![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حتى متى يا ربي حتى متى يا ربي يسوع تتجاهل صراخي وانيني وصلاتي الحارة لك ستنقضي ايامي ودموعي تبلل فراشي وانت لا تستجيبني ولا تسمعني صدقوني الرب فاتح ذراعيه لك كما فتحها على الصليب ضاما العالم باسره اليه وان تاخرت استجابته لك فتاكد ليس تجاهلا منه بل ان طلبتك ليست حسب ارادته في حياتك اجعلوه الملجا الوحيد لحياتكم والحلال الوحيد لمشاكلكم الم يقل بحب وحنان تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم عنده راحة نفوسكم العطشانة الى بره وسلامه لا يروي عطشها الا هو بشخصه وطوبى لمن اسم الرب يسوع دائما على شفتيه فتهرب الشياطين منه ولا تقترب ولا تؤذيه اذ ان اسم الرب يسوع برج حصين يلجا اليه الصديق ويتمنع صدقوني لا احد يروي ويشبع نفوسكم وارواحكم الا هو وحده الرب يسوع له كل المجد امين وضعوا كل تقتكم فيه اذ هو الوحيد امانكم وضمانكم ولا تثقوا باي شئ في هذا العالم الزائل الفاني اذ هو خلاصكم وضمان حصولكم على ابديتكم اجعلوه هدف حياتكم الاول وتمجيد اسمه القدوس هو غايتها واجعلوه يملك عليكم وعلى بيوتكم لانه لن تنظره عين ولم تسمع به اذن ما عده الله للذين يحبونه امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انجيل شفاء المخلع
وجاء بالمخلّع إلى يسوع أربعة رجال. تصرّفهم غريب! كان يسوع في بيت وكان الناس يملأون المكان، فلم يجد الأربعة من أين يدخلون. فصعدوا على السطح ودلّوه مع الفراش، الذي كان عليه، من بين الأجرّ "إلى الوسط قدّام يسوع" (لو 5: 19). النصّ الإنجيلي يقول إنّ يسوع، لما رأى إيمانهم، قال للمخلّع: "أيّها الإنسان مغفورة لك خطاياك". يسوع بعد ان شاهد ايمان الاربعة غفر. وبالطبع مضاف اليهم ايمان المخلع.. اذاً الغفران لا يتم بشكل انفرادي.الجماعة لها دور ايضاً. ايمانهم ساهم بشفائه. فالغيرة التي ظهرت من جراء دلّوه من فوق ..وبكامل الاصرار على تقديمه للرب ليراه ويشفيه... نستخلص هنا ان الجماعة كلها تساهم بخلاص بعضها.المهم ان تتضامن الجموع مع الفرد. والفرد مع الجموع كلنا بحاجة لبعضنا البعض للخلاص. "احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا أتمّوا ناموس المسيح" (غلا 6: 2). وهذا كله لا يصح الا بالصلاة الحارة . بالمحبة العابرة لكل الحدود. بالاصرار والالحاح بالطلب.. والمثابرة على الطلب شرط ... فالرب سميع ومجيب.. ولا بد من الاستجابة.. فالرب هو رمز للمحبة الخارقة مملؤ محبة.. ولا بد لهذه المحبة تهبنا ما نريد.. «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ». الخطيئة هي البعد عن الرب.اي الحرمان من الله ومحبته. اذاً التوبة هي مصالحة مع الله. أي التواصل مع المحبة. ان تلبس اجسدانا وتسكن فيها.. يسوع لا يهتم للقشور من الخارج.فلو زالت الخطيئة سيبراء الجسد حتى لو بقي سقيما متألماً. متى شفيت الروح يصبح القلب في سرور دائم. لم يشفي الرب المريض بالجسد.بل واكثر من ذلك كان من الممكن ان لا يبرئه .. كلامه يعلمنا ان الغفران هو المهم والاهم ... لكنّه شفاه لعدم ايماننا الا بوضع الاصبع وهذا طبيعي نحن بشر بشرط الا نستمر بذلك... "لكي تعلموا أنّ لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطاي" المهم ان يتبدل قلب الانسان وبتبدله: تحل المحبة بدل الكراهية... والخير بدل الشر... والعطاء بدل البخل... والوداعة بدل التعصيب.. عندئذ يضمحل الموت وننتصر عليه ... وهكذا نكون دائماً مع الرب في نوره الازلي الغير مخلوق |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع
رسالة خاصة لخدام المنتدى ولكل الخدام في كل مكان كل من يحب الرب من قلبه ويكون له شركة معه في علاقة حية في مخدعه الخاص، ويسعى بدوام لتنقية قلبه بكلمة الله التي تنبض بالحياة الإلهية، ويتغذى على الطعام الحي النازل من فوق، لأن من يتناول منه يأخذ حياة يسوع في داخله، وبالتالي يكون له شركة مع الكنيسة والقديسين في النور، ويحب الكل ويحترم صورة الله فيهم ويسعى أن يخدم الجميع – بلا استثناء – بنشاط وغيره حسنة، كما أن الله خدم له (المقصود الخادم) خدمه الخلاص لما خالف الوصية وسقط في الموت (يعني قبل أن يحيا مع الله وهو اصلاً خاطي مخالف للوصية) بحسب المكتوب: [ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ]، لأننا كلنا الخطاة الذين أحبهم يسوع، وبذلك ينطلق في الخدمة بالمحبة التي في قلبه نحو سيده العظيم فيسير في حقل الخدمة حسب موهبة الله المعطاة له، ليفلح فلاحة الله ويخدم كل أولاده بلا تمييز أو تفريق بين شخص وآخر حتى ولو كان غير مؤمناً بل ومضاداً له شخصياً ولعمل الله، لأن ربنا يسوع حينما جمع تلاميذه وتعامل مع كل من حوله، لم يفرق أبداً بين إنسان وآخر بل حب الكل بلا تفريق أو تمييز!!!
فسمات الخدمة هي المصالحة مع الجميع، فعبد الرب ينبغي أن لا يخاصم، ويكون مرتب ومنظم في كل شيء وبدقة: [ وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب (1كورنثوس 14: 40) - ونطلب إليكم أيها الإخوة انذروا الذين بلا ترتيب (حياتهم في هرجلة وتشويش دائم وعدم نظام) شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع (1تسالونيكي 5: 14) - إذ انتم تعرفون كيف يجب أن يتمثل بنا لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم (2تسالونيكي 3: 7) ]
أقبلوا محبتي النعمة معكم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي المعمودية + الكلمة باليونانية "بابتزما" أي صبغة، والصباغة تكون بتغطيس الثوب وليس بالرش، فالثوب القديم حين يغمر في إناء المصبغة يخرج جديداً زاهياً وهذه هي فاعلية المعمودية. + دفن مع المسيح ثلاثة أيام بثلاث غطسات بإسم الآب والإبن والروح القدس، وقيامة معه، والمسيح مات مرة واحدة فقط (رو 6 : 4 : كو 2 : 12)، لذلك المعمودية مرة واحدة ولا تعاد، لأن بالمعمودية يكونوا ارتباطا دائما ووثيقا لا يفكه من المسيح إلا خطية إنكار المسيح إبن الله الذي تجسد وصلب ومات وقام من الأموات، "من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب و الابن ( 1يو 2 : 22 ). + الولادة الثانية "الحق الحق اقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله"( يو 3 : 3 )، لأن الولادة الأولي قد فسدت بالخطية، فالولادة الثانية غسل من الخطية، وتعود بنا لصورة الله التي خلق عليها آدم قبل الخطية. وكما أن الميلاد يكون مرة واحدة كذلك المعمودية مرة واحدة ولا تعاد (يو 3 : 5) وإنما سر الإفخارستيا أو التناول هو تجديد لها بإستمرار. + لذلك تجري المعمودية بالرب يسوع أي حسب وصيته، وبإسم الثالوث القدوس (مت 28 :19) فيغطس المعمد ثلاثة مرات، وهي سر وليست مجرد طقس أو تمثيل، لأنها اشتراك فعلي في الآم السيد المسيح الذي لم يكن في حاجة لا للمعمودية، ولا فيه خطية، وإنما قبل أن يعتمد من يوحنا المعمدان، وسلم نفسه لليهود والمحاكمة، ولم يعترض علي الإتهامات ولا دافع عن نفسه، ووافق علي جميع التهم الموجهة ضده، وكل الخطايا التي نسبت إليه،فحسب له أنه قبل وحمل خطايانا في جسده علي خشبة الصليب ليموت بمقتضاها. فنحن بهذا السر نأخذ لأنفسنا النصرة التي منحنا إياها كعطية مجانية، لأنه ما كان لنا سبيل لاقتنائها مهما قدمنا أو عملنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثمار المعمودية في حياة المعمد + من آمن وأعتمد خلص (مر16 : 16)، فكما أبطل المسيح الخطية بموته، أُبطلت الخطية بالمعمودية. + غسل الخطايا بإسم الرب يسوع (أع 2 : 38 ، أع 22 : 16 )، لأن إنساننا العتيق قد صلب معه، هكذا صلب الإنسان العتيق في المعمودية ومات. + غفران و تبرير وقداسة (أف 5 : 7 )، فكما بعد الموت والدفن قام جسد المسيح بمجد الآب وبره ونحن فيه، هكذا في المعمودية نأخذ بعد شركة الدفن مع المسيح قوة قيامة بمجد الآب وبره، أي نقوم متبررين وبلا لوم (1كو 6 : 11)، لأننا عتقنا من سلطان إبليس، وحصلنا علي الميلاد الروحي لنعمة التبني (1يع 1 : 18 ) وصرنا باكورة خلائقه (1بط 3 :21)، وورثة (غل 3 : 27). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شروط المتقدم للعماد + أن يؤمن بالرب يسوع كفادي ومخلص له، ولا خلاص بدونه (مر 16 : 16، أع 16 : 31).ويعترف بهذا الإيمان صراحة وعلانية، لذلك ينزع المعمد كافة ملابسه عنه، إشارة لترك كل خطاياه، وكان هناك تقليد قديم في الكنيسة الأولي بأن يضع ملابسه تحت قدميه، إشارة لوضع كل مقتنيات العالم تحت قدميه، ثم ينزل عريانا تحت الماء غاطسا ثلاث مرات علي إسم الثالوث القدوس وبمجرد خروجه من الماء يعطى ملابس جديدة بيضاء ليلبسها إشارة للإنسان الجديد، كما كان يقدم له قليل من شهد العسل، رمز لبداية تذوقه الحياة الأبدية. + أن يقدم توبة ويكون نادما علي خطاياه السابقة ( أع 2 : 28 ، 3 : 19)، وهذا ما يتمثل في جحد الشيطان . هذا بالنسبة لكبار السن. أما الأطفال فيتم عمادهم علي إيمان والديهم، أو الأشابين، الذين ينطبق عليهم الشروط السابقة، ويتعهدوا أمام الكنيسة أن يعلموها لأبنائهم. جحد الشيطان يتجه المعمد أو الأشبين نحو الغرب "رمز الظلمة" ويعلن رفضه لإبليس، وكل أعماله، وعبادته .ثم يتجه نحو الشرق "رمز النور والحياة" ويتلو مبادئ إيمانه، معلناً إيمانه بالمسيح. الأشبين: كلمة أشبين كلمة سريانية الأصل، وتعني الحارس أو الوصي أو الكفيل. وهو إنسان مشهود له من الكنيسة بإيمانه المستقيم، ويتعهد أمام الكنيسة بتربية الطفل المعمد ( أو الشخص المعمد الذي مازال يحتاج لرعاية روحية في أول الطريق ) تربية مسيحية سليمة حتى سن الثانية عشر ( أو حالة الإيمان السليم ) ثم يسلمه لأب إعتراف حكيم ليتولى قيادته روحياً. كما عهد الله لحنانيا الرسول بتعليم شاول الطرسوسي، وبطرس الرسول بتعليم كرنيليوس القائد الروماني (أع 10). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ الذي يولد من فوق هو وحده الذي يري ما فوق. + يولد ميلاداً جديداً، ويكتب أسمه في سفر الحياة، " المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" ( يو 3: 6 ) . + يخصص له الرب ملاكا حارسا، يرافقه و يرعاه، ويقوده في العالم، ويعينه وينق ذه في الخطر. + بما أن الإنسان مكون من نفس وجسد، وأحدهما طبيعة منظورة، والأخرى طبيعة غير منظورة، لهذا جُعل التطهير مضاعفا، أعني بالماء والروح القدس، فالأول للجسد المنظور، وأما الأخر فللنفس الغير منظورة. "القديس غريغوريوس الكبير". + المعمودية هي فدية المأسورين، وصفح عن الأوزار، وموت الخطية، وإعادة ولادة للنفس، وختم لا ينفك، ومركبة تؤدي إلي الملكوت، ومنحة التبني، "القديس باسيليوس ". + تبرير :قد اغتسلتم، بل تبررتم بإسم الرب يسوع، وبروح إلهنا (1كو 6 : 11). + يصير أبناء لله، فيستحق الميراث الأبدي، إذا ما صار حسب الوصية، "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لأجلي" ( غل 2 : 20 ). + يكون من حقه التمتع بممارسة أسرار الكنيسة، ووسائط النعمة الأخرى مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح.كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة.إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته ( أف 1 : 3 – 5 ). + أخذ التبني والتبرير وغفران الخطايا، والعتق من عقوبة الهلاك الأبدي. + يأخذ الإستناره الروحية ( رو 12 : 2 ؛ عب 6 : 4 – 6)، "إن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" ( غل 3 : 27 ). + بهذا السر ينفتح لنا باب الفردوس ، ويؤهلنا للملكوت، "إن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت" ( رو 8 : 2 ). + كاطفال مولودين الان اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به ( 1بط 2 : 2 ). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سرّ المعموديّة
البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الجزيل الاحترام مقدّمة المعموديّة 1- الصلاة على المرأة النفساء بعد ولادتها. 2- صلاة لختم الطفل وتسميته في اليوم الثامن لميلاده.عادة تقال هذه الصلوات معًا بعد عودة المرأة من المستشفى الى البيت. وعلى الأهل أن يخبروا كاهن الرعيّة حالاً بولادة الطفل. 3- صلاة لإدخال المرأة النفساء وولدها الى الكنيسة في اليوم الأربعين. هذا الحدث يذكّر بدخول السيّد المسيح الطفل الى الهيكل أربعين يومًا بعد ميلاده.هذه الصلوات والحفلات هي استعداديّة لسرّ المعموديّة المقدسّة. أسرار المدخل هي أسرار المعموديّة والميرون والإفخارستيا وتسمّى هكذا لأنها تُدخل المعتمد الجديد في سرّ المسيح وفي جماعة المؤمنين في الكنيسة فيصير عضوًا فيها كامل الحقوق. ولهذا السبب تُمنح هذه الأسرار معًا وفي يوم واحد في الكنيسة الشرقيّة. هذا تقليد الكنيسة القديم لعماد الكباروالصغار والقادمين من الوثنيّة، وبقي في الكنيسة اليوم في عماد الصغار. فالمعموديّة هي المدخل الى الإيمان المسيحيّ. والميرون المقدّس هو موهبة الروح القدس وختمه وختم المعموديّة المقدسة. والمناولة المقدسة هي الغذاء الأساسيّ الروحيّ لكل أعضاء الكنيسة المؤمنين. ولذا فالطفل الصغير أيضًا أصبح أهلاً لها بالمعموديّة والميرون المقدّسَين، وأصبح من حقه ومن واجبه الاشتراك في هذه الوليمة الروحيّة المقدّسة. هذا ومن المعلوم تاريخيًّا أن عادة إعطاء أسرار المدخل الثلاثة معًا بقيت جارية شرقًا وغربًا حتى القرن الثالث عشر. ولذا فإن عادة المناولة الاولى هي غريبة عن تقليد الكنيسة الشرقيّة، إذ تصير المناولة الأولى يوم المعموديّة المقدّسة. ولذا يجوز أن تُعطى المناولة للأطفال الصغار شريطة أن يرافقهم أهلهم ويعدّونهم بالطريقة المناسبة لعمرهم للاشتراك بوليمة الافخارستيّة المقدّسة. وإذا أردنا أن نعمل حفلة للأولاد لدى بلوغهم سنّ الرشد(7 وما فوق)، فيمكن أن يقام لهم عيد مناولة احتفاليّة بعد إعطائهم تثقيفًا روحيًا وطقسيًا وإيمانيًا مكثفًا مناسبًا لعمرهم. شرح رموز أسرار المدخل إن الأسرار المقدّسة وضعها السيّد المسيح، وهي علامات حسيّة للنعمة الروحيّة. ولا بدّ من فهم رموزها ومعانيها. سر المعموديّة المقدّسة1- عماد البالغين والأطفال: الإنسان بالغًا كان أم طفلاً مدعوّ الى قبول نعمة الله المجانيّة والمعموديّة المقدّسة التي هي باب الحياة في المسيح. وتعمّد الكنيسة الأطفال مرتكزة الى إيمان أهلهم. 2- قبول الموعوظين: الموعوظون هم الذين يستعدّون للمعموديّة المقدّسة بسماع الوعظ والإرشاد. الصلاة الحاليّة هي استقبال المعتمد وختمه بإشارة الصليب العلامة المميّزة للمسيحيّ. 3- وضع اليد على الرأس: تقليد كنسيّ قديم يرمز الى نعمة الله التي تحلّ على الإنسان. 4- النفخ على المعتمد: علامة ترمز الى الحياة الجديدة. كما ورد في سفر التكوين:"ونفخ الله في أنف الإنسان نسمة حياة فصارالانسان نفسًا حية" (تكوين 2:7). 5- التقسيمات: هي صلاة حارّة الى الله لكي يُبعد الشّر وجذوره الأصليّة عن نفس المعتمد. 6- الاتجاه نحو الغرب والكفر بالشيطان:يقول القديس كيرلس الأورشليميّ (387) شارحًا ذلك:"من الضروريّ أن أقول لكم (للموعوظين) لماذا كنتم واقفين، متجهين نحو الغرب: الغرب هو منطقة الظلمة المرئيّة، والشيطان الذي هو ظلام يبسط سلطانه على الظلمات. ورمزًا الى ذلك اتجهتم بأنظاركم نحو الغرب، وأنتم تكفرون بذلك القائد المظلم الكئيب. قائلين: "أنا أكفر بك أيها الشيطان القاسي...ولا أبقى تحت نير العبودية" (العظة 19، رقم 4). 7- الاتجاه نحو الشرق: يشرح ذلك أيضًا كيرلس الأورشليميّ:"فأنت إذن عندما تكفر بالشيطان تدوس بقدميك كل ميثاق معه. وعندئذ ينفتح أمامك فردوس الله الذي "غرسه في عدن شرقًا" (تكوين 2 : 8) " وطرد منه أبونا الأول لعصيانه" (تكوين 3 : 23). ورمزًا "لذلك اتجهت من الغرب نحو الشرق الذي هو منطقة النور" (العظة19، رقم 9). 8- مواثيق وعهود: المعمودية عهد المسيح مع الانسان. جواب المعتمد هو قبول واضح علنيّ للمسيح في حياته: نعم أوافق المسيح! 9- العرّابون أو الأشابين: العرّاب أو الإشبين هو الذي يجيب باسم المعتمد الطفل. وعليه واجب المساهمة في تربية مسيحيّة صادقة. وهو وحده يتقبّل الطفل من جرن المعموديّة حالاً بعد العماد. 10- بركة ماء العماد: الماء هو مادة سرّ العماد وهو يرمز طبيعيًّا الى الحياة (الماء يخصب الأرض ويعطيها حياة جديدة) والى النقاء والفرح والانشراح. وهكذا المعمودية بواسطة الماء ترمز الى الحياة الجديدة والتنقية من وصمة الخطيئة الأصليّة وإلى السعادة الروحيّة. صلوات تقديس الماء تشير الى نهر الأردن الذي تعمّد فيه المسيح، وبذا قدّس المياه بأسرها. 11- خلع الثياب القديمة وتعرية المعتمد: يشرح القديس كيرلس الأورشليمي رمز ذلك فيقول: "حالما دخلتم خلعتم رداءكم، وكانت هذه صورة "لخلعكم الإنسان القديم مع كلّ أعماله" (كولوسي 3: 9). وإذا خلعتم ثيابكم أصبحتم عراة مقتدين بذلك بالمسيح الذي كان عاريًا على الصليب. فلم يعد من المسموح لكم أن تلبسوا هذا الرداء العتيق. إنكم ظهرتم عراةً أمام الجميع ولم تخجلوا لأنكم تمثّلون صورة الأب الأول آدم الذي كان عاريًا في الفردوس بدون أن يخجل" (تكوين 2: 25)، (العظة 20، رقم 2). 12- بركة الزيت والمسحة: يقول كيرلس الأورشليميّ: "ولمّا خلعتم ثيابكم مُسحتم من قمة رؤوسكم حتى أقدامكم بالزيت المعزّم. وأصبحتم شركاء في الزيتونة البستانيّة (رومة 11: 24) يسوع المسيح، إذ انتزعتم من الزيتونة البريّة وطُعّمتم في الزيتونة البستانيّة، وأصبحتم شركاء لها في خصب الزيتونة الحقيقيّة. فالزيت المعزّم كان يرمز الى المشاركة في خصب المسيح. ويتلقّى، باستدعاء اسم الله والصلاة، قوة التطهير فيحرق لا آثار الخطيئة فحسب، بل يطرد قوات الشرّ غير المنظورة" (العظة 20، رقم 3). والزيت يستعمل في الطبّ الطبيعيّ العائليّ. والمصارعون قبل النزول الى حلبة المصارعة يدهنون أجسادهم بالزيت لتلين عضلاتهم وتسهل مقارعة خصمهم. ومسح جسم الطفل بالزيت رمز الى "سلاح البرّ لتجديد النفس والجسد". 13- العماد بالتغطيس ثلاثًا: إنه يرمز الى الموت والدفن مع المسيح (تحت الماء) والى القيامة مع المسيح (فوق الماء). كما يرمز الى العبور (الفصح والقيامة) من الموت الى الحياة الجديدة ومن عبودية الشيطان والخطيئة الى حريّة أبناء الله. كما أن التغطيس ثلاثًا يرمز الى الثالوث الأقدس، إذ يقول الكاهن: "يُعمّد عبد الله (فلان) باسم الآب والابن والروح القدس". كما يرمز الى موت المسيح وقيامته بعد ثلاثة أيام. فالمعموديّة مرتبطة بالقيامة. وعبارة معموديّة مشتقّة من "عمود" و"عمد" (بالسريانّية) وتعني قام وثبت وصمد وانتصب. ولذا كان يُحتفل دومًا بالمعموديّة المقدّسة في أثناء ليترجيّا القداس الإلهي، أو بالحريّ كان يُحتفل بالليترجيّا الإلهيّة بمناسبة المعمودية أو في إطار المعموديّة (وهذا ما نراه في الوثائق الليترجيّة القديمة، مثلاً في دفاع يوستينوس الفيلسوف المسيحي النابلسي من عام 150 م). القديس كيرلس الأورشليميّ يشرح معنى العماد بالتغطيس "واقتدتم بعد ذلك الى البركة المقدّسة للعماد الإلهي، كما حمل المسيح من الصليب حتى القبر الذي كان قريبًا (يوحنا 19: 41). وهو أمامكم. وسُئل كلٌّ منكم إن كان يؤمن بالآب والابن والروح القدس، فأدليتم بهذا الاعتراف الخلاصيّ. ثمّ غُطّستم في الماء ثلاث مرّات وخرجتم منه، ممثلين بذلك دفن المسيح الذي استغرق ثلاثة أيام. لأنه كما أن المخلّص بقي في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال (متى 12: 40)، كذلك أنتم خرجتم من الماء أول مرّة لكي تمثلوا اليوم الأول الذي قضاه المسيح في الأرض، وغُطّستم فيه لتمثّلوا الليل،... ولما خرجتم منه أصبحتم كمن هو في وضح النهار. وفي اللحظة ذاتها مُتم وولدتم، وأصبح هذا الماء الخلاصيّ لكم قبرًا وأمّا في وقتٍ واحد...وفي الوقت الذي متم كان ميلادكم" (العظة 20، رقم 4). وهذا ما أعلنه بولس الرسول:"أوَ تجهلون أنّا، وقد اعتمدنا في يسوع المسيح، إنما اعتمدنا في موته، فدُفنّا معه في المعموديّة لنموت فنحيا" (رومة 6: 3-4). 14- إسم جديد: يقول كيرلس الأورشليمي: "وأنتم إذ قُبلتم بهذه المسحة المقدّسة دعيتم مسيحييّن، وميلادكم الثاني أيّد شرعيّة هذه التسمية" (العظة 21، رقم 5). ومن هنا العادة بأن يُعطى المعتمد اسم قديس رمزًا الى الولادة الجديدة، وإشارة الى الأسرة الروحيّة التي انضم إليها، وهي أسرة القديسين والشهداء. 15- ثياب جديدة: ترمز الى ثوب البرّ والقداسة والخلقيّة المسيحيّة الجديدة. "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم". 16- الشمعة: قال المسيح: "أنتم نور العالم". "وهكذا فليضئ نوركم قدّام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5: 14-15). والى هذا ترمز الشموع يحملها الحاضرون المشتركون في المعموديّة والشمعة الخاصة المزيّنة التي يحملها العرّاب عن المعتمد الجديد |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعليم الموعوظين و طالبي العماد ترفع الكنيسة أنظارها إلى عريسها ربنا يسوع لتراه علي الدوام باسطًا يديه ليضم إليه أحباءه كل بني البشر، تراه لا يكف عن مناداة الجميع ليلتقوا معه مهما كلفه الأمر.القديس كيرلس الأورشليمي هذا الموضوع هو سرور عريسها أن يجمع الكل في حضنه، “الأثمة والمتمرّدين، الفجار والخطاة، الدنسين والمستبيحين، قاتلي الآباء وقاتلي الأمهات، قاتلي الناس، الزناة… بعدما يقدسهم ويطهرهم ويهيئهم للحياة السمائية الملائكية. هكذا أيضًا تتقدم الكنيسة، كهنتها وشعبها، رجالها ونساؤها، شيوخها وأطفالها، المتزوجون والبتوليون والأرامل. الكل يتقدم بروح عريسهم القدوس ممارسين عملهم، مقدمين له ثمار دمه المسفوك على عود الصليب، نفوسًا عرفته وآمنت به. لم تكن الكنيسة الأولى تعرف السلبية في العبادة، بل تتقدم كنورٍ حقيقيٍ أمام اليهود غير المؤمنين والوثنيين الأشرار، فتشهد لعريسها أمامهم بالحياة المقدسة والسلوك الطيب والقلب المنفتح للخطاة والفم المبارك للمضطهدين والصلاة الدائمة من أجل الكل والحديث عن الحق. هكذا يقول المغبوط أغسطينوس [ما بين اضطهادات العالم وتعزيات الله تتقدم الكنيسة في سعيها إلى الأمام.] وإنني أترك الحديث عن عمل الكنيسة الكرازي للعودة إليه في مجال آخر مكتفيًا الآن بالقول أنها لا تألو جهدًا عن أن تشرق تلقائيًا بنور المسيح وسط الظلمة فتبددها؛ وتعلن الحق فيموت الباطل، وتشهد للرب لتكسبهم أبناء له، فمتى تقبل إنسان هذا التعليم أو اشتاق إليه يُدعى موعوظًا حتى لحظة عماده فيُسمى ابنًا. ولما كانت مقالات الأنبا كيرلس الموجهة إلى طالبي العماد تُعتبر من أهم أعماله, لهذا رأيت ضرورة التحدث عن تعليم الموعوظين وطالبي العماد وعن طقوس العماد في الكنيسة الأولى أولاً: الموعوظون Catechumens الموعوظ الحقيقي هو من يتقبل التعليم المسيحي لا لمجرد الدراسة العلمية أو الفلسفية أو بغرض آخر سوى التعرف علي الحق وتقبله. حقًا إن كثيرين دخلوا بين صفوف الموعوظين خلسة, منهم من دخل إلى المسيحية معجبًا بها كفلسفة أو من أجل البلاغة، كما أعجب أغسطينوس بعظات القديس أمبروسيوس أسقف ميلان، فكان يحضر لا ليعيش في شركة مع الرب بل لمجرد الدراسة الفلسفية. ومنهم من دخل بنيّة شريرة، أو حبًا للاستطلاع، أو بقصد إرضاء الغير، كأن يريد أحد الوثنيين الزواج بفتاة مسيحية أو تريد فتاة وثنية التزوج بمسيحي هؤلاء يلزم على الراعي أن يفرزهم، فلا يحرمهم من الحضور للوعظ لكن لا يقبلهم في المسيحية ما لم يكن من أجل المسيح المصلوب. ليس هناك طريق آخر لقبولنا دخول أحد إلى المسيحية سوى قبوله الإيمان بالمسيح، وشوقه لحمل الصليب، والدخول من الباب الضيق للعبور إلى الأبدية. فالكنيسة لا تُسر بالعدد لأنها ليست حزبًا منافسًا، ولا تنخدع بالمظهر بل تطلب نفوسًا حيَّة مُحبة تود الاتحاد بالله والتمتع بالميراث الأبدي. والموعوظون في الكنيسة كانوا ينقسمون إلى أربع درجات حسب درجة تجاوبهم مع التعاليم وغيرتهم وشوقهم للشركة مع الله. أما عناصر الموعوظين فثلاث: 1. موعوظون من أصل يهودي: تُقدم لهم دراسات في نبوات العهد القديم وتحقيقها في شخص ربنا يسوع، وتكميل المسيحية للناموس الموسوي. 2. موعوظون من أصل وثني: تُقدم لهم دراسات تتناسب مع ثقافتهم ودراساتهم، فلا عجب إن رأينا معلمين تخصصوا في دراسة الفلسفات الوثنية ليجتذبوا الوثنيين إلى الحق. 3. موعوظون هم أطفال المسيحيين المؤمنين. وقد عُرف عماد الأطفال في الكنيسة الأولى بصورة عامة، تحت مسئولية آبائهم أو أشابينهم وفي عهدتهم إذ تعرف الكنيسة قيمة نفوسهم، وتدرك أهمية عضويتهم في جسد الرب. يقول العلامة أوريجينوس: [تسلَّمت الكنيسة من الرسل تقليد عماد الأطفال أيضًا. فالأطفال يعمدون لمغفرة الخطايا ليُغسلوا من الوسخ الجدي بسرّ المعمودية.] وقد زعم بيلاجيوس (360-430م) وأتباعه أن خطيئة آدم أصابته وحده دون أن تسري في أولاده. على هذا يُولد الرضيع بغير الخطية الأصلية، ولا يحتاج إلى عماد لأنه كآدم قبل السقوط. انبرى له المغبوط أغسطينوس (354-430م) وغيره من الآباء يؤكدون من الكتاب المقدس كيف أنه حبل بنا بالآثام، وتثقّلت البشرية كلها بالخطية الجدِّية (رو 5: 12). وبهذا يحتاج الطفل كما الكبير إلى صليب ربنا يسوع والتمتع بعمل قيامته. كما أصدر مجمع قرطاجنة(418-424م) قانونًا يوجب عماد الأطفال ليتطهروا من الخطية الجدية. قد يعترض البعض قائلين: “لا يدرك الأطفال قيمة نعمة المعمودية، ولا يصونونها”،القديس غريغوريوس النزينزيبعد أن وبّخ الذين يحجمون عن التمتع بسرّ العماد بدعوى الحرص والحذر لئلا يسقطوا في الخطية بعد العماد، فيقول لهم: إن هذا الحذر في ذاته يحمل عدم حذر، بل هو خداع شيطاني، به تغلق النفس على ذاتها من أن تتمتع بعمل النعمة الإلهية، والتمتع ببركات المعمودية تحت ستار الخوف والحرص… وأخيرًا يوبّخ المُحجمين عن عماد أطفالهم قائلاً: فيجيب [هل لديك طفل؟ لا تسمح للخطية أن تجد لها فرصة فيه! ليتقدس في طفولته، وليتكرس بالروح منذ نعومة أظافره! لا تخف على "الختم" بسبب ضعف الطبيعة! أيتها الأم ضعيفة الروح وقليلة الإيمان! لماذا وعدت حنة أن يكون صموئيل للرب من قبل أن تلده (1 صم 1: 10)؟! وبعد ميلاده كرسته له في الحال... ولم تخف قط من الضعف البشري بل وثقت في الله... سلّمي ابنك للثالوث، فإنه حارس عظيم ونبيل!] هذا وقد فرضت الكنيسة تأديبًا على الوالدين إذا أجلا عماد طفلهما فمات دون عمادٍ، قانونه الصوم والصلاة والحرمان من شركة الأسرار المقدسة لمدة عام كامل ومن شدة شوقها واهتمامها بعضوية هؤلاء الأطفال فيها فرضت أيضًا عقوبات مختلفة على الوالدين اللذين يمتنعان عن عماد ابنهما بسب نذر العماد في مكان معين، أو على يد إنسان معين. ومات طفلهما، إذ حرَّمت الكنيسة النذر في أمر المعمودية مطلقًا! ويرى بنجهام أن أطفال المؤمنين إذ ينالون سرّ العماد في الطفولة ينضمون إلى صفوف الموعوظين حالما يستطيعون التعليم. غير أننا نجد في كتابات آباء الكنيسة الأولى، ومنهم القديس كيرلس الأورشليمي – كما سنرى – أن مهمة تعليم أطفال المؤمنين غالبًا ما توكل إلى الآب أو الأم أو شماس أو شماسة. يقول القديس ديونيسيوس الأريوباغي: [إن هذا الأمر افتكر فيه معلمونا الإلهيون ورأوه موافقًا أن يُقبل الأطفال على هذا الوجه الشريف، أعني أن يُسلم الوالدان الطبيعيّان ولدهما لمربٍ صالح، وأن يبقى الطفل فيما بعد تحت إدارته، كأنه تحت عناية أبٍ إلهيٍ وكفيلٍ لخلاصٍ مقدسٍ، فمتمم السرّ يرفعه وهو معترف إلى الحياة المقدسة، طالبًا جحد الشيطان والإقرار بالإيمان.] ويقول المغبوط أغسطينوس: [إننا نؤمن ونصدق بتقوى وصواب أن إيمان الوالدين والأشابين يفيد الأطفال، وعلى هذا الإيمان يُعمدون.] نعود مرة أخرى إلى الموعوظين لنقول إنهم غالبًا ما يبقون في رعاية الكنيسة لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، ينتقلون من فئةٍ إلى أخرى، حتى تطمئن الكنيسة على حسن نيتهم وتمسكهم بالإيمان وقبولهم للصليب، وعندئذ ينتقلون إلى آخر درجة من الموعوظين وهي: “طالبو العماد”. هذا الانتقال يختلف من شخص إلى آخر حسب غيرته ودراسته الفردية الخاصة قبلما ينضم إلى صفوف الموعوظين أو أثناءها. ثانيًا: معلمو الموعوظين إننا نعلم أن الكنيسة كلها منذ نشأتها كانت منطلقة للكرازة، مدركة قول الرب: “من لا يجمع فهو يفرق”. فالكل يشعر بمسئوليته نحو الشهادة للرب، إن لم يكن بالكلام فبالقدوة الحسنة… يعمل أعمال المسيح الحي. وكما يقول العلامة أوريجينوس: [إن كل تلميذ للمسيح هو صخرة، وفية تكتمل الكنيسة الجاري بناؤها بيد الله.] ويحمل القديس كيرلس الأورشليمي مسؤولية تعليم الموعوظين الأطفال أو الكبار على الآباء والأشابين، إذ يقول [إن كان لك ابن حسب الجسد أنصحه بهذا، وإن كنت قد ولدت أحدًا خلال التعليم، فتعهده برعايتك.] إذن كل مؤمن حقيقي يلتزم أن يكون له نصيب في تعليم موعوظ أو موعوظين، بصورة أو أخرى، فماذا نقول عن الكاهن الذي يدعوه الذهبي الفم “أب كل البشرية”؟! لقد سيم القديس غريغوريوس العجائبي أسقفًا على قيصرية الجديدة، وكان بها سبعة عشر مسيحيًا فقط، وحين تنيح بسلام لم يكن بها سوى سبعة عشرة وثنيًا. على أي الأحوال لم يكن يُحرم كاهن ما من خدمة الموعوظين المنظمة في الكنيسة، بل يقوم كل منهم بنصيبه فيها. أما المرحلة الأخيرة للتعليم، فغالبًا ما كان يقوم بها الأسقف نفسه، أو كاهن يثق فيه من جهة قدرته التعليمية بالنسبة لهم. غير أن التاريخ سجل لنا عن أناس تخصّصوا في تعليم الموعوظين، نذكر منهم على سبيل المثال أن البابا ديمتريوس سلّم العلامة أوريجينوس مدرسة الإسكندرية التعليمية وهو بعد في الثامنة عشر من عمره. وأيضًا كتب المغبوط أغسطينوس إلى الشماس ديوجرانيس بقرطاجنة الذي اتسم بمهارة عظيمة ونجاحٍ في تعليم الموعوظين. ثالثًا: مادة الوعظ لهم 1. تُقَّدم دراسات خاصة بالذين كانوا من أصل يهودي تختلف عمن هم من أصل وثني، فيقدم لكل فئة ما يتناسب مع ثقافاتهم ودراستهم السابقة وأفكارهم. 2. تُقدم لهم دراسات تأملية لاهوتية مبسطة لأهم العقائد المسيحية، وقد رتبت هذه الدراسات بعد مجمع نيقية المسكوني في القرن الرابع، بصدور قانون الإيمان، الذي يُعتبر ملخصًا شاملاً، يقدم للموعوظين مع شرحه لكي يحفظوه ويفهموه. ويظهر اهتمام الكنيسة بتسليم قانون الإيمان أن الأسقف بنفسه هو الذي يقوم بذلك إذ نجد الأسقف أمبروسيوس يكتب رسالة إلى أخته مرسيلينا قائلاً: [في اليوم التالي إذ كان يوم الرب، بعد الدروس والعظة - لما خرج الموعوظون- سلمت لطالبي العماد قانون الإيمان في معمودية الباسليكي.] ويقول الأنبا يوحنا خلف كيرلس الأورشليمي في رسالته إلى جيروم: [إن العادة عندنا أن نسلم تعليم الثالوث القدوس بصورة عامة خلال الأربعين يومًا للذين سيتعمدون.] كذلك يفتتح المغبوط أغسطينوس مقاله عن “قانون الإيمان” لطالبي العماد قائلاً: [استلموا يا أولادي دستور الإيمان الذي يُدعى قانون الإيمان، وإذ تتقبلونه اكتبوه في قلوبكم وردِّدوه يوميًا قبل النوم وقبل الخروج، سلِّحوا أنفسكم بقانون إيمانكم. قانون لا يكتبه الإنسان لكي يقرأه، بل كي يردده، حتى لا ينسى ما تسلمه بعناية. سجلوه في ذاكرتم...] 3. بعد قانون الإيمان يقومون بشرح الصلاة الربانية، وكما يقول المغبوط أغسطينوس: [بعدما نعرف من نؤمن به نصلي إليه. إذ كيف نصلي لمن لا نعرفه ولا نؤمن به؟!] 4. في الفترة الأخيرة يقوم المعلمون بتحفيظهم بعض التلاوات، أي صلوات قصيرة. 5. وفي الأيام القليلة قبل العماد أو بعده مباشرة تقدم لهم مائدة دسمة عن شرح ترتيب العماد ومفاهيمه، وسرّ المسحة وفاعليتها، وسرَ التناول وبركاته… الأمور التي لا تجيز الكنيسة الحديث عنها مع المبتدئين. وأخيرًا يمكننا تقسيم جميع التعاليم السابقة إلى قسمين رئيسيين هما: 1. دراسات بسيطة تقدم المبادئ الأولية للإيمان المسيحي. 2. دراسات أعمق تقدم شرحًا لأسرار الكنيسة. يظهر هذا التقسيم بوضوح في مقالات القديس كيرلس، كما تظهر أيضًا في “تعاليم الاثنى عشر رسولاً”، التي ذكرها البابا أثناسيوس الرسولي أنها ليست من الكتب المقدسة لكن الآباء أشادوا بقراءتها للداخلين إلى الإيمان حديثًا. هذه التعاليم موجهة على وجه الخصوص إلى الذين هم من أصل وثني حتى دعيت “تعاليم الرب للأمميين خلال الاثني عشر”، وهي تنقسم إلى قسمين: 1. الفصول الست الأولى: تحمل تعاليم أولية للأمميين. 2. بقية الفصول تشرح ترتيب العماد الصلاة والصوم وخدمة يوم الرب وتقديس سرّ الإفخارستيا… هذا وإننا نختتم حديثنا عن تعليم الموعوظين بالقول: خصصت الكنيسة الجزء الأول من القداس الإلهي للموعوظين، يحمل قراءات ووعظ يحضرها المؤمنون والموعوظون ليتعرفوا عل الحق. ولكن قبل البدء في قداس المؤمنين يصرخ الشماسمناديًا بخروج الموعوظين، وتغلق الأبواب، ويقوم الشمامسة بحراستها حتى ينتهي القداس الإلهي! [1] راجع 1 تي 1: 9. [2] الكنيسة الكارزة لأيريس المصري، أخذًا عن G. Foster; Why Thy Church P.46. [3] راجع كتاب الحب الأخوي، 4 الحب الجامع أو دور الشعب كنسيًا. [4] استعنت بما جاء في مجموعة آباء نيقية مجموعة 2مجلد 7. [5] راجع المقال الافتتاحي. [6] عرفت الكنيسة الأولى عماد أطفال المؤمنين على مسئولية وتحت رعاية أولادها ويظهر ذلك من أقوال الآباء الأولين نذكر منهم: يقول القديس إيريناؤس تلميذ بوليكاربوس تلميذ يوحنا الحبيب، من رجال القرن الثاني [أن يسوع المسيح قد أتى ليخلص الجميع بذاته، أعنى جميع الذين ولدوا به ثانية سواء كانوا أطفالاً أو شبابًا أو شيوخًا.] ضد الهرطقات 2: 9: 22. يقول الشهيد كبريانوس من رجال القرن الثالث [الأطفال الذين ضميرهم غير متفتح ولم يخطئوا في شيءٍ، والذين نظرًا للخطيئة الجدية الكامنة فيهم تدنسوا بها وصاروا مشاركي الموت الآدمي، يحتاجون هم أيضًا إلى المعمودية لأنها شرط لنوال الخلاص والصفح... فالمعمودية للجميع وخصوصًا للأطفال الصغار.] رسالة 59. [7] “إشبين” كلمة سريانية الأصل، معناها “حارس أو وصى”. [8] من رجال القرنين الثاني والثالث (158- 254 ) تفسير رو 5: 9، مقال 14، مقال 8. [9] انعقد في قرطاجنة، وهي الآن خربة، من أطلالها وعلى بعد 12 ميلاً بنيت مدينة تونس الحالية. انعقد المجمع في زمن الإمبراطورين هونوريوس وثيؤدوسيوس الصغير، عام 418/419 من أكثر من مائتي أسقف، برئاسة أوريليوس وقد حضره المغبوط أغسطينوس أسقف هيبو، واستمر انعقاده ست سنوات كاملة، حيث اختتم أعماله سنة 424م. وأصدر 140 قانونًا هامًا من بينها القانون 121. “يسر المجمع أن يأمر بأن كل من ينكر أن الأطفال المولودين حديثًا من أرحام أمهاتهم يحتاجون إلى المعمودية، أو يزعم أنهم يعتمدون لمغفرة الخطايا لكنهم لم يرثوا من آدم الخطيئة الأصلية التي تضطرهم لأن يتطهروا منها في جرن الولادة الثانية، مما يترتب عليه أن تصير عبارة “لمغفرة الخطايا” المستخدمة في المعمودية، تستعمل بالنسبة لهؤلاء الأطفال لا بمعنى حقيقي بل بمعنى وهمي، فليكن محرومًا”. فإن عبارة الرسول: “بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع” (رو 5: 12) يجب ألا تفهم بفهم آخر إلا كما فهمتها دائمًا الكنيسة الجامعة المنتشرة والممتدة في كل مكان. وبناء على قاعدة الإيمان هذه، فحتى الأطفال الذين لم يستطيعوا بذواتهم أن يرتكبوا أية خطيئة من الخطايا تجعلهم مذنبين بها، يعتمدون حقًا لمغفرة الخطايا، حتى تتطهر فيهم بواسطة الولادة الثانية كل خطيئة ورثوها عن طريق الولادة الأولى. راجع سرّ المعمودية لنيافة أنبا غريغوريوس، كتاب The Rudder, D Cummings (1957 ) P. 688، كتاب الأنوار في الأسرار لجراسيموس مسرة بيروت 1888 ص 48، 49. [10] Greg. Nez : On The Holy Baptism 16 &17. [11] سرّ المعمودية لنيافة أنبا غريغوريوس، ص 53. [12] Bingham: The Antiquities of Christian Church 10: 154. [13] تلميذ الرسول بولس: الكهنوت 7: 11. [14] G. Foster ; Why The Church? p 22. [15] مقال 15: 18. [16] من رجال القرن الثالث عرف المسيحية على يدي أوريجينوس (موجز تاريخ المسيحية ليسطس الدويرى –الأنبا ديسقورس – ص 142، 143، الكنيسة الكارزة لإيريس المصري، ص 11). [17] يوسابيوس: التاريخ الكنسي 6: 3. [18] أمبروسيوس: رسالة 20. [19] Hieron Ep. 61. [20] أغسطينوس: قانون الإيمان (تحت الطبع). [21] أغسطينوس: الصلاة الربانية. [22] تسمى الديداكية Didache أو تعليم الرسل |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله الآب في سرّ المعموديّة (تابع) http://www.peregabriel.com/gm/albums...1/13_dana7.jpg مقدّمة: نتوقف في هذه الدراسة الموجزة على "نافور تكريس ماء المعمودية" بحسب طقس الكنيسة المارونية، محاولين القاء الضوء على الغنى اللاهوتي والروحانيّة المميّزة لسرّ التنشئة المسيحيّة، وهو سرّ محبّة الله الآب للإنسان، التي تجلّت بإبنه يسوع المسيح الذي أعتمد في الأردن وتوجّه نحو الصليب ليحقّق الخلاص ونحن، بقوّة الروح القدس الذي أعتمدنا فيه أشتركنا بهذا الخلاص ونَعِمْنا بمجبة الآب اللامتناهية. هذا الغنى اللاهوتي الذي تحمله نصوص الرتبة المارونية، هو عنصر مشترك في سائر الرتب سيّما تلك التي لها الجذر الأنطاكي السرياني الواحد. لا بدّ في المقدّمة من أن نلفت الانتباه إلى المقارنة التي يجب أن نقوم بها بين "نافور القربان" و "نافور تكريس الماء" من حيث التشابه في هيكلية الصلاة وتقسيمها ومضامينها اللاهوتية إلى حدّ ما. أوّلاً: نصّ نافور تكريس ماء المعمودية. ندرج هنا النصّ كما ورد في الرتبة: "المجد لك أيّها الجوهر الأزلي، يا من إشارتك الخفية تحمل العالم الذي خلقته حكمتك المجيدة، وإشارتك المخوفة تدبّر الكون الذي أتقنه فهمك الثاقب، يا من تبدو قدرتك العجيبة لعبيدك بخلائقك الجميلة، التي لا قيام ولا وجود لها بدونك، بل كلّها بالأفواه والألسن التي وهبتها تمجّدك. لك، يا الله، المجيد بجماله، الخفي بغنى طبعه، الجليّ بعجائبه، المخوف بعزّة خلائقه، نرفع توسّلنا وطلبتنا، فأنت قابل التائبين، ومقرّب الحقيرين إليك، وصانع العجائب بتحنّنك، وقد شئت بعَطفِكَ علينا، أن تحيينا بمحبتِكَ التي لا مثيل لها، وترسل لخلاصنا إبنك الوحيد المولود منك ولادة غير زمنية، وهو بخروجه وحلوله في حشى البتول ليولد بالجسد، لم يغادرك. فأتى الينا وبقي عندك، وهو قد تعمّد في نهر الأردن ولم يكن فيه حاجة إلى عماد، فقدّس لنا العماد وجعله حشى طاهراً عجيباً، وهو بارادته وارادتك وارادة الروح القدس حلَّ مثلّثاً، في حشى بشري، وفي حشى العماد، وفي منازل الجحيم. فأّهّلنا، يا ربّ، لأن نرتفع من الأعماق السفلى الى مساكن الثالوث المجيد الثلاثية، أيُّها الآب والابن والروح القدس، لك المجد إلى الابد. و ينفخ في الماء شكل صليب: التفت يا رب إلى هذه المياه الموضوعة في هذا الحوض الصغير أمامك، يا رب. (و يدعو الروح) أطرد، يا ربّ، قوّة العدو المارق من هذا الماء، وممن يتعمّد به ومن هذا المكان، وأحلّ فيه قوّة الروح القدس. وعوض أحشاء أمّنا حواء التي ولدت بنين قابلين الموت والفساد، لتلد أحشاء هذه المعمودية بنين سماويين غير قابلين الفساد. وكما أرف الروح في تكوين البريّة على المياه فولدت الحيوانات والزحافات من كلّ جنس، فليُرف الروح القدس على هذه المعمودية التي هي أحشاء روحانية، وليحلّ فيها وليقدّسها فتلد عوض آدم الترابيّ آدماً سماوياً، وليتغيّر من يتعمّد بها تغييراً ثابتاً، وليتحوّل من الجسد إلى الروح، ومما لا يرى إلى ما يرى، وبدل نفسه الضعيفة فليحلّ فيه الروح القدس. (ويركع) استجبني، يا ربّ، استجبني، يا ربّ، استجبني، يا ربّ، (وينهض) وليأتِ، يا ربّ، الروح القدس وليحلّ في هذا الماء، وليطرد منه كل قوة العدو وليملأه قوّة لا تقهر، وليباركه+ ويقدّسه+ ويجعله+ مثل الماء الذي جرى من جنب الإبن الوحيد على الصليب، فيتنقى ويتطهر مَن أعتمد به ويلبس لباس البرّ، ويتوشّح وشاحاً سماوياً، ويتمنطق بدرع الإيمان في وجه سهام الشرير. (ويرفع صوته) فيصعدون من هذه المياه، وقد تطهّروا وتقدّسوا ولبسوا سلاح الخلاص. ويرفعون المجد والشكر إلى الثالوث الممجد، الآب والابن والروح القدس له المجد إلى الأبد. ثانياً: قراءة وتحليل. لندع هذه الرتبة تحدِّثُنا عن لاهوتها وتكشف لنا أبعاد سرّ المعمودية في دينامية تصاعدية وانحدارية نحو الله الآب ومنه نحو الإنسان، إذ تتجلّى في هذه النصوص صورة الله الخالق وراسم الخلاص، وما المعموديّة الاّ الإشتراك الفعليّ والدخول المباشر في نعم هذا الخلاص. كما في أسلوب النوافير الافخارستية، هكذا في نافور تكريس ماء المعمودية، تُقسم الصلاة إلى قسمين أساسيين، الأوّل هو فعل التمجيد من أجل الخلق والخلاص والثاني هو فعل الطلب أو ما نسمّيه استدعاء الروح القدس على المياه وعلى طالب العماد. أ)دينامية التمجيد. 1. الخلائق تمجّد الله. تستهلّ الصلاة حركتَها بفعل: "المجد لك"، وهي صيغة من أقدم وأعرق الصِيَغ الليتورجية في المسيحية وقبلها. من خلال هذا التوجّه، تصف الصلاة الله "بالجوهر الأزلي"؛ يا من اشارتك الخفيّة تحمل العالم الذي خلقته حكمتك المجيدة"؛ وهنا تسبيح وشكر واعتراف وتمجيد للحكمة الإلهية التي خلقت هذا العالم وهي تدبّر الكون. نلفت الإنتباه هنا إلى فعلين جوهريين في لاهوت النصوص الليتورجية كما في موقعهما؛ فالإنسان يشكر الله لأنّه خالق وهذا الخلق هو تعبير عن فيض الحبّ الذي سكبه الله في مخلوقاته إلى أن تجلّت ذروته في الإنسان الذي خُلِقَ على صورة الله و مثاله. أمّا التدبير فهو فعل يلخّص تدخّل الله المتواصل في الكون فينظّمه، ويرتّبه بحكمته وبحبّه اللامتناهيين؛ كما يحمل أيضاً بُعداً خلاصياً بدأ يتجلّى بوضوح بعد سقطة الانسان وابتعاده عن الله؛ فتدبير الله هنا يعني العهود المتتالية التي قطعها الله مع الإنسان إلى أن توجّهت بالعهد الجديد الذي قطعه من خلال إبنه الوحيد الفادي والمخلّص. اذاً علينا دوماً أن ننظر إلى هذين الفعلين بمنظار لاهوتي من خلال تاريخ الخلاص وليس بمنظار لغوي سطحي وعابر. إنّ قدرة الله سوف تتجلّى بخلائقه، التي بدونه وخارجاً عنه لا قيام لها. هذا هو المفهوم الأساسي للخلق الأول وهو أن الخلائق دُعِيَت كي تكون بمعيّة الخالق وبرفقته وصحبته، وهي معه وبه تأخذ معنى لوجودها. فهذه الخلائق بأسرها وعلى رأسها الإنسان مدعوّة لتمجّد الحكمة الإلهية على الخلق الجميل. وهنا يكمن البعد الكوني لرتبة المعمودية؛ ومن هذا المنظار تحقّق المعمودية بحياة الإنسان وكلّ إنسان "الخليقة الجديدة" بكونها اشتراك بمشروع الخلاص. 2.تدخل الله لخلاص الإنسان. بعد وصف جمال الخالق والخلائق، تصل الصلاة إلى ذكر خطيئة الإنسان، الذي أصبح بفعل ابتعاده عن الله، حقيراً. لكن الله وهو "قابل التائبين وصانع العجائب بتحنّنه"، أراد بمحبّته أن يحيي هذا الإنسان الذي بغربته عن الله وبرفضه إيّاه مات. أمام لحظة الموت الله يتدخّل ليحيي جبلة يديه. لقد تُوِّج هذا التدخّل بإرسال الإبن الوحيد مولوداً من الآب "ولادة غير زمنيّة". فهذا الذي خرج من الآب وحلّ في حشى مريم البتول، لم يغادر الآب. في هذه الصورة تعبير عن سرّ الإبن العجيب يسوع المسيح، الإله والإنسان معاً، إبن الله وإابن الإنسان. فصلاة تكريس الماء تعبّر عن هذا السرّ بالأسلوب التالي: "فأتى الينا وبقي عندك تعمّد في الأردن ولم يكن بحاجة إلى عماد". يهدف مشروع الإرسال هذا إلى خلاص الإنسان. بدأ يسوع مسيرة الخلاص بطريقة مباشرة عندما حلّ في ماء الأردنّ و قدّسه وجعله حشى طاهراً عجيباً. هذا الخلاص هو تعبير عن محبّة الله - الثالوث للإنسان. فوِفقَ الارادة الثالوثيّة أيّ مخطّط الله الذي أراد أن يعيد خليقته الميتة إلى الحياة، تمّ حلول الإبن المثلّث من أجل تحقيق الخلاص. فالحلول الأول هو "حشى مريم" وهنا انعكاس لحدث تجسّد إبن الله في الزمن، مولوداً من امرأة. والحلول الثاني هو في "العماد" عندما افتتح يسوع مشروع البشارة المفرحة، فأعلن عنه الآب في الأردن أنّه الإبن الحبيب وحلّ الروح القدس عليه بشبه جسد حمامة وبعدها انطلق يسوع ليكرز بالإنجيل؛ فهذا الحلول هو تلخيص لحياة يسوع التبشيرية على الأرض. والحلول الثالث هو في "منازل الجحيم" أي عندما مات ابن الله على الصليب وأُنزِلَ ووُضِعَ في قبر بين المائتين وأعاد اليهم الحياة بقيامته المجيدة. هذه الأنواع الثلاثة من الحلول: تجسّد – كرازة - موت وقيامة، هي تعبير عن عمل الخلاص الأوحد الذي يظهر المحبّة الالهية؛ هذه المحبة تنازلت كي ترفع الإنسان وتعيده إلى فرح الحياة الأبدية. في المعمودية يتحقّق هذا الخلاص إذ يشترك المعمّد في هذه الأنواع الثلاثة من (حلول – نزول - سكنى) الإبن أيّ اشتراك في تجسّده وفي معموديّته وحياته الكرازية إلى أن يصل إلى الاشتراك الكبير في موته على الصليب وقيامته المجيدة من بين الأموات. الروح الذي نناله بالمعمودية هو الذي يدخلنا مباشرة بفرح هذا الخلاص. ب)دينامية الطلب. (استدعاء الروح) يبدأ هنا قسم الطلب: "أطرد يا ربّ قوّة العدو المارق من هذا الماء، و ممن يعتمد به ومن هذا المكان وأحلّ فيه الروح القدس". إنّه استدعاء الروح القدس على المياه وعلى المعمّد. تحمل هذه الصلاة معان جميلة وعميقة للمعمودية من خلال رمزيّة لاهوتية هي التالية: 1.المعمودية أحشاء روحانية. تُشبَّه المعمودية بالأحشاء التي تحمل وتلد أولاداً. انّها رمز الأمّ الجديدة، غير حواء القديمة التي ولدت بنين "قابلين الموت والفساد". فاذا كانت الأولى قد وضعت بنين يموتون، فالثانية أي المعمودية تضع أولاداً سماويين لا يموتون، بل يحييون إلى الأبد. انّها الولادة الثانية التي تحقّقها المعمودية للحياة الأبدية. من هنا نفهم معنى صيغة المعمودية عندما يتلوها الكاهن وهو يعمّد إذ يقول: "أنا أعمّدك يا (الإسم) حملاً في رعيّة المسيح، باسم الآب والابن والروح القدس للحياة الأبدية"، فمع المعمودية يصير الانتماء إلى كنيسة المسيح وتبدأ مسيرة الإنسان نحو الحياة الأبدية، نحو الآب مع الابن بقوّة الروح القدس. المعمودية من خلال هذه النصوص تشبّه بالأمّ، بحواء الجديدة و هنا نرى صورة مريم العذراء، أم الحياة وحواء الجديدة وقد أعطت إبنها - الحياة للعالم؛ كما نرى صورة الكنيسة وهي أمّ تجمع أبناءها بالروح وتدعوهم إلى ملكوت الحياة الأبدية. وهنا يتمّ التلاقي بين المعمودية ومريم والكنيسة كحقيقة واحدة في مشروع الخلاص من أجل آدم الجديد. 2.المعمودية وآدم الجديد. بقوة الروح الذي يحلّ في المياه الموضوعة في "الحوض الصغير"، رمزِِ "الأحشاء الروحانية" فيقدّسها، تتمّ ولادة "آدم السماوي" عوضاً عن "آدم الأرضي". يولد إنسان جديد مع آدم الجديد يسوع المسيح؛ إنّه يولد في موته وحياته؛ لذلك فثمار الروح التي تُمنَح للذي يتعمّد في المياه المقدّسة هي بنوعٍ خاص ثمرة التغيير والتّحول. فالروح الذي يحلّ في المياه يحقّق فيه الإنسان تغييراً ثابتاً وتحوّلاً جذرياً؛ وهذا التحوّل الذي نراه من خلال الصلوات لا ينحصر فقط ببعد أخلاقي وأدبي في حياة الإنسان اليومية بل يُراد به هنا تحوّلاً كيانياً أي أنّه يطال الإنسان بكلّ كيانه البشري وبشخصيّته المتعدّدة الآفاق والأبعاد؛ فيصير التحوّل من إنسان ميّت في كيانه إلى إنسان يحيا للأبد؛ تحوّل من حالة العبودية إلى حالة الأبناء؛ تحوّل من خليقة متسربلة بالضعف إلى إبن يتوشّح بالقوة والمجد؛ تحوّل من مسكن للشرّ والظلام إلى هيكل الروح يفيض نوراً وسلاماً. يتمّ كلّ هذا التغيير والتحوّل بفعل الروح الذي يأتي ويحلّ في الإنسان. إنّ مشروع التغيير هذا، بعد أن يحصل لاهوتياً وكيانياً عندها يتواصل أدبياً وحياتياً في مسيرة المؤمن اليومية بفعل اتّحاده الدائم بالمحبة الإلهية. وهكذا تكون المعمودية بحقٍّ مدخلاً إلى الحياة مع المسيح تنمو بالافخارستيا وتتجدّد بالتوبة وتزدهر في كلّ أنواع الالتزامات المسيحية والإنسانية للوصول إلى ملء قامة المسيح. 3.ماء المعمودية وماء الصليب. الروح الذي يأتي ويحلّ على الماء، يملأه قوّة لا تُقهر ويباركه ويقدّسه ويجعله "مثل الماء الذي جرى من جنب الابن الوحيد على الصليب". في صلاة الاستدعاء هذه، تعبير على أنّ المياه التي تولّد بنين بالروح هي صورة لكنيسة المسيح التي وُلِدَتْ من جنبه على الصليب. هذا الجنب المطعون بالحربة والذي جرى منه دم وماء هو الشهادة الكبرى لولادة الكنيسة؛ إنّها الولادة من الحبّ الكبير والمولودون من المعمودية في الكنيسة هم الذين اتّحدوا بسرّ الصليب لذلك فالمعمودية هي ذروة الاشتراك في موت المسيح على الصليب. هذا الموت يعطي الحياة وهذا الماء هو في آنٍ رمز للموت والحياة. فالروح الذي يقدّس المياه يُشرك المعمَّد اشتراكاً كاملاً وفعلياً بحدث الصليب ويدخله في الكنيسة؛ عندها "يلبس المعمّد لباس البرّ ويتوشّح وشاحاً سماوياً ويتمنطق بدرع الإيمان في وجه سهام الشرير". في نهاية صلاة الاستدعاء هناك مجدلة ختامية جميلة جداً وتعبِّرُ عن كيفية المعمودية من خلال النُزول إلى عمق المياه. يذكر النصّ: "فيصعدون من هذه المياه، و قد تطهّروا وتقدّسوا ولبسوا سلاح الخلاص ويرفعون المجد والشكر إلى الثالوث الممجّد، الآب والابن والروح القدس له المجد إلى الأبد. آمين". الفعل "يصعدون" يشير إلى النزول وهنا انعكاس إلى الممارسة الطقسية التي كانت تتمّ في القرون المسيحية الأولى حيث كان يحتفل بالمعمودية بمكان يسمّى "بيت العماد" وهو بناء مستقلّ عن بناء الكنيسة؛ حيث في وسط البناء كانت توجد "بركة ماء" ينزل فيها طالبوا العماد بواسطة درج وفيها يتمّ العماد امّا بتغطيس الرأس وامّا بسكب المياه على الرأس، وهذان تقليدان عريقان في القدم وفي الممارسة. ترمز عملية النزول إلى الموت والصعود إلى الحياة. من أجل نِعم الخلاص الذي نالها الإنسان باشتراكه في المعمودية يرفع المجد إلى الثالوث الأقدس الذي باسمه يتمّ السرّ ومن خلاله يصبح الإنسان حملاً طاهراً في رعيّة المسيح وابناً مدلّلاً للآب وهيكلاً للروح. استنتاجات نستنتج من خلال هذه القراءة الموجَزة لنصّ "نافور تكريس ماء المعمودية" ما يلي: 1)المعاني اللاهوتية الغنية والعميقة نجدها في نصوصنا الليتورجية؛ من هنا ضرورة التمعّن بها وتلاوتها بعمق وبروحانية. 2)في الطقس الماروني هناك تشابه كبير بين هيكلية "نافور القربان" و "نافور تكريس الماء" وأيضاً "نافور تكريس الميرون" الذي يُستعمل مرّة واحدة في السنة وذلك يوم خميس الأسرار. هذا التشابه بين الهيكليات الثلاث كان موضوع بحث لبعض الليتورجيين؛ وبالنسبة الينا شخصياً هذه المقارنة جعلتنا نكتشف الهوية الليتورجية المارونية بفراداتها بالرغم من بعض قواسمها المشتركة مع الليتورجيات الشرقية عامة والسريانية بنوع خاصّ. 3)في صلاة المعمودية ترفع الكنيسة صلاة شكر وتمجيد لله الآب لأنّه الخالق: خلق الكون بحكمته ودعاه إلى أن يعيش بفرحه الأبوي. 4)تشير الصلاة إلى "تدبير الله" الذي أودى به إلى التدخّل من أجل خلاص الإنسان. تحقّق الخلاص بحلول الإبن المثلث في حشى مريم، في حشى العماد وفي منازل الجحيم؛ ويتحقّق بقوّة الروح القدس في طالب العماد إذ يشترك من خلال المياه المقدّسة في نعم هذا الخلاص. 5)إنّ الروح الذي فيه تقدّس المياه ويُمسح الإنسان تحقّق التحوّل الكياني والأدبي في مسيرة المعمّد نحو ملكوت الله وهكذا تكون المعمودية أماً تلد آدم الجديد وهكذا يصبح المعمّد شاهداً للصليب في الكنيسة. 6)المعمودية هي سرّ الدخول لبدء المسيرة الإيمانية نحو الله الآب مع يسوع بنعمة الروح وبرفقة الجماعة المقدّسة. من هنا فكلّ الحياة المسيحية وكلّ المواهب والدعوات وأنماط العيش المسيحي والإنساني تنطلق من المعمودية |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رموز المعمودية http://www.peregabriel.com/gm/albums...1/13_dana7.jpg 1-الفلك: كثمرة عهد. الفلك كرمز للمعمودية واضح بأن البحر إشارة للعالم، والفلك الكنيسة المعمودية التي تخرج الإنسان من العالم تمنحه الخلاص، مثلما نجا الفلك نوح وأسرته من الموت. فالفلك كان وسيلة النجاة من هلاك محقق للعالم، كل الناس ماتوا ما عدا الذين فى الفلك. ولذلك الله يقول لنوح "ولكن أقيم عهدى معك فتدخل الفلك أنت وبنوك وإمرأتك ونساء بنيك معك". معلمنا بطرس الرسول يقول بصراحة أن الفلك رمز المعمودية يقول "حين كانت أناة الله تنتظر مرة فى أيام نوح إذ كان الفلك يبنى الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء الذى مثاله يخلصنا نحن أيضاً أى المعمودية" (بطرس الأولى 3: 5). 2- الختان: نلاحظ أن كل الأمثلة التى ترمز للمعمودية فيها العهد. الدخول فى عهد مع الله وكلمة عهد أى إتفاق بين طرفين. الختان أيضاً عهد. "هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر. هذا هو كلام ربنا لإبراهيم أبو الأباء". (تكوين 17: 10) دخل إبراهيم فى عهد وأول من طبق عليه الختان فى اليوم الثامن هو إسحق. رمز للسيد المسيح ولذلك إسحق رمز للمسيح كذبيحة وقدم نفسه كطاعة. الختان رمز للمعمودية. الختان فيه موت جزئى، وهو ما يسموه لحم الغرلة وموت الجزء فيه إشارة إلى موت الكل. وبالختان وبالموت الجزئى كانوا يأخذوا البنوة لله. كل مختتن كان إبن لله، وفى المعمودية الآن نأخذ البنوة لله لأننا نموت عن العالم لحظة التغطيس الكامل، يكون الطفل منفصل عن العالم تماماً، ميت عن العالم. فموت الجزء إشارة إلى موت الكل. فالختان رمز للمعمودية من حيث البنوة ومن حيث الموت. العبور عبور بنى إسرائيل فى البحر الأحمر (خروج 14: 22). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف أن العبور كان رمز للمعمودية؟ الماء واقف أى أحد يريد أن يعبر يقول ممكن الماء ينهار على، كيف أدخل فيها؟ فهى مياه محيطة بالإنسان ممكن تميته. ولذلك العبور رمز للمعمودية لأنه قبول للموت، لكنه موت محيى؛ لأنه إذ لم يعبروا كانوا سوف يموتون بسيف فرعون. فهناك موت منتظرهم وإذا عبروا فى وسط المياه هناك موت لكنه يوصل للحياه لكنه يريد إيمان ولذلك عبور بنى إسرائيل فى البحر الأحمر يشير للمعمودية فى شيئين مهمين: الشيئ الأول: تصديق الوعد. المياه واقفة، كيف أعبر؟ ستعبر. وفعلاً عبروا وآمنوا أن "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" فكان هناك عنصر الإيمان والتصديق لوعد الله. الشيئ الثانى: غرق فرعون، وفرعون يشير للشيطان لذلك المعمودية تخرج فرعون بمعنى أنها تنهى سلطانه وتنهى حياته وكأنه إنتهى. الشيطان لا يموت لأنه روح فرعون لأنه مات جسدياً لكن الشيطان لايموت لكنه مات بمعنى فقد وجوده فقد سلطانه ولذلك فى المعمودية الإنسان يعبر من خلالها للحياة. وفيها الإغتسال الذى يعطى الإنسان تنقية من الخطية. وهذه الفكرة من غسل الأيدى أن الإنسان يتنقى يقول أغسل يدى بالنقاوة. فالإغتسال مرتبط بالنقاوة. Xهل هناك وجه شبه بين معمودية السيد المسيح ومعموديتنا الحالية؟ الماء والروح القدس حالل والسيد المسيح داخل الماء لكى حين يخرج السيد المسيح كل من ينزل فى الماء يصير إبن لله. ولذلك هو أسس الروح نازل والماء موجود وفى الماء موجود إبن الله هذه هى الأيقونة الدائمة للمعمودية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
س) الفرق بين الماء الجارى والمعمودية المدشنة؟ س) مثل ما هو الفرق بين خلقة آدم وولادة الناس حالياً؟ http://www.peregabriel.com/gm/albums...9859600sc1.jpg ج) البداية، والبداية دائماً تكون مختلفة عن الإستمرارية. الله خلق آدم من التراب، طينه ونفخ فيها كون آدم. وعندما خلق حواء خلقها بطريقة مختلفة؛ أخذ ضلع من أدم وخلق منها حواء. هل خلقة أدم وحواء ملزمة بالنسبة لربنا أن يخلق كل الناس بهذه الطريقة. طبعاً لا. قال لهم "أثمروا واكثروا واملأوا الأرض" فأصبح هناك طريقة للنسل الأن غير طريقة خلقة أدم وطريقة خلقة حواء. البدايات يكون لها طريقة مختلفة ولذلك الفرق بين المكان الذى به ماء جارى وبين معمودية مدشنة من حيث الجوهر ليس هناك فرق. لأنه عمل الروح القدس لكن هذا وضع إبتدائى وهذا وضع مستقر. مثل الفرق فى الخلقة بين أدم وحواء. هل نعتبر هذا تطور؟ أم منهج يمثل الفرق بين البداية والإستمرار؟ منهج وليس تطور. السيد المسيح ربط بين الصبغة والكأس. هل تستطيعا أن تصطبغا بالصبغة التى أصطبغ بها أنا وتشربا الكأس التى أشربه أنا هنا ربط بين الصبغة والكأس. الكأس إشارة للموت كأس الموت لكنه الموت المحيى. المعمودية حالياً فى الشمال الغربى من الكنيسة، لأن الشمال يشير للهلاك، والغرب يشير للموت. فمكان المعمودية يعلن أن الداخل محكوم عليه بالموت والهلاك. والكنيسة تجعل المعمودية فى مدخلها بحيث كل من يدخل يتذكر أن هذا المكان، هو الذى أنقذه من الموت مكان ناحية الموت ويخلص الإنسان من الموت. مثل العبور الذى كان يريد إيمان أنه ينقذه من هذا الموت إلى الحياة، مياه ممكن تميتهم لكن مياه تمثل موت محيى تدخل إلى الحياة تنقلنا من الهلاك إلى الخلاص والزنار الأحمر أو الشريط الأحمر يربط من تحت الإبط الأيسر إلى أعلى الكتف الأيمن. من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين. من اليسار إلى اليمين ومن الغرب إلى الشرق. من حيث الزمان: كان محدد أكثر من ميعاد عيد الغطاس لأن هذا تذكار معمودية السيد المسيح هو الذى أسس المعمودية لذلك كانوا يجعلوه أول موعد للعماد فى الكنيسة الأولى. الميعاد الثانى أحد التناصير لكى يثبتوا أن المعمودية مرتبطة بالعين "يعاين ملكوت الله". "من لا يولد من الماء والروح لن يعاين ملكوت الله". خلق عينين للمولود أعمى، والميعاد الثالث هو عيد القيامة ومن الجائز أن هذه التواريخ مرت بمراحل فى الكنيسة. وهذا هو التطور الذى يوصل إلى الإستقرار. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأربعين يوم بعد ميلاد الولد لتغطيسه والثمانين يوم بعد ميلاد البنت ثم تغطيسها لماذا؟ خطية آدم أنه أكل وخطية حواء أنها أكلت وأعطت رجلها فأكل. وهو تذكير للناس باستمرار أنه نتيجة خطية أدم وحواء، أنه حدث إقصاء للإنسان خارج حضرة الله. ولذلك الكنيسة صارت على هذا من العهد القديم قبلناها فى العهد الجديد بأمر رسولى على أساس أن الفكرة تظل عالقة فى ذهن الناس أن الخطية تسبب إقصاء للإنسان خارج حضرة الله. لماذا حددوا الأربعين يوم لكى يرجع الإنسان مرة ثانية لحضرة الله، وحضرة الله تشير للسماء وهو على الأرض. لذلك جعلوها أربعين يوم، يقصى أربعين يوم ثم يعود. لذلك منظر الأم وهى حاملة إبنها بعد الأربعين يوم تشير للكنيسة التى حملت الإنسان وأعادته إلى حضن الله. لذلك نشترط أن الأم هى التى تحمل إبنها وتأتى تجحد الشيطان. ممكن الأب لماذا الأم بالذات؟ لأن الأم هنا تشير للكنيسة. وترجع بإبنها الذى يشير لرجوع الإنسان لحضن أبيه مرة أخرى بعد أن أقصى فترة طويلة. رقم أربعين أيضاً من وجهة أخرى رقم كامل يشير إلى إنتهاء فترة كاملة. كأن الكنيسة تريد أن تقول أن فترة الإقصاء والموت أنتهت وعاد إلى الحياة مرة أخرى. بالنسبة للبنت تكون ضعف المدة لأنها أرتكبت الخطأين معاً. أكلت وأعطت رجلها فأكل. ولذلك هذه الفترة لا تعنى إطلاقاً رفض الله للإنسان، لكن حكم الإنسان على نفسه نتيجة الخطية التى فعله. ونحن نعلم أن الثلاث أيام الأولى من البصخة لا ندخل الهيكل. نوع أيضاً من التذكير بالإقصاء. إن الخطية كانت سبب إن المسيح أقصى خارج المحلة حاملاً عار خطيتنا لذلك نخرج نحن أيضاً حاملين عاره وهو عارناً أصل. لذلك هؤلاء الثلاثة أيام لا ندخل الهيكل ولا نقدم ذبيحة نهائي. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فكرة التغطيس في المعمودية - الصبغة المقدسة http://www.peregabriel.com/gm/albums...9859600sc1.jpg الله كان يستخدم الماء أحياناً فى أغراض كثيرة فكرة التغطيس تأتى من العقيدة أو الإيمان بثلاث أشياء:- X أولاً الولادة: الولادة هى خروج الإنسان يولد أى يخرج من رحم الأم هكذا الإنسان يغطس فى المعمودية لكى يخرج من رحم الكنيسة. ثانياً الدفن: الدفن مع المسيح والدفن هو النزول بالكامل. Xثالثاً الصبغة: مثل إنسان يصبغ شيئ أى يغمسه فى الماء مع الصبغة التى يريد أن يصبغ به. أما بالنسبة للعرى لماذا يتعرى الإنسان وهو نازل المعمودية؟ إشارة إلى عرى الخطية كأثر من أثار الخطية يعالج بالمعمودية. وبالنسبة لمعمودية الكبار يلبس الفرد تونية فقط. 1- التقديس: يتم ثلاث مرات إشارة للثالوث. وإشارة أيضاً للثلاث أيام الذى دفن فيهم السيد المسيح فى القبر. 2- الإجراءات: إجراء أو نقطة نظام لا يمكن تخطيه، هو أن المعمودية لا يمكن أن تتم إلا فى القداس الإلهى، لأنه لابد أن يأخذ المعمودية والميرون والتناول فى نفس اليوم. 3- عدم نذر المعمودية: المعمودية لا تنذر ولابد أن يكون الإنسان منتمى للمكان الذى يعيش فيه ويعبد الله فيه أى يعمد فى كنيسته. 4- لا يضاف ماء بعد الصلاه على المعمودية: لا يسمح بإضافة أى ماء على ماء المعمودية المصلى عليه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ارتباط المعمودية بالصليب http://www.peregabriel.com/gm/albums...9859600sc1.jpg هناك معادلتان:- المعادلة الأولى: المعمودية موت هناك علاقة بين المعمودية والموت. المعادلة الثانية: هناك علاقة بين المعمودية والغفران ولذلك لن يحل الروح القدس إلا بعد الصعود. السيد المسيح وعد بحلول الروح القدس ولكن بعد صعوده المقدس وقال بفمه الطاهر "إن لم أنطلق لم يأتيكم المعزى"، لماذا؟ X السيد المسيح بالصليب صار ذبيحة وبالقيامة صار ذبيحة حية، وبالصعود صار ذبيحة حية دائمة أمام الآب السماوى. ولذلك يقول معلمنا بولس الرسول فى الرسالة إلى العبرانيين "دخل الأقداس مرة واحدة فوجد فداءاً أبدياً". رغم أن الفداء تم بالصليب، ولكن وجده حين دخل الأقداس أى بالصعود، فحين تراءى السيد المسيح أمام الآب، إشتم الآب رائحة الرضا والسرور فحل الروح القدس. إذاً هناك علاقة بين الحلول حلول الروح القدس والغفران. هاتان المعادلتان: المعمودية موت والموت دفن بالمعمودية يمنح الغفران، والغفران يسمح بالحلول وبالحلول تكمل المعمودية فبالموت يتم الغفران وهكذا. X بالمعمودية نموت مع المسيح وبالموت مع المسيح ننال الغفران وبكمال الغفران يحل الروح القدس وبحلوله تكمل المعمودية وهكذا أو بحلول الروح القدس تكمل المعمودية فيصير الدفن مع المسيح فى المعمودية وسيلة للغفران وبالغفران ننال عطية الروح القدس. بالموت مع المسيح فى المعمودية ننال الغفران فنستحق الحلول فتكمل المعمودية وبالموت مع المسيح ننال الغفران وهكذا. X بالنسبة لمعمودية الكبار، لابد أولاً أن يدخلوا مرحلة نسميها مرحلة الموعوظين. ودخولهم فى مرحلة الموعوظين دليل أنهم راغبون فى المعمودية. فى مرحلة الموعوظين يجتازوا مراحل التعليم الكنيسة تبدأ بالذهن أولاً أو الفكر. مدخل للحياة الروحية، وإماتة الجسد أى مدخل إما للحياة الروحية وإماتة الجسد أو إماتة الحياة الجسدانية. "أميتوا أعضاءكم على الأرض"، "إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون". كانوا يظلوا ثلاث سنوات فى التعاليم الكنسية. لم تكن على عجلة فى قبول إنسان فى الإيمان. ثلاث سنوات تمثل فترة التعليم، وتنتهى فى الصوم الكبير السابق للمعمودية. كانوا يسمونهم السامعون ثم الراكعون وقبل المعمودية يسمونهم مستنيرون. أى إستناروا ذهنياً ووصلوا إلى مستوى الدخول للمعمودية. أولاً: المستنيرون المعدون للمعمودية تقيد أسماؤهم، وفى مرحلة من المراحل كان الأب الأسقف هو الذى يقيد أسماؤهم. ثانياً: يأخذوا دروساً مركزة عن الإيمان والخلاص. ثالثاً: تتم لهم مقابلة شخصية مع الأب الأسقف. ثم فى المناسبات المذكورة سابقاً للعماد يعمدوا. جحد الشيطان كان يتم بالنسبة للشخص الكبير وهو واقف على صوف خروف، إشارة إلى المسيح حمل الله الذى يحمل خطية العالم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Xالفرق بين عماد الشخص الكبير وعماد الشخص الصغير (الطفل)؟ لابد للشخص الذى يتعمد أن يكون ناظر للغرب، ورافع يده اليسار هذا الشخص الكبير وعندما ينظر للشرق لكى يعلن الإيمان يرفع يده اليمنى. الطفل الصغير الأم تحمله على يدها اليسار وترفع يدها اليمين وتكون ناظرة للغرب وعندما تعلن الإيمان تنظر للشرق هى والطفل وتحمله على يدها اليمين وترفع يدها اليسار. هناك مشكلة الكاثوليك: بطركهم سأل مرة: كيف تعمدوا شخص معمد؟ أليس أننا نقول معمودية واحدة، ونقول فى قانون الإيمان نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا؟ فكانت الإجابة من قداسة البابا شنوده الثالث، فاعتمد على الآية التى قالها معلمنا بولس الرسول "رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة" فى (أفسس 4): لا يمكن أن تكون المعمودية واحدة إلا إذا كان الإيمان واحد. وأنا أشبهها بدوائر الكهرباء إذا تخيلنا دائرة كهربية فنجد هناك فرق الجهد ونجد تيار يسير نتيجة فرق الجهد، إذا هناك دائرة أخرى لا يمكن أن أخلط طرفين مختلفين على بعض طالما لا يوجد تساوى فى فرق الجهد والمقاومة لأن كل دائرة مغلقة على نفسها. ذلك كل كنيسة مغلقة على نفسها، إذا قلنا فرق الجهد هو الأسرار والفولت هو الإيمان فلابد أن يحدث توحيد للإيمان قبل أن نفتح الأسرار. لا يمكن أن أتبادل الأسرار مع الكنائس الأخرى إلا إذا كان الإيمان واحد. ولذلك لم نسمح بتبادل الأسرار عند إخواننا الروم الأرثوذكس، إلا بعد أن إتفقنا على الإيمان. لذلك الإيمان هو الأساس. أساس المعمودية. فكل كنيسة دائرة منغلقة على نفسها لابد أن يحدث توحيد للإيمان لكى يحدث نوع من تبادل الأسرار. حالياً لا يوجد إلا الروم الأرثوذكس الذين قبلنا معموديتهم. بالنسبة للكبار نرشم الكبار بالميرون فى الجبهة والرقبة واليدين مع وضع يد الأب الأسقف. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعمودية بوضعها الحالي (معمودية الصغار) http://www.peregabriel.com/gm/albums...9859600sc1.jpg Xبالنسبة لتحليل المرأة (الأم) نصلى صلاة الشكر، والشكر هنا من أجل القبول أن الله قبل الإنسان الذى يعمد بعد أربعين أو ثمانين يوم فى صورة آدم أو حواء. يقرأ البولس فى حالة الولد (عبرانيين 1: 8 ?12) يتكلم عن الإبن الحقيقى. ثم أوشية الإنجيل ثم المزمور والإنجيل من (لوقا 2: 23 ? 25 ) ختان السيد المسيح. Xوأختتن السيد المسيح وهو الإبن الحقيقى للأب السماوى ربط بين الماضى والمستقبل، فبختانه أعتمد بنوة كل من أختتن. أعتمد بنوته لله وبمعموديته أسس طريق البنوة لله بالنسبة للعهد الجديد. وبذلك يكون أعتمد بنوة العهد القديم وأسس طريق بنوة العهد الجديد. وتقرأ الأواشى الصغار السلامة والأباء والإجتماعات وقانون الإيمان ثم التحاليل والبركة. فى حالة البنت المدة تختلف فتصبح ثمانون بدلاً من أربعون يوماً والقراءات تختلف (1كو 7: 12 ? 14) بدلاً من (عبرانيين 1: 8- 12) يتكلم عن القبول من خلال الإيمان والإنجيل (لو 10: 38 - 42) بدلاً من (لو 2) يتكلم عن مريم أخت لعازر التى أختارت النصيب الصالح. Xهناك حقيقة مهمة لابد أن نعرفها وهى الولادة ليست نجاسة، لأن "البنون ميراث من الرب". الرجل يأتى من المرأة، والمرأة تأتى لأجل الرجل. Xبعد تحليل المرأة نعمل "تقديس المعمد" أى شيئ يتقدس بالكلمة والصلاة أو بكلمة الله والصلاة. أوشية الموعوظين مع إستمطار مراحم الله. ثم دهن المعمد بالزيت الساذج أى الزيت الطبيعى، بدون أى صلوات. وأخر زيت يدهن به هو زيت الميرون. لماذا؟ لكى يظهر الفرق فى الشخص بين بدايته ونهايته كالفرق بين الزيت الساذج وزيت الميرون. فيبدأ الإنسان، إنسان عادى إنسان طبيعى لا يقبل ما لروح الله، ثم ينتهى بإنسان به يسكن روح الله. فينتهى من إنسان عادى لى إنسان يحمل الروح القدس "هيكل لله وروح الله ساكن فيه". Xهناك صلوة تتلى على الزيت الساذج لكى يفيد عمل النعمة لأن الزيت دائماً يشير لعمل الروح القدس أو يشير للنعمة. ثم يفحص المعمد إذا كانوا يلبسون ذهباً يخلعوه، والذهب هنا يشير إلى أمور العالم فيخلع كل أمور العالم والتزين. ويدهن بالزيت الساذج بعد أن يصلى عليه مع صلوات لأجل تبديد الشيطان وسلطانه عن هذا الإنسان. بعد ذلك يمارس المعمد ما يسمى بجحد الشيطان. جحد الشيطان يسبقها صلاه لحل سلطان الشيطان. رفع يد الأم عند عماد الطفل إشارة للعهد أو التعهد. وتقول "أجحدك"، وكلمة أجحدك أى أرفضك أو لا أبالى بسلطانك لأنه مرفوض. "أجحدك أيها الشيطان وكل قواتك الشريرة وكل مملكتك وكل جنودك.. أجحدك، أجحدك، أجحدك". ثم ينفخ الكاهن فى المعمد ويقول "أخرج منه أيها الروح النجس". وهنا ليس معنى ذلك أن الطفل يكون ساكن فيه شيطان لا ليس بالضرورة لكن الطفل قبل المعمودية يكون للشيطان سلطان عليه. فهنا "أخرج منه أيها الروح النجس" أى لا يكن لك سلطان عليه. وهنا ألغاء سلطان الشيطان على هذا الطفل. وينفخ وهنا يقول له "أخرج منه" بالأمر. ثم الإتجاه نحو الشرق ورفع اليد اليمنى إذا كان المعمد كبير وإذا كان صغير تحمله الأم وترفع يدها اليسرى وتعلن الإيمان: نؤمن بالله وبالثالوث وبالكنيسة وبالمعمودية الواحدة وبقيامة الجسد. ثم يسأل الكاهن الأم "هل آمنتى"؟ تقول "نعم" نيابة عن الطفل. بعد ذلك يصلى الكاهن صلاة قبل الدهن بزيت الغاليلاون، أى زيت الفرح. لكى يعلن فرح هذا الإنسان بما نال من خلاص من سلطان الشيطان. ثم تقديس ماء المعمودية. بنفس الطريقة التى تمت مع المعمد. أول شيئ يسكب الزيت الساذج على الماء، وأخر شيئ يسكب زيت الميرون. لكى يوضح الفرق فى الماء والتغير مثل الفرق بين الزيت الساذج وزيت الميرون. الشخص والماء الإثنان يظهر فيهم نفس الفرق. هناك قداس الموعوظين بالنسبة لتقديس ماء المعمودية يقرأ البولس والكاثوليكون والإبركسيس. البولس من (2 تيطس) يوضح فيها أثر المعمودية والكاثوليكون من (1يو: 5) (الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة والذين يشهدون فى الأرض هم ثلاثة) وسفر الأعمال والإبركسيس عن الخصى الحبشى وزير كنداكة. ثم أوشية الإنجيل والمزمور والإنجيل من (يوحنا 4:16) حديث المسيح مع نيقوديموس. (من الخطأ إضافة أى ماء على ماء المعمودية، لأن كل ذرة ماء فى المعمودية مفروض أن تكون قادرة على الولادة مرة أخرى من الماء والروح). Xثم صلاة الكاهن الأواشى السبع الكبار (أوشية المرضى - أوشية المسافرين - أوشية الطبيعة - أوشية الراقدين - أوشية القرابين - أوشية الرئيس - أوشية الموعوظين) عمل الله الكامل مع الإنسان وكأن الكنيسة تعلن عن النعم التى سيأخذها المعمد طيلة حياته. ثم صلاة وضع اليد يطرح الكاهن فى تذلل أمام المعمودية ويصلى هذه الصلاة. وهذه صلاة يقولها بعد أن ينتهى من صلاة المعمودية عن نفسه ثم يسكب زيت الغاليلاون لتقديس الماء. زيت الغاليلاون يسكبه بعد القراءات مباشرة ثم زيت الميرون لتقديس الماء. سكب زيت الميرون إشارة لحلول الروح القدس. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملاحظات حول سر المعمودية http://www.peregabriel.com/gm/albums...e_of__God_.jpg 1- لبس المعمد: دائماً الثوب الأبيض ويشير إلى البر، واللون الأبيض هو لون القيامة إشارة إلى التنوير والتجديد فى الطبيعة التى أخذها الشخص المعمد. ونحذر باستمرار بعمل لبس على شكل لبس الكهنوت للمعمد؛ لأن الطفل لا يخرج قساً من المعمودية!! 2- لبس الزنار: الأحمر يشير لدم المسيح وإلى الميثاق بالدم. ويربط من أسفل الإبط الأيسر إلى أعلى الكتف الأيمن. من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين من هوة الهلاك إلى أعلى السماء. فيكون شكله كما يقول سفر الرؤيا عن السيد المسح "حبيبى أبيض وأحمر". أبيض فى نقائه وأحمر فى بذله وعطائه. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. 3- كلمة إشبين: هى كلمة سريانية معناها وصى أو مسئول وله صفات روحية ينبغى أن يكون متحلى به. ويشهد له به. Xأنواع المعموديات: 1- المعمودية العادية: المعمودية العادية الطقسية. معمودية بالماء والروح. 2- معمودية يوحنا: كانت معمودية للتوبة ليس لها علاقة بمعموديتن. 3- معمودية المسيح لتلاميذه: كانت معمودية بالماء فقط. 4- معمودية الضرورة: فى خطر الموت هناك معمودية ضرورية، طفل مرض بعد الولادة وحالته سيئة ننصح الأم أو الطبيب إذا كان مسيحى أو أى شخص مسيحى حوله يجرح أصبعه ويرشمه بالدم ويرشه بالماء، ويقول له "أعمدك باسم الآب والإبن والروح القدس". بدون كاهن ممكنة هذه نسميها معمودية الضرورة فى حالة خطر الموت وهذه لها قصة فى تاريخ الكنيسة. سيدة أتت بأولادها لكى يعمدهم البابا بطرس خاتم الشهداء، هاج البحر وقام ريح شديدة خافت أن يموت الأولاد فعمدتهم فى البحر، ووصلت بعد ذلك الأسكندرية بسلام ولم يحدث غرق لهم فذهبت للبابا لكى يعمد أولادها كل ما ينزلهم فى جرن المعمودية يجمد الماء. يرفعهم الماء يرجع عادى. فاستفسر منها فقال لها الله قبل هذه المعمودية. فدخل هذا النوع من المعمودية بما يسمى معمودية الضرورة فى حالة خطر الموت. 5- معمودية الدم: هى معمودية الشهداء. لكن ليس هناك معمودية النية. النية لا تصلح فى المعمودية. ممكن نقبلها فى الإعتراف. فصلاة الكاهن على الراقدين إذا كان الإنسان الراقد تائب تنفع بدلاً من الإعتراف. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا أختير الماء لكى يكون مادة لسر المعمودية؟ ج) (1 يو: 5) "الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الأرض هم ثلاثة الماء والدم والروح وهؤلاء الثلاثة فى الواحد". الروح عامل مشترك، والدم هو دم الإبن الكلمة المتجسد. ولذلك أمام الآب يكون هناك الماء ومن هنا جاءت تسمية الماء أصل الحياة. ذلك الخلقة بدأت من الماء "كان روح الله يرف على وجه المياه" فالماء أصل الخليقة رمز الحياة مطهر ويسموه سائل لطيف وليس كثيف. 2- الماء أيضاً أختاره الله فالمسيح تعمد بالماء وأعلن من خلال الماء وقال الماء والدم والروح. 3- وسيلة للتجديد فالعالم جدد عن طريق الطوفان. فتجديد الخلقة كان عن طريق الماء. 4- وسيلة الإغتسال والتنقية. 5- الماء وسيلة الله يستخدمها أحياناً لخير البشرية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خواطر روحية في سر المعمودية http://www.peregabriel.com/gm/albums...e_of__God_.jpg 1- المعمودية ولادة من الله : نؤمن أن المعمودية تحمل عدة معانى فالمعمودية ولاده من الله كما قال السيد المسيح. (يو 3 : 5) "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله". يدخل معناها الأدق باليونانى "يعاين"، لذلك نحن نربط بين المعمودية وأحد التناصير المرتبط بأحد المولود أعمى. ذلك أن المعمودية تجعل الإنسان يرى الأمور الروحية هنا والأمور الملكوتية فى السماء تلك هى ولاده فالإنسان يخلق بالولادة والعين الروحية تخلق بالولاده فينا ، بالولادة من الماء والروح. "من لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يعاين ملكوت السموات". فنعتبر المعمودية ولادة لذلك نحن نخرج من المعمودية، رحم الكنيسة. نولد منه. أبونا عندما يغطس الطفل ويخرجه يقول أعمدك أى "ألدك". باسم الآب والإبن والروح القدس. أى تولد من الله من خلال الماء والروح. فهى ولادة. 2- دفن مع المسيح : "مدفونين معه فى المعمودية للموت" (روميا 6)، لكى يموت الإنسان العتيق ويحيا الإنسان الجديد. ولذلك ندفن فى المعمودية بالتغطيس ونولد بالتغطيس. نخرج من رحم الكنيسة وندفن مع المسيح. كلمة معمودية بالإنجليزية معناها صبغة baptism. أى أن إنساناً يدخل فى شيئ ويخرج مصطبغ. مثل قماشة تصبغ. تأخذ صبغة معينة ولذلك فالتغطيس هو التعبير الطقسى عن هذا الإيمان. فلا ينفع الرش والسكب . كيف تحقق الولادة. والدفن والصبغة من خلال الرش. إذاً الطريقة تحددت بناء على فكر. والفكر آتى بناء عن إيمان عقيدة فى داخل الإنسان. ولذلك عندما طلب يعقوب ويوحنا من السيد المسيح أن يجلس واحد عن يمينه والآخر عن يساره قال لهما "هل تستطيعان أن تشربا الكأس التى أشربها؟" قالا "نستطيع". "وهل تستطيعان أن تصطبغا بالصبغة التى أصطبغ بها أنا"؟ قالا "نستطيع". فقال لهما "أما الكأس فتشربانها وبالصبغة التى أصطبغ بها تصطبغان، أما الجلوس عن يميني وعن يسارى فللذين أعد لهم". (متى 20 :22- 24) إذاً فكرة التغطيس لم تأت من فراغ إنما أتت من عقيدة. من فهم. فالذى يرش ويسكب لا يفهم ماذا يفعل أو ما هو هدفه أو إلى أى شيئ يريد أن يصل. 3- المعمودية ولادة من الماء والروح : كيف يحل الروح على الماء؟ ليس كل ماء يستطيع أن يلد الإنسان ولادة ثانية. فلابد أن الروح القدس يحل على الماء فيعطيه القدرة على الولادة لذلك قال الماء والروح أو الماء بالروح. الماء يلد بالروح القدس فالروح يحل على الماء ويعطيه القدرة على الولادة. نلاحظ أبونا وهو يسكب الميرون على شكل صليب. هو يمثل حلول الروح القدس على الماء لكى يهبه القدرة على الولادة ويعملها على شكل صليب لكى يأخذ الروح القدس مما للمسيح ويعطين. يخبرنا بطريقة الخبرة وليس الإخبار أى المعرفة. فالدفن مع المسيح والولادة والصبغة مأخوذة من عمل المسيح على الصليب. كل الأسرار تنبع من الصليب. لذلك حتى سكب الميرون إشارة على حلول الروح القدس على الماء يكون على شكل صليب. إذاً كل حركة لها معنى ولها قصد. وعملت بدقة لذلك فالناس الطقسيون مدققون يعرفون ماذا يفعلون ولماذا. لذلك تأتى الدقة من المعرفة ليس لمجرد الحفاظ على شيئ غير معروف. إذاً سكب الميرون إشارة لحلول الروح القدس وسكبه على شكل صليب إشارة لعمل الروح القدس المتعلق بعمل المسيح على الصليب. ويأحذ مما للمسيح ويعطينا أو يخبرنا بالعطية. أو بالحياة العملية والمذاقة ونولد وندفن ونصطبغ من خلال التغطيس. 4- المعمودية هى الوسيلة التى تخرجنا من مملكة الشيطان: لأن الإنسان عندما يولد من الله فى المعمودية ينسب لله ولكى ينسب لله لابد أن يخرج من مملكة الشيطان ويدخل فى مملكة الله. أى ملكوت الله أى تخرجون من مملكة الشيطان وتدخلون فى مملكة ربنا. ولذلك يلزم قبل التغطيس شيئ مهم وهو جحد الشيطان. وفى جحد الشيطان تعطى إحساساً بالمعنى. عند جحد الشيطان ينظر الإنسان إلى الغرب. لماذا؟ لأن الغرب إشارة للهلاك وإشارة للموت والشرق إشارة للحياة. حتى الفراعنة كانوا يجعلون الغرب للمقابر والشرق للمعابد. لأن الشرق كما سبق يشير للحياة والغرب يشير للموت. والشخص الذى يجحد الشيطان يرفع يده اليسار. فيكون ناظراً للغرب ورافع يده اليسرى إشارة إلى أنه محكوم عليه بالموت والهلاك. اليسار إشارة للهلاك والغرب إشارة للموت. ولذلك أصلاً نعمل المعمودية فى الجهة الشمالية الغربية لماذا؟ لأن الداخلين فى المعمودية محكوم عليهم بالموت والهلاك. موت الجسد وموت الروح. هلاك أى موت الروح، الموت موت الجسد محكوم عليه بالموت. قديماً كان الهيكل اليهودى يدخلونه من الشرق إتجاههم الغرب لأنهم كانوا يذهبون الجحيم الآن ندخل من الغرب للشرق. نتطلع إلى الحياة لأننا نذهب إلى الفردوس الآن بننعم بالحياة ففى جحد الشيطان الإنسان ينظر إلى الغرب إعلاناً على حكم الموت المسجل عليه. ويرفع يده اليسار إشارة على إنه هالك خارج المسيح فى مملكة الشيطان جحد لا رجعه فيه. بعد جحد الشيطان وقبل المعمودية نتجه للشرق. واحد رفض الموت فيتطلع إلى الحياة. ينظر إلى الشرق إذا كان الشخص كبير ينظر إلى الشرق ويرفع يده اليمنى. إشارة إلى الحياة وإشارة إلى الخلاص. إذا كان طفلاً صغيراً أمه تحمله على يدها اليمينى وترفع يدها اليسرى وتقول صيغة الإيمان بالمسيح والكنيسة والأسرار. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما أهمية جحد الشيطان قبل المعمودية ؟ ومن أين أتى المعنى الذى يقول إن الشخص الذى يتعمد يخرج من مملكة الشيطان؟ من أين أتت هذه الفكرة؟ السيد المسيح قال إن الشيطان عندما يخرج من الإنسان الذى يسكن فيه بالمعمودية، يطوف فى أماكن كثيرة يطلب راحة فلا يجد. فيقول أرجع إلى مسكنى الأول، فإذا رجع ووجده مكنوساً مزيناً، فيحضر ليدخل هو ومعه سبعة أرواح أشر منه. وكلمة سبعة هنا تشير إلى كمال سيطرة الشيطان الروحية على الإنسان أى فى كمال قبضته فتكون أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله. فهنا الطقس لم يأت من فراغ. كلمة السيد المسيح عملت عقيدة والعقيدة ترجمت فى الطقس وهذا هو حلاوة دراسة الطقس. إن الإنسان يعرف المنبع، من أين أتى. فكرة جحد الشيطان والخروج من مملكة الشيطان لم تأتى من فكر الكنيسة لكن أتت من فكر المسيح له المجد. ودائماً أمور الشيطان يكشفها المسيح الذى يعرف هذه المملكة نحن لا نعرفه. وكل ما قيل عن الشيطان ومملكته أخذ من فم السيد المسيح أو من أفواه القديسين الذين أختبروا حرب الشيطان وعرفوها جيد. إذاً نحن فى الطقس نترجم الإيمان سواء بالولادة أو الدفن أو الصبغة أو الخروج من مملكة الشيطان. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طقوس عماد الموعوظين القديس كيرلس الأورشليمي http://www.peregabriel.com/gm/albums...9859600sc1.jpg عيد القيامة وطقوس العماد ارتبط عيد القيامة في الكنيسة الأولى بطقس العماد. أما الآن ففي كنيستنا القبطية الأرثوذكسية خُصص يوم الأحد السابق لأحد الشعانين للعماد، ويدعى “أحد التناصير”. سرّ ارتباط القيامة بالعماد هو أن عيد قيامة الرب محور حياة الكنيسة ومركزها. قيامة الرب هي الصخرة التي تتكئ عليها الكنيسة لتعيش مطمئنة وسط دوامة هذا العالم، لا تخاف أمواجه أو عواصفه أو شروره، تحيا على رجاء القيامة، مرتبطة بعريسها الذي لا يموت، متبررة، متقدسة به. هذا الرجاء وذلك التبرير والتقديس لا يمكن أن نتمتع به إلاّ خلال المعمودية، التي فيها نُدفن مع الرب ونقوم، كقول الرسول: “أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع اعتمدنا لموته، فدٌفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح بمجد الآب هكذا نسلك أيضًا في جدة الحياة” (رو 6: 2-6). خلال المعمودية نجتاز مع ربنا يسوع آلامه وموته ودفنه، ونختبر عمل قيامته وأمجادها وقوتها في أعماق حياتنا الداخلية. “عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد للخطية” (رو 6: 6). من أجل هذا رتبت الكنيسة منذ القرون الأولى أن تقوم بعماد عدد كبير من الموعوظين ليلة عيد الفصح أو عيد القيامة، حتى يرفع المعمَّدون أنظارهم إلى قيامة الرب على الدوام ويعيشون بقوتها. وفي نفس الوقت ترفع أنظار المؤمنين في ليلة عيد القيامة ليذكروا عمادهم، فيعيشوا كأبناء الله مولودين منه بالروح للتمتع بقيامة الرب في حياتهم. في عيد القيامة تختلط الأفراح وتمتزج المشاعر، إذ تقوم الكنيسة كلها مرتجة متهلِّلة بالمعمَّدين حديثًا بصورة علنية، تبعث في كل إنسانٍ ذكريات عماده، ليعيش سالكًا بما يليق به كإنسانٍ معمد، وفي نفس الوقت تهتز مشاعرهم لأجل هذه الثمار التي هي عمل الرب القائم من الأموات في الكنيسة خلال أعضائها الكهنة والشعب، السادة والعبيد، الشيوخ والأطفال… إنها ثمرة مبهجة، تفرح الرب القائم من الأموات، والنفوس القائمة به! ويمكننا تلخيص مراسيم العماد في كلمات قليلة: أولاً: تقديمهم للعماد مع بداية صوم الأربعين المقدسة يختار الموعوظون الذين تطمئن الكنيسة لتقبلهم سرّ العماد، وتتعهدهم خلال الأربعين المقدسة بدراسات خاصة كما سبق أن رأينا. غير أنه لا يقف الإعداد لقبولهم في عضوية الكنيسة عند مجرد الاستماع إلى التعاليم أو حفظ التلاوات، بل كما يقول العلامة ترتليان[1]: [يجدر بالآتين إلى المعمودية أن ينشغلوا على الدوام بالصلوات والأصوام والمطانيات والأسهار، كل هذا مع الاعتراف بالخطايا السابقة.] هكذا لا يليق تسليمهم عطية العماد بهدفٍ آخر سوى خلاص نفوسهم، أي تبرئتها من خطاياها وتمتعها بالشركة مع الرب. وهذا لن يكون بالنسبة للكبار بغير التوبة الصادقة والاعتراف بالخطايا والضعفات، مع المثابرة في الصلوات والأصوم والمطانيات والأسهار. لهذا يخصص القديس كيرلس مقالاً كاملاً عن “التوبة عن الأخطاء السابقة” وأخرى عن “فاعلية التوبة في غفران الخطية”[2]. ويحدث القديس يوحنا الذهبي الفم طالبي العماد قائلاً[3]: [لذلك يسبق هذا أن نتوب ونرفض أعمالنا السابقة الشريرة، وهكذا نتقدم للنعمة. اسمع ما يقوله يوحنا، وما يقوله الرسول لمن اقتربوا للعماد. الواحد يقول: "فاصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة. ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا" (لو 3: 8). والآخر يجيب سائليه: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح" (أع 2: 38). ليته لا يرجع أحد فيمس ما قد تاب عنه! على هذا الأساس أمرنا أن نقول: "أجحدك أيها الشيطان"، كي لا نرتد إليه مرة أخرى.] ثانيًا: فرز طالبي العماد في يوم أحد الشعانين[4] يُفرز طالبو العماد، وقد وصف العلامة أوريجينوس[5] دقة الفحص الذي يليق بالكنيسة أن تقوم به من جهة الموعوظين، سواء قبلوا الإيمان بطريقة أو أخرى، حتى لا يُعمد إنسان دون التأكد من صدق نيته. ويشبِّههم القديس كيرلس بالمنضمِّين إلى صفوف الجندية[6]، إذ يلزم الاهتمام بفحصهم قبل دخول المعركة، فكأعضاء في جيش المسيح الخلاصي، يحاربون الشيطان. بعد الفرز من وُجد مستحقًا يحضر قدام الأسقف أو الكاهن وعندئذ: 1. يتلو طالب العماد قانون الإيمان علنًا. 2. يتقبل علامة الصليب من الأسقف. 3. يصلي الأسقف عليه. 4. يضع الأسقف عليه الأيدي. ويعتبر المغبوط أغسطينوس أن تقبلهم علامة الصليب أشبه بالحبل بهم في أحشاء الكنيسة، إذ يقول لهم[7]: [إنكم لم تولدوا بعد بالعماد المقدس، لكنكم بعلامة الصليب قد حُملتم في أحشاء أُمُّكم الكنيسة.] كما يقول لهم[8]: [إنهم تباركوا بعلامة الصليب، والصلوات ووضع الأيدي، وأنهم وإن كانوا لم يتمتعوا بعد بجسد المسيح، إلاّ أنهم ينالون شيئًا مقدسًا.] ولعلَّه يقصد بالشيء المقدس الخبز المقدس (القربان) الذي يأكلونه. وإن كان بنجهام يرى أنه ملح مقدس، يستخدم كرمزٍ إلى أن المؤمنين ملح الأرض. وقد اعتمد في ذلك على ما ورد في اعترافات أغسطينوس أنه أكل ملحًا. ومن عادة الكنيسة الأفريقية في أيام أغسطينوس أن يُدهن طالبو العماد بزيت مصلى عليه قبل عمادهم[9]. ولا تزال هذه العادة قائمة إلى يومنا هذا في كنيستنا حيث يدهن الكاهن الموعوظ وهو يقول: "أدهنك يا فلان باسم الآب والابن والروح القدس. زيت عظة لفلان في الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية". ثالثًا: حمل المشاعل ولبس الثياب البيضاء يبقى طالبو العماد طول أسبوع الآلام بغير وعظٍ اللهم إلا الاشتراك مع المؤمنين في التأمل حول آلام الرب يسوع وموته. هكذا يتوقف كل عمل للكنيسة في هذا الأسبوع عند شغل كل الأذهان بالرب المتألم من أجل البشرية! هكذا يصير أسبوع الآلام فرصة ثمينة لطالبي العماد أن يتفرغوا عن كل عملٍ، حتى الاستماع للتعاليم، لكي تنطلق نفوسهم مشتاقة للتمتع مع المسيح في آلامه، وتزداد غيرتهم لحمل الصليب معه. وفي ليلة عيد القيامة التي يسميها المغبوط أغسطينوس[10] أم جميع الأمسيات، يسهر طالبو العماد طول الليل حاملين مشاعل أو شموع أو مصابيح في أيديهم، لابسين الثياب البيض، لينالوا أسرار العماد والميرون والإفخارستيا. يا لها من ليلة سماوية، تمتلئ الكنيسة بالفرح، وتمتزج تسابيح القيامة مع تسابيح البهجة بقبول النفوس الساقطة وإقامتها لتحيا كعروس مقدسة للرب السماوي! لقد حق للقديس كيرلس الأورشليمي أن يدعو المعمودية "حجال العريس الداخلي". ففي هذه الليلة يرتدي المعمَّدون ثياب العرس البيضاء، رمزًا لتطهير الرب إيَّانا، وقبوله لنا في السماء الطاهرة، التي كل من يسكنها يلبس ثيابًا بيضاء. يشير الثوب الأبيض إلى انعكاسات اشراقات المجد الإلهي على الإنسان، إذ في تجلِّي السيد المسيح "صارت ثيابه بيضاء كالنور" (مت 17: 2). هذا اللون كما يقول القديس إكليمنضس السكندري[11]: [لون الحق الطبيعي، إذ يلبسون الحق ويكون مجدهم.] وتحمل الثياب البيض علامة الطهارة والنقاوة، كما تحمل سمة الغلبة[12]. أما المشاعل أو الشموع التي يحملها المعمَّدون الجدد، فبسب كثرتها يختفي الليل وظلامه، ولا يميِّز من بداخل الكنيسة الليل من النهار، بل تكون أشبه بسماءٍ منيرةٍ! ويصف القديس غريغوريوس النيسي هذا المنظر البديع فيقول[13]: [في هذا الليل اللامع يختلط لهب المشاعل بأشعة شمس الصباح، فتخلق نهارًا مستمرًا واحدًا بغير انقسام، لا يفصله وجود ظلام.] وتشير المشاعل إلى: 1. يقول القديس كيرلس إنها تشير إلى نور الإيمان الذي يضيء العقل. 2. نور المعرفة الإلهية، هذه المعرفة التي يقول عنها القديس مرقس الناسك[14]: [إنها تحفظ النفس في يقظة العقل، وتشددها حتى تبدد ظلام الجهل الخبيث. هذه المعرفة المنيرة لن تتحقق عمليًا في حياتنا إلاّ بالمعمودية.] حقًا كما يقول القديس إكليمنضس السكندري[15]: [إن التعليم ينير النفس، إذ يكشف لها الأمور الخفيّة.] وكما يقول القديس الأورشليمي[16] لطالبي العماد: [لقد سبق أن استنارت نفوسكم بكلمة التعليم، فإن كل واحدٍ منكم يكتشف شخصيًا عظمة العطايا التي يمتحنكم إيّاها الله.] إذن يمكننا أن نقول إن الاستنارة تبدأ بالتدريج بتقبل الإنسان التعليم السليم، بكونه إعدادًا ضروريًا ونيّة عملية للعماد، ولكن لا تتحقق الاستنارة إلاّ في سرّ العماد، ويبقى الروح المنير فينا يضيء لنا مادمنا نقبل استنارته، ولا نطفئ فاعليته في حياتنا. فطالبو العماد يُحسبون مستنيرين مجازًا من قبل نيتهم الصادقة لقبول "الاستنارة"، إذ ينتقل الإنسان من مملكة الظلمة - مملكة إبليس – إلى مملكة النور الحقيقي. لهذا متى ذكر في كتابات الآباء كلمة "الاستنارة" ندرك في الحال أنه يتحدث عن المعمودية. يقول القديس غريغوريوس النزينزي[17]: [الاستنارة وهي المعمودية... هي معينة الضعفاء... مساهمة النور... انتفاض الظلمة. الاستنارة مركب يسير تجاه الله، مسايرة المسيح، أُس الدين، تمام العقل! الاستنارة مفتاح الملكوت، استعادة الحياة!... نحن ندعوها هدية، وموهبة، ومعمودية، واستنارة، ولباس الخلود، وعدم الفساد، وحميم الميلاد الثاني، وخاتمًا، وكل ما هو كريم...] ويقول الشهيد يوستينوس[18]: [هذا الاغتسال يُدعى استنارة، لأن الذين يتعلمون هذه الأمور يستنيرون في فهمهم.] ويقول القديس إكليمنضس الإسكندري[19]: [إذ نعتمد نستنير، وإذ نستنير نتبنى، وإذ نتبنى نكمل... ويدعى هذا الفعل بأسماء كثيرة أعني: نعمة واستنارة، وكمالاً، وحميمًا... فهو استنارة، إذ به نرى النور القدوس الخلاصي، أعني أننا به نشخص إلى الله بوضوح.] 3. إشارة إلى مصابيح موكب العرس الأبدي حيث تُزف النفس البشرية عروسًا للمسيح. فخلال المعمودية ننال التبنّي، إذ نتحد به... هذا الاتحاد السري المقدس بين النفس والله يدعى عُرسًا. لذلك يحمل المعمَّدون حديثًا مصابيح عرسهم، وذلك كما جاء عن العرس الأبدي، حيث يتم في أكمل صورة. إذ يقول الرب: يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى، خمس منهن حكيمات حاملات مصابيح متقدة، مستعدات للدخول مع الخدر السماوي. هكذا يقول القديس غريغوريوس النزينزي[20]عن هذه المصابيح: [إنها تحمل معنى سري عن عملية الإنارة، حيث تدخل النفوس اللامعة البتول لتقابل العريس بمصابيح الإيمان المتلألئة نورًا.] رابعًا : جحد الشيطان عند جرن المعمودية يقف الموعوظ ووجهه إلى الغرب، أو تقف الأم أو الأب أو الإشبين حاملاً على ذراعه الأيسر الطفل، ويعلن جحده لإبليس، ورفضه مملكة الظلمة بجسارة علانية[21]. قبل أن نُدفن مع المسيح يسوع، النور الحقيقي، يلزمنا أن نعلن جهارًا وبصراحة رفضنا للشيطان وكراهيتنا لأعماله، أي رغبتنا في التحرر من عبوديته. هذا الرفض، كما يقول العلامة ترتليان[22]: [يتم أولاً في الكنيسة تحت يد الأسقف، ومرة أخرى قبيل الدخول في الماء مباشرة.] أما مصدر هذا الطقس، فكما يقول القديس باسيليوس الكبير هو التقليد، إذ يقول[23]: [إننا نبارك ماء المعمودية وزيت المسحة كما نبارك المعمد نفسه أيضًا. أي وصايا مكتوبة علمتنا أن نفعل هذا؟! أليس من التقليد السري المقدس؟! وأيضًا الدهن بالزيت، أي كلمة في الإنجيل علمت به؟! وأين ورد تغطيس الإنسان ثلاث مرات؟ أي كتاب جاء بكل الأمور اللازمة للعماد وجحد الشيطان وملائكته؟! ألم يأتِ إلينا من التعليم السري الذي حافظ عليه آباؤنا في صمت دون أن (يُكتب) كتعليم عام... إذن لا تبحثوا الأمر بتطفلٍ... لأنه كيف يحق تعميم تعليم الأسرار كتابة، هذه التي لا يُسمح لغير المعمَّدين حتى أن يطلعوا عليها؟!] خامسًا: الاعتراف بالإيمان يقول القديس كيرلس[24]: [إن طالب العماد يحوِّل وجهه من الغرب إلى الشرق مكان النور، معلنًا رفضه مملكة الظلمة وقبوله الانتساب لمملكة النور. هذا الاعتراف العلني يتم في بعض الكنائس يوم الخميس المبارك حسب قانون 46 لمجمع لادوكية[25]. إلاّ أن قوانين الرسل تطالب بأن يكون ذلك قبل العماد مباشرة. وهذا ما يحدث في كنيستنا إلى يومنا هذا، حيث يوجه الموعوظ وجهه ناحية الشرق، أو يقوم الإشبين بذلك، حاملاً الطفل على يده اليمنى، معلنًا اعترافه بالثالوث القدوس والكنيسة الواحدة. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم[26]: [إن كان المعمَّدون أطفالاً أو صُمّـًا لا يستطيعون استماع التعليم، يجاوب أشابينهم عنهم. وهكذا يُعمَّدون حسب العادة.] وما يعلنه الموعوظ أو الإشبين من جحد الشيطان والاعتراف بالإيمان هما من ضمن برنامج التلوات Exorcism التي يقوم المعلِّمون بتحفيظها لطالبي العماد، كصلواتٍ قصيرةٍ فعّالة، يستخدمها الإنسان كل أيام غربته في محاربته للأفكار والشهوات الخ. وقد تحدّث القديس كيرلس عن أهميتها[27]. كما تحدث عنها الذهبي الفم[28] قائلاً: [بعدما تسمعون تعليمنا تخلعون صنادلكم ويعرونكم وتسيرون عراة حفاة الأقدام، مرتدين فقط التنك[29] الذي لكم Your tunic لكي تنطلقوا بالتلوات.] سادسًا: المسح الأول بالزيت يبدو أن كل الخطوات السابقة كانت تمارس في البهو الخارجي للمعمودية، بعدها يعبر طالب العماد الذي مارس الاعتراف وجحد الشيطان وقبل الشركة مع المسيح، يسير حافي القدمين عاريًا من كل الملابس ماعدا التنك إشارة إلى خلع الإنسان العتيق وأعماله كقول القديس كيرلس[30]: [كما يرى أيضًا أن فيه إقتداء بالسيد المسيح الذي عُلق على الصليب عاريًا. وبعريه هذا نتذكر آدم الذي كان في الفردوس عاريًا ولم يخجل. ثم يدهن الشخص بزيت مُصلى عليه من شعر رأسه إلى قدميه[31].] هذا ولم يذكر العلامة ترتليان شيئًا عن هذه المسحة، لكن ذكرها الشهيد يوستينوس[32]. سابعًا: العماد بعد مسح الشخص بالزيت يُقاد الشخص إلى بركة المعمودية المقدسة المملوءة ماء[33]. وإننا نلاحظ أن جميع المعموديات القديمة معموديات ضخمة. وكثيرًا ما يكون لها سُلَّمين، ينزل على أحدهما الموعوظون، والثاني يقف عليه الكاهن الذي يتمم مراسيم العماد. وضخامة حجم المعموديات جعلت البعض يرى أن الكنيسة الأولى كانت تعمد جماعات معًا في نفس الوقت. أما عن قداس المعمودية الذي به يتقدس الماء، فإنني أرجو أن يهيئ الله لي مجالاً آخر لشرحه. لكن في داخل المياه المصلى عليها، المقدسة، يقول القديس كيرلس: [إن طالبي العماد يعلنون ما يسمى "بالاعتراف المخلص The Saving Confession" وهو يحمل اعترافًا مختصرًا جدًا للإيمان المسيحي المستقيم. يُسأل المعمد ثلاث أسئلة: أتؤمن بالآب؟ أتؤمن بالابن؟ أتؤمن بالروح القدس؟ وفي كل مرة يجيب بالإيجاب.] ويذكر القديس كيرلس السكندري[34]، أن الكاهن يسأله ثلاث مرات عن الإيمان بالسيد المسيح. أما العلامة ترتليان[35] فيقول إن الأسئلة لا تخص إيمانه بالثالوث القدوس فحسب بل والكنيسة أيضًا. ثامنًا: الغطسات الثلاث يقول المرحوم حبيب جرجس في كتابه: "أسرار الكنيسة السبعة"، إنه طبقًا للتسليم الرسولي تمارس الكنيسة سرّ المعمودية بتغطيس المعتمد ثلاث مرات في الماء باسم الثالوث القدوس: الآب والابن، والروح القدس. ويرى القديس كيرلس الأورشليمي[36] أن هذه الغطسات الثلاث لا تحمل فقط إشارة إلى الثالوث القدوس، بل وأيضًا هي دفن مع المسيح الذي بقي مدفونًا ثلاثة أيام. ويقول القديس باسيليوس[37] [بثلاث غطسات ودُعاء مساوٍ لها في العدد يتم سرّ المعمودية العظيم، لكي يتصور رسم الموت، وتستنير نفوس المعمَّدين بتسليم معرفة الله .] بعد الخروج من الماء لم يذكر القديس كيرلس عما ذكره بنجهام[38] من ممارسة المعمَّدين الجدد قبلة السلام وأكلهم خليطًا من اللبن والعسل. لقد ذكر ترتليان[39] عادة أكل اللبن المخلوط بالعسل. ولعل أكلهم اللبن يحمل رمزًا للبن النقي غير الفاسد الذي تقدمه الكنيسة لأولادها خلال إيمانها وطقوسها وعباداتها غذاء لنفوسهم. والعسل يشير إلى وصايا المسيح العذبة في فم أولاده، أحلى من العسل وقطر الشهد. تاسعًا: المسحة أو التثبيت ذكر القديس كيرلس[40]مقالاً كاملاً بخصوص "المسحة بزيت الميرون" بعد العماد يتم كعمل سري مقدس Sacremental 0 هذا الطقس قديم جدًا في الكنيسة، ويظهر ذلك من أقوال الآباء. فيقول الأب ثاوفيلس الأنطاكي[41] من رجال القرن الثاني (115-181م)، "إننا ندعى مسيحيين لأننا نُدهن بمسحة الله". وأيضًا العلامة ترتليان[42] بعد حديثه عن العماد يقول: [بعد الخروج من الجُرن نُدهن في الحال بمسحة مكرسة.] ويقول: [بعد هذا تُوضع اليد علينا في منح البركة والابتهال، مستدعين الروح القدس.] كما يقول[43]: [غُسل الجسد لكي تتطهر النفس! دُهن الجسد لكي تتقدس النفس! رشم الجسد (بالصليب) لكي تُحفظ النفس! وُضع اليد عليه لكي تستنير النفس بالروح!] يقول الشهيد كبريانوس[44]: [ينبغي على من اعتمد أن يُمسح أيضًا، لكي يصير بواسطة المسحة ممسوحًا، ويأخذ نعمة المسيح.] أما عن عمل هذا السرّ في حياتنا وفاعليته فينا، فقد سبق لي شرحه، وقد سبق أن عرضت لبعض أقوال الآباء فيه[45]. وإنما أكتفي هنا بالقول أن هذا الرشم يتم على جميع أعضاء الجسد لكي تصير كل الأعضاء والحواس، وكل طاقات النفس قدس للرب. بالميرون انتقلنا من ملكيتنا لذواتنا لنصير بكليتنا ملكًا للرب. وقد شرح القديس كيرلس المعنى الرمزي لكل رشم كما سنرى في مقالاته عن الأسرار إن شاء الرب وعشنا. حقًا لقد اختلفت الكنائس في أماكن الرشم، لكن الجميع اتفق على ضرورتها، خاصة رشم جبهة المعمد بعلامة الصليب. ويسميها القديس كيرلس بـ "العلامة الملوكية"، "السمة الملوكية التي تحملها جبهة جنود المسيح"، "ختم التبعية للروح القدس"[46]. عاشرًا: منظر روحي سماوي بعد إتمام سرَّي العماد والميرون يلبس المعمَّدون الجدد ثيابًا بيضاء، ويحملون المشاعل. في هذه اللحظات تدوي في الكنيسة تسابيح الفرح والتهليل. وكما يقول القديس كيرلس[47]: [إن السماء ذاتها تتهلل والملائكة السمائيون يرددون "طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته".] وفي طقس الكنيسة إلى اليوم ينشد الشمامسة قائلين للمعمد: "أكسيوس، أكسيوس، أكسيوس"، أي مستحق، مستحق، مستحق. بدم المسيح صار له هذا الاستحقاق أن يدعى ابن لله. في طقس الكنيسة إلى الآن توجد تسابيح شكر لله من أجل نعمه على بني البشر، كما يلبس المعمَّدون أكاليل، هي رمز لحياة النصرة التي بدأت منذ لحظة العماد، لكنها لا تكمل إلاّ خلال الجهاد ضد إبليس وشروره حتى النفس الأخير، حيث تنطلق النفس إلى الفردوس منتظرة إكليل مجد أبدي في كماله. ثم يدخل الكل بين صفوف المؤمنين فتمتلئ الكنيسة، ويشترك الكل معًا في التناول من الأسرار المقدسة. يا لها من فرحة الشعب كله! يرون كنيسة الله التي لا تشيخ، بل ككرمةٍٍ مخصبةٍ دائمة الإثمار. يرونهم لابسين الثياب البيضاء، فيذكر كل منهم ثوبه المقدس الذي تسلّمه يومًا عند عماده، عربونًا للثوب السماوي! وإذ يتطلعون إلى الشموع، ترتفع أنظارهم إلى النور الحقيقي، ذاكرين أنهم أبناء نور، لا تليق بهم أعمال الظلمة. يسمعون تسابيح الفرح، فتهتز أصوات الكل: ملائكة السماء، أبناء الفردوس المؤمنون، المعمَّدون حديثًا... بفرح وتسبيح وشكر لله محب البشر! حادي عشر: أسبوع الثياب البيضاء بعد التناول يبقى المعمَّدون الجدد أسبوعًا كاملاً في الكنيسة لا يخلعون فيه ثيابهم البيضاء، أسبوع الفرح بميلادهم الجديد. وأخيرًا نختتم قولنا بما ذكرته الراهبة اثيريه الأسبانية[48] التي جاءت إلى القدس في القرن الرابع [عندما تأتي أيام الفصح ولمدة ثمانية أيام يتوجه المعمَّدون مرتّلين الأناشيد إلى كنيسة القيامة، وبعد الانتهاء من الطقوس التي بعدها يخرج غير المعمَّدين تُقام صلاة خاصة ويبارك الأسقف المؤمنين ثم يقف وراء الحاجز الذي يقوم أمام مغارة القيامة ويشرح وهو مستند على هذه المغارة كل ما يُعمل في العماد. وفي هذه اللحظة لا يجوز للموعوظين أن يدخلوا كنيسة القيامة، وللمعمدين حديثًا والمؤمنين فقط الذين يريدون سماع العظات عن الأسرار أن يدخلوا وحدهم. فتغلق الأبواب لكي لا يدخل أحد الموعوظين، بينما الأسقف يشرح كل هذه المسائل، يهتف السامعون له بأصوات قوية بحيث تُسمع في خارج الكنيسة، لأنه يشرح لهم هكذا شرحًا واضحًا وقويًا، حتى أنه لا يستطيع أحد أن يحبس شعوره أمام ما يسمعه!] [1] Tert. On Baptism 20. [2] المقال 1، 2. [3] Chrysostom: Instructions to Catechumens. [4] القديس كيرلس الأورشليمي لموريس فيرسل. [5] Cf. Origin: Against Celsum 3: 51. [6] مقال 1 :3، 3: 3، 13، 4: 36، 21: 24. [7] Augustine:. De Symbole Sermon De Catechumens. [8] Augustine: De Paccotrum meities 2: 42. [9] Cf. N & P N Fathers, Series. 2 Vol 7. [10] القديس كيرلس الأورشليمي لموريس فيرسل. [11] Clem Alex: Paedagogus. [12] راجع: من تفسير وتأملات الآباء - سفر الرؤيا طبعة 69 ص 99 -100. [13] Greg. Nyssa: Oration on Resurrection. [14] الفيلوكاليا ج 1 طبعة 1966 ص 88، 89. [15] Clem. Alex.: Stromata 5: 2: 15 & 5: 10: 65. [16] مقال 18: 32. [17] الحب الإلهي طبعة 67 ص 855. 856. [18] يوستينوس: دفاعه الأول 61. [19] الحب الإلهي ص 854 - 855. [20] Greg Nez. Oration on Baptiosm. [21] راجع كيرلس: مقالاته عن الأسرار 1: 2. [22] Tert: The Chaplet 3 & The Shows 4. [23] Basil: The Holy Spirit 27. [24] الأسرار 1: 9. [25] N. &P. N. Fathers. Seris 2. Vol 7. [26] الذهبي الفم: شرح مز 14. [27] المقال الافتتاحي. [28] Chrys. Ad Illuminadas 1: 2. [29]يطلق التنك على: أ. رداء كهنوتي ربما "التونية". البيضاء التي يلبسها الكاهن أو الشماس أثناء الخدمة في المذبح. ب. سترة قصيرة ضيقة كان يرتديها الجنود والشرطة. ج. رداء إغريقي أو روماني طويل. [30] الأسرار 2: 2. [31] Const. Apost. 7: 34. [32] Justin Mart : Responsiones ad Orthodoxos. [33] الأسرار 2: 4. [34] Bingham: Antiq. 11: 7 & 11 [35] Tert.: On Baptism 7. [36] الأسرار 2: 4. [37] باسيليوس: الروح القدس 15 (راجع الذهبي الفم: إنجيل يوحنا عظة 2:25؛ أمبروسيوس الأسرار 2: 7؛ جيروم ضد لوقيون 4). [38] Bingham: Antiq. 12: 4 & 5 & 6. [39] Tert: The Chaplet 3. [40] الأسرار 3: 1. [41] Thuf : Ad Antolycum 1 [42] Tert: On Baptism 7 & 8. [43] Tert. On resur. Flesh 8. [44] كبريانوس رسالة 7. راجع أقوال الآباء في أسرار الكنيسة السبعة لحبيب جرجس. [45] الحب الإلهي - الله مقدسي، مقال سر الميرون أو التثبيت. [46] مقال 4: 14، 12: 8، 18: 33.. [47] مز 32: 1 - مقال 1. [48]القديس كيرلس الأورشليمي لموريس فيرسل. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طقس سر المعمودية
زنار المعمد - وصية والدي المعمدين - صلاة حل الزنار يشد الكاهن وسط المعمد بزنار احمر. وكلمة زنار كلمة سريانية معناها حزام. وربط المعمد به يعنى أنه صار جنديا للمسيح لأن الجندى يربط وسطه بالحزام حتى يكون نشيطا مستعدا لكافة الطوارئ. يصلى الكاهن صلاة وضع يد:... اجعلهم اهلا لشركة الجسد المقدس والدم الكريم... ثم صلاة بركة: ... اتمهم فى حكمتك. افهمهم مخافتك. أنت بهم الى القامة (الروحية) هب لهم معرفة الحق. احفظهم فى الايمان بغير عيب..... الخ. وصية تُقرأ على والدى المعمدين واشابينهم: تقرأ هذه الوصية على والدى المعمدين وأشابينهم اما بعد ليس الاكاليل أو بعد تناولهم الاسرار المقدسة (أى بعد الزفة وقبل حل الزنار كما يجرى حاليا ولو أن الزفة للمعمدين لم يرد ذكرها فى الطقس وانما ورد ان تقال بعض الارباع ويتخللها لحن اكسيوس). والزفة بعد العماد لها معنى روحى جميل، فالمعمودية تمثل موت المسيح ودفنه فى القبر ثلاثة أيام (الثلاث غطسات) ثم قيامة المسيح والتبشير بها فى كل العالم. وهذا معنى الزفة، فكما ان المسيح فى عيد القيامة والخماسين تعمل له دورة فى الكنيسة كرمز لشهادة الرسل بقيامته فى كل العالم، هكذا المعمد الذى دفن مع المسيح وقام معه فنقوم بعمل زفة فى الكنيسة كشهادة لقيامته مع المسيح والفرحة بهذه القيامة، ومعلمنا بولس الرسول يقول "مدفونين معه فى المعمودية التى فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله" (كو 2: 12). صلاة حل زنار المعمدين: يوضع اناء فيه ماء وتوقد حوله الشموع ثم يبتدئ الكاهن بصلاة الشكر ويرفع البخور بعد وضع البخور فى الشورية بالرشومات الثلاثة وتلاوة سر البولس (يا الله العظيم الابدى....) ثم ابانا الذى والمزمور الخمسين. يقال البولس من (1 كو 10: 1 – 5) عن عماد بنى اسرائيل فى البحر عند عبورهم البحر الاحمر بقيادة موسى رئيس الانبياء. تقال الثلاثة تقديسات وأوشية الانجيل. (المزمور 31: 1، 2) "طوباهم اللذين غفرت آثامهم". وهو نفس مزمور المعمودية. الانجيل (مت 3: 1 – 7) عن معمودية يوحنا. مر: "هذا هو ابنى الحبيب الذى سرت به نفسى وصنع ارادتى". الكل يتمنى أن يصبح الطفل كالمسيح ابنا لله يصنع اراداته وينفذ وصيته. يقول الكاهن الثلاث أواشى الكبار: السلام والاباء والاجتماعات ثم قانون الايمان |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعمودية والصليب. https://images.chjoy.com//uploads/im...99490d299a.jpg يرفع النص آيات التسبيح والشكر الى "رئيس الكهنة الذي بدأ فعلّمنا التنقية بنفسه على مياه الأردنّ". هذه الصفة "رئيس الكهنة"، هي الأولى التي يبدأ فيها النصّ وصفه للسيّد المسيح. الصورة الأولى التي ترسم أمامنا من خلال هذا التعبير هي صورة الصليب. فالمسيح، رئيس كهنة العهد الجديد، قدّم ذاته للآب السماوي على الصليب وهذا ما يميّز المسيح - الكاهن عن كهنة العهد القديم وعن كلّ أنواع الكهنوت الماضية اذ كانت تقدمة خارجة عن ذات الانسان، كانت تقدمة الحيوانات والقرابين والبواكير والعشور وغيرها. أمّا تقدمة المسيح، فكانت "الذات" بكليّتها لأبيه من أجل الانسان. وحياة يسوع كلّها كانت حياة كهنوتية؛ وحدث الصليب الذي هو التتويج الكبير لرسالة يسوع التي كانت قد استُهلّت في معموديته على مياه الأردنّ؛ يقول النصّ في هذا السياق: "رئيس الكهنة الذي بدأ فعلّمنا التنقية بنفسه على مياه الأردنّ، ونهج سبل الحياة أمامنا، لأجل تنقيتنا من خطايانا". نشدد هنا على اللحمة اللاهوتية والحياتية بين حدث الأردن وحدث الصليب. على الأردن أُعلِن أنّ المسيح هو الابن الحبييب والمسيح والكاهن وعلى الصليب توّجت رسالة الابن والمسيح والكاهن. فحياة يسوع كلّها كانت تسليماً مطلقاً لارادة الآب و تتميماً لمشيئته القدّوسة، هذا التسليم تُوّج عندما أَسلم الابن ذاته كليّاً للآب، لقد ارتفع المسيح ورفع معه العالم. فحياة يسوع هي مثال لحياة كلّ معمّد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعمودية وحياة يسوع التبشيرية. http://www.peregabriel.com/gm/albums...cc-Cybjorg.jpg نقرأ في النصّ: "ونَهج سبل الحياة أمامنا". هذه الصورة التّي نراها في النصّ تشير الى أنّ معمودية يسوع هي النموذج والمثال لمعمودية كلّ مسيحيّ. كيف؟ كما أنّ المسيح تعمّد ومُسح بالروح وأُعلن عنه أنه الابن الحبيب وانطلق بعد المعمودية ليبدأ بمشروع الكرازة في ملكوت الآب، هكذا كلّ معمّد يُمسَح بالروح ويعلن عنه أنّه ابن الآب الحبيب مع الابن يسوع، ويدعى كي ينطلق بعد المعمودية ويبدأ رسالته التبشيرية اذ يعلن من خلال حياته وكرازته عن ملكوت الآب وعن الانجيل ويكون شاهداً له في قلب العالم. بهذا المعنى يكون قد نهج السيّد المسيح سبل الحياة أمامنا، اذ كان مثالنا بمعموديته وبحياته، والمقياس الجوهريّ لكلّ معمّد هو: حياة يسوع، رسالته، تبشيره، صلاته، تردّده بين الناس، آلامه، موته وقيامته. وهكذا يدعى كلّ مسيحي أن يواصل بعد المعمودية رسالة المسيح فيكون: نبياً مثل المسيح يشهد للحقّ؛ راعياً مثل المسيح يقود بمثله وحياته الناس الى مراعي الحياة والسلام والمحبة؛ وكاهناً مثل المسيح يقدّم ذاته مع المسيح القربان تقدمة روحية وعقلية الى الله الآب من أجل سلام العالم وخلاصه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعمودية والتجسد. http://www.peregabriel.com/gm/albums...-battesimo.jpg نقرأ في النص: "أيّها الاله الذي صار إنساناً بمحبّته، واتّلد في الجسد، بدون زواج، اتّلاداً لا يدرك، من البتول القديسة، لكي يقرّب البشر من التبني لوالده، فجعلهم أبناء لأبيه بالماء والروح". أوّل ما يسترعي انتباهنا في هذه الفقرة هو حدث ميلاد الربّ بالجسد؛ و هنا نجد الرباط أيضاً بين حدث المعمودية وحدث التجسّد. ان مشروع التجسّد هو في بادىء الأمر التعبيرَ الأكبر عن محبة الله الانسان اذ صار انساناً، و اتّلد في الجسد... من البتول القديسة. وهدف هذا التجسد هو التبني. فمن خلال المسيح الابن المتجسّد تحقَّقَ مشروع تبني الانسان أي رَجَعْنا إلى حالة الأبناء بعد أن كنّا في حالة العبيد والعبودية. أين تحقّق فعلياً هذا المشروع؟ طبعاً بمعمودية الماء والروح التي نشترك فيها و التي حقّقها المسيح بمعموديّته الأولى على الأردنّ والتي قادته الى المعمودية الثانية على الصليب. فبموته وقيامته اكتمل مشروع التبني وبمعمودية الكنيسة يدخل الانسان مباشرةً في هذا المشروع ويصبح ابن الله. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعمودية والخلق. http://www.lexamoris.com/magisterium...piphania01.png نقرأ في النصّ: "يا مصوّر الأجنّة في الأحشاء، الذي صار جنيناً بإرادته ليجدّد صورة آدم التي شاخت و بَليَتْ بفساد الخطيئة تجديداً بنار الكور السليم الروحاني الذي هو المعمودية". في سياق العلاقة بين المعمودية ومحطات التدبير الإلهي الخلاصيّ، وبعد أن ذكر النصّ العلاقة مع الصليب وحياة يسوع والتجسّد، نصل الآن الى اللحمة بين المعموديّة والخلق. هنا تتوجّه الصلاة الى الخالق من خلال هذا التعبير: "يا مصوّر الأجنّة في الأحشاء". هذا الخالق ومعطي الحياة، صار جنيناً – إنساناً بهدف أن "يجدّد صورة آدم" التي شاخت وبَليَتْ بفساد الخطيئة "هذا التجديد تمّ ويتمّ بالمعمودية. في الواقع نحن أمام نص هو من أجمل وأعرق وأقدم الصلوات المسيحية على الاطلاق: هذا التعبير "تجديد صورة آدم" يشير بطريقة صريحة إلى الخلاص الذي حقّقه آدم الجديد يسوع المسيح. فصورة الله المطبوعة في الإنسان وهي ميزة الخلق الأول، هذه الصورة قد "شاخت وبليت" بسبب معصية آدم. أتى المسيح آدم الثاني وأعاد إلى هذه الصورة جمالها ورونقها؛ المسيح الذي يمثّل البشرية الكاملة والألوهة الكاملة قد رمّم هذه الصورة بتجسّده ومعموديّته وحياته وموته وقيامته؛ ومع المسيح وفي معموديّته يشترك الإنسان في حالة آدم الجديد، آدم النعمة، آدم القيامة والحياة الجديدة وعدم الموت. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعمودية و حدث الأردن. http://www.peregabriel.com/gm/albums...es-1426-27.jpg نقرأ في النصّ: "أيّها الغير المحتاج الذي أتى وتعمّد ليقدّس مياه الأردنّ بحنانه، يا ابن العظمة الذي حنى رأسه أمام يوحنا المعمدان، والآب يصرخ من العلاء كالرعد: هذا هو ابني الحبيب الذي به ارتضيت، والروح القدس قد نزل وحلّ على رأسه بشبه جسد حمامة، والقوات الروحانية قائمة بالخوف والرعدة". نصل هنا إلى حدث معمودية يسوع على مجاري الأردنّ وهو المحور الرئيسي في هذه "الحساية" وعليه ترتكز كلّ الأبعاد اللاهوتية التي أوردناها والتي تتعلق من جهة بالمسيح وبعمله الخلاصي: صليب – حياة يسوع – تجسّد – خلق؛ وتتعلّق من جهة ثانية بالانسان الذي يتهيّأ للمعمودية كما سنرى في المقطع التالي. في هذه الفقرة نجد وصفاً لما جرى على الأردنّ مع التركيز على تواضع المسيح. "الغير المحتاج، أتى و تعمّد" والهدف أن يُقدِّس المياه بحنانه. تلتقي هذه الصورة مع عمل ليتورجي رمزيّ نجده في رتبة تبريك المياه في عيد الغطاس وهو رمي ثلاثة جمرات نار في حوض المياه للاشارة الى حلول السيد المسيح في مياه الأردن ليقدّس مياه الكون بأسره ويقدّس الطبيعة بشخصه وفعل الاتحاد هذا يعبّر عن رحمة الربّ وحنانه الذي بتجسّده وعماده وحلوله المثلث في الزمن قد قدّس الزمن والكون وأعاده الى جماله الأول. انّه مشروع الخلق الجديد الذي تقدّس بالمسيح وعلى رأس هذه الخليقة الانسان الذي افتُديَ وخُلِّص وعاد الى الفردوس مع يسوع المسيح بقوّة الماء والروح. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعمودية و طالب العماد. http://www.peregabriel.com/gm/albums...rist-large.jpg نقرأ في النصّ: "انت أيّها الربّ الاله، أحلّ يمين رحمتك على عبدك هذا الذي تأهّب للمعمودية المقدّسة. قدّسه و طهّره ونقّه بزوفاك الغافرة، وبارك واحفظ شعبك وميراثك. وكما ألبستنا بمعموديتك الالهية حلّة المجد ووسم الروح القدس المحيي، ودعوتنا لنكون بنيناً روحانيين بالمولد الثاني من المعمودية المقدّسة المبررة الخطأة، هكذا أهّلنا بقوتك العزيزة الغير المغلوبة لأن نمجّدك بوجوه طلقة وبدالّة الأبناء الأحبّاء، ونمجّد أباك الذي أرسلك لخلاصنا وروحك الحيّ القدوس الآن وكلّ آن الى الأبد. آمين". هنا يبدأ القسم الثاني من الحسّاية أي ما نسميه قسم الطلب وهذه الجملة "أنت أيّها الربّ الاله" أو ما يشابهها مثل: "أنت الآن" أو "الأن" هي التي تنقل توجّه الصلاة من تمجيد وتسبيح وذكرِ الأعمال الخلاصية عبر التاريخ إلى الحاضر الاحتفاليّ أي واقع الكنيسة التي تحتفل الآن، أي في مكان وزمان محدّدين ومع أشخاص مدعوين للاشتراك بروح الاحتفال أي بالخلاص الذي يبغيه كلّ احتفال ليتورجي. في هذا المناخ تأتي الصلاة على الإنسان الذي يتهيّأ للمعمودية وتطلب أن يتقدّس ويتطهّر ويتنقى وهذه الأفعال لا تحمل فقط بعداً أدبياً وأخلاقياً بل هي أفعال خلاصيّة تدخّل الإنسان في دينامية الخلاص. وتشير الصلاة إلى الجماعة المحتفلة. فمفاعيل المعمودية هي الانتماء إلى شعب الله المفتدى. وهذا الأمر هو مهم جداً وهو يشكّل ربّما مُعضِلةً هي من أهمّ المعضلات في الإيمان المسيحيّ اليوم وهي عدم حسّ الانتماء الى الجسم المسيحيّ والى كنيسة المسيح؛ هذا الانتماء يتحقّق بالمعمودية وتكمن ثماره في كلّ أبعاد الشركة مع الله ومع البشر. و من مفاعيل المعمودية أيضاً هي: أن يَلْبس الانسان حلّة المجد ويوسم الروح ويصبح ابناً و يمجّد بدالّة الأبناء الآب والابن والروح القدس. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الزواج قاعدة ثابتة في خليقة الله، والخليقة هي الكون والإنسان بشكل خاص ومعه العالم الروحي. وعلى هذا البناء الإلهي يُشرق نور المسيح لكي يعطي الحياة الجديدة ويعطي لنا كل ما يمكن أن تقبله الطبيعة الإنسانية التي أحبها قَبْل خلقها، واتحد بها في ملء الزمان والتاريخ، وعَتَقَها فيه وحرَّرها ثم نقلها إلى مجده السماوي. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم للموعوظين المتأهِّبين لنوال سرِّ المعمودية المقدسة: [1 - هذا زمان الفرح والبهجة الروحية. ها أيام انتظار محبتنا، أيام زواجنا الروحي قريبة. وعندما أدعو هذا اليوم بيوم الزواج الروحي، يبدو للبعض خرقنا لكل ما هو مألوف. ولكن اسم الزواج وحده لا يكفي بل هي أيام عجيبة وما يحدث فيها هو فائق، حتى أنها يمكن أن توصَف أيضاً بأنها تَطوُّع في خدمة الجيش. ولا يوجد تناقض بين الزواج والخدمة العسكرية، وإذا توهَّم أحد بوجود هذا التناقض عليه أن يستمع لمعلِّم المسكونة المبارك بولس في موضع يقول فيه: "خطبتكم لرجل واحد لأُقدِّم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2). وفي موضع آخر كان يحث فيه المجاهدين الروحيين على حمل السلاح لكي يستعدوا للذهاب للحرب الروحية: "البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تَثْبُتُوا ضد مكايد إبليس." (أف 6: 11) 2 - حقًّا في هذا اليوم فرحٌ في السماء وعلى الأرض، لأنه إن كانت السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب، فكم بالحري يكون فرح الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات العلوية، والكائنين على الأرض، عندما يرى كل هؤلاء كتيبة تقتحم الشيطان فجأة وتسخر من فخاخه، وتسير بعزم لكي تنضم إلى قطيع المسيح. 3 - تعالوا وانصتوا، لأنني أريد أن أتكلَّم عن العروس التي تستعد لأن تدخل مخدع الزواج المقدَّس، وسوف أشرح لكم عن غِنَى العريس الفائق ومحبته الفائقة التي أعلنها لعروسه. ولن أمتنع عن أن أُشير إلى ماضيها الدنس الذي هربت منه وجاءت إلى مستقبل مجيد سوف تفرح وتتعزَّى به... ورغم فداحة حالتها الساقطة إلا أن العريس لا زال يطلبها. إنه يعلن لها محبة سيدنا جميعاً التي بلا حدود. إنه لم يدعوها كعروس لأنه اشتهى جمال وجهها أو جمال جسدها الذي يفيض بالحياة. العكس هو صحيح، العروس التي أحضرها إلى مخدع الزواج، هي مشوَّهة، قبيحة نجسة نجاسة تامة وحقًّا تتمرَّغ في حمأة خطاياها. 4 - ولا يجب على مَنْ يسمع كلماتي أن يسقط في التصوُّر المادي الجسداني عن هذا الزواج، لأنني أتكلَّم عن النفس وعن الخلاص، وهذا ما قصده بولس المبارك ذو النفس الزكية التي فاقت نفوساً كثيرة: " خطبْتُكم لرجل واحد لأُقدِّم عذراء عفيفة للمسيح"، لأنه يعني أنه خطب للمسيح عذراء عفيفة أي النفوس العفيفة العذراوية التي تتقدَّم دائماً نحو النقاء. 5 - ولأننا حدَّدنا معنى هذا الزواج، علينا أن نشرح الآن كيف كانت العروس مشوَّهة ونجسة، لأننا عند ذلك سوف نتعجَّب من حنان السيِّد. هل يوجد أكثر قبحاً من النفس التي تركت مجدها الحقيقي، ونسيت أصلها النبيل لأنها خُلقت سماوية، ولكنها انحطَّت في عبادة الأوثان المصنوعة من الحجر والخشب والحيوانات التي لا تتكلَّم، وأمور أخرى قبيحة أكثر من هذه عندما كانت تتنسَّم رائحة المحرقات، الشحم، والدم القذر ودخان الذبائح؟](1) وبعد أن يشرح القديس يوحنا ذهبي الفم حالة النفس يقول: [ولما رأى السيد الصالح محنة العروس نَزَلَ إلى ما يمكن أن يوصف بأنه عمق هاوية الشر، عارياً ومتواضعاً، ولم يُبالِ بقبحها وفقرها التام وشرها الفظيع؛ بل أعلن حنانه الفائق، وأخذها عنده، وهذا ما يعلنه كقرار لا رجعة فيه عندما يقول بواسطة النبي: "اسمعي يا ابنتي وانظري، وأميلي أُذنَكِ، وانسي شعبكِِ وبيتَ أبيكِ، فيشتهي الملك حُسنَكِ" (مز 45: 10 و11)]. ((((( كيف كُوِّنتْ الكنيسة العظة الحادية عشرة قبل إتمام المعمودية [6 - لقد جئتُ لكي أقول لكم: إنه بعد يومين سوف يأتي العريس. قوموا أشعلوا مصابيحكم لأنكم بنورها سوف تقبلون مَلِك السماء. قوموا وانتبهوا، ليس فقط في النهار، بل في نصف الليل، لأن العريس سوف يأتي. هذه هي عادة موكب العُرس حيث تسير العروس في موكب لكي تُعطَى للعريس في مساء اليوم. 7 - عندما تسمعون "هوذا العريس يأتي" (مت 25: 6)، كونوا مستعدين لقبول ما تعلنه هذه الكلمات لأنها كلمات عظيمة مملوءة من فيضان محبة البشر. لم يأمر الرب بأن نأتي إليه، بل هو جاء إلينا، لأنها عادة الأعراس أن يأتي العريس إلى العروس حتى ولو كان العريس كثير الغِنَى والعروس فقيرة معدمة. 8 - أما معنا، نحن البشر، فقد كنا نحن الفقراء المعدمين، ومع أن العريس من رتبة أعظم إلا أنه أخذ طبيعتنا وصار مثلنا. وأحياناً يكون العريس غنياً والعروس شحاذة فقيرة إلا أنهما رغم ذلك لهما طبيعة واحدة (الإنسانية). أما في زواج الكنيسة بالمسيح فإن الأعجوبة أنه هو الله وأنه بلا دنس بل ينبوع كل بركة، وأنتم تعلمون الفرق والمسافة التي تفصل الله عن البشر، ولكنه تنازل وجاء إلينا وترك بيت الآب السماوي، وهو لم ينتقل من مكان إلى مكان، بل - حسب التدبير - أخذ جسداً لكي يأتي مسرعاً إلى العروس. لقد أدرك بولس المبارك هذه الأعجوبة الفائقة التي جعلته يندهش من فرط اهتمام المسيح بنا والكرامة التي أعطاها لنا، لذلك صرخ بولس بصوت عظيم: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأُمه ويلتصق بامرأته ... هذا السرُّ عظيمٌ ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة." (أف 5: 31 و32) 9 - لماذا نحسب هذه أعجوبة، لقد جاء إلى العروس رغم أنها لم تتوسل إليه لكي يأتي إليها ويبذل حياته لأجلها. لا يوجد شخص واحد، لا يوجد عاشق واحد حتى لو كان مجنوناً جنوناً مطبقاً، واشتعلت فيه نار المحبة بنفس القوة التي في الله وبنفس رغبة الله في خلاص نفوسنا، وكأن الرب يقول: وحتى لو بصقوا عليَّ، وضربوني، وجلدوني، وصلبوني على الصليب لكي لا آخذ العروس فإنني لن أتراجع. 10 - ولم يحتمل الرب الآلام ويقبلها لأن العروس جميلة واشتهى جمالها، بل لم يكن هناك ما هو أكثر من عارها الذي يُنفِّر. وهنا يضيف بولس قبحها وعارها عندما يقول: "لأننا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهواتٍ ولذَّاتٍ مختلفة عائشين في الخبث والحسد ممقوتين مُبْغِضِين بعضُنا بعضاً." (تي 3: 3) 11 - كانت شرورنا فائقة حتى أننا كنا نبغض كل واحد الآخر. ولكن الله لم يبغضنا، ومع أننا نبغض كل واحد الآخر، إلا أنه قَبـِلَنا نحن الذين في عمق عارنا وفي قبح نفوسنا وخلَّصنا. لقد جاء إلى التي سوف تصبح عروسه، ووجدها عارية ونجسة، ولكنه ألقى رداء النقاوة عليها الذي لا يمكن لعقل أو كلمة أن تصف جماله ولمعانه. 12 - وماذا أستطيع أن أقول أنا نفسي؟ لقد ألقى نفسه علينا مثل رداء: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح." (غل 3: 27) وعندما رأى داود بروح النبوَّة هذا الرداء صرخ بصوت عالٍ وقال: "جُعِلَت الملكة عن يمينك بذهب أوفير" (مز 45: 9). فجأة صارت الشحاذة المُعدمة، ملكة تقف عن يمين الله. ويعلن النبي (داود) المسيح كعريس والكنيسة كعروس تقف في خِدْر (مخدع) الزواج المقدَّس بقوله: "منسوجة بذهب ملابسها" (مز 45: 13)، وهكذا تنبأ عن الثوب. 13 - لذلك عندما تسمع عن الذهب، ولكي لا تسقط في تصوُّر حسِّي، يرفع داود فكرنا ورؤيتنا إلى غير المحسوس عندما يقول: "كل مجد ابنة الملك في خدرها (داخلها)." (مز 45: 13) 14 - هل تريدون أن أعلن لكم مشهد العروس المزيَّنة بجمال يشعُّ بهاءً، تحوطها ألوف من الملائكة ورؤساء الملائكة؟ لنمسك بيد بولس لكي يقودنا معاً حيث العروس وهي تُقدَّم إلى العريس، وهو سوف يفسح الطريق لنا في وسط هذا الحَشْد لكي نقف بجانبها. ماذا يقول بولس؟ يقول: "أيها الرجال أحبوا نساءَكم كما أحبَّ المسيح أيضاً الكنيسة وأسلمَ نفسه لأجلها، لكي يقدِّسها مُطهِّراً إيَّاها بغسل الماء بالكلمة." (أف 5: 25و26) 15 - هل تَرَوْن جسد العروس لامعاً بنور؟ هل تَرَوْن كيف يشرق جمالها بأشعة أقوى من أشعة الشمس؟ يقول (بولس): "لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دَنَسَ فيها ولا غَضْنَ أو شيءٌ من مثل ذلك، بل تكون مُقدَّسةً وبلا عيب." (أف 5: 27)]. رداء أو ثوب برّ المسيح: يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في شرح المزمور الخامس والأربعين: [16 - رداء لا مثيل له] (مجلَّد 55: 63)، وفي العظة الثالثة على رسالة غلاطية يقول: [17 - لماذا لم يَقُل بولس: أنتم الذين اعتمدتم للمسيح قد وُلِدتم من الله؟ لأن ما قدَّمه من شرح للإيمان يؤدِّي حتماً إلى أننا صرنا أبناء الله، ولكن بولس يريد أن يشرح الإيمان بأسلوب يُلهم وبشكل ينفذ إلى القلب، لأن المسيح هو ابن الله وأنتم قد لبستم المسيح، ولما لبستموه صرتم مثله، ودخلتم ذات الشركة الواحدة التي تُعطى لكم، حتى أنه لم يَعُد بينكم "يهوديٌّ ولا يونانيٌّ، ليس عبدٌ ولا حرٌّ، ليس ذكرٌ وأُنثى، لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع." (غل 3: 28) وعندما قال بولس: "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان" (غل 3: 26)، لم يقف عند هذه العبارة؛ بل أراد أن يقدِّم ما هو أوفر لكي يُعلن بشكل أفضل اتحادنا بالمسيح، وليس هناك ما هو أقوى من هذه العلاقة الحميمة في قوله: "قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). ولم يجد حتى هذه العبارة نفسها كافية؛ بل عندما شرحها هو نفسه فقد قدَّم ما هو فوق الاتحاد نفسه عندما قال: "أنتم واحد في المسيح يسوع" (انظر غل 3: 28)، أي أنكم جميعاً قد أخذتم شكل وصورة المسيح. وهل يوجد ما يفوق ما تعلنه هذه الكلمات؟] (مجلَّد 61: 656) وثوب أو رداء المسيح ليس شيئاً خارجياً فقط، بل هو كما يقول ذهبي الفم في شرح مزمور 45: (44 حسب السبعينية): [18 - الثوب هو شيء خارجي يراه الكل، وهذا في حالة الثوب المادي (المصنوع من القماش)؛ أما ذاك الثوب الروحي فهو ما تراه عين الذهن من الداخل، لأن الملك نسج هذا الثوب وألبسه للكنيسة في المعمودية: "لأن كلَّكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). وقبل ذلك كانت (الكنيسة) عارية وعارها تراه كل عيون الناس الذين يشاهدونها بلا كرامة. ولكنه (المسيح) وضع ثوبه عليها، ولذلك مُجِّدَت ورُفِعَت إلى مجده، وحُسِبَت مستحقة أن تقف عن يمينه.] (مجلَّد 55: 199) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وصلنا سؤال طويل من سيدة كبيرة السن، ملخصه خجلها من عمادها وهي كبيرة.. ونتيجة لذلك تطلب آية أو دليلاً من الكتاب يثبت أن العماد يكون بالتغطيس الإجابة: أحب أن أطمئنك أننا حينما نعمد إمرأة كبيرة، لا تنزل إلى جرن المعمودية عارية تماماً كالأطفال. إننا لا نسمح بأن نخدش حياءها في أقدس أيام حياتها. إنما تجحد الشيطان، ثم تتلو الإيمان اقرار الإيمان، وهي لابسة كل ملابسها.. ثم نتركها في حجرة المعمودية ونخرج. وحينئذ تخلع ملابسها، وتلبس تونية أو رداء أبيض، وتجلس على كرسي إلى جوار المعمودية. ثم يدخل الكاهن، فتصعد من على الكرسى، وتهبط في جرن المعمودية ويعمدها الكاهن بأن يغطسها في الماء ثلاث مرات باسم الثالوث. وتخرج من جرن المعمودية بمساعدة الكاهن أو إحدي الشماسات. ويخرج الكاهن من حجرة المعمودية إلى أن تخلع التونية أو الرداء الذي نزلت به في المعمودية، وتجفف نفسها، وتلبس ملابسها الجديدة. وبعد أن تلبس ملابسها يدخل الكاهن، ليدهناها بالميرون في الأجزاء الظاهرة من ملابسها مثل رأسها ووجهها ويديها.. ويمنحها الروح القدس. وإن كان أحد الآباء الأساقفة حاضراً، يضع يده على رأسها، وينفخ في وجهها، ويقول لها "اقبلي الروح القدس". وكما ترين لا يوجد ما يدعو للخجل في كل هذا. حتى الشباب أو الرجال الكبار في حال معموديتهم في تلك السن لا ينزلون لجرن المعمودية عرايا. أما عن العماد بالتغطيس، فله أدلة عديدة منها: 1) بعض أمثلة في الكتاب مثل عماد الخصي الحبشي، الذي عمده فيلبس قيل في ذلك " فنزل كلاهما إلى الماء، فيلبس والخصي، فعمده ولما صعدا من الماء، خطف روح الرب فيلبس" (أع8: 38، 39). ولا شك أن عبارة " نزلا إلى الماء"، "صعدا من الماء" تدل على التغطيس. 2) كذلك فالمعمودية موت مع المسيح، دفن معه، وقيامة معه. كما يقول الرسول " مدفونين معه بالمعمودية" (كو2: 12). وأيضاً " أم تجهلون أننا، كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت" (رو6: 3). وطبعاً عملية الدفن تتم بالتغطيس وليس بالرش. 3) كلمة معموديةBaptisma باللاتينية تعني صبغة، ولا تكون صبغة، ولا تكون الصبغة مطلقاً بالرش، إنما بتغطيس ما نريد أن نصبغه، في ماء الصبغة. 4) المعمودية هي ولادة ثانية، كما ورد في قول السيد المسيح لنيقوديموس " الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5). والولادة عبارة عن خروج جسد من جسد. وتتم هنا بخروج جسد الإنسان من جرن المعمودية. أما الرش فلا يمكن مطلقاً أن يمثل عملية ولادة.. 5) المعمودية هي غسل من الخطايا، كما قال حنانيا الدمشقي لشاول الطرسوسي " أيها الأخ شاول، لماذا تتواني؟ قم واعتمد واغسل خطاياك" (أع22: 6). وكما قال القديس بولس في رسالته إلى تيطس.. " ولكنه بمقتضى رحمته خلصنا، بغسيل (بحميم) الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى3: 5). والغسيل أو الحميم لا يتم بالرش بل بالتغطيس. 6) كذلك كل من ينظر إلى أبنية الكنائس القديمة، يجد فيها جرنا للمعمودية وهذا دليل على أنها كانت تتم بالتغطيس. لأن عملية الرش لا تحتاج إلى جرن. 7) لا ننسى أن عيد العماد، نسميه عيد الغطاس. فالسيد المسيح نفسه تعمد بالتغطيس. كما يقول الكتاب "فلما اعتمد يسوع، صعد للوقت من الماء" (مت3: 16) (مر1: 10) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجديد مواعيد المعموديّة
http://www.lexamoris.com/magisterium...piphania01.png مقدّمة يقول تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة: "امّا بالنسبة لجميع المعمّدين، أطفالاً كانوا أم بالغين، فالإيمان يجب أن ينمو بعد المعموديّة، لهذا السبب تحتفل الكنيسة كلّ عام، في ليلة الفصح (بالنسبة للكنيسة اللاتينيّة)، بتجديد مواعيد المعموديّة. إن التحضير للمعموديّة تقود فقط الى عتبة الحياة الجديدة، والمعموديّة هي ينبوع الحياة الجديدة في المسيح، ومنها تنبع الحياة المسيحيّة بأكملها" (تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة 1254). 1) المعموديّة هي سرّ الإيمان: كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ ويتَعَمَّدُ يَخلُصُ، ومَنْ لا يُؤمِنُ يَهلِكُ مر 16، 16. 2) المعموديّة هي التزام بمنطق المسيح. معنى المعموديّة هو أن نؤمن ان سبب حياتنا ووجودنا هو حبّ الله لنا، ونحن موجودون لأن الله أحبّنا وأعطانا الحياة. المعموديّة هي إعلان لهذه الحقيقة، أنا موجود لا بقوّتي الشخصيّة، إنّما لأنّ الله قد أحبّني. أنا موجود في العالم وفي التاريخ، والعالم يقدّم لي أحياناّ منطقاً عنيفاً أو ماديّاً، العالم يضع الله على الهامش أو يسعى إلى الغاءه، يضع المادّة والربح والّلذة في الصميم، يحتقر الضعيف وينسى الفقير ويهمّش المختلف. العالم يبدو أحياناً مكان صراع سياسيّ أو دينيّ أو عرقيّ، يقيّم الإنسان بحسب لونه أو دينه أو جماله أو بحسب إمكانيّاته الماديّة. إنّما هذا العالم نفسه هو عالم خلقه الله ورآه في البدء حسناً، وبالتالي فهو مكان يجب أن يعكس صورة الله الخالق. إنما خطيئتنا نحن وكبريائنا وحبّ السلطة والنزعة الى العنف والرغبة في تملّك المادّة واستعباد الآخر بالشهوة جعلت العالم يفقد جماله الأصليّ. إن الشرّ الموجود في العالم ليس سببه العالم بذاته، لأنّ الله خلقه جميلاً، ولا سببه الله، لأنّ الله محبّة، أن الشرّ في العالم هو بسبب خطيئة الإنسان الّذي يريد أن يضع الله جانباً ويجعل من نفسه إلهاً لهذا العالم. دعوة المعمّد ليس الهروب من العالم إنّما تغييره وجعله أكثر جمالاً. كلّ إنسان هو إذاً أمام خيارين: إمّا تبنّي منطق العالم الحاليّ، والإقتداء به، وإمّا العمل على تبديله وتحويله أكثر الى صورة الله خالقه. أمّا أن أحيا بحسب منطق الخطيئة القاسي، الظالم، الماديّ، الحاقد، العنيف والمنتقم وإمّا أن أعتنق منطقاً آخر، منطقّاً يعيد الى العالم صورته الأصليّة، منطق بشّر به يسوع المسيح، منطق الرحمة، منطق الرّوح، الحبّ، السلام والمغفرة. إمّا أن أبيد الآخر لأصل الى مبتغاي أو أن أهب حياتي في سبيل الآخر وأعمل على خلاصه الجسديّ والفكريّ والروحيّ. الإنسان مدعوّ من منطق العالم الحاليّ لأن يكون جزيرة لا يربطه شيء بالآخرين إلاّ رباط المصالح الخاصّة، أو أن يكون في جماعة، يعمل مع الآخرين في سبيل الخير العام ونشر منطق السلام والمحبّة في حياته اليوميّة. المعموديّة هي، كما يقول بولس الرسول، أن ألبس المسيح، أي أن آخذ قناعات المسيح وأحمل تعاليمه وأعلنها وأبشّر بها. المعموديّة هي فعل التزام شخصيّ بنشر إنجيل السلام، ومنطق المغفرة والمصالحة. هي التزام يوميّ بأن أرى في كلّ إنسان أخ لي وأخت، بصرف النظر عن لونه ودينه وانتماءه السياسيّ ومكانته الإجتماعيّة. المعموديّة هي قناعة بأنّي أقدر بقوّة الله على تغيير العالم، ولو قليلاً، في حياتي اليوميّة، في تعب العمل، في تحصيل العلم، في بناء العائلة، في التكرّس الرهبانيّ والكهنوتيّ. المعمّد هو جنديّ يكافح من أجل المسيح ومن أجل خير إخوته البشر. المعموديّة هي ثمرة الإيمان أن اتعمّد يعني أن أعلن أنيّ أحيا لله وأومن بأنّه يحبّني، يرافقني ويريدني ان أبلغ ملء سعادتي على الأرض وفي الحياة الأبديّة، والسعادة هذه من وجهة النظر المسيحيّة هي أن أحيا سلام القلب ونقاء الضمير، أن أحيا بموجب قناعاتي ولا البس أوجه متعدّدة. هي أن أومن أن سبب وجودي في هذا العالم ليست الصدفة أو الطبيعة، أنّما هو حبّ الله لي، حبّ ظهر بتجسّد يسوع المسيح من أجلي، أخذ طبيعتي ليشاركني في حالتي الإنسانيّة ويعلّمني أن أكون مثله: في إنسانيّتي أقدر ان أغفر لمن أساء إليّ، أن أقف الى جانب المظلوم ولا أخاف الحكم البشرّي، أن أعزّي الحزين، وأداوي المجرّح والمتألّم، أن ابلسم جراح البشر بكلمة الرحمة كما فعل يسوع، أن أشفي الأبرص، أي من استهلك جسمَه وروحه بالخطيئة، أن أردّ الخاطىء إلى التوبة دون دينونة وقساوة قلب، أن أضحّي في سبيل الآخر كيسوع الّذي مات من أجلي على الصليب، وأن أطلب من الله المغفرة لمن يقتلني كلّ يوم. بعبارة أخرى، أن أعتمد يعني أن ألبس منطق المسيح وفكره، أن احمل إنجيله، أن اصبح مسيحاً آخر في عالم اليوم. المعموديّة تعني ان اؤمن أن يسوع أعطاني المعنى الحقيقيّ لحياتي، وأن حياتي تنبع منه وتتّجه اليه، صار يسوع دستور حياتي. أن أعتمد يعني أن أتبنّى الحب، حبّ الله وحبّ الآخر، كدستور لحياتي، دستور غير قابل للتعديل، حتّى لمرّة واحدة. نتائج المعموديّة بعموديّته ينال المؤمن نعماً إلهيّة أساسيّة وضروريّة لخلاصه، والنتيجتان الأساسيّتان هما: 1) التطهّر من الخطايا 2) الولادة الجديدة بالروح المعموديّة لمغفرة الخطايا: بالمعوديّة تُغفَر كلّ الخطايا، الخطيئة الأصليّة وكلّ الخطايا الشخصيّة، ومعها كلّ عقوبات الخطيئة. لا يبقى في المعمّد شيء يعيقه عن الدخول في ملكوت الله، لا خطيئة آدم ولا الخطايا الشخصيّة، ولا نتائج الخطيئة، وبخاصة النتيجة الأخطر التي هي الإنفصال عن الله (تعليم الكنيسة 1263). المعمّد هو خليقة جديدة إن المعموديّة لا تنقّي من الخطايا وحسب إنّما تجعل من المعمّد خليقة جديدة، كما يقول بولس الرسول: "وإذا كانَ أحَدٌ في المَسيحِ، فهوَ خَليقَةٌ جَديدةٌ: زالَ القَديمُ وها هوَ الجديدُ" (2 قور 5، 17)، وابن لله بالتبنيّ "والدَّليلُ على أنَّكُم أبناؤُهُ هوَ أنَّهُ أرسَلَ رُوحَ ابنِهِ إلى قُلوبِنا هاتِفًا: أبي، يا أبي فَما أنتَ بَعدَ الآنَ عَبدٌ، بَلْ ابنٌ، وإذا كُنتَ ابنًا فأنتَ وارِثٌ بِفَضلِ اللهِ." (غل 4، 6-7)، ومشارك في الطبيعة الإلهيّة "فمَنَحَنا بِهِما أثمَنَ الوُعودِ وأعظَمَها، حتّى تَبتَعِدوا عمّا في هذِهِ الدُّنيا مِنْ فَسادِ الشَّهوَةِ وتَصيروا شُرَكاءَ الطَّبيعَةِ الإلَهِيَّةِ (2بط 1، 4)، وأعضاء في جسد المسيح "أمَا تَعرِفونَ أنَّ أجسادَكُم هيَ أعضاءُ المَسيحِ؟" (1قور 6، 15) وشركاء معه في الميراث "وما دُمنا أبناءَ اللهِ، فنَحنُ الورَثَةُ: ورَثَةُ اللهِ وشُركاءُ المَسيحِ في الميراثِ، نُشارِكُه في آلامِهِ لِنُشارِكَهُ أيضًا في مَجِدِه" (روم 8، 17) وهياكل للرّوح القدس "ألا تَعرِفونَ أنَّ أجسادَكُم هِيَ هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُسِ الّذي فيكُم هِبَةً مِنَ الله؟ فَما أنتُم لأنفُسِكُم، بَلْ للهِ. هوَ اشتَراكُم ودَفَعَ الثَّمنَ. فمَجِّدوا الله إذًا في أجسادِكُم. " (1قور 6، 19-20). عمل الثالوث القدّوس في المعموديّة إن الثالوث الأقدس يعطي للمعمَّد النعمة المقدِّسة، نعمة التبرير التي: 1) تجعله قادراً على الإيمان بالله، قادراً على الرجاء وأن يحبّ الله بواسطة الفضائل الإلهيّة: الإيمان والرّجاء والمحبّة. 2) تجعله قادراً ان يحيا منقاداً للرّوح القدس بواسطة مواهب الرّوح القدس نفسه. 3) تجعله قادراً على ان ينمو في الصلاح بواسطة الفضائل الأدبيّة. لذلك فإن الحياة فائقة الطبيعة التي يحياها المسيحيّ تجد جذورها في العماد المقدّس. بالعموديّة نصبح أعضاء في جسد الكنيسة المعموديّة تجعل منّا أعضاء في جسد المسيح، "وليَتكَلَّمْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم كلامَ الصِّدقِ معَ قَريبِهِ لأنَّنا كُلَّنا أعضاءٌ، بَعضُنا لِبَعضٍ" (أف 4، 25). إن المعموديّة تجعلنا ندخل في جسد الكنيسة، ومن جرن العماد يولد شعب الله الواحد، شعب العهد الجديد الّذي يتخطّى حدود الأمم الطبيعيّة والإنسانيّة، ويتخطّى حدود الثقافات، والأعراق والجنس، لأنّنا "كُلُّنا، أيَهودًا كُنَّا أم غَيرَ يَهودٍ، عبيدًا أم أحرارًا، تَعَمَّدنا بِرُوحِ واحدٍ لِنكونَ جَسَدًا واحدًا، وارتَوَيْنا مِنْ رُوحٍ واحدٍ" (1قور 12، 13). لذلك يصبح المعمّدون حجارة حيّة في بناء هيكل روحيّ، من اجل كهنوت مقدّس (1بط 2، 5)، بالمعموديّة نشارك جميعنا في كهنوت المسيح، وفي رسالته النبويّة والملوكيّة (1بط 2، 9). بالمعموديّة نصبح شركاء في كهنوت المؤمنين العام. إن المعمّد إذاً مدعو لأن يشارك في كهنوت المسيح العام، ومن ميزات الكهنوت أن يكون رابطاً بين الله والإنسان، وهذا ما على كلّ معمّد أن يقوم به في حياته اليوميّة، أن يعطي للوجود الإنساني بعداً أعمق، مرتبط بالله وبعالم الرّوح. من صفات الكهنوت ايضاً التحويل، وعلى المؤمن المعمّد وظيفة تحويل هذا الكون الى كون يعود الى جماله الأوّل، تحويل منطق العنف الى منطق سلام، ومنطق الإنتقام الى منطق مغفرة، ومنطق الحقد الى منطق محبّة. وهو أيضاً بالمعموديّة يشترك في وظيفة المسيح النبويّة، والنبيّ هو الشخص الّذي يعلن إرادة الله في المجتمع دون خوف، ويبشّر باقتراب ملكوت الله في حياته اليوميّة. أما صفة الملوكيّة التي يشارك بها المعمَّدُ المسيح، فهي تنتج عن التبنيّ الإلهي الّذي يناله بالعماد، إذ يصبح أبن الله ملك الملوك وربّ الآلهة، فلا يحقّ له التصرّف عكس هذه الهويّة، ولا أن يلطّخ بنوّته الإلهية بأوحال الخطيئة. بالمعموديّة يصبح الإنسان ملكاً لله وللكنيسة حين يصبح المعمّد عضواً في جسد الكنيسة، لا يعود بعد ملكاً لذاته، "فَما أنتُم لأنفُسِكُم، بَلْ للهِ" (1قور 6، 19)، بل يصبح ملكاً لذاك الّذي مات وقام من أجلنا (2قور 5، 15)، لذلك هو مدعوّ لأن يخضع للآخرين (أفسس 5، 21)، ولأن يخدمهم (يو 13، 12- 15)، في جماعة الكنيسة، وأن يخضع لسلطة الكنيسة ولتعليمها (عب 13، 17)، وان يحترم رؤساء الكنيسة ويحبّهم (1تس 5، 12-13). وكما أن على المعمّد واجبات، فلديه حقوق أيضاً في الكنيسة: أن ينال الأسرار، وأن يتغذّى بكلمة الله، وأن يستفيد في المساعدات الروحيّة في الكنيسة" (المجمع الفاتيكاني الثاني، نور الأمم 37). المعمّد هو رجل إيمان ورسالة بما انّهم مولودون من العماد ليكونوا ابناء الله، على المعمّدين ان يعلنوا على الملأ الإيمان الّذي قبلوه من الله بواسطة الكنيسة، وأن يشاركوا في عمل شعب الله الرسوليّ والإرساليّ (المجمع الفاتيكاني الثاني، نور الأمم 37). المعموديّة هي رباط وحدة بين المسيحيّين تشكّل المعموديّة رباط الوحدة بين كلّ المسيحيّين، وأيضاً مع الّذين لم يصلوا الى الوحدة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكيّة. "فالّذين يؤمنون بالمسيح ونالوا العماد بطريقة صحيحة، هم في نوع من الشراكة، وإن كانت غير كاملة، مع الكنيسة الكاثوليكيّة. بتبريرهم بمعموديّة الإيمان، يعتبرهم أبناء الكنيسة الكاثوليكيّة إخوة في الرّب. وبالتالي فإن المعموديّة تكوّن رباط سريّاً من الوحدة بين الّذين ولدوا منها. المعموديّة هي وسم أبديّ لا يُمحى بلبسه المسيح بواسطة المعموديّة يصبح المعمّد شبيهاً بالمسيح (روم 8، 28)، وهذا السرّ يسم المسيحيّ بوسم روحيّ لا يُمحى، وسم انتماءه للمسيح. هذا الوسم لا تمحيه أيّة خطيئة، رغم ان الخطيئة تمنع المعموديّة من إعطاء المعمّد ثمار الخلاص. والمعموديّة التي تُعطى مرّة واحدة فقط لا يمكنها أن تُعاد. المعموديّة تؤهّل المعمّد للمشاركة في حياة الكنيسة اللّيتورجيّة: بما أن المعمّدين قد أصبحوا في جسم الكنيسة، فإنّهم ينالوا الوسم السرّي الّذي يكرّسهم خدّاماً للعبادة الإلهيّة المسيحيّة. ووسم العماد يؤهّل المسيحيّ ويعطيه واجب خدمة الله بواسطة المشاركة الحيّة في ليتورجيّة الكنيسة المقدّسة وتفعيل وظيفتهم الكهنوتيّة التي نالوا من العماد والشهادة بسيرة بحياتهم المقدّسة، وبالمحبّة العاملة. تجديد مواعيد العماد بما أنَّ المعموديّة لا يُمكن أن تتكرّر لأنّها وسم أبدي، فتجديد المعموديّة لا يمكن أن يكون إعادة لهذا السرّ. إنّما هي وقفة تأمّل وفحص ضمير وندامة وتوبة. فالخطيئة وإن كانت لا تلغي المعموديّة، إلاّ أنّها تمنع هذا السرّ من إعطاء الخلاص للخاطيء إن لم يتب، لذلك فالمسيحيّ مدعوّ لأن يتأمّل في مدى أمانته لمواعيد معموديّته، ويندم على تقصيره نحوها إن بالخطيئة التي اقترفها أو بإهمال واجبات معموديّته. أي أن يندم على الخطايا التي قام بها والتي تقطع علاقته بالله وتجرح الجماعة الكنسيّة بأجمعها، وعلى إهماله لمواعيد معموديّته، أي الوعود التي قطعها هو شخصيّاً إن كان بالغاً، أو قطعها عنه والداه وهو طفل بأن يكون: 1) إبناً لله من خلال كونه لابساً ليسوع المسيح وعائشاً على مثاله. 2) أن يكون عضواً فعّالا في جسد المسيح السرّي، ينمّي الكنيسة في القداسة ولا يجرحها في الخطيئة. 3) أن يكون رجل أو إمرأة الفضائل الإلهيّة: - يتحلّى بالإيمان ويحافظ عليه وينمّيه في حياة الكنيسة. - أن يضع رجاءه بالله وحده، ويعلم أنّه ليس وحيدً في هذا الكون بل أن عناية الله تدبّره وأنّه مدعوّ لنشر هذا الرجاء الإلهيّ في عالم يملأه اليأس. - أن يكون عاملاً للمحبّة، فجوهر الله هو المحبّة، ولا يمكن للمعمّد أن يحيا دون محبّة القريب، لذلك عليه أن ينشر قيم المسامحة والغفران، والخدمة والوقوف الى جانب الضعيف والمريض والمتألّم والفقير واليائس... 4) أن يعمل على الوحدة بين المسيحييّن من خلال الصلاة واحترام الإختلاف والتفتيش على ما هو مشترك بينهم. 5) أن يؤمن بالله، وبالكنيسة وبالأسرار ويلتزم بها كغذاء ينمّيه بالروح ويساعده على القداسة لميراث الحياة الأبديّة. 6) أن يأخذ جانب المسيح ويعتنق تعاليم إنجيله، ويرفض الشيطان وكلّ ما يوحي به إليه. إقتراح رتبة تجديد المعموديّة نشيد البدء: توبوا إلى الرّب إن الملكوت قريب. المحتفل: باسم الآب والإبن والرّوح القدس من الآن وإلى الأبد الجماعة: آمين المحتفل متّجهاً إلى الجماعة: إخوتي الأحبّاء، نقف اليوم أمام الرّب نادمين على خطايانا وعلى خيانتنا للوعود التي قطعناها له حين تعمّدنا، نطلب منه أن ينقّي قلوبنا ونغوص روحيّاً في مياه المعموديّة، ونشكره على النعمة العظيمة التي أعطانا إياّها دون أن نستحقّها، نعمة أن نلبس المسيح ونصبح أعضاء في كنيسته المقدّسة، وبها غفرَ الخطيئة الأصليّة التي ورثناها بالولادة، وجعلنا أبناء له وإخوة لربّنا يسوع المسيح بقوة الروح القدس. نعود إليه اليوم نادمين، ونطلب منه أن يجدّد نفوسنا وينقّي عقولنا ويطهّر ضمائرنا، لنعلن له من جديد اليوم بكامل إرادتنا، الوعود التي قطعها أهلنا وعرّابينا عنّا حين كنّا أطفالاً، فنعتق تعاليم المسيح ونرفض تعاليم الشريّر، لنستحق أن نكون للّه أبناء. (تأخذ الجماعة فترة صمت وتأمّل، تقوم فيها بفحص ضمير، ويندم كلّ واحد على خطاياه ويطلب من الرّب المغفرة والقوّة ليحيا حياة مسيحيّة، ومن هو تحت الخطيئة المميتة فليعترف عند الكاهن). المحتفل: إيها الرّب يسوع، يا ابن الله الحيّ، يا من بتجسّدك شاركتنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، وبمعموديّتك أعطيتنا حياة جديدة وولدتنا للآب أبناء، بموتك على الصليب أعطيتنا الحياة، أعطنا اليوم أن نكون مجدّدين بروحك القدّوس، لنولد من جديد بواسطة التوبة كما وُلدنا من مياه المعموديّة للحياة الجديدة، لك المجد الى الأبد. الجماعة: آمين القراءات قارىء: من رسالة القدّيس بولس الرسول الى أهل روما (6، 3-14) ألا تَعلَمونَ أنَّنا حينَ تَعَمَّدْنا لِنَتَّحِدَ بالمسيحِ يَسوعَ تَعَمَّدْنا لنَموتَ معَهُ، فدُفِنّـا معَهُ بالمعمودِيَّةِ وشاركْناهُ في موتِهِ، حتّى كما أقامَهُ الآبُ بقُدرَتِهِ المجيدَةِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، نَسْلُكُ نَحنُ أيضًا في حياةٍ جديدَةٍ؟ فإذا كُنّا اَتَّحَدْنا بِه في موتٍ يُشبِهُ مَوتَهُ، فكذلِكَ نَتَّحِدُ بِه في قيامَتِهِ. ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ الإنسانَ القَديمَ فينا صُلِبَ معَ المَسيحِ حتّى يَزولَ سُلطانُ الخَطيئَةِ في جَسَدِنا، فلا نَبقى عَبيدًا لِلخَطيئَةِ، لأنَّ الّذي ماتَ تَحرَّرَ مِنَ الخَطيئَةِ. فإذا كُنا مُتْنا معَ المَسيحِ، فنَحنُ نُؤمِنُ بأنَّنا سَنَحيا معَهُ. ونَعْلَمُ أنَّ المَسيحَ بَعدَما أقامَهُ اللهُ مِنْ بَينِ الأمواتِ لَنْ يَموتَ ثانيةً ولَنْ يكونَ لِلموتِ سُلطانٌ علَيهِ، لأنَّهُ بِموتِهِ ماتَ عَنِ الخَطيئَةِ مَرَّةً واحدةً، وفي حياتِهِ يَحيا للهِ. فاحسبوا أنتُم أيضًا أنَّكُم أمواتٌ عَنِ الخَطيئَةِ، أحياءٌ للهِ في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا. فلا تَدَعُوا الخَطيئَةَ تَسودُ جَسدَكُمُ الفاني فتَنقادوا لِشَهَواتِه، ولا تَجعَلوا مِنْ أعضائِكُم سِلاحًا لِلشَّرِّ في سَبيلِ الخَطيئَةِ، بَلْ ْ كونوا للهِ أحياءً قاموا مِنْ بَينِ الأمواتِ، واجعَلوا مِنْ أعضائِكُم سِلاحًا لِلخَيرِ في سَبيلِ اللهِ، فلا يكون لِلخَطيئَةِ سُلطانٌ علَيكُم بَعدَ الآنَ. فما أنتُم في حُكْمِ الشَّريعةِ، بَلْ ْ في حُكمِ نِعمَةِ اللهِ. فترة قصيرة من الصمت والتأمّل ترتيلة: يا ربّ إستعملني لسلامك المحتفل: من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقدّيس مرقس (1، 1-14) بِشارةُ يَسوعَ المَسيحِ اَبنِ اللهِ، بَدأتْ كما كَتبَ النَّبـيُّ إشَعْيا: ها أنا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ ليُهيِّـئَ طَريقَكَ صوتُ صارِخٍ في البرِّيَّةِ:هَيِّئوا طَريقَ الرَّبِّ،واَجعَلو سُبُلَهُ مُستقيمَةً. فظَهرَ يوحنَّا المَعمدانُ في البرِّيَّةِ يَدعو النَّاسَ إلى مَعموديَّةِ التَّوبةِ لتُغفَرَ خَطاياهُم. وكانوا يَخرُجونَ إلَيهِ مِنْ جميعِ بِلادِ اليَهوديَّةِ وأُورُشليمَ فيُعَمِّدهُم في نهرِ الأُردُنِ، مُعتَرِفينَ بِخطاياهُم. وكانَ يوحنَّا يَلبَسُ ثَوبًا مِنْ وبَرِ الجِمالِ، وعلى وَسْطِهِ حِزامٌ مِنْ جِلدٍ، ويَقتاتُ مِنَ الجَرادِ والعسَلِ البرِّيِّ. وكانَ يُبشِّرُ فيقولُ: يَجيءُ بَعدي مَنْ هوَ أقوى منِّي. مَنْ لا أحسبُ نفْسي أهلاً لأنْ أنحَنيَ وأحُلَّ رِباطَ حِذائِهِ. أنا عَمَّدتكُم بالماءِ، وأمَّا هوَ فيُعمِّدُكُم بالرُّوحِ القُدُسِ. وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يَسوعُ مِنَ النّـاصِرَةِ الّتي في الجَليلِ، وتَعمَّدَ على يَدِ يوحنَّا في نَهرِ الأُردُنِ. ولمَّا صعدَ يَسوعُ مِنَ الماءِ رأى السَّماواتِ تنفَتِـحُ والرُّوحَ القُدُسَ يَنزِلُ علَيهِ كأنَّهُ حَمامةٌ. وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: أنتَ اَبني الحبـيبُ، بِكَ رَضِيتُ. وأخرجَهُ الرُّوحُ القُدُسُ إلى البرِّيَّةِ، فأقامَ فيها أربَعينَ يومًا يُجرِّبُهُ الشَيطانُ. وكانَ هُناكَ معَ الوُحوشِ. وكانَت تخدُمُهُ الملائِكةُ. فترة قصيرة من الصمت والتأمّل ترتيلة: يا من تعمّدتَ. تجديد مواعيد المعموديّة المحتفل: أيّها الآب السماويّ، يا من خلقتنا لأنّك احببتنا، وأردتنا أن نكون شركاء لك في الحياة الإلهيّة، وبكبريائنا رفضناك وجعلنا من أنفسنا آلهة لك، ولأنّك أبٌ لم تتركنا، بل دخلت في عهد معنا من جديد، من خلال آباء العهد القديم، ولمّا أهملنا هذا العهد وتركناك من أجل آلهة آخرى، آلهة المال والّلذة والشهوة، آلهة السلطة والكبرياء والحقد، أرسلت لنا الأنبياء ليعلنوا اقتراب الملكوت وضرورة العودة اليك، لأنّك الإله الواحد، ولأنّك وحدك تحبّنا. ولقساوة قلوبنا تركناك واهملنا وصاياك. ورغم هذا بقيت تحبّنا، وتنتظرنا كما ينتظرالأب عودة أبنه الضّال وكما تنتظر الأم عودة وحيدها الضائع. وفي ملء الزمن أرسلت ابنك يسوع فتجسّد من العذراء ليعيدنا اليك بدمه الإلهيّ، فأعطانا المعموديّة ومن خلالها صرنا لك أبناء. أعطيتنا عائلة مسيحيّة وأهلاً يوصلون لنا كلمتك ويربّوننا على مخافتك، ورغم نعمك هذه كلّها، تركناك من جديد واهملنا محبّتك لنا ونسينا مواعيد عمادنا، تناسينا وعدنا لك وللكنيسة بان نكون دوماً تلاميذ لأبنك ومبشّرين بإنجيله. أهملنا وصيّة الحب وامتلأ قلبنا حقداً، تركنا وصيّة المغفرة وفتّشنا عن الإنتقام، نسينا دعوتنا الى ان نكون رسل رجاء وامتلأت حياتنا يأساً، نسينا ان دعوتنا هي أن نخدم من هم بحاجة الينا وفتّشنا عن صالحنا الفرديّ. لذلك نعود اليك اليوم، نادمين على خيانتا لحبّك الأبوّي، ونعلم أنّك تغفر لنا، فأعطنا القوّة لنغفر لأنفسنا، ونقبل ذاتنا على حقيقتنا ونعمل على التقدّم الرّوحي، وقوّنا لنغفر بعضنا لبعض فنصبح فعلاً أعضاء متعدّدة في جسد ابنك الوحيد. أعطنا الشجاعة لنتوب حين نخطأ، والقوّة لنسير على درب القداسة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، وبمعونة ملاكنا الحارس وجميع ملائكة الله والقديّسين شفعائنها، لك المجد ولأبنك الوحيد ربّنا يسوع المسيح ولروحك الحيّ القدّوس، لك المجد الى الأبد. الجماعة: أمين المحتفل: إخوتي، أنتم الّذين لبستم المسيح بواسطة ماء المعموديّة، هل تريدون ان تتركوا الخطيئة وتحيوا في حرّية أبناء الله؟ الجماعة: نعم نريد. المحتفل: هل تكفرون بأفكار الشرّير وما يقدّمه لكم، فلا تجعلوه يتملّك عليكم؟ الجماعة: نعم، نكفر بالشرّير وبكلّ تعاليمه. المحتفل: هل تكفرون بالشيطان مصدر كلّ شرّ وخطيئة؟ الجماعة: نعم نكفر بالشيطان أب الكذب، وبكلّ ما يمليه علينا. المحتفل: هل تؤمنون بالله، الآب الضابط الكلّ، خالق السماوات والأرض؟ الجماعة: نعم، نؤمن بالله الآب الضابط الكلّ، أب ربّنا يسوع المسيح. المحتفل: أتؤمنون بربّنا يسوع المسيح، أبن الله الوحيد، المولود من العذراء الطاهرة مريم؟ الجماعة: نعم، نؤمن بربّنا يسوع المسيح، إين الله الوحيد والمساوي له في الجوهر، الّذي تجسّد من مريم العذراء واعتمد وتألّم ومات وقُبر، وقام في اليوم الثالث وأقامنا معه من الموت، وهو يجلس عن يمين الله الآب، وسوف يأتي في المجد ليدين الأحياء والأموات. نؤمن به ونعلنه ملكاً اوحد على حياتنا. المحتفل: هل تجاهرون بإيمانكم بالرّوح القدس، الرّب والمُحيي وتسجدون له مع الآب والإبن؟ الجماعة: نجاهر ونعلن ونسجد له، ونطلب نِعَمَه المحيّية. المحتفل: أتؤمنون بالكنيسة جسد المسيح السرّي وموزّعة أسراره، وبشركة القدّيسين وبمغفرة الخطايا، وبقيامة الأجساد وبالحياة الأبديّة؟ الجماعة: نؤمن، ونعد الّرب أن نكون أعضاءً فعّالين من جسم كنيسته، ملتزمين بأسرارها، وبشركة القدّيسين الكاملة، متّكلين على صلوات إخوتنا القدّيسين الّذين سبقونا الى الملكوت ومصّلين من أجل إخوتنا المتألّمين في المطهر، لنؤهّل معاً لميراث الحياة يوم الدينونة العظيم. المحتفل: فليباركّْكم الرّب الإله، ويعضدْكُم بنعمته لتكونوا أهلاً لحمل اسمه والمحافظة على وسم معموديّتكم طاهراً نقيّاً من وصمة الخطيئة، ليحفظكم الرّب الإله، ويضيء بوجهه عليكم، لكي تعرفوا في الأرض طريقه، وفي جميع الأمم تعلنوا خلاصه. بشفاعة أمّنا مريم العذراء، والقدّيس يوحنّا المعمدان وجميع الملائكة والقدّيسين. الجماعة: آمين نشيد الختام: الرّوح يجمعنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اغتسلوا ، تنقوا القديس كيرلس الأورشليمي ( من مقالاته لطالبي العماد ) “اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني…” (إش 1: 16) 1. السماء تفرح بكم! يتوق تلاميذ العهد الجديد وشركاء أسرار المسيح أن يكون لهم قلب جديد وروح جديد، ليس بحكم عملهم بل وبالنعمة أيضًا، إذ تعم السعادة سكان السماء. لأنه إن كان كقول الإنجيل: “يكون هناك فرح من أجل خاطئ واحد يتوب” (لو 15: 7)، فكم بالأكثر يسعد سكان السماء بخلاص نفوس كثيرة؟! إذ كما لو كنتم داخلين ممرًا صالحًا مجيدًا، راكضين بوقار في جهادٍ وورعٍ. إن ابن الله الوحيد حّال هنا، ومستعد على الدوام أن يخلصكم، قائلاً: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (مت 11: 28). يا لابسي ثوب المعاصي الدنس، أيها المقيّدون بحبال خطاياكم، أنصتوا إلى صوت النبي القائل: “اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني” (إش 1: 16)، فإن طغمات الملائكة تترنم بسببكم قائلة: “طوبى لمن غفر إثمه، وسُترت خطيته” (مز 32: 1). يا من تضيئون مشاعل الإيمان، لا تسمحوا لها أن تنطفئ بين أيديكم حتى يهبكم – ذاك الذي قديمًا على جبل الجلجثة المقدس فتح باب الفردوس للص بسبب إيمانه – أن تسبحوا ترنيمة العرس. 2. اخلعوا الإنسان العتيق إن كان بينكم من هو عبد للخطية، فليستعد بالإيمان استعدادًا تامًا للميلاد الجديد في الحرية والتبني. وبخلع عبوديته لخطاياه المرذولة وارتدائه عبوديته للرب المطوّبة، يصير أهلاً لميراث ملكوت السماوات. اخلعوا “الإنسان العتيق الفاسد حسب شهوات الغرور” (أف 4: 22) بالاعتراف، حتى تلبسوا “الإنسان الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه” (كو 3: 10). بالإيمان خذوا “عربون الروح القدس” (2 كو 1: 22) “لكي يقبلوكم في المظال الأبدية” (راجع لو 16: 9). تعالوا لتنالوا الختم السري حتى يعرفكم السيد بسهولة، وتكونوا محصيين بين قطيع المسيح المقدس الروحاني، ويكون مكانكم عن يمينه، فترثوا الحياة المعدة لكم. أما هؤلاء اللابسون ثوب خطاياهم الدنس فيبقون عن يساره، إذ لم يقتربوا بالمسيح إلى نعمة الله في الميلاد الجديد بالمعمودية. وإنني لا أعني بالميلاد الجديد ميلادًا جسديًا، بل ميلادًا روحيًا جديدًا للنفس، فوالدانا المنظوران يلدوننا حسب الجسد، أما أرواحنا فتُولد ميلادًا جديدًا بالإيمان. إذ “الريح تهب حيث تشاء” (يو 3: 8). عندئذ متى وُجدتم مستحقين، تسمعون الصوت القائل: “نعمًا أيها العبد الصالح والأمين” (مت 25: 21)، وذلك إن كان ضميركم غير ملوث بدنس الرياء. 3. اخلعوا الرياء إن ظن أحد الحاضرين في نفسه أن يجرب الله، فإنه يخدع نفسه ولا يختبر قوة الله. تحرر يا إنسان من الرياء، وذلك من أجل فاحص القلوب والكُلى (مز 7: 9). وكما أن الذين يتقدمون للحرب يفحصون أعمار المتقدمين للخدمة العسكرية ويختبرون لياقتهم البدنية، هكذا يختبر الرب نيّات الأرواح المجندة (ضد إبليس)، فإن وُجد في إحداها رياء خفيًا يطردها، إذ لا تصلح لخدمته الحقيقة، أما إن رأى من تستحق فإنه للحال يهبه نعمتها. إنه لا يعطى القدس للكلاب (مت 7: 6)، لكن من رأى فيه ضميرًا صالحًا يهبه ختم الخلاص، الختم الذي يرعب الشياطين وتعرفه الملائكة، يهرب منه الأولون، ويتطلع إليه الآخرون كأقرباء… لذلك يليق بمن يتقبل هذا الختم الروحي المخلص أن تكون له الأخلاق اللائقة به. وكما أن القلم والسهم يحتجان إلى من يستخدمها، هكذا تحتاج الخدمة إلى أذهان مؤمنة تستخدمها. 4. تأمل عظمة المركز الجديد إنك لا تتقبل درعًا فاسدًا، بل درعًا روحيًا! منذ الآن تُزرع في فردوس غير منظور! إنك تتسلم اسمًا جديدًا لم يكن لك من قبل، إذ كنت تُدعى موعوظًا، أما الآن فمؤمنًا! من الآن فصاعدًا تُطعم في زيتونة روحية (رو 11: 24)، إذ قُطعت من الزيتونة البرية، وطُعِّمت في الزيتونة الجيدة. نُزعت من الخطايا إلى البرّ، ومن الأدناس إلى النقاوة. ها أنت تصير شريكًا في الكرمة المقدسة! (يو 15: 1، 4، 5) حسنًا فإن ثبّت في الكرمة تنمو كغصنٍ مثمرٍ، وإن لم تثبت فيها تهلك بالنار. إذن لتحمل ثمرًا باستحقاق! فلا يسمح الله أن يحل بك ما حلّ بشجرة التين العقيمة (مت 21: 19)، إذ لم يأتِ بعد المسيح (للدينونة)، ولا لعننا بسب عُقمنا. لتكن لنا القدرة أن نقول: “أما أنا فمثل زيتونة مثمرة في بيت الله، توكلت على رحمة الله إلى الدهر والأبد” (راجع مز 52: 8)، وهنا لا نفهم الزيتونة بمعناها المادي، بل نفهمها ذهنيًا بكمال النور. فإن كان الله يزرع ويسقي[2]، فإنه يليق بك أن تأتي بثمار. الله يهب نعمته، وأنت من جانبك تتقبلها وتحافظ عليها. لا تحتقر النعمة من أجل مجّانيتها بل اقبلها واكتنزها بورع. 5. جاهد لتنال أكثر الآن وقت للاعتراف. اعترف بما تقترفه بالقول أو بالعمل، نهارًا وليلاً. اعترف في وقت مقبول وفي يوم خلاص (2 كو 6: 2)، فتتسلم الكنز السماوي. كرِّس وقتك للتلاوات، واظب على التعليم، تذكر ما تتلقنه، لأن ما يُقال لك هو ليس لأذنك فحسب، إنما بالإيمان اختمه في ذاكرتك. أمحِ من ذهنك كل اهتمام أرضي[3]، فإنك تركض من أجل نفسك، إنك تطلب أمور العالم فقط، وهذه قليلة بينما يهبك الله الأمور العظيمة! أطلب الأمور الحاضرة، لكن لتكن ثقتك في الأمور المقبلة. العلّك ركضت حلقات من السنين هذا عددها منهمكًا في العمليات الباطلة، ولا تتفرغ في الأربعين يومًا للصلاة[4] من أجل نفسك؟! يقول الكتاب: “كفوا واعلموا أني أنا الله” (مز 46: 10). اعف نفسك من التفوّه بكلمات كثيرة باطلة، وامتنع عن الوشايات، ولا تمل أذنك إلى النمامين، بل بالأحرى كن متأهبًا للصلاة، وليظهر قلبك متشددًا في التدبير النسكي. نقِ كأسك لتقبل فيضًا أكثر من النعمة! حقًا إن غفران الخطايا يوهب للجميع بالتساوي، لكن شركة الروح القدس تُوهب حسب إيمان كل إنسانٍ. فإن كنت تعمل قليلاً تنال قليلاً، وإن كثيرًا تكسب مكافأة عظيمة. إذن اركض لأجل نفسك واهتم بها. 6. نصائح ووصايا إن كان لك شيء على أحد أصفح عنه. فإذ تأتي هنا لنوال غفران خطاياك يلزمك أن تصفح لمن أخطأ ضدك. وإلا فبأي وجه تقول للرب: “اغفر لي خطاياي الكثيرة”، إن كنت لا تصفح عن أخطاء العبد رفيقك القليلة؟! واظب على اجتماعات الكنيسة بنشاطٍ، ليس فقط في هذه الوقت حيث يطالبك الكهنة بالمثابرة على الحضور، بل وبعد أن تنال النعمة، لأنه إن كنت قبل نوالها تعمل عملاً صالحًا، أفما يليق بالأكثر بعد نوالها؟! إن كنت وأنت لم تُطعم بعد لك فرصة آمنة لكي تُسقى ويُعتنى بك، فكم بالأولى بعد تطعيمك؟! صارع من أجل نفسك، خاصة في مثل هذه الأيام. أنعشها بالقراءات المقدسة، إذ يعد الرب لك مائدة روحية. عندئذ تقول مع المرتل: “الرب راعيّ فلا يعوزني شيء، في مراعٍ خضرٍ يربضني، إلى مياه الراحة يوردني، يرد نفسي” (مز 23: 1-3)، حتى الملائكة أيضًا تشاركك فرحتك، والمسيح نفسه رئيس الكهنة الأعظم إذ يتقبل صدق عزيمتك يُحضرك أمام الآب قائلاً: “ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله” (عب 2: 13؛ إش 8: 18). ليحفظك الرب موضع سرور في عينه، هذا الذي له المجد والسلطان إلى دهر الدهور الأبدية. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر المعمودية
6) طقس الرشم بالميرون المقدس طقس الرشم بالميرون فيكون كالاتى: يأخذ الكاهن قارورة الميرون المقدس ويصلى عليها قائلا: "أيها القادر وحده صانع جميع العجائب، الذى لا يعسر عليك شئ، لكن ارادتك وقوتك فاعلة فى كل شئ. اعنهم بالروح القدس عند نضح الميرون المقدس، ليكن خاتما محييا وثباتا لعبيدك. بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا. هذا الذى من قبله يليق بك المجد معه ومع الروح القدس المساوى. الان وكل أوان والى دهر الدهور امين". 1- يضع الكاهن أبهام يده اليمنى على فوهة قارورة الميرون، وينكسها الى اسفل حتى يتبلل أصبعه بالميرون ثم يرشم به المعمد هذه الرشومات: المجموعة الاولى وهى: 1- النافوخ (اعلى الراس ثم المنخارين ثم الفم ثم الاذن اليمنى). 6- العين اليمنى. 7- العين اليسرى واخيرا. 8- الاذن اليسرى ومجموعها 8 رشومات. يرشم وهو يقول: باسم الاب والابن والروح القدس. مسحة نعمة الروح القدس امين. 2- المنخارين 3- الفم 4- الاذنان 5- العينان 10- السره 11- الظهر 12- الصلب (اسفل الظهر) المسحة المقدسة تجعل الروح القدس يعمل فينا ويؤهلنا لميراث ملكوت السماوات. رشومات المجموعة الثالثة: 6 رشومات يأخذ الميرون بأصبعة كما سبق ويرشم 13- مفصل الكتف الايمن من فوق 14- الابط الايمن اى مفصل الكتف الايمن من تحت. 15- مفصل الكوع الايمن. 16- ومثناه (أى باطنه). 17- مفصل الكف الايمن. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. 18- واعلاه (أى ظهر الرسغ) وهو يقول "دهن شركة الحياة الابدية امين". رشومات المجموعة الرابعة: 6 رشومات يأخذ الميرون بأصبعة كما سبق ويرشم: 19- مفصل الكتف الايسر فوق. 20- الابط اى مفصل الكتف من تحت. 21- مفصل الكوع الايسر. 22- ومثناه. 23- ومفصل الكف اليسرى. 24- واعلاه. رشومات المجموعة الخامسة: 6 رشومات يأخذ الميرون بأصبعة كما فى المرات السابقة ويرشم: 25- مفصل الورك الايمن. 26- والحالب الايمن (اى داخل الفخذ الايمن). 27- مفصل الركبة اليمنى. 28- ومثناة (اى داخله). 29- مفصل عرقوب الرجل اليمنى وهو العظمة التى فوق العقب. 30- واعلاه. رشومات المجموعة السادسة: 6 رشومات يأخذ الكاهن الميرون بأصبعه كالمرات السابقة ويرشم: 31- مفصل الورك الايسر. 32- الحالب الايسر. 33- مفصل الركبة اليسرى. 34- ومثناة. 35- مفصل العرقوب بالرجل اليسرى. 36- واعلاه |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر المعمودية
جانب الشخصي للمعمودية: يوضِّح هذا الجانب القديس بطرس الرسول الذي يدعو المعمودية: «... المعمودية تنجِّيكم الآن، لا بإزالة وسخ الجسد، بل بعهد صادق النية مع الله بقيامة يسوع المسيح» (1بط 3: 21 - الترجمة العربية الجديدة). فالمعمودية هي دخول شخصي في عهد الله الجديد مع البشر. - ومن خلال المعمودية، ينضمُّ المُعمَّد إلى جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح القائم من بين الأموات والذي صعد إلى السموات، فيصير مواطناً في ملكوت الله، وعضواً متحداً بالجسد السرِّي السرائري للمسيح، هذا الجسد السرِّي الذي ينمو في كل مرة يتعمَّد فيه إنسان جديد بسرِّ المعمودية. - كما ينال المعمَّد مغفرة كاملة عن خطاياه السالفة إن كان بالغاً؛ أما إن كان طفلاً فينال عتقاً من آثار ونتائج خطية أبوينا الأوَّلَيْن آدم وحواء التي حدثت في الطبيعة البشرية، وهي: الموت، وناموس الخطية الكائن في الأعضاء، والخطية التي دخلت إلى العالم بخطية الأبوين الأوَّلَيْن، ثم من الموت الروحي (أي الأبدي) الذي حلَّ على البشر بسبب انفصال الإنسان الأول عن الله مصدر حياته الأبدية؛ ولهذا السبب تقول أوشية الراقدين: ”لأنه ليس أحدٌ طاهراً من دنسٍ ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض“، باعتبار أن لوثة الخطية قد طالت الطبيعة البشرية التي أورثها آدم لكل ذريَّته. النِّعَم والعطايا السرِّية الممنوحة للمعمَّد (بحسب صلوات سرِّ المعمودية): 1. التعرية من الإنسان العتيق: أي التعرية من إنسان الخطية الخاضع للموت الروحي الأبدي، والذي وُلد به الإنسان الولادة الأولى، ويقابلها هذه الطلبة: ”وجدِّد ميلادهم بالحياة الأبدية“. 2. نزع الأرواح النجسة من داخل قلوبهم: ”انزع من قلوبهم كل الأرواح النجسة، الروح الخبيث الذي يُغلق قلوبهم، وروح الضلالة وكل خبث، روح محبة المال وعبادة الأوثان، روح الكذب، وكل نجاسة تُصنع كتعليم إبليس“. - ولاحِظ أن طرد ونزع الأرواح النجسة يسري معها طرد أرواح الخطايا: الضلالة، الخبث، محبة المال، الطمع الذي هو عبادة الأوثان، الكذب، كل نجاسة. فالمعمودية تنزع من المؤمن الروح النجس الذي تسلل إلى الطبيعة البشرية، والذي يغوي ذرية آدم لفعل هذه الخطايا. لذلك، فالمعمودية تُعطي المُعمَّدين الذين انتُزِعت منهم هذه الأرواح الشريرة، تعطيهم قوة أن ”يُجاهدوا كوصايا المسيح“، وأن ”يحرسوا الخاتم (ختم المعمودية) من أي سارق“، و”يحفظوا اللباس بغير اضمحلال“. - ومقابل هذه العملية السلبية أي نزع الأرواح النجسة من نفوس وأجساد المعمَّدين، يطلب الكاهن من الله: ”املأهم من قوة روحك القدوس“، ”هيئ أنفسهم لكي يقبلوا روحك القدوس“، ”إذ تعدُّهم هيكلاً لروحك القدوس“، ”فليتصوَّر المسيح في الذين ينالون صبغة الميلاد الجديد“، ”أعدَّهم هيكلاً لروحك القدوس“. ويُلاحَظ أن الصلاة: ”أعدَّهم هيكلاً لروحك القدوس“ تتكرر قبل صلوات سرِّ المعمودية وأثناءها، لأنها تمثِّل جوهر المعمودية المسمَّاة ”الولادة من الماء والروح“. لذلك، فإن الكاهن وهو يصلِّي صلاة التقديس على الماء المخصَّص للمعمودية، يطلب: ”أنعِمْ على هذا الماء لكي لا يوضع فيه ولا ينزل مع الذي يعتمد فيه، روح رديء، ولا روح نجس... ولا روح الشيطان، بل انتهرهم بقوتك العظيمة ليصيروا (الأرواح الشريرة) مشدوخين أمام علامة صليبك واسمك القدوس الذي ندعوه“. وعن هذا الماء يطلب الكاهن: ”امنحه نعمة الأردن والقوة والعزاء السمائي. وعند حلول روحك القدوس عليه، هَبْهُ بركة الأردن، أعطِه قوة ليصير ماءً مُحيياً، ماءً طاهراً، ماءً يُطهِّر الخطايا... إلخ“. - وهذه هي اللحظة الحاسمة: لحظة حلول الروح القدس على المياه، فهو الذي يُتمِّم السر بكل مفاعيله. تأمَّل هذه الصلاة: ”أَرعدْ يا الله الآب ضابط الكل على هذه المياه، لكي بها، وبروح قدسك، تُجدِّد ميلاد عبيدك الذين تقدَّموا إليك، تُجدِّدهم بقوتك الإلهية“. - ويُلاحَظ أيضاً أن الذي تقدَّم للتعميد سبق له أن دُهِنَ بزيت ”الغاليلاون“ وقت جَحْدَ الشيطان والاعتراف بالإيمان المقدس، لكي يجعله هذا الزيت وهو مُحمَّل بالروح القدس ”أن يحلَّ أعمال الشيطان وسحرهم وكل عبادة الأوثان، وانقلْه (نفس الطلبة التي تُتلى على الخبز والخمر في سرِّ الإفخارستيا) ليكون زيت مسحة وموعظة لكي يجعل النفس مؤمنة بالمسيح يسوع ربنا“؛ وكذلك: ”ليصير دهن موعظة يُبطِل كل أفعال المضاد، وكل سحر وكل تعزيم وكل عبادة الأوثان، ويردَّ إلى خلف كل شيء رديء“. - إننا نوجِّه نظر المؤمنين لهذه النعمة العظيمة التي مُنحت لهم في سرِّ المعمودية وهي: العتق من الأرواح الشريرة النجسة بكل أعمالها الرديئة، وهي الخطايا المُهلكة المؤدِّية إلى الموت، حتى يحترس المؤمنون من كل حِيَل إبليس والأرواح التي تعمل الآن في أبناء المعصية الذين لم ينعموا بنعمة الميلاد الجديد، حتى لا يشاركوهم في أعمال الظلمة بل يحتفظوا بطهارة ونقاوة نفوسهم التي بثَّها فيهم الروح القدس الذي سكن فيهم منذ معموديتهم. + «ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبِّخوها» (أف 5: 11). 3. الاستنارة بالروح القدس: - ولذلك فإن المعمودية تُعطي للمُعمَّد ”استنارة“، لأنها تُضيء عليه ”بنور المعرفة“: ”نسأل ونطلب منك يا محب البشر، فتِّش خزائن نفوسهم، وأَضئ عيون أفهامهم بنور المعرفة“، ”اجعلهم أهلاً بغير عيب وبطهارة أن يقبلوا إليهم النور وخاتم مسيحك وموهبة روحك القدوس المساوي لك، ويصيروا حلة نورانية“، ”افتح أعين قلوبهم ليستضيئوا بضياء إنجيل ملكوتك، وليصحب حياتهم ملائكة النور، ليُخلِّصوهم من كل مؤامرة، ومن المصادقة (المعاشرات) الرديئة“، ”لكي يخلع الذين يعتمدون فيه (الماء المقدس) الإنسان العتيق الذي يفسد بشهوات الضلالة، ويلبسوا الإنسان الجديد الذي يتجدَّد مرة أخرى كصورة خالقه، ويُضيء فيه نور الحق من قِبَل الروح القدس... إلخ“. - وبعد إتمام سرِّ المعمودية يُصلِّي الكاهن صلاة تسريح الماء فيقول: ”أنت يا سيدنا جعلتَ هذا الماء طاهراً بنعمة مسيحك، وحلول روحك القدوس عليه، وصار لعبيدك الذين تعمَّدوا حميماً للميلاد الجديد، وتجديداً من الضلالة القديمة، وأضاءوا بنور لاهوتك... إلخ“. - يا لعظمة وبهاء نعمة المعمودية التي تجعلنا نُضيء بنور لاهوت المسيح! 4. الميلاد الجديد: + «وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله» (1يو 1: 12). من واقع سُكنى الروح القدس في الإنسان المُعمَّد - كما رأينا في صلوات المعمودية (بند 2) - فإن المُعمَّد يصير في الحال ابناً لله مولوداً من الله بالروح القدس. لذلك تزخر صلوات المعمودية بهذه البركة: - ”اجعلهم مستحقين للنعمة التي تقدَّموا إليها، لينالوا من روح قدسك، ويمتلئوا من قوتك الإلهية، ويكونوا متشبِّهين بابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح صائرين واحداً معه“. - ”وَلِدْهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد“. - ”جدِّد ميلادهم بالحياة الأبدية، واملأهم من قوة روحك القدوس“. - ”فليتصوَّر المسيح في الذين ينالون صبغة الميلاد الجديد“. - ولذلك فإن المعمودية تجعلنا متحدين في شخص الابن في شركة سرِّية، كما تقول الصلوات: ”من أجل هذا يا رب طهَّرتَ طبيعتنا وعتقتنا بالاتحاد في شخصك في شركة سرِّية“. المعمودية سر لا غِنَى عنه للجميع وهكذا، فبما أن الإنسان ينال في المعمودية كل هذه النِّعَم، بديلاً للوجود العتيق، حيث ينال وجوداً جديداً وحياة جديدة، ويصير بهذا ابناً لله، وعضواً في جسد المسيح، أي الكنيسة (وتُكني عنها صلوات المعمودية بـ ”الزيتونة اللذيذة“ التي يتطعَّم فيها المتعمِّد كما تُطعَّم الزيتونة البرية في الزيتونة الجيدة فتُثمر زيتوناً لذيذاً)، ويصير وارثاً للحياة الأبدية ومسكناً للروح القدس؛ فواضحٌ، إذن، أن المعمودية لا غِنَى عنها لأحد، حتى الأطفال، الذين وهم ينمون في القامة والحكمة يجب أن ينموا أيضاً في المسيح. وفي كتابات الرسل هناك إشارات متعددة لتعميد الأسرة بأكملها (مثل بيت ليديا، وحارس السجن، وبيت استفانوس - 1كو 1: 16)؛ بينما لم يُذكَر أبداً أن الأطفال كانوا يُستثنَوْنَ من المعمودية. ويؤكِّد آباء الكنيسة في تعليمهم للمُقْدِمين على معمودية الأطفال على هذه الحقيقة. فالقديس غريغوريوس اللاهوتي وهو يُخاطب الأُمهات المسيحيات، يقول لهن: ”فلتجعليه يتقدَّس في طفولته، لكي يتكرَّس للروح في شبابه“. وهنا لابد أن نُذكِّر الآباء والأُمهات والرعاة وخدَّام مدارس الأحد إلى المسئولية الخطيرة تجاه الأطفال المُعمَّدين ليربُّوهم في الإيمان المسيحي وحياة التقوى. ونقرأ تعليمات هامة عن هذا الأمر في الكتاب القديم ”الرئاسات الكهنوتية الكنسية“ المنسوب إلى القديس ديوناسيوس الأريوباغي، والذي يحظى باحترام وتوقير كبيرين من الكنيسة: [إنه أمر مقبول لمُعلِّمينا القديسين أن يسمحوا للأطفال أن يتعمَّدوا أيضاً، تحت شرط أن يستأمن والداهم واحداً من المؤمنين ليُعلِّمهم حسناً الأمور الإلهية، ثم يعتني بهم كأب مُعطَى لهم من فوق لكي يحرس خلاصهم الأبدي. مثل هذا الشخص حينما يُقدِّم تعهُّداً بإرشاد الطفل في حياة التقوى، يُكلِّفه الأسقف أن ينطق بكلمات جحد الشيطان والاعتراف المقدس (نيابة عن الطفل)]. وهذا هو عمل ”الأشبين“ الذي يقوم بهذا العمل الآن أثناء إجراء سرِّ المعمودية للأطفال. ما أخطر هذا التعليم الآتي إلينا من الكنيسة المسيحية القديمة! ومنه نرى عِظَم المسئولية الملقاة على عاتق الأشبين. وكم يجب أن يعتني الوالدان بطفلهما المُعمَّد وهم يختارون الأشبين الذي سيقوم بتعليمه وتربيته التربية المسيحية! وفي معظم الأحوال وإذا كانت الأسرة مسيحية بالحق، فإن الأبوَيْن يقومان بأنفسهما بتعليم أطفالهما حقائق الإيمان وحياة التقوى. ولكن بما أن الظروف الاجتماعية السائدة الآن يصعب فيها على الأسرة المسيحية أن تقوم بتربية أطفالها، لذلك صارت تستدعي من الكنيسة أن تكون منتبهة لعملية التربية المسيحية للنشء حتى لا يبقى الأطفال بلا إرشاد مسيحي. أما في حالة وجود أشبين بالشروط الواجبة، فعليه أن يكون مستعدّاً دائماً لحفظ الصلة الروحية المتينة مع تلميذه الروحي، ويكون متأهِّباً لأية خدمة روحية في أية لحظة يحتاج فيها الطفل إلى حضور أشبينه إليه ومعاونته في الثبات في طريق التقوى |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العماد
القديس كيرلس الأورشليمي http://www.peregabriel.com/gm/albums...ntitled~11.jpg “أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته. لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة” (رو 4: 3، 14). 1. هذه المقدمات الطويلة في الأسرار والتعاليم الجديدة، التي هي إعلان الحق الجديد نافعة لنا، وبالأحرى لكم أنتم الذين تجدّدتم من حال قديم إلى حال جديد. لذلك فمن الضروري أن أبسط أمامكم ملحق لمقال الأمس، حتى تتعلموا الأمور (التي عُلمت لكم في الحجرة الداخلية) وما تحمله من معانٍ. خلع الثياب بنزولكم تمثلون الليل، لأنه كما في الليل لا يرى الإنسان مطلقًا، لكن من في النهار يبقى في النور؛ لم تروا شيئًا. وهكذا كما في النزول كما في الليل لم تروا شيئًا. لكن في الصعود ثانية كنتم كمن بالنهار. وفي نفس اللحظة كنتم تموتون وتولدون، وأن مياه الخلاص كانت قبركم وأمكم في وقت واحد.2. حالما تدخلون وتخلعون ثيابكم وهذه صورة “لخلع الإنسان العتيق مع أعماله”، خلعتم وصرتم عرايا. وفي هذا نتشبه بالمسيح الذي عُري على الصليب، إذ بعُريه “جَرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه” (كو 2: 15). إذ أن القوات الشريرة سكنت في أعضائك، فلا تلبس هذا الثوب فيما بعد. لا أعني هذا الثوب المنظور، لكن “الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور”. نرجو أن النفس التي خلعته، لا تخلعه ثانيًا أبدًا. لكن نقول مع عروس المسيح في نشيد الأناشيد “خلعت ثوبي فكيف ألبسه؟” (نش 5: 3) شيء عجيب! هل كنتم عرايا أمام الجميع ولا تخجلوا. لأنه حقًا أشبهتم آدم أول الخليقة. الذي كان عريانًا في الفردوس ولا يخجل. مُسحتم بالزيت المصلى عليه 3. ثم عندما خلعتم ثيابكم مُسحتم بالزيت المُصلى عليه، من شعر رؤوسكم إلى أقدامكم، وصرتم شركاء في الزيتونة المقدسة بيسوع المسيح. إذ قطعتم من الزيتونة البرية، وطُعِّمتم في الشجرة المقدسة، وأصبحتم شركاء في دهن الزيتونة الحقيقية، فقد أصبح هذا لتلاوة تطرد كل أثر لسلطان الشرٍ، كما أن نفخات القديسين واستدعاء اسم الله تحرق الشياطين كاللهب المضطرم وتطردهم. وهكذا أيضًا هذا الزيت المقدس يأخذ قوة بالتوسل إلى الله والصلاة حتى أنه يحرق الخطية وينظف آثارها، كما يطرد كل القوات الشريرة غير المنظورة. العماد بالتغطيس 4. بعد هذه الأشياء اُقتُديتم للبِركَة (الجرن) المقدسة للعماد الإلهي، كما حُمل المسيح من الصليب إلى القبر الذي هو أمام عيونكم. لقد سُئل كل منكم هل يؤمن باسم الآب والابن والروح القدس وتممتم هذا الاعتراف الخلاصي. ونزلتم ثلاث مرات في الماء، وصعدتم ثانيًا. هنا أيضًا تشيرون برمز للثلاثة أيام التي دفن فيها المسيح. لأنه كما قضى مخلصنا ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ في قلب الأرض، هكذا أنتم أيضًا في أول صعودكم تقتدون اليوم بالمسيح في الأرض. وما قاله سليمان عن الآخرين يناسبكم أيضًا، إذ قال: “للولادة وقت وللموت وقت” (جا 3: 2)، لكن بالنسبة لكم كان الأمر مختلفًا. كان الوقت لتموتوا، والوقت لتولدوا. لكن الآن يتم الأمرًان معًا في وقت واحد، إذ سارت ولادتكم جنبًا إلى جنب مع موتكم . الموت مع الرب 5.أمر عجيب لا يدركه عقل! حقًا لم تمت ولم تُدفن. لم تُصلب ولم تقم ثانيًا. لكن حدث هذا لنا في مثال الرب، وصار خلاصنا حقيقة. صُلب المسيح فعلاً ودُفن فعلاً. وقام حقًا/ وكل هذه الأشياء انعم بها بسخاء علينا، حتى أننا نشترك في آلامه، ونربح خلاصًا في الحقيقة. يا للمحبة المترفقة المتجاوزة كل حدٍ. أخذ المسيح مسامير في يديه الطاهرتين وقدميه وتعذب بالألم، بينما بدون ألم وتعب وبسخاء أصبغ على الخلاص بشركة آلامه . نِعَمْ العماد 6.فلا يظن أحد أن العماد لنعمة مغفرة الخطايا فقط أو بالأحرى للتبني. فعماد يوحنا كان يهب مغفرة الخطايا، أما نحن كما نعلم تمام العلم أن العماد كما يطهر خطايانا ويُقدم لنا موهبة الروح القدس، فهو أيضًا يحمل مشاركة في آلام المسيح. لهذا السبب يصرخ بولس عاليًا: “أم تجهلون إنما كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت” (رو 6: 3). هذه الكلمات قيلت لبعض الذين فكروا أن العماد يخدمنا لمغفرة الخطايا وللتبني فقط وليس للشركة والامتثال بآلام المسيح الحقيقية . مشاركة في آلام المسيح 7.لذلك لكي نتعلم أنه مهما احتمل المسيح من أجلنا ومن أجل خلاصنا، فقد تألم حقًا وليس خيالاً، وأننا صرنا شركاء في آلامه، صرخ بولس بكل قوته وبكل إتقان الحق: “لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته” (رو 6: 5). حسنًا قال: “متّحدين معه”، إذ أنه مادامت الكرمة الحقيقية قد زُرعت في هذا المكان، فنحن أيضًا بالمشاركة في عماد الموت، كنا مزروعين معه. ثبت عقلك بانتباه كثير على كلمات الرسول فإنه لم يقل: “لو كنا قد زُرعنا معه بموته” لكن “بشبه موته“، لأنه في حالة المسيح كان موتًا حقيقيًا، لأن نفسه انفصلت عن جسده. ودفن حقًا، لأن جسده المقدس لُف بكتان نقي، وكل شيء حدث حقًا له. لكن في حالتكم كان شبه موت وآلام فقط، لكن تم الخلاص لا في تشبيه بل حقيقة . 8. أما وقد تعلمنا بما فيه الكفاية عن هذه الأمور أحفظوها في ذاكرتكم. ولو إنني غير مستحق أن أقول إني أحبكم، لأنكم تذكروني دائمًا وقد ثبتم في التقاليد التي سلمتها إليكم. والله الذي أخرجكم من عداد الموتى، قادر أن يمنحكم القوة لتسيروا في تجديد الحياة… لأن له المجد والقوة من الآن وإلى الأبد. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر المعمودية
5) طقس تقديس ماء المعمودية يتم ملء المعمودية بالماء النقى ثم تتم الخطوات والصلوات الاتية: 1- يأخذ الكاهن الزيت الساذج (العادى ? وفى الغالب يكون هو زيت ابو غلمسيس) ويسكب منه على ماء المعمودية على مثال الصليب ثلاث مرات وهو يقول الرشومات الثلاثة ويرد الشمامسة فى كل رشم امين. 2- يصلى صلاة سرا قائلا ادع عبيدك يا سيدى الى نورك الطاهر اجعلهم مستحقين هذه النعمة العظيمة التى للعماد المقدس املأهم من قوة روحك القدوس..... الخ. 3- يصلى صلاة الشكر بعد "اشليل".... "ايرينى باسى". 4- يضع خمس ايادى بخور فى المجمرة بالرشومات الثلاثة المعروفة ثم يصلى سر بخور البولس "يا لله العظيم الابدى....." ثم يرفع البخور فوق المعمودية. 5- يصلى احد الشمامسة البولس من الرسالة الى تيطس (2: 11 ? 3: 8) وهو يظهر الفرق بين سلوك الانسان قبل المعمودية فى الضلال والشر والخطية وبين سلوكه بعد المعمودية يعيش بالعفاف والبر والتقوى والمحبة والوداعة والسلام مع جميع الناس، كما يسمى المعمودية غسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس. 6- يصلى الكاهن سر البولس الثانى (يا رب المعرفة ورازق الحكمة) يطلب فيه أن ينعم الله على السامعين بعقل غير منشغل وفهم نقى لفهم وهضم تعاليم بولس الرسول لكى يتشبهوا به الايمان والعمل والجهاد لكى ينالوا معه النصيب الصالح واكليل المجد الذى لا يغنى. ثم يصلى سر الكاثوليكون وفيه يطلب من الله أن يساعده وشعبه على السلوك فى اثار الرسل ويكونوا متشبهين بجهادهم وعرقهم وتعبهم الذى قبلوه من اجل نشر الايمان وان يبارك فى الكنيسة الكرمة التى غرستها يمينة بواسطة تعليم الرسل وكرازتهم ورسائلهم. 7- اثناء ذلك يصلى احد الشمامسة الكاثوليكون. وهو من رسالة يوحنا الاولى 5: 5 ? 14 وهو يتكلم عن غلبة العالم بالايمان بالمسيح، ثم يتكلم عن الشهود الثلاثة وهم الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة هم فى الواحد. اى فى المعمودية فالمعمودية مؤسسة على دم المسيح وكفارة الصليب ثم هى تملا بالماء وبالصلاة يحل عليها الروح القدس فيجتمع الثلاثة الروح والماء والدم لتصبح المعمودية صحية وفعالة. 8- يقول الكاهن سر الابركسيس يطلب فيه من الله ان يقبل منه محرقة هذا البخور ويرسل له ولشعبه رحمته الالهية وان يجعلهم انقياء من كل نتن الخطية وان يحفظهم لخدمته بطهارة وبر كل ايام حياتهم ويقول الشمامسة الابركسيس وهو من اعمال الرسل 8: 26 ? 40 ويذكر حادثة الرجل الحبشى وزير كنداكه ملكة الحبشة وقد جاء هذا العماد بعد ان نطق الخصى بالايمان الصحيح بربنا يسوع المسيح قائلا: "انا أؤمن أن يسوع هو ابن الله " (أع 8: 37) وقد عمده فيلبس بالتغطيس فقد اقبلا على ماء (كثير) فنزلا كلاهما الى الماء وبعد العماد صعدا من الماء، كما فعل الرب يسوع عند عماده "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء...." (مت 3: 16). 9- تقال أجيوس الثلاثة ويصلى الكاهن أوشية الانجيل بمرداتها. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. 10- يقراء احد الشمامسة المزمور (31: 1، 2) وفيه يطوب الذين غفرت خطاياهم وسترت اثامهم بالمعمودية. ثم يقرأ الانجيل من يوحنا 3: 1 ? 21. ويذكر مقابلة نيقود يموس للسيد المسيح وحديث المسيح عن اهمية المعمودية وتأكيده القاطع على ضرورتها للخلاص ونيل الملكوت قائلا: "الحق الحق اقول لك ان لم يولد الانسان مرة اخرى (من فوق) لا يقدر ان يعاين ملكوت الله". (يو 3: 3) "الحق الحق أقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر ان يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). "فالمولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو 3: 6) ونحن نعلم أن لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله (1 كو 15: 5) بل الانسان الروحانى المولود من الروح القدس. 11- أثناء قراءة الانجيل يصلى الكاهن سر الانجيل "ايها الطويل الاناة....". 12- يصلى الكاهن السبع أواشى الكبار كما يحدث فى صلاة اللقان وسر مسحة المرضى وغيرها وهى: 1- أوشية المرضى 2- المسافرين. 3- المياة او الزروع أو الاهوية حسب الوقت. ففى المدة من (12 بؤنة الى 9 بابة) تقال أوشية المياة لأنه زمن الفيضان وفى المدة من (10 بابة الى 10 طوبة) تقال أوشية الزروع لأنه أوان بذر البذور فى الارض. وفى المدة من (11 طوبة (عيد الغطاس) الى 11 بؤنة) تقال أوشية الأهوية والثمار لأن فى هذه الفترة يكون الزرع فى مرحلة الاثمار فهو يحتاج الى جو مناسب حتى لا يتلف الثمر ثم يأتى زمن الحصاد فيكون المحصول وفيرا. 4- أوشية الملك (الرئيس) 5- أوشية الراقدين. 6- أوشية القرايين. 7- أوشية الموعظين التى يطلب فيها من الله يرحم ويثبت كلامه فى قلوبهم ويجعلهم مستحقين لحميم الميلاد الجديد (المعمودية) لغفران خطاياهم، وأن يعدهم هيكلا لروحه القدوس يصلى كل هذه الاواشى بالمجمرة. 13- يصلى الكاهن طلبة قصيرة قائلا... أرسل قوتك المقدسة لتتقدم هذا العماد وتعد عبيدك لكى يستطيعوا ان ينالوا هذا العماد الطاهر الذى للميلاد الجديد لغفران خطاياهم..... 14- يقول الكاهن صلاة وضع يد. أى يضع يدية على طالب العماد ويقول: "حل فيهم يا رب وسر بينهم وساعدهم فى كل عمل صالح....". 15- يركع الكاهن بانسحاق امام الاردن (جرن المعمودية) ويصلى صلاة عميقة قائلا... "اغسل دنس نفسى وجسدى طهرنى بالكمال، ارسل قوتك من علوك المقدس وقونى لكى اعمل خدمة هذا السر العظيم السمائى. فليتصور المسيح فى الذين ينالوه صبغة الميلاد الجديد منى انا الشقى. ابنهم على اساس الرسل والانبياء". 16- يصلى الكاهن الثلاثة أواشى الكبار: السلام والاباء والاجتماعات. 17- يصلى الحاضرون قانون الايمان. 18- يأخذ الكاهن الزيت المقدس (الغاليلاون) ويسكب منه فى جرن المعمودية ثلاث مرات كل مرة على مثال الصليب لتقديس الماء بالرشومات الثلاث المعروفة. 19- يصلى الكاهن صلاة قائلا... نسألك يا ملكنا عن عبيدك قدسهم وقوهم لكى من جهة هذا الماء وهذا الزيت تبطل كل القوات المضادة والارواح الخبيثة امنعها وارذلها وصدها... الخ. 20- ينفخ فى الماء ثلاث مرات وهو يصلى: "قدس هذا الماء وهذا الزيت ليكونا لحميم الميلاد الجديد امين. حياة ابدية امين. لباس غير فاسد امين"... الخ. 21- يرشم الماء ثلاث مرات بالصليب وهو يقول.. "ارعد ايها القادر الضابط الكل على هذه المياه لكى بها وبروح قدسك تجدد ميلاد عبيدك الذين تقدموا اليك".... الخ. 22- يصلى الشعب اسبسمى "هوذا يوحنا الصابغ" ثم قطعة "بشفاعة والدة الاله" ثم يبدا قداس المعمودية. يكمل الكاهن: "رفعنا اعيننا اليك يا رب"... ثم : "انت فلقت الينابيع والاودية". وبعد ذلك: "أنت أمرت الصخرة الصماء فأفاضت الماء لشعبك".. هذه ثلاث قطع يصليها الكاهن على مثال الثلاث صلوات التى تلى رشومات "الرب مع جميعكم" فى قداس الافخارستيا. 2- يقول الكاهن أجيوس ثلاث مرات بثلاثة رشومات فى الماء بالصليب ثم قطعة "قدوس قدوس أيها الرب... امنحه (الماء) نعمة الاردن والقوة والعزاء السمائى. وعند حلول روحك القدوس عليه هبه بركة الاردن امين اعطه قوة ليصير ماء محييا آمين"... الخ. 3- يرشم الماء بالصليب ثلاثة مرات ويقول:... "عبيدك الذين قدموا لك بنيهم... اقبلهم على مذبحك الناطق السمائى كرائحة بخور تدخل الى عظمتك التى فى السماوات... احفظهم فى الايمان المستقيم كل ايام حياتهم... اجعلهم فى المحبة التى تفوق كل شئ"... الخ. يقول الشعب: ابانا الذى..... ويقول الكاهن التحاليل الثلاثة. 4- يأخذ الكاهن زيت الميرون المقدس ويسكب منه قليلا جدا فى ماء المعمودية ثلاث مرات كل مرة على مثال الصليب ليقدس الماء، يفعل ذلك وهو يقول الرشومات الثلاثة المعروفة على طريقة رشومات الحمل ويرد الشمامسة فى كل مرة امين. وهنا يحل الروح القدس على ماء المعمودية ويصبح قادرا على منح الميلاد الجديد للمعمدين فيه وتطهيرهم من خطاياهم. 5- يقول الكاهن هذه القطع من المزامير وهو يحرك الماء بالصليب يقولها على طريقة الهوس الكبير ويرد الشمامسة بعد كل جملة: الليلويا. مز 28: 2، 3، مز 31: 5، مز 65: 11، مز 50: 7، 9، 10، مز 132: 13، ثم يقول الذكصا. بعد الانتهاء من العماد اذ اراد الكاهن تسريح ماء المعمودية يصب ماء على يديه فى جرن المعمودية مما علق به من ميرون ثم يغسل ما حول المعمودية مما تناثر عليه من ماء المعمودية وما فيه من ميرون ويصبه فى المعمودية. بعد ذلك يصلى الكاهن صلاة لتسريح الماء يقول فيها:... نسأل ونتضرع اليك ايها الصالح محب البشر أن تنقل هذا الماء الى طبعه الاولى ليرد الارض مرة اخرى... الخ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسماء سر المعمودية http://www.peregabriel.com/gm/albums...ormal_bqth.jpg لهذا السر العظيم المقدس أسماء متعددة استعملها الآباء القديسون للدلالة على مفعولها الظاهري والباطني ، وهذا أهمها : سر المعمودية إن الفعل باليونانية يعني " غطس ، غسل " فالعماد تغطيس أو غسل ، ورمزية الماء كعلامة تطهير أو حياة ، كثيرة الشيوع في تاريخ الأديان ، فلا غرابة إن وجدناها في الأسرار الوثنية ، إلا أن أوجه الشبه بينها وبين السر المسيحي خارجية فقط ، ولا تتصل بالحقائق العميقة . " شاءت رحمته أن يخلصنا بغسل الميلاد الثاني والتجديد الآتي من الروح القدس " ( تي 3/5 ) ، " اغسلني فأبيض أفضل من الثلج " ( مز 50 ) . ويقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس ( 10 ) : لا أريد أن تجهلوا ، أيها الأخوة ، أن آباءنا كانوا جميعهم تحت حماية الغمام ، وجميعهم عبروا البحر وجميعهم تعمدوا لموسى في الغمام وفي البحر . معنى هذا أن الخلاص الشامل هو في المسيح " وكانوا يشربون من صخرة واحدة : " المسيح " ، في موته وقيامته ، مركز الكون الحي بالنسبة إلى ما قبله و إلى ما بعده . فالكل قد " غطس " في حدث الخلاص ، في يسوع المسيح ، هذا السر يوضحه عماد الماء ولكنه ليس ملك الذين يحتفلون به ، فهذا " لأجل كثيرين " . حدث الخلاص هذا هو عماد دم يسوع المسيح ، الذي هو عماد العالم . " أتستطيعون أن تشربوا الكأس التي سأشربها ؟ وان تعتمدوا بالعماد الذي سأعتمد به ؟ " ( مر 10/38 ) سوف يسيل دمي عليّ ، وأنا غاطس في الموت والقبر ، هذه الساعة هي ساعتي ، هي عماد سيد العالم ، إذاً ساعة عماد العالم ، سوف يغطس جميع البشر في حدث الخلاص هذا ، سوف يغطسون مع المسيح وفي يسوع المصلوب ويلاقونه بالقيامة : " هذا ليس فقط بالنسبة إلى الذين يؤمنون بالمسيح ، بل بالنسبة إلى جميع الناس ذوي الإدارة الطيبة الذين تعمل النعمة في قلوبهم بنوع غير منظور ، إذ بما أن المسيح مات عن الجميع وبما أن دعوة الإنسان الأخيرة هي حقاً فريدة ، أي إلهية يجب أن نؤمن بأن الروح القدس يقدم للجميع ، بشكل يعرفه الله ، إمكانية اشتراكهم في السر الفصحي . " ( المجمع الفاتيكاني الثاني ) . سر الاستنارة الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ، وان يعرفوا من أرسلت ، يسوع المسيح . " ( يو 17/3 ) إن النعمة عاجلاً أم آجلاً ستوعي الضمير في هذا العالم أم في الآخر ، وهذه النعمة تستدعي جواباً حراً فتخلق " معرفة " – " استنارة " . وهذا هو بالضبط الاسم الذي كان الأقدمون يعطونه لعماد الماء ، في العماد يكتشف الإنسان وجه المسيح ويصبح السيد بالنسبة إليه ، فيه تنكشف صداقة الله تدريجياً للإنسان من خلال قلب المسيح ، وهذا الكشف لا يتم من دون الآب والروح ، هذا الكشف يتم في الكنيسة وبالكنيسة . لها أعطى المسيح رسالة ونعمة " اذهبوا وتلمذوا وعمدوا … " ( متى 28/19 ) ، والكنيسة بالمعمودية تدخلنا في سحابة النور ، أساس الاكتشاف والمعرفة ، أي الشركة في صميم الحياة الإلهية ، ونصبح حقاً أبناء النور ، أي المسيح الذي قال : أنا نور العالم . " فالمسيح إذاً هو وحده الوسيط وطريق الخلاص ، هو حاضر معنا في جسده الذي هو الكنيسة ، من هنا ضرورة الكنيسة ذاتها حيث يدخل الناس من باب العماد . " ( المجمع الفاتيكاني الثاني ) . سر الولادة الثانية الجديدة هكذا دعاه يسوع إذ قال : " إن لم تولدوا ثانية بالماء والروح فلن تدخلوا ملكوت السماء " إن هذا السر هو بدء الحياة الحقيقية ، فتهيئ الإنسان بكامل كيانه للحياة السعيدة التي يهبها الله للذين يحبونه ، كما يتكيّف المولود الجديد للحياة التي سيعيشها على الأرض . فالولادة الجديدة هذه تفترض ما تفترضه الولادة الطبيعية أي أنها عطية مجانية من الله " محبة الله لنا في هذا أننا لم نكن نحن أحببنا الله أولاً ، بل هو أحبنا ، فأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا. " ( يو 4/10 ) المعمودية هي ولادة ثانية لأنها خلق جديد ، خلق يحدثه المسيح بفضل آلامه وموته وقيامته : " وعليه فإن كان أحد في المسيح ، فهو خليقة جديدة فالقديم قد اضمحل ، وكل شيء قد تجدد " ( 2 كور 5/17 ) . |
الساعة الآن 08:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025