفخ بالأبواق الفضيَّة, وإضرام النيران على عامودَيْ مدخل الهيكل. لذلك قال الله فيهم: " إِنَّهم يُكرِمونَني بشفاهِهم . وأَمَّا قلوبُهم فبعيدةٌ عنِّي ." (مرقس 7/7) إنَّهم كالتينة المورِقَة المزيَّنَة بالأوراق الخضراء التي لا تحمل ثمراً, لم يُقدِّموا لله ثمار الأعمال الصالحة بالتوبة وممارسة المحبَّة والصلاة النابعة من القلب المتعبِّد لله تعالى. إنَّهم اكتفوا بالمظاهر الخارجيَّة فاستحقُّوا لعنة الله كالتينة التي اكتفت بالأوراق فقط. 2- ولعنها ليقول للمسيحيين: لا تتشبَّهوا بالتينة. فإنَّها تُثمر في وقتٍ, وتنقطع عن حمل الثمر في وقتٍ آخر. ينبغي لكم أن تُثمروا باستمرار, ومن دون انقطاع. ففي كلِّ لحظة من لحظات حياتكم, يجب أن تكونوا مثمرين بالأعمال الصالحة التي تُمجِّد الله وتقدِّس نفوسكم. فإذا توقَّفتم عن القيام بأعمال البِرِّ والصلاح في بعض أوقات حياتكم حلَّت بكم اللَّعنة التي حلَّت بالتينة المورقة. 3- ولعنها يسوع ليقول لنا: إنَّ الإيمان الحي بالله يصنع المعجزات. فمن كان له هذا الإيمان لا يلعن التينة فحسب ويجعلها تيبس على الفور, بل يقول للجبل الشامخ: انتقل من مكانك, واذهب إلى الشاطئ, واهبِط في البحر, فينتقل من مكانه إلى الشاطئ ويهبِط في البحر. هذه هي قوَّة الإيمان الحيّ بالله تعالى, ذلك أنَّ قلوبنا قد ارتفعت فيها جِبالٌ من الخطايا وعلينا أن نهدمها. هل المسيحي تينَةٌ مُورقة أم تينَةٌ مُثمرة؟ يجب على المسيحي أن يحاسب نفسه محاسبةً دقيقة, ويطَّلع على سلوكه وتصرُّفاته اطِّلاعاً وافياً ليعرف ما إذا كان تينةً مورقة أم تينةً مثمرة. 1- فإذا كان تينةً مورقة, عديمة الثمر, فينبغي له أن يرفع دُعاءَه إلى الله ليُرسل إليه كاهناً قدِّيساً أو صَديقاً تقيَّاً مُخْلِصاً يؤازره على أن يُصلح شأنه, فيعمل له ما عَمِله الكرَّام للتينة العقيمة التي مضى عليها ثلاث سنوات متوالية من دون أن تأتي بثمر. فحفر حولها, وألقى على تُرابها سماداً وسقاها سِقاية منتظمة.(لوقا 13/6-8) فإن لم يأتِ بالأعمال الصالحة, مع كلِّ ما يُعطى من مؤازرة روحيَّة أخويَّة, كان مصيره اللَّعنة كمصير التينة التي لعنها يسوع فيبست من وقتها. 2- إنَّ يسوع الجائع يأتي إلى المسيحي ويطلب منه أن يُشبع قلبه الأقدس من أعمال البِرِّ والحبِّ الصافي. فعليه أن يُلبِّي طلب يسوع ويقدِّم له مائدة الأعمال الصالحة, فيبتعد عن مساوئ اللَّعنة الأبديَّة ويتمتَّع بالبركة السماويَّة سبب سعادته. http://www.peregabriel.com/gm/albums...1/20358282.jpg التطبيق العملي 1- قرأتَ مثل التينة المورقة غير المثمرة وعرفتَ مصيرها البائس. فاسألْ نفسك بكُلِّ صدق: هل أنت تينة مورقة أم تينة مثمرة؟ هل تكتفي بالمظاهر المسيحيَّة الخارجيَّة أم تقوم بالأعمال الصالحة؟ هل تمارس التقشُّف, وخدمة الآخرين, ومحاربة الخطيئة, وتتميم واجباتك الدينيَّة, وحفظ فضائل الإيمان والرجاء والمحبَّة؟ 2- إنَّ القيام بالجهاد الروحي المتواصل لتكون حياتك مثمرة أمرٌ شاقٌّ. فاطلب إلى الله أن يمدَّك بالمعونة الإلهيَّة لتحيا حياة روحيَّة مزيَّنة بالثمار الدائمة التي تُرضي الله , وتجعلك من المجاهدين الذين تعتمد عليهم الكنيسة لنشر مبادئ الإيمان والأخلاق بين أبناء البيئة التي تعيش فيها. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل الأمناء http://www.peregabriel.com/gm/albums.../normal_D3.jpgنصُّ الإنجيل ذهبَ رجُلٌ شريفُ النَسَبِ إلى بلدٍ بعيدٍ ليحصُل على المُلْكِ ثمَّ يعود. فدعا عَشَرَةَ خُدَّامٍ لَهُ , وأَعطاهُم عَشَرَةَ أَمناء . وقالَ لهُم : " تاجِروا بِها إلى أَنْ أَعود ." وكانَ أَهلُ بلدِهِ يُبغِضونَهُ , فأَرسلوا وَفْداً في إِثْرِهِ يقولونَ : " لا نُريدُ هذا ملِكاً علينا ." فلمَّا رَجَعَ , بعدما حَصَلَ على المُلْكِ , أَمرَ بأَن يُدعى الخَدَمُ الذينَ أَعطاهُم المالَ , ليعلَمَ مكْسَبَ كُلٍّ مِنهُم . فمَثَلَ الأَوَّلُ أَمامَهُ وقالَ : " يا مولايَ , رَبِحَ مَنَاكَ عشَرَةَ أَمناء ." فقالَ لهُ : " أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصالِح . كُنتَ أَميناً على القليل , فليكُنْ لكَ السُلطانُ على عَشْرِ مُدُن." وجاءَ الثاني فقالَ : " يا مولايَ , ربِحَ مَنَاكَ خمْسةَ أَمناء ." فقالَ لهذا أيضاً: " وأنتَ كُنْ على خَمْسِ مُدُن ." وجاءَ الآخَرُ فقال : " يا مولايَ , هُوَذا مَنَاكَ قد حَفِظتُهُ في مِنْديلٍ , لأَنِّي خِفتُكَ , فأَنتَ رجُلٌ شديدٌ تأْخُذُ ما لم تستودِعْ وتحصُدُ ما لم تزرَعْ ." فقالَ لهُ : " بكلامِ فمِكَ أَدينُكَ أَيُّها الخادِمُ الشرِّير . عَرَفتَني رَجُلاً شديداً , آخُذُ ما لم أَستودِعْ , وأَحصُدُ ما لم أَزرعْ . فلِماذا لم تَضَعْ مالي في بعضِ المصارِفِ ؟ وكُنْتُ في عودَتي أَسترُدُّهُ مع الفائِدة ." https://images.chjoy.com//uploads/im...99490d299a.jpg ثمَّ قالَ للحاضرين : " خذُوا مِنهُ المَنا وأَعطوهُ صاحِبَ الأَمناءِ العَشَرة ." فقالوا لهُ : " يا مولانا , عِندَهُ عَشَرَةُ أَمناء ." أَقولُ لكُم : " كُلُّ مَنْ كانَ لهُ شيءٌٌ يُعطى . ومنْ ليسَ لهُ شيءٌ , يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الذي لهُ . أَمَّا أَعدائي أُولئكَ الذين لم يُريدوني مَلِكاً عليهم , فأْتوا بهم إلى هُنا , واضرِبوا أَعناقهُم أَمامي ." ( لوقا 19/12-27 ) https://images.chjoy.com//uploads/im...d948150388.jpg الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل الذي يُشبه مثل الوزنات هي أنَّ الناس اليوم, بالنسبة إلى نشر ملكوت يسوع وتوطيده في العالم الحاضر, ثلاث فئات: فئة تُعادي يسوع وتسعى إلى إزالة ملكوته, وفئة تُناصره وتُجاهد في نشر اسمه في العالم, وفئة لا تُبالي به ولا تهتمُّ بتحقيق مطالبه. فعندما يعود يسوع إلى الأرض كما عاد الملك إلى بلده في يوم الدينونة العامَّة, ويُحاسب الجميع على أعمالهم, يقضي على أعدائه الكفرة بالهلاك الأبدي, ويُكافئ مُناصريه المؤمنين بالسعادة الأبديَّة, ويجعل اللاّمبالين به وبمطالبه خارجَ الملكوت السماوي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة https://images.chjoy.com//uploads/im...915af5300e.jpg من هذا الرجل الشريف النسَب؟ من قرأ هذا المثل وكان مطَّلعاً على تفاصيل تاريخ الملوك في أيَّام السيِّد المسيح, تبادر إلى ذهنه أنَّ يسوع كان يشير إلى أحداثٍ سياسيَّة جرت في زمنه. فالرجل الشريف النسَب هو أركيلاوس بن هيرودس الكبير, أو هيرودس أنتيباس أخوه, وقد ذهب كِلاهُما, الواحد بعد الآخر, إلى رومة وتسلَّما المُلْكَ من الأمبراطور الروماني. إنَّنا لا نستبعد أن يكون سَفَرُ أحَدِ هذين المَلِكَين إلى رومة قد أوحى إلى يسوع فكرة ضرب مَثَلِ الأمناء. https://images.chjoy.com//uploads/im...7dc0cddfbe.jpg الرجل الشريف النسب هو يسوع نفسه 1- لم يتدخَّل يسوع قطّ في سياسة بلاده ولم يشأ أن يصف في مثله تصرُّف هذا الملك أو ذاك, خشيةَ أن يُنسب إليه موقفٌ سياسيٌّ معيَّن. فقد كان يرفض رفضاً قاطعاً أن يعتبره الناس مسيحاً سياسيَّاً تنحصر مَهَمَّتُهُ الأساسيَّة في محاربة الرومانيين المُستعمِرين, وطردهم من البلاد, وإعادة السلطة السياسيَّة إلى دولة إسرائيل. ولذلك فإنَّ لمثل الأمناء بُعداً روحيَّاً محضاً قد أراده يسوع, ولم يكن له أيُّ ارتباط بالناحية الأرضيَّة أو بالاتِّجاه السياسي الخاصّ ببلاده. 2- ولم يتحدَّث يسوع إلاَّ عن نفسه. فالرجل الشريف النسَب هو يسوع نفسُهُ. لقد اتَّخذ المُلْكَ من أبيه السماوي وأصبح مَلِكاً حقيقيَّاً. ولكنَّ مُلْكَهُ ليس مُلكاً أرضيَّاً, بل مُلْكَاً روحيَّاً. قال لبِيلاطس: " إنَّ مملكتي ليسَتْ مِنْ هذا العالم ." (يوحنا 18/36). إنَّه ملكٌ روحيٌّ تمتدُّ مملكته لا على بقعةٍ محدَّدةٍ من الأرض, بل تشمل الكون كلَّه. وهو يملك على قلوب المؤمنين لا بقوَّة السلاح, بل بالرضى الشخصي, أيْ بالإيمان به والمحبَّة له والفرح الداخلي الذي يشعر به كلُّ من يعيش تحت لوائه السماوي. http://www.peregabriel.com/gm/albums.../normal_D9.jpg موقف الناس من الرجل الشريف النسَب ذكر المثل أنَّ الرجل الشريف النسَب دعا قَبْلَ أن يُسافر إلى بلدٍ بعيد لينال المُلك, عشَرَةً مِنْ خُدَّامه, وسلَّم كُلَّ واحدٍ منهم مَنَا واحداً وطلب منه أن يُتاجر به إلى أن يعود. والمَنَا كميَّة زهيدة من المال, تقلُّ قيمته عن عشرين دولاراً. ففي أثناء سفره الطويل اتَّخذ الناس منه ثلاثة مواقف متباينة: كان الموقف الأوَّل عدائيَّاً. لقد أرسل أعداؤه وفداً في إثْرِه يقول لإمبراطور رومة:" لا نُريد هذا مَلِكاً علينا ". فخذلهم الإمبراطور ونصَّبه ملِكاً, ولم يأبه لاحتجاجهم ومعارضتهم. وكان الموقف الثاني أميناً ومُخلِصاً. لقد تاجر الخادِم الأوَّل بالمَنَا الذي تسلَّمه وربح عشرة أمناء. وكذلك الخادِم الثاني ربِح مَنَاه خمسة أمناء. وسلَّم كلٌّ منهما رِبحَهُ إلى الملك. وكان الموقف الثالث متخاذلاً ووقحاً. فالخادِم الثالث لم يُتاجر بالمَنَا, بل لفَّه بمنديل وانتظر عودة سيِّده ليعيده إليه من دون أن يجهد نفسه ويُحقِّق الربح. ولمَّا حاسبه الملك عن تصرُّفه دفعته وقاحتُهُ إلى انتقاد سلوك سيِّده, وادَّعى أنَّه لم يتسلَّم منه الرأسمال الضروري الذي يؤمِّن له إمكانيَّة العمل. فنال جزاء تخاذله ووقاحته. https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg موقف الناس من يسوع الملك إنَّ هذه المواقف الثلاثة نفسها قد اتَّخذها الناس ولا يزالون يتَّخذونها من يسوع الملك. 1- الموقف العدائي: وقف رؤساء اليهود من يسوع موقفاً عدائيَّاً. فقد رفضوا الإيمان به, وقاوموا تعليمه, وائْتمروا عليه وصلبوه. إنَّ هذا الموقف العدائي يتَّخذه في كلِّ جيلٍ وفي كلِّ بلد المُلحدون والكُفَّار والأشرار المتمسِّكون بشرِّهم. إنَّهم يرفضون يسوع رفضاً قاطِعاً, ويريدون إزالته عن الوجود, ويسعون إلى إبادة كنيسته من هذا العالم. 2- الموقف الأمين المُخلص: إنَّ هذا الموقف قد وقفه رسل يسوع الأوفياء, ويتَّخذه المسيحيُّون الأتقياء, والمُرسَلون النشيطون الذين يعملون من دون هوادة على نشر اسمه وكنيسته في العالم, فيضحُّون براحتهم وصحَّتهم, وأحياناً بحياتهم, في سبيل هداية الناس وفتح باب ملكوته السعيد في وجوههم. 3- الموقف المتخاذل الوقح: إنَّ هذا الموقف يَقِفُهُ المسيحيُّون الخاطئون الذين يستسلمون إلى اللاّمبالاة وعدم القيام بواجباتهم الدينيَّة عن تهاملٍ وكسل, ويعيشون في الخطيئة, وينتقدون تدبير الله وحكمته انتقاداً مرّاً. فيدَّعون أنَّ الله يُهملهم ولا يُساند أعمالهم الشخصيّة بأيَّة مؤازرةٍ فعليَّة. ولذلك فإنَّهم يقضون حياتهم وكأنَّهم غيرُ مسيحيين, فلا يعبأون بتحقيق مطالب يسوع في مجالات الإيمان وعمل الخير والممارسة الدينيَّة واستثمار مواهبهم الروحيَّة في سبيل تمجيد اسمه ونشر ملكوته. الملك يُكافئ ويُعاقب عاد الملك إلى مملكته بعد سفره الطويل ودعا خُدَّامه وحاسبهم. فكافأ الخادِمَيْن الأوَّل والثاني مكافأةً رفيعةَ المقام. فنصَّب الأوَّل والياً على عشْر مدن, ونصَّب الثاني على خمْس مدن. أمَّا الخادم الثالث المتخاذل والوقح فاسترجع منه المَنَا الذي سلَّمه إيَّاه, وأعطاه للعبد الأمين المُخلص صاحب الأمناء العشَرة, ثمَّ عاقبه. ولم يكتفِ بأنَّه لم يُسنِد إليه أيَّة مَهَمَّةٍ جديدة في الدولة, بل نزع عنه كُلَّ ما كان يملكه من مال أو يتصوَّر أنَّه يملكه, حتى إنَّه أصبح فارغ اليدَيْن تماماً أمام سيِّده. وأمَّا الأعداء الذين رفضوا أن يملك عليهم فأنزل بهم حُكم الإعدام. وكان هذا الحُكم شديداً للغاية حتّى إِنَّه أمر بأن يُنفَّذ فيهم فوراً وفي حضرته. يسوع الملك يُكافئ ويُعاقب سيعود يسوع الملك إلى الأرض عند انقضاء الدهر كما عاد الملك من سفره, ويُحاسب الناس على مواقفهم وأعمالهم كما حاسب الملك خُدَّامه وأعداءه. 1- فمن كانوا أُمَنَاء له وقاموا بواجباتهم الدينيَّة بإخلاصٍ وتضحية ومحبَّة, واستثمروا نِعَم الله في سبيل تقديس نفوسهم ونفوس الآخرين وتوطيد مُلكِهِ في العالم, كافأهم المكافأة السنيَّة في ملكوت السماء, وأشركهم معه في ملكه الأبدي, فأصبحوا على مثاله ملوكاً: " أَنتُم الذين تَبعتموني في عهدِ التجديد , متى جلَسَ ابنُ الإِنسانِ على عرْشِ مجْدِه , تجلِسونَ أَنتُم أَيضاً على اثنَيْ عشَرَ عرشاً , وتَدينونَ أَسباطَ إِسرائيل الإِثنَيْ عَشَر ." ( متى 19/28 ). 2- ومن كانوا متخاذلين ولم يقوموا بواجباتهم الدينيَّة, ولم يستثمروا مواهب الله, وعاشوا حياة الخمول والإهمال والخطيئة مُدَّعين أنَّ الله لا يُساندهم بمؤازرته نَزَعَ عنهم النعمة الإلهيَّة التي تؤهِّلهم للدخول إلى ملكوت السماء وجعلهم خارج الملكوت، وقال لهم ما قاله للعذارى الجاهلات المتوانيات اللواتي لم يستقبلن العريس: " الحقَّ أَقولُ لكُنَّ إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ ." (متى 25/11) 3- وأمَّا من أظهروا له العداوة في تصرّفهم وسلوكهم, بالإلحاد المتجبِّر أو التمسُّك بالمعاصي, فإنَّه يُعاقبهم كما عاقب الملك أعداءه أشدَّ العقاب في يوم الدينونة ويقول لهم: " إِذهَبوا عنِّي يا ملاعِينُ إلى النارِ الأَبديَّة ." ( متى 25/41) التطبيق العملي 1- يسوع ملكنا يطلب منَّا أن نتاجر بموهبة النعمة التي منحنا إيَّاها. وأجدى وسيلة للتجارة بها ممارسةُ المحبَّة. فالمسيحي الذي يعيش حياة المحبَّة هو الخادم الأمين ليسوع الملك. فكن خادماً أميناً ليسوع في إظهار محبَّتك لله وللآخرين. 2- لقد وعدت يسوع يومَ معموديَّتك بوساطة العرَّاب بأن تناصر يسوع وتعمل على نشر ملكوته, وقد أصبحت اليوم واعياً, فلا تتراجعْ عن وعدك, وجاهدْ في سبيل اسم يسوع تنَلْ المكافأة الجزيلة الثمن, وهي مكافأة أبديَّة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثل الزارع http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_121.jpg(تعليمي) نصُّ الإنجيل هُوَذا الزارعُ قدْ خرَجَ لِيزْرَعَ. وَبَيْنَما هُوَ يَزرَعُ وَقََعَ بعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطريق . فجاءَتِ الطيورُ فالتَقَطتْهُ . ووَقَعَ بعضُهُ الآخرُ على أَرضٍ رَقيقةِ التُرابِ, فنَبتَ مِنْ وقتِهِ لأَنَّ ترابَهُ لم يَكُنْ عميقاً . فلمَّا أَشرَقتِ الشمسُ احتَرَق, ولم يَكُنْ لهُ أَصْلٌ فيَبِس. ومِنهُ ما وَقَعَ على الشَّوْكِ فارتَفعَ الشَّوْكُ فخَنَقَهُ. ومِنهُ ما وَقَعَ على الأَرضِ الطيِّبَةِ. فأَعطى بَعضُهُ مِئةً, وبَعضُهُ سِتّين, وبَعضُهُ ثلاثين. (متى 13/3-9) https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg الفكرة الأساسَّية الواردة في هذا المثل إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّ يسوع ابن الله يزرع كلام الله في قلب الإنسان كما يزرع الزارعُ الحَبَّ في قلب الأرض. وكما أنَّ الأرض على أنواع مختلفة, فكذلك قلبُ الإنسان. فهناك القلبُ الطائش, والقلبُ السطحي, والقلبُ المختنق بهموم الحياة الدنيا, والقلبُ الطيِّب. وهذا القلبُ الطيِّب يثمر وحدَهُ ثماراً تدوم للحياة الأبديَّة. ولكن هذه الثمار ليست كلُّها على قدْر واحد,ٍ بل متفاوتة الكميَّة. وإليكم إيضاح هذه الفكرة. https://images.chjoy.com//uploads/im...7e5178f79b.jpg الزارع هو يسوع نفسُهُ جاء يسوع إلى الأرض ليفتدي الناس ويعلِّمهم التعليم الديني القويم وينشر في العالم ملكوت الله. فكان يتجوَّل في أرض فلسطين, ويزرع كلام الله في قلوبهم مِثْلَ الزارع الذي يتجوَّل في حقله وهو يزرع الحَبَّ في قلب الأرض. وما هو الكلام الذي يزرعه يسوع في قلب الإنسان؟ إنَّه على نوعَيْن وهما : كلامُ الله الموحى إلى البشريَّة كلِّها, وكلامُ الله الخاصُّ الموجَّه إلى المسيحي الفرد. الزرع هو كلام الله الموحى إلى البشريَّة كلِّها الزرع هو الكلام الذي أوحاه الله إلى البشريَّة كلِّها بوساطة الأنبياء القدِّيسين, ثمَّ بوساطة ابنه الأوحد يسوع المسيح, وهو مكتوبٌ في الكتب المقدَّسة, ولا سيَّما في الأنَاجيل الأربعة التي كتَبها الإنجيليُّون متَّى ومرقس ولوقا ويوحنَّا, وفي الرسائل الإحدى والعشرين التي كتبها الرسل القدِّيسون, وأشهرُها رسائل بولس الرسول إلى المسيحيين الأوَّلين. وقد تسلَّمت الكنيسةُ كلام الله الموحى, وهي تحافظ عليه بكلِّ عناية و دقَّة وأَمانة, وتنشره في العالم بين الناس ليهتدوا به إلى الإيمان القويم. إن هذا الكلام الموحى إلى البشرية يزرعُهُ يسوع في قلب الإنسان. https://images.chjoy.com//uploads/im...0cc866b219.jpg الزرع هو كلام الله الخاصُّ بالفرد لا يكتفي يسوع بأن يزرع في قلوبنا الكلام الذي أوحاه الله إلى البشرية كلها، بل يزرع أيضاً في قلب كلّ واحد منّا بمفرده كلاماً خاصَّاً به يناسب وضعه الديني وحاجته الروحيَّة. ويستخدم يسوع ليزرع هذا الكلام طُرُقاً وأساليبَ متعدِّدة، منها: - إنَّه يهمِس في قلبه فكرةً روحيَّةً صالحة هَمْساً داخليَّاً لطيفاً ليبعدَه في أثناء التجربة عن الشرِّ وارتكاب الخطيئة, ويقودَه إلى عمل الخير وممارسة الفضيلة. ونسمّي هذا الهَمْس الداخلي "صوت الضمير" وهو في الحقيقة صوت يسوع الإله فيه. - إنَّه يقدِّم له نصيحةً روحيَّةً ملائمة بوساطة إرشاد والد تقيّ, أو توجيه كاهن فاضل, أو قول صَديق مُخْلص. وهذه النصيحة تردُّه عن الشرّ, وتقوِّي فيه الإيمان, وتقوِّم لدَيْه الأخلاق, وتدفعه إلى أن يعيش وَفْقَ أوامر الله ووصاياه. - وإنَّه يهيِّئ له الإطلاع على قدوة صالحـة تظهر في سلوك صديـق أمين, فتكون لـه هذه القدوة مثلاًً ونوراً وهدايةً في حياته الروحيَّة, وتحمله على أن يرتدع عن الخطيئة و يسير في طريق الخير والفضيلة والطاعة لإرادة الله تعالى. - وإنَّه يسمح أحياناً بأن تنتابَهُ مِحنةٌ جسديَّة أو ماديَّة أو روحيَّة فتهزُّه هزَّاً روحيَّاً قويَّاً وتُعيده إلى طريق الصواب في تفكيره الديني وتصرُّفاته الخُلُقيَّة. وهناك أساليب أخرى خفيَّة لا حصر لها يكلِّم يسوع بها المسيحي ليوطِّد في قلبه الإيمان, وينعش في نفسه حُبَّ الفضيلة, ويحبِّب إليه الإقبال على الأعمال الصالحة. وهذا الكلام الخاصّ بالفرد هو كلام الله بالمعنى المجازي لا المعنى الحصري. لأرض هي قلب الإنسان إنَّ الأرض التي يقع فيها كلام الله هي قلب الإنسان. وهناك مجموعتان من القلوب المجموعة الأُولى: تتألَّف المجموعة الأُولى من القلب الطائش, والقلب السطحي, والقلب المختنق بهموم الحياة الدنيا. وإليكم كلمة على كلٍّ من هذه القلوب: https://images.chjoy.com//uploads/im...f4b1b9ae57.jpg 1- القلب الطائش إنَّ جانب الطريق الذي وقع فيه بعضُ الحَبِّ وأكلته الطيور هو القلب الطائش. إنَّه قلب المسيحي الذي يسمع من يسوع في الإنجيل كلام الله ولكنّه لا يفكِّر فيه ولا يتأمَّل في معانيه, بل يعيش لاهياً عنه, وعن واجباته الروحيَّة, وعن آخرته الأبديَّة. إنَّ هذا الطيش الروحي يفسح للشيطان المجال لأن يهبِط على هذا القلب, فيلتقط ما قد زُرع فيه من إيمان وأخلاق وعادات قويمة, فتنقلب حياة الإنسان الطائش فارغةً دينيَّاً, بل ملوَّثةً بالخطايا, فلا يحمل معه إلى الأبديَّة أيَّ عمل صالح يشفع فيه يومَ الدينونة. 2- القلب السطحي إنَّ الأرض الحَجِرة التي وقع فيها بعضُ الحَب ِّ فنما بسرعة ثم يَبِس هي القلبُ السطحي. إنَّ هذا القلب يشبه الأرضَ التي ينتشر على وجهها ترابٌ رقيق يخفي تحته الصخرَ القاسي, فلا تتعمَّق في هذا القلب أقوال الله, لأنَّها تصطدم بقساوته وجفافه فلا تنمو روحيَّاً, بل تيبَس بسرعة وتموت, فيفارق صاحب هذا القلب الحياة الدنيا من دون أن يكون قد أتى بأعمال صالحة تفيده للحياة الأبديَّة. 3- القلب المختنق بهموم الحياة الدنيا إنَّ الأرض الشائكة التي وقع فيها بعضُ الحَبِّ هي القلبُ المختنق "بهموم الحياة الدنيا وغِناها وملذَّاتها." إنَّ صاحب هذا القلب كان في أيَّام صباه مسيحياً تقيَّاً, ولكنَّ نداءات العالم الفاسد انهالت عليه بكثرة, وأحاطت بقلبه, فلم يقاومْها, بل أصغى إليها, فنمت وأصبحت أشواكاً كثيفة حادَّة خنقت كلام الله الذي زُرع فيه, فقضى حياته من دون أن يحمل معه عند الموت أعمالاً بارَّة . المجوعة الثانية: التي تحدَّث عنها يسوع مؤلَّفة من القلوب الطيِّبة التي قبلت كلام الله, ولكنْ على درجات متفاوتة. فهي: https://images.chjoy.com//uploads/im...9a8620977b.jpg 1 - القلب الذي أثمرت فيه الحبَّة مئة حبَّة إنَّ هذا القلب هو قلب المسيحي الصادق الذي أحبَّ الله حُبَّاً صافياً, وبقي ثابتاً على حُبِّه وإيمانه وتقواه, على الرَّغم من كلِّ التجارب والمِحَن والاضطهادات التي انتابته. وكانت حياته ملأى بالأعمال الفاضلة طاعةً لله وحبَّاً لإخوته البشر المحتاجين. فكانت كالحبَّة التي وقعت في الأرض وأثمرت مئة حبَّة, ففتحتْ له أبواب الحياة الأبديَّة. إنَّ هذا القلب المُحبّ هو أفضلُ القلوب وأقربُها إلى الله, إذْ إنَّ صاحبه قد فسح المجال لنموّ كلام الله فيه, وخضع خضوعاً كاملاً لإرادته تعالى تمجيداً لاسمِهِ القدُّوس واقتداءً بالربِّ يسوع الذي مجّد أباه السماوي طَوال حياته. (يوحنا 17/4) https://images.chjoy.com//uploads/im...07f8bab3a8.jpg 2- القلب الذي أثمرت فيه الحبَّة ستِّين حبَّة إنَّ هذا القلب هو قلب المسيحي الصالح الذي قَبِلَ زَرْعَ كلام الله بتقوى. ولكنَّ الضَعف البشري كان يستولي عليه حيناً بعد حين, فيتراخى في القيام بواجباته الدينيَّة. ثم لا يلبث أن يشعر بخطئه, فيندم عليه الندامة الصادقة, ويعود إلى حبِّ الله وإلى السلوك القويم. فكانت حياته متأَرجحةً بين السقوط والنهوض, فأعطت كالحبَّة الواحدة ستِّين حبَّة. https://images.chjoy.com//uploads/im...bbaee08c89.jpg 3- القلب الذي أثمرت فيه الحبَّة ثلاثين حبَّة إن هذا القلب هو قلب المسيحي صاحب الرغبات الصالحة, الذي نُسجت حياته بخيوط بيضاء وسوداء, وتوالت أيامُهُ على الأرض بين الأمانة لكلام الله الذي زُرع فيه والاستسلام إلى إغراء العالم, فكثرت خطاياه. ولكنَّه تاب إلى ربّه وندم على ما فعل من الذنوب. فتوفي وفي يدَيْهِ ثلاثون حبَّة مقابل الحبَّة التي زُرعت في قلبه, فكافأه الله المكافأة العادلة التي يستحقُّها, وذلك على قدْر جَهدِهِ الروحي الذي بذله للعودة إلى الله بالتوبة الصادقة. التطبيق العملي https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg 1- إنَّ هذا المثل يطرح عليك الأسئلة التالية: مِنْ أيِّ نوع قلبُك؟ أهو قلب طائش؟ أم سطحي؟ أم مختنق بهموم الحياة الدنيا؟ أم قلب طيِّب؟ إذا كان قلبك طيِّباً وأرجو الله أن يكون طيِّباً فما هو قدْر طيبة قلبك؟ أهو قلب مستسلمٌ كلِّياً إلى الله ؟ أم متردِّدٌ بين أوامر الله ورغبات الدنيا؟ أم ميَّالٌ إلى الدنيا أكثر مِمَّا هو ميَّالٌ إلى الله؟ أجبْ عن هذه الأسئلة بصراحة. 2- إنَّك ولا شكَّ مطَّلع على سيرة بعض القدِّيسين الذين أحبُّوا الله حُبَّاً لا تردُّدَ فيه - كالقدّيس انطونيوس أبي الرهبان، والقدّيسة ريتّا، والقديسة تريزيا الطفل يسوع، والقديس شربل - فنما كلام الله الذي زُرِعَ في قلوبهم نموّاً رائعاً. فتمثَّلْ بحياتهم واقتدِ بحُبِّهم وفضائلهم. ولاحظْ أنَّهم جميعاً عاشوا حياة التأمُّل والصلاة وتحمُّل آلام الحياة بالاشتراك مع آلام يسوع وحُبَّاً له. 3- ثمَّ التجئْ إلى نعمة الرب بالصلاة الحارَّة وأعمال التقشُّف, واطلبْ من يسوع أن يجعل قلبك طيِّباً يثمر لا ثلاثين ولا ستِّين حبَّة فقط, بل مئة حبَّة مقابل الحبَّة الواحدة, فتمجِّد الله بطيبة قلبك الصافي أفضلَ تمجيد, وتنال المقام السامي في مقرِّ الحياة الأبديَّة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملاك الحارس تعلّم الكنيسة الكاثوليكية أن الملائكة ترسل لحراسة البشر. وتعليمها هذا عقيدة ايمانية يجب على كل مؤمن ان يتمسك بها معتقداً أن لكل من المؤمنيين ملاكاً يقوم بحراسته. واعتقاد الكنيسة هذا قائم، منذ صدر المسيحية. قد أثبته آباء الكنيسة وعلماؤها استناداً الى الكتاب المقدس. وقد أثبت القديس توما اللاهوتي أنَّ لكل انسان ملاكاً حارساً يقيه الاضرار الروحية والجسدية. لاجل ذلك رسمت الكنيسة عيداً معيّناً للملاك الحارس لتحرضنا على الشكر لله تعالى الذي أقام ملاكاً لحراستنا، فعلينا ان نكرمه لاهتمامه بنا ونعمل بحسب الهاماته الخلاصية، ونطلب شفاعته متذكرين انه يراقب جميع اعمالنا الخفية والظاهرة. وبمَا انه قدير لدى الله، فيساعدنا لنحيد عن الشر ونصنع الخير. قدّرنا الله على تمجيد اسمه القدوس، بشفاعة ملاكنا الحارس. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلوات للملاك الحارس - أيها الملاك الذي شدّد سيدنا يسوع المسيح، تعال وشدّدنا نحن أيضًا، تعال بحقك ولا تبطئ. - أيها الملاك الحارس، يا حارس نفسي المجيد، أنتَ الساطع في السماء الجميلة كشعلة وديعة نقيّة بالقرب من عرش الأزلي، أنتَ تنـزل إلى الأرض لأجلي، وإذ تنيرني بسناكَ أيّها الملاك الجميل تصبح أخي، ومعزِّيَّ، وصديقي!... "القديسة تريزيا الطفل يسوع". يا ملاك الله المتقلّد حراستي بنعمة من الجودة الإلهيّة، أسألك أن تنيرني، وتحرسني، وترشدني، وتسوسني. آمين. يا ملاكي، يا حارسي، إجعلني أحيا دائمًا بحسب إرادة الله. آمين يا رب، يا من من خلال رعايتك الإلهية الرائعة تكرمت علينا بارسال الملائكة القديسين لحراستنا، أنعم على الذين يبتهلون إليك أن يكونوا دائماً تحت حمايتهم، وأن ينعموا إلى الأبد بمرافقتهم. (مقتبس من قداس الملائكة الحرّاس – الطقس اللاتيني) ايها الملاك القديس الملازم نفسي الشقيه وحياتي الذليله لا تهملني انا الخاطئ، ولا تبتعد عني بسبب اسرافي وتبذخي، ولا تعطي فرصه للشيطان الشرير لكي يسود باقتدارة على جسدي هذا المائت . بل امسك بيدي الشقيه المسترخيه واهدني الى طريق الخلاص. نعم با ملاك الله القديس الحارس والساتر نفسي الشقيه وجسدي. سامحني بكل ما احزنتك به جميع ايام حياتي. وان كنت قد اخطات في نهاري اليوم فكن انت ساترا لي في هذه الليله، واحظني من جميع حيل المعاند، لكي لا اسخط الله بخطيئه من الخطايا. وتشفع من اجلي الى الرب ليثبتني في مخافته ويجعلني لصلاحه عبدا مستحقا، آمين (صلاة النوم الصغرى - طقس ارثوذكسي) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تضرع الى الملاك الحارس حياة الانسان **الأودية الأولى باللحن الثامن** أيها الحارس الساهر لنفسي، الذي قد مُنحتُه من لدن الله، أيها النصير والمرشد لحياتي، أسبحك يا ملاك الله الضابط الكل الإلهي يا من تشاء كل الأنام أن يخلصوا ايها الكلمة، لقد أقمت ملائكة قديسين مرشدين ومنيرين الناس، ليقتادونا إلى خوفك الإلهي ليلٌ مظلمٌ قد استحوذ عليَّ، وصرت محجوباً بادلهام ضباب الأهواء فانرني بنور التوبة يا مرشدي ونصيري وحارسي لقد فاضت فيّ ينابيع الافكار القبيحة المظلمة القذرة، مبعدةً عقلي من الله، فجفّفها يا عاضدي **ثاوطوكيون** ايتها السيدة، أنتِ ميناء وهدوء للمشتين في لجة الخطايا، فلذلك ابادر الى مينائكِ، انا المنزعج في عاصفة الاهواء المتنوّعة **الأودية الثالثة** لقد أحرزتُ وجودي من امتزاجٍ أرضي وطيني وترابي، فمن ثمّ اتبجّنُ في الأرض اكثاً فيا نصيري ومرشدي ومنجدي، حوّل ميلي نحو الأشياء السماوية في الليل والنهار بأفعالي القبيحة، أمرمرك واحزنك واغضبك ولذلك ألجئك أن تقف منتزحاً عني بعيداً، من غير ان تشاء ذلك يا عاضدي حزناً وكآبةً أصير مسبباً لك، باستمراري غير تائب وعادم التقويم، فلذلك هب لي أن أتوب توبة خالصة، وافرّحك واسرّك يا حارسي ايها الملاك القديس، الناظر بحالٍ غير منظورة وجه الله الجالس في السماء، الذي ينظر الى الأرض عقلياً فيجعلها ترتعد، اطلب اليه أن يخلصني **ثاوطوكيون** لقد اخذت العقل والذهن والنطق موهبةً من الله، لكي اعرف السيد واكرمهُ بالأعمال الحسنة، اما انا إذ اهنت الموهبة بالأهواء، فقد شتمت الواهب، فيا ايتها السيدة خلصيني **كاثسما باللحن الرابع: وزن يا من ارتفعت** ايها الملاك الالهي الكلي القداسة، المقام من الله حارساً لنفسي وجسدي تغاض عن جميع زلات نفسي الشقية مقتدياً بالله، وانقذني من أشراك الغاش المتنوعة، واستعطف اله الكل أن يمنحني غفراناًفي ساعة الدينونة **الأودية الرابعة** لم أتفطن بمجلس القضاء المرهوب، المزمع ان انتصب فيه يا مخلصي، واعطي جواباً عن كل قولٍ وفعل، ولم اتخذ في عقلي ذكر الموت الغامض بالكلية، فأستمرٌّ بغير تقويم، فيا مرشدي لا تهملني لقد أتممت كل رذيلة برغبة كلية منذ الطفولية، وما انفككت امرمرك يا عاضدي، بالأقوال والأفعال القبيحة، فلا تحقد عليّ بل اثبت أيضاً مفهماً اياي ومنيراً وموطداً لقد ماثلتَ يا مرشدي طول أناة كلمة الله، الذي اتى ليدعو الى التوبة جميع الخطأة متوقعاً منهم الإصلاح من تلقاء ارادتهم بغير اغتصاب، فكن انت ايضاً مطيلاً اناتك عليَّ ان الخطيئة قد جعلتني مبتعداً من الله انا العبد الأثيم غير المستحق، لكن سيدي يسوع قد تقبلني بتحنّنه واختصّني لذاتهِ، واما انا فلم ازل احزنك ايها الملاك، جاحداً نعمتهُ تلك العظيمة **ثاوطوكيون** الرب ملك بالحقيقة المملكة التي لن تسقط، ولبس منكِ كما في المزامير يا امَّ الاله الجمال الكلي البهاء اي جسدهُ المقدَّس، الذي به دحض الموت وحطم مملكتهُ **الأودية الخامسة** ايها الملاك القديس، لقد احرزتك لي حارساً ومساكناً، ونجياً ومماشياً وملازماً، وواضعاً على الدوام الاشياء الخلاصيّة، فأي مسامحة تكون لي اذا لبثت فاقد الفهم بما انك ماثلٌ بدالة كثيرة لدى عرش الضابط الكل يا عاضدي، مستبشراً حول ملك الخليقة، فاطلبْ اليه ان يمنحني غفران شروري الكثيرة يا منقذي بما انك تعلم ما ينتظرني من التعذيبات والعقوبات، وترى قساوتي وعدم شعوري وظلامة عقلي، فتتنهَّد شفقةً عليّ وتقتطب وتكتئب ممتلئاً عبوسةً يا حارسي المحسن اليَّ، انني ما جعلتُ لك ولا ساعة واحدة، بل ولا دقيقة او اقلَّ منها ان تُسرّ وتفرح بي وتبتهج حيث لا ازال منفسداً بالخطايا على الدوام **ثاوطوكيون** ان الذي اقام الاودية بالمقياس والجبال بميزان بالمقياس والجبال بميزان معرفتهِ، الذي لا تدركه العقول، ومحصي مصفّ النجوم وقطر الندى وينقل نسيم الاهوية، قد شوهد منكِ طفلاً جديداً ايتهاالبريئة من كل عيبٍ **الاودية السادسة** ايها الحافظ والمعسكر حولي ، والمبطل وثبات الجن وهجماتهم الوحشيّة المرسلة عليَّ دائماً، لا تتركني يا حارسي لاني قد احرزت نصيراً حاراً بما انك الطبيب الفائق الثمن الذكي العرف، فلا ترذل نتانتي ولا تبتعد عني الى الغاية، بل كن لي على الدوام حارساً غير منفكّ، لان الشمس ايضاً تمرّ على اماكن قذرة ولا تتدنس الى الذي بكلمته سقّف بالمياه علاليه الشاهقة، توسّل طالباً يا منجدي، ان يمنحني موهبة قطراتٍ تقطر امطار الدموع، لكي يتنقّى بها قلبي ويعاين الله بما انك ماثلٌ بحالٍ غير هيولية لدى النقي والمتنزّه عن الهيولى اذ انت نقيّ وعادم الهيولى، ولك الدّالة الغنيّة لديه، فابتهل اليه بغير انقطاعٍ ان يمنحني خلاص نفسي عندما تنفصل نفسي المسكينة من الجسد استرها يا مرشدي بجناحيك النيرين الكلي الطهر، ليحيق الخجل والخزي بمناظر الاعداء القبيحة الشنيعة المدلهمّة **ثاوطوكيون** يا من هي أقدس من الملائكة القديسين، واسمى رفعةً من الشاروبيم والسارافيم، اظهري عقلي الذليل الشغف بالارضيات، مرتفعاً عن الميل الارضي الهيولي، وارفعيه من الارض الى الشوق السماوي **قنداق باللحن الثاني** يا خادم الله، وحارسي الكلي الفضل، البث معي على الدوام انا الخاطئ منقذاً اياي من كل مضار الشياطين، وارشدني الى المناهج الالهية المواصلة الى الحياة التي لا تفنى **الأودية السابعة** ان ربوات لصوصٍ خفيين محيطون بي ومتوازرون عليَّ، ويطلبون ان يخطفوا نفسي ويمزّقوها، لكن يا معيني ومنجدي اطردهم عني بحربتك النارية بقوة ولا تتركني وهملاً عندما يزمع حاكمي والهي، ان يحاكمني ويدينني انا المشجوب من ضميري، فقبل تلك الدينونة لا تنسني انا عبدك لا مرشدي ان المادّة امّي، والطين ابي والتراب جدّي، فبقرابتي هذه انظر الى الارض دائماً، فامنحني يا عاضدي ان انظر الى العلوّ الى جمال السماء بما انك بهيٌّ في الحسن والبهجة والحلاوة، ايها العقل الساطع كالشمس قف معي بوجهٍ باشّ ونظرٍ عطوف يا مرشدي، عندما ازمع ان انتقل من الارض من اجل كثرة مراحم اشفاقك، ومن اجل غزارة غنى تعطفك، استرني بستر جناحيك يا حارسي حين اسافر من الجسد راحلاً، لكي لا انظر وجوه الشياطين ذات الطلعة الشنعة **ثاوطوكيون** ايتها الباب السماوي، يا باب الخلاص، يا سلّماً عقلية بها انحدر الاله وصعد الانسان، اهّليني انا عبدكِ لملكوت السماوات برأفتكِ ايتها الموقرة **الأودية الثامنة** لقد اتخذتكَ من الله بعد اتكالي عليهِ مرشداً وعاضداً ومعيناً ومناضلاً ايها الملاك الكلي قدسهُ، لاجل ذلك اتضرّع اليك، ألا تزال مؤدباً وواعظاً ومعلّماً لي ان اصنع ما يجب، وتنير عقلي الى ان توقفني لدى المسيح مخلَّصاً عندما توضع الكراسي، وتفتح الكتب، يجلس العتيق الايام ويُدان الناس وتنتصب الملائكة، وتميد الارض ويرتجف الكلّ مرتعداً، اظهر فيّ حينئذٍ تعطفك، وانقذني من جهنم مبتهلاً الى المسيح الآن مثل النحل بالشهد، وبحالٍ غير منظورة، قد احاطتني الابالسة المبيدين والممقوتين من الله، وكجوارح مفترسة، وكثعالب ماكرة وكطيور مفترسة اللحوم والدماء فاسترني يا حارسي كالنسر الذي يظلّل فراخهُ يا عاضدي، هب لن من الاجفان عبراتٍ من غير انقطاع، جارية بغزارةٍ مغسلة اياي من الرأس الى القدمين، حتى اذا تسربلت لباس التوبة المبْيَضّ اكثر من الثلج، ادخل الى الخدر الالهي، مكرماً اياك يا منجدي ان قلبي كان هيكلاً للمسيح، فصيَّرتهُ بالاهواء مسكناً للخنازير العقلية، لكن انت يا معين نفسي قوّني ونقّ قلبي وعطّرْهُ، وضمّخهُ بملاب وطيوب الصلوات والطهارة، حتى يصير ايضاً هيكلاً للمسيح معطراً حين يزمع هتاف البوق ان ينهضني من الارض الى الدينونة، قف حينئذٍ قريباً مني ببشاشةٍ وطلاقةٍ،طارداً عني الخوف برجاء الخلاص يا مرشدي وحارسي وعاضدي ووصيّ نفسي المؤيسة **ثاوطوكيون** بافراط صلاحكِ ارحميني مجاناً، يا من ولدتِ ينبوع الحنو والرأفة، لان ليس شئٌ مستوجب الرحمة اقدمه لجلالكِ، لان صلاحي ليس لكِ بهِ حاجة البتة، بما انك حبلتِ بحال لا توصف بالمانح الصلاح، والمخلّص العالم يا ممتلئة نعمةً **الاودية التاسعة** لتبصركَ نفسي الشقية عند فناء روحي مني عاجلاً واقفاً من عن ميامني باشاً وأنيساً يا عاضدي وناصري، طارداً عني الاعداء المرّين الذين يطلبون ان يضبطوني ايها الملاك القديس بما انك خادمُ الهي الله، وصانع مشيئاتهِ الالهية، فتغتنم الدالة الكثيرة لديهِ، لذلك توسل اليهِ بحرارة من اجلي، حتى اذا خلصت بك، اسبح نصرتك وسترك ان حياتي بأسرها قد اجزتُها في الاباطيل الكثيرة، وقد اقتربت من الانقضاء، فاتوسل اليك يا حارسي، فكن لي نصيراً ومحامياً لا يحارب عندما أجتاز عشّاري ضابط العالم الردئ جداً لا تزل يا عاضدي من أ ن تحول اعتساف عقلي ورعانتهِ وخمولهُ وعبوديتهُ للافكاؤ القبيحة الدنسة غير الطاهرة، الى تصوُّرات جيدة وافكار صالحة، مولدة تخشعاً حاراً يا يسوع الفئق الصلاح الابن الوحيد، اغلب بتحننك ضروري الكثرة التي لا تُحصى، بالطلبات الالهية من خادمك العادم الهيولى، الذي أقمته لي حارساً منذ الطفولية بما أنك محبٌّ للبشر عليك بعد الله وضعت كل رجاء خلاصي يا حارسي وعاضدي المهتمّ بي، فتشفع الى الله من اجلي، مع مصاف الملائكة شركائك في الشفاعة **ثاوطوكيون** يا والدة الاله ارفعي شأن الحسني العبادة وادحضي مهاجمات البربر، واحفظي رعيتكِ هذه غير محاصرة، التي فيها يُعظَّم بايمانٍ ويُمجد اسمكِ العظيم الممجَد كثيراً **ستيشيرات بروصوميات** *باللحن الثاني. وزن ايكوس طوافراثا* يا ملاك الله، الماثل لدى الثالوث الاقدس، لا تزل مبتهلاً من اجلي انا عبجك اذ قد اخذتَ قوّةً من الله لتحرس نفسي، فلا تزل ساتراً اياها بستر جناحيك على الدوام حمداً ليسوع الذي اعطاني اياك حارساً لنفسي عظيماً، وسلاحاً على اعدائي، ايها الملاك المكرَّم من الله أهّلني انا ايضاً ان افوز بملكوت الله تعالى لكي اهتف معك بالتسبيح المثلث تقديسه انك نور ثانٍ بعد الله يا حارسي، فلا تزل عاضداً لي لكي أرى أنا أيضاً نور اللاهوت المثلث الشعاع *ذكصا كانين ثاوطوكيون أيتها البتول والدة الإله، سيدة الملائكة والبشر، لا تزالي متشفِّعة الى ابنكِ من أجلي أنا عبدكِ *الإفشين* *الى الملاك حارس حياةالإنسان* أيها الملاك القديس المُلازِم نفسي الشَقيَّة وحياتي الذليلَة لا تُهمِلني أنا الخاطئ، ولا تبتَعِد عني بسبب إسرافي وتَبذُّخي، ولا تعطِ فرصةً للشيطان الشرّير لكي يَسُودَ باقتِدارهِ على جسدي هذا المائت.بَل أمسِك بِيَدي الشقيَّة المستَرخِية واهدِني الى طريق الخلاص. نعم يا ملاك الله القدّيس الحارِس والساتِر نفسي الشقِيّة وجسدي. سامحني بكلِّ ما أحزنتُكَ به جميعَ ايام حياتي. وإن كنتُ قد خَطِئْتُ في نهاري اليوم فكُنْ انتَ ساتراً لي في هذه الليلة، واحفظْني من جميع حِيَل المُعانِد، لكي لا إُسْخِطَ الله بخطيئةٍ من الخطايَا. وتشفَّع من اجلي الى الربّ لِيُثبتني في مخافته ويجْعَلَني لصلاحه عبداً مستحقاً، آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأملات فى حياة القديس يوسف النجار http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_282329.jpgنسب يوسف النجار كان القديس يوسف النجار من عائلة متان ابن داود من سبط يهوذا . كان لمتان ولدان يعقوب ويواقيم ( ابو العذراء مريم ). اذا يرجع نسب المسيح : من جهة العذراء امه الحقيقة ومن جهة يوسف ابيه حسب العرف الى سبط يهوذا ، وذلك فى غاية الاهمية بحسب النبوات الورادة عنه فى العهد القديم . ان المسيه سوف يأتى من سبط يهوذا (تك10:49)، (اش1:11). انجب متان ولدين يعقوب ويواقيم ثم توفى . فتزوجت امراته باخر وانجبت منه هالى ، تزوج هالى ومات دون ان ينجب نسلا . فتزوج يعقوب بأمراة هالى اخيه حسب الشريعة (تث5:25) وانجب يوسف النجار . اذا كان يوسف النجار ابن ليعقوب حسب الطبيعة (مت16:1) وابن لهالى حسب الشريعة (لو23:3) ، وهذا يوضح اختلاف النسب الوارد فى انجيل معلمنا متى والنسب الوارد فى انجيل معلمنا لوقا . http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_282429.jpg يوسف النجار كان مختارا من الله ظل يواقيم وحنة عاقرين لمدة 31 عاما ثم اعطاهم الرب الدرة الثمينة مريم العذراء فوهبها لخدمة الهيكل بعد فطامها ولها من العمر 3 سنوات . ولما بلغت مريم 6سنوات توفى ابوها يواقيم ، ولما بلغت 8سنوات توفت امها حنة فصارت بذلك يتيمة الاب والام وكانت مريم قد نذرت ان تعيش عذراء طوال حياتها . فلما بلغت 12 سنة كان لابد ان تغادر الهيكل بحسب نظام الشريعة ، ففكر الكهنة فى اختيار شخص بار تخطب له مريم ويأخذها ليرعاها فى بيته بدون زواج فعلى . فجمعوا عصى بعض الشيوخ المعروفين بالتقوى وضعوها فى الهيكل وظلوا يصلون ، وفى يوم من الايام جاءت حمامة ووقفت على العصاة المكتوب عليها اسم يوسف النجار ثم طارت ووقفت فوق رأسه . فعلم الكهنة ان هذا الرجل قد اختاره الله للقيام بهذه المهمة فأخذ يوسف العذراء الى بيته وهو شيخ على انها خطيبته امام المجتمع وسخر نفسه لخدمة الفتاة الصغيرة دون ان يعرف سر هذه القديسة وانها سوف تصير ام الله . لم يقحم يوسف نفسه فى قصة الميلاد الالهى العجيب ولم يختار الدور الذى يلعبه فى هذه الاسرة المباركة وانما كان الاختيار من الله الفاحص القلوب والكلى والذى وجد يوسف مستحقا لاخذ هذه البركة الكبيرة وللقيام بهذا الدور الخطير فى حياة مريم والطفل الالهى . http://www.peregabriel.com/gm/albums...seph_28229.jpg كان يوسف بارا يشهد الكتاب المقدس لبره وقداسته ( مت19:1) ويظهر بر هذا الشيخ القديس فى الموقف الذى كان على وشك ان يتخذه حيال حبل العذراء العفيفة . كان الموقف صعب وخطيرا جدا . اذ ربما يعرض العذراء للرجم اذ لم يتصرف بحكمة ولكونه ابن عمها ويشهد لطهارتها ويعرف حياتها عن قرب شديد . لم يعرف كيف يتصرف ، ولكونه كان بار ويحرص على مشاعر العذراء القديسة لم يتركه الله كثيرا فى حيرته . انما ارسل له ملاك يطمئنه ان هذا الحبل هو من الله ومن تلك اللحظة تغيرت حياته كلها وسار خادم لسر عجيب لم يسمع به احد من قبل ولم من بعد . صدق البار قول الملاك وحفظ العذراء تحت جناحه وسار حارس لها وخادم لابنها دون ان ينطق بكلمه . لم نسمع ليوسف النجار كلمه واحدة فى الكتاب المقدس ، الا ان حياته كلها كانت متشحة بالقداسة وبالعلاقة القوية بالسماء . اذ كان تحركاته كلها بأوامر من السماء . http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_282529.jpg كان يوسف متضعا جدا رضى بقبول العذراء اليتيمة فى بيته وهو شيخ وان يقوم بأعالتها وحفظها وخدمتها . رضى ان يكون خادم للاسرة المقدسة ينتقل معها من مكان لمكان رغم سنه وامراضه . لم يسأل ولما يستفسر ولم يحتج على شئ ، ولم يحاول قط ان يفرض رأيه فى الموضوع ، لم يطلب ضمانات فى اسفاره المتعددة . يكفيه ان الاوامر تأتيه من ملاك سماوى وكفى ، ولولا اتضاعه العجيب لما احتمل القيام بهذا الدور المجيد . اذ كان يسوع يناديه طوال 16سنة تقريبا ( يا ابى) ويقول الكتاب المقدس "كان خاضعا لهما " (لو51:2) اى لمريم ويوسف ... تأمل كلمة خاضعا لهما . قام يوسف بدور الاب فى هذا الاسرة المقدسة (رب البيت) واشرف على تنشأة الطفل يسوع وتربيته وتعليمه وعلمه النجارة حرفته ...... كان ذلك وهو يعلم تماما ان هذا الطفل هو ابن الله . لم يتكبر ولم يتفاخر بهذا الدور . وكم من معجزات شاهد ، وكم من ايات راه ، وكم من مواقف عاصرها داخل البيت الصغير . وعلى ذلك حافظ على اتضاعه العجيب حتى رحل من هذا العالم فى هدوء وسلام بعدما قام بمهمته احسن قيام . عرف يوسف من خلال تواضعه العميق سر الطفل الالهى انه برغم كونه الها حقيقيا كاملا الا انه ايضا انسانا حقيقيا كاملا ( بدون خطية ) . وكانسان كامل كان الطفل العجيب محتاج الى اب لتنشأته وام لتربيته . فكان ينمو قليلا قليلا فى القامه والنعمة والحكمة عند الله والناس (لو52:2). كان منطق يوسف المتضع كمنطق يوحنا المعمدان "ينبغى ان ذاك يزيد وانا انقص" ومن علامات اتضاعه الهدوء و الطاعة : كان يوسف ميالا للصمت مثل العدراء . فلم نسمع له كلمة ، ينطبق عليه ماجاء عن مريم : " واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكره به فى قلبها " ( لو19:2). كان رجل يتأمل بعمق شديد هذه الاسرار التى يراها امامه ، فلا يسعه الا ان يصيبة الدهشة والسكوت . http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_282729.jpg كيف يعبر عن هذا السر العجيب بكلمات بشرية ؟ يوسف ومريم لم يسمعا عن سر التجسد الالهى ولم يقرأ عنه بل عاش هذا السر لحظة بلحظة . ان القديسين اللذين يتأملون فى السماويات بعمق يصلون الى درجة اختطاف العقل ويصيبهم صمت مقدس ينسون معه كل شئ فى العالم فكم وكم يكون حال يوسف ومريم اللذان عايشا هذا السر بعمق لم يتمتع به شخص اخر فى التاريخ . كان صمت الرجل الحكيم العاقل المتأمل بعمق فى الاحداث . http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_282929.jpg وكان يوسف مطيعا جدا : مطيعا لتعليمات كهنة الهيكل ، ومطيعا لحركات ضميره تجاه العذراء القديسة ، ومطيعا لاوامر السماء والملاك الذى يحركه هنا وهناك ، ومطيعا لتعليمات الدولة بالاكتتاب ، ولاوامر الشريعة الخاصة بالختان والتقدمه فى الهيكل ، والذهاب الى اورشليم كل عام للاحتفال بعيد الفصح ( لو41:2) . كان يوسف مطيعا بلا تزمر وبلا استفسار .كانت طاعته الفورية تعكس ثقته فى الله ،وتسليمه ذاته بالكامل بين يدى الله بدون فحص ولا قلق ولا شكوك ولا ضمانات . وفى طاعته لم يحمل هم ولم يقلق ولم يتردد . كان يكفيه انه بقرب يسوع ، يراه امامه باستمرار ، يأكل معه ، يخرج ويدخل معه، يعمل معه ، ينام معه فى بيت واحد ، يسمع من شفتيه المباركتين كلمة ( يا ابى ) ، يتحدث معه .... طوباك ثم طوباك ايها القديس العظيم يوسف النجار وربما من حنان الله عليك انه لم يسمح لعمرك ان يمتد لترى يسوع مصلوب ومهان . فاراحك الله من هذا السيف المؤلم على قلبك لتنتقل من هذا العالم قبل ان يخرج يسوع الى خدمته العلنية . طوباك ثم طوباك ايها القديس العظيم يوسف النجار |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في ذكرى عيد مار يوسف البتول خطيب مريم العذراء http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_282929.jpg نقف اجلالا واكراما لذلك الرجل المختفي الذي لم ينطق بكلمة واحدة لا بلسانه ولا في الكتب ، وحتى الأناجيل لم تذكره إلا ما جاء في انجيل متى عند سرده لقصة ميلاد يسوع حيث قال عنه : " كان يوسف خطيبها بارا " ( متى 1 : 19 ) . تجاهل الباحثون والمؤرخون عن ذكره ، وحتى الكهنة والوعّاظ " مع الأسف " في عصرنا الحاضر تناسوه في خطبهم ومقالاتهم .. أما الروحانيون وأصحاب التقوى والفضيلة والذين هاموا بحب المسيح وذاقوا طعم التجرد والتضحية ونكران الذات ، هولاء وحدهم رفعوه الى المقام السامي الذي لم ينله أحد سواه فاعتبروه : http://www.peregabriel.com/gm/albums...2/stj01084.jpg " أشرف قديس ... بتولا ... عفيفا ... زين الأبكار ... يوسف المختار ... كاملا بالفضائل ... مملوءا من الانعام ... شاهدا لسر الفداء ... أبا ومربيا للأيتام ... شفيع العوائل ... جليلا في الأنام ... فخر العباد ... شفيع العمال ... شفيع الميتة الصالحة ... وصديق الله " . خطب يوسف فتاة طيّبة من أهل الجليل أسمها " مريم " من عائلة متواضعة تعيش كفاف يومها بسعادة وقناعة ، تخدم في الهيكل وتتعبّد لربها . اتفق يوسف معها ومع أهلها على أن تكون زوجته ، وذهب يوسف بفرح عظيم يجهّز بيته المتواضع الكائن في بلدة الناصرة ليكون مسكناً لمريم يوسف ، إنَّ يوسف الصدّيق والبار ... لم يخطر على باله يوما أن مريم ستكون أم المخلص المنتظر ، وأن الملاك جبرائيل قد حمل اليها البشارة ، رغم كونه متعمقاً بكل ما جاء في الكتب المقدسة عن المسيح المنتظر وعن كيفية مجيئه وما قيل عنه في سفر اشعيا النبي:هوذا العذراء تحبل وتلد ابناو تدعو اسمه عمانوئيل..(اشعيا 7 : 14) . http://www.peregabriel.com/gm/albums...2/stj01086.jpg كان يوسف ينتظر الخلاص من الله شأنه شأن سائر شعب الله المنكوب ، لأنه بعد أن مدّ الفقر والاستياء أذياله على عموم الناس كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر رسولا من السماء ينعش ويعيد روح الله في قلوب البشر. وحدث ليوسف ما لم يحدث لغيره سواه ... عندما أراد أن يأتي بخطيبته الى بيته ، وجـــدها ( حبلى ) . تنتظر مولودا ... فأضطرب وخاف كما جاء في الانجيل ، وتساءل ما عسى أن يكون هذا ، فاحتار في أمرها .. وهكذا تعرّض يوسف لمحنة قاسية أوشكت أن يؤدي بعلاقته مع مريم الى حد القطيعة والانفصال : فهو يعتبرها شريكة عذراء طاهرة وإذا بها حبلى .. ذلك يفوق ادراك عقله ، لكن رغم ذلك لم يفقد صوابه ولا تفوّه بكلمة لا مع مريم ولا مع غيرها حول أي نوع من القلق والظنون لأنه كان مقتنعا ببراءة مريم خطيبته ، ولم يسيء الظن بها مطلقا ، ولكن عدم تمكنه من ايجاد تفسير لما يراه عليها من تغييرات ، دفعه الى أن يتخذ قرارا بتخليتها سرّا دون اثارة اية ضجّة تلحق بها الضرر ، لأنه مجرّد أن يخبر عن سرّها تنال مريم عقوبة الرجم حتى الموت بحسب الشريعة اليهودية ، لكنه لم يفعل ، قد يكون باعتقادي لهذا الأمر بالذات يدعوه الانجيل : البار ... الصدّيق. لم يتركه الله طويلا في حالة الشك والاضطراب فارسل له الملاك وأخبره حقيقة مريم وشجّعه وأفهمه بأن الرب اختاره هو أيضا لتحمّل أعظم مسؤولية ألقيت على عاتق بشر ، ليكون أبا ومربيا لإبنه الوحيد يسوع المسيح ، من دون تأثير على حريته أو الضغط على قراره . http://www.peregabriel.com/gm/albums...2/stj01091.jpg عندما أدرك يوسف مقاصد الله وتدابيره من الملاك استجاب لها واندمج معها ، فآمن بالسر الكبير وقبل المهمة التي كلّفه بها الله أن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع الذي كان الجميع يكنّونه بابن النجار. ( يوحنا 6 : 42 ) . هكذا آمن يوسف واحتفظ بمريم وأتى بها الى بيته فرحا مسرورا لهذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربيا ليسوع ابن الله . عندما ولد يسوع تهلل قلبه من أصوات الملائكة وهم ينشدون المجد والسلام بمولده. مع مريم استقبل الرعاة والمجوس الذين اتوا من الشرق ليسجدوا له . مع مريم هرب بيسوع الى مصر لما أوحي اليه أن حياة الطفل مهددة . مع مريم ويسوع ذاق طعم التشرد والهرب والغربة والانتظار ، لكنه كان ينعم بفرح كبير كونه حارس مخلّص العالم . نذر يوسف حياته كلها مضحيا بكل ما لديه للعناية بيسوع وبأمه مريم . أحبّهما من كل قلبه لذلك استحق أن يموت ميتة صالحة بين يدي يسوع ومريم العذراء . هذا هو يوسف الذي ضرب أروع مثال في التضحية والعطاء ونكران الذات خدمة لخير البشرية الأكبر الذي سيحققه ابنه يسوع يوما ما ، ويكفيه شرفا وفخرا وهو الرجل المتواضع المختفي أن يكون قد أوصل بالتعاون مع مريم ابنه يسوع الى كمال الرجولة من خلال تربية متكاملة الجوانب هذه كانت رسالة يوسف وتضحيته العظمى .. فهل نجد اليوم أمثال يوسف..؟؟ حتى من بين المكرسين للرب ...!!! عرفوا حقا معنى التضحية وذاقوا طعم التجرد وذهبوا الى أقصى حدود في نكران الذات لإجل خلاص النفوس . أختم كلامي عن هذا القديس العظيم بما قالته في شفاعته القديسة تريزا التي من افيلا. قالت: "اناشد بالرب جميع الذين يشكّون في كلامي عن قوة شفاعة القديس يوسف، بأن يجرّبوا الأمر هم انفسهم، فيتأكد لهم كم شفاعته قادرة، وكم يجنون لذواتهم من الخير اذا كرّموا هذا الأب الأكبر المجيد، والتجأوا إلى معونته". http://www.peregabriel.com/gm/albums...2/stj01090.jpg صلاة لمار يوسف شفيع الكنيسة العام (البابا لاون الثالث عشر) إليك نهرع في شدائدنا، إيها الطوباوي يوسف، ونستغيث واثقين بحمايتك بعد ان استعنّا بحماية عروسك الكية القداسة. ونسألك متوسلين بحق ذلك الرباط الوثيق، رباط المحبّة، الذي وحّد بينك وبين العذراء البريئة من العيب أمِّ الله، وبالحب الأبوي الذي احتضنت به الطفل يسوع، ان تنظر منعطفاً الى الميراث الذي اقتناه يسوع المسيح بدمه، وتساعدنا في حاجاتنا بما لكَ من الفعل والمقدرة، يا حارساً جزيل العناية بالعائلة المقدسة، اي ذرية يسوع المختارة. فاصرف عنّا، ايها الأب الكلية محبته، وباء الأضاليل والمفاسد بأسرها. يا نصيرنا القدير، بعطفك علينا، قف الى جنبنا عضداً من السماء في هذه المعركة بيننا وبين قوات الظلام. وكما خلّصت يوماً الطفل يسوع من الخطر العظيم المحدق بحياته، هكذا احمِ الآن كنيسة الله المقدسة من مكايد الاعداء ومن كل كارثة. ابسط على كلٍّ منّا طلَّ حمايتكَ الدائمة، بحيث نستطيع، على مثالك وبواسطة معونتك، ان نحيا حياة مقدسة، ونموت ميته صالحة، ونحصل على السعادة الأبديّة في السماوات. آمين يا مار يوسف كن معنا دوما وأجعلنا أن نتشبّه بك بالقول والعمل لنصبح جميعا ... يوسف البار ... صديق الله .. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مار يوسف البتول 19 اذار يا لحظٍ بديع فاقَ الخواطر وإدراك الحواس وجمعُ الخوارج يُنكرون صدقَهُ خصاماً بالقياس يقولون يوسف ربُّه ابنه كيف هذا يُقاس هل يسوع ذلك عند العلما من دون ايِحاس الكتابُ البري من كل ريبٍ فيه يَشهد قائلاً يوسف خيطب مريم الغناء الامجد وابناً لهما صار ابنُ الله الذي تجسد وما كان الله شاهداً فيه صدقُهُ مؤكد الوالدة بتول والخطيب مثلها بتول طاهر للزوم الوفاق بين الخطيبين والدليل ظاهر فكان صديقاً باراً جامعاً شتات المفاخر وزنبقُ طهرهِ في حقلِ الرب زاهٍ زاهر ملاك الفردوس الذي يَحرس شجرةَ الحياه قد كان رمزاً ليوسف حارس مريم ومولاه وقاهما من شر سيفِ هيرودس الذي انتضاه لِيَقتلَ الصبيّ ويُثكِل أمّه لحسدٍ أضناه وملاكُ الفتى طوبيا الذي وقاهُ من الموت وردّه سالماً غانماً وانهزم ذاك الطاغوت كان مثالاً ليوسف محامي الطفل المنعوت بالبها ورده غانماً النفوس التي لا تموت فقد كان حقاً نديمَ الملائك في حال الخطوب ولك لم يُصب بخلغٍ وخمعٍ كمُصاب يعقوب بل كان يُصغي اليهم فتزول حالاً الكروب بإيعازهم اليه الى مصر يذهب ويأُوب من يسوسُ الناس ينبغي ان يكون أعلى من الناس فكيف من قد ساس الذي يعلو قدسَ الاقداس جميعُ الأنبياء لمرآهُ تاقُوا بصعدِ الانفاس ويوسف رآهُ ثلاثينَ عاماً من غير التباس كم قد حملهُ على ذراعيه كالابن الحبيب كم قرّ عيناً بذاك المحيّا والحُسن العجيب كم زاد حباً لقُربهِ من لهيب الحب المُذنب كم زاد نعماً من يُنبوعها الفيّاض القريب يوسف تولّى على مصرَ عندما قاتَ الاجساد بخزنهِ الغلات التي وقاها أسباب الفساد فكيف من اضحى خازناً قوتاً لنفوس العباد يُحيي ويَشفي يُوقي ويَكفى الى يومِ المعاد جمعُ الملائك بشوقٍ يخدمون الذي انحبس داخل حشاها كلمةُ الاله الذي تأنس وهذه خدمت يوسف البار بشوقٍ مقدس كما قد طاعهُ في كل امر ابنُها الأقدس ما الشأن الذي يُطيعهُ مولى الخلائق أجمع الرياحُ والبحر خضعت لامر من ليوسف يخضع يوسف مقامُك سامٍ مثله قطُّ لم يُسمع ما بين الناس السلف والخلف انت الارفع يا امينَ الروح القدس الذي حفظ الامانه مع عروس الروح باذلاً نحوها حسن الصيانه يا من تسمى وكيلاً معيناً لرب الإعانه كم نِلت حظاً في السما العُليا بأعلى مكانه لو كان يوجد حسدٌ ما بين سكان السما لكانوا حسدوا يوسف وغمسوا قيمصَهُ بالدما فقد كلَّلهُ مَن وكَّله بمجد أسمى ونادى باسمه أمضوا ليوسف تجدوا نِعماً يا محاميا عن كنيسة المسيح وحارساً للعيال وشفيعاً لمن يسأل غوْثك يومَ الانتقال كُنْ لنا عوناً وغوثاً وحارساً بكل الاحوال واشفع بعبدِ يغشاه الخوف عند الترحال |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوسف شفيع العـمّال "وكان يوسف باراً"(متى18:1) القديس يوسف هو سليل لداود الملك، دعاه الله ليكون أباً روحياً وعائلاً للإبن الأزلي الـمتأنس يسوع المسيح. لم تكن أبوته ليسوع جسديّة بل كانت ابّوة بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من مسئولية وبذل وتضحية. كان نيابة عن الآب السماوي تجاه الطفل يسوع، وكان زوجاً وأخاً روحياً لمريم البتول، ورئيساً للعائلة المقدسة، فكان يمارس سلطته كرب عائلة. أما الفضائل التى تحّلى بها لكي يظهر فضائل الآب السماوي الغير الـمنظورة نحو ابنه الـمتأنس فهى أنه كان:الصامت الكبير والضمير الكبير والعامل الكبير. الصامت الكبير:كان الله يظهر للآباء والأنبياء وسط هالة وأبهة عظيمة تليق به عزّ وجلّ، وقد خاطب شعبه وانزل عليهم الشريعة بواسطة موسى وسط الغمام والبروق والرعود، لكن لما قام بأعظم ظهوراته وظهر جسدياً بواسطة كلمته ابنه يسوع المسيح، صنع ذلك فى صمت عجيب. فى ظل يوسف الرجل البار خطيب مريم البتول، فهناك لا نرى أية أبهة وقليلاً جداً من الأمور الخارقة، بل كثيراً من الأسرار المخفية مع بعض الإمتحانات والتجارب، وحيرة نفس، وقلق وإضطراب لا نظير له، ثم إنتظاراً وصبراً ووحياً فى الليل المظلم، وأوامر بالتحفظ والتيقظ والإحتياطات اللازمة. وفى ذلك الجو نشأ إيمان أول مسيحي، إيمان يوسف ابن داود، النجّار الذى أُعطى له أن يستقبل فى بيته كلمة الله المتأنس ويعطيه اسماً "فسّميه يسوع لأنه هو الذى يخّلص شعبه من خطاياهم"(متى21:1) ان يوسف كان اكبر رجل روحاني فى العهد الجديد، ومن ميزة الإنسان الروحاني ان يبقى فى جو الصمت، متحداً فى معبد الصمت مع الله خالقه، يعيش فى دنيا الإيمان ويغتذى بالإيمان" اما البار فبالإيمان يحيا"(حبقوق4:2) و(عبرانيين38:10). انه يفضل الصمت على الظهور لكي يتفرغ كليّة لتغذية إيمانه وحياته الروحية الداخلية. كان بإمكان يوسف ان يقول للناس: "ان المسيح المنتظر اصبح عندي وقد أُقمت وكيلاً عنه"، ولكنه لزم الصمت والكتمان لأنهما يؤلفان جزءاً من الحياة الروحية الداخلية http://www.peregabriel.com/gm/albums...ormal_df~1.jpg الضمير الكبير:يوجد الضمير من الأمانة نحو الله والإلتزامات المتخذة نحوه تعالى رغم المصاعب والمحن ومهما كان الثمن. إن هو إلاّ تعبير إنساني وتجاوب صادق لنظرة الله على حياة الإنسان. هو تعبير صادق لأنه يدخل فى نطاق الإيمان، فلن يكون نظرياً بل عملياً بحيث يختبر الإنسان ويتحسس وجود الله فى داخل نفسه. أمتحن يوسف فى إيمانه ليس وقت غياب الطفل يسوع مدة ثلاث أيام فحسب، ولكن قبل أن يجيئ بمريم الى بيته، ثم لدى ذهابه الى مصر تحت جنح الظلام ومجابهته للمجهول، وبعد رجوعه من مصر وسكناه فى الناصرة فى الجليل بدلاً من اليهودية. فكل حياته كانت تغتذى بخبز الإيمان، فلا شك "ان البار بالإيمان يحيا". كانت طاعته نشيطة وفطنة، إذ أنه كان يعمل كل ما فى قدرته ليعرب للـه عن أمانته فى خدمة الـمُصالح التى إئتمنه عليها والمهّمات التى عهد بها إليه وكانت الطهارة أجلّ وأصدق تعبير لحبه الخالص لله، الأمر الذى دفعه على خلق جو مناسب لكي يولد الطفل الإلهي من أم بتول ويحوطه بهالة أبوية نقيّة، فكانت رداً صادقاً لتلبية دعوة الله http://www.peregabriel.com/gm/albums.../normal_dd.jpg العامـل الكبير:كان يوسف نجّاراً وغنى عن البيان كم كانت هذه الحرفة تقضى من التعب المتواصل والمضني،فهى تفرض على محترفها أن يأكل خبزه حقيقة بعرق جبينه. سيقول يسوع يوماً لليهود عن صلته بأبيه السماوي:"ان أبي مازال يعمل وأنا أعمل أيضاً"(يوحنا18:5)، فكان يوسف من هذا القبيل صورة صادقة للآب السماوي. كان يوسف يقّدر الوقت وينظمه بالنسبة الى السبت وقت الراحة حيث كان يختزن من الروحيات ما يكفيه للقيام بواجباته الروحية. وكان عمل النجارة يتم بإيمان، الى ان تحّول حانوت يسوع بنوع ما الى معبد صلاة، هى حياته الروحية التى كانت تنظم أوقاته وأعماله. كان عاملاً كبيراً لأنه كان روحانياً كبيراًعلى مثال يوسف: يجب أن ننظر فى يوسف البار مثالاً أعلى فنكون مثله الصامت الكبير..والضمير الكبير..والعامل الكبير. http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_ftf.jpg الصامت الكبير: يجب أن نتعود الصمت لأنه يؤلف جزءاً من الحياة الروحية الداخلية. ما قيمة الكلام الذى لا يصعد مثقلاً بالفكر من أعماق الصمت فقد قيل: "فان كانت العزلة وطن النفوس الكبيرة فالصمت صلاتها، وان كانت القداسة محبة متواصلة فالصمت نشيدها، وان كانت الحياة عبرة وعظة فالصمت منبرها ولسانها، وان كانت الحياة قيثارة فالصمت وترها". ليست المواعظ الطويلة هى المجدية، وغالباً ما يتكشف سيل الوعظ عن فقر فى التفكير. كان القديس يوحنا فيانيه خوري آرس يعظ التائبين فى كرسي الإعتراف بموجز الكلام. ليس من كلام مفيد سوى كلام يسوع كلمة الآب المتأنس. وعليه يجب علينا ان نتعود الصمت والكتمان وذلك من باب المحبة والعدل، فروح الكتمان شرط اساسي لثقة الناس بنا وقد نكون رجال ثقة مثل القديس يوسف بقدر ما نتحلى بالصمت. http://www.peregabriel.com/gm/albums...ormal_gfdg.jpg الضمير الكبير:علينا ان نكون قبل كل شيئ رجال ضمير. ان نطاق العمل واسع وانه ليس علينا رقيب سوى الله وحده، ولذا ان لم يكن لنا ضمير مستقيم، نصبح عرضة لجميع انواع الإنحرافات والإلتواءات. وقد نكون اصحاب ضمير مستقيم فيما اذا تصرفنا دائماً فى حضرة الله، كأنه تعالى ينظر الينا ويتوقع منا ان نأتى بأجلّ الأعمال وأقدسها. قال القديس توما الأكويني للأخ المرافق له قبيل موته وقد كان هذا سأل منه ان يشرح له سر القداسة:"عش مستحضراً الله تبلغ القداسة". وعلى مثال القديس يوسف علينا ان نحامي عن الطفل يسوع فى شخص أولادنا وشبابنا بضمير مستقيم، لأنه يلزم أن نحافظ عليهم من أمثال هيرودس الموجودين على الأرض خوفاً من أن يذبحوهم بشرّهم وهم أبرياء. فيلزم ان نكون ساهرين مستيقظين لكي نبعد عنهم كل خطر ونرّبيهم على حب الفضيلة وحفظ الطهارة. وعلى مثال العائلة المقدسة نهتم بعائلاتنا ونوصّل لها كلمة الأنجيل وقداسة الكنيسة. وعلى مثال القديس يوسف نعتنى خاصة بالعمال الكادحين فإن شفيعهم وزميلهم ومثالهم الأعلى يحبهم http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_ghg.jpg العامل الكبير:ينبغي ان نكون عمالاً فى كرم الرب كالعامل الكبير القديس يوسف. يوجد دائماً عمل فى حقل الرب، فالحصاد كثير ولكن العملة فقليلون. فهناك فى العالم خراف كثيرة تسترعى اهتمامنا وهناك خراف ضالة تدعونا لنذهب اليها ونأتى بها الى طريق الحق والى الحظيرة الأبوية. يلزمنا ان ننظم وقتنا ولا نصرفه دون فائدة ولا نبدد مواهبنا وطاقاتنا التى وهبها لنا الله. يا يسوع هبنا رصانة القديس يوسف وصمته وحياته الداخلية الروحية لكي يكون كل واحد منا صامتاً كبيراً وضميراً كبيراً وعاملاً كبيراً على مثال القديس يوسف العظيم آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رياضة لإكرام أحزان وأفراح القديس يوسف السبعة
http://www.peregabriel.com/gm/albums...0002/rgtfd.jpg 1- ايها القديس يوسف المجيد، خطيب مريم الكلية القداسة، كما كان غمك عظيما لدى حيرتك في تخلية عروسِك مريم العفيفة، كذلك كان فرحُك، لما كاشفك الملاك بسر التجسد العجيب. فنتضرع اليك متوسلين بذلك الحزن وهذا الفرح، ان تُعزي نفوسنا الآن وفي الأوجاع الأخيرة، فتسرها بحياة صلاح وميتة قداسة، مثل ميتتك، بين أيدي يسوع و مريم. ابانا والسلام والمجد. http://www.peregabriel.com/gm/albums...int-Joseph.jpg 2- ايها الآب السعيد القديس يوسف المجيد، يا من اختارك الله الى مقام أب مُتبنٍ للكلمة المتأنس، إن ما أصابك من الحزن، عند رؤيتك الطفل يسوع مولوداً في غاية الفقر، لقد تحول الى فرح سماوي، لدى سماعك الأنغام الملائكية، ومشاهدتك عجائب تلك الليلة المنيرة. فاستمد لنا بذلك الحزن وهذا الفرح، ان نسمع بعد هذه الحياة الدنيا التسابيح الملائكة، و نتنعم في ضياء المجد السماوي. ابانا والسلام والمجد. http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_281029.jpg 3- ايها القديس يوسف المجيد، يا من حفظت الشرائع الإلهية على الوجه الأكمل، إن ما أراقه الطفل الفادي يوم الختانة من الدم الثمين، لقد لاعَ فؤادك . فاستمد لنا بذلك الحزن وهذا الفرح، ان نستأصل في الحياة كل رذيلة منا، فنموت جذلين متهللين، وفي قلوبنا وأفواهنا اسم يسوع الأقدس. ابانا وسلام والمجد http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_281029.jpg 4- ايها القديس البار الأمين القديس يسوف المجيد، يا من اطلعت على اسرار فدآئنا، لئن حزنتك حُزنا شديدا نبؤة سمعان الشيخ بآلام يسوع ومريم، لقد سرتك سروراً بالغاً، لتضمُنِها الإنباء بما يترتب على تلك الآلام، من خلاص نفوس كثيرات قيامتهن للمجد فاستمد لنا بذلك الحزن وهذا الفرح، ان نكون في عداد من سيقومون باستحقاقات يسوع وشفاعة والدته، قيامة ممجده. ابانا وسلام والمجد http://www.peregabriel.com/gm/albums.../normal_dd.jpg 5- أيها القديس يوسف المجيد، حارس ابن الله المتجسد الجزيل العناية، يا من كنت عارفاً بسريرةِ أمره، كم تعنَّيت في إعالة ابن العلي وخدمته، ولا سيما حين اضطررت ان تهرب به الى مصر! ولكن كم سررت بوجودك الدائم مع الله نفسه ومساكنتك إياه، وبرؤيتك عياناً ما كان من تساقط أوثان المصريين وتحطُّمها. فاستمد لنا بذلك الحزن وهذا الفرح، ان نُسقط من أفئدتِنا كل صنم ن أصنام الحب الدنيوي، بمَنعِنا الطاغية ابانا وسلام والمجد http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_281329.jpg 6- ايها القديس يوسف المجيد ملاك الأرض، يا من دُهِشت من ملك السماوات عاملاً بأدنى إشارة منك، لأن كدر الخوف من أركيلاوس صفو سرورك عائداً بالطفل يسوع من مصر، لقد طمأن الملاك روعك، فأقمت في الناصرة مع يسوع ومريم، ساكن الجأش قرير العين. فاستمد لنا بذلك الحزن وهذا الفرح، أن نزيل عن قلوبنا كل خوف ضار. حتى إذا تمتعنا بالسلام وراحة الضمير، نحيا ونموت بصحبة يسوع ومريم، في أمنٍ وطمائنية. ابانا وسلام والمجد http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_281429.jpg 7- ايها القديس يوسف المجيد، مثال القداسة الكامل، لما فقدت الطفل يسوع على غير إهمال منك، طلبته ثلاثة أيام متوجعاً أي توجع حتى وجدته في الهيكل جالسا ما بين العلماء، والطرب بالغ من كل مبلغ. فنرغب إليك مبتهلين بذلك الحزن وهذا الفرح، http://www.lexamoris.com/files/rosary_files/temple.jpg أن تشفع فينا، لئلا نفقد يسوع أبدا بالخطيئة المميتة. وإن اتفق لسوء الحظ ان نفقده، فاحملنا على أن نجدَّ في طلبه متحسرين متلهفين. حتى إذا وجدناه عطوفا، ولا سيما في ساعة موتنا، نجد في طلبه متحسرين متلهفين. حتى إذا وجدناه عطوفا، ولا سيما في ساعة موتنا، نظفر بمشاهدته في السماء، فنرنم ثمة بمراحمه إلى الابد. ابانا وسلام والمجد |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سبع نعم تُطلب من القديس يوسف لنيل الميتة الصالحة 1- ايها القديس يوسف شفيعي القدير، استمد لي النعمة: ان لا اموت فجأة http://www.peregabriel.com/gm/albums...ormal_ftgf.jpg 3- أهلني لان اقبل سر مسحة المرضى قبيل نزاعي 2- إستمد لي ان اقبل الاسرار المقدسة قبيل موتي. https://st-takla.org/Pix/People-Chris...ng-Hand-01.gif 4- وفقني لان أموت بحضور احد الكهنة 5- حررني في حياتي، ولا سيما في ساعة موتي، من خطاياي ومن التجارب الشيطانية.http://ankawa.com/ikonboard/upload/Jesus%20bietet.jpg 6- احضر عند مفارقتي للحياة. http://marcelvan.canalblog.com/images/jesus_marie.jpg 7- استمد لي باستحقاقات النعم التي نلتها من يسوع ومريم، ان اكتسب غفرانا كاملاً قبيل خروجي من هذا العالم، فأدخل الفردوس توا. ليكن لي هذا، باستحقاقات يسوع ومريم نافذة: ايها القديس يوسف، وفقنا لان نعيش أبرياء مشمولين بحمايتك. صل لأجلنا ايها القديس يوسف، قدوة النفوس المتعبدة لقلب يسوع الأقدس. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تساعية القديسة يوسف (تقام هذه التساعية من 10 اذار إلى عشية عيد القديس يوسف البتول) السلام عليك يا يوسف، خطيب مريم، يا من نلت نعمة، يسوعومريم معك. مبارك أنت بين الرجال، ومبارك يسوع بن مريم. يا مار يوسف، صلّ لأجلنانحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين صلاة البدء بسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين أيها الآب الأزلي، نشكرك لأنك اخترت القديس يوسف أبا ومربيا للمسيحيسوع، ابنك الوحيد، وقد أحاطه وأمه مريم بالعطف والحنان، نسألك بشفاعته أن نكون فيكل حياتنا محاطين بيسوع ومريم، وتكون أيامنا أنشودة حب ننشدها لك ونسير في اتجاهقلبك الأبوي بقيادة الروح القدس المعزي، فنمجدك برفقة شفيعنا المجيد الىالأبد. اليوم الأول: أيها الآب السماوييا من أزحت قلق الشك عن قلب يوسف، حين فكر في أن يترك مريم خطيبته، وكشفت له عنحقيقة حبلها، نسألك بشفاعته أن تمنحنا الحكمة في تدبير أمورنا لكي نستطيع أن نطابقحياتنا بمشيئتك القدوسة. آمين. اليوم الثاني: أيها الآب السماوي، يا منفرّحت قلب يوسف، وهو الفقير بأصوات الملائكة وزيارة الرعاة يوم ميلاد وحيدك علىالأرض، نسألك بمحبته وشفاعته أن تمنحنا الصبر في فقرنا والجهد في حياتنا، وتفرحأرواحنا بحضورك ونعمتك، لنحيا رجاءنا المسيحي الذي يقودنا غلى المجد الأبدي. آمين. اليوم الثالث: أيها الرب يسوع، يا من عزيت قلب يوسف عندما شاهدك تخضعلشريعة التطهير، وقد أعطاك الاسم الأجمل يسوع، نسألك بوداعته وصمته أن تمنحنا نعمةالتلفظ باسمك بحب واحترام وأن نطبعه في قلوبنا ونكرمه في حياتنا، ونشهد من خلالأعمالنا وكلامنا أنك أنت مخلصنا ويسوعنا الحبيب لك المجد إلى الأبد. آمين. اليوم الرابع: أيها الرب يسوع، يا من عرفت عمق الألم الذي عاشه قلبيوسف حين سمع نبوءة سمعان الشيخ لأمك العذراء، نسألك بشفاعته أن تمنحنا النعمة لكينخدمك بأمانة كل أيام حياتنا، ونحمل صليبنا بفرح عالمين أننا إن شاركناك في الألمفلَسوف نشاركك في المجد إلى الأبد. آمين. اليوم الخامس: أيها الرب يسوع يامن حملك القديس يوسف من بيت لحم إلى مصر هربا من الملك هيرودس نسألك بشفاعته أنتمنحنا النعمة لنحملك في قلوبنا ونهرب من كل ما يسبب لنا أذى وخطيئة، وامنحناالخلاص والقوة لنواجه كل اضطهاد، ونحفظ بعنايتك في صحراء هذا العالم، ونصل إلىالوطن السماوي. آمين. اليوم السادس: أيها الرب يسوع يا من أعالك القديس يوسففي بيت الناصرة، وقد كافأته أنت بأن يحيا سنوات عديدة في حضرتك ويصغي إلى كلامك،هكذا نسألك بشفاعته أن تمنحنا سند نعمتك، وتشركنا في أسرارك الإلهية لنعيش حياةمقدسة كما عشت أنت في الناصرة. آمين. اليوم السابع: أيها الرب يسوع يا منأطعت إرادة أبيك السماوي، وقد سمحت أن يتألم مربيك يوسف وأمك العذراء لمدة ثلاثةأيام عندما فقداك في الهيكل، نسألك بشفاعتهما وصلاتهما أن لا يعيقنا أحد ولا شيء عنعمل إرادتك، وساعدنا يا إلهنا ألا نيأس من خطيئتنا التي تجعلنا نفقد حضورك بيننا،بل امنحنا نعمة البحث عنك دائما والعيش بالمصالحة المستمرة معك، فنمجدك كل أيامحياتنا. آمين. اليوم الثامن: ايها الرب يسوع يا من كنت مع العذراء إلى جانبالقديس يوسف في نزاعه الأخير، نسألك بشفاعته أن تمنحنا نعمة الميتة الصالحة علىمثاله، فنحظى بحضورك وحنان أمك العذراء مريم وطيبته الخاصة، وهو شفيع الميتةالصالحة، ونتلفظ عند ساعة موتنا بأسمائكم المجيدة قائلين: يا يسوع و مريم ومار يوسفكونوا معنا. آمين. اليوم التاسع: أيها الرب يسوع ما من بعنايتك اخترت القديسيوسف حاميا للكنيسة الجامعة، نسألك بشفاعته أن تمنحنا نعمة المحافظة على إيمانناالمستقيم، وأن نحيا حياتنا المسيحية من دون خوف، ونعلن إيماننا في كل مكان. ولاتسمح يا رب بأن يبعدنا عنك أعداء نفوسنا، بل ثبتنا في إيمان بطرس، فنمجدك إلىالأبد. آمين. صلاة الختام أيهاالقديس يوسف البتول، قدوة البتولين ومعينهم، يا من حاميت عن طهارة العذراء وحرستالمسيح الفادي، نسألك أن تشفع أمام الثالوث الأقدس لأجلنا، لكي نستطيع أن نخدمهبطهارة القلب ونقاوة النفس وعفة الجسد كل أيام حياتنا. آمين http://www.peregabriel.com/gm/albums...l_IMG_0214.jpg يا يسوع ومريم ومار يوسف ... لكمأقدم نفسي وجسدي وروحي. يا يسوع ومريم ومار يوسف...ساعدوني في حياتي وعند ساعة موتي يا يسوع ومريم ومار يوسف... لتسترح نفسي بسلام بين أيديكم. يا مار يوسف ... صلّ لأجلنا المجد للآب والابن والروح القدس الاله الواحد. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسرار مسبحة القديس يوسف http://www.peregabriel.com/gm/albums...eph_281429.jpg كيف تتلى هذه المسبحة على الحبات الخمس الكبيرة يقال الأبانا على الحبات الصغيرة يقال السلام عليك يا يوسف إبن داوود ..يا رجلاً صدّيقاً و عروس مريم التي وُلد منها يسوع ..يا قديس يوسف الأب المربي لسيدنا يسوع المسيح صلي لإجلنا الآن وفي ساعة موتنا....آمين ثم المجد للآب والإبن والروح القدس كما كان في البدء والان وعلى الدوام والى أبد الآبدين...آمين أسرار مسبحة القديس يوسف السر الأول : لنتأمل القديس يوسف قرب سيدتنا مريم العذراء أثناء ولادة سيدنا يسوع المسيح ثمرة السر: نقاوة الضمير http://www.marnarsay.com/Salawat/fot...sentation3.jpg السر الثاني : لنتأمل القديس يوسف يقدم الطفل الإلهي الى الهيكل ثمرة السر :الإتحاد بالله https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...n-Egypt-23.jpg السر الثالث : لنتأمل القديس يوسف هارباً الى مصر مع الطفل الإلهي ثمرة السر :الثقة بالعناية الإلهية https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...-Joseph-11.jpg السر الرابع : لنتامل القديس يوسف الأب المربي ليسوع في الناصرة والعامل معه ثمرة السر : تقديس العمل http://www.truthbook.com/images/site..._captioned.jpg السر الخامس : لنتامل القديس يوسف مائتاً بين يديّ يسوع و مريم ثمرة السر : الميتة الصالحة https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...-Joseph-13.jpg يا يسوع و مريم و يوسف إني أعطيكم قلبي و روحي و جسدي يا يسوع و مريم و يوسف أعينوني الآن وفي ساعة موتي يا يسوع و مريم و يوسف إمنحوني أن أموت بسلام بين أيديكم آمين المصدر: الراهبات الباسيليات دير سيدة البشارة_لبنان |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة لنيل فضيلة الطهارة ايها القديس يوسف أبو الأبكار وحاميهم، يا من إئتمنك الله على حراسة يسوع الطهارة بالذات، وعلى مريم أمه عذراء العذارى، إني أتوسل اليك واناشدك بيسوع ومريم الوديعتين العزيزتين على قلبك، أن تصونني من كل دنس. حتى اذا آتيتَني طهارة القلب وعفاف الجسد، أخدم دائما يسوع ومريم خدمة صادقة. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة لنيل فضيلة الطهارة ايها القديس يوسف أبو الأبكار وحاميهم، يا من إئتمنك الله على حراسة يسوع الطهارة بالذات، وعلى مريم أمه عذراء العذارى، إني أتوسل اليك واناشدك بيسوع ومريم الوديعتين العزيزتين على قلبك، أن تصونني من كل دنس. حتى اذا آتيتَني طهارة القلب وعفاف الجسد، أخدم دائما يسوع ومريم خدمة صادقة. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طلبة القدّيس يوسف طلبة القدّيس يوسف يا ربنا يسوع المسيح يا ربنا يسوع المسيح أيها الآب السماوي الله أيا ابن الله مخلص العالم أيها الروح القدس الله إرحمنا أيها الثالوث القدوس الإله الواحد يا قديسة مريم يا مار يوسف يا فرع داود الشريف يا نور الأباء يا عروساً لوالدة الإله يا مربياً لإبن الله يا واقي المسيح المتفاني يا أباً للعائلة المقدّسة يا مار يوسف الكلّي الإستقامة يا مار يوسف الكلّي النقاوة يا مار يوسف الكلّي الفطنة يا مار يوسف الكلّي الشجاعة يا مار يوسف الكلّي الطاعة يا مار يوسف الكلّي الأمانة يا مرآة الصبر يا محبّاً للفقراء يا مثال العملة يا زينة الحياة العائلية يا حارس العذارى يا سند العائلات يا تعزية البؤساء يا رجاء المرضى يا شفيع المنازعين يا مخيف الشياطين يا محامي الكنيسة المقدسة يا حمل الله الحامل خطايا العالم يا حمل الله الحامل خطايا العالم يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا أنصت إلينا إرحمنا إرحمنا إرحمنا إرحمنا تضرعي لأجلنا لنصلِ: أيها الإله، الذي تنازل بعناية لا توصف واختار القديس يوسف عروساً لأمه الكلية القداسة، نسألك نحن الذين نكرم على الأرض شفيعنا هذا، أن نستحقه شفيعاً لنا في السماء. يا من تحيا وتملك إلى دهر الداهرين. آمين قدتُفضّل هذه الصلاة الأخرى يا قديس يوسف، أنا إبنك الغير مستحق، أحيّيك. أنت الحامي الأمين وشفيع كل الذين يحبّوك ويكرموك. أنت تعرف أن لديّ ثقة خاصّ فيك لأنني, كما مع يسوع ومريم, أضع كلّ أمل خلاصي فيك، لأنك قادر بطريقة خاصّة مع اللّه ولن تترك خدمك المخلصين أبدًا. لذلك أتضرّع إليك بتواضع وأئتمن نفسي, مع جميع من هو عزيز عليّ و كلّ ما يخصّني, إلى شفاعتك. أترجّى منك, من أجل حبّك ليسوع و مريم, ألاّ تتخلّى عنّي أثناء الحياة وأن تساعدني في ساعة موتي يا قدّيس يوسف المجيد، عروس العذراء الدائمة البتولية، إحصل لي على قلب نقيّ، متواضع، فكر خيِّر ورزوح كامل للإرادة الإلهية. كنّ مرشدي، والدي، ومثالي خلال حياتي لكي أستحق الموت مثلك، بين ذراعي يسوع ومريم أيها القديس الحبيب، التابع المخلص ليسوع المسيح، أرفع قلبي إليك طالباً قوّة شفاعتك لتحصل لي من قلب يسوع الإلهي كل النِعَم الضرورية من أجل راحتي الروحية والزمنية، خاصّة نعمة الميتة الصالحة، والنعمة التي أطلبها منك الآن: (أذكر النيّة). أيها الحارس للكلمة المتجسّدة، أشعر بثقة أن صلاتك من أجلي سوف تُسمَع أمام العرش الالهي. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسة رفقا الراهبة اللبنانيّة (1832- 1914) أبصرت رفقا النورَ في حملايا، إِحدى قرى المتن الشمالي في لبنان، سنة 1832، وكانت وحيدة لواليدَيها التقيين: مراد صابر الشُّبُق (الريس)، ورفقا الجميّل. ودعيت "بطرسيّة". توفيت والدتها وهي بعمر سبع سنوات. في سنّ المراهقة، بدت بطرسيّة فتاةً جميلةَ الطلعة، حلوة المعشر، خفيفة الروح، رخيمة الصوت، تقيّة وديعة، فأمالت اليها الانظار. ثمّ حزمت أمرها على قرارِ أن تعتنق الحالة الرهبانية. وذهبت الى دير سيدة النجاة في بكفيا لجمعية المريمات، حيث دخلت دير الابتداء في اول كانون الثاني 1853، وهي في ربيع العمر، ثمّ لبست ثوب الابتداء يوم عيد مار مارون 1855. فبدت مبتدئة رصينة وناضجة، فوثق بها معلّموها، وأَرسلوها تسهر على فتيات موظّفات في معمل حياكة في الشبانية، وتُؤمّن لهنّ، في الوقت عينه، التعليمَ الديني. فقامت بمَهمّتها خير قيام. ثم نقلتها السلطة إلى دير غزير حيث نذرت النذور الرهبانية المؤقتة في 10 شباط 1856. ومكثت الاخت بطرسية في دير غزير سبع سنوات حيث عُهدت اليها خدمةُ المطبخ وقد تعبت فيها كثيراً. حوالي سنة 1860، قام بعض آباء الرهبانية اليسوعية بأعمال رسالة روحيّة في دير القمر، وكانت الاخت بطرسيّة، مع راهبة أخرى، تَصحبانِهم وتقزمان بتعليم الأَحداث التعليم الديني. وفي تلك الاثناء، حدثت مَذابح دير القمر الشهيرة. وفي احد الايام، بينما كانت الاخت بطرسيّة مارّة في البلدة، شاهدت بعض الجنود البرابرة يطاردون بخناجرهم المُسنّنة ولداً صغيراً ليذبحوه. فلما رآها هرع إِليها مُلتجئاً، فخبّأَته على الفور بردائها الرهباني، وخلصته من وحشيتهم البربرية. وبسبب ذلك الاضطهاد، لم تَطُل إِقامة الأخت بطرسيّة في دير القمر، فأَرسلها رؤساؤها الى مدرسة جبيل فأقامت فيها سنة؛ فاكتشف أَهل جبيل مواهبها وانتشرت شهرتها في المدينة، فعلم بها السيّد انطوان عيسى فطلبها من رؤساؤها مع راهبة معاونة لتعلّما الاحداث في قريته معاد. أِجابت الجمعية طلبَه وأرسلت اليه الاخت بطرسية مع رفقية لها، ففتحتا مدرسة في القرية المذكورة ضمّت ستّين بنتاً. ومكثت الراهبتان تُمارسان التعليم سبع سنوات، وكانت رسالتهما ناجحة جداً. وَحَدَثَ أَن حُلّت جمعية المريمات، فأَلهمها تعالى أَن تدخل في الرهبانية البنانية المارونية، في دير مار سمعان القرن، قرب أيطو، وهو دير مخصّص للرهبات اللبنانيات المحصنات. فقُبلت الاخت بطرسيّة على الفور في الدير ولبست ثوب الابتداء في 12 تموز 1871؛ ثم نذرت نذورها المؤبدة في 25 آب 1872، وأخذت لها اسم الاخت رفقا في الرهبانية الجديدة تيمّناً باسم والدتها المتوفاة. وبعد أن عاشت الاخت رفقا أربع عشرة سنة في دير مار سمعان القرن، وهي تتمتّع بصحّة جيّدة، وكانت مثالاً حيّاً لأَخواتها الراهبات في حفظ القوانين والصلاة المتواترة والعمل الصامت، شعرت في قرارة نفسها وبإِلهام من الروح القدس أَن العناية الالهية تدعوها الى المزيد من التضحية وبذل الذات، فدخلت كنيسة الدير في يوم أحد الوردية الكبير، وهو الاحد الاول من تشرين الاول 1885، وجثت أمام القربان الاقدس وأَخذت تصلّي وتقول:" إلهي، لماذا تركتني؟ إلهي، لماذا أنت بعيد عني؟ لماذ لا تزورني وتفتقدني بمرض أُظهر لك به كامل محبتي، وبه أكفر ذنوبي وخطاياي وخطايا الآخرين؟" والله الغنّي بكلّ رحمة (أفسس 2/4) استجاب سؤالها للحال. فمنذ ليل الاحد الاول من تشرين الاول 1885، شعرت الاخت رفقا بوجع أليم في رأسها أَخذ يمتدّ فوق عينيها كشهب نار ويستقرّ في مُحجَريهِمَا، ورافقها وجع العينين أكثر من اثنتي عشرة سنة، وانتهى بها إلى عمى لازمها ست عشرة سنة اخرى. ولمّا أرسلتها رئيستُها الى بيروت للمعالجة برُفقة المرحوم صالح ضومط من معاد، عرّجت على انطوش الرهبانية في جبيل، فالتقت هناك طبيباً أميركياً، عرضت عليه عينها اليمنى. فحكم باجراء عملية جراحيّة لها. وفي أثناء العملية، كان حاضراً الاب اسطفان من بنتاعل، فطلب ان يُبنّج لها الطبيبُ عينَها تخفيفاً للالم، أَما هي فلم تَرضَ، وحدث انه خلال العملية، اقتلعَ عينها برمّتها، ووقعت أمامها على الارض وهي تختلج. فقالت الاخت رفقا:" مع آلام المسيح. سَلُمَت يداك أيها الطبيب. آجرك الله". ولمّا انتهت العملية، سألت الاب اسطفان: هل أعطيتَ الطبيب أُجرتَه؟ فأجابها:" أَتريدين أَن تدفعي له أُجرته لقاء قلع عينكِ؟". ومكثت الاخت رفقا في دير مار سمعان القرن ستا وعشرين سنة متواصلة. وعندما قررت السلطة العليا في الرهبانية تأسيس دير مار يوسف جربتا – البترون، سنة 1897، فَصَلت ستَّ راهبات من جمهور دير مار سمعان، وأرسلَتهن الى الدير الجديد، وكانت الاخت رفقا إِحدهنّ، وكانت عينها اليسرى في آخر عهدها بالنور. وبعد سنتين من وصولها، انطفأ هذا النور نهائياً، فأمست الاخت رفقا عمياء، وبدأت، على عماها، مرحلة اخرى جديدة من مراحل جلجلة آلامها الفادحة. وفي ذات يوم، قالت الاخت رفقا لرئيستها الام ارسلا ضومط:" اني اشعر بوجع مؤلم في جنبيّ، كأَنَّ رؤوسَ حراب تُغرز فيهما، وبوجع أيضاً في أصابع رجلي أُحسّ كأنها تتقطع". وبدأ جسمُها، من جّراء هذا الالم، يضعف ويهزل رويداً رويداً ما عدا لون وجهها، فقد بقي مشرقاً وضّاحاً. ومنذ ذلك الحين، عجزت عن الوقوف ولازمت الفراش. وانفكّ وركها الأيمن وحاد عن مركزه، فأمست لا تستطيع تحريك رجلها اليمنى، ولا طيّها. وانفكّ عظم رجلها الأخرى. وشهدت احدى الراهبات، قالت:" لم تكن تتحرّك في فراشها دون ان تحرّكها الرهبات. وأَذكر اني ساعدت يوماً رفيقاتي في إنهاضها لتفيير ثيابها، فانفكّ جنبها. فقالت بلطف ودون تذمر: يا أُختي، وجعني جنبي. فنظرنا فإِذا بجنبها مخلوع عند زرّ الورك، وقد نفر من محّله، وعظم كتفها شكّ في رقبتها وخرج من موضعه. وكانت تشعر من هذا الكتفكّك بألم شديد. وكانت خرزات ظهرها منظورة، ويمكن عدّها واحدة فواحدة. ولم يَبقَ عضو صحيح في جسمها غير مخلَعي يديها اللتين كانت تحوك بهما جوارب وملبوسات بالصنارة، وهي تشكر الله لإِبقائه يديها سليمتين لتشتغل بهما هرباً من البطالة". وسألتها يوماً الرئيسة:" ماذا يوجعك؟ فأجابت: وجعي في كلّ جسمي، وهو داخل عظامي وفي نخاعها. وقد صارت عظامي نخرة كاسفنجة؛ وبعد موتي ترون صدق ما اقول". رقدَتْ رفقا برائحة القداسة في 23 آذار 1914، ودُفنت ببساطة في مقبرة الراهبات بين أشجار السنديان؛ وعلى عكس ما حدث لجثمان القدّيس شربل الذي حُفِظ سليماً، فإِنّ جثمانَها ذابَ وهي لا تزال حيّة. لذا وُجِدَ حين كُشِفَ عليه عظاماً نخرةً كالإشفنجة. فقوّة الله التي حفظَتْ جثمانَ شربل بعد وفاته خِلافاً لسُنّة الطبيعة، هي نفسُها سمحَتْ بأن يَتَلفَ جسمُ رفقا في حياتها، فيما أبقَتهُ صالحاً لاّتحاد النفس به. وكانت حياتُهُ فيه على خلاف نظام الطبيعة. إِنّ صيتً القداسة الساطع، الذائع، الذي شُرِّفَت به رفقا في حياتها، زاد انتشاراً بعد وفاتها، أَثبتتهُ مع الأيام، الآياتُ العٌلويّةُ المتعدّدة والمتنوّعة. لذلك، فُتحت دعوى تطويبها، وبوشرت التحقيقات بإشراف السلطة الكنسية، سنة 1926، ووقّع البابا بولس السادس بيده افتتاح الدعوى، في 1 حزيران سنة 1968. ولّما انتهت مراسيم المرحلة الثانية من الدعوى، أمرَ البابا يوحنا بولس الثاني بإصدار قرار حول بطولية فضائلها، في 11 شباط سنة 1982.وفي نهاية المرحلة الثالثة، أصدر قداستُه، قراراً بتعيين يوم 17 تشرين الثاني سنة 1985 لإعلانها طوباوية، وفي 10 حزيران سنة 2001 أعلنها قدّيسةً للكنيسة الجامعة. صلاتها معنا. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تساعية القّديسة رفقا الراهبة اللبنانّية المارونّية مقدّمة: قال الربّ يسوع:" صلّوا ولا تملّوا " (لوقا) لا يخفى على المؤمن المدرك ما للصلاة من دور في حياته، لأننا بالصلاة نكمل وصيّة المسيح هذه. التساعية هي صلاة تقويّة يتلوها المؤمن منفرداً مدّة تسعة أيام متتالية طلباً لنعمة شخصيّة أو على نيّة شخص آخر. التساعية صلاة فرديّة لا تغني عن صلاة الجماعة، بل هي تحضير وتكملة لها. اليوم الأول باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. المجد لك يا الله الآب، يا من دعوت القدّيسة رفقا إلى الحياة الرهبانيّة المقدسّة، وكنت لها الآب والأم. السجود لك أيها اﻹبن، يا من جعلتها رسولة الألم والفداء والفرح. والشكر لك أيّها الرّوح القدس يا من قوّيتها على الصبر والجهاد. بشفاعتها، ربّ، إستجب سؤلي، وامنحني النّعمة التي أطلبها من جودك اﻹلهي (أذكرها)، فأمجدّك معها أيّها الآب واﻹبن والرّوح القدس كلّ أيام حياتي، إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة) صلاة سألناك أيتها القديّسة رفقا: أسكبي في قلب عالمنا المتألم الفرح الحقيقيّ. عزيّ المحزونين، إزرعي فيهم السعادة والدفء والنّور والحياة. علّمينا أن نحيا في الصلاة حياة أبناء الأيمان، لتبقى حياتنا ملأى بالحضارة اﻹلهّية لقد عجز الطّب عن شفائك فشفيتي المرضى بالأبم والحبّ.كفكفي الدموع، بلسمي الجراح، أرجعي صفاء الحبّ والترنيم، وابقي لنا المثال الحيّ في كلّ شيء، حتى نؤهّل معك ومع العذراء مريم لتمجيد الثالوث القدّوس، الآب واﻹبن والرّوح القدس، إلى الأبد. آمين. (تعاد هذه الصلاة كلّ يوم) اليوم الثاني باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيّها الرب يسوع، يا منّ غمرت القدّيسة رفقا بالحنان، وغذّيت حياتها بالقربان، وملأتها فرحاً وسلاماً، وجعلت جسدها وروحها هيكلاً روحياً مقدسّاً، فجمعت في حياتها الرّهبانيّة طريقة الرّسالة والعمل، طريقة النّسك والصلاة. بشفاعة القديّسة رفقا أرسل ربّي، إلى كنيستك عمّالاً وعاملات مخلصين، وامنحني النعمة التي أطلبها (...)، فأمجّدك معها ومع الآب والّروح القدس إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). اليوم الثالث باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيّها الروّح القدس، يا من أقمت لنا القدّيسة رفقا مثالاً في حمل الصليب،تردّد مع القديّس بولس: " لا أعرف إلاّ يسوع مصلوباً "، حتى صارت رسولة جديدة، رسولة الألم وشفيعة ومثالاً للبشريّة المتألّمة، قدّرنا، على أن نحمل الصليب نظيرها، بإيمان ورجاء ومحبّة. هبني، يا روح الحكمة بشفاعة القدّيسة رفقا التي أطلبها في هذه التساعيّة(...) إذا كان ذلك موافقاً لإرادتك المقدّسة، فارفع المجد إليك وإلى الآب والإبن إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). اليوم الرابع باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيّها المسيح إلهي، لقد افتقدت الصغيرة رفقا بفقد أمّها الحنون، وأعطيتها أمّك البتول أمّاً لها. أبق ربّ القديّسة رفقا خميرة قداسة للعائلات المسيحيّة، ومثلا ًحيّاً لكلّ متألّم ومعاقٍ وعاجز، لكلّ ضريرٍ ومريضٍ وحزين، لكلّ طفل ويتيم، ليحملوا صليبك بحبّ وفرح. إستجب يا ربّ وامنحني النّعمة (...) التي أطلبها بشفاعة القدّيسة رفقا فأسبّحك معها إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). اليوم الخامس باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيّها العروس السماوي، يا من سلبت قلب النقيّة رفقا وهي في ربيع حياتها، فباتت لا ترى جمالاً أو سعادة أو راحة إلاّ بك وفيك ومعك. دعوتها إلى الرسالة الإنجيليّة، فكانت تعمل وتعلّم بغير ملل، زارعة في قلوب الكبار والصغار أقوالك وتعاليمك الإنجيلّية، وأمثال قدّيسيك من خلال اختبارها الرّوحيّ. بشفاعة القدّيسة رفقا هبني، ربّي، النعمة التي أطلبها (...)، فأعيش المحبّة الصادقة والسلام الحقيقيّ، الذي أنت منبعه، وأمجّدك معها إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). اليوم السادس باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيّها الربّ يسوع، يا من كنت للأخت رفقا مرشداً وحافظاً حين الشدّة. فصلّت لك وشعرت في قرارة نفسها أنك تدعوها إلى المزيد من التضحية وبذل الذات. فدخلت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة وكانت مثالاً حيّاً لأخواتها الراهبات في حفظ القوانين والصلاة المتواترة والعمل الصامت. أعطنا ربّ بشفاعتها: عوناً واستنارة مسيحيّة للآباء والأمّهات فقهاً علمّياً وروحيّاً للمعلّمين والمعلّمات، قداسة سيرةٍ للرهبان والراهبات. إمنحني ربّ بشفاعة القدّيسة رفقا هذه النعمة (...) حسب مشيئتك، فألبّي ندائك في حياتي، وأمجّدك معها إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). اليوم السابع باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيتّها القدّيسة رفقا، يا من سألت الربّ يسوع نعمة المشاركة في آلامه المحيية فاستجابك في الحال: فقدت النظر، وأقعدك داء المفاصل العمر كلّه، وتسمّرت على الصليب الألم والوجع تسعاً وعشرين سنة، وكنت صابرة شاكرة لله ترددّين: " مع آلام يسوع، مع إكليل الشوك المغروز في رأسك سيّدي". ولن تكن الابتسامة تفارق وجهك البهيّ، فكنت فرحة مسرورة في آلامك. أسألك أيتّها القدّيسة رفقا أن تستمدّي لي من عروسك الإلهيّ النعمة التي أطلبها (...) ، لكي أشيد معك بمجده كلّ أيّام حياتي إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). اليوم الثامن باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيتّها القديّسة رفقا، يا صديقة الصليب، وشريكة المصلوب في عمل الفداء، إبقي معنا، في عصرنا وفي الأجيال الطالعة، رسولة الألم والفرح، الخير والمحبّة. صلّي ليقبل المرضى والمتألّمون بشجاعةٍ نصيبهم، خشبة خلاص لهم وللعالم أجمع، فيكلّموا في أجسادهم وأرواحهم آلام الفادي الإلهيّ ويتقدّسوا ويقدّسوا العالم. ضمّي صلتك إلى صلاتنا واسألي الله لنا المغفرة والرضوان واطلبي لنا نعمة الثبات إلى النفس الأخير. إستمدّي لي من الرّب يسوع النعمة التّي أطلبها(...)، لأمجّده معك إلى الأبد. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). اليوم التاسع باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيتّها القديّسة رفقا، يا تلميذة المسيح الحقيقيّة، وشريكة الفادي في آلامه الخلاصّية، يا من أقبلت إلى خدمة الربّ، فصرت كلّك له، قربانة طاهرة كاملة. أسأل الربّ يسوع بشفاعتك أن يبارك حياتي وعائلتي ووطني ويساعدني لكي أسهم في تحقيق ملكوته. إستمدّي لي النعمة التي أطلبها (...)، فأسبّح معك الثالوث القدّوس الذي كلّلك بالمجد الأبديّ. آمين. (هنا يتلوا المؤمن الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا...). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البشارة لمريم (لوقا 2: 26 – 48) البشارة لمريم بداية تحقيق تصميم الله الخلاصي، وقد بلغ ملء الزمن لتحقيقه بعد أن هيّأه الله بابراهيم وموسى والأنبياء والمزامير. وأعدّ مريم إبنة يواكيم وحنّة من الناصرة، لتكون أم ابنه الازلي فتعطيه جسداً بشرياً ليتمم عمل الفداء والخلاص. ما يعني أنّ الله هو سيّد التاريخ ، وأن الإنسان، كل إنسان معاون له في صنعه. هذا ما يولي كل شخص بشري كرامة وقدسية، ومريم العذراء هو المثال بامتياز. أولاً، شرح نص الإنجيل من إنجيل القديس لوقا 1 : 26-38 26 وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة* 27 إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم* 28 فدخل إليها الملاك و قال سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء* 29 فلما رأته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى أن تكون هذه التحية* 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله* 31 و ها أنت ستحبلين و تلدين ابناً و تسمينه يسوع* 32 هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى و يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه* 33 و يملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية* 34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً* 35 فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله* 36 وهوذا أليصابات نسيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً* 37 لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله* 38 فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك* إنّ مضمون بشارة الملاك لمريم نعلنه في قانون الإيمان: " ونؤمن بربّ واحد يسوع المسيح، إبن الله الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وصار انساناً". انه لسرّ عظيم: ملء الالوهة تسكن في جسد بشري! يا لمحبة الله الفائقة للبشر، ولتواضعه العجيب! ويا لقيمة الجسد البشري! 1- لقد هيّأ الله مريم، نفساً وجسداً، لتكون مسكن القدوس. فحيّاها الملاك مهنّئاً، لأنها "مملوءة نعمة" (لو28:1) ذلك أنها افتُديت منذ اللحظة الأولى للحبل بها، فعُصمت من الخطيئة الأصلية، الموروثة من آدم وحواء، التي يولد فيها كل كائن بشري، وذلك بإنعام من الله القادر على كل شيء، واستباقاً لاستحقاقات يسوع المسيح مخلص الجنس البشري. وهي عقيدة إيمانية أعلنها البابا الطوباوي بيّوس التاسع في 8 كانون الاول سنة 1854. ان قداسة مريم الكاملة أتتها من المسيح، الذي منه كل بركة روحية في السماء، والذي به ومن أجله اختارها الله، في سرّه المكتوم منذ الدهور، لتكون مقدسة وبدون عيب أمامه، بحبّ كبير. في الواقع، بفضل انتصار المسيح على الخطيئة، وعصمتها من دنس الخطيئة الأصلية، لم ترتكب، بنعمة خاصة من الله، أي خطيئة شخصية طيلة حياتها على الأرض، كما علّم المجمع التريدنتيني. فكانت "حواء الجديدة" التي صارت سبب خلاص، فيما حواء الأولى كانت سبب هلاك، كما ردد آباء الكنيسة: "الموت على يد حواء، والحياة على يد مريم" (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 494). لقد أبدعها الروح القدس، وجعلها خليقة جديدة. ولذلك، لم تعرف فساد القبر والانحلال بالموت، بل رفعها الله بنفسها وجسدها إلى مجد السماء. هذه عقيدة إيمانية أعلنها البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1950. حيّاها وهنأها الملاك جبرائيل بالقول: "يا ممتلئة نعمة الرب معك" ، للدلالة أنّ الله ساكن فيها، أنها ممتلئة نعمة تأتيها من حضور مَن هو ينبوع كل نعمة. ولذلك تسمّيها الكنيسة "تابوت العهد"، المكان حيث مجد الله يسكن. إنّها "مسكن الله مع البشر" (رؤيا 3:21). هذا الإله الساكن فيها سيأخذ منها جسداً، وبالتالي هي بالتمام والكمال "ممتلئة نعمة والرب معها" (كتاب التعليم المسيحي، 490 و 2676). 2- بقوة الروح القدس تحبل مريم بابن الله وكلمته (لو34:1– 35). إنّ رسالة الروح القدس مرتبطة دائماً ومرتّبة لرسالة الإبن، كما يقول الرب يسوع نفسه: "جميع ما هو للآب هو لي، ولذلك إنّه يأخذ مما لي ويخبركم به" (يو 15:16). وبما أنّ الروح القدس هو الرب معطي الحياة، فقد أرسل ليقدّس حشا العذراء مريم، ويخصبه إلهياً، ويجعلها تحبل بابن الآب الأزلي في بشرية معطاة منها. وابن الآب هذا هو "المسيح" أي الذي مُسح بالروح القدس، منذ بداية وجوده البشري. وقد أعلن ذلك تباعاً للرعاة والمجوس ويوحنا المعمدان والتلاميذ، كما نقرأ في الأناجيل (كتاب التعليم المسيحي، 485-486). هكذا ظهر مضمون تحية الملاك "ممتلئة نعمة، الرب معك" وهو أنّ الآب وجد في مريم "مكان سكناه" حيث يسكن ابنه وروحه القدوس بين البشر. لقد رأى تقليد الكنيسة في سرّ مريم – سكنى الله، تجسيداً لما جاء في الكتب المقدسة عن حكمة الله: "أنا الحكمة أحبّ الذين يحبونني، والمبتكرون إليّ يجدونني، معي الغنى والمجد والبرّ. الحكمة بنت بيتها ونحتت أعمدته السبعة" (امثال 1:8 و17و18؛1:9)؛ "ارتفعت كالارز في لبنان، وكالسرو في جبل حرمون، وكغراس الورد في أريحا، وكالزيتون النضير في السهل، وكالدّلب ارتفعت" (سيراخ:13:24-14). بهذا المعنى، نسمّي مريم في الليتورجيا "كرسي الحكمة" : ففيها تمّم الروح "عظائم الله": "تعظّم نفسي الرب، لأنّ القدير صنع بيَ العظائم"، كما سيتممها في المسيح وفي الكنيسة، هيّأها لتكون أم القدوس، فعصمها بالقدرة الإلهية من الخطيئة الأصلية؛ بقوة الروح القدس العذراء تحبل وتلد إبن الله؛ وبقوة هذا الروح وبإيمانها أصبحت العذراء أماً وظلت عذراء؛ إبن الله يصبح الآن إبن العذراء، ولذا تسمّى مريم "العليقة المتقدة" التي لا تحترق؛ بقوة الروح القدس الذي ملأها جعلت الكلمة منظوراً في تواضع جسدها، وأظهرته للرعاة الفقراء وللمجوس ممثلي الأمم، ثم لسواهم. وهكذا بواسطة مريم راح الروح القدس يُدخل البشر في شركة مع المسيح. هو الروح القدوس جعل مريم "المرأة"، حواء الجديدة، أمّ الحياة؛ وبالتالي أمّ المسيح الكلي، أي الكنيسة بكل مؤمنيها ومؤمناتها، المتمثلين بشخص يوحنا: "يا أمرأة، هذا ابنك! ويا يوحنا هذه أمك" (يو26:19و27). وبهذه الصفة، كانت حاضرة مع الإثني عشر في الصلاة عند حلول الروح القدس، يوم العنصرة، وهو يوم ظهور الكنيسة (كتاب التعليم المسيحي، 721-726). 3- أمام إرادة الله وتصميمه، الذي كشفه لها الملاك جبرائيل، أعطت جواب طاعة الإيمان: "أنا أمة الرب، فليكن لي حسب قولك" (لو38:2) وأدركت حقاً أن "ليس عند الله امر مستحيل"(لو37:2). على هذا الإيمان طوّبتها اليصابات، وستطوبها جميع الاجيال (لو45:1 و48). وهو إيمان ثبتت عليه من البشارة حتى الصليب حيث رأت ابنها مائتاً فوق خشبة العار. إيمان لم يتزعزع. وهي لم تنقطع أبداً عن الرجاء بأن كلام الله سيتم. ولهذا، تكرّم الكنيسة فيها أنقى تحقيق للإيمان والرجاء (كتاب التعليم المسيحي، 148-149). في كل هذه الأمور، مريم هي مثال الكنيسة والمؤمنين بإيمانها ورجائها ومحبتها. مثال بتجاوبها مع النعمة الإلهية، وبجعل نفسها مسكن الله بين البشر، وبقبول إرادة الله كيفما تجلّت، وبالجهوزية للتعاون مع الله في تحقيق تصميمه الخلاصي. ثانياً، الأخويات والمنظمات الرسولية – عمل الروح ومثالية مريم العذراء وشفاعتها 1. علّم المجمع البطريركي الماروني أنّ الأخويات والمنظمات الرسولية في الرعية هي ثمر من ثمار الروح القدس لأنها تستقبل المنضوين إليها بحسب الموهبة التي تتميز بها. وهي كنز ثمين للكنيسة وأحد مظاهر وجهها المواهبي. أعضاؤها مدعوون ليعيشوا خبرة حياة أخوية، وحياة مسيحية صافية. من الضروري مساعدتها لتكون خلايا حيّة في الكنيسة المحلية، وتنميتها لكي تعطي زخماً للحياة المسيحية وللبشارة، ولا سيما عند الشباب والعائلات، فيما غالباً ما تسيطر في المجتمعات ثقافة ماديّة تؤدي إلى نمط حياة بعيدة عن الله، وتقود إلى فقدان الإيمان. ولذلك لا بدّ من توفير تنشئة روحية وإنسانية واجتماعية، تنمّي لدى الجماعات المحبة للمسيح وللكنيسة، وتجعل من هذه الجماعات مدارس إيمان. هذا واجب كاهن الرعية الذي عليه تأمين الإرشاد والتنشئة، مستعيناً بكهنة ورهبان وراهبات من داخل الرعية ومن خارجها (النص المجمعي 13: الرعية والعمل الرعوي، 44-46). نقرأ من الإرشاد الرسولي "العلمانيون المؤمنون بالمسيح" كلاماً مهماً للبابا بيوس الثاني عشر: "إن المؤمنين العلمانين هم اكثر من غيرهم في الخطّ الأمامي من حياة الكنيسة. والكنيسة من خلالهم هي العنصر الحيوي في بنية المجتمع البشري. وعليهم أن يدركوا أنهم لا ينتسبون فقط إلى الكنيسة، بل هم الكنيسة" (فقرة 9). 2. إنّ الإخويات والمنظمات الرسولية تنبثق من دعوة كل مسيحي إلى القداسة، وهي ثمار النعمة التي يحدثها الروح القدس في المؤمنين، وترتقي بهم إلى سمو الحياة المسيحية وكمال المحبة. وبالتالي إن كل أخوية ومنظمة رسولية مدعوة لتكون أكثر من فأكثر وسيلة للتقديس في إطار الكنيسة. من أجل هذه الغاية وإبرازها، ينبغي على الأخويات والمنظمات: أ- الإلتزام بالمجاهرة بالإيمان الصحيح المرتكز على الحقيقة المتعلّقة بالمسيح والكنيسة والانسان، وإعلانها وفقاً لتعليم الكنيسة. ب- عيش الشركة الكنسية مع الاسقف وكاهن الرعية وقبول تعاليمهما العقائدية وتوجيهاتهما الراعوية، وقبول التعدّدية في الكنيسة والتعاون معها. ج- بثّ روح الإنجيل وقيمه ومبادئه في الأوساط التي تعيش بينها، بروح رسولي. د- تعزيز كرامة الشخص البشري، واحترام كل إنسان ايأ كان انتماؤه أو وضعه أو حالته (العلمانيون المؤمنون بالمسيح، فقرة 30). 3. في ضوء بشارة العذراء مريم، نتذكّر أنّنا كلّنا أبناء وبنات لمريم أم يسوع، وقد اصبحت أم الكنيسة بعد آلام المخاض على أقدام صليب ابنها: "يا امرأة، هذا ابنك! يا يوحنا، هذه أمك" ( يو19: 26-27). إنّ أمومتها الروحية الجديدة للمسيح الكلي، بعد أن كانت آلام بالجسد للمسيح التاريخي، قد نشأت في أعمق ما لسرّ فادي العالم الفصحي من غور. هي أمومة على صعيد النعمة، لأنها ترتكز إلى موهبة الروح القدس الذي يبعث أبناء الله الجدد، أولئك الذين فداهم دم المسيح، هذا الروح الذي حلّ على الكنيسة وعلى مريم معاً يوم العنصرة. تنشأ بين كل واحد منا ومريم علاقة الإبن مع أمه، وعلاقة آلام مع ابنها وابنتها، علاقة شخصية. وكما "يوحنا أخذ مريم إلى بيته الخاص" (يو27:19)، نحن أيضاً فلنأخذها إلى بيت قلبنا وفكرنا، إلى عائلتنا، إلى مجتمعنا، ولنقدّم لها ذواتنا. وبما أن أمومة مريم لنا وبنوتنا لها تمّت على أقدام صليب ابنها، فإننا مدعوون لنجدد بنوتنا هذه بكل أبعادها عند صليب حياتنا، صليب المرض والفقر والموت والفشل... مدركين أنّنا إذا ضمّينا آلام صليبنا إلى آلامها وآلام ابنها الفادي الإلهي، نالت آلامنا قوّة خلاصية، وأعطت ثماراً جديدة في حياتنا وعائلتنا والكنيسة. صلاة أيها الرب يسوع، لقد اتخذت، أنت والآب والروح القدس، مسكناً في قلب مريم العذراء الكلية القداسة، وبتجسّدك أخذت مسكناً في حشاها. إجعلنا ربِّ بنعمة روحك القدوس مسكناً لك، لكي تواصل حضورك في كل مكان نحن فيه. ويا مريم امنا ومثالنا، أعطنا أفراداً وجماعات، أخويات ومنظّمات، أن نقتدي بإيمانك ورجائك ومحبتك في الجهوزية لتحقيق إرادة الله وتصميمه الخلاصي، وأن نعيش جمال بنوتنا لك، وننعم بحنان أمومتك. فنرفع معك نشيد التسبيح والتعظيم للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البشارة بيسوع المسيح لوقا 1 / 26 - 35 الآيات (26-27): "وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم." (في الشهر السادس= في اليوم السادس سقط الإنسان وفي الشهر السادس البشري بميلاده وهو يوافق شهر نيسان أول شهور العام، فالمسيح بدء خليقة جديدة. وفيه يعمل الفصح والمسيح فصحنا) البشارة الأولى تمت في الهيكل أثناء العبادة الجماعية وكانت بشارة عن أعظم مواليد النساء. أما البشارة بالمسيح الله المتجسد الذي أخلى ذاته فكانت في بيت فقير مجهول، في قرية فقيرة مجهولة، بطريقة سرية، لم يلمسها حتى يوسف النجار صاحب البيت نفسه، مع فتاة فقيرة بسيطة عذراء. ولاحظ تكرار لقب العذراء كتأكيد لعذراويتها (خر1:44-3). ومدينة الناصرة= مدينة في الجليل شمال فلسطين تبعد 88ميلاً شمال أورشليم، 15 ميلاً جنوب غربي طبرية. عاش فيها يوسف النجار والعذراء مريم، وقضى فيها المسيح عمره حتى وصل للثلاثين من عمره بعد عودته من مصر لذلك سمى بالناصري (مر9:1+24:1). وحين بدأ رسالته رفضه أهلها (لو28:4-31). والمدينة مبنية على جبل (لو29:4) وكانت مدينة عديمة الأهمية لم تذكر في العهد القديم ولا وثائق الدول العظمى. آية (28): "فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت في النساء." سلام لك أيتها المنعم عليها= الترجمة الصحيحة أيتها الممتلئة نعمة. فالرب اختارها لأنها كانت مملوءة نعمة، وأطهر وأشرف إنسانة في الوجود، ثم ملأها بالأكثر، وأعطاها نعمة فوق نعمة. وهيأها لتصير أماً له. وكلمة سلام= تشير للفرح. والله ملأها من كل نعمة وما أعظم هذه النعمة أن يتحد في بطنها لاهوت المسيح مع ناسوته، إتحاد الإنسان بالله، والجسد بالكلمة. الرب معك= ذاقت معية الرب على مستوى فريد، إذ حملت كلمة الله في أحشائها، وقدمت له من جسدها ودمها. الآيات (29-31): "فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع." لقد اضطربت ولم تستطع أن تجاوبه فهي لم يسبق لها الكلام مع ملائكة ولكنها صارت الآن تتحدث مع ملاك. يسوع= أي مخلص. آية (32): "هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه." إن كان ابن الله قد صار إبناً لداود، فهذا كان لنصير نحن أبناء الله. آية (33): "ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية." الملك هو ملك روحي وليس ملك أرضي كما يفهمه اليهود لذلك هو أبدي. الآيات (34-35): "فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلاً. فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله." سؤال العذراء لا يدل على شك، بل هي لا تدري كيف يتم هذا الأمر وهي عذراء ولقد نذرت نفسها لتخدم الهيكل دون زواج. وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة في التاريخ أن تحبل عذراء بدون زرع بشر. أما في حالة زكريا فلم يكن له العذر وهو الكاهن وحالته سبقت وحدثت. وكانت إجابة الملاك على سؤالها كيف يتم هذا الأمر؟ بقوله أن الروح القدس يحل عليها لتقديسها، روحاً وجسداً، فتتهيأ لعمل الآب الذي يرسل ابنه في أحشائها يتجسد منها. حقاً هذا سر إلهي فائق فيه يعلن الله حبه العجيب للإنسان وتكريمه له. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البشارة بالتجسّد الإلهي لوقا 1 / 26 - 35 "وفي الشهر السادس أٌرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم..."[26-27]. أولاً: منذ خمسة أشهر سبق فبشَّر الملاك زكريَّا الكاهن، والآن مع بداية الشهر السادس جاء يبشِّر القدّيسة مريم، لكن شتَّان بين البشارتين. حقًا إن البشارة الأولىتمَّت داخل الهيكل أثناء العبادة الجماعيّة، رافقها زكريَّا أمام الجميع وتحدَّث عنها الكهنة، إذ تمَّت مع زميلهم الكاهن، لكن كانت بشارة بميلاد أعظم مواليد النساء يوحنا السابق خادم الكلمة؛ أما البشارة الثانية فتمَّت في بيت مجهول في قريّة فقيرة بطريقة سريّة لم يلمسها حتى صاحب البيت نفسه "يوسف النجار"، وقد كانت بشارة بتجسّد الكلمة ذاته! لقد أخلى الابن ذاته، حتى في البشارة به لم تتم به بين كهنة، ولا في داخل الهيكل، ولا على مستوى الجماعة، إنما تمَّت مع فتاة فقيرة في مكان بسيط.ثانيًا: أٌرسل الملاك إلى "عذراء مخطوبة لرجل"، لماذا لم يُرسل إلى عذراء غير مخطوبة؟ أ. يجيب العلامة أوريجينوس بأن وجود الخاطب أو رجل مريم ينزع كل شكٍ من جهتها عندما تظهر علامات الحمل عليها[47]، ويقول القدّيس أمبروسيوس:[ربَّما لكي لا يُظن أنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين في آن واحد، أنها زوجة وعذراء. فهي عذراءلأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة حتى تُحفظ ممَّا قد يشوب سمعتها، فانتفاخ بطنها يشير إلى فقدان البتوليّة (في نظر الناس). هذا وقد اِختار الرب أن يشك البعض في نسبه الحقيقي عن أن يشكُّوا في طهارة والدته... لم يجد داعيًا للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته.] سبق لنا دراسة الخطبة والزواج حسب التقليد اليهودي، وكيف كانت الخطبة تعادل الزواج حاليًا في كل شيء ماخلا العلاقات الجسديّة، لهذا دعيت القدّيسة مريم "امرأة يوسف[48]". ب. يرى العلامة أوريجينوس[49] نقلاً عن القدّيس أغناطيوس[50] أن وجود يوسف يشكِّك الشيطان في أمر المولود ويُربكه من جهة التجسّد الإلهي. وقد قدَّم لنا القدّيس أمبروسيوس ذات الفكر حين قال: [هناك سبب آخر لا يمكن إغفاله وهو أن رئيس هذا العالم لم يكتشف بتوليّة العذراء، فهو إذ رآها مع رجلها لم يشك في المولود منها، وقد شاء الرب أن ينزع عن رئيس هذا العالم معرفته. هذا ظهر عندما أوصى السيِّد تلاميذه ألا يقولوا لأحد أنه المسيح (مت16: 22)، كما منع الذين شفاهم منإظهاراسمه (مت5: 4) وأمر الشيَّاطين ألا تتكلَّم عن ابن الله (لو 4: 35). يؤيِّد ما ذكره الرسول أيضًا: "بل نتكلَّم بحكمة الله في سّر، الحكمة المكتومة التي سبق الله فعيَّنها قبل الدهور لمجدنا، التي لم يعملها أحد من عظماء هذا الدهر، لأن لو عرفوالما صلبوا رب المجد"(1 كو 2: 7-8)... إذن لقد توارى الرب عن إبليس لأجل خلاصنا. توارى لكي ينتصر عليه، توارى عنه في التجربة، وحين كان يصرخ إليه ويلقبِّه "ابن الله" لم يؤكِّد له حقيقة لاهوته. توارى الرب أيضًا عن رؤساء البشر. وبالرغم من تردّد إبليس حين قال: "إن كنتابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل"(مت 4: 6) إلا أن الأمر قد انتهى بمعرفته إيَّاه، فقد عرفتْهُ الشيَّاطين حين صرخت: "ما لنا ولك يا يسوع ابن الله أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذِّبنا؟!" (مت 8: 29).لقد عرفتْه الشيَّاطين إذ كانت تترقَّب مجيئه، أما رؤساء العالم فلم يعرفوه... استطاع الشيطان بمكر أن يكشف الأمور المكتوبة أما الذين اقتنصتهم كرامات هذا العالم فلم يستطيعوا أن يعرفوا أعمال الله.] ثالثًا: كرَّر الإنجيلي كلمة "عذراء" وكأنه أراد تأكيد عذراويَّتها ليعلن أن السيِّد المسيح ليس من زرع بشر. هذا ما أعلنه حزقيال النبي بقوله عن الباب الشرقي: "هذا الباب يكون مغلقًا لايُفتح، ولا يدخل منهإنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا، الرئيس، الرئيس هو يجلس فيه"(حز 44:2-3). ولذلك جاء في الطقس البيزنطي عن السيِّدة العذراء: [السلام لكَ، أيها الباب الفريد الذي عبر منه الكلمة وحده[51].] إنها عذراء وزوجة (عروس) في نفس الوقت، إذ تمثِّل العضو الأول في الكنيسة العذراء عروس المسيح، وكما يقول القدّيس أمبروسيوس: [كانت مريم الزوجة العذراء تمثِّل في آن واحد الكنيسة العروس التي بلا عيب. فالكنيسة عروس المسيح البتول، حبلت بنا بالروح القدس وولدتنا بغير ألم، ومريم حبلت بالروح لا بالزواج، وهكذا صارت تمثِّل كل الكنائس التي تثمر بالروح والنعمة، وإن كانت تتَّحد ظاهريًا تحت لواء راعٍ بشري.] يقول القدّيس أغسطينوس: [كما ولدت مريم ذاك الذي هو رأسكم، هكذا ولدتكم الكنيسة، لأن الكنيسة هي أيضًا أم وعذارء، أم في أحشاء حبنا، وعذراء في إيمانها غير المزعزع. هي أم لأمم كثيرة الذين يمثِّلون جسدًا واحدًا، وذلك على مثال العذراء أُم الكثيرين وفي نفس الوقت هي أُم للواحد[52].] يقول القدّيس كيرلس الكبير: [لنُطوِّب مريم دائمة البتوليّة بتسابيح الفرح، التي هي نفسها الكنيسة المقدَّسة[53].] رابعًا: يحدّد الإنجيل اسم المدينة التي جاء إليها الملاك ليلتقي بالقدّيسة العذراء مريم، وهى"ناصرة". مدينة في الجليل بشمال فلسطين، تبعد 88 ميلاً شمال أورشليم، و15 ميلاً جنوب غربي طبريّة[54]. عاش فيها القدّيس يوسف والقدّيسة العذراءمريم، وقد قضى السيِّد المسيح القسط الأوفر من الثلاثين عامًا الأولى في حياته فيها (لو 3: 23؛ مر1: 9)، فدُعيَ بالناصري (مت12: 11؛ مر 1: 24). إذ بَدَأ رسالته رفضَهُ أهلها مرّّتيْن (لو 4: 28-31؛ مت 4: 13؛ 13: 54-58؛ مر 6: 1?6). تقع على تل (لو4: 29)، ولم يكن لها أهميّة تُذكر، فلم ترد في العهد القديم، ولا في وثائق الدول العظمى قبل مجيء المسيح، ولا في كتابات المؤرِّخ اليهودي يوسيفوس. لعلَّ كلمة "ناصرة" تعني "قضيب" أو"غصن"... ولهذا السبب كثيرًا ما دُعي السيِّد المسيح بالغُصن[55]. خامسًا: جاءت تحيّة الملاك: "سلامٌ لكِ أيَّتها الممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء" [28].لم تكن بالتحيّة العاديّة وإنما جاءت تحيَّة فريدة، حملت كل معنىالفرح، فالكلمة اليُّونانيّة "شيريه" التي تُرجمت هنا "سلام" ورد فعلها حوالي 80 مرة في الترجمة السبعينيّة للعهد القديم، تُرجم نصفها "يفرح" والنصف الآخر استخدم للتعبير عن فرح شعب الله بعمل مثير يمس خلاصهم[56].وكأن القدّيسة مريم قد نالت باسم الكنيسة كلها التي هي عضو فيها فرحًا فائقًا خلال تجسّد الله الكلمة وحلوله فيها. فيما يلي بعض التعليقات للآباء على هذه التحيّة الفريدة: vانفردت بدعوتها "الممتلئة نعمة"، إذ وحدها نالت النعمة التي لم يقتنيها أحد آخر غيرها، إذ امتلأت بمواهبالنعمة. القدّيس أمبروسيوس vهذا الميلاد مطلقًا هو نعمة، فيه تمَّ الاتِّحاد، اتِّحاد الإنسان بالله، والجسد بالكلمة... لم تكن الأعمال الصالحة هي الاستحقاق لتحقيقه[57]القدّيس أغسطينوس vالتحفت بالنعمة الإلهيّة كثوب،امتلأت نفسها بالحكمة الإلهيّة، في القلب تنعَّمت بالزيجة مع الله، وتسلَّمت الله في أحشائها[58]! الأب ثيؤدسيوس أسقف أنقرة سمعت القدّيسة مريم الملاك يقول لها: "الرب معكِ"، وكانلهذا التعبير مفهومه الخاص بالنسبة لها، فقد ذاقت معيّة الله على مستوى فريد، إذ حملت كلمة الله في أحشائها، وقدَّمت له من جسدها ودمها!"مباركة أنت في النساء"... وكما يقول العلامة أوريجينوس: [الفرح الذي بوَّق به جبرائيل لمريم نزع حكم الحزن الصادر من الله ضد حواء[59]]، [كما بدأت الخطيّة بالمرأة وبعد ذلك عبرت إلى الرجل، هكذا بدأت البشارة بالنسوة (مريم واليصابات[60]).] سادسًا: "فلما رأتهُ اضطربت من كلامه وفكَّرت ما عسى أن تكون هذه التحيّة. فقال لها الملاك: لاتخافي يامريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله"[29-30]. يقول القدّيس جيروم: [لقد اضطربت ولم تستطع أن تجاوبه، إذ لم يسبق لها أن قدَمت تحيّة لرجلٍ من قبل، لكنها إذ عرفته من هو أجابته، هذه هي التي كانت تخاف الحديث مع رجل، صارت تتحدَّث مع ملاك بلا خوف[61].] هكذا يرى كثير من الآباء أن السيِّدة العذراء كنموذج حيّ للعذارى اللواتي تكرَّسن للعبادة يسلُكن بحياءٍ شديدٍ، ولا يلتقين برجالٍ، بل يقضين حياتهنَّ في بيوتهنَّ أو في بيوت العذارى، لا يتعاملْن مع الرجال. لكننا لا نستطيع أن ننكر أن مع ما اتَّسَمت به العذراء من حياء شديد وتكريس كامل لحساب الرب، وعدم رغبتها في الزواج، كما يظهر من قولها للملاك: "كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً" لكنها كانت الإنسانة الفعّالة في الجماعة المقدَّسة. فعّالة بصلواتها وتقواها، وفعّالة أيضًا بقبولها عطيّة الله الفائقة (تجسّد الكلمة في أحشائها)، وفعّالة في الخدمة، ففي أول معجزةللسيِّد المسيح طلبت منه "ليس لهم خمر"(يو 2: 3)، ورافقت السيِّد حتى الصليب، وبعد الصعود كانت مع التلاميذ تسندهم.فالبتوليّة لا تعني السلبيّة، إنما إيجابيّة الحّب الباذل المُعلن خلال العبادة والعمل، في حدود مواهب الإنسان التي يتسلّمها من الرب نفسه. لذلك يقول القدّيس أغسطينوس: [لا تكرم البتوليّة من أجل ذاتها، وإنما لانتسابها لله[62].] سابعًا: جاء الوعد الإلهي للقدّيسة مريم على لسان الملاك: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمِّينه يسوع. هذا يكون عظيمًا وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولايكون لمُلكه نهاية"[31-33]. تمتَّعت القدّيسة مريم بهذا الحبل الإلهي، إذ تجسّد ابن العلي فيها، هذا الذي ترقبه رجال العهد القديم كملكٍ يجلس على كرسي داود ويملكأبديًا، وكمخلِّصٍ لذا يدعى "يسوع" الذييعني "يهوه خلاصي".vليس من يشبه والدة الإله، فإنَّك وأنت تسكنين الأرض صرِت أُمًا للخالق. (بارالكس) لحن البركة vإن كان ابن الله قد صار ابنًا لداود، فلا تشك ياابن آدم أنك تصير ابنًا لله.إن كان الله قد نزل أعماقًا كهذه، فإنَّه لم يفعل هذا باطلاً، إنماليرفعنا للأعالي! وُلد بالجسد، لكي تولد أنت ثانية حسب الروح. وُلد من امرأة، لكي تصير أنت ابنًا لله[63].القدّيس يوحنا ذهبي الفم ثامنًا: إذ سمعت القدّيسة مريم الوعد الإلهي بروح التواضع وفي إيمان، دُهشت إذ كان الوعد فريدًا لم يُسمع في الكتب المقدَّسة إنسانًا ناله، لهذا تساءلت:"كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟!. فأجاب الملاك، وقال لها: الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوّة العليّ تظلِّلك، فلذلك أيضًا القدِّوس المولود منك يُدعى ابن الله"[34-35]. أ. يظهر من حديث العذراء أنها قد نذرت البتوليّة، فلو أنهاكانت تود الزواج لما قالت هكذا، بل تقول: "متى يكون هذا؟!" منتظرة تحقيق الوعد خلال الزواج. لقد وضعت في قلبها أن تكون بتولاً للرب، فحلّ البتول فيها، ليُقدِّس فيها بتوليّة الكنيسة الروحيّة. وكما يقول القدّيس أغسطينوس: [اليوم تحتفل الكنيسة البتول بالميلاد البتولي... فقد أكّد السيِّد المسيح بتوليّة القلب التي يريدها للكنيسة أولاً خلال بتوليّة جسد مريم. فالكنيسة وحدها هي التي تستطيع أن تكون بتولاً فقط حين ترتبط بعريس، ألا وهو ابن البتول، إذ تقدِّم له ذاتها تمامًا[64].]ب. يقول القدّيس أمبروسيوس: [لم ترفض مريم الإيمان بكلام الملاك، ولااعتذرت عن قبوله، بل أبدت استعدادها له، أما عبارة: "كيف يكون هذا؟"فلن تنم عن الشك في الأمر قط، إنما هو تساؤل عن كيفيّة إتمام الأمر... إنها تحاول أن تجد حلاً للقضيّة... فمن حقِّها أن تعرف كيف تتم الولادة الإعجازيّة العجيبة.] لذلك جاءت إجابة الملاك لها تكشف عن سرّ عمل الله فيها لتحقيق هذه الولادة:"الروح القدس يحلُّ عليك، وقوّة العليِّ تظلِّلك،فلذلك أيضًا القدِّوس المولود منك يُدعى ابن الله". الروح القدس يحلُّ عليها لتقديسها، روحًا وجسدًا، فتتهيَّأ لعمل الآب الذي يُرسل ابنه في أحشائها يتجسّد منها. حقًا يا له من سرّ إلهي فائق فيه يًعلن الله حبُّه العجيب للإنسان وتكريمه له! أما هذا الإعلان أحنت رأسها بالطاعة لتقول: "هوذا أنا أَمَة الرب ليكن لي كقولك"[38]. شك زكريَّا الكاهن في إنجاب زوجته، والبتول آمنت، وفي طاعتها قبِلت عمل الله، وكما يقول القدّيس أمبروسيوس: [لقد سَمت بإيمانها على الكاهن؛ فالكاهن أخطأ وتوارى، والعذراء قامت بإصلاح الخطأ.] هكذا صمت زكريَّا بسبب شكِّه وحملت العذراء بالكلمة المتجسّد أو النطق الإلهي الذي لن يصمت. يرى القدّيس إيريناؤس أن طاعة القدّيسة مريم قد حلَّت موضع عِصيان أُمِّها حواء؛ الأخيرة بعِصيانها عقَّدت الأمر، وجاءت ابنتها تحِل العقدة بالطاعة. ويرى اللاهوتيون أنه في هذه اللحظات التي قدَّمت الطاعة لله والخضوع قبلت التجسُّد، إذ لم يكن ممكنًا أن يتم التجسّد بغير إرادتها وقبولها للعمل، إذ يقدِّس الله الحريّة الإنسانيّة. يقول القدّيس أمبروسيوس: [إنها تصف نفسها أَمََة للرب مع أنها اُختيرت أُمًا له، فإنَّ الوعد الذي تحقّق لم يُسقطها في الكبرياء.] ويقول القدّيس أغسطينوس أن السيِّد المسيح المتواضع لا يُعلِّم أُمة في الحبل به- الكبرياء بل التواضع! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملء الزمن وبدء عهد جديد قال لوقا البشير: في الشهر السادس، أرسل جبرائيل من عند الله الى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. ولما دخل الملاك اليها قال: " السلام عليك، يا ممتلئة نعمة، الرب معك". فاضطربت مريم لكلامه، وأخذت تفكر ما عسى أن يكون هذا السلام ّ! فقال لها الملاك: " لا تخافي، يا مريم، لانك وجدت نعمة عند الله. وها انت تحملين، وتلدين ابناً، وتسمينه يسوع. وهو يكون عظيماً، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، فيملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية!". فقالت مريم للملاك: " كيف يكون هذا، وأنا لا اعرف رجلاً؟". فأجاب الملاك وقال لها: " الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظللك، ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله! وها إن اليصابات، نسيبتك، قد حملت هي ايضاً بأبن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تدعى عاقراً، لانه ليس على الله أمر مستحيل!". ففالت مريم: " ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك!". وانصرف من عندها الملاك. انجيل بشارة مريم العذراء يشكل نقطة وصول وانطلاق. فالبشارة الخلاصية للمرأة الاولى Protevangile ( تك 3/15) تتحقق في البشارة لمريم بمولد مخلص العالم. فيسميها بولس الرسول " ملء الزمن". *** اولاً، شرح نص الانجيل "ولما بلغ الزمن، ارسل الله ابنه، مولوداً لامرأة في حكم الشريعة، ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فننال نحن منزلة البنين" ( غلاطية 4/4). ملء الزمن" هو ان البشارة لمريم تحقيق للوعد الذي قطعه الله في البشارة الاولى، وهو الانتصار على الشر وعلى الخطيئة. كان ذلك عندما خاطب الحية: " اجعل عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، فهو يسحق رأسك، وانت ترصدين عقبه" ( تكوين3/15). المرأة هي مريم عذراء الناصرة، ونسلها هو فادي الانسان والمفتدون به. الحية هي الشيطان، ابو الكذب (يو8/44) والمسبب الاول للخطيئة في تاريخ الانسان. يُسمى في اللغة اليونانية " diabolos" اي الذي " يفتري ويفرق". الاشرار الذين ينهجون نهجه هم ايضاً من نسله. ملء الزمن " يتحقق في مريم وبواسطتها. يتحقق في مريم هذا الانتصار على الشر والخطيئة. انها " الممتلئة نعمة"، بكر المفتدين بابن الله، الذين نالوا منزلة البنين، فاصبحوا ابناء الله بالابن الوحيد. تعلن الكنيسة، بهدي الروح القدس الذي يقودها الى كل الحقيقة (يو16/3)، عقيدة الحبل بلا دنس، اي ان مريم، بنعمة خاصة وباستحقاق لعملية الفداء، تكونت في حشا امها، حنة زوجة يواكيم، معصومة من الخطيئة الاصلية، التي يولد فيها كل انسان، بالوراثة من آدم وحواء، ابوينا الاولين، وانها لم تعرف الشر ولم ترتكب خطيئة شخصية. هذه العقيدة اعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الاول 1854. واكدتها سيدتنا مريم العذراء بعد اربع سنوات عام 1858في ظهوراتها لبرناديت في مغارة Massabielle في لورد، عندما سألتها هذه عن اسمها، فاجابت: " انا الحبل بلا دنس" " Je suis l'Immaculée Conception". ويتحقق بواسطتها هذا الانتصار على الخطيئة والشر. بجوابها " انا امة الرب" بالنسبة الى المولود منها " ابن العلي"، الذي تنبأ عنه اشعيا انه " خادم الرب" ( مر 421/1؛ 49/3 و6؛ 52/13) وقال عن نفسه: " ان ابن الانسان لم يأت ليُخدم بال ليَخدم، ويبذل نفسه فدى عن الكثيرين" ( مر10/45)، واعلنت مشاركتها في رسالة ابنها مخلص العالم وفادي الانسان. في الواقع شاركت مريم في خدمة الفداء، كما يعلّم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: " مريم، ابنة آدم، اذ تقبلت بكل قلبها ارادة الله الخلاصية، سلّمت نفسها بكليتها، كأمة الرب، لشخص ابنها وعمله، لتكون، بالانقياد له ومعه وبنعمة الله القدير، اداة الفداء وشريكة في الفداء. يقول القديس ايريناوس: انها بطاعتها قد صارت، لنفسها وللجنس البشري كله، علة خلاص. ويصرخ الآباء القديسون: بحواء كان الموت وبمريم كانت الحياة. سلكت العذراء الطوباوية سبيل الايمان محافظة على الاتحاد مع ابنها حتى الصليب، حيث وقفت منتصبة لا لغير تدبير الهي، متألمة مع ابنها الوحيد ألاماً مبرحة، مشتركة في ذبيحته بقلب والدي. حتى سلمها، وهو يموت على الصليب، اما لتلميذه: " يا امرأة هوذا ابنك" ( الدستور العقائدي في الكنيسة" 56 و58). وهكذا اتضح سر االآلم البشري، ويبقى على كل واحد منا ان يكتب صفحة خاصة به في انجيل الألم الخلاصي (البابا يوحنا بولس الثاني). في ملء الزمن العذراء مريم تحبل وتلد ابناً يسمونه عمانوئيل اي " الله معنا" ( اشعيا 7/14). نبؤة اشعيا التي قيلت قبل سبع مئة سنة من الميلاد، تحققت مع البشارة لمريم. " كيف يكون هذا وانا لا اعرف رجلاً؟" بكلام آخر " انا عذراء وليست لي علاقات زوجية مع رجل". وكان جواب الملاك: " الروح القدس ينزل عليك، وقدرة العلي تظللك، لذلك فالمولود منك قدوس وابن الله يدعى". البتول ام: البتولية والامومة تلتقيان في هذه الكرامة والدعوة للمرأة وللرجل. الامومة الطبيعية في الزواج من جهة، والامومة الروحية في البتولية المكرسة من جهة اخرى هما دعوة الى الحب بهبة الذات بدون مقابل، واستعداد فريد للاهتمام بالآخر في الزواج والحب الزوجي العائلي كما في البتولية بحب المسيح عريس المكرسات وعروس المكرسين. الزواج هو لخدمة المجتمع بنقل الحياة وتربيتها وخير الانسان، اما البتولية المكرسة فهي من اجل الملكوت تخدم الكلمة والنعمة والمحبة، وتستبق ملكوت السماء حيث الانسان مدعو للاتحاد بالله، وتسطع كعلامة لمجىء الملكوت. لهذا الملكوت يتكرس بنعمة خاصة، رجال ونساء، بكل قوى النفس والجسد، في الحياة الزمنية. هذا النهج سلكه الرب يسوع والرسل الاثنا عشر، وما زال يتواصل الى يومنا في الجمعيات الرهبانية المتفرغة للتأمل او الرسالة، وفي جماعات المكرسين العلمانيين، وفي الحركات الرسولية والجمعيات والرابطات. 2. بداية العهد الجديد حدث البشارة لمريم هو بد العهد الجديد والنهائي، عهد الخلاص المعقود بين الله والبشرية، والممهور بدم السيح الفادي. مريم، عذراء الناصرة، هي مثال لكل رجل وامرأة. في البشارة تجلت حقيقة الله الواحد والثالوث، حصلت امومة مريم الالهية، وتحقق الاتحاد العميق بالله، واصبحت مريم مثال المؤمنين وصورة الكنيسة. 1) في البشارة اول اعلان للثالوث من بعد ان اعلن الله ذاته، بانواع شتى في العهد القديم، ها هو في البشارة يكشف عن حقيقته الثالوثية. يُنشد القديس غريغوريوس العجائبي: " انك تشعّين بالنور، يا مريم. فيك يُمجد الآب، الذي لا بدء له والذي ظللك بقدرته. وبك يُعبد الابن الذي حملته بالجسد. وبك يعظم الروح القدس، الذي أنجز في احشائك ميلاد الملك العظيم. انه بفضلك، يا ممتلئة نعمة، عُرف في العالم الثالوث الاقدس والواحد في الجوهر" ( كرامة المرأة، 3، حاشية 16). لو لم يكن الله ثالوثاً لما كان التجسّد الالهي ممكناً، ولما تحقق الفداء، ولما كان باستطاعة مريم ان تتحد بالثالوث، كابنة للآب وامّ للابن وعروس للروح القدس، ولما كانت الافخارستيا والاسرار. وحدانية الله لا تستطيع لوحدها ان تحقق كل ذلك. ولهذا يستحيل على غير المسيحيين فهم التجسد والفداء والتبرير، اذا لم يقبلوا اولاً هذه الحقيقة بالايمان قائلين مع القديس انسليموس: "اؤمن لأفهم". 2) مريم والدة الاله اعلان الملاك: " المولود منك قدوس وابن العلي يدعى"، اصبح عقيدة ايمانية اقرّها مجمع افسس عام 431 بصفة رسمية، هي ان مريم " والدة الاله" ( Theotokos). ثم حددها من جديد مجمع خلقيدونية (451)، واستعرضها باسهاب المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (الدستور العقائدي في الكنيسة، 52-69). يسوع المسيح كشخص له طبيعتان كاملتان، طبيعة الهية وطبيعة بشرية. حبلت مريم، بقوة الروح القدس، وهي عذراء، بانسان هو ابن الله، الذي هو واحد مع الآب في الجوهر. ان لقب " والدة الاله" اصبح اسم العلم للاتحاد بالله الذي حظيت به العذراء مريم، والذي يشكل التحقيق الاسمى للدعوة الفائقة الطبيعة الموجهة الى كل انسان، لكي يتحد بالآب، بفضل نعمة الروح، ويكون ابناً في الابن. هذا الاتحاد معروض للانسان، كنعمة وهبة مجانية من الروح، ويفترض قبولاً حراً من كل انسان. لقد اعربت مريم عن ارادتها الحرة بالقبول، فكان تجسد الكلمة الالهي. ان كل عمل يقوم به الله، في علاقته مع البشر، يحترم دائماً الارادة الحرة " للآنا" البشري، وقد احترمها في البشارة لعذراء الناصرة ( كرامة المرأة، 4). نتيجة هذه الامومة الالهية والاتحاد العميق العضوي بالله والانتصار على الخطيئة الاصلية والشخصية، كانت انتقال مريم الكلية القداسة بنفسها وجسدها الى السماء. وهي عقيدة رافقت كل اجيال الكنيسة والتقليد الرسولي، وفي العام 1950 اعلنها البابا بيوس الثاني عشر عقيدة ايمانية. 3) مريم مثال الكنيسة العذراء والام يعلم الدستور العقائدي في الكنيسة: ان مريم هي مثال الكنيسة، الملقبة، هي ايضاً وبحق، اماً وعذراء، وتبدو مثالاً للبتول والام معاً بطريقة سامية وفريدة. لقد ولدت مريم ابنها الذي جعله الله البكر بين اخوة كثيرين ( روم 8/29) اي بين المؤمنين الذين تشارك في ولادتهم وتربيتهم بحبها كأم. والكنيسة، اذ تتأمل في قداسة العذراء العجيبة، وتقتدي بمحبتها، وتصنع مشيئة الآب بامانة، تصبح بدورها اما، بفضل كلمة الله التي تتلقاها عن طريق الايمان. انها بالكرازة والمعمودية، تلد لحياة جديدة ودائمة ابناء حبل بهم من الروح القدس، ومن الله ولدوا. والكنيسة هي ايضاً عذراء، لانها قدمت لعريسها ايمانها، وتحفظه بامانة كاملاً، لا يشوبه عيب (فقرة 63 و64). وهكذا لا مجال لفهم سرّ الكنيسة وحقيقتها وحيويتها، بدون الاستعانة بأن الله. **** ثانياً، الاسرة والقضايا الاخلاقية والحياة خلافاً لما يدّعي البعض ان اللاقحة التي تسبق الجنين، وتسمى "pre-embryon" في الاسبوعين الاولين للحبَل، ليست كائناً بشرياً بل " كتلة من الخلايا". ولهذا تجري اختبارات طبية عليها، ويتم انتاج خلايا ملقّحة في الانبوب في اطار الاخصاب الاصطناعي، فيجمّد بعضها للاستعمال والاختبارات العلمية، ويوضع بعضها في رحم الام، ويتلف بعضها الآخر الزائد. لكن يسوع، هذا الكائن البشري منذ اللحظة الاولى لتكوينه لاقحة في حشا مريم، لم يكن "كتلة من الخلايا" فقط، ولم يكن شيئاً للاستعمال، بل كان كائناً بشرياً معداً ليصبح مخلص العالم وفادي الانسان. اللاقحة- Zygote هي اذن شخص قانوني ينعم، مثل اي شخص قانوني آخر، بالحق في الحياة وبالعناية والكرامة والقدسية. هذه الحقوق مطلقة ويجب ان تُضمن في كل الظروف. تؤكد المادة 6 من الشرعة العالمية لحقوق الانسان ان " لكل كائن بشري الحق، في كل مكان، في الاعتراف بشخصيته القانونية". هذا يعني ان لفظتي " بشري" و " شخص" تعنيان حقيقة واحدة هي الشخص القانوني صاحب حقوق. وتعنيان ان كل كائن بشري شخص ينعم بالحماية القانونية من الشرع. لكن تاريخ القانون عرف حقبات من الزمن لم تنعم فيها كل الكائنات البشرية بكرامة الشخص البشري. بل كثيراً ما استخدمت سلعاً للبيع والشراء، وسلعاً سياسية واقتصادية وصناعية. المفهوم القانوني للشخص هو من صنع القانون بتأثير كبير من الحضارة المسيحية. ان يكون كل كائن بشري شخصاً يعني ان كل الكائنات البشرية اشخاصاً متساوين أكانوا اجّنة في بطون امهاتهم ام مولودين، صغاراً او كباراً. وبالنتيجة، الاجهاض، اياً كان وصفه ونوعه، جريمة قتل كقتل اي انسان، والموت الرحيم جريمة قتل كقتل اي انسان. لا يوجد درجات على صعيد الشخص البشري ليكون صاحب حقوق اساسية. ولا يوجد، في المسيحية، كائنات بشرية من درجة ثانية. حق التنعم بالحقوق الاساسية لا يقتضي عمراً معيناً او وضعاً اجتماعياً او اقتصادياً، او انتماءً سياسياً، او ديناً معيناً، او عرقاً او جنساً او لوناً او حالة صحية. كل كائن بشري، في اي حالة كان، شخص بشري كامل الحقوق. *** ثالثاً، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني الرعية جزء من شعب الله وخلية اساسية في الجسم الكنسي، تضمّ في حضنها فئات بشرية متعددة، وتمثّل نوعاً ما الكنيسة المرئية القائمة على الكرة الارضية. تحتاج الى كهنة مؤهلين للخدمة في رعايا القرى وفي رعايا المدينة مع الاهتمام بمن هم من كنائس اخرى واديان اخرى، والتعاون مع الاديار والمدارس والمؤسسات المتواجدة على ارضها (الفقرات 30-36). من اجل هذه الغاية يدعو النص المجمعي كل رعية الى تفعيل لجنة الوقف والمجلس الرعوي فيها. 1. تشكل لجنة الوقف عنصراً اساسياً في ادارة شؤون الرعية. فكاهن الرعية يسعى بالتعاون معها الى بناء جماعة رعوية تنعش الايمان لدى المؤمنين والالتزام الروحي والكنسي. فالرعية مشروع بناء متواصل بشراً وحجراً، ما يقتضي تشكيل لجنة لادارة الوقف منتجة، ووضع مخطط راعوي وبرنامج عمل من اجل بلوغ الاهداف الاربعة من اقتناء الاموال الزمنية، هي: العبادة الالهية، الرسالة، اعمال المحبة، ومعيشة الكاهن ومعاونيه. لكي تقوم لجنة الوقف بمسؤولياتها ينبغي: توعية اعضائها على ابعاد خدمتهم الكنسية، والتدقيق العلمي في حساباتها من خلال دائرة المالية في المطرانية، وتطبيق القوانين والاسس العلمية في تلزيم المشاريع، واختيار شباب ملتزمين وذوي كفاءة وخبرة يكونون اعضاء اللجنة، واشراك نساء كفوءات فيها (الفقرات 37-40). 2. المجلس الرعوي هو الهيئة الحاضنة لعمل الرعية الذي يطول مختلف المجالات ويتعاون فيه ابناء الرعية ويتكاملون. تضم هذه الهيئة كل العاملين في القطاع الروحي والاجتماعي والاداري والمالي. وتحمل مع الكاهن هموم الرعية وتعمل معه من اجل بنيان الجسم الكنسي. اهمية المجلس الرعوي انه يفعّل دور العلمانيين بحكم معموديتهم الى جانب العمل الكهنوتي بحكم الدرجة المقدسة، ويشدد الانتماء الكنسي، ويبيّن المعنى اللاهوتي للجسم الكنسي، ويوزّع الادوار في الرعية بين اللجان والمنظمات الرسولية. اما مهمته الاساسية فهي الاشراف على العمل الرعوي، وتنظيم البرامج الراعوية، والمحافظة على التوازن الحيوي بين مختلف القطاعات، وانعاش حياة الرعية، وتمكين ابنائها من التعاون في تأدية الرسالة. ويعنى المجلس الرعوي بانشاء امانة سر في الرعية تعمل على ارشفة موجوداتها ووثائقها وتنظيم امورها؛ وباختضان الحركات الرسولية وتشجيع حياتها وتوظيف جهودها في العمل الرعوي المشترك؛ وباجراء احصاء دقيق لسكان الرعية؛ وباحياء الاعياد والاحتفالات الموسمية؛ وبابتكار اساليب تواصل مع ابنائها المقيمين والمنتشرين؛ وبايجاد وسائل دعم مالي لمشاريع الرعية (الفقرات 41-46). *** ايها الرب يسوع، لقد شرّفت، بتجسدك من البتول مريم الكلية القداسة، كرامة الامومة والبتولية المكرسة. اعضد بنعمتك كل الازواج الذين اشركهم الآب بسرّ الابوة والامومة، لكي يعيشوا مسؤولية الانجاب والتربية. قدّس بنعمتك المكرسين والمكرسات، لكي يجعلوا من بتوليتهم المكرسة ابوّة وامومة روحية خصبة بالنعمة والمحبة. وبتجسدك أظهرت كرامة الجنين وشخصيته القانونية وحقه في الوجود. أنر بهذه الحقيقة المشترعين البرلمانيين لكي تتأمن لكل كائن بشري ما للشخص، اياً كان، من حقوق اساسية. اعضد الكنيسة الحاضرة في كل رعية لتعزز دائماً ثقافة الحياة وتحميها من جميع المخاطر. لك وللآب وللروح القدس كل مجد واكرام الآن والى الابد. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البشارة بداية عهد المسيح والكنيسة للسلام في العالم من انجيل القديس لوقا 1/26-38 قال لوقا البشير: في الشهر السادس، أرسل جبرائيل من عند الله الى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. ولما دخل الملاك اليها قال: " السلام عليك، يا ممتلئة نعمة، الرب معك". فاضطربت مريم لكلامه، وأخذت تفكر ما عسى أن يكون هذا السلام ّ! فقال لها الملاك: " لا تخافي، يا مريم، لانك وجدت نعمة عند الله. وها انت تحملين، وتلدين ابناً، وتسمينه يسوع. وهو يكون عظيماً، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، فيملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية!".فقالت مريم للملاك: " كيف يكون هذا، وأنا لا اعرف رجلاً؟". فأجاب الملاك وقال لها: " الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظللك، ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله! وها إن اليصابات، نسيبتك، قد حملت هي ايضاً بأبن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تدعى عاقراً، لانه ليس على الله أمر مستحيل!". ففالت مريم: " ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك!". وانصرف من عندها الملاك. البشارة لمريم هي ايضاً للعالم أجمع: منها سيولد المخلص المسيح المنتظر، وهي المخطوبة لرجل اسمه يوسف من سلالة داود الملك، لكن الله ارادها اماً بتولاً للكلمة ابن الله المتجسد، يسوع المسيح، بقوة الروح القدس، واماً روحية بالنعمة للجنس البشري المفتدى بدم ابنها الالهي، واماً للكنيسة التي هي المسيح الكلي: المسيح الرأس وجسده المؤلف من جماعة المفتدين. في هذه البشارة تحقق وعد الله بالخلاص الذي قطعه مخاطباً الشيطان المتمثّل في الحية: " اضع عداوة بينك وبين المرأة هي العذراء مريم حواء الجديدة - بين نسلك ونسلها - اي بين الشيطان والمسيح- هو يسحق رأسك وانت تترصدين عقبه" ( تك 3/ 15) هذا الوعد أبرمه الله فيما بعد عهداً مع ابراهيم ونسله. وفي البشارة تتجلى كرامة العائلة وقدسيتها ودعوتها. 1. البشارة: بداية عهد المسيح والكنيسة مع البشارة لمريم يبدأ عهد جديد هو دخول كلمة الله في صميم العائلة البشرية، متخذاً طبيعة انسانية من مريم العذراء، وفي تاريخ الجنس البشري مفتدياً اياه من عبودية الخطيئة والشر، وفي كل ثقافة بشرية موجهاً اياها الى كل حق وخير وجمال. في البشارة يتجلى سرّ يسوع المسيح: انه ابن الله، الذي " اصوله منذ القديم منذ ايام الازل" ( ميخا 5/1)، وهو "كلمة الآب" (يو1/1-2)، وابن مريم بالجسد في الزمن. حقيقة مزدوجة اعلنها يوحنا الرسول: " والكلمة صار بشراً، وسكن بيننا، ورأينا مجده، مجد ابن وحيد آت من الآب، ملآن نعمة وحقاً" (يو1/14)، وكتب عنها بولس الرسول: " لما بلغ ملء الزمان، ارسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً في حكم الشريعة، لكي يفتدي الذين هم في حكم الشريعة، حتى ننال البنوة" ( غلاطية 4/4-5). هذه اللوحة الانجيلية هي اساس اعلان يوحنا وبولس: فالملاك جبرائيل يؤكد لمريم انها " تحمل وتلد ابناً وتسميه يسوع، هو ابن الله المولود منها بحلول الروح القدس" (لو1/31و35)، وانه " من سلالة داود الملك ويملك على الجنس البشري الى الابد" (لو1/33). ملوكيته ملوكية خلاص وفداء، ملوكية " النعمة والحق". ومع البشارة يبدأ شعب جديد هو الكنيسة المؤلفة من جماعة الذين قبلوا الكلمة الالهي، يسوع المسيح، النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آت الى العالم، وآمنوا باسمه، فاعطاهم سلطاناً ان يصيروا ابناء الله، هم الذين، لا من دم ولا من رغبة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله ولدوا" (يو1/9،12،13). هذه الكنيسة هي " مملكة داود" الجديدة التي وعده بها الله على لسان ناتان: " اقيم من يخلفك من نسلك الذي يخرج من صلبك. وانا أثبّت عرش ملكه للابد. انا اكون له اباً وهو يكون لي ابناً" (2 صموئيل7/12-14)، وعلى لسان اشعيا النبي: " الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً...لانه ولد لنا ولد واُعطي لنا ابن، فصارت الرئاسة على كتفه...لسلام لا انقضاء له على عرش داود ومملكته، ليقرّها ويوطدها بالحق والبر من الآن وللابد"( اشعيا9/1و5و6). يسوع المسيح ابن الله المتجسد هو الملك الجديد الابدي، والكنيسة مملكته الثابتة الى الابد التي " لن تقوى عليها ابواب الجحيم" ( متى16/18)، قوى الشر والموت. والكنيسة هي " بيت يعقوب" الجديد اي شعب الله الجديد، بالنسبة الى القديم الذي كان يسمى " اسرائيل". انها ذات عنصرين: عنصر الهي هو يسوع المسيح ابن الله منذ الازل وابن مريم في الزمن، وهو رأسها، وعنصر بشري هو جماعة المفتدين الذين يؤلفون جسد المسيح. هذه الكنيسة هي زرع ملكوت الله وبدايته الذي يكتمل في مجد السماء، في نهاية الازمنة عندما يأتي المسيح بالمجد (الدستور العقائدي في الكنيسة 5 و48؛ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 768). البشارة لمريم هي للكنيسة وللبشرية جمعاء، لان هذه ستكون ام الاله المتجسد، المسيح التاريخي، وستكون ايضاً ام اعضاء جسده السري، المسيح الكلي، الذين ستساهم بحبها في ولادتهم الجديدة (الدستور العقائدي في الكنيسة، 53). ام المسيح الكلي هي " ام الكنيسة" (البابا بولس السادس، 21/11/1964). لهذا السبب حياها جبرائيل بسلام الفرح والتغبيط: " السلام عليك! افرحي! ولا تخافي! لانك نلتِ حظوة عند الله" ( لو1/28و30). هذه الحظوة هي للبشرية باسرها التي يشملها عهد الفداء. فمن مريم، التي حظيت بشرف الامومة للاله وللكنيسة، تفيض بواسطتها النعمة الالهية على البشرية جمعاء، بوصفها الشريكة في التجسّد والفداء. ولهذا السبب ما ناداها الملاك باسمها عندما حياها، بل سماها " ممتلئة نعمة". هذه التسمية تكشف سرّ مريم الغني بالاوصاف. انها بريئة من دنس الخطيئة الاصلية، لان النعمة الالهية ملأتها منذ اللحظة الاولى لوجودها، فلم تعرف الخطيئة، لا الاصلية ولا الفعلية. وهي البتول والام، وقد ظلت بتولاً قبل الميلاد وفيه وبعده، بقدرة الله الفاعلة فيها بحلول الروح القدس، هذا معنى قول الملاك: " الرب معك"، لتأكيد واقع حاضر فيها، لا مجرد دعاء. وبذلك هي مثال الامومة والابوة الروحية للذين يكرسون بتوليتهم لله وللكنيسة بنذر العفة، سواء في الحياة الرهبانية ام في الحياة المكرسة وسط العالم. وهي مثال الكنيسة، الام والبتول ( الدستور العقائدي في الكنيسة،63)، وقدوة لها في الايمان والرجاء والمحبة، بفضل اتحادها الكامل بارادة الآب، ومشاركة ابنها في عمل الفداء، وقبول الهامات الروح القدس (التعليم المسيحي، 967). وهي ايقونة الكنيسة النهيوية، اذ تكشف ما ستصير الكنيسة في الوطن السماوي، في نهاية رحلتها على وجه الارض، ومصير كل مؤمن (المرجع نفسه،976). وهي مثال لكل مسؤول يحمل سلطة كنسية ام عائلية ام مدنية، فيدرك ان " لا سلطة الا من الله" (روم13/1)، وان صاحب السلطة هو خادم الله لدى الجماعة، ويلتزم العمل بموجب ما يوحيه الله له للخير العام. موقفه موقف مريم: " انا امة الرب، فليكن لي حسب قولك" ( لو1/38). 2. العائلة المسيحيةالبشارة لمريم التي تعلن دخول ابن الله وفادي الانسان عائلة يوسف ومريم، مولوداً بالجسد بقوة الروح القدس، انما تكشف كرامة العائلة المسيحية وطهارة الحب الزوجي وقدسية الحياة بفضل حضور الله الثالوث فيها: " محبة الآب القديرة تظللك، والروح القدس يحل عليك، والمولود منك قدوس وابن الله يدعى" ( لو1/35). العائلة النابعة من سرّ الزواج هي حقاً "كنيسة بيتية". العائلة حَرَم الحياة البشرية: التي هي هبة من الله، وتحمل طابعاً مقدساً. وهي من اللحظة الاولى لتكوينها في احشاء الام كائن بشري كامل الحقوق وصاحب فرادة في شخصيته ودعوته ورسالته، اذا لم يوضع حدّ لتطوره الطبيعي البيولوجي، واذا حظي بتربية بيتية وكنسية واجتماعية سليمة. لوحة البشارة خير دليل لهذا الواقع. العائلة هي مدرسة ثقافة الحياة التي تشجب وتدين كل تعدٍ على الحياة البشرية سواء بوسائل منع الحمل او بالحبوب المجهضة ام بالاجهاض، وكل تعدٍ عليها وعلى كرامتها وحقوقها وسلامتها الروحية والجسدية والمعنوية، بعد ولادتها. والعائلة هي المربي الاول للانسان في ضميره الخلقي المسؤول، بحيث يربى على حسن التمييز بين الخير والشر، الحق والباطل. الضمير كالغرسة، اذا استقامت تربيته كانت اخلاقه سليمة في كبره، لان من شبّ على امر شاب عليه. هكذا الغرسة اذا زرعت مستقيمة نمت كذلك، وإلا ظللت على انحرافها. والعائلة مصدر النمو الروحي والاجتماعي والرعوي والوطني، لان فيها يحاك اول نسيج لعلاقات الانسان بالله والمجتمع والكنيسة والوطن، وفيها يعاش اول اختبار لتقاسم الخيرات معهم. هذا النمو مرتبط بالطاعة للوالدين اللذين يربيان على " النمو بالقامة والنعمة والحكمة قدام الله والناس"، كما جرى ليسوع في عائلة الناصرة (لو2/51-52). العائلة مكان التنشئة الروحية والايمانية، لانها المدرسة الاولى للايمان، حيث تُقبل بشرى الانجيل وتُعلن، ولانها المعبد الاول للصلاة، والكنيسة، الاولى حيث يدخل الانسان في شركة مع الله ومع الناس. ان الكنيسة الرعائية تبدأ في البيت، حيث تلتئم الاسرة للصلاة، وتبلغ اليه لتجسّد تعليمها ونعمتها في افراد الاسرة، ومن خلالهم في المجتمع. 3. البشارة لمريم اعلان لثقافة السلام السلام هو ثمرة بركة الله، ولذلك هو باعث الفرح والابتهاج. ان تحية الملاك لمريم " بالسلام عليك" تعني في مفهومها اللفظي الآرامي: " افرحي يا مريم، تهللي، ابتهجي"، لانك نلت " حظوة" عند الله و"بركة منه" اذ ملأك نعمة ودعاك لتكوني ام ابنه مخلص العالم الذي سيأخذ جسداً بشرياً منك. ولهذا انت " مباركة بين النساء". ولان السلام عطية الهية عظيمة مقدَّمة لكل الناس، فانه يقتضي طاعة لتصميم الله. هذا ما فعلته مريم عندما اجابت: " انا أمة الرب، فليكن لي حسب قولك". أمر الرب الاله ان يصلي الكاهن على الشعب هكذا: " يباركك الرب ويحفظك، يضىء الرب بوجهه عليك ويرحمك، يوجّه الرب نظره نحوك ويمنحك السلام" (العدد6/24-26). السلام هو مجموعة الخيرات الالهية: البركة والعناية والرحمة والرضى والاختيار والدعوة. هذه الخيرات افيضت على مريم، فباتت الكنيسة تهتف اليها بلقب " يا سلطانة السلام". ان ثقافة السلام تقتضي التماس الخيرات السماوية وادراكها والشهادة لها بين الناس، بتقاسمها وتجسيدها في الاعمال والمواقف والمسلك. هذه الثقافة تنطلق من حق كل انسان وشعب ان ينعم بالسلام الذي لا يعني فقط انعدام الحرب، بل هو اعطاء كل انسان حقوقه الاساسية ولاسيما منها حقه في النمو وتحقيق الذات، وخروجه من حالة الفقر والجهل والحرمان. السلام الحقيقي والدائم هو ثمرة العدالة والمحبة والانماء والترقي. عنه قال المسيح: " سلامي اعطيكم، لا كما يعطيه العالم اعطيكم انا" ( يو14/27)؟ ما اجمل ان يكون الانسان لاخيه ولشعبه "بشارة سلام" يحمل اليهم خيور السلام الآتي من الله! ** ثانياً، اعياد الاسبوع اجمل عيدين تحتفل بهما الكنيسة عيد تقدمة العذراء مريم الى الهيكل وعيد والديها يواكيم وحنه. تقدمة العذراء مريم للهيكل ( 21 تشرين الثاني) عندما بلغت الطفلة مريم ثلاث سنوات من عمرها قدّمها ابواها الى الهيكل لتتربى فيه وتخدم، حسب التقليد الرسولي والكنسي، وذلك وفاء لنذر قطعته امها حنة، التي كانت عاقراً. فطلبت من الله ان يعطيها ولداً لتكرسه لخدمته، فرزقها ابنة " ممتلئة نعمة". فقدمها ابواها للرب عن يد الكاهن زكريا. هذه التي قدمت الى الهيكل اصبحت هيكل الثالوث القدوس" الآب الذي ملأها بحبه، والابن الذي استقر في حشاها، والروح القدس الذي حلّ عليها وفيها. تفرّغت مريم في الهيكل للصلاة والتأمل والخدمة، وتعلمت مطالعة الكتب المقدسة. واقامت فيه حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها. ثم عادت الى الناصرة، حيث بلغتها البشارة الملاك، وكانت مخطوبة ليوسف. وبعد ثلاثة اشهر اخذها يوسف الى بيته بعد بيان الملاك له، فانتقلت الى البيت الزوجي حسب العادة اليهودية، وكرّس الزوجان بتولتهما لله من اجل خدمة ابن الله المتجسد وملكوت الله البادىء مع الكنيسة الناشئة في بيتهما. مريم المكرّسة هي شفيعة المكرسين والمكرسات سواء في الحياة الرهبانية المنظمة ام في العالم واقفين ذواتهم على خدمة الله والكنيسة على خطى المسيح وامه مريم. عيد القديسين يواكيم وحنه ( 22 تشرين الثاني) هما والدا امنا مريم العذراء وجدّا سيدنا يسوع المسيح. يواكيم من الناصرة من ذرية داود الملك، وحنه من بيت لحم من عشيرة يهوذا. كانا بارّين وسائرين في شريعة الرب، متحدين قلباً واحداً، مضطرمين بمحبة الله والناس، عائشين بالصلاة والتأمل، منتظرين مجيء مخلص العالم. لم يطعما ثمرة البنين، وظلاّ برجاء وطيد يلتمسان ولداً من الله مع الوعد الصادق بتكريسه لله. فكانت مريم التي عصمها الله، منذ اللحظة الاولى لتكوبنها في حشى امها، من الخطيئة الاصلية الموروثة من ابوينا الاولين، وملأها نعمة القداسة، وارادها اماً لابنه مخلص العالم. يتضح جلياً ان الازواج هم معاونو الله في صنع تاريخ الخلاص، وان كل ولد يولد لامرأة يريده الله ويحبه لذاته ويقسم له دوراً خاصاً في التصميم الخلاصي، وان الجنين كائن بشري منذ اللحظة الاولى لتكوينه، وان الزواج والابوة والامومة دعوة الى القداسة. *** ثالثا، الخطة الراعوية تواصل الجماعات المنظمة: الاسرة، الرعية، الاديار، المنظمات الرسولية، المجالس الراعوية، اللجان، النوادي الثقافية والرياضية، التفكير معاً في النص الاول من نصوص المجمع البطريركي الماروني: كنيسة الرجاء. في القسم الثاني من النص نفكّر معاً في علامتين من علامات الرجاء (فقرة 18 و19). 1. انتشار الكنيسة انتشرت الكنيسة عامة، والمارونية خاصة، في العالم، بالرغم من النكبات والمحن والاضطهادات، لتكون خميرة في عجين هذا العالم. هذا الانتشار هو الدليل لعناية الله ولوجود العنصر الالهي في الكنيسة الى جانب العنصر البشري. فلا خوف على الكنيسة ومستقبلها، شرط ان يحمل ابناؤها وبناتها رسالة الاصالة لتراثها الانطاكي السرياني، وان يتفاعلوا مع مجتمعاتهم بالانثقاف الروحي والخلقي والثقافي، ويتعاونوا مع الكنائس الاخرى بروح الوحدة في المحبة، ويدخلوا في حوار مع الاديان الاخرى. ومن علامات الرجاء ما لعبته الكنيسة المارونية من دور في الانفتاح الثقافي وفي النهضة العربية في محيطها الشرق اوسطي، فضلاً عما حملت الى الغرب من ثقافة الشرق منذ القرن السادس عشر، انطلاقاً من المدرسة المارونية في روما التي تأسست سنة 1584، فقرة 18). 2. التمسك بالمركزية البطريركية شكلّ دوما شخص البطريرك الضامن لوحدة الموارنة، والبطريركية رمز هذه الوحدة. تمسّك الموارنة بالمركزية البطريركية بوجهيها المتلازمين. أ- الوقاية من التشرذم الكنسي ومن اي حركة انفصالية. فعلى مدى التاريخ، فيما جُرحت الكنائس كلها بجرح الانقسام، ظلت الكنيسة المارونية، بعون الله وحسن الارادة، متماسكة في الوحدة حول شخص البطريرك، وحول خليفة القديس بطرس، بابا روما. وهذه علامة رجاء كبيرة. ب- دعم الوحدة وتفعيلها في داخل الكنيسة المارونية، من اجل الشهادة للمسيح، مبدأ كل وحدة واساسها، ومن اجل خدمة اوفر، ورسالة أشمل في اي مجتمع تواجد فيه ابناء هذه الكنيسة. ما تحقق الى الآن يشكل علامة رجاء ناطقة ومشجعة ( فقرة 19). بعد التفكير معاً، لا بدّ للجماعات المذكورة من ان ترسم خطة عمل لمواصلة علامتي الرجاء هاتين، ولتدعيمهما بمبادرات عملية. *** صلاة: زر يا رب بحبك عائلتنا المجتمعة امامك، واجعلها كنيسة مصغّرة بيتية، تشهد لك. أبعد عنها كل خلاف. رسخّها في الايمان والرجاء والمحبة. احمها من المصائب. قوّها في الشدائد. وحدّها برباط المحبة والسلام. واعطها قوة روحك، فنكون حجارة حية في بناء كنيستك. لك المجد الى الابد. آمين ( من كتاب صلاة العائلة). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بشارة الملاك لمريم إنجيل القدّيس لوقا 1/26-38 إنجيل «بشارة مريم» هو بداية سرّ الكنيسة؛ بل الله يصير إنسانًا لابسًا الطبيعة البشريّة، ويعرف بيسوع المسيح التاريخيّ. ويصبح رأسالبشريّة الجديدة التي لا عيب فيها، وتعرف بجسد المسيح السريّ، ويصيران معًا المسيح الكليّ (القدّيس أغسطينوس). في شخص مريم، عذراء الناصرة، وبواسطتها، تحقّق كلّ ذلك. أوّلاً، اللوحة الانجيليّة 1. مضمون البشارة في الشهر السادس، بعد ستة أشهر من البشارة لزكريّا بمولد يوحنّا الذي «يسير أمام الربّ، كالسراج، ويمهّد له الطريق»، كانت البشارة لمريم بولادة المخلّص. الله هو سيّد تاريخ الخلاص، والانسان معاونه في تحقيق هذا التاريخ. من لوحة البشارتين يظهر الانسان في شخص كلّ من زكريّا وإليصابات ويوحنّا ومريم ويوسف ويسوع. «عذراء مخطوبة لرجل». هي مريم ابنة حنّه ويواكيم، والرجل هو يوسف من سلالة داود. الخطبة اليهوديّة هي عقد زواج شرعيّ، ينقصه فقط انتقال العروس إلى بيت عريسها للمساكنة. تنصّ العادة اليهوديّة على مهلة لا تتجاوز السنة بين عقد الزواج الشرعيّ وزفّ العروس إلى بيت عريسها. الاحتفال بالزفاف عندنا يقوم بتسليم العروس إلى عريسها أمام باب الكنيسة، فيكشف العريس الطرحة عن وجهها، للدلالة على انتهاء المدّة الفاصلة بين الخطبة والمساكنة. الطرحة رمز لهذه المدّة، مع كلّ ما تعني من مسلك أخلاقيّ واحترام متبادل. حيّاها الملاك بـ«السلام عليك، يا ممتلئة نعمة، الربّ معك» ليس السلاممجرّد تحيّة، بل يعني حسب اللفظة الأصليّة «افرحي، تهلّلي، ابتهجي»، ونجدها في كتب أنبياء العهد القديم مقرونة ببشرى حدث خلاصيّ من عند الربّ (أنظر صفنيا 3/14 وزكريّا 9/9). افرحي يا مريم «لأنّك ممتلئة نعمة»، لأنّ «الربّ معك». اضطربت مريم لهذا الكلام اضطرابًا شديدًا، هو خوف الانسان أمام ما يدعوه الله إليه. المسؤوليّة، كلّ مسؤوليّة زمنيّة أو روحيّة، هي اختيار من الله ينبغي أن يولّد خوفًا شديدًا لدى المدعو، بسبب ما يتطلب الاختيار من التزام ومسؤوليّة. نحن لا نسعى إلى المسؤوليّة، المعروفة اليوم بالوظيفة أو المنصب، بل تُعطى لنا. الحياة تقتضي إعداد الذات الكامل لكلّ مل يُطلب منّا. «يا ممتلئة نعمة» تعني يا من نلت حظوة عند الله. فالنّعمة هي نوال حظوة عند الله، أي عطيّة من الله المحسن (سيراخ 18/17) ينعم علينا بها في ابنه الحبيب (أفسس1/6). علامة هذه الحظوة أنّ «الرب معك». هذه اللفظة ردّدها الله لكثيرين: لموسى عند دعوته إيّاه لإخراج شعبه من عبوديّة فرعون «أنا اكون معك وأنا أرسلك» (خروج 3/12)؛ لجدعون «الربّ معك أيّها المحارب الباسل» (قضاة 6/16)؛ لإرميا «إنّي معك لأنقذك.. هاءنذا قد جعلت كلامي في فمك» (إرميا1 /8-9)، لإسحق «أنا إله ابراهيم أبيك. لا تخف فإنّي معك أباركك وأكثر نسلك» (تكوين 26/24)، ليعقوب «أنا معك، أحفظك حيثما اتّجهت» (تكوين 28/15). وفي رسائل العهد الجديد أصبحت هذه الحقيقة دعاء: «النعمة والسلام من لدن الله معكم» أو في الليتورجيّا: «محبّة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة وحلول الروح القدس مع جميعكم»، و«السلام لجميعكم» أو في الطقس اللاتينيّ «الربّ معكم». ثمّ أصبحت عند المؤمنين دعاء لمن يغادر، وتحيّة الشخص الذي يصل أو يتّصل: «الله معك، الله معكم». إنّها ذات مضمون لاهوتيّ. ويفسّر الملاك لمريم مضمون «النعمة- الحظوة- العطيّة» بما يشكّل موضوع البشارة: «فستحبلين وتلدين ابنًا، فسميه يسوع?..». اسم «يسوع» يعني «الله يخلّص» . إنّه «عظيم» للدلالة على سموّه: فهو «ابن العليّ» أي ابن الملك الذي من نسل داود، والذي سيكون الله أباه، وهو ابنه (أنظر صموئيل 7/12-13)؛ إنّه «قدّوس»، أي هو الله، لأنّ لفظة قدّوس اسم يطلق على الله وحده (لوقا 4/34، رسل 3/14)؛ وهو «ابن الله» الذي مسحه الآب وأرسله إلى العالم، كما سيقول بطرس: «أنت المسيح ابن الله الحيّ». في جواب الملاك هذا كلّ لاهوت يسوع المسيح. «كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً». آمنت مريم بكلام الملاك، واستفسرت عن كيفيّة الحبل، ولا علاقة زوجيّة لها مع يوسف. فيجيبها أنّه الحبل البتوليّ كما سبق وتنبّأ أشعيا: «العذراء تحبل وتلد ابنًا، اسمه عمّانوئيل أي إلهنا معنا» (أشعيا 7/14). وأكّد لها الملاك أنّ «الروح القدس ينزل، وقدرة العليّ تظلّلك»: يتمّ الحبل بقدرة الله، التي يمارسها الروح القدس، خلافًا للشريعة الطبيعيّة، لأن «ليس عند الله أمر عسير». وهكذا يتجلّى للمرّة الأولى الله الواحد المثلّث الأقانيم: الآب الذي أرسل الملاك جبرائيل إلى مريم، الابن الذي ستحبل به ويولد منها، الروح القدس الذي يُتِمّ فيها الحبل بحلوله عليها قدرة إلهيّة خالقة. «أنا أمة الربّ، فليكن لي حسب قولك». جواب مريم هو طاعة الايمان، كما ستتنبأ إليصابات: «طوبى لتلك التي آمنت أنّ ما قيل لها من الله سيتمّ» (لو 1/45). جواب «نعم» على تصميم الله، وتحقيق الحبل الالهيّ ومجيء الربّ: «الكلمة صار بشرًا وسكن بيننا» (يو 1/14). في العهد القديم، كان مجيء الربّ بمخاطبة الأنبياء، وبالحضور وسط الغمامة. أمّا اليوم فيأتي بشخصه متجسّدًا: فالشخص الثاني من الثالوث القدوس، ابن الله، يتّحد بالطبيعة البشريّة اتّحادًا شخصيًّا، ويصبح يسوع المسيح الاله الحقّ والانسان الحقّ، في شخص واحد، كامل في الألوهة، وكامل في البشريّة، من نفس وجسد، مساوٍ للآب في الألوهة، ومساوٍ لنا في البشريّة كما يعلنها حقيقة إيمانيّة مجمع خلقيدونية (سنة 451). المولود من مريم في الطبيعة البشريّة هو إيّاه ابن الله، الأقنوم الثاني من الثالوث. هذا اللقاء بين الألوهيّة والانسانيّة يؤلّف وحدة لا يمكن فصلها إلى اثنين، كما لا يمكن فصل مياه نهرين يلتقيان ويصبحان نهرًا واحدًا. يسوع الانسان لن يقول، كالأنبياء، «الربّ يقول»، بل «أنا اقول لكم». بهذا المعنى أعلنت الكنيسة في مجمع أفسس (سنة 431) أنّ مريم هي «والدة الاله».في ضوء هذه الحقائق الايمانيّة، أعلن الطوباويّ البابا بيّوس التاسع في 8 كانون الأوّل 1854 عقيدة الحبل بلا دنس، أي «إنّ الكليّة الطوبى العذراء مريم، والدة الاله، بنعمة فريدة وإنعام من الله القدير، وبفضل استحقاقات يسوع المسيح، مخلّص الجنس البشريّ، حُفظت، منذ الدقيقة الأولى للحبل بها، معصومة من دنس الخطيئة الأصليّة»، التي يولد فيها كلّ انسان. 2. مريم وبداية الكنيسة ما تحقّق في مريم يوم البشارة يجعلها بداية الكنيسة، عروسة المسيح السنيّة التي لا دنس فيها، المقدّسة وبلا عيب (أفسس 5/27)؛ ويجعلها لشعب الله قدوة في القداسة ومحامية النعمة الالهيّة. إنّها وراءنا كبداية للكنيسة، وأمامنا كقدوة للقداسة تقودنا بيدنا لنرسم ملامح وجه يسوع المسيح الذي جعل نفسه قدوة لنا لنسير على خطاه (1 بطرس 2/12)، فنكون على صورته، وهو ابن الله، البكر لإخوة كثيرين (روم 8/29). بهذا المعنى يسمّي البابا بولس السادس مريم «أمّ الكنيسة»، ويسميّها المجمع الفاتيكانيّ الثاني «قدوة الكنيسة وصورة بتولّيتها وأمومتها، وأمّنا جميعًا على صعيد النعمة» (الدستور العقائديّ في الكنيسة 61-65)، نحن الذين أصبحنا بالمعموديّة أعضاء في جسد المسيح السريّ الذي هو الكنيسة. وهكذا هي أمّ يسوع التاريخيّ الكلمة المتجسّد، وأمّ المسيح السريّ أو الكلّي. *** ثانيًا، الخطّة الراعويّة بعد التعمّق في لوحة البشارة بمعناها الحرفيّ ومعناها اللاهوتيّ، وبعد أن وقفنا على الحقائق التي نؤمن بها، لا بدّ من كشف معناها الخلقيّ لكي نلتزم بما يجب أن نعمل. أ) بتجسّد الكلمة ابن الله من مريم، قام حوار ثابت بين الله والانسان. نحن مدعوّون لندخل في هذا الحوار. فيسوع الكلمة يكلّم كلّ إنسان: «هو النور الحقّ الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم» (يو 1/9). عندما نقرأ كتاب الله ونتأمّل فيه، هو يخاطبنا. وعندما نصلّي، نحن نكلمه (القدّيس أمبروسيوس). يحاورناالله لكي نحاور بعضنا بعضًا. بالرّغم من تكاثر وسائل الاتصال، الحوار يتعثّر والاتّصال ينقطع في قلب العائلة: بين الأزواج وبين الأهل وأولادهم وبين الاخوة والاخوات؛ في الحيّ: بين الجيران؛ في المجتمع؛ في الكنيسة؛ في الجماعة الرعويّة والرهبانيّة؛ في المؤسّسة والمنظّمة. مسيرتنا نحو الميلاد دعوة إلى الحوار مع الله وبعضنا مع بعض. وبالرّغم من العولمة، تعثّر الحوار أيضًا بين الثقافات والأديان والشعوب والدول، وكثرت الاعتداءات وعمليّات العنف الحسيّ والمعنويّ. المجمع البطريركيّ المارونيّ يوصي في النصّ 3: «حضور الكنيسة المارونيّة في النطاق البطريركيّ» بالالتزام في الحوار بمختلف أشكاله: حوار الحياة اليوميّة، وحوار العمل، وحوار الحياة الوطنيّة (رجاء جديد للبنان، 91). إنّه «حضارة الوجه»، كما يسمّيه مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، أي حضارة اللقاء المحبّ، والحوار الحقيقيّ، والتخاطب المباشر. تقتضي الخطّة الراعويّة التعريف بالآخر على قاعدة الحقيقة والمحبّة، وتنقية الذاكرة من الرواسب السلبيّة، والمبادرة إلى المغفرة والاستغفار. ب) بالتجسّد، تشبّه المسيح الاله بالانسان: «صار على مثال البشر» (فيليبّي 2/7) وشابهنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة» (عبرانيين 4/15). شابه الانسان في ولادته وآلامه وعمله وموته. تشبّه الله بالانسان حبًّا به، فعلى الانسان أن يصير مثل الله (القدّيس مكسيموس المعترف). الكلمة الالهيّ صار لابسًا الجسد، لكي نصير نحن لابسي الروح (القدّيس أثناسيوس الاسكندريّ). فكما اتّحد بنا الله وصار معنا جسدًا واحدًا، علينا نحن ان نتّحد به ونصير وإيّاه روحًا واحدًا (1كور 6/17)، بالمسلك الخلقيّ. إيماننا بالمسيح التزام في خدمة المتألّمين والفقراء. فالتّجسد التزام في سبيل الانسان والعالم. يذكّرنا المجمع البطريركيّ المارونيّ أنّ كنيستنا المارونيّة خلقدونيّة بالنسبة إلى مجمع خلقيدونيا (451) الذي أعلن عقيدة تجسّد ابن الله جامعًا في شخصه الطبيعة الالهيّة كاملة والطبيعة البشريّة كاملة. حول هذه العقيدة نشأت المارونيّة. فدعيت لتعيش روحانيّة التجسّد وحضارته. ويوصي المجمع بأن تكون من خلال أبنائها ومؤسّساتها حاضرة وفاعلة في محيطها على المستوى الثقافيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسيّ، من أجل نموّ الانسان، كلّ إنسان، نموًّا شاملاً، فيستعيد كرامته وصورة الله فيه (النصّ 3، عدد 17؛ وتفصيل الحضور في النصوص 21-23). تقتضي الخطّة الراعويّة أن تتعمّق العائلة والمدرسة والرعيّة والجماعة الرهبانيّة والمؤسّسة والمنظّمة الرسوليّة بروحانيّة التجسّد وثقافة الحضور، وتتّخذ مبادرات عمليّة على المستويات المذكورة. ج) مريم في البشارة هي صورة شعب، نحن منه: «تبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح، فقد باركنا بكلّ بركة روحيّة في السماوات في المسيح، إذ اختارنا فيه قبل إنشاء العالم، لنكون أمامه قدّيسين، بلا عيب في المحبّة، وتبنّانا بيسوع المسيح للتسبيح بمجد نعمته، فكان لنا الفداء بدمه والصفح عن الزلاّت على مقدار نعمته التي أفاضها علينا» (أفسس 1/3-8). على مثال مريم نحن مدعو ون لنقول «نعم» بإيمان وحبّ على تصميم الله الخلاصيّ لنا وللعالم. الخطّة الراعويّة تقوم على أن يسعى الأفراد شخصيًَّا والجماعة معًا، بالاصغاء إلى كلام الله والتأمّل فيه وسماع نداءات البيئة والمجتمع وقراءة أحداث الحياة اليوميّة والصلاة، إلى اكتشاف ارادة الله وتصميمه علينا، ونلتزم في الطاعة لارادة الله، وفي تحقيق تصاميمه، وشعاررنا كلمة ابن الله: «هاءنذا آت لأعمل مشيئتك يا الله» (عبرانيين 10/7). صلاة أيّها الابن الأزليّ، يسوع المسيح الاله الكلمة، يا من أتيت من حضن الآب إلى العالم، وحللت في حشا بنت داود البتوليّ، ببشارة جبرائيل رئيس الملائكة. إقبلْ يا محبّ البشر صلاتنا برحمتك، واستجب طلبتنا بنعمتك. أسكن في نفوسنا كما في البتول التي حملت بك. وليَلذّ لك عطر إيماننا كما لذّت نقاوة والدتك. أبهجنا بغفران خطايانا، كما أبهجت أمّك ببشارة مجيئك، فنشكرك على جميع عظائمك بنا، ونشكر أباك المبارك وروحك الحيّ القدّوس، الآن وإلى الأبد. آمين. |
الساعة الآن 10:47 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025