منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأب بطرس القس



تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في الخامس من برمهات.
قضى هذا الأب حياته كلها صائمًا، يحب الوحدة والهدوء، دائم الصلاة نهارًا وليلًا، قلبه متسع حبًا للجميع، فوهبه الله عطية شفاء المرضى إذ كان يصلي على الماء والزيت ويستخدمهما في الشفاء باسم ربنا يسوع؛ كما نال عطية معرفة الغيب.
سيم كاهنًا بعد تمّنع شديد، لكنه ما أن سيم حتى صار يرفع القرابين يوميًا، فأحبه الشعب جدًا، وكان يثق في صلواته، ويشعر أنه سرّ بركتهم.اهتم أن يصالح كل المتخاصمين بروح الاتضاع لتعيش الكنيسة كلها بروح الوحدة والسلام. في أثناء صلاته ظهر له القديس بطرس الرسول، يقول له: "السلام لك يا من حفظت الكهنوت بلا عيب. السلام لك يا من صلواته وقداسته قد صعدت كرائحة طيبة عطرة". إذ خاف القديس وفزع، قال له: "أنا بطرس الرسول، لا تخف ولا تجزع، فقد أرسلني الرب لأعزيك وأخبرك أنك تنتقل من أتعاب هذا العالم إلى الملكوت الأبدي". فرح القديس بهذه الرؤيا وتنيح بسلام.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بطرس بلسم



هو مواطن فلسطيني من مدينة اليوثيربوليس Eleutheropolis، استشهد في أيام مكسيميانوس بعد دخوله في حوار مع والي المقاطعة ساويرس Severus ؛ في هذا الحوار أوضح أن اسمه بلسم Balsam، وفي المعمودية "بطرس"، كما أبرز اعتزازه بالإيمان غير مبالٍ بالآلام أو المتاعب التي تحلّ به من أجل السيد المسيح. كان في حديثه مع الوالي لا يدافع عن نفسه إنما يكشف له عن الحق، ويكرز له بإخلاص. أمر الوالي بتمزيق جسده بالهنبازين، وإذ سأله الوالي قبل تعذيبه إن كان يتراجع أعلن أنه لن يعصي مسيحه. وإذ بدأت العذابات لم يئن بل صار يرتل متهللًا بكلمات النبي: "واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي. كأس الخلاص آخذ، وباسم الرب أدعو". صار الدم يسيل منه، وكان الجلادون يصرخون: "أطع الأباطرة؛ قدم ذبيحة فتخلص نفسك من الآلام". أما هو فكان يقول: "أتحسبون هذه آلامًا؟! إني لا أشعر بألم، لكنني أعلم تمامًا أنني إن جحدت إلهي أدخل في آلام حقيقية لا توصف". وإذ فشلت كل حيل الوالي ساويرس حكم على بطرس بتسميره على صليب، وهكذا أنهى القديس جهاده بنصرة بالرب على الصليب، في 3 يناير 311 م.

Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:32 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بطرس خريسولوغوس الأسقف



تعتز الكنيسة الغربية بالأب خريسولوغوس (صاحب الكلمات الذهبية) Peter Chrysologus أسقف رافينا، الذي تنيح في 4 ديسمبر (حوالي 450 م).
نشأ في بلدة Imola، شرق إميليا Emilia كان ذا ثقافة عالية فسامه أسقف المدينة كرنيليوس شماسًا، وكان يحبه فجعله تلميذًا خاصًا به. ولما تنيح رئيس أساقفة رافينا حوالي سنة 433 م ذهب الأسقف كرنيليوس إلى روما ومعه وفد وفي ملازمتهم الشماس بطرس يحملون ترشيحًا معينًا، لكن أسقف روما سكستوس الثالث قال لهم إنه رأى في الليلة السابقة كأن القديسين بطرس وأبوليناروس أسقف رافينا الأول والشهيد يطلبان سيامة هذا الشماس أسقفًا. وقد تمت السيامة التي قابلها أهل رافينا بفتور شديد بل وباحتجاج.
نطق بعظة أمام الإمبراطورة غالا بلاسيديا والدة فالنتينان الثالث، أُعجبت بها وصار موضع تقدير الحكام، وكانت الإمبراطورة تسنده في الإنفاق على مشاريعه.
اهتم بالكرازة بين الوثنيين، كما كتب رسالة إلى أوطيخا سنة 449 الذي أنكر حقيقة ناسوت المسيح، حاسبًا أن اللاهوت قد ابتلع الناسوت، وأن السيد المسيح يحمل طبيعة واحدة هي الطبيعة اللاهوتية. توجد مجموعة كبيرة من العظات تُنسب له، لكن أكثر أعماله مفقودة.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:36 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا بطرس مطران الحبشة



في القرن العاشر الميلادي إذ سيم الأنبا قزمان الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية (58) كانت العلاقات بين الكنيسة القبطية الأم والكنيسة الإثيوبية فاترة لمدة أكثر من قرن بسبب الظروف القاسية التي عاشتها الكنيسة القبطية. أرسل ملك إثيوبيا إلى البابا يسأله سرعة سيامة مطران على إثيوبيا لأنه قد شاخ ويودّ أن يترك ابنيه تحت وصاية مطران حكيم. وبالفعل قام بسيامة الراهب بطرس مطرانًا على إثيوبيا، وكان رجلًا حكيمًا ومتزنًا.
استقبله الملك والشعب بحفاوة عظيمة. وبعد أسابيع قليلة مات الملك الشيخ ليترك ابنيه الصغيرين بين يدي المطران كوصي، راجيًا إياه أن يهتم بتربيتهما، وأن يختار من يصلح منهم للمُلك. إذ بلغ الصغير سن الرشد رأى الأنبا بطرس فيه إنسانًا قادرًا على احتمال المسئولية بحكمةٍ واتزانٍ فوضع يده عليه كملك، وفرح الشعب به جدًا. لكن عدو الخير لم يترك الأمور تسير في هدوء وسلام، فقد أثار شخصين يُدعيان مينا وبقطر كانا يطوفان في البلاد يستجديان في زي راهبين ليجمعا الأموال بحجة إنفاقه على الأديرة والكنائس، أن يذهبا إلى إثيوبيا ويحملان خطابًا مزورًا، موقعًا عليه من البابا وموجهًا إلى الأمير الأكبر وأراخنة إثيوبيا، جاء فيه أن بطرس هذا لم يُقم مطرانًا من قبل البابا، وإنما المطران الحقيقي هو حامل الخطاب مينا.
لقد طالبهم بخلع بطرس وإقامة مينا عوضًا عنه، كما أعلن أن البابا حزين على تصرف بطرس هذا بتخطي الأمير الأكبر ليقيم أخاه الأصغر ملكًا، الأمر الشائن الذي يصدر عن إنسانٍ يتجاهل حق البكورية.
قدم مينا وبقطر هذا الخطاب المزيف للأمير الأكبر، فدفعته شهوة الحكم أن يجمع رجال جيشه ويقرأ عليهم الرسالة ليقوموا بثورة عنيفة ضد الملك والأنبا بطرس، فألقوا القبض عليهما ونفوهما بينما أُقيم الأمير الأكبر ملكًا ومينا مطرانًا وبقطر وكيلًا له.
لم تدم أسقفية مينا كثيرًا فقد اختلف معه بقطر، الذي انتهز فرصة غياب مينا عن المطرانية ليسلب كل ما بها من أموالٍ وممتلكات ثمينة ويهرب إلى مصر، وينكر الإيمان. وهكذا بلغ الأمر إلى البابا قزمان الثالث الذي حزن جدًا لما حدث، وأرسل إلى إثيوبيا يُعلن حقيقة الأمر.
إذ اكتشف الملك زيف الرسالة التي جاءت إليه على يدي مينا وبقطر لم يتصرف بحكمة، وإنما بسرعة استل سيفه وقتل مينا. وكان ذلك ربما إرضاءً للشعب، وخشية ثورتهم عليه. أرسل يستدعي الأنبا بطرس من النفي فوجده قد تنيح بسبب شدة ما لاقاه من عذابات، فطلب تلميذه وأقامه مطرانًا دون أن يرسله إلى البابا، خشية أن يوصيه البابا بنزع المُلك عن الابن الأكبر وإعادة الابن الأصغر من المنفي ليستلم كرسيه.
حزن البابا قزمان على تصرف الملك، فأراد معاقبته بعدم سيامة مطران لإثيوبيا، وقد نهج على منواله أربعة بطاركة، وظلت إثيوبيا بلا راعٍ ستين عامًا، إذ لم يُقم بها مطران إلاّ في عهد الأنبا فيلوثيئوس (63). وغالبًا الأنبا بطرس هذا هو الذي رأينا قبره بالحبشة في دير القديس تكلاهيمانوت، خلال رحلتنا إلى إثيوبيا عام 2008. والقبر موجود بجانب قبري القديس سجا زاب و القديسة أجزي هارايا والدا القديس تكلا هيمانوت. والدير نفسه مبني في محل ميلاد أبونا تكلاهيمانوت في إتيسا بالحبشة.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بطرس ورفقاؤه الشهداء



إذ أقام الإمبراطور دقلديانوس في نيقوميديا بآسيا الصغرى قيل له إنه يوجد مسيحيون في قصره. للحال أحضر تماثيل وأمر جميع رجال قصره، خاصة المشكوك فيهم، أن يقدموا بخورًا للأصنام. بشجاعة رفض المسيحيون إنكار مسيحهم، على رأسهم بطرس.
تعرض هذا القديس للجلد حتى ظهرت عظامه، كما مُزج خل بملح وسُكب على جراحاته. وإذ رأى دوروثيئوس المهتم بحجرة نوم الإمبراطور، وأيضا غورغونيوس الذي كان يحتل مركزًا هامًا في القصر ما حدث وبّخا الإمبراطور على فعله هذا معلنين أنهما مسيحيان، ثم ظهر آخر يدعى مقدونيوس Migdonius. هؤلاء جميعًا سقطوا تحت العذابات واستشهدوا. لم يَخُر بطرس قط مع أن الإمبراطور أمر بإلقائه على الأرض لكي يُطأ بالأقدام، ثم وضعه على النار لكي يُشوى بطيئًا، وكانوا يقطعون من لحمه من وقت إلى آخر. وفي وسط هذا كله كان الرب يهبه احتمالًا بل ويعزيه، فلم يصرخ بل كان يفرح ويشهد لله خالق السماء. استشهد حوالي عام 303 م. العيد يوم 12 مارس.

Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بطلان الطبيب


تعيد له الكنيسة في 19 أبيب، غالبًا هو بعينه القديس بنداليمون Pantalion أو بنداليون (15 بابه).


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:39 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
<B><H1 align=center>الشهيد بقطر الأمير



وُلد بقطر في مدينة إنطاكية من أسرة مسيحية نبيلة، والده الأمير رومانيوس من كبار وزراء الدولة الرومانية الذي أنكر الإيمان في أيام دقلديانوس، ووالدته مرثا إنسانة تقية طلبت من الله أن يهبها نسلًا مباركًا فوهبها هذا الطوباوي بقطر.
عاش بقطر تحت رعاية أمه التقية، بينما كان والده سطحيًا في إيمانه وعبادته. ارتبط بقطر بصداقة قوية مع الأمير أقلاديوس ابن خالته، فكانا يشتركان في الهدف والعبادة.
ترقى الأمير بقطر في المناصب، إذ كان شابًا تقيًا، جادًا في حياته، زاهدًا في أباطيل العالم وملذاته، رحومًا ولطيفًا للغاية.
دقلديانوس الجاحد ورومانيوس المنهار:


إذ جحد دقلديانوس الإيمان رفض الأميران بقطر وأقلاديوس السجود للأوثان، وقد أخفي رجال البلاط الخبر عن الملك لحبهم لهذين الأميرين، فكان الأميران يفتقدان المسجونين ويهتمان باحتياجات المعوزين ويدفنا أجساد الشهداء القديسين. سمع الملك فاستدعى أقلاديوس الذي أعلن إيمانه بمسيحه، فأمر الملك بإرساله إلى صعيد مصر ليُقتل هناك بعيدًا عن إنطاكية حتى لا يثور الشعب.
استدعى الملك دقلديانوس وزيره رومانيوس وقال له بأنه قد بلغه أن ابنه بقطر يقوم بدفن أجساد المسيحيين الذين تقتلهم الدولة، وبافتقاد المسجونين، ثم صار يهدده بقتل ابنه إن لم يجحد مسيحه. أرسل رومانيوس إلى ابنه وأصدقائه لعلهم يستطيعون إقناعه بالعدول عن إيمانه فرفض بإصرار.
استدعاه الملك وصار يلاطفه، فكان بقطر في محبة حازمة يوبخ الملك على جحده الإيمان، طالبًا منه أن يرجع إلى مخلصه ويكف عن عنفه ومقاومته للإيمان. فاستشاط غضب رومانيوس وصار يضرب ابنه ويسبّه ويهدده بل وفقد وعيه وأراد قتله.
بأمر رومانيوس أُلقى بقطر في سرداب مظلم ليتحول السرداب إلى سماء منيرة وشركة مع السمائيين، بينما كانت أمه مرثا قد كرّست كل طاقاتها للصوم والصلاة من أجل إيمان ابنها، بل ذهبت إليه وتحدثت معه وهي في الخارج لتسنده حتى يستحق شرف الاستشهاد.
أُخرج بقطر من السرداب، وحاول رومانيوس إغراءه، وإذ فشل أمر عبيده أن يضربوه بالرماح حتى الموت، لكن دقلديانوس استدعاه وصار يلاطفه ويهدده، وأخيرًا أرسله إلى الإسكندرية لتعذيبه وقتله بعيدًا عن إنطاكية.
لقاء مع والدته:


أصرت الأم أن ترى ابنها وتودعه قبيل سفره خارج المدينة. وبالفعل رأته فسقطت مغشيًا عليها، أما هو ففي بشاشة قال لها: "لا تبكى يا أمي على ابنك، فأنا مع يسوع في طريق النعمة، ولكن ابكِ على رومانيوس زوجك. إنه لم يعد أبي يوم أنكر الإيمان واتبع طريق الشيطان، يوم أنهي بنوّتي له. ابكِ عليه يا أماه لعل الرب يهديه ويعيده إلى حظيرة الإيمان. أما أنا فلماذا تبكين عليّ؟ إنني في طريقي إلى السماء؟! لي اشتهاء أن أنطلق فإن هذا أفضل".
استراح قلب مرثا لتعود فتعزى ابنها وتشجعه، ودخل الاثنان في حوار روحي لطيف أبكى كل السامعين، ثم ودعت ابنها ليبحر إلى الإسكندرية.
في الإسكندرية:


التقى القديس بقطر بالوالي أرمانيوس الذي لاطفه من أجل كرامته وكرامة عائلته، لكن إذ أصر بقطر على الشهادة للسيد المسيح قام الوالي بتعذيبه بوضعه على سرير من حديد وإيقاد نار تحته، لكن الرب خلصه ولم تمس النار شعرة واحدة منه. اغتاظ الوالي وألقاه في السجن. كانت ابنة أحد الأمراء تتطلع من قصرها الذي يطل على السجن لتنظر المسيحيين المسجونين بينما كان جماعة من السكارى يستهزئون بهم. سقطت الفتاة إلى أسفل جثة هامدة، فطلب الأمير بقطر أن يحضروا الجثمان ليصلي عليه ويقيم الفتاة ويسلمها لوالديها ففرحا جدًا وآمنا بالمسيح، تزوجت الفتاة وأنجبت طفلًا دعته "بقطر".
قام الوالي بعصر القديس بقطر، لكن الرب أرسل ملاكه ميخائيل يسند تقيّه بقطر. ألقاه الوالي في مستوقد فصار كالثلاثة فتية يسبح الله مخلصه، بينما حلّت النيران قيوده واللّجام الذي في فمه، الأمر الذي دفع كثير من الوثنيين المشاهدين له أن يعلنوا إيمانهم وينالوا إكليل الاستشهاد.
في بيت الوالي:


عاد الوالي إلى بيته كئيبًا بسبب ما حدث، فكانت زوجته وهي مسيحية توبخه بعنف، فصار يهددها حاسبًا أن ما صار لبقطر إنما هو من قبيل السحر. أخيرًا إذ ضاق به الأمر قرر ترحيله إلى والي أنصنا ليقوم بتعذيبه وقتله، ولعلّه خشي أن يقتله فيندم رومانيوس على ما فعله بابنه وينتقم له من الوالي أرمانيوس.

في صعيد مصر:


رست السفينة في مدينة طحا حيث التقىٍ بصديق له جندي يدعى بيفام، كان مسيحيًا مختفيًا فشجعه أن يعلن إيمانه بالسيد. انطلقت السفينة إلى أنصنا، وإذ دخل في حوارٍ مع الوالي أراد قتله، لكن مستشاريه طلبا منه أن يضعه في قصر مهجور في بطن الجبل ولا يقتله لئلا ينتقم منه والده رومانيوس.
أُلقي القديس في القصر المهجور الذي يدعي "البارقون" بلا طعام ولا شراب، حاسبين أن الشياطين تقتله، لكن ربنا يسوع أرسل له رجلًا مسيحيًا قدم له عِدة نجارة ليمارس بعض أعمال النجارة ويبيعها له.
مارس القديس حياته النسكية بفرح، وقد حاولت الشياطين مقاومته بكل وسيلة فكان يغلبها بقوة ربنا يسوع المسيح الذي ظهر له وطمأنه على إيمان والدته وأعلن له عن انتقاله إلى كنيسة الأبكار.
التقي به في القصر الجندي الأمين الذي جاء معه من إنطاكية، فقد أرسلته مرثا لتطمئن على ابنها، فبلغ إلى القصر، وقصّ عليه القديس كل ما دار في حياته ليسند أمه.
استشهاده:


إذ جاء إلى أنصنا والٍ جديد استدعاه من القصر، وصار يعذبه، تارة بالنار وأخرى بتقديم سُمّ له وثالثة بوضعه في زيت مغلي وكان الرب يعمل فيه بقوة. وُجه لبقطر اتهام هو "استخدام السحر"، أما هو فأعلن انه إنسان بسيط يحمل قوة الإيمان التي أطفأت اللَّهب وليس السحر.استدعى الوالي أحد كبار السحرة ليعد سمًا قاتلًا في طعام يأكله القديس، وإذ لم يُصب بضررٍ أعد نوعًا أخطر وبكميةٍ أكبر فلم يتأثر، عندئذ أحرق الساحر كتبه، وجاء إلى القديس يعلن إيمانه بهذا الإله القوي، وقبل الاستشهاد بفرح، كما آمن كثيرون أثناء عذابات القديس بقطر، منهم بعض الجند، وتمتعوا بإكليل الشهادة.
أمر الوالي بقطع رأس القديس:


قيل أن والدته جاءت بعد ذلك وبنت كنيسة بمنطقة أنصنا التي عاش فيها ابنها قبل استشهاده، وأنه ظهر لها في الكنيسة وأنبأها ببعض أمور مقبلة خاصة بكنيسة مصر.
حملت مرثا رُفات ابنها القديس بقطر إلى إنطاكية بعد أن ودعه أهل الصعيد في مهابة وتكريم، وكان الكل يتباركون منه. تعيد الكنيسة بتذكار استشهاده في 27 برمودة.

</H1></B>

Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:39 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بقطر الروماني



تحتفل الكنيسة في أول هاتور بعيد استشهاد القديس بقطر الذي من روما مع اخوته الستة حسب الروح لا الجسد، من بينهم مكسيموس ونوميتيوس وفيلبس.
إذ أثار الإمبراطور داكيوس الاضطهاد هرب هؤلاء الاخوة السبعة إلى أفسس، وعاشوا هناك في كهف. لكنهم عادوا وقرروا أن ينالوا إكليل الشهادة، فظهروا أمام الوالي وأقروا بإيمانهم، فقام بجلدهم بوحشية، ثم ضربهم بالعصي، وأحرق ظهورهم بقطع حديد ملتهبة نارًا، ثم دلكوا أجسادهم بخرق من شعر مبتل بالخل والملح، محتملين ذلك بمحبة. إذ رأى الوثنيون صبرهم وفرحهم بالآلام آمن بعض منهم بالسيد المسيح، فأمر الوالي بضرب رقاب بعضهم بالسيف وتمزيق أجساد الآخرين، فنالوا إكليل الشهادة.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:40 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بقطر



يذكر شينو Cheneau في كتابه "قديسو مصر" حوالي 15 قديسًا باسم "فيكتور" أو "بقطر" أغلبهم شهداء بذلوا حياتهم في مدينة الإسكندرية، ليس لدينا تفاصيل لحياة كل هؤلاء الشهداء أو القديسين، إنما نكتفي بالحديث عن بعضهم، ربما حدث خلط فيما بينهم.
https://st-takla.org/Pix/Saints/06-Co...-Victor-01.jpg


الشهيد بقطر (ماربقطر، فيكتور)

وُلد بكيليكية من أسرة مسيحية تقية، فعاش بقلب ملتهب بمحبة الله. التحق بالجندية فلمع نجمه، وإذ سافر مع فرقته إلى الإسكندرية كان يمارس عبادته جهارًا. وبسبب لطفه وأمانته مع مركزه كان محبوبًا لدي المسيحيين والوثنيين.
في عام 177 م لم يحدث فيضان للنيل، الأمر الذي له خطورته لا على مصر وحدها، وإنما على الدولة الرومانية التي تحسب وادي النيل كنزها الزراعي. وكان ثمرة عدم الفيضان أن علت هتافات الوثنيين بالإسكندرية: "الموت للمسيحيين" وسرت موجة عنيفة للاضطهاد، فقد كان الإمبراطور أوريليوس يرى في كل كارثة تحلّ بأية مقاطعة أو بلد سرها غضب الآلهة على الإمبراطورية بسبب وجود المسيحيين.
إذ بدأت موجة الاضطهاد بالإسكندرية استدعى الوالي سباستيان هذا القائد المسيحي وطلب منه جحد مسيحه طاعة لأوامر الإمبراطور، فكانت إجابة القائد: "ليس من يخدم الإمبراطور بإخلاص مثلي، على أنه إذا كان للإمبراطور السلطان المطلق على جسدي فليس له من سلطان على روحي التي هي لله وحده". حاول الوالي أن يستميله باللطف والتكريم، معلنًا إعجابه به وبحكمته، سائلًا إياه أن ينقذ حياته بجحد مسيحه، أما هو فأعلن أنه لا يخاف العذابات لأنها في عينيه لا تجلب موتًا بل الحياة الأبدية.
بدأ الوالي يغيّر من أسلوب معاملته فصار يهدد بعنف، ثم تحول من التهديد إلى التنفيذ فأمر ببتر أصابعه، أما بقطر فكان يسبح الله الذي وهبه نعمة الألم من أجله.
أُودع بطرس في السجن ليُلقى في اليوم التالي وسط أتون نار أُعد لأجله، وكانوا يلقون الحطب في النار لمدة ثلاثة أيام بعد إلقاء بقطر في داخله، وإذ طلب الوالي إطفاء الأتون ليرى ضحيته رمادًا وسط رماد الحطب، فوجئ الجند به حيًّا، واقفًا يسبح الله ويمجده، فاُقتيد إلى المحكمة.
في أسيوط:


إذ كان الوالي في جولة أخذ معه بقطر إلى مدينة ليكوبوليس (أسيوط)، وهناك وُضع على الهنبازين لعصر جسده، كما وُضعت مشاعل عند جنبيه، لكن فرحه بالميراث الأبدي والأمجاد الدائمة وهبه قوة احتمال فائقة. بأمر الوالي وُضع في حلق القديس جيرًا وخلًا، كما صدر الأمر بفقء عينيه، عندئذ قال القديس: "أتظن أنك تقهر عزيمتي بأعمالك الوحشية أيها القاسي؟! فبفقد عينيْ جسدي تتضاعف حدة بصيرتي الروحية.
إنني لن أخشى مثل هذه العذابات الوحشية، لأن قوة الله تعين ضعفي".
رُبط القديس في عامود وهو منكس الرأس، وتُرك ثلاثة أيام حتى ينزف دمه من فمه وأنفه فيموت، لكن الله كان يسنده ويشفيه. أمر الوالي بسلخ جسده، أما هو فأعلن للوالي انه قد يسلخ جلده عن لحمه لكنه لن يقدر أن يسلبه رداء الروح المنسوج من الإيمان والمحبة.
بدأ القديس يصلي والكل يقف في ذهول يرى إنسانًا يناجي إلهه بروح الغلبة والنصرة غير مبالٍ بالعذابات البربرية. قطع هذا الصمت سيدة انطلقت وسط الجموع لتلتقي بالقديس وتقول له: "طوباك يا بقطر، ومطوّب هو جهادك الذي تتممه من أجل الله". ارتبك سباستيان الوالي ومن معه، فاستدعاها، وسألها عن شخصها، فأجابت أنها امرأة أحد الجنود، رأت ملاكين ينزلان من السماء، يحملان إكليلين عجيبين، الأفخم مُقدم لبقطر، لذا فهي تطمع في نوال الآخر. بالرغم من صغر سنها وضعف جسمها لم تبالِ بغضب الوالي وتهديداته. حسب الوالي هذا الأمر جنونًا، وصار ينصحها أن ترجع عن تفكيرها هذا، أما هي فأعلنت أنها تشتاق أن تفقد كل شئ من أجل هذا الإكليل السماوي. أمر الوالي بتقريب ساقيّ نخلتين قريبتين في ساحة المحكمة، وبعد جهد كبير رُبطت المرأة في الساقين، وإذ تُرك الساقان عادا إلى حالهما الأول فتمزقت المرأة إلى قطعتين ونالت إكليل الشهادة. سمع القديس بقطر بشهادة هذه السيدة الشابة فقدم الشكر لله، مشتاقًا أن يلحق بها. ضُرب عنق القديس ونال إكليل الشهادة بعد أن ربح الكثيرين للإيمان أثناء عذاباته وعمل الله معه.

Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بقطر ورفقاؤه الشهداء



عُرف القديس بقطر وزملاؤه من رجال ونساء وعذارى منهم داكيوس وإيريني بغيرتهم المتقدة في بناء الكنائس في عهد الإمبراطور قسطنطين وابنه من بعده، فكانوا يهدمون المعابد الوثنية ويقيمون الكنائس. لهذا إذ ملك يوليانوس الجاحد قبض عليهم وعذبهم بالضرب وتمزيق أجسادهم بأمشاط حديدية وأخيرًا قطع رؤوسهم فنالوا إكليل الشهادة. تحتفل الكنيسة بتذكار استشهادهم في الرابع من برمودة.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
البار بقيرة الكاتب



كان معاصرًا للحاكم بأمر الله، الذي بدأ حكمه سنة 996 م، وكان بقيرة كاتبًا في ديوان الخلافة، ولما رأى البلايا التي أنزلها الحاكم بقومه اعتزل منصبه وحمل صليبه ودخل قصر الخليفة. ولما وصل إلى بوابته وقف وصرخ بأعلى صوته: "أن المسيح هو ابن الله"، فما أن وصلت كلماته مسامع الحاكم حتى استحضره وأمره بإنكار دينه، فكرر بقيرة في حضرته ما فاه به عند البوابة.
والغريب أن الحاكم لم يأمر بقطع عنقه وإنما اكتفى بإلقائه في السجن وتطويق عنقه بسلسلة حديدية، وذهب صديق له اسمه مينا ليعوده في السجن فوجده واقفًا يصلي في نشوة روحية عجيبة، فلما رآه على هذا الحال تهلل بالروح. وحينما همَّ مينا بالخروج سأل بقيرة إن كانت هناك أية رسالة يريد تبليغها لأهله، فقال له بقيرة: "قل لهم طيبوا نفوسًا لأنني سأكون معكم الليلة".
وقد تحققت كلمات هذا الشاهد الأمين، إذ قد جاءه مرسوم من الحاكم بالإفراج عنه ويمنحه الحرية في أن يتجول حيث شاء ويشتغل بما يروق له من المهن. وبهذا المرسوم خرج بقيرة وأخذ ينتقل بين عائلات القبط، يشجعهم ويعزي قلوبهم وينبئهم بأن هذه الشدة ستزول بعد ثلاثة أيام، ثم قرن كلماته المعزية بهدايا من الطعام والشراب، وظل بقيرة في تجواله وفي توزيع عطاياه خلال الأيام الثلاثة التي تنبأ عنها. وفي اليوم الرابع صدر مرسوم بتوقيع الحاكم يأذن فيه للقبط بأن يباشروا صناعاتهم وزراعاتهم وتجارتهم، وأن ينتقلوا حيث شاءوا بكل حرية، ومن أراد منهم أن يسافر إلى الحبشة أو غيرها من البلاد يستطيع ذلك دون مانع.
وظل بقيرة بعد هذا الفرج يوالي زياراته، فافتقد المحبوسين منهم والمعوزين والغرباء، وعثر ذات يوم على قبطي مسجون لأنه عجز عن أداء الضريبة المفروضة على من يعبر النيل فدفعها عنه، وبذلك هيأ له سبيل الحرية. ثم رأى بقيرة أن يقوم عند انبثاق الفجر ويبحث عن الأشخاص أو العائلات المعدمة تمامًا ويقدم لهم الطعام والشراب عن سعة. وذات يوم اشترى عددًا كبيرًا من الأرغفة وزعها كلها ولم يستبقِ منها غير رغيف واحد لنفسه، ولما كان معتادًا ألا يأكل إلا عند غروب الشمس، فقد جلس يومئذ ليأكل الرغيف في تلك الساعة، ولم يكد يأخذ منه لقمة حتى دق الباب ففتحه، وإذا بشيخ عجوز جاءه يطلب طعامًا، فأعطاه الرغيف على الفور لأن الدكاكين كانت قد أغلقت إذ كان الوقت ليلًا.

Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:43 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا بلاسيوس الأسقف



نال شهرة فائقة في الشرق والغرب، تحتفل الكنيسة القبطية بعيده في 17 برمهات، والكنيسة اليونانية والغربية في 3 فبراير. يحسبه الغرب شفيعًا للذين يمشطون صوف الغنم، وأيضًا لشفاء الماشية، كما لمرضى الحنجرة.
ولد بلاسي Blasie أو بلاسيوس Blasius في سبسطية من أعمال أرمينيا، من عائلة شريفة غنية. نشأ في حياة تقوية مملوءة حكمة وطهارة، لذا أُختير أسقفًا على المدينة وهو شاب صغير السن. لا نعرف شيئًا عن عمله الأسقفي الرعوي، لكن قلبه كان يلتهب نحو حياة السكون، فاختفى فجأة منطلقًا إلى أحد الجبال ليعيش في مغارة وسط الطبيعة القاسية.
صديق الوحوش:


إذ عاش في طهارة القلب والجسد أعطاه الرب نعمة، فصارت الوحوش المفترسة في الجبل تستأنس به، بل وكثيرًا ما كانت تراه فتنتظره حتى يتمم صلواته لتقف بجواره وتقدم المرضى منها فيشفيها برقة عجيبة، وكأن بلاسيوس صار يمارس حياة آدم الأولى في جنة عدن حيث لم تكن هناك خليقة ما تثور ضده، بل الكل يخضع له في الرب.
مع صيادى أغريكولاس:


في عام 315 م أرسل ليسينيوس Licinius واليًا على كبادوكية وأرمينيا يُدعى أغريكولاس Agricolaus؛ جاء إلى البلاد كذئبٍ لا عمل له سوى افتراس قطيع المسيح.
أرسل إلى الجبال جماعة من الصيادين يقتنصون الوحوش المفترسة لاستخدامها في المسارح لتقديم المسيحيين طعامًا لها. كانت المفاجأة أنهم رأوا بعض الوحوش المفترسة تلاطف إنسانًا في الجبل، وإذ تعرفوا عليه أدركوا أنه أسقف سبسطية محب السكون.
انطلقوا إلى الوالي يخبرونه بما رأوا فتعجب وظن أن الكثير من المسيحيين يعيشون هناك، فرّد الصيادين للبحث عنهم، وإذ لم يجدوا أحدًا سوى الأسقف قبضوا عليه واقتادوه إلى الوالي. أما هو فقابلهم بالرحب والبشاشة، قائلًا لهم: "أهلًا بكم، فقد طال انتظاري لمجيئكم، امضوا بي إلى حيث يُسفك دمي لأجل يسوع المسيح، فقد تراءى لي إلهي اليوم ثلاث مرات، وقد قبل أن أقدم له حياتي ذبيحة".
سار به الصيادون نحو المدينة فانتشر الخبر بسرعة أن الأسقف ساكن البرية الذي تستأنس به الوحوش قد جاء، فخرجت القرى المحيطة تستقبله وأيضًا أهل المدينة، من مسيحيين ووثنيين. في الطريق عند حافة قرية رأى القديس سيدة فقيرة تبكي لأن ذئبًا خطف خنزيرها، فأمر القديس بلاسيوس الذئب أن يقف ويترك الخنزير فأطاع.
التقت به سيدة أيضًا تتوسل إليه من أجل ابنها الذي ابتلع شوكة سمكة وقفت في حنجرته، فصلى عليه وبريء الطفل، لهذا صار شفيعًا لمرضى الحنجرة في أعين الكثيرين في القرون السابقة.
هكذا كان الله يعمل به كثيرًا في الطريق إلى المدينة فاستقبله الوالي بحفاوة عظيمة. وإذ تمسك القديس بمسيحه تعرض للجلد والضرب بالعصي بعنفٍ شديدٍ، وصاروا يكررون الأمر يوميًا، ثم أُلقيّ في سجنٍ مظلمٍ، فقدمت له السيدة التي شُفي خنزيرها سراجًا. أُرسل إلى ليسينيوس الذي مزق جسده بأسنان حديدية، ثم قطع رأسه.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:44 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بلامون الأب



القديس أنبا بلامون Palamon هو الأب الروحي للقديس باخوميوس مؤسس نظام الشركة، لا نعرف عنه الكثير إلا ما ورد في سيرة هذا القديس.
لقاء القديس باخوميوس به:


إذ قبل القديس باخوميوس الإيمان المسيحي خلال أعمال المحبة، عاش ثلاث سنوات بعد عماده يمارس كل حبٍ مع الفقراء والمحتاجين، وكان قلبه يلتهب مع كل يوم في محبة الله. سمع عن المتوحد الأنبا بلامون فذهب إليه ليلتقي به، وإذ بلغ مغارته قرع الباب فتطلع الشيخ من الكوة، وقال له : "من أنت أيها الأخ؟ وماذا تريد؟"
أجاب باخوم : "أنا أيها الأب المبارك طالب السيد المسيح الإله الذي أنت تتعبد له. أطلب من أبوتك أن تقبلني إليك وتجعلني راهبًا".
قال الأب : "يا ابني، الرهبنة ليست بالأمر الهين، ولا يأتي إليها الإنسان كيفما كان، لأن كثيرين طلبوها وتقدموا إليها وهم يجهلون أتعابها، ولما سلكوا فيها لم يستطيعوا الصبر عليها، وأنت سمعت عنها سماعًا لكنك لم تعرف جهادها".
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...chomius-04.jpg


أيقونة قبطية حديثة تصور القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة - أنبا باخوم، رسم د. بدور لطيف، د. يوسف نصيف

واستطرد الأب يحدث القديس باخوميوس عن متاعب الرهبنة بصورة شديدة، مظهرًا له محاربات الشيطان، فازداد شوق القديس باخوميوس للحياة الرهبانية، وتعلق قلبه بالأكثر عند سماعه عن أتعاب الرهبنة. وإذ عاين القديس بلامون ثبات القديس باخوميوس وعدم تراخيه فتح له الباب ورحب به.
بقى معه ثلاثة شهور تحت الاختبار، بعد ذلك قص شعره وألبسه إسكيم الرهبنة بعد قضاء ليلةٍ كاملةٍ في الصلاة، وسكنا معًا كشخصٍ واحدٍ.
اهتمامه بحياة تلميذه:


اهتم بتلميذه من كل جانب روحي، فيذكر عنه انه في إحدى الليالي طلب منه أن يسهر معه حتى الصباح، وكانا يقضيان الوقت ما بين الصلاة وعمل اليدين، وكان إذا أتعبهما النوم يقومان لينقلا بعض الرمال من موضع إلى آخر فيستيقظا ليعودا إلى الصلاة. ومتى رأى الأب تلميذه قد غلبه النوم كان يقول له : "استيقظ يا باخوم لئلا يجربك الشيطان، فقد مات كثيرون من كثرة النوم". لقد دربه على الحياة النسكية القاسية الممتزجة بحياة الحب الإلهي حتى يرفع قلبه وحياته فوق احتياجات الجسد.

في عيد القيامة طلب الأب من تلميذه أن يُعد طعامًا لأنه يومًا شريفًا، وإذ سحق الملح ووضع عليه زيتًا مع خضرة يسيرة وخبز، تطلع الأب فوجد الزيت كثيرًا فبكى بمرارة، قائلًا : "الرب لأجلي صُلب وأنا آكل زيتًا هذا الذي ينعم الجسد؟" وإذ اعتذر له القديس باخوميوس بأن الزيت انسكب بغير إرادته، أجابه بأنه لولا ضرورة الزيت لسراج المذبح لما ترك زيتًا في قلايته بعد.
اتساع قلبه:


يظهر اتساع فكر القديس بلامون ومحبة قلبه الصادقة من تصرفه مع القديس باخوميوس حين ظهر له ملاك ليؤسس نظام الشركة، فقد ساعد المعلم تلميذه على تأسيس نظام جديد لم يكن له خبرة فيه، وسأله أن يزور أحدهما الآخر مرة كل عام بالتناوب وبارك المعلم عمل تلميذه، ولم تمضِ إلا سنوات قليلة ليرقد في الرب بعد أن مرض قليلًا. تعيد له الكنيسة في 25 أبيب.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:45 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بلامون السائح


في البرية الشرقية:


جاء عنه في السنكسار الذي قام بطبعه رينيه باسيه (30 طوبة)، وهو غالبًا بخلاف أنبا بلامون الناسك معلم القديس باخوميوس أب الشركة.
لا نعرف شيئًا عن سيرته سوى القصة التي وردت عنه، والتي تكشف عن حرب الشيطان المرة نحو كل إنسانٍ، خاصة الذين يبلغون قامة روحية عالية. فقد نشأ هذا الأب جادًا في جهاده الروحي، لا يعرف الضحك قط منذ صباه، ومع هذا أراد العدو أن يدفع به إلى الهاوية ليحطمه تمامًا لولا عناية الله الفائقة.
قيل عنه أنه خرج يومًا من مغارته بالجبل الشرقي يحمل القليل من عمل يديه نحو الريف ليبيعه. ضل القديس الطريق وسط البرية حتى فقد كل علامة يمكن أن يستدل بها، وبقيّ أسبوعًا كاملًا بلا طعام ولا شراب في حرّ الصيف القاتل، فكاد أن يموت لولا أنه صرخ قائلًا : "يا ربى يسوع المسيح أعني"، فسمع للحال صوتًا يقول له :"لا تخف فإن العدو لا يقدر أن يقوى عليك بعد أن ذكرتني، قم وامشِ إلى الجنوب قليلًا فستجد راهبًا شيخًا صديقًا يُسمى أنبا تلاصون. إنه كقلعة، اخبره بما أغواك به الشيطان، وبالخطية العظيمة التي جربك بها في صباك، وهو يصلي عنك فتُغفر لك". عندئذ حمل الأب بلامون شغل يده وقام متجهًا نحو الجنوب، وهو يتلو المزمور: "خلصني يا الله باسمك، واحكم لي بقوتك، ارحمني يا الله واسمع صلاتي، وأنصت إلى كلام فمي، فإن الغرباء قاموا عليّ، والأقوياء طلبوا نفسي..."
مع الأنبا تلاصون:


إذ كان أنبا بلامون يتلو مزاميره متجهًا نحو الجنوب التقى بالقديس تلاصون الذي فرح به جدًا، وأمسكه وأصعده على الصخرة. صلى الإثنان معًا ثم جلسا يتحدثان بعظائم الله، وقد دار بينهما الحوار التالي:
  • كيف عرفت هذا الطريق حتى جئت إليّ لتفتقدني في هذه البرية؟
  • انهارت دموع بلامون وصار يسجد على الأرض، ويقول: "اغفر لي يا أبي الحبيب القديس.
  • الرب يسوع المسيح يغفر لنا كلنا جميع زلاتنا.
  • إني أستحي أن أعرفك يا أبي القديس عن الخطية العظيمة التي أدركتني من قبل العدو الشيطان دون أن أعلم.
  • مكتوب هكذا: اعترفوا بخطاياكم... وأنا يا أبي القديس صنعت خطايا عظيمة في صباي، ولا زلت أخطئ في كل يوم.
هنا إذ صار أنبا تلاصون يعزى أنبا بلامون بدأ الأخير يعترف بخطيته قائلًا بأنه إذ كان يمارس الحياة الرهبانية في الدير، سمع حديثًا عن الوحدة أنها تولد خوف الله، وأن الله يبغض الهزء الذي هو الضحك الباطل، فكان يبكي على خطاياه نهارًا وليلًا، وكان العدو يبذل كل الجهد ليثيره للضحك الباطل فلا يسمع له، ضابطًا لسانه وفكره. وفي مرات كثيرة كان يقدم له العدو خيالات مثيرة للضحك، فكان يذكر القديس خطاياه فيبكي عوض الضحك، متمسكًا باسم يسوع المسيح واهب الخلاص. أقام في جهاده زمانًا طويلًا حتى جاء يوم كان فيه يحمل شغل يديه ليبيعه في الريف، وإذ سار نحو رومية تطلع فرأى الجبل كله قد تغير قدامه ولم يعد يرى رملًا أمام عينيه بل أرضًا خصبة ومدينة جديدة تضم قصورًا فخمة، بها حدائق وبساتين تحيط بها، فمضى إلى المدينة وتعجب من أجل عظم كرامتها، عندئذ أراد الدخول فيها ليجد بين أغنيائها من يشتري منه هذا القليل من عمل يديه. اقترب جدًا فوجد "ساقية" تدور وبجوارها امرأة تبدو أنها أرملة، كانت حزينة ومحتشمة، وينزل حجاب حتى عينيها. إذ نظرته المرأة غطت رأسها، وقالت له: "باركني يا أبي القديس"، ثم حملت عن كتفيه السلال، وطلبت منه أن يستريح.
جلس الأب بجوارها على مجرى ماء، وكانت المرأة تأخذ بكفيها من الماء وتسكبه على قدميّ الراهب بلامون وتغسلهما كمن تود نوال البركة، وقد ظهر عليها أنها إنسانة غنية وشريفة الجنس، ثم دار بينهما هذا الحوار:
  • قولي لي أيتها السيدة المؤمنة، إذا دخلت المدينة بهذا القليل من عمل اليدين، هل يوجد من يشتريه مني؟
  • نعم يشترونه منك، لكن أتركه لي وأنا أشتريه منك وأدفع لك ما تحتاج إليه، فإني زوجة إنسان غني، وقد مات رجلي منذ أيام وترك لي مالًا كثيرًا وبهائم كثيرة، وها أنت تنظر هذه الكروم العظيمة، أنا أقوم بجمعها، وليس لي إنسان يقف بجواري. ليتني أجد إنسانًا مؤمنًا مثلك أسلم له كل شئ بين يديه ليفعل كيفما شاء. فإن أردت يا أبي القديس أن تأتي وتتسلط على بيتي وتأخذ كل ما لي فإني أتخذك زوجًا لي.
  • إذا ما تزوج الراهب يصير في خزيٍ وعارٍ.
  • إن كنت لا تتخذني زوجة فكن مقدمًا على كل ما لي، تدبره لي في النهار، وإذا جاء الليل تقوم وتصلي.
عندئذ قامت المرأة وصعدت إلى علية بيتها وهيأت له طعامًا فاخرًا ووضعته قدامه، ثم دخلت حجرتها ولبست ثيابًا فاخرة وعادت لكي تقترب إليه جدًا. عندئذ انتبه الأب بلامون بقوة الله ورشم ذاته بعلامة الصليب وإذا بكل ما هو قدامه يصير كالدخان أمام الريح، فأدرك أنه دخل في خدعةٍ شيطانية، عندئذ صار يبكي بمرارة ساعات طويلة بندمٍ شديدٍ. أرسل الله الكثير الرحمة ملاكه ليعزيه، ووعده بغفران خطاياه، طالبًا منه أن يمضي إلى القديس أنبا تلاصون يعترف بخطاياه، عندئذ قام وجاء.
هذا هو موجز ما رواه أنبا بلامون للقديس أنبا تلاصون، وكان يبكي أمامه طالبًا صلواته عنه كي يغفر له الرب خطيته. وبالفعل صلى له، وإذ بهما يجدان أشبه بمائدة نازلة من السماء أكلا منها وفرحا بالرب، ثم عاد القديس بلامون إلى مسكنه يمارس نسكياته وعبادته بغيرة، حتى وهبه الله موهبة شفاء المرضى، وكانت الوحوش تأنس إليه فيطعمها بيديه. وكان كثيرًا ما ينزل من مسكنه ليفتقد المسجونين والمحتاجين.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:45 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأب بلانا القس



كان كاهنًا ببلدة بارا Bara التابعة لكرسي سخا. سمع عن اضطهاد المؤمنين، فوزع كل أمواله على المساكين وانطلق إلى أنصنا ليعترف أمام أريانا الوالي، محتملًا الآلام حتى نال إكليل الشهادة. تعيد له الكنيسة في 8 أبيب.

Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:46 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة بلاندينا



https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...f-Lyons-04.jpg
أيقونة الشهيدة بلاندينا (بلاندينة) من ليون ويطيح بها ثور، وقد استشهدت مع شهداء آخرين مثل ماتوروس، سانكتوس، بونتيوس

في حديثنا عن استشهاد القديس بوثينوس أسقف ليون، في عهد مرقس أوريليوس عام 177 م، سنرى انه من بين الذين تمتعوا بالاستشهاد معه الفتاة بلاندينا. كانت عبدة ضعيفة الجسم لذا خشي رفقاؤها عليها لئلا تنهار أمام العذابات، لكن السيد المسيح أعلن قوته ومجده في ضعفها. جاء في الرسالة التي كتبها مسيحيو فينا وليون بخصوص ما احتمله الشهداء في عهد مرقس أوريليوس:
"على أن كل غضب الغوغاء والوالي والجند انصب فوق هامة بلاندينا التي أظهر المسيح فيها أن ما يبدو في نظر البشر حقيرًا ودنيئًا ووضيعًا في نظر الله مجيد...
لأننا إذ كنا كلنا مرتعبين، وكانت سيدتها الأرضية - وهي ضمن الشهود خائفة لئلا يعوقها ضعف جسدها عن الاعتراف بجسارة، امتلأت بلاندينا قوة فصمدت أمام معذبيها الذين كانوا يتناوبون تعذيبها من الصباح حتى المساء بكل نوع، حتى اضطرتهم إلى الاعتراف بأنه قد غُلب على أمرهم ولم يستطيعوا أن يفعلوا لها شيئًا أكثر، وذهلوا من قوة احتمالها إذ تهرأ كل جسدها، واعترفوا أنه كان يكفي نوع واحد من هذه الآلام لإهراق الروح، فكم بالأولى كل هذه الآلام المتنوعة العنيفة؟"
إذ حُدد موعد لتقديمها مع بعض رفقائها طعامًا للوحوش، عُلقت على خشبة فكانت تصلي بحرارة، حتى سحبت قلوب رفقائها للسماويات، وامتلأوا سلامًا وتعزية. وإذ أُطلقت عليهم الوحوش المفترسة الجائعة وقفت أمامهم كحيوانات لطيفة مستأنسة لا تمسهم بأذى، الأمر الذي أثار دهشة الحاضرين وملأ قلوب الجلادين غيظًا، فأعيد الشهداء إلى السجن.

كان الحراس يأتون ببلاندينا ومعها شاب صغير في الخامسة عشرة من عمره يُدعى بونتيكس Ponticus، قيل انه أخوها حسب الجسد، ليشاهدا كل يوم عذابات الشهداء لعلهما ينهارا وينكرا الإيمان، وإذ كانا ثابتين في إيمانهما بمسيحهما، تعرضا لعذابات شديدة، دون مراعاة لصغر سن الشاب أو جنس بلاندينا. أخيرًا جاء موعد رحيلها فكانت متهللة، كأنها قادمة على يوم زفافها المبهج لا للطرح أمام وحوش مفترسة. شعرت أنها أم قدمت السابقين لها كأبناء تمتعوا بالإكليل وها هي تنطلق لتلحق بهم. احتملت الجلدات القاسية بفرح، ثم تُركت للوحوش المفترسة إلى حين، لتُلقى على سرير حديدي ملتهب بالنار، وأخيرًا طرحت أمام ثور قذف بها هنا وهناك، وكانت في هذا كله متهللة كأن انفتاح بصيرتها على السماء قد سحب أحاسيسها عن الآلام. وقد اعترف الوثنيون أنفسهم أنهم لم يشاهدوا امرأة احتملت آلامًا مثل هذه الشهيدة.


Mary Naeem 07 - 09 - 2012 01:48 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة بليسيلا | بلوزا



ابنة القديسة باولا Paula وأخت أوستخيوم، ترمّلت بليسلا Blesilla بعد سبعة أشهر من زواجها، وإذ أُصيبت بحمى شديدة التهب قلبها بمحبة الله. حوّل القديس جيروم آلامها إلى رجاء في الرب، فأعلنت تكريسها للرب بقوة، حتى إذ وهبها الرب الشفاء بطريقة فائقة وسريعة صارت تمارس الحياة النسكية بجدية، وكانت تدرس العبرية ربما لتساعد أباها الروحي في الترجمة. بعد حوالي ثلاثة أشهر من تحولها انطلقت القديسة بليسيلا إلى الفردوس في 22 يناير عام 383، وكانت قد بلغت العشرين من عمرها. كتب القديس جيروم رسالته 39 لأمها باولا يعزيها.
دفاع القديس جيروم عن سلوكها النسكي:


قوبلت حياتها بمعارضة شديدة من أقاربها وأصدقائها فكتب القديس جيروم في رسائله دفاعًا عن اختيارها هذه الحياة كما مدحها كثيرًا، خاصةً في رسالتيه 38، 39.
  • عندما جُرِّب إبراهيم بذبح ابنه لم تكن التجربة إلا لتقوية إيمانه (تك 22).
  • جاءها الرب يسوع في مرضها وأمسك بيدها فقامت، وصارت تخدمه (مر1: 30،31). كانت حياتها قبلًا تحمل سمة الإهمال، مقيدة برباطات الغنى، ترقد كميتٍ في قبر العالم، لكن يسوع وقد غضب واضطرب بالروح (يو11: 38) صرخ، قائلًا: "بلاسيلا، هلم خارجًا". بدعوته قامت وجاءت لتأكل معه. كان اليهود يهددونها في غضبهم انهم يطلبون قتلها لأن المسيح أقامها (يو12: 10)، أما الرسل فيعطون المجد لله. بلاسيلا تعلم أنها مدينة بحياتها لذاك الذي ردّ لها الحياة.
رسالة تعزية لأمها باولا Paula:
  • كوني في سلام أيتها العزيزة بلاسيلا بتأكيد كامل أن ثوبك أبيض على الدوام، بسبب نقاوة بتوليتك الدائمة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
  • ما هذا؟ إني أرغب في ضبط بكاء الأم بينما أنا نفسي أتنهد. لا أخفي مشاعري، فإن هذه الرسالة كلها كُتبت بالدموع. يسوع نفسه بكى، لأنه كان يحب لعازر (يو11: 35،36).
أيتها العزيزة باولا آلامي عظيمة كآلامك، يسوع يعلم ذلك، ذاك الذي تتبعه بلاسيلا، والملائكة تعرف ذلك، هؤلاء الذين تشاركهم بلاسيلا صحبتهم، كنتُ أباها الروحي، بالحب كنت أتبناها.
  • يليق بنا أن نهنيء بلاسيلا أنها عبرت من الظلمة إلى النور (أف5: 8). وفي فجر إيمانها، في أول حياتها نالت اكليل العمل الكامل.
  • بمراحم المسيح جددت خلال الأربعة شهور الماضية معموديتها خلال نذرها للترمل، فقد جحدت العالم ولم تفكر إلا في الحياة التقوية. ألا تخافي لئلا يقول لك المخلص: "أتغضبين يا بولا لأن ابنتك صارت ابنتي؟ هل تثورين على قراري، وبدموع مملوءة ثورة تتضايقين لأني اقتنيت بلاسيلا؟"
  • إني أعذر دموعك كأم، لكنني أسألك أن تضبطي حزنك. عندما أفكر في الوالدية لا أقدر أن ألوم بكاءك، لكنني إذ أفكر فيكِ كمسيحية وناسكة تختفي الأم من نظري.
جرحك لايزال مفتوحًا، وأية لمسة مني، مهما كانت لطيفة، تلهبه أكثر منه تشفيه.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:04 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بنامون



تحتفل الكنيسة بعيد نياحة القديسين بيوخا Biouka وبنامون أو بناين أو تيابان Tayaban في اليوم الأول من شهر أبيب. كانا كاهنين قديسين على كنيسة تونة من أعمال تندا، وهبهما الله صنع الآيات والعجائب وشفاء المرضى. وكان والدهما أقنوم البيعة (ناظر الكنيسة) رجلًا تقيًا.
إذ كان القديس بنامون يصلي القداس الإلهي قيل له إن والده في النفس الأخير يودّ رؤيته فاعتذر بأنه قد ارتدى الحُلة الكهنوتية فلا يليق به مفارقة الكنيسة. أرسل الأب ثلاث مرات والابن يعتذر، قائلًا: "إن كان الرب يشاء أن أبصره قبل وفاته وإلا فلتكن إرادته". بعد القداس الإلهي ذهب إلى والده فوجده أسلم الروح فحزن جدًا، وإذ كان والده هو الذي يحفظ أواني المذبح حزن من أجلها. طلب منه أخوه أن يذهب إلى آباء برية شيهيت يستشيرهم في أمر الأواني، وبالفعل التقى بالقديس الأنبا دانيال الذي قدّمه إلى أخٍ قديسٍ أخبره بموضع الأواني. عاد الكاهن ليجد الأواني المقدسة كما قيل له، وقد عاش مع أخيه سيرة مقدسة حتى أكملا حياتهما في الرب.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:05 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس العلامة بنتينوس والفيلسوف



اللغة الإنجليزية: Saint Pantaenus - اللغة اليونانية: Πάνταινος.

تولّى بنتينوس القديس والفيلسوف رئاسة مدرسة الإسكندرية Catechetical School of Alexandria حوالي عام 181 م، ونال شُهرة فائقة حتى اعتبره المؤرخ يوسابيوس أول رئيس للمدرسة. قال عنه: "في ذلك الوقت كانت مدرسة الإسكندرية للمؤمنين يرأسها رجل ذو شهرة عالية جدًا كدارسٍ، يسمى بنتينوس. فقد وُجدت عادة راسخة أن توجد بينهم أكاديمية في العلوم القدسية. ولا تزال هذه الأكاديمية قائمة إلى يومنا هذا. وبحسب فهمي الذين يديرونها أُناس على مستوى عالٍ، لاهوتيون ذو قدرات خاصة، لكننا نعرف أن بنتينوس هو أحد هؤلاء المعلمين واكثر معلمي عصره قدرة وسُموًا".
إذ استرجع القديس اكليمنضس (الإسكندري) ذاكرته في كتابه "المتفرقات Stromata" تذكر الأشخاص الطوباويين الذين يستحقون أن يكونوا موضع ذكرى، وكان من حسن حظه أن يلتقي بهم ويستمع إليهم، وإذ جاء إلى معلمه بنتينوس تحدث عنه كأعظم وأكمل معلم، وجد في وحدته تعزيته. وقد وصف لقائه معه هكذا: "التقيت بالأخير مصادفة، لكنه كان الأول من حيث الاستحقاق. وجدته أخيرًا في مصر مختبئًا. إنه بحق النحلة الصقلية، يقتطف من كل الزهور من مروج الأنبياء والرسل، ويودع في نفوس سامعيه ذخيرة معرفة غير فاسدة".
بنتينوس والفلسفة:


كان بنتينوس رواقيًا مشهورًا. والرواقيون أخلاقيون من الدرجة الأولى يحسبون الخير الأعظم في الفضيلة، يؤمنون بناموس الطبيعة أو ناموس الضمير أو الواجب. يرون في الله الطاقة المتغلغلة في كل شيء، بها خلق العالم الطبيعي وبقيّ محفوظًا.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...taenus-001.jpg


القديس العلامة بنتينوس، بانتينوس، بينتينوس

اعتنق بنتينوس المسيحية على يدي أثيناغوراس، وفي عام 181 م خلفه كرئيس للمدرسة اللاهوتية التعليمية، وإليه يُنسب إدخال الفلسفة والعلوم إلى المدرسة لكسب الهراطقة والوثنيين المثقفين.
كان بنتينوس دائم القراءة في الفلسفة، ومع هذا لم يحتج عليه أهل عصره، ولا اتهموه بالانحراف عن الإيمان بل شهد له أوريجينوس قائلًا إنه في دراسته للفلسفة إنما يتمثل ببنتينوس الذي ربح الكثير من المثقفين خلال معرفته للفلسفة. هذا الاتجاه أدخله بنتينوس وتطور على يديْ تلميذه اكليمنضس وأعيد تنظيمه بواسطة أوريجينوس.
بنتينوس كمبشر:


لم تكن مدرسة الإسكندرية مجرد معهد عالمي ديني، لكنها كانت جزءًا من الكنيسة لها عملها الكرازي بجانب عملها التعبُّدي والعلمي. كان رجالها كنسيين روحيين على مستوى عالٍ، كرسوا حياتهم للدراسة ونشر الفكر الإنجيلي الكنسي، مقدمين حياتهم مثلًا حيًا في النسك كما في الدفاع عن العقيدة والتبشير، على المستويين المحلي والمسكوني. فمن ناحية كان بنتينوس في نظر شعب الإسكندرية ليس دارسًا أو معلمًا فحسب وإنما "المعين لكثيرين" يهتم بخلاص كل أحد، حتى لقَّبه شعب المدينة "بنتينوسنا".
ومن الجانب الآخر حين دعاه البابا ديمتريوس للكرازة في الهند لبى الدعوة تاركًا المدرسة إلى حين في يد اكليمنضس.
روى المؤرخين قصة ذهابه للهند هكذا: ان تجارًا من الهند استمعوا إليه فأُعجبوا به واعتنقوا المسيحية بغيرة شديدة، فالتقوا بالبابا السكندري وطلبوا منه أن يسمح لهم بإرسال بنتينوس إلى الهند للكرازة بين أهلهم. كما قيل أن الهند بعثت برسالة إلى البابا مع وفد من أجل هذا الغرض فقبل البابا طلبهم.
وعند رجوعه من الهند قيل انه كرز في أثيوبيا وبلاد العرب واليمن. ويروي القديس جيروم ويوسابيوس أن بنتينوس أحضر معه نسخة من إنجيل متى بخط يد الإنجيلي، كان قد أحضرها القديس برثلماوس معه إلى الهند.
ومما يجدر ذكره أن القديس أناستاسيوس السينائي من رجال القرن السابع يتحدث عن بنتينوس ككاهن الإسكندرية. ربما سيم قبل ذهابه إلى الهند، حتى يقوم بتعميد الموعوظين ومسحهم بالميرون وتقديم ذبيحة الأفخارستيا، فالكرازة تحتاج إلى العمل الكهنوتي.
بنتينوس والأبجدية القبطية:


أدخل بنتينوس الأبجدية القبطية، مستخدمًا الحروف اليونانية، مضيفًا إليها سبعة حروف من اللهجة الديموطيقية القديمة، وبهذا أمكن ترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية تحت إشرافه، يعاونه في هذا العمل العظيم تلميذاه اكليمنضس وأوريجينوس. ويعطي الباحثون اهتماما عظيمًا لهذه الترجمة على قدم المساواة مع الأصل اليوناني نفسه. كما ترجم القديس بنتينوس الكثير من الأدب المسيحي إلى هذه اللغة بكونها آخر شكل من تطور اللغة المصرية القديمة، وبدأ الكتَّاب يستخدمونها عِوض اليونانية.
مولده:


يرى المؤرخون الأقباط أن بنتينوس وُلد بالإسكندرية، من أصل مصري. ويرى المؤرخ فيلبس الصيدوي أنه كان أثينيًا، ولكن هذه مجرد حدس، بسبب اهتمام القديس بالفلسفة اليونانية. ويرى بعض الدارسين أنه من صقلية لأن تلميذه اكليمنضس لقبه "النحلة الصقلية"، لكن هذا الرأي لا يمكن الأخذ به لأن النحل الصقلي كان له شهرته العالمية في ذلك الوقت، فكانت هذه التسمية مجرد إشارة إلى عذوبة تعليمه وما يحمله من قوت.
أما زمن ولادته، فعلى ما يبدو، أنه ولد في أوائل القرن الثاني الميلادي، وإن كان يصعب تحديد سنة الميلاد بدقة.
كتاباته:

شرح بنتينوس كل أسفار الكتاب المقدس من التكوين حتى الرؤيا، شفويًا وكتابة، حتى دعاه معاصروه "شارح كلمة الله"، وللأسف لم يصلنا من كتاباته إلا بعض فقرات وردت خلال كتابات تلميذه القديس اكليمنضس.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:05 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بنجينوس


حسب أعمال الشهداء الروماني، القديس بنجينوس St. Benginus of Dijon هو تلميذ القديس بوليكربس أسقف سميرنا، استشهد في Dijon في عهد مرقس أوريليوس، غير أن بعض الدارسين يرونه أنه تلميذ القديس إيرينيؤس، استشهد في Epagny بجوار ديجون.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:06 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بنداليمون



كلمة "بنداليمون" أو "بنداليون" Pantelemion و Pantaleon مأخوذة عن اليونانية، تعني "كلية العطف".
وُلد بنقوميدية بإقليم بيثينية من أب وثني يدعى أوستورجيوس Eustrogius ووالدة مسيحية تقية تدعى أوبُلا Eubula التي ربت ابنها بفكر مسيحي وحياة تقوية منذ نعومة أظافره، لكنها ماتت وهو صغير السن، فكان كل اهتمام والده الوثني منصبًا على تثقيفه.
نجح في دراسته ونبغ في الطب، فنال شهرة فائقة فجعله الملك غاليريوس مكسيميانوس طبيبه الخاص، وكان يحبه جدًا من أجل نجاحه في العمل ولطف أخلاقه مع ذكائه.
مع القديس هرمولاوس St. Hermolaos:


إذ نجح الطبيب في عمله وعلاقاته الاجتماعية على أعلى مستوى لم يكن يهتم بالجانب الديني ولا بحياته التعبدية، وقد نسى ما لقنته إياه والدته في طفولته، لكن بقيت البذار تعمل في أعماقه حين التقى بشيخ مبارك يدعى هرمولاوس. رأى الأخير فيه نفسًا طيبة ففاتحه في الإيمان الحي والحاجة إلى الله كمخلص يسند النفس مع الجسد، عندئذ تجاوب معه بنداليمون معلنًا له أن والدته كانت مسيحية، لكنه لا يذكر شيئًا من تعليمها له، إذ صبّ كل اهتمامه في دراساته خاصة الطب. بدأ الشيخ يحدثه عن السيد المسيح كطبيبٍ قادر على شفاء النفس والجسد، وأن باسمه يُشفي البشر من الأمراض المستعصية.
بدأ بنداليمون يفكر في الأمر بجدية، وإذ كان منطلقًا إلى بيته رأى في الطريق غلامًا لدغته أفعى فمات، عندئذ توقف أمام الغلام، متذكرًا عبارات الشيخ عن المسيح المخلص. صرخ بإيمان طالبًا من السيد المسيح أن يعلن له ذاته بإقامة هذا الغلام وقتل الأفعى، وإذ نادى بالاسم القدوس تحقق له الأمر، فرجع فورًا إلى القديس هرمولاوس طالبًا منه نوال المعمودية. ذهب بنداليمون إلى أبيه الوثني يبشره بما حدث معه، فتضايق الأب جدًا، لكن الابن بلطفٍ معه ليجتذبه للإيمان الحق.
آلامه:


جاءه رجل ومعه ابنه الذي قدمه لأحد الأطباء لعلاج عينيه، وعوض العلاج فقد الابن بصيرته تمامًا، وإذ سمع الطبيب بنداليمون الأمر طلب من السيد المسيح أن يشفي الولد وبالفعل انفتحت عيناه، وصار يشهد لعمل السيد المسيح في حياته.
سمع الأطباء بذلك، فوجدوا في ذلك فرصتهم للشكوى ضد الطبيب بنداليمون، إذ كانوا يحسدونه على نجاحه، ومحبة الملك له. استدعى مكسيميانوس الغلام الذي انفتحت عيناه، وسأله عما حدث معه، فروى له كيف فتح بنداليمون عينيه باسم السيد المسيح. عندئذ قال له: "لقد نلت هذا الإحسان بقوة آلهتنا"، أما الأعمى فأكد له أنه نال البصيرة بقوة السيد المسيح، فاغتاظ الملك وأمر بقطع رأسه.
استدعى الملك القديس بنداليمون وأخذ يعاتبه بلطف كيف يقبل إيمانًا غير إيمان الملك وقد قربه الملك إليه وأعطاه غنى وكرامات كثيرة. أجابه بنداليمون بأدب وشجاعة أنه لا يستطيع أن يجحد مسيحه واهب الشفاء للنفس والجسد، ثم طلب منه أن يأتي بمريضٍ مصاب بداء يصعب شفائه ويقوم كهنته بالصلاة عنه لتقديم عونٍ له، وإنه سيطلب باسم السيد المسيح فيشفيه. وبالفعل وافق الحاضرون على ذلك. وجاءوا برجلٍ مفلوج أمام الملك وصار الكهنة الوثنيون يصلون بلا نفع، وإذ صلى القديس بنداليمون للحال شُفيّ الرجل، فصرخ الحاضرون ممجدين ربنا يسوع المسيح، الأمر الذي أثار الملك.

نسب الملك الشفاء لقوة السحر وعمل الشياطين، وكانت هذه هي عادة المقاومين للحق، كما سبق ففعل اليهود مع السيد المسيح حتى دعوه ببعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين. وإذ خشي الملك من انتشار الإيمان في نيقوميدية بسبب شفاء المفلوج جاء بالقديس بنداليمون وسط المدينة وأمر بتعذيبه، تارة كان الجلادون يعلقونه على خشبة ليمزقوا جسده بمخالب حديدية، ويأتون بمشاعل نار يحرقونه بها عند جراحاته، وأخرى ألقوه في قزان مملوء رصاصًا مذابًا. وكانت يد الله العجيبة تسنده، إذ رفعه فوق الآلام، فارتبك الملك جدًا. أمر بسرعة الخلاص منه حتى لا ينجذب الشعب للإيمان بإلهه، فربطوه بحجرٍ وألقوه في البحر فلم يغرق، وحاولوا عصره بالهنبازين فانكسر الهنبازين.
وجه الملك غضبه على هرمولاوس ورفيقيه أرميبوس وأرموكراثوس، إذ استدعاهم ليرعبهم بآلات العذاب لعلهم ينهاروا فينهار معهم بنداليمون، أما هم فسخروا من الآلات، وصلوا إلى الله أمام الملك فحدث زلزال أرعب الملك، لكنه عاد يعلن أن ما حدث هو من غضب الآلهة بسبب المسيحيين. أما هم فسألوه ألا يتسرع في الحكم، إذ جاءه الخبر أن الكثير من الأصنام سقطت بسبب الزلزال وتحطمت. لم يتعظ الملك بل طلب قطع رؤوس هرمولاوس وزميليه، ثم طلب أيضًا قطع رأس القديس بنداليمون، وكان ذلك في 27 يوليو (حوالي سنة 305 م).
دعيّ "بالشهيد العظيم" و"صانع العجائب"، وكانت له شهرة عظيمة في الشرق والغرب. تعيد له الكنيسة القبطية في 15 بابه.

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:08 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان بنيامين وأودكسية أخته



كان والداهما مسيحيين محبين للغرباء حافظين للطهارة والنسك والعبادة، فربياهما تربية مسيحية. ولما كبر بنيامين اشتاق أن يسفك دمه على اسم المسيح، فذهب إلى شطانوف واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح، فعذبه كثيرًا ثم أودعه السجن. فلما علم والداه وأخته بخبره أتوا إليه باكين فعزاهم وعرفهم بسرعة زوال هذا العالم وحياة الدهر الآتي التي لا نهاية لها.
فلما سمعت منه أخته ذلك قالت له: "حي هو الرب إني لا أفارقك، والموت الذي تموت به أموت أنا به معك". فوضعهما الوالي في مكان مظلم مدة عشرين يومًا ثم أخرجهما وجعل في عنقيهما حجارة ثقيلة وطرحهما في البحر. فنزل ملاك الرب وحل الحجارة من عنقيهما وظلا سابحين على وجه الماء إلى أن وصلا إلى قرب بلدة تدعى بسطرة، فوجدتهما فتاة عذراء وأصعدتهما من الماء، فعادا إلى الوالي واعترفا بالسيد المسيح فأمر بقطع رأسيهما نالا إكليل الشهادة، وبنى المؤمنون لهما كنيسة في بلدهما شبشير. العيد يوم 27 مسرى.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:09 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا بنيامين الأول البابا الثامن والثلاثون



جلس على الكرسي المرقسي في الفترة من 623 م، حتى 662 م، وقد عاصر ثلاث حقبات مختلفة:

أولًا: الاحتلال الفارسي (623-628) حيث احتل الفرس مصر بسبب ما بلغته من فوضى وما عانته من استبداد بيزنطي وحرمان المصريين من ممارستهم حقوقهم الوطنية والإنسانية وأيضًا الدينية، فإن كان البطاركة في أثناء الاحتلال قد استراحوا من إقامة بطاركة دخلاء من قبل بيزنطة يضطهدون الكنيسة المصرية، غير أن الفرس خربوا البلاد ونهبوها وحطموا الكنائس والأديرة.
ثانيًا: عودة الحكم البيزنطي من جديد (628-640 م تقريبًا)، كانت فترة مريرة حيث كان كل همّ الإمبراطور هرقل مقاومة الكنيسة وتحطيمها، واضطر البابا بنيامين إلى الهروب ليظل مختفيًا 10 سنوات تحت هذا الحكم وثلاث سنوات في الحقبة التالية. ثالثًا: دخول العرب مصر حوالي عام 640 م حيث سلمها المقوقس، وهو غالبًا اسم مستعار للوالي البيزنطي. وقد وجد البابا معاملة طيبة من عمرو بن العاص، وعاد إلى كرسيه بعد ثلاث سنوات يمارس عمله الرعوي.
نشأته:


وُلد في قرية بيرشوط (كفر مساعد التابعة لإيتاي البارود بالبحيرة) من عائلة غنية تقية. في شبابه باع كل ما له والتحق بأحد الأديرة الواقعة في منطقة الإسكندرية يتتلمذ على يديْ ناسك شيخ يدعى ثيوناس.
كان محبًا لدراسة الكتاب المقدس، مجاهدًا في الحياة الفاضلة في الرب. وقد رأى في إحدى الليالي ملاكًا يقول له: "تهلل يا بنيامين فإنك سترعى رعية السيد المسيح". وإذ روى ما رآه على معلمه حذره من الكبرياء، لئلا يكون ذلك من عدو الخير لكي يخدعه، فبالغ القديس في جهاده الروحي مهتمًا بخلاص نفسه ومصليًا من أجل خلاص البشرية.
اضطر الناسك أن ينزل إلى الإسكندرية لظرفٍ ما فأخذ معه تلميذه بنيامين، وإذ قضى ما جاء بسببه ذهب إلى البابا أندرونيقوس حيث روى له ما رآه تلميذه وكيف تظهر نعمة الله عليه. أحب البابا أندرونيقوس بنيامين فاستبقاه عنده ليساعده في عمله الرعوي.
كانت ظروف الكنيسة المصرية في ذلك الحين في غاية المرارة، فقد كرس الإمبراطور البيزنطي هرقل كل طاقاته لإلزام الكنيسة بقبول قرارات مجمع خلقيدونية المشئوم الذي نادى بطبيعتين للسيد المسيح: إلهية وإنسانية، بينما تمسك الأقباط والسريان بالطبيعة الواحدة التي تضم وحدة الطبيعتين دون انفصال ولا امتزاج ولا اختلاط بينهما.

على أي الأحوال كان الإمبراطور قد أرسل بطريركًا دخيلًا يحمل سلطانًا مدنيًا، لكنه لم يستطع أن ينفي البابا أندرونيقوس بسبب شرف عائلته ومكانتها، وإنما نفى أساقفته وشردهم، وجال يهدم الكنائس ويضطهد الكهنة والشمامسة والشعب، وانطلق إلى البراري يهدم الأديرة ويقاوم الرهبان حتى الشيوخ منهم. هذا هو حال مصر الكنسي والمدني، لأنه لم يكن للوالي همّ سوى جمع ضرائب فادحة لحساب بيزنطة مع مقاومة الكنيسة المصرية بكل قوته لإرضاء الإمبراطور.
سيامته:


إذ تنيح البابا أندرونيقوس أُختير تلميذه بنيامين خلفًا بالإجماع، خاصة وأن البابا قد أشار إليه قبيل نياحته معلنًا عن رغبته في سيامته من بعده، فصار البطريرك الـ38.
في ذلك الوقت كان الفرس قد اغتصبوا مصر من هرقل، لكن الأخير استعادها ثانية ليعود فيصدر أمره بعد ثلاث سنوات بنقل قورش أسقف فاسيس (بآسيا الصغرى) إلى الإسكندرية يحمل السلطتين الكنسية والزمنية، فصار بطريركًا وواليًا على الإسكندرية.
أرسل الله ملاكًا للأنبا بنيامين يطلب منه أن يهرب هو وأساقفته إلى البرية من وجه قورش، فأخذ تلميذين له وانطلق إلى برية شيهيت ليرى بنفسه ما حلّ بالبرية من خراب على أيديْ الفرس، حيث تمررت نفسه وهو عاجز عن العمل بسبب الاستبداد البيزنطي. انطلق من شيهيت إلى الصعيد حيث عاش في أحد الأديرة الصغيرة المنتشرة بمنطقة طيبة.
مقاومة قورش للكنيسة:


إذ وصل قورش الإسكندرية لم يجد البابا بنيامين فألقى القبض على أخيه مينا وكان الجنود يحرقون جنبيه بنارٍ لكي يعترف عن موضع أخيه. احتمل بصبر صامتًا فاغتاظ البطريرك الدخيل وأمر بوضعه في "زكيبة" بها رمل وألقوه في البحر، فكان أول شهيد قبطي على يدّي البطريرك البيزنطي الدخيل.
جاء الراهب صفرونيوس إلى قورش وصار يحاججه، وإذ تمسك بضلاله وعنفه، مصرًا أن يعذب ويقتل، ذهب الراهب إلى القسطنطينية حيث التقى بالبطريرك والإمبراطور وعبثًا حاول إقناعهما عن سياسة القمع والعنف، ثم ذهب إلى أورشليم فكان كرسيها شاغرًا، فشعر أهل المدينة أنه مُرسل لهم من قبل السماء لسيامته أسقفًا.
دخول العرب مصر:


وسط هذا الجو المتوتر، حيث كان قورش لا عمل له سوى متابعة الأساقفة والكهنة والرهبان حتى في الصحاري بحمله عسكرية ليعذب ويقتل كانت الدولة العربية قد زحفت فهزمت الفرس ثم انطلقت إلى سوريا وفلسطين بينما كان هرقل في القسطنطينية ساكنًا.
وصل الزحف العربي إلى مصر تحت قيادة عمرو بن العاص عند الفرما على البحر الأحمر، ودام القتال شهرًا بعدها فتحوا المدينة لينطلقوا نحو الجنوب، حيث غلبوا بلبيس بعد شهر آخر، وعندئذ انطلقوا إلى بابليون بمصر القديمة حيث الحصن الذي بناه تراجان في القرن الثاني. وقد حاصروا المدينة حوالي سبعة شهور بعدها فاوض المقوقس العرب على تسليمه البلاد، ثم انطلق العرب إلى الإسكندرية وكانوا في كل معركة يحاربون كل مدينة على انفراد إذ فقدت البلاد وحدتها وحُرم الولاة المعينون من قبل الإمبراطور من كل خبرة عسكرية، لا همّ لهم سوى جمع الضرائب ومقاومة الكنيسة، لم يفكر أحد في مساندة أخيه. كان يمكن للإسكندرية أن تقاوم خاصة وأنها مدينة ساحلية يمكن أن تأتيها المؤن من البحر لكن التحزبات مزقتها، واستسلمت بعد شهور. بهذا انتقل الحكم من يد البيزنطيين إلى حكم العرب.
عودة البابا بنيامين:


استقر عمرو بن العاص في ضاحية الفسطاط، وإذ استتب الأمر دار النقاش بينه وبين الأقباط حول عودة البابا وأساقفته وكان سانوثيوس رجل مؤمن يتحدث مع عمرو في الأمر، فطُلب من الأخير أن يبعث رسالة إلى البابا ليعود إلى كرسيه مطمئنًا، وقد حمل الرجل الرسالة إلى الصعيد ليقدمها للبابا.
لم يطلب عمرو من المصريين سوى الجزية بعد إلغاء الضرائب البيزنطية الفادحة، وكان معتدلًا في المبلغ الذي يطلبه، مع تركه حرية العبادة وحرية التصرف في الأمور القضائية والإدارية، بل وعين بعضًا منهم مديرين في جهات كثيرة، غير أنه أعفاهم من الجندية فحرمهم من شرف الدفاع عن وطنهم عند الحاجة.
التقى البابا بعمرو في ودّ، فأظهر الأخير تقديره واعتزازه بالأول.
الغزو البيزنطي الفاشل:


يبدو أن هرقل لم يسترح لتسليم مصر خلال مندوبه قورش، إذ كانت مصر تمثل ثروة زراعية وكنزًا من الضرائب لبيزنطة، فأرسل أسطولًا إلى الإسكندرية من 300 سفينة فاحتلوها. لكن عمرو بالرغم من خلافه مع عمر بن الخطاب لأن الأخير طلب مالًا أكثر قام بمواجهة هذا الغزو وانتصر على الغزو البيزنطي. ولكي يأمن عدم تكرار هذا الأمر قرر هدم أسوار الإسكندرية بدكها حتى الأرض، وإضرام النار بها فالتهمت مكتبة الإسكندرية الشهيرة. وقد كثرت الأقاويل حول حرق هذه المكتبة.
عمل البابا بنيامين الرعوي:


1. كان أمام البابا بنيامين عند عودته أعمالًا كثيرة منها تثبيت الإيمان المستقيم، وقبول الذين انضموا إلى الكنيسة الملكية (البيزنطية) تحت ضغط العنف بالتوبة من أساقفة وكهنة وشعب لتحتضنهم الكنيسة الأم، وسيامة أساقفة جدد.
2. إذ عاش البابا أغلب أيامه في مرارة لم يتركه الله بدون تعزيات علنية وخفية، نذكر منها أمرين.
الأول استلامه رأس القديس مار مرقس الرسول، فإذ هدمت أسوار المدينة وأُشعلت النيران بها تعرضت الكنيسة المرقسية للحرق، فدخل بعض البحارة إلى الكنيسة لينهبوا ما بها، فوجدوا الرأس في صندوق مُغطى بلفائف ثمينة فحسبوه كنزًا، لذا أخذوه إلى السفينة. حاول البحارة الإبحار فلم يستطيعوا مطلقًا، وإذ فُتشت السفينة وأُكتشف أمرهم سُلمت الرأس للبابا بنيامين الذي خرج مع الأساقفة والكهنة والشعب يحملونها بإكرام عظيم. أما الحدث الثاني فهو عند إعادة بناء دير القديس مقاريوس جاء البابا يدشن الكنيسة. شاهد البابا أثناء التدشين القديس مقاريوس نفسه حاضرًا في الهيكل فاشتاق أن يُسام أسقفًا، فظهر له ساروف وأخبره أن الواقف هو القديس مقاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان. كما شاهد يدّ السيد المسيح نفسه تدهن الكنيسة بمذبحها، فامتلأ فرحًا روحيًا وبهجة قلب. وفي نفس الوقت شفيّ القديس مقاريوس ابن حاكم نيقوس الذي كان نائمًا في الكنيسة بعد تدشينها مصابًا بمرضٍ عضالٍ.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:10 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا بنيامين الثاني البابا الثاني والثمانون



وُلد ببلدة دميقراط بالصعيد الأقصى، أحب حياة الهدوء والسكون فاعتزل في الصحراء بالقرب من بلدته، وإذ كان الكثيرون من أقاربه ومعارفه يزورونه، انطلق إلى دير البغل بجبل طره ليحقق اشتياقه في حياة الوحدة بعيدًا عن معارفه.
لم يكن ممكنًا أن تختفي فضائله، إذ أحبه الكثيرون وجاءوا يطلبون مشورته ويسألونه الصلاة عنهم، وحين رآه الأنبا برسوم العريان تنبأ عنه أنه يجلس على كرسي مارمرقس. وبالفعل إذ تنيح البابا يوحنا التاسع الـ81 أُختير خلفًا له في سنة 1327 م.
في أيامه هبت عاصفة من الضيق الشديد خاصة على الكنائس والأديرة وذاق الرهبان والراهبات العذابات، وأيضًا تمررت حياة الأساقفة، هذه التي أثارها الوالي شرف الدين بن التاج، لكنه لم يبقَ في الولاية سوى سنة واحدة إذ وافته المنية بعدها، وجاء والٍ حليم منصف مملوء حبًا للمسلمين والمسيحيين، فقام الأنبا بنيامين ببناء ما تهدم من كنائس وأديرة خاصة دير الأنبا بيشوي الذي كان قد خرب تمامًا. في السنة الثالثة لباباويته اجتمع معه 20 أسقفًا في دير القديس مقاريوس لطبخ الميرون، من بعدها واجهت الكنيسة موجة جديدة من الضيق بواسطة السلطان قلاوون. وقد تدخل إمبراطور أثيوبيا بتكوين جو سلام بينه وبين السلطان أعطى للكل هدوءًا واستقرارًا.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:10 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بنيامين الطوباوي



يروي لنا القديس بالاديوس قصة القديس بنيامين بجبل نتريا، الذي زاره وسط مرضه قبل موته وقال إن هذا الطوباوي قد بلغ الكمال في الحياة النسكية بدرجة سامية، فقد جاهد في عبادته وصومه ثمانين عامًا. وهبه الله عطية شفاء المرضى فحُسب كطبيب منطقة نتريا، كل من أصابه ألمًا أيا كان نوعه يمد يده عليه ويصلي فيهبه السيد المسيح شفاءً. والعجيب أن هذا الشيخ قد جُرب بمرض شديد في أواخر أيامه حيث بقي ثمانية شهور يعاني من مرض الاستسقاء، إذ كانت بطنه منتفخة والمياه تتجمع فيها، وكان يعانى المرارة من الألم بفرحٍ وشكرٍ، فدعاه الرهبان "أيوب الثاني".
سأل راهب يدعى ديسقورس القديس بالاديوس وأوريجينوس إن كانا يودان زيارة أيوب الجديد، الذي يشفي أمراض الكثيرين باسم السيد المسيح وسط آلامه المبرحة، وبالفعل ذهب الاثنان إليه ليجدا كل جسمه منتفخًا حتى لم يكن قادرًا على تحريك إصبع واحد، وكان جالسًا على كرسي صُنع خصيصًا له حيث كان عاجزًا عن النوم على السرير. قال بالاديوس إنه لم يستطع هو ورفيقه النظر إليه بسبب انتفاخ جسمه. أما هو فقال لهما: "يا بنىّ صليا لأجلي كي لا يكون في إنساني الداخلي استسقاء، فحين كان جسدي في صحة لم يكن معينًا لي والآن إذ هو مريض لا يعوقني في شئ".
بهذه النظرة كانت نفسه مستريحة، لا يرتبك بمرض الجسد القاسي إنما بحرية إنسانه الداخلي، يخشى لئلا يصير مرض جسده علة لمرض نفسه.
أخيرًا إذ تنيح اضطروا أن ينزعوا الباب بإطاره حتى يمكن إخراج جسده الذي كان قد انتفخ جدًا.
من كلماته:
  • قال أبا بنيامين لتلاميذه: افعلوا هذه الأمور فتستطيعوا أن تحيوا، افرحوا في كل حين، صلوا بلا انقطاع، اشكروا في كل شيء.
  • سأل أخ الشيخ بنيامين: "مما تكون حياة الراهب؟" أجابه قائلًا: "من فمٍ يتلو الحق، وجسدٍ مقدسٍ، وقلبٍ نقيٍ".
  • سأل الإخوة: ماذا يعني أبا بنيامين بقوله: "لو لم يجمع موسى الخراف في الحظيرة لما رأى الله الذي في العليقة؟" أجاب الشيخ: "ما قاله هو هكذا: كما أن موسى الطوباوي الذي تأهل للرؤيا في العليقة جمع أولًا الخراف التي كان يرعاها في مجموعة واحدة لئلا عندما يذهب ليرى المنظر العجيب يتشتت فكره خلال قلقه على القطيع المبعثر في البرية، هكذا أيضًا الراهب إن اشتاق إلى نقاوة القلب ورغبها، هذه التي بها يتطلع إلى الله في إعلان نوراني يلزمه أولًا أن يتخلى عن كل ممتلكات أرضية وعن مشاعره (الذاتية) وأهوائه ويعيش في خلوة دائمة، فيجمع ذهنه ويحرره من التشتت والانحراف، ويكون له هدف واحد وحيد يتطلع إليه هو الله. بهذا يتأهل لنقاوة القلب وينعم برؤية الله وإعلاناته.
  • اسلكوا الطريق الملوكي، وأحصوا الأميال، ولا تكونوا غير مبالين.
(يرى بعض الدارسين أن هذه الأقوال لأكثر من راهب يحمل هذا الاسم).

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:11 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان مار بهنام وسارة أخته



كان بهنام Behnam ابنا لسنحاريب ملك الفرس، يسند والده في الحروب، وإذ حدثت هدنة استأذنه أن يخرج للصيد مع بعض جنوده، وبالفعل انطلق إلى البرية يمارس هوايته المحبوبة لديه، حتى ضل الطريق لمدة يومين كاملين.
إذ جلس الكل للغذاء رأى الأمير صيدًا ثمينًا فصار يطارده حتى دخل مغارة، فدخل وراءه وأمسك به. وإذ كان الغروب قد حلّ نام الكل في المغارة. وفي الليل شاهد كما في حلم ملاكًا نورانيًا يناديه باسمه ويعلن له انه سيكون إناءً مختارًا لله، وينعم بالإكليل السماوي. وإذ كان متحيرًا لا يفهم ما يسمعه طلب منه الملاك أن يمضي إلى شيخٍ متوحدٍ يدعى متى بالقرب منه يرشده إلى الحق.
في الفجر استيقظ الكل ليجدوا الأمير مستعدًا للرحيل، وقد ظهرت علامات البهجة على وجهه. أخبرهم الأمير بما رأى، وكان الكثيرون قد سمعوا عن هذا الراهب الذي عاش في الجبل يجمع حوله جماعة كبيرة من المسيحيين الذين هربوا من ضيق يوليانوس الجاحد، وأن الله وهبه صنع المعجزات والآيات، وقد اجتذب كثيرين منهم مارزكا ومارإبراهيم.
لقاؤه مع القديس متى:


اصطحب الأمير رجاله حيث صاروا يبحثون عن القديس حتى التقوا به، فاستقبلهم بفرح عظيم وسار معهم وكان يحدثهم عن محبة الله الفائقة وعمل السيد المسيح الخلاصي، فتعلق قلب ماربهنام بالرب، وإن كان قد طلب من القديس متى أن ينزل معه ليشفي أخته المُصابة بالبرص. وبالفعل نزلوا من الجبل حتى اقتربوا من المدينة حيث توقف القديس هناك وطلب من مار بهنام أن يُحضر إليه القديسة سارة أخته.
تكتم بهنام الخبر، وإذ التقى بأبيه الذي كان يبحث عنه طلب منه أن يمضي إلى أمه وأخته، وبالفعل التقى بهما وأخبر والدته بكل ما حدث، واستأذنها أن يأخذ أخته سارة ليصلي القديس متى عنها. طلب القديس من سارة أن تؤمن بالسيد المسيح وتجحد الشيطان وكل أعماله، وقام بتعميدها فخرجت من الماء وقد شُفيت من البرص. دُهش المرافقون لبهنام وسارة وآمنوا بالسيد المسيح.
تحدث القديس مع الحاضرين عن احتمال الآلام من أجل الإيمان، ثم انطلق في البرية متجهًا نحو مغارته، وعاد بهنام ومعه سارة إلى أمها التي فرحت جدًا بشفاء ابنتها.
وليمة ملوكية:


أقام الملك وليمة يجمع فيها العظماء من أجل شفاء ابنته، وإذ أُعد كل شيء صُدم الملك إذ رآها في الحفل ترتدي ثوبًا بسيطًا. وإذ كان يتحدث معها صارت تعلن إيمانها أمام العظماء والأشراف في هدوء وبحكمة. اغتاظ الملك وحسب ذلك إهانة له! تحوّل الحفل عن البهجة الزمنية إلى اضطراب شديد وخيبة أمل للكل.
استشهادهما:


في اليوم التالي جمع الملك بعض مشيريه ليسألهم عما يفعله ببهنام وسارة ولديه، فسألوه أن يتمهل عليهما ويقوموا هم بإغرائهما وتعقيلهما. أحضر الملك ابنيه وصار يطلب منهما أن يخضعا له ويسجدا للآلهة، أما هما فكانا في محبة ووداعة مع حزم يسألونه أن يقبل عمل الله الخلاصي ويتمتع بالشركة مع الله.

خرج بهنام وسارة ليجتمعا مع بعض المؤمنين وأعلنا شوقهما أن يلتقيا بالقديس متى الذي في جبل القاف. وإذ سمع الملك أرسل وراء هذا الجمع جندًا لحقوا بهم وقتلوهم جميعًا، وكان عددهم نحو أربعين شهيدًا، وإذ أبقوا بهنام وسارة قليلًا مترقبين أمر العفو عنهما لم يصل الأمر وخشوا من الملك لذا استعدوا لقتلهما. بسط بهنام وسارة يديهما وصليا، وفي شجاعة قدما عنقيهما وهما يسبحان الله فنالا إكليل الاستشهاد في 14 كيهك عام 352.
حنق الملك عليهما:


لم يهدأ الملك بقتل ابنيه والجموع المحيطة بهما، إنما طلب من الجند أن يرجعوا إلى الأجساد ويلقوا عليها خشبًا ونفطًا وكبريتًا ويحرقونها. لكنهم إذ رجعوا رأوا كأن الأجساد مملوءة بهاءً فخافوا ورجعوا ثانية. قيل أن الأرض انشقت لتحفظ هذه الأجساد إلى حين، لكن الملك حسب ذلك علامة غضب الآلهة عليهم. أصيب الملك بروح شرير حتى صار يؤذي نفسه، فكانت زوجته تصلي بدموع وتطلب من إله بهنام وسارة ابنيهما أن يخلصاه. وكانت الملكة، يشاركها بعض العظماء، يصومون ويصلون.
إيمان الملك:


بأمر الملكة حُمل الملك إلى مكان استشهاد ابنيها، وهناك صارت تسجد لله وتبكي، وإذ باتت الليلة هناك ظهر لها ابنها بهنام متوشحًا بثوب نوراني، يطلب منها أن تحضر القديس متى ليصلي من أجله ويرشدهما إلى الخلاص. في الصباح استيقظت الملكة وتممت ما طلبه ابنها منها، فجاء القديس وشفى الملك وكرز له ولمن حوله وقام بتعميد الكثيرين. أقام الملك كنيسة في موضع استشهاد ابنيه وحفظ فيه جسديهما، وعاد القديس متى إلى جبله حيث تنيح بعد أيام قليلة.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:12 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة بوبليا



أشار المؤرخ ثيؤدرت إلى القديسة بوبليا St. Publia بكونها من عائلة غنية بإنطاكية قد ترملت. جمعت في بيتها عددًا من العذارى والأرامل المكرسات، يعشن معًا في حياة مشتركة تقوية ومملوءة حبًا. في عام 362 م جاء يوليانوس الجاحد إلى إنطاكية للإعداد لمعركة ضد فارس، وإذ كان عابرًا بجوار بيت بوبليا يومًا ما توقف على صوت تسبيح يصدر من المكرسات، وكن يسبحن المزمور 115 حيث سمع الإمبراطور العبارة: "أصنامهم فضة وذهب، عمل أيدي الناس، لها أفواه ولا تتكلم... مثلها يكون صانعوها، بل كل من يتكل عليها". التهب قلب يوليانوس غيظًا، إذ حسب ذلك إهانة شخصية موجهة ضده، وطلب من بوبليا ألا تنطق بهذا بعد ذلك. إذ سمعن ذلك قلن: "ليقم الله وليتبدد جميع أعدائه" (مز 67). استدعى الإمبراطور القديسة، حيث أمر الجلادين بضربها دون رحمة، أما هي ومن معها فكن بالأكثر يسبحن الله. عندئذ أمر بقتلهن جميعًا عند عودته من فارس، فذهب ولم يعد، أما بوبليا وجماعتها فعشن في سلام الله. يعيد لهن الغرب في 9 أكتوبر.

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:13 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بوتامون الأسقف المعترف



كان القديس بوتامون أو بوتاميون St. Potamon - Potamion أسقفًا على هيراقليا بمصر. قال عنه البابا أثناسيوس الرسولي إنه شهيد مزدوج، إذ شهد للحق أمام اضطهاد الوثنيين كما أمام اضطهاد الأريوسيين.
عندما ثار مكسيميانوس دايا ضد المسيحيين عام 310 م تعرض القديس لعذابات كثيرة، خلالها فقد أحد عينيه. وحسب ذلك شرفًا له خاصة عند حضوره مجمع نيقية سنة 325 م حيث كان له دوره الحيوي ضد الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح. وفي سنة 335 م حضر مجمع صور حيث دافع عن البابا أثناسيوس كبطل الإيمان، وقد وجه اللوم للأسقف يوسابيوس القيصري الذي كان زميله في السجن، كيف يقبل أن يحاكم بطل الإيمان، موبخًا إياه لأنه سبق فجبن وقدم ذبيحة للأوثان، لذا يسقط حقه في اعتلاء كرسي رئاسة المجمع.
في أيام قسطنطيوس الأريوسي، جال والي مصر فيلوجريوس ومعه البطريرك الأريوسي الدخيل غريغوريوس في أنحاء مصر يعذبون الأرثوذكس وينفون الأساقفة. وكان أحد ضحاياهما القديس بوتامون الذي أُلقي القبض عليه، وكان يُضرب بالعصي حتى فقد وعيه تمامًا وحسبوه قد مات. عالجه بعض المؤمنين وشفي، لكنه لم يمضِ وقت طويل حتى تنيح على أثر العذابات التي لحقت به كأحد المعترفين. يعيد له الغرب في 18 من شهر مايو.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:13 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة بوتامينا



https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...amiaena-02.jpg


الشهيدة بوتامينا

سبق لنا الحديث عن الشهيدة العفيفة بوتامينا Potamiaena أثناء حديثنا والدتها الشهيدة مارسيل، وعن الشهيد باسيليدس Baslides الجندي الذي كان مكلفًا بحراستها، وقد صنع معها معروفًا بعدم خلع ملابسها أثناء استشهادها فشفعت فيه أمام الله، ولحقها بدوره، إذ أعلن إيمانه واستشهد. ذكر المؤرخ يوسابيوس قصتها (التاريخ الكنسي6:5) كما تحدث عنها القديس بالاديوس في كتابه "التاريخ اللوسياكي" ف3، رواها على فم إيسيذورس الإسكندري نقلًا عن فم القديس أنبا أنطونيوس.
وُلدت من أبوين مسيحيين في القرن الثاني الميلادي، وكانت أمها مرسيليا تهتم بها، فوضعتها تحت إرشاد العلامة أوريجينوس، تسمع تفسيره للكتاب المقدس في مدرسة الإسكندرية الأولى. كانت بوتامينا أمة مسكينة تخدم رجلًا غنيًا بخوف الله، لكن الشيطان ملأ قلب الرجل بالأفكار الدنسة نحوها، فصار يلاطفها ويحثها على ارتكاب الشر معها، أما هي ففي قوة قاومت سيدها وأصرت على حفظ طهارتها وعفتها حتى الموت.
إذ لم يجد السيد حلًا اغتاظ منها وشكاها إلى والي الإسكندرية أوكيلا Claudius Subatianus Aquila (والي مصر ما بين 205 أو 206 حتى 210 م)، متهمًا إياها بالمسيحية، وقد قدم له مبلغًا كبيرًا ليعذبها حتى تخضع وتقبل صنع الشر مع سيدها. احتملت الكثير من الآلام وأخيرًا ألقيت في زيت مغلي حتى أسلمت الروح في يد عريسها السماوي.
* يُكتَب أيضًا: بوطامينا.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:14 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا بوثينوس الأسقف ورفقاؤه الشهداء



https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...f-Lyons-02.jpg


أيقونة الشهيدة بلاندينا (بلاندينة) من ليون، وقد استشهدت مع شهداء آخرين مثل ماتوروس، سانكتوس، بونتيوس

تُعتبر الرسالة التي سجلت آلام شهداء ليون وفينا بفرنسا في أيام الإمبراطور مرقس أوريليوس عام 177 م، التي أُرسلت إلى كنائس آسيا وفريجية "لؤلؤة الأدب المسيحي في القرن الثاني" كما وصفها أحد الأدباء الفرنسيين، سجلها لنا المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (تاريخ الكنيسة 1:5). قدمت لنا صورة عن استشهاد وعذابات الكثيرين، من بينهم الشهيد الأسقف بوثينوس، نقتطف منها الآتي: (قام بترجمتها القمص مرقس داود في كتاب يوسابيوس القيصري):
"خدام المسيح المقيمون في فينا وليون ببلاد الغال إلى الإخوة في آسيا وفريجية الذين يعتنقون نفس الإيمان ورجاء الفداء، سلام ونعمة ومجد من الله الآب ويسوع المسيح ربنا...
إن شدة الضيق في هذه البلاد، وهياج الوثنيين على القديسين، وآلام الشهود المباركين، هذه لا نستطيع وصفها بدقة، كما لا يمكن تدوينها. فالخصم هجم علينا بكل قوته، مقدمًا إلينا عينة من نشاطه الذي لا يُحد الذي سيظهره عند هجومه علينا مستقبلًا، وقد بذل كل ما في وسعه لاستخدام أعوانه ضد خدام الله، ولم يكتفِ بإبعادنا عن البيوت والحمامات والأسواق، بل حرم علينا الظهور في أي مكان. لكن نعمة الله حوّلت الصراع ضده، وخلصت الضعفاء، وجعلتهم كأعمدة ثابتة، قادرين بالصبر على تحمل كل غضب الشرير، واشتبكوا في الحرب معه، محتملين كل صنوف العار والأذى. وإذ استعانوا بآلامهم أسرعوا إلى المسيح، مظهرين حقًا أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا (رو8: 18).
وأول كل شيء تحملوا ببسالة كل الأضرار التي كدسها الغوغاء فوق رؤوسهم كالضجيج واللطم والسحب على الأرض والنهب والرجم والسجن وكل ما يسر الغوغاء الثائرون أن يوقعوه على الأعداء والخصوم.
وبعد ذلك أخذهم قائد الألف ورؤساء المدينة إلى الساحة الخارجية، وحُقق معهم بحضور كل الجمهور، ولما اعترفوا سُجنوا إلى حين وصول الوالي..."
تروي الرسالة أن شابًا حكيمًا يدعى فيتيوس اباغاثوس Vettuis Epagathus إذ رأى العنف الحال بإخوته عندما مثلوا أمام الوالي وقف يدافع عنهم بكونه من الشخصيات البارزة. لم يقبل الوالي دفاعه بل سأله عن إيمانه وإذ عرف أنه مسيحي دُفع بين المسيحيين كمتهم، فقبل ذلك بملء المحبة والفرح، مشتاقًا أن يضع حياته من أجل الإخوة وأن يتبع مسيحه.
أُلقيّ القبض أيضًا على الخدم الوثنيين العاملين لدى هؤلاء الشهداء، وإذ رأى الخدم أدوات العذابات لم يبرروا أنفسهم أنهم ليسوا مسيحيين وإنما كالوا اتهامات لسادتهم بأمور كاذبة لا يليق الحديث عنها ولا حتى التفكير فيها. وإذ سمعت الجماهير هذه الاتهامات ثارت بعنف على المسيحيين كوحوش مفترسة، حتى الأحباء والأصدقاء من الوثنيين انقلبوا إلى العداوة العنيفة ضد أصدقائهم المسيحيين، فتم قول الرب إنه "تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو16: 2).

كان من بين الذين انصب غضب الوالي والجند مع الغوغاء عليهم سانكتوس Sanctus شماس من فينا، وماتروس Maturus مسيحي حديث العماد لكنه مجاهد نبيل، وأتالوس Attalus من برغامس، وبلاندينا Blandina الأمة الضعيفة الجسم وقد أعلن الله فيها قوته ومجده وسط آلامها، وببلياس Biblias، وغيرهم، هؤلاء جميعًا مع القديس بوثينوس Pothinus أسقف ليون الذي كان قد بلغ أكثر من تسعين عامًا. جاء في الرسالة: "أما المغبوط بوثينوس، الذي عُهدت إليه أسقفية ليون، فقد سحبوه إلى كرسي القضاء، وكان عمره يزيد على تسعين سنة، وقد وهنت كل قواه، يكاد بالجهد أن يتنفس بسبب ضعف جسده، ولكنه تقوى بالغيرة الروحية بسبب رغبته الحارة في الاستشهاد. ومع أن جسده قد خار أمام الشيخوخة والأمراض، فقد حُفظت حياته لكي ينتصر المسيح فيها. وعندما أتى به الجند إلى المحكمة، يرافقه الولاة المدنيين وجمهور من الشعب يهتفون ضده بكل أنواع الهتاف، كأنه هو المسيح نفسه، شهد شهادة نبيلة. ولما سأله الوالي: "من هو إله المسيحيين؟" أجاب: "إن كنت مستحقًا فستعرف". عندئذ سحبوه بفظاظة، ولطموه بكل أنواع اللطم. القريبون منه لكموه بأيديهم، وركلوه بأرجلهم، دون اعتبار لشيخوخته، أما البعيدون عنه فقذفوه بكل ما وصلت إليه أيديهم. ظن الكل أنهم يُحسبون مجرمين إن قصروا في إهانته بكل إهانة ممكنة، إذ توهموا أنهم بهذا ينتقمون لآلهتهم، ثم زُج به في أعماق السجن وهو يكاد لا يقوى على التنفس وتنيح بعد يومين".


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:14 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد بوديليوس



St. Boudelius اختلف الدارسون في تحديد تاريخ استشهاده فتأرجحوا بين القرنين الثاني والرابع، وقد بُنيت كنائس كثيرة لتكريمه في فرنسا وأسبانيا، وكان لقبره كرامة عظيمة في بروفنس Provence بفرنسا. كان رجلًا غريبًا، نزح إلى جنوب فرنسا بقصد الكرازة بالإنجيل، وإذ نجح في رسالته اغتاظ الوثنيون. في عيد الإله جوبتر تجمهر الوثنيون فذهب بنفسه إليهم وصار يحدثهم عن الحق الإنجيلي، فقبضوا عليه وقطعوا رأسه بفأس في مدينة Nimes.

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:15 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بورفيروس الأسقف



ولد بوفيروس Porphyry في مدينة تسالونيك بمقدونية حوالي عام 353 م، وسط أسرة شريفة غنية وتقية، فنشأ من صغره محبًا لله، زاهدًا العالم، مشتاقًا إلى تكريس كل حياته لحساب ملكوت الله.
إذ بلغ الخامسة والعشرين من عمره انطلق إلى شيهيت مصر، وأقام في البرية خمس سنوات يتتلمذ على آبائها، فأحب حياة السكون والهدوء. استأذن الآباء وذهب إلى فلسطين ليتبارك من الأماكن المقدسة، وهناك استقر في مغارة بالقرب من نهر الأردن يمارس عبادته بروح تقوي نسكي، غير أنه بعد خمس سنوات أخرى أُصيب بمرض شديد بسبب الرطوبة،حتى صار منهك القوى جدًا.
في أثناء مرضه طلب من تلميذه مرقس، وهو شاب أسيوي جاء إلى أورشليم للسياحة وقد أحب القديس بورفيروس وتتلمذ على يديه، أن يذهب إلى تسالونيك ويبيع كل ما ورثه عن والديه ويأتي به إليه. عاد مرقس بعد حوالي ثلاثة شهور يحمل مبلغًا ضخمًا هو قيمة ما ورثه الناسك بورفيروس، وكانت المفاجأة انه وجد معلمه قد شُفي تمامًا. سأله عن سرّ شفائه، فأجابه: "لا تتعجب يا مرقس أن تراني بصحة جيدة وإنما بالحري لتدهش فقط من صلاح المسيح غير المنطوق به الذي يقدر أن يشفي بسهولة ما ييأس منه البشر". وإذ أصرّ مرقس أن يعرف كيفية شفائه أجابه انه منذ حوالي أربعة أيام إذ كان متألمًا جدًا حاول بلوغ جبل الجلجثة فانهار في الطريق تمامًا، وإذ به ينظر رؤيا كأن السيد المسيح معلقًا على الصليب وعن يمينه اللص الصالح، صرخ بورفيروس: "أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك"، عندئذ أمر المخلص اللص اليمين أن يقيمه، فمدّ يده وأنهضه، وسأله أن يسرع إلى المسيح، وبالفعل أسرع إليه، وإذا بالسيد يقول له: "خذ هذه الخشبة (الصليب) واجعلها في عهدتك". في طاعة حمل بورفيروس خشبة الصليب على كتفيه وانطلق بها. بهذا انتهت الرؤيا ليستيقظ الرجل ويجد نفسه في الطريق نحو الجلجثة معافى تمامًا.
دُهش مرقس هذه الكلمات وتأثر جدًا، وقرر ألا يبارح معلمه.
قام الرجل بتوزيع كل ما جاء به مرقس على الفقراء والمحتاجين، ليمارس عملًا يدويًا يعيش به وهو عمل الأحذية والمصنوعات الجلدية، بينما مارس مرقس عمل النساخة إذ كان خطه جميلًا.
أسقفيته:


بقيّ بورفيروس يمارس عمله، وكان يردد كلمات الرسول بولس بأن من لا يعمل لا يأكل. وإذ بلغ حوالي الأربعين من عمره (سنة 393 م) سامه أسقف أورشليم كاهنًا، وجعل في عهدته خشبة الصليب المقدس، ففرح بها جدًا، إذ تحققت رؤياه.
بقيّ الكاهن يمارس حياته النسكية لا يأكل إلا عند الغروب خبزًا وبعض البقول. وقد اجتذب بسيرته وتقواه مع كلمات وعظه الكثير من الوثنيين للإيمان بالسيد المسيح.
في سنة 396 تنيح إيناسي أسقف غزة فأُختير بورفيروس أسقفًا دون معرفته. كتب يوحنا أسقف قيصرية إلى أسقف أورشليم يسأله أن يبعث إليه الكاهن بورفيروس ليسأله في بعض أمور خاصة بالكتاب المقدس، طلب منه أسقف أورشليم أن يذهب إلى قيصرية ويعود خلال سبعة أيام. نادى بورفيروس تلميذه مرقس وقال له: "أيها الأخ مرقس، هلمَ نذهب إلى الأماكن المقدسة والصليب المقدس نكرمه فإننا سنبقى زمنًا طويلًا لا نمارس ذلك".
دهش مرقس لذلك وسأله عن السبب، فأجاب أن مخلصنا ظهر له الليلة السابقة وقال له: "سلّم الصليب الكنز الذي في عهدتك، فإنني سأزوجك زوجة فقيرة بحق ومتضعة لكنها عظيمة التقوى والفضيلة. اهتم أن تزينها حسنًا مهما بدت لك، فإنها أختي". أضاف: "هذا ما أشار به عليّ السيد المسيح الليلة الماضية وإنني أخشى لئلا أهتم بخطايا الآخرين وأنسى خطاياي لكن إرادة الله يجب أن تُطاع".
ذهب إلى قيصرية وهناك وجد وفدًا من غزة يطالب أسقف قيصرية بسيامته أسقفًا عليهم، فسيم أسقفًا. عاد الأسقف الجديد إلى غزة ليجد الوثنيين قد صمموا أن يقتلوه، لأن إلههم مارناس Marnas سبق فأخبرهم أن كوارث تحل بغزة بسبب بورفيروس. أما هو فقابلهم ببشاشة ووداعة فكسب الكثيرين منهم.
بعد شهرين من وصوله غزة حدث جفاف في المنطقة فانطلق الوثنيون إلى معبدهم يصلون لكي يرفع مارناس غضبه عن المدينة ولم يجدِ ذلك شيئًا، عندئذ صام المسيحيون يومًا كاملًا وقضوا ليلة في الصلاة والتسبيح، وانطلقوا بموكب إلى كنيسة القديس تيموثاوس خارج أسوار المدينة. أغلق الوثنيون أبواب السور عليهم ليتركوهم خارجًا، وإذ صرخ المسيحيون لإلههم هطلت الأمطار ففرح الوثنيون وفتحوا الأبواب ليستقبلوهم ببهجة قلب وآمن كثيرون منهم بالسيد المسيح.
ثار الوثنيون على المسيحيين إذ وجدوا أن أعدادًا كبيرة منهم يتركون المعبد حتى صار شبه مهجور، وصمموا على قتل المسيحيين. انطلق بروفيروس مع يوحنا أسقف قيصرية يسألا الملك فيما سبق أن سأله إياه ذهبي الفم ألا وهو هدم المعابد الوثنية التي صارت شبه مهجورة، وكان الملك قد أصدر أمرًا ولم يتحقق. وافق الملك على طلبهم لكنه عاد فتراجع.
التجأ الأسقفان إلى أفدوكسيا الملكة، ولم تكن قد أنجبت بعد فتنبأ لها بروفيروس أن تنجب ابنًا يجلس على كرسي أبيه، وإذ تم ذلك حقق الملك طلب الأسقفين. وهب الله هذا القديس صنع عجائب كثيرة دفعت الكثير من الوثنيين بغزة إلى قبول الإيمان بالسيد المسيح، وبقي هذا الأب يرعى شعبه بأمانة وتقوى حتى تنيح في 26 فبراير.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:15 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الناسكان بوسفوريا وزوجها هيرونيون



في أنقرة بغلاطية التقى القديس بالاديوس برجلٍ مستنير يدعى هيرونيون Heronion وزوجته بوسفاريا Bosphoria أو دوسفوريا، حسبهما بالاديوس مثلين له يتمثّل بهما في حبهما للحياة العتيدة في رجاء الخيرات الأبدية.
كان لهذين الزوجين ثروة ضخمة، دفعا القليل منها في زواج ابنتيهما وقالا لأولادهم الأربعة وبنتيهما إنهما سيتركان لهم كل شيء، لكن في حياتهما لا يعطيا لهم شيئًا، بل يقدما كل الإيراد للفقراء والمحتاجين والكنائس والأديرة وفنادق الغرباء.
إذ اجتاحت البلاد مجاعة كانا في بساطة يقدمان بركة للمحتاجين، فصارا موضع حب الجميع. وخلال محبتهما الصادقة للفقراء وبساطتهما كسبا الكثير من الهراطقة للإيمان. عاشا في حياة نسكية جادة، فكان ملبسهما بسيطًا للغاية ومتواضعًا، وكانا دائمي الصوم، يسلكان في حياة عفيفة. كانا يقضيان أغلب أيامهما في الحقول في حياة هادئة تأملية، بعيدًا عن ضوضاء المدينة ومتطلباتها المربكة للنفس. يقول القديس بالاديوس: "لقد مارسا هذه الأعمال السامية كلها، لأن أعين فهمهما كانت تتطلع نحو الخيرات الأبدية المعدة لهما".

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:16 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بوسيدونيوس



دعاه القديس بالاديوس "العظيم بوسيدونيوس". كما قال: "الأمور التي تُروى عن القديس بوسيدونيوس Possidonius الطيبي كثيرة جدًا، يصعب وصفها كلها، فقد كان وديعًا، لطيفًا، صبورًا، محتملًا للآلام، نفسه صالحة، لا أعرف إن كنت قد التقيت بإنسانٍ مثله قط".
عاش معه في بيت لحم لمدة عام، خارج دير "الرعاة" على ضفة Pophyrites بالقرب من المدينة، وقد قال له: "لم أتكلم قط مع إنسانٍ لمدة عام كامل ولا سمعت صوت إنسان. لم آكل خبزًا بل كنت أبلل ما بداخل سعف النخل، مع عسل برّي متى وجدته". كما روى له أنه إذ دخل في تجربة قاسية وترك مغارته لكي يسكن مع الناس وقد سار يومًا كاملًا، وبسبب إنهاك قوته لم يسر في ذلك اليوم كله سوى حوالي ميلين، تطلع إلى الوراء فوجد فارسًا يبدو من مظهره أنه نبيل أو شريف يحمل على رأسه خوذة. حسبه رجلًا رومانيًا، فرجع ثانية إلى مغارته ليجد خارجها سلة بها عنب وتين طازج، فحمل السلة إلى داخل المغارة فرحًا وامتلأ تعزية، وكان يأكل من السلة لمدة شهرين.
روى لنا أيضًا قصة سيدة حامل كان بها روح نجس، وإذ جاء وقت الولادة تعذبت جدًا، فجاء رجلها إلى القديس وسأله أن يأتي إلى بيته ليصلي من أجلها، وقد ذهب معه القديس بالاديوس، وهناك صليا، وأخرج القديس الروح الشرير من المرأة وولدت. يختم حديثه عنه بما قاله له القديس. انه لمدة أربعين سنة لم يأكل خبزًا، ولا سكن فيه غضب من جهة إنسانٍ لمدة نصف عام.

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:16 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بوسيديوس الأسقف



عُرف القديس بوسيديوس St. Possidius بكونه واضع سيرة صديقه الحميم القديس أغسطينوس أسقف هيبو باختصار لكنها ذات قيمة كبيرة.
نشأ في شمال غرب أفريقيا، من والدين وثنيين، لكنه قبل الإيمان بالسيد المسيح وتتلمذ على يدّي القديس أغسطينوس في دير بهيبو. سيم أسقفًا على مدينة كالاما بنوميديا عام 397، التي كانت تعاني الأمرين من الدوناتست (جماعة منشقة على الكنيسة تكفر ما سواها) وأيضا من الوثنيين. التصق بالقديس أغسطينوس في مقاومة الدوناتست والبيلاجيين (الذين تجاهلوا نعمة الله وركزوا على الجهاد البشري وحده)، وبسبب هذا تعرض لمقاومة عنيفة من المتطرفين الدوناتست.
لعب دورًا حيويًا في مجمع Mileve عام 416 ضد البيلاجيين.
في عام 429 إذ عبرت قبائل الوندال من أسبانيا إلى أفريقيا، خربوا منطقة كالاما Calama ، فالتجأ القديس بوسيديوس إلى صديق عمره القديس أغسطينوس، حيث أسلم الأخير روحه بين ذراعيه بينما كانت القبائل البربرية تحاصر مدينة هيبو. قيل أن الأسقف بوسيديوس ومعه أسقفان آخران نُفوا عن كراسيهم خلال تحركات أريوسية مقاومة لهم. تنيح القديس في منفاه حوالي عام 440 م في 17 مايو. يرى البعض إنه تنيح في ميرندولا Mirandola بإيطاليا.

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:17 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بولا الطموهي



https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...Hazkial-01.jpg


القديس الأنبا بولا الطموهي و الأنبا حزقيال تلميذه
← اللغة القبطية: abba Paule piremtammo\.

تعيّد له الكنيسة في يوم 7 بابة، وتطلب صلواته في مجمع القداس الإلهي مع تلميذه حزقيال Iezekihl pefmaqhthc بعد القديس أنبا بيشوي مباشرة. بعد خراب برية شيهيت حوالي سنة 408 م هرب القديس أنبا بيشوي إلى جبل أنصنا (أنتينويه) بصعيد مصر حيث التقى بالقديس أنبا بولا المتوحد هناك، وقد ارتبطا بصداقة روحية عجيبة حتى أن ملاكًا ظهر له يقول: "إن جسدك سيكون مع جسد الأنبا بيشوي". ولا يزال الجسدان معًا في أنبوبة واحدة بدير القديس أنبا بيشوي حتى يومنا هذا. قيل أن أسقف أنصنا أراد نقل جسد القديس أنبا بيشوي فلم تتحرك السفينة، عندئذ أخبرهم متوحد يدعى إرميا بوعد الرب للقديس أنبا بولا، فجاءوا بجسد أنبا بولا معه ونُقل الاثنان معًا إلى دير أنبا شنودة.
وفي أيام البطريرك يوسف في القرن التاسع نُقل الجسدان إلى دير الأنبا بيشوي.
بقاء الجسدين معًا في أنبوبة واحدة شهادة حية للصداقة الروحية المملوءة حبًا التي تربطنا معًا. فلا يقوى الموت على مفارقتنا، لا على صعيد الجسد في هذا العالم الزائل، وإنما على صعيد المجد الأبدي للنفس والجسد معًا. عُرف القديس أنبا بولا بحبه الشديد للعبادة خاصة الصلاة الدائمة، ونسكه الشديد حتى قال تلميذه حزقيال إنه تعرض للموت ست مرات بسبب شدة نسكه. عاش كمتوحدٍ لا يكف عن الجهاد حتى ظهر له السيد المسيح، وقال له: "كفاك تعبًا يا حبيبي بولا". فأجابه القديس: "دعني يا سيدي اُتعب جسدي من أجل اسمك، كما تعبت أنت من أجل جنس البشر؛ وأنت الإله قدمت ذاتك عنا نحن غير المستحقين".


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:18 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا بولا رئيس السواح | أول السوّاح


اللغة الإنجليزية: Saint Paul the First Hermit - اللغة القبطية: abba Paule.

بعناية إلهية التقى القديس أنبا أنطونيوس أب الأسرة الرهبانية ومؤسسها في العالم برئيس المتوحدين الذي سبقه بسنوات طويلة في حياة رهبانية خفية وسط البرية لا يعلم عنه أحد سوى الله الذي كان يعوله بغرابٍ يقدم له نصف خبزة يوميًا لعشرات السنين؛ يشتّم الله صلواته وتسابيحه رائحة سرور، فدعاه: "حبيبي بولا".

https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...chorite-04.jpg


الأنبا بولا أول السواح
نشأته:


ولد في مدينة الإسكندرية حوالي سنة 228 م. ولما توفي والده ترك له ولأخيه الأكبر بطرس ثروة طائلة، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث. إذ اشتد بينهما الجدل أراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء. في الطريق رأى جنازة لأحد عظماء المدينة الأغنياء، فسأل نفسه إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئًا من أمور هذا العالم، فاستتفه هذه الحياة الزمنية والتهب قلبه بالميراث الأبدي، لذا عوض انطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالبًا الإرشاد الإلهي.
ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر.
عاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل، وكان الرب يعوله ويرسل له غرابًا بنصف خبزة كل يوم، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحيانًا، ويرتوي من عين ماء هناك.
لقاء مع الأنبا أنطونيوس:


ظن القديس أنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البراري، فأرشده ملاك الرب بأن في البرية إنسانًا لا يستحق العالم وطأة قدميه؛ من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطرًا.
إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي انطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معًا، وقد ناداه أنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة، فقال الأنبا بولا: "الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا."
في نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت انحلاله قد قرب. رجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية، وإذ أحضر الحلة وعاد متجهًا نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ.
بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة فوجد الأنبا بولا جاثيًا على ركبتيه، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلًا ثم اقترب منه فوجده قد تنيح، وكان ذلك في الثاني من أمشير (سنة 343 م). بكاه متأثرًا جدًا، وإذ صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا، ثم دفنه وهو يصلي.
حمل الأنبا أنطونيوس ثوب الليف الذي كان يلبسه القديس وقدمه للأنبا أثناسيوس الذي فرح به جدًا، وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، وقد حدثت عجائب من هذا الثوب. تحّول الموضع الذي يعيش فيه القديس إلى دير يسكنه ملائكة أرضيون يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:19 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس بولس البسيط | بولا البسيط



عينة رائعة للإنسان البسيط، الذي استطاع بنعمة الله أن يجاهد ليبلغ درجة نسكية عالية، مع أنه بدأ حياته الرهبانية في الستين من عمره.
https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...-Simple-01.jpg
القديس الأنبا بولس البسيط

كان بولس فلاحًا بسيطًا وتقيًا، تزوج فتاة جميلة جدًا، وإذ سمع عنها إشاعات كثيرة كان يسألها في لطف فتظهر بصورة الإنسانة الطاهرة. وفي أحد الأيام إذ رآها في ذات الفعل ترك لها المنزل وانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس ليتتلمذ على يديه.
التقى القديس أنبا أنطونيوس بهذا الشيخ الفلاح البسيط، وإذ عرف إنه قد بلغ الستين من عمره نصحه أن يعود إلى حقله ومحراثه، إذ يصعب عليه أن يبدأ في هذا العمر الحياة الرهبانية، ولما ألحّ عليه بإصرار طلب منه أن يذهب إلى أحد الأديرة في الوادي ليسلك مع الإخوة بما يناسب شيخوخته، لكن الشيخ أصرّ ألا يترك الجبل.
اختبره القديس أنبا أنطونيوس بتجارب قاسية، وكان يتعجب لاحتماله وصبره وطاعته بالرغم من شيخوخته. نذكر منها أنه تركه عند مجيئه أربعة أيام دون طعام وهو يرقبه لئلا يخور، كما سأله أن يبقى عند باب المغارة، فبقي أسبوعًا كاملًا يحتمل حرارة الظهيرة وبرد الليل دون مفارقته للباب. وأيضًا طلب منه أن يضفر حبلًا، وبعد أن ضفر حوالي ثمانية أمتار طلب منه أن يفك الحبل ويضفره من جديد. في هذا كله كان مملوء طاعة، يعمل مجاهدًا في بساطة وببشاشة.
إذ رأى القديس أنبا أنطونيوس مثابرته بروح التقوى قبله متوحدًا، وطلب منه أن يبني قلاية في الطريق ما بين سفح الجبل ومغارته.
موهبة إخراج الشياطين ومعرفة الأسرار:


من أجل بساطته الداخلية المملوءة حكمة والملازمة لجهاده النسكي غير المنقطع وهبه الله عطية إخراج الشياطين. ومن أجل حبه الشديد لخلاص كل نفس وُهب معرفة أفكار الرهبان، ففي إحدى المرات إذ نزل إلى أحد الأديرة على ضفاف النيل رأى الرهبان يدخلون الكنيسة، ووجوههم منيرة وتصحبهم ملائكتهم الحارسون لهم، لكنه شاهد بينهم راهبًا قد حمل صورة بشعة على وجهه، وكان ملاكه الحارس يتبعه من بعيد في حزنٍ شديد بينما كانت مجموعة من الشياطين تسحبه كما بسلسلة. إذ رأى القديس بولس هذا المنظر صار يبكي بمرارة، وكان يجلس عند باب الكنيسة يقرع صدره، فخشي كل راهب أن يكون هذا القديس يبكي على خطيته إذ كان الكل يعلم أنه يرى أفكارهم.
وعند انتهاء القداس الإلهي رأى القديس الراهب قد تغير تمامًا، فقد صار وجهه منيرًا وملاكه يصحبه متهللًا بينما الشياطين تبتعد عنه، فتهلل القديس جدًا وأخبر الرهبان بما رآه. تقدم الراهب واعترف علانية انه عاش في الزنا زمانًا طويلًا، وفي القداس الإلهي سمع كلمات الله على لسان إشعياء عن الحياة المقدسة (إش1: 16 ? 19) فقدم توبة صادقة، وحسب ما سمعه موجهًا إليه شخصيًا، فمجد الكل الله على غنى محبته ورحمته بالخطاة! وفي قصة تاييس التي تابت على يديْ القديس بيساريون كشف الله للقديس بولس البسيط رتبة هذه الخاطئة التي بلغت درجة روحية عالية.


Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:20 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا بولس البوشي الأسقف


أسقف بابيلون:


يعتبر من أبرز المفكرين الأقباط في القرن الثالث عشر. ولد ببوش التابعة لبني سويف، وترهب في دير بالفيوم مع داود بن لقلق الذي صار فيما بعد البابا كيرلس بن لقلق (75).
يقول عنه الأب يعقوب مويزر الهولندي: "رجل نزيه، محب لشعبه، بعيد عن الأهواء الحزبية، لا يعرف غير الكنيسة ورفع شأنها، عالم جليل طويل البال في المعارف الدينية... كاهن تتقد في قلبه غيرة الرسول بولس، مفسر قدير على شرح الأقوال الإلهية والتعليق عليها، كاشفًا غوامضها، ومفصلًا لمشكلاتها، خطيب ديني مصقع، يرفع القلوب النافرة إلى المعالي ويلهبها، مجادل ماهر ذو ذهن وقاد، قوي الحجج، ردوده أشبه بالخمسة حجارة الملساء في جراب داود الغلام عند مبارزته جليات الجبار".
رُشح للبابوية وكان معه منافسان عنيدان هما الأرشيدياكون أبو شاكر بطرس بكنيسة المعلقة، وداود بن لقلق... وكانت المعركة حامية، انقسمت الكنيسة إلى تحزبات، أما الأنبا بولس فكان يزهد كل شئ لم يتهافت على الكرسي المرقسي، بل نجده وسط هذه العاصفة ينشغل مع صديقه الحميم داود بن لقلق في تأليف كتابه في أصول الدين وفي الرد على المرتدين عن الإيمان. أما داود فكان على العكس متهافتًا على هذا المركز، أشعل نيران الحركة الانتخابية، ومن شدة الخلاف بقيّ الكرسي شاغرًا تسعة عشرة عامًا ونصف عام، حتى تنيح أغلب أساقفة الكرازة ولم يبقَ سوى ثلاثة أساقفة فقط، أخيرًا انتهت المعركة بانتخاب داود في يونيو 1235 م، وكان عهده مشوبًا بالأخطاء، جرّ على الكنيسة متاعب كثيرة، بالرغم مما اتسم به من علم ومعرفة، يشهد بذلك قوانين الكنيسة التي وضعها، وأيضًا مؤلفه كتاب الاعتراف، المعروف بكتاب المعلم والتلميذ، وإن كان الأنبا بولس قد ساعده في هذه الأعمال.
من أهم أعمال البابا كيرلس بن لقلق سيامته لأساقفة تعتز بهم الكنيسة، منهم الأنبا بولس البوشي، والأنبا خريستوذولس أسقف دمياط، والأنبا يؤانس أسقف سمنود، والأنبا يوساب أسقف فوة واضع تاريخ البطاركة.

بقيّ الأنبا بولس الصديق الحميم للبابا، يسنده وسط متاعبه إذ كان يهدئ خواطر الثائرين من الشعب عليه كما كان يسدي بالنصح للبابا. وكان يهتم بتعليم الشعب، لكن بروح الاتضاع الحق، فيكسب الكثيرين لحساب مملكة الله.
لما ساءت تصرفات البابا كيرلس بن لقلق انعقد مجمع وقرر الأساقفة أن يلازمه أسقفان أحدهما الأنبا بولس البوشي ليعاوناه في شئون البطريركية.
كتاباته:


لازالت موجودة لكنها للأسف لم تُطبع بعد سوى الميامر الخاصة بالأعياد السيدية، وهي:
1. "الأدلة العقلية التي توصل إلى معرفة الإله المتأنس"، يبحث في سرّ التجسد، موضحًا انه وإن كان سرًا فائقًا للعقل لكنه يستطيع العقل أن يلمح قبسًا منه من خلال التأمل والتفكير العميق والمنطق المسلسل. يوجد هذا المخطوط في مكتبة يودليان باكسفورد تحت رقم 38/5.
2. "العلوم الروحية"، توجد منه نسخة بدير السريان، نُسخت عام 1860 م.
3. كتب تفسيرًا لسفر الرؤيا، توجد منه نسخة في المتحف القبطي تحت رقم 36 طقس.
4. كتب جدلية بين المسيحيين والمسلمين، كانت تُثار بروح المودة في حضرة الملك الكامل العادل بن أيوب (1218-1238 م). الميامر الخاصة بالأعياد السيدية.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت الأنبا بولس البوشى. أسقف مصر وقد سبق ذكره، له سبعة معاصر في الأعياد السيدية، وفى تاريخ البطاركة، وله كتاب تصحيح الاعنفاد فى آلام السيد المسيح وبيان الحق فيه على الوجه الصحيح.
وكان قد ترهب بأحد أديرة الفيوم مع داود بن لقلق، الا أنه كان من علماء عصره الذين امتازوا بالتقوى إلى جانب العلم، لازم صديقه ابن لقلق قبل توليه الكرسى البطريركي، ولما رأى المجلس المنعقد فى المعلقة سنة 1240 تصرفات البابا كيرلس بن لقلق، قرر ان يلازم القلاية البطريركية أسقفان احدهما بولس البوشى واحد أساقفة الوجه البحري.
وترك الكثير من المؤلفات له كما شارك كيرلس الثالث فى تأليف كتاب "المعلم والتلميذ ".

Mary Naeem 09 - 09 - 2012 11:22 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب بولس الراهب



ولد هذا الأب بقرية دنفيق، من والدين فلاحين أما هو فتعلم النجارة. أحب حياة الهدوء والسكون، فانطلق إلى جبل بنهدب ليتتلمذ على أيدي الآباء الرهبان هناك، وعاش بينهم متسمًا بحياة البساطة الشديدة مع الطهارة والجهاد الروحي.
إذ كان ينمو في الفضيلة سُيم كاهنًا، وعاش في مغارة القديس بطرس الكبير يقود الكثير من الرهبان ويرشدهم.
أُصيب بمرض في قدمه، اشتد به المرض حتى صار كسيحًا، فكان الرهبان يأتون إليه لنوال بركته، وكان محبوبًا جدًا ومُكرمًا بينهم.
قيل إنه اُختطف إلى السماء دفعة، ونظر أسرارًا فائقة، فقد شهد بركات الفردوس كما سمع الملائكة تسبح الله، كل حسب طغمته، وكانت أصواتهم عذبة جدًا.
قبيل نياحته جمع الآباء الرهبان وأوصاهم بحفظ قوانين الرهبنة في الرب. وإذ أسلم الروح في يدي الله جاء الأب الأسقف مع الآباء الرهبان وحملوا جسده إلى كنيسة القديس بطرس الكبير في نفس الجبل "بنهدب". العيد يوم 17 هاتور.



الساعة الآن 09:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025