منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صرخة ألم
وانطلاقًا من هذا الواقع السيّئ، كان لا بُدّ لنا من أن نطلق صرخة تهزّ الضمائر والقلوب. صرخة صدّ وردع لكلّ هذه الميول الشريرة، التي تنخر بقوّة جميع المجتمعات البشريّة وخصوصًا مجتمعنا المسيحيّ. صرخة ثورة وانتفاضة على الشرّ والفساد، وأخيرًا صرخة تحسّر على أنفسنا ممّا ينتظرها.
هذه الصرخة نطلقها من أعماق قلوبنا، ونودّها أن تدخل إلى أعماقكم أيضًا بكلّ محبّة وغيرة مسيحيّة صادقة. فلنتذكّر معًا صرخة الربّ لقايين "ماذا فعلت بأخيك"؟! وصرخات الحبّ والحزن معًا التي يطلقها يسوع المتألّم المعلّق على الصليب أبدًا بسبب معاصينا:
ماذا فعلتم بمسيحيّتكم ومعموديّتكم؟!
ماذا فعلتم بصورة الله فيكم؟! وماذا فعلتم بوزناتكم؟!


لكن للأسف، هذه الصرخات لا يسمعها الكثيرون، لأنّ الخطيئة التي أصبحنا عبيدًا لها، صمّت آذاننا، وغشت عيوننا، فبتنا لا نسمع كلام الله ولا نشاهد نوره. وإذا ما سمعناه، فنعيشه بحسب أهوائنا وفلسفتنا وعلى طريقتنا. فنفسّر كلام الله في الإنجيل وتعاليم الكنيسة بحسب ما يحلو لنا وبحسب ما يتوافق مع طريقة عيشنا ومبادئنا. ولكن هذا الفادي لم يتركنا، وهو حاضر دومًا ليغفر لنا، وهنا صرخته الأكثر محبّة على الصليب: "اغفر لهم يا أبتِ لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون".

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيحيّة في الأمس واليوم




وفي مقارنة بسيطة بين مسيحيّي الأمس ومسيحيّي اليوم، يظهر لنا الفرق الشاسع. لقد عاش المسيحيّون الأوائل حياة اضطهاد وعذاب دائم، وكانت دماء الشهداء ثمن وجودنا اليوم، حملوا الصليب بفرح طيلة أجيال واستشهدوا، لتبقى المسيحيّة رمزًا للشهادة والمحبّة والعطاء والسلام شاهدة على حبّ الله. وما تميّز به أجدادنا هو عمق إيمانهم وصلابته، جاهروا به دون خوف لأنّهم مدركون تمامًا أنّه حقّ. كانوا متماسكين وعائلة واحدة، يجمعهم إنجيل الله ووصاياه وتعاليم الكنيسة المقدّسة. كانوا رمزًا للوحدة والإلفة "أنظروا كم يحبّون بعضهم البعض" (أعمال الرسل).
كانوا فعلاً شهود حقّ، حملوا الكلمة وكان عهدًا عليهم أن يوصلوها بأمانة إلى أولادهم وأحفادهم، لا بل كان واجبًا عليهم أن يغنوها أكثر بدورهم.
هل نعمل نحن على أن تصل أيضًا إلى أولادنا وأحفادنا؟!
فبعدما فقدنا الحرارة في إيماننا، بدأت قيمنا المسيحيّة الروحيّة والإنسانيّة، تذوب أمام أعيننا يومًا بعد يوم وكأنّ شيئًا لم يحصل!
فهل نحافظ على المسيحيّة بمخالفة وصايا الله والكنيسة؟!
هل نحافظ على المسيحيّة باستخفافنا بالقيم والأخلاق، وبارتكابنا الخطيئة بكلّ استهتار وبساطة؟!
وهل نحافظ على المسيحيّة باستباحة القتل والزنى والسرقة والبغض والحسد والغيرة، وكلّ ما هنالك من خطايا شنيعة ومكروهة؟!
هل نحافظ على المسيحيّة بعبادتنا مئات ومئات الأصنام الأرضيّة، وتركنا لخالقنا الذي أحبّنا وضحّى بابنه الوحيد لخلاصنا؟!
هل نحافظ على المسيحيّة بهتك القدسيّات، والكفر المباشر والغير مباشر بالتعاليم الإلهيّة والاستخفاف بالأسرار المقدّسة؟!

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل نعيش الأسرار؟
ولنتوقّف عند هذه العطيّة الكبيرة المجانية وهي الأسرار المقدّسة: القربان (الإفخارستيّا)، الكهنوت، المعموديّة، التثبيت، الزواج، التوبة ومسحة المرضى. فهل نعلم أنّها علامة حضور الله الحيّ بيننا. وأنّها استمراريّة لحياة الكنيسة في كلّ مرحلة من مراحل حياتنا، وأنّها تجسّد محبّة الله الكبيرة وتضحية الابن وحضور الروح القدس الدائم؟! وهل ندرك قيمتها وأهميّتها في حياتنا الروحيّة اليوميّة؟!
الجواب هو: لا!
فسرّ القربان، هو محور الأسرار كلّها، هو أرفع سرّ بين الأسرار، هو ذبيحة المسيح نفسها، أعظم من كلّ ذبائح الأرض وينبوع كلّ النِّعَم، تتفجر فيه المحبّة اللامتناهية والتضحية المطلقة، "هل هناك محبّة أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه". هل ندرك عند تناولنا القربان المقدّس، إنّه فعلاً جسد المسيح يتجدّد فينا من ألفي سنة حتّى اليوم؟! وهل ندرك قيمته وعمله فينا؟ وهل نتقدم منه بخشوع وتوبة وبمظهر لائق ومحتشم يليق بهذا السرّ العظيم؟!


قليلون جدًّا الذين يفعلون، وكثيرون لا يدخلون بيت الله إلاّ في مناسبات نادرة (حزن أو فرح). هل يُعقل أن نصل إلى هذا الحدّ؟! نخجل أن نقول أنّ الذبيحة الإلهيّة أصبحت عند الكثيرين احتفالاً روتينيًّا يضجر وذكرى تتكرّر! لقد أصبحت أعيادنا واحتفالاتنا الليتورجيّة، خصوصًا الأعراس والعمادات، مناسبات للأكل والشرب والمآدب والسكر وعرض الأزياء الخلاعيّة؛ فيها يُشتم الله ويُهان. إضافة إلى مظاهر البذخ والترف التي ترافق بعض هذه الاحتفالات، دون مشاركة الفقراء والمعوزين وما أكثرهم اليوم. فبدل أن تكون هذه المناسبات مصدر بركة ونعمة من السماء، أصبحت مصدر نقمة علينا؛ نتعامل معها بسطحيّة مفرطة ونمارسها بجهل، فتصبح عديمة الثمار الروحيّة وفارغة الجوهر.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وسرّ التوبة،
وهو سرّ المصالحة، يُجسّد به الله محبّته وتسامحه وغفرانه ورحمته وحنانه للبشر. هل نُقدم عليه ونمارسه بكلّ إيمان بأهميّته، مدركين فعلاً أنّه باب الرجوع إلى الله؟ وهل نتقدّم نحوه بتوبة كاملة لننال الغفران الكامل؟! كيف! ولنذهب أبعد من ذلك إذ يوجد بيننا من يدّعون المسيحيّة، وهم في الحقيقة أصحاب بدع، يقولون إنّه لا حاجة للاعتراف أمام الكاهن. أليس هذا نقض فاضح لهذا السرّ؟! فالكاهن هو ممثّل المسيح على الأرض وله سلطان غفران الخطايا باسمه، "مهما تحلّه في الأرض يكون محلولاً في السماء وما تربطه في الأرض يكون مربوطًا في السماء"(متى:16/19). وبالتالي لا تُغفر الخطايا إلاّ بواسطة الكاهن.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وماذا عن سرّ الزواج والعماد ومسحة المرضى
، تلك الأسرار لا تقلّ بأهميّتها وجوهرها عن سرّ القربان وسرّ التوبة. إنّنا إذا مارسناها فبدون تعمّق في جوهرها وكأنّها عادات وتقاليد قديمة و"فولكلور" نحملها مع الأيّام، غير مدركين أنّها مصدر نِعَم غزيرة ننالها عندما نعيشها ونفهم مدى أهميّتها؛ ونفقدها عندما نفقد احترامنا وخضوعنا لها عن صميم إيمان حقيقيّ بمدى فاعليّتها، ونفقد الإيمان بقدرتها على إعطائنا نِعمًا روحيّة نسلك بها في الحياة الروحيّة الصحيحة.


نتيجة الإهمال
لقد أهملنا كلّ الخيرات والنعم السماويّة التي ننالها بالأسرار، وتعاملنا معها بجهل مفرط. وبسبب عفوتنا واستهتارنا، وعدم سهرنا على القيم، سمحنا دون أن ندري لأصحاب البدع والأفكار المشكّكة (شهود يهوه، ومن يطعن ببتوليّة مريم وغيرهم...) من التغلغل بيننا بسهولة ورمي سمومهم في رعايانا ومجتمعاتنا، ممّا أدّى إلى تشكيك الكثيرين. وهذا ما يسبّب لنا الحزن لا على الكنيسة،
فهي "على الصخر وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"(متى16/18)، بل على النفوس المنجرّة وراء تلك الأضاليل. وكلّنا مسؤولون، فالسبب الأوّل هو مثلنا السيّئ والوقوف حجر عثرة من خلال عدم عيشنا الصحيح لإيماننا، وعدم شهادتنا لمحبّة الله لنا ولمسيحيّتنا. فلم نكن "الخميرة في العجين! ولا الملح في الطعام! ولا السراج في الظلمة! ولا نور العالم"...
بعد التأمّل في كلّ هذه الأمور، يظهر لنا بوضوح مدى الخطأ والإنجراف اللذين نعيش فيهما، ومدى خطورة ما أوصلنا إليه هذا المسلك الرديء.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
دعوة صادقة
لذلك ندعوكم إلى توبة حقيقيّة، إلى مراجعة الذات والتوقّف عند هذا الأمر بجديّة مطلقة. لأنّ خلاص نفوسنا على المحك، وهل هناك أهمّ من الخلاص يطمح إليه كلّ مسيحيّ. خلاصنا بأيدينا فمن الغباء أن نتغاضى عن العمل من أجله.
لنرذل الخطيئة، ولا ندع الشيطان ينتصر علينا بأفكاره وميوله الشريرة، لأنّ هدفه تدمير كلّ ما هو من الله. وخصوصًا النفس البشريّة. ألسنا أهمّ مخلوقات الله وأعزّها إلى قلبه؟ ألم يدفع دم ابنه الوحيد ثمنًا لخلاصنا؟ لذلك، أصبحنا نحن الشغل الشاغل لإبليس، وعمله باختصار زرع الشرّ والفساد والحروب في العالم. إذن فلنقطع أسلاكه، ولنسلك فقط طريق يسوع باتباع وصايا الله وتعاليم الكنيسة المعصومة عن الخطأ، ولنبتعد عن كلّ إغراءات الخطيئة، فننال بذلك الحياة الأبديّة والسعادة التي لا نهاية لها بقرب خالقنا. أليس هذا أسمى رجاء في المسيحيّة؟!
والكلّ يعرف نهاية من يسلك طرق الشرّ، وينغمس في الملذّات والميول الطائشة والشهوات الدنيئة. فهل نخسر حياة أبديّة من السعادة بسبب لذّة عابرة وسعادة مزيفة ، ونُلقى في جهنّم حيث نارها لا تنطفئ ونبقى فيها إلى الأبد؟! أو نتحمّل سماع هذه العبارة: "اغربوا عنّي يا ملاعين إلى النار المؤبّدة"؟! فماذا نختار وكلّ هذه الحقائق واضحة أمامنا وضوح الشمس. ولا نظن أنّ أحدًا سيصل إلى هذا الإجرام بحقّ نفسه حتّى يُقدم على إهلاكها. إنّه لمن الجهل والغباء وذروة الاستهتار بالنفس.
إذن لنتب توبة كاملة عن قصد عدم الرجوع إلى الخطيئة ثانية، واليوم قبل الغدّ فالله رحوم غفور. كما استقبل الأب ابنه الضال العائد إليه بفرح كبير، هكذا الآب السماويّ ينتظر كلّ خاطئ يرتدّ، وكلّ ضال يعود ليستقبله بفرح عظيم مع ملائكته وقدّيسيه شفعائنا.
فلنسرع في توبتنا الصادقة، لأنّه "لا نعرف متى يأتي ربّ البيت، يجب أن نكون مستعدّين لئلاّ يأتي ويجدنا نيام". "ولنمشِ في النور ما دام لنا النور لئلا يدركنا الظلام". أليست هذه أقوال يسوع؟ لماذا نصمّ آذاننا عن سماعها ولا نتأمّل بها؟ مهما تكن خطايانا كثيرة، المهمّ التوبة الصادقة: "توبوا إليّ فأتوب إليكم" (العهد القديم). ومثلنا في هذا توبة مريم المجدليّة الصادقة، التي حصلت على الغفران الكامل لجميع خطاياها لأنّها أحبّت كثيرًا، ولكن يسوع طلب منها ألاّ تعود إلى الخطيئة ثانية.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الربّ ينتظرتوبتنا
ولا نظن أنفسنا متأخّرين أو فات الأوان. لنتبّ بحقّ فنحصل على الغفران، ومثلنا في هذا توبة اللص اليمين الذي نال الغفران بآخر لحظة من حياته، لأنّ توبته كانت صادقة. وأيضًا مثل الأجير الذي أتى متأخّرًا للعمل ونال أجرًا كاملاً. كلّ هذا يقوّي رجاءنا، ولنقيم بيننا وبين الله عهدًا بأنّنا لن نعود إلى الخطيئة. والله صاحب الحبّ الكبير لا يريد هلاكنا. فقد أرسل وحيده ليخلّص العالم، لا ليدينه. أفلسنا أبناءه! وخلقنا على صورته ومثاله؟ أليست فينا روحه؟ لنحافظ على كلّ نعمه هذه وعطاياه المجانية، ولنتذكّر عهده مع البشر منذ بدء الزمان إلى اليوم.
ففي البدء أرسل الأنبياء ليهدوا شعبه ويمهّدوا الطريق أمامه، ثمّ في ملء الزمان أرسل ابنه الوحيد ذبيحة لخلاصهم، ليرفعهم عن الخطيئة والموت الأبديّ نحو الملكوت الذي أعدّه لهم منذ إنشاء العالم. والقدّيسون شفعاؤنا لدى الله هم من ثمار هذه الذبيحة، يحملون رسالته ذاتها لبني البشر. وفي طليعتهم أمّنا العذراء مريم الحنونة والغيورة على خلاصنا، فهي شفيعتنا الأولى لدى الله، والمشاركة بقوّة في سرّ الفداء مع ابنها يسوع المسيح فادينا.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رسالة مريم
وما ظهوراتها في مختلف بقاع الأرض، إلاّ تكملة لهذه الرسالة التي تدعو للمحبّة والتوبة والصلاة وفعل الإماتة ونبذ الخطيئة بكلّ أشكالها. فلنتقدّم منها بكلّ ثقة وبدون تردّد، لأنّها الشفيعة القديرة لدى الله، ملتمسين منها العون والنِّعَم، سالكين بواسطتها طريق الخلاص. إنّها الأم الحنون التي تتألّم لأجل أولادها الذين يتقدّمون بأنفسهم نحو الهاوية. كلّنا أولادها وهي تحملنا في قلبها وصلاتها، فلنطلب شفاعتها خصوصاًَ بتلاوة المسبحة الوردية هذه الصلاة العجائبيّة بشهادة كل من تلاها بإيمان وتقوى والتي أوصلت كثيرين إلى القداسة. وهي بدورها تقدّم طلباتنا إلى الثالوث الأقدس وهو يعطينا ما يتوافق مع خلاصنا ومصلحتنا الروحيّة.
والعذراء أيضًا هي أمّ الكنيسة، تقودنا إليها دائمًا لأنّها مصدر كلّ النِّعَم وكلّ الخير، ولأنّ الله يعمل فينا من خلالها وبواسطتها.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 


سفينة الخلاص
فلنسرع إذن إلى أحضان الكنيسة، فهي "الأم والمعلّمة" نحتمي بكنفها وتحت مظلّتها لأنّها ضمانتنا الوحيدة وملجأنا الأمين وحصننا المنيع ضدّ كلّ قوى الشرّ. فهي التي أعطت قوافل القدّيسين والشهداء، وثبتت قداستهم عبر الأجيال أدلّة ساطعة على صحة إيمانها وعقائدها. ولنصعد جميعًا على متنها فنبحر معها نحو الألفيّة الثالثة، فهي سفينة الخلاص التي تقلّنا بأمان إلى شاطئ المحبّة والسلام، إلى ملكوت الله.
لنُسرع قبل فوات الأوان، وندخل في حياة الكنيسة، مواظبين على الصلاة وعيش الأسرار لنستحقّ أن ندعى أبناءها. فهي تجسّد محبّة الله لنا وحضوره الحيّ والدائم بيننا، ولنثق بأنّ الله لم ولن يهملنا؛ ولكن نحن لم نعد نشعر بحضوره، عندما وقفت الخطيئة حاجزًا بيننا وبينه حاجبة عنّا كلّ النِّعَم وكلّ الحبّ.
ونطلب من الله أن نكون مخلصين لكنيستنا أمينين على تعاليمها، غيورين على عيش إيماننا بشكل صحيح، فنكون قدوة يُحتذى بها ورسلاً نشهد لإيماننا في العالم شهادة حقيقيّة ونقبل مشيئة الله بكلّ محبّة واستسلام كامل لإرادته ومشروعه الخلاصيّ لجميع البشر.
ولنلتمس منه بشفاعة أمّنا مريم، نعمة التوبة الصادقة ونعمة المحبّة التي هي مختصر اللاهوت كله ومفتاح باب السماء. فننعم بالسعادة الأبديّة مع الملائكة والقدّيسين. آمين.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلاة لأجل التوبة


صـــلاة
أيّها الآب السماوي، يا من بمحبّتك ورحمتك اللامتناهية للبشر، ارتضيت أن تُرسل لنا ابنك الوحيد يسوع الحبيب، ليتألّم ويموت على الصليب ذبيحة عنّا وكفّارة عن خطايا البشريّة جمعاء، فأعطي معنى لآلامنا وقوّة لضعفنا ورجاءً لحياتنا.
هبنا باستحقاقاته نعمة الإيمان الحقيقيّ، والتوبة الصادقة، فنكفر بالخطيئة بصدق وثبات، فلا نخسر حبّك وحنانك، بل نُدعى أبناءك الشاهدين لك في العالم؛ هذا الذي عمّ فيه الفساد والإلحاد، وحجب عنه نورك ورحمتك، وتجاهل حضورك الحيّ.
امنحنا يا ربّ نعمة، ان نشارك يسوع آلامه بإحتمال آلام هذا العالم فتتحوّل عندئذ آلام خلاصيّة، تكون بلسمًا لجراحاته الطاهرة، وجسر عبور إلى الحياة الأبديّة المعدّة لنا منذ إنشاء العالم، بنعمة الثالوث الأقدس وبشفاعة أمّنا العذراء وجميع القدّيسين. آمين.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سر التوبة و الاعتراف


http://www.peregabriel.com/gm/albums...mal_0770~0.jpg



صلاة التحليل





التحليل الاول: ويسمى صلاة خضوع للابن:



"نعم يا رب الذى أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، اسحق رؤوسه تحت أقدامنا سريعا. بدد عنا كل معقولاته الشريرة المقاومة لنا. لأنك أنت هو ملكنا كلنا أيها المسيح الهنا".



ملاحظات على التحليل الأول:



1- أعطى الله السلطان لرسلة الأطهار قائلا: "ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب ولا يضركم شئ" (لو 10: 19).



2- اسحق رؤوسه تحت أقدامنا سريعا، فالشيطان ليس له رأس واحدة، بل رؤوس كثيرة تشير الى حيلة وخداعاته وأفكاره واغراءته المتنوعة المهلكة للذين ينجذبون اليها.



3- بدد عنا كل معقولاته الشريرة المقاومة لنا.



ومعقولات الشيطان هى أفكاره الشريرة التى يحاول زرعها فينا، نطلب من الله أن يبددها عنا لئلا أمامها فنهلك بسببها.







التحليل الثانى: ويسمى أيضا صلاة الخضوع للابن:



"أنت يارب الذى طاطأت السموات ونزلت. وتأنست من أجل خلاص جنس البشر. أنت هو الجالس على الشاروبيم والسيرافيم والناظر الى المتواضعين.

أنت الان يا سيدنا الذى نرفع أعين قلوبنا اليه، أيها الغافر آثامنا ومخلص نفوسنا من الفساد، نسجد لتعطفك الذى لا ينطق به ونسألك أن تعطينا سلامك لآنك أعطيتنا كل شئاقتنينا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك اسمك القدوس هو الذى نقوله. ردنا يا الله الى خوفك وشوقك سر أن نكون فى تمتع خيراتك والذين احنوا رؤوسهم تحت يدك ارفعهم فى السيرة زينهم بالفضائل. ولتستحق كلنا ملكوتك الذى فى السموات بمسرة ابيك الصالح......." الخ.







التحليل الثالث:



"أيها السيد الرب يسوع المسيح الابن الوحيد وكلمة الله الاب الذى قطع كل رباطات خطايانا من قبل الامه المخلصه المحيية الذى نفخ فى وجه تلاميذه القديسين، ورسله الاطهار المكرمين وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتموها عليهم أمسكت.



"أنت الان يا سيدنا من قبل رسلك الاطهار أنعمت على الذين يعملون فى الكهنوت فى كل زمان فى كنيستك المقدسة أن يغفروا الخطايا على الارض ويربطوا ويحلوا كل رباطات الظلم.



"الان أيضا نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر عن عبيدك آبائى واخواتى وضعفى هؤلاء المنحنين برؤوسهم أمام مجدك المقدس أرزقنا رحمتك واقطع عنا كل رباطات خطايانا وأن كنا قد أخطانا اليك فى شئ بعلم

أو بغير علم أو بجزع القلب أو بالقول أو بالفعل أو بالفكر أو بصغر النفس فأنت أيها السيد العارف بضعف البشر كصالح ومحب البشر.





"اللهم أنعم علينا بغفران خطايانا. (ثم يرشم على المعترف ويقول) باركنا. طهرنا. حاللنا (وحالل عبدك فلان) املآنا من مخافتك وقومنا الى ارادتك الصالحة لأنك أنت هو الهنا يليق بك المجد والكرامة....." الخ




Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بعض أسئلة تساعد على الاعتراف



اولا : فى التواضع

1. هل لك فضيلة الهدوء ؟ هدوء القلب ، والهدوء الخاص ؟

2. هل يحزن قلبك لاجل كرامتك الشخصية ؟ أو لاجل حقوقك ؟

3. هل تتذمر فى الداخل ، وتثور نفسك وتتضايق ؟

4. هل تظهر هذه الضيقة على ملامح وجهك ، وفى نبرات صوتك ؟

5. هل فى غضبك تخطىء الكلام أيضا ؟

6. هل تشتم؟ هل تنتقد ؟ هل تتهكم وتمزح على غيرك ؟ هل تتكلم بسلطان ؟

7. هل صوتك منخفض أم تتكلم أحيانا بصوت عال ؟

8. هل تجرح شعور غير أحيانا ، أو تهينه ، أو تحزنه أو تغضبه ؟

9. هل عندك فضيلة الاحتمال وطول الأناة ؟

10. هل تبرر ذاتك وتدافع عن نفسك ؟ ولا تقبل ان ينسب اليك خطأ ؟

11. هل تفتخر أحيانا ؟

12. هل لك المشيئة المنكسرة ، والنظرة المنكسرة ؟

13. هل تجادل وتلاجج ، أم تقبل الأمور بوداعة وبساطة ؟

14. هل تحب مديح الناس ؟ تسعى اليه أو تفرح به ؟

15. هل هل تملكك الغيرة من بعض الناس أحيانا ؟

16. هل تظن فى نفسك أحيانا انك افضل من غيرك ؟

17. هل تشعر فى قلبك انك غير مستحق لتكريس حياتك لله ؟ أم تنتقد التكريس أو الرهبنة ؟

18. هل تشتهى مناصب او درجات او شهادات او شهوة أو اى شىء يرفعك ؟

19. هل تضع نفسك تحت الكل ، وتجعل نفسك صغيراً فى اخوتك وخديمهم ؟

20. هل تتصاغر نفسك أمام الله أم تكلمه أحيانا بجرأة أو بتجديف ؟



ثانيا : فى الصحبة الضارة

1. هل لك صحبة ضارة مع أحد ؟ مع من ؟ لماذا اخترته صديقاً ؟ ومتى ؟

2. ما هى بالتفصيل الخطايا التى تقع فيها نتيجة لهذه الصحبة ، سماعاً – كلاماً – عملاً ؟

3. هل أب اعترافك موافق على صداقتك هذه ؟

4. هل سمعت مشورة من أصحابك هؤلاء بخصوص تدبير حياتك ؟

5. هل تأثرت انت بتدبير هؤلاء ،فى أى شىء تأثرت ، هل قلدت أحد ؟

6. هل انتهت هذه العلاقات أم ما تزال قائمة ؟ وماذا كان ضررها عليك ؟



ثالثا : فى أدانه الآخرين

1. هل تدين أحداً بالفكر ؟ باللسان ؟

2. هل تسيىء الظن فى أحد ، وتضع قصدا خاطئا وراء تصرفاته ؟

3. هل تتأثر بما تسمعه من دينونة الناس ؟ هل تسر به أحيانا ؟

4. عندما تتضايق من أحد هل تجلس مع مبغضيه لتسمع ادانته ؟

5. هل تجلس مع الآخرين وتمسك وتمسك سيرة الناس ؟

6. هل تتكلم أحيانا فى سياسة العالم ، أو الكنيسة ، وتنتقدها ؟

7. هل أنت قاس فى أدانتك ، تحكم أحيانا أحكاما شديدة بألفاظ صعبة ؟

8. هل ظلمت أحداً فى أدانتك ، وشنعت به بغير وجه حقا ؟

9. هل أظهرت اشمئزازك من أحد بحركة أو إشارة أو فعل أو كلام ؟

10. هل أدنت أحداً عن طريق الشكوى ، أو عن طريق النصح ؟

11. من هم الذين تدينهم ، هل أحد منهم أودت صورته فى قلبك بصفة دائمة ؟

12. مع من تدين الناس ؟ هل أنت تبدأ الإدانة أم غيرك ؟

13. كم مرة أدنت غيرك ، وفى أى مناسبة ؟

14. هل عالجت هذا المرض فى نفسك ؟





رابعا :

1. قراءة ودراسة الكتاب المقدس

2. الصلاة بالاجبية

3. حضور الاجتماعات

4. حضور القداسات

5. التناول

6. الاعتراف

7. الخدمة فى الكنيسة

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 03:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
في التوبة و الدينونة
https://images.chjoy.com//uploads/im...3f731ddba3.jpg

القديس أفرام السرياني



الذي أنحضر من حضن الآب ؛ وصار لنا طريقاً للخلاص يعلمنا التوبة بصوته الإلهي قائلاً:” ما جئت لأدعو صديقين ؛ لكن خطاة إلى التوبة “.


وأيضاً: ” الأصحاء لا يحتاجون طبيباً لكن المرضى “.


فإن كنت أنا أقول هذه الأقوال ؛ فلا تسمعني أصلاً ؛ وإن كان الرب نفسه يقولها ؛ فلِمَ تتهاون بحياتك متوانياً عنها.


إن عرفت أن لذاتك جراحات من الأفكار والأفعال غير مشفية ؛ فلماذا تتوانى في جراحاتك المكتومة ؟ ماذا تخاف ؟ أَمن الطبيب، ليس قاسياً ؛ ولا عادم التحنن ؛ ولا فاقد الرحمة. لا يستعمل بطراً ؛ ولا دواء مراً وكاوياً ؛ لأنه يداوي بالكلام فقط.


إن شئت أن تتقدم إليه هو مملوء خيرية وموعوب تحنناً ؛ جاء من أجلك من حضن الآب، ومن أجلك تجسد لتتقدم إليه بلا خوف، من أجلك تأنس ليشفي جراحاتك الخفية.
وبمحبة جزيلة وخيرية غزيرة يدعوك قائلاً: أيها الخاطئ تقدم وأبرأ بسهولة ؛ أطرح عنك ثقل الخطايا ؛ قدم تضرعاً ؛ ضع على قيح جراحاتك دموعاً، لأن هذا الطبيب السماوي الصالح يشفي الجراحات بالدموع والتنهد.


تقدم أيها الخاطئ إلى الطبيب الصالح ؛ وقدم العبرات وهو الدواء البليغ الجودة، فإن الطبيب السماوي يشاء أن يبرأ كل أحد بعبراته ؛ فليس مستصعباً أن تشفي جراحاتك بالدموع، لأن هذا الدواء لا يبطئ بالشفاء ولا يضمد به مكرراً ولا يشنج الجرح بل في الحال يبرأ بلا وجع.


فالطبيب متوقع أن يبصر دموعك. تقدم ولا تجزع، أره الجرح وائتى بالدواء ؛ ائتى بالدموع والتنهد فإنه بِها فتح باب التوبة، تبادر أيها الخاطئ قبل أن يغلق الباب ؛ ولا تنتظر وقتاً يوافق ونيتك ؛ لئلا يبصرك البواب مضجعاً ؛ أتروم أن تدوم في تَهاونك.


يا شقي لِمَ تبغض حياتك، أيها الإنسان ماذا يكون أسمى علواً من نفسك، وأنت أيها الخاطئ قد تَهاونت بِها، هل تعلم أيها الحبيب في أي ساعة يأمر الطبيب السماوي فيغلق باب مداواته، أطلب إليك أن تتقدم وتحرص أن تبرأ ؛ فإنه يشاء أن يفرح بتوبتك الموكب السماوي.


الشمس قد بلغت إلى الساعة المسائية ؛ ووقفت من أجلك إلى أن تبلغ إلى المنزل، فإلى متى تحتمل العدو النجس مكملاً بلا خجل مشيئته ؛ لأنه يتمنى أن يزجك في النار، هذا هو حرصه ؛ وهذه هي موهبته التي يمنحها للذين يحبونه.


فهو يحارب دائماً بالشهوات الرديئة والنجسة الناس أجمعين، ويفضي بالذين يذعنون له إلى اليأس، يقسي القلب وينشف الدموع لئلا يتخشع الخاطئ.


فأهرب منه أيها الإنسان ؛ أمقت وأرفض مأثوراته، أبغض الخبيث وفر من الغاش ؛ فإنه قتال للناس منذ الابتداء وإلى الانتهاء، أهرب منه أيها الإنسان لئلا يقتلك.


أسمع أيها الحبيب الصوت القائل كل وقت: ” هلموا إليَّ يا جماعة المتعوبين والموقرين وأنا أريحكم، احملوا نيري وتعلموا مني فإنني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لأنفسكم “.
يقول أنه يعطيك راحة وحياة فلِمَ تتوانى، ولِمَ تجوز يوماً فيوماً، تقدم ولا تجزع فإن السيد صالح ومتحنن غير محتاج وغني لا يطلب إحصاء كافة خطاياك، هو الملجأ الذي يلتجئ إليه سائر من به الآلام.


يشفي الجراحات ويهب الحياة بلا حسد، لأنه صالح يقبل بسهولة كافة الذين يخرون ساجدين لأنه هو الإله الأعظم وسابق علمه، يعرف سائر رؤيتنا وأفكارنا ؛ يبرئ الإنسان إذا تقدم إليه، لأنه يعاين قلبه وكافة نشاطه إذا دنا إليه مؤمناً بفكر غير منتقل.


فالإله الصالح بخيريته موجود للذين يبتغونه ؛ ومن قبل أن يرفع الإنسان نظره إليه يقول له: قد حضرت. وقبل أن يدنو منه يفتح له كنزه، وقبل أن يهمل دموعه يسكب كنوزه، وقبل أن يتضرع إليه يصالحه، وقبل أن يبتهل إليه ينال الرحمة لأن محبة اللـه بخلوص تشتاق هكذا.


والذين يقبلون إليه لا يبطئ عن الاستماع لهم، لا يشكو من يقبل إليه قائلاً: لِمَ خدمت العدو مثل هذا الزمان وتَهاونت بي عمداً. لا يطلب كمية الزمان السالف، إنما يطلب السيد ممن يسكب أمامه تواضعاً ودموعاً وتنهداً.


لأن إلهنا وجابلنا هو سابق العلم ؛ فيغفر في الحين كافة مآثمه ؛ وكل هفوات أفكاره وأفعاله ويأمر بإحضار الحلة الأولى، ويجعل خاتماً في يده اليمنى، ويأمر جماعة الملائكة أن يسروا معاً بوجود نفس الخاطئ فمغبوطون نحن الناس أجمع ؛ فإن لنا سيداً حلواً غير حقود صالحاً.


رؤوفاً متحنناً طويل المهل، غافر كل حين نفاقنا عندما نشاء، فها هو يعزي ويتمهل، هوذا يمنحنا كل خيراته في هذا الدهر وهناك إن شئنا.


هلموا فلنتضرع إليه ما دام لنا زمان ؛ فإننا ما دمنا في هذا العالم نستطيع كل وقت أن نستعطف السيد، ويسهل علينا أن نطلب غفراناً، ويتيسر لنا أن نقرع باب تحننه.


فلنسكب العبرات مادام يوجد وقت تقبل فيه الدموع لئلا ننصرف إلى ذلك الدهر فنبكي بكاءً غير نافع ؛ لأنه هناك تحسب الدموع لا شئ، فبمقدار ما نشاء ؛ بقدر ذلك يغفر لنا الإله الصالح ؛ لأنه يستجيب لنا إذا استغثنا به ؛ ويغفر إذا تضرعنا إليه، يمحو آثامنا إذا أحسنا عزمنا لقريبنا.


هنا التعزية وهناك المطالبة، هنا طول التمهل وهناك الصرامة، هنا الراحة وهناك الضيقة، هنا امتلاك السلطة على الذات وهناك مجلس القضاء، هنا التمتع وهناك العذاب، هنا التغطرس وهناك العقاب، هنا الضحك وهناك البكاء، هنا إهمال السيرة وهناك التعذيب.


هنا التهاون وهناك النار الأبدية، هنا التزين وهناك الولولة، هنا التصلف وهناك التذلل، هنا الاختطاف وهناك قعقعة الأسنان، هنا الخدور المذهبة وهناك الظلمة المدلهمة، هنا التواني وهناك تبقى خطايا الكل غير مغفورة.


فإذ قد عرفنا هذه يا إخوتي الأحباء فلِمَ نضجع في خلاصنا، لا يتسمر يا إخوتي عقلنا هنا، لا يحل لنا محبة الأشياء الأرضية لئلا يصير بكاؤنا هناك مراً.


ولِمَ نتهاون غير مريدين أن نخلص ما دام الوقت موجوداً ؛ يغفر اللـه بالدموع وبالتوبة في هذا الوقت اليسير سائر الهفوات.


أبكِ هنا قليلاً لئلا تبكِ هناك الدهر في الظلمة البرانية، أحذر جيداً هنا لئلا تلقى هناك في النار التي لا تخمد، من لا ينوح علينا ومن لا يبكي، قد أبغضنا الحياة وأحببنا الموت، تأمل يا أخي الشقيق ؛ وأختر الأفضل والموافق لنفسك ؛ وأنظر أية صعوبة تلحقك دائماً.


أتبكي هنا على خطاياك وتتضرع لتصير بالتوبة خالص الود ؛ أو تبكي هناك في النار ولا ينفعك شيء، لأنك إذا بكيت هنا تنال راحة مع كل تعزية، وهناك إذا بكيت تذهب إلى العذاب.
أعطِ قليلاً لكي ما يسمح لك بديون نفسك، فإن لم تريد أن تقضى هنا من الكثير قليلاً فهناك ستجازي عما عليك من الديون بعذاب كثير.


فهذه الأقوال يا إخوتي المحبين للـه خاطبت بِها مودتكم المأثورة ليس لكوني مستحقاً وطاهراً في سيرتي ؛ وعائشاً بالطهارة ؛ بل لوجع وحزن وضغطة قلب مخطراً بذهني ما هو معد لنا ونحن متوانون مضجعون.
أنا يا إخوتي نجس أنا منافق في سيري بأفكاري وأفعالي غير عارف من ذاتي بالكلية شيئاً صالحاً، أنا متراخي وخاطئ في نيتي وعزمي ؛ وهذه الأقوال إنما أقولها لألفتكم لأن الحزن مطيف بقلبي من أجل دينونة اللـه العتيدة الرهيبة ؛ لأننا كلنا متهاونون ونظن أننا نعيش في هذا العالم الباطل إلى أبد الدهر، والدهر يعبر والأشياء التي فيه كلها.


ونحن يا أحبائي سنطالب بجواب عن هذه الأمور كلها ؛ لأننا عارفون المناقب النفيسة ؛ وعاملون الأفعال الرديئة ؛ ونتهاون بمحبة المسيح الإله وملكه ؛ ونكرم الأرض وجميع الأشياء التي فيها.


إن الفضة والذهب لا تنقذنا من النار الرهيبة ؛ والثياب والتنعم يوجد هنا لدينونتنا.


فالأخ لن يفتدي أخاه، والأب لا يفتدى ابنه، لكن كل واحد يقف في مقام رتبته في الحياة أو في النار.


لقد تجرد القديسون والصديقون والأبرار من هذا العالم وأموره باختيارهم، وبرجاء وصايا اللـه الصالحة أيقنوا أنَهم يتمتعون بخيراته في فردوس النعيم.


لأنـهم تاقوا إلى المسيح وأكرموه إكراماً كثيراً، وتعروا من الأشياء البالية ؛ فلذلك هم مبتهجون كل حين باللـه، ومستضيئون بالمسيح ؛ ومسرورون بالروح القدس دائماً، والثالوث الأقدس يبتهج بِهم، وتستبشر بـهم الملائكة ورؤساء الملائكة، ويتباهى بِهم فردوس النعيم.


بالحقيقة هؤلاء هم الممدوحون المشرفون المغبوطون، كل وقت يطوبِهم الملائكة والناس لأنَهم أكرموا محبة اللـه إكراماً فوق العالم أجمع ؛ فوهب لهم الإله القدوس المحق ملكوته ؛ وأعطاهم مجداً أعظم أن يبصروه بسرور مع الملائكة القديسين كل حين.


وكثيرون من الناس اشتاقوا إلى الأرض وإلى الأشياء البالية التي فيها، فتسمر عقلهم كل وقت فيها، وأغذوا أجسامهم بالأغذية كالبهائم كأن هذا العالم عندهم باقٍ لا يموت.


ماذا تصنع أيها الإنسان إذ تسير كبهيمة لا نطق لها. قد خلقك اللـه فهيماً مميزاً فلا تماثل بعدم التمييز البهائم الفاقدة الفهم.


فق أيها الإنسان قليلاً ؛ وعُد إلى ذاتك ؛ وأعرف بما أنك فهيم أنه من أجلك أقبل الإله الأعلى من السماء ليرفعك من الأرض إلى السماء وقد دعيت إلى عرس الختن السمائي فلِمَ تتهاون ؟ لِمَ تستصعب الأمر ؟ قل لي كيف يمكنك أن تذهب إلى العرس وليست لك حلة عرس فاخرة ؟


وإن لم تمسك مصباحاً ؛ فكيف يمكنك الدخول ؟ وإن دخلت متهاوناً فتسمع في الحال صوت الختن: يا صاحب كيف دخلت متهاوناً إلى العرس وليس عليك لباس عرس ملكي.


تَهاونت ودخلت لتصنع بعريتك استخفافاً بملكوتي ؛ ثم يقول الملك لغلمانه: شدوا يدي هذا الشقي ورجليه معاً ؛ وزجوه في أتون النار ليتعذب هناك إلى أبد الدهر. لأنني أنا منذ مدة كبيرة جئت ودعيت الكافة إلى العرس ؛ فهذا أستحقر دعوتي ولم يعد له لباس العرس ؛ فلهذا أمركم أن تعذبوا هذا الشقي لأنه تَهاون بمملكتي.


أتراك أيها الإنسان لا ترهب هذه ؛ ولا ترتعد منها فزعاً ؛ من دنو إشراق الختن ؛ أما قد علمت أن كافة البرايا متوقعة للمثول أمامه ؛ والصور السماوي ينتظر صوته.


فماذا تصنع هناك في تلك الساعة إن لم تكن مستعداً قبلها ؟ هيئ ذاتك لتلك الساعة للغبطة الإلهية؛لأنه يطوب اللـه المستحقين والصور السماوي يبوق من السماء ويقول: أيها المحبون للمسيح انْهضوا فها قد ورد الملك السماوي ليعطيكم نياحة وسروراً في الحياة الخالدة عوض تعب نسككم.


انْهضوا وأبصروا المسيح الملك الختن الذي لا يموت الذي تقتم إليه، لأنكم حين تقتم إليه صرتم من أجله سكاناً على الأرض، أنْهضوا فعاينوا نضارة بَهائه، قوموا فشاهدوا مملكته التي أعدها لكم.


أنْهضوا وانظروا إلى المسيح شوقكم، قوموا فأبصروا الرب الذي لا يشبع منه الذي أحببتموه وتألمتم من أجله.


تعالوا فأبصروا الذي اشتهيتموه بدالة جزيلة ؛ وأفرحوا معه فرحاً لا ينعت ؛ ولن ينتزع أحد منكم فرحكم.


هلموا فتمتعوا بالخيرات التي لم تبصرها عين ولم تسمعها أذن ولم تخطر على قلب الناس التي يهبها لنا هذا المحبوب. فيخطف القديسين في السحب لاستقباله ؛ ويطير الصديقون والمستحقون للـه في علو الهواء بمجد لا يقدر ليعاينوا الملك السمائي الباقي.


فمن هو ترى المستحق أن يخطف في تلك الساعة إلى التقاء المسيح بفرح عظيم ؟ يخطف المستحقون كلهم بمجد ؛ والمنافقون يبقون أسفل بخزي عظيم.
فالطوبى والسرور للحريصين هنا ؛ والعذاب والخزي لجماعة الخطاة، مغبوط ذلك الذي قد حرص هنا أن يوجد مستحقاً لتلك الساعة ؛ وشقي ذاك الذي جعل ذاته غير مستحق لتلك الساعة.


فالسحب تخطف القديسين من الأرض إلى السماء ؛ والملائكة يخطفون أيضاً المنافقين ليلقوهم في أتون النار التي لا تطفأ.
من يعطي لرأسي مياهاً لا تقدر، ولعيني عيناً نابعة دموعاً دائماً ما دام يوجد وقت تنفع فيه العبرات، فأبكي على نفسي النهار والليل متضرعاً إلى اللـه ألا أوجد في ساعة وروده غير مستحق ؛ ولا أسمع قضية السيد الرهيبة عني: ” أنصرف يا عامل الإثم لست أعرفك من أنت “.


أيها الإله الأعلى الذي لا يموت وحده ؛ أعطيني أنا الخاطئ في تلك الساعة رأفاتك الجزيلة لكي لا يظهر نفاقي المكتوم أمام الناظرين الملائكة ورؤساء الملائكة، الأنبياء والرسل، الصديقون والقديسون. بل أحفظ المنافق بنعمتك ورأفاتك، وأدخله إلى فردوس النعيم مع الصديقين الكاملين، أقبل طلبة عبدك أيها السيد بشفاعة القديسين الذين أرضوك.
والسبح لك يا ربنا يسوع المسيح. آمين.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ماهيّة سرّ التوبة


هو سرّ المصالحة مع اللـه والذات والآخرين، سرّ الارتداد والاهتداء.

سرّ تغيير الحياة والمسلكيّة والعلاقات وتجديدها. تجديد النذور والعهود. نتلمسّ جوهر هذا السرّ ومضمونه في مثل الابن الشاطر، فهو لوحة فاتنة الجمال تعبّر عن موقف الانسان الخاطئ واختبار الضعف والغرور، وهو يتوهّم أنّ حرّيته وكرامته، ذاتيّته وسعادته تكمن في البعد عن اللـه وألفة بيته، والاستقلال والانفصال عنه. فإذا الشقاء والفقر والذلّ. هوحقيقة حنان الاب وانتظاره عودة الخطأة وارتدادهم إليه؛ هو سرّ غفران الآب ومحبته.
لقد اعتُبر سرّ التوبة في الكنيسة، كتجديد لسر المعموديّة المقدّسة وإعادة لحالة البرارة الأولى. ولكي تتضح لنا ماهيّة السرّ، لا بدّ من لمحة تاريخيّة تضعنا في جوّه الأصيل.
طقوس التوبة في العهد القديم:
يوجد في العهد القديم رتب طقسيّة لمغفرة الخطايا وللتوبة، يشترك فيها الكاهن والجماعة وتُقدّم فيها ذبائح تكفيريّة ويتمّ إقرار بالخطايا وأعمال توبة. (سفر العدد 15/22-31).

طقوس التوبة في العهد الجديد:
تطوّر وتحوّل مفهوم التوبة في العهد الجديد، فالتوبة ترتبط بالملكوت وهي دخول فيه، «توبوا فقد اقترب ملكوت اللـه». هي طرح جديد ومنطق جديد لإنسانٍ جديد.أشار السيّد المسيح إلى أن الاب هو الّذي يغفر الخطايا. وشدّد أيضًا على أنّ ابن البشر له السلطان على الارض بأن يغفر الخطايا (متّى9/6). وقد منح السلطان الالهيّ والمسيحانيّ لبطرس وللرسل. «سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكلّ ما تربطه على الارض يكون مربوطاً في السماوات، وكلّ ما تحلّه على الارض يكون محلولاً في السماوات » (متّى 16/18-19) .
وأيضًا بعد القيامة « نفخ فيهم وقال لهم: خذوا الروح القدس، فمن غفرتم خطاياهم غُفِرَتْ لهم، ومن أمسكتم خطاياهم أُمْسِكَتْ » (يوحنّا 20/21-24).وهكذا أسّس السيّد المسيح سرّ التوبة ومنح كنيسته سلطان مغفرة الخطايا، دون تحديد الطريقة والكيفيّة لمنح الغفران.



Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الكنيسة وسلطان الحلّ
كانت التوبة، في الاجيال المسيحيّة الستة الاولى، تعتمد الاعتراف العلني، أي القيام بأعمال التوبة العلنيّة، كالصوم والصلاة والصدقة، ولمرّة واحدة في الحياة، وذلك لشعور الكنيسة بقداستها وضرورة قداسة أعضائها وحفظ حرارة الايمان وقداسة المعموديّة في قلوب المهتدين.أمّا التوبة فكانت تفترض إحدى الخطايا الكبائر الثلاث: الجحود- القتل- الزنى.
- الجحود: يعني إنكار اللـه وكسر علاقة المحبّة معه وتأليه الأصنام والأوثان.
-القتل: يشمل، القتل الجسديّ، والروحيّ والمعنويّ، قتل محبّة القريب في القلب.
- الزنى: خيانة العهود مع اللـه والناس.
تخبرنا قصّة الخلق أنّ اللـه خلق الانسان ليكون سعيدًا في علاقته باللـه والاخرين والكون، فرفض الانسان هذه الدعوة وحطّم كلّ شيء.
هذا الموقف سبّب الانفصال عن اللـه وكسر علاقة الإبن بالآب.

سبّب الانفصال في العائلة الزوجيّة وبدأت الغربة والاتّهام بين المرأة والرجل. الانفصال في العائلة الأخويّة، وانقضّ قايين على أخيه وقتله فانكسرت الأُخوّة بين الناس.قضي على العائلة الاجتماعيّة فتصاعد الثأر والانتقام وبدأت مأساة الدم والتعدّي.قضى الانفصال على العائلة البشريّة، فانتفضت الامم ضدّ اللـه «هيّا نبني برجًا يطال رأسه السماوات». وبدأت بلبلة اللغات والمقاصد والمصالح تتآكل، في غوغائيّة وفوضى، بابل، وانعزاليّة وانغلاق صادوم: إنّها الجريمة الّتي قتلت اللـه في يسوع المسيح. "إنّها خطيئة العالم". ومن هنا حتميّة المُصالحة وعودة الوحدة واللقاء.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تبعات الخطيئة على الخاطئ



-الانفصال عن الجماعة المؤمنة لانّه أحدث ضررًا بها، لأنّه عضوٌ مريض في ذاته ودوره، تعطّلت مهامه في خدمة الجماعة وأعاق حياتها ونشاطها.
-فقدان مرتبته في الكنيسة وحرمانه من الاشتراك في حياتها الأسراريّة والصلوات الجمهوريّة.
-أمّا دور الجماعة، نحو الخطأة، وهي صاحبة العلاقة، فيكمن في: مساعدة الخطأة على الارتداد وعلى القداسة بالصلاة والمثل، والبكاء والتضرّع لاجلهم، والتكفير عنهم بالصوم والتقشّف، ليعودوا إلى جسمها السّريّ.
مراحل التوبة:
1.طلب التوبة.
2.الإقبال على التوبة: وفي جوّ الصلاة الجمهوريّة يفرض الأسقف على التائب أعمال التوبة التكفيريّة الملائمة لحالته.
3.القيام بأعمال التوبة: يتعهّد التائب بما يفرض عليه ويقبله كوسيلة تكفير ودواء روحيّ.
4.المصالحة والحلّة: في نهاية المرحلة التكفيريّة تتمّ رتبة الغفران والمصالحة. والجماعة المسيحيّة، حول التائبين، ترتّل المزامير معهم وتصلّي لاجلهم وتقرأ أمثلة من الانجيل تشجّع على التوبة وعلى الثقة باللـه.
ثمّ يضع الأسقف يده على رؤوس التائبين، ويصالحهم مع اللـه ويعيدهم إلى الجماعة مع الحقوق الروحيّة السابقة.



Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
انتقال الكنيسة من ممارسة التوبة العلنيّة الشاقّة إلى التوبة السّريّة الفرديّة


إنّ هذه الطريقة القاسية وتجاوبًا مع حاجة النفوس، وتصحيحًا لاوضاع رعويّة شاذّة، حملت الكنيسة على تغيير الاطر الخارجيّة لسرّ التوبة، مع حرصها الشديد على تعاليم المخلّص، وللأسباب التالية:
1-امتناع البعض من الاقبال على التوبة او تأجيلها إلى ما قبل الموت خوفًا من الوقوع مرّة ثانية وهم يعيشون في قلق الضمير الدائم وهاجس الموت المفاجئ، فلجأت إلى إمكانيّة تكرار التوبة.
2-الخطر من التقدّم من المناولة في حالة الخطيئة.
3-الانتظام في سلك الحياة الرهبانيّة ومن دون دعوة حقيقيّة، وذلك بدافع الإِعفاء من أعمال التوبة العلنيّة لانّ حياتهم الرهبانيّة القشفة توازيها مشقّة واستشهاداً.وهكذا انتقلت التوبة من صفتها العلنيّة وصارت خاصّة، قابلة للتكرار؛ وتعمّمت في كلّ مكان منذ القرن السادس.

الاعتراف كما نمارسه اليوم:
لم يتبدّل السرّ بتبدّل طقوسه مراعاةً للظروف الرعائيّة، غير أنّه يمرّ بأزمة في مفهومه وحقيقته. يمرّ بأزمة لانّ المؤمنين يتهرّبون منه، وقد نتجت هذه الازمة من ضعف الايمان في الضمائر، وعدم وجود المفهوم الصحيح لماهيّة الخطيئة والتوبة وتربية الضمير.



Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مفهوم الخطيئة ومعناها المسيحيّ






لا تفهم الخطيئة في المسيحيّة إلا من خلال الوحي: هذا الوحي دُعِيَ قديمًا العهد او الشريعة، وهذا العهد تجسّد وتكمّل بيسوع المسيح الإِله المتأنّس، وكلّ جرح أو رفض أو خيانة له هو خطيئة. الخطيئة ليست انتهاكًا لمحظور، يستوجب غضب اللـه، بل هي تضييق الحياة، عائقٌ للفرح وتقليص للكائن وكسرٌ للحُبّ.الخطيئة هي خيانة للعهد مع الله ورفض الانسان لعلاقة المحبّة مع الله وجرح للآخرين.
الخطيئة هي رفض اللـه والقطيعة والعداوة معه والتنكّر لعلاقة الصداقة والحبّ الشخصيّ الذي يربطنا به. الخطيئة المميتة هي الّتي تميت محبّة الله في قلبنا ومحبّة القريب.
هي محاولة اغتصاب الالوهة للانسان، وجعل ذاته مطلقًا ومرجعيّة لذاته. هو الّذي يقرّر ويحدّد ما هو الخير وما هو الشرّ. لا تتمّ الخطيئة إلاّ إذا توفّرت فيها ثلاثة أمور: المعرفة والإرادة والحرّيّة. إنّها موقف قناعة تحدّد مسؤوليّة الخاطئ.



Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تجسّدات الخطيئة في حياتنا



1-أن نعطي الأشياء أكثر من قيمتها او أقلّ ونستعملها ونتعامل معها لغير المهمّة الّتي وُجدَت من أجلها، أن نستعمل الانسان ونحبّ الشيء.
2-عبادة الأوثان وتأليه المال والجنس والسلطة، العقل والغرائز على حساب اللـه، وتفشيل تدبير الخلاص في البشريّة والكون.
الخطيئة، في بُعدها الايجابيّ، هي أنّه لم يعد يكفينيّ أنا المسيحيّ، أن لا أبغض بل صار مطلوبًا منّي أن أحبّ وأعطي وأضحّي؛ أن أفتّش كم قصّرت بواجباتي ومسؤوليّاتي وعلاقاتي؟ كم سعيت لتحقيق مشروع الخلاص في ذاتي وعيلتي ومحيطي. كم جاهدت بصدق لتحقيق ملكوت المحبّة والخلاص في البشريّة والكون، وانطلاقاً من قداستي الشخصيّة والتزاماتي الخلاصيّة، صار مطلوب منّي ضميريًا: التحرّك باتّجاه القضاء على الشرّ والظلم والجوع والجريمة والحرب محبّة بالله.أتحرّك باتّجاه تحقيق مجتمع خيّر يخدم إنسانيّة الانسان وسعادته وكرامته وخلاصه وانطلاقًا من عائلتي وبيئتي.



Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مفهوم التوبة





ليست التوبة في المسيحيّة ارتدادًا إلى أحكام الشريعة ولا إلى أصالة الذات، بل هي ارتداد إلى محبّة الله الحيّ.
1-هي الاتّجاه المعاكس للخطيئة.
فإذا كانت الخطيئة هي الغربة والاستقلال عن اللـه ورفض حبّه ودعوته بيسوع المسيح، تصير التوبة: الارتداد إليه والعودة إلى أبوّته والامانة لعهده والمصالحة معه. تفترض جوهريًا التغيير الباطنيّ الجذريّ بالحياة والمواقف والمسلكيّة والعلاقات مع اللـه والذات والاخرين. هي النظر إلى المستقبل لنعي متطلبات دعوتنا الإنسانيّة والمسيحيّة، فنلتزمها وننمو بالمعرفة والحرّيّة والمحبّة.
من حتميّات التوبة:المصالحة مع اللـه والعودة إليه، إنّها لا تتحقّق إلاّ من خلال القريب. «اغفر لنا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا».

2-إنّها تفترض وجود فريق آخر، يمثّل اللـه والكنيسة، يأخذ التائبعلى عاتقه، يصلّي لأجله ويداوي أمراضه:هو الكاهن، بدونه لا تتمّ المصالحة ولا تُعطى الكفّارة والحلّ؛ بدونه لا يمكن الاشتراك في الحياة الالهيّة وحياة الكنيسة من جديد، وهنا يظهر البُعد الجماعيّ للسرّ ومهمّة الكاهن الحتميّة، فهكذا أراده المسيح وهكذا مارسته الكنيسة.


خــــلاصــــة:
إنّ تشويه سرّ التوبة وتردّدنا في ممارسته يعود إلى:
1-غموض مفهوم التوبة والخطيئة وضعف الايمان.
2- النظرة إلى السرّ من زاوية منطق المحاكمة : وكأنّنا في مناخ المحكمة والقاضي والمستنطق والاقرار والحكم وفرض العقوبة، عوض الاهتداء والارتداد والمصالحة مع اللـه والقريب، والاحتفال بمحبّة الله الّتي تشفي المرضى وتحي الموتى.
3-غياب دور الجماعة المصلّيًة المرافقة الضارعة من أجل الخطأة، وكأنّ الجماعة لم تعد مسؤولة عن قداسة أعضائها وارتدادهم.
4-عدم شعورنا بأنّ خطيئتنا الفرديّة تجرم إلى الكنيسة كلّها، وهي جسد المسيح السريّ ونحن أعضاء فيه، فما يصيب العضو في الجسم يتأثّر به الجسد كلّه.
5-النظرة إلى الكاهن وكأنّه قاضٍٍ، أكثر منه " الأب الروحيّ" ممّا يحصر دور التائب في التفتيش عن عدد الخطايا وسردها، أكثر منه في تحقيق اهتداء إلى اللـه وعودة إلى الجماعة المقدّسة وتجديد للحياة والعهود.كلّ هذا يوجب العودة إلى أصالة السرّ وطبيعته العفويّة، إلى جوّه الطقسيّ الكنسيّ، حيث يظهر: اللـه غافر الخطايا، الكاهن ناقل المغفرة، والكنيسة الوسيطة الضارعة من أجل أبنائها الخطأة.
هكذا يستعيد السرّ جاذبيّته الخلاصيّة ونستفيد من عطاياه. سرّ التوبة، هو سرّ رحمة اللـه، الراعي الصالح الّذي يبحث عن خروفه الضّال، ليعيده إلى أحضان الحنان والحرّيّة ويشركه في حياته وسعادته.هو سرّ ضعف اللـه أمام الانسان الّذي يحبّه، فاللـه محبّة وأبوّة وحنان، يكفيه أن نعود لينسى كلّ شيء ويعيد إلينا كلّ شيء. هو صديق الخطأة وعدوّ الخطيئة. سنظر إلى جهادنا ويبارك انتصاراتنا أكثر ما يحصي أخطاءنا.
في مَثَل الابن الضّالّ، لجأ الأخ الأكبر إلى منطق العقل والعقاب. حاول أن يحتكر الأبوّة لانّه حفظ الشريعة، ونسي منطق الحُبّ الأبويّ والأخويّ. أراد أن يتنكّر الأب لأبُوّته كما تنكّر هو للأُخوّة. فكان جواب الأب: منطق الغفران والحُبّ والرحمة، منطق الأبوّة الّتي تحتضن الجميع، في بيتها الوالديّ ويبدأ عيد اللقاء والوليمة.دعوتنا الدائمة أن نقتدي في هذا الوالد المحبّ.
ولا نرفض الحُبّ ونبقى فريسة الموت والضلال!


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف أعيش سرّ التوبة





http://www.peregabriel.com/gm/albums..._5180744_n.jpg




" تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " ( متى 11/ 28 )

أعطني خطياك

معاً نصلي ، معاً نفكر ومعاً نكفّر ...

ماهية سر التوبة
اسس يسوع سر التوبة بقوله لتلاميذه : " خذوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياهم تغفر لهم ، ومن امسكتم خطاياهم تمسك لهم " . يو 20/ 1-23 . فاعطى الرسل وخلفاءهم الاساقفة والكهنة سلطان حل الخطايا ، فالكاهن يعلن مغفرة الخطايا للتائب باسم يسوع ، انه سر الشراكة والمصالحة حيث تتجلى رحمة الله محبته وحنانه وانتظاره لعودتنا وانطلاقتنا في ولادة جديدة .


اليك بعض القراءات من الكتاب المقدس تظهر محبة الله للخاطئ وانتظاره لعودته .





















شفاء مقعد مر 2/ 1-12
الصفح عن القريب : متى 18 / 15-22
توبة بطرس : يو 21/ 15-19
التطويبات شريعة يسوع : متى 5/ 1-48
دعوة متى : متى 9/ 9- 13
العبد الظالم : متى 18/ 21- 35


الأبن الضال : لو 15/ 11-32
الخروف الخروف الضال : متى 18/ 12-14
الدرهم المفقود : لو 15/ 8- 10
زكا العشار : لو 19/ 1-10
المرأة الزانية : يو 8/ 1- 11
توبة امرأة خاطئة : لو 7/ 36- 50




مراحل مسيرة التوبة

  • فحص الضمير : انه قراءة لحياتنا على نور المسيح الذي دعانا إلى حياة جديدة وعلى ضوء وصايا الله والكنيسة والإنجيل نكشف ضعفنا وخطيئتنا .
  • الندامة : شرط أساسي لنيل الغفران عن خطايانا ، نندم متأسفين على الخطايا التي اهانت الله والقريب وسببت موت يسوع على الصليب وهلاك نفوسنا .
  • الإقرار : تعبير عن تواضعنا وتوبتنا وطلب للاشتراك مجدداً في عائلة الله ، يجب أن يكون الإقرار بالخطايا أمام الكاهن كاملاً ومفصلاً نوعها وعددها وظروفها .
  • القانون أو التعويض عن الخطايا : ليس قصاصاً ، بل هو بدء حياة جديدة ننطلق من خلالها بالصلاة ، وتعبير عن شكر وعرفان جميل تجاه رحمة الله .
  • القصد : هو استعداد لتغيير الحياة ، موت الإنسان العتيق لنحيا حياة جديدة مع المسيح ، هو قصد من اعماق القلب مع التوكل على الله أن لا نعود إلى الخطيئة ، وأن نتجنب كل فرصة تحملنا على العودة إلى الخطيئة .


كيف اعترف ؟

بعد فحص الضمير وادراك خطاياي امام محبة الرّب ، اتوجه عند الكاهن في كرسي الإعتراف ، ارسم اشارة الصليب واقول: " اغفر لي يا آبتِ لأنني اخطأت ".
أذكر الزمن الذي مرّ على اعترافي الأخير .
اقرّ بجميع خطاياي بندامة وتوبة صادقة .
اصغي إلى توجيهات الكاهن وارشاداته حيث يعطيني فرضي لأكفر واعوض عن خطيئتي .
اقول فعل الندامة معبراً عن ندامتي ، وعندها يعطيني الكاهن الحلة السرية معلناً مغفرة خطاياي باسم الأب والإبن والروح القدس .
ارسم اشارة الصليب منطلقاً بمقاصد جديدة متمماً صلاتي وقانوني متحرراً من خطاياي ، لابساَ الإنسان الجديد .


صلاة يلتمس فيها التائب النور من الروح القدس ليعرف خطاياه ويندم عنها
الهي ، يا يسوع ، ايها النور الحقيقي الذي ينير كل انسان ، اتوسل اليك ان تنير عقلي بضياء روحك القدوس ، فاذكر خطاياي التي اهانتك واندم عليها ندامة صادقة واقر بها اقراراً تاماً ، فلا اعود اليها فيما بعد .
ساعدني كي التمس نعمتك ، حتى اعترف اعترافاً مثمراً ، بشفاعة امي مريم العذراء ملجأ الخطأة ، آمين















وصايا الكنيسة


  1. اسمع القداس ايام الأحاد والأعياد المأمورة .
  2. صم الصوم الكبير وسائر الأصوام المفروضة .
  3. انقطع عن الزفر يوم الجمعة .
  4. اعترف بخطاياك قلما يكون مرة في السنة
  5. تناول القربان (الأفخارستية ) قلما يكون في عيد الفصح .
  6. أوف البركة أي العشر .
  7. امتنع من اكليل العرس في الأزمنة المحرمة
-

-






وصايا الله


  1. أنا الرب الهك لا يكن لك اله غيري .
  2. لا تحلف باسم الله بالباطل .
  3. احفظ يوم الرب .
  4. اكرم أباك وامك .
  5. لا تقتل .
  6. لا تزن .
  7. لا تسرق .
  8. لا تشهد بالزور .
  9. لا تشته امرأة قريبك .
  10. لا تشته مقتنى غيرك


فحص الضمير على نور كلمة الله



1- الخطايا ضد محبة الله :

هل احب الرب من كل قلبي ؟ هل هو أساس حياتي ؟ هل عندي إيمان عميق بالله ؟ هل عندي جحود بعتمد على العناية الالهية أم على نفسي فقط ؟ هل أنا مؤمن بمحبته رغم الصعوبات ؟ هل احتقر ايماني بفكري او بحديثي او بمطالعتي الالحادية ؟ هل غذيت ايماني بكلام الله وبتعليم الكنيسة ؟ إيماني ؟ هل ألتجئ إلى العبادات الباطلة ؟ هل انتمي إلى البدع ومنظمات سريّة ؟ هل امارس السحر والعرافة والشعوذة والخرافات ؟ هل اخللت بواجباتي الدينية عن حياء ؟ هل قطعت الرجاء من رحمة الله ؟ هل اتكلت على رحمة الله لا تمادى في الشر ؟ هل اهملت صلواتي صباحاً ومساءً او صليتها بفتور مشتت الفكر ؟ هل اخللت باحترام بيت الله والأشخاص المكرسين له ؟ هل اقرأ الانجيل باستمرار ، واستنير فيه بأقوالي واعمالي ؟ هل حلفت صدقاً او حلفاً كاذباً ؟ هل جدّفت ؟ هل اهملت وفاء نذوري؟ هل اشتغلت ايام الاحاد والاعياد دون مسوًغ؟ هل كنت سبباً لغيري في عدم تقديس يوم الرب ؟ هل تخلفت عن الاشتراك بالقداس ايام الأحاد والأعياد ؟ هل شاركت بالقداس بانتباه ، وحضرته كاملاً ؟ هل عندي لامبالاة دينية وكسل روحي ؟



2 - الخطايا ضد الآخرين :

هل قلّلت الإحترام او الطاعة لوالدي ؟ هل اساعدهما ، اخدمهما ، احبهما ؟ هل اعرضت عن مساعدتهما روحياً ومادياً ؟ هل اثق بهما ؟ هل انا صادق معهما ؟ كيف ابني علاقتي مع اخوتي في المنزل ؟ هل هنالك خصام ، غيرة ، تنافس ، عدم محبة، خلاف... بسبب الميراث او غير ذلك ؟ نحن كأهل هل نعطي المثل الطيب لاولادنا ، هل نتفهم اوضاعهم ونصغي اليهم ؟ هل نتذمر امامهم ؟ هل نتحلى بالصبر في علاقتنا بهم ؟ هل نعتني بتربيتهم من كل النواحي ؟ ... هل انظر إلى الآخرين ، إلى كل الناس كأنهم اخوة لي ابناء الله الأب الواحد ؟ هل احترم الآخرين من كل قلبي ام لا ابالي بهم ؟ هل اشتهي الضرر لغيري ؟ هل قتلت احداً ؟ هل احترمت الحياة في الآخرين ؟ هل اجهضت ؟ هل اشتهيت الموت لنفسي او لغيري ؟ هل اتاجر بالمخدرات او اتعاطى ذلك ؟ هل سببت شكاً او كنت سبب عثرة للقريب باقوالي او اعمالي ؟ هل اكره احداً ؟ هل اشهر بصيت غيري وافتري على احد ، هل عندي نميمة او دينونة باطلة ؟ ... هل أهزء بالآخرين ؟ هل جرحت احداً باقوالي ؟ هل ارى المسيح في كل مكان ؟ هل توقفت على افكار مضادة للطهارة ؟ هل سمحت لنفسي بشهوة ، نظر ، كلام ، او عمل ضد الطهارة ؟ وحدي او مع غيري ؟ هل قمت بواجبات الزواج حسب ارادة الله ؟ هل تجنبت اسباب الخطيئة (مطالعات ، مشاهد ، عشرة رديئة ) ؟ ... هل للقريب في ذمتي حق ؟ هل آخذ اموالاً او اغراضاً لا حق لي فيها ؟ هل رددت المسلوب وعوضت عن الضرر ؟ هل آحذ ربحاً غير مشروع ؟ هل عندي تبذير ؟ اذا كنت رب عمل هل اظلم العامل بالاجر الذي اعطيه ؟ اكنت عاملاً هل اعمل بدقة وامانة وحب واتقان ؟ هل اساعد المحتاجين مادياً ومعنوياً ؟ هل عندي غش في عملي، في الإمتحانات ...؟ هل عندي تزوير ؟ تملق ؟ هل اشهد بالزور ؟ هل كذبت ؟ هل تكلمت بحق القريب ؟ هل اتهمت باطلاً؟ هل عندي مديح كاذب ؟ اذا اراد احد أن يتصالح معي ، فهل أنا مستعد أن اسامحه واغفر له ؟ هل اتعاطى المقامرة ؟ السكر؟



3 - الخطايا ضد الذات :

هل اعمل من اجل راحتي الشخصية فقط ؟ هل أنا متكبّر ؟ أناني ؟ غضوب ؟ شتام ؟ هل اتيت عملاً عن بخل ؟ عن حسد ، عن شراهة ، عن كسل ، او سعياً للظهور ؟ هل حاربت عاداتي القبيحة ؟ كيف أقوم بمسؤولياتي في البيت والعمل والكنيسة والوطن ؟ كيف استعمل مواهبي ، وقتي وصحتي ؟



فعل الندامة

أيها الرب إلهي ، أنا نادم من كل قلبي على جميع خطاياي ، لأني بالخطيئة خسرت نفسي والحياة الأبدية ، واستحققت العذابات الجهنمية ، وبالأكثر أنا نادم لأني أغظتك وأهنتك ، أيها الرب الهي ، المستحق كل كرامة ومحبة ، ولهذا السبب ابغض الخطيئة فوق كل شيء ، وأريد بنعمتك أن اموت قبل أن اغيظك فيما بعد ، واقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة ، وأن افي بقدر استطاعتي عن الخطايا التي فعلتها ، آمين

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
في تذكار الخطايا
القديس أفرام السرياني

في تذكار الخطايا أشاء أن أبث قدامك أيها المسيح المخلص ؛ وأصف بحضرة مجدك كافة المرارة التى تختص بي ؛ وبنيتي الخبيثة، وأذكر أيضاً كل الطرب والحلاوة التي صنعتها معي ؛ إذ منذ جوف أمي صرت مغيظاً جاحداً خيريتك ونعمتك،

لا نشاط لي في الخير. فأنت أيها السيد أعرضت عن كافة شروري ؛ ومن أجل رأفاتك الجزيلة أرتفع بنعمتك يا ابن اللـه رأسي الذي كان ذليلاً كل حين من أجل خطاياي.
تجذبني بنعمتك إلى الحياة ؛ وأنا أسعى بنشاط إلى الموت ؛ لأن عادة الآلام الرديئة المذمومة جذبتني حين أذعنت لها ؛ وقيدت الفكر بقيود لا تنفك ؛


والقيود مأثورة عندي دائماً. لأنني أشاء أن أتقيد. فالعادة تقيدني بإشراكها ؛ وأفرح إذا قيدت، تغيصني في العمق وأنا ألتذ بذلك، والعدو كل وقت يجدد قيودي لأنه قد رآني مسروراً برباطاتي الكثيرة ضفرها، وهو كثير الحيل في صناعته فلا يربطني بالرباطات التي لا أرغبها،

لكنه يقدم لي دائماً الأغلال الفخاخ التي أقبلها بالتلذذ كثير. لأنه يعرف أن الهوى يقوى عليَّ فيحضر لي بطرفة عين القيد الذي أريده، يا له من بكاء ونوح من عار وخزي أنني أتقيد بمشيئتي فأنا لا أقدر أن أسحق القيود في لحظة واحدة وأصير حراً من كافة الفخاخ. لأنني بالاسترخاء والعادات متعبداً للهوى ؛

وأقتل بالآلام التي أستبشر أنا بِها. لو شئت لاستطعت أن أفك القيود وأسحقها، ولو أردت لقدرت أن أهرب من الفخاخ، فهل يكون أمر من هذا النوح والبكاء ؟

أم يكون خزي أصعب من هذا ؟ بلى لا يكون أشد مرارة من هذا الخزي، أن يعمل الإنسان مشيئات عدوه. فأنا أعرف قيودي ؛ وأخفيها في كل ساعة من كافة الذين يشاهدونني في زي الورع ؛ وضميري يوبخني إذا عملت هذا قائلاً لي كل وقت:
لِمَ لا تستفيق يا شقي، أو ما علمت أنه آتي وأقترب يوم الدينونة الرهيب الذي فيه تظهر الأشياء كلها، أنْهض ما دمت قادراً ومزق الرباطات التي لك، لأن فيك قوة العقد والحل

هذا يقوله لي دائماً ضميري ويوبخني، وما أريد أن أستريح من القيود والإشراك، أنوح من أجلها كل يوم وأتنهد وأوجد مربوطاً بِهذه الآلام نفسها.

أنا شقي ومتواني غير ناجح في صالح نفسي، كيف لا أخاف من فخاخ العدو، جسمي مشتمل بجمال زي التورع ونفسي مقيدة بأفكار غير لائقة، أتورع بحضرة الناظرين بحرص ؛
وأنا من داخل وحش لا يستأنس. أحلي كلامي للناس وأمنحهم إياه ؛


وأنا في نيتي مر وخبيث ؛ فماذا عسى أن أعمل في وقت الاختبار إذا أوضح اللـه كافة الأشياء في مقام الدينونة، أنا أعلم أنني سوف أعذب هناك إن لم أستعطف من هنا الديان بالدموع.
فلذلك لا يسخط عليَّ بل ينتظر عودتي إذ لا يشاء أن يبصر أحداً متحرقاً بالنار بل يريد أن يدخل إلى الحياة كافة الناس. فإذ أنا واثق برأفاتك يا ابن اللـه ربي أخر لك طالباً أقبل بنظرك إليَّ، أخرج نفسي من سجن المآثم؛ وأشرق شعاع نورك في ذهني قبل أن أمضي إلى المدينة المرهبة التي تنتظرني حيث لا يمكنني أن أتوب عن المساوئ.


وأنا مضبوط بفكرين يكتنفني كل واحد منها: هل أسافر من الجسد أولى من أن أخطئ ؛ لكن أخاف أنا الشقي أن أمضي وأنا غير مستعد مجرد من الفضائل، أو أبقى ؛ فالخوف العظيم يعذب قلبي من كوني لا أبقي في الجسد بل لا بد من أن أنتزع منه. ولست أعرف بأيهما أتعزى،

لأنني أعاين ذاتي غير نشيط في الصلاح، وحياتي في الجسد ذات خوف وجزع، لأنني في كل وقت أتمشى بين الفخاخ وأماثل التاجر المتواني العاجز الذي يخسر في كل ساعة رأس المال مع الربح.

هكذا أنا أخسر الخيرات السمائية بالأنغلاب الذي يجرني إلى المساوي وأحس بذاتي كيف أسرق في كل ساعة وأوجد بغير مشيئتي في الأمور التي أبغضها، أتحير في أمر البرية كيف هي بَهية دائماً، أنذهل في نيتي الرديئة متضايقاً مغموماً.
من يخطئ دائماً أفضل ممن يتوب كل يوم لأن توبتي ما لها أساس، البناء وطيد إلا أنني كل حين أضع أساس بناء وأنقض العمل بيدي، وتوبتي الحسنة إلى الآن لم تبتدئ، وونيتي المذمومة لا انتهاء لها. تعبدت بالاسترخاء لمشيئة عدوي ؛


وأنا نشيط أن أكمل ذلك، فمن يعطي لرأسي ماءً لا يقدر ولعيني ينابيع دائمة لتنبع عبرات.
فأبكي كل وقت لدى الإله الرؤوف ليرسل نعمته لينتشل خاطئاً من بحر هائج بأمواج الخطايا، فإن نفسي غرقت بتواتر الموج ؛ وجراحاتي لا تقبل البتة عصائب الشفاء. أنتظر التوبة ؛ وأنا مسروق بِهذا الوعد الباطل إلى أن يفنى ؛ أقول أنني أتوب ولا أتوب إلا بالكلمات ؛ وبالأفعال أنا مبتعد من التوبة، إن كنت في رفاهية وراحة أنسى طبيعتي، وإن حصلت أيضاً في غموم أوجد متذمراً.


الآباء القديسون كانوا محبين للـه في الأحزان والمحن، كانوا مختبرين مهذبين ؛ وقبلوا بذاتِهم إكليلاً لا يضمحل من الإله السمائي بشرف ومدائح، اقتنوا من الحزن مديحاً وثناءً جميلاً ؛ وصاروا صورة حسنة للأجيال الواردة.

ومع هؤلاء يوسف المهذب الجميل البهاء ؛ المتناهي في العفة ؛ المملوء جمالاً سمائياً مع محبة العلي، أقتنى بالتجارب صبراً نفيساً لأن حسد إخوته الردىء ما قدر أن يدر جمال نفسه، ولا استطاعة المراودة المخاتلة أن تذبل جمال الصبي الزاهر، كانت تنظر في كل ساعة إلى زهر العفيف لتسكب عليه سماً مراً، ولا الحبس والقيود ذبلت حسن بَهاء زهرة نفس الصبي المحب للـه.

فإن كنت أنا الشقي أخطأت بغير محنة ما، وأخطئ وأغيظ وأمرمر سيدي، فقد اختبرت رأفاته الجزيلة. خلصني يارب وأعطي لعبدك كطلبته التي يبتغي من كنـز تحننك،
أيها السيد لتنبع نعمتك في قلب وفم عبدك بمداومة مثل ينبوع ليكون قلبي وفمي هيكلاً طاهراً لامعاً بخيريتك ونعمتك ؛
قابلاً ملكاً سمائياً لا كعش للأفكار الخبيثة ومغارة لصوصي أردياء للروايات الشريرة. بل تحرك إصبع نعمتك لساني دائماً كأوتار المعزفة لتمجيدك أيها المتعطف على الناس، لكي ما أمجد بلا فتور وأبارك بشوق قلبي وفمي كل زمان حياتي.


لأن من يعجز عن أن يسبحك ويمجدك هو غريب من الحياة العتيدة. أيها المسيح المخلص ؛ أعطيني سؤال قلبي ؛ ليصير مثل رباب النغمة لأستطيع أن أوفي ههنا ديوناً قليلة ؛ وأحظى هناك أيضاً بوفاء نعمتك حين تجزع كل نفس وترتعد من مجدك الرهيب.

نعم يا سيدي يا ابن اللـه الوحيد ؛ أستجب لتضرع عبدك الخاطئ ؛ وأقبله مثل قربان ؛ فأخلص بنعمتك. والمجد يليق بمن يخلص الخاطئ برأفاته . آمين

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سر التوبة و الاعتراف
مقدمه

Xبعد الانتهاء من دراسة سر الكهنوت، يأتى الدور على سر التوبة والإعتراف على أساس أن هذا هو الصورة العملية لسلطان الكهنوت.
Xعندما أسس السيد المسيح سر الكهنوت كان واضحاً فيه سلطان المغفرة،
"إقبلوا الروح القدس من غفرتم له خطاياه غفرت له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت"
وقال
"ما تربطونه على الأرض يكون مربوط فى السماء وما تحلونه على الأرض يكون محلول فى السماء"
فنحن نرى فى سر التوبة والإعتراف الصورة العملية لسر الكهنوت وبالتالى بقية الأسرار.

Xسر التوبة والإعتراف له أهمية خاصة فى كنيستنا ويمارس فى كنيستنا بأفضل صورة ممكنة.
عند الكاثوليك يوجد هذا السر لكن للأسف يوجد حواجز فى الإعتراف بين المعترف والكاهن وهذا مخالف لروح الإنجيل لأن الإبن الضال عندما رجع أخذه أبوه فى حضنه لم يكن هناك حاجز بينهم. والمرأة الخاطئة عندما قابلت السيد المسيح مسكت رجليه ومسحتهما بشعر رأسه. أى أن هذه الحواجز، حواجز بشرية ولإعتبارات بشرية لا يجب الإستمرار فيها. ولذلك فإن ممارسة هذا السر فى كنيستنا أفضل صورة لممارسة سر التوبة والإعتراف كما يريدها الله فعل.

Xمقدمة عن أهمية السر:
أولاً:
هو مفتاح لكل الأسرار فلا يوجد سر يمكن أن يمارس بدون التوبة والإعتراف. ولذلك كل الأسرار محصورة بين سرى التوبة والإعتراف والتناول. أتوب واعترف يكون لى الحق فى ممارسة الأسرار. وبعد ممارسة أى سر أختم الأسرار بالتناول. مثل سر مسحة المرضى يوم جمعة ختام الصوم يشترط بأن من يدهن لابد أن يكون صائماً ومعترفاً وأيضاً عند عمل قنديل لأى مريض، لابد أن يكون تائب ومعترف يمارس السر ثم يتناول. لازم التناول تاج الأسرار كلها ولذلك نسميه مفتاح الأسرار. إذا كنا نسمى المعمودية باب الأسرار فشرط الإنسان يتعمد وهو كبير لابد أن يكون معترف. فالإعتراف هو مفتاح الباب الذى يؤدى للأسرار. لذلك نسميه مفتاح الأسرار.
مالذى يعطى أهمية لهذا السر؟
هناك لابد حرب شيطانية. لا أحد يستطيع أن ينكر هذا الشيطان يحارب كل إنسان. الحرب تؤدى إلى سقوط. ممكن ناس تنتصر لكن إذا حدث سقوط فالمخرج الوحيد هو التوبة والإعتراف. ولذلك نسميه معمودية ثانية دائمة. المعمودية من الماء والروح لا تتكرر لأنها ولادة من الله، والولادة لا تتكرر. لكن التوبة والإعتراف ممكن يتكرر لذلك نسميه معمودية ثانية دائمة. والسبب فى الحرب الشيطانية وجود الروح والجسد فى الإنسان، فالروح يشتهى ضد الجسد، والجسد يشتهى ضد الروح. وكلاهما يقاوم الآخر. الذى يسمع هذا الكلام يظن أن هناك إنقسام فى الإنسان.
لكن لا يقصد الإنقسام فى الإنسان؟

إذاً ما هو السبب فى أن الروح والجسد كلاهما يقاوم الآخر؟
الروح له طبيعة إلهية أما الجسد له طبيعة مختلفة، طبيعة مادية ولذلك بسبب إختلاف الطبيعة بين الروح والجسد هنا يحدث التضاد فى الإتجاه، فكلاهما يقاوم الآخر. الروح بطبيعتها الروحانية تشتاق إلى الله وإلى الروحيات. إتجاهها دائماً إلى أعلى بينما الجسد لأن طبيعته مادية ينجذب نحو المادة، جسد مادى ولذلك له إتجاه مختلف ممكن نسميه إلى أسفل. والوضع الطبيعى لوجود قوتين كلاهما يقاوم الأخر، أن الأقوى فيهما له القيادة.

الحل دائماً هو التوبة ولذلك نسمى التوبة تحول من حياة الجسد إلى حياة الروح، أو من الإتجاه إلى أسفل للإتجاه إلى أعلى، أو من الحياة حسب الجسد إلى الحياة حسب الروح.
Xمعنى كلمة توبة:
لها معنيان "تاب" أى ثاب أى عاد إلى ثوابه أو رشده. المعنى الثانى ميطانية مأخوذة من كلمتين "ميتا" و"نوس": "ميتا" أى ما وراء، و"نوس" أى عقل أى تغير الفكر الداخلى للإنسان.

(ما وراء العقل الظاهر). أو تغير الفكر الذى يتحكم فى سلوك الإنسان ولذلك الخطية سببها إتجاه خاطئ بتصحيح الإتجاه الخاطئ إلى إتجاه حقيقى يصلح الفكر وبالتالى يصلح الإتجاه.
Xنقطة مهمه لابد أن نركز عليها فى هذا السر.
التوبة هى جوهر الإعتراف. إعتراف بدون توبة يساوى صفر لا حل ولا شيئ يفيد الإنسان فى الإعتراف. بدون توبة الإعتراف لا قيمة له. لا يوجد إعترافاً جيداً ومن زاوية أخرى الإعتراف هو إعلان عن التوبة وضمان لعدم العودة للخطية.

Xالسبب الذى يجعل الإنسان يرجع للخطية ويكررها
ليس فقط حرب الشيطان ولا سلطان الخطية ولكن عدم وجود التوبة.
هذا السر أهميته فى أنه يغير الحياة، يغير النمط، الفكر، الإتجاه. لأن هناك توبة نسميها تغيير المسار والإتجاه والطريق. الملامح يتغيرون الأشخاص المرتبط بهم يتغيرون. إذا لم يتم هذا التغيير فالإعتراف ليس له قيمة ولا فائدة.

لذلك نسميه تغيير القلب والفكر وتجديد الحياة وفى هذا يتم وعد الله "أعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديداً فى داخلكم". (حزقيال 36: 26) لا يمكن أن يحدث هذا بدون التوبة. تغيير القلب، المشاعر، والفكر. عندما قال الله "يا إبنى إعطنى قلبك" لا يقصد القلب الذى يضخ الدم لكن يقصد الفكر العميق فى الإنسان. مصدر كل إحساس، مصدر كل فكر. يكون ملك للمسيح.
المعمودية تعطى تغير الطبيعة ونوال البنوة لله. لكن التوبة تجديد الإتجاه للإستفادة بالطبيعة الجديدة. أى تكون لطبيعة الجديدة موجودة لكن طمست بمحبة الخطية. فتغير الإتجاه يفيدنى من إمكانية تغير الطبيعة التى أخذتها فى المعمودية. والنتيجة المطلوبة على مستوى الحقيقة والواقع. الإنسان الطبيعى العادى ذاته هى مركز الدائرة. والله نقطة خارج الدائرة أى أن الله ليس له علاقة بحياته ذاته هى مركز الدائرة، الإنسان الأفضل إلى حد ما الذى تدينه مريض، ذاته هى مركز الدائرة أيضاً الله نقطة على المحيط. مثلما يأكل ويشرب يصلى، مثلما يذهب عمله يذهب الكنيسة، أى أن ربنا نقطة على المحيط لكن الإنسان الروحى أى الوضع المثالى، المسيح هو مركز الدائرة وكل نقطة على المحيط لها علاقة بالمركز.
هذا تنفيذ حقيقى لعبارة بولس الرسول "لى الحياة هى المسيح" أى أن المسيح هو مركز الدائرة. الأكل الشرب النوم العمل كل ما هو على محيط الدائرة حياة الإنسان له علاقة بالمركز. يأكل من يد الله، يعمل بأمانة من أجل الله، ليس لأجل المال.
هذا هو الوضع المثالى لذلك فالتوبة هى تجديد الإتجاه بمعنى أن المسيح هو مركز الدائرة. هذا هو تنفيذ وتأثير التوبة بصورة حقيقية. وهنا واضح أن الشركة مع الله لا تصلح مع السلوك فى الظلمة ليس من الممكن أن يكون الإنسان له حياة مع ربنا ويخطئ بإرادته ويخطط للخطية. هناك خطايا نسميها خطايا ضعف. (الضعف البشرى) أو خطايا جهل. لكن الخطايا عن عمد وبتخطيط وبتدبير هذه لا تتناسب إطلاقاً مع الشركة مع الله. حتى خطايا الضعف والجهل أيضاً ممكن إستنارة الإنسان بالروح القدس تخلصه منه.

Xهناك إختلاف بيننا وبين البروتستانت فى موضوع التوبة.
البروتستانت دائماً يتكلمون عن توبة الحياة وهو ما تفعله المعمودية عندنا أن الإنسان يعيش فى الخطأ ثم يصحح نفسه، وطالما يتكلم عن توبة الحياة فيقول "أنا بقيت قديس كنت وأصبحت"!. لكن نحن كأرثوذكس نتكلم دائماً عن حياة التوبة. أى التوبة اليومية إصلاح الفكر الخاطئ والإتجاه والضعفات اليومية ومحاسبة الإنسان لنفسه. الإختلاف بيننا وبين البروتستانت إختلاف مهم جداً فى جوهر التوبة. تقرير الإنسان أن يحيا مع الله لا يمنع من الضعفات اليومية، ولذلك ليس معنى أن الإنسان قدم توبة الحياة إنه ليس محتاج لحياة التوبة لابد أن نحتاج لحياة التوبة. ولذلك نسمى التوبة والإعتراف معمودية ثانية دائمة تفيد الإنسان فى حياته مع الله. إذا تعمد الإنسان وهو كبير فهذه توبة الحياة وإذا تعمد وهو صغير وسلك فى الخطية وقرر أن يحيا مع الله هذه توبة الحياة لكن هذا لا يغنى عن حياة التوبة ومتابعة الإنسان لنفسه كل يوم بل كل لحظة.

Xسر التوبة والإعتراف يربط بين ثلاث أطراف
روح الله وأب الإعتراف والمعترف. لابد أن يشعر المعترف وهو أمام أب إعترافه أن الروح القدس حاضر غياب أحد الأطراف الثلاثة يلغى السر تماماً غياب روح الله لايكون سر وغياب أب الإعتراف لا يفيد لذلك لابد من وجود أب الإعتراف ووجود روح الله. روح الله يتعامل مع المعترف عن طريق أب الإعتراف

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
Xهذا التعبير نراه فى المزامير أحياناً وفى بعض الآيات. كلمة الإعتراف تعنى أكثر من معنى.
المعنى الأول:
المعنى الإيمانى أى الإعتراف بالمسيح فادياً ومخلصاً. "إن أمنت بقلبك واعترفت بفمك تخلص" هذا معنى إيمانى.

المعنى الثانى:
وهو معنى روحى وهو الشكر لله. "إعترفوا للرب" أى أشكروا الله كما فى (مزمور 116).

المعنى الثالث:
وهو معنى يخص التوبة. وهو الإقرار بالخطية.

Xإذا لم يؤمن الإنسان أن المسيح مخلصه، فكيف ينال الغفران من خلال سر التوبة والإعتراف. هو فيما يعترف يقدم عمل الإيمان لأن "الإيمان بدون أعمال ميت". هو مؤمن أن المسيح خلصه فيعترف كعمل للإيمان لذلك فهو ينال المغفرة. فالإيمان لابد أن يكون موجود والشكر لله أيضاً موجود. يشكر الله أن أعطاه توبة وساعده كى يأتى للإعتراف. لأن ليس كل إنسان يستطيع أن يقول خطيته. هذا مستوى روحى مهم. فيشكر الله أن أعطاه هذه الإمكانية. لذلك يقول "إعترفوا للرب لأنه صالح".
Xالكتاب المقدس فيه آيات كثيرة جداً تبين اهمية الإقرار بالخطية.
الله عندما سأل على آدم "أدم، أدم أين أنت" كان هدفه أن يقر. الله كان يعلم أين أدم لكن يسأله لكى يقر. قايين أيضاً قال له "إن أحسنت أفلا رفع وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك إشتياقها وأنت تسود عليها" لم يسمع الكلام وأخطأ فقال له "أين هابيل أخوك"؟ بعدما قتله فقال له "أحارس أنا لأخى؟!". فقال له "دم أخيك صارخ إلى". وأعطاه اللعنة وقال له "ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها وقبلت دم أخيك من يديك". واضح أن هذه مواقف الله كان يهمه فيها الإقرار بالخطية" (لاويين 5:1-6) يقر بما قد أخطأ به ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه.

(سفر العدد 5: 6، 7) "أوصى الرب موسى قائلاً قل لبنى إسرائيل إذا عمل رجل أو إمرأة شيئاً من جميع خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب فقد أذنبت تلك النفس فلتقر بخطيتها التى عملت".
(لاويين 26: 39-42)، (تثنية 26: 3) تأتى إلى الكاهن الذى يكون فى تلك الأيام وتقول له إعترف بالرب.." (يشوع 7: 19) فى قصة عاخان إبن كرمى "يا إبنى إعطى الآن مجداً للرب إله إسرائيل واعترف له واخبرنى" البروتستانت يقولوا: نحن نعترف للإنسان وليس لربنا. نقول له: لا نحن نعترف لربنا فى مسمع الكاهن. وهذا هو الوضع الطبيعى الذى كان موجود. عندما كان يخطئ أحد كانوا يحضروا ذبيحة وطبعاً الكاهن هو الذى كان يقدم الذبيحة فيكون موجود، يضع الخاطئ يده على الذبيحة ويقر بخطيته فتنتقل الخطية منه للذبيحة. فتصبح الذبيحة عوضاً عنه فتدان الذبيحة وتفديه. ففى الأصل الإنسان يعترف لربنا ويخبر الكاهن. "إعطى مجداً للرب إله إسرائيل واعترف له واخبرنى الأن ماذا عملت لا تخفى عنى" (2صمو 12: 13) "فقال داود لناثان أخطأت إلى الرب فقال له والرب نقل عنك خطيتك لا تموت" (أمثال 28: 13) "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم"، يقر بها أى يعترف ويتركها أى يتوب عنه. (نحميا 9: 1، 2) "إعترفوا بخطاياهم وذنوب أبائهم" الواضح من كل هذا فى كل الشواهد كسند كتابى إخراج الخطية خارجاً الإقرار العلنى والذبيحة. الخطية تخرج من الخاطئ توضع على الذبيحة بالإقرار العلنى للخطية.
Xهناك ثلاث معادلات بلغة الرياضة:
التوبة = إستحقاق المغفرة والإعتراف. نوال المغفرة والتناول تمام أو كمال المغفرة.
مثلث الغفران يناله الإنسان التوبة أولاً ثم الإعتراف ثانياً ثم التناول ثالث.

لذلك الكاهن يمسك الصينية بها الجسد ويقول يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. "خرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه فى نهر الأردن معترفين بخطاياهم" (مر 1: 5). "وكان كثيرون من الذين أمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أعمال 19: 18). "إن إعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم".
نقطة البروتستانت يقول نعترف لمن؟
من الشواهد السابقة جميعها روح الكتاب واضح منه أن الإعتراف للكاهن.
"إن قلنا أن ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (يوحنا الأولى 1: 8) مبدأ الإقرار أمام الكاهن مهم جد. "أعترف لك بخطيتى ولا أكتم إثمى، قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت أثام خطيتى" (مز 32: 5). لأن أحياناً البروتستانت يقولوا أن معنى أعترف للرب أى أشكره. هنا واضح أن داود النبى يركز على الإعتراف بالخطية قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت أثام خطيتى. واضح أن الإعتراف بالخطية وليس الإعتراف بفضل الله والشكر له. "يعلن عن فرح السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بار لا يحتاجون إلى توبة (مت 19: 13) و(مت 3: 8) و(أعمال 2: 27) "أذكر من أين سقطت وتب" (رؤيا 2: 5)

أما السند الكتابى لسلطان الكهنوت فى المغفرة
فى (مت 18: 18) "أعطيكم مفاتيح ملكوت السموات" هى نفسها العبارة التى قالها لبطرس فى (مت 16: 18) ولكن أنا أفضل (مت 18: 18) لأن (مت 16: 18) وجهت لبطرس والكاثوليك أحياناً يعتبرونها دليل على أن بطرس له وضع خاص. قال له أعطيك مفاتيح ملكوت السموات. هو قالها للرسل كلهم فى الإصحاح 18 فى (يوحنا 20: 20 24) بين سلطان الكهنوت فى المغفرة أى سلطان المغفرة.

إذا قال لك البروتستانت أن هذا الكلام كان للرسل فقط تجيب بأنه ليس للرسل فقط بدليل أنه قال للرسل فى (مت 28: 29) ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر. الرسل والتلاميذ لم يعيشوا طول الأيام وإلى إنقضاء الدهر. قبل أن ينتهى القرن الأول أن ينتهى كان معظمهم أستشهد. يوحنا الحبيب بقى فترة لأن ربنا كان حفظه للرد على الهرطقات التى ظهرت. لكن ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر تخص الكنيسة.
لذلك كتبنا سلطان الكنيسة وليس سلطان أفراد لكن سلطان كنيسة، الكنيسة الباقية الممتدة عبر الأجيال. فى سلطان المغفرة نلاحظ ما ومن (مت 18: 18) ما ربطموه على الأرض يكون مربوط فى السموات وما حللتموه على الأرض يكون محلول فى السموات. أما فى (يوحنا 20: 20) "من غفرتم له خطاياه غفرت له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" ما لغير العاقل ومن للعاقل ما للموضوع موضوع الحرم أو الحل مثل التعليم الخاطئ نربطه. لكن من للشخص. من غفرتم خطاياه غفرت له من أمسكتم خطاياه أمسكت.
Xهناك مبدأ كان اليهود دائماً يقولونه
ففى (لوقا 5: 17) عندما قال السيد المسيح للمرأة الخاطئة مغفورة لك خطاياك فقالوا له
"لا يقدر أن يغفر الخطية إلا الله وحده"
وهذا صحيح فعلاً لأن المسيح عندما غفر الخطية هو الله.
والآن من الذى يغفر الخطية؟
الروح القدس عن طريق الكاهن. لذلك قبل أن يقول لهم "من غفرتم خطاياه غفرت لهم" نفخ فى وجوههم وقال لهم "إقبلوا الروح القدس". أنا لا أدعى لنفسى كشخص أنى أستطيع أن أغفر الخطية لكن هذه عطية يعطيها لنا الروح القدس من خلال الكهنوت.
لذلك يقول الكاهن فى القداس فى الصلاة السرية
"ليكن عبيدك أبائى وأخوتى وضعفى محاللين من فمى بروحك القدوس". أى أن فم الكاهن مجرد أداة لتوصيل حل الروح القدس فلا يغفر الخطية إلا الله وحده. نحن خدام السر لكن الروح القدس هو الذى يغفر. "الكاهن هو خادم السر"
هناك أية يعتمد عليها البروتستانت
فى (يعقوب 5: 16) "إعترفوا بعضكم على بعض بالزلات" هنا الذى يسمع هذه الأية يقول لا إعتراف للكهنوت نأخذ الأية من أولها (يعقوب 5 :14 –16) "أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت وصلاة الإيمان تشفى المريض وإن كان قد فعل خطية تغفر له. إعترفوا بعضكم لبعض بالذلات وصلوا بعضكم لاجل بعض لكى تشفوا" صلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا من الذى صلاته تشفى أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه وصلاة الإيمان تشفى المريض.
إذاً صلاة الكاهن هى التى تشفى.
إذاً ما هو "صلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا"؟
أى صلاة هى التى تشفى؟ هل صلاة الكاهن من أجل المريض وهذا أمر يدعو قسوس الكنيسة ويصلوا عليه وصلاة الإيمان تشفى المريض ويدهنه بزيت. وإذا كنا غير محتاجين ونصلى بعضنا لاجل بعض لكى نشفى فما هو لزوم الكاهن؟

المقصود هنا بصلوا بعضكم لأجل بعض أن البعض وهم كهنه يصلوا لأجل البعض وهم مرضى لأن الكهنة مأخوذين من الشعب والمرضى جزء من الشعب. فصلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا قالها بصورة إجمالية كمبدأ. فاعترفوا بعضكم على بعض بالزلات يبقى البعض وهم خطاة يعترفوا على البعض وهم كهنة.
إذاً إعترفوا بعضكم على بعض بالزلات يقصد الخطاة على الكهنة لأن الموضوع من أوله أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له. ونحن ليس عندنا آية تنسخ أو تلغى آية، ليس عندنا ذلك. ولذلك هو وضع الإطار فى الأول مريض أحضر كاهن لأنه محتاج لصلاته. محتاج لشيئين الشفاء والغفران. فصلوا لأجل بعض واعترفوا على بعض ففى نفس الإطار تفهم.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شروط المعترف - القيم الروحية للسر

1- التوبة الحقيقية: (بمعنى البعد عن أسباب الخطية أو غلق منافذ الخطية).
2- والصدق الصراحة الكاملة
3- محاسبة النفس قبل الإعتراف
4- التركيز فى الإعتراف أو البعد عن القصص.
5- وصف الخطية بدقة حتى لايخفى شيئاً لدقة العلاج أيضاً.
6- لا يتخذ لنفسه أعذاراً لأن "مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهة الرب".
7- الإهتمام بتنفيذ ما يطلبه منه الكاهن كأدوية لنفسه.
8- الثقة فى المغفرة (لا يكون متشكك فى المغفرة).

Xتصور عملى للخطوات التى يسلك فيها المعترف لكى يعيش التوبة والإعتراف:
يتوب أولاً بمعنى أن يحاسب نفسه، يصحح نتائج خطيته، يعترف إلى الله بذنبه ثم يقر بخطيته أمام أب الإعتراف.
بالنسبة لعنصر الخجل الذى جعل الكاثوليك يضعوا حاجز بين المعترف وأب الإعتراف له فائدتان:

Xاولاً: يشعر الإنسان بعار الخطية وأنها ظلمة.
Xثانياً: تسبب نوع من الكراهية للخطية
وهذا هو السبب الذى يجعل الكنيسة لا تسمح بتغيير أب الإعتراف؟ لان الإنسان إذا غير أب إعترافه سهل أن يذهب إلى أب ثانى ويقول له الخطية كأنها أول مرة فهذه تساعده على تكرار الخطية. عنصر الخجل مهم جداً.

من القيم الروحية لهذا السر أنه يصالح الإنسان على الله:
كما أنه يكشف عن محبة الله العجيبة فى المغفرة. دائماً الإنسان الخاطئ موضع إشفاق الله. غير الإنسان الإنسان لا يغفر بسهولة الأب عندما رجع إبنه الضال فرح وأخذه فى أحضانه لكن أخوه زعل لأن أبوه فرح به. وقال له جدياً لم تعطنى لأفرح مع أصدقائى.

Xثالثاً: الثقة بالأبوة الروحية والقيادة الكنسية محاللين من فمى بروحك القدوس
. لحل من الله بالروح القدس عن طريق فم الكاهن القيادة الكنسية دائماً عمل الله مع قيادة الكنيسة. هما الرجلين الذى يمشى بهم الإنسان لكى يأخذ المغفرة.

نمنع تبادل الأسرار بين الكنائس، إذا شبهنا كل كنيسة بدائرة كهربائية كل دائرة لها "فرق جهد" و"تيار" لا يمكن التيار أن يسير فى الدائرة الثانية والتيار الثانى يسير فى الدائرة الأولى إلا إذا توحد فرق الجهد. إذا كان فرق الجهد هو الإيمان والتيار هو الأسرار فلا يمكن تبادل الأسرار إلا بعد توحيد الإيمان. هناك مبدأ يقول "لكل خطية تأديب ولكل فضيلة تدريب ولكل إنسان ما يناسبه من التدريب أو التأديب".

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طقس سر الإعتراف



Xالسر لاشك أن له نظام. نظام السر صلاة الشكر، المزمور 35 ومزمور 37.
أوشية المرضى ثم الإعتراف ثم التحاليل الثلاثة.
وهنا سؤالان ما سبب هذا النظام؟ والسؤال الثانى كيف يتم الأن؟
أو ما هى الصورة العملية المنفذة الآن؟
Xسبب النظام هو صلاة الشكر منهج المزمور الخمسين طلب الرحمة مزمور 35 و 37 يسموها مزامير النصرة فى الحرب الروحية. يقول "خاصم مخاصمى قاتل مقاتلى قم أمسك مجنناً وترساً وهلم لخلاصى".
بعد ذلك أوشية المرضى. من أجل شفاء الروح والنفس بعد ذلك الإعتراف بعد ذلك التحاليل الثلاث. هذا الكلام لا يحدث الآن كيف ينفذ الآن؟ عادة الناس تعترف بعد العشية ففى العشية تقال صلاة الشكر والمزمور الخمسين وأوشية المرضى. ممكن الكاهن يوصى الشخص أن يصلى المزمور ال 35 و 37 قبل أن يجلس مع الكاهن ويصلوا مع بعض المزمور الخمسين قبل أن يقول الإعتراف.

التحاليل الثلاثة يقولهم الكاهن والبعض يكتفى بالتحليل الثالث الإخير لكن الحقيقة الثلاث تحاليل يعطوا فكرة متكاملة عن السلطان الكنسى. وعن سلطان الكهنوت فى المغفرة مع الطلبات اللازمة لنوال المغفرة.
لماذا الإعتراف على الكاهن؟
Xمن الفوائد المهمة للإعتراف:

1- إرتباط الغفران بالذبيحة:
والذبيحة الآن لايستطيع الخاطئ وضع يده عليها ذبيحة الجسد والدم لا يستطيع أحد أن يضع يده عليها إلا الكاهن فقط ولذلك نعترف للكاهن لكى يضع خطايانا على الذبيحة. والكاهن يعترف أيضاً لأنه هو يرفع الذبيحة لأجل الناس ولكن هو إذا إعترف يعترف كشخص وليس ككاهن. ولذلك يلزمه أب إعتراف لكى ينقل خطيته فالكهنوت لأجل الأخر ليس لأجل نفسه. لذلك كل له أب إعتراف من البطريرك حتى أصغر إنسان.
2- الإرشاد أو البناء الروحى للإنسان:
المعترف أمام الكاهن إبن أمام أبيه، أو مريض أمام طبيب، أو تلميذ أمام معلمه لذلك عمل الكاهن فى سر التوبة والإعتراف هو الشفاء من مرض الخطية والتعليم بمعنى الإرشاد، أى معرفة الطريق الصحيح إلى الله. من فوائد الإرشاد إعطاء الخطية حجمها الطبيعى بعيداً عن التهوين أو التهويل للخطية. لذلك هناك أناس تقع فى اليأس نتيجة التهويل وهناك من يقع فى التهاون نتيجة التهوين. فالإقرار بالخطية يمنع هذا. بالإضافة إلى فوائد الإرشاد فى تنفيذ العلاجات المطلوبة للمرض أو للخطية.
3- الحكم على صدق التوبة:
الكاهن كوكيل لله وكممثل للكنيسة يشهد على التوبة القلبية. الكاهن يستطيع أن يعرف هل هذا الشخص تائب أم لا؟ ولذلك يقول "من غفرتم خطاياه غفرت ومن أمسكتم خطاياه أمسكت". أمسكتم أى شعرتم أن هذا الشخص لا يستحق المغفرة فتمسك عليه خطيته أى لا تأخذها لكى توضع على الذبيحة.
Xمن ناحية وقت الإعتراف:
أى الزمن بين الإعترافين، الكنيسة لم تحدد زمن معين لكن تركت للكاهن مع المعترف تحديد الوقت. تمنع الكنيسة الإعتراف بالمراسلة أو الإتصال الهاتفى(التليفون) لماذا؟ لئلا يفشى السر فيتهم الكاهن أنه هو الذى أفشى السر.
Xمكان الإعتراف:
هو فى أخر الكنيسة أى فى "خورس التائبين" أريد أن أقول شيئ مهم (سر التوبة والإعتراف سر لازم للخلاص) أى بدونه لا ينال الإنسان الخلاص.
Xشروط أب الإعتراف:
1- كاهن شرعى:
مشرطن أى سيامته قانونية.

2- لايكون محروماً من أخذ إعتراف:
لأنه حدث فى التاريخ أنه كان هناك بعض السيامات غير المضبوطة فلابد أن يعطيه الأسقف خطاب بتكليفه بأخذ الإعترافات.

3- مختبر النفس حاذق فى شفائها:
ماهر فى طريقة أخذ الإعترافات. يعرف كيف يخرج من نفس المعترف أخطاؤه. مثل حديث الرب يسوع مع المرأة السامرية. وصلها لدرجة أنها قالت "أعطنى هذا الماء" فقال لها "إذهبى وادعى زوجك" فقالت "ليس لى زوج". فقال لها "حسناً قلتى ليس لى زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذى معك ليس بزوجك". قادها للإعتراف لم يقل لها من البداية "إذهبى وادعى زوجك" لم تكن تقل له شيئ لكن وصلها لمرحلة أنها محتاجة الماء الحى. كيف أن الكاهن يكون ماهر فى أن يأخذ الإعتراف يخرج الإعتراف من الإنسان بطيب خاطر. هذه نقطة فى غاية الأهمية وهذه خبرة لذلك نقول مختبراً للنفس.

4- لا يحابى فى الحق ولا يحابى على حساب الله:
باسلوب لطيف لكن لا يجامل على حساب الحق.

5- لا يغفر خطية لا يغفرها الله:
يكون حريص لأنه ممكن يعطى حل لشيئ الله لا يوافق عليه.

6- يقدم المغفرة المجانية:
قديماً كان قلة من الكهنة يأخذوا فلوس على الإعتراف!!

7- مشهود له بالتقوى والقداسة:
لئلا يكون مريضاً بدلاً أن يكون طبيب. وبستان الرهبان يقول أحذر أن تذهب إلى مريض بدلاً أن تذهب إلى طبيب.

8- يعرف الميول والنيات والرغبات والإتجاهات:
يعرف كيف يقيم الإنسان من داخله، يعرف كيف يعطى رأياً صحيحاً عن الإنسان. يستطيع أن يقيم الإنسان.

9- يتحمل ضعف الضعفاء:
يعطى رجاءاً للخاطئ فى شفاءه، لا يعطيه روح اليأس. وهذا ما قاله السيد المسيح للكتبة والفريسين قال لهم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس من اليأس الذى يزرعوه.

10- لا يتعدى على غيره من الأباء إنما يحفظ حدود رعيته:
لا يتجاوز حدوده فى الإعترافات. له أولاده المسؤل عنهم. ولابد عندما يأتى له أحد يأخذ إذن إما من رئاسته أو من زميله الذى كان يعترف عنده.

11- يبحث عن أسباب الخطية وملابساتها لتقديم العلاج المناسب:
تشخيص المرض لوصف العلاج. فالعلاج يتوقف على التشخيص

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التوبة في العهد القديم




الرباط بين الجماعة والله كان دوماً معرضاً للانقطاع بسبب معاصٍ قد ترتكبها الجماعة أو شخص منها يؤثر قي الجماعة سلباً. لذا كانت النوائب والنكبات بمثابة المنبه لوعي وادراك الجماعة لخطيئتها، فتبادر إذ ذاك إلى استعادة الرباط مع الرب، فتعاقب المسؤولين عن المعصية (خروج32 : 25_28؛ عد25 : 7_9؛ يش7 : 24)،
أو تسارع لالتماس العفو الإلهي بممارسات نسكية وترتيبات طقسية خاصة بالتوبة كالصوم (قض20 : 26؛ 1مل21 : 8_10)، وتمزيق الملابس ولبس المسوح (1مل20 :31_32؛ 2مل6 : 30 و19 : 1_2؛ أشع22 : 12)،
وافتراش الرماد (أشع58 : 5). كما كانت الجماعة تلجأ، في بعض الأحيان، إلى الذبائح التكفيرية (عد16 : 6_15)، وفي أحيان أخرى، إلى طلب الشفاعة بواسطة رئيس ديني أو نبي (خر32 :30_33)، أو تلجأ إلى اعتراف جماعي أمام الرب (1مل8 :33_34).[5]

وكثيراً ما نجد في الكتاب المقدس، أحداثاً لأشخاص يعترفون بخطاياهم، ويقدمون توبة صادقة. فعلى سبيل المثال، يعترف لامك لامرأتيه بأنه قد قتل رجلاً (تك4 : 23)، وداود يعترف لناثان النبي بإثمه الذي اقترفه بحق أوريا (2صم12 : 13)، ويصرخ إلى الرب: "قد خطئت إلى الرب" (2صم11 : 2).[6]

الدعوة إلى التوبة، في العهد القديم، تركزت ابتداءً من القرن الثامن قبل الميلاد، نتيجةً لابتعاد إسرائيل عن الله وانتهاكه لعهد الرب. فانتقد الأنبياء التوبة الشكلية غير الصادقة، ولم يكتفوا بشجب الخطايا، بل طالبوا الشعب بتوبة حقيقية مقامها "البحث عن الله" (عا5 : 4_6)، وطلب الخير والابتعاد عن الخطيئة (عا5 : 4_15؛ أشع1 : 16_18)، والتوجه بالكلية إلى الله، والثقة به، والخضوع لمشيئته وإرضائه.[7]

هكذا تجذَّرت التوبة في العهد القديم، حتى باتت نقطةً جوهريةً في بشارة الأنبياء وحياة الجماعة التقية. فقد فهم الأنبياء التوبة على أنها الطريق الوحيد لعودة الوصال مع الله.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التوبة في العهد الجديد


في مستهل الإنجيل، أول دعوة توجَّه إلى الشعب، كانت "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" (مت4 : 17). هذه الصرخة أطلقها في البدء من كان يهدي كثيرين من بني إسرائيل إلى الله ربهم (لو1 :16_17)، أي يوحنا المعمدان، فاتحاً بذلك باب الرجاء في الملكوت، وداعياً للاعتراف بالخطايا، وصنع أثمار تليق بالتوبة (مت3 : 8)، وتقويم السيرة الحياتية (لو3 : 10_14).

المسيح ذاته يكرر عبارة يوحنا المعمدان، فيدعو الناس إلى التوبة لأن ملكوت الله بات وشيك التحقق، لكنه "لا يكتفي فقط بإعلان اقتراب ملكوت الله، بل يحققه بقدرته".[8] فالمسيح إنما جاء ليدعو الخاطئين إلى التوبة (لو5 : 23)،
ولكي يرد الخروف الضال إلى الحظيرة (لو15 : 4_7). فقد جاء ليعتقنا من براثن الموت والخطيئة والفساد. فما على المؤمن إذ ذاك، إلا أن يتوجه نحو المسيح بكل كيانه. متحولاً نحو الرب دون سواه.

من هنا كان تأكيد العهد الجديد، على أن الإنسان لا يمكن أن يخدم سيدين (مت6 : 24)، فإما أن يحيا مع الرب، أو أن يحيا مع الخطيئة، لأن "كل مولود من الله لا يعمل الخطيئة، لأن زرع الله ثابت فيه، ولا يقدر أن يعمل الخطيئة وهو من الله" (1يو3 : 9).
لذلك على الخاطئ أن يعود تائباً عند السقوط (2كو2 : 12؛ مت13 : 24_43 و18 : 15_22)، وكله ثقة بأن الرب سيقبله بقرح نظير الابن الشاطر والخروف الضال.
إذاً، التوبة في العهد الجديد هي سر تجديد المعمودية والنعمة وطهارة النفس المفقودة بسبب الخطيئة، ومدعاة للعيش وفقاً لوصايا الرب خلال المسيرة نحو الملكوت.

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سر التوبة والاعتراف في الكنيسة
لقد أدركت الكنيسة منذ عهدها الأول، أهمية سر التوبة والاعتراف. فقد استلمته من الرسل الذين بدورهم استلموه من الرب مباشرةً، حين نفخ فيهم قائلاً: "اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت" (يو20 : 22_23).



لذا سعت الكنيسة أن تحيا هذا السر في كل جوانب حياتها؛ وهذا ما تشهد له شهادات عدة تتوزع على فتراتٍ من الزمن.

فالآباء الرسوليون حثّوا على الاعتراف بالخطايا، وضرورة الاعتراف قبل المناولة، وطلب الغفران عن كل الخطايا والسقطات. كما أنها ناشدت الأساقفة والكهنة لقبول التائبين.

هذه الممارسة، طبعاً، كانت شخصية وخاصة؛ فلم يكن من قانون ينظم هذا السر وكيفية ممارسته.[9] فسعت الكنيسة، وعياً منها لأهمية هذا السر، على تنظيم وتفعيل ممارسته في حياة الجماعة. فظهر السر كنظام كنسي في أوائل القرن الثالث، حيث بدأت تظهر القوانين الصارمة في سر التوبة والاعتراف، كالحرمان من المناولة لسنوات عدة، والقطع من الشركة الكنسية، وفرض أعمال رحمة على التائبين....؛ وقد استغرق التنظيم في هذه الفترة ثلاثة قرون.[10] أكد فيها آباء هذه الحقبة على التوبة وضرورة الاعتراف بانسحاق قلب وتواضع.[11]

مع تنامي الرهبنات اعتباراً من القرن السابع، لعب الرهبان دوراً هاماً في الارشاد الروحي. وقد شهدت هذه الفترة تحول الاعتراف الجماعي إلى اعترافٍ فرديٍ أمام الكاهن، وذلك على عهد البطريرك نكتاريوس خليفة القديس يوحنا الذهبي الفم. وقد كان ذلك تفادياً للمشاكل. فصار الاعتراف أمام الكاهن، الذي يمثل الكنيسة،[12] وليس أمام الجماعة.

نتيجةً لتأثير الفكر السكولاستيكي، طغى العنصر القانوني بدل الوجه العلاجي والتطهيري على السر. فاعتباراً من القرن السادس عشر، تحول السر إلى فرضٍ أو واجبٍ قانوني يؤهل للاشتراك في المناولة؛ وحُدد فيما بعد وجوب ممارسته بأربع مرات في السنة (أي خلال الأعياد الكبرى)، ثم مرة واحدة خلال الصوم الأربعيني المقدس.
بعد ذلك فُرضت غرامةٌ ماليةٌ على التائبين والمعترفين. طبعاً، هذا يعكس مقدار التراجع الروحي والظروف القاسية المؤلمة التي كان يعيشها المسيحيون في الشرق.[13]

الآن تحاول الكنيسة إعادة المفهوم الصحيح لسر التوبة والاعتراف، من خلال إلغاء الكثير من المفاهيم القضائية والقانونية الخاطئة في السر، ومن خلال محاولتها الجادة على تشجيع ممارسة هذا السر والإقبال إليه.
هكذا عاشت الكنيسة سر التوبة خلال مراحل حياتها. وقد أدرك آباؤها أهميته، فما توانوا عن الحث على ممارسته وتنظيمه طوال كل هذه السنوات.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مفهوم الخطيئة
الخطيئة بحسب المفهوم المسيحي، هي قوة تسيطر على الإنسان، تعمل بعكس مشيئة الله وعكس الإيمان. فهي من جهةٍ قوة الشر التي تسيطر على الإنسان، ومن جهة أخرى هي العمل ضد المشيئة الإلهية.[14]
الخطيئة، في البدء، لم تكن موجودةً، فكل شيء كان حسناً جداً (تك1 : 31).
لكن بسقوط الإنسان الأول ظهرت الخطيئة في العالم. أي أنها حالة مرضية فاسدة ومميتة تشمل كل البشر. فالموت والفساد صارا كنتيجة للخطيئة، فالابتعاد عن ينبوع الخير والصلاح والحياة يسبب طبيعياً الموت والشر. وهكذا يستغل الشيطان الخطيئة حتى يسيطر على الإنسان، ويبعده عن مصدر وجوده، أي الله.
لذا تراه يسعى بكل وسائله حتى يغويه، ويجعله يغرق أكثر فأكثر في لجة الخطيئة، حتى يصل الإنسان إلى درجةٍ يفقد فيها الرجاء بالرب، ويصير عبداً خادماً للشيطان.

لكن الرب الذي دبَّر خلاصنا بتجسده الإلهي، عاد فولدنا ولادة ثانية، وألبسنا الإنسان الجديد، ماحياً بذلك كل خطايانا، ومعطياً إيانا إمكانية العودة إليه شريطة أن نتقدم إليه بتوبةٍ. أي أن "الدرجة الأولى في العودة إلى الله"[15] هي التوبة، التي صارت ولادةً متجددة يعطينا الله إياها بعد المعمودية. بهذا نتحرر من كل خطايانا السابقة واللاحقة.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أهمية سر التوبة والاعتراف
مما لا شك فيه، أن الإنسان بالمعمودية ينال الصفح عن كل ما اقترفه من خطايا. لكن بما أنه معرض للسقوط في أية لحظة، فلابد إذاً من سر يعيده إلى الأحضان الأبوية؛ لأنه من غير الممكن أن تعاد معموديته. لذلك أسس لنا الرب سر التوبة، وأعطانا إياه بمثابة معمودية ثانية، تصالح الإنسان مع الله إذا ما أخطأ بعد المعمودية.[16] فمن خلال هذا السر ينال المؤمن التائب، بقوة الروح القدس، الصفح عن جميع خطاياه التي يعترف بها، ويتحول بكل كيانه إلى الله. "فالتوبة الحقيقية ثورة تهز أعماق الكيان الداخلي الإنساني، وتبدله بشكل جذري، فيصبح الله محور حياة الإنسان".[17]

بالإضافة إلى أن سر التوبة يصالح الإنسان مع ذاته ومع الآخرين، لطالما أن الخطيئة تسيء للمرء على ثلاث أصعدة: الله، الآخر، الذات. لذلك تكمن أهمية هذا السر في دوره الفعال في إعادة اللحمة بين الله والإنسان، وبين الإنسان نفسه والآخر، وذلك بالتطهر من الخطيئة التي تسيء الله والآخر والذات.[18]

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مفهوم التوبة


البداية الواعية للحياة بالمسيح أو الحياة الروحية، هي العودة إلى الله في الإرادة التي تنكر العالم والأنا الشخصي. هذه العودة هي النابعة من حرية الإنسان وقدرته على الاختيار. فكما أنه يرتكب الخطيئة بحريته، كذلك عليه أن يعدل عنها بحريته. وطالما أن الإنسان معرض للخطأ باستمرار، لذلك يجب أن يكون في حالة توبة مستمرة، يفرضها الشوق إلى الله والرغبة في الحياة معه. ف
التوبة "هي ليست توبة إلى فضائل، ولكنها توبة إلى الله ذاته، هي اتحاد به واقتباس لحياته فينا".[19]
بالإضافة إلى أن الوعي الشخصي لفقدان الله، هي نعمة إلهية وكشف وظهور أولان لوجهه الإلهي للبشر, فالتوبة الصادقة هي "عطاء الحب الإلهي لنا، مبادرة افتقاد الأب لابنه، إنها انتظار الأب لابنه. إنها تحريك الله لقلب الخاطئ".[20]

هكذا يجب أن تكون التوبة مستمرة بلا حدود وغير منتهية، كما أن طريق الاتحاد بالله غير منتهٍ؛ وهذه الاستمرارية لا تنتهي حتى الموت.[21]


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مفاعيل سر التوبة
مما لا شك فيه أن الروح القدس هو مصدر قوة كل سر. فهو من يعصف في كل الأسرار بشكل غير منظور عبر أدوات منظورة حسية. هذه القوة المقدسة الموجودة في كل سر، على الرغم من أنها تتمم في الكنيسة وفقاً لطقوس ورسوم معينة، إلا أنها غير محدودة ولا تستنفد مفاعيلها في الشكل الذي تظهر لنا فيه.[22]

وسر التوبة كسائر الأسرار، فيه الجانب المنظور، الذي يشمل اعتراف التائب أمام الكاهن، وقراءة إفشين الحل من قبل الكاهن، بالإضافة إلى الجانب غير المنظور، الذي تعمل فيه قوة الروح القدس، فتزيل الآثام، وتعطي التبرير، وتمنح المصالحة مع الله، وتعتق المعترف من عقاب الخطيئة الأبدي، وتهب الرجاء بالحياة الأبدية.[23]

الكنيسة تعتقد بإمكانية الغفران لكل الخطايا بواسطة سر التوبة والاعتراف. فرحمة الرب لا توصف وهي أوسع من خطايانا كلها. لكن ذلك مرهون بالتوبة، "فليست خطيئة بلا مغفرة إلا التي بلا توبة" (القديس اسحق السرياني).[24] ففقدان رجاء التوبة بشكل كامل، وإسكات صوت الضمير، وتأصل الشر في قلب الإنسان، هو تجديف على الروح القدس ولن يُغتفر؛ ففي هذه الحالة يصير الإنسان مشابهاً للشيطان، وتكون إذ ذاك خطيئته للموت (1يو5 : 16_17)، وذلك لمعاندة مثل هذا الإنسان ومحاربته للحق والتقوى.[25]

إذاً مفاعيل سر التوبة والاعتراف تتوقف على قبول الإنسان لها، فالغفران والحل هما ممكنان في كل الحالات بالتوبة الحقيقية الصادقة.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أسس التوبة





حتى يجني المؤمن ثمار التوبة، لابد من شروط وأسس تقوم عليها توبته حتى تكون صادقة ومثمرة. هذه الأسس تتلخص بما يلي:
1_ فحص الذات:
العمل الأول للتوبة بحسب المنطق الطبيعي، هو أن يعود المرء إلى ذاته، فيدرك خطيئته، ويقر في داخله بأنه مذنب، وهذا ما فعله الابن الشاطر حين شعر بغربته، فقد "رجع إلى نفسه" (لو15 : 17)، وقال "يا أبي أخطأت..." (لو15 : 21).
هنا على المرء أن ينتبه ألا يبرر ذاته برمي علل خطاياه على الآخرين، بل عليه ان يفحص ذاته بكل دقة فيعرف خطاياه وآثامه كلها.[26]
2_ الشعور بالانسحاق والحزن:
الخطيئة تولد في النفس حالة من الشعور بالذنب، تدفع المرء إلى الانسحاق والتخشع، فتنشئً في النفس الحزن والأسى كنتيجة للابتعاد عن الله. هذا الحزن، الناتج بسبب الخطيئة، له مفعول كبير على حث الإنسان على الاعتراف بالخفايا بكل صدق.
لذا يقول القديس باسيليوس الكبير أنه: "يجب على التائبين أن يبكوا بمرارة، وأن يظهروا من قلوبهم سائر علامات التوبة".[27] فهذه الدموع هي أفضل علاج للخاطئين والمتدنسي الأنفس؛ فدموع بطرس المرة هي مَن محت خطيئة نكرانه للرب، ودموع الزانية هي مَن دفعت المسيح إلى تبريرها.

لكن لابد من الانتباه ألا يكون هذا الانسحاق والحزن ناتجين فقط عن خوف أو عقاب ما، لأن مثل هذا باطل وغير مفيد، فقد يبعد الخاطئ عن شره، ولكنه لا يقود إلى ندامة حقيقية؛ ولنا في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة تبرهن ذلك، فهيرودس حزن عند طلب هيروديا، ويهوذا ندم على فعلته، وإخوة يوسف حزنوا على أخيهم حين باعوه، ولكن هؤلاء جميعاً لم يبرروا، لأن حزنهم لم يكن نابعاً عن حب عميق لله يرذل كل خطيئة ويبغضها.
أما الحزن الذي بحسب مشيئة الله فكفيل أن ينشئ توبةً للخلاص لا ندم عليها (2كو7 : 10).[28]
3_ الإيمان الوطيد بالرب والرجاء بتحننه:
لقد أعطى الرب جميع المؤمنين باسمه غفران الخطايا (أع10 : 43). لذا على كل تائب أن يؤمن ويثق، بأن الرب قد صار كفارة لخطايانا، فيتقدم واثقاً بأن الرب يقبل التائبين؛ فهو

"لا يشاء أن يهلك أحد بل أن يقبل الجميع إلى التوبة" (2بط3 : 9).
بالإضافة إلى أن مجيئه إلى العالم لم يكن إلا ليدعو خطأةً إلى التوبة (مت9 : 13). هذا الإيمان يجعل المؤمن واثقاً بخلاصه من براثن الشيطان والخطيئة.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الاعتراف أمام كاهن
التوبة العميقة إذا ما وجدت في النفس، سرعان ما تولد فيها شعوراً بضرورة الاعتراف والاقرار بالخطايا. الأمر الذي يتم عادةً أمام كاهن يمنح الصفح والارشاد اللازمين لاستمرار الحياة الروحية للمؤمن. وطالما أن ارتكاب الشر هو ألم لكل الأعضاء، "فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه" (1كو12 : 26).
إذاً الخطيئة تسيء إلى الكنيسة جمعاء. لذلك لا بد من الاعتراف للعودة إلى أحضان الكنيسة، وتسوية ما اقترف، "فلا مصالحة مع الآخرين من غير أن يكون الوجه للوجه والقلب للقلب، ولا مصالحة مع السيد خارج هذه المعية الإنسانية التي لنا في مكان تجليه أي في الكنيسة".[29] من هنا تأتي ضرورة الاعتراف أمام الكاهن، الذي يمثل بشخصه الكنيسة عامةً.

البعض ينكر ضرورة الاعتراف أمام كاهن، فيبررون ذواتهم باعتراف ذاتي، أو يكتفون بتلاوة إفشين الحل فوق رؤوسهم دون أي اعتراف. لكن هذا في الحقيقة غير نافع ومنافٍ لتسليم الكنيسة. فبهذا ننكر السلطان المعطى من المسيح لرسله وللأساقفة والكهنة على حل الخطايا أو إمساكها، فكيف تُمسك الخطايا أو تُحل دون أن تعرف أو أن تُقال.
كما أنه كيف للطبيب أن يعالج مريضه ويطببه دون أن يعرف مرضه. فالكاهن مثله مثل الطبيب، والخطيئة المخبأة على حد تعبير القديس باسيليوس الكبير "هي مرض غير قابل لشفاء الروح".[30]

بالإضافة إلى أن على التائب أن يدرك أن اعترافه ليس أمام الكاهن فحسب، إنما أمام الله مباشرةً وفي حضرة الكاهن. فالروح القدس هو من يغفر الخطايا عبر الكاهن، وهو الذي ينمي الحياة الروحية. وما الكاهن سوى "وكيل لأسرار الله"، لذا "من اللازم الاعتراف بالخطايا لمن سلم إليهم توزيع أسرار الله" (القديس باسيليوس الكبير).[31]

لهذا ينبغي على التائب أن يضع نصب عينيه، أن عدم اعترافه هو خجل مرذول، وأن إقراره بخطاياه أمام شخص لأجل نيل الشفاء، هو أفضل بكثير من الوقوف أمام ذلك المشهد العظيم، حين تُفتح الكتب، وتُعلن المستورات والخفايا. لذلك "يابني ...... لاتستحي أن تعترف بخطاياك" (ابن سيراخ4 : 31).

Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مراحل الاعتراف


توبة الإنسان تكتمل في اعترافه الشفهي؛ فالاعتراف هو التعبير الأكمل للتوبة، وهو بداية ثمارها. لذلك التوبة لوحدها دون اعتراف لاقيمة لها، وكذلك الاعتراف بدون توبة. وهذا ما كان مدركاً في فكر الكنيسة حين لزمت الإثنين في سر واحد هو سر التوبة والاعتراف. وطبعاً هذا السر، على الرغم من وحدته، إلا أنه يقسم إلى مراحل ثلاثة لتسهيل دراسته فقط. هذه المراحل هي:
1_ ما قبل الاعتراف:
الاعتراف، كما ذكرت سابقاً، هو النتيجة الطبيعية للتوبة، فهذه الأخيرة تقود الإنسان إلى الاعتراف أمام الله وأمام الكاهن الذي يمثله. لذا يجب على المعترف أولاً أن يصلي إلى الله، ليساعده في فحص نفسه وخطاياه فحصاً دقيقاً وصادقاً،
وليرسل الله له نعمة التوبة الحقيقية والقوة، لكي يتقدم في حياة جديدة، فيعترف بخطاياه بدون حجة أو تبرير، فالصلاة "بطبيعتها مدرسة للتوبة".[32]
من بعد ذلك، يأتي التركيز على الذات، فعلى المعترف أن يفحص حياته وعلاقته مع الله وعلاقته مع الآخر.

ومن الأمور التي تساعدنا في التوبة والاعتراف، مطالعة الكتاب المقدس. فهو يسلط أنوار الله علينا، فينيرنا في فحص ذواتنا، ويشجعنا على الاعتراف بثقة بالرب.[33] بالإضافة إلى الصوم وأعمال البر، التي تنمي الشعور بالآخر، وتقلل من الإساءة إليه.

2_ خلال الاعتراف:
الاشتراك بهذا السر يجب أن يكون بتواضع عميق واعتراف صريح دون تبرير أوحجج لما اقترفناه. فعلى المعترف أن يُقر بخطاياه ببساطة ووضوح، فلا يكثر من الكلام والقصص غير المنتهية، فيكتفي فقط بالضروريات؛ بالإضافة إلى أن عليه أن يعرف أنه خاطئ وبائس، فيتكلم بكل تواضع وانسحاق، ويعترف بدون كذب أو تبرير أو إلقاء الخطايا على الآخرين.

لذا على المرء المعترف أن يدين نفسه، ويتحدث بكل لباقة وحياء وورع. لأنه بخطيئته التي كان قد اقترفها، قد أحزن الله، وأضر نفسه والقريب.[34]
3_ مرحلة ما بعد الاعتراف:
أهم ما على المعترف أن يدركه ويثق به، هو أن الله سيغفر خطاياه كلها إذا ما اعترف بها. فسر التوبة والاعتراف يضع نهاية للابتعاد عن الله، ويعيد العلاقة السلامية بين الخالق وخليقته.
وحينها يعيش الإنسان ويبتهج ويتهلل بإله المحبة والرحمة، لنواله الغفران عن خطاياه كلها. هذا الإيمان يمكِّن المعترف من أن يجني ثمار التوبة والاعتراف.

من هنا لابد للتائب أن يقدم ثماراً تليق بالتوبة، فبعد أن يصمم الإنسان على ترك الخطيئة ونبذها، وينال الحل منها، فما عليه عندئذٍ إلا أن ينوي على إصلاح سيرته بشوق صادق وعزم ثابت،
وهذا ما يؤكده القديس باسيليوس الكبير بقوله: "أنه لا يكفي للتائبين غفران الخطايا وحده للحصول على الخلاص، بل من الضروري أن تكون لها أثماراً تليق بالتوبة".[35]

وبالتأكيد، أن أكثر ما يساعد المعترف على جني هذه الثمار، هي التمارين والارشادات الروحية، التي يعطيها الأب الروحي، بالإضافة إلى القصاصات والقوانين.


Mary Naeem 10 - 09 - 2014 04:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مفهوم القوانين والقصاصات


بعد الاستماع إلى الاعتراف ونيل الصفح، لا بد من قصاصات وقوانين روحية تقوِّم ما التوى، وتصلح ما تهشَّم.
فالعقاب المُعطى لنا هو "بمثابة الدواء الذي يشفي أهواءنا ويعطينا الصحة" (القديس باسيليوس)،[36]
بالإضافة إلى أنه تقويم للتائبين وتأديب أبوي ناجم عن المحبة الإلهية (عبر12 : 6_8). فالعقاب، في المفهوم الأرثوذكسي، هو ليس لإيفاء عدل الله، إنما وسيلة لتأديب الخاطئ، تنبع من محبة الله للإنسان، وليس من سخطه أو غضبه.

فالله لما فرض العقاب على أوّلي الجبلة حين سقوطهما، على حد تعبير القديس يوحنا الذهبي الفم، "يبدو عقاباً وجزاءً. لكن في الحقيقة هذا نصيحة ودواء وعناية بالجروح التي نشأت بسبب الخطيئة".[37]
فالطرد كان عملاً من أعمال المحبة الإلهية؛ فالله لم يشأ إبقاءهما في الفردوس لئلا يأكلا من شجرة الحياة، فتصبح بذلك الخطيئة معهما أزلية. لذا جاء العقاب بالطرد إشارة إلى عناية الله بآدم، وليس سخطاً منه. من هنا فهمت الكنيسة أن القصاص هو لصالحنا وهونصيحة لنا، لكيلا نستمر في الخطأ.
طبعاً حق إعطاء القصاص مُنح للكهنة من الرب نفسه (يو20 : 23). لذلك عليهم أن يمارسوا هذا الحق بكل تمييز ودقة، ويعطوا القصاص الملائم للحالة المرضية، أي "أن يستعملوا الدواء النافع لكل مرض".[38]
فالقصاصات "لا يجب أن تكون بسيطة ومتعلقة بحجم الخطيئة، لكن يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار طوعية الخاطئ ....... لذا فالراعي بحاجة إلى حكمة منقطعة النظير، وعشرة آلاف عين، حتى يستطيع أن يرى مزاج النفس من كل النواحي. لأنه كما يوجد أناس يُقادون إلى الجهل، ويفقدون كل رجاء في خلاصهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يحتملوا الأدوية الممقتة، هكذا يوجد آخرون يؤولون إلى الأسوأ، ويصبحون بلا رجاء، لأنهم لم تُفرض عليهم قصاصات موافقة لخطاياهم" (القديس يوحنا الذهبي الفم).[39]

لهذا على المؤمن أن يدرك، أن كل القصاصات والقوانين، ناتجة عن المحبة، فيقبلها بكل ثقة، ويسعى لتطبيقها بفرح، وبذلك يدرب نفسه لئلا يقع في الخطيئة ثانيةً. كما وعلى الأب الروحي أن يكون بدوره مميزاً في إعطاء الدواء المناسب، حتى يوصل المعترف إلى طريق الخلاص.

خاتمة
حاجة الإنسان إلى القرب من الله وعدم الابتعاد عنه، هي حاجة إلى الحياة والوجود. من هنا كان لابد للإنسان المعرض لأن يهجر الله، أن يملك عناصر ومؤهلات تعيده إلى الأحضان التي غادرها. فكان سر التوبة والاعتراف على مر العصور بمثابة باب من أبواب السموات التي تعيد الإنسان ثانية إلى الحظيرة، إذا ما هجرها، شريطة أن يصرخ من أعماقه بصدق: "قد أخطأت يارب".

هكذا فهمت الكنيسة أن سر التوبة والاعتراف حاجة لا بديل لها؛ فسعت في تنظيمها له سعياً حثيثاً، وشجعت المؤمنين على ممارسته وفقاً لأسس وعناصر وطقوس، تساعد على تنمية وخلق توبة صادقة، تطرق صرخاتها أبواب السماء.

هذا السر، كما ذكرت، يُتمم بواسطة الكاهن، الذي يستمد سلطته من الرب نفسه، فيمثل الكنيسة في الاستماع للمعترف وإعطاء الحل، ويعطي الإرشاد، ويفرض القوانين والعقابات المناسبة كتعبير عن محبة للإنسان الخاطئ، فيقوده بهذا إلى خلاصه، ويعيده إلى حظيرة الخراف.

هكذا فلندع التوبة بسرها تخلق فينا فكر المسيح، فنرى ما يرى، ونحب ما يحب، ونكره الأعمال التي يكرها، فتأخذ قلوبنا لتضعها في قلبه بحيث لا يفصل بيننا وبين المخلص حبيبنا شيء.[40] ولنسارع لأن نهتف قائلين: "افتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياة".[41]


Mary Naeem 11 - 09 - 2014 02:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما معنى يسوع وما معنى المسيح ؟


https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg
يسوع = ابن الانسان = الجسد = الناسوت
المسيح = ابن الله = الكلمة = اللاهوت
الكلمة تعني اللوجس اي كلي المعرفة والحكمة والفهم عند اليونانيين اذ كتب يوحنا الى اليونانيين
ولكن عند اليهود تعني السلطان الذين مازالوا ينتظروه لحد الان

الناسوت مع اللاهوت اتحدا وهم وحدة واحدة وهم يسوع المسيح

يسوع هو الكلمة المتجسد هو الله الظاهر في الجسد هو ابن الانسان وهو انسان مولود من العذراء مريم بروح وبدم وبخواص الانسان البايولوجية بكاملها وروحه هو روح الله الذي سر ان يملئ جسد يسوع كما قال الكتاب المقدس
اذ هو الله نفسه من جانب اخر

المسيح هو المسيا المنتظر من قبل اليهود والذي تنبا عنه كل الانبياء في العهد القديم هو ابن الله لانها قيلت في وقتها في زمن اليهود تعني الله نفسه كما ورد في انجيل يوحنا (في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله)اذ صلب لانه قال انه ابن الله فقال اليهود لقد جدف لانه ساوى نفسه بالله وصلبوه )

وهناك ايات تجمع لاهوت وناسوت يسوع المسيح
عظيم هو سر التقوى الله الظاهر في الجسد
الكلمة صار جسدا وحل بيننا

اذن يسوع لمسيح هو الله اللامتناهي الموجود منذ الازل من جانب والذي تجسد بصورة انسان اخذا صورة عبد ولكن بدون خطيئة من جانب اخر وهما طبيعة يسوع المسيح اللاهوت مع الناسوت بلا اختلاط ولا امتزاج ولا انقسام

Mary Naeem 11 - 09 - 2014 02:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأربعة وعشرون قسيسًا والأربعة أحياء حاملي العرش
https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg

نيافه الأنبا بيشوي

هناك ملائكة يرسلهم الله لمعونة البشر، أما الأربعة وعشرون قسيسًا الجالسين حول العرش، فلا يمكن أن يفارقوا المشهد. أقصى ما عمله أحدهم هو أنه عندما وجد يوحنا بابًا مفتوح في السماء، تكلم معه واحد من الأربعة والعشرين. لكن هل سمع أحد أن واحدًا من الأربعة والعشرين قسيسًا جاء هنا على الأرض؟

هم يرفعون بخورًا هو صلوات القديسين، هذه هي الرهبنة. فهل هذه سلبية؟!!

هناك طغمات ملائكية كثيرة تخدم البشر، وقيل عنهم "أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ" (عب1: 14). أن ألوف ألوف وربوات ربوات من الملائكة مستعدين أن يأتوا لكي يساعدوا البشر. ويقول المزمور إن "مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ" (مز34: 7). ويقول الكتاب "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ" (اش63: 9).

لكن هل يقدر أحد أن يتجاسر ويقول أنه على الأربعة والعشرين قسيسًا أن يتركوا خدمتهم حول العرش من تسبيح ورفع بخور صلوات القديسين، لكي ينزلوا ويتكلموا مع أحد في الجليل أو في طبرية. من يقدر أن يقول هذا الكلام؟!!

كذلك الأربع أحياء غير المتجسدين حاملي العرش الإلهي، الذين لهم الأربعة رموز الخاصة بالتجسد والصلب والقيامة والصعود، الذين يرمزون إلى أن حلول الله في النفس وملكه عليها كان يجب أن يحدث في: شبه الإنسان التجسد، شبه العجل الصليب، شبه الأسد القيامة، شبه النسر الصعود. بهذا اشترانا السيد المسيح وملك على حياتنا.

فهل يترك الأربعة أحياء غير المتجسدين العرش للخدمة في مدارس الأحد؟!! هل في قيامهم بوظيفتهم تعتبر هذه سلبية؟ بالطبع لا.. لأن هؤلاء هم الذين يحملون العرش الإلهي.



يحتج البعض بقولهم أن الأربعة والعشرين قسيسًا هم أنبياء العهد القديم والاثني عشر رسولًا. هذا غير صحيح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... لأنه ليس هناك من دخل إلى ما داخل الحجاب كسابق لنا سوى السيد المسيح فقط (انظر عب 6: 19-20)، بنصوص صريحة وواضحة في الكتاب المقدس... لا يوجد أحد دخل إلى قدس الأقداس، أو قدام العرش. فقط في وسط العرش خروف قائم كأنه مذبوح.

وإذا دخل آخر إلى هناك، فهل يستطيع آخر أن يكفّر عن خطايا البشر سوى السيد المسيح؟ لا.. لا يوجد سوى وسيط واحد بين الله والناس هو يسوع المسيح. ومن يقول غير ذلك فإنه يتناقض نفسه.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين "حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ (عب6: 18-20).

ويقول أيضًا "وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا" (عب9: 12).

وقال السيد المسيح "أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يو14: 2، 3). هذا الكلام قاله للرسل.

كيف يدخل أحد إلى الملكوت الآن؟!! أين يوم الدينونة العظيم؟!! وما هو مجيء المسيح الثاني؟!!

وإن كان الأربعة وعشرون قسيسًا هم الاثني عشر رسولًا بالذات فهل هم فقط الذين يدخلون الملكوت؟!! ألن يدخل بولس الرسول معهم؟!! ومن هم الأنبياء الاثني عشر الذين يدخلون؟ هل هم الأنبياء الكبار؟ وهل الصغار لن يدخلوا الملكوت؟! أو أسباط إسرائيل الاثني عشر! هل بذلك لا يكون إبراهيم هناك، ويكون رأوبين وشمعون ولاوي هناك؟!؟

أن الأربعة وعشرون قسيسًا هم طغمة ملائكية، مخصصة لرفع بخور هو صلوات القديسين.

لذلك هناك ترنيمة للأنبا أنطونيوس يقولون له فيها:

أنبا أنطونيوس فيك أسرار

كل ما أفكر فيها أحتار

أنت سميت بشر وبقيت زى ملايكة السماء

ولا ملاك سبت سماك وبقيت بشر زينا

Mary Naeem 11 - 09 - 2014 03:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ثبت نظرك في الرب لتنجو من التجربة



اثناء سير بطرس علي الماء. وقبل ان يصل الى الرب بقليل ...

" راى الريح شديده خاف واذا ابتدا يغرق صرخ قا ئلا يارب نجني " (مت 14:30)

القديس بطرس كان ماشي علي الماء ولكنه اخطأ في انه لم يثبت نظره في الرب يسوع بل التفت حوله واذا راى الريح شديده خاف وإبتدا يغرق.

اي في اللحظه التي نحول فيها انظارنا عن الرب يسوع وننظر الى الظروف المحيطه بنا اثناء التجربة ... في هذه اللحظة نضعف ونتعرض للسقوط والهلاك والغرق.

لا نها لحظة ضعف ايمان وعدم ثقة في الرب وفي قدرته علي خلاصنا، والمرنم يقول

"لان الله قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصا"(اش 12: 2).
فلا تنظر الي الريح ولاتستمع الي صوت الشيطان الذي يشككك ويضعفك ...

حقيقي الريح شديده والبحر هائج. والتجربه صعبة ولكن الرب يطأ البحر بقدميه ويقول له ابكم .وينقذك من التجربة.


الاب متى المسكين


الساعة الآن 08:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025