منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 18 - 06 - 2012 05:11 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
بكى يسوع

فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب ... بكى يسوع (يو11: 33-35)

في يوحنا11: 33-35 نقرأ عن البكاء ثلاث مرات. المرة الأولى عن بكاء مريم، والثانية عن بكاء اليهود، والمرة الثالثة عن بكاء المسيح. لكنها ليست نفس الكلمة في المرات الثلاث. فكلمة « البكاء » بالنسبة لمريم ولليهود تعني البكاء بصوت مرتفع. وأما بالنسبة للمسيح فهي كلمة مختلفة تعني حرفياً « ذرف الدموع ». فالمسيح لما رأى مريم تنتحب، واليهود الذين معها ينتحبون، فلقد تأثر بحزنهم الشديد وضعفهم الواضح أمام الموت، وإذ تحركت مشاعره، فإنه في إنسانية كاملة « ذرف الدمع ».

« بكى يسوع » مَنْ يسبر غور هذه الأعجوبة؟! ابن الله يبكي؟! وماذا تحكي لنا دموع المسيح هذه؟ يقيناً هي تحكي لنا رثاءه لأحبائه، وتعاطفه مع الأختين. أليس هو المكتوب عنه: « في كل ضيقهم تضايق »؟ لكن فيها شيئاً أكثر من مجرد الرثاء، فيها الشعور بما سببته الخطية من نتائج مُحزنة للبشر.

وإذا كانت دموع داود تُحفظ عند الرب في زِقه (مز56)، ففي أي مكان ينبغي أن تُحفظ دموع ربنا يسوع؟! وإذا كانت دموعنا مُقدَّرة عنده، فكيف لا يكون لدموعه كل التقدير عندنا؟! أصاب أحد الشرَّاح الأفاضل عندما علَّق على هذه الآية القصيرة « بكى يسوع »، فقال: « إنها قصيدة مُركزة في نبرة، وبحر خضم متجمع في قطرة، وأبدية طويلة مُختزلة في لحظة، وثروة هائلة مُختزنة في لؤلؤة « .

ويسجل لنا العهد الجديد بكاء يسوع ثلاث مرات، كلها مرتبطة بنتائج الخطية.

هنا عند قبر لعازر، بكى يسوع بكاءً صامتاً. لقد دمع يسوع، أو ذرف الدمع.

وبعد ذلك بأسابيع قليلة، عندما رأى أورشليم، فقد بكى أيضاً عليها. البكاء هنا هو بكاء بصوت مرتفع.

ثم بعد أيام معدودة، وفي بستان جثسيماني، نقرأ لا عن الدموع الصامتة، ولا الدموع المسموعة، بل الصراخ الشديد الممتزج بالدموع، حيث يقول كاتب العبرانيين في عبرانيين5: 7 « الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخٍ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسُمع له من أجل تقواه ».





sama smsma 18 - 06 - 2012 10:11 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تأملات في سلم يعقوب

رأى حلماً وإذا سُلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها (تك28: 12)

لماذا السلم؟ هي غير لازمة للرب أو للملائكة ولكنها لازمة ليعقوب، أو بالحري هي لأجلي ولأجلك. والله يعلن ذاته على رأس السلم باعتباره إله إبراهيم وإسحاق، وذلك لأن إبراهيم رمز للآب وإسحاق رمز للابن الحبيب « لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » (يو3: 16).

الرب يريد أن يرتقي الإنسان إليه، يرتقي إلى السماء على سلم مأمونة بين صفين من الملائكة الصاعدة والنازلة، وفي هذا يقول الرسول: « فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع » (عب10: 19).

غياب الشمس وقت الصلب كناية عن احتجاب الله عن الإنسان. لكن ابن الله أبطل الخطية بذبيحة نفسه. والقول « قد أُكمل » (يو19: 3) كان شهادة صريحة من الابن على كمال العمل. والآب أيدَّ ذلك بشق الحجاب. والشمس عادت إلى الظهور. معنى ذلك أن الآب أشرق قائلاً: « هلموا إلي ».

الحجاب الذي انشق هو حجاب قدس الأقداس المطرز عليه الكروبيم، ونحن نعرف أن الكروبيم كانوا يحرسون طريق شجرة الحياة. وفي إشعياء 6 لم يُسمع إعلان عن محبة الله بل عن قداسة الله، لأن الملائكة لا يعلنون الله لنا، ولكن « الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر » (يو1: 18). وحجاب قدس الأقداس يفيد بأن باب السماء كان مُغلقاً أمامنا، والملائكة كانوا حرَّاساً لمنع النجس من الاقتراب إلى الله القدوس بكل شدة، ولا يُعطي حق الدخول إلى محضر الله إلا الابن. لكن حمداً لله فإنه تم شق الحجاب. كما أن شق الحجاب كان من فوق إلى أسفل، أي من عند الله. ماذا لو حاول يعقوب أن يبني سلماً؟ كم درجة كان يقدر أن يبنيها؟ وهذا معناه استحالة وصول الإنسان الخاطئ إلى الله. لكن لما انشق الحجاب انشطر الملائكة إلى فريقين وأفسحوا الطريق، وكأنهم تحولوا إلى حرس شرف. الملائكة الآن لا يمنعون المؤمنين المقدسين من الدخول إلى السماء، بل يحرسون الداخلين إليها. « أليس جميعهم أرواحاً خادمة مُرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص » (عب1: 14).



sama smsma 18 - 06 - 2012 10:13 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تجربة المسيح في البرية

إبليس ... أراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له أعطيك هذه جميعها (متى4: 8،9)

لم يكن لهذه التجربة مثيل في جرأتها ودهائها، ولكن كيف يمكن أن تكون هذه تجربة لمن قال « إني وديع ومتواضع القلب »؟ إن قصد الله هو أن يُخضع جميع ممالك الأرض لسلطان ابن الإنسان، على أن يتسلمها من يد الله، وذلك عن طريق عمل الصليب. إن الكلمات المؤثرة الواردة في يوحنا12 تلائم الرب تماماً وهو يناجي نفسه بالقول « قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان » : ولكن ما السبيل إلى تمجيده؟ هل بنجاته من تلك « الساعة »؟ لا، فإنه لهذه الساعة جاء، ليواجه الموت على الصليب، لأنه « إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير ». لقد كانت هذه التجربة محاولة ماكرة يهدف الشيطان من ورائها إلى صرف الرب عن الصليب. وقد ارتكب بطرس نفس الحماقة، ولذلك يجاوبه الرب قائلاً: « اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي » (مت16: 23). لقد كان محور التجربة هو عرض سلطان العالم بدون الصليب، ومن يد الشيطان لا من يد الله.

إن الإجابة على عرض كهذا يتقدم به أبو الكذاب، إنما هي الإجابة التي كنا نتوقعها من الإنسان الكامل، وإننا لننحني خشوعاً حين نسمعه يقول: « اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد »؛ إن الرب يتمسك بمركزه كالإنسان الكامل. ونراه يتجه رأساً إلى جذر المشكلة بدون جدل أو زجر للشيطان، وفي بساطة يقرر الكلمة التي كانت دستوراً لتصرفاته والتي سلك بمقتضاها في حياته كالإنسان.

ها هو إذاً في بداءة خدمته قد قهر الشيطان مُبرهناً أنه الوحيد الذي لم توجد فيه خطية. أُمتحن بمهارة شيطانية، وفي أكثر الظروف مُضادة، ولكنه أقام الدليل على أن كلمات النبوة الجميلة في المزمور السادس عشر، كانت تعنيه هو وحده دون سواه حين قال « جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع ».

لقد انتصر الرب على الشيطان، ليس لأنه استخدم قوة ليست متوفرة لأضعف مؤمن في شعبه، ولكنه حاز النُصرة باستخدامه كلمة الله في قوة الروح القدس. ليتنا نحن أيضاً نكون غالبين هكذا.

sama smsma 18 - 06 - 2012 10:13 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تجسد الكلمة

والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا (يو1: 14)

لا نقرأ مُطلقاً عن المسيح أنه صار « الكلمة ». إنه لم يَصِر أبداً الكلمة في وقت ما من الأزل وإلى الأبد ـ لكن الذي كان الكلمة، وهو كذلك إلى الأبد ـ صار جسداً، ولا يتعرض يوحنا لتفاصيل كيفية ذلك كلوقا. ثم يقول: « وحلَّ بيننا » وحسب الأصل « خيَّم » أو « نصب خيمته بيننا »، إن الحلول يرتبط بالخيمة، وفي هذا إشارة إلى خيمة الاجتماع التي كانت رمزاً لحضور الله على الأرض، أو بالحري رمزاً لظهور الكلمة في الجسد. وفي ترتيب أجزاء خيمة الاجتماع كما أُعلنت لموسى في سفر الخروج، نرى الفكر الأول ليس اقتراب الإنسان إلى الله، بل حضور الله وسط الناس. فمذبح الذهب والمرحضة يَرِدان بعد الكهنوت لأنه يُرينا اقتراب الإنسان إلى الله. لماذا؟ لأنه كان لا بد أن يأتي الله إلى الإنسان، وهو ما نراه في خروج25-27 قبل أن يستطيع الإنسان أن يأتي إلى الله (خر30).

لنأخذ مثلاً العبارة الواردة في عبرانيين3 ونلاحظ دقة التعبير « رسول اعترافنا » آتياً بالله إلى الإنسان ـ ثم « ورئيس كهنته » ذاهباً بالإنسان إلى الله. لأن إعلان الله ذاته لا بد أن يسبق شعور الإنسان بحاجته وليس العكس.

وحتى هذا الترتيب واضح في لوقا15 الذي يتكلم جوهرياً عن اقتراب الإنسان. فلقد خرج الراعي باحثاً، قبل أن يشعر الابن الأصغر بتعاسته ويفكَّر في الرجوع.

وفي إنجيل يوحنا نحن لسنا بصدد حاجة الإنسان وتوبته واقترابه، بل ما قبل ذلك ـ إعلان الله ذاته « حلَّ بيننا ». إن الأمر هنا ليس « الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار » ليفتقد آدم (تك3) وليس ظاهراً في زيارة عابرة لإبراهيم (تك18)، ولا هو متكلماً إلى موسى من العليقة (خر3)، أو للشعب من خلال الضباب والظلام والنار والزوبعة (عب12)، ولا حتى في الصوت المنخفض الخفيف متكلماً إلى إيليا في نفس المكان في ما بعد (1مل19)، ولكنه الله ـ الكلمة ـ وقد صار جسداً (هذا ما لم يصره قط قبل ذلك، وما لم يحدث نظيره قبلاً). وحلَّ (هكذا) بيننا.

إنها النعمة في قياس سموّها الإلهي، وليس كما كان حين حصلت خدمة الموت المنقوشة بأحرف في حجارة في مجد هو المجد الإلهي المرتبط بالدينونة.


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:14 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تشبيهات من الطيور

أشبهت قوق البرية، صرت مثل بومة الخِرب. سهدت وصرت كعصفور منفرد على السطح (مز102: 6،7)

مع أن المسيح مُشبّه في الكتاب المقدس بالنسر القوي (خر19: 4؛ تث32: 11) وبالحمام الطاهر (لا5: 11)، لكنه هنا يشبَّه بالطيور التي تشير إلى البؤس والحزن. لقد ذهب الضياء من العيون، والجمال من الوجه، وذلك بسبب ما تعرَّض له من صوم، وتنهُّد، وسهاد، وعار، ووحدة، وعداوة. ويذكر هنا ثلاثة تشبيهات من الطيور كالآتي:

1- قوق البرية: أو بجع البراري. والقوق هو أشد الطيور عبوسة وكآبة. وهو صورة رمزية للشخص المكتوب عنه « رجل أوجاع ومختبر الحزن » (إش53: 3). ثم إن القوق طائر يلذ له العيش في الماء، فماذا تكون حالته لو أُخِذَ من الماء إلى البرية؟! أي إلى ظروف عكس التي اعتاد عليها تماماً. هكذا كان ربنا المعبود على هذه الأرض، لقد أتى من السماء حيث القداسة والنور والحب إلى عالم غريب مختلف عن طبيعته كل الاختلاف.

2- بومة الخِرَب: التي تسكن عادة في الخِرَب والأماكن المهجورة، والمسيح كان في نظر الأمة « لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظرَ فنشتهيه » (إش53: 2).

3- عصفور منفرد على السطح: العصفور بطبيعته كائن اجتماعيّ، يتألم وينوح إذا فقد رفيقه، وكم يكون حزنه عند شعوره بالانفراد والعزلة. وكم كان حَزِنَ ربنا يسوع واكتآبه، « نفسي حزينة جداً حتى الموت ». فعند القبض عليه تركه تلاميذه الأحباء وهربوا، وفوق الصليب تركه الله القدوس لأنه كان يمثِّل الأثَمة وينوب عنهم. فيا لرهبة هذه العُزلة الانفرادية!!

قال أحد علماء الطيور: « إنه لا يوجد طائر حزين كئيب مثل القوق، ولا يلذ لطائر السكنى في الخرائب مثل البومة، ولا يوجد مَنْ يعاني الوحدة الشديدة مثل العصفور عندما يفقد أليفه ». ولو سألنا: لماذا خلق الله القوق والبوم؟ فيمكننا أن نجيب بالقول « لكي تصوِّر لنا بطريقة أوضح شدة أحزان المسيح في طريق خلاصنا ».

في كل حياته كان المسيح مثل قوق البرية، وفي جثسيماني وجباثا حيث حوكم من يد البشر وأُهين، كان مثل بومة الخِرَب، وأخيراً في الجلجثة كان كعصفورٍ منفردٍ على السطح!!


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:15 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تطلعوا وانظروا !

أما إليكم يا جميع عابري الطريق. تطلعوا وانظروا إن كان حزن مثل حزني الذي صُنع بي (مرا1: 12)

يا عجباً! الابن الذي به عُمل العالمين، حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة، رئيس الحياة قُتل، البار أُحصيَ مع أثمة وشفع في المذنبين. ابن العلي نزل إلى أقسام الأرض السُفلى، الابن الوحيد الذي في حضن الآب أُخذ بأيدي أثمة وصُلب وقُتل، رب المجد حلَّ على الأرض وعُلّق على خشبة. عبد الرب البار، مختاره الذي سُرّت به نفسه، تُرك وهو يعاني الآلام المُبرحة وشدة الأوجاع التي أدت به إلى الصراخ « إلهي إلهي لماذا تركتني ». يا للكمال غير المحدود الذي اجتمع في الصليب. يا لدروس النعمة السامية والقداسة والبر والحق والسلام التي أُعطيت لتعليمنا!

يا للكرب، يا للآلام، يا للخزي، بل يا للهول لما اجتاز فيه عمانوئيلنا المعبود متألماً لأجل خطاياناً تحت دينونة الله العادلة. أي إنسان بل أي ملاك في مقدوره أن يدرك، بل أن ينطق بملء معنى هذه الأحزان التي لا يُسبر غورها والآلام التي لا يدرك قرارها أو يوصل إلى أعماق أعماقها! وأي مخلوق يستطيع أن يعبر المياه التي دخلت إلى نفسه. وأي فكر يدرك كنه ما اجتاز فيه إرضاء لمطاليب عدل الله وإيفاء لحقوقه تبارك اسمه. مكتوب « حمل خطايانا » « تألم لأجل الخطايا » « مات لأجل خطايانا حسب الكتب ».

حقاً إن عمل المسيح الكفاري لا يدركه مخلوق كائناً مَنْ كان، فهل يدرك المحدود غير المحدود؟ ونعلم لتعزيتنا أنه شرب الكأس المملوءة بدينونة الله ضد الخطية، تلك الكأس التي لما ألقت بظلها من بعيد، جعلت عرقه يتصبب كقطرات دم على الأرض. فليت شعري ماذا كان حزنه وألمه لما « سُرّ (الرب) بأن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم » (إش53: 10)!

يا تُرى، ماذا كان تأثير الألم في نفسه؟ يا لعظمة عمل الصليب لا سيما إن تأملنا في بعض نتائجه. ألم يحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها؟ عن قريب ستبطل أنّات الخليقة ويؤتى بها إلى حرية مجد أولاد الله بناء على موت الصليب. سترنم الخليقة في المستقبل، لأنه صنع صُلحاً بدم صليبه ليُصالح الكل لنفسه ما على الأرض وما في السماوات.



تشارلس ستانلي


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:16 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
تقابل المتناقضات

وضعوا عليّ شراً بدل خير، وبُغضاً بدل حبي (مز109: 5)

لا شيء يبرهن على شر الإنسان مثل وجود الصلاح. لقد كان وجود الصلاح الكامل في شخص ابن الله هو سبب هياج ثورة شر الإنسان. فمنذ ولادة الرب يسوع، ظهرت عداوة الناس له بمحاولة قتله وهو بعد طفل، كما عمدوا إلى الكذب لكي يخفوا قصدهم الشرير (مت8:2-16). وهذا أيضاً ما حدث مع المسيح من خاصته التي قالت « هذا هو الوارث، هلموا نقتله ». ما أكثر ما كان حماس الإنسان في التعبير عن بغضته.

وفي الصليب، ظهر الصلاح ـ كما لم يظهر في أي مكان آخر ـ مقابل أفظع إعلان على وجه الأرض عن شر وبغضة الإنسان. هناك ارتفع الصلاح إلى أسمى درجاته، بينما غاص الشر في أعماق لا توصف. هناك ظهرت البغضة لله، أنكر أوفى الأصدقاء، وخان القريب، وفرّ المقرَّبون، وترافع الكهنة - الذين أقيموا ليترفقوا بالجهال - ضد البار، وغسل القاضي يديه من دم البريء. وإن كان الجميع قد أخطأوا، فقد تفاوتت مقاييس المذنوبية: فهيرودس، رجل الملذات الوضيع، استهزأ بالرب وسخر منه ولكنه لم يجد فيه شيئاً يستحق الموت. وبيلاطس يذهب إلى أبعد من ذلك إذ يسلم المسيح إلى بغضه اليهود القاتلة، ولكن لم يكن عنده عداء شخصي له، على الأقل قد حاول محاولة ضعيفة أن ينقذ من الموت ذلك الشخص الذي عرف أنه بريء. ولكن عن اليهود قال بطرس « يسوع أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه... ورئيس الحياة قتلتموه » (أع13:3-15). وعلى جميعها سيحاسِب ديان الأرض كلها في الوقت المعين؛ كل واحد حسب ذنبه، فواحد يُضرب قليلاً والآخر يُضرب كثيراً.

لقد وقف الرب بصلاحه أمام بغضة الكل؛ وكما أظهر نوره الكامل ظلمتهم، أظهرت محبته الكاملة حقدهم. فأفكار الله ليست كأفكارنا ولا طرقه كطرقنا. فعندما كان الأمر يتعلق بابن محبة الآب آتياً ومقترباً إلى الإنسان، كانت النتيجة رفض الإنسان له وهو ما زال بعيداً؛ ولكن عندما يقترب الخاطئ إلي الآب، فإننا نقرأ « وإذ كان (الابن الضال) لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله » (لو20:15)!



هاملتون سميث


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:17 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ثلاثية مباركة

مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان؛ إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غل2: 20)

ما أعمق كلمة الله! إن كتابات البشر عموماً مجلدات كبيرة يمكن تلخيصها في كلمات قليلة. أما كلمة الله، فالعبارة الواحدة فيها تحتاج لشرحها إلى مجلدات كثيرة! لنتوقف اليوم قليلاً أمام الآية موضوع تأملنا، حيث نجد هذه الثلاثية المباركة:

محبة فريدة : « ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ». وهذه « محبة ابن الله ». إذاً فهي فريدة في مصدرها وفي عُمقها، في صدقها وفي اتساع نطاقها، في نزاهتها وفي دوامها، في تضحيتها وفي تأثيرها. هذا على الجانب الواحد، فمَنْ نجد على الجانب الآخر؟ « أحبني (أنا) »! يا للعجب ويا للنعمة في آن! إن كلمة الله تُعلن أن الله أحب العالم (يو3: 16)، وأن المسيح أحب الكنيسة (أف5: 25). أما هنا فيقول « ابن الله الذي أحبني » فيا للخصوصية! وفي المرات الثلاث كان للمحبة برهانها العملي الأكيد، والذي هو بَذْلَ المسيح على الصليب. والرسول هنا يقرّ بحقيقة « في الإيمان »، إذاً يحق لكل مؤمن أن يقول صادقاً، وعن اختبار وتمتع « ابن الله الذي أحبني ». أيوجد لهذه المحبة في الكون نظير؟ بل وهل للحبيب نفسه من مثيل؟!

حقيقة مجيدة: « مع المسيح صُلبت »؛ « إنساننا العتيق قد صُلب معه » (رو6: 6). وهذه حقيقة واقعة، شيء قد حدث في صليب المسيح منذ ألفي عام. إن مشكلة الإنسان هي نفسه؛ الـ (أنا). ومجداً لله الذي أنهى بالصليب ارتباطنا بنوع الحياة الأولى للإنسان في آدم الساقط؛ المستقل عن الله. إن المشكلة أعمق من مجرد خطايا أعملها، إنها الكيان الفاسد الملوث لسبب الخطية، وما كان ينفع مع هذا الكيان علاج سوى « الصلب » مع المسيح، الذي لم يَمُت فقط بديلاً ونائباً عنا، بل ومُمثلاً لنا أيضاً. إهدئي يا نفسي إذاً وقرّي عيناً، فالله لم يَعُد يرى العتيق، ففي صليب المسيح كل ما هو عتيق قد مضى، وهوذا الكل قد صار جديداً (2كو5: 17).

حياة جديدة: « أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في ». فو إن كان نوع الحياة الأول في آدم قد انتهى بالنسبة لي، فإنني أتمتع الآن بنوع آخر أعظم وأمجد جداً، ألا وهو حياة المسيح نفسه! هذه هي الحياة الجديدة التي نلناها بمعرفتنا الشخصية للمخلص، وامتيازنا أن لا ندع معطلاً يعوق عمل هذه الحياة المجيدة فينا، فتنشئ فينا أطيب الثمار؛ حياة المسيح نفسه! ويا للروعة!



sama smsma 18 - 06 - 2012 10:17 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ثياب الملك

كل ثيابك مر وعود وسليخة (مز45: 8)

نقرأ في هذا المزمور عن ثياب المسيح الملك، وأيضاً عن ثياب عروسه. فيقول عن المسيح « كل ثيابك مرٌّ وعودٌ وسليخة ».

والمر: عطر فواح يقطر تلقائياً من بعض الأشجار، ولا سيما إذا جُرح جذعه بآلة حادة.

والعود: هو نبات عطري، لا سيما ساقه. ولقد أحضر نيقوديموس المر والعود ليكفِّن بهما جسد سيدنا وربنا يسوع المسيح.

وأما السليخة: فهي لحاء الشجرة، وتشبه القرفة، ويُقال إنها البلسم الشافي، ويذكِّرنا بالمسيح الذي مات لكي يشفينا، لأننا « بحُبره شُفينا » (إش53: 5).

ونلاحظ القول هنا « كل ثيابك مر وعود وسليخة » ولم يَقُل الوحي « كل ثيابك معطرة بالمر والعود والسليخة ». فالمسيح سيظل أبداً، حتى في المجد، في عواطف قديسيه متسربلاً برائحة الألم الذي احتمله في طريق محبته لنا. ومن خروج 30 نعرف أن المر والسليخة كانا من ضمن مكونات دهن المسحة، والتي تكلمنا عن شخص المسيح نفسه المكتوب عنه « اسمك دهن مهراق ».

ونحن عندما نتأمل المسيح نجده مر وسليخة، وعندما نتأمل ثياب المسيح نجدها أيضاً مر وعود وسليخة، فهو من الداخل كما هو من الخارج، وهو في ذلك خلاف الإنسان والذي نجد صورة له في نعمان قائد الجيش، فكان من الداخل مضروباً بالبرص، وأما مظهره الخارجي فحُله عسكرية مرصّعة بأرفع الأوسمة والنياشين. وجدير بالذكر أن المرنم هنا لا يتكلم عن ثياب الضعف والألم، ولا ثياب النعمة أو حتى ثياب النقمة، بل عن ثياب المجد.

ثم لاحظ الارتباط بين ثياب العريس وثياب العروس « كل ثيابك مر ... كلها مجد ابنة الملك في خدرها. منسوجة بذهب ملابسها ». هو ثيابه المر، بينما ملابسنا نحن منسوجة بالذهب! والواقع أنه ما كان ممكناً لنا أن نتجمَّل بالبر والمجد لو لم يتحمَّل هو عنا الألم والموت! « أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ... لكي يُحضِرَها لنفسه كنيسة مجيدة » (أف5: 25-27). له كل المجد.


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:18 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
جاذبية شخصه الفريد

« إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس. بنفسي اشتهيتك في الليل » (إش8:26)



ليست فقط أقواله، وليست فقط قواته هي التي تجتذبنا، بل شخصه قبل كل شيء يجتذب القلب. في يوحنا41:12نقرأ أن إشعياء « رأى مجده وتكلم عنه (عن شخصه) ». فماذا لو أن إشعياء كان بالرؤيا استطاع أن يرى مجد الرب يسوع، ويتقصى أثر طريقه سائراً من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية في أرض مولده، فأي سجود كان سيقدمه له. فلقد رآه على كرسيه العالي المرتفع وأذيال ثيابه تملأ الهيكل، والسرافيم تغطى الوجوه من بهاء مجد لاهوته، ونحن نحتاج أن نتعرف على شخصه ونستشعر مجده المستور خلف حجاب الجليلي المتضع المرفوض من العالم.

وبأية عواطف كتب الرسول الشيخ الذي كان يسوع يحبه، حين يقول في أخريات أيامه « الذي سمعناه. الذي رأيناه بعيوننا. الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة ... الذي رأيناه وسمعناه نُخبركم به ... لكي يكون فرحكم كاملا »
(1يو1:1-4) . ونحن لا نستطيع أن نسمعه أو نراه أو نشاهده أو نلمسه كما فعل الرسول، لكن تستطيع عيون إيماننا أن تتثبت عليه له المجد على صفحات الأناجيل الأربعة وتشاهد مجده. وأي موضوع آخر يستطيع أن يملأ قلوبنا فرحاً وشبعاً نظيره؟

وبطرس يصف خدمته بالقول « يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيراً ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس، لأن الله كان معه »
(أع38:10) .

لنتأمله ذاهباً من مكان إلى مكان، ثم في الصبح باكراً جداً يمضى إلى موضع خلاء ليصلى، ولما جاءه سمعان وبعض التلاميذ، وقالوا له « إن الجميع يطلبونك، فقال لهم لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضاً لأني لهذا خرجت. فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويُخرج الشياطين »
(مر38:1) .

وعندما طاف في الناصرة « وتعجب من عدم إيمانهم »، لم يكّل من أن يستمر في خدمته « وصار يطوف القرى المحيطة يعلـّم »
(مر6:6) . ولوقا أيضاً يقدمه لنا كمن « كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله » (لو1:8) .

وبالرغم من المعارضة التي قابلها، كان يقول للفريسيين « ينبغي أن أسير اليوم وغداً وما يليه »
(لو33:13) .



جورج أندريه


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:19 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
جبل المريا

وشرع سليمان في بناء بيت الرب في أورشليم في جبل المُريا حيث تراءى لداود أبيه حيث هيأ داود مكاناً في بيدر أرنان اليبوسي (2أخ 3: 1)

عندما أراد الله أن يمتحن إيمان إبراهيم، وفي نفس الوقت أن يعطي صورة لمحبته العظيمة التي ستظهر في كونه لا يُشفق على ابنه الوحيد، قاده إلى جبل معين « ذهب إلى الموضع الذي قال له الله » (تك22: 3،9) وفي ذلك المكان بالذات كان يجب أن يبني المذبح الذي يربط إبراهيم إسحاق ابنه عليه، والذي عليه يقدم الكبش بدلاً عنه. ولا يمكن أن يوجد تل أو جبل آخر في فلسطين لائق لذاك العمل لأن المشهد مرتبط بمذبحين آخرين.

فقد تراءى الرب لداود في بيدر أرنان اليبوسي في جبل المُريا. وهناك أمر الرب الملاك أن يغمد سيفه، وقال له: « كفى »، كما قال لإبراهيم من قبل: « لا تمد يدك على الغلام ». وكلا المشهدين يُخبراننا عن الذبيحة التي قد أعدها الله. لقد بنى داود المذبح بسرور، والله أنزل النار، ونقرأ أن « داود رأى الرب قد أجابه » وهذا يوافق ما جاء في تكوين22 « حتى أنه يُقال في جبل الرب يُرى ». فهل كان بطريق الصدفة أن هاتين الحادثتين حدثتا في نفس المكان؟ كلا، ولقد أدرك داود في الحال أن ذلك هو المكان المُلائم لبناء الهيكل. فهنا قد غفر الله له خطيته على أساس النعمة، ثم بدأ حالاً في الاستعداد للبناء، مُشترياً ليس فقط البيدر كما في 2صموئيل24: 24 بل كل المكان كما في 1أخبار الأيام21: 25 .

وقد بنى سليمان الهيكل فعلاً « في جبل المريا حيث تراءى الرب لداود أبيه » وحيث أظهر « يهوه يرأه » ذاته لإبراهيم. هناك وضع مذبح المُحرقة وقدمت عليه ذبائح لا تُحصى. وكما أن إبراهيم وإسحاق « ذهبا كلاهما معا » وفوق منحدرات جبل المريا قال إسحاق: « هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمُحرقة؟ ». هذا السؤال الذي تردد صداه كل أزمنة العهد القديم، ويجد جوابه في الصفحات الأولى من الإنجيل حيث يقول المعمدان: « هوذا حَمَل الله » (يو1: 29،36). وحينما نتطلع إلى الجلجثة، ربما نتساءل: « أين النار؟ » إنها قد استنفذت قوتها وقالت « كفى » مع أن الحكيم يقول: « النار لا تقول كفى » (أم30: 16).

وعندما قُدمت هذه الذبيحة التي هي أعظم من كل الذبائح طراً، أجاب الله مرة أخرى من السماء، ولكن ليس بواسطة نار أو صوت في هذه المرة، بل بشق حجاب الهيكل.

sama smsma 18 - 06 - 2012 10:22 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
جثسيماني! جلجثة!

هذا أخذتموه مُسلّماً بمشورة الله المحتومة، وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه (أع2: 23)

اسمان يذكراننا بالآلام التي تحملها الرب يسوع ويقوداننا للسجود ونحن نحكي ما فعل.

كانت الحوادث تدور بسرعة في ذلك النهار المظلم الفريد في تاريخ البشرية. كل بُغضة الناس، تحت سلطان إبليس، انطلقت ضد الله، وضد ابنه يسوع المسيح. لكن انطلقت أيضاً محبة الله غير المحدودة للإنسان عند الصليب. كان موت المخلِّص هو الموضوع الأساسي في خطة الله لخلاص خليقته.

في جثسيماني قاسى الرب وحده معركة رهيبة، وفي جلجثة قَبِل الكأس وشربها. لقد جاء يهوذا مع فرقته وأخذوا المخلِّص واقتادوه إلى أورشليم. واجتمع السنهدريم، وقرر أولئك القضاة الأثمة أن يسلموا الرب يسوع إلى الوالي بيلاطس البنطي لكي يُصلب.

لم يُجب الرب على اتهامات أولئك الناس أمام الوالي، واندهش بيلاطس من ذلك، واعترف أن يسوع لم يفعل شيئاً يستحق الموت بسببه، وكان يريد أن يُطلقه، ولكنه استسلم أخيراً عندما صرخ الجمع مع رؤسائه مراراً: ليُصلب! وهكذا أُسلم الرب إلى أعدائه الحقودين.

ومن المؤثر أن نرى نساء متواضعات ينضممن إلى الموكب الذي اتجه حينئذاك إلى مكان العذاب الذي يُدعى جلجثة (أي مكان الجمجمة) حيث نُصب صليب المخلِّص (لو23: 26-32). يا له من مكان كبير قد أخذه في قلوبهن! فبينما كانت بغضة رؤساء الشعب للرب يسوع تزداد، كان تعلقهن به قوياً ومتزايداً. لقد سبق أن تبعنه من الجليل إلى أورشليم وخدمنه (مر15: 41؛ لو23: 49). وهكذا نستطيع أن نفهم دموعهن ونوحهن (مر16: 10) عندما فكرن أنهن سوف يفقدن إلى الأبد هذا الحبيب الذي لا مثيل له. لقد بقين بالقرب من الصليب بقلوب منكسرة.

كانت آلامه لا يعبَّر عنها. كان مخلصنا العزيز وحده تماماً أثناء ساعات الظلمة الثلاث التي جاءت على كل الأرض. لقد عرف هذا الألم الفائق، وهو الترْك من الله بسبب خطايانا التي لا حصر لها، التي أخذها على نفسه ليصنع لها الكفارة (مت27: 47؛ مر15: 34). ونحو الساعة التاسعة صرخ بصوت عظيم « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » وليتم الكتاب قال أخيراً « أنا عطشان » (يو19: 28). من أعلى الصليب نطق الرب أيضاً بهذه الكلمة التي لا حدود لمداها « قد أُكمل » (يو19: 30). وأخيراً خاطب من جديد الآب الذي تمجد تماماً بعمله قائلاً: « يا أبتاه في يديك أستودع روحي » (لو23: 46).


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:23 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
جلس بعدما صنع

بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي (عب1: 3)

أيهما أعجب يا ترى .. ابن الله في مذود بيت لحم كطفل صغير، أم ابن الإنسان عن يمين الآب في الأعالي؟ وأيهما أعجب وأروع: أن ترى المُشير العجيب الإله القدير رئيس السلام الآب الأبدي، طفلاً يولد لنا وابناً يُعطانا، أم ابن الإنسان، وفيه الناس المصنوعون من تراب الأرض جالساً عن يمين الله؟ لقد صعد يسوع، ابن الإنسان، إلى الأعالي، وبما له من سلطان خاص وحق شخصي مُضافاً إلى تعيين الآب وقضائه الأزلي، تبوأ العرش مُكللاً بالمجد والكرامة. فهو بأجنحة المحبة المطلقة القدرة انحدر من السماء، ولكن لكي يرجع إلى السماء ويجلس في يمين العظمة - كرئيس الخلاص - لم تكن القدرة المطلقة والمحبة بكافيتين. لقد كان من السهل نسبياً على ابن الله أن يخلي نفسه وينزل إلى أرضنا ولكنه لكي يرجع إلى السماء - كمن أكمل العمل الذي لأجله نزل من السماء - كان لزاماً عليه أن يصطبغ بصبغة الآلام وأن يموت موت الصليب على خشبة العار واللعنة. فليس كالنزول كان الصعود، لأن الذي قبل بالنعمة المطلقة أن ينوب منابنا، كان لزاماً عليه أن يحمل حملنا ويرفع جُرمنا ويهزم عدونا، ولذلك انحصرت نفسه أن يصطبغ بصبغته، ومن اللحظة التي ظهر فيها في أورشليم، كان يعلم أن هيكل جسده المقدس سيُنقض، وكان يتطلع إلى الموت الذي سيموته على جبل الجلجثة.

وليس كما نزل صعد لأنه جاء كابن الله، ولكنه رجع ليس فقط كابن الله بل كابن الله المتجسد، ابن داود، والبكر بين إخوة كثيرين. وليس كما نزل صعد لأنه جاء وحده كالراعي الصالح مدفوعاً بدافع الحب والعطف الذي لا حد له نحو الخروف الضال الهالك في البرية، ولكنه رجع حاملاً الخروف الخالص على منكبيه فرحاً متهللاً باستحضاره إلى البيت السماوي الأبدي، رجع ليس فقط منتصراً، بل كمن خرج باكياً حاملاً البذار الثمينة (وهو نفسه الذي زُرع إذ وضع حياته إلى التراب والموت)، رجع بالترنم حاملاً حزمه. فبقيامته قد أُعطيت له العروس، الكنيسة، التي أُقيمت معه لتجلس فيه في السماويات. فهو لم يجلس عن يمين الله إلا بعد أن صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، وبقوة دمه دخل إلى قدس الأقداس، وكالحمل المذبوح رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم.




sama smsma 18 - 06 - 2012 10:24 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
جمال المسيح

« كله مشتهيات <أو كله جميل> » (نش16:5)
كل مقارنة مستحيلة؛ كل عظمة أخرى قد شابها الصغار، وكل حكمة أخرى اعتراها الجهل، وكل صلاح آخر دمغه النقص- أما يسوع المسيح فهو الوحيد الذي يُقال عنه بحق، وبغير إطراء أو مُغالاة « كله جميل ».

إن جمال المسيح يبدو أولاً في بشريته الكاملة، إذ صار مثلنا في كل شيء ما خلا الخطية وما خلا الطبيعة الشريرة آلتي فينا، وكان ينمو في القامة والنعمة. وقد تعب وبكى وصلى وأحب وتجرّب في كل شيء مثلنا بلا خطية - كل منا يضم صوته مع توما قائلاً « ربى وإلهي ». إننا نعبده ونجله، ومع ذلك لا يوجد مَنْ اقترب إلى قلوبنا البشرية مثله وصيَّرنا في دالة معه حتى أننا لا نخاف منه.

يوحنا الذي رآه يُقيم الموتى ويسكِّن العاصفة، ويتكلم مع موسى وإيليا على الجبل - لا يتردد في أن يتكئ على صدره وقت العشاء. وبطرس يتحدث إليه في دالة رافضاً أن يدعه يغسل رجليه، وبعد ذلك يطلب منه أن يغسل يديه ورأسه أيضاً. والتلاميذ يسألونه أسئلة غبية وينتهرونه أحياناً. وفى الوقت نفسه يجلونه ويعبدونه، وهو يدعوهم بأسمائهم الخاصة بدون ألقاب ويؤكد لهم محبته قائلاً لهم « ثقوا .. لا تخافوا » وهو في كل هذا « كله مشتهيات ».

يسوع « يقبل خطاة ويأكل معهم » - خطاة من كل نوع؛ نيقوديموس الخاطئ المتدين، ومريم المجدلية آلتي أخرج منها سبعة شياطين، وهو يعمل في حياة الخطاة، كما يدخل ماء النهر النقي الصافي في البِركة الراكدة الآسنة فينقيها ويطهرها.

كان قلب الرب دائماً يتحرك بالشفقة وكان جميلاً في إشفاقه. أشفق على الجموع آلتي لا راعى لها، وعلى أرملة نايين الحزينة، وعلى ابنة يايرس المائتة، وعلى مجنون كورة الجدريين، وعلى الخمسة الآلاف الجياع - كل مَنْ تألم أشفق الرب عليه، حتى غضبه على الكتبة والفريسيين ما كان إلا من زيادة شفقته على أولئك الذين كانوا يعانون من مرض البر الذاتي.

لقد شفى الرب جميع المرضى المساكين بدون تفريق. لكن لماذا لمس الأبرص المسكين؟ كان يمكن أن يشفيه بكلمة كما شفى عبد قائد المئة، ولكنه لمسه ليُعيد إليه الشعور بإنسانيته إذ كان قد فقد هذا الشعور وهو منبوذ طوال تلك السنين منقطع من أقربائه حيث كان الاقتراب منه يعتبر نجاسة.

إنه مخلصي وحبيبي، وحقاً « كله مشتهيات »!


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:39 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حبل قرمزي!

فقال لها الرجلان... اربطي هذا الحبل من خيوط القرمز في الكوة التي أنزلتنا منها واجمعي إليك في البيت أباكِ وأمك وإخوتك وسائر بيت أبيك (يش2: 17،18)

خيوط القرمز تحدثنا عن حياة قُدمت. فاللون الحقيقي من القرمز لا يوجد إلا بالموت إذ أنه يؤخذ من عُصارة نوع معين من الدود. ديدان صغيرة تافهة كان يجب أن تموت ليُنتج هذا القرمز. وكما أن الموت وحده هو الذي أنتج علامة الخلاص لراحاب، هكذا بالنسبة لنا فإن موت المسيح هو أساس خلاصنا. فبدون الموت لا يمكن الحصول على القرمز. لكنه ليس بالموت العادي، بل بموت ما أقساه. من الناحية البشرية كان موتاً مُرعباً كأقسى ما احتمل الشهداء، لكن من جانب الله كان موتاً كفارياً فيه مات البار من أجل الأثمة ودفع البريء الدين كاملاً نيابة عن المُذنبين وبذلك تم لنا الخلاص.

لكننا في هذا الرمز لا نرى فقط حقيقة أن موت بديل يعطي الخلاص، ولكن أيضاً أنه موت دودة بالذات. ألا يعطينا هذا المقابل لموت رب المجد، وهذا ما يجعلنا نخر سجوداً عند قدميه الكريمتين. فشخصه تبارك اسمه هو المتكلم الحقيقي بكلمات مزمور22 « إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي عن كلام زفيري .... أما أنا فدودة لا إنسان » (مز22: 1-6). وكأنى به، تبارك اسمه، يقول: لقد نزلت إلى دون ما نزل إليه إنسان من قبل « أنا دودة لا إنسان ». إنه الأعلى والأعظم ولكنه وضع نفسه إلى أدنى مقام! أقل من أي إنسان، دودة!! وذلك لكي يعطينا علامة الخلاص والأمان حتى أن كل المحتمين فيه هم في أمان تام، وكل من يتكل عليه يكون له كراحاب « ثقة في يوم الدين ».

لقد أخذ المسيح المكان الرهيب، مكان دودة لا إنسان. لم يُعَامل كباقي البشر، لقد كان هو البار الوحيد الذي تُرك من الله (مز22: 4-6). فلم يترك الله باراً قبل ذلك قط. لقد ذهب أبرار كثيرون قبله إلى الموت ولكنهم اجتازوا الموت والرب معهم كراعيهم فلم يخافوا شراً. ولكن كان الأمر يختلف عن ذلك عندما اجتاز المسيح الموت، ذاك الذي لم يكن للموت سلطان عليه. لقد كان الظلام الذي خيّم على مشهد الصليب رمزاً لظلام أعمق أطبق على نفس ذاك الذي كان هناك كفارة لخطايانا. إنها الظلمة بسبب خطايانا التي حملها نيابة عنا على الخشبة.




sama smsma 18 - 06 - 2012 10:42 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حتمية الصليب

لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا (رو5: 8)

إن الذين ليست لهم دراية بشخصية المسيح، يظنون أن صلبه يرجع فقط إلى كراهية كهنة اليهود له، ولذلك يكون المسيح ـ بناء على رأيهم ـ قد مات شهيد الحق والواجب فحسب. غير أننا إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس، نرى أنه لم يمت شهيداً فحسب، بل وكفارة أيضاً.

ومع بقاء المسيح في مركزه الذاتي هو الكامل الذي لا ينفصل عن الله على الإطلاق، أصبح كابن الإنسان في مركزه النيابي على الصليب في الساعات الثلاث الكفارية، كما لو كان هو كل المفديين الذين آمنوا به، حاملين خطاياهم وشرورهم، ومحتملين في نفوسهم العذاب المريع الذي يستحقونه بسببها. وطبعاً لم يكن لكائن سوى المسيح أن ينوب عنهم في هذه الحالة المريرة.

ولقد كان موت المسيح كفارة هو أكبر خدمة قام بها لأجلنا، لأنه لو كان قد عاش إلى الآن، يعلم الناس ويطعم الجياع ويشفي المرضى ويقيم الموتى، دون أن يكفر عن خطايانا، لكانت هذه الخدمات مع سموها وفائدتها، لا تخلصنا من دينونة خطايانا أو تؤهلنا للوجود مع الله والتوافق معه. ومن ثم كنا نقضي أبديتنا في شقاء، وبئس المصير. فلو كان المسيح قد تجنب الصلب، أو سمح لتلاميذه باستخدام السيف، أو استدعى الملائكة للدفاع عنه، وكان ذلك ميسوراً لديه؛ لظلت خطايانا سائدة علينا. أما الآن فقد انتصرت محبة الله ورحمته على خطايانا انتصاراً تاماً، ومن ثم صار لكل من يؤمن منا إيماناً حقيقياً، امتياز الحصول على الصفح والغفران إلى الأبد.


لك المجد للأبد
يا يسوعُ ربنا قد حملت في الجسد
إثمنا وحُكمَنا نُبتَ عنا يا حبيب
حاملَ الحُكمِ الرهيبْ ذاك حكمنا وقد
أُكمِلَ على الصليبْ

sama smsma 18 - 06 - 2012 10:42 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حتمية كفارة المسيح

« فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله » (1بط18:3)
قداسة الله تعتبر الخطية نجاسة يجب تغطيتها من عيني الله القدوس (حب12:1، 13)، وبر الله يعتبر الخطية تعدياً، وكل تعد يجب أن ينال مُجازاة عادلة (عب2:2) ، وعليه فيلزم ترضية عن التعدي الذي تم. وهذا هو المدلول المزدوج للكفارة؛ تغطية وترضية :

بر الله وقداسته استلزما الكفارة التي استحالت أن توجد بين البشر، إذ هم جميعاً خطاة ويحتاجون إلى مَنْ يفديهم (مز7:49،8). وتساءل القديسون قديماً « كيف يتبرر الإنسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة؟ » (أى2:9، 4:25)، ولم يعرفوا حلاً لهذه الأحجية. ولكن ما أروع قول أليهو الذي قدم اقتراحاً لحل هذه العقدة « إن وجد عند <الله> مُرسل وسيط واحد من ألف، ليعلن للإنسان استقامته، يتراءف عليه ويقول اطلقه عن الهبوط إلى الحفرة، قد وجدت فدية » (أى23:33، 24).

لكن كيف يبرر الله الإنسان الـمُذنب النجس، أليس مكتوباً « مبرئ المذنب، ومذنّب البريء كلاهما مكرهة الرب »؟
(أم15:17) .

يا لها من مُعضلة كبيرة جداً!! ليس لها حل أبداً عند البشر. لكن شكراً لله، فكان الحل الرائع الوحيد هو في موت البديل البريء نيابة عن المذنب « لأن أجرة الخطية موت »
(رو23:6) .

بهذا الأسلوب أمكن لله أن « يكون باراً ويبرر مَنْ هو من الإيمان »
(رو26:3) . فالعدل الإلهي استوفى حقه تماماً من المسيح (2كو21:5) ، فما كان أسهل عند الله القضاء على العالم، كما فعل قديماً، أما أن يبرر الخاطئ فلم يكن الأمر سهلاً. فلقد كان الإنسان محتاجاً للتبرير، وما كان يمكن لله أن يبرر الأثيم إلا على أساس العدل، ومن هنا كانت حتمية الكفارة.

عن طريق الصليب، الله تبرر والإنسان الخاطئ تبرر. وفى الصليب اجتمع من صفات الله ما قد يبدو للعيان متعارضاً « الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما »
(مز10:85) .

كم نسجد لك يا ربنا المعبود .. يا مَنْ في محبتك غير المحدودة قبلت أن تنوب عنا على الصليب وتواجه الله في يوم حمو غضبه، وتحمل في جسدك كل خطايانا على الخشبة!!

كم نحن فرحون بفدائك، ولكن فرحتنا الأعظم بك أنت يا فادينا. كم نحن مغبوطون بخلاصك، ولكن غبطتنا الأكثر بك يا مخلصنا.

sama smsma 18 - 06 - 2012 10:43 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حلقه حلاوة

شفتاه سوسن تقطران مراً مائعاً ... حلقه حلاوة وكله مشتهيات (نش5: 13،16)

لقد سدد عمل المسيح احتياجانا كخطاة تحت الدينونة، وقد تمجد الله بهذا العمل، ولذلك أصبح لضمائرنا سلام كامل. ولكن عواطف قلوبنا لها احتياج كما كان لضمائرنا. وهذا الاحتياج هو إلى « شخص » لكي يُشبعها. ولذلك منحنا الله في نعمته عطية ابنه العزيز المكتوب عنه « انسكبت النعمة على شفتيه » (مز45: 2). وحقاً لم يصدر من هاتين الشفتين سوى النعمة لكل خاطئ مسكين عرف شخصه العزيز المبارك.

انظر كيف بدأ خدمته كما هو مذكور في إنجيل متى5؟ لقد بدأها بكلمات التطويب « طوبى للمساكين بالروح. طوبى للحزانى. طوبى للودعاء ... إلخ » فلم يكن فيها شيء سوى الطوبى.

انظر إليه في مجمع الناصرة، تراه يقرأ جزءاً من أحلى أجزاء كلمة الله (إش61: 1،2) « روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين » وبدلاً من أن يستمر في القراءة حتى يصل إلى « الانتقام » (لو4: 19) طوى السفر. وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من « كلمات النعمة الخارجة من فمه ».

الخاطئة المسكينة في لوقا7، وأرملة نايين في نفس الأصحاح، والمفلوج في متى9، والرسل في البحر المضطرب (يو6: 20) والمرأة المذكورة في إنجيل يوحنا8، كل هؤلاء وكثيرون غيرهم يضمون شهادتهم إلى شهادة أعدائه أنفسهم الذين لم يريدوا أن يقبضوا عليه بسبب أنه « لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان » (يو7: 46).

وتأمل أيضاً عندما كان يُصلب وتُدق المسامير فيه، والناس يُعيرونه ويُجدفون عليه. كيف كانت كلماته التي نطق بها في هذا الظرف العصيب لا لطلب اثني عشر جيشاً من الملائكة، بل بكلمات الحنان والعطف قال: « يا أبتاه اغفر لهم » فما أحلى كلامه حقاً.

وهكذا وهو في المجد شجع خادمه بولس بالكلمات « لا تخف ... لأني أنا معك ... » (أع18: 9،10). وهو لا يزال يقول « لا أتركك ولا أهملك » (عب13: 5). انظر كيف يقدم نفسه لنا في آخر أصحاح من الكتاب المقدس « أنا يسوع » الذي نعرفه كمخلصنا وصديقنا. وآخر رسالة حُبية منه للكنيسة على الأرض هي « أنا آتي سريعا » (رؤ22: 20). فما أحلى كلامه حقاً.



أندرو مولر


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:44 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حَمَل الله
هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم .... هوذا حَمَل الله (يو1: 29،36)

ليوحنا المعمدان عبارتان شهيرتان. الأولى عندما قال « هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم » ولكنه قال في اليوم التالي « هوذا حَمَل الله ». والمؤمنون البالغون روحياً طالما وجدوا في العبارة الثانية عُمقاً عظيماً. إنها عبارة قصيرة ولكنها تحوّل أنظار السامعين إلى شخص الرب يسوع نفسه، في حين تُشير الأولى إلى عمله.

فمن خروج12 نتعلم الكثير عن الحَمَل الكامل، والدم الكريم، والفصح، الأمر الذي حفظ للذكرى لبني إسرائيل على مرّ الأجيال. على أن الكتاب المقدس يُخبرنا عن حَمَل آخر مذكور في خروج29. وقد كان يُقدَّم هذا الحَمَل بصورة أخرى لغرض مختلف. إنه للمحرقة. كل صباح ومساء كانت تُعمل هذه المحرقة؛ المحرقة الدائمة.

ويحدثنا الوحي في لاويين6: 8-13 عن إيقاد المحرقة طوال الليل، وكان ينبغي أن لا تُطفأ النيران. ولهذا الحَمَل أهمية عُظمى بالارتباط بالمحرقة الدائمة، إذ عندما تُذكر المحرقات في عددي28،29 بالارتباط بالسبت وبأعياد الرب، نجد أن ما يعطيها جميعها العظمة الفائقة هو أنها موصوفة باعتبارها « المُحرقة الدائمة ».

وفي لوقا1: 8،9 نجد زكريا الكاهن وهو يوقد البخور في الهيكل. وقد كان ذلك هو البخور الدائم بحسب ما ورد في خروج30: 1-10 في وقت التقدمة للمحرقة الدائمة. وبالارتباط بذلك أيضاً نجد خروج27: 20 حيث نتعلم هناك شيئاً عن زيت الزيتون الذي يجعل السُرج موقدة ومشتعلة دائماً. والمُحرقة تكلمنا عن القبول أمام الله، والله يُقدِّر جداً المحرقة الدائمة. وبارتباطها بالبخور الدائم والحَمَل الذبيح على الدوام، فكل هذه تحدثنا بصورة رمزية نبوية عن كمالات ربنا يسوع المسيح في شخصه الفريد وفي عمله الكريم. وهكذا يمكننا أن نستنتج أن يوحنا المعمدان قد لخص أمجاد ربنا يسوع المسيح غير المحدودة بعبارته الثانية « هوذا حَمَل الله ».

أيها الأحباء: نحن لم نَعُد نستقر على محرقة دائمة، تتكرر مرتين يومياً: صباحاً ومساءاً ـ بل على ذبيحة واحدة إلى الأبد لا يؤثر على قوتها وعطرها المُنعش الدائم، الزمن أو أي عامل آخر.




sama smsma 18 - 06 - 2012 10:44 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حَمَل الله، وخطية العالم

وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبلاً إليه فقال هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم (يو1: 29)

أقبلت اللحظة التي كان يترقبها المعمدان، وظل يتطلع إلى الجموع ويتأمل لكي يرى ذلك الشخص المبارك. وفجأة رأى الرب يسوع مُقبلاً نحوه، وروح الله يقول له « ها هو يا يوحنا ». وفي الحال فاضت أفراحه قائلاً: « هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ».

والحَمَل كذبيحة كان معروفاً للشعب الذي قدّم ذبائح كثيرة على مدى سنوات عديدة، ولم تستطع البتة أن تنزع الخطية لأنها كانت من الأمور الرمزية، ولكن لما جاء الكلمة الأزلي في الجسد واتجه إلى المعمدان، ميَّزه بالروح القدس كالمرموز إليه من قديم الزمان، وشهد أنه « حَمَل الله » أي الحَمَل المُرسل من الله وفقاً لأفكاره ومقاصده لكي يتمم عمل الفداء. إن فيه جواب إبراهيم لابنه إسحاق الذي قال لأبيه « هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمُحرقة » فقال إبراهيم « الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني » (تك22: 7،8). وإذا تأملنا في قول المعمدان نلاحظ أن المعمدان لم يَقُل إنه « حَمَل الله الذي سيرفع خطية العالم » أو « حَمَل الله الذي رفع خطية العالم » بل ما يقصده المعمدان هو المعنى الشامل الذي لا يعتمد على وقت معين لإتمامه. إنه يقصد أن هذا هو الشخص وهذا هو عمله. وشهادته تنصّب على فاعلية موت المسيح بكل نتائجها التي يتوالى ظهورها الواحدة بعد الأخرى.

النتيجة الأولى: هي الإنجيل ورسالة الفداء والخلاص من الخطية والخطايا لكل مَنْ يؤمن حيث نرى تحقيق ما قاله الرسول يوحنا في رسالته الأولى « وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا » (1يو2: 2). أي أن في الإمكان أن تشمل كفاية دم المسيح كل العالم لو جاء بالإيمان واحتمى في دمه الكريم.

النتيجة الثانية لعمل المسيح تظهر عندما يأتي ثانية للمُلك، وعندئذ سيكون لعمل المسيح صورة أعم من الأول، لأن كل الخليقة وقتئذ سوف تتخلص من لعنة الخطية وتُعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله (رو8: 21)، ولو أن كل الذين يخطئون في المُلك سوف يموتون.

النتيجة الثالثة والنهائية لعمل المسيح ستكون في السماوات الجديدة والأرض الجديدة، وفي هذه الحالة ستتحقق البركة بتمامها، وتظهر بصورة جلية.




sama smsma 18 - 06 - 2012 10:45 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
حَمَل خطية كثيرين

الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة (1بط2: 24)

لقد عُلق المسيح على الصليب بكل ازدراء، وعندما عُلق كان موضوع استهزاء المارين. لكن وفي نفس الوقت الذي كان يتألم فيه ويموت هناك، كان لا يزال هو ابن الله الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته (عب1: 3). كما وكان عليه أيضاً في نفسه حِملُ خطايا كل الذين ينتمون إلي الكنيسة. هل نستطيع أن نتصور ماذا يعني ذلك له؟ هذا القدوس تماماً، الذي قيل عنه إنه ليس فقط لم يخطئ بل أيضاً لم يعرف خطية، والذي أتى ليبطل الخطية (عب9: 26). كان عليه أن يحمل هو نفسه خطاياي في جسمه، كل ملايين بل بلايين الخطايا التي ارتكبتها، بل خطايا كل هؤلاء الذين يكوّنون الكنيسة. فلقد أحب المسيح كنيسته حتى إنه حمل كل هذه الخطايا في جسده.

ما الذي كان يعتمل في نفسه القدوسة حينما حمل كل هذه الخطايا في جسده؟ إن العبارة اليونانية في العهد الجديد والموحى بها بالروح القدس تقول « في جسده » أي أنه لم يكن مجرد شيء خارجي، بل كان شيئاً له التأثير العميق في كيانه الداخلي حيث نسمع صراخه في مزمور40: 12 « حاقت بي آثامي ... كثرت أكثر من شعر رأسي »، لقد كانت آثامنا نحن، لكنه حملها في جسده، مُتحداً نفسه بنا وبحالتنا الشريرة لكي يخلصنا.

لقد جعله الله خطية (2كو5: 21) كأنه كان أصل كل أعمالنا الشريرة والمنبع الذي تأتي منه كل الشرور. وتُرك هو نفسه ليُجعل خطية لأنه أحب كنيسته وأراد أن يسلم نفسه لأجلها. عندئذ وقعت عليه كل دينونة الله الرهيبة فصرخ « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ بعيداً عن خلاصي؟ » (مز22: 1). « غرقت في حمأة عميقة » (مز69: 2)، فماذا يا تُرى كان يعني ذلك له؟

لقد عُلق هناك على الصليب، وأراد البشر أن يذهب إلى حيث أتى. فلا أحد يريده، وقد رفضته الأرض، ولم تكن السماء لتقبله حينئذ، فعُلق بين السماء والأرض.

بينما اتحد البشر جميعاً في البغضة له، وكذلك كل قوات الظلمة، الشيطان وملائكته الذين هاجوا ضده. فبرهن الشيطان في تلك الساعة أنه رئيس هذا العالم. لقد اتحدت كل الخليقة ضد الرب يسوع، ليس البشر فقط، بل الجمادات أيضاً؛ فالخشب والحديد اللذان خلقهما، استُعملا لصلب صانعهما!! والسماء أُغلقت فوقه، وعُلق وحيداً بين السماء والآرض حاملاً دينونة خطايانا عندما جُعل خطية لأجلنا.




sama smsma 18 - 06 - 2012 10:46 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
خمس شهادات عن بر المسيح

بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا (لو23: 47)

إنها خمس شهادات من خمسة أشخاص لم نكن لنتوقعها منهم:

الأولى: من يهوذا الذي أسلم الرب يسوع. لقد أدلى بشهادته أمام رئيس الكهنة وكبراء الشعب، إذ رأى أن الرب يسوع أُدين بمشورتهم.

مَنْ كان يتوقع تلك الشهادة عن براءة الرب يسوع من هذا الرجل؟

الثانية: جاءت على فم امرأة بيلاطس التي أرسلت إلى زوجها تحذيراً جاداً: ألا يتورط في محاكمة هذا الإنسان البار، الذي انزعجت كثيراً في حلم من أجله. ونحن أيضاً لم نكن نتوقع شهادة كتلك إطلاقاً.

الثالثة: وصدرت عن بيلاطس نفسه. ذلك الحاكم الأممي الذي لم يكن يحب اليهود، والذي ما كان يضيّع فرصة كتلك لإدانة يهودي! غير أنه لم يجد علة واحدة في هذا السجين الفريد، بل إنه كرر تلك الشهادة ثلاث مرات على الأقل!

الرابعة: وجاءت على فم لص يقضي جزاء ما اقترف من أثام. بادئ ذي بدء هو اشترك مع لص أخر في السخرية من الرب. غير أن قلبه تغيَّر فيما هو معلق على الصليب، فأقرّ بذنبه .. وراح يشهد بثبات: أن الرب لم يفعل شيئاً ليس في محله.

إنه أمر مُدهش أن يبرر مجرم مُدان .. شخصاً آخر تحت الحكم عينه.

الخامسة: ولعلها أعذبها، وجاءت على فم قائد المئة الموكل بتنفيذ حكم الصلب في الرب يسوع. فهو إذ سمع كلماته، ورأى آلامه، وشهد موته؛ أقرَّ بشهادة واضحة لا تقبل الشك: « بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا ».

إنها شهادة الله في الحقيقة، ولكنه - تبارك اسمه - أرسلها على فم هؤلاء.


ما كنت أنت المذنب
بل كنا نحن المذنبين لكن تحملت القصاص
عن الخطاة الهالكين وكلُ ذا حسبَ مشيئةٍ
وقصدٍ في الأزل وكـلُ قصد الله بل
تمجيده به اكتمل

sama smsma 18 - 06 - 2012 10:55 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
داود كرمز للمسيح

وأخذ (داود) عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة مُلس من الوادي وجعلها في كنف الرعاه الذي له ... ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني (1صم17: 40)

لمدة أربعة آلاف سنة (هي الفترة من آدم إلى المسيح) ظل الشيطان يستعرض قوته على الإنسان الضعيف ويعيّر البشر أجمعين. ويذكر لنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن قديسي العهد القديم كانوا تحت عبودية إبليس، إذ كان يلوح أمامهم بسيفه، أعني الموت (عب2: 14). وهذا يذكّرنا بما فعله جليات الفلسطيني مع بني إسرائيل لمدة أربعين يوماً، إذ كان يعيّر صفوف الله الحي (1صم17). ولم يتجاسر أحد في الوقوف أمامه، إلى أن ظهر في آخر الأربعين يوماً شخص من خارج الصفوف، كان مُرسلاً من عند أبيه هو داود، مسيح الرب، المتكل على الرب. هكذا أيضاً في نهاية الأربعين قرناً (أي 4000 سنة) ظهر ابن داود الحقيقي، الذي ليس من هذا العالم، المُرسل من الآب، ليضع حداً لصلف ذلك المتكبر العاتي. وكما لم يُرَحّب بداود من بداية إرساليته، حتى من إخوته (1صم17: 28) هكذا المسيح رُفض من البداية من أمته (مز69: 8). وكما انتصر داود على جليات في وادي البطم بقوة الله مستخدماً حجراً واحداً من خمسة حجارة كانت معه، هكذا المسيح في البرية استخدم سفراً واحداً من أسفار موسى الخمسة، هو سفر التثنية ـ السفر الذي يحدثنا عن الطاعة لله والاتكال عليه.

ونلاحظ أن داود لم يقتل جليات بالحجر، بل فقط أسقطه به، من ثم تقدم داود وقتل جليات بسيف جليات. وبهذا أمكنه أن يحرر شعب الله الخائف. وهكذا ما كان ممكناً للمسيح، إلا بالموت أن يبيد ذاك الذي كان له سلطان الموت. وبذلك أعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية.

إذاً لقد ظهر في المشهد أخيراً مَنْ هو أقوى من القوي (لو11: 22) هو المسيح الذي دخل دار القوي (أي العالم) وغلب القوي (أي الشيطان) ونزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه. وهي أول مرة يُهزم فيها الشيطان من إنسان. ثم أخذ المسيح يوزع غنائمه!!

نعم لقد استطاع المسيح أن يربط الشيطان (أدبياً) في البرية، ثم أخذ ينهب أمتعته. وعلى مدى ثلاث سنين ونصف أخذ يجول « يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس » إلى أن كانت المواجهة السافرة والموقعة الفاصلة مع الشيطان في الجلجثة حيث دُحر الشيطان تماماً في الصليب.




sama smsma 18 - 06 - 2012 10:56 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
دودة لا إنسان

« أما أنا فدودة لا إنسان » (مز6:22)
مَنْ هو الذي يقول هذا؟ إنه مُبدع الكون القدير. تأملي يا نفسي في هذا اللغز العجيب واخشعي! وكلمة دودة نطقها العبري « تولع » وهو اسم أحد قضاة إسرائيل (قض1:10) ويعتبر رمزاً لقاضى إسرائيل الحقيقي لكن المرفوض (مى1:5) . ويُستخدم هذا الاسم للتعبير عن ديدان صغيرة حمراء اللون، تُجمع بهز الشجر الذي توجد فيه، وعندما تُسحق تلك الديدان تتخضب تماماً بالدم القاني، مما يذكرنا برجل الأحزان الذي لأجلنا كان دامى الرأس والظهر واليدين والرجلين والجنب، وذلك من آثار الشوك والسياط والمسامير والحربة. أما سحق تلك الديدان فكان يعطى أفخر الصبغات الحمراء الزاهية، والتي يُشار إليها في نبوة إشعياء باسم « الدودي » أو « القرمز » (إش18:1) . ولقد كانت هذه الصبغة مُكلفة وغالية، وكان يُصنع منها ثياب الملوك والأمراء. وهكذا سُحق ربنا تبارك اسمه حتى نلبس نحن المجد والبهاء.

عندما مات شاول الملك، رثاه داود بالقول « يا بنات أورشليم ابكين شاول الذي ألبسكن قرمزاً بالتنعم »
(2صم24:1) لكن الواقع أنه ليس شاول هو الذي عزز بنات أورشليم (قارن1صم13:8)، بل إن الذي كسانا بالعز حقاً هو المسيح.

لقد قبل ذلك المجيد - الذي تتعبد له الملائكة - أن يتألم وأن يُهان من أجلنا حتى ما نرتدي نحن الـحُلة الأولى. قَبِل أن يُسحق من أجل آثامنا. وهل هناك صعوبة في سحق دودة؟! أيحتاج ذلك إلى قوة أو جبروت؟! والرب تبارك اسمه ارتضى أن يكون كذلك. ومع أن بيلاطس قال عنه في المحاكمة « هوذا الإنسان » لكنه وهو معلق فوق الصليب يقول عن نفسه « أما أنا فدودة لا إنسان »!

يقول الوحي « وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا .. أما الرب فسرّ بأن يسحقه بالـحَزَن » (إش5:53، 10) لكننا نرى كيف أن الشيطان استخدم البشر جميعهم في سحق رجل الأحزان ربنا يسوع المسيح، فتمت الكلمات التي كان الرب الإله قد قالها في الجنة للحية « أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبه »
(تك15:3) .


مـاذا نقـــول أو نُجيــب
إزاء هــــذا الاتضــــاع فالشكر نهدى للحبيب
طول المدى بلا انقطاع

sama smsma 18 - 06 - 2012 10:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ذكريات بيت لحم

« وهذه لك العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود » (لو12:2)
كانت البشارة بالميلاد في الناصرة، لكن الأنبياء كانوا قد تنبأوا أنه في بيت لحم سيولد المسيح (مت4:2-6،مى2:5). فيستخدم الله الإمبراطور الروماني نفسه وهو لا يعلم، لكى عن طريق الأمر بإجراء الاكتتاب <الإحصاء> يصعد يوسف ومريم « من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التى تُدعى بيت لحم » (لو4:2) .

بيت لحم .. يا لها من ذكريات غالية تعيدها علينا هذه القرية. هناك بعد مشقات السفر الطويل، وبعد التعب في ولادة بنيامين، فاضت روح راحيل، وقبرها هناك إلى هذا اليوم. وفى حقول بيت لحم التقطت الأرملة المسكينة راعوث، التى جاءت من بلاد موآب لتحتمى تحت جناحى إله اسرائيل.

وهناك رعى داود الفتى المحتقر من إخوته قطعان الغنم. وهناك أيضاً في مسارح تلك القرية الصغيرة، سمع رعاة بسطاء البشارة الـمُفرحة بولادة المخلـّص.





sama smsma 18 - 06 - 2012 10:58 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
رئيس السلام

ويُدعى اسمه عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام (إش9: 6)

الرب يسوع ـ له كل المجد ـ هو « رئيس السلام ». وقد جاز في هذا العالم المضطرب بكل هدوء. كان على الدوام في حضن أبيه، لذلك لم تستطع الظروف التي قابلها رغم قسوتها أن تُزعجه أو تقلقه. كان بالحق « رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن » بل قد واجه الرفض التام من العالم كله، وامتلأ قلبه بالحزن بسبب قساوة الناس وعدم إيمانهم، لكن رغم ذلك استمر في طريقه ـ طريق المحبة والسلام. لقد كان يتنهد ويتألم من عدم إيمان الإنسان، لكنه في نفس الوقت كان يرفع عينيه نحو السماء. وعندما رفض السامريون إرسالية محبته نظراً لأن وجهه كان مُثبتاً نحو أورشليم، نراه ينحني في خضوع ويمضي إلى قرية أخرى، مُنتهراً تلميذيه يعقوب ويوحنا اللذين طلبا النقمة لأنهما لم يعلما من أي روح هما. وقد ظهر تسليمه وخضوعه أمام الجميع (لو9).

وفي نهاية طريقه، عندما تراكم الحزن على نفسه، وحينما عاين من بعيد أعماق الألم ومرارة الكأس التي سيشربها، نراه يقبل الكأس من يد أبيه. ثم يجتاز وسط العار والاحتقار في تسليم وخضوع تام. وعندما شُتم لم يشتم عوضاً، ولما تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. بل وسط كل هذا ـ بأحقائه المُمنطقة ـ كالخادم الأمين الكامل ـ نراه يفكر في ضربة بطرس الجسدية التي قطعت أذن ملخس عبد رئيس الكهنة، ثم يلمسها ويشفيها، مُصلحاً بهذا العمل اندفاع بطرس المسكين. ثم تستمر عيناه على بطرس، إنه يفكر فيه كمن يحتاج إلى عنايته الخاصة. وفي اللحظة التي صاح فيها الديك التفت إلى بطرس لينبهه إلى المسافة الطويلة التي ابتعدها قلبه عن ربه وسيده. وعندما كان أعداؤه يحاكمونه رغم معرفتهم بأنه بريء، وقف صامتاً أمامهم لأنه كان يسلم لمن يقضي بعدل. لقد كان « مثل إنسان لا يسمع وليس في فمه حُجة » (مز38: 14).

ألا يحكم طريقه هذا ـ الطريق المبارك المُسالم ـ على طرقنا؟ كم من الأمور الزهيدة والطفيفة تجعل قلوبنا تحتد وتتعجل في الغضب. إن دعوتنا أيها الأحباء هي أن نكون مبشرين بالسلام من رئيس السلام، أن نحمل إلى عالم مضطرب وقلق روح السلام والهدوء التي تملأ الشخص الذي ينكر ذاته ويجعل ثقته الكاملة في إلهه.


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:58 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
رئيس كهنة عظيم

لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات (عب7: 26)

لاق بربنا يسوع المسيح أن يكون رئيس كهنة لأسباب ثلاثة يوردها الرسول في كلامه إلى العبرانيين.

أولاً: اعتبار عظمة شخصه وبسبب ما هو عليه في ذاته كابن الإنسان - ابن الله المتجسد - من كمال أدبي فائق، مكتوب « ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة (هذا المركز الشريف) بنفسه، بل المدعو من الله كما هارون أيضاً. كذلك المسيح أيضاً لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك » (عب5: 4،5). إنه لم يسلك طريقاً إلى الكرامة والعظمة لكي يكون أهلاً لأن يشغل مركزاً كهذا. بل إن الله يقولها عنه « أنت ابني » فهو عظيم في شخصه، وهو هناك رئيس كهنة نظراً لعظمته الشخصية وهو الكُفء في ذاته لأن يشغل هذه الوظيفة.

ثانياً: الحالة التي عليها تبوأ المسيح هذا المركز « كما يقول أيضاً في موضع آخر أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق » (عب5: 6). فهو يشغل مركز رئيس كهنة، ليس على مستوى رؤساء الكهنة المأخوذين من الناس الذي ينتهي كهنوتهم بالموت ويرثهم في الكهنوت آخرون، بل يشغل هذا المركز إلى الأبد لأن كهنوت المسيح في السماء مؤسس على خلاص قد كمل فعلاً. على خلاص يرتكز على سفك الدم وعلى البر الكامل. فالمسيح يمارس وظيفة رئيس الكهنة بقوة حياة لا تزول « أنت كاهن إلى الأبد » فهو لا يسود عليه الموت. لقد مات مرة والآن هو حي بقوة حياة القيامة في السماء.

إذاً لنا ربنا يسوع المسيح في عظمة شخصه كابن الله رئيس كهنة عظيم إلى الأبد على رتبة ملكي صادق وليس على رتبة هارون. وهو كاهننا العظيم في حضرة الله نظراً لجلال شخصه العظيم.

ثالثاً: لأنه قد عاش على الأرض حياة إنسانية في كل شيء ما خلا الخطية، واختبر كإنسان مثلنا الألم، وعرف ما هو احتمال التجربة، حتى أنه الآن يمارس، كإنسان أيضاً - كهنوته لأجلنا. لقد تجرَّب في كل شيء، وتعلم الطاعة مما تألم به (عب5: 8). وإذ كُمِّل باجتيازه في كل اختبارات الطاعة والألم على أكمل وجه، تأهل تأهيلاً كاملاً لأن يكون سبب خلاص أبدي لجميع الذين يطيعونه (عب5: 9).


sama smsma 18 - 06 - 2012 10:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
رأس الكنيسة

وهو رأس الجسد الكنيسة. الذي هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شيء (كو1: 18)

في هذا الفصل يُشار إلى ثلاث نواحي، فيها تتميز ثلاث علاقات للرب يسوع المسيح.

أولاً: علاقته في اللاهوت؛ فهو « صورة الله غير المنظور » (ع15). وثانياً: علاقته بالخليقة؛ فهو رأسها « بكر كل خليقة » (ع15). وثالثاً: علاقته بالكنيسة؛ فهو رأسها « بكر من الأموات » (ع18).

وواضح أن كلمة « بكر » يستعملها الروح القدس هنا ليس للدلالة على الأولوية في الترتيب الزمني، بل الأولوية في المركز والمقام، لأنه واضح أن ربنا يسوع ليس هو أول شخص قام من الأموات، لأن العهد القديم يحدثنا عن أشخاص أُقيموا من الأموات، كما أن الرب نفسه وهو على الأرض قبل الصليب أقام أشخاصاً من الأموات. لكن يُقال عنه هنا « بكر من الأموات » بمعنى أنه قاهر الموت وناقض أوجاعه، وغالب القبر وباكورة الخليقة الجديدة.

المسيح رأس كل خليقة، مُبدعها وموجدها. لكن هذه الخليقة أُفسدت بخطية آدم، والأمل الوحيد أمام هذه الخليقة هو عتقها. من أجل ذلك نزل « الفادي » من المجد إلى الأرض الملعونة بالخطية. والناس رفضوه واحتقروه، وهو الابن الكامل الذي بلا خطية، المُبدع والخالق لكل الخليقة. لما رآه الناس قالوا عنه: « هذا هو الوارث، هلم نقتله فيكون لنا الميراث ». وعلى الصليب سمّروه، ومات البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله. لكنه إذ أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا، وبهذه القيامة كان بكراً من الأموات، فإنه بذلك صارت له الأولوية أو التقدم على كل ما عداه في كل شيء .. في الأزل وفي الخليقة وفي الفداء.

في المسيح يحل كل ملء اللاهوت جسدياً. وفيه سُرَّ أن يحل كل الملء، وسُرَّ الله أن يكون المسيح هو المتقدم في كل شيء، وهنا يبرز سؤال مهم وشخصي إلى أبعد الحدود، وهو: هل يحتل المسيح المكان المتقدم على كل شيء في حياتنا؟ أنا وأنت نقرّ ونعترف أنه رأس الكنيسة، لكن هل هو السيد الرأس في دائرة وجودنا، أم أن شخصاً غيره أو شيئاً غيره له الأولوية؟ هل الذات هي المتربعة في قلوبنا، أم المسيح؟ إن المكان الأول ـ المكان المتقدم، من حق الشخص « المتقدم » الذي هو قبل الكل في الخليقة وفي الفداء وفي الأبدية. فلنُعطه هذا المركز لأنه له وحقه الخالص.




sama smsma 18 - 06 - 2012 11:00 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
رجل الأحزان

أما إليكم يا جميع عابري الطريق. تطلعوا وانظروا إن كان حزن مثل حزني الذي صُنع بي، الذي أذلني به الرب يوم حمو غضبه (مرا 1: 12)

تُرى ماذا فعلت الأحزان بذلك الرقيق القلب، صاحب أرق المشاعر؟ فقد خَلت طبيعته المباركة من كل قسوة وصلابة وعنف، ولذا فقد كان إحساسه بالآلام حاداً، وشعوره بها مُرهفاً، واستشعر إلى أقصى حد ما انصب عليه من ازدراء وتحقير. فلقد كان موضوع تفكهه السكارى وأغانيهم، محتقراً ومخذولاً من الناس. كان هدفاً لسخريتهم وازدرائهم. أهانه وهزأ به أولئك الذين كانت مصائبهم ومحنهم موضوع عطفه وحنوه!

كان « كشاة تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه » (إش53: 7) وهو يقول « بذلت ظهري للضاربين، وخديّ للناتفين، ووجهي لم أستر عن العار والبصق » (إش50: 6). وفي مزمور22 نسمعه يصف أعداءه وهو يسكب أحزانه في آذان أبيه « أقوياء باشان » كانوا هناك، « كلاب » أحاطت به، « جماعة من الأشرار » اكتنفته، وكان هناك فم « الأسد » كما كانت أيضاً « قرون بقر الوحش ».

كان هناك الشيطان بكل جبروته، كما كان الإنسان مطيته الطيّعة وأداة شره. وهناك جاء الله أيضاً في دينونته للخطية، والمتألم القدوس مرفوع على الصليب، وقد جُعل خطية وعومل من الله كما استحقت الخطية. تفجرت ينابيع الغمر للدينونة الإلهية، وتفتحت طاقات السماء، وانصبت جامات الغضب واللعنة والنقمة ضد الخطية. غرق في حمأة عميقة وليس مقر. ومثل يونان، وإنما بمعنى روحي أعمق هبط إلى أسافل الجبال ومغاليق الأرض عليه. غمر نادى غمراً عند صوت ميازيب الله، وكل التيارات واللجج طمت عليه، ودخلت المياه إلى نفسه (يو2: 6؛ مز42: 7، 69: 1،2). إلا أن أشد وأقسى الآلام هى ما تضمنته تلك الصرخة التي عصرت قلبه عصراً في نهاية ساعات الظلمة « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » (مت27: 46). عندئذ هُزمت كل جحافل الشر، والشيطان كرئيس هذا العالم وإله هذا الدهر فضح أمره وأُبيدت قوته إلى الأبد. وظهر الإنسان في طبيعته الساقطة غير قابل للإصلاح والتقويم، مُضمراً لله كل بغض في الباطن. وتبين الله في كمال صلاحه ومحبته إزاء الإنسان رغم ما قوبل به من عداوة.



ماكنتوش


sama smsma 18 - 06 - 2012 11:02 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
رجل الأوجاع

« رجل أوجاع ومُختبر الـحَزَن » (إش3:53)
يَرِد عن المسيح في خلال حياته على هذه الأرض الـمُتعبة « فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر » (يو6:4) . تفكروا في الرب نفسه، وهو رب المجد، يجلس مُتعباً على البئر، عطشان يسأل رشفة ماء في هذا العالم الذي كُوّن به ولم يعرفه !!

لقد كان له المجد، مهما كانت الكُلفة على نفسه، إعلاناً عن محبة الله للإنسان. وإني أسجد تعبداً للمحبة التي قادته لأن يُجعل خطية لأجلى - تلك المحبة التي دفعته لأن يتحمل كل تلك الآلام، وما آعمق الدروس التي نتعلمها من هذه الآلام.

ماذا أتوقع من أصدقائي إذا دخلت في تجربة؟ على الأقل أتوقع أن لا يتركوني. لكن جميعهم تركوه وهربوا. وماذا أتوقع من الجالس على كرسي العدالة؟ أتوقع أن يحمى البريء. وبيلاطس يغسل يديه من دمه، ويسلمه، ويا للعجب، للشعب! وماذا أتوقع من الكاهن؟ أتوقع أن يترفق بالجهّال والضالين. لكنهم ازدادوا تحريضاً للشعب على أن يصرخوا قائلين « خُذه. اصلبه ». كل واحد كان يقاوم ما هو حق، وذلك الإنسان وحده لم يكن فقط في طريق الحق، بل بمحبة إلهية سلك الطريق كلها.

أوجاعه، ينبغي أن تكون أبداً وعلى الدوام، أغواراً نتفرّس فيها بكل احترام وخشوع. هذا التأمل العميق يرفـّع نعمة الرب يسوع أمام النفس ويولـِّد فيها الإحساس بأن هذا المتألم هو ابن الله الكامل.

انتظر رقة فلم تكن، معزين فلم يجد. جُرِّب وامتُحن للغاية، إلى أقصى الحدود، وحيداً منفرداً، مُصلياً في اكتئاب عميق، وليس مَنْ يرثى له غير مريم التي من بيت عنيا - هي وحدها دون الباقين، مع أنه هو قد رثى لجميعهم.

ليس إنسان منا يستطيع أن يسبر أغوار هذه الحقيقة، أن ذاك الذي هو في حضن الآب، يجد نفسه، كإنسان متروكاً من الله.

وعلى قياس معرفته بأنه القدوس، على هذا القياس عينه أستشعر معنى أن يُجعل خطية أمام الله. وعلى قياس معرفته بمحبة الله، على هذا القياس عينه أحِس بمعنى أن يكون متروكاً من الله.

هو القيامة والحياة. ويا للعجب، وهو كذلك في هذا العالم كمَنْ بيده مغاليق الموت، نراه يخطو بنفسه إلى ما داخل الموت لأجلنا!! لقد اشترانا بأغلى ثمن دون أن يفرّط فينا.




sama smsma 18 - 06 - 2012 11:03 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
رفع ابن الإنسان

كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان (يو3: 14)

قال المسيح هذه العبارة وما يشبهها ثلاث في إنجيل يوحنا. هنا، وفي يوحنا 8: 28؛ ثم في يوحنا 12: 32. وفي المرات الثلاث ارتبطت بلقب « ابن الإنسان ». والمرة الأولى كانت في بداية خدمته، والمرة الثانية في منتصف الخدمة، والمرة الثالثة في نهايتها، فالصليب، حيث رفع المسيح، كان دائماً ماثلاً أمام عينيه.

في المرة الأولى أعلن الرب هذا الإعلان لرجل باحث عن الحق (نيقوديموس)، والمرة الثانية قاله لجماعة من الفريسيين غير المؤمنين، والمرة الثالثة ردده على مسامع أناس من اليونانيين كانوا قد أتوا في العيد ليسجدوا. فالصليب هو أعظم حقيقة على جميع البشر مواجهتها، وسيؤثر فيهم حتماً إن سلبياً أو إيجابياً.

لقد كان الصليب حتمية، ينبغي أن يرفع المسيح عليه، لكي يتم فداؤنا من لعنة الناموس ومن لعنة الخطية (قارن غل3: 13). فإن كان لمطالب عرش الله أن تواجه، ولعدالته أن تكتفي، كان يلزم أن يدان شخص خالٍ من الخطية بديلاً عن الخطاة. لكن الصليب فيه أكثر من مجرد جانب البر الحتمي (ع14)، إنه إعلان للمحبة الإلهية (ع16). وإذا كان بر الله جعل موضوع الكفارة حتمياً، فإن محبة الله جعلته ممكناً.

لقد أصر اليهود الأشرار لا على موت المسيح فقط، بل وموته مصلوباً (يو8: 28)، ذلك لأنهم - في شر قلوبهم - أرادوا أن يميتوه ميتة اللعنة والعار. لكن هذه الميتة عينها، رغم قسوتها وبشاعتها، كانت الوسيلة لرفع المسيح وتمجيده (يو12: 31-33). كيف لا وفيها جرد المسيح الرياسات والسلاطين، وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم في الصليب. لقد استجمع الشيطان كل قواه، وضرب ضربته، فكانت الضربة القاضية، لكن عليه هو لا على المسيح! ولقد أراد الأشرار أن يقتلوه لكي لا يذهب الجميع وراءه (يو11: 48)، لكنه عندما رُفع ومات، استطاع بمحبته أن يجذب إليه الجميع!

إن الصليب الذي يبدو للعين البشرية هزيمة، هو في حقيقة الأمر النُصرة عينها، ففيه حصَّل الله مجداً، وفيه هُزم الشيطان، وفيه تصالح الإنسان. فلا عجب أن المسيح بعد أن قال « الآن تمجد ابن الإنسان »، أردف قائلاً: « وأنا إن ارتفعت عن الأرض »!



sama smsma 18 - 06 - 2012 11:29 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
ساعة الإنسان وسلطان الظلمة

إذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا عليَّ الأيادي. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة (لو22: 53)

منذ اللحظة الأولى للسقوط حتى تلك الساعة، كان الله يعمل على صد تيار شر الإنسان وقمعه بيده الرادعة، وكانت الرحمة قبلاً تحول دون تنفيذ الإنسان لكل أفكار قلبه. لكن ها قد أتت ساعة الإنسان وسلطان الظلمة، ورُفع الحاجز، وفُتحت الأبواب على مصاريعها لتُتيح لطبيعة الإنسان الشريرة أن تسير في طريقها إلى النهاية. ولأول مرة في حالته الساقطة يشعر الإنسان بالتحرر من قبضة الله الكابحة. فماذا أفادته حريته؟ لقد ألقت به حريته في أحضان الشيطان إلى أقصى حد.

لقد أدهش حقد اليهود الحاكم الوثني، وكان تردد بيلاطس وجُبنه مثار تعجب العالم. وفي يهوذا الخائن لسيده يتمثل غدر الطبيعة البشرية ونذالتها حتى أن الإنسان الذي يحترم نفسه، يستفظع هذا العمل ويستهجنه. لقد كان العمل كريهاً وشائناً.

كانت هناك جميع أجناس البشر، وقد امتلأت قلوب الجميع عداوة وبُغضاً للمتألم المتواضع. فهوذا بيلاطس يعرضه لإهانة الجلْد، في حين أنه اضطر أن يعترف بأنه لم يجد فيه علة البتة. وهيرودس مع جُنده احتقروه وتوّجوه بالشوك وكانوا يسجدون له جاثين على ركبهم سخرية به. والكهنة الذين عملهم الشفاعة في الشعب يحاكمونه بل ويتهمونه متعللين بالناموس الذي أكرمه وأعلى شأنه. آثروا لصاً على مَنْ كان بحنان مفرط يغدق على الناس إحسانات لا عهد لهم بها. وفضّلوا قاتلاً على رئيس الحياة. وفي مقابل الخبز الذي أطعمهم أياه، جازوه بصفعات. وعن شفاء مرضاهم، أثابوه بالموت صلباً على الخشبة. وعن كلمات النعمة الخارجة من فمه، كدسوا أناثيمات على رأسه المكلل بالأشواك.

في تلك « الساعة » كانت دار رئيس الكهنة تعج بالأرواح الشريرة، فهناك كان مجلس الشيطان منعقداً. كانت تسيطر على البشر قوة لا يعلمون من أمرها شيئاً، كانوا قد طرحوا الله بعيداً عنهم، الله الذي كان حتى ذلك الوقت كابحاً لجماحهم من أجل خيرهم، وها هم تحت سلطان تلك القوات الشريرة يندفعون في رعونة وتهور إلى مهاوي الهلاك. لم يَعُد يروي غليلهم إلا إذلال وتعذيب وموت ذاك الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس.


اسمُ يسوعَ قد سما
وقد عَلا وفاق بالعارِ والموتِ الذي
بالنعمةِ قد ذاق

sama smsma 18 - 06 - 2012 11:31 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
سُبُل البر

الرب راعيَّ ... يرُّد نفسي. يهديني إلى سُبل البر من أجل اسمه (مز23: 1-3)

إن كلمة « سُبل البر » تحمل في معناها طرقاً محددة تحديداً واضحاً حتى لا يمكن إخطاءها. وهذا يعود بأفكارنا في الحال إلى السُبل التي سار فيها ربنا « في أيام جسده » وموضحة في الأناجيل الأربعة، حتى أنه لا عذر لنا إن كنا نفشل في « اتباع آثاره ». ولنتأمل قليلاً في بعض هذه السُبل التي سار فيها راعينا الصالح والتي فيها يريد أن يقود خرافه!

سبيل المحبة: لم يسلك أحد في هذا السبيل كما سلك هو، وكل المميزات العُظمى للمحبة الموضحة في 1كورنثوس13 اتحدت فيه اتحاداً تاماً. فصلاته على الصليب « يا أبتاه اغفر لهم » (لو23: 34) برهنت على محبته لأعدائه كما لتلاميذه. لذلك يجب علينا أن نسلك في هذا السبيل عينه بإظهار محبة المسيح، لا إلى إخوتنا المؤمنين فقط، بل إلى جميع الناس أيضاً.

سبيل الاتضاع: كان اتضاع الرب كمحبته كاملاً، ففي كل عمل قام به، وفي كل خطوة سارها، أظهر أنه هو الاتضاع المجسَّم، ولا يمكن لإدراكنا القاصر أن يدرك إدراكاً كاملاً ما في هاتين الكلمتين « أخلى نفسه » (في2: 7) من معنى. إن اتضاعه أعلن عظمته، ويا ليتنا نتذكر دائماً أن التواضع هو العظمة الحقيقية وأن الرجل العظيم بالحقيقة هو الشخص المتضع والغافل عن عظمته.

سبيل الطاعة: كان الرب يسوع دائماً مُطيعاً لمشيئة أبيه. والعبارة المذكورة في عبرانيين5: 8 « مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به » لا تعني أنه بدون هذه الآلام لم يكن مطيعاً، بل لكونه مخلص الخطاة كانت هذه الآلام مُحتّمة عليه، وعلى ذلك كان ضرورياً أن تقوده في سبيل الطاعة الكاملة. ويا ليتنا نسلك كما سلك هو متذكرين دائماً أن الطاعة هي طريق البركة.

سبيل إنكار الذات: « المسيح أيضاً لم يُرضِ نفسه » (رو15: 3). فهو لم يفكر قط في إرضاء نفسه، ولكنه كان دائماً مشغولاً بالآخرين ومفكراً في إسعادهم وراحتهم وخيرهم، حتى في بستان جثسيماني صلى ثلاث مرات أن تعبر عنه الكأس. فقد عاش، له المجد، عيشة خالية من محبة الذات، لذلك لا تعترينا الدهشة إن كنا نراه يملأ بالبركة كل يد تمتد بالحاجة إليه.

هذه هي بعض السُبل التي سار فيها ربنا المبارك ويُسّر أن يهدينا إليها « من أجل اسمه » حتى يعلن مجده ويُعلي اسمه.




sama smsma 18 - 06 - 2012 11:32 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
سبى سبياً

إذ صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا » (أف8:4)
أول ما يَرِد هذا التعبير في الكتاب، نجده في قضاة 12:5. والملاحظة التي أشار إليها كاتب معروف جديرة منا بالاحترام « مَنْ لا يرى المسيح في كل جزء من العهد القديم، فإنه لا يراه في أي مكان آخر ».

هذا التعبير « اسبِ سبيك » يخاطب به باراق. يقول النص « استيقظي استيقظي يا دبورة ، استيقظي استيقظي وتكلمي بنشيد: قـُم يا باراق، واسبِ سبيك يا ابن أبينوعم ». فبعد الانتصار على سيسرا، وضع الروح القدس هذا النشيد في شفاه دبورة وباراق، فسطرا كلماتهما التي نرى فيها استرجاع وتذكر لحالة إسرائيل الأولى ثم اجتماع الشعب وقيام الحرب. والكلمات التي تسترعى انتباهنا تأخذ صفة التحريض للحرب لتدفع باراق لكي يحارب ويضع يده على تلك القوة التي جعلت إسرائيل مسبياً.

ونقرأ في مزمور18:68
» صعدت إلى العلاء، سبيت سبياً، قبلت عطايا بين الناس وأيضاً المتمردين للسكن أيها الرب الإله ». هنا نجد المعركة قد انتهت (انظر ع1، 2، 12) ولكن لا نجد هذه الكلمات تأخذ صورة التحريض، كما وردت في سفر القضاة، بل الوصف. فهو يصف انتصار المعركة في صعود المسيح كإنسان. ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك: إنه سبى قوة العدو - هذا العدو الذي أفسد كل شيء، ومنح البركة للمتمردين؛ إسرائيل المتمرد حتى يمكن ليهوه « الوهيم » أن يسكن بينهم.

إن القوة الإلهية للروح التي عملت في دبورة وباراق وعملت بواسطتهما لهزيمة أعداء شعب الله، إنما كانت رمزاً وظلاً للقوة الإلهية التي استُعلنت في المسيح وبواسطته في معركته مع قوة الشيطان عند موته على الصليب (قارن كولوسى15:2) .

ولذلك فإذا عُدنا إلى أفسس حيث تَرِد آخر إشارة لهذا التعبير « سبى سبيا » فإنها تُرينا معركة المسيح ونُصرته وغلبته على كل قوة إبليس. فقد جعل كل قوة إبليس عدونا، التي سبتنا وهزمتنا، كَلا شيء، هو الآن ينتظر إجراء القضاء عليه (رؤ1:20، 2، 10).

وليس ذلك فحسب، ولكننا قد تحررنا من سبينا (عب14:2، 15) وأتى بنا إلى التمتع بالثمار الحاضرة لنُصرة المسيح وذلك بالعطايا الممنوحة بالمسيح الصاعد والمنتصر
(أف7:4-14) .




sama smsma 18 - 06 - 2012 11:35 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
سر النجاح

طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ... لكن في ناموس الرب مسرته (مز1: 1،2)

يتكون المزمور الأول من ستة أعداد قصيرة، ولكنها عميقة وتعلمنا دروساً خطيرة:

(ع1) الانفصال السلبي: فعلى التقي أن يأخذ قراراً سلبياً، إذ يُقال عنه « لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس ». وسواء كنا نتحدث عن العصر الحاضر، أو العصور الماضية، فإن المبدأ يظل ثابتاً. وهذه هي البداية الحقيقية للحياة التقوية (دا 1: 8)؛ عيشة الانفصال عن كل الدنس المُحيط بنا: سواء في العمل أو المجتمع أو في مجال الدراسة.

(ع2) التأمل الإيجابي: وهنا نجد السرور الإيجابي بناموس الرب، وهو ليس مجرد الوصايا العشر، بل كل الكتب المقدسة. فبالنسبة لنا عبارة « ناموس الرب » تسري على كل الكتاب. وكل تقي عليه أن يُشكل حياته ويصوغها بحسب هذه الكلمة النافعة البناءة (2تي3: 16،17).

وما أحلى مبدأ الطاعة لكلمة الله، نقرأ في سفر يشوع « بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه » (يش1: 8). هذه أقوال الله موجهة ليشوع في وقت حساس، عند الدخول الفعلي لشعب الله إلى أرض الموعد. فينصح الرب يشوع لكي يهب ذاته تماماً لقراءة وطاعة كلمته.

(ع3) النتيجة: الإثمار والنجاح: فالنتيجة الطبيعية للانفصال، والتأمل المستمر في كلمة الله هي الإثمار. نظير الشجرة المغروسة عند مجاري المياه والتي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل. وهكذا المؤمن الذي ينهل باستمرار من كلمة الله، كل ما يصنعه ينجح « لأنك حينئذ تُصلح طريقك وحينئذ تفلح » (يش1: 8).

(ع4ـ6) والنقيض؟ الدمار! القسم الثاني من المزمور هو تحذير للأشرار الذين « ليسوا كذلك ». أولئك الرافضين لكلمة الله، والسائرين وراء إرادتهم الذاتية. وعلى الرغم من أن لهم صورة الثبات والغنى والقوة حالياً (مز73: 3-12)، إلا أنهم سرعان ما سيسقطون كالعصافة (التبن أو القش).

وواضح جداً أن هذا المزمور ينطبق أساساً انطباقاً كاملاً وتاماً على شخص الرب يسوع المسيح، الذي ولد وعاش وكان « التقي » الحقيقي على هذه الأرض. وفي حياته الكاملة ظهرت بوضوح تام ثلاثية: الانفصال، التأمل في كلمة الله، والإثمار.



دوجلاس هاي هو


sama smsma 18 - 06 - 2012 11:36 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
سيف العدل الرهيب

« استيقظ يا سيف على راعىَّ ... اضرب الذي » (زك7:13)
رهيبة نواحي دينونات الله حقاً! ولنا الشهادة فهي الطوفان، وفى سدوم وعمورة. ولكن ما هذه مجتمعة بالمقارنة مع دينونة الخطية فهي الجلجثة!! فالأجواء الـمُعتمة، والصخور المنشقة، والزلزلة فهي هزاتها، والأموات القائمون: كل أولئك يشهدون أن « رئيس الحياة » مقتول، وأن « القدوس البار » منكور! وأن « الرجل الذهبي قد تبرهن من قِبَل الله » أخذه الأثمة وبأيديهم الأثيمة صلبوه وقتلوه، وأن البار يُسلم ويُقتل! كان هو النور، لكنه حين مات تعلق فهي الظلمة. كان هو الحياة لكنه « سكب للموت نفسه ». كان هو صخر الدهور، لكنه غاص فهي مياه غامرة، غطاه طوفان وطوفان.

كان هو الله الظاهر فهي الجسد - يهوه يسوع - لكنه مات موت المجرمين. كان الأسد الخارج من سبط يهوذا، إلا أنه « كشاة سيق إلى الذبح ». كان مُعلماً بين ربوة وكله مشتهيات، لكنه لأجلنا كان « لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه »!

كان هو القديم الأيام، ومع ذلك قُطع « فهي نصف أيامه ». كان رئيس السلام، لكنه إلى الصليب مضى حيث أعنف صراع وكفاح. كان أبا الأبدية، لكنه صار طفلاً فهي مذود بيت لحم. كان هو الله القدير، لكنه صار إنساناً « وصُلب من ضعف »!

هو حامل كل الأشياء بكلمة قدرته، لكنه فهي جثسيمانى جاءه ملاك ليقويه. كان صورة الله غير المنظور، لكن « كان منظره كذا مُفسداً أكثر من الرجل ». فيه حلّ كل ملء اللاهوت جسدياً، غير أنه أخذ صورة عبد وصار فهي شبه الناس. قال فكان وأمر فصار، لكنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت!

هذه الأسرار العجيبة ليس فهي مقدورنا أن ندركها. إن « سماء السماوات » لا تسعه، ومع ذلك جاء ليسكن معنا ويمكث « المسيح فيكم رجاء المجد ».

إن جلال آلام ذاك الذهبي مات ليفتدينا لتزيد من عجبنا كلما أمعنا النظر فهي نعمته الترابي لا شبيه بها، سيدنا العظيم الذهبي نزل بهذا المقدار حتى يخلصنا. وفى كلمته نقرأ ما كان وما صار، من أجل المحبة العظيمة الترابي بها أحب نفوسنا.




sama smsma 18 - 06 - 2012 11:37 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
شجرة في مارة!!

فجاءوا إلى مارة. ولم يقدروا أن يشربوا ماء من مارة لأنه مُر ... فأراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا (خر15: 23ـ25)

شجرة في مارة؟ يا للعجب! هل في صحراء جرداء وبجوار مياه مُرّة قاتلة يمكن أن تكون هناك شجرة؟! ألا تحتاج الشجرة الطبيعية لتربة أرضية صالحة تمد فيها جذورها؟ وألا تحتاج لمياه صالحة تروي بها حياتها؟ فكيف وُجدت وعاشت حيث لا تربة ولا مياه؟

لا تفسير لهذا إلا أن هذه الشجرة ليست من الأشجار الطبيعية التي نعرفها، فهي لا تحتاج للارض لتمد فيها جذوراً، إذ أن جذورها في السماء. ولا تحتاج لمياه من أسفل لتروي حياتها، إذ أن ارتواءها ينبع من فوق. نعم، فهذه الشجرة ليست سوى رمز لحياة واحدة فريدة ظهرت على الأرض من ألفي عام. حياة وُلدت وعاشت في كل ما هو مُغاير لطبيعتها، فلقد كان صاحبها طوال الوقت مُهان النفس (لا إكرام)، مكروه الأمة (لا حُب)، عبد المتسلطين ( لا تقدير). لقد قال عنه النبي واصفاً نظرة الله لحياته بالمقابلة مع مَنْ حوله بالقول « نبت قدامه كفرْخ، وكعرق من أرض يابسة ». ومع هذا إذا تأملت هذه الحياة ستجدها دائماً مزدهرة مُثمرة كشجرة مورقة تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل، بل كل ما تصنعه ينجح.

لقد عاشت هذه الحياة على الأرض، لكنها كانت مستقلة تماماً عن إمدادات الأرض؛ لقد كان ينهل من نبع سماوي يرويه فلم يذبل أو يضعف أبداً ... هذه هي حياة المسيح المورقة المُثمرة البديعة، والتي يريدنا الله أن نحوّل أعيننا إليها عندما نكون في مارة، فنرى أن ظروفه كانت أقسى جداً من ظروفنا. فقد كان رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن، ومع هذا لا تجده يوماً واحداً فقد فيه فرحه أو سلامه، ذلك لأنه كان ينهل يومياً بل وفي كل حين من نبع لا ينضب في السماء.

ولكن هل تُقطع تلك الشجرة وهي الوحيدة في هذه الصحراء الجرداء؟ هل تُقطع الشجرة التي أورقت وأثمرت وأينعت بدون تربة أو مياه؟ نعم تُقطع « يُقطع المسيح وليس له » (دا 9: 26)، تُقطع لكي تُصلح المياه فترُوى وتنبت غيرها ملايين الأشجار. وكأن الله يريد أن يقول للمؤمن في مارة؛ إني أريدك أن تتغلغل في معنى موت المسيح على الصليب، بل تحمل ذات الصليب. انظر إليه قبل الصليب وهو يصلي: « يا أبتاه ... لتكن مشيئتك »، هذا هو الخضوع في قمة استعلانه في حياة الإنسان.



sama smsma 18 - 06 - 2012 11:38 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
صُرة المر

صُرة المر حبيبي لي بين ثدييّ يبيت (نش1: 13)

إن في وصف العريس بأنه « صُرة المر » إشارة إلى أنه « رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن » (إش53: 3). نعم لقد كان سيدنا وربنا يسوع رجل الآلام في حياته وفي مماته، وللمُر علاقة به من بدء حياته وإلى ختامها، فبعد ولادته أتى المجوس مُقدمين له الهدايا ومن بينها المُر، وعند الصليب أعطوه خلاً ممزوجاً بمرار ليشرب، ولما ذاق لم يُرِد أن يشرب. وما أعمق هذا التعبير « صُرة المر »، فكأن كل أنواع الآلام والأحزان قد اختبرها ـ تبارك اسمه ـ في حياته وفي موته أيضاً « مُجرباً في كل شيء مثلنا بلا خطية » (عب4: 15). والعروس قد أدركت هذه الحقيقة فزادها ذلك تعلقاً به لذا تقول عنه « صُرة المُر حبيبي لي » أي أن هذا الحبيب هو حبيبها وهي قد امتلكته.

قد يحسب الغير ذلك مُغالاة منها، ولكنها لا تبالي، بل بجرأة مقدسة تقول: « حبيبي لي » وما دام لي وأنا قد امتلكته فإني سأحتفظ به كصُرة المُر ولا أجد مكاناً يليق له لأضعه فيه سوى قلبي وأحشائي لذا:

« بين ثدييّ يبيت » ..

هذا هو المكان الوحيد اللائق له والذي يلذ له أن أضعه فيه. إن كلمة « يبيت » تعني « يستريح كل الليل ». وهل يستطيع الرب يسوع رجل الآلام أن يجد راحته في ليل هذا العالم المُظلم إلا في قلب المؤمنين؟ وهل هناك سعادة تعادل النفس التي يجد المسيح راحته في أحشائها « ليحُّل المسيح بالإيمان في قلوبكم » (أف3: 17). ولا يوجد أثمن من هذا الاختبار ـ أعني التمتع بحلول المسيح ـ صُرة المُر أو بالحري يسوع المرفوض من العالم ـ في قلوبنا. والقلب « منه مخارج الحياة ». فمتى ملأ المسيح قلوبنا فلا بد أن يهيمن على كياننا بجملته فتصبح إرادته إرادتنا ونظراته نظراتنا. هو يرى ويتكلم ويسمع فينا، أو بالحري « نحيا لا نحن بل المسيح يحيا فينا ». فهلا نفتح قلوبنا ونسلمها له ليبيت فيها؟

إنه تبارك اسمه لن يرضى بأقل من ذلك « يا ابني أعطني قلبك ». فمهما حاولنا أن نعطيه أثمن ما لدينا فهو لا يرضى بغير القلب، فالقلب وليس سواه هو مكان راحته وهناك يبيت.




sama smsma 18 - 06 - 2012 11:39 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
صرخة الألم

إلهي إلهي: لماذا تركتني؟ (مز22: 1)

يلفت النظر أن العبارة الرابعة من فوق الصليب، بخلاف باقي عبارات المسيح من هناك، سُجلت بذات النطق الذي خرج من فم المسيح، أي باللغة الأرامية، ثم بعد ذلك ذكر لنا البشيران، متى ومرقس، معناها باليوناني، ومنها تُرجمت إلي لغات العالم. وكأن الروح القدس أراد أن تخلد الأجيال والأبدية تلك الصرخة بذات الألفاظ التي خرجت من فم البار المتألم، والتي نطق بها من عمق أعماق الألم.

في هذه الساعات كان المسيح منفرداً تماماً ومتروكاً، لا من تلاميذه ومعارفه فقط، بل من الله أيضاً. وهي لحظات لا نظير لها في كل الزمان بل والسرمدية. وفي تلك الكلمات التي نطق بها المسيح نجد أحزان العالم كله مركزة في صرخة واحدة، هي عن يقين أرهب الكلمات المسجلة في كل الكتاب، بل وأكثر صرخة محمّلة بالرعب والأسى في عالم الخطية والأحزان الذي طالما تصاعدت منه صرخات الهلع والفزع.

تفتتح تلك الصرخة الرهيبة بعبارة « إيلي »، وهي اسم من أسماء الجلالة بالعبري، ويعني القوي. ونحن نعلم من أماكن أخرى في الكتاب أن الله في الدينونة قوي (رؤ18: 8). وهنا أيضاً، لما وضع الآثام على ابنه الحبيب، ولما جعله خطية، كان أيضاً قوياً يوم حمو غضبه (مرا1: 12، نا1: 6).

ما الذي حدث في تلك الساعات الرهيبة؟ لا أحد يستطيع أن يعرف، ولا حتى في الأبدية سنعرف. لا يوجد سوى الله والرب يسوع المسيح هما اللذان يعرفان حدود الكلفة الرهيبة العظيمة التي تكلفها المسيح على الصليب والذي يعبر عنها الرب يسوع بهذه الكلمات. ونحن في تلك الساعات التي تُرك فيها المسيح من الله لا نسمع سوى الصمت، ولا نرى سوى الظلام! فماذا بوسعنا أن ندرك؟ على أنه بعد مرور ساعات الظلام نسمع صرخة تخرج من تلك الغرفة المغلفة بالأسرار، إنها صرخة ربنا المعبود يسوع قائلاً « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ».


من الله قد تُركتَ
وسطَ ساعاتِ الظلام كلَ ديننا وفيتَ
ومنحتنا السلام

sama smsma 18 - 06 - 2012 11:40 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
صفنات فعنيح

ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح وأعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أُون زوجة .... ووُلد ليوسف ابنان قبل أن تأتي سنة الجوع (تك41: 45،50)

جعل فرعون ليوسف اسماً جديداً يترجمه البعض بلغة الفراعنة « مخلص العالم »، كما يترجمه معلمو اليهود بالعبرية « مُعلن الأسرار » ... وفي سبع سنوات الشبع ـ وهي سنوات النعمة ـ أثمرت الأرض من جمع الحصاد الوفير للحقول. والحاصد نال أجرته، وجمع ثمراً للحياة القادمة عندما تتخذ المجاعة طريقها في الأرض. كما أن يوسف أيضاً تزوج بامرأة في الأرض التي كان مرفوضاً فيها، وولدت له امرأته بنين؛ بكره « منسى » ومعناه « النسيان » والثاني « أفرايم » والذي يحمل اسمه معنى « مُثمر ». فهو قد نسى تعبه وبيت أبيه، وأصبح مُثمراً في أرض المذلة.

وعندما نرجع إلى إنجيل يوحنا4، نقرأ عن بداية خدمة الرب العلنية، ونجد خروجه إلى السامرة وهو في عمر الثلاثين مُحمَلاً بإرسالية النعمة (قارن تك41: 46). « ترك اليهودية »، حيث ترك خاصته الذين أتى لأجلهم، إذ كان مرفوضاً منهم. لقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله، فاجتاز بالنعمة إلى السامرة النجسة أدبياً، إذ « أُعطِي سلطاناً على كل ذي جسد »، و« كل شيء قد دُفع إليه من أبيه ».

ولقد كان كلام الرب مع السامرية نوراً لقلبها حتى قالت: « يا سيد أرى أنك نبي ». لكن الرب كان أعظم من نبي؛ كان هو « النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان (يضيء أمام كل إنسان فيكشف حقيقته) » وقالت السامرية أيضاً « هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح؟ » (يو4: 29).

إنه يبرهن بنفسه أنه مُعلن الأسرار الحقيقي. إنه ذاك الذي أخبر الخاطئة بكل ما فعلت. لقد نسى تعبه، ومشقة السفر المُضني في يوم قيظ ساخن، حتى جلس على جانب البئر. إنه الغصن المُثمر جداً الذي يُظلل. لقد نسى عطشه وجوعه أيضاً، وانتعش بأن يأكل من الطعام الذي لم يعرفه التلاميذ. لقد نسى أيضاً بيت أبيه. وفي أرض مذلته كان مُثمراً جداً. لقد وجد المرأة السامرية، لأنه أتى ليطلب ويخلص ما قد هلك. وفعلاً كان مع المرأة السامرية « مُعلن الأسرار » كما كان في تقدير السامريين « مخلص العالم ». لقد آمن كثيرون من السامريين به « وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم ».

نعم، إنه « صفنات فعنيح » الحقيقي، الآن كما كان وقتئذ.



الساعة الآن 05:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025