منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سيرة و حياة ايليا النبي
المراجـــع
- الكتـــــــاب المقدس.
- ملوك أول
للقمص تادرس يعقوب ملطى
- شخصيات الكتاب المقدس ( العهد القديم )
للقمص شاروبيم يعقوب
- حياة إيليا للكاتب ف . ب . ماير
ترجمة القمص مرقس داود
- أضواء على حياة إيليا النبى
للأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح
- تفسير انجيل متى
للقمص تادرس يعقوب ملطى .

مقدمــــــة
ظهر إيليا النبى فى فترة ساد فيها الظلام على المملكـــــة العبرية المنقسمة شمالا وجنوبا ، أعقبت العصر الذهبى للدولــــة العبرية أبان فترة حكم داود النبى وسليمان الحكيم ..
وقبل أن نتعرض لحياة إيليا نلقى نظرة على الظروف الدينية والسياسية للفترة التى أختاره اللـــه فيها ، ليكون شاهدا له .
وتسلسل تاريخ هذه الفترة يوضحه لنا سفر ملوك أول ....الذى حفل بالأشخاص الرئيسيون وهم :
1-داود : اهتمامة بالوصية الإلهيــــــة
2-سليمان : حكيم وعالم ولكنه أنحرف .
3-رحبعام : لا يقبل المشورة .
4-يربعام : يسىء استخدام الحق .
5-إيليا : يقيم اللــــه شهود أمناء له .
6-أخاب : ملك تسيطر عليه زوجته ( يملك ولا يحكم ) .
7-إيزابل : تكرس طاقتها للشر .
المــــــــدن الرئيســـيــــــــــــــة :
1-شكيم: اجتمع فيها الأسباط العشرة ، توجوا رحبعام ملكا ، وصارت عاصمة إسرائيل .
2-دان: أحد مركزين للعبادة حيث وضع عجل فى كل منهما ، ليكون المركزان بديلا لأورشليم ، أحدهما فى الشمال والثانى فى الجنوب ( جنوب المملكة الشمالية ) .
3-بيت إيل: بالقرب من أورشليم ، وضع فيه يربعام العجل الثانى .
4-ترصة: أصبح بعشا ملكا على اسرائيل بعد أن اغتال ناداب ، ونقل العاصمة من شكيم إلى ترصة .
5-السامرة: عندما أصبح عمرى ملكا اشترى تلا بنى عليه عاصمة جديدة، وكان أبنه أخاب أشر ملوك إسرائيل ، وكانت زوجته إيزابل تعبد البعل ...وفى فترة حكم أخاب ظهــــر إيليا النبى ( موضـــوع البحث ) .
6-جبل الكرمل: تحدى إيليا النبى أنبياء البعل وعشتاروت على جبل الكرمل ، وهناك أخذهم وقتلهم ...
7-يزرعيل: بعد قتل أنبياء البعل رجع إيليا النبى إلى يزرعيل ، فأقسمت إيزابل أن تقتله ، فهرب لحياته . ولكن الله اعتنى به وشجعه. وفى أثناء رحلاته مسح الملكين القادمين لآرام ( سوريا ) ولإسرائيل ، كما مسح اليشع نبيا ليخلفه .
8-راموت جلعاد: أعلن ملك آرام) سوريا ) لحرب على المملكة الشمالية، لكنه هزم فى موقعتين . احتل الآراميون راموت جلعاد ، فاتحد أخاب ويهوشافاط لأستعادة المدينة . غير أن أخاب قتل فى المعركة ، ثم مات يهوشافاط .
+++
المملكــــــة المنقسمـــــة :
بموت سليمان أختار ابنه رحبعام المشورة الغبية حيث نادى بزيادة الضرائب بطريقة مملوءة عنفا وكبرياء ، فقاد يربعام حركة تمرد وانشق عن رحبعام عشرة أسباط وأقاموا منه ملكا ، انقسمت المملكة ، كان هذا بداية فترة من الفوضى والصراع بين مملكتين ومجموعتين من الملوك .
جذور هذا التمرد كان منذ الأجيال السابقة .. ظهر منذ أيام سليمان عندما فرض ضرائب عالية على الأسباط ما عدا يهوذا لبناء الهيكل وقصره والمنشآت الضخمة فى أرض يهوذا ، مما أحدث ثورة نفسية داخلية فى الأسباط الأخرى ، لم تجد فرصتها سوى فى يربعام للتمرد على السبط الملكى ( يهوذا ) ولم ينضم إلى السبط الملكى سوى سبط بنيامين المجاور له .
+ + +
مملكة الشمال
كانت مملكة الشمال أوسع من مملكة الجنوب وأكثر غنى وسكانا من مملكة الجنوب ، حكم مملكة إسرائيل تسعة عشر ملكا ، أشهرهم عمرى ( 886 ? 875 ) وأخاب ابنه ( 875 ? 853 ) ويربعام الثانى ( 787 ? 747 ) ق . م . ولكنها احتاجت إلى عاصمة ، اشترى عمرى هضبة وبنى عليها مدينة محصنة وسماها السامرة . وقعت فى قلب المملكة على ملتقى الطرق ، فأشرفت على ما يحيط بها . ونمت نموا سريعا ، فظلت مركزا هاما بعد زوال مملكة إسرائيل سنة 721 ق . م . ( السبى الأشورى ) .
البنية الدينية
تستند البنية السياسية إلى البنية الدينية . كانت المملكتان تعبدان ذات الإله الواحد ، ديانة واحدة ، لكن مملكة الشمال شعرت بالحاجة إلى عاصمة وإلى هيكل عام ومذبح عام للشعب .
أراد يربعام الأول أن يزاحم هيكل أورشليم الذى بناه سليمان ، فأختار معبدين مشهورين : دان فى الشمال وبيت إيل فى الجنوب ، وجعل فيهما " عجلين ذهبيين " ? لقد صنعوا العجلين الذهبيين ، ولكن للتعبير عن عبادة الله الخفى .
لقد خاطر يربعام حين أدخل الصور والتماثيل الكنعانية إلى شعائر عبادة الرب ، فخلط الناس بين الرب والآلهــة ، وجعلوا إله إسرائيل على مستوى الآلهة الوثنية .... بعد خمسين سنة تطور الوضع بصورة أخطر حين تزوج الملك أخاب إيزابيل ، أبنة ملك صور الوثنى ، فشجعت ديانة البعل الشبيهة بالديانات الكنعانية .
كانت خطية إسرائيل تميل بالأكثر إلى العبادة الوثنية ، أى الزنا الروحى ... بينما كانت خطية يهوذا هى بالأكثر العصيان للوصية وتجاهل كلمة الرب .
دخلت عبادة البعل بواسطة إيزابل زوجة أخاب الملك واستطاع إيليا وإليشع وياهو أن يقتلعوها . كل الملوك الـ 19 للشمال عبدوا العجل ، بعضهم عبد البعل لكن لم يحاول أحد أن يرد الشعب إلى عبادة اللــــــه .
بالغم من أن أغلب ملوك الجنوب كانوا يعبدون الأوثان وسلكوا فى طرق ملوك إسرائيل الشريرة لكن بعضهم خدم الله ووجد بينهم مصلحون عظماء ، انحرفت مملكة يهوذا شيئا فشيئا نحو ممارسة عبادة البعل المرعبة ، وبعض الديانات الكنعانية حتى صار الجرح خطيرا والمرض عديم الشفاء .
من وحى سفر الملوك الأول ( للقمص تادرس يعقوب )
+ هب لى مع سليمان أن اقيم لك بيتا مقدسا
روحك القدوس هو الذى يدشنه ... ... يسكنه الآب السماوى ، وحوله السمائيون
+ هب لى مع سليمان نجاحا فى كل عمل ... فأنت سر حياتى ونجاحى وغناى وفرحى
+ لتطرد من داخلى غباوة رحبعام وشر يربعام ... فلا يحل فى داخلى انقسام ، ولا أقيم فى داخلى عبادة العجلين
+ لا تسمح لى أن أتحد مع أخاب بإيزابل الشريرة .. فتتسلل عبادة البعل والعشتاروت إلى
+ هب لى قلب إيليا النارى .. اتمتع بك وبنار روحك القدوس ..
فأصير بالحق ملكا ، موضع سرورك ، يا ملك الملوك .
+ + +
النبى النارى
إيليــــــا النبـــــى
+ + فى وسط هذا الجو الحالك الظلمة بعث الله بنبى عجيب ليشــهد لـه ويعمل لخلاص أخوته وهو إيليا التسبى . بينما أعد عدو الخير أخاب وإيزابل لبث روح الفساد ، أعد الله إيليا النبى ليشهد ويعمل لحساب ملكوته ، لم يكن أحد جريئا بين ملوك إسرائيل فى ارتكاب الخطية مثل أخاب ، ولم يوجد نبى جرىء ونارى مثل إيليا .
كان أخاب ضعيف الشخصية أمام ايزابل ، جرى وراء زوجته التى اضطهدت الكهنة وانبياء اللــــه ، فقد قتلت منهم من قتلت ، وهرب البعض إلى الكهوف ، استطاعت الملكة بشرها ، يعاونها كهنة البعل ، أن تحتذب الشعب إلى عبادة البعل بكل رجاساتها .
هذا وقد اتسمت بالعنف ؛ حين اشتهى رجلها كرم نابوت اليزرعيلى خططت لقتل نابوت وورثته
لقد بدأت سيرة إيليا من اصحاح 17 ( ملوك أول ) مؤيدا من الله بعجائب فائقة .
وعندما نتأمل فيما ورد فى سفر ( ملوك أول ) حتى نهاية أصحاح 17 الذى يصور لنا الحالة المحزنة التى وصلت اليها الأسباط العشرة ، وكيف سادتها العبادة الوثنية بشكل عام قد نتخيل بأن هذه هى نهاية الأمر وأن عبادة الاله الحى لن تسترد مكانتها الأولى وقوتها السابقة ، هذا ما اعتقده أخاب وايزابل ، والأنبياء الكذبة بل والبقية من جماعة أولاد الله الأمناء الذين كانوا قد تشتتوا مختبئين .
ولكنهم اسقطوا من حسابهم أمرا جوهريا ، انهم نسوا الله نفسه ، ففى أزمة خطيرة كهذه كان ينبغى أن يقول الله كلمته ...
عندما يأتى البشر آخر ما عندهم من الشر فحينئذ يحين الوقت للـــه ليبدأ عمله ، وعندما يبدأ الله عمله فانه يستطيع بأبسط الوسائل أن يقلب رأسا على عقب كل ما عمله البشر من دونه ، ويسطر بعض الصحائف فى تاريخ البشرية ، لتكون درسا ثمينا وهدى لكل الأجيال القادمة .
ان الأصحاح الـ 17 من سفر ( ملوك اول ) يبدأ بحرف العطف " و " ... " وقال ايليا التشبى من مستوطنى جلعاد ...... " ، ان هذا الحرف مرعب جدا لأعداء اللــــه ، ولكنه ملىء بالرجاء والمواعيد الأكيدة لأولاده الأمناء .
ايزابل الشريرة :
عندما تركت ايزابل الشابة الجميلة قصور مدينة صور العظيمة لكى تكون زوجة الملك اسرائيل الجديد ، كان يظن أن هذا الزواج توفيق عظيم ، فقد كانت صور ملكة البحار فى أوج عزها ومجدها ، انتشرت مستعمراتها على شواطىء البحر الأبيض المتوسط حتى وصلت الى اسبانيا ، وملأت سفنها كل البحار والمحيطات حتى تجاسرت على الوصول إلى بلاد قارة أوربا .
على أن ذلك الزواج مع الأسف الشديد كان سبب بؤس وشقاء ونذير شؤم وخراب كغيره من الزيجات التى تبدو فى أعيننا جميلة وموفقة ، اذا فلا يمكن أن يكسر أحد وصية الله الصريحة التى تقضى بعدم الأقتران بأى شخص لا يعرف الله دون أن يشرب مرارة العلقم فى النهاية .
ولعل ايزابل قبل أن تغادر بيت أبيها فى صور قد أوصاها بشدة الكهنة الذين تربت على أيديهم ، لكى تبذل كل ما فى وسعها لتنشر فى اسرائيل ديانة بلادها البغيضة ، لهذا نراها لا تتردد ولا تتباطأ فى تلبية هذا النداء ، فانها فى بداية الأمر يظهر أنها شيدت مذبحا لعشتاروت بجوار يزرعيل مقر القصر الخاص لسكن الملك ، وكانت تعول كهنته القائمين على خدمة عشتاروت من مالها الخاص .
بعد ذلك شيدت هى وأخاب مذبحا للبعل فى السامرة ، التى هى عاصمة المملكة ، وكان ذلك المذبح متسعا جدا يكفى للكثيرين من العابدين ( 2 مل 10 : 21 ) ، ثم بدأت الهياكل الوثنية تشيد فى كل أرجاء المملكة ، أما مذابح الأله الحى كمذبح الكرمل ، فكانت قد تهدمت واكتظت الأرض بأنبياء البعل وعشتاروت الذين كانوا يفخرون بما لهم من الحظوى لدى البلاط الملكى ، ويتيهون عجبا بسبب السلطة التى انتقلت اليهم فجأة مع سفالة أخلاقهم وانحطاط مستوى حياتهم الأدبية .
وهكذا بدت الأرض كلها مرتدة عن الله ، فمن كل ألوف وربوات اسرائيل لم يبق سوى سبعة الآف ركبة لم تجث لبعل . وحتى هؤلاء كانت حياتهم مشلولة بسبب الخوف ، فانهم كانوا منزوين لدرجة أن ايليا لم يشعر بوجودهم فى ساعة وحدته ....
جاءت سيرة إيليا مشرقة بروح البهاء والقوة ، وهو الوحيد من بين الأنبياء نال كرامة الأشتراك مع اخنوخ بانتقاله حيا من العالم ، كما نال مع موسى النبى كرامة اللقاء مع السيد المسيح فى تجليه على جبل تابور .
من هو إيليا ؟
" إيليا " كلمة عبرية معناها " إلهى هو يهوه " – يناسب الأسم رسالته ، فقد اتسم بالشجاعة مع الغيرة من أجل اللـــــه ، والصيغة اليونانية لهذا الأسم هى الياس وتستعمل أحيانا فى العربية ، وهو نبى عظيم عاش فى المملكة الشمالية فى النصف الأول من القرن التاسع ق . م . ظهر بطريقة سرية ، لا نعرف شيئا عن أسرته ،
نشأ ايليا صبيا فى تلك البلاد كباقى الأولاد فى جيله ، ربما كان فى صباه يشتغل برعاية الأعنام على تلك الجبال الجرداء ، وعندما صار رجلا كان يمتاز عن سكان الأودية والسيول بقوة عضلاته ، وعباءته التى من وبر الأبل ، وطول قامته واستقامتها ، وساعده المفتول ، وقوته البدنية التى مكنته من أن يسبق الخيل فى المركبة الملكية ، ....
وبما أنه يدعى التشبى فيرجع أنه ولد فى تشبى .
وما هى التشبى - معناه " الغريب "،
إنها قرية تقع فى شرق الأردن فى جلعاد ،
جلعاد : قطر جبلى شرقى الأردن يمتد إلى بلاد العرب ، وهو يشتمل البلقاء الحديثة ، أرض هىصخرية ، وعرة ، وجاء فى ( يش 13 : 25 ) أن تخم جاد كان يشمل كل مدن جلعاد ، ونصف سبط منسى ، أخذوا كل بشان ونصف جلعاد ( يش 13 : 30 ، 31 ) .
وجاء فى ( تث 3 : 12 ، 13 ، 16 ) أن نصف جبل جلعاد أعطى لرأوبين وجاد وبقية جلعاد أعطيت لنصف سبط منسى .
فبالقول " التشبى من مستوطنى جلعاد " معناها " من المتغربين المقيمين فى جلعاد " ..
تبقى سيرة إيليا النبى تؤكد عبر الأجيال ألا نبحث عن أسرة الأنسان وأسلافه ، بل عن شخصه وحياته وأفكاره وتصرفاته .
كان إيليا يعيش زهدا كاملا ، وأحب الله الذى ملك قلبه وملك على كل كيانه ، فأبغض العالم وكل ما فيه ، ملقيا به خلف ظهره لأن هذا العالم سيمضى وكل شهوته .
لم يعطى أهمية للجسد الذى يشتهى ضد الروح .. أراد أن يدخل فى دائرة السمائيات منجذبا اليها ليتمتع فى عالم الروح بحياة ملائكية مع السمائيين فى تسبيح دائم .
وكان عادة يلبس ثوبا من الشعر ومنطقة من الجلد على حقويه ( 2 مل 1 : 8 ) . وكان يوحنا يشبهه إذ أعد قلب الشعب للإيمان بالمسيح ( مت 3 : 4 ) .
والمسوح التى كان إيليا النبى يغطى بها جسده تشير إلى حياة الأنسحاق والتذلل قدام الله ، وهو يحمل فى انسحاقه الداخلى قوة !! انها قوة إلهية تعمل فيه ....
إيليا النبى سلم للرب حياته تسليما كاملا ... ليعمل بها حسب قصده المعروف فى علمه السابق
ويقول أشعياء النبى : " يعطى المعى قدرة ولعديم القوة يكثر شدة . الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثرون تعثرا ، وأما منتظروا الرب فيجددون قوة ، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون "
( أش 40 : 9 –31).
وكان إيليا يلبس منطقة من جلد على حقويه : علامة الأشتداد بالحق .. الحق يطلب ... وبالحق يسلك ... وللحق يشهد .
فايليا النبى .. بحق نبى عظيم مقتدر فى الأيمان مملوء من روح الله يشهد للحق ويحفظ العبادة الطاهرة .
+ + +
يمكن تقسيم حياة ايليا إلى خمس مراحل :
1-ظهوره أمام أخاب المرتد ، وتأديبه له بسنوات الجفاف – ( لقاؤه مع أرملة صرفة صيدا على ساحل البحر الأبيض المتوسط – قتل أنبياء البعل ) ( 1 مل 17 – 18
2-اضطراره إلى الهروب إلى جبل حوريب من وجه ايزابل ( ظهور الله له فى نفس المغارة التى فيها رأى موسى مجد اللـــــه – اختيار إليشع تلميذا له )
( 1 مل 19 )
3-تنبؤه عن خراب بيت أخاب بسبب قتل نابوت
( 1 مل 21 ) .
4-انتهاره أخزيا بن أخاب ( احتراق قائدى الخمسين بنار من السماء ) ( 2 مل 1 )
5-صعود إيليا إلى السماء .
نظرة الكتاب المقدس إليه
فى ملاخى ( 4 : 5 ، 6 ) وعد الرب أن يرسل إيليا النبى قبل يوم الرب العظيم الرهيب، فيرد قلوب البنين الى ابائهم وقلوب الاباء الى ابنائهم.


سيأتى ايليا النبى مع أخنوخ فى آخر الايام ليتحدا معاً لمواجهة المسيح الدجال المُتنبىء عنه، وليسندا الكنيسة ويستشهدا .
شخصيته
يشبه إيليا ببريق نور يضىء فجأة على تاريخ مظلم ليعلن الحق الإلهى
+ ظهر فى التاريخ فجأة ، ولا نعرف أسرته .
+ صعد فى المركبة النارية فجأة
+ وظهر مع السيد المسيح فجأة فى تجليه .
كانت تحركاته جميعا تحمل ذات العنصر : مع الملك لإيقاف المطر ، ولقاؤه مع أرملة صرفة صيدا ، ولقاؤه مع ملاك يطعمه ، ولقاؤه مع الله خلال الصوت المنخفض الخفيف ، ولقاؤه مع إليشع ، ولقاؤه مع أخاب بعد قتله نابوت اليزرعيلى ، ولقاؤه مع رسل أخزيا بن أخاب الذين كانوا ذاهبين إلى بعل زبوب إله عقرون يسألونه شفاء الملك .
نبوته عن الجفاف :
لماذا بدأ إيليا النبى عمله النبوى بنبوته عن الجفاف والقحط الذى يحل لإسرائيل


إذ انحدر الملك وشعبه فى الفساد إلى المنتهى احتاجوا لا إلى تحذير شفوى بل عمل يهز وجودهم وحياتهم ، فالنبوة عن القحط وتحقيقها غايتها مراجعتهم لأنفسهم ليدركوا القحط الداخلى الذى حل بهم بحرمانهم من مياة النعمة الإلهية .
"وقال إيليا التشبى من مستوطنى جلعاد لأخاب :
حى هو الرب إله إسرائيل الذى وقفت أمامه ،
أنه لا يكون طل ولا مطر فى هذه السنين إلا عند قولى " ( 1 مل 17 : 1 )
تحدث إيليا إلى الملك علنا لأن الشر قد بلغ إلى كل الشعب ، صارت الحاجة إلى صرخة قوية لكى يرجع الكل إلى إلهه ، لذا يقول : " حى هو الرب إله إسرائيل " الذى يقاومه الملك ورجاله، ونسيه الشعب وتجاهله .
إنه ليس إله جماد كالبعل ، وعلى الملك أن يدرك أن الأوثان غير قادرة أن تعطيه المطر
لم يفعل ايليا سوى أمر واحد يعلمه ، وهو ما تلجأ اليه كل النفوس المجربة المثقلة ، كان أمامه أن يصلى ، وهذا ما فعله فانه " صلى صلاة " ( يع 5 : 17 ) ، ويظهر أنه فى صلاته مثل أمامه ذلك التهديد الذى نطق به موسى منذ أجيال مضت مهددا شعبه بأنهم أن ابتعدوا عن اللـــه ، وعبدوا آلهة أخرى ، اشتعل غضب الله عليهم ، واغلق السماء عنهم فلا يكون مطرا ولا تعطى الأرض غلتها ( تث 11 : 17 ) .
ويالها من صلاة مرعبة ، ولكن أليس أمرا أشد هولا أن ينسى الشعب إله آبائهم ، ويتجاهلوه ويستسلموا لعبادة البعل وعشتاروت بما فيها من نجاسات وأقذار ؟
تذكر أيضا سلسلة الآراء الخاطئة التى كانت لا بد أن تستخلص فيما لو سكت الرب نهائيا عن حالة كهذه ، فهل هناك أخطر من أن يظن بأن الكتاب المقدس مشحون بشرائع لا يستطيع المشرع أن يتممها أو يتردد فى تنفيذها
إن كنا نرزح تحت أعباء جفاف شديد ،
إن كنا قد حرمنا أياما طويلة من ندى النعمة ، ومطر البركة ،
فانه ليس أمرا وليد الصدفة ،
بل هو تدخل إلهى من يد الذى أحبنا إلى المنتهى فلم يسمح بأن نتركه نهائيا ،
قبل أن يبذل معنا آخر مجهود ، لعلنا نقف عند حدنا ونرجع إليه،
وإن كان الجفاف قد سمح به الرب فلأجل ترميم المذبح على جبل الكرمل ، وابادة الأنبياء الكذبة فى الوادى .
مصدر قوة إيليا :
لم يكن سر قوة ايليا راجعا الى شخصه أو الى الوسط الذى عاش فيه ، فقد كان من أصل متواضع وقد قيل عنه صراحة أنه " كان انسانا تحت الآلام مثلنا " ( يع 5 : 17 ) ، هنا يذكر لنا ايليا ثلاثة أدلة لمصدر قوته :
( 1 ) " حى هـــــو الرب " .. كان ينظر إلى الله بأنه هو الأله الحى ، ومعطى الحياة ، فإن أردنا أن نكون أقوياء فلنتعلم نحن أيضا بأن تقول " أنا أعلم أن وليى حى ، هو حى فى كل حين ليشفع فينا ، نحن نحيا لأنه هو حى " ( أى 19 : 25 ، عب 7 ، 25 ، يو 14 : 19 ) ، لقد كان موت الصليب قاسيا ولكن يسوع " حى "
( 2 ) " الذى أنا واقف أمامه " .. لقد كان واقفا فى حضرة أخاب ، ولكنه كان واثقا من أنه واقف فى حضرة من هو أعظم من أعظم ملوك العالم ، فى حضرة الرب ، الذى تخر أمامه الملائكة فى رهبة وخشوع لتصغى إلى صوت كلمته .. وجبرائيل نفسه لم يقف موقفا أسمى من هذا " أنا جبرائيل الواقف قدام اللــــه " ( لو 1 : 19 ) ،
ليتنا نبنى مخدعنا بحيث تطل منه كل نافذة على جبل حضرة اللــــــه ...
( 3 ) ان لفظة " ايليا " معناها " الرب الهى "... على أنها يمكن أن تحمل معنى آخر " الرب قوتى " .. وهذه توضح لنا سر حياته ، فقد كان الله حصن حياته فممن يرتعب
لنكف من هذه اللحظة عن الأتكال على قوتنا التى مهما عظمت فهى ضعف ، ونلجأ الى قوة اللــه فقط كل يوم بل كل ساعة بالأيمان ، وعندئذ يصبح شعار حيلتنا فى المستقبل " انما بالرب البر والقوة ، استطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى ، الرب قوتى ونشيدى وقد صار خلاصى "
إيليا .. هذا النبى النارى ،
لم يكن أصلا إلا فتيلــــة مدخنــــة ،
ولكنه بالأيمان وصــل الى ما وصـــل إليه .
إعالة الغربان له :
" انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبىء عند نهر كريث " ( 1 مل 17 :3 )


طلب الرب من إيليا أن ينسحب من السامرة ومن وسط الشعب ليختفى ثلاث سنوات ونصف .. لم تكن هذه السنوات فترة خمول للنبى ليحيا بلا عمل ، لكنها كانت فترة مع الله للصلاة والتأمل ، تهبانه قوة متزايدة تسنده فى رسالته المقبلة .
فى وسط الجفاف ، فى البرية القاحلة قدم له الله ماء من نبع أو مجرى كريث ، وأرسل له طعاما بواسطة الغربان الخاطفة .
الغربان التى تحتاج الى من يعولها ! وياله من درس تلقاه ايليا عن قدرة الله على اعالته ، ولا شك فى أن ايليا كان يتأمل مرارا فى هذه الحادثة فى أيامه التالية كبداية لعصر جديد فى حياته ،
كان الله يعوله ليأكل خبزا طازجا ولحما مرتين كل يوم ، كان أنبياء البعل والسوارى يأكلون على مائدة إيزابل فجاعوا بسبب الجفاف ، أما إيليا فكان يعوله الله الحى ... أما كيف كان الخبز واللحم يعدان ، فإننا نجيب مع يعقوب : " إن الرب إلهك قد يسر لى " ( تك 27 : 20 ) .
بأمر إلهى اعتزل إيليا عن شعب الله المنحرف لكى يتعامل مع الغربان التى تخدمه ،
هكذا بالخطية يفقد الأنسان علاقته بالله ورجاله ، بينما الحيوانات والطيور غير العاقلة تمجد الله وتخدم أولاده .
البرية فى حياة إيليا النبى :
كان يقضى الكثير من وقته فى البرية ( 1 مل 17 : 5 ، 1 مل 19 )
ليست هناك طريقة انجح لأذلال نفس الأنسان أكثر من سحبه فجأة من الدائرة التى كان قد بدأ يظن نفسه أنه لا غنى عنه فيها، لكى يتعلم أنه لا حاجة اليه على الأطلاق لأتمام مقاصد الله ، وحتى يدرك اذا ما عزل فى جهة نائية كنهر كريث ، كيف كانت افكاره مشوشة ، وكيف كانت قوته كلا شىء ...
اذا فلا نعجب ان سمعنا أبانا السماوى يهمس فى آذاننا أحيانا : يكفيك يا أبنى ما قد اربكت نفسك فيه هناك من مشاغل واعلانات وارتباكات ، تعال هنا ، واختبىء عند النهر ،
اختبىء عند " كريث " فراش المرض ...
أو عند " كريث " الآمال الخائبة ....
أو عند " كريث " الخسائر .... أو فقد الأعزاء ... أو فى الوحدة التى هجرتها الجموع المزدحمة ،
وسعيد هو الأنسان الذى يستطيع أن يقدم هذا الجواب : ارادتك هذه هى ارادتى أيضا ، اننى اطير يا إلهى لكى نختبىء فى ستر خيمتك وفى ظل جناحيك استرنى .
ان الأنتصار العظيم على جبل الكرمل يجب أن يسبقه نهـــــر كريث ....
ماذا تمثل البرية بالنسبة لحياة إيليا التشبى ؟
1- الخلوة المقدسة : يوجد مع الله بعيدا عن صخب العالم ، يترك كل شىء ويسير نحو الله بخطى ثابتة ، يوجه نظره نحو الله الحب اللانهائى وينبوع الحب الفياض ، نحو الله المحبوب والحنون الشفوق المتراءف ، الذى يسكب حبه فى القلوب فتتعلق به النفوس وتنجذب اليه
الذى يفيض من ينبوع ماء الحياة لتستقى منه كل نفس ظمآى تريد أن تروى عطشها .
ويقول أشعياء النبى : " أيها العطاش جميعا هلموا إلى المياة والذى ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرا ولبنا " ( أش 55 : 1 ) .
2- الهدوء والسكينة : حيث الهدوء والسكون تهدأ النفس من الداخل ، ويتلاشى من الذاكرة كل ما علق بها من صور العالم التى كثيرا ما تسبب اضطرابا للنفس من الداخل .
واغراءات العالم تهز الأنسان داخليا فيتعلق بالأرضيات ، ويرتبط بالزمنيات فى محدوديتها فى قصور وجمود خارج حرية ارادته وداخل قيود الماديات ، ليظل مرتبطا بها ، مائلا الى الأمور الجسدية ، متمتعا باللذات منزلقا الى الترابيات .
فتبعد الروح عن مصدر حياتها وعزاءها وفرحها ، ولكن حين تستقر النفس داخل دائرة السكون والهدوء ، تبدأ الروح فى الأنطلاق خارج دائرة العالم المحسوس والمحدود ، وتعبر المدى والأفق المحدود الى اللامحدود .
3 - حياة التأمل : التأمل فى مجد الخالق .... فى السماء وصفاءها أشارة الى العلو والسمو .... التأمل فى محبة الله الفائقة ..... حب الله للخليقة ... حب الله للأنسان .... والتأمل فى رعاية الله للأنسان .... الذى أحبه ، ليحفظه فى دخوله وخروجه ، وفى كل خطوة يخطوها فلا يخاف شيئا .
4- الصبر والأحتمال وطول الأناة : البرية القاسية تعلم الأنسان الصبر والجلد والأحتمال ، فى زهد ونسك غالبا ومنتصرا على كل القوى التى تحاربه والشرور التى قد تحدق به .
5- مدرسة الصلاة : اتخذ الرب يسوع من البرية موضعا للصلاة فتقدست البرية بالرب معلم الصلاة الذى كان يخرج الى موضع خلاء ليصلى ، ويقضى الليل كله فى الصلاة
كان إيليا النبى فى البرية يناجى الله منفردا فى خلوة مقدسة ، منقطعا عن العالم ، انحل عن الكل ليرتبط بالواحد . صلاة ايليا كانت تنطلق من أعماق قلبه وكيانه قوية تصعد الى السماء لتدخل الى حضرةالقدير .
دعى إيليا رجل الصلاة ... الذى صلى صلاة بايمان قوى راسخ رسوخ الجبال وثقة كاملة لا يتطرق اليها الشك .
صلى إيليا أن لا تمطر السماء كم ورد فى رسالة يعقوب : " صلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر ، ثم صلى أيضا فأعطت السماء مطرا وأخرجت الأرض ثمرها " ( يع 5 : 17 – 18 ).
6- حياة الجرأة والشجاعة : وقف فى وجه آخاب الملك ... موبخا إياه شاهدا للحق فى جرأة ليعلن كلمة الله التى ينطقها على فمه منذرا الخطاة والبعيدين عن الله ، والذين جعلوا قلوبهم وراء آلهة الأمم بالهلاك والموت .
++


جفاف النهـــــر :
" وكان بعد مدة من الزمان أن النهر يبس "
( 1 مل 17 : 7 )
لا نستطيع أن نكون صورة صحيحة عن حالة أرض الموعد فى شهور الجفاف الأولى ، أننى اتخيلها الآن وقد جفت مراعى الجبال كأن ألسنة النيران قد اندلعت فأفحمتها ، وأما الأنهار فقد نضب ماؤها رويدا رويدا حتى تلاشت منها آخر نقطة . كما لم تكن هنالك أمطار لتعيد الحياة الى المزروعات أو تفيض على ينابيع المياة . والشمس كانت تشرق وتغرب ، لمدة عدة شهور، فى سماء صافية لا أثر للسحاب فيها .
لقد قضى على الكثيرون منا أن يجلسوا بجوار أنهار تجف :
قد يكون نهر الصيت والشهرة بدأ يجف ...
وقد يكون نهر الصحة بدأ يجف وسمح الرب بمرض عضال لا شفاء منه ...
وقد يكون نهر الثروة بدأ يجف رويدا رويدا بسبب مطاليب المرض أو الديون أو أى نوع آخر من مظاهر الأسراف .... حقا انه لأختبار مر على النفس أن يجلس المرء بجوار نهر يبس ، وهو حقا أمر أشد صعوبة من الوقوف أمام أنبياء البعل على جبل الكرمل .
ولماذا يسمح الرب بأن تيبس كل هذه الأنهار ؟ لأنه يريد أن يعلمنا بأن لا نتكل على نعمه ؛ بل على شخصـــــه ....
إنه يريد أن يرفع أبصارنا الى النهر الخارج من عرش اللـــــه الذى لن ييبس الى الأبد
اذا فلنتعلم هذه الدروس ، ولنتحول من نهر كريث الذى خيب آمالنا الى مخلصنا الذى لن يخيب لنا رجاء ، فيه نجد كل كفايتنا ، ينابيعه لا تنضب بمرور الدهور ، ولا ينقصها عطش ربوات القديسين الذين يشربون منها فى الأعالى بجوار منبعها كما نشرب نحن منها هنا على الأرض بجوار مصبها " سواقى اللـــــه ملآنه ماء " ( مز 65 : 9 ) .....
" كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ، ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش الى الأبد ، بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية " ( يو 4 : 13 ، 14 ) .
إعالة أرملة صرفة له :
يجب أن يتعلم خدام اللــــه أن لا يخطوا إلا خطوة واحدة فى وقت واحد ....
لأن اللــــه لا يكشف لنا أكثر من خطوة واحدة فى وقت واحد ، ثم يأمرنا بالسلوك فيها بالأيمان : واذا توجهنا اليه بهذا السؤال " اذا خطوت هذه الخطوة التى لا بد أن تجر على المتاعب فماذا أفعل بعدها ؟ "


فلن نتلقى من السماء جوابا غير هذا " اخط هذه الخطوة واتكل على " ،
لأنه ليس لنا أن نعلم الأمور التى جعلها اللــــه فى سلطانه ،
حالما خطا ايليا تلك الخطوة التى أرشده إليها الله ، وقدم الرسالة لأخاب ، كانت الخطوة الثانية :
" وكان له كلام الرب قائلا :
قم أذهب إلى صرفة التى لصيدون ، وأقم هناك ،
هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك "
( 1 مل 17 : 8 – 9 )
ربما جاءتنا رسائل واعلانات خاصة من الله ، فى ظروف مختلفة عن واجبات معينة نؤديها ، ولكنا تكاسلنا لأننا لم نستطع أن ندرك ما يجب عمله فى الخطوة التالية ،
" يارب ماذا تريد أن أفعل ؟ فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغى أن تفعل " ( أع 9 : 6 ) .
خبزنا كفافنا أعطنا اليوم ، والمن لا يعطى الا كل صباح ، والقوة تعطى حسب حاجة الساعة ، والله لا يعطى كل الأرشادات مرة واحدة لئلا يضطرب العقل ويرتبك الفكر ، ولكنه يأمر بما تستطيع الذاكرة أن تعى وبما يستطيع المرء أن يعمل ، وبعد ذلك نتطلع اليه فى انتظار الخطوة التالية ، وبذا نتعلم طريق الطاعة والثقة بخطوات يسيرة هينة .
لا شك فى أن الحياة الهادئة ليست هى الحياة العظيمة ، لأن بعض الأخلاق لا يمكن أن تصل الى الذروة العليا من الروحانية الا عن طريق المتاعب ، وانتزاعنا من بعض الأمكنة ، ونقلنا الى غيرها حسبما ترتبه العناية الألهية .
ألا توضح لنا هذه الحقائق شيئا عن معاملة الله لإيليا ؟ فمرة نراه قائما فى اناء " وطنه " .... ثم يفرغ الى اناء " يزرعيل " ... ثم الى اناء " كريث " ... والآن الى الأناء الرابع " صرفة " .. وكل ذلك ليدفعه الى السمو الروحى ... الذى لم يكن ممكنا له الوصول اليه بأية طريقة أخرى ، والذى أهله للوقوف فى الأيام التالية على جبل التجلى ؛ كخل لموسى ورفيق للسيد المسيح .
من أسمى الكلمات البناءة للحياة البشرية ، وخصوصا لخدام الله ، هى تلك التى خاطب بها الله موسى قائلا " انظر أن تصنع كل شىء حسب المثال الذى أظهر لك " ( عب 8 : 5 ) كان موسى يلتهب غيرة لكى يتمم عمل الله ، وكان أمهر الصناع تحت أمره ،
ولكنه لم يسمح له أن يصنع كبيرة أو صغيرة فى الخيمة " حتى الجرس والرمانة والستائر والأوانى "


الا حسب المثال الذى يظهره له الله ، لهذا أخذه الله الى الجبل ، وفتح باب عقله ، وكشف له عن مثال الخيمة المطلوب صنعها ، وسمح لموسى أن يطلع على كل شىء كما كان فى فكر الله ، وبعد أن قضى أربعين يوما فى الدرس والأطلاع على الجبل نزل أخيرا ، ولم يبق عليه الا أن يخرج الى حيز الوجود ما أعلن له على الجبل .
مقاصد اللـــــه تتطلب الطاعة الكاملة : " فقام وذهب الى صرفة " ( 1 مل 17 : 10 ) .
صرفة : قرية صغيرة تقع على شاطىء البحر الأبيض بين صور وصيدا .
معنى كلمة " صرفة " هو " بيت تمحيص " أو " بوتقة تمحيص".
أرسل إيليا النبى إلى هذه الأرملة الأممية ليس فقط علامة اهتمام الله بنبيه ، وإنما اهتمامه بالأممية أن تستقبل إيليا فى بيتها ويبارك فيما لديها .
لم يكن من الهين على نفسه أن يشعر بأنه ستعوله تلك الأرملة البائسة المسكينة من مواردها الضئيلة ، اذا فقد كانت " صرفة " حقا بوتقة تمحيص لتطهيرها من كل بقية للكبرياء على النفس التى تكون لا تزال باقية جاثمة فى احدى زوايا قلبه .
+ الرب يسوع مدح إيمان الأرملة : ففى مجمع الناصرة دفعوا إليه سفر أشعياء فقرأ فيه " روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين ، أرسلنى لأشفى المنكسرى القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة " ( لو 4 : 18 ) .


اليهود الذين بلا ايمان رفضوا المسيح فوبخ عدم إيمانهم قائلا " وبالحق أقول لكم إن أرامل كثيرة كن فى إسرائيل فى أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة 3 سنين ، 6 أشهر .... ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها إلا إلى إمرأة أرملة إلى صرفة صيدا " طوبى لها .


كان إيليا أول نبى يرسل لخدمة الأمم . أبغضه شعبه فألتجأ إلى الأمم ،، كما شهد بذلك الرسل ( أع 18 : 6 )
– لقد حمل بذلك شهادة عن السيد المسيح الذى جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ، جاء إلى خراف إسرائيل الضالة وإذ رفضته فتح الباب للأمم كى تقبل عمله الخلاصى ومحبته الفائقة .
فى يوحنا 6 :
قدم غلام خمسة أرغفة وسمكتان .. . . والرب قبل عطاياه ..
وبارك اللــــه فى التقدمــــــة .. وأشبع خمسة الآف رجل ماعدا النساء والأطفال ..
لا بد أن البركة قد أستمرت فى بيت الغلام طوال حياتـــــه ...
ربما كان عربون البركــــــة أثنا عشر قفـــــة مملوءة خبزا وسمكـــــا ...
ولكن الأهم .... أن الغلام نال نصيبا كبيرا فى الحيـــــاة الأبديــــة بعد هذا الأختبار .
الطاعة الكاملة لصوت الله :
صوت الرب الى ايليا النبى فى رقته وقوته ، وجد له صدى داخل قلبه ، سمع صوت الرب فأطاع دون تفكير أو مناقشة أو تردد .
هذه الأرملة فى حاجة الى من يعولها ويهتم بها ، وان كان هناك حاجة الى إمرأة أرملة ، أفلا يوجد بين كل شعب الله أرملة حتى يرسل الى أرملة أممية !


موقف المرأة الأرملة :
"هات لى قليل من الماء " ! .... لم ترفض لأن الماء عندها وذلك من واجبات الضيافة .
" هات لى كسرة خبز " ! ....... ليس عندى كعكة أى أصغر قطعة من الخبز ، أى انها فى عوز واحتياج ولا تملك شيئا لتعطيه غير كف من الدقيق المتبقى فى الكوار وقليل من الزيت فى الكوز وهذا كل ما تملكه ولا يكفى لإطعام أحد .
ما هى إلا أكلة صغيرة تعملها وتأكل هى وابنها ثم يموتا !!
وأراد ايليا أن يظهر ايمان المرأة .. " فقال لها ايليا لا تخافى ادخلى واعملى كقولك ولكن اعملى لى منها كعكة صغيرة أولا واخرجى بها الى ثم أعملى لك ولأبنك أخيرا . لأنه هكذا قال الرب إله اسرائيل أن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذى فيه يعطى الرب مطرا على وجه الأرض.


فذهبت وفعلت حسب قول ايليا وأكلت هى وهو وبيتها أياما . كوار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب الذى تكلم به عن يد ايليا " ( 1م 17 : 13 – 16 )
إنه إيمـــــان وثقة
وطـــــاعة وعمل
+ لم تتردد المرأة فى الطاعة ، لقد فعلت ما هو فى نظر الله موضع سروره فقدمت بسرعة وحرية وارتياح ما سئل منها ..
+ يوجد البعض يريدوا أن يضعوا حدودا للحب ! كم نخطىء عندما نفضل أنفسنا وأولادنا عن المسيح ، ولا نقدم بسخاء للمحتاجين ! .
لماذا اختار صيدا ؟
لجأ إلى البلد التى تخرجت منها إيزابل ابنة ملك صيدا ، والتى دفعت بالشعب قهرا نحو عبادة البعل .
الموضع الذى تخرج منه الفساد وجد فيه أرملة مؤمنة لتتمتع ببركة الله الحى .
لقد نجست ايزابل أرض إسرائيل بعبادة البعل ورجاساته ، بينما تمتعت أرض صيدا بأرملة تنال ما لم تتمتع به أرامل إسرائيل ، صارت رمزا لكنيسة العهد الجديد القادمة من الأمم ، ولا نعجب إن كان السيد المسيح قد خدم فى ساحل صيدا ( مت 15 : 21 ) .
+ قالت الأرملة : " .... وهانذا أقش عودين لآتى واعمله لى ولأبنى لنأكله ثم نموت " ( 1 مل 17 : 12 ) ...
إنها لم تقل ثلاثة عيدان أة أربعة ، كانت تجمع عودين لأنها استقبلت المسيح فى رمزه إيليا ! أرادت أن تجمع قطعتى خشب لأنها أرادت أن تعرف سر الصليب .
إقامة ابن الأرملة :
من ضمن ما يتميز به أولئك الذين قد امتلأوا بالروح القدس انهم يحملون معهم ، أين حلوا ، روح الحياة ، بل روح الحياة المقامة من الأموات .
" وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتد مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة . فقالت لإيليا ما لى ولك يا رجل الله ، هل جئت الى لتذكير اثمى واماتة ابنى " ( 1 مل 17 )


" فتمدد على الولد ثلاث مرات ،
وصرخ إلى الرب وقال :
يارب إلهى ، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه " ( 1 مل 17 : 21 )
" فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش " ( 1 مل 17 : 22 )
إذ كانت أرملة صرفة صيدا تمثل كنيسة العهد الجديد القادمة من الأمم ، فإن ابنها الذى مات يمثل كل نفس بشرية فى العالم ، عملها هو تقديم هذه النفوس الميتة للسيد المسيح واهب القيامة ، لقد اختبر الحياة الجديدة المقامة ، فلا تطيق أن ترى إنسانا ميتا، لا نفس فيه .
كان إيليا النبى فريدا بين الأنبياء ، فمن جهة قدم أول معجزة لمباركة الطعام يكفى ربما لمدة حوالى سنتين ، ومن جانب آخر آمن بالله القادر أن يقيم من الأموات ، لم يجسر داود النبى أن يطلب من الرب أن يقيم ابنه الذى من بثشبع ، أما إيليا النبى فهو أول نبى طلب بجرأة ودالة لدى الله أن ترجع نفس الولد إلى جسده .
ولكن لماذا سمح الله بموت ابن الأرملة ؟
سمح الله لها بالتجربة كشوكة فى الجسد تنزع عنها حرب الكبرياء ، كانت فى حاجة إلى ضيقة تثبت حياتها فى الرب فلا تتزعزع .
إيليا النبى والوداعة وطول الأناة :
نرى هنا أن إيليا النبى لم يغضب من هذه المرأة حين بادرته بهذا القول الذى يبدو منه روح العتاب .. بل أخذ منها الولد فى دعة وصبر وطول أناة عليها ، لأنها حزينة ومرة النفس بسبب موت ابنها .
ان إيمان ايليا النبى النارى رجل البرية بأن الله يستجيب له ، تأكد له ذلك من خبرات روحية ايمانية عميقة سابقة .
استجاب الرب لصلاة ايليا وأعاد الحياة لأبن الأرملة .
ماذا كان موقف المرأة : " هذا الوقت علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب فى فمك حق" – هذا يدل على إيمانها بإله اسرائيل أنه الإله الحى الحقيقى وحده القادر على كل شىء الذى يهب الحياة لكل أحد ... " لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد " ( أع 17 : 28 ) .
إيليا ودعوة إلهية للظهور أمام أخاب :
" وبعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا فى السنة الثالثة قائلا :
أذهب وتراءى لأخاب ،
فأعطى مطرا على وجه الأرض " ( 1 مل 18 ) .
قضى إيليا النبى سنة عند نهر كريث وسنتين ونصف فى صرفة صيدا ...
جاءت الدعوى بالظهور لكى يقدم الله لأخاب فرصة أخرى للتوبة ليس من خلال الكلمات بل من خلال التأديب المر ، بهياج الشعب ضد عبادة البعل وقتل كهنة البعل ، مع تقديم لمسة رجاء قوية حيث يعطى الرب مطرا على وجه الأرض .
لقد انقضت ثلاث سنوات ولا تزال السماء لا تعطى مطرا ، وبدأ الجوع يشتد فى أنحاء السامرة ، كما أن الأودية والأنهار قد جفت مما دفع آخاب أن يتفق مع عوبديا بأن يفترقا كل منهما فى طريق للبحث عن عشب للخيل والبغال لئلا يهلكوا ويموتوا جوعا وعطشا .
بينما كان الشعب فى جوع شديد ، لم يشغل الملك شيئا سوى حياة حيواناته من خيل وبغال ، لم يكن يشغله جوع شعبه .
طلب من المسئول عنها عوبديا أن يشترك معه فى البحث عن ماء فى عيون الماء أو الأودية .
هذا عن الملك ، أما الملكة فكان كل ما يشغلها حتى فى فترة المجاعة أن تبيد أنبياء الرب .
أما الكهنة واللاويون فهربوا ( 2 أى 11 : 13 – 14 ) إلى يهوذا ليخدموا الهيكل هناك . وربما انحرف البعض فأغوتهم إيزابل أن يخدموا البعل وينالوا أجرة عظيمة .
أما أنبياء الرب فغالبا ما كانوا يشهدون للحق على المستوى الفردى أو بين العائلات ، يطلبون الرجوع إلى الله ، لم يكن يوجد لهم موضع لأجتماعات عامة ولا لتقديم ذبائح ، وإنما كانوا يكتفون بالعمل الخفى . شعرت بهم الملكة فسلطت سيفها عليهم لتقتلهم .
وسط هذا الجو الكئيب : لا نعجب من أن يقيم أخاب الشرير هذا التقى وكيلا له ، يثق فيه ويأتمنه على قصره ومملكته ، ففى كل جيل يوجد أناس أمناء خائفو الرب يستخدمهم الله حتى فى وسط الجو الحالك الظلمة .
لم يجد بعض ملوك بابل من يقيمونه وكيلا على كل الأمبراطورية مثل دانيال المسبى ، ولا وجد فرعون من يأتمنه على كل الأمبراطورية مثل دانيال المسبى ، ولا وجد فرعون من يأتمنه على قصره مثل يوسف ، ولا أخاب وجد من هو مثل عوبديا .
النقيضــــــــــان - عوبديا وايليا
إيليا وعوبديا...( العبد الذى خشى الرب جدا )1 مل 18 : 3
+ كان عوبديا مديرا لبيت آخاب ولاقاه إيليا وقال له " إذهب وقل لسيدك هوذا إيليا " .
+ تميز عوبديا بصفات روحية جميلة ولعله كان أحد ال7000 ركبة الذين لم يسجدوا لبعل
+ كان عوبديا يخشى الرب جدا منذ صباه فهو ذكر خالقه فى أيام شبابه وكانت له عشرة حلوة مع الرب .
+ كان مدققا فى كلامه وسلوكه ، فهو يطلق على نفسه عبد برغم أنه كان فى مركز وزير
+ تمسك بالرب رغم وجوده بالقصر الملكى لأشر بيت حيث آخاب وإيزابل ، لم يتخل عن مبادئه الروحية متشبها بيوسف فى قصر فرعون ، ودانيال فى قصر نبوخذ نصر ، وأستير فى قصر أحشويروش فى مملكة مادى وفارس .
+ كان محبا لأخوته أنبياء الرب وكريما معهم وقيل عنه " وكان حينما قطعت إيزابل أنبياء الرب أن عبوديا أخذ مئة نبى وخبأهم خمسين رجلا فى مغارة وعالهم بخبز وماء " .
ربما لم يجد كثير من الشعب خبزا يأكلونه وماء يشربونه بسبب المجاعة ، لكن الله عال خائفيه هؤلاء خلال وكيل الملك نفسه عوبديا . وكما يقول المرتل : " ما أعظم جودك الذى ذخرته لخائفيك وفعلته للمتكلين عليك تجاه بنى البشر " ( مز 31 : 19 ) .
+ لما قابله إيليا طلب منه أن يخبر أخاب ، فخاف عوبديا لئلا روح الرب يحمل إيليا حيث لا يعلم فيتهمه آخاب بالكذب ويقتله فقال " ما هى خطيتى حتى أنك تدفع عبدك ليد آخاب ليميتنى ... وأنا عبدك أخشى الرب منذ صباى .. " .
إيليا أعتقد أن عوبديا كان موافقا على أعمال آخاب وإيزابل وأنه لا يملك الشجاعة لمواجهتهم لذلك دافع عوبديا عن نفسه قائلا " ألم يخبر سيدى بما فعلت " .
ولكن المدهش فى شخصية عوبديا أنه كان ينقصه الشجاعة الأدبية ، وقوة الشكيمة ، وصلابة العود ، والا لما استطاع أن يلبث فى تلك الوظيفة فى خدمة أخاب وايزابل .
لقد كان بطبيعة الحال غير راض عن الحوادث الجارية حوله ، على أنه رأى بأنه لم يكن مطلوبا منه أن يفرض آراءه ومعتقداته الدينية على كل انسان ، كان يرى أنه ليس مسئولا عن تصحيح ما يجرى ! وأنه يجب أن لا يتدخل فيما لا يعنيه ، كان دوره منحصرا فى مساعدة أنبياء اللــــه بطريقة هادئة ، وأن يظل فى مركزه ولو كان فى ذلك بعض الأحيان كسرا لمبادئه .
هنالك فرق بين التقوى السلبية الوقائية ، والتقوى الأيجابية الهجومية ...
لم يفكر عوبديا الا فى منع الضرر الذى وقع ، فانه حمى الأنبياء من سيف ايزابل ، ومن شدة وطأة المجاعة ، وحسنا فعل ، ان التقوى السلبية التى من هذا القبيل فوائد جمة .. أنها تعول البيوت والملاجىء والمخابىء التى يلجأ اليها المضطهدون والمطاردون ...
ولكن العالم يحتاج الى ما هو أكثر من ذلك ، الحاجة ماسة جدا لأمثال ايليا ويوحنا المعمدان ليقفوا فى وجه الأشرار ويوبخوهم على تعدياتهم ويلزمونهم بالخشوع للناموس الذى داسوه .
كان إيليا يتوقع أن كل المؤمنين هم فى مستواه الروحى القوى ، وأن عوبديا له نفس القوة لمواجهة شر آخاب وإيزابل ، ولكن القوة الروحية تتفاوت من الأقوياء إلى صغار النفوس ومن يحسب نفسه قويا اليوم عليه أن لا يغتر لأنه ربما يعثر غدا ،
وإيليا نفسه فيما بعد لما هددته إيزابل هرب وطلب الموت لنفسه " من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط " على الأقوياء روحيا أن لا يدينوا الضعفاء " فمن أنت يا من تدين " .
تقابل ايليا النبى مع عوبديا فى الطريق فعرفه عوبديا وخر على وجهه وقال له : أأنت هو سيدى ايليا ؟؟
فقال له : أنا هو ... أذهب وقل لسيدك هوذا ايليا .
" فذهب عوبديا للقاء أخاب وأخبره ،
فسار أخاب للقاء إيليا " ( 1 مل 18 : 16 ) .
لم يذهب الملك لملاقاة إيليا لتقديم توبة عن أعماله الشريرة ، كان هدفه أن يطلب من إيليا إنزال المطر ...
ومع أن روح ايليا كانت محصنـــــة ضد الخوف الا أنه لابد أن يكون قلبه قد امتلأ حزنا اذ رأى الخراب الذى حل بالبلاد ، نحن لا نستطيع أن ندرك تمام الأدراك ، مقدار هول الجفاف الذى حل بالبلاد ، من ذبول جميع أنواع العشب والنباتات ، وانعدام المياة الصالحة للشرب .. ومعاناة الناس والحيوانات من الجفاف ....
لقاء أخاب وإيليا :
عندما تقابل آخاب مع إيليا قال له : أأنت هو مكدر اسرائيل ؟
أجاب ايليا : لم أكدر اسرائيل بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم .
حين وقف ايليا أمام آخاب لم يرتعد .. بل نطق الروح على فمه كلمة الحق ، ان ايليا النبى الشجاع الذى امتلأ قلبه بمحبة الله ، هذه المحبة الكاملة طرحت الخوف الى خارج ، فلم يخاف من الملك آخاب ، بل تكلم فى جرأة وشجاعة موبخا إياه .


حينما أعلن يشوع عن عاخان أنه مكدر إسرائيل " رجمه جميع إسرائيل بالحجارة واحرقوهم بالنار ورموهم بالحجارة " ( يش 7 : 25 ) . كان أخاب يود أن يعلن ذلك لكى يكون مصيره من الشعب كمصير عاخان .
كان الملك يرتدى ثوبا من الأرجوان أما إيليا فكان ثوبه من جلد الغنم .... أى الثوبين كان أكثر كرامة ؟
الثوب الجلدى لهذا الرجل شق الأردن ..... أحذية الثلاثة فتية وطأت على النار !
عصا موسى شقت البحر الأحمر .... وثياب بولس أبرأت الأمراض !
وما نفع الغنى الخارجى حين يكون الفقر الداخلى عظيما ؟ وماذا يمكن للفقر الخارجى أن يضر إن كان كنز الغنى فى الداخل ؟
قال الرب يسوع لتلاميذه القديسين :
" وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل أسمى ؛ فيؤول ذلك لكم شهادة ، فضعوا فى قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكى تحتجوا . لأنى أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاومها أو يناقضها "
( لو 21 : 12 – 15 ) .
" موقعــــــــة جـبــــل الكرمـــــــل "
بين الحــــــق ..... والباطــــــــل
بين اللــــه ... والآلهـــة الوثنية
فى معقــــل دارهـــــــــم
" كل نفس تشتهى الحصول على قوة يجب أن تنالها فى خلوة نهر كريت .
فان الأنتصار العظيم على جبل الكرمل يجب أن يسبقه نهر كريت ، وأن نهر كريت لا بد أن يعقبه جبل الكرمل ونحن لن نستطيع أن نقدم شيئا للعالم ما لم نكن قد أخذنا من الله .
ولن نستطيع أن نطرد الشياطين التى تعذب البشر ، وتقود الناس الى السقوط والى الهلاك ، ما لم ندخل مخادعنا ، ونغلق أبوابها ونحنى ركبنا منسحقين أمام الله ونسكب دموعنا ونصرف الساعات فى شركة عميقة مع الله . " .......
عندما ترك ايليا صرفة لا شك فى أن عقله كان خاليا من كل تفكير فى أى خطة معينة يسلكها ، كان يعرف أنه يجب أن يتراءى لأخاب ، وأن المطر قريب على الأبواب ، ربما يكون قد ارتسمت أمام نظره بعض الصور الغامضة عن تلك الصراع العنيف على جبل الكرمل ، ولكنه لم يعرف شيئا على وجه التحقيق ، فقد كان همه محصورا فى أن يهدىء طبيعته الثائرة كفطيم نحو أمه " أنما للــه انتظرى يا نفسى لأن من قبله رجائى " ( مز 62 : 5 ) .
كان ايليا واثقا من أن مذبح البعل سوف لا تقترب منه النار ، وكان واثقا أيضا من أن الرب سوف يحقق ايمانه بانزال نار على مذبحه ، هذا المذبح الذى تهدم ليس بفعل عوامل الجو والطقس ؛ بل بناء على أوامر ايزابل الشريرة ( 1 مل 18 : 22 )
– كيف بذل ايليا كل الجهد للعثور على الأثنى عشر حجرا الأصلية ، التى كانت قد بعثرت فى كل ناحية وتراكمت عليها الرمال ، فقد كان فى شديد الحاجة اليها بعد فترة وجيزة ، كيف كان يسكب نفسه أمام الله . ويقدم الطلبات والتضرعات من أجل الشعب ، ويمنطق ذاته بالصلوات الحارة استعدادا لتلك الموقعة القادمة .
ان استدعاء النار كان يحتاج الى نفس الصلوات الحارة القوية التى تستلزمها اعادة المطر
اذا فاستجابة النار لم يكن ممكنا أن تتم فى ذلك اليوم ان لم يكن قد صرف الأيام السابقة فى مخدعه فى حضرة الله ، والتلاميذ كان يجب أن يقضوا فترة الأنتظار – طيلة الأيام العشرة – فى الصلاة فى العلية قبل حلول الروح القدس ، معمودية النار فى يوم الخمسين .
" فالآن أرسل واجمع إلى كل إسرائيل إلى جبل الكرمل وأنبياء البعل أربع المائة والخمسين ،
وأنبياء السوارى أربع المائة الذين يأكلون على مائدة إيزابل " ( 1مل 18 : 19 ) .
الكرمل : هو سلسلة من القمم المسطحة على جبل ، وكان بالجبل مذبح للرب قديم ومتهدم ، ربما يرجع إلى عصر البطاركة ، فى أقصى شمال غرب الجبل يوجد دير للكرمليت بأسم إيليا النبى .
اختار إيليا النبى هذا الموضع لأن الكنعانيين كانوا يعتقدون بأن جبل الكرمل هو مسكن الآلهة ، كأنه أراد أن يقيم المعركة بين اللـــــه والآلهة الوثنية فى معقل دارهم .
من جانب آخر يمكن للملكة المتعجرفة أن تشاهد المعركة وهى فى قصرها فى يزرعيل . من على جبل الكرمل يمكن لمن لا يقدر على الصعود إليه أن يرى النار النازلة من السماء من بعيد ، ويرى الكل السحابة القادمة من البحر ، فلا يمكن لأحد أن يضلل الشعب بإخفائه حقيقة المعركة .
الأربعمائة والخمسون نبيا كانوا يعبدون البعل مع أخاب .....
وكانت الملكة تعبد العشتاروت ويخدم معها أربعمائة نبيا ، وقد دعوا أنبياء لأنهم يدعون القدرة على التنبوء ومعرفة المستقبل .
وافق الملك على طلب إيليا ، لأن الضرورة كانت ملحة إذ بلغت المجاعة أشدها ، ومن جانب آخر لم يكن الملك متوقعا ما قد يحدث .
" فتقدم إيليا إلى جميع الشعب وقال :
حتى متى تعرجون بين الفرقتين ؟
إن كان الرب هو الله فاتبعوه ، وان كان البعل فاتبعوه ،
فلم يجبه الشعب بكلمة " ( 1 مل 18 : 21 )
كان الشعب يريد أن يعبد الأثنين معا : اللـــــه والبعل ، فقد تلامسوا مع الله فى قوته وحبه وسمعوا ما صنعه مع آبائهم ، ووجدوا فى البعل ملذات ورجاسات . فظنوا أنهم قادرون أن يمزجوا بين العبادتين ، وأن يقسموا القلب بين الإلهين .
خطة إيليا النبى :
طلب ثورين ، احدهما يختاره أنبياء البعل ويقطعوه ، ويوضع على الحطب ، بدون وضع نار ( إذ يعلم إيليا النبى خداع إبليس واتباعه حرص ألا يضعوا نارا على المذبح ) .....
والثور الثانى يقربه إيليا النبى ، فوق الحطب ولا يضع نارا أيضا ...
جاء الأعداد الذى طلبه إيليا النبى لتقديم الذبيحة مطابقا لما ورد فى الشريعة الموسوية ( لا 1 ) .
أصبح كل شىء جاهز : المذبح ، والخشب ، والذبيحة ... ولكن أين النار ؟
كان اللــــه يؤكد قبولـه للذبيحة بإرسال نار من السماء تلتهمها ( لا 9 : 24 ، قض 6 : 21 ) .
بدأ أنبياء البعل طقوسهم بالدعاء بأسم البعل مع الصياح والرقص .. من الصباح إلى الظهر ؛ فلم يكن من مجيب ..
زاد هياجهم وكانوا يقطعون أجسادهم بالسيوف والرماح .. حسب عادة الوثنيين ( وهذه العادة ما زالت موجودة لدى بعض أصحاب ديانات فى العصر الحالى ) ....
وعند الظهر سخر بهم إيليا ( لثقته أنه محفوظ بالعناية الألهية ) وقال : " ادعوا بصوت عال ، لأنه إله لعله مستغرق أو فى خلوة أو فى سفر أو لعله نائم فيتنبه " ( 1 مل 18 : 27 ) .
ترميم المذبح :
" قال إيليا لجميع الشعب :
تقدموا إلى ،
فتقدم جميع الشعب إليه ،
فرمم مذبح الرب المنهدم " ( 1 مل 18 : 30 ) .
" ثم أخذ إيليا اثنى عشر حجرا بعدد أسباط بنى يعقوب الذى كان كلام الرب إليه قائلا إسرائيل يكون اسمك " ( 1 مل 18 : 31 ) .
رمم إيليا المذبح باثنى عشر حجرا بعدد الأسباط ليعلن رفضه التام لأنقسام المملكة ، مؤكدا أن الله هو إله كل الأسباط ، وأن مسرته أن تقدم ذبيحة واحدة عن الجميع .
رقم 12 يشير إلى ملكوت الله على الأرض ، حيث يملك الثالوث ( 3 ) فى كل جهات المسكونة الأربع ، فمحصلة 3 × 4 = 12 يشير إلى كنيسة الله الممتدة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها ، فيما يلى أمثلة لأستخدام هذا الرقم :
·ضم شعب الله القديم 12 سبطا .
·يحمل رئيس الكهنة على صدرته 12 حجرا كريما ، ويثبت فى ثوبه 12 جرسا إشارة إلى التزامه بالشهادة الحية أينما وجد ( خر 28 ) .
·وضع موسى 12 حجرا عند سفح الجبل ( خر 24 : 4 ) .
·اختار السيد المسيح 12 تلميذا .
·مدينة أورشليم العليا لها 12 بابا ، ثلاثة أبواب من كل جانب .
رتب إيليا الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب فوق المذبح ، أمر بإلقاء 12 جرة ماء على المحرقة والحطب .... حتى لا يعطى فرصة لأدنى شك فى النار هى من قبل الرب .
الدعوة للرجوع الى الله الواحد
طلب إيليا من الله أن يتمجد بكونه إله إبراهيم واسحق واسرائيل ، لم يطلب إيليا مجده الذاتى بل مجد الرب :
" استجبنى يارب استجبنى
ليعلم هذا الشعب انك انت الرب الإله
وانك انت حولت قلوبهم رجوعا ،
فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب
ولحست المياة التى فى القناة " ( 1 مل 18 : 37 – 38 ) .


قال داود النبى فى المزمور :
" ليستجب لك الرب فى يوم الضيق ، ليرفعك اسم إله يعقوب ، ليرسل لك عونا من قدسه ومن صهيون ليعضدك .. ليذكر كل تقدماتك .. ويستسمن محرقاتك ، ليعطيك حسب قلبك ويتمم كل رأيك .. نترنم بخلاصك وبأسم الهنا نرفع رايتنا ، ليكمل الرب كل سؤالك" ( مز 20 : 1-5 )
كانت تقدمته طاهرة ، على مذبح الرب المقدس ، قدمها بقلب نقى ، وهذه الصعيدة الطاهرة اقتبلها الرب .
استجابة الرب كانت بعلامة أكيدة وواضحة ظاهرة أمام الجميع .. لتمجيد اسم الرب القدوس أمام عيون الشعب ...
احتراق المحرقة : علامة قبول الله للذبيحة
احتراق الحطب : يشير إلى رغبة الله ألا يبقى فينا عمل يحترق بالنار
احتراق الحجارة : فإنه يود أن يكون شعبه كله ( 12 حجرا ) ذبيحة حب له ، كما يقدم نفسه ذبيحة حب لفدائهم .
احتراق التراب : فإنه يريد أن ينتزع عنا ترابنا ليقيم عوضا عنه سمواته .
لحس المياة التى فى القناة : فهو يطلب قلوبا لا تغطيعا مياة العالم بل ملتهبة بنار الروح .
كان يمكن للنار التى أكلت التقدمة والحجارة والحطب والتراب ... أن تمتد أيضا لتأكل أنبياء البعل والشعب العاصى .. ولكن رحمة اللــــه واسعة ، فهو يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ....
أراد اللـــه من الشعب أن يتولى أمر أنبيائه الكذبة ، أنبياء البعل ، ليكونوا عبرة للآخرين ، وذكرى لا تنسى للشعب .
قوة عمل الصلاة هى سر النصرة ،
وهدم حصون الأعداء ،
ثم طلب ايليا من الشعب أن يمسكوا الأنبياء الكذبة ولما فعلوا ذلك نزل بهم عند نهر قبشون وذبحهم هناك عقابا لهم على كفرهم وكذبهم ونفاقهم ، ومشورتهم التى كادت أن تتسبب فى هلاك الشعب كله .
لقد اصدر ايليا أمرا باعدام أنبياء البعل .. لقد كان عملا مروعا ذلك الذى أتاه ايليا ، ولكن ماذا كان يستطيع أن يفعل ؟ لقد كانوا شديدى الخطر على مصالح شعبه ، ولو كان قد عفا عنهم كان هذا معناه ترخيصا لهم لينفثوا سمومهم وينشروا عوامل الأرتداد ، اذا كان لا بد من قتلهم . لهذا صدر الأمر من بين تلك الشفتين الشديدتى المراس " امسكوا أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل " .
أما الشعب فكان فى حالة تلزمهم بالطاعة الكاملة ، لقد ادركوا كيف كانوا مخدوعين بدرجة مزرية لذلك التفوا على الأثر حول أولئك الأنبياء الذين امتلأت قلوبهم ذعرا وخوفا ، والذين رأوا أنهم عبثا يحاولون أن يفلتوا من أيديهم وتأكدوا أن ساعتهم قد جاءت .
وعندما مات آخر واحد منهم ، أدرك ايليا أن المطر ليس بعيدا ، ولعله سمع أصوات السحاب وهى مسرعة على البلاد ، لأنه علم – ما يجب أن نتعلمه جميعا – أن اللـــه لا يمكن أن يبارك الأرض أو القلب طالما كان فيه ما ينازعه وينافسه .
ليت الله يطهر قلوبنا من كل ما ينافسه ، ويهبنا ايمان ايليا ، لكى نتقوى نحن أيضا ونفعل المعجزات .
طلبة البار تقتدر كثيرا فى فعلها
رأى ايليا أنه لا داعى للمجاملة لأن الله قد تمجد فى وسط شعبه لذلك طلب من الرب المطر .... وإذ عرف ضعف شخصية آخاب واهتماماته العالمية بالطعام والشراب أكثر من خلاص نفسه ، لذلك قال ايليا لآخاب اصعد كل واشرب لأنه حس دوى مطر .
فصعد آخاب ليأكل ويشرب ، وأما إيليا فصعد الى رأس الكرمل وخر الى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه سجد الى الأرض ، علامة الأنسحاق والتذلل .
نحن لا نكاد أن نراه لأنه قد نسى شخصيته ، وارتمى على الأرض فى تلك الهيئة العجيبة ، لقد وقف منتصبا كبلوطة باشان قبل ذلك ببضع ساعات ، أما الآن فاننا نراه يحنى كالأسلة رأسه ...
حين ننسحق قدام الرب ، الرب ينظر الينا ويستجيب لطلباتنا المقدمة المرفوعة من قلوب منكسرة وأرواح منسحقة . " القلب المنكسر والمنسحق يا اللـــه لا تحتقره " ( مز 51 : 17 ) .
انقطع المطر ثلاث سنين وستة أشهر ، وكان ذلك بصلاة ايليا ، ثم صلى أيضا بلجاجة وبالحاح .. فأعطت السماء مطرا وأخرجت الأرض ثمرها .
ان استجابة اللـــه لمواعيده لم تعط لنا لكى نكف عن الصلاة ! بل بالعكس لكى تحثنا على زيادة الألحاح فى الصلاة ، انها تبين لنا الأتجاه الذى ينبغى أن تتجه اليه صلواتنا ، والى أى مدى ننتظر الجواب ، هى القالب الذى فيه نصوغ صلواتنا الحارة بلا خوف ولا وجل
" وقال لغلامه : اصعد تطلع نحو البحر ،
فصعد وتطلع وقال : ليس شىء ،
فقال : ارجع سبع مرات ،
وفى المرة السابعة قال :
هوذا غيمة صغبرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر ،
فقال : اصعد قل لآخاب اشدد وانزل لئلا يمنعك المطر " ( 1 مل 18 : 43 – 44 ) .
الغيمة الصغيرة التى رآها إيليا قادمة من البحر تشير إلى تجسد الله الكلمة الذى صار كغيمة صغيرة تخفى مجد لاهوته ، قادمة إلى عالمنا لتفيض علينا بمياة الروح القدس . إنه يحول قفر قلبنا إلى فردوس مثمر !
+ + +
كيف سقط الجبـــــــــار؟ ( 1مل 19 )
هروب إيليا إلى بئر سبع
الهروب من وجه الشر :
اخبر أخاب زوجته ايزابل بما فعله إيليا ، وكيف قتل كهنة البعل ، فثارت جدا وقررت قتله ، اضطر أن يهرب إيليا إلى بيت سبع التى ليهوذا ، حيث عاله ملاك هناك .
تهديد ايزابل لإيليا النبى بالقتل :
" فأرسلت ايزابل رسولا الى ايليا تقول
هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد إن لم اجعل نفسك كنفس واحد منهم فى نحو هذا الوقت غدا " ( 1 مل 19 : 2 )
هرب ايليا من وجه ايزابل ، ولم يجد من الشعب الذى آزره فى ذبح الأنبياء الكذبة ، ما يشجعه على مواجهة الشريرة الطاغية ، التى ما زالت تمسك بزمام الأمور فى الأمة كلها .
لم يكن وجود ايليا ضروريا بقدر ما كان فى ذلك الحين ، لأن التيار انقلب ، وسار فى اتجاه اللــــه ، وكان وجود ايليا ضروريا جدا لكى يتزعم القيادة ، ولكى يحفظ الشعب فى امانتهم لألههم الذى أختاروه لعبادتهم ، ولكى يتمم بسياسته الأنسانية سياسته الأصلاحية .
كنا نتوقع أن يستلم رسالة التحذير من ايزابل بفتور ولا مبالاه ، ويجيبها كما أجاب ذهبى الفم – فى فرصة مماثلة – على الأمبراطورة يودوكسيا : " اذهب وقل لها أنى لا أرهب شيئا سوى الخطية " ....
يرى البعض أن إيليا النبى لم يهرب خوفا من ايزابل وشرها وإنما لأجل نفسه أو لأجل حياته مع الرب ، فإنه سار فى البرية مسيرة يوم واشتهى الموت ، فقد شعر بالحاجة إلى عون إلهى لأن مقاومة عبادة اللـــــه كانت عنيفة للغاية .
" ثم سار فى البرية مسيرة يوم حتى أتى وجلس تحت رتمة ،
وطلب الموت لنفسه ،
وقال : قد كفى الآن يارب ، خذ نفسى ، لأننى لست خيرا من آبائى" ( 1 مل 19 : 4 ) .
كان ايليا تحت الرتمة شيئا يختلف تماما عن ايليا فوق جبل الكرمل ، هى النفس البشرية المتلونة والتى لا تثبت على حال ، فهى تارة فى أعلى جبال الشركة مع الله ، ثم لا تلبث أن تهوى تارة أخرى الى بالوعة اليأس .
كان سقوط ايليا محزنا جدا ، وكفى أنه وصم حياته بعار لا يمحى ، وشل نهضة من أقوى النهضات التى رأتها أرض اسرائيل ! والتىكان يرجى منها خير أوفر ، وبعث الرعب واليأس فى قلوب الألوف الذين كانوا قد بدأوا يشحنون عزائمهم من غيرته المتقدة ،
ولعل جوقة من الملائكة قد اصطفت حول النبى الشارد ، وهو منطرح على الرمل ، وانشدت مرثاة كتلك التى أنشدها مرنم اسرائيل الحلو لدى موت شاول ويوناثان فى موقعة جلبوع :
" كيف سقط الجبابرة فى وسط الحرب ، يا رجل الله قد سقطت على شوامخك ، قد تضايقت عليك جدا ، كيف سقط الجبابرة وبادت الآت الحرب " ( 2 صم 1 : 19 ، 25 – 27 ) .
محبــــة اللــــــه فى ثباتها
ولكن شكرا لله الذى أرسل ملاكه اليه تحت الرتمة ، دون أن يناقشه فى شىء ، فقد كانت نفسه ممتلئة بالمرارة والأسى واليأس والقنوط ، والتوتر يملأ عواطفه ، والأنفعال لا يعطيه أية فرصة للمناقشة الهادئة الساكنة ، وكان علاج الله لنفسه أن يطعمه ويريحه ، حتى يهدأ ويسكن ، قبل أن يتكلم اليه أو يحاجه أو يسأله .
وهى الحكمة الالهية التى ينبغى أن نتعلم منها ، كيف نعالج الثورات النفسية عند الآخرين .
الأفضل أن ننتظر ، حتى تستريح أحسادهم ونفوسهم ، قبل أى حديث أو مناقشة .... كان عمل الله الوحيد أن يطعم ايليا ويريحه ، وينتظر أربعين يوما قبل أن يناقشه على جبل الله حوريب .
+ هددت ايزابل إيليا بقتله ، فهرب إلى بئر سبع وتحت رتمة طلب الموت لنفسه ولكن الرب أرسل له ملاكه بكعكة وماء وسار بقوة تلك الأكلة 40 يوما حتى جاء لجبل الله فى حوريب الذى نزلت عليه شريعة موسى . جاءت ريح عظيمة .... ثم زلزلة ... ثم نار ولم يكن الرب فيها ثم كان صوت خفيف منخفض يقول له " ما لك ههنا يا إيليا " فى ضعف ويأس اشتكى النبى شعب إسرائيل فأمره الرب بالرجوع وأن يمسح حزائيل ملكا على آرام وياهو بن نمشى ملكا على اسرائيل وإليشع بن شافاط نبيا عوضا عنه وقال الرب " وقد أبقيت فى اسرائيل 7000 ركبة لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله .
+ + ما أعظم الفرق بين الرب يسوع المسيح الذى قال على الصليب " يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ، وبين كل من :
إيليا الذى أشتكى شعب إسرائيل إلى الله ،.........
وكذلك داود النبى الذى أوصى أبنه سليمان – وهو على فراش الموت - بقتل يوآب بن صروبة ، وشمعى بن جيرا البنيامينى .....
ويونان النبى الذى اغتاظ أن الله رحم شعب نينوى ولم يفنها ...
وتلاميذ السيد المسيح – يعقوب ويوحنا ( لو 9 : 54 ) الذين طلبوا من يسوع أن تنزل نار وتأكل المدينة ....
يالعظم محبة اللــــــه ولطفه نحو البشر .

* على جبل اللــــــه حوريب( 1 مل 19 : 9-21 )
" وكان كلام الرب اليه يقول : مالك ههنا يا ايليا ".( 1 مل 19 : 9 ) .
من الغريب أنه فوق جبل الله حوريب فى سيناء أدرك ايليا الحقيقة التى غابت عنه طويلا ، إن الصوت المنخفض الخفيف ، وليس صوت الريح أو الزلزلة أو النار ، هو الأكثر تأثيرا وقوة وفاعلية ، فإن الثلاثة أصوات الأولى ليست فى حقيقتها سوى الممهد للصوت الأقوى والأعمق ، والأبعد أثرا ، صوت الحب والحنان والرحمة والأحسان والجود والغفران .
وفى لغة أخرى هو صوت الصليب ، الصوت الذى تحدث به موسى وايليا مع المسيح فوق جبل التجلى : " واذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وايليا ، اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذى كان عتيدا أن يكمله فى أورشليم " ( لو 9 : 30 ، 31 ) .
لقد اهلك الله العالم بالطوفان أيام نوح ، وأباد الله سدوم وعمورة بالنيران ، وذبح ايليا أنبياء البعل ، ومع ذلك فالخطية لا تزال تفتك بالبشر ، وهى فى حاجة الى أصوات أخرى .
عاد ايليا انسانا من حوريب ، يختلف الى حد بعيد ، عما كان عليه أولا .
عاش ايليا سنواته الأخيرة أهدأ وأجمل وأقوى ، وأخذ يشرف على مدارس الأنبياء .
انها لحقيقة خطيرة : أن خطية واحدة قد تكون سببا فى تعطيل خدمتنا وأيقاف نفعنا فى كل أيام حياتنا ...
مسح اليشع نبيا :
بلا شك استراح قلب إيليا حين دعاه الرب ليمسح أليشع نبيا عوضا عنه ، فالخادم الحى يفرح ويسر بامتداد الخدمة بعد خروجه من العالم .
" فذهب من هناك ،
ووجد اليشع بن شافاط يحرث وأثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثانى عشر ،
فمر إيليا به وطرح رداءه عليه ،
فترك البقر وركض وراء إيليا وقال :
دعنى أقبل أبى وأمى وأسير وراءك ،
فقال له اذهب راجعا ، لأنى ماذا فعلت لك ، ( 1 مل 19 : 20 ).


لم يرد ايليا هذا التأجيل إذ قال له : " اذهب راجعا ، ماذا فعلت لك ؟ " كأنه يقول له :
" لم أدعك للعمل النبوى ، بل الله هو الذى دعاك فلماذا تؤجل البدء فى العمل ؟ لترجع إن أردت لا لتودع والديك فحسب بل وتبقى مع أصدقائك وأرضك "
ولعله قال هذا لكى يؤكد أن الدعوة ليست إلزامية ، فالله لا يكره أحدا على خدمته ، ليرجع ويختار بكامل حرية إرادته الطريق الذى يبتغيه .
" فرجع من ورائه وأخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر ،
وأعطى الشعب فأكلوا ،
ثم قام ومضى وراء إيليا ، وكان يخدمه " ( 1 مل 19 : 21 ) .
كان اليشع غنيا جدا ، وعندما رجع لا ليفكر فى قبول الدعوة أو رفضها ولا فى اختيار الوقت للبدء فى العمل ، بل للحال ذبح كل الثيران التى للمحاريث الخشبية واستخدم المحاريث حطبا وقدم طعاما للشعب .
هكذا أراد أن يصفى كل أموره المادية الأرضية ليتفرغ للخدمة.


من وحى 1 ملوك للقمص تادرس يعقوب
لأراك على جبل حوريب
+ عند سفح الجبل عسكر الشعب .. فرأوا الجبل يحترق والدخان يملأ السماء .
الصخور تزلزلت ، والريح العاصف مملوء رهبة ورعبا ..
أما موسى فكان على الجبل يتسلم من يديك شريعتك ..
كانت قلوب الشعب تهتز مضطربة جدا ..
وكان قلب موسى يهتز طربا ، إذ التقى بخالقه المحبوب ...
+ على ذات الجبل التقى بك إيليا النبى .. حدث ريح عاصف وزلزلة ونار ..
ولكن وسط الصوت الهادىء الخفيف تمتع بالحوار معك ، نسى إيليا مقاومة ايزابل له ،
زال اليأس من قلبه ، وأدرك القلة القليلة المقدسة لك ،
لقاؤه معك ملأ قلبه رجاء ، فتح أبواب السماء أمام عينيه .
+ نزلت يا إلهى إلى أرضى ، ولدت فى مزود حتى أتمتع برؤياك ...
لا أعود أسمع صوت ريح عاصف .. ولا ارتبك من زلزلة ، ولا أخشى نارا ،
فإن إله الطبيعة جاء إلى لا يصيح ولا يسمع أحد صوته ..
لأراك فى داخلى وأتمتع برؤياك .. أدخل معك فى حوار حب لا ينقطع ..
أنسى وادى الدموع ، ولا أخشى الأحداث ، اتمتع بك ياشهوة قلبى .
+ + +
قتــــــل وورث
* لقاء ايليا النبى بأخاب الملك عند نابوت اليزرعيلى
" وحدث بعد هذه الأمور أنه كان لنابوت اليزرعيلى كرم فى يزرعيل بجانب قصر أخاب ملك السامرة :
" فكلم أخاب نابوت قائلا :
اعطنى كرمك فيكون لى بستان بقول ،
لأنه قريب بجانب بيتى ،
فأعطيك عوضه كرما أحسن منه ،
أو إذا حسن فى عينيك أعطيتك ثمنه فضة ، فقال نابوت لأخاب :
حاشا لى من قبل الرب أن اعطيك ميراث آبائى " . ( 1 مل 21 : 1 – 3 ) .
بعد أربع سنوات أو خمس من القضاء على أنبياء البعل ، عاد الشر الى جولة أخرى فى مواجهة مع الخير ، والظلم والأستبداد أمام الحق الإلهى .
كان آخاب الملك يزداد سوءا ومصيره يزداد بشاعة ، ذهب آخاب الى كرم نابوت ليرثه ، بعد المؤامرة التى دبرتها زوجته ايزابل الشريرة للتخلص من نابوت اليزرعيلى الذى رفض اعطاء الكرم لآخاب ميراثه الذى أخذه عن آبائه واجداده بقوله : " لا أعطيك ميراث آبائى " 1 مل 21
والتقى به ايليا هناك ليقول له : " هل قتلت وورثت أيضا " ( 1مل 21 : 19 ) .
1- ميراث رهيب
والحقيقة المحزنة هى أن الميراث الرهيب من الجائز أن يصل اليه الأنسان فى أرض الفساد والظلم ، رغم كافة الحواجز التى يمكن تجاوزها أو تجاهلها أو تخطيتها بكل قوة وعنف ... طلب آخاب كرم نابوت لكى يحوله إلى بستان بقول ، وقال له انى مستعد أن أعطيك ثمنه أو كرما أحسن منه ، وكان ممكن لنابوت أن يرضى لولا أن الشريعة تمنع ذلك إذ لا يجوز لإنسان أن يتصرف فى ميراث آبائه .
سخرت ايزابل من زوجها آخاب لعدم قدرته على التصرف – حتى ولو بالظلم – وهذا المشهد يتكرر كثيرا فى الحياة ، وهذا المنظر المأساوى يحدث كثيرا بين بنى البشر .
قال السيد : " لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى الى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه " ( مت 7 : 13 ) .
قد ينجح الشر فى الجولة الأولى من المعركة ، ولكنه هيهات أن يكسب المعركة .
2- ميرلث مخجل
اننا نقيس أمورنا لا على حساب حاجاتنا ، بل على حساب جيراننا ، اذ لا أريد أن يظهر مجد آخر الى جانب مجدى ، أو سلطان آخر بجوار سلطانى أو نفوذ الى جانب نفوذى ، وكل بساتين الدنيا أو كرومها لا تساوى البستان الصغير الذى يملكه جارى .... يا له من طمع مخجل ! .. بل يا له من ميراث قبيح ! ...
ذاك الذى لا أستطيع الحصول عليه إلا بالكذب والخداع والغش ، وايزابل الشريرة كتبت رسائل بأسم آخاب وختمتها بخاتمه وأرسلت الرسائل الى الشيوخ والأشراف الذين فى مدينته الساكنين مع نابوت ، ليشهدوا أنه قد جدف على أسم الله وعلى الملك ، ثم أخرجوه ورجموه !! ..
نفس التهم تكررت مع السيد له المجد : فقد وقف رئيس الكهنة ليعلن " لقد جدف ، ما حاجتنا بعد إلى شهود " ! والتهمة الثانية أنه يقاوم قيصر ( الملك ) ... وأخرجوا البار خارجا وعلقوه على الصليب !!!! ....
الفرق الوحيد أن زوجة بيلاطس الأممية أقرت ببراءة السيد المسيح ... بينما ايزابل الأسرائيلية كانت هى المحرضة على القتل ! .
3- ميراث مقلق
ذهب أخاب ليستمتع بالكرم الذى ورثه ، ولعل الكرم كان جميلا ظليلا ، وكانت عناقيده حلوة ولذيذة ، وكان موقعه بديعا ، وأخاب يستطيع أن يمتع نظره ، ويذهب اليه ليستظل به من حر النهار ، بل يستطيع أن يأكل منه ما يشاء دون أن يمنعه أحد ، هل أستراح الملك ؟
لقد أضحت الظلال ظلاما ، والعناقيد علقما ، والكرم سجنا رهيبا ، اذ سمع صوت الله العادل هناك !!
" هل قتلت وورثت أيضا " ؟ !
" هل أكلت من الشجرة التى قلت لك أن لا تأكل منها "؟...
" أين هابيل أخوك ؟ ......
أنه نفس الصوت يتكرر فى كل جيل ...
الرضا على الظلم ، هو بعينه الظلم ، والقتل بأمر أخاب أو بأمر ايزابل أو بأمر الشيوخ ؛ هو الدم الذى يتحمله أخاب أولا وأخيرا !!
لم يتمتع الرجل بالكرم كما كان يشتهى ، لأنه فى قلب الكرم سمع عن مصيره المفجع ، ومصير بيته .
" هكذا قال الرب : فى المكان الذى لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك أنت أيضا " ( 1 مل 21 : 19 )
" من مات لآخاب فى المدينة تأكله الكلاب ومن مات فى الحقل تأكله طيور السماء " . ( 1 مل 21 : 23 – 24 ) .
وتكلم الرب عن ايزابل أيضا قائلا : إن الكلاب تأكل ايزابل عند مترسة يزرعيل .
وعندما سمع عقاب الله على فم ايليا النبى بسبب قتله نابوت ليرث حقله ، جعل مسحا على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت " .
غير أن هذا الحزن لم يكن ندما على الخطية ، بقدر ما هو خوف من العقاب الصارم الذى سيلقاه . فماديته جعلت قلبه لا ينشغل بالله ، ومع هذا نجد أن الله يتراءف عليه قائلا للنبى :
" هل رأيت كيف اتضع أخاب أمامى ، فمن أجل أنه قد اتضع أمامى لا أجلب الشر فى أيامه بل فى أيام ابنه أجلب الشر على بيته " ( 1 مل 21 : 28 ، 29 ) .
الله يطيل أناته على الأنسان لكى يتوب ويرجع فينال الرحمة والغفران من عند الرب ، ولكن حينما يقسى الأنسان قلبه ويتصلت ويصر على عناده ولا يفيق من غفلته ويرجع عن طريق ضلاله بالتوبة والندامة فتكون النتيجة الهلاك .
لقد تمت كل التهديدات التى نطق بها ايليا ، صحيح أن أخاب أجل اتمامها بتوبة جزئية دامت ثلاث سنوات ، ولكنه فى نهاية تلك المدة عاد الى طرقه السريرة ، فتمت كل التهديدات بحذافيرها ، اذ أنه جرح بقوس غير متعمد فى راموت جلعاد "
وجرى دم الجرح الى حضن المركبة " ولما غسلت المركبة فى بركة سلوام لحست الكلاب دمه .
وبعد عشرين عاما عندما أرسل ياهو ليفتقد جثة ايزابل لدفنها
" لم يجدوا منها الا الجمجمة والرجلين وكفى اليدين " أما الباقى فقد التهمته الكلاب المفترسة ، اذ كانت الجثة منطرحة فى نفس المكان الذى قتل فيه نابوت ( 2 مل 9 : 35 ) ، لتشهد أن الحسن غش والجمال باطل والشهوة فانية ، وأن الحكمة البشرية تغرق صاحبها فى العطب والهلاك .
أما جثة يهورام أبنهما فقد تركت فى نفس المكان دون أن تدفن ، كأمر ياهو الذى لم ينس قط تلك الكلمات الرهيبة .
.... وحقا قيل " لأن فوق العالى عاليا يلاحظ والأعلى ( أى الرب ) فوقهما " ( جا 5 : 8 )
وهنالك أيضا – فى الأيام التالية – هزمت جيوش اسرائيل شر هزيمة مرارا ، وتشبعت الأرض بدمائهم يقينا أن اللــه صادق ليس فقط فى مواعيده بل أيضا فى وعيده .
لقد تمت حرفيا كل كلمة نطق بها ايليا ، لأن الله صادق على كل كلمات عبده وقد أيدت الأيام المتعاقبة صدقه مرارا .
أخزيا يخلف والده أخاب
" أخزيا بن أخاب ملك على اسرائيل فى السامرة فى السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ،
ملك على اسرائيل سنتين ، وعمل الشر فى عينى الرب ، وسار فى طريق أبيه وطريق أمه ، وطريق يربعام بن نباط الذى جعل إسرائيل يخطىء ، وعبد البعل وسجد له ، وأغاظ الرب إله إسرائيل حسب كل ما فعل أبوه " ( 1 مل 22 : 51 – 53 ) .
مع قصر مدة حكم أخزيا إلا أنها كانت غاية فى الشر ، لم يحتفظ فقط بالوثنية التى أدخلها يربعام ، وإنما بعبادة البعل التى أدخلتها إيزابل . لقد سمع عن الخراب الذى حل ببيت يربعام ورأى والده قد دمره الأنبياء الكذبة ومع ذلك لم يتعظ .
لكى نستطيع أن ندرك كل هذه الحوادث التى حدثت فى العهد القديم ، من قتل للأنبياء الكذبة ، أو احراق رسل أخزيا ، أو ..... الخ ، يجب أن ننسى أننا نعيش فى العهد الجديد الذى أهم مايميزه الرحمة الرقيقة ، ونتخيل أنفسنا أننا نعيش فى العصر الذى أنتهى بالجلجثة .
هذا الدرس لقنه السيد المسيح لتلاميذه بعناية خاصة ، عندما طلب منه تلاميذه يعقوب ويوحنا أن تنزل نارا من السماء ( كما فعل ايليا ) وتحرق القرية التى رفضت أن تستضيف المخلص وتلاميذه ، فالتفت إليهما يسوع وقال لهما لستما تعلمان من أى روح أنتما ( لو 9 : 54 ، 55 ) .
وكأن السيد المسيح قد قال لهما : اذكرا بأنكما وقد تبعتمانى انتقلتما الى عصر جديد ، وأن الأمور فى ملكوت السموات ستسير على مبادىء جديدة تختلف كل الأختلاف عن تلك المبادىء التى عهدتماها ، أننى سوف لا أنقض الناموس ولا الأنبياء ، ولكننى سأدخل عليهما قانونا يكملهما بنظام إلهى جديد ، لقد بدأ عهد الرحمة منذ الآن .
+ + +
إيليا واخزيا بن آخاب ورئيس الخمسين
تملك أخزيا بن آخاب ومرض فأرسل ليسأل بعل زبوب الوثن فتراءى إيليا لرسل الملك وطالبهم أن يخبروا ملك إسرائيل " أليس لأنه لا يوجد فى اسرائيل إله أرسلت لتسأل بعل زبوب إله عقرون لذلك السرير الذى صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت " ( 2 مل 1 : 6 ) ...
عرف الملك أنه إيليا فأرسل خمسين جنديا وقائدهم الذى نادى إيليا " يا رجل الله .. الملك يقول إنزل " . أجاب إيليا " إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك ، فنزلت نار وأكلتهم ....
أرسل الملك خمسين آخرين وقائدهم فأكلتهم النار ....
فعاد وأرسل خمسين ورئيسهم ....
+ صعد رئيس الخمسين الثالث إلى الجبل وجثا على ركبتيه وقال : " يا رجل الله لتكرم نفسى وأنفس عبيدك فى عينيك هوذا قد نزلت نار من السماء وأكلت ... "
هنا قال ملاك الرب لإيليا : " انزل معه لا تخف منه " نزل إيليا وذهب للملك وأخبره بقضاء الرب عليه بالموت ...
+ القائد الثالث سلك سكة الأتضاع فنجا من الموت وقيل " تذللت فخلصتنى ... أنا تذللت جدا " ( مز 116 : 6 ) .
وهنا تجول فى خاطرنا فكرة عن لطف السيد المسيح ووداعته : كان يستطيع أن ينزل نارا من السماء لتبيد أولئك الجند الذين أتوا اليه فىجثسيمانى لألقاء القبض عليه ، لم ينطق بتلك الكلمة ، كم كان منظرا مدهشا اذ وقفت جنود الملائكة منتصبة فى كبد السماء تنتظر كلمة واحدة منه لأنقاذه ، ولكنها بقيت منذهلة لم تتلق حتى اشارة واحدة .
النار الوحيدة التى طلبها فكانت نار الروح القدس " جئت لألقى نارا على الأرض فماذا أريد لو اضطرمت " ( لو 12 : 49 ) .
+ ما أعظم الفرق بين الناموس والنعمة : هنا 153 جندى هلك منهم 102 بنار إيليا ونجا القائد الثالث وخمسينه .
أما بعد قيامة الرب إصطاد الرسل 153 سمكة لم تضع واحدة منها فما بال حال النفوس التى إفتداها الرب بدمه ، قيل عن الفرق بين الناموس والنعمة فى ( عب 12: 18 ) :
" لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزاد لهم كلمة ... وكان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد . بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحى أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل " .
* ايليا والمركبة السماوية
كان اليشع يخدم ايليا وكان معه ، غير أنه ليس مذكورا فى التاريخ من زمان دعوته الى زمان اصعاد ايليا .
وقد عرف ايليا زمان انتقاله قد قرب ، وربما عرف اليشع أيضا أن سيده سيفارقه ولكن فى قلبيهما ما لا يقدران أن يعبرا عنه بالكلام .
كان ايليا على وشك الوقوف أمام الرب فى السماء وعلى اليشع أن يتسلم منه أثقال الخدمة وأخطارها ، وكانا مزمعين أن يفترقا .
وكان الرب قد رسم لأيليا حوادث تلك الساعات الأخيرة فأرسله ليزور الأنبياء فى محلاتهم المختلفة ويكلمهم كلامه الأخير ، وربما طلب ايليا من اليشع أن يمكث فى الجلجال لأنه أراد الأنفراد قبل انتقاله ، أو لأنه أشفق على خادمه ، أو لأنه قصد امتحان محبته وأمانته .
واليشع أظهر محبته الشديدة بقوله :
" حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك " ( 2 مل 2 : 5 ) .
وبعد زيارة مدارس الأنبياء ذهب الى برية فى عبر الأردن ليكون صعوده فى مكان منفردا كما صعد موسى ليموت فى جبل نبو .
وذهب خمسون رجلا من بنى الأنبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد ، ووقف كلاهما بجانب الأردن ، وأخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما فى اليبس .
وضرب ايليا النبى الماء كما مد موسى عصاه فانشق البحر وكما انفلق نهر الأردن أمام يشوع .
وكان عمل ايليا شهادة لأسرائيل لينتبهوا الى كلامه فيخلصوا من عبودية أشر من عبودية مصر ويدخلوا راحة أعظم من راحة كنعان .
وقال ايليا لأليشع اطلب ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك ؟
وطلب اليشع من أيليا أن يكون له نصيب أثنين من روحه ، وفى ( تث 21 : 17 ) فإن نصيب أثنين من مال الأب هو من حقوق البكر ، كأن الأنبياء أبناء لأبيهم الروحى أى لأيليا ، وطلب اليشع أن يكون أولهم ورئيسهم كالبكر بين الأولاد .
ولا ننسب لاليشع الطمع والكبرياء فى هذا الطلب ، لأنه طلب أن يكون الأول فى الخدمة والخطر والتعب .
والطمع من هذا النوع هو من الفضائل والواجبات .
وقال ايليا لقد صعبت السؤال : كان الأمر صعبا على اليشع لأنه ربما لم يشعر بعظمة الخدمة التى كانت أمامه ، وصعبا على ايليا ، لأن تعيين خليفته ليس له بل للرب .
وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا فى العاصفة الى السماء ، وكان اليشع يرى ويصرخ يا أبى يا أبى مركبة اسرائيل وفرسانها .. ولم يره بعد .
لا شك أن هذا المنظر بقى فى ذاكرة اليشع كل أيام حياته ، وبه تقوى ايمانه ليقول فى وقت المقاومة : " الذين معنا أكثر من الذين معهم " ( 2 مل 6 : 16 ) .
ومن ذلك الوقت فصاعدا لم يكن ايليا سيده بل الرب .
ورفع اليشع رداء ايليا الذى سقط عنه ورجع ووقف على شاطىء الأردن ، فأخذ رداء ايليا الذى سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله ايليا ، ثم ضرب الماء أيضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع .
أخذ اليشع رداء ايليا لا ليلبسه بل اشارة الى المقام الذى تسلمه من ايليا ، وضرب الماء فانفلق كما فى الأول حينما ضربه ايليا.
أسباب هذا الأنتقال :
1-لا شك فى أن الأسباب الرئيسية هو أن يكون شهادة لجيله ، فقد كان البشر فى عصره غارقين فى شهواتهم ، منغمسين فى ملذاتهم ، لا يفكرون فيما وراء هذه الحياة ، أما اليهود فان أقصى ما استطاعوا الوصول اليه هو تكوين فكرة غامضة عن الحياة الأخرى ، لعل هذه الفكرة زادها غموضا وظلاما انحرافهم فى تيار العبادة الوثنية وانغماسهم فى الخطية .
أما انتقال ايليا فقد اعطاهم برهانا مقنعا على وجود عالم روحى دخله الأبرار ، وعلى أن الروح لا تموت بموت الجسد ، بل تنتقل الى حالة أسمى ووطن لائق بها .
2-كان هناك سبب آخر هو رغبة الله فى تدعيم أقوال عبده وخادمه الأمين بطريقة عجيبة ، كان يسيرا على رجال ذلك العصر أن يحدوا من قوة خدمة ايليا باتهامه أنه مجرد انسان متحمس مهيج مثير للقلاقل والفتن ولعله كان من الهين أن يظنوا أن تهديداته وانذاراته بدأت وانتهت بنفسه ، ولو كانت حياته انتهت بمرض الشيخوخة لأذدادوا تقسيا فى طرقهم المعوجة ، وتوغلا فى شرورهم ، فكيف كان ممكنا أن يعرفوا أنه انما نطق بحق الله ؟
ولكن شفاة المجدفين والمتقولين قد ابكمت عندما ختم الرب على خدمة عبده بهذا الختم العجيب .
التجـلـى
" وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين ، وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور ، واذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه ، فجعل بطرس يقول ليسوع يارب جيد أن نكون ههنا ، فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال ، لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة ، وفيما هو يتكلم اذ سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا : هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ؛ له اسمعوا " ( متى 17 : 1 – 5 ) .
التجلى هو الدخول بالنفس إلى تذوق الحياة الآخروية ، لترى عريسها قادما فى ملكوته ، معلنا لها أمجاده الإلهية بالقدر الذى يمكنها أن تحتمله وهى بعد فى الجسد ، هذا العمل الذى تحقق بطريقة ملموسة على جبل تابور أمام ثلاثة من التلاميذ ؛ ونبيين من العهد القديم هما موسى وإيليا .
التجلى هو اعلان " الملكوت السماوى " الممتد فوق كل حدود الزمان ، أرتبط التجلى بأحداث الصليب والقيامة ، فإنه لا يمكن للمؤمن أن يرتفع على جبل التجلى ليرى بهاء السيد ، ما لم يقبل صليبه ، ويدخل معه الآمه ليختبر قوة قيامته .
لعل السيد أحضر موسى وإيليا كمثلين للتلاميذ فيغيروا منهما فى الأمور الحسنى ، فتكون لهم وداعة موسى وغيرة إيليا على مجد الله .
جاء موسى النبى إلى حضرة الملك المسيا ممثلا الأعضاء الراقدة فى الرب ، النفوس التى رحلت عنا بالجسد لكنها مرتبطة معنا حول المسيح الواحد الذى يملك على الجميع ، وأما إيليا النبى فجاء يمثل الأعضاء المجاهدة إذ لم يمت إيليا ... وكأن الكل يلتقون معا كأحياء فى الرب .
أراد السيد أن يخبر تلاميذه أن له سلطان على الموت وعلى الحياة ، إن كان موسى قد تسلم الناموس وإيليا يمثل الأنبياء ، فإن تجلى السيد بينهما إنما يشير إلى أنه هو غاية الناموس ومركز النبوات .
موسى وإيليا يمثلان رجال العهد القديم ، وبطرس ويعقوب ويوحنا يمثلون رجال العهد الجديد ، وكأن السيد المسيح هو مركز الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ، أو هو سر خلاص الكل ومشتهى الجميع .
موسى النبى جاء شاهدا على أن السيد ليس مجدفا على الناموس كما يدعى اليهود ....
وإيليا شاهدا على مجد الله فى شخص أبنه الحبيب يسوع ......
لقد رفض يسوع أن يعطى آية من السماء للكتبة والفريسيين ، وهاهو يعطى علامة من السماء لتلاميذه الأبرار ليزيد إيمانهم ، ....
إيليا يمثل البتوليين فى ملكوت السموات .. . . وموسى يمثل المتزوجين ......
" فسأله تلاميذه قائلين : فماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى أولا ، فأجاب يسوع وقال لهم : إن إيليا يأتى أولا ويرد كل شىء ، ولكنى أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا " ( متى 17 : 10 – 12 ) .
كان للكتبة معرفة نظرية ، فقد فهموا من النبوات أن إيليا يسبق مجىء المسيا ، جاء ولكنهم لم يعرفوه أو قبلوه ، إنما عملوا به ما أرادوا ...
من هو إيليا إلا يوحنا المعمدان ، إذ " فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " ( متى 17 : 13 )
لقد جاء يوحنا بروح إيليا ، لا بمعنى أنه تقمص روحه ، وإنما يحمل فكره النارى وغيرته الملتهبة على مجد الله ، وحياته النسكية فى البرية ، ليمهد الطريق بالتوبة من أجل المسيا المنتظر .
دروس مستفادة من حياة إيليا
1-كان ايليا انسان تحت الآلام مثلنا
2-الوقوف أمام الله
3-قيمة الأختباء
4-الطاعة الكاملة لصوت الله
5-إيليا النبى والوداعة وطول الأناة
6-شجاعة إيليا
7-الدعوة للرجوع إلى الله الواحد
8-قوة الأيمان سر استجابة الصلاة
9-طلبة البار تقتدر كثيرا فى فعلها
10-الهروب من وجه الشر
إيليا رمـــــز للسيد المسيح
+ يرمز إيليا الطوباوى إلى ربنا ومخلصنا ، كما اضطهد إيليا بواسطة اليهود هكذا ربنا إيليا الحقيقى الذى دانه اليهود واحتقروه .
ترك إيليا شعبه ، وهجر المسيح المجمع ،
رحل إيليا إلى البرية ، وجاء المسيح إلى العالم
أطعم إيليا فى الصحراء بواسطة الغربان ، بينما انتعش المسيح فى صحراء هذا العالم بإيمان الأمم .
+ كما قام ربنا وصعد إلى السموات ، هكذا أخذ إيليا إلى السماء فى مركبة نارية .
موسى وإيليا
كثيرا ما ترتبط شخصيتا موسى وإيليا معا ، خاصة بظهورهما دون سواهما من رجال العهد القديم عند تجلى السيد المسيح ، وتمتعهما دون سواهما من الأنبياء بالصوم لمدة أربعين يوما .
موســى النبــى
إيليـــا النبــى
·التقى مع الله فى حوريب

·أعلن الله ذاته خلال النار ( خر 3 : 21 )
·أطعمه المن من السماء ( خر 16 )
·أكد أن الرب هو الله ( تث 6 : 4 )
·خلفه يشوع " يهوة مخلص "
·جاء موته سرا ( تث 34 )

·عند الأردن سلم القيادة ليشوع .

·ظهر مع السيد المسيح فى التجلى ( مت 17 : 3 ) .
·تحقق معه نفس الأمر (1 مل 9: 8 – 11)
·نزول نار الرب على الذبيحة (18 : 38 )
·أرسل له غربان تطعمه ( 17 : 8 – 16 )
·فعل نفس الأمر ( 18 : 37 – 39
·خلفه إليشع " الله خلاص "
·صعد بطريقة سرية ( 2 مل 2 : 11 ، 12
·عند الأردن سلم القيادة لإليشع ( 2 مل 2 : 13 ، 14 )
·تمتع بنفس الأمر ( مت 17 : 3 ) .
بركــــــة وشفاعـــــــة النبى العظيم
إيليا النبـــــى
تكون معنا ،، آمين


Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تساعية ايليا النبي الحيّ

تُتلى هذه الصلوات الثلاث في كل يوم من أيّام التساعية :
أيها الإله القدير. يا من أقمت لهداية شعبك إسرائيل إيليّا النبي ودرّعته بقوّتك الإلهية، فحارب تحت رايتك الملوك الأشرار وكهنة البعل الأغرار فانتصر عليهم وأرجع شعبك إلى طاعتك، تنازل ودرّعنا بقوّتك الإلهية للظفر بأعدائك وأعدائنا فنمجّدك الآن وإلى الأبد. آمين.
(الأبانا والسلام والمجد) .
أيها الإله الصبؤوت. يا من اخترت منذ البدء شعباً خاصاً فسهرت على مقدّراته وسحقت أعداءه أمامه. أطعمتَه المنّ والسلوى وأرويته من ينابيع الخلاص، ولمّا شذّ هذا الشعب وعبد البعل والأوثان بعثت إليه بنبيّك إيليّا الذي نفخت به من روحك فالتهب قلبُه غيرة على مجدك وخلاص شعبك وراح ينذره بالكلام والعجائب وتمكّن من إرجاعه إلى عبادتك. تنازل وامنحنا بشفاعته المقبولة لديك مغفرة خطايانا وشفاء أمراضنا لأجل تمجيد اسمك وسعادتنا الزمنيّة والأبديّة معاً آمين.
(الأبانا والسلام والمجد) .
أيها الإله القدّوس ربّ الجنود أنت الذي خلقت البشر على صورتك ومثالك وخلقت لهم كلّ ما حَسُن لديك أن تخلق في سبيل حياتهم الزمنية وفوق هذا قد أعدَدتَ لهم السعادة الأبدية فتوصّلا إلى هذه الغاية الشريفة قد اخترت أشخاصاً: آباء وأنبياء ووضعت فيهم قدرتك الإلهية وفي مقدّمة هؤلاء الأبطال هو نبيّك الكبير مار الياس الحيّ الذي آتيته قوّة اجتراح العجائب فاجترحها، أقام إبن الأرملة من الموت وكثّر زيتها ودقيقها، وأنزل النار من السماء ثلاثاً والأمطار بغزارة، فعاد الشعب عن غيِّه إلى عبادة ربّه. تنازل الآن واسكب علينا بشفاعته شآبيب النعم الروحية والجسدية فنبلغ إلى السعادة الأبدية. آمين.
(الأبانا والسلام والمجد) .
يا مار الياس الحيّ : تضرّع لأجلنا
اليوم الأول
أيها النبي إيليّا، يا من كان رمز الوفاء والإخلاص لله عزّ وجلّ ، فكانت يد الربّ معك تؤازرك في جميع أعمالك، ابتهل إليه ليمدَّ لنا يد المعونة، نحن الخطأة غير المستحقّين، ويسدِّد خُطانا إلى عمل الخير، ويساندنا في ساعة الشِّدة، فنبقى أوفياء له في السّراء والضرّاء، على مثالك. توسّل إليه معنا ليهبنا بشفاعتك ما نطلبه من النِّعم، ويستجيب دعاءنا، إذا كان مطابقاً لمشيئته الإلهية وموافقاً لخلاص نفوسنا.
(أبانا، السلام، والمجد)
اليوم الثاني
أيها النبيّ المجيد إيليّا، لقد ابتهلت إلى الربّ سبع مرّات ليرسل المطر إلى الأرض العطشى، فاستجاب الربّ صلاتك وأنزل المطر غزيراً. نتوسّل إليك الآن أيضاً، ان تبتهل إلى الربّ ليروي الأرض بالخيرات ونفوسَنا الظمأى بوافر نعَمه، فننتعشَ ونفرح ونمجّد اسمه القدّوس. هَبنا أيها الربّ الرؤوف، بشفاعة نبيّك الكريم، ما نسأله من جودتك، واستجب دعاءنا، إذا كان مطابقاً لمشيئتك الإلهية وموافقاً لخلاص نفوسنا. آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .
اليوم الثالث
أيها النبيّ المُجير مار الياس الحيّ، يا مَن لبّى أوامر الربّ بغيرة متّقدة، فرضيَ عنك وأمرَ الغربان بأن تقوتك إبّان المجاعة، نتوسّل إليك نحن غير المستحقّين، أن تبتهل إلى سيّد الخليقة، الذي يدبّر هذا الكون بعنايته الإلهية الساهرة، أن ينظر إلينا بعين الرضا ويقوت نفوسنا وأجسادنا بخيراته الوافرة، ويمنحنا ما نسأله من النِّعم، ويستجيب طلبنا، إذا كان مطابقاً لمشيئته الإلهية وموافقاً لخلاص نفوسنا. آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .
اليوم الرابع
أيها النبيّ العظيم مار الياس الحيّ، يا من بارك بأمر الربّ ملءَ راحة من الدقيق في جرّة وقليلاً من الزيت في قارورة، عند المرأة الأرملة، فأكلت معك هي وابنها من خير الربّ، أيّاماً كثيرة، نتوسّل إليك أن تضرع إلى الربّ المتحنّن ليعُولنا نفساً وجسداً من مواهبه الوافرة ويستجيب سؤلنا، إذا كان مطابقاً لمشيئته الإلهية وموافقاً لخلاص نفوسنا. آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .
اليوم الخامس
أيها النبي المُغيث مار الياس الحيّ، الذي كان بنعمة الربّ مقتدراً على القول والعمل، يا مَن تضرّع إلى الله بحرارة فأقام إبن الأرملة من الموت وردّه حيّاً إلى أمّه فملأ قلبها فرحاً عوَض الحزن، ابتهل إلى الله القدير أن يُحيي إيماننا الفاتر، فنعترف كتلك الأرملة، بأنّك رجل الله وأنّ كلام الربّ في فمك حقّاً. توسّل إليه أن يستجيب طلباتنا، إذا كانت مطابقة لمشيئته الإلهية وموافقة لخلاص نفوسنا، آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .
اليوم السادس
أيها النبيّ الغيور مار الياس الحيّ، يا مَن غَلَب كهنة البعل بصلاته الحارّة، إذ أنزل ناراً من السماء على المحرقة، فأكلت اللحم والحطب والحجارة ولحسَت الماء الذي كان حول المذبح، نتوسّل إليك أن تُضرم قلوبنا بنار المحبّة الإلهيّة، وبالغيرة المتّقدة على مجد الربّ. إشفع فينا لدى مُحبّ البشر ليستجيب ابتهالاتنا إذا كانت مطابقة لمشيئته الإلهيّة وموافقة لخلاص نفوسنا. آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .
اليوم السابع
السلام عليكَ أيها النبيّ المكرّم إيليّا، الملاك الأرضي، الإنسان السماويّ، إنّ الله تراءى لك في جبل حوريب، لا في الريح العاصفة ولا في الزلزلة الرهيبة ولا في النار الآكلة، بل في النسيم اللطيف. نسألك، أنتَ الذي شاهد مجد الربّ يسوع في تجلّيه الإلهيّ على جبل ثابور، أن تضرَع إليه لكي ينير نفوسنا وقلوبنا بسناء لاهوته ويمنحنا بشفاعتك ما نسأله، إذا كان مطابقاً لمشيئته الإلهيّة وموافقاً لخلاص نفوسنا، آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .
اليوم الثامن
أيها النبيّ الباسل مار الياس الحيّ، يا مَن استمات دفاعاً عم المظلومين فجابه الملك الطاغية آحاب وزوجته الشريرة إيزابل، وأنّبهما على ما ارتكباه من مآثم ومظالم، نبتهل إليك أن تضرَع إلى الربّ ليضع في قلوبنا نصيباً من روحك فنعامل جميع الناس بالإستقامة والعدالة. ونسأله تعالى بشفاعتك، أن يستجيب طلباتنا، إذا كانت مطابقة لمشيئته الإلهيّة وموافقة لخلاص نفوسنا. آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .
اليوم التاسع
أيها السيّد الربّ إلهنا، يا مَن رفع نبيّه الكريم مار الياس بمركبة ناريّة إلى المجد السماويّ، فاستحقّ بذلك أن يُسمّى حيّاً، نسألك بشفاعته نحن غير المستحقّين، أن ترسل يدك من عُلوّ مسكنك المقدّس لتكون معنا كما كانت مع إيليّا، وتقودنا إلى مجد قيامة ابنك الحبيب يسوع المسيح، مع أمّه الفائقة القداسة، سيّدتنا مريم العذراء، في دار النّعيم. ونتوسّل إليك أن تستجيب طلباتنا إذا كانت مطابقة لمشيئتك الإلهية وموافقة لخلاص نفوسنا. آمين.
(أبانا، السلام، والمجد) .



Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
النبي إيليا أول رجال الفضاء

الاب اميل اده

http://www.terezia.org/thumb.php?s=2...0604843423.jpg

كما في الليل البهيم تشع النجوم، هكذا في وسط المجتمع اليهودي والوثني المنحط لمعت شخصية دينية رفيعة المستوى في القرن التاسع قبل الميلاد في فلسطين. انه النبي ايليا او مار الياس الحي، وفق التعبير الشعبي اشتهر ايليا النبي بالتنسك والتقشف الصارم والتعبد الخاضع لمشيئة الله الخضوع المطلق، وبالغيرة النارية على "مصالح الله"، وبالجرأة الصارمة حتى القسوة على الاعداء والانتقام وسفك الدماء وذبح كهنة البعل.

عاش في عهد آحاب ملك اسرائيل. وكان في صراع دائم معه ومع الملكة ايزابيل العنيدة، المستبدة، ابنة ايتوبعال ملك صور وصيدا. منذ زواجها وانتقالها الى قصر آحاب ملك اسرائيل (874 - 853) نقلت الاميرة معها الى فلسطين عبادتها والاصنام. المتعبدون للاله الواحد كانوا يطاردون ويضطهدون، بينما توطد الملكة ايزابيل عبادة الالهة الغريبة في قلب العاصمة اورشليم.

وبعدما شهرته غيرته النارية على عبادة الاله الواحد، احيا ايليا حركة تجدد ديني روحي في الاراضي المقدسة. ولكي يحافظ على نشاطه وقواه وهو الناسك المتقشف فيستطيع مجابهة الملك آحاب والملكة العاتية المتجبرة، ارسل الله له غرابا يأتيه يوميا، صباحا ومساء بخبز ولحم.

نبوءة مار الياس الاولى قوامها اعلان رسمي امام الملك آحاب بالجفاف الشامل في بلاده قصاصا وتحذيرا بسبب عبادته للأوثان. ثم اختفى النبي في مسقطه، شرق الاردن، هربا من غضب آحاب.
وانتقل الى منسك في صرفت صيدون: حيث كانت امرأة ارملة تقدم له الغذاء. قامت تلك الارملة بواجب الضيافة على اكمل وجه فتحققت لمنفعتها نبوءة له شهيرة: "جردة الدقيق لم تفرغ وقارورة الزيت لم تنقص في بيتها"


3 ملوك، ف 17).

وعندما جفت ارض المملكة وبكى الشعب كثيرا متضرعا الى الله طالبا العون والمدد، ودفن عدد كبير من الاموات جوعا وعطشا، قال الله للنبي، في السنة الثالثة للجفاف: "امض وأر نفسك لآحاب فآتي بمطر على وجه الارض"، فمضى ايليا ليري نفسه لآحاب (3 مل، 18/1-2).

وعند اللقاء بادر آحاب النبي قائلا: "أأنت ايليا معكر صفو اسرائيل؟" فقال له: "لم اعكر صفو اسرائيل انا، بل انت وبيت ابيك بترككم وصايا الرب وسيركم وراء البعل. والآن ارسل واجمع اسرائيل كله الى جبل الكرمل، وانبياء البعل الاربع مئة والخمسين، وانبياء عشتروت الاربع مئة الذين يأكلون على مائدة ايزابيل".
قبِلَ آحاب التحدي وهو يفكر: "ماذا يستطيع هذا المتشرد ضد شعبنا وبعال وعشتروت وانبيائهم؟".


دعا آحاب الشعب الى لقاء مع ايليا، على جبل الكرمل. فبادر ايليا المجتمعين هناك قائلا: "ان كان الرب هو الاله فاتبعوه، وان كان البعل اياه فاتبعوه". فلم يجبه الشعب بكلمة. فأكمل قائلا:
"انا الآن وحدي بقيت نبيا للرب، وهؤلاء انبياء البعل اربع مئة وخسمون رجلا. فليؤتَ لنا بثورين، فيختاروا لهم ثورا، ثم يعطعوه ويجعلوه على الحطب ولا يضعوا نارا، وانا اعد الثور الآخر واجعله على الحطب ولا اضع نارا. ثم تدعون انتم باسم آلهتكم وانا ادعو باسم الرب، والاله الذي يجيب بنار فهو الاله" (3 مل 18/22-24).


لا يقتصر الامر اذا على معرفة اي من الرب الاله او من البعل هو الاقدر، بل اي منهما هو الله على الاطلاق. لم يترك ايليا اي مجال للشك في ان الايمان بالاله الواحد هو رهان هذا التحدي. هيأ انبياء البعل وعشتروت المذبح والذبيحة ودعوا باسم البعل من الصبح الى الظهر وهم ينادون ثم يصرخون "ايها البعل اجبنا" فلم يكن من مجيب ولا مصغ. وكان ايليا يسخر منهم ومن الههم...

بعد فشل انبياء البعل، رمم ايليا المذبح، وضع عليه الذبيحة وصب فوقها ماء ودعى باسم الرب قائلا: "استجبني يا رب، استجبني، ليعلم هذا الشعب انك ايها الرب انت الاله...". فهبطت نار "واكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، حتى لحست الماء الذي كان في القناة". فصرخ الشعب:
"الرب هو الاله، الرب هو الاله". فقال لهم ايليا: "اقبضوا على انبياء البعل ولا يفلت منهم احد". فقبضوا عليهم، فانزلهم ايليا الى نهر قيشون وذبحهم هناك (3 مل 18/38 ? 40).
كانت ابادة الاعداء العادة المتبعة، وفق الاعراف والممارسات البدائية القاسية، في القرن التاسع ق. م. وكانوا يأمرون بإبادة الآلهة الكذبة مع الانبياء في آن.


في ذلك المساء، بعد العودة من جبل الكرمل، اسودت السماء بالغيوم وهبت الرياح وهطل مطر غزير. خضع الملك آحاب، على مضض، للأمر الواقع. اما الملكة ايزابيل فلم تخضع.
اضطهادها للنبي تجدد بأكثر حدة. واندفاع من جديد كان على ايليا ان يفتش له في الصحراء على مخبأ. فاتجه الى بئر سبع ودخل بعيدا في صحراء مملكة يهوذا. وبعدما جاع وتعب كثيرا نام تحت شجرة. فأرسل الله له ملاكا ايقظه وقال: "قم فكل، فان الطريق بعيدة امامك" الى جبل الله حوريب (سيناء) فنظر فاذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرة ماء. فأكل ثم اكمل مسيرته.


بعد جهاد طويل "خطف ايليا في مركبة خيل نارية". لذا اعتبر اول رجال الفضاء بل شفيعهم ورائدهم.
فطن لهذه الظاهرة الاميركيون، وهم يكثرون من قراءة اسفار العهد القديم، فعمل علماؤهم، المنظمون للرحلة الاولى الى القمر، تذكارا للنبي الشهير. برمجوا وصول المركبة الفضائية "ابولو 11" الى القمر، في 20 تموز، اي عيد مار الياس. وهكذا صار تماما، فهبطت المركبة "ابولو 11" على سطح القمر في اليوم المنتظر سنة 1969.
وترجل منها نيل ارمسترونغ وادوين الدرين. فكانا أول من داس اديم القمر من الآدميين. وفي 20 تموز 1976 هبطت المركبة الفضائية "فايكينغ 1" على سطح المريخ. وارسلت صورا رائعة الى الارض.


السؤال الاهم هو: الى اين انتقل ايليا النبي؟ وهل هو حي، كما يزعم اليهود وبعض المسيحيين؟ وهل سوف يأتي في آخر الازمنة ليعد طريق المسيح الآتي مرة ثانية الى الارض؟
كثيرون يستندون الى سفر ملاخي حيث نقرأ: هاءنذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل ان يأتي الرب العظيم الرهيب... (ملا 3/23).


هذه العودة المشار اليها هنا ستبقى من اختصاص النظرية اليهودية للأزمنة الاخيرة. اما يسوع فشرح هذا الموضوع بقوله ان ايليا عاد في شخص يوحنا المعمدان: "فجميع الانبياء تنبّأوا... حتى يوحنا. فان شئتم ان تفهموا، فهو ايليا المنتظر رجوعه. من كان له اذنان فليسمع" (مت 11/13 ? 15).

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عيد النبي إيليا

الأرشمندريت توما (بيطار)

باسم الآب والابن والروح القدس،

http://www.peregabriel.com/gm/albums...tul-Ilie_5.jpg

يا إخوة،
لا شكّ في أنّ الزمن الذي عاش فيه إيليا كان زمناً رديئاً. كانت عبادة الله قد اختلطت بعبادات الآلهة الغريبة. هذا الاختلاط نسمّيه تلفيقاً. إذاً، التلفيق، في ذلك الزمان، كان على أشدّه. عبادة الله كانت في ضمور وعبادة البعل والعشتاروت في ازدياد.
وطبيعي أن يميل الشعب، في زمن التلفيق، إلى المزيد من عبادة الآلهة الوثنيّة لأنّ الآلهة الوثنيّة هي من طبيعة أهواء الناس، تجسيدٌ لها. لهذا أخذت عبادة يهوه تموت شيئاً فشيئاً. استحالت، بالأحرى، صوريّة شكليّة لا روح فيها. لم تمت بالكامل، لكنّها بلغت، في زمن إيليا النبي، حدّ الانحطاط الكبير. في ذلك الزمان وفي تلك الأحوال، بالذات، أُرسِل إيليا حاملاً للشعب كلمة الله وقوّته.

إيليا الرجل كان وتراً مشدوداً. في أزمنة الاسترخاء يأتي الأنبياء على صرامة تصدم. لذا استبان غريباً في البيئة التي استوطن. آخاب وإيزابيل لجأا إلى كل الأساليب الضاغطة ليتخلّصا من إيليا ومن إزعاج إيليا. وإيليا قاوم. قاوم بكلمة الله. بقي صوتُ النبوّة فيه صدّاحاً في كل مناسبة. كان الله يفعل فيه ومن خلاله بقوّة.

إذاً، كان إيليا رجلاً لله كاملاً في غيرته. وقد جرت به آيات عظيمة باسم الله. لكنْ بقي إيليا إنساناً. وقد استبانت إنسانيّته، على وهنها، واضحة في أكثر من مناسبة. لم يكن منزّهاً عن التجربة. كثرة العِشرة الإلهية جعلته يظنّ أنّ ما يفعله كلّه مبرّر. ولم يكن الأمر كذلك عند الربّ الإله. لذا ارتكب إيليا قتلاً، كما باسم الله، حين ذبح أنبياء البعل عند نهر قيشون، ظانّاً أنّ في ذلك صالحةً لله.
الخطيئة هي ما كانت بحاجة إلى ذبح لا الخطأة. النبوّة الكاذبة لا تموت بقتل الأنبياء الكذبة بل بالتوبة الصدوق. كل نفس أمّارة بالسوء إلى أن تتوب. والله لا يشاء موت الخاطئ إلى أن يرجع ويحيا.
لذا سفّه الربّ الإله ما فعله إيليا حين تجلّى له، بعد حين، لا في الزلزلة، ولا في العاصفة، بل في النسيم العليل. فكأنّ الربّ الإله، بذلك، كان يحدّث عن حَمَل الله الآتي، عن عبد يهوه، عن ابن الإنسان الذي لا يقصف قصبة مرضوضة ولا يطفئ فتيلاً مدخّناً، الذي أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها، وهو يبرِّر كثيرين وآثامهم يحملها.



http://www.peregabriel.com/gm/albums...ul-Ilie_22.jpg


وإيليا، أيضاً، من كثرة غيرته على الربّ الإله، ظنّ أنّه الوحيد في الساحة وكأنّ كل اعتماد العليّ عليه. لا شكّ أنّ في ذلك بذار استكبار. فلقد خاطب ربّه قائلاً:


"الجميع تركوك وبقيت أنا وحدي".
فجاءه الكلام الإلهي:
"هناك سبعة آلاف لم يُحنوا ركبة لبعل".



الله عارفٌ جيِّداً بمَن هم له وما اللحم والدم بعارف. فلا تستكبرنّ يا إيليا لأنّ الله قادر أن يُخرج من الحجارة أولاداً لإبراهيم. ليس أحدٌ منا ضرورةً لله لا يُستغنى عنها. الله قادر، بيُسر، أن يستبدل إنساناً بإنسان.
لكل إنسان أجرُه ولا شكّ، ولكنْ، كلمة الله لا تعود إليه فارغة. الله عارف كيف يتغلغل في ضعفات الناس وفي الظروف مهما اشتدّت حتى تعود إليه كلمته مثمرة وقد أدّت الغاية منها. يعرف الله كيف يُخرج من الغثّ الثمين. لهذا وغيره احتاج إيليا بالإضافة أو، بالأحرى، بإزاء كل الأنعام الإلهية التي حظي بها، إلى بعض من الإعراض الإلهي التدبيري حتى يعرف حدّه ويبقى عنده، حتى يعرف أنّه بشر، أنّه تراب ورماد، أنّه عرضة للشطط ما لم تعصمه نعمة الله. وما الله بعاصمه في كل حال ليبقى هناك تمايز بين ما لله وما للناس.
الله يعمل في ضعفنا ولا يلغيه. لذا أسلم الربّ الإله إيليا للخوف من إيزابيل وآخاب، ففرّ من وجههما كما يفرّ العاديون من الناس. وتبقى الرفعة لله وحده دون شريك. يومذاك سلك إيليا كإنسان وكأنّ نعمة الله غادرته ولمّا تغادْره. بل الربّ الإله كان فاعلاً فيه بطريقة سرّية.
وقد أتاه طعاماً جميلاً ليتشدّد به ويتعزّى. يشرد الإنسان عن الله وما يتخلّى الله عنه. متى سلَّمَنا الربُّ الإله إلى الصحراء أعطانا من النِعَم ما نحتاج إليه لنواجه ونجاهد وننتصر باسم الله. من دونه لا نستطيع شيئاً. لكنّه يأتينا خَفِراً خفيّاً حتى متى خبرنا عمق أوهاننا اختبرْنا، في آن، عمق تدبير الله وكثافة حضوره وعملَه فينا. الاضطهاد أيضاً نعمة.
"ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة... لأجلي ولأجل الإنجيل إلاّ ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوة... مع اضطهادات..." (مر 10). عطايا الله مشروطة بوعي الإنسان، في العمق، لكونه عبداً بطّالاً، على مسافة لا تُردَم مع الله، حتى لا يقع الإنسان في الدالة ويهلك.
دائماً ما يحتاج الإنسان، في خطّ سيره الإلهي، لأن يختبر ضعفه مرّة بعد مرّة. لذا مهما بلغ عبدُ الله من القامة الإلهيّة سموّاً فإنّه يبقى في الضيق، مُسلَّماً للجهاد، متروكاً للضعف. فقط في هذه الحال يكون الله إليه أقرب من حبل الوريد.

هكذا لقّن الربّ الإله إيليا درساً وبه يلقّننا أنّه لا حقّ لأحد منا في أن يسلك بإزاء الله بدالة. الله يدلّلنا، أما نحن فما نقربه إلاّ بخوف ورعدة. هو سيّد المبادرة. فقط الآمين لنا.

على هذا، بات إيليا علامة في وجدان الكنيسة جيلاً بعد جيل. بات إيقونة للذين يقربون الله حسناً. هؤلاء عليهم أن يكونوا على غيرة كغيرة إيليا، وعليهم أيضاً أن يكابدوا المشاق في كل حين، وأن يكونوا وتراً مشدوداً بالنّغم الإلهي.
فإذا ما ثبتوا على النحو الذي سلك فيه إيليا، يُعطَون أن يكونوا متكلِّمين بكلام الله، أن يكونوا أنبياء لله في كل جيل. لهذا إيليا، عندنا، معلّم كبير وشيخ كبير وذبيح كبير.
صورة تسبق دائماً مجيء المسيح. وقد ورد أنّ المسيح متى حان أوانه، ثانية، لا بدّ لإيليا، أو لروح إيليا، أن تتقدّمه كمِثْل ما تَقدَّمه يوحنّا المعمدان. كلٌّ منا، في الحقيقة، يمهِّد لمجيء الربّ في تعاطيه المسيح، بين إخوته، في هذا الدهر.

على هذا أقمنا اليوم احتفالاً بالغيرة الكبرى، بالسيرة التي لا تشوبها شائبة، سيرة مَن يقيمون في ضعف أنفسهم، وهم مستنزلون، في آن، قوّة الله عليهم، وعلى هذا يشهَدون. فليكن اسم الربّ مبارَكاً من الآن وإلى الدهر




آمين.

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تذكار ايليا النبي

السنكسار الماروني

http://www.lexamoris.com/diesdomini/...Elias%2002.jpg

تذكار ايليا النبي




كان هذا النبي من سبط لاوي، من عشيرة هارون. وكان نحو سنة 890 قبل مجيءالمسيح، في أيام آسا ملك يهوذا وآخاب ملك اسرائيل. وقد اشتهر بجرأته وغيرتهعلى عبادة الاله الحقيقي وحفظ نواميسه. (انظر سفر الملوك الثالث).
وكان آخاب قد تمادى باسخاط الرب، هو وايزابل امرأته اكثر من جميع ملوكاسرائيل. فأرسل الرب ايليا يقول له:" حيٌّ الربُّ الذي انا واقف امامه، انهلا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الا عند قولي". وتمت نبوءته
.
واقام تجاه الاردن حيث أمر الرب الغربان فكانت تقوته. ولما طال انحباسالمطر وجف ماء النهر ذهب بأمر الرب الى صرفت صيدون، حيث كان ضيفاً علىارملة فقيرة وقاها هي وابنها من الجوع بآية جرة الدقيق فلم تفرغ وقارورةالزيت فلم تنقص واقامته ابنها من الموت
.
ثم اختبأ من وجه آخاب الذي كان يسعى في طلبه ليميته. وظهر امامه وأنّبه علىتركه وصايا الرب. وكانت يد الرب معه. وحنقت ايزابل وارسلت تهدده بالقتل،فهرب الى بئر سبع ثم الى البرية، وهو يائس جائع، فأتاه ملاكٌ بالقوت والماءمرتين، وبات في مغارة. فناداه ملاك الرب:" ما بالك ها هنا يا ايليا؟" فقال:" اني غرت غيرة للرب اله الجنود، لان بني اسرائيل قد نبذوا عهدكوقوضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف وبقيت انا وحدي وقد طلبوا نفسيليأخذوها
".
فأمره الرب بالرجوع الى الدفاع عن الحق. فعاد ووبّخ الملك وامرأته واتخذاليشاع تلميذاً له. فغار غيرة عظيمة على شريعة الرب وكان الله يعضده بقوةالمعجزات. وذهب مع اليشاع الى نهر الاردن، فضرب ايليا الماء بردائه فانشقت شطرين،فجاز كلاهما على اليبس، واذا بمركبة نارية صعد بها ايليا واخذ اليشاع رداءهالذي سقط منه.
وقد ورد ذكر ايليا مراراً في الانجيل ولا سيما في تجلي الرب على طور طابور. وجاء في التقليد وربما كان ذلك بناء على ما جاء في نبوءة ملاخيا
(فصل 4: 5-6) ان ايليا سيظهر مع اخنوخ قبل القيامة العامة فيسبقان المسيح الدجال،ويعظان الناس، ويناديان بقرب مجيء الرب الى الدينونة العامة. وكان صعودهبالمركبة النارية سنة 880 قبل المسيح. صلاته معنا. آمين!

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حي هو الرب


(2ملوك 2:2)




http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_elias_01.jpg



النبيّ ايليّا



http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_elias_02.jpg

ظهر النبي العظيم ايليا (معنى إسمه العبري هو إلهي يهوه) التشبيثي (التشبيثي تعني الغريب، إما لأنه كان من مدينة تِشبه الواقعة شرقي الأردن في منطقة جلعاد، او لأنه كان غريباً بمعنى أنه كان مختلفاً عن غيره لأنه كان يقضي الكثير من وقته في الصحراء في حضرة الله، متعبّداً له، إلى اليوم الذي دعاه الله ليكون نبياً) قرابة عام 875 ق. م. فجأة في التاريخ الدينيّ أثناء حكم الملك أخاب.

الكتاب المقدّس لا يقدّم لنا الملك أخاب في عظمته الاقتصادية او السياسيّة كما نقرأ في التاريخ، بل ينتقده انتقاداً شديداً باعتباره الرجل الشرير الذي تحوّل من عبادة إله إسرائيل إلى عبادة الأوثان، وانقاد إلى إيزابيل زوجته التي عملت جهدها كلّه لتبيد عبادة الإله الحيّ الحقيقيّ وتقيم عبادة الأوثان فقتلت انبياء الله الأتقياء، ونشرت عبادة الوثنية، برضى زوجها الملك أخاب.

المطر يتوقّف



وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي]. Ki 17:1)



http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_elias_04.jpg



وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ لَهُ: [انْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَاخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ، فَتَشْرَبَ مِنَ النَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ].



فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ. وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحاً وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ. (1Ki 17: 2-6)




السؤال المطروح هنا هو لماذا أمر الله الغربان أن تقوت النبي وليس طيراً أخر؟

نحن نعلم أن الغربان تكره أبناءها كثيراً، وهي لا تقوت صغارها كبقية الطيور الأخرى، ولكنها تدعها في العش وتغادر. وإذ تجوع تلك طالبة القوت، تصرخ إلى الله، فيشفق عليها ويرسل لها الحشرات وتقتات، حتى تتوصل إلى سن تقوى فيها على الطيران. ويؤيد صحة هذا القول، كتاب سفر أيوب، قائلاً: "مَنْ يُهَيِّئُ لِلْغُرَابِ صَيْدَهُ إِذْ تَنْعَبُ فِرَاخُهُ إِلَى اللهِ وَتَتَرَدَّدُ لِعَدَمِ الْقُوتِ؟" (Job 38:41)، وبالمثل قال النبي داود: الْمُعْطِي لِلْبَهَائِمِ طَعَامَهَا لِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ. (Psa 147:9)

بما أن الغربان، كما سبق فقلنا، تكره أبناءها ولا تقيتها، أرسلها الله لاقاتة النبي كعلامة مميزة وكأن الله يقول للنبي: "وأنت يا إيليا! غير رحوم، ولا تشفق على الحيوانات والناس، بل تطلب إلي ألا أمطر كي يموتوا".

النهر يجفّ

وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ النَّهْرَ يَبِسَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَطَرٌ فِي الأَرْضِ.
(1Ki 17: 7)




http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_elias_05.jpg



يريد الله أن يعلّمنا أن نتّكل على شخصه وليس على عطاياه.يريدنا الله أن ندرك ان سواقسه لا تجفّ أبداً ويطلب منّا أن نختبر معنى قول يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». (Joh 4:13-14)


أرملة تعول ايليّا


http://www.peregabriel.com/gm/albums...st_elias_6.jpg


(1Ki 17: 8-24)


وَكَانَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ:
[قُمِ اذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ الَّتِي لِصَيْدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ].
فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَجَاءَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، وَإِذَا بِامْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ هُنَاكَ تَقُشُّ عِيدَاناً، فَنَادَاهَا وَقَالَ:


[هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَأَشْرَبَ].



وَبَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ مَرِضَ ابْنُ الْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ الْبَيْتِ وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ جِدّاً حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ.


فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: https://www.chjoy.com/vb/



[مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللَّهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟]
فَقَالَ لَهَا: [أَعْطِينِي ابْنَكِ]. وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيماً بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ.


وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ:

[أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟]

فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ:

[يَا رَبُّ إِلَهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ].

فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ .



فَعَاشَ

فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لِأُمِّهِ.

وَقَالَ إِيلِيَّا:

[انْظُرِي. ابْنُكِ حَيٌّ!]
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا:


[هَذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللَّهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ].



من هو النبيّ الحقيقيّ؟
النبيّ الحقيقيّ هو الذي يستخدمه الله ليقيم به الأموات موتى الخطيئة الى حياة التقوى ومخافة الله.
تُرى كيف حقّق ايليا هذه المعجزة؟ ولماذا؟ أليس غريباً أن نرى رجلاً عظيماً يصرف وقتاً ومجهوداً على هذا الجسد الفاني، فيلتصق بذلك الميت، الذي ينجّسه كما تقول شريعة موسى؟
تناسى ايليا هذا كلّه بتواضع حقيقيّ وبدأ يصلّي دون أن يتطرّق اليأس الى قلبه. هذه الصلاة تذكّرنا بقول المسيح: يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (Luk 18:1) ويقول التقليد اليهودي ان هذا الولد كبر ليصبح يونان النبي، الذي أرسله الله الى أهل نينوى كارزاً بالخلاص.





"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (Joh 3:16)








الله يواجه الوثن
(1Ki 18: 25-39)


http://www.peregabriel.com/gm/albums...st_elias_9.jpg

فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ:

[اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلَكِنْ لاَ تَضَعُوا نَاراً].

فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ: [يَا بَعْلُ أَجِبْنَا]. فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ.
وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ:


[ادْعُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لأَنَّهُ إِلَهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!]

http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_elias_10.jpg

فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ.

وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ، قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:

[تَقَدَّمُوا إِلَيَّ].

فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ. رُجُوعاً].
فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ.
فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ ذَلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: [الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ! الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ!].




"غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي"

(Joh 2:17)



وكما ورد في المقطع الإنجيلي انه في السنة الثالثة طلب الله من إيليا ان يذهب الى آخاب وعندما إلتقى الاثنان في البستان إتهم آخاب إيليا بانه جلب كل المتاعب بسبب الجفاف الذي حصل. فاجابه إيليا ان الجفاف وانحباس المطر انما هو بسبب مخالفته لوصايا الله. ثم طلب من الملك ان يجمع كهنة

http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_elias_16.jpg

امّا التحدي فكان التالي: ان يختار الكهنة ثور ويضعوه على الحطب ويصلوا لالههم. وهو يصنع كذلك والذي تستجاب صلاته بالنار يكون الاله الذي يعبده حقيقي. قبَلَ انبياء البعل التحدي قدموا الذبيحة وصاروا يصلون لالههم مرت ساعات ولم تُستجاب وكان النبي إيليا يقاطعهم قائلاً: اصرخوا أكثر فلعلّ البعل مشغول او مسافر او نائم. عند الظهر تعب الانبياء ولم تُرسل النار عندها بنى إيليا مذبحاً بسيطاً للرب وضع الذبيحة ثم طلب من الرجال ان يصبوا ماء عليها وصلّى إيليا امام الذبيحة "استجبني يا رب استجبني لكي يعرف بنو اسرائيل انك انت وحدك الله" فارسل الله ناراً أحرقت الذبيحة وحجارة المذبح أيضاً والمياه. فلما رأى الشعب ذلك قالوا " الرب هو الله" وكان ان عند المساء نزلت الأمطار. اما الملكة إيزابيل غضبت وارسلت في قتل إيليا لكنه هرب في تلك الليلة. وبعد مسير يوم نام فاذ بملاك الرب يلمس إيليا قائلاً: قم وكل" فتطلع فاذ كعكة وكوز ماء. ثم سار بقوة تلك الأكلة 40 يوم إلى جبل سيناء حيث استلم موسى الوصايا العشرة وكلم الله إيليا " ماذا تفعل هنا ؟" فاجاب إيليا "يا رب ان بني اسرائي يعبدون بعل وقتلوا انبياءك ويريدون قتلي" لكن الله اخبر إيليا بانه يريد منه ان يرجع فاطاع إيليا وعاد. في طريقه اختار اليشع نبي يُكمل رسالته وعادا معا الى الملك آخاب فوجداه في بستان الكرم الذي أخذه بعد ان تسبب هو وزوجته الملكة بقتل صاحب الكرم فتنبأ إيليا لهما بان الملك سيموت قتلاً في احدى المعارك والملكة إيزابيل ستُرمى من النافذة ويأكل الكلاب جسدها. وبعد سنوات تمت نبوءة النبي إيليا .

أمّا نهاية إيليّا فكانت كالتالي: طلب من أليشع ان يقول أمنيته الأخيرة من إيليّا فطلب اليشع قوّة روحيّة كالتي يتمتع بها النبيّ ايليّا انما مضاعفة . فقال له إيليّا ان سمح الله ورأيتني كيف أُخذ إعلم انك حصلت على تلك القوة ّواذ بمركبة نارية فصلت بينهما وصعد إيليّا مع العاصفة وأخذ اليشع رداء إيليّا الذي وقع على الارض ورجع الى النهر فضرب به مياه النهر فانفلقت عندها علم اليشع ان الله وهبه القوة.



http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_elias_12.jpg



عن ايليّا النبيّ للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم



أريد أن أتكلم عن ايليّا، هذا الرجل الذي رُفع الى أعالي السماوات بسبب غيرته على الرب. هذا الذي قال له آخاب الملك: "انت مُقْلقُ اسرائيل"، فأجابه ايليا: "لم أُقلق اسرائيل انا، بل انت وبيت ابيك". الا ان هذا لما سمع إيزابيل امرأة آخاب تقول: "كذا تفعل الآلهة بي وكذا إن لم أجعل نفسك في مثل الساعة من غدٍ كنفس واحد من الكهنة الذين قتلتهم"، هرب مبتعداً عن المكان مسافة اربعين يوما مشياً. كلمة سمعها من امرأة فهرب بسببها. تصرّف ايليا في كل أعماله تصرُّف عتوٍَّ وقساوة. فلما كان بمعزل عن الخطيئة ظهر متجبّرا الى أقصى حدود التجبّر. الا ان الله سمح بعثاره وهيأه تلك التهيئة حتى يجعل الرحمة التي أُنعم عليه بها ألطف جانب في معاملته للقريب... بعد اربعين يوما وافاه الله، وأقبل السيد على عبده إذ كان الله مملوءا من الرحمة والعطف. فسأله الله: "ما بالك ههنا يا ايليا؟". فكأن الله يقول له: "انك هربت، فأين الثقة بي؟ تلك حالةٌ تعلمك أن لاتثق بنفسك...". أجابه ايليا وكأنه الآن غيَّر أفكاره السابقة، قال: "ايها الرب انهم قد نبذوا عهدك وقوَّضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف، وبقيت انا وحدي، وقد طلبوا نفسي ليأخذوها". فقال له الله: "كلا لم يكن هذا سبب هربك، ولستَ وحدك يا ايليا لم تسجد لدى بعل، بل قد أبقيتُ في اسرائيل سبعة آلاف ركبة لم تجثُ للبعل". لامه الله على هربه، وليس على هربه فقط، بل على أن كلمة امرأة أنزلت به مثل ذلك الخوف. لقد اراد الله أن يجرّب ايليا ليُفهمه بأن الاعمال التي قام بها لا يجب أن ينسبها الى نفسه بل الى قدرة الله. ايليا الذي كان يغلق السماء تارةً فلا تمطر، وتارةً يُهبِط النار من السماء على مذبح المحرقة، سمح الله بأن يسقط سقطة صغيرة، لكي يرتدي من بعدها ثوب المحبة...



بشفاعة نبيّك ايليّا، يا ربّ،

ارحمني انا عبدك الخاطئ

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حياة القدّيس نوهرا

إنّ القدّيس نوهرا الشهيد كان سريانيًّا من مدينة ساموزات التابعة لإنطاكية من أسرة عريقة في الفضل والفضيلة ووالدين مسيحيّين صالحين صرفا جلّ العناية في تهذيبه وتثقيفه، فأرضعاه لبان التقوى والعلم والأدب منذ طفولته، فقد والديه وهو في الثانية عشرة من عمره، فكرهت نفسه أباطيل الدنيا وبهجتها وعافت زخارفها وبهجتها وتاقت إلى الحياة الإكليريكيّة


أو بالحري نزعت إلى الحياة النسكيّة فباع كلّ مقتناه ووزّعه على المساكين امتثالاً لمشورة سيّدنا يسوع المسيح القائل لذلك الشاب:


«إن شئت أن تكون كاملاً امضِ فبعْ مقتناك وأعطه للمساكين فيكون لك كنـز في السماء وتعال اتبعني».

(متى 19 ? 21)

فلجأ إلى القدّيس مكاريوس وأكبّ على درس الكتب المقدسة عنده فبلغ منها مبلغًا بعيدًا واتخذ لنفسه حياة نسكية بحتة، ولم يكن يتناول من المأكل سوى القليل من الخبز اليابس والأعشاب الخضراء،


ولم يقترب من النار مهما كان البرد قارسًا، وكان مزاولاً الصلوات والتأملات وملازمًا الصمت، ولمن يكن يفتح فاه إلاّ لشرح الأسفار المقدّسة، ولمّا نشأ ونما في العمر والعلم والفضائل رسم كاهنًا في إنطاكية،


حينئذٍ شمر عن ساعد الجدّ والكدّ بتثقيف الناشئة إذ فتح لها مدرسة أسوة بأستاذه القدّيس مكاريوس، وقد طالما نزعت نفسه إلى الأعمال الخيريّة والتعاليم الروحيّة فصرف همّته إلى تعليق وتفاسير الكتاب المقدّس الضافية ودحض الارتقات وإظهار الحجج البيّنة في الأضاليل.

ثمّ أخلى ذراعه لترجمة الكتاب المقدّس من العبريّة إلى اليونانيّة فأصبح نابغة عصره وامام مصره وحجّة دهره يحطّ طلاّب العلوم رحالهم في فنائه ويستصبح جهابذة النظر بباهر ضيائه حتّى إنّ القدّيس إيرونيموس أخذ عنه من مواد تآليفه وتفاسيره للكتب المقدّسة،


فأمسى منقطع النظير بعلومه وأشدّ رجال الدين غيرةً وعملاً في حقل الكنيسة وأكبر دعامة للديانة المسيحيّة في عصره. فوُشِيَ به إلى الملك مكسيميان الطاغي الذي أمر بإحضاره. حينئذٍ لجأ إلى البراري عملاً بمشورة سيّدنا يسوع المسيح القائل:


إذا اضطهدوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى أخرى

(متى 10-27). وكان هناك كصوت صارخ في البرية ينير بإرشاداته ومثاله وتعاليمه يهدي ويرشد إلى طريق الخلاص.

فأرسل الملك جنودًا فقبضوا عليه واقتادوه إلى السجن، وفي طريقه صادف جنودًا من تلاميذه كانوا قد أنكروا الديانة المسيحيّة خوفًا من الاضطهاد ولكنّهم عند رؤيتهم هذا القدّيس مقتادًا إلى السجن واستماعهم إرشاداته السديدة عادوا واعترفوا علنًا بالدين المسيحيّ وكانوا نحو أربعين جنديًّا فقتلوا منهم بعضًا واقتادوا بعضًا للسجن.


وفي مروره أيضًا على مدينة نيقوميديا وجد قسمًا من المسيحيّين قد ضعفوا في إيمانهم فشدّد عزمهم وشجّعهم على الاحتمال وثبّتهم في الدين المسيحيّ، ودعي بحقّ نوهرا أي النور لأنّه كان منارة بعلومه وفضائله ومثله، فزُجَّ في السجن حيث كان يضاعف صلواته وإرشاداته المفيدة.


وقد كتب رسالة من السجن لأهل أنطاكية وهو أسير يسوع المسيح يثبّتهم في الدين المسيحيّ. والملك مكسيميان لم يكن يقابله خوفًا من أن يرتشد بأنوار تعاليمه الساطعة لذلك كان يخاطبه بواسطة ترجمان قائلاً:


«أبعدوا هذا الرجل من أمامي لأنّني أصبحت بخطر عظيم من أن أصير مسيحيًّا من حججه الراهنة». وقد وعده بأنّه يجعله مساويًا له في العرش إن جحد الدين المسيحيّ وإن أبى فيذيقه أمرّ العذابات، حينئذٍ سخر القدّيس بمواعيده ووعيده ونادى مكرّرًا أنا مسيحيّ.

فأعدّوا له خشبة مثقوبة من أربعة مواضع وأدخلوه فيها مضغوطًا فتكسّرت مفاصله وتخلّعت رجلاه وألقوه بهذه الحالة في السجن مع رفقائه مدّة أربعة عشر يومًا، وكانوا يقدّمون له من لحم الخنازير

طعام الأوثان فكان يأبى قائلاً:

أنا مسيحيّ. وفي ليلة عيد الغطاس زاره بعض تلاميذه فطلب خبزًا وخمرًا ووضعهما على صدره وهو ممدود قائلاً: صدري هو مذبح الربّ! وقدّس الخبز والخمر كما صنع سيّدنا يسوع المسيح في العشاء السرّيّ وناول تلاميذه وسبحان العناية الإلهيّة التي قيضت له ولتلاميذه هُنيهة لم يدخل عليهم أحد من الحرّاس. ولما انتهوا إذا بوزير الملك يدخل على القدّيس ليرى هل هو حيّ أيضًا فابتدره القدّيس هاتفًا أنا مسيحيّ، فدهش الوزير من شجاعته واحتماله وصبره وسأله:

من أين أنت؟ أجاب: أنا مسيحي. سأله: ما مهنتك؟ أنا مسيحي. من هم أهلك؟ أنا مسيحيّ. وبعد جوابه الأخير طارت نفسه إلى السماء في اليوم السابع من كانون الثاني سنة ثلاثمئة واثنتي عشرة.

وما كان أجمل تأويل الذهبيّ الفمّ لأجوبة القدّيس: فبلاده هي السماء ومهنته من السماء وأنسباؤه في السماء. ولفظة نوهرا سريانيّة تأويلها النور وهو شفيع خاص للبصر.


رزقنا لله شفاعته بنعمة سلطانة الشهداء والملائكة والقدّيسين. آمين. (1)

(1) وكتب العلماء البولنديست المدقّقون: إنّ الملك مكسيميان أمر بعد موت القدّيس نوهرا أن يعلّق في يمينه حجر ثقيل ويغرّق في عمق البحر ليخفى جثمانه ويمحو ذكره، ولكن قوّة الله التي حفظت يونان النبيّ في بطن الحوت سالمًا قد حفظت جسد هذا القدّيس سالمًا مدّة أربعة عشر يومًا،

وفي هذا اليوم الأخير أوحى إلى أحد تلاميذه لأن يذهب مع رفاقه إلى سيف البحر حيث عيّن له المكان وهناك يجد جثّته سالمة من الفساد ويدفنوها،

فسار جمهور إلى الشطّ ورأوا حوتًا صاعدًا من البحر يحمل جثّة القدّيس بإكرام طائفًا بها على سطح المياه يشقّ الأمواج آتيًا إليهم، ولمّا بلغ الشطّ وضع جثّة القدّيس ومات فرحًا

، وقد نقل التقليد إلينا أشعارًا كانت تنشدها العامّة نذكر بعضها معرّبًا:



<H1>فهـا التنين قد وافـى
على ظهـر يقل النـور
بتبجيـــل وإكــرام
ومن بهج يلاقي الحتـف







بشوش الوجه معكافـا
فوق المــوج طوّافـا
تجــاه الناس آلافــا
عنـد الشــطّ مهتافـا[1]





</H1> وربّما كان هذا التقليد مصدرًا لاعتقاد العامّة في أسمر جبيل وغيرها من القرى اللبنانيّة حيث يكرّم القدّيس، إنّه يظهر أحيانًا على أمواج المياه البحريّة وفي الآبار.

من كتاب : القديس نوهرا الشهيد

شفيع البصر



Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تساعية مار نوهرا الشهيد

http://www.peregabriel.com/gm/albums.../nouhra2~0.jpg

أيّها الآب الأزلي يا من تتمجّد بكلّ ما تُسأل باسم ابنك الوحيد سيّدنا يسوع المسيح نور العالم، نسألك باسمه المسجود له بإيمان ورجاء ومحبّة وندامة أن تحفظنا في العالم من الشرير وتقدّسنا بحقّك،

ثمّ نسألك بحقّ صفيّك مار نوهرا الشهيد أن تنير أعين نفوسنا وأجسادنا لننال الفرح الروحيّ إذ لا فرح لنا ونحن في ظلام هذا العالم ولا نبصر ضوء السماء، نسألك يا إلهنا أن تمنحنا هذا السرور الدائم وتجود علينا بجميع النعم التي نلتمّسها من جودك الإلهيّ بشفاعة ابنتك المحبوبة مريم أمّنا. آمين.

أبانا والسلام والمجد.

يا ابن الآب الأزليّ إني أؤمن بأنك أنت نور الحق وأرجو هذا النور لأنّني كفيف كأعمى ايريحا أتسوّل في شوارع هذا العالم المظلم هاتفًا يا ابن داود ارحمني، ادعني إليك يا إلهي بواسطة صفيّك مار نوهرا فأنهض وأخلع عنّي ثوب الخطيئة وأدنو منك بثقة وإيمان ورجاء ومحبّة وأراك أيّها النور الحقيقيّ فأنال جميع الفضائل والنّعم التي ألتمسها من جودك الإلهيّ بشفاعة والدتك المحبوبة. آمين.

أبانا والسلام والمجد

أيّها الروح القدس ينبوع التعزية والسلوان المنبثق من الآب والابن الذي حلّ بشبه حمامة في نهر الأردن وفي العليّة الصهيونيّة بصورة ألسنة ناريّة على التلاميذ فامتلأوا من فيضان روحك القدّوس مواهب سماويّة، وفي البريّة بشبه السحابة حيث ظلّلت الشعب الإسرائيليّ،نسألك بحقّ صفيك ما نوهرا أن تحلّ فينا وتظلّلنا وتصوننا من الشرور وتنير نفوسنا وأجسادنا بأشعة لاهوتك وتملئنا من مواهبك السماويّة وتضرم قلوبنا بنيران محبّتك الإلهيّة وتشفي أمراضنا الروحيّة والجسديّة بشفاعة عروستك المحبوبة. آمين.

أبانا والسلام والمجد ثمّ السلام عليك أيّتها الملكة أم لرحمة والرأفة

من كتاب : القديس نوهرا الشهيد

شفيع البصر

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

طلبة القدّيس: مار نوهرا الشهيد

اللازمة:
مار نوهرا العظيـــم اشفع بنا على الدوام
أيّها الشهيــــــــد الشريف اسمك عاليالمقــــــام
بزغت نجمًا من الشــرق نوره لاشى الظـــــلام
جئتَ من بلد منهـــــــــور تبشّر أهل القتـــــــــام
دعاك يسوع فاقتبلــــــــت من جوده الإلهــــــــام
هزمت قوة العـــــــــــــدو ولاشيتَ الأصنـــــــام
وهبـــــــــــك فاديــــــــــا من ملو الأنعـــــــــام
زارك مـــــــلاك اللـــــــه بنصف الليل للســـلام
حاربـــــــت الأضاليـــــل بالإيمان كالسهــــــــام
طفــــــت حالاً مبشّــــــرًا باسم فادي الأنـــــــــام
يا جنــــــدي المسيــــــــح ضاهيت الرسل الكرام
كم احتمـــــلت لأجلــــــــهمن العذابــات والآلام
لوجيـــــوس اسمـــكدعي وزينتــــــه بالتمــــــام
مبارك هــــذا الاســــــــــم بالبدايـــــة والختــــــام
نـــــــــــور تفسيـــــــــــره والنـــور أشهى مــرام
ســــــــــــــــلام لك منـــــّا ومنـــك نستمد الســلام
علّمتنــــــــــــا بعمــــــــلك وجهــــادك التـــــــــام
في نواحــــي البتــــــــرون تكــــلّل منــــك الهــــام
صـــــــــــرت حقًّـــا شفيعًا لمـــــن بعينيــــه ظــلام
قــــــــــــوى أمانتنـــــــــــا وزيـــــل عنّا الأوهـــام
رجـــــــــــانا بك ثابـــــــت فاشفـــع بنـا على الدوام
شفـــــــا تسعفنـــــــــــــــــا عنــــد المنـــام والقيـــام
تعــــــالوا يا مؤمنيــــــــــن نقـــــدّم لـــــه الإكـــرام

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
زياح أيقونة مار نوهرا

(لحن مريم سرورك)

يا منار الهدى وعلم الفضائل مار نوهرا الشهيد
اهدنا في سراط نور تعاليمك القويم السديد


كتبت رسالة لأهل أنطاكية من ضمن السجون
يهديكم السلام أخوتي الشهداء بغصّات المنون


وهتفت في الجهاد أنا مسيحيّ على رؤوس الملا
حياتي لربّي ورغبة قلبي إكليل العلى


وفي السجن كرّست صدرك مذبحًا للفادي المسيح
فقدّست سرّه وأنت ممدّد كاسحق الذبيح


ووزّعتَ الحمل على أترابك أيّها الأمين
ونلت الإكليل جزاء شهادتك والنصر المبين


(لحن لقد اسرع جبريل)

يا موئلاً عظيمًا لكلّ من دعاك، يا ملاذًا حنونًا لمن وافاك، يا شفيعًا شافيًا للبصائر ومنيرًا عجيبًا للضمائر. قد أتينا ضارعين لحماك لاجئين، أغثنا في كلّ حين يا معين البائسين، واشفع بنا قدّام فادينا ليمنحنا بفضلك أمانينا.

صلاة

يا منار الهدى وعلم الفضائل ومثال القداسة والكمال مار نوهرا الشهيد الباسل،


نسأل بواسطتك القلب الإلهيّ أن يغفر لنا خطايانا، ويمنّ علينا بالفضائل المسيحيّة الكاملة، ويحلّ فينا مواهب روحه القدّوس: القوّة والمخافة والتقوى والحكمة والعلم والمشورة والفطنة، وأن ينقذنا من الضربات والآفات، ويمنحنا النعم التي نلتمسها من بحر جوده الإلهيّ بشفاعتك القويّة.


نسألك أيّها الملقّب بالنور أن تستمدّ لنا من أبي الأنوار النور الحقيقيّ هاتفين مع ذلك الأعمى: يا ابن داود ارحمنا ليفتح أعين نفوسنا بشفاعتك المقبولة.


وبنعمة أمّ النور نحصل على الأنوار السماويّة حيث نمجّد الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس إلى أبد الآبدين. آمين.

- يا ربّ استمع صلاتي. - وصراخي إليك يأتي.

- لتسترح أنفس الموتى المؤمنين. - برحمة الله والسلامة آمين. ك: السلام لجميعكم. - ومع روحك أيضًا.

(أبانا والسلام)



(لحن يا أمّ الله)

منارة لبنان، وملاذ الأمان، مار نوهرا الرفيع الشأن، بدّد عنّا القتام، وأكرم بالوئام، بشفاعتك ننال الإنعام ونبلغ أخيرًا دار السلام.

http://www.peregabriel.com/gm/albums.../nouhra2~0.jpg

(لحن وإن كان جسمك)

يا منارة تجلو البصائر
أشرق علينا من المنائر





نرفع أفئدة للعلاء
ناظرين بخشوع للسماء





ملتمسين محو المآثم
وبشفاعتك يا ذا العظائم





إليه نصرخ يا ابن داود
وامنحنا سيرًا كالجدود







وتنير العقل والضمائر
وأنقذنا من المعاثر





وعيونا فاضت بالبكاء
منتظرين غيوث الآلاء





بحقّ مريم بحر المراحم
نغتنم النور الدائم





ارحمنا بالشفيع الودود
ومتّعنا في دار الخلود





يبارك الكاهن بأيقونة القدّيس هاتفًا: بشفاعة القدّيس نوهرا يبارككم الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس. آمين.

هو الله أبي !

أبي الذي في السماوات. أشعر على الأخص حين تسود سمائي ويزداد صليبي ثقلاً بحاجتي إلى أن أقول لك: إنّي أؤمن بحبّك لي!

نعم أؤمن أنك أبي وإنّي ابنك!

أؤمن أنّك تحبّني حبًّا لا حدَّ له!

أؤمن أنك ساهر عليَّ ليلاً ونهارًا وأنه بدون إذنك لا تسقط شعرة واحدة من رأسي!

أؤمن أن حكمتك لا حدّ لها. فأنت أعلم منّي بما يفيدني!..

أؤمن أنّ قدرتك لا حدَّ لها. فأنت تستحدث الخير من الشرّ!

أؤمن أن حنانك لا حدَّ له. فأنت تجعل كلّ شيء يؤدّي إلى منفعة من يحبّونك. ومن وراء الأيدي الجارحة ألثم يدك الشافية...

أؤمن ولكن زدني إيمانًا ولا سيّما رجاءً ومحبّة. علّمني أن أرى جليًا محبّتك تهيء كلّ ما يحدث لي.

علّمني أن أستسلم إلى إرشادك كالطفل بين ذراعي أمّه. أبتِ. أنت تعلم كلّ شيء أنت ترى كلّ شيء. أنت أعرف منّي بنفسي. أنت قادر على كلّ شيء. وأنت تحبّني!!

أبتِ. بما أنك تريد أن نطلب منك كلّ شيء فها أنا أطلب بثقة مع يسوع ومريم أن تمنحني (النعمة الفلانية)... وفي سبيل ذلك أقدّم لك باتحادي مع قلبَي يسوع ومريم الأقدسين صلواتي كلّها وتضحياتي الصغيرة وإماتاتي مقرونة إلى زيادة المثابرة على إتمام واجبي.

أعدك بالمثابرة في هذه الأيام التسعة خصوصًا في (الظرف الفلاني)... وفي علاقاتي مع (الشخص الفلاني)... أعطني نور روحك القدّوس وقوّته ونعمته. ثبّتني في هذا الروح بحيث لا أفقده أبدًا ولا أكدره ولا أضعفه فيّ. أبتِ. باسم يسوع المسيح ابنك الوحيد ألتمس منك ذلك. وأنت يا يسوع، خذ قلبك وضع فيه قلبي وقدّمه مع قلب مريم إلى أبينا السماويّ، واحصل لي مقابل هذا على تلك النعمة التي أحتاج إليها أيّما احتياج.

أبي الإلهي. إجعل جميع الناس يعرفونك. كن أبانا ولأكن ابنك البار على الدوام. ليعلن الكلّ حنانك ورحمتك وارأف بي.

يا قلب يسوع الأقدس، أؤمن بحبّك لي.

يا قلب يسوع الأقدس، إني واثق بك.

يا أمّ المحبّة والألم والرحمة، صلّي لأجلنا.

أيّها الآب الإلهي، يا أمل نفوسنا العذب لتكن معروفًا وممجّدًا ومحبوبًا من البشر.

أيّها الآب الإلهيّ، أيّها الحنان الذي لا حدّ له الشامل جميع الشعوب لتكن معروفًا وممجّدًا ومحبوبًا من البشر.

أيّها الآب الإلهيّ، يا ندى البشريّة الجالب لها الخير.

لتكن معروفًا وممجّدًا من البشر.

يا قلب يسوع الأقدس، ليأتِ ملكوتك.

يا قلب يسوع الأقدس، ارحمنا.

يا سلطانة الرسل، صلّي لأجلنا.

من كتاب : القديس نوهرا الشهيد

شفيع البصر



Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلاة

أيّها الآب الأزلي ي ا من تتمجّد بكلّ ما تُسأل باسم ابنك الوحيد سيّدنا يسوع المسيح نور العالم،
نسألك باسمه المسجود له بإيمان ورجاء ومحبّة وندامة أن تحفظنا في العالم من الشرير وتقدّسنا بحقّك،
ثمّ نسألك بحقّ صفيّك مار نوهرا الشهيد أن تنير أعين نفوسنا وأجسادنا لننال الفرح الروحيّ إذ لا فرح لنا ونحن في ظلام هذا العالم ولا نبصر ضوء السماء،
نسألك يا إلهنا أن تمنحنا هذا السرور الدائم وتجود علينا بجميع النعم التي نلتمّسها من جودك الإلهيّ بشفاعة ابنتك المحبوبة مريم أمّنا. آمين.


من كتاب : القديس نوهرا الشهيد

شفيع البصر



Mary Naeem 14 - 10 - 2014 05:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس الشهيد كريستوفر (خريستوفر)

http://www.peregabriel.com/gm/albums...pher-front.jpg

حامل المسيح وشفيع المسافرين .قديس من رجال النصف الأول من القرن الثالث، نال شهرة عظيمة في بلاد وسط أوروبا بسبب كثرة معجزاته.ولد روبروبس Reprobos (اسمه قبل المعمودية) ومعناه عديم القيمة، أو أوفيرو ومعناه الحاملOffero ، في بلاد سوريا حوالي سنة 250م.

كان عملاقًا طويل القامة وضخم الجسم، وكان وجهه يحمل ملامح عنيفة ومخيفة، يدرب نفسه أن يكون مقاتلاً. تقول الروايات أنه إذ كان يخدم ملك كنعان فكر أنه يريد أن يصير خادمًا مطيعًا لأعظم ملك في العالم كله، فأخذ يبحث حتى وجد من ظن أنه أعظم ملك، فقبله الملك في خدمته وصار من خاصته.

اختير ليكون ضمن رجال الحرس الإمبراطوري وذلك لضخامة جسمه وشهامته. بسرعة فائقة تألق نجمه وصار رئيسًا للحرس الإمبراطوري. انكسر الإمبراطور في حرب، فانطلق أوفيرو يطلب خدمة الملك الغالب معتقدًا أنه أعظم ملك في العالم.

خدمته لرئيس هذا العالم في أحد الأيام كان المغني في حضرة الملك يغني أغنية فيها ذكر لاسم الشيطان. لاحظ أوفيرو على الملك الذي كان مسيحيًا أنه كثيرًا ما يرشم نفسه بعلامة الصليب كل مرة يُذكَر فيها اسم الشيطان. تعجب كريستوفر من ذلك، وسأل الملك عن معنى العلامة التي يكرر رشمها ملكه وسبب رشمه لها، فأجابه بعد تردد: كل مرة يُذكَر فيها الشيطان أخاف أن يتسلط عليَّ، فأرسم تلك العلامة حتى لا يزعجني. تعجب كريستوفر وسأله: هل تشك أن الشيطان يمكنه أن يؤذيك؟ إذن فهو أقوى وأعظم منك.

شعر أوفيرو أن ملكه ضعيف أمام إبليس فقرر أن يخدم الملك العظيم. وفي الليل انطلق من القصر، وجال من مكان إلى آخر يسأل عن إبليس. وإذ دخل صحراء واسعة فجأة وجد فرقة من الفرسان تتجه نحوه، وكان منظرهم كئيبًا للغاية. في شجاعة وقف أوفيرو أمام قائد الفرقة يعترض طريقه، وكان منظره مرعبًا.

عندئذ سأله القائد عن شخصه وسبب مجيئه إلى الغابة، فقال أنه يبحث عن الملك الذي يسود على العالم. أجابه القائد بكبرياء: أنا هو الملك الذي تبحث عنه! فرح أوفيرو وأقسم له أنه مستعد أن يخدمه حتى الموت، وأنه سيطيعه في كل شيء، وسيتخذه سيدًا له إلى الأبد.

كان عدو الخير يثيره للهجوم على المدن في الظلام وقتل الكثيرين ليعود في الفجر إلى الصحراء مع جنود الظلمة. وكان أوفيرو معجبًا بهذا الملك العاتي وجنوده الأشرار الأقوياء . في ذات ليلة عاد أوفيرو إلى الصحراء، وفي الطريق وجد الفارس القائد ساقطًا، وكاد كل كيانه أن يتحطم. وكان جواده ساقطًا علي ظهره متهشمًا.

تطلع ليري ما وراء هذا كله فوجد صليبًا ضخمًا من الخشب على حافة الطريق، وقد أشرق نور منه. كان القائد مرتجفًا غير قادرٍ علي الحركة نحو الصليب. تعجب أوفيرو مما حدث وسأل الشيطان عن ذلك فرفض الإجابة، فقال له أوفيرو: إذا لم تخبرني سوف أتركك ولن أكون خادمك أبدًا.

اضطر الشيطان أن يخبره: كان هناك شخص اسمه المسيح عُلِّق على الصليب، وحين أرى علامته أخاف وأرتعد وأهرب من أمامها أينما وُجِدت.

إذا بخيبة الأمل تحل على أوفيرو الذي قال له: بما أنك تخاف من علامته فهو إذن أعظم وأقدر منك. لقد كنت مخدوعًا حين ظننت أني وجدت أعظم سيد على الأرض. لن أخدمك فيما بعد وسأذهب لأبحث عن المسيح لأخدمه. هرب القائد وكل جنوده وبقي أوفيرو أمام الصليب.

رفع عينه ليري تلك القوة العجيبة التي حطمت قوات الظلمة. هنا صرخ أوفيرو طالبًا أن يتبع سيده الجديد المصلوب. أخذ يبحث عن وسيلة ليجد السيد المسيح، وأخيرًا اهتدي إلى شيخ راهب قديس يعيش في كهفٍ مجهولٍ في حياة السكون ، حدثه عن الإيمان المسيحي بعد أن عرف قصته. قال له الشيخ الراهب: إن الملك الذي تريد أن تخدمه يطلب منك الصوم المستمر.

فأجاب أوفيرو: أطلب شئ آخر، لأنني لا أستطيع تنفيذ ما تطلبه فأنا املك هذا الجسد القوى الضخم الذى يحتاج للطعام الكثير ولا يقوى على الصوم.

فقال المتوحد: إذن عليك بالتبكير كل يوم من أجل الصلوات الكثيرة، فأجاب أوفيرو: وهذا أيضًا لا أستطيعه.

ثم قال المتوحد مرة أخرى: هل تعرف النهر الفلاني حيث يبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان، ولا تستطع القوارب أن تقاوم تياره؟

أجاب أوفيرو: أعرفه جيدًا، فقال المتوحد: بما أن بنيانك قوي فعليك بالسكنى إلى جوار النهر وعليك أن تحمل كل من يريد أن يعبر النهر، وهذا العمل سوف يسعد الرب يسوع المسيح الذي تريد أن تخدمه، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يظهر ذاته لك.

كان رد القديس: بالتأكيد هذه خدمة يمكنني تنفيذها وأعِدَك بذلك.

مضى أوفيرو إلى ذلك المكان بجوار النهر وبنى لنفسه كوخًا من الحجارة وغطاه بأغصان الشجر ليسكن فيه، وأحضر عصا كبيرة يمسكها بيده لتساعده على حفظ توازنه في الماء، وكان يجلس عند الشاطئ يساعد كل العابرين، وفي نفس الوقت كان يبعث فيهم السلام الداخلي بكلماته الروحية العذبة، واستمر يفعل ذلك مدة طويلة بدون توقف.

عاد أوفيرو إلى الراهب ليتدرب علي حياة العبادة الصادقة والخدمة لله. أخيرًا طلب منه أن يعود إلى النهر. امتلأت حياته بالفرح، ووجد لذته في التعب من أجل الآخرين غير أنه أحيانًا كان يحزن لعدم إمكانية الصلاة المستمرة. كما كان يتسائل هل حقاً غفر له الله كل جرائمه البشعة التى أرتكبها عندما كان عبداُ للشيطان.

في إحدى الليالي بينما كان الجو عاصفًا والأمطار شديدة سمع صوت طفلٍ يناديه من الخارج: خريستوفر أخرج إليَّ، واحملني عبر النهر. استيقظ القديس وفتح باب كوخه ليري ذاك الذي يتجاسر علي طلب العبور في وسط هذا الجو العاصف في الليل وسط الظلام. لكنه لم يرَ أحدًا فظنّ أنه كان يحلم. إذ أغلق الباب وتمدد على الأرض لينام سمع الصوت يناديه مرة أخري بوضوح باسمه طالبًا أن يحمله عبر النهر.

وقف للمرة الثانية علي باب كوخه فلم يرَ أحدًا. دخل كوخه وأغلق بابه وظل ينتظر فجاءه الصوت خافتًا في هذه المرة. قفز من مكانه وانطلق يبحث عن مصدر الصوت فوجد طفلاً على الشاطئ يطلب منه أن يحمله ويعبر به. بشجاعة حمله ونزل في الماء البارد، وسط التيار الجارف الخطير، وعرّض حياته للخطر.

سار به لكن بدأ ثقل الطفل يزداد عليه جدًا وسط هذا الجو الخطير. بالكاد عبر النهر بجهد جهيد وبلغ الضفة الأخرى ففرح انه خدم هذا الطفل وعبر به. وقال له: لقد عرضتني إلى خطر عظيم، وكنت ثقيلاً حتى تصورت أنني أحمل العالم كله فوقي ولا أعتقد أنه بإمكاني أن أحمل أكثر مما حملت اليوم.

قفز الطفل من على كتفيه، وأعلن عن شخصه أنه هو المسيح الرب ثم قال له: سيكون اسمك من الآن خريستوفر لأنك حملت المسيح. لا تتعجب لأنك كنت تحمل من خلق العالم كله فوق كتفيك. أنا هو يسوع المسيح الملك الذي تخدمه بعملك هذا، وحتى تتأكد مما أقول اغرس عصاك بجانب الكوخ وسترى أنها غدًا تُخرِج لك زهورًا وثمارًا، ثم اختفى الطفل عنه.

نفذ خريستوفر الأمر وفي الصباح وجد عصاه مثل النخلة وتحمل زهورًا وأوراق وبلحًا. عاد خريستوفر يخدم الجميع بوداعةٍ وحبٍ شديدٍ.

ذهب القديس إلى مدينة ليسيا Lycia ولكنه لم يفهم لغتهم،

فصلَّى إلى الله أن يفهمهم فأعطاه الله طلبه. وأثناء صلاته ظنه الناس مختلاً فتركوه ومضوا، فلما فهم لغتهم غطى وجهه ومضى إلى مكان استشهاد المسيحيين فعزَّى الموجودين باسم الرب. لما رأى القاضي ذلك ضربه على وجهه، فرد قائلاً: لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وجنودك تحسبون شيئًا أمامي.

غرس عصاه في الأرض وصلَّى إلى الله أن تحمل زهورًا وثمارًا من أجل إيمان الموجودين، فتم له ذلك حتى آمن ثمانية آلاف رجل. أرسل القائد إلى ديسيوس الملك يروي له ما حدث، حينئذ أرسل الملك اثنين من فرسانه ليبحثا عنه، فوجداه يصلي ولم يجسرا على الطلب منه.

أرسل إليه الملك عدة مرات وأخيرًا أرسل مائتين جنديًا. سألهم القديس بعد انتهائه من الصلاة: ماذا تريدون؟ فلما نظروا في وجهه أجابوه: أرسلنا الملك لنحضرك مقيدًا إليه. قال لهم: لن تأخذونني إليه مقيدًا أو غير مقيد،

فأجابوه: اذهب إذن في طريقك وسوف نقول للملك أننا لم نجدك. أجابهم خريستوفر: لا يكون هكذا بل سأذهب معكم. وفي الطريق إذ فرغ الطعام ولم يبقَ سوى القليل جدًا من الخبز، صلى القديس على الخبز وبارك فصار كثيرًا جدًا، حتى دهش الجند وآمنوا بالسيد المسيح. وحين بلغوا إنطاكية اعتمد الجند على يديّ البطريرك بولا. حين رآه الملك ارتعب من منظره حتى سقط عن كرسيه، ثم سأل القديس عن اسمه ومدينته، فأجاب خريستوفر: قبل أن أتعمد كان اسمي ريبروبُس وبعد المعمودية خريستوفر. قبل المعمودية كنت من كنعان، وبعدها أنا إنسان مسيحي.

قال الملك: إن لك اسم غبي إذ تتذكر المسيح المصلوب الذي لم يستطِع أن يساعد نفسه وبالتالي لن يكون ذا منفعة لك. فلماذا إذن تلعن كنعان ولماذا لا تقدم قرابينك للآلهة؟

كان رد القديس حادًا: إنك بالحقيقة تدعى داجنَس Dagnus لأنك تحمل موت العالم وتابع للشيطان، وآلهتك ما هي إلا صنعة أيدي الناس.

أجاب الملك: لقد تربيت وسط الحيوانات المتوحشة ولذلك لا يمكنك النطق إلا بلغة متوحشة وكلمات غير معروفة للناس، وإذا قَرَّبت الآن للآلهة فسوف أمنحك عطايا وكرامة جزيلة، أما إذا رفضت فسوف أدمرك وأقضي عليك من فرط الألم والتعذيب.

رفض القديس الوعود والتهديد فسجنه الملك بينما أمر بقطع رؤوس كل فرسانه الذين آمنوا على يد خريستوفر. أرسل الملك امرأتين إلى السجن ووعدهما بعطايا جزيلة إذا استطاعا إسقاط خريستوفر معهما في الخطية، أما القديس فحين رأى ذلك أخذ يصلي طالبًا المعونة من الله.

وقف أمامهما قائلاً: ماذا تطلبان؟ وما الذي أتى بكما إلى هنا؟ خافت المرأتان من منظره وتأثرتا بصفاء وجهه فقالتا: أشفق علينا يا قديس الله حتى نؤمن بالإله الذي تبشر به. حين سمع الملك بذلك أمر بإحضارهما أمامه وهددهما بالتعذيب والقتل إن لم يقرِّبا للآلهة،

فأجابتاه: إذا كانت رغبتك أن نقرِّب للأوثان فأمر بإعداد الهيكل وتنظيفه وأحضر كل رجالك إليه. وحين تم لهما ما طلباه دخلا الهيكل ولفَّا حزاميهما حول أعناق الآلهة وجذبوها بقوة فسقطت إلى الأرض وتحطمت، ثم قالتا للموجودين بسخرية: استدعوا الأطباء لعلاج آلهتكم.

أمر الملك فعُلِّقت واحدة ورُبِط ثقل عظيم في قدميها حتى تمزقت أعضاؤها وأسلمت الروح، أما الأخرى فأُلقِيت في وسط النار فلم تؤذِها فقطعوا رأسها واستشهدت.

أُحضِر خريستوفر أمام الملك فأراد أن يذيقه الآلام، فأمر بإلقائه في قدر وأن يُوقد نار تحته. فوقف في القدر يخاطب الحاضرين كمن هو في فردوسٍ مفرحٍ أو داخل كنيسة، يعلن لهم عن محبة الله ورعايته وخلاصه الأبدي.

تأثر الحاضرون ودهشوا كيف يحول الله النار إلى بردٍ ويعطي شهداءه حبًا للآخرين وسلامًا، فآمنوا بالسيد المسيح وعندئذ أمر الملك بتقطيع أجسادهم بالسيوف.

أمر بضربه بقضبان حديدية ووضع صليب من حديد ملتهب فوق رأسه، ثم أعد له كرسيًا من حديد أجلسه عليه وأشعل تحته، فاحترق الكرسي مثل الشمع بينما لم يتأثر القديس وخرج سالمًا.

إذ رأى الملك ذلك أمر بربطه وضربه بالسهام بواسطة أربعين من فرسانه الأشداء، فلم تصبه أيِّ من السهام بل كانت تتعلق في الهواء دون أن تلمسه، وحدث أن ارتد أحد هذه السهام وأصاب عين الملك فأعماه.

فقال له القديس: غدًا سوف أموت فاصنع طينة صغيرة من دمي واطلي بها عينيك وسوف تشفى. أمر الملك فقطعوا رأسه بحد السيف وهكذا نال إكليل الاستشهاد. ثم أخذ الملك قليل من دمه ووضعه على عينيه وقال: باسم إله خريستوفر فبرئ في الحال.

يحتفل ذكرى إستشهاده 2 برمودة.

ويعتبر شفيع المسافرين والسائقين وعابرى الانهار.


Mary Naeem 14 - 10 - 2014 06:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تذكار الشهداء رهبان مار مارون


كان هؤلاء الرهبان يقطنون اديار سوريا الشمالية قرب لبنان الشمالي. وكانواشديدي التمسك بالمعتقد الكاثوليكي وفقاً لتعليم المجمع المسكوني الرابعالخلكيدوني المنعقد سنة 451 القائل بان في المسيح طبيعتين الهية وانسانيةضد اوطيخا واتباعه.
فقام عليهم ساويرا بمساعدة الملك انسطاس الذي كان نصبه بطريركاً علىانطاكية. فقتل ثلاثمئة وخمسين راهباً وكثيرين غيرهم من الرهبان والاساقفةفي السنة 517 فرفع اخوانهم الاحياء عريضة الى الحبر الروماني الباباهرميسدا (514 ? 523). يبينون له كيفية استشهاد اخوانهم هؤلاء. وما ألحقهبهم من الاضرار البطريرك ساويرا ورفيقه بطرس القصار واتباعهما
.
فأجابهم البابا برسالة مؤرخة في السنة التالية اي سنة 518، فيها يعزيهمويحثهم على ان يقاوموا بشجاعةٍ الاضطهاد. وقد اثبت المؤرخون وأخصّهمتاوافانوس وتاوافيلوس الرهاوي الماروني حقيقة اضطهاد ساويرا للكاثوليك ولاسيما الرهبان وقتله عدداً وافراً منهم، مشيرين بذلك الى هؤلاء الرهبانالشهداء الثلاثمئة والخمسين. ومنذ القديم تعيّد الطائفة المارونية لهم،معتبرة اياهم اجدادَها وشفعاءَها المستجابين لدى الله. وقد عمم البابابنديكتوس الرابع عشر لجميع كنائس الطائفة الغفران الذي كان قد منحه البابااكليمنضوس الثاني عشر سنة 1734 لكنائس الرهبان الموارنة. صلاتهم معنا. آمين
!

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 06:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
في إثر تلاميذ مار مارون الشُهداء

الثلاثمئة والخمسين

تُبهِرُني المسيحيَةُ بِشُهدائِها وتَستَوقِفُنيكنيسَتي الانطاكيّة السريانيّة المارونيّة في الحادي والثلاثين من شهرِتمّوز بعيدِ رُهبانِها الشُهداء الثلاثمئة والخمسين _ تلاميذ مار مارون. وشهادَةُ الكنيسة هيَ على مرِّ الزمن شهادةٌ للمسيح، تُظهِرُ لجميع الناسحقيقة ابن الله الذي تجسَّدَ وصار انسانًا مثلنا وعاشَ بيننا، تألَّمَوصُلِبَ وماتَ من أجلنا ثُمَّ قامَ ليُخَلِّصنا ويهبنا الحياة الأبدية. وكلُّنا مدعوون لهذه الشهادة اِنما بطرقٍ مُختلفة.

فهناكَ شهادة الحياة التي فيها نشهدُ للمسيح بسيرتنا وكلامنا في العائلة والمجتمع والوطن. وهُناكَ الشهادة في التعليم عملاً بوصيَّة السيد:(أن اِذهبوا وتلمذوا جميع الأُمم)(متى28/19). وتبقى شهادة الدم أعظم وأسمى شهادة في قبولِ العذاب والموت من أجل المسيح، اِذ يُعطي المسيحي معنًى لحياته وموته، اِنَّهُ يُشارك بذلك في شُرب الكأس المريرة التي قبلها يسوع من أجل خلاصنا، فيتعذَّب ويموت ليحيا مع المسيح القائم من الموت ليُخلِّص العالم. ولا تُفهَمُ شهادة الدم اِذا كانت في سبيلِ خلاصِ نفسٍ ودخول الحياة الأبدية، بل هيَ شهادةٌ أي تأكيدٌ واِظهارٌ واِثباتٌ لشهادة ذاكَ الذي (صار انسانًا لكي يصير الانسان الله)(من القديس ايريناوس).
وتلكَ القافلة من الرهبان تلاميذ مارون، شهدت بكُّلِ ما أوتيت بأنَّ يسوع لبس طبيعتنا البشريّة كاملةً يومَ تجسَّدَ وصارَ انسانًا، فكانَ الاله والانسانَ معًا. وسيرةُ حياة أولئك الرهبان واستشهادهم لغنيَّةٌ حقًّا من الناحية التاريخية والثقافية والدينية.
فيومَ انطلقَ الرسل ينقلونَ )البُشرى السّارة) الى مُختلف أقاصي الأرض، كان لانطاكيا النصيب الأكبر، فهيَ عاصمة الاقليم الشرقي في الامبراطورية الرومانية اِذ كانت تُدعى (بتاج الشرق الجميل)، وفيها أسَّسَ رئيس الرسل بطرس كُرسيه وفيها (دُعيَ التلاميذ ولأوّل مرة مسيحيين)(رسل 11/26). وقد انتشرت المسيحية في جوار انطاكيا في بلاد ما بين النهرين وفي رحاب الفُرات الأعلى ورافدية البليخ والخابور.
اِنطلقَ دين المسيح فترسَّخَ وانتشرَ تدريجيًا في تلك الأصقاع حتى بلغَ أوجه في القرن الرابع في مجال البشارة ونطاق العبادة. فشعَّت المدارس نورًا يُرشِدُ النشء ويدحضُ الأوثان، وفاحت القفارُ طُهرًا يُقَدِّسُ الرهبان وغصَّت المغاور بالنُسَّاك.
فظهرَ مار أفرام السرياني (300_373) ينشر تعاليم الانجيل ويُنَظِّم الأناشيد والأشعار والصلوات مُحاربًا بها الوثنية والبدع والهرطقات.
وكتبَ أفراهاط الحكيم الفارسي وبالاي ويعقوب السروجي وغبرهم العديد من المقالات والكتابات.


http://www.peregabriel.com/gm/albums...t_maron_sm.jpg

وابتكرَ مار مارون طريقةَ نُسكٍ جديدة (النسك في العراء) فاختفى في مجاهل القورشية الواقعة الى الشمال الشرقي من انطاكية، حتى لاقى ربه سنة 410.
ورُغمَ انقطاعه عن العالم، لحق به العالم، ففاحَ طيب فضائله مُعطِّرًا الأجواء، وتهافتَ اليه الناس يخترقون عزلته، مُسترشدين ومصلين. ويقتفي بعضهم اِثره في التنسُّك الفردي، ويؤثر البعض الآخر الترهب الجماعي في الأديار، ومن كانَ له عائلة كانَ يسكن معها في جوار الأديار، فكانت نواة الكنيسة السريانية المارونية.
وكانَ لابُدَّ لهذا النشاط التعليمي أن يؤدِّي الى الجدل النظري في المُعتَقَد، اِنطلاقًا من مفهوم هذا الحبر أو ذاك الأسقف لخصائص المسيح، وكانت ذروته في القرن الخامس. وما كانَ لهذا الجدل ان يكبر سوى حُبًّا وتعلُّقًا بالمسيح.
نادى نسطوريوس بطريرك القسطنطينية(428 ) أنَّ في المسيح شخصين مُختلفين، الاله والانسان. فكانت النسطورية في بلاد فارس والعراق وقيلَ لأتباعها (الأشوريون). ناوأتها المونوفيزية في أنحاء آسيا الغربية على يد أوطيخا(378_455) مؤكِّدًا أنَّ في المسيح طبيعة واحدة هي الالهية. فدعمها بطريرك انطاكيا ساويروس(460_538) ثُمَّ ناضلَ في سبيلها يعقوب البرادعي(+578) مطران الرها وبلاد الشام، حتى أخذَ بها الغساسنة، فقيلَ لأتباعها اليعاقبة. وتكاثرت النظريات والمذاهب المتفرقة، والمسيحيون يتبارون فيما بينهم خصامًا عنيفًا وحربًا عوانًا طالَ الأباطرة أنفسهم. وتلاميذ مار مارون في أديارهم ومناسكهم بمنأى عن تلكَ المُشاحنات، يوالونَ الاهتمام بالرعايا ويُحافظونَ على وديعة الايمان التي تلقوها من أبيهم مارون. فاصبحوا عرضة للاضطهاد يُصيبهم من مختلف الفرقاء. ظلّوا على ايمانهم بوحدانية أقنوم المسيح في طبيعته الالهية والانسانية، غير مُكترثين بما تُقرِّر المجامع المسكونية أو المؤتمرات المُضادة، وجاءَ المجمع الخلقيدوني سنة 451 يُثَبِّت ايمانهم هذا، فازدادَ السريان المونوفيزيونَ تَصَلُّبًا ونقمةً على من لا يُجاريهم بعقيدتهم.
وأصحابُ العيد الرهبان الشهداء الثلاثمئة والخمسين _ تلاميذ مار مارون كانوا يقطنون أديار سوريا الشمالية قرب لبنان الشمالي وكانوا شديدي التمسُّك بالمُعتَقَد الكاثوليكي وفقًا لتعليم المجمع المسكوني الرابع الخلقيدوني(سنة451) القائل بأنَّ في المسيح طبيعتين الهية وانسانية.
قامَ عليهم ساويرا بِمُساعدة الملك أنسطاس، الذي كانَ نصَّبَهُ بطريركًا على انطاكيا فقتلَ منهم ثلاثمئةٍ وخمسينَ راهبًا في السنة 517. فرفعَ أخوانهم الأحياء عريضةُ الى الحبر الروماني البابا هُرميسدا(514_ 523)، يُبيِّنونَ له كيفية استشهاد اخوانهم هؤلاء. وما ألحقه بهم من الأضرار البطريرك ساويرا ورفيقه بطرس القصَّار وأتباعهما. فأجابهم البابا برسالةٍ مؤرَّخَةٍ في السنة التالية، أي سنة 518، فيها يُعزِّيهم ويحُثَّهُم على ان يُقاوموا الاضطهاد بشجاعة. وقد أثبتَ المؤرخون، وأخصهم تاوفانوس وتاوفيلوس الرّهاوي الماروني، حقيقة اضطهاد ساويرا للكاثوليك ولا سيما الرهبان، وقتله عدداً وافرًا منهم، مُشيرين بذلكَ الى هؤلاء الرهبان الشهداء الثلاثمئة والخمسين.
تلكَ كانت مسيرتنا في التعرُّف على باكورة شُهداء الكنيسة المارونية، ومهما قيلَ عن الظروف والأوضاع التاريخيّة التي استُشهِدوا خلالها، فانَّهُ يَصُّحُ فيهِم ما كَتَبَهُ الموارنة من (كُنوزٍ) في القرنين الحادي عشر والثاني عشر في (البيت غازو الماروني) ألحان للشهداء(تعريب الأباتي يوحنّا تابت): (وُهِبَت المرجانةُ(أي يسوع المسيح) للشَّعب الأحمَق، فأضاعها وخَسِرها; وخَرَجَ الشُهداءُ في طَلَبِها، فَرأَوها مُعَلَّقَةً على الخَشَبة. حَنوا أعناقَهُم وسجَدوا لها وتاجروا بها فاغتَنوا بها. المجدُ للموهبةِ التي وُهِبَت للذينَ يَستَحِقونها). صلاتُهُم معنا



Mary Naeem 14 - 10 - 2014 07:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
افتح عينى يارب من فضلك
نعم يارب اريد ان ابصر ................ محتاج جدا ان ابصر ................ انت الوحيد القادر ان تفتح عينى الداخليه
حتى لا اكون املك عيون مفتوحه ولكن لا تبصر ................... افتح عينى يارب من فضلك لكى ابصر كل شئ على حقيقته كثيرا اجد من الامور التى ابصرها بعينى ولكنها ليست الحقيقية فالشيطان يضخم امامى الشهوات وامور العالم وهى ليست كذلك .................. لذلك محتاج جدا ان ابصر عن طريق نورك حجم العالم وشهواته .
ربى يسوع من ضعف بصرى كثيرا مااستعبد لامور العالم ............... ولكن عندما تفتح عينى وابصر العالم على حقيقته وانه زائل لا محال حينئذ سوف اتحرر منه بالفعل واستبعد لك انت وحدك يارب .
ولهذا انت قلت ان حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون احرارا ............ انت وحدك الوحيد يارب بنورك الذى يعطى الانسان الحرية كثيرون فى العالم يتكلمون عن الحرية وهم فى عتق العبودية ................. كيف انسان تحت ننير العبودية والظلام فى عينيه يستطيع لذلك محتاج جدا يارب نورك وبصيرتك .
ربى يسوع ذقت كل انواع المر من عبوديتى فى العالم ونحلت نفسى من شهوات العالم ............. لذلك اصرخ نحوك واتضرع اليك ان تفتح عنيى لكى ابصر الحياة بملئ بصرك انت حينئذ اسجد تحت قدميك واطلب من كل قلبى هلم تعالى يارب تعالى كيانى كله فى قمة الشوق اليك وفى محبتك ......... محبتك شفائى من جروحى واتعابى التى سببتها لى محبه العالم .
ربى يسوع مل يدك افتح عينى لكى ابصر الحياة واجد فى طلبها الى الابد امين

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 07:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كثيرا ما نشعر أننا غير سعداء
https://images.chjoy.com//uploads/im...07f8bab3a8.jpg
ونجرب وسائل العالم ....

(أغاني ,أفلام,رحلات,انترنت,....)

ولكنها لاتنفع .السيد المسيح قال:

"كل من يشرب من هذا الماءيعطش ايضا"(يو13:4)

"ليس بالخبز وحده يحيا الانسان"(لو4:4)

"أنا هوالخبز الحي الذي نزل من السماء .

ان أكل أحد من هذا الخبز يحيا الي الابد.

والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي "(51:6)

جوع الانسان الي الله هو أعظم من جوعه الي الخبز العادي

هذا الجوع يظهر بصورة واضحة في الجوع الي الطمأنينة

الجوع الي الحب ,الجوع الي السلام ,الجوع الي الفرح,

الجوع الي الحياة ز

السيد المسيح هو الله وهو الوحيد القادر أن يبشع جوعنا

السيد المسيح يعطينا جسده الحقيقي لنأكله

ودمه لنشربه وليس مجرد رمز(يو 55:6)

لنتحد به ويثبت فينا ونحن نثبت فيه(56:6)

وليقدسنا ويعطينا حياة أبدية لان جسده

أقوي من الموت.

"من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية"(54:6)





الصلاة الخاصة

ربي والهي ومخلصي يسوع المسيح

انا بحبك وجعانة لكلامك يارب

انا محتا جة انك تكون معايا وتساعدني

وتغير من حياتي وتشكلني حسب ارادتك


"أغسلني فأبيض أكثر من الثلج"



يارب حياتي في ايديك

اصنع بي كما تشاء .

يارب حررني من بعد ما أبليس اسرني.

يارب أنا بحبك بحبك بحبك

ونفسي في فرصة اثبت بيها حبي ليك

وانا عارفة أن الفرصة كانت في ايدي بس

مش هي دي الطريقة اللي أعبر بيها عن حبي ليك

أرجوك سامحني يارب

انا الخاطية الغير مستحقة

بشفاعة العذراء و حبيبي القديس مارمينا

والبابا كيرلس والقديسين

هذه الصلاة خاصة بحياتي الشخصية

وأصلي من أجل المنتدي

ومن أجل الاعضاء

يارب احميهم من كل شر وحافظ عليهم

وحقق امانيهم ومد ايدك وحل كل مشاكلهم

من فضلك يارب استجب لصلاتي

واسمع لصوت تضرعي +

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 07:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طاعة الوصية

ابنى بيتك على الصخر


تظل القراءة عديمة النفع، والفهم بلا قوة، والحفظ والاستذكار كلاماً وضوضاء فى الهواء، إلى أن يدخل الإنسان فى طاعة الوصية، ويحول الكلمة إلى قانون حياة وسلوك، مهما كلفه من تضحية وخسارة وعناء وازدراء.


ولكن الرب يسوع يقول أكثر من هذا، يقول أن الذى يقرأ كلامه ويفهمه ولا يعمل به تكون نهايته إلى سقوط ودمار وخسارة فادحة، كمن يبنى بيته على الرمل !! "

فكل من يسمع أقوالى هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيماً " (مت27،26:7)

أما الذى يسمع الكلمة ويعمل بها، فقد شبهه الرب بإنسان بنى بيته وأسسه على الصخر، مشيراً إلى أن قوة الكلمة كائنة فقط فى اختبارها عملياً. لأن المعونة فى الضيقات والمخاطر، والمؤازرة السرية من الروح القدس لا ينالها الإنسان ولا يتعرف عليها إلا بتنفيذه الوصية بإخلاص.

فالكلمة فى فم إنسان يعيش بها عملياً كبيت على صخرة، ثابت لا يهاب الزعازع. " فكل من يسمع أقوالى ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسساً على الصخر " (مت 25،24:7). وهنا لعلك تقول معى ياليت بيتى يكون على صخرة، وياليت قراءتى وفهمى ومعرفتى للإنجيل تكون للعمل، قبل أن تكون للكلام والوعظ والأحاديث والتأملات والسمر.

أبونا متى المسيكن

Mary Naeem 14 - 10 - 2014 07:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
احذروا الغيرة من بعضكم بعضا

مشاعر الغيرة والحسد هي احاسيس من ابليس يثيرها فيك ليشتت ايمانك ويبعدك عن خلاصك حيث الغيرة تفرق كنيسة المسيح يسوع اذ تبعد الاخ عن اخاه والاخت عن اختها والابن عن امه وابيه والبنت عن امها وابيها عندما يفضلون شخصا في العائلة عليهم فتشعرهم بمشاعر الحقد والكراهية والغيرة من بعضهم البعض فبذلك تتشتت كنيسة المسيح يسوع بتفرق بين العائلات بسبب هذه المشاعر التي تكبر معهم منذ طفولتهم وهي تلازمهم ولا يغيرها لا الثقافة ولا الشهادات العليا فالذي يغار من اخيه يبقى يغار منه طوال عمره ولا شئ يغير رايه نحوه حتى لو تزوج واصبح لديه اطفال وهذا كلام ناتج عن خبرة خاصة حدثت بعائلتي المتشتتة بسبب غيرة اخي الكبير من اخي الصغير نتيجة تفرقة معاملة والداي معهما ناتج عن عدم ثقافة وعدم اهتمام بمشاعر احدهما تجاه الاخر وبالتالي تفرقت عائلتي بسبب تربيتنا الغير صحيحة والغير مبنية على صخرة الايمان بالرب يسوع المسيح

Mary Naeem 16 - 10 - 2014 06:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اجذبنى ورائك فنجرى سفر نشيد الانشاد 1 : 4

تكلمت عروس النشيد بصيغه المفرد فى اجذبنى والمنطقى ان تنتهى بنفس الصيغه اجذبنى وراءك فاجرى
لكنها تعلم جيدا ان المؤمن الذى يعرف الرب ويعيش معه ويطلب ان يقترب الى الرب اكثر واكثر يشد معه الكثيرين ممن تعلقوا به وعاشوا معه فهو شخص مؤثر فى من حوله بالايجاب او السلب وهكذاا
لو اعتبرنا ان الكنيسه التى تعبر عنها عروس النشيد بصيغه المفرد تحب الرب وتريد ان تقترب منه ايضا تكون ذو تاثير عظيم على من حولها فى المجتمع
اعلم انك مميز من الرب ولك شهاده خاصه لك من الرب انتم شهودى يقول الرب
هل تريد ان تقترب اليه وتجذب الناس الى يسوع هذا دورك لا تهرب منه ؟؟؟؟؟؟

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 01:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تذكار الرسولين المعظمين بطرس وبولس

بطرس هو سمعان بن يونا وهو اخو اندراوس. ولد في بيت صيدا في الجليل. وكانت مهنته صيد السمك. ولما جاء به اخوه اندراوس الى يسوع ابتدره الربقائلاً:" انت تدعى، من الآن، كِيفَا اي الصخرة". ثم دعاه يسوع ثانية واخاهقائلاً: اتبعاني فأجعلكما صيادَي الناس. وللوقت تركا الشباك وتبعاه. وبعدهذه الدعوة الثانية لازم بطرس يسوع ولم يفارقه الى النهاية.
ولما أعلن السيد المسيح جسده مأكلاً حقيقياً، ودمه مشرباً حقيقياً، مشيراًبذلك الى سر القربان الاقدس، استصعب الرسل كلامه ورجعوا الى الوراء، فقاللهم: ألعلكم انتم ايضاً تريدون ان تمضوا؟ فأجاب سمعان بطرس: الى من نذهب يارب وكلام الحياة الابدية عندك؟
سأل بطرس معلمه: كم مرة اغفر لأخي، يومياً، اذا خطئ اليّ، أإِلى سبع مرات؟أجابه يسوع: لا أقول لك سبع مرات، بل سبعين مرة سبع مرات. وهذا تبيان للضعفالبشري الصادر من الانسان، وواجب ان نغفر له دائماً ما زالت نيته سليمةصافية.
وكم كان متحمساً للدفاع عن معلمه عندما اعلن يسوع عن كيفية ميتته، فقال لهسمعان بطرس: اني مستعد ان أمضي معك الى السجن وحتى الى الموت. فقال لهيسوع: ان الروح مستعد وأما الجسد فضعيف. وستنكرني ليلة آلامي ثلاث مرات قبلصياح الديك مرتين. وهكذا كان. ولكن عاد بطرس فندم على خطيئته بذرف الدموعمدة حياته كلها.
ومَن يتصفح النصوص الواردة في العهد الجديد، يتضح له جلياً ان بطرس هو اولمن تبع المسيح واعترف به. وكان اميناً لاسراره وقد رافقه في جميع مراحلحياته. وقد جعله الرب زعيماً للرسل ورئيساً على كنيسته. وكان يترأساجتماعات الرسل قبل صعود الرب وبعده ويرشدهم بسلطته المطلقة دون منازع. وقدخطب في اليهود بعد حلول الروح القدس وصنع العجائب.
وبدأ غير هيّاب، بالتبشير في السامرة، وطاف مدن سواحل فلسطين ولبنان، وعمّدكرنيليوس القائد برؤيا عجيبة مؤثرة جداً. وهو مَن خرج مِن اورشليم، قبلالرسل. وبعد صعود الرب، بشر بطرس في فلسطين وفينيقية وآسية خمس سنوات، ثم اقامكرسيه في انطاكية سبع سنين، وخلفه فيها اوديوس. وذهب الى روما حيث اقامكرسيه سنة 44 للميلاد. ثم عاد الى اورشليم في السنة نفسها، فألقاه هيرودساغريبا في السجن وخلصه ملاك الرب. فاستأنف التبشير، وعقد المجمع الاول معالرسل وكتب رسالته الاولى. ثم رجع الى روما حيث اسقط سيمون الساحر من الجوواخزاه هو وخداعه، وكان سيمون عزيزاً على نيرون الملك. غضب الملك على بطرس،فأخذ يترقبه وبوحي الهي عرف بدنو أجله، فكتب رسالته الثانية.
وما لبث ان قبض نيرون عليه وسجنه، ثم امر بصلبه، ولعمق تواضعه، ابى انيُصلَب إِلا منكَّساً.
وقد اثبت القديسون: ديونيسيوس وايريناوس واوسابيوس وايرونيموس، كما تبينايضاً من الآثار التاريخية المكتشفة حديثاً في رومة. ان بطرس ذهب الى رومابالاتفاق مع بولس. وبعد ان اسس كنيستها استشهد في عهد نيرون عام 67. صلاتهمعنا. آمين

أما الرسول العظيم بولس الذي جُنَّ بمحبة المسيح، فبعد ان كان اشد مضطهدللكنيسة، قد حمل لواء الانجيل عالياً وطاف به العالم مقتحماً الاخطار، براًوبحراً، لا يهاب الموت في سبيل مَن بذل نفسه لاجله. فكان آية عصره وسيبقىعلى الاجيال، بأعماله الجبارة ورسائله الرائعة أسطع دليل على مفعول النعمةالالهية في ارض الارادة الجيدة.
ولد شاول في مدينة طرطوس، نحو السنة العاشرة للميلاد، من ابوين يهودييناصلهما من الجليل. درس الفلسفة والفقه على العالم الشهير جملائيل فياورشليم. ودعي فيما بعد بولس.
كان يمقت ويضطهد كل من يخالف شريعة آبائه. لذلك ساهم في رجم اسطفانوس رفيقهاول الشهداء. وكان يلاحق المسيحيين ويسوقهم الى السجون.
وفيما هو ماضٍ الى دمشق في هذه المهمة، اذا نور من السماء قد سطع حوله فسقطعلى الارض وسمع هاتفاً يقول له:" شاول، شاول، لِمَ تضطهدني؟". فقال: " من انت، يا سيدي؟". قال:" انا يسوع الذي انت تضطهده. فقم وادخل المدينة،فيقال لك ما يجب عليك ان تفعل". فنهض شاول عن الارض ولم يكن يبصر شيئاً،وعيناه مفتوحتان. فاقتادوه بيده وادخلوه دمشق. فلبث ثلاثة ايام، مكفوفَالبصر، لا يأكل ولا يشرب (اعمال 9: 1-10(.
وأرسل الرب اليه تلميذاً اسمه حننيا فوضع عليه يديه فأبصر واعتمد. وكاناهتداؤه العجيب سنة 35 للميلاد. وما لبث ان اخذ يكرز في المجامع بأن يسوعهو ابن الله. فتآمَر اليهود على قتله. ولكنه نجا بسعي المؤمنين. وعاد الىاورشليم واتصل بالرسل. وراح يبشر في الهيكل بجرأة. فصمم اليهود على قتله. ولكنه سافر الى طرطوس وطنه مارّاً بسوريا وكيليكيا بصحبة برنابا ويوحنامرقس. وفي قبرص آمن على يده الوالي سرجيوس بولس واعتمد هو وأهل بيته.
واستأنف البشارة حيث أبرأ مقعداً من جوف أمه في لسترة. وعندها رفع الجمعالحاضر ايديهم هاتفين: ان الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا الينا! وارادوا انيذبحوا لهما، فمنعهم بولس قائلاً:" نحن بشر مثلكم". غير ان اليهود تمكنوامن اثارة الجموع عليه، فرجموه خارج المدينة. وفي الغد، شفاه الله وأقامهفانطلق مع برنابا، يثبتان المؤمنين في المدن ويرسمان لهم كهنة لخدمتهم.
وعاد الى انطاكية حيث مكث أياماً وانطلق منها يصحبه سيلا ولوقا الى آسياالصغرى وكيليكيا وليكاونية وغلاطية وتراوس وسائر بلاد اليونان. واستصحبتيموتاوس الذي اقامه فيما بعد أسقفاً على أفسس. وفي آثينا قام خطيباً امامفلاسقتها في الاريوباغوس، فرد كثيرين الى الايمان ومنهم ديونيسيوسالاريوباغي. ثم عاد الى اورشليم حيث مكث سنتين، ثم جال في مدن آسيا الصغرىوجاء الى كورنتس حيث تراءى له الرب وشجعه واجرى على يده آيات باهرة. وطاففي غلاطية وفريجية، يثبت التلاميذ في الايمان، حتى وصل الى افسس، حيث اقامثلاث سنوات يبشر ويعمد باسم يسوع المسيح، عاملاً بيده لكسب معاشه.
وسار يبشر في جزر بحر الروم، حتى بلغ صور وعكا وقيصرية. وحاول الاخوة انيمنعوه من الصعود الى اورشليم، ملحين عليه بالدموع، فقال لهم: ما بالكمتبكون وتكسرون قلبي: اني مستعد، لا للوثاق فقط بل للموت ايضاً في اورشليملاجل اسم الرب يسوع (اعمال 21: 7-13).
هناك حاول اليهود قتله فمنعهم قائد الجند. وخاطب الشعب باللغة العبرانيةمبيناً عن اهتدائه. فصرخوا قائلين: ارفعه، اصلبه. فإِرضاءً لهم اراد الواليان يجلده، فاعترض بولس بأنه ذو جنسية رومانية. وارسله قائد الالف الىالوالي في قيصرية، مركز الولاية الرومانية حيث مكث اسيراً سنتين. ولكانالملك اغريبا اطلق سراحه لو لم يكن رفع دعواه الى قيصر.
فأقلع بولس مع اسرى آخرين الى روما يصحبه لوقا رفيقه الامين واسترخوسالمكدوني. وبعد النظر الى دعواه، لم يجد القضاة ما يوجب الحكم عليه، فأخليسبيله. فأقام في روما سنتين يبشر بالانجيل. ثم عاد يبشر ايضاً في جزيرةكريت ويزور كنائس آسيا وتروادا وكورنتس. ويقال انه مضى الى اسبانيا مجتازاًفرنسا ثم رجع الى روما فقبض عليه نيرون وألقاه في السجن، وحكم بقطع رأسهكما حكم على بطرس الرسول بالصلب. وكان ذلك سنة 67 للميلاد.
أما رسائله الرائعة وعددها اربع عشرة رسالة، فهي آية في البلاغة وتحفةالآثار الكتابية في الكنيسة. صلاته معنا.آمين

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس

بقلم قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى
في هذا العيد المبارك نرتل بعد الانتهاء من قراءة الإنجيل المقدس، ترتيلة لأحد ملافنتنا العظام وهي: «ܫܘܒܚܐ ܠܗ ܠܒܰܪ ܐܠܗܐ ܕܒܝܡܐ ܘܝܒܫܐ ܫܠܝܛ ܘܓܒܳܐ ܠܗ ܐ̱ܢܫܐ ܦܫܝ̈ܛܐ ܢܗܘܘܢ ܟܪ̈ܘܙܗܘܝ ܡܶܢ ܝܰܡܐ ܓܒܳܐ ܠܗ ܦܛܪܘܣ ܘܡܶܢ ܒܝܬ ܐܘܪ̈ܚܬܐ ܦܘܠܘܣ ܘܰܥܒܰܕ ܐܢܘܢ ܟܪܘܙܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ» وترجمتها ليتمجَّد ابن الله الذي سلطانه يشمل البحر واليابسة فقد اختار من على شاطئ البحر بطرس رسولاً له وكاروزاً ومن على مفرق الطرق بولس ليكون كارزاً للأمم ليتمجد اسم الله. بدعاء هؤلاء ننال البركة.
أحبائي نعيّد عيد مار بطرس ومار بولس ونتأمّل بمحطات نتوقف عندها بسيرةهذين الجهبذين القديسين العظيمين الذين دُعيا بهامتَي الرسل.
بطرس أول الرسل بعد أندراوس أخيه، نقول كان بسيطاً نقول كان صياداً ولكنناعلينا أن نفهم أن كل إنسان من شعب العهد القديم كان منذ السادسة من عمرهيدرس الكتاب، ويتعمق أيضاً في النبوءات وينتظر مجيء ماسيا وكان لابد أنيمتهن مهنة ليعيش عيشة كرامةٍ في كل الظروف التي تطرأ على البلاد. كانتلميذاً ليوحنا المعمدان، كان غيوراً في عِداد أولئك الغيارى الذين كانواينتظرون مجيء ماسيّا بفارغ الصبر. لابد أنه سمع شهادة يوحنا عن مجيء المسيحوعظمة المسيح ولابد أنه أيضاً تبع المسيح واستمع إليه وشاهده يجترحالمعجزات، والرب يعرف كل إنسان، يقرأ ما في فكر الإنسان وقلبه وعرف سمعانوهذا اسمه عرفه معرفة جيدة. مرةً أراد الرب أن يعظ الجمهور، فدخل سفينةسمعان.



كان لسمعان سفينة وكان وضعه المادي جيداً ولئن كانت الدار التي يسكنها دارحماته التي شفاها الرب من حمَّتها أيضاً، لكنه كان ميسوراً. دخل المسيحسفينته. ومَنْ كان يملك سفينة للصيد كانت حالته جيدة جداً، وأرشده أن يلقيالشباك في الجهة اليمنى، فامتلأت سمكاً ولا نعلم لماذا عدّوا السمك فكاننحو مائة وثلاث وتسعين سمكة كبيرة وصغيرة، فسجد له سمعان وترجّاه أن يغادرالسفينة قائلاً: أنا رجل خاطئ، اعترف بقوة المسيح الإلهية. وفي يوم منالأيام كان المسيح سائراً على شاطئ بحيرة طبرية ورأى سمعان، فدعاه: هلمورائي، حالاً لبّى سمعان الدعوة، فالدعوة لم تكن مفاجئة. كان سمعان قدتعرّف على المسيح وكان المسيح قد عرف سمعان جيداً، ولكن أراده أن يضحي بكلشيء، أن يتبعه كليّاً فترك سمعان شباكه وسفينته وتبع المسيح ليصير صيّادالناس لا صياد سمك. رأينا سمعان وهو يتبع المسيح، يحبه محبة عظيمة ويعترفبه أنه ابن الله، رأينا سمعان الذي لبّى نداء المسيح فتبعه، لبى أيضاً نداءالسماء فاعترف بأن المسيح حقاً هو ابن الله الوحيد، لذلك طوّبه المسيح: طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحماً ودماً لم يعلنا لك ذلك بل أبي الذي فيالسماوات، وأنا أقول لك أنت بطرس (كيفو) بالسريانية. حجرة وعلى هذه الصخرة،صخرة الإيمان بأن المسيح هو ابن الله (بترا) باليونانية (شوعو) بالسريانية. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة صخرة الإيمان بان المسيح هو ابن اللهأبني كنيستي على هذا المبدأ الإلهي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيكمفاتيح السماء، ملكوت الله، ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السماء،وما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. (مت 16 : 16-19) هذه سلطةهامة الرسل بطرس، أعطاها المسيح لبطرس وحده، بعدئذ أعطاها لسائر الرسل،سلطان ربط الخطايا وحلها. نال هذه الطوبى سمعان وسار مع المسيح. ولكنأحياناً عديدة نرى أن العِظام، أبطال الروح يسقطون، فتأتي التوبة. سمعانافتخر بنفسه مرةً بذاته، وهذه خطيئة البر الذاتي تحدث دائماً، يقول الآباء: كم من أبطال الروح فاز بهم العالم وانتصر عليهم. هكذا سمعان يوم أنكرالرب، والرب يتألم أمام أولئك الطغاة رؤساء الكهنة والكتبة وغيرهم، في تلكالليلة المظلمة أنكر بطرس المسيح أمام جارية حقيرة ولكنه عندما تذكر وهويفتخر بنفسه بأنه سيكون مع المسيح دائماً إلى الموت ، يتذكر نبوءة المسيحعنه فيندم، إذ صاح الديك مرتين وقد أنكر المسيح ثلاث مرات. بكى فخرج وإذابنهار أمامه. هذه هي التوبة التي علمنا إياها سمعان: حتى إذا سقط الإنسانبنكران المسيح بالذات إذا ما تاب وبكى وندم وعاد إلى الله يرحمه اللهويعيده إلى رتبته. كان بين الأوائل الذين اعترفوا بقيامة المسيح، كُلِّف أنيجمع رفاقه فجمعهم، كان قد نال نعمة عظيمة عندما ظهر له المسيح وللتلاميذ،وثلاث مرات يسأله: أتحبني اكثر من هؤلاء؟ وبتواضع يجيب: أنت تعلم أنيأحبك، ولم يفتخر فيقول أكثر من هؤلاء، (يو 21 : 15-18) ثم يعيد إليه رتبتهالسامية ليبقى هامة الرسل. فيوم حل الروح القدس على التلاميذ، على الجميع،على بطرس هامة الرسل، على التلاميذ، على النسوة وفي مقدمتهن أم يسوعمريم. أصبح بطرس في المقدمة ليوبخ اليهود لأنهم قتلوا المسيح، وليدعوهمللتوبة ليعودوا إلى المسيح وينالوا الخلاص بالاعتماد باسمه، سمعان بشرفيأماكن عديدة ولكن قد أسّس خاصة كرسينا الرسولي الأنطاكي، لذلك عندما نعيّدلسمعان بطرس، إنما نعيد للكرسي الرسولي الأنطاكي الذي جلس عليه بعد بطرسأيضاً بطاركة عظام، وكانوا مثل سمعان قد حملوا مشعل الإنجيل المقدس إلىالعالم كله وأناروه بنور المسيح.
وسمعان هذا الذي تاب وعاد إلى الله، بل أصبح مثالاً لكل من يتوب، سمعان هذاكلّفه نكرانه للمسيح غالياً، فعندما بشّر حُكِم عليه بالموت صلباً في روماالتي لم يذهب إليها إلا لكي يموت، طلب أن يُصلَب منكَّس الرأس، لا كالمسيحيسوع وهكذا كان. وأصبح شفيع البيعة وهو مؤسس الكرسي الأنطاكي. وهو الذيكان مع هامة الرسل بولس يسعيان في نشر البشارة الإنجيلية. فإذا عُين بطرسأولاً للختان، عُين بولس للغُرْلة، أي للأمم.
وبولس أحبائي، لا بد أن نتوقف ولو في محطات صغيرة في سيرته السامية وهويبشر بالمسيح. كان مُضطَهِداً للمسيح ولأتباع المسيح، وكان حارساً لثيابراجمِي استفانوس، عندما رُجِم في سبيل إيمانه بالمسيح يسوع، راضياً بقتله،ولكن وقد أخذ رسائل كما يعلمنا سفر أعمال الرسل، أخذ رسائل من رؤساء الكهنةفي أورشليم ليأتي إلى دمشق ويضطهد أولئك الذين كانوا أتباع للمسيح يسوع،حينذاك ظهر له المسيح في طريق دمشق، شاول شاول قال له، لماذا تضطهدني؟ ربمالم يرَ شاول، وهذا اسم بولس سابقاً. ربما لم يرَ المسيح بعينَيه بالجسد،لكنه قد سمع عنه، رآه عندما ظهر له في طريقه إلى دمشق، من أنت لأضطهدك ياسيد؟ أنا يسوع الناصري. نحن نعلم أن شاول اضطهد أتباع المسيح، ونعلم من هناأن أتباع يسوع الحقيقيين الصالحين لن يتخلى عنهم يسوع أبداً، فإذااضطُهِدوا يعتبر نفسه أنه الذي اضطهد هو بالذات. شاول لماذا تضطهدني؟ صعبعليك أن ترفس مناخس. من أنت؟ أنا يسوع الناصري الذي تضطهده. يطلب منه: ماذاأفعل؟ يرشده ليدخل إلى المدينة وهناك يُقال له ماذا يجب أن يفعل. أصبحأعمى، الذين معه سمعوا الصوت لكنهم لم يروا شيئاً. أُخِذ إلى دمشق كماأرشده الرب إلى حنانيا، ذلك التلميذ الذي كان قد أرسل إلى دمشق مبشِّراًبالمسيح وكان أحد السبعين، حنانيا علمه ما هو الدين المسيحي، ما هي مبادئالإيمان. وصلى عليه وعمّده وسقطت عن عيني شاول أشياء كأنها قشور ، حينذاكرأى شاول، رأى جيداً، سقط التعصب الفريسي، سقطت البغضة، الحقد على الناس،الحقد على أناس آمنوا بالمخلص الذي تنبأت عنه النبوءات، ورأى جيداً وبشَّرباسم المسيح. اضطهد أكثر من جميع الرسل، اعتبر رسولاً، بل أيضاً شاركالرسول بطرس ليكونا معا هامتَي الرسل، بشر في أماكن عديدة، كتب رسائل،واضطهد وأخيراً أيضا استشهد في اليوم نفسه الذي استشهد فيه الرسول بطرس فيالتاسع والعشرين من حزيران سنة 67م بأمر نيرون الطاغية وفي روما بالذات،وقطع رأسه بحد السيف، صلب بطرس وقطع رأس بولس وكانا شهيدين، وكانا ممننادوا بالمسيح يسوع مخلصاً.
ليؤهِّلنا الرب أن نلبي دعواه كما لبى تلك الدعوة الرسولان بطرس وبولس. أننتحمل إذا اقتضى الأمر في سبيل الإيمان به، كما تحملا المشقات بل أيضاً أننبذل حتى الدم في سبيل المسيح يسوع والإيمان به الذي سُفِك دمه من أجلناعلى الصليب لنقوم معه قيامة الحياة ونعمته تشملكم دائماً أبداً

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديسان بطرس و بولس
الرسولان و الشهيدان
عيدهما:
· 29 حزيران/ يونيو (عيد القديسين بطرس و بولس)
· 22 شباط/ فبراير (عيد كرسي القديس بطرس، ممثلا لوحدة الكنيسة الجامعة في العالم أجمع)
· 18 تشرين الثاني/ نوفمبر (عيد تكريس كاتدرائية القديسين بطرس و بولس)
اختار يسوع أتباعه بحرص شديد، فقد كان يحتاج إلى أشخاص يمكنه الوثوق بهم لينشروا رسالته و ليتابعوا العمل عندما لا يكون موجودا ليقود الحركة المسيحية الناشئة. تشير كلمة "التلميذ" إلى "التابع" أو الشخص الذي يتعلّم، و تشير كلمة "الرسول" إلى الشخص الذي يتم إرساله. عندما كان يسوع ما يزال يعيش على الأرض، كان الاثنا عشر يسمون تلاميذا. تبع التلاميذ الاثنا عشر يسوع، تعلموا منه و تدربوا بإشرافه. و أرسلهم يسوع ليكونوا له شهودا (متى 28: 18-20، أعمال 1:8) و عندها لقبوا بالرسل.
الرسل الاثنا عشر هم:
1- سمعان بطرس (شقيق أندراوس)- و كان عاملا فاعلا في جذب الناس إلى يسوع.
2- يعقوب (ابن زبدي و الأخ الأكبر ليوحنا) و يلقب أيضا بيعقوب الكبير
3- يوحنا (ابن زبدي و شقيق يعقوب)- كاتب الإنجيل
4- أندراوس (شقيق سمعان بطرس)- كان عاملا فاعلا في جذب الناس إلى يسوع.
5- فيليبس من بيت صيدا.
6- توما (التوأم)
7- برتلماوس (نثنائيل)- كان واحدا من التلاميذ الذين ظهر لهم يسوع على شاطئ بحيرة طبرية بعد قيامته. و كان شاهدا على الصعود.
8- متّى (لاوي) من كفرناحوم- كاتب الإنجيل.
9- يعقوب (ابن ألفايوس) و يلقب أيضا بيعقوب الصغير.
10- سمعان (الغيور)- القانوني.
11- تدّاوس- يهوذا (لبّاوس)، شقيق كل من يعقوب الصغير و متّى و هو من كفرناحوم.
12- يهوذا الاسخريوطي، و هو من خان يسوع.
القديس بطرس
متى 16: 18: أنت بطرس و على هذه الصخرة أبني كنيستي و أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
تظهر حياته بشكل جلي في أسفار العهد الجديد و سفر أعمال الرسل. كان اسمه الأصلي سمعان بن يونا و لم تذكر أمه في الإنجيل أبدا. ولد في بيت صيدا و هي مدينة على بحيرة جنيسارت، و إن اخاه أندراوس هو أول من دعاه لاتباع يسوع. أطلق يسوع اسم بطرس (الصخرة) على سمعان إشارة إلى أن بطرس سيكون كأساس الصخر الذي ستبنى عليه الكنيسة. و قد كان بطرس متزوجا.
كان بطرس و أندراوس صيادين و قد دعاهما يسوع ليكونا تلميذين له في نفس الوقت الذي دعا فيه يعقوب و يوحنا، ابنا زبدي. تعود المنزلة الكبيرة التي يحظى بها بطرس و بشكل جلي إلى كونه شاهدا على أحداث هامة في بشارة يسوع، عندما اعترف بطرس أن يسوع هو المسيح ابن الله ، عندما قال له يسوع: "على هذه الصخرة أبني كنيستي "، عندما اختير مع يعقوب و يوحنا ليشهدوا التجلي. بعد العشاء الأخير شهد بطرس مرة أخرى مع يعقوب و يوحنا نزاع يسوع في بستان الزيتون، و عندما تعرّض يسوع للخيانة استلّ بطرس سيفه للدفاع عنه، لكنه أنكره بعد ذلك و في نفس الليلة، كما تنبأ عنه يسوع. بعد القيامة، ظهر يسوع عند بحر الجليل و كلّف بطرس بأن " ارعَ خرافي. "
استشهد القديس بطرس بأمر من الامبراطور نيرون و صُلب عام 64م و رأسه للأسفل لأنه قال أنه ليس مستحقا أن يموت كما مات المسيح. تم دفن جسده على تلّة الفاتيكان حيث كشفت أعمال الحفر في الآونة الأخيرة عن قبره في موقع كاتدرائية القديس بطرس. يعتبر القديس بطرس بحسب التقليد أول أسقف لروما.
القديس بولس
الشخص الهام الثاني هو بولس من طرسوس و الذي كان يدعى أصلا شاول من طرسوس و يلقب أيضا بالرسول الثالث عشر. ولد القديس بولس في نفس الفترة التي ولد فيها المسيح تقريبا و يدعو نفسه الرسول إلى الوثنيين (الأمم). لم يلتق بولس بيسوع خلال حياته على الأرض و لكنه اهتدى إلى المسيحية بحدث عجائبي يُعرف باسم "الطريق إلى دمشق". و كان شاول اليهودي يكره و يضطهد المسيحيين كهراطقة كما أنه ساعد في رجم القديس اسطفانوس الشهيد.
عندما كان في طريقه إلى دمشق لاعتقال مجموعة أخرى من المسيحيين، حدث الاهتداء الأكثر شهرة في تاريخ المسيحية. سقط شاول على الأرض و أبرق حوله نور من السماء أحاط به و سمع صوت يسوع المسيح، " شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟" فالشخص الذي كره المسيح و كل المسيحيين استسلم أمام الإله الحي. عندها أخبره يسوع أن يذهب إلى دمشق، و هناك سيتم إخباره بما يتوجب عليه فعله. أصيب بولس بالعمى و لم يأكل أو يشرب مدة ثلاثة أيام. و في دمشق، أرسل الرب إليه تلميذا يدعى حنانيا، أعاد إليه بصره، ملأه من الروح القدس و عمدّه.
بعد العماد غيّر اسمه إلى بولس ليعكس شخصيته الجديدة و بدأ يسافر و يبشّر بيسوع في مجامع دمشق. أراد اليهود قتله، لكنه هرب بمساعدة بعض المسيحيين الذين دلوه في سلة من سور المدينة. قام بنشر المسيحية و خصوصا إلى الغرب من أورشليم. يعتبره كثير من المسيحيين كمفسّر مهم لتعاليم يسوع كما يعتبره كثير من المسيحيين أيضا أهم تلميذ للمسيح و ثاني شخصية بعد يسوع من حيث الأهمية في نمو و تطور المسيحية. بعد ثلاث سنوات على اهتدائه، سافر بولس إلى أورشليم للقاء بطرس و بقي معه خمسة عشر يوما.
أعدِم بولس الرسول في روما خلال فترة اضطهاد الإمبراطور المجنون نيرون للمسيحيين الذي استمر أربع سنوات بين عامي 64 و 68 م و و قد أعدِم بطرس الرسول في نفس الفترة أيضا. و كمواطن روماني مُنِح بولس موتا سريعا و قطِع رأسه بضربة السيف قرب روما و يتوقع أن ذلك تم يوم 29 حزيران/ يونيو عام 67م. كان بولس أبرز المبشرين المسيحيين في المراحل الأولى للمسيحية مع القديس بطرس. و دفن جسده مع جسد القديس بطرس في السراديب قرب طريق آبيا حيث بقي هناك حتى نقله لوسينا و البابا كورنيليوس إلى مقابر لوسينا.

صلاة للقديسين الرسولين بطرس و بولس http://www.peregabriel.com/gm/albums...paulpiere7.jpg
أيها القديسان الرسولان بطرس و بولس، يا كوكَبي البيعة العظيمين، إني أتخذكما لي شفيعين. فإياك أهنئ، أيها القديس بطرس هامة الرسل، بأنك أنت الصخرة التي بنى الله عليها بيعته، و إياك أهنئ أيضا، أيها القديس بولس، بأن الله جعلك إناء مختارا و معلّما للحق في العالم. ألا فاشفعا لي إلى الله دائما و اسألاه أن يؤتيني إيمانا حيا، رجاء ثابتا، محبة كاملة، صبرا جميلا في الضراء ، اتضاعا متناهيا في السراء، و همة عالية في قضاء واجباتي، حتى إذا ما تغلّبت على تجارب العالم و الشيطان و الجسد، كنت أهلا للمثول أمام راعي النفوس الأعلى، يسوع المسيح الحي المالك مع الله الآب، باتحاد الروح القدس إلها، إلى دهر الدهور. آمين.

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بطرس هامة الرسل وبولس رسول الأمم
http://www.peregabriel.com/gm/albums...paulpiere3.jpg

تُعيّد الكنيسة في التاسع والعشرين من حزيران عيد الرسولين بطرس وبولس أعمدتها الأساس. بطرس عرف المسيح ومشى معه دروب الرسالة، وسمعه يتكلّم، وشاهده يشفي هذا وذاك، ويُقيم من الموتى من يشاء.
أمّا بولس إدّعى أن المسيح اختاره، وقد عرَفَه حقًّا لحظة ظهوره له على طريق دمشق، البرهة التي فيها بدأت شهادته له الى اليوم الذي فيه قُطع رأسه.
في العهد القديم، بدّل الله إسم أبرام بإبراهيم، ويعقوب بإسرائيل. وفي العهد الجديد، عهد التجسّد والفداء والخلاص، بدّل يسوع المسيح، إبنُ الله، إسم سمعان ببطرس، يوم جاء اليه أخاه أندراوس أحد تلاميذ يوحنّا المعمدان فرحًا، قائلاً: "قد وجدنا المسيح" (يو 24: 32). ولما تمّ اللقاء قال يسوع لبطرس: "أنت سمعان بنُ يونا، وسأدعوك "كيفا" أي الصخرة (يو 1: 42).
بعدها، أسمعه الربّ صوته ثانيةً في قيصريّة فيلبّس على ضفاف نهر الأردّن مُردّدًا: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متّى 16: 18). وبدعوة إلهيّة إلى شرف الرسالة، قال لبطرس وأندراوس: "إتبعاني، أجعلكما صيّاديّ بشر، فتركا شباكهما في الحال وتبعاه" (متّى 4: 19- 20). وها هو بطرس صخرة الكنيسة، هامة الرسل ونائب المسيح على الأرض.



رافق بطرس يسوع فشاهد بأمّ العين أعجوبته الأولى في قانا الجليل. وكان يسوع يتّخذ سفينته ليُعلّم الجموع. ولمّا جاء عيدُ الفصح صعد معه إلى أورشليم كما تردّد إلى بيته وشفى حماته (متّى 18: 14). ونظرًا لعمق إيمانه بمعلّمه، ألقى شبكته فأمسك ومن معه "سمكًا كثيرًا وكادت شباكهم تتمزّق" (لو 5: 6) بعد تعب الليل وقهر الموج دون أيّة سمكة. وهكذا، راح بطرس يعيش أعاجيب يسوع واحدةً تلو الأخرى إلى أن حان الوقت للإجابة على سؤالٍ طرحه المسيح: "ومن أنا في رأيكم أنتم؟" فأجاب سمعان بطرس: "أنت المسيح إبن الله الحي" (متّى 16: 16). عندئذٍ، سلّمه يسوع "مفاتيح ملكوت السماوات" (متّى 16: 19- 20). هذه السلطة المُعطاة لبطرس تجعل منه الأوّل في الكلام والإيمان والحبّ والإخلاص والعمل.
ولمّا أتت ليلة يسوع الأخيرة، قام يسوع بغسل رجليّ بطرس. وحفاظًا منه على قوة إيمانه، خصّه بالصلاة. ويوم قُبض على يسوع أنكره بطرس ثلاث مرّات (متّى 26: 69 ? 74؛ إلخ...). بعد هذا، بكى بطرس بكاءً مرًّا.
ولمّا افتدى يسوع المسيح العالم على الصليب ودُفن، جاء بطرس ومن معه إلى القبر ودخله فرأى "الأكفان على الأرض، والمنديل الذي كان على رأس يسوع ملفوفًا في مكانٍ على حِدة..." (يو 20: 3- 10). هنا، ظنّ الجميع أنّه إنتهى وقضيّته الخلاصيّة، لكنّه تراءى لبطرس قبل سائر الرسل، ومن بعدهم لكثيرين (لو 24: 13- 49؛ ألخ...). وبعد هذا الترائي، عاش بطرس حُزنـًا عميقًا لنكرانه المسيح. لكنّ رحمة المسيح وغفرانه له لم يُفارقا قلبه المُحبّ وقد أجاب على سسؤال طرحه المسيح عليه ثلاث مرّاتٍ: أتحبّني؟ "نعم يا ربّ أنت تعلم أنّي أحبّك".
حافظ بطرس قبل العنصرة وبعدها على إيمانه وحماسته واندفاعه ومحبّته للمسيح. وقد ثبّته الروح القدس كما ثبّت التلاميذ ليكونوا للمسيح شهودًا إلى أقاصي الأرض. بعد هذه الأفكار الوجيزة نستطيع القول أنّ الحظّ حالف بطرس مرّتين. مرّةً، يوم عرف يسوع. وأخرى يوم استشهد ومات مصلوبًا رأسًا على عقب.


أمّا بولس المحظوظ بالمسيح، فقد تذوّق أبعاد عالمه، فترسّخ فيه ونضُج وانسكب صوته المقدّس بمواكبة أتعابه وجهاده وغيرته ومحبّته وإيمانه، مُحرّكًا أسمى الأعماق من أجل بُنيان صرح ملكوت الله.
إنطلق بولس إبن طرسوس من النور الأزليّ، يسوع المسيح، ليُشعله في النفوس المُظلمة. إستخدم كل ما في طبيعته البشريّة من قوّة، وما تغلغل في صميمه من ثقافة، من أجل إيصال كلمة الله الخلاصيّة إلى جميع الهائمين على وجوههم في طريق الهلاك لعدم معرفتهم إبن الله، يسوع المسيح الذي بشّر به مصلوبًا وقائمًا من الموت.
كانت هذه الحقيقة قضيّته الأساس وهدفه الأسمى. رافع ودافع عنها مُتسلّلاً إلى أغوار ذاته، مُستنهضًا مواهبه وطاقاته، راضيًا بالمصاعب والمشقّات والمصائب ليُبادل الحبّ بالحبّ. استولى المسيح على قلبه، فآمن أنّ عليه أن يغزو العالم، وقال: "الويل لي إن لم أُبشّر" (1 قور 9: 16). لذا، أدّى الشهادة كاملة في كلّ رحلاته خاصّة أمام الذين شاهدوه مقطوع الرأس ومُخضّبًا بالدماء.
أبى رسول الأمم إفراغ الصليب من معناه الخلاصيّ. فشهدت لصوته ولكلماته دقائق عصره أمام الملوك والقياصرة والفقراء في قلب مدنهم وخارجها. هذه الشخصيّة الساحرة، النادرة، لم تقف حائرةً أمام مفاصل التاريخ المسيحيّ الأوّل وفصوله، بل قفزت قفزة الإنحلال في المسيح والمكوث في مُلكه وملكوته. إنّه الأوّل بعد الأوحد الذي لم تخبُ كلماته ولم يستطع التاريخ طيّها لأنّها من وحي الروح القدس وعمل الله.
قال بولس كلمته، فجاءت كشرارةٍ أوقدت كلمة الله فانتشرت انتشار النار في الهشيم:
<!--[if !supportLists]--><!--[if !supportLists]-->
-
<!--[endif]--><!--[endif]-->
"لا أستحي بالإنجيل، لأنّه قوّة الله لخلاص كلّ مُؤمن" (روم 1: 16).
<!--[if !supportLists]--><!--[if !supportLists]-->
-
<!--[endif]--><!--[endif]-->
"من يفصلني عن محبّة المسيح: الشدّة أم الضيق... الخطر، أم السيف" (روم 8: 35).
<!--[if !supportLists]--><!--[if !supportLists]-->
-
<!--[endif]--><!--[endif]-->
"إنّ حياتي هي المسيح وإن مُتُّ فذلك ربحٌ لي" (فل 1: 21).
إنّ لاهوت بولس هو إيمانٌ بالمسيح المصلوب والقائم من الموت الذي شهد له في حياته ورسائله وفكره ومواقفه واستشهاده. وهو الذي توغّل في شخصه، غاص في سرّه، بشّر من وحيه إلى أن أصبح المسيح يحيى فيه ويتكلّم، فأضحى أسيره عادًّا كلّ شيءٍ خسارةً ليربحه، وقد ربحه.
تكلّم بولس عن النعمة فقال لأهل أفسس: "وأنتم بالنعمة مُخَلَّصون" (أف 2: 5)، ولأهل رومة: "... ولكن حيث كثُرت الخطيئة فاضت نعمة الله" (روم 5: 20)، ولتلميذه تيطس: "فإذا تبرّرنا بنعمته، نصيرُ وارثين وفقًا لرجاء الحياة الأبديّة" (تيط 3: 7).
ولم تخلو الشّرّيعة من كلماته. ذكر في رسالته إلى أهل رومة أنّها "مُقدّسة، والوصيّة مُقدّسة وعادلة" (روم 12: 7)، والمسيح هو المُحرّر الأوحد من الخطيئة والشريعة في آن (روم 6: 1- 19؛ 7: 1- 6).
وفي البرّ قال: "أنّ الله يُبرّر بالإيمان بيسوع، ولا فرق بين البشر" (روم 3: 22).
ايها الاخوة الاعزاء،
بطرس وبولس حجر الزاوية لكلمة الله وبيته. إنّهما للبيعة المقدّسة رُسُلاً وقدّيسين أحبّا المسيح حُبًّا ما بعده حُبّ، ومن يُحبّ المسيح يُحبّ الكنيسة ويُحبّه الآب السماوي، ومن يُحبّ الكنيسة يُفكّر كنسيًّا ويعيش وصايا الله ووصاياها، ويحفظ كلمة الربّ في قلبه حتّى ولو دفع ثمن التزامه، حياته على مثال القدّيسين بطرس وبولس. آمين.

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حياة المكرّم الأخ إسطفان نعمه

http://www.peregabriel.com/gm/albums.../images1~4.jpg

نشأته

هو يوسف بن إسطفان نعمه وكريستينا البدوي حنّا خالد من قرية لحفد - جبيل.

صغير عائلة مؤلّفة من أربعة صبيان: سركيس، نعمة الله، هيكل ويوسف، وفتاتين: توفيقة وفروسينا. ولد في شهر آذار من سنة 1889. نشأ في بيئةٍ جبليّةٍ زراعيّة، ولكنّه حصّل بعض مبادئ القراءة والكتابة في مدرسة القرية، وفي مدرسة سيّدة النِّعم في سقي رشميَّا التابعة للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة.

نبع الغْرَيْر

في أحد الأيّام, كان يوسف (الأخ إسطفان) يرعى البقرات في الحقول المتاخمة لبيته الوالديّ، فرأى حيوانًا برّيًا صغيرًا، اسمه "غْرَيْر"، لحق به إلى أن دخل مغارةً محفورةً في الأرض. لاحظ يوسف أنّ هناك آثارَ مياهٍ في هذه المغارة، فباشر حفر المكان إلى أن نبعت المياه من جوف الأرض، وهذا النبع يُعرَف اليوم ب"نبع الغْرَيْر".

دخوله الرّهبانية اللّبنانيّة المارونيّة

سنة 1905 وبعد سنتين من وفاة والده، دخل الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان. واتّخذ في الابتداء اسم إسطفان، تيمّنًا بشفيع بلدته واسم أبيه.

كان معلّم المبتدئين في كفيفان آنذاك رجل الله الأب اغناطيوس داغر التنّوري. وبعد سنتَي الابتداء، أبرز نذوره الرّهبانيّة في 23 آب سنة 1907. واختير ليكون من الإخوة المساعدين، فأتقن مهنة النّجارة ومهنة البناء بالإضافة إلى أشغال الحقل. وكان معروفًا ببنيته الجسديّة القويّة.

خدمته في الرّهبانيّة

أمضى حياته في الرّهبانيّة يعمل في جنائن الأديار التي تنقّل فيها: دير سيّدة ميفوق، دير مار أنطونيوس - حوب، دير مار شلّيطا - القطّارة، دير مار مارون عنّايا، دير سيّدة المعونات جبيل ودير مار قبريانوس ويوستينا كفيفان. في كلّ هذه الأديار كان يتسلّم مهمّة رئيس الحقلة، وكان يعمل مع إخوته الرّهبان ومع العمّال بصمتٍ ومحبّةٍ واحترام، ويشهد الجميع على عدله واستقامته. فكان التّلميذ الأمين لسيّده يسوع المسيح، عاكسًا صورته أينما حلّ، وناقلاً بشارته إلى مَنْ عايشهم.


لم يعرف البطالة أبدًا، بل عاش قانون الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة وروحانيّتها بدقّةٍ وأمانة، مقتفيًا خطى الرّهبان القدّيسين، موزّعًا أوقاته بين شُغلٍ وصلاة، إلى أن رقد بالبرارة في 30 آب 1938 عن 49 سنة. ودفن في دير كفيفان حيث بقي جثمانه سالمًا. بوشر التحقيق في قداسته في 27 تشرين الثاني

2001، وصدّق البابا بندكتوس السادس عشر على فضائله البطوليّة في 17 كانون الأوّل 2007، وهو الرابع بعد إخوته، أبناء الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة: شربل ورفقا ونعمة الله.

روحانيّة الأخ إسطفان

(الله يراني)

لقد تميّز الأخ إسطفان بحضورٍ صامتٍ يعكس حياته المستترة مع المسيح، صابرًا على أوجاعه، لا يشكو من ألمٍ أو مرض، متقشّفًا ومتجرِّدًا وخصوصًا في طعامه، قنوعًا لا يطلب إلاّ العيش في حضرة مَن كان يراه، فرحًا في حياته - وهذا ما انعكس نشاطًا في عمله - فطنًا في تصرّفاته، عادلاً محبًّا للمساواة فكان يعطي كلّ صاحب حقّ حقّه فنال احترام ومحبة مَن كانوا يعملون معه. كان رجل صلاة، تلميذًا للأرض التي كانت له مدرسة قداسة ومصدر روحانيّة.

عرف أهميّة الأرض وقيمتها الحقيقيّة. كدَّ وجاهد وعجن التراب بعرقه، وسعى سعيًّا دؤوبًا من أجل بلوغ سُلَّم الكمال الرّهبانيّ واللّقاء بنور الله وكلمته الأزليَّة. كان "فلاحًا مكفيًّا وسلطانًا مخفيًّا". يقوم قبل بزوغ الفجر وشروق الشَّمس للصلاة والعمل، على مثال معلّمه الأوّل يسوع المسيح. البسمة الصافية النيّرة لا تفارقه، صامت، متأمّل في سنابل القمح وخيرات الأرض،

وديع القلب، هادئ، رصين صَلب صلابة الصخور. بنى حياته مدماكاً تلو مدماك على أساس متين وثابت، كما كان يرصف حجارة الجلول والحقول.

وجهه وجه البراءة والحكمة، وجه السلام والحبّ، أضاء عينَيه بنور الإنجيل، ونور الإيمان؛ إيمان الأرز وابن القرية اللّبنانيّة، إيمان الأجداد والآباء والأمّهات، إيمان البساطة والفرح. ليّنٌ في المحبّة والرحمة والحنان والعطاء كليون السنابل أمام نسيم الصباح، وصلب في الإيمان والجهاد والعدل والقداسة كتَجذُّر السنديان في عمق التراب. فكلّما نظر الى الشّمس، تطلّع الى السعادة في نور وجه المسيح وبهائه وجماله.

أدوات صقل حياته

أدوات عمله اليوميّ، كانت المنجل والمعول والشوكة والمخل والمنشار والمطرقة والإزميل... يستعملها في إصلاح الأرض وحراثة التربة وتشذيب الصخور وهندستها وفبركة الأبواب والشبابيك. أمّا أدوات صقل حياته فكانت كلمة الإنجيل والصلاة والتأمّل، وسبحة البتول مريم، وخدمة المحبّة والشراكة مع إخوته الرّهبان والقدّاس الإلهي، متشوّقًا دومًا إلى اللّقاء بالحبّ الإلهيّ. كانت حياته فعل شكر وتقدمة مقدّسة لله ومشوارًا من الأرض إلى السماء، زارعًا دروبه سنابل قمح.

لم يتراجع يومًا ولم تهزّه الرياح العاتية التي عصفت بلبنان إبّان الحرب العالميّة الأولى، بل حمل الصليب منكرًا ذاته وتابعًا معلّمه، واضعًا ثقته فيه من دون تردّد أو خوف. تجرّد عن كلّ ما يُعرقل وصوله إلى النّور الحقيقيّ؛ شمس الرحمة والعدل. لذلك رفعه الله جدًّا وسيرفعه على مذابح الكنيسة قدّيسًا وشفيعًا للكنيسة والرّهبانيّة ولبنان والعمّال أجمعين.

بعض ما ورد في روزنامة الدير عن الأخ إسطفان نعمه

كتب الأب أنطونيوس نعمه رئيس الدير، بعد وفاته، ما يلي : "غادر هذه الفانية نهار الثلاثاء الساعة السابعة مساءً في الثلاثين من آب، الأخ اسطفان نعمه اللّحفدي. وكان أخًا عاملاً نشيطًا غيورًا على مصلحة الدير، قويّ البنية، صحيح الجسم، مسالمًا، بعيدًا عن الخصومات، قنوعًا، فطنًا بالأعمال اليدويّة، محافظًا على واجباته ونذوراته، قائمًا بما عُهد إليه حقَّ القيام".

من أقوال المكرّم

" الله يراني ".

" هنيئًا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود إلى الله".

"المحبّة لا تحتاج إلى علم لأنّها من القلب تخرج".




Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سيرة الاخ اسطفان
* وُلد الأخ اسطفان في شهر مارس سنة ١٨٨٩ في لبنان، وهو يوسف الشقيق الاصغر لاخوته الثلاثة نعمةالله وسركيس وهيكلوفتاتان: توفيقة وفروسنيا، من والدين تقيين هما اسطفان بو هيكل نعمه وخرستينا البدوي خالد نعمه، ومنح سر المعمودية في اليوم الثامن لميلاده ، حصل دروسه الأولية في قريته فى مدرسة سيدة النعم، ثم في مدرسة الرهبان التابعة للرهبنية المارونية .

في أحد الأيّام، كان يوسف (الأخ اسطفان) يرعى البقر في الحقول القريبة لبيته، فرأى حيوانا برّيا صغيرا، اسمه "غرير"- وهو حيوان يشبه الكلب - يدخل حفرة وطال بقاؤه فيها. وإذ زحف وراءه ليخرجه لاحظ أن الأرض رطبة، وبعد أن حفر قليلاً اكتشف نبع ماء عذبة، فطاب لها الأهالي وأنعشت حقولهم فحوّلتها إلى روضة غناء وأطلقوا على الينبوع اسم "نبع الغرير".

بعد موت والديه انتقل إلى دير كفيفان للرهبانية اللبنانية المارونية وكان بعمر ١٨ سنة فقبل طالبًا ثم مبتدئًا وألبس ثوب الابتداء سنة ١٩٠٥ وسمي اسطفان على اسم والده. بعد مضي سنتي التجربة أبرز نذوره الاحتفالية المؤبدة في ٢٢ /٨ /١٩٠٧ وأمضى حياته في الرهبنة عاملاً مجدًا نشيطـًا غيورًا على أملاك الرهبنة. لم يترك حرفة إلا وقام بها فعمل في البناء والنجارة والزراعة وكان شعاره الدائم "الله يراني". وكان معروفا ببنيته الجسديّة القويّة.

* خدمته في الرّهبانيّة

امضى حياته في الرّهبانيّة يعمل في حدائق الأديرة التي تنقّل فيها: دير مار أنطونيوس- حوب، دير مار شليطا- القطّارة، دير ما مارون-عنّايا، دير سيدة المعونات جبيل ودير مار قبريانوس ويوستينا- كفيفان.

في كل هذه الأديرة كان يتسلّم مهمّة رئيس الحقل. وكان يعمل مع اخوته الرّهبان والعمّال بصمت ومحبّة واحترام، ويشهد الجميع على عدله واستقامته. فكان التلميذ الأمين ليسوع المسيح، عاكسا صورته أينما حلّ، وناقلا بشارته الى من عايشهم.

لم يعرف البطالة أبدا، بل عاش قانون الرّهبانيّة اللبنانية المارونية وروحانيتها بدقة وأمانة، مقتفيا خطى الرّهبان القدّيسين، موزعا أوقاته بين عمل وصلاة،

* دخل يومًا بيتًا خلال الحرب العالمية الأولى، فشاهد ولدًا يرضع من ثدي أمه وهي ميتة، فرق قلبه وحمل الصغير إلى الحقل وأخذ يعتني به ويرضعه من ثدي البقرة حتى أخرجه من الحرب سالمًا.

*اشتد الخلاف في دير ميفوق بين الرهبان والشركاء على حدود عقارات كل منهم، فاستدعاه رئيس الدير ، للكشف على الصلبان التي كان قد وضعها أثناء وجوده في دير ميفوق ويثبت حدود الدير، كان بعض المغرضين قد أخفوا معالمها، فأزال التراب عنها وبانت الصلبان. أثناء عودته إلى دير كفيفان أصابه دوار خبيث جراء الشمس الحارقة أودى بحياته بعد أيام قلائل في ٣٠ اغسطس ١٩٣٨ عن ٤٩ سنة ، ودفن في المقبرة الجماعية في الدير. في عام ١٩٥٠ فتحت المقبرة ليدفن فيها أحد الرهبان فوجد جثمان الأخ اسطفان لا تزال على حالها سليمة من كل انحلال.

وعندما كثر زوار الدير طالبين شفاعته، نقل الجثمان إلى تابوت آخر من معدن بدون غطاء وجعلوه ينزلق على سكة حديد بحيث يسهل سحبه من الحجرة عند وصول المؤمنين ليتباركوا منه ثم لرده إليها. وكان بعضهم ينزع بعض الشعيرات من رأسه أو من لحيته ليحفظها ذخيرة...

* كانت أدواته

المنجل والمعول والشوكة والمنشار والمطرقة يستعملها في اصلاح الأرض و حراثة التربة وتهذيب الصخور وهندستها وعمل الأبواب والشبابيك. أما أدوات صقل حياته الروحية فكانت كلمة الانجيل والصلاة والتأمّل، وسبحة البتول مريم وخدمة المحبّة والشركة مع اخوته الرّهبان والقدّاس الالهيّ، متشوقا دوما الى اللّقاء بالحبّ الالهيّ. كانت حياته فعل شكر وتقدمة مقدّسة لله .

* لم يتراجع يوما ولم تهزّه الرياح العاتية التي عصفت بلبنان ابّان الحرب العالميّة الاولى،
بل حمل الصليب ناكرًا ذاته وتابعا معلّمه، واضعا ثقته فيه من دون تردّد أو خوف. تجرّد من كل ما يعرقل وصوله الى النّور الحقيقي.


من الخوارق التي نسبت إليه

أنه ظهر يومًا في الحلم للسيدة ماري نعمه من الشياح وبعد أن عرّفها عن نفسه أشار إليها بأن تأخذ ابنها جوني، المصاب برمد حاد كاد أن يودي بنظره، وتصعد به إلى كفيفان حيث جثمانه. وعند وصولها مع ابنها إلى الدير مررتْ يد جثمان الأخ اسطفان على عيني ابنها وللحال زال الاحمرار وشفي.

بتاريخ ٢٧ /١١/ ٢٠٠١ تقدمت الرهبنة اللبنانية بملف عن فضائله الى الكرسي الرسولي والتمست تكريمه .و صدر الأمر بإقفال المدفن بالشمع الأحمر والامتناع عن مس الجثمان.

بتاريخ ١٧/ ١٢ /٢٠٠٧
أعلن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر البار الأخ اسطفان مكرّمًا ، وهو الرابع بعد اخوته أبناء الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، شربل ورفقا ونعمة الله. وسمح بأن يجري احتفال تكريمه في قريته لحفد .

* كتب الأب أنطونيوس نعمه رئيس الدير، بعد وفاته،

ما يلي: غادر هذه الفانية نهار لثلاثاء الساعة الرابعة مساء في الثلاثين من اغسطس سنة ١٩٣٨ الأخ اسطفان نعمه ، وكان أخا عاملا نشيطا غيورا على مصلحة الدير، مسالما، بعيدا عن الخصومات، قنوعا، فطنا بالأعمال اليدويّة، محافظا على واجباته ونذوراته، قائما بما عهد اليه حقّ القيام.

* من اقواله:
الله يرانى،
هنيئا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود الى الله"
المحبّة لا تحتاج الى علم لأنّها من القلب تخرج

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المطوب الراهب اللبناني الماروني الاخ اسطفان نعمة

http://www.peregabriel.com/gm/albums..._6363785_n.jpg


إعداد ناجي كامل

تطويب الراهب اللبناني الماروني الاخ اسطفان نعمة

اعلن في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان عشية أحد الشعانين ان:" أصدر قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا، قرارًا بتطويب المكرّم الأخ إسطفان نعمة، إبن الرهبانيّة اللبنانيّة ، وأمر بنشر قرار تثبيت الأعجوبة المنسوبة إلى شفاعته في الجريدة الرسمية الاوسرفاتورى رومانو ".
وقد عُمِّم قرار قداسة البابا بتطويب الأخ إسطفان على الدوائر الفاتيكانيّة وفي وسائل الإعلام المرئي والمكتوب، وذلك بعد إستقباله رئيس مجمع القدّيسين في روما المطران "أنجلو أماتو، سيستقبل بدوره طالب دعاوى قديسي الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّ الاب بولس القزي صباح الاثنين 29/3/2010 تهيئةً لإقامة احتفالات التطويب في لبنان في نهاية شهر يونيو المقبل. هذا وقد عمّت الفرحة لبنان والكنيسة المارونيّة والرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي شكرت الربّ على الطوباوي الجديد بعد أن أنعم عليها بالقدّيس شربل والقدّيسة رفقا والقدّيس نعمة الله كساب الحرديني. واتى قرار قداسة البابا عشية عيد الفصح كهدية روحيّة ثمينة إلى الكنيسة في لبنان والموارنة والكنيسة الجامعة، في وقت يتهيأ أبناء الكنيسة في الشرق الأوسط لسينودوس الأساقفة في شهر اكتوبر المقبل لأن المكرّم الأخ إسطفان بمثله وحياته قد جسّد علاوةً على الفضائل الإلهية والإنسانيّة مثالية الراهب المحب الذي بذل ذاته في سبيل الآخرين وأعلى شأن الحياة الرهبانيّة منارة الشرق الحقيقية. وبدأ محبو المكرّم الأخ إسطفان في لبنان والعالم مسيرتهم الروحيّة تهيئةً للإحتفالات بتطويبه في آواخر شهر يونيو المقبل بانتظار صدور الملحق الخاص ببرنامج الإحتفالات الروحيّة على ضريحه في دير مار قبريانوس ويوستينا، كفيفان في لبنان. وهكذا ينضم المكرّم الأخ إسطفان نعمة إلى لائحة الطوباويين والقدّيسين في الكنيسة المارونيّة والكنيسة الجامعة


* وُلد الأخ اسطفان في شهر مارس سنة 1889 بلبنان، وهو يوسف الشقيق الاصغر لاخوته الثلاثة نعمةالله وسركيس وهيكلوفتاتان: توفيقة وفروسنيا، من والدين تقيين هما اسطفان بو هيكل نعمه وخرستينا البدوي خالد نعمه ، ومنح سر المعمودية في اليوم الثامن لميلاده ، حصل دروسه الأولية في قريته فى مدرسة سيدة النعم، ثم في مدرسة الرهبان التابعة للرهبنية المارونية.

في أحد الأيّام، كان يوسف (الأخ اسطفان) يرعى البقر في الحقول القريبة لبيته ّ، فرأى حيوانا برّيا صغيرا، اسمه غرير"- وهو حيوان يشبه الكلب - يدخل حفرة وطال بقاؤه فيها. وإذ زحف وراءه ليخرجه لاحظ أن الأرض رطبة، وبعد أن حفر قليلاً اكتشف نبع ماء عذبة ، فطاب لها الأهالي وأنعشت حقولهم فحوّلتها إلى روضة غناء وأطلقوا على الينبوع اسم "نبع الغرير".
بعد موت والديه انتقل إلى دير كفيفان للرهبانية اللبنانية المارونية وكان بعمر 18 سنة فقبل طالبًا ثم مبتدئًا وألبس ثوب الابتداء سنة1905 وسمي اسطفان على اسم والده. بعد مضي سنتي التجربة أبرز نذوره الاحتفالية المؤبدة في 22/8/1907 وأمضى حياته في الرهبنة عاملاً مجدًا نشيطـًا غيورًا على أملاك الرهبنة. لم يترك حرفة إلا وقام بها فعمل في البناء والنجارة والزراعة وكان شعاره الدائم "الله يراني". وكان معروفا ببنيته الجسديّة القويّة.


* خدمته في الرّهبانيّة

امضى حياته في الرّهبانيّة يعمل في حدائق الأديرة التي تنقّل فيها: دير مار أنطونيوس- حوب، دير مار شليطا- القطّارة، دير ما مارون-عنّايا، دير سيدة المعونات جبيل ودير مار قبريانوس ويوستينا- كفيفان.
في كل هذه الأديرة كان يتسلّم مهمّة رئيس الحقل. وكان يعمل مع اخوته الرّهبان والعمّال بصمت ومحبّة واحترام، ويشهد الجميع على عدله واستقامته. فكان التلميذ الأمين ليسوع المسيح، عاكسا صورته أينما حلّ، وناقلا بشارته الى من عايشهم.
لم يعرف البطالة أبدا، بل عاش قانون الرّهبانيّة اللبنانية المارونية وروحانيتها بدقة وأمانة، مقتفيا خطى الرّهبان القدّيسين، موزعا أوقاته بين عمل وصلاة،


* دخل يومًا بيتًا خلال الحرب العالمية الأولى، فشاهد ولدًا يرضع من ثدي أمه وهي ميتة، فرق قلبه وحمل الصغير إلى الحقل وأخذ يعتني به ويرضعه من ثدي البقرة حتى أخرجه من الحرب سالمًا.

*اشتد الخلاف في دير ميفوق بين الرهبان والشركاء على حدود عقارات كل منهم، فاستدعاه رئيس الدير ، للكشف على الصلبان التي كان قد وضعها أثناء وجوده في دير ميفوق ويثبت حدود الدير، كان بعض المغرضين قد أخفوا معالمها، فأزال التراب عنها وبانت الصلبان. أثناء عودته إلى دير كفيفان أصابه دوار خبيث جراء الشمس الحارقة أودى بحياته بعد أيام قلائل في 30اغسطس 1938 عن 49 سنة ، ودفن في المقبرة الجماعية في الدير. في عام 1950 فتحت المقبرة ليدفن فيها أحد الرهبان فوجد جثمان الأخ اسطفان لا تزال على حالها سليمة من كل انحلال.
وعندما كثر زوار الدير طالبين شفاعته، نقل الجثمان إلى تابوت آخر من معدن بدون غطاء وجعلوه ينزلق على سكة حديد بحيث يسهل سحبه من الحجرة عند وصول المؤمنين ليتباركوا منه ثم لرده إليها. وكان بعضهم ينزع بعض الشعيرات من رأسه أو من لحيته ليحفظها ذخيرة...


* كانت أدواته ّالمنجل والمعول والشوكة والمنشار والمطرقة يستعملها في اصلاح الأرض و حراثة التربة وتهذيب الصخور وهندستها وعمل الأبواب والشبابيك. أما أدوات صقل حياته الروحية فكانت كلمة الانجيل والصلاة والتأمّل، وسبحة البتول مريم وخدمة المحبّة والشركة مع اخوته الرّهبان والقدّاس الالهيّ، متشوقا دوما الى اللّقاء بالحبّ الالهيّ. كانت حياته فعل شكر وتقدمة مقدّسة لله .

* لم يتراجع يوما ولم تهزّه الرياح العاتية التي عصفت بلبنان ابّان الحرب العالميّة الاولى، بل حمل الصليب ناكرًا ذاته وتابعا معلّمه، واضعا ثقته فيه من دون تردّد أو خوف. تجرّد من كل ما يعرقل وصوله الى النّور الحقيقي.
من الخوارق التي نسبت إليه أنه ظهر يومًا في الحلم للسيدة ماري نعمه من الشياح وبعد أن عرّفها عن نفسه أشار إليها بأن تأخذ ابنها جوني، المصاب برمد حاد كاد أن يودي بنظره، وتصعد به إلى كفيفان حيث جثمانه. وعند وصولها مع ابنها إلى الدير مررتْ يد جثمان الأخ اسطفان على عيني ابنها وللحال زال الاحمرار وشفي.
بتاريخ 27/11/2001 تقدمت الرهبنة اللبنانية بملف عن فضائله الى الكرسي الرسولي والتمست تكريمه .و صدر الأمر بإقفال المدفن بالشمع الأحمر والامتناع عن مس الجثمان.
بتاريخ 17/12/2007 أعلن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر البار الأخ اسطفان مكرّمًا ، وهو الرابع بعد اخوته أبناء الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، شربل ورفقا ونعمة الله. وسمح بأن يجري احتفال تكريمه في قريته لحفد.


* كتب الأب أنطونيوس نعمه رئيس الدير، بعد وفاته، ما يلي: غادر هذه الفانية نهار لثلاثاء الساعة الرابعة مساء في الثلاثين من اغسطس سنة1938 الأخ اسطفان نعمه ، وكان أخا عاملا نشيطا غيورا على مصلحة الدير، مسالما، بعيدا عن الخصومات، قنوعا، فطنا بالأعمال اليدويّة، محافظا على واجباته ونذوراته، قائما بما عهد اليه حقّ القيام.

الله يرانى،هنيئا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود الى الله" -* من اقواله:
المحبّة لا تحتاج الى علم لأنّها من القلب تخرج

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلوات للطوباوي الاخ اسطفان نعمه
الراهب اللبناني الماروني

أنعمْ عَلينا، يا ربَّنا يسُوعَ المسيح، أنْ نَكونَ، على مِثالِ الأخ إسطِفان، حَبّاتِ قمحٍ مُبارَكة، مَزروعةً في أرضٍ طيِّبة، فَنَموتَ مِنْ أجلِ اسمِكَ القُدُّوس، ثُمَّ نَقومَ حامِلينَ غَلاّتٍ كثيرةً ثلاثينَوسِتِّينَ ومئة، فَنُمجِّدَكَ إلى الأبد.
أيّها الرّوح القدس، لقدْ هديتَ البارّ إسطفان، وأعطيتَهُ قُدوةً من رُهبانٍ صالحين، طَبَعوا فيهِ حُبَّ الطّاعةِ والعِفَّةِ والفقْر، حتّى غَدا غْرسَةً واعِدةً في كَرْمِكَ، عَلِّمنا نحنُ أيضًا أنْ نَكونَ قُدْوةً صالحةً بَعضُنا لبَعض، ومعًا نرْفَعُ إليكَ المجْدَ والشُكْرَ إلى الأبد.
أيُّها المسيح إلَهُنا، أنتَ ألْهَمْتَ كَنيسَتَكَ المُقدّسَةَ صَلاةَ الورديّة، الّتي تَجْمَعُ أهمَّ أسرار حياتِكَ على أرضِنا. فتأمَّلَها إسطفان، وقد شَكّلَتْ لهُ سُلَّمًا في ارتِقاءِ دَرجات الكمال، وأعانَتْهُ في الإنتصار على التّجارِب، وفي اكتِساب حِكمَةٍ روحيَّةٍ أغنَتْهُ بالفضائِل، ليُصبحَ لنا شاهدًا في محبَّةِ اللهِ وإكرامِ العذراء، على مثالِ القدِّيسينَ نِعمة الله وشربل، اللّذَينِ ما زالَ عبيرُ فَضائِلِهما وعرفْ قداستِهما يَفوحانِ في أجواءِ دَيرِ كفيفان. نسألُكَ الآن، أيُّها المسيحُ إلهُنا على عِطر هذا البخور، بِشفاعةِ الطُّوباويّ إسطِفان، أن تُلهِمَنا التأمُّلَ في أسرارِكَ بِتلاوةِالمِسبحةِ الورديَّةِ في عيالِنا، وفي أديارِنا، فَنُدركُ في العُمقِ اتّحادَ العذراءِ أمِّكَ المملوءةِ نِعمةً، وعنْ بَهاءِ عَظَمتِها، وشُمُوليَّةِ محبَّتِها، وقُدرةِ شفاعتِها. ومع البارِّ إسْطِفان، والقدِّيسينَ والقدِّيساتِ جميعًا، نرفعُ المجدَ والشُّكرَ إليكَ وإلى أبيكَ المبارَكِ وروحِكَ القدُّوس، الآن وإلى الأبد.
أيُّها الطُّوباويُّ البارُّ إسطِفان، يا مَنْ بارتفاعِ عقْلِكَ وقلبِكَالدَّائِمِ الى الله، كُنتَ حقًّا مُواطنًا سماويًّا، تُردِّدُ طُولَنهارِكَ: "اللهُ يراني!"، فبلَغْتَ وطَنَكَ السّماويّ، بَعدَ أنْ قَضَيتَفي الرهبانيَّة ثلاثًا وثلاثينَ سنةً، على عدَدِ السَّنواتِ التي عاشهاربُّنا يسوعُ المسيحُ على أرضِنا، وما زالَ جثمانُكَ الطّاهر حيًّا عندنا،وقد حصلتْ بواسطتِهِ شَفاءاتٌ عديدة. نسألُكَ الآن أن تُعَمِّق في قُلوبِنامحبَّة الحياةِ المُستَتِرة مَعَ المَسيح، وَتَمُنَّ علينا أن نَنْهَلَمِن مَعينِ روحانيَّتِكَ ما يُنْعِشُ حياتَنا المسيحيّة الحقَّة.
إننا لَنَفْرَحُ بالتأمُّلِ في سيرتِكَ

راهبًا عابدًا وعاملاً

فيقوى إيمانُنا، ويتجسّدَ تكرُّسًا والتزامًا، بذلاً وعطاءً

فننعمَ بمشاهدةِ وجهِ الله

ونهتفَ معكَ بفرح القلبِ والروحِ والكيان:

يا لَلسعادة، "اللهُ يراني"!
(انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم)


Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الطوباوي يعقوب الكبوشي
- حياته -

موقع راهبات الصليب


http://www.peregabriel.com/gm/albums...053_5803_n.jpg

ولادته ونسبه

وُلد خليل (المكرّم "أبونا يعقوب") في أوّل شباط سنة 1875، في بلدة غزير.

والده بطرس صالح الحدّاد، والدته شمس يواكيم الحدّاد، وهما والدان صالحان يتحلّيان بروح التقوى والفضائل المسيحيّة. يقول أبونا:



علّمتني أمّي:

"إعمل كلّ شيء واحتمل كلّ شيء حبًّا لله"؛

"يا ابني في ساعات الشدّة، صلِّ بمسبحة أمّكَ "؛

"إيماني إيمان بطرس".

وعلّمني أبي:

الواقعيّة، وصواب الرأي مع حبّ النكتة البريئة وشيءٍ من تصلّب الإرادة...

نشأته

قبلَ خليل سرّ العماد في كنيسة سيّدة الحبشيّة في الحادي والعشرين من شهر شباط سنة 1875، ونشأ في بلدته غزير، يتعلّم في مدرسة الرعيّة مار فرنسيس، ثمّ انتقل إلى مدرسة القدّيس لويس المعروفة بمدرسة المزار، ليلتحق، فيما بعد، بمدرسة الحكمة في بيروت، متخرّجا منها سنة 1891. وكان طالبًا ذكيًّا متفوّقًا بارزاً في تقواه وتعبّده للعذراء مريم.

سافر إلى الإسكندريّة سنة 1892 مزاولاً التعليم، كي يُعين والديه على تربية إخوته، فكان معلّما ناجحا يغذّي طلاّبه بالفضيلة والمعرفة، وشابًّا تقيًّا عاكفا على العبادة والتأمّل في حياة المسيح. وهناك سمع صوت الدعوة ليهجر العالم ويحمل الصليب ويتبع المسيح. قال: "سأصير كاهنًا".

عاد إلى غزير، وراح يجاهد بالسيرة والرّوح والصلاة ليقنع أباه بطرس بدعوته الرّهبانيّة الكبّوشيّة إلى أن تحقّقت له أمنيته، ودخل دير مار أنطونيوس خشباو للآباء الكبّوشيّين في 25 آب سنة 1893. يُذكَر أنّه قال حينها: "دخلت طيِّب وما بضهر إلاّ ميِّت".

لبث في الطالبيّة الكبّوشيّة ثمانية أشهر عاملاً في جنينة الدير، متمثّلاً بيسوع فتى النّاصرة، مبديا الميل إلى الحياة الرّهبانيّة وما يترتّب عليها من فقر وعفّة وطاعة، مبرهنا عن دعوة صافية للترهّب، ممتلئا بحبّ الخدمة والصلاة.

مرحلة الابتداء

دخل مرحلة الابتداء الرّهبانيّ، وهو بعدُ في دير مار أنطونيوس خشباو، ليتعلّم طريق السلوك الرّهبانيّ وما تستلزمه الحياة الرّهبانيّة من فضائل وكمال. وفي السادس والعشرين من شهر آذار سنة 1894، ألبسه رئيس الدير ثوب الابتداء متّخذًا له اسم الأخ يعقوب.

سار الأخ يعقوب الحدّاد الكبّوشيّ طريق الابتداء بكلّ قناعة ومثاليّة، فكان قدوة صالحة في جميع تصرّفاته، مستسلما للعناية الإلهيّة، متجاوبا مع إرادة المسؤولين عنه بطاعةٍ وفرحٍ وأناةٍ ودماثة خُلقٍ، متمثّلاً بالقول الإلهيّ: "ما مِن أحدٍ يضع يده على المحراث، ثمّ يلتفت إلى الوراء، يصلح لملكوت الله" (لو62:9). وكان، كلّما شعر بشدّة أو ضيق، يلجأ إلى الصليب، متمثّلاً بقداسة أبيه مار فرنسيس الأسيزيّ، ومستنيرًا بفضائله، فيزداد ارتياحًا إلى الحياة الرّهبانيّة، حياة الصليب والقداسة.

إقترع الرّهبان بالاجماع على أهليّة الأخ يعقوب قبل النّذور. وفي الرّابع والعشرين من شهر نيسان سنة 1895، أبرز النّذر البسيط؛ وبعد ثلاث سنوات، أبرز النّذر المؤبّد في اليوم الرابع والعشرين من نيسان سنة 1898.


كهنوته


إنتقل الأخ يعقوب إلى دير القريّة إتماما لدروسه الكهنوتيّة، التي كان قد بدأها في دير مار أنطونيوس خشباو، منتظرًا يوم سيامته كاهنا، تائقا إلى النّهار الذي يقدّم فيه الذبيحة الإلهيّة للمرّة الأولى: "أعطني، يا إلهي، أن أقدّم ولو ذبيحة واحدة، وبعد إذا شئتَ أن تأخذني إليكَ فأكون معزًّى ومسرورًا".

إقتبل درجات الكهنوت شمّاسا رسائليا (1899)، وشمّاسا إنجيليا (1900)، وفي أوّل تشرين الثاني سنة 1901، رقّاه المونسنيور دوفال الدومينيكانيّ الفرنسيّ، القاصد الرّسوليّ في لبنان وسوريا، إلى درجة الكهنوت. وأقام قدّاسه الأوّل في كنيسة مار لويس في بيروت (باب ادريس).

شخَصَ إلى بلدته غزير ليحتفل بقدّاسه الثاني على مذبح دير مار فرنسيس، تعزيةً لوالدَيه وإخوته وأبناء بلدته.

http://www.peregabriel.com/gm/albums...cs/10001/0.png



[FONT="`Times New Roman`"]الأب يعقوب الكبوشي يشرف على طلاب وطالبات
المناولة الأولى[/FONT]


رسول الشّعب

أقام "أبونا يعقوب" في دير بيروت، وراح يعمل بجدّ ونشاط وغيرة رسوليّة وثّابة، فنال إعجابرئيسه لما رأى فيه من جهاد حيّ في خدمة الربّ، فوجّهه إلى أعمال الرّسالة،فشرع يُنشئ المدارس الابتدائيّةللصبيان والبنات في قرى لبنان منتقيا لها المعلّمين الصالحين الجديرين بهذه الرّسالة الشّريفة.

كان "أبونا يعقوب" يتعهّد بنفسه مدارسه، فيزورها مشيا على قدميه، متفقّدًا شؤونها، غير آبهٍ بالتعب والعناء والمشقّة. وكانت غيرته الأبويّة الرّسوليّة تدفعه إلى العناية بإعداد الأحداث للمناولة الأولى، فيشرف بنفسه على تعليمهم لقبول القربان الأقدس. وقد شهد معاصروه على أنّه كان يقيم المهرجانات الرّوحيّة والتطوافات المقدّسة بالقربان الأقدس أو بأيقونة العذراء، ويأخذ طلاّبه والثالثيّين في زيارات حجّ إلى معابد العذراء وبخاصّة معبد سيدة لبنان.

ومع المشاريع المدرسيّة أنشأ "أبونا يعقوب" "الرّهبانيّة الثّالثة" للرجال والنّساء، تيمّنًا بأبيه القدّيس فرنسيس الأسّيزي، ونشر مبادئها ونظامها في المدن والقرى سنة 1906. وكان يؤهّب أعضاءها بالرياضات الرّوحيّة، والوعظ، والإرشاد، ويزورهم مشيا من قرية إلى قرية، ليلتقي بالأعضاء ويحرّضهم على أن يكونوا المثال الصالح بالسيرة والسلوك والصلاة، وهذا ما أمّن للرّهبانيّة الثالثة الانتشار والديمومة والاستمرار. كان يريدهم رسلاً جددًا في كنيسة المسيح، وخميرةً في عجين المجتمعات اللّبنانيّة...

أمّا اليوم فما زالت هذه الرّهبانيّة الثّالثة تنتشر في ضياعنا ومدننا، يسهر عليها مؤسّسها بقداسته وصلواته، ويدير شؤونها نخبة من العلمانيّين، الذين عُرفوا بالتّقوى والصّلاة والوفاء، ويسهر عليها الإخوة الكبّوشيّون.

لم يقتصر الهمّ الرّسولي عند "أبونا يعقوب" الكبّوشيّ على بلاده وحسب،بل تعدّاه إلى فلسطين والشام وبغداد، وكانت جوارحه تحنّ إلى التبرّك بزيارة الأماكن المقدّسة في فرنسا وإيطاليا، فسهّل له رؤساؤه أمنيته وسافرإلى فرنسا، ثمّ الى روما حيث حظي بمقابلةقداسةالحبر الأعظم البابا بيوس العاشرسنة 1910.

http://www.peregabriel.com/gm/albums...s/10001/00.png



الاب يعقوب يتوسط عدد كبير من طلاب الرهبنة



سنة 1914، اشتعلت الحرب العالميّة الأولى، فاضطرّ رفاقه الكهنة الفرنسيّون إلى مغادرة لبنان، ففوّض إليه رئيسه الأب جيروم كلّ أمور الرّسالة، ومن ضمنها رعاية أديرة الرَاهبات الأوروبيّات، على الصعيدَين الرّوحيّ والمادّيّ. تعرّض "أبونا يعقوب" خلال تلك الحرب، لأهوال مميتة وأخطار شرّيرة، إلاّ أنّ يد الرّب كانت معه تردّ عنه المكايد والمخاطر وتنقذه من أيدي الشرّ.



رسول الرّحمة في مملكة الصليب

في غمرة أعماله المتواصلة وأتعابه الدّائمة، راود "أبونا يعقوب" حلم رفع صليب جبّار على إحدى التلال، لأنّه رأى ما دهى لبنان في الحرب الأولى من كوارث ومآسٍ، وقد مات عشرات الألوف من أبنائه جوعاً وشنقا ونفيا، دون أن يُقام الصليب على قبورهم، ليُصبح هذا المشروع مكانًا لتجمّع الثالثيّين، للصلاة على نيّة كلّ الذين ماتوا أثناء الحرب وللصلاة على نيّة المغتربين.

http://www.peregabriel.com/gm/albums.../10001/0sm.png


[FONT="`Times New Roman`"]قد تحقق الحلم[/FONT]

في إطار تفتيشه عن مكان لرفع الصليب،لفتت أنظاره رابية في جلّ الديب، كانت تُدعى "تلّة الجنّ"، فاشتراها بعد طول عناء في 25 آب سنة 1919، وأقبل على تحقيقالمشرروع متّكلاً على عناية الله وفلس الأرملة. إنتظر "أبونا يعقوب" زيارة الرّئيس العامّ للكبّوشيّين،الأب جوزف برسيستو، لوضع الحجر الأساسيّومباركته، وكان ذلك بتاريخ19 كانون الثاني سنة 1921. وارتفع البناء، وانتهت الكنيسة أوّلاً، فكُرّست على اسم سيّدة البحر،وتمّ تدشينهافي 3 أيّار سنة 1923 بوجود عدد كبير من الثالثيّين. وقد وُضعَ تمثالللسيّدة العذراء حاملة الطّفل يسوع، وعلى قدميها مركب مسافرين. وأخيرًا رُفع من الجهة الغربيّة للكنيسة صليب كبير، فتحقّق الحلم، حلم "أبونا يعقوب".

كان مؤمنًا بأنّ الكاهن هو سفير الله على الأرض ووزيره. لذلك، وبعد التّدشين، استقبل في 4 تشرين الأوّل سنة 1926، أوّل كاهن وجده مهملاً ومتروكًا في أحد المستشفيات، لينهيَ حياته بكرامة في الصلاة والقداسة، وتبعه فيما بعد كهنة آخرون. ومرضى ومُقعَدون من أديان ومذاهب مختلفة. ولمّا ضاق بهم المكان، فتح لهم مراكز أخرى خاصّة بهم. يومها شعر أبونا يعقوب، في الصّميم، بالحاجة الماسّة إلى تأسيس جمعيّة رهبانيّة تُعنى خاصّةً بأولئك الكهنة والمرضى، فبدأ مشروعه الكبير، متّكلاً على العناية الإلهيّة، مع مجموعة صغيرة من الفتيات الثالثيّات، عهد بتنشئتهنّ إلى الراهبات الفرنسيسكانيّات اللونس لو سونيه، ليصبحن فيما بعد جمعيّة راهبات الصليب الفرنسيسكانيّات اللبنانيّات.



"أبونا يعقوب" ورجال لبنان

http://www.peregabriel.com/gm/albums...s/10001/0a.png

[FONT="`Times New Roman`"]أنا وسامي الصليب[/FONT]




إنّ أشغاله العمرانيّة الكثيرة جعلته على اتّصال بالحكومات المتسلسلة

وبرجالات لبنان. وقد زار دير الصليب أكثر من شخصيّة مسؤولة، منهم:

الرّئيس اميل ادّه، الذي منحه وسام الاستحقاق اللبنانيّ ذا السعف (في 5 كانون الثاني 1938)؛ والرّئيس بشارة الخوري الذي منحه وسام الاستحقاق اللبنانيّ المذهّب (في 2 حزيران 1949)، وأتبعه (في 26 تشرين الثاني 1951) بوسام الأرز اللبنانيّ برتبة ضابط؛ والرّئيس كميل شمعون منحه لدى وفاته وسام الأرز المذهّب (في حزيران 1954). أمّا هو فكان يقول: "أنا وِسامي الصليب".

ومثلما قدّره وكرّمه رؤساء الجمهوريّة، قدّره وساعده كبار الشخصيّات اللبنانيّة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر دولة الرئيس سامي الصّلح، والوزير حكمت جنبلاط، والمير مجيد إرسلان، والرئيس عمر الداعوق... هذا بالإضافة إلى شهرة عالميّة إذ كتبت عنه صحف إيطاليا وإسبانيا، وكلّها تغدق المديح والثناء على الأب المؤسّس ومشاريعه الإنسانيّة الخيّرة.

"أبونا يعقوب" واليوبيل الذهبيّ الكهنوتيّ

سنة 1951، بلغ "أبونا يعقوب" السنة الخمسين من ارتقائه إلى درجة الكهنوت المقدّس (1901)، وتحوّل في هذه السنة عينها دير الصليب من مأوى إلى مستشفى للأمراض العقليّة والنّفسيّة، إثر اعتراف الحكومة اللبنانيّة به رسميًّا، فكان الاحتفال اليوبيليّ مزدوجًا، مُنح خلاله وسام الأرز اللبنانيّ.



"أبونا يعقوب" يسلّم الأمانة

بعد هذا العمر الحافل بالجهاد المستمرّ، انتهى "أبونا يعقوب" إلى انحطاط جسديّ، غالَبَ فيه المرض وقلّة النظر. وعندما أنبأه صديقه الأب دوبري لاتور حقيقةوضعه الصحيّ، فرح وابتهج لأنّه ذاهب إلى لقاء أبيه السماويّ. ولمّا اشتدّعليه المرض قال للرّئيسة العامّةالأم ماري عبدة المصلوب زغيبالمهتمّة بمعالجته والعناية به: "لم يعد من لزوم أن تتعذّبي، يا ابنتي، لقد عملتِكلّ واجباتك فاتركيني أذهب للقاء ربّي". وقد اعتبر موته انتقالاً من غرفةإلى غرفة فقال: "إنّي سأنتقل إلى السّماء، ولا أزال أعاونكِ...فلاتخافي...أوصيكِ بالرَاهبات".

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلوات أبونا يعقوب
يا سيدي يسوع
خذ لساني: إجعله ينطق بما تشاء وتريد،
واجعل سكوتي كلاماً معك!
خذ أذني: إجعلها تصغيان إلى صوت الواجب وإلى صوتك وحدك يا يسوع!
خذ عيني ّ: إجعلهما تشخصان إلى رؤيتك في اي محياً كان وأي شغل كان!
خذ يدي ورجلي:إمنحهما الرشاقة وخصصهما لخدمتك ولتنفذا كل رغباتك!
خذ فكري: أنره بنورك الساطع!
خذ قلبي: إجعله عرشاًَ لحبك وراحتك!
إشارة الصليب
إشارة الصليب تعلمنا ما هو لازم للخلاص وتمنحنا القوة للعمل به وتحمينا من أعداء نفوسنا:
انت من التراب وإشارة الصليب تعلمك أنك من الله وتخص الله : يا للشرف!
انت جاهل والصليب يرشدك ويثقفك
أنت فقير و الصليب كنز يغنيك
أنت جندي و الصليب سلاح يقهر عدوك !
أنت مسافر و الصليب دليل يقودك إلى النعيم !
يا صليب المسيح إحمنا ، يا صليب المسيح ناضل عنا ، يا صليب المسيح خلصنا آمين
صلاة لسيدة البحر
يا امنا سيدة البحر يا ينبوع المراحم والنعم تحنني علينا نحن المسافرين
في بحار وبراري هذا العالم التعيس، شعي بأنوارك السماوية على نفوسنا وقودينا جميعاً إلى ميناء الحق والإيمان والمحبة والعدل والقداسة. رافقي إخواننا المسافرين حيثما توجهوا. إننا نستودعهم عنايتك الأمومية، صونيهم من فخاخ جميع أعداء النفس والجسد، وأرجعيهم إلى أوطانهم سالمين غانمين .
ظللينا جميعاً بستر حمايتك وبددي ظلمات الجهل والغواية من عقولنا ونفوسنا، حتى نقطع مراحل هذه الحياة بخوفه تعالى، وحفظ وصاياه وتتميم واجباتنا فنحظى إخيراً به تعالى ونمجده بصحبتك إلى دهر الداهرين آمين
يا سيدة البحر: ردي المسافرين إلى بلادهم سالمين

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من أقوال أبونا يعقوب

"لا سماءَ إلاّ بالصليب، روحي وقلبي في الصليب".
"لبنان تكريمُ الصليب وديعةٌ
فلأنتَ كنتَ لحِفظِها المختارا
فارفعْ صليبَك فوقَ أرزِكَ فاخرا
فكفاك مجدا أن يكونَ شعارا"
صليبنا النتصر إفرحوا يا شعوب
قد علّمَ المصلوب سعادةَ البشر.
لا فخراً إلاّ بالصليب ينبوع نعمتنا العجيب.
ليتنا عندَ النهوض من النوم ننظُر إلى الصليب بدل المرآة.
*فرّحتَ قلبي يا أيها الصليبْ
صليبَ ربّي ومُنقذي العجيب.
*يا صليب الربّ يا حبيب القلب.
*كلّنا للصليبْ للعُلى للسّما
كلّنا للحبيب لأمّه مريما.
إنّ اكبر صليب هو الخوف من الصليب.
موضوع المحبّة اثنان: الله والقريب.
وفي الواقع الموضوعُ واحد: أي الله وصورتُه.
حبّ يسوع لنا صادقٌ.
لأنّه ليس من الذين يأتون واضعين العسل على الشفّة
والسمّ في القلب.
*الموتُ ولا العيشُ نصف مسيحي.
لا تُمسك الجريدة الرديئة إنّها تُسَوّدُ الأصابع،
وهكذا قراءتُها فهي تُسَوِّدُ عقول البشر وقلوبهم.
إنّ نشرَ الكتابة الجيّدة هو أهمُ عملٍ
وأنفعُه في الأيام الحاضرة.
الخطيئة هي عمل الإنسان
والإنسان عمل الله
أحبِبْ عمل الله
واكرَه عملَ الإنسان.
أكبر جُرْم في عصرِنا هوَ الإبتعاد عن القربان.
إزرعوا برشاناً تحصدوا قدّيسين.
"أنموا واكثروا" ملأت الأرض بشراً
وهذا هو جسدي "ملأت الأرضَ يسوعا
صنعَ القربان ليمكُث معنا.
تأكل الخبز فيقودُكَ إلى القبر،
تأكل جسد الربّ فيعطيكَ الحياة...
"إنّ سعادة الإنسان ليست في المال الذي يملكه بل في الخير الذي يصنعه.
الذهب ثمين، والوقت ثمين به نشتري الأبديّة.
والوقت لا عوَضَ له، كالماء الخارج من العين، لا يعودُ إليها."

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تساعية الطوباوي أبونا يعقوب
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
اليوم الأول
يا يسوع الكلي الصلاح والجود ، انت قلت : طوبى للمساكين بالروح، لان لهم ملكوت السماوات ". نسألك بشفاعة الطوباوي ابونا يعقوب الذي جعل من اتكاله على عنايتك الإلهية النور لرسالته ولتحقيق مشاريعه ومؤسساته، امنحا النعمة.... فنرفع المجد والشكر إليك وإلى ابيك وروحك القدوس، الآن وإلى الأبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
(تعاد بعد صلاة كل يوم )
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
اليوم الثاني
يا يسوع والمتواضع القلب انت قلت : "طوبى للودعاء لانهم سيرثون الأرض". نسالك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش ومات وديعاً وهو يردد:" من مارس الوداعة نال نعماً كثيرة " امنحنا النعمة....فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
اليوم الثالث
يا يسوع يا شافي القلوب ومعزيها انت قلت : "طوبى للحزانى لأنهم سيعزون" نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب ، الذي عانق صليبك كما عانقته وتحمل حباً لك وبفرح كل عذاب الجسد وإلم الروح حتى إنه اختصر حياة وحياة راهباته بهذا الشعار : " يا صليب الرب يا حبيب القلب"، إمنحنا النعمة.... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
اليوم الرابع
يا يسوع خبز الحياة و الخمرة الجيدة أنت قلت: " طوبى للجياع و العطاش إلى البر لأنهم سيشبعون "، نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي بعظاته وأرشاده وكتاباته ونصائحه أروى ظمأ الكثيرين ،وأنار عتمات الدروب إمنحنا النعمة ... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الآبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
اليوم الخامس
يا يسوع الكلي الرحمة أنت قلت : " طوبى للرحماء، لأنهم سيرحمون" ، نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش الرحمة المتجولة، صامتاً ومُحدِثاً وعاملاً ومصلياً ومحتملاً العذاب بكل نبضات قلبه إمنحنا النعمة .... فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين

اليوم السادس
يا قلب يسوع النقي أنت قلت : طوبى لأنقياء القلوب لأنهم سيعاينون الله " نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش كمال الطهارة ونقاوة القلب وهو القائل: " على قدر ما نقطع نظرنا عن أهل العالم على قدر ذلك نشاهد وجه الله ".
إمنحنا النعمة.... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين.
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
اليوم السابع :
يا يسوع رب السلام أنت قلت : طوبى لفاعلي السلام لأنهم سيدعون أبناء الله نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي جال يبشر بالسلام ويشهد لحبك ويحنو على آلام الكثيرين مثل السامري الصالح إمنحنا النعمة ... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس إلى الأبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
اليوم الثامن
يا يسوع الكلي الرأفةو الحنان أنت قلت: " طوبى للمضطدين من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات "،نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي لم يتراجع يوماً امام الصعوبات والاضطهادات والضيقات ،بل دافع عن الحق والحياة ،إمنحنا النعمة... فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس اللآن وإلى الأبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
اليوم التاسع
يا يسوع الحي يا مثالنا الأعلى أنت قلت: " طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل سوء من أجلي إفرحوا وابتهجوا لأن أجركم عظيم في السماوات " نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب ، الذي أسلم حياته بين يديك بثقة وفرح لإيمانه بأنه " لا بد من الصليب لمن يريد السماء"، إمنحنا النعمة ... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين
الأبانا والسلام والمجد
صلاة
يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القدّيسـة الشهيدة الجبيليّة أكويلينا
تأليف : الأب أنطونيوس زغيب الجبيلي
نُفّذ على عهد
سيادة المطران بشارة الراعي
رئيس أساقفة جبيل السامي الاحترام
ومع موافقته على طبع هذا الكتيّب.
حزيران 1993
تُعنى بطبعه ونشره
جمعيّة «جنود مريم»
علم وخبر 167/أ د - لبنان
يوزّع مجّانًا


مقدّمــة

في أواخر القرن الثالث الذي تميّز في اضطهاد المسيحيّين وفي بدء القرن الرابع للمسيح. كانت لم تزل - بيبلوس - عاصمة مملكة فينيقية في غابر العصور - مستعمرة رومانيّة - مثل معظم الشرق.
وفي هذه الحقبة كانت الأمبراطوريّة الرومانيّة متداعية سياسيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا. فلكي تحافظ على ازدهارها وجُبت قسمتها إلى قسمين: القسم الغربي ويحكمه "مكسيمان هركل". والقسم الشرقي ويحكمه "ديو كليسيانوس" وهذا الأخير حكم من سنة 284 إلى 302.
عمد "ديو كليسيانوس" إلى اضطهاد المسيحيّين كما فعل غيره من قبله من الأباطرة.

ولم يكن يبغي من اضطهاد المسيحيّين وقتلهم إنقاص عددهم، بل عدم ازدهارهم. لذلك لم يرحم مبشّرًا بالمسيح ولا من دعا لاعتناق المسيحيّة. وبالرغم من الاضطهادات كان عدد المسيحيّين دائمًا بازدياد.
كما قال المعلّم "ترتليانوس": "إنّ دم الشهداء بذار المسيحيّين". والشعب المسيحيّ لم يُترك أبدًا بدون رعاة أي أساقفة كما جاء في أعمال الرسل:
"وأقام الرسل الأساقفة ليرعوا الشعب المسيحيّ". ونعرف أنّ بيبلوس جبيل منذ القدم كان لها أسقف يتولّى رعاة المسيحيّين؛ وفي عهد "ديو كليسيانوس" كان "أوتاليوس" الفينيقيّ الجبيلي.
ففي أيّام الأمبراطور "ديو كليسيانوس" وفي أيّام أسقفيّة "أوتاليوس" سمح الله باستشهاد "أكويلينا" وهكذا أنعم الله علينا بشهيدة هي منّا ولنا.

ولادتهـا: كانت ولادتها في مدينة جبيل سنة 280 مائتين وثمانين مسيحيّة. قدّمها والدها إلى مثال الفضل والفضيلة والغيرة المتّقدة أوتاليوس أسقف مسقط رأسها جبيل بعمر أربعة أشهر. ولمّا بلغت التسعة أشهر من العمر نصّرها الأسقف بنفسه.
ونشأت مثل سائر الفتيات لا يميّزها عنهنّ سوى ذكاء حاد وفهم نادر، وقد أدركت الرشد قبل أوانه عمرًا وعقلاً. وقد توفّي والدها وهي في سنّ التاسعة من العمر. تتلمذت للحبر المذكور في تعليم الإيمان المسيحيّ ووعت كلّ حقائقه. وأخذت تعلّمها وتشرحها لكلّ من تراه من بني جلدتها بغيرة رسوليّة كما يظهر من قول خادم الوالي لها:

"أنت تبعدين رفيقاتك عن عبادة آلهتنا وتحملينهنّ على الإيمان بالمسيح مصلوبًا".
حياتهـا: عاشت أكويلينا في بيبلوس-جبيل. ولم يذكر التاريخ عن والديها شيئًا سوى اسم والدها "أوتولميوس". ولم يذكر له مهنة أيضًا لأجل ذلك يصعب علينا جدًّا أن نعرف نسب القدّيسة الحقيقيّ لعلّها من الطبقة الوسطى أو غيرها.
واسم أكويلينا في اللاتينيّة يدلّ على النسبة إلى النسر ومن هنا جاء لقبها "بفرخ النسر".
هل هي رومانيّة الأصل وجبيليّة الاستيطان. لا يكفي الاسم لكي يدلّ على جنسيّة حامله، فحامل الاسم اللاتينيّ ليس دائمًا رومانيًّا. كما أنّ حامل الاسم الفرنسيّ ليس أبدًا فرنسيًّا.
إنّ كتاب أعمال القدّيسين للآباء الشرقيّين، يثبت بدون شكّ أنّ أكويلينا ولدت في بيبلوس جبيل، وهي من أقدم المدن على شاطئ البحر بين بيروت وطرابلس، إذًا هي جبيليّة.

استشهادها: لمّا كانت أكويلينا بعمر اثنتي عشرة سنة أخذت تؤنّب رفيقاتها الوثنيّات على ضلالهنّ وعلى خرافة معتقدهنّ. تبشرهنّ بالمسيح شارحة لهنّ حياته وعجائبه.

وتدعوهنّ لترك عبادة الأوثان واعتناق الدين المسيحيّ الحقيقيّ الصحيح. كانت تبشّر كما بشّر رسول الأمم بالمسيح مصلوبًا. وسرعان ما وصل خبر تبشيرها ودعوتها إلى مسامع الوالي الروماني "فوليسيانس" والي جبيل. فجرّب عبثًا أن يوقفها عند حدٍّ من التبشير، وطلب إليها أن تكفّ عن عملها فلم تذعن لكلامه. هدّدها بتأديبات ووعود شتّى فلم تضع حدًّا لغيرتها الرسوليّة. أخيرًا أعطاها فرصة لتعود عن غيّها فرفضت بإباء.

وهنا بدأ استشهادها: وقد روى الرواة عن تعذيبها أخبارًا شتّى: منها ما هو قريب للتصديق ومنها ما هو بعيد عنه. احتملت اللكم والسياط والجلد الحاد. وممّا يذكر عنها أنّ الوالي "فوليسيانوس" المذكور أمر أن يمشّط جسمها بأمشاط من حديد محمّى. فمزّق لحمها الناعم ولبثت متمسّكة بدينها وعقيدتها. أخيرًا أمر أن تحمّى مخارز في النار حتّى الاحمرار وأن يثقبوا بها رأسها من جهة الصدغين فكانت نتيجة هذا العمل البربري والهمجي أن سال دماغها من أنفها فاعتقدوا أنّها ماتت فحملوها وطرحوها خارج سور المدينة، غير أنّ العناية الإلهيّة كانت ترعاها بعين ساهرة ولم تتركها وشأنها، فأرسلت إليها ملاكًا فأشفاها وعزاها وشدّدها على الثبات فنهضت ورجعت إلى المدينة وحضرت من تلقاء نفسها أمام الوالي علّه يقرّ بأعجوبة الله ويصير مسيحيًّا. غير أنّه استشاط غيظًا وأمر حالاً بقطع رأسها لاعتقاده أنّها ساحرة، فقطعوا رأسها فخرج منه بدل الدم لبنًا دلالة على طهارتها. ولمّا تثبّتوا من موتها عادوا فطرحوها خارج السور. فأخذ مسيحيّو بيبلوس جبيل جسمانها الطاهر ودفنوه في مكان بكلّ احترام. وتمّ استشهادها وهي في الثانية عشرة من العمر، أي نحو سنة 292 مسيحيّة، في اليوم الثالث عشر من شهر حزيران، وفيه يكون عيد تذكارها.
يوجد عدّة اعتقادات عن مكان دفنها. منها "سيّدة المكبوسة" و"سيّدة مارتين"، ولكن الأقرب إلى الحقيقة، كان يوجد معبد مهدّم صغير وهو الوحيد المعروف قديمًا باسم سيّدة أكويلينا. خارج سور جبيل في قصوبه حي بيت زغيب رعية مار جرجس.
وتمّ إعادة ترميم هذا المعبد بيد بطرس الياس زغيب وعلى نفقته الخاصّة سنة 1988. وكرّسه سيادة المطران بشارة الراعي والأب بطرس زياده في يوم عيدها الموافق 13 حزيران 1990.
من كتاب: القديسة أكويلينا
تاليف الأب : أنطونيوس زغيب الجبيلي

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أكويلينا : عذراء - شهيدة - قدّيسة
من كتاب: القديسة أكويلينا
تاليف الأب : أنطونيوس زغيب الجبيلي

عذراء:لأنّها فتاة صغيرة، عمرها اثنتا عشرة سنة، لم تتعرّف إلى ملذّات هذا العالم الجسديّة.

شهيدة: لأنّها ماتت في سبيل الدين المسيحيّ اعترافًا به علنًا.

قدّيسة:لأنّ الكنيسة الشرقيّة ومن بعدها الكنيسة الغربيّة قيّدت
اسمها في سجلّ القدّيسين والقدّيسات وأحصتاها بين شفعائنا عند الله.
ومن الطبيعي أن يكون الشعب البيبلوسي الجبيلي أوّل من كرّمها، فأقام لها معبدًا.

ومن ثمّ انتشر تكريمها في الشرق كلّه. وبعد أن أعلن الأمبراطور قسطنطين حريّة الدين المسيحيّ نُقلت رفاتها إلى القسطنطينيّة (أي الأستانة).

وشُيّدت على اسمها كنيسة كبرى. وقد تهدّمت هذه الكنيسة من جراء حريق أصابها في سنة 532 مسيحيّة. وعمّت شهرتها من جراء شدّة العذابات التي احتملتها في استشهادها وكثرة العجائب التي صنعتها، شرقًا وغربًا، فألّف الشرقيّون ومن بعدهم الغربيّون المدائح والصلوات طالبين شفاعتها. ومما قالوا عنها:
في مديحهـا:
إنّها شهيرة بجمال صباها.
إنّها بالرغم من صغر سنّها أصبحت أمًّا روحيّة.
نعلم أنّك عروسة طاهرة قد زيّنها الروح القدس.
نصنع تذكارك الأمجد يا شهيدة ظافرة في المعارك ونكرّم بعاطفة دينيّة إحتراميّة، الذخيرة التي تحتوي على بقاياك المقدّسة.
يا أكويلينا الشهيدة إذ نمجّدك عن إيمان، نطلب منك دائمًا أن تعرّينا من أهوائنا.

تحتفل الكنيسة بعيد القدّيسة أكويلينا في الثالث عشر من شهر حزيران وهو الذي تمّ فيه استشهادها.
هذه قدّيسة جبيليّة من بيبلوس من لبنان.
فجبيل مدينة خالدة بقدم آثارها الزمنيّة التاريخيّة. وهي مدينة خالدة بقدم نصرانيّتها. خالدة بقدّيستها أكويلينا.
لذلك كرّموها واستشفعوها يا أبناء جبيل فهي لكم خير شفيع، واتلوا تساعيتها التالية لنيل النعم الخلاصيّة من الله بواسطتها.
______________
راجع تراجم العذارى من قطف الزهور (ص 52)، وكتاب البولانديّين ولاكويان مج 2. ص 82 من المشرق المسيحي وتاريخ سوريا للدبس مج 4. س 52 عدد 551 هذه هي المصادر التي أخذت عنها هذه النبذة التاريخيّة باختصار.

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تساعيّــة روحيّــة
للشهيدة أكويلينا الجبيليّة الملقّبة بفرخ النسر
لنوال النعم الخلاصيّة وخصوصًا نعمة الاستشهاد

الأولى
أيّها الآب الأزليّ، يا من تجلّيت لعبدتك الحديثة السنّ، الملقّبة بفرخ النسر، الشهيدة أكويلينا الجبيليّة في ساعة عذاباتها واستشهادها، ومنطقتها بنطاق الإيمان،

وزرعت في قلبها بذار محبّة الاستشهاد منذ الصغر، نناشدك بشفاعة هذه الشهيدة العظيمة المستندة إلى استشهاد ابنك يسوع المسيح على عود الصليب، أن تبجّن عاطفة الإيمان القويّة في قلوبنا، وتضرمنا بنار محبّة الاستشهاد والزهد في الدنيا،

وتنعم علينا بالنعم الكافية لخلاصنا، فنموت نظيرها ونمجّدك معها في السماء العليا إلى الأبد. آمين.
(أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة)


الثانية
أيّها الابن الأزلي، يسوع المسيح، يا من صدرت عن أبيك السماوي صورة كاملة، وأتيت العالم، وشابهت الإنسان في كلّ شيء ما عدا الخطيئة،
وأحببته حتّى الغاية وضمّيت إلى حظيرة شهدائك الشهيدة الصغيرة سنًّا، والعظيمة قداسةً أكويلينا الجبيليّة التي درست عليك محبّة الأوجاع والآلام وفاقت أقرانها في هذا الدرس المقدّس،
فنما في قلبها حبّ الاستشهاد منذ الفطام، فتأثرت خطاك في كلّ المراحل. نسألك بشفاعة هذه الشهيدة الجليلة والمعلّمة الفاضلة أن تفيض في قلوبنا النعم الفعّالة لخلاصنا
وتجعلنا نتعلّم في هذه المدرسة المقدّسة حبّ الآلام وصلب الذات والموت تعويضًا عمّا لحق بك على جبل الجلجلة من الإهانات والهزء، كي نموت نظيرها ممجّدين آلامك وموتك عن البشريّة وذلك في مجدك الخالد إلى دهر الداهرين. آمين.
(أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة)

الثالثة
أيّها الروح القدس، المنبثق من الآب والابن الغير المدرك، يا من جمّلت نفس عروستك أكويلينا الجبيليّة بجميع الفضائل المسيحيّة

وهي في مهد الطفوليّة وحضنت قلبها بترس الشجاعة والعفاف والزهد في هذه الدنيا، وسلحّتها بمجنّ الإيمان والرجاء والمحبّة الكاملة ووضعت نصب عينيها مجد الآخرة السماويّة حتّى أصبح هزيزها وطعامها الليل والنهار، وكانت تصبو مشتاقة إلى هذا المجد الخالد.
نسألك بشفاعتها المقبولة لديك أن تجعلنا نتأثّر خطاها ونسير سيرها ونتمنّى ميتة الاستشهاد وإذا لم نحصل عليها فعلاً فبالرغبة والشوق بعد أن تمنّ علينا بالنعم الخلاصيّة الكافية حتّى معها ومع جميع القدّيسين والقدّيسات نبارك اسمك ونمجّده في السماء العليا إلى أبد الآبدين. آمين.
(أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة)

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طلبة القديسة أكويلينا

http://www.peregabriel.com/gm/albums..._Aquilina1.jpg

أكويلينـــا الشهيـدة ساعدينا على الــدوام
يــا أصغـر شهيــدة لم تخشــى الحكــام
يــا بكـرًا نــذرت ذاتهــا لـرب الأنـام
يــا جـادة بالوعـظ والتبشيـــر بالسـلام
يــا درعًا في القتــال وبرهـــانًا كالحسـام
يــا هاديـة النفـوس فــي ليـــل الأحلام
يــا وردة أريجهـــا قـد فـاق عرف الخـزام
يــا زيـن الشهيـدات بالحــزم والاقـــدام
يــا حاميــة بيبلوس مــن شرّ الظـــلام
يــا طبيبــة بارعـة تـداوي مـن الأسقـام
يــا ينبوعًـا صفــا يـروي ظمـا الأغنـام
يــا كتابًـا منــزلاً بالبرهــان والكــلام
يــا لبيبــة حاذقـة ونجمـا يضيء في القتـام
يــا مفخــرة وطنـا ونجمـا يضيء في القتـام
يــا نعجـة قدمــت عنقهـا لضـرب الحسام
يــا سوسنــة نقيّـة ويــا زنبقـة الأكـام
يــا عامودًا مـن نـور يهدينــا في الظــلام
يــا فخـر الشهيـدات ومجدهـن علـى الـدوام
يــا صيـادة النفـوس مــن بحــر الأوهـام
يــا قــدوة العذارى بالطهـــر والاحتشـام
يــا رافعــة رايــة ربّهــا علـى الاعـلام
يــا شفيعـة من لجـا ويــا بحــر الانعـام
يــا تابعــة يسـوع إلـى الجلجلــة بسلام
لدحـض الضلال والخصام

قوم فولس

عليك السلام يا فخر الشهيدات. ومجد لبنان وغوثه في الملمّات. عليك السلام يا ترس المجاهدات أكويلينا نابذة ملاذ الحياة.



إليك جئنا خاشعين باحتشام سائلين شفاعتك في كلّ حين، فساعدينا أجمعين. وانتشلينا من بحر الضيقات فنمدحك على ممرّ الأوقات.

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الزيــاح
(على وزن: مريم سرورك)
قـد حـزت فخرًا وعلـوت مجـدًا بين البتــولات
أكويلينا الشهيـدة صغيرة في السن كبيرة في الصفـات
ربّـك اصطفـاك نعجــة وديعـة في يـد الجزّار
وفي منقـع العـذاب لم تهـاب الموت من يـد الكفار
والـروح القـدس قــد منطقـك بترس المناعـة
فاحتملـت الجلـد والهـزء والعـار بكلّ شجاعـة
فحـزت السعادة من بعد الجهـاد في دار الخلـود
جـزاء ما احتملت من أجـل الإله ربـك المعبـود
كونـي شفيعـة لمــن أتى بابـك طالبًا العــون
وانصرينـا على أعــداء الـروح في هذا الكون




(على وزن: لقد أسرع جبريل كالبارق)
يا شهيدة تعالت على الأفلاك يا فريدة بالطهر والامساك
يا نسرًا طارت فوق السماك لتـرى الإله الغير المدرك
لبنان فيك يصان من الضلال والطغيان
اسألي لنا الرحمان الخلاص والإحسان
أنت الملجـا الحصين أنت المينا الأمين أنت أعظم معين
لدى ربّ العالمين نرجوك الشفاعة في كلّ حين لنشكرك
إلى دهر الداهرين
صلاة طلب شفاعة القديسة أكويلينا



يا سيّدي يسوع المسيح يا من تشاء أن تظهر مجد أصفيائك وقدرتهم على الأرض، كي يكرّمهم البشر باسمك وتجعل إكرامهم يعمّ العالم أجمع، لأنّ نفوسهم هي عروساتك. ولأجلهم ضحّيت ذاتك اختياريًّا على عود الصليب واحتملت العذابات ألوانًا منوّعة.


فأرادوا أن يظهروا نحوك بعاطفة معرفة الجميل ويتشبّهوا ولو بجزء صغير من آلامك واستشهادك

يا من أنت الشهيد الأول لأجلهم، فقدّموا أعناقهم ضحيّة مقبولة على مذبح العذابات والهزء والعار ومن هؤلاء الأصفياء عروستك الحديثة السنّ أكويلينا الجبيليّة الملقّبة "بفرخ النسر" التي قدّمت زهرة صباها على مذبح الاستشهاد وهي في الثانية عشرة، وأعدّت خيور هذه الدنيا الفانية وملذّاتها كالزبل كي تربحك،

وقد تركت كلّ شيء لكي تملكك يا من أنت كلّ شيء. نسألك بشفاعة هذه الشهيدة العظيمة والقدّيسة المقبولة شفاعتها لديك أن تمنحنا النعم الكافية لخلاصنا وتشعل في قلوبنا نار محبّتك

ومحبّة أمّك البتول وتعطينا بشفاعتها نعمة الاستشهاد كي نفي قليًلا من كثير ممّا لك علينا من الخير والإحسان وتهبنا ميتة صالحة حتّى معها ومع جميع القدّيسين والقدّيسات نمجّدك في السماء العليا ونسبّحك إلى أبد الأبدين.

آمين. (أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة)

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلاة طلب شفاعة القديسة أكويلينا
من كتاب: القديسة أكويلينا
تاليف الأب : أنطونيوس زغيب الجبيلي
يا سيّدي يسوع المسيح يا من تشاء أن تظهر مجد أصفيائك وقدرتهم على الأرض، كي يكرّمهم البشر باسمك وتجعل إكرامهم يعمّ العالم أجمع، لأنّ نفوسهم هي عروساتك. ولأجلهم ضحّيت ذاتك اختياريًّا على عود الصليب واحتملت العذابات ألوانًا منوّعة.

فأرادوا أن يظهروا نحوك بعاطفة معرفة الجميل ويتشبّهوا ولو بجزء صغير من آلامك واستشهادك يا من أنت الشهيد الأول لأجلهم، فقدّموا أعناقهم ضحيّة مقبولة على مذبح العذابات والهزء والعار ومن هؤلاء الأصفياء عروستك الحديثة السنّ أكويلينا الجبيليّة الملقّبة "بفرخ النسر" التي قدّمت زهرة صباها على مذبح الاستشهاد وهي في الثانية عشرة، وأعدّت خيور هذه الدنيا الفانية وملذّاتها كالزبل كي تربحك،

وقد تركت كلّ شيء لكي تملكك يا من أنت كلّ شيء. نسألك بشفاعة هذه الشهيدة العظيمة والقدّيسة المقبولة شفاعتها لديك أن تمنحنا النعم الكافية لخلاصنا وتشعل في قلوبنا نار محبّتك

ومحبّة أمّك البتول وتعطينا بشفاعتها نعمة الاستشهاد كي نفي قليًلا من كثير ممّا لك علينا من الخير والإحسان وتهبنا ميتة صالحة حتّى معها ومع جميع القدّيسين والقدّيسات نمجّدك في السماء العليا ونسبّحك إلى أبد الأبدين.

آمين. (أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة)

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 02:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ترانيم الأب يوحنّا الخوند للقديسة أكويلينا
(لحن: يا أم الله)
فخر الشهيدات ومجد البتولات
زيــدي الإحســـان
بشفاعتـك ننال الأمــان
أكويلينـا ذات الهبــات
واحفظـــي لبنـــان
ونبلـــغ دار الجنــان
*
يـا بتـولاً فـازت بالجهاد
إهدينـا في طـرق الرشاد
بإكليـل النصـر والإسعاد
وساعدينـا عند ربّ العباد
*
بجـاه من جمّلك بالمواهـب
طهّري النفس من الشوائب
وقد ثبّتك وقت المصاعـب
والأدران وكـلّ المعايـب
*
إشفـي الأمراض والأوهام
وأزيلـي عنّــا الأسقـام
واغـزري الخير على الأنام
وقوّينـا تجـاه الحكــام
*
شفيعتنـا لا تتركينـــا
وفي ساعـة الموت أسعفينـا
وقـت الضيقـات شدّدينا
يـا شهيـدة جبيل أكويلينا
*
زيّــاح
القدّيسة أكويلينا الشهيدة الجبيليّة
(لحن: يا أمّ الله يا حنونة)
الشمّاس:
يــا شهيدَتَنــا أكويلينا
أنـت حُـبّ أنتِ إيمـانْ
رَجّعي إلينا صَـدى السّنين
علـى شَهادَتـكِ ثّبِتينــا
وصُمُـود كأرزِ لبنــانْ
وقـوّي قُلـوبَ المؤمنيـن
(لحن: وإن كان جسمك)
الجوق الأول:
بِشعـبِ عَريقٍ، بِيتٍ كريم
حَبَاكِ الإلهُ القديـرُ الحَليـم
بِدَفـقِ جمالٍ، بَخَيرٍ عَميـمْ
فأنتِ مِثـالٌ جديـدٌ قديم
الجوق الثاني:
لَبِسْتِ المسيحَ بِحَوْضِ العِماد
بعزمِ الشبـابِ كتبتِ الجهاد
بِعُمـرِ الورودِ بَلَغتِ الرَّشادْ
بمـاءِ الطفولـةِ لا بالمِـداد
الجوق الأوّل:
بَلَغـتِ ذُرى مجـدِ الجُدود
"إلهي، بِجِسمي وروحي أجود
فَهُم في السماء عليكِ شُهود:
فَمَوتي حيـاةٌ ودَفني خُلود!"
الجماعة:
ﻓ"بيبلوسُ" أُمُّ الحروفِ، الكتاب
دَمُ الشهداءِ يُـرَوِّي التُراب:
تُقَدِسُ فيكِ مِثـالَ الشباب
إلهي! إلهي! فَهَل نُستَجَاب؟
نشيــد
(لحن: أنت الشفيع الأكرم)
أكويلينــا يا ذات الكمال
كونـي لنـا وقت النـزال
إهـدي برشدك كـلّ ضال
ترسًـا يقينًـا مـن المحـال
*
يـا جـذوة الحب العجيب
يـا آيـة الـربّ الحبيـب
يـا مغيثـة مـن يلتجـي
فعلــى جبيـل أنعمـي
يـا بـدر طهـر لا يغيب
قد حقّقت كـلّ الآمـال
في ظـلّ كنفـك يحتمـي
بالخيـر مـع حسن الفعال
*
فبصبـرك انذهـل الأنـام
فعيـون ربّـك لا تنــام
فيمـا احتملـت من آلام
حتى انتصـرت على الضلال
*
توَّجـتِ عمـرك بالجهـاد
وهديـت تبـاع الفسـاد
وحملـت مشعـال السداد
وحكيـت بولس في النضال
*
لا تنسـي لبنـان الأشـم
فلأنت حاميـة الأمـــم
وطـن الأنوفـة والشمـم
ومغيثـة وقـت النــزال
*
فيــك جبيـل تشتهـر
فعليها غيثــك ينهمــر
وبـك دوامــًا تفتخـر
يـا جامعـة حسن الخصال
*
لحمــاك نلجــأ كلّنـا
كونـي مجيبـة سؤلنــا
وعليـك نطـرح همّنــا
لا تغفلي وقت الـــزوال
* * *
(لحن أنت الشفيع الأكرم)
يا طِفلةً ذابت وُلُوع في الطفلِ فاديها يَسوع
في عامِها الثاني عَشَر تَعلميها بينَ البَشَر
كالطّفلِ يسوعَ انتشر والكلُ يُصغي في خُشوع
يا بنتَ "بيبلوسَ" ارجَعِي الأطفالَ حَولَكِ جَمّعي
صَوتَ البِشارةِ وَزِّعي في العالَمِينَ شَذا يَضوع
يا أكويلينا فكّري في حالِنا، وتذكّري
لُبنانُ مَهـدُكِ، فَجِّــري رَيـا صلاتِكِ في الرُبـوع
لحن: نغيدو
(هالشمس الغابت عنّا)
من مينـا جبيلِ المشهـور
فــرّق أبجديــة نـور
أوّل زورق بالمعمـــور
ويحتَلــوا مِينـا ومينـا
ويحكي عن أكويلينا
قِدّيسهِ حلـوِه زغيــرِه
مِليانِــه محَبّـه وغيـرِه
بقَلبــا وإيمانَا كبيــره
بمحبتهــا بتِغنِينــــا
الشَهيده أكويلينيا
مـا خافِــت أيـا تِهديد
يِكووهـا بنَارُ وحديــد
والنـور بعِينَيهـا يزيــد
وألله بالحُــب يِعينـــا
وما خافِت أكويلينا
سبحــان ربـي القَواكّي
وبِجبيـل عِنّـا ضَواكـي
بنَسمـة رُوحُـو رواكّي
تِهدِينا صَــوبِ المِينــا
قِديسِه أكويلينا
الشبيبـــه اللبنانيـــه
وِتغَنيلــك غِنيــــه:
تطَلِّـــعْ فيكي بحنِّيــه
قَوينــا، اشفعـي فينـا
قِدّيسِه أكويلينا
(الزياح والترانيم من تأليف الأب يوحنّا الخوند)

Mary Naeem 17 - 10 - 2014 03:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ثلاثة عشر يوماً مع
مار انطونيوس


اليوم الاول: كلمة الله
"الإصغاء الى كلمة الله برغبة هو علامة اختيار كبرى . إن المنفي الذي
يتقصّى الأخبار الآتية من بلده ويستمع اليها بلذة , يظهر عظم حبه لوطنه.
كذلك يمكن القول عن المسيحي الذي يصغي بشوق الى من يكلمه عن الوطن
السماوي, ان قلبه موجه إلى السماء". (مار انطونيوس)
لنصلّ : يا رب : نبتهل إليك, فاجعلنا بشفاعة مار أنطونيوس الملفان
الإنجيلي, ورسول الحقيقة : نصغي الى كلمتك من كل قلبنا, ونحفظها بأمانة ،
بيسوع المسيح ربنا.

اليوم الثاني: حكمة الصغار
"هم الفقراء والبسطاء والودعاء من عندهم عطش الى كلمة الحياة ، وظمأ
الى مياه الحكمة. وبالعكس، فالعاتبون الذين يسكرون بكأس الاثم الذهبية,
وإلمدعون العلم, ومستشارو العظماء. لا يدعون أحداً, صدّقوني، يبشرهم
بالرسالة الإلهية ". (مار أنطونيوس)
لنصلّ : يا رب ,رب السماء والارض , نرفع اليك الشكر,لأنك
حجبت اسرار ملكوت السماوات عن عظماء هذا العالم,وحكمائه, وكشفتها
للصغار. إجعلنا أهلاً لأن نخدمك بأمانة, بيسوع المسيح ربنا

http://www.peregabriel.com/gm/albums...6antonio21.jpg
اليوم الثالث : تعليم المسيح
"لماذا كثيرون لا يصغون طوعاً إلى كلمة المسيح؟ يجب التفتيش عن السبب في كون تعليم الرب لا يستخدم نغم التملق ولا يطري الخطأة,ولا يعد بخيرات ارضية,بل يوبّخ بقسوة ,ويعلّم اماتة الجسد واحتقار العالم".
لنصلّ : ايها الرب الهنا,اجعلنا, بدافع من كلام قديسيك,نتقبّل نصائحك
بنفس طاهرة ، ونتحد بك, بقلوب منسحقة ,انت الاله الحقيقي وحدك,من يحيا ويملك الى ابد الابدين.
اليوم الرابع : العلم الإلهي
"في العهد القديم , وفي العهد الجديد,يوجد ملء العلم الذي وحده,
يكوّن الحكماء. هذه الكلمات تحمينا من المجد الباطل,ومن تجارب العالم,ومن
اهواء الجسد ... انها المعرفة الفريدة,التي تعلّمنا ان نحب الله ,ونحتقر العالم,
ونسيطر على اهوائنا".(مار أنطونيوس)
لنصلّ : ايها الرب الإله بشفاعة مار أنطونيوس البادواني, حرّرنا من ثقل
طبيعتنا, واملأنا من العلم الإلهي, بالمسيح مخلصنا.

http://www.peregabriel.com/gm/albums...16antonio3.jpg
اليوم الخامس : عذوبة الله
"عندما تختبر عذوبة الله , تنبت فيك افكار مقدسة. إن البلور,عندما تخترقه اشعة الشمس,يعكسها.هكذا المؤمن يشعّ بكلامه ومثاله,فينير القريب".(مار أنطونيوس)
لنصلّ : اجعلنا يا رب,ونحن نسير على خطى واعظنا القديس,نكتشف عذوبتك,ونضرم قلوب المؤمنين بك,بحياة متألقة بحضورك.نسألك ذلك بابنك يسوع المسيح الذي يحيا ويملك معك بوحدة الروح القدس,الى ابد الابدين.



اليوم السادس : الحياة المسيحية
"من يعلن بحياته ما يعبّر عنه بأقواله ، يتكلم جيداً. من يوزع بامانة خبز كلمة
الله, ولا يخفي شهادة الحقيقة ,يكون مباركاً الآن وعلى الدوام. قال المسيح :
"أنا الحقيقة ". فمن يكرز بالحقيقة يعلن المسيح. ومن يصمت عن قولها, ينكر
المسيح ". (مار أنطونيوس).
لنصلّ :يا رب,انك توزع علينا خبز كلمتك بواسطة خدامك.اجعلنا نقتبلها بقلب طاهر,ونعلنها للعالم على شرفك,ايها الاب لخلاص اخوتنا.انت الذي يحيا ويملك الى ابد الابدين.


http://www.peregabriel.com/gm/albums...16antonio8.jpg
اليوم السابع : المسيح الصبور
"التأمل بالمسيح الصبور وتذكّر آلامه يجعلاننا غير متأثرين بأفراح هذه
الأرض , وأشواقها... إذا نظرت بعين الايمان الى الله المتألم على الصليب ,
والمثقوب بالمسامير. والمسقى خلاً ومراً, عندئذ,يفقد كل شيء هنا على الأرض
سحره بالنسبة إلي. واشعر شعوراً حيّاً بأنني لست شيئاً ".(مار أنطونيوس).
, ايها الرب يسوع المائت والمنبعث لأجلنا, إجعلنا ندخل في سرّك
لنصلّ :
ونتخلى عن كل شيء, بعيشنا تخليك على الصليب , لنشارك في فرح قيامتك
انت الذي يحيا و ويملك الى ابد الابدين.



اليوم الثامن : قيمة الوقت
منحك الرب وقتآ لتحقق خلاصك . هذا الوقت المسلّم اليك , لقد تملكته "
سيأتي يوم يسترجع فيه الرب منك كل ما اخذته منه . لا تخسر الوقت الذي
اوكله إليك , صلاح الرب ، كي تنال الغفران , وتكتسب النعمة وتمارس التوبة,
فتستحق المجد". (مار أنطونيوس).
لنصلّ : ايها الإله ، لقد أعطيتنا بمنّة منك , ان نعيش هذه السنوات . إجعلنا
نحياها بنشاط ونملأ هذا الوقت بأمور تدوم الى الأبد : بيسوع المسيح ربنا.



اليوم التاسع : الالتزام التقشفي
"علينا ان نهتم بنفسنا لئلا يتحقق فينا قول سليمان : "مررت بحقل الكسلان
فكان العوسج يغطيه ".حيث الكسل ، هناك تنبت الأشواك . علينا ان نزرع في
نفسنا كلام الله , نزرعه مع اشجار الفضيلة ,فنجعلها مخضرة كالراعي - الشوق
الى الحياة الأبدية- ونجملها بالزهور المتنوّعة , أمثلة القديسين".(مار أنطونيوس).
لنصلّ :يا رب بشفاعة خادمك الأمين, قديس بادوفا,امنحنا ان نجعل
كلام الله مثمراً فينا. وان نملأ حياتنا بالأعمال الصالحة,انت الذي يحيا ويملك مع المسيح في وحدة الروح القدس,الاله الى اجيال لا تنتهي



اليوم العاشر. حياة النعمة
"النفس الامينة تريد ان يدعى "نعمة" كل عمل من اعمالها.لان العمل
الصالح هو عطية من النعمة, والنفس ترغب في ان تحفظه مع تلك . بينما ميولنا السيئة
وعواطفنا غير المرتبة , لا تريد ان يكون كل عمل من اعمالنا "نعمة",بل
كبرياءً, ودنساً, ومصلحةً ... فليكن عملنا مرضياً, ومملوءًا نعمة وعائداً دائماً الى فضل الذي اعطانااياه ". مار أنطونيوس
لنصلّ: ايها الرب الهنا,نسألك بشفاعة القديس أنطونيوس ,ان تجعل عملنا ثمرة لنعمتك وعلامة لحبك بيسوع المسيح مخلصنا



اليوم الحادي عشر. تسليم الذات

"اذاكنت تريد ان تتبع المسيح وتبلغ إليه , عليك ان تسلّمه ذاتك . ما معنى
تسليم الذات ؟أن لا نثق بذواتنا,ونحن مقتنعون من عدم كفاءتنا.ان نحتقر
ذواتنا كخلائق مزعجة وحقيرة . ان لا نزيد من قدرنا،بل ان نرى ذاتنا كما
نحن ,وان نبقى دائماً صغاراً,مسلمين انفسنا كلّياً الى الله."(مار انطونيوس).
لنصلّ : بتشجيع من كلام القديسين ,نسألك يا رب ان نعيش متناسين
ذواتنا, ومتذكرينك انت وحدك , يا من يحيا ويملك الان والى الابد.


http://www.peregabriel.com/gm/albums...7antonio29.jpg
اليوم الثاني عشر: بستان النعيم
"البستان ينتج في كل فصل شيئاً ما. بينما باقي الأراضي لا تغلّ عادة الا
مرّة واحدة في السنة . فالبستان لا يخلو ابداً من الثمر. هكذا نفس البار،تغلّ
باستمرار,ولا ترى ابداً بدون ثمر. "الحبيب" ابن الله, المشع بالنعمة,ينزل اليه
ويرتاح في نقاوته ".(مار أنطونيوس)
لنصلّ : ايها اله الكلّي القدرة,انك تهيّء لك مسكناً لائقاً في قلب مؤمنيك,تنازل وهيّء روحنا لاستقبالك

http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_8335029.jpg
اليوم الثالث عشر: اورشليم السماوية
"يجب ألا نتلفت يمنة أو يسرة ، بل ان نسير باستقامة في الطريق الملكي.
لا تنظر الى حياة هذا او ذاك ، ولا إلى تصرّفاته , لأنك إن حوّلت نظرك إلى
غير الله . او إلى ذاتك, عرّضت نفسك للهلاك . لا تتلّفت,بل حدّق إلى
اورشليم السماوية , التي تسير نحوها. إحفظ في قلبك هذا الرجاد, تكن دائماً
صديق الله".(مار انطونيوس)
لنصلّ :ايها الرب الإله الكلي القدرة , لقد خلقتنا لك ,ويبقى قلبنا قلقاً
إن لم يسترح فيك. امنحنا, نحن اولادك , ان نسير بحماس نحو الوطن
السماوي, بالمسيح ربنا



Mary Naeem 17 - 10 - 2014 03:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حياة مار أنطونيوس البادواني
فرنان يطرد الشيطان (أ. غللوبلي - دير ديل سانتو - بادو)
(وطنه) ابن ليشبونة
لا نملك سوى القليل من المعلومات الأكيدة عن عيلة القديس أنطونيوس، وعن طفولته. ولا لوم على المؤرخين في ذلك. لأن قداسة قديسنا وعظمته تلألأتا أمام عيون الجميع عند موته.
وفي العصر الوسيط كان الناس عموماً يرون في "القديس"، بعين الايمان والدهشة، مختار الله ورجل الايمان والفضيلة الخارقي العادة. ويستشفّون أيضاً أن أعماله كانت لمجد الله ولتسامي البشر.
القديس هو بشير الحقيقة والمحبّة رجل ارتضى به الله ويفاخر به البشر لأنه يجسد اجمل صفات البشرية، ويشهد لها.
دونكم لمحة عن سيرة القديس انطونيوس نأخذها من معاصريه. لقد ولد في ليشبونة سنة 1195، بكراً لعائلة شريفة وقوية وغنيّة. وجّهه والداه نحو العلم ليجعلا منه، فيما بعد حاكماً أو اسقفاً. لكن شابّنا، واسمه في العماد فرناند، سرعان ما خيّب طموحات والديه. دعاه الله، فلبّى النداء بغبطة.
كان يقضي الساعات الطوال مختلياً يصلّي. جاء في إحدى سيره انه يوم كان يتأمّل في كاتدرائية ليشبونة هزم الشيطان برسمه إشارة الصليب على فناء الكنيسة.
أنطونيوس يرتدي الثوب الفرنسيسكاني (مينللو - كاتدرائية بادو)
الراهب والكاهن
كبر فرناند واصبح شاباً وسيماً وكبرت أيضاً في عيلته، المخاوف على مستقبله، لرفضه القبول بمهنة دنيوية مجاراة لها. لن يعمّر فرناند طويلاً.
وهل كان له سابق شعور بذلك؟ انه، عكس سميّه مار أنطونيوس، الناسك، أبي الرهبان الذي توفي عن مائة عام ونيف، لن يُعطى سوى 36 سنة. كان متوقّد الذكاء وذا طبع لجوج. ففي الخامسة عشرة من عمره، بعد أن فكّر ملياً واستنار بالصلاة غادربيته الفخم، وعيلته المصعوقة بذهابه.
وطلب الدخول في دير القديس منصور، قرب ليشبونة، حيث كان كهنة مار اغسطينوس القانونيّون، وان قديسنا سيحفظ لهؤلاء الرهبان مودة رقيقة، طوال حياته، لأنه مدين لهم بعلومه التي رفعته إلى مستوى الاكليريكيين الأكثر ثقافة في أوروبا، في مطلع الجيل الثالث عشر. غير أن العالم، الذي هجره القديس فجأة، عاود الكرة وأخذ يحوم حول الدير.
فالأول والأصدقاء يهاجمونه لالهائه عن مقصده وإيقاعه في التجربة. فقد أصبحت حياته هنا صعبة جداً، مما عكّر صفو نفسه واجتزأ الكثير من ساعات درسه. فلا بدّ له من التوقف فوراً.
وها هو شابّنا فرناند، بالاتفاق مع رؤسائه، يغادر ليشبونة قاصداً كوامبر عاصمة البرتغال آنذاك، ليقيم في دير آخر من أديرة رهبنته. وانه الآن في هدوء هنا، ولا يزعجه شيء، وليستفيد لمضاعفة دروسه. سيسام كاهناً في الخامسة والعشرين من عمره.
القديس فرنسيس ورفاقه الأولون (أ. أوبي - كاتدرائية بادو)
نحو آفاق جديدة
في شهر شباط، سنة 1220 سارت ضجّة في كوامبر Coïmbre ان خمسة مرسلين فرنسيسكان استشهدوا في مراكش بطريقة بربرية. فنقلت ذخائرهم إلى كنيسة الصليب المقدس، في كوامبر، بسعي شقيق ملك البرتغال.
كرّم فرناند رفات هؤلاء الشهداء الجدد، الذين كان قد عرفهم قبيل ذهابهم إلى مراكش، إذ كانوا قد أتوا من امبريا Ombrie البعيدة وعليهم ثوبهم الفقري. غير أن ما أثر في العمق هو بساطتهم ولطفهم وفرحهم وايمانهم الوقّاد، وباستطاعته الآن أن يقابل بين حياتهم هذه وحياته الخاملة في جوّ دير يبدو مكفهراً تحت وطأة الامتثالية والروح التوافقية.
لقد كان يتوق إلى حياة جديدة حيث الإيمان ليس حياة راكدة رتيبة، بل هو انشراح للروح وعطاء، والتزام جسور خصب. قرع يوماً باب الدير فرنسيسكان المنسك القريب من اوليفية Olivais طالبين صدقة. فاستفاد فرناند من هذه المقابلة وجهاً لوجه ليعرض عليهم قصده: "سيغادر كهنة ما اغسطينوس القانونيين للانضمام إليهم، إلى الرهبنة الفرنسيسكانية وللذهاب فوراً إلى مراكش حيث يأمل بدوره أن يسفك دمه شهادة للمسيح".
نال الموافقة بصعوبة كبرى. فغيّر اسمه باسم انطونيوس، ليقطع كل صلة بحياته السابقة. وها هو، بعد فترة وجيزة، فوق قمم الأمواج، في طريقه إلى مراكش.
أنطونيوس في منسك مونتي باولو (أنسلمي - دير ديل سانتو - بادو)
من افريقيا إلى اسيّزي
ذهابه إلى مراكش كان فاشلاً. ما ان وضع رجله على أرضها حتى انتابه مرض غريب. وعوض أن يذهب إلى الساحات للتبشير بالمسيح اضطر إلى التمدد على سرير حقير فريسة الملاريا.
هكذا تبدّد حلمه الكبير في القيام بالرسالة ونيل الاستشهاد. ولم يبق له سوى مخرج واحد، سبيل المؤمن، أي قبول مشيئة الرب. كان لانطونيوس شخصية قوية، وإرادة حازمة.
وقد كلّفه الكثير فعل الإيمان هذا بإرادة الله. وانتقاله إلى مراكش كان حقاً استشهاداً. لم يقطع المغربة رأسه، بل هو ضحى بنفسه لمّا عدل عن مقصده النبيل ليتبع الرب بتواضع. ودّع أنطونيوس أرض افريقيا العزيزة، إذ لا بدّ له من الرجوع إلى وطنه. لكنّ الله الحاضر والفاعل، يجري تحولاً في التجاه. رياحٌ معاكسة تدفع المركب إلى شواطئ سيسيليا البعيدة.
ومنها يتوجّه ماشياً إلى اسيزي أمطونيوس المريض في جسده،والمعاني نوبة خطيرة في نفسه. هناك يلتقي فرنسيس في عنصرة سنة 1221، كان لقداسة "الفقير الصغير" تأثير عظيم على التلميذذالمجهول. فخرج أنطونيوس منهذا اللقاء أكثر سلاماً واستنارة. من اسيزي إلى رومانية Romagne، إلى منسك "مونته باولو" قرب فورلي. ولأي عمل وجّهوه؟ ليكون الرجل الذي يتكلّم مع الرب وجهاً لوجه،ليصبح قديساً لله.
القديس فرنسيس يتراءى للقديس أنطونيوس في آرل (أ. أوبي - كاتدرائية بادو)
ربيع الكنيسة
حدد الرب الوقت والقصد. وقلّما يتفق ذلك وساعات البشر ومخططاتهم. في بضعة أشهر، كان أنطونيوس قد دار العالم (العالم المعروف حول البحر المتوسط) من كوامبر إلى مراكش، من سيسيليا إلى أومبريا. ومنا إلى مونته باولو. ثمة في الأعالي سيكون منسياً، لكنه في فرح لأنه تناسى ذاته، وهنا الحرية الكبرى.
قبل أن يرسله الرب لتبشير الآخرين عزم أن يجعله يعود إلى ذاته، إلى أعماق أعماقه. الحياة كلها ليست بشيء بدون القداسة. أو أقلّه بدون الرغبة الحارة في اتباعها. دُعي ناسكنا يوماً للنزول إلى المدينة ليحضر رتبة سيامة كهنوتية. وفي اللحظة الأخيرة لم يكن الواعظ حاضراً. فترجو أنطونيوس ليلقي على الكهنة الجدد بعض الأفكار. وإذا بهم يكتشفون مؤهلاته، موهبة الوعظ عنده.
ومنذ ذلك اليوم أخذ رؤساؤه يرسلونه إلى طرق ايطاليا وفرنسا ليبشر المسيحيين، ناقلاً بشرى الانجيل السعيد. المسيحية تتلقى هجمات قاسية وماكرة من قبل الشيع الهرطوقية. فلا بد من درس تعاليمهم، ونوعية المنحرفين. أنطونيوسشال السلاح، بفضل ثقافته اللاهوتية القوية وطيبته التي لا تعرف الكلل.
وبما أن الكنيسة قد شوّهت وجهها الأخاديد، من سياسة وانحطاط خلقي، ولا مبالاة، أخذ أنطونيوس يكرّس عمله لرفع المسيحيين وتقديسهم. وإذا بفرنسيس يحضر فجأة في آرل Arles سنة 1226 بينما أنطونيوس يلقي عظته.
القديس أنطونيوس يعظ السمك (مدرسة تيساري - كاتدرائية بادو)
النور في الظلمات
في سيرة فرنسيس عظة للعصافير، وفي سيرة أنطونيوس عظة للسمك لا تقل عنها شاعرية وطرافة. حذث ذلك على ما يبدو، في ريميني، على شاطئ الادرياتيك. كانت المدينة تحت وطأة الهراطقة. وفور وصول الواعظ إليها أعطى الزعماء كلمة الأمر: تيئيس المرسل بالمصمت، فكان ما أرادوا. لم يجد أنطونيوس أحداً ليوجّه إليه الكلام.
الكنائس مفرغة، والساحات خالية. لا أحد يعير شخصه انتباهاً، ولا أحد يصغي إليه. ها انه يركض هنا وهناك وهو يصلي مختلياً في ذاته. ولمّا اقترب أنطونيوس من البحر نادى جمهوره "تعالي أنت أيتها الأسماك إلى سماع كلمة الله، طالما الرجال المتكبرين يرفضون" أقبل السمك بالمئات، بل الألوف، وبكل ترتيب. أخذت الفضولية مأخذها لدى الهراطقة حتى أنهم تجاوزوا تنبيهات زعمائها، وتبع الفضولية عواطف انذهال وحماس. وقادت التأثرات إلى الندامة والرجوعإلى الكنيسة. أهذا ضرب من الأساطير؟ وما هم ذلك؟ انه تعبير عن حقيقة:
كان أنطونيوس، بثقته الصبورة وإيمانه الذي ينقل الجبال، وبعدم اكتراثه للنتائج الفورية، وبما لديه فطنة ومحبة، يتوصل إلى فتح ثغرة حتى في القوب الأكثر عناداً والمتصلبة حقداً وإيذاء. هذه هي الغلبة التي تقهر العالم: "إيماننا" (1 يو 5/4).
أعجوبة البغلة (تيساري - مدرسة ديل سانتو - بادو)
كل للكل
انه يهودي ساخر في رأي البعض، أو هرطوقي عنيد في رأي البعض الآخر. ذلك الرجل الذي، أثناء عظة أنطونيوس حول الافخارستيا، وقف ليبدي اعتراضه:
"سأؤمن بأن المسيح موجود حقاً في البرشانة المكرسة، عندما أرى بغلتي تركع أمام الشعاع "قَبِل قديسنا التحدي". حُرمت البغلة ثلاثة أيام من كل أكل وفي الزمن والمكان المحددين تقدم أنطونيوس بالشعاع بينما كان الهرطوقي، قربه، يجرّ بغلته المترنّحة.
ورغم كون هذه البغلة خائرة القوى بسبب ما تحمّلته من الجوع، فقد تركت الشوفان الشهي الذي قدمه لها صاحبها، لتنحني أمام القربان الأقدس. لا يظنّن أحد أن قديسنا شقّ طريقه بفضل شهرة عجائبه. لقد كان ككل رسول صالح وأمين للمسيح. يربح النفوس بقوة الصلوات، والمثل الصالح، والمجادلات النيّرة والصبورة.
ولم يكن عمل قديسنا مقتصراً فقط على الوعظ. بل ان مهمات أخرى كانت تلقى على كتفيه وتثقلهما. كان له دور قيادي في الرهبنة الفرنسيسكانية.
رئس رهبان ايطاليا الشمالية، وأسس "الدروس اللاهوتية" في الرهبنة، وعلّم في بولونيا، مونبليه، تولوز، وبادوا. والفترات القصيرة المتبقية في تصرفه، كان يقضيها في وضع التآليف التي، أكسبته، بفضل حدسه العميق، لقب "الملفان الانجيلي" في الكنيسة.
القديس أنطونيوس يشفي الساق المقطوعة (ت. فيتشليو - مدرسة ديل سانتو - بادو)
خدمة سرّ التوبة
يكفي أن تقرأ كلام أحد معاصري القديس أنطونيوس، لتأخذ فكرة تقريبية عن أيامه المشغولة حتى اللامعقول: لشدة ما كان مأخوذاً بالوعظ والتعليم وسماع الاعترافات، غالباً ما كان يبلغ المساء دون التمكّن من أكل أي شيء. كانوا يتوافدون بالألوف إلى سماع عظاته، وجميعهم بالتأكيد، كانوا يتزاحمون بعد ذلك حول منبر التوبة الذي هو فيه.
لم يكن الدين المسيحي ملطّفاً وعلى وجه التقريب. بل كان فيه حزم وصرامة. وهذا لم يكن ليدخل اليأس إلى قلوب التائبين. وبسبب الساعات الطويلة التي كان يقضيها القديس في كرسي الاعتراف، أصبح جسمه كالخرقة.
أكله قليل يزدرده بسرعة كلية، لا يرتاح إلاّ قليلاً، وصحته آخذة في النحول منذ سفره إلى مراكش. فلا عجب إذاً من أ، يموت في السادسة والثلاثين وبرنامج حياته مثقل بهذا الشكل. كان صيت عجائبه المذهلة ينتقل من فم إلى فم. ان تائباً، أخرسه التأثّر، كتب خطاياه في لائحة طويلة. وبينما كان أنطونيوس يقرأها بنظره، كانت الخطايا تُمحى، عن الورقة بشكل مذهل. رجل آخر هو ليونارد الشاب، رفس أمّه.
فقال لها القديس بحزن: "الرجل التي ترفع ضد الوالدين يجب قطعها" وما ان عاد ليونارد إلى البيت حتى أخذ فأساً وقطع رجله على أثر ذلك الأم يائسة، والعائلة تولول، والجيران في ارتباك. وإذا بأنطونيوس يتدخّل، فيصلي إلى الله بإيمان حار، ويعيد الرجل إلى الساق.
القديس أنطونيوس يجعل مولوداً جديداً يتكلم (ت. فيتشليو - مدرسة ديل سانتو - بادو)
رسول سلام وصلاح
"السلام والفرح معك" هذه كانت تحية الفرنسيسكان الأولين. سلام ووفاق بين السلطة المدنية والسلطة الدينية. سلام وفرح بين الطبقات الممزّقة بالأحاب وحرب العصابات. سلام ووفاق بين البلديات المختلفة المتحاسدة بسبب الكبرياء والمصالح. سلام وتفاهم بين جدران البيت حيث الخلاف والخبث، مرات عديدة يجعلان الجوّ خانقاً والحياة صليباً. كان الجميع يحترمون أنطونيوس كثيراً بسبب قداسته وصيت العجائب المرافق لشخصه، وصفات اللطف، والتفهم، والفطنة المتألقة في جميع أعماله.
ومن الطبيعي أن تكون عائلات عديدة قد التجأت إلى صلاته، وإلى قوّة اقناعه، لتتغلب على صعوباتها. لن يمكننا أبداً معرفة عدد البيوت التي وطّد فيها الثقة والصبر والوئام. كم من المآسي أبعد، أو أقله خفف. وكم من الحوادث المؤلمة لطفها بكلامه المغعم إيماناً، وبتحريضه على التحرر من الأنانية والثأر والحقد وعدم الانسجام.
بلغتنا تقاليد تحاكي الأساطير تطلعنا على ثمرة هذه الرسالة. جعل مرة، مولوداً جديداً يتكلم ليثبت براءة أمه التي شكاها الأب زورا. وفي مناسبة أخرى شفى بأعجوبة امرأة جرحها زوجها جرحاً مميتاً في سورة غضب.
قلب المرابي في الخزنة (ت. لومباردو - كاتدرائية بادو)
ضد طغيان المال
يتعذر علينا، ونحن في بيئة تختلف كثيراً عن محيط مار أنطونيوس، ان نكوّن فكرة فريبة من الحقيقة، فنعرف ما كل حقل رسالة هذا المرسل الشعبي في الأجيال الوسطى. فور دخوله إحدى المدن كان يحمّل كل شيء، من الخلافات بين الأحزاب، حتى الخصومات ضمن الاكليروس. فاضطر أنطونيوس إلى التكيف مع كل هذهالحالات المختلفة، لخير الجماعة، ولكي يستطيع الانجيل أن يدخل ويحيي ويحوّل الأشخاص والبنيات، في زمن كان معظم الشعب يعيش من الزراعة وتربية المواشي وصيد السمك. قلّة فقط كانت تهتم بالنشاطات الحرفية المتقدّمة، وبالتالي تفتح التجارة طريقاً للتقدم الاقتصادي في أوروبا.
وكان قد ولد حديثاً، لا سيما في بعض نواحي ايطاليا الأكثر ازدهاراً، ما يسمى بالاقتصاد السابق ? الرأسمال. كما كانت مجموعة صغيرة من رجال الأ?مال ناشطة بقوّة، والعملة متداولة، ومكاتب صيرفة، ومصارف أولى تنشأ. وبينما كانت رؤوس الأموال تتجمع، بدأ المرابون أعمالهم المشبوهة. لذا وجّه قديسنا لسانه الناري ضدّ هذه الطبقة الاجتماعية وكانوا أقوياء يخافهم الجميع ويمقتوهم.
شهيرة هي تلك الأ?جوبة التي اجترحها، لمّا دعي للوعظ في مأتم هؤلاء الأسياد. لقد برهن قديسنا أن الجثة التعيسة لم يكن لها قلب. وقد وجد القلب فعلاً في الخزنة.
القديس أنطونيوس يقيم ميتاً (زانشي - إيستي)
المدافع عن المظلومين
كان يدافع عن الفقراء. دائماً وفي كل مكان، يجابه بجبين عالٍ غضب الظلامين، إليكم شهادة أحد معاصري القديس: "ان أنطونيوس الذي تشوق بحرارة إلى الاستشهاد، لم يكن يستسلم أمام أي شخص ولو عرّض حياته للموت. بل يقاوم الطغاة الأكثر خبثاً بشجاعة عجيبة.
هكذا كان القديس أنطونيوس. لم يكن قديساً عادياً قابعاً بطمأنينة في قلايته. ولم يكن كذلك العلاّمة المتجول دوماً بين المنبر والمكتبة،والمتأرجح وسط الكتب الشهيرة والنظريات العلمية. لقد كان الرجل الذي يحترم الحقيقة مهما كلّفه الأمر، يعرف كيف يوازن بين العذوبة والتصلب، وفق الحاجة. لم يتراجع قط أمام انسان، ولا أمام أي كان.
كذلك لم يلجأ قط إلى أية حسابات خسيسة عند وجوب الدفاع عن المظلومين ورفع الصوت عالياً في الساحات لفضح الظلم. تكفي حادثة واحدة: لقاؤه بالطاغية ازلين ذارومانو Ezzelin da Romano، التعيس الشهيرة. حاكت الأسطورة الكثير حول الموضوع، ويا للأسف كان ازلين شخصية مرموقة واقترف جرائم كثيرة، لكن خصومه لم يكونوا أفضل منه. الموالين لبابا أكثر طمعاً وبطشاً من ازلين المولي للامبراطور.
لم تفلح جرأة قديسنا في شيء، وان كانت قد هزّت الطاغية في البداية. فإن حجج السياسة لديه، تغلّبت في النهاية على حجج الطيبة والعدل.
ظهور يسوع الطفل (غراسي - متحف أودين)
يتأمل مجد المسيح
بعد أن أنهكت أنطونيوس الأتعاب والاستسقاء، شعر بدنو ساعة الرحيل. فاحتفظ لنفسه باضطراباته وسابق شعوره بفضل ما لديه من قوّة تجلّت في شتّى الظروف. وسمو القداسة يجلي الرؤية لتمييز درجات البؤس. قبل أن يقف أنطونيوس أمام الرب، عمد إلى تطهير نفسه بالصلاة والألم، ومن وصمات الضعف البشري. وتسنّى له أن يذهب إلى كامبوسانبيرو Camposampiero قرب بادوا، إلى المنسك الذي قدّمه الكونت تيزو TIZO إلى الفرنسيسكان قرب قصره. وسرعان ما أصبح تيزو المسنّ والمشمئز من حياة سياسية مضطربة جداً تلميذاً متحمساً لقديسنا.
لاحظ أنطونيوس شجرة جوز قوية، وهو في نزهة إلى الغابة. فطلب أن ينصبوا له بين أغصانها المنيعة، كوخاً صغيراً على الطريقة الفرنسيسكانية. وقد أنجز العمل إلى التمام تيزو نفسه.
هناك، على هذا الارتفاع كان قدّيسنا يقضي أيامه بالتأمل. وكان عند المساء يعود إلى المنسك. أما الونت فكان يعود صديقه مع وقوع الليل. وفي أحد الأيام رأى نوراً قوياً يخرج من باب الكوخ المفتوح جزئياً. وإذ خشي أن يكون قد حدث حريق، دفع الباب. وظلّ جامداً أمام مشهد عجيب بدا يعينه. كان أنطونيوس يضم بين يديه الطفل يسوع.
بعد أن عاد من انخطافه ورأى صديقه تيزو شديد التأثر، سأله قدّيسنا ان لا ينشر خبر الرؤية السماوية. بعد موت قدّيسنا، وعندها فقط، كشف الكونت التقاب عمّا كان قد رأى.
القديس أنطونيوس يعظ من فوق شجرة الجوز (كامبوسامبيرو)
إلى ملاقاة الرب
ساعة مغادرة أنطونيوس هذا العالم إلى الآب كانت تقترب وهو ينتظرها ويرحّب بها بإيمان. ظهر يوم الجمعة الموافق 13 حزيران نزل أنطونيوس من قلايته المعلقة بين أحضان الجوز، لتناول الغذاء.
وما ان جلس إلى المائدة حتى انتابه ألم شديد أفقده جميع قواه. وبصوت كالخيط رجا أخوته أن ينقلوه إلى بادوا، إذ كان يودّ أن يموت في ديره الجميل قرب كنيسته العزيزة، كنيسة القديسة مريم، أتى قروي وشدّ ثورين إلى عربته البسيطة فمدد قديسنا عليها. وتحركت العربة غير المريحة بكل تودد، يتبعها الأخ لوفا، رفيق القديس أنطونيوس الملازم له. وما ان مال النهار حتى بلغوا أبواب بادوا.
وكان المريض على آخر رمق. فترجّاه رفاقه الرهبان أن يتوقف في ارشيلآ، في بيت مرشدي دير اللايس. من هناك، من القلاّية الوضيعة ذهب قديسنا إلى ملاقاة الرب.
كان منهكاً ولكن محافظاً على كامل وعيه، لمّا طلب سرّ المصالحة، وسرّ القربان الأقدس وسرّ المرضى. بعد ذلك، ومع آخر نفس، بدأ نشيداً للعذراء:
أيتها الملكة المجيدة، المتسامية فوق النجوم.
"وكان القديس ينظر أمامه، وعيناه شاخصتان". "أبت، ماذا ترى؟" سأله لوقا "أرى ربي" تمتم المحتضر بصعوبة. كان النزاع قصيراً جداً، والفراق هيناً وهادئاً. هكذا، وبعمر 36 سنة فصل عن كرمة الرب واحد من كبار رسل المسيح والانجيل.
المرضى حول قبر القديس أنطونيوس (ج دي مينابوي - كاتدرائية بادو)
قديس العالم كله
نقل جسد قديسنا، على طلبه، إلى الكنيسة الصغيرة، كنيسة القديسة مريم. شاركت المدينة كلها بتشييعه. وفي الليلة ذاتها نوّرت العجائب على ضريحه. وتألقت شهرته كالبرق، فتوافدت الجماهير من كل صوب نحو بادوا. واهتمت السلطات الكنيسة حالاً بهذا الحدث، من أسقف بادوا، جاء دي كونراد، إلى البابا، غريغوريوس التاسع. وكلاهما من أصدقاء قديسنا والمعجبين به.
في وقت قصير أكملت الدعوى الأبرشية والدعوى الأبرشية والدعوى الرسولية. وقبل Dôme في سبوليتو منح كرامة المذابح لأنطونيوس البادواني. شرع رفاق القديس بمساعدة سكان بادوا وجميع الزوار، وتشجيعهم، ببناء البازليك الفخمة حيث سيوضع باستحقاق وإكرام، رفات القديس أنطونيوس. أخيراً، سنة 1263، نقل قبره إلى الكنيسة الجديدة بحضور القديس بونا فونتورا، وعند فتح النعش وجد لسان قديسنا سليماً. فانتشر التكريم والتعبّد أكثر فأكثر. وأصبح التكريم عالمياً. وقد تجاوز حدود الكنيسة الكاثوليكية. وفي أيامنا هذه، لا يوجد بلد لا يعرفه، ولا مؤمن لا يكرّمه. وعلى الجميع تحلّ صلاة شفاعته، وقوّة النعمة والبركة السماوية.
بادو بازيليك القديس أنطونيوس حيث يقوم فيها قبره



الساعة الآن 09:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025