منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كلمة الله نجم هادٍ (متى2/1-12)
https://images.chjoy.com//uploads/im...840c73326f.jpg


في انجيل الاحد الذي يلي عيد الميلاد، يروي القديس متى مجيء المجوس من المشرق الى اورشليم ليسجدوا للملك الذي رأوا نجمه. انه نجم الكلمة المحتواة في الشريعة والانبياء، قرأها المجوس، علماء الفلك الوثنيون، في حركة النجوم الفلكية. هذا النجم قادهم الى الكلمة الذي صار انساناً، لكنهم رأوا في قراءتهم انه ملك واله وفادٍ، فقدموا له الذهب والبخور والمرّ ( متى2/11). كلمة الله نجم يقودنا الى النور الاعظم، الكلمة المتجسّد، يسوع المسيح.

رعاة بيت لحم قبلوا الكلمة من فم الملاك، فوجدوها " طفلاً مضجعاً في المذود وحوله مريم ويوسف" (لو2/16). والمجوس قبلوها من العلم المستنير بنور الحكمة الالهية، ووجدوها " في البيت صبياً مع مريم امه" ( متى2/11).

من خلال كل كلمات الكتاب المقدس، الله لا يقول سوى كلمة واحدة، كلمته الوحيدة الذي " كان عند الله وهو الله" (يو1/1) وصار انساناً. وهي كلمة قال فيها كل ذاته. انه "صورة الله غير المنظور" ( كول1/15) و " بهاء مجده وصورة جوهره" (عبرانيين1/3).


Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال القديس أغسطينوس عن :

هدف التجسد الإلهي | سلوكنا في النور
وهذا هو الخبز الذي سمعناه منه ونخبركم به ما هو هذا الخبر الذي سمعه هؤلاء ولمسوه بأيديهم؟ كلمة الحياة الذي (كان من البدء) الذي صار لوقت من الزمان منظوراً وملموساً الذي هو ابن الله الوحيد..
لماذا جاء ابن الله! وأي جديد جاء يخبرنا به؟ وهل إرادتنا هي مجرد تعليمنا؟ لماذا أراد أن يصير الكلمة جسداً ويقاس الكائن على الكل إلهاً من حماقات البشر محتملاً اللطم على خديه من الأيدي التي جبلها؟!

لنصغي إذن لئلا بدون حكمة يصير سماعنا لقصة ميلاد المسيح وتكون آلامه مجرد موضوع يشغل عقولنا ولا تتحصن به أذهاننا...
يقول الرسول (الله نور وليس فيه ظلمة البتة) ... هذا ما ينبغي علينا أن نعلنه فمن يجرؤ ويقول أن الله فيه ظلمة؟
ما هو النور؟ وما هي الظلمة؟ فربما يقصد الرسول بهما مفهوماهما العام.
إذاً النور (الله نور) يقول البعض أن الشمس نور والقمر نور والشمعة نور إذاً لابد وأن يكون ذلك النور أعظم بكثير من تلك بل وأكثر منه سمواً وتعالياً فما أبعد الله عن الإنسان!! والخالق عن الخليقة!!
والحكمة عن مخلوقاتها!! ما أبعد هذا النور عن كل شيء!!
يمكننا أن نقترب من هذا النور إن عرفناه وسلمنا له أنفسنا لتستنير به فنحن بأنفسنا ظلمة ولا نصير نوراً إلا إذا استنرنا به وحده وإذ نحن متعثرون بأنفسنا فلا ينبغي أن نتعثر به.
من ذا الذي تعثر بذاته إلا ذاك الذي يعرف أنه خاطئ؟! ومن ذا الذي لا يتعثر بذاته إلا ذاك الذي يعرف أنه خاطئ ومن ذا الذي لا يتعثر بهذا النور إلا الذي استنار به؟!
وماذا تعنى الاستنارة به سوي أن يعرف الإنسان أن نفسه قد أظلمت بالخطية
ويرغب في الاستنارة بالنور فيقترب منه كما يقول المزمور :
(اقتربوا إلي الرب واستنيروا ووجوهكم لن تخجل) فأنت لن تخجل من هذا النور عندما يكشف لك ذاتك ويعرفك أنك شرير فتحزن على شرك وعندئذ تدرك جمال هذا النور... هذا هو ما ينبغي أن يخبرنا به الله.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يا كلمة الله المتجسّد

https://images.chjoy.com//uploads/im...9fbb32f4e2.jpg

ايها الرب يسوع، يا كلمة الله المتجسّد، لقد غمرت البشرية بالنعمة والحق، وكشفت لنا سرّ الله، فأنت شعاع مجده وصورة جوهره. وطبعت بالوهيتك طبيعتنا البشرية. إرفعنا اليك واجعلنا شبيهين بك في انسانيتنا التي رقيتها الى مستوى الالوهة. انت هو الاله الذي تأنّس ليؤله الانسان. أعطنا فرح الرعاة بك ورؤيتهم لك. ومثلهم املأ حياتنا ووجودنا معنى وسبباً للعيش. وقدّرنا مثل المجوس ان نقرأ حضورك في علامات الازمنة، ونقدّم لك قرابين حياتنا. يا عائلة الناصرة، ايتها الكنيسة الاولى، أفيضي على كل عائلة اختبار اللقاء بين الله والجماعة الزوجية والعائلية، لتكون حقاً كنيسة بيتية تنقل الايمان وتعلّم الصلاة وفرح العطاء المتفاني. ولتكن العائلة اول كنيسة روحية تعبد الله بالروح والحق، وتجعل هذه العبادة احتفالاً ليتورجياً مع الجماعة المجتمعة حول مذبح المسيح في كنائسنا الرعائية. لك ايها الثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، كل اكرام وتسبيح وشكر، الآن والى الابد، آمين.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تجسد.. ليعلّمني

https://images.chjoy.com//uploads/im...c5e76c05e0.jpg


بينما كان القديس بولس الرسول يجوب شوارع مدينة أثينا العظيمة، وجد مذبحًا مكتوب عليه: "لإلهٍ مَجهولٍ"..
فوَقَفَ بولُسُ في وسطِ أريوسَ باغوسَ وقالَ: "أيُّها الرجالُ الأثينِويّونَ! أراكُمْ مِنْ كُل وجهٍ كأنَّكُمْ مُتَدَينونَ كثيرًا، لأنَّني بَينَما كُنتُ أجتازُ وأنظُرُ إلَى مَعبوداتِكُمْ، وجَدتُ أيضًا مَذبَحًا مَكتوبًا علَيهِ: "لإلهٍ مَجهولٍ". فالذي تتَّقونَهُ وأنتُمْ تجهَلونَهُ، هذا أنا أُنادي لكُمْ بهِ. الإلهُ الذي خَلَقَ العالَمَ وكُلَّ ما فيهِ، هذا، إذ هو رَبُّ السماءِ والأرضِ، لا يَسكُنُ في هَياكِلَ مَصنوعَةٍ بالأيادي، ولا يُخدَمُ بأيادي الناسِ كأنَّهُ مُحتاجٌ إلَى شَيءٍ، إذ هو يُعطي الجميعَ حياةً ونَفسًا وكُلَّ شَيءٍ. وصَنَعَ مِنْ دَمٍ واحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ الناسِ يَسكُنونَ علَى كُل وجهِ الأرضِ، وحَتَمَ بالأوقاتِ المُعَيَّنَةِ وبحُدودِ مَسكَنِهِمْ، لكَيْ يَطلُبوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يتلَمَّسونَهُ فيَجِدوهُ، مع أنَّهُ عن كُل واحِدٍ مِنّا ليس بَعيدًا. لأنَّنا بهِ نَحيا ونَتَحَرَّكُ ونوجَدُ، كما قالَ بَعضُ شُعَرائكُمْ أيضًا: لأنَّنا أيضًا ذُريَّتُهُ. فإذ نَحنُ ذُريَّةُ اللهِ، لا يَنبَغي أنْ نَظُنَّ أنَّ اللاَّهوت شَبيهٌ بذَهَبٍ أو فِضَّةٍ أو حَجَرِ نَقشِ صِناعَةِ واختِراعِ إنسانٍ. فاللهُ الآنَ يأمُرُ جميعَ الناسِ في كُل مَكانٍ أنْ يتوبوا، مُتَغاضيًا عن أزمِنَةِ الجَهلِ. لأنَّهُ أقامَ يومًا هو فيهِ مُزمِعٌ أنْ يَدينَ المَسكونَةَ بالعَدلِ، برَجُلٍ قد عَيَّنَهُ، مُقَدّمًا للجميعِ إيمانًا إذ أقامَهُ مِنَ الأمواتِ" (أع17: 22-31).
تخيل معي أنك إنسان مسافر إلى أثينا، ولكنك لست كبولس الرسول المؤمن بالمسيح.. وتجولت مثله شوارع المدينة، وأردت أن تدخل إلى معبد لتُصلى.. فأيهما ستدخل؟ وأيهما الإله؟
هل معقول أن الكون القائم بنظامه على وحدة متماسكة يديره كل هؤلاء الآلهة؟
انظر إلى مجهودات الإنسان لمحاولة الوصول إلى الإله.. وما أدت إليه من نتيجة!!
ولكن دعنا نضع في مواجهه هذا الضياع آية كهذه:
E"الذي كانَ مِنَ البَدءِ، الذي سمِعناهُ، الذي رأيناهُ بعُيونِنا، الذي شاهَدناهُ، ولَمَسَتهُ أيدينا، مِنْ جِهَةِ كلِمَةِ الحياةِ. فإنَّ الحياةَ أُظهِرَتْ، وقد رأينا ونَشهَدُ ونُخبِرُكُمْ بالحياةِ الأبديَّةِ التي كانَتْ عِندَ الآبِ وأُظهِرَتْ لنا" (1يو1: 1-2).
Eقال القديس أثناسيوس: "كما المُعلم الصالح الذي يعني بتلاميذه.. يتنازل إلى مستواهم، وإن رأى البعض منهم لم يستفيدوا بالعلوم التي تسمو فوق إدراكهم، ويقدم إليهم تعاليم أبسط، هكذا فعل كلمة الله".
E"اللهُ، بَعدَ ما كلَّمَ الآباءَ بالأنبياءِ قَديمًا، بأنواعٍ وطُرُقٍ كثيرَةٍ، كلَّمَنا في هذِهِ الأيّامِ الأخيرَةِ في ابنِهِ، الذي جَعَلهُ وارِثًا لكُل شَيءٍ، الذي بهِ أيضًا عَمِلَ العالَمينَ، الذي، وهو بَهاءُ مَجدِهِ، ورَسمُ جَوْهَرِهِ، وحامِلٌ كُلَّ الأشياءِ بكلِمَةِ قُدرَتِهِ، بَعدَ ما صَنَعَ بنَفسِهِ تطهيرًا لخطايانا، جَلَسَ في يَمينِ العَظَمَةِ في الأعالي، صائرًا أعظَمَ مِنَ المَلائكَةِ بمِقدارِ ما ورِثَ اسمًا أفضَلَ مِنهُمْ" (عب1: 1-4).

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تجسد.. ليفديني


https://images.chjoy.com//uploads/im...ede251340b.jpg


"ليس لأحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ مِنْ هذا: أنْ يَضَعَ أحَدٌ نَفسَهُ لأجلِ أحِبّائهِ" (يو15: 13).
Eلابد أن نعرف: الهدف الأول من التجسد.. وأعظم وسيلة للتعليم.
Eكيف يظهر الحب الحقيقي؟ ومتى؟ فإن كان هو المُعلّم الصالح.. فكيف يحل لنا هذه المعضلة، ويُعلِّمنا نحن تلاميذه الضعفاء؟
إليك يارب هذه المسألة لتُجيب عليها..
هذا هو الوضع الموجود أمام الإنسان.. يشرحه القديس أثناسيوس:
"حيث أن الحكم هو الموت.. "وأمّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّر فلا تأكُلْ مِنها، لأنَّكَ يومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ"(تك2: 17).. فماذا يعنى بقوله: "موتًا تموت"؟ ليس المقصود مجرد الموت فقط بل أيضًا البقاء إلى الأبد في فساد الموت".
Eإذًا ما معنى "موتًا تموت"؟
Eوالآن ما الحل من وجهه نظرك أنت؟
Eوهل لك أن تساعد ربنا في الحل؟ حاول أن تجد ثلاث احتمالات للحل.
وهنا يرد عليك القديس أثناسيوس ثانية: "ولو كان الإنسان لم يمت، بعد أن قال الله إننا نموت لأصبح الله غير صادق!!".
Eترى.. ماذا اختار الله المحب المُعلم الصالح من حلول؟
Eاقرأ معي هذه الآيات وحاول أن تشرحها:
"فإنَّهُ حتَّى النّاموسِ كانَتِ الخَطيَّةُ في العالَمِ. علَى أنَّ الخَطيَّةَ لا تُحسَبُ إنْ لم يَكُنْ ناموسٌ. لكن قد مَلكَ الموتُ مِنْ آدَمَ إلَى موسَى، وذلكَ علَى الذينَ لم يُخطِئوا علَى شِبهِ تعَدّي آدَمَ، الذي هو مِثالُ الآتي. ولكن ليس كالخَطيَّةِ هكذا أيضًا الهِبَةُ. لأنَّهُ إنْ كانَ بخَطيَّةِ واحِدٍ ماتَ الكَثيرونَ، فبالأولَى كثيرًا نِعمَةُ اللهِ، والعَطيَّةُ بالنعمَةِ التي بالإنسانِ الواحِدِ يَسوعَ المَسيحِ، قد ازدادَتْ للكَثيرينَ! وليس كما بواحِدٍ قد أخطأَ هكذا العَطيَّةُ. لأنَّ الحُكمَ مِنْ واحِدٍ للدَّينونَةِ، وأمّا الهِبَةُ فمِنْ جَرَّى خطايا كثيرَةٍ للتَّبريرِ. لأنَّهُ إنْ كانَ بخَطيَّةِ الواحِدِ قد مَلكَ الموتُ بالواحِدِ، فبالأولَى كثيرًا الذينَ يَنالونَ فيضَ النعمَةِ وعَطيَّةَ البِر، سيَملِكونَ في الحياةِ بالواحِدِ يَسوعَ المَسيحِ! فإذًا كما بخَطيَّةٍ واحِدَةٍ صارَ الحُكمُ إلَى جميعِ الناسِ للدَّينونَةِ، هكذا ببِر واحِدٍ صارَتِ الهِبَةُ إلَى جميعِ الناسِ، لتبريرِ الحياةِ. لأنَّهُ كما بمَعصيَةِ الإنسانِ الواحِدِ جُعِلَ الكَثيرونَ خُطاةً، هكذا أيضًا بإطاعَةِ الواحِدِ سيُجعَلُ الكَثيرونَ أبرارًا" (رو5: 13-19).
هذه هي مفاعيل دم خلاص صليبه..
E"الذي فيهِ لنا الفِداءُ بدَمِهِ، غُفرانُ الخطايا، حَسَبَ غِنَى نِعمَتِهِ" (أف1: 7).
E"ودَمُ يَسوعَ المَسيحِ ابنِهِ يُطَهرُنا مِنْ كُل خَطيَّةٍ" (1يو1: 7).
E"لذلكَ يَسوعُ أيضًا، لكَيْ يُقَدّسَ الشَّعبَ بدَمِ نَفسِهِ، تألَّمَ خارِجَ البابِ" (عب13: 12).
E"مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ" (يو6: 56).
E"مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ" (يو6: 54).

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تجسد.. لأتحد به
https://images.chjoy.com//uploads/im...c7a3ac6533.jpg



1.بالتجسد دخل الإله في الطبيعة البشرية.
2.أخذ الإله كل ما للإنسان.
3.إنه اتحاد بطبيعتنا وليس ظهور.
4.دخول الحياة إلى موتنا.
ما انعكاس ذلك على حياتك المُعاشة؟
E"أم لستُمْ تعرِفونَ أنفُسَكُمْ، أنَّ يَسوعَ المَسيحَ هو فيكُم، إنْ لم تكونوا مَرفوضينَ؟" (2كو13: 5).
E"أنا فيهِمْ وأنتَ فيَّ ليكونوا مُكَمَّلينَ إلَى واحِدٍ" (يو17: 23).
E"وأمّا أنتُمْ فجَسَدُ المَسيحِ، وأعضاؤُهُ أفرادًا" (1كو12: 27).
E"أما تعلَمونَ أنَّكُمْ هيكلُ اللهِ، وروحُ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟" (1كو3: 16).
E"مع المَسيحِ صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ" (غل2: 20).
E"لأنَّ كُلَّكُمُ الذينَ اعتَمَدتُمْ بالمَسيحِ قد لَبِستُمُ المَسيحَ" (غل3: 27).
ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الفرح الحقيقي في سر التجسّد


https://images.chjoy.com//uploads/im...f7f435a5fd.jpg

تسافر الكنيسة نحو ميلاد المسيح الرب، تقودها السفينة التي هي صوم الميلاد. هي تقوم بهذا لأنها تعرف أنّها بدون تسلق الجبل ذي الانحدار المفرِط بالنسبة لها، لن تصل إلى معرفة اتساع الموهبة التي تسطّح الجبل بيد الله.
القيامة إلى الحياة هي قمة عطايا التجسّد، لكن إن لم يفهم الإنسان أنه ميت فلن يفهم معنى القيامة.
الصوم هو أداة مقدّسة ومباركة تقرّبنا من معرفة الذات. إنه يكشف لنا مَن نكون، ولربما ما هو أهمّ، أنه يكشف لنا مَن لسنا نحن، ويجعلنا أكثر وعياً لما نحتاج إليه.
عندها وفقط عندها، وبعينين مفتوحتين، ولو جزئياً، بالمسعى النسكي، نعرف حقاً نور ميلاد المسيح المعطي الحياة ونسمع بخشية إعلان ترتيلة الغروب، آخذين السر المقدَّم فيها وكأنه بطريقة ما منسجم معنا مباشرة:
هلمّوا لنبتهج بالرب مذيعين السرّ الحاضر. فإنّه قد زال سياج الحائط المتوسّط والحربة اللهيبية تنقلب راجعة. والشاروبيم تبيح عود الحياة.
أمّا أنا فأعود إلى التمتّع بنعيم الفردوس الذي نُفيت منه قبلاً بسبب المعصية. لأنّ صورة الآب وشخص أزليّته المستحيل أن يكون متغيّراً قد اتّخذ صورة عبد آتياً من أمّ لم تعرف زواجاً، خلواً من استحالة، حيث لبث كما كان إلهاً حقيقياً، واتّخذ ما لم يكن، إذ صار إنساناً لأجل محبته للبشر. فلنهتف نحوه صارخين:
يا مَن وُلد من البتول اللهمّ ارحمنا
(الأولى من قطع المساء في غروب العيد)
نعجز عن فهم هذا السر الذي لا يوصَف بشكل كامل. تبقى بعض المعرفة لله وحده. لكن بنعمته من خلال الجهد النسكي نأتي إلى فهمِ، ولربما بدرجة بسيطة، كيف أن هذا السرّ هو سرُّنا، كيف أن حياته هي حياتنا، وكيف أن خلاص يوم الميلاد هو بالواقع خلاصنا.
ومع هذا الإدراك يأتي فرح أعظم بكثير من مجرد الفرح الذي يقدمه لنا دخول الهيكل في يوم الميلاد. هذا هو فرح رحلة الإنسان التي من قبل الدهور، أي رحلتنا، وهو يأتي إلى التحقق في السر الذي يثير الرهبة، سر أن يصبح الله نفسه إنساناً.
مع هذا الفرح في قلوبنا ينبغي بنا أن نعتنق كلمات المرتّل وكأنها كلماتنا نحن:
اليوم العذراء تأتي إلى المغارة لتلِد بحال غامضة الوصف الذي قبل الدهور.
فافرحي أيتها المسكونة إذا سمعتِ، ومجّدي مع الملائكة والرعاة الذي سيظهر بمشيئته طفلاً جديداً،
وهو إله قبل الدهور
(قنداق تقدمة العيد)

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال القديس أغسطينوس عن :
لماذا تجسد ربنا | لكي يهبنا ميلاداً جديداً

رأينا أن الإنسان صار محتاجاً إلي التلاقي مع الله "الحياة " لكي يعيد له حياته الروحية فيقدر بالله أن يحيا ويتذوق الخير ويتمتع بالسماويات لذلك جاء الابن الأقنوم الثاني متجسداً صار كواحد منا حتى نقبله.
ولد الابن ميلاداً زمنياً غذ حمل جسداً مثلي...
وبميلاده هذا وهبنا جميعنا أن نولد به في الله...
وقد تجمعت فيه بنوتنا نحن التي غسلها بالماء والدم اللذان سكبا من جنبه المطعون!
وإذا شاركنا الرب في اللحم والدم صيرنا له هو الأخ البكر..
صرنا أعضاء في جسده السري أي الكنيسة للرأس الواحد يسوع مقدماً إيانا واحداً لأبيه!
بهذا انتقل بنا من الولادة الجسدية إلي الولادة الروحية السرية منتقلاً بنا من هذا العالم لنحيا ونحن هنا في السمويات الأبديات!
+ "النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه".
الظلمة هي عقول البشر الغبية إذ أعمتها الشهوات الفاسدة وعدم الإيمان لهذا كان على "الكلمة " الذي به كان كل شيء أن يهتم بهذه العقول ويعيد إليها سلامتها.
لذلك فإن:
(الكلمة صار جسداً وحل بيننا) يو14:1
لأن من اختصاصه الاستنارة إذ هو الحياة الذي يضئ للبشر.
لكننا لم نكن مستعدين للتجاوب مع عمله إذ أسقطتنا نجاسة الخطية وأبعدتنا عنه لذلك صرنا في حاجة إلي التنقية من الشر والكبرياء تتم بدم ذاك البار وحده وبإتضاع الله نفسه "يو14، 1:1. لنصير على مثاله...
لقد صار الله إنساناً باراً يشفع عن الخطاة أمام الله (الأب)،
وبالتصاقه بنا شابهنا من جهة الناسوت حتى ينزع عنا ما هو ليس على شبهه أي شرنا!
وإذا شاركنا في موتنا وهبنا أن نصير شركاء معه وهكذا بموت البار الذي تم بمحض اختياره نزع موت الخطاة الذي حدث كحكم نستحقه...

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تأمل في الملائكة
لقد بشّر الملاك زكريا بالطفل الذي سيهيئ الطريق قدّام الربّ. وبشارة الملاك للعذراء مريم، هي أولى مراحل الميلاد.
يتواجد الملائكة دوماً حيث يكون الله. لذلك هم دوماً فرحون، ويحملون فرحهم الى حيث يُرسلون
وقد بشّر الملائكة الرعاة بميلاد المخلّص.
ويرمز الملائكة إلى نزول السماء إلى الأرض، وارتفاع الأرض إلى السماء.
والى الرسل الحاملين بشرى الفرح إلى كلّ العالم. كما يرمزون إلى الخدّام الذين يتمّمون كلمة الله
ويحملون بشرى الحياة إلى العالم، ويساعدون الخطأة على الرجوع إلى عالم النعمة.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال القديس أغسطينوس عن :
شهادة الكنيسة للإله المتجسد

"وقد رأينا ونشهد " 1يو2:1 " .

قد لا يعلم بعض الأخوة الذين لا يعرفون اليونانية ما تعانيه كلمة "نشهد " فهي كلمة شائعة لكن لها مفهوماً دينياً فكلمة نشهد في لغتنا (اللاتينية) تطلق في اليونانية على "الشهداء"..

نعم. عندما نقول "رأينا ونشهد " كأننا نقول (رأينا وصرنا شهداء) لأن الشهداء قد احتملوا العذابات بسبب شهادتهم عما رأوا وشهادتهم عما سمعوا من أولئك الذين عاينوا وهذه الشهادة أغضبت الذين جاءت الشهادة ضدهم فالشهداء إذن هم شهود لله.
وهكذا كانت مسرة الله أن يشهد له الناس حتى يشهد هو لهم.

يقول الرسول (رأينا ونشهد) . أين رأي هؤلاء؟ رأوا في الإعلانات وماذا تعني الإعلانات؟

+ الشمس التي هي نور النهار كيف نراه في الشمس - هذا الذي خلق الشمس - لو لم يكن "قد جعل للشمس مسكناً فيها. وهي مثل العروس الخارج من حجلته يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق.

+ قبل الشمس وقبل نجوم النهار بل وكافة النجوم وقبل الملائكة كان الخالق الحقيقي لأن كل شيء به وبغيرة لم يكن شيء مما كان ولكي نراه بعيوننا الجسدية التي تعاين الشمس جعل له مسكناً فيها أي ظهر متجسداً واضحاً في نور النهار.
أما حجلة العروس فهي أحشاء البتول لأنه في أحشائها اتحد الاثنين معاً العريس والعروس العريس الكلمة والعريس الجسد ويذكر أشعياء النبي عنه انه اثنين (المسيح متحد بالكنيسة) إذ يتكلم على لسان المسيح قائلاً:
(كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين عليها) فالمتحدث واحد لكنه يجعل من نفسه عريساً وعروساً في نفس الوقت لأنهما (ليس بعد اثنين بل جسد واحد) ولأن :
(الكلمة صار جسداً وحل بيننا) هكذا اتحدت الكنيسة بهذا الجسد وأصبح المسيح هو الكل...

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شجرة عيد الميلاد
لا يرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من العهد الجديد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة
فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر
ومع تحديد عيد ميلاد الرب يوم 25 كانون الأول أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المهراق من أجلنا
حتى أن تقليداً تطوّر حول هذه الشجرة انطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر.
فقد تم تناقل روايةٍ مفادها أن جنود هيرودوس كادوا أن يقبضون على العائلة المقدّسة، غير أن إحدى شجرات الراعي مدّدت أغصانها وأخفت العائلة. فكافأها الربّ بجعلها دائمة الخضار، وبالتالي رمزاً للخلود
بالطبع، ليست هذه القصّة حقيقية وإنما أتت كجزءٍ من محاولات إضفاء الطابع المسيحي على عيدٍ كان بالأساس وثنيّاً
أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انكلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة، حسب ما وصفها أحد الرحّالة العرب.
وهذا ما حدا بالسلطات الكنسيّة إلى عدم تشجيع استخدامها
ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوروبا خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا حين اعتبرت الشجرة تذكيراً ب"شجرة الحياة" الوارد ذكرها في سفر التكوين،
ورمزاً للحياة والنور (ومن هنا عادة وضع الإنارة عليها). وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش
وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605ب.م
لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840ب.م. على عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد

شيء عن قصة شجرة عيد الميلاد ؟
لماذا يهتم المحتفلون بتزيين شجرة عيد الميلاد وما هي قصتها؟
عادة تزيين شجرة عيد الميلاد، عادة شائعة عند الكثيرين من الناس، حيث يتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في المراجع الدينية لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد.
فنتساءل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟
إحدى الموسوعات العلمية، اشارت الى أن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ،ثم تقوم احدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من ابنائها.

وفي عام 727 م أوفد إليهم البابا بونيفاسيوسمبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا أبن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وانقذ أبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك.

ثم قام بقطع تلك الشجرة و نقلها إلى أحد المنازل و من ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم امريكا،
ثم أخيرا لبقية المناطق ، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
"ها أنا أبشركم بفرح كبير"
لنفرح ونبتهج به
أرض سماوية!
إني أتأمل سرًا عجيباً وجديداً، فيرن في أذني صوت تسبحة الراعي المتغني بترنيمة السماء...
هوذا الملائكة ترتل، ورؤساء الملائكة تتغنى في انسجام وتوافق. الشاروبيم يسبحون بتسابيحهم المفرحة، والساروفيم يمجدونه.
الكل اتحد معًا لتكريم ذلك العيد المجيد، ناظرين الإله على الأرض، والإنسان في السماء، الذي من فوق يسكن هنا على الأرض لأجل خلاصنا، والإنسان الذي هو تحت يرتفع إلى فوق بالمراحم الإلهية!
هوذا بيت لحم تضاهي السماء
فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب
وبدلا من الشمس سطع شمس البرّ في كل جانب.

ليأتِ الملوك، ويروا الملك السماوي
هذا الذي جاء على الأرض بلا ملائكة ولا رؤساء ملائكة ولا عروش ولا قوات، مع أنه لم ينسَ ملائكته، ولا تركهم بلا رعاية...!
ليأتِ الجنود ليخدموا قائد الجنود السماوية..
لتأتِ النسوة لتمجد ذاك الذي وُلد من امرأة
حتى يحول مرارة آلام الولادة إلى لذة.
لتأتِ العذارى إلى ابن العذراء، متطلعات بفرح إلى ذاك الذي يعطي اللبن... يتقبل غذاء الأطفال من أمه العذراء.
ليأتِ الأطفال ليعبدوا ذاك الذي صار طفلاً صغيرًا حتى يهيئ من أفواه الأطفال والرضع سبحًا للطفل الذي أقام منهم شهداء في ثورة هيرودس.
ليأتِ الرجال إلى ذاك الذي صار إنسانًا حتى ينزع البؤس عن عبيده.
ليأتِ الرعاة إلى الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن خدامه.
ليأتِ الكهنة إلى ذاك الذي صار رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق.
ليأتِ العبيد إلى ذاك الذي أخذ صورة عبد حتى يحررهم من العبودية.
ليأتِ صيادوا الأسماك إلى ذاك الذي اختار من بينهم تلاميذه.
ليأتِ العشارون إلى ذاك الذي اختار منهم متى الإنجيلي.
لتأتِ النسوة إلى ذاك الذي قدم قدميه لتغسلهما التائبة بدموعها.
وإنني إذ احتضن الجميع، يأتي الخطاة لينظروا
"حمل الله الذي يحمل خطايا العالم".
وبعدما أن تأملنا بهذه المقالة الجميلة والرائعة
نتقدم بالمعايدة
بكلمة نابعة
من قلب جميع أبناء موقع سلطانة الحبل بلا دنس
نعيش في زمن الميلاد أيام لا تعرف الظلام أبدا، فالنهار متواصل دون تعاقب مع الليل، نعم فزينة الابنية والطرقات والاشجار جعلت النور ساطعاً كاننا في منتصف النهار، هذا جميلٌ جدا، فنحن نستقبل ملك الملوك
والتهيئة واجبٌ علينا، ولكن
هل سألنا أنفسنا من سيأتي؟
أو ماذا يطلب منا من تحضيرات لاستقباله؟!
اننا عادة نسأل ضيفنا، ماذا تحب ان تشرب و تأكل؟
إن المسيح هو ضيفنا وهويحبنا اكثر بكثير من حبنا له
وهو يرغب بشدة ان نشاركه في مخططه الخلاصي على الأرض لكي نتمتع معه في الملكوت.
من هنا واجب علينا ان نهيء نفوسنا لاستقباله بقلب نقي
وروح طاهرة و وفقاً لعمل الروح القدوس الذي نلناه في جرن معموديتنا المقدس.
هذا السر الذي جعلنا أعضاء في جسده القائم من الموت يدخلنا حقاً في روحانية سرّ تجسده فيما بيننا.
وها هو عمانوئيل الهنا معنا.
فهلموا بنا
نرجع إلى ذواتنا
نفحص ضمائرنا
وننقي نفوسنا بالتوبة و الإعتراف
هلموا بنا
للسير قلباً وقالباً مع الرب في تجسده والامه موته وقيامته وصعوده.
فنحن كغيرنا بحاجة ماسة ان نعيش في سفينة ربانها هو الرب يسوع و ميناؤها هو ميناء الخلاص نعم اننا بحاجة إلى سفينتك يايسوع فلتدبر أنت حياتنا و لتعضدنا دائماً بيمينك لننجوا من هيجان امواج الشر المزعجة
و أنتََ يا طفلَ المغارة أعطنا بقوة روحكَ القدوس العامل فينا
أن نبتعد و نبعد إخوتنا عن السحرة و المنجمين الدجالين
الذين يضلِّلون النفوس الضعيفة الضائعة ظناً منهم أنه باستطاعتهم
وفقاً لأباطيلهم زعزعة ايمان بعض نفوس ابناء البيعة المقدسة، متناسين ما قاله الرب يسوع:
"ثقوا أنا قد غلبت العالم".
ونحن المؤمنين باسمه، الساجدين له كسجود الملائكة التي تحدث عنها كتابنا المقدس،
لا يحق لنا الا ان نستقبل هذه السنة الجديدة بفرح الروح والايمان والرجاء والمحبة ,

آخذين بعين الاعتبار ان مظاهر الدنيا الفانية محدودة وزائلة
اما رباطنا مع المسيح فمقدس وأبدي.
من هنا، من أولى واجباتنا عدم التقيد بفكر العالم لكوننا نمتلك فكر المسيح في عالم يكاد يتجاهل القيم المسيحية الخلاصية.
ايها الاخوة الاعزاء،
ندعوكم الى تجنب اتباع المظاهر غير الاخلاقية التي تمس مسيحيتنا ومنها:
اللباس غير المحتشم فأجسادنا هي هياكل الروح القدس
وما يليه من ملاهي ... من شأنها أن توَّلِّدِ العثرات وتنبت بذور الخطيئة التي تبعدنا عن محبة القريب الفقير المحتاج لمحبتنا الاخوية كاِحتياجهِ الخبزَ و الدواء

وفي الختام
نتمنى لكم أعياداً مجيدةً

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بابا نويل(Santa claus)
(Tomte)
في التقاليد الجرمانيّة كان الأطفال ينتظرون الإله تهورThor الّذي كان يأتي ليلة عيد الJUL في 25 كانون الأول، ويزور البيوت التي حضّرت له المذبح الخاص به (وهو موقد النار) ويحضر الهدايا إلى الأطفال الّذين علقوا أحذيتهم الخشبيّة على الموقد.
ومع المسيحيّة، اشتهرت شخصيّة القديس نقولاس(Santa Claus)
بابا نويل - (سانتا كلوز) : قصة بابا نويل مستمدة من قصة القديس نيقولاوس
وهو اسقف "ميرا" الذي عاش في القرن الرابع الميلادي،
يقال ان المطران نيقولاوس كان يقوم ليلاً بتوزيع الهدايا والمؤن للفقراء ولعائلات المحتاجين دون ان تعلم هذه العائلات من هو الفاعل

وبذلك كان يغيظ الشيطان جداً ويقهره بأعمال البر والاحسان وبذل الذات

واستمر بهذه الاعمال الى أن رقد بالرب بسلام و استحق لقب القداسة بكل جدارة.
اما ما يتعلق ب "بابا نويل" فهي من الفرنسية وتعني "اب الميلاد"، حيث يتخيل الناس بابا نويل شيخاً حسناً ذو لحية بيضاء كالثلج ويرتدي ملابس حمراء اللون ،
وصاحب جسم قوي شديد ، راكباً على عربة سحرية تجرها غزلان ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الاولاد اثناء هبوطه من المداخن او دخوله من النوافذ وشقوق الابواب
أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأميريكي كلارك موريس الّذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها هذا الزائر المحبّب ليلة عيد الميلاد.
وفي عام 1860، قام الرسام الأميريكي بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، بالاستناد إلى القصص الأوروبية حوله.واشتهرت، على أثر ذلك هذه الشخصية في أميركا وبعدها في أوروبا، ثمّ في سائر أقطار العالم.
لكن يجدر لفت النظر أن بابا النويل وهداياه أخذت من الشهرة ما هدّد في وقت من الأوقات معنى العيد الحقيقي حتى بات عدد كبير من الأطفال يعتبرون عيد الميلاد كعيد بابا نويل وليس عيد ميلاد الرب يسوع.
من هنا يجدر بنا التنبّه إلى تنشئة أطفالنا الروحيّة، قبل الاهتمام بالهدايا والزينة وسائر الأمور.

بابا نويل - سانت نيقولاوس
بقدوم عيد الميلاد وراس السنة الميلادية تظهر لنا شخصية رجل تميزت افعاله بادخال الفرحة الى قلوب الاطفال وتعرف هذه الشخصية ب ( بابانويل ) او (سانت كلوس) وهي تحريف ل (سانت نيقولاوس ) الذي كان مطرانا على "ميرا " الواقعة في "ليسيا " ويرتدي عادة بابا نويل ثيابا ذات لون احمر مثل لون ثوب المطران .
ويشير اللون الاحمر الى الشهادة . لقد عاش المطران نيقولاوس في اواخر القرن الثالث ومطلع القرن الرابع وكان رجلا تقيا يحب الناس، فاهتم بشكل خاص بالايتام الفقراء والاطفال كما اهتم بالارامل ودافع عن المظلومين والسجناء واعرب عن اهتمامه هذا بتوزيع الهدايا عليهم .
وهكذا جرت العادة في المسيحية
ان يوزع المؤمنون الهدايا على الأطفال والفقراء
في عيد الميلاد
اقتداءا بالقديس نيقولاوس .
الذي كرمته الكنيسة باعتباره شفيعا للاطفال.

صلاة القديس نيقولاوس تكون معنا
أمين.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح ولد فمجدوه , المسيح أتى من السموات فاِستقبلوه
المسيح على الأرض فاَرتفعوا
رتلي للرب أيتها المسكونة كلها لأن السماوي صار أرضياً
المسيح تجسد فلنتهلل بخوفٍ و فرح
خوفٍ من الخطيئة و فرحٍ في تحقيق الرجاء
المسيح ولد من البتول فتعففن أيتها النساء لكي تصبحن أمهاتٍ للمسيح

﴿وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة
إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم
لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ،
لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل.
وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد،
فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد
لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُّيُوف

فهاهو القديس يوسف ينتقل مع خطيبته القديسة مريم إلى "بيت لحم"
الذي يعني "بيت الخبز"، ليُولد هناك "خبز الحياة". وقد سُجل اسمه مع البشر في الاكتتاب ليشاركنا كل شيء حتى في التعداد يُحسب كواحدٍ منا، إذ قيل:
"وأُحصيَ مع آثمة"
(إش 53: 12)
ذلك لكي نُحصَى نحن في كتابِه الإلهي، ونُحسب أصدقاؤه.
فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر
ويفسر القديس جيروم معنى ( ابنها البكر ) أي أول مولود
فلا يقصد به أنه أخ من بين عدة إخوة، ولكن واحد من بين الأبكار
فإنَّ الأسفار الإلهيّة تستعمل كلمة بكر أو أول في مواضع شتَّى
ولم يقصد بالكلمة إلا واحد فقط، فقد ورد :
"أنا الأول والآخر ولا إله غيري"
(إش 44: 6).
فأُضيفت كلمة أول إلى المولود للدلالة على أن العذراء
لم يكن لها ابن سوى يسوع ابن الله على حد قول الوحي
"أنا أيضًا أجعله بكرًا أعلى من ملوك الأرض"
(مز 89: 27)
ويقول أيضًا الحكيم بولس
"وأيضًا متى أُدخل البكر إلى العالم يقول: فلتسجد له كل ملائكة الله"
(عب 1: 6).
وكيف دخل المسيح البكر إلى العالم بأن الله صار إنسانًا
ومع أنه ابن الله الوحيد إلا أنه بكر لنا، لأننا جميعنا اخوة له
وبذلك أصبحنا أبناء الله.
http://iraq8.com/up/download.php?img=12353
وفي بيت لحم ولدت العذراء ابنها ، إذ قيل:
"وبينما هما هناك تمَّت أيامها لتلد.
فولدت ابنها البكر وقمّطته وأضجعته في المذود،
إذ لم يكن لهما موضع في المنزل"
فهاهو ملكنا جاءَ يلقي بذور الفضيلة في نفوسنا منذ أولى لحظات ولادته من مريم العذراء فهو اذ لم يجد مكاناً له في منازلنا فجاء بكل اتضاع في مزود
وولد بين البهائم محتقراً كل امجاد العالم و عظمتِهِ الفانية
تلكِ كانت أولى دورس المعلِّم لنا على الأرض
http://dc181.4shared.com/img/1810366...706106&sizeM=3

( التواضع و الكفر بالذات حتى الصليب )
لقد شعر يسوع بما نشعر به من عوامل الطبيعة فلفتهُ امه مريم بأقمطة علَّهُ يتقي البرد القارص في بيت لحم

و يعلق القديس غريغوريوس النزينزي على هذه الاية بقوله :
وُلد في مذود ليرفعكم إلى المذبح
جاء إلى الأرض ليرفعكم إلى السماء
لم يجد له موضعًا إلا في مذود البقر، لكي يعد لكم منازل في السماء (يو 14: 2) وكما يقول الرسول بولس :
"إنه من أجلكم افتقر وهو الغني لكي تستغنوا أنتم بفقره"
(2 كو 8: 9).
فميراثي هو فقر المسيح، وقوَّتي هي ضعف المسيح.

"وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم
وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجدُ الرب أضاء حولهم
فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك لا تخافوا
فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.
انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود."

لم تشعر الأرض بميلاد المسيح فهاهو في المزود بعيداً عن الأنظار
استقبلت الارض خالقها بصمتٍ رهيب ولكن السماء اهتزت، ولم تستطع أن تصمت أمام هذا المشهد العجيب فإله السماء، ها هو الآن في مذود. والملائكة بشروا الرعاة بأنه ولد لكم انتم ايها البشر المسيح الخلص


وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون:
أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر
.
هوذا الملائكة ترتِّل، ورؤساء الملائكة تغنِّي في انسجام وتوافق...
الشاروبيم يسبِّحون تسابيحهم المفرحة، والسيرافيم يمجِّدونه.
الكل اتَّحد معًا لتكريم ذلك العيد المجيد، ناظرين الإله على الأرض، والإنسان في السماء؛ الذي من فوق يسكن هنا على الأرض لأجل خلاصنا، والإنسان الذي هو تحت يرتفع إلى فوق بالمراحم الإلهيّة!
هوذا "بيت لحم" تضاهي السماء، فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب، وبدلاً من الشمس أشرق شمس البر في كل جانب
العلامة أوريجينوس
ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض:
«هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ».
http://iraq8.com/up/download.php?img=12354
أسرع الرعاة في البحث عن يسوع بلا تراخٍ، فقد آمن الرعاة بكلمات الملاك.
ويقدَّم لنا القدِّيس مار أفرام صورة مُبهجة للقاء الرعاة بالطفل الراعي
إذ يقول:
[جاء الرعاة حاملين أفضل الهدايا من قطعانهم:
لبنًا لذيذًا ولحمًا طازجًا وتسبيحًا لائقًا... أعطوا اللحم ليوسف، واللبن لمريم، والتسبيح للابن!
أحضروا حملاً رضيعًا، وقدَّموه لخروف الفصح!
قدَّموا بكرًا للابن البكر، وضحيّة للضحيّة، وحملاً زمنيًا للحمل الحقيقي.
إنه لمنظر جميل أن ترى الحمل يُقدَّم إليه الحمل!...
اقترب الرعاة منه وسجدوا له ومعهم عصِيِّهم. حيُّوه بالسلام، قائلين:
السلام يا رئيس السلام.
هوذا عصا موسى تسبِّح عصاك يا راعي الجميع
لأن موسى يسبِّح لك. مع أن خرافه قد صارت ذئابًا
وقطيعه كما لو صار تنِّينًا!
أنت الذي يسبِّحك الرعاة، إذ صالحت الذئاب والحملان في الحظيرة ]

http://iraq8.com/up/download.php?img=12355
تأثَّرَت جدًا القدِّيسة مريم بهذا اللقاء، وكما يقول الإنجيلي:
"وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الكلمات متفكِّرة به في قلبها"
ويعلّق القدِّيس أمبروسيوس على ذلك بقول:
[من كلمات الرعاة تحصد مريم عناصر إيمانها.]
كما يقول:
[إن كانت مريم قد تعلَّمت في مدرسة الرعاة
فلماذا ترفض أنت أن تتعلَّم في مدرسة الكهنة ]

"ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم."
من يتقابل مع المسيح لا يمكن إلا أن يعود مسبحاً وفرحاً.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 01:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال القديس أغسطينوس عن :
لماذا تجسد ربنا | لكي يهبنا ميلاداً جديداً
http://www.peregabriel.com/gm/albums...-Temple-06.jpg
رأينا أن الإنسان صار محتاجاً إلي التلاقي مع الله "الحياة " لكي يعيد له حياته الروحية فيقدر بالله أن يحيا ويتذوق الخير ويتمتع بالسماويات لذلك جاء الابن الأقنوم الثاني متجسداً صار كواحد منا حتى نقبله.
ولد الابن ميلاداً زمنياً غذ حمل جسداً مثلي...
وبميلاده هذا وهبنا جميعنا أن نولد به في الله...

وقد تجمعت فيه بنوتنا نحن التي غسلها بالماء والدم اللذان سكبا من جنبه المطعون!
وإذا شاركنا الرب في اللحم والدم صيرنا له هو الأخ البكر..
صرنا أعضاء في جسده السري أي الكنيسة للرأس الواحد يسوع مقدماً إيانا واحداً لأبيه!
بهذا انتقل بنا من الولادة الجسدية إلي الولادة الروحية السرية منتقلاً بنا من هذا العالم لنحيا ونحن هنا في السمويات الأبديات!

+ "النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه".
الظلمة هي عقول البشر الغبية إذ أعمتها الشهوات الفاسدة وعدم الإيمان لهذا كان على "الكلمة " الذي به كان كل شيء أن يهتم بهذه العقول ويعيد إليها سلامتها.

لذلك فإن:
(الكلمة صار جسداً وحل بيننا) يو14:1
لأن من اختصاصه الاستنارة إذ هو الحياة الذي يضئ للبشر.

لكننا لم نكن مستعدين للتجاوب مع عمله إذ أسقطتنا نجاسة الخطية وأبعدتنا عنه لذلك صرنا في حاجة إلي التنقية من الشر والكبرياء تتم بدم ذاك البار وحده وبإتضاع الله نفسه "يو14، 1:1. لنصير على مثاله...

لقد صار الله إنساناً باراً يشفع عن الخطاة أمام الله (الأب)،
وبالتصاقه بنا شابهنا من جهة الناسوت حتى ينزع عنا ما هو ليس على شبهه أي شرنا!

وإذا شاركنا في موتنا وهبنا أن نصير شركاء معه وهكذا بموت البار الذي تم بمحض اختياره نزع موت الخطاة الذي حدث كحكم نستحقه...

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المغارة

في الواقع لوقا هو الإنجيليّ الوحيد الذي ذكر مكان ميلاد المسيح
" وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ دينةِ داودَ،
لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى.
وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ،
فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ،
لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ
." (لوقا 2 : 4-7)

لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.

أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223ب.م وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المغائر الرمزيّة في الكنائس وخارجها.



والمغارة التقليديّة تحتوي على :
http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif يسوع المسيح طفلاً : وهو صاحب العيد.

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif يوسف ومريم : رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً "صورة الله ومثاله" كما ورد في سفر التكوين :" فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه، على صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ، ذَكَرًا وأُنثى خلَقَهُم" (تك 1: 27).

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif الرعاة : وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعيا.

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif المجوس : وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك.

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif النجمة : وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى المسيح، ولنور المسيح المتجسد.

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif البقرة : وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكن من خدمة الإله الحقيقي، وهذا رمزُ البقرة التي تقوم بتدفئة المسيح.

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gifالحمار: وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس. وهو أيضاً رمزالصبر واحتمال المشقات في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلّص.

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif الاغنام : وسيلة للغذاء والتدفئة. وترمز بشكلٍ خاص إلى الوحدة الضرورية في جماعة المؤمنين، التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.

http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif الملائكة : يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر .

هذه هي العناصر الأساسية ويمكن أن يضاف إليها عناصر أخرى وفق الاستخدام المحلي والمناطقي، على أن تأخذ بعين الاعتبار أمرين :
http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif الانسجام مع معاني الفقر والبساطة المتجسدة في المغارة.
http://www.marnarsay.com/Christmas/f...0%28198%29.gif الهدف الأساسي من المغارة ليس الزينة والديكور وإنما اجتماع العائلة حولها للصلاة في زمن الميلاد.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف نفرح بميلاد المسيح؟
الأب حارث ابراهيم

ميلاد ربّنا يسوع المسيح هو بلا شكّ "عيدٌ"، والعيدُ دعوةٌ مفتوحةٌ للفرح، ولكن الفرح عندنا لا يكون بالمجون (بالأعمال المُخِلّة) لأنه فرحٌ مقدّس لذا يكون الفرح بالله ومِن الله.

وللتأكيد على أنَّ الفرح هو من الله يقولُ الكتاب المقدّس أنَّ اللهَ نفسَه يفرح إذ عندما خلَق اللهُ العالَم سُرَّ به ورأى كلَّ شيء أنَّه حَسَنٌ، وهذا ما يُردِّدُه مزمور الغروب:
"يَفرح الربُّ بأعماله" (مزمور 104/103: 4).
كما أنّ اللهَ يدعو البشر إلى الفرح إذ يقول الكتاب في سفر اللاويين 23: 1-4، 40: "وكلَّمَ الربُّ موسى قائلاً: كلِّمْ بَني إسرائيل وقُلْ لهم: مواسمُ الربِّ التي فيها تنادون محافل مقدّسة، هذه هي مواسمي ... هذه مواسم الرب المحافل المقدّسة التي تنادون بها في أوقاتها ... وتفرحون أمام الرب إلهِكم".
ويُكمل في سفر التثنية 12: 12: "وتفرحون أمام الرب إلهكم أنتم وبنوكم وبناتكم وعبيدكم وإماؤكم". إذاً هذا الفرح هو عملٌ جماعيٌّ (محفل) وهوعملٌ مبارَكٌ يلتئم فيه جميع الناس ويقفون أمام الرب معاً في اجتماع مقدّس مصدرُ الفرح هو الله وموضوع الفرح هو الله أيضاً، فعندما ندرك أننا محبوبون من الله بهذا المقدار الكبير أنه تنازل إلينا تتهلَّل قلوبُنا ولا تعود تتسع لمقدار البهجة التي تَغمُرها فتكاد تطير من الفرح. يقول المزمور 32: 11:
فرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصدّيقون واهتفوا يا جميع المستقيميّ القلوب"، والمزمور 64: 10: "يفرح الصدّيقون بالرب ويحتمي به ويبتهج كل المستقيميّ القلوب"، والمزمور 68: 3: "الصدّيقون يفرحون ويتهلّلون أمام الله ويتنعّمون بالسرور".
(لوقا 1: 44)، وبعدما مدَحَت أليصاباتُ مريم وبارَكتها أنشدَت العذراء: "تعظِّم نفسي الربَّ وتَبتهِج روحي بالله مخلّصي" (لوقا 1: 46)، ولمّا ظهر الملاكُ للرعاة الساهرين بَشّرهم بالفرح قائلاً: "لا تخافوا، فها أنا أبشِّركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب؛ إنّه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلِّصٌ هو المسيح الربُّ" (لوقا 1: 10-11

وإذا أكملنا في حياة يسوع يقول لنا الكتاب أنَّ زكا لمّا قَبِلَ يسوعُ دخولَ بيته استقبَلَه في منزله فَرِحاً (لوقا 19: 6)، والنّاسُ الذين تَحلّقوا حول يسوعَ متابعين أعمال رحمته وتحنُّنه استقبلوه في أورشليم راكباً على جحشٍ وطرحوا ثيابهم في الطريق وابتدأوا "يفرحون ويسبّحون الله بصوتٍ عظيمٍ لأجل جميع القوات التي نظروا قائلين: مبارَكٌ الملك الآتي باسم الرب. سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي" (لوقا 19: 37-38
وعندما قام الربُّ من بين الأموات نَزَعَ الحزنَ من قلوب التلاميذ الذين "فرحوا لمّا أبصروا الربَّ" (يوحنّا 20: 20)، وكذلك الخصيُّ الذي عمّده فيلبُّسُ الشمّاس، يقول القديس لوقا أنه بعد المعمودية "ذهب في طريقه فَرِحاً" (أعمال 8: 39).
الفرح إذاً ليس جديداً ولكنّه الآن أصبح مرتبطاً ارتباطاً قويّاً بالمسيح، لكون المسيح هو ابن الله المتجسِّد الذي تغلّب على كلِّ آلام البشرية وفتح لنا الطريق للتغلُّب عليها، بما في ذلك أكبر عدوٍّ لنا أي الموت.
أظهر المسيحُ محبّة الله الكبيرة لنا نحن البشر فكان عمله دعوةً للفرح ونتلمّس ذلك في الكتاب المقدّس منذ الحبل به إلى مولده ولم يزل حتى قيامته وصعوده إلى اليوم: فيوم سلَّمَ الملاكُ جبرائيل على مريم قال لها: "إفرحي أيتها الممتلئة نعمة، الربُّ معكِ، مبارَكةٌ أنتِ في النساء" (لوقا 1: 28)، وهذا ما نُنشدهُ في المديح أيضاً، وعندما أتت مريمُ الحاملُ بيسوع لزيارة أليصابات الحاملَ بيوحنّا ارتكض الجنينُ بابتهاج في بطنها عندما سمع صوت سلام مريم (لوقا 1: 44
وبعدما مدَحَت أليصاباتُ مريم وبارَكتها أنشدَت العذراء: "تعظِّم نفسي الربَّ وتَبتهِج روحي بالله مخلّصي" (لوقا 1: 46)، ولمّا ظهر الملاكُ للرعاة الساهرين بَشّرهم بالفرح قائلاً: "لا تخافوا، فها أنا أبشِّركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب؛ إنّه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلِّصٌ هو المسيح الربُّ" (لوقا 1: 10-11
وإذا أكملنا في حياة يسوع يقول لنا الكتاب أنَّ زكا لمّا قَبِلَ يسوعُ دخولَ بيته استقبَلَه في منزله فَرِحاً (لوقا 19: 6)، والنّاسُ الذين تَحلّقوا حول يسوعَ متابعين أعمال رحمته وتحنُّنه استقبلوه في أورشليم راكباً على جحشٍ وطرحوا ثيابهم في الطريق وابتدأوا
"يفرحون ويسبّحون الله بصوتٍ عظيمٍ لأجل جميع القوات التي نظروا قائلين: مبارَكٌ الملك الآتي باسم الرب. سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي" (لوقا 19: 37-38)، وعندما قام الربُّ من بين الأموات نَزَعَ الحزنَ من قلوب التلاميذ الذين "فرحوا لمّا أبصروا الربَّ" (يوحنّا 20: 20)،
وكذلك الخصيُّ الذي عمّده فيلبُّسُ الشمّاس، يقول القديس لوقا أنه بعد المعمودية "ذهب في طريقه فَرِحاً" (أعمال 8: 39).


الذين في القديم آمَنوا بعمل المسيح الخلاصي كانوا يَترنّمون قائلين: "أمّا أنا فعلى رحمتك توكّلتُ، يبتهج قلبي بخلاصك" (مزمور 13/12: 5) كان الخلاص الذي بشَّر به الأنبياء وانتظروه مصدر بهجة في قلوب المؤمنين، فرحوا لمجرّد أنَّ الله وعَدَ بالخلاص وكان هذا الرجاء وحده يُسبِّب لهم الفرح، فكيف عندما يأتي الخلاص ويتحقّق؟ بالتأكيد سيكون هناك فرحٌ أعظم.
والفرحُ لا يكون بدون تعبير خارجيٍّ عنه مثل الابتسام والطرب أو الإنشراح ونرى هذا واضحاً أيضاً في الكتاب المقدّس بتسبيح الملائكة القديسين للطفل المولود "المجدُ لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي النّاس المسرة" (لوقا 2: 14)
وبتسبيح الرعاة الذين بعد أن زاروا الطفل في المغارة وأخبروا بأمر الملاك الذي بشَّرهم رجعوا كما يقول القديس لوقا "وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم" (لوقا 2: 20)
وهذا الفرح المترجَم بالتسبيح هو ما عناه القديس يعقوب الرسول بقوله: "أمسرورُ أحدٌ فليُرتِّل" (يعقوب 5: 13) فالترتيل علامة شكرٍ ودليل اغتباط.


إذاً مشارَكتُنا في التراتيل التي تقام في الكنيسة في كل المواسم، ومن ضمنها موسم الميلاد بالطبع، تعني أنّنا مشاركون أيضاً في الفرح وفي التسبيح، هذه هي العلامة الأولى. مَن كان لا يشعر بمثل هذا الفرح يَملأ قلبه ولا يستطيع المشاركة في التسبيح، عليه أن يتوب عن خطاياه ويسعى إلى التنقية هاتفاً مع النبي داود "قلباً نقيّاً أُخلُق فيَّ يا الله، وروحاً مستقيماً جَدِّد في أحشائي. لا تطرحني من أمام وجهك وروحُك القدوس لا تنزعه منّي.
إمنحني بهجة خلاصك وبروحٍ رئاسيٍّ أعضدني" (مزمور 51/50: 10-12)
أي، يسأل اللهَ أن يعطيه ما يكفي من الإيمان ليبتهج بالخلاص الإلهي، تماماً كما قال الرسلُ للرب "زِدْ إيماننا" (لوقا 17: 5).
حتّى يبتهج الإنسانُ بخلاص الله يجب أن يكون مؤمناً بهذا الخلاص وبالتالي مُمتنّاً لله فيُنشدَ ويُسبِّح، فإن تَشكَّك أحدٌ في الإيمان أو كان إيمانه ضعيفاً فهو بحاجة إلى قراءة الإنجيل ودرسه بإرشاد أبٍ مختبرٍ ومقتدر، وعندنا في كنيستنا تفاسير كتابية لآباءٍ كثيرين وقد صار هناك عددٌ منها لا بأس به منشور باللغة العربية وفي متناولنا، فلو طالعنا بعضاً منها لساعدتنا كثيراً على التأمّل في تدبير الله لخلاصنا وفي محبّته لنا غير المتناهي.


ولا يقتصر الفرح بالعيد على المشاركة في التسبيح مع الجماعة وعلى قراءة الكتاب المقدس وتفاسير الآباء القديسين، بل يتعدّاه إلى ما يجعل العيد مقدّساً (محفل مقدّس). فاليوم المقدّس للرب هو اليوم الذي نبتهج فيه بالرب، نعم، ولكن هو أيضاً اليوم الذي فيه يظهر عمل الله التقديسي في حياتنا نحن وفي مجتمعنا.
بمعنى أن نتعلّم السلوك بحسب معاني العيد ومدلولاته، وهذا يَحفَزُنا على تفحُّص بعضٍ من معاني عيد ميلاد السيد المسيح:
أولها- المظاهر: عدم الاهتمام بالمظاهر، وعدم الأخذ بالمظاهر. فالمسيح السيّد الرب وُلِدَ في بيت لحم، لا في القرية حيث لم يستقبله أحد، بل في مغارة, بدون خدم ولا حَشَم، رافقته الملائكة وسبّحته (الحقيقة أنها بقيت ترافقه منذ أن حلَّ في أحشاء القديسة مريم يوم البشارة)، لم يكن يسوعُ يهتمّ بالمظاهر؛ لو أراد لسخَّر الخليقةَ بأسرها لحضوره ولكنه كان عازماً أن يبقى مستتراً إلا عن قلّة تناجيه وتطلبه فلم يُخفِ ذاته عنهم, وحقيقته رغم الفقر الظاهر في حاله وقت الولادة لم تمنع المجوس من السجود له وتقديم العطايا.

فالظاهر لا يشير إلى الحقيقة بالضرورة: العظمة الحقيقية هي في القلب الممتلئ نعمة، ومظاهر الأبّهة لا تَصنع مجداً لصاحبها.
وثانيها- التواضع: فهو ذو المجد والجلال أخلى ذاته واتّخذ صورة عبدٍ (فيليبي 2: 7 و8) فكان معلّماًَ للتواضع (كتواضع العذراء في لقاء الملاك لوقا 1: 48) مِمّا يحدونا إلى توخّي البُعد عن الكبرياء بالإنفصال عن الآخرين لكونهم ليسوا من مستوانا!
وثالثها- البساطة وعدم التشكيك: فالرعاة آمنوا بقول الملاك وهرعوا إلى المغارة فوراً، والمجوس صدّقوا النَّجم ولم يتشكّكوا من وجود الطفل مقمّطاً في مذود وموضوعاً في مغارة بدل القصر وفراش الحرير كعادة الملوك،

كما آمنَت العذراء بقول الملاك وفَعَلَ مثلها يوسفُ. فعلينا أن نكون بسطاء كالحمام ولكن حكماء كالحيّات (متّى 10: 16).
ورابعها- المسالمة: مسالمةُ الآخَرين وعدم الخصام مع الناس تتطلّب مجهوداً لأن فيها إنكاراً للذات وفيها محبّة لله وللآخرين. فإن كان اللهُ قد صالَحَنا في المسيح (2 كورنثوس 5: 18، 19؛ كولُسّي 1: 20) فالأولى أن نتصالح نحن مع بعضنا البعض عملاً بقول الرب "أريد رحمةً لا ذبيحة" (هوشع 6:6؛ متّى 9: 13)

وكقول المزمور "الذبيحة لله روحٌ منسحقٌ، قلبٌ خاشعٌ متواضعٌ هذا لا يرذله الله" (50: 17)،
لهذا السبب أوصانا ربّنا يسوع قائلاً: "فإنْ قدَّمتَ قربانَكَ إلى المذبح وهناك تذكَّرتَ أنَّ لأخيكَ عليكَ شيئاً فاترك قربانكَ قدّام المذبح واذهب واصطلح مع أخيك أولاً، وحينئذٍ تعالَ وقدِّم قربانك" (متّى 5: 23-24).
وخامسها- المحبّة: فأنتَ إنْ اختبَرتَ محبّة الله لك وتنادي بالله أنه "محبّة" (1 يوحنا 4: 16) كما علّم القديس يوحنا الإنجيلي، فأين تكون مِن وصية المسيح إلى تلاميذه أن يُحبّ بعضهم بعضاً، وقال لهم: "بهذا يعرف العالَم أنّكم تلاميذي" (يوحنا 13: 35)؟


السلوك بحسب هذه المعاني التي توخّينا ذِكْرَ بعضها على الأقل، يُشيع الفرح في مَن هم حولنا ويجعل الفرحة الخاصّة بالعيد شاملةً كلَّ الناس في المجتمع، لأننا نحن أعضاء جسد المسيح "من لحمه ومن عظامه" (أفسس 5: 30) "وهو رأس الجسد، الكنيسة" (كولسي 1: 18) فنحن إذاً إطلالة المسيح على العالَم، نحن وجهه الذي يريد البؤساء والأشقياء أن يروه، فهل يُشرق منّا نورُ المسيح أم نلفظه نحن ولا نكون له منارةً؟
مِن هذه الزاوية كانت أعمال الإحسان والمساعدة للضعفاء وتقديم الهدايا الرمزية والتعاضد كلّها مدفوعةٌ من باب الإحتفال بالعيد، فماذا نرى من هذه في أيامنا؟

نرى في أيامنا أعمال إحسان فردية وأيضاً جماعية، وهذه يجب تنظيمها حتّى تأتي ثماراً أفضل بدون شك، ولكن قلّة الإيمان عند البعض أو لنقل ضعفه تجعلهم خارج دائرة الفرح، وعلينا نحن مسؤولية ضمّهم إلى المسيح من جديد لنفرح معهم وهم يفرحون معنا.
وهناك مظاهر جديدة في مجتمعنا لم تكن موجودة قبل عام 1950 للميلاد، وهذه المظاهر هي: شجرة الميلاد، ورجل الميلاد، والمغارة. ولا بأس إن قمنا بتحرّي هذه المظاهر في التاريخ والجغرافيا قبل أن نبحث في معنى تبنّيها.
شجرة الميلاد: ظهرت أولاً في ألمانيا في القرن الثاني عشر، وكان الناس يضعون عليها ثمار التفاح الأحمر ليتذكّروا الشجرة الفردوسية التي كان منظر ثمارها شهياً للعين فتَسبَّبَت بسقوط َجدّينا آدم وحوّاء (تكوين 2: 9)،

وينتظروا بالتالي المخلّص الذي وَعدَ اللهُ به الإنسانَ من نسل حواء لينتشلنا من السقوط والموت. وهي شجرة مخروطية تبقى خضراء حتّى في فصل الثلج. ومن ثمّ انتقلت جنوباً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وإلى بريطانيا مع الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا، ورحلَت مع المستوطنين الألمان في القرن الثامن عشر إلى العالَم الجديد (في بنسلفانيا).
مغارة الميلاد: أول مَن أطلقها هو فرنسيس الأسيزي في إيطاليا في القرن الحادي عشر فصنع تماثيل المغارة معتبراً أنَّ النظر إليها يبعث على التقوى والفضيلة، ثم عمّت بقية العالَم الغربي.
رجل الميلاد: وهذا انطلق أيضاً من ألمانيا التي تبدأ الاستعدادات فيها لعيد الميلاد من عيد القديس مرتينوس في 11 تشرين الثاني.
يُروى عن هذا القديس أنه التقى في يوم مُثلِج فقيراً يرتجف من البرد فَرَقَّ له قلبُه وأعطاه معطفه وما معه من زادٍِ عملاً بقول الرب "كل ما تفعلوه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتموه" (متّى 25: 40) وطفق يركض من الفرح إذ اعتبر أنه رأى المسيح في هيئة شحّاذ وأخذ يفتّش عن بائسٍ آخر لينتشله من حزنه.
وقد اتّخذ الأوروبيّون أيضاً من أعمال الرحمة التي قام بها القديس نيقولاوس، رجل الله، مثالاً على السُّبل التي تُعيد البسمة إلى الثغور فيوزّعون الهدايا على الأطفال ليلة عيد القديس نيقولاوس في 6 كانون الأول لكي تكون البسمة مُرتسمةً على وجوههم يوم عيد ميلاد الرب يسوع، ويسألون الأولاد عمّا يريدون من الطفل المولود.

لكن الثورة البروتستنتية مع مارتن لوثر عام 1517 تركت أثرها على احتفالات عيد الميلاد وعلى العادات والممارسات المرافقة له. فلم يَعُد توزيع الهدايا يتمّ في عيد القديس نيقولاوس بل صار يتمّ ليلة الميلاد نفسِها، إذ لا تعييد للقديسين، وبما أنَّ الطفل يسوع لا يُصوَّر عند البروتستنت فهو يرسِل رجلاً من قِبَلِه ليوزِّع الهدايا، ولم يَعُد اسمه القديس نيقولاوس، بل أسمَوه بالألمانية weihnachtsmann أي رجل الميلاد وهكذا سمّوه أيضاً في بريطانيا Christmas man، وفي فرنسا Papa No?l. هكذا تكوَّن هذا الرجل الخيالي الكريم، الرمز، في ألمانيا ومنها عمَّت هذه الممارسة إلى كل أنحاء أوروبا وحملَها المهاجرون الأوروبيون إلى العالم الجديد. أمّا في الولايات المتّحدة فقد أخذَ المهاجرون البروتستنتيون الهولنديون معهم إلى مستوطنتهم "أمستردام الجديدة"،
حالياً "نيويورك"، كلّ عاداتهم ومنها استبدالهم للقديس نيقولاوس بهذا الرجل الخيالي الكريم الذي يُسمّى في لغتهم Sinter Claes الذي صار يُعرَف بـ سانتا كلوز[27] Santa Claus.
الملاحظ أنّه في القرن التاسع عشر في أوروبا بدأ تزيين شجرة الميلاد بالأضواء وبدأ نَظْمُ أناشيد خاصّة بالميلاد Christmas carols وبدأ سانتا كلوز بالإنتشار خارج أوروبا إلى العالَم الجديد وإلى المستعمرات الأوروبية في مختلف بقاع العالم.

ومع نموّ المصالح التجارية في القرن العشرين تخصّصت شركات في صنع الأشجار والزينة والإضاءات والتماثيل وغير ذلك مِمّا له صلة بالعيد، وشجّعت على استعمالها بالدعاية والإعلان فانكبَّ الناسُ عليها شرقاً وغرباً معاً، ونحن في بلادنا نستورد من هناك كلّ شيء!

الوضع عندنا اليوم هو أن أشخاصاً كثراً يقومون بأعمال الرحمة والإحسان، وكذلك الكنيسة في أكثر من مكان وربما بعض المؤسسات الكنسية، وهذا يحتاج إلى تنسيق وترتيب من خلال شخص الكاهن أو مدني مختص بالشؤون الإجتماعية في كل رعية.
لكن هناك مظاهر أخرى مرافقة للعيد، ليس فيها بساطة ولا ابتعاد عن المظاهر الفارغة، تغيِّر معنى العيد وتمنع الناس عن المشاركة في فرحة العيد، إنْ مع بعضهم أو في الكنيسة، وتزيل من واجهة العيد الربَّ نفسه صاحبَ العيد.

أولاً: الشجرة وزينتها ليس لها أية مكانة ليتورجية تحضيرية للعيد، لا في كنيستنا ولا في الكنائس الأخرى، مِمّا تبيَّن أنّه كان قائماً في القديم عند الذين أطلقوها؛ إذاً لا يوجَد صلة الآن بينها وبين العيد الحاضر.

أمّا المغارة فلا حاجة للقول أنّها غير قائمة في تقليدنا أساساً لأننا لا نعتمد التماثيل في عبادتنا. ولو ذهب البعض إلى وضع إيقونة الميلاد داخل المغارة لصار عندنا مغارة ظاهرة ومغارة أخرى مرسومة في الإيقونة نفسها!

لكن أكثر ما يوجع ويشوّه البشارة هو سانتا كلوز. تبنّيناه في كنائسنا بغية جذب الأولاد إلى الكنيسة وإسعادهم بالمناسبة، ولكن دعونا نعيد النظر فلسوف نرى أننا لم نقدِّم لأولادنا الرب يسوع مولوداً كطفل!
إسألوا الأولاد مثلاً عن الهدايا: مَن قدَّمها لهم؟ سيكون الجواب هو محبّ مجهول لا يُرى، غير شخصاني، يتقمّص صورته فلانٌ أو فلان وبعد أن يكبروا يصبح أكذوبة.

هذا ما نعلِّمه في الكنيسة؟ إذا كان علينا أن نحثَّ الناس على الرحمة أفنترك المجتمع يَنحر ذاته؟ عندما يفرض التجار على كل فرد في المجتمع أن يشتري هدية لأولاده ولأولاد إخوته وأولاد أخواته وأولاد بنات وأبناء حماه ولمَن كفلهم بالمعمودية، كأولاد روحيين له، ألا يُرهَقُ الفردُ بالمبلغ المتوجِّب عليه فترة العيد؟
بالتأكيد سيحتاج إلى معاش إضافي لشراء الهدايا.
وهل سيفرح الأولاد بالهدايا؟ من كثرتها سينتهي بها المطاف قريباً في النفايات. فما الغاية؟ التجار يدفعون الناس ليكونوا إستهلاكيين، أفنساعدهم نحن على أن يصيروا إستهلاكيين؟

في كثير من الأماكن يقوم أبناء حركة الشبيبة الأرثوذكسية بتوزيع الهدايا على البيوت بشخص سانتا كلوز، وبسبب من الإنهماك في العمل تفوتهم الصلاة، فأين البشارة بيسوع؟
أرى أن ننأى نحن في الكنيسة عن هذه المظاهر المزيفة ونترك عمل التجار ونشدِّد على العيد بأعمال الرحمة وبالتسبيح وبالندوات التأمّلية في معاني العيد المفرّحة.
إن تركنا هذا العمل البشاري الرئيسي لن يتربّى على أيدينا أبناء لله، محبين له وطائعين لوصاياه

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال القديس أغسطينوس عن :
طاعة المسيح للآب في التجسد والصلب والقيامة

كما بخطية واحده صار الحكم إلي جميع الناس للدينونه هكذا ببر واحد صارت الهبة إلي جميع الناس لتبرير الحياة لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاه هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً "رو19، 18:5.

عصي آدم الأول فأفقد البشرية كلها التمتع بالله وجهاً لوجه وسري حكم الموت على الجميع لذلك إذا جاء أدم الثاني ابن الله الوحيد الذي إرادته هي إرادة الأب...
إذ لهما إرادة واحده أخلي نفسه.. أخلاها عن إرادته لا لكي تكون له إرادة تخالف إرادة الله أبية إنما لكي يخضع لإرادة أبية عوض أدم الأول... مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي "عب5:5.

أطاع... مخلياً إرادته ليعمل إرادة الأب إذ يقول للأب "ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت "مت30:26
" ليس لأن ما يريده الابن يخالف ما يريده الأب إنما يقبل الصليب في طاعة للأب حتى يصير المتحدون به المتجاوبون مع عمله. طائعين للأب أيضاً.
فلا عجب إن سمعنا الابن يقول "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل "يو24:5.
ومرة أخرى يقول أنه لا يتكلم بشيء من ذاته...
هذا لا يعني أن ليس له سلطان ذاتي للعمل أو الكلام إنما يريد ان يؤكد أنه وإن كانت مشيئته هي مشيئة الأب إذ هو الأب واحد إلا أنه من أجلنا... إذ صار نائباً عنا، يريد أن يفيدنا من العصيان..
يقول "لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني "يو30:5.

لقد أطاع المسيح حتى الموت موت الصليب حتى يعطنا باتحادنا به وثبوتنا فيه وتمتعنا بالشركة معه أن نحيا لا لذواتنا ولا بحسب إرادتنا بل به وفيه نطيع الأب.

1- ففي الإخلاء والتجسد الابن يحب خليقته ويود أن يخلي ذاته من أجلي. والأب في حبة لي، الذي هو نفس حب الابن أراد أن يبذل الابن ذاته عنا!

إنه حب واحد دفع الأب إلي بذل ابنه ودفع بالابن إلي نفس الأمر أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحدة! لكن الابن أراد أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحده لكن الابن حتى في إخلائه نفسه وبذله ذاته إنما صنع هذا من أجل إرادة الأب.

لقد أرسل الأب ابنه وقبل الابن الإرسالية بل ويؤكد الابن في صلاته الوداعية قائلاً "ليؤمن العالم إنك أرسلتني "يو21:17.

لقد جاء بإرادته ولكن جاء أيضاً لأجل طاعته للأب إذ يقول الرسول :
"وفيما هو ابن قد تعلم الطاعة "عب5:5.
وكما يقول أغسطينوس:
+ إن إرادة الأب والابن واحدة وعملهما غير منفصل هكذا فإن التجسد والميلاد من عذراء الذي يعني إرسال الابن جاء بواسطة الواحد ويعمل الأب والابن بطريقة غير منظورة بل ولا نستعبد الروح القدس من عملية التجسد إذ قيل بوضوح "قد وجدت حبلى من الروح القدس".

لكن ربما يصير المعني بأكثر وضوح إن سألنا: كيف أرسل الله ابنه؟ لقد أوصي أن يأتي... فأذعن الابن للوصية وجاء ! فهل هذا كان أمراً أم مجرد اقتراح؟! على أي حال فإن هذا حدث بواسطة كلمة الله الذي هو ابن الله.

لقد أرسله الأب بكلمة.. فجاء بعمل الأب والكلمة لذلك فإن "الابن نفسه قد أرسله الأب والابن لأن الابن هو كلمة الأب...

2- وفي الصلب قبل الرب الصليب من أجل خلاص جبلة يديه لكن في ليلة آلامه أراد أن يؤكد قبوله الصليب من أجل إرادة الأب إذ يقول (إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك) ..

3- وفي القيامة أيضاً يقول عن نفسه " لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها "لكن يعود الكتاب فيؤكد أن الأب قد أقامه....... الأب أراد القيامة فقام الابن بسلطانه....

4- ومن جهة التقديس فإن ابن الله قدوس القديسين هذا القدوس الذي بلا خطية في حبه لنا أخلي ذاته ليعلن أن الأب قد قدسه "يو36:10.

هو قدوس بذاته لن تفارقه القداسة بل ينبوع كل قداسة إنما قبل أيضاً التقديس من الأب لا كشيء خارج عنه بل في طبعه... إذ يقول "من اجلهم أنا أقدس ذاتي"يو19:17".

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أنشودة الميلاد

http://www.peregabriel.com/gm/albums...-Temple-01.jpg

وُلد المسيح فمجدوه، أتى المسيح من السموات فاستقبلوه، أتى المسيح إلى الأرض فعظموه



" سبحى الرب يا كل الأرض" (مز1:96)



لتفرح السموات وتبتهج الأرض بالسماوى الذي صار على الأرض.



المسيح تجسد ابتهجوا بفرح وخوف.



الخوف بسبب الخطية، والفرح بسبب الرجاء.



جاء المسيح من عذراء، فعشن عذارى يا نساء لتصَّرن أمهات للمسيح.



مَنْ الذي لا يسجد للذي كان منذ البدء؟



مَنْ الذي لا يمجد ذاك الذي هو الآخِر؟



2 ـ مرة أخرى ينقشع الظلام[2]، مرة أخرى يُشرق النور.



مرة أخرى يحل الظلمة كعقاب على مصر[3]،



مرة أخرى يستنير شعب الله بعمود من نار (انظر خر21:13)



الشعب الجالس في الظلمة أبصر نور معرفة الأسرار الإلهية،



" الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل صار جديدًا" (2كو17:5).



الحرف يتراجع، والروح يتقدم.



الظلال تهرب بينما الحق[4] يحل مكانها.



مثال ملكى صادق قد تحقق (مز4:110)،



الذي كان بلا أم صار الآن بلا أب.



النواميس الطبيعية انحلت. العالم السماوى ينبغى أن يكتمل[5].



المسيح يأمر أن لا نضع أنفسنا ضده



" هيا صفقوا بأيديكم يا كل الأمم" (مز1:47)،



لأنه وُلد لنا ولد وأُعطى لنا ابنًا،



تكون الرئاسة على كتفه (لأن كتفه رُفع بالصليب)،



يُدعى اسمه ملاك المشورة العظيم (انظر إش5:9س).



دعوا يوحنا يصرخ " أعدوا طريق الرب " (مت3:3)،



وأنا سوف أتحدث عن قوة هذا اليوم:



الذي بلا جسد تجسد الكلمة صار له جسم



غير المنظور صار منظورًا غير الملموس صار ملموسًا



غير الزمنى صارت له بداية زمنية



ابن الله يصير ابن الإنسان



" يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد"



اليهود يعثرون، واليونانيون يسخرون، والهراطقة يثرثرون.



سوف يؤمنون به عندما يرونه صاعدًا إلى السماء،



وإن لم يؤمنوا وقتذاك، فسوف يرونه



آتيًا من السموات وجالسًا كديان.



هذه الأمور سوف تحدث فيما بعد.



اسمان للاحتفال: ثيئوفانيا والميلاد:



3 ـ أما اليوم، فالإحتفال هو بالظهور الإلهى أى الميلاد. هذا الإحتفال الواحد يطلق عليه اسمان لأن الله ظهر للبشر بواسطة الميلاد. الكلمة هو كائن أبدى من الكائن الأبدى فوق كل عِلة وكلمة (لأنه لا توجد كلمة قبل اللوغوس) صار جسدًا لأجلنا لكى ـ كما منحنا الوجود ـ يعطيينا أيضًا الوجود الأفضل الذي سقطنا منه بسبب شرورنا أو بالحرى لكى يعيدنا إليه بتجسده. هكذا أطلق اسم "ثيئوفانيا" إشارة إلى هذا الظهور، وكذلك أيضًا أُطلق اسم الميلاد إشارة إلى مولده.


Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا نحتفل بعيد الميلاد



http://www.peregabriel.com/gm/albums...-Temple-01.jpg


4 ـ بالنسبة لنا هذا هو مفهوم الاحتفال، وهذا هو ما نحتفل به اليوم: نُعيد لسكنى الله بين البشر الذى يرفعنا لنسكن بجوار الله، أو بالحرى لنرجع إليه، لكى بخلعنا الإنسان العتيق، نلبس الإنسان الجديد. وكما متنا في آدم، هكذا يمكننا أن نحيا في المسيح، إذ نولد معه، ونُصلب معه ونُدفن معه لكى نقوم بقيامته. لأنه ينبغى أن نتغير التغيير الحسن الصالح. فكما أن الأمور الحسنة (الحالة الفردوسية الأولى) تبعتها الأمور التعسة (حالة السقوط)، هكذا ينبغى بالأحرى أن تأتى الأمور الحسنة من الأمور التعيسة. " لأنه حيثما تكثر الخطية تزداد النعمة جدًا" (رو20:5).



وإذا كان تذوق الأكل[6] قد جلب الإدانة فكم بالأكثر تبررنا آلام المسيح. إذن فلنُعيد، ليس بطريقة الإحتفالات الوثنية الصاخبة، لكن بطريقة إلهية، ليس بطريقة العالم لكن بطريقة روحية. لا باعتباره عيدنا نحن بل باعتباره عيد ذاك الذي هو لنا (أى المسيح) أو بالأحرى عيد ربنا. نعيد ليس بما للمرض بل بما للشفاء. نُعيد ليس بما يخص الخلق، بل بما يخص إعادة الخلق.



كيف نحتفل بالعيد؟:

5 ـ وكيف يصير هذا التعييد؟ لا بأن نزين الأبواب، ولا نقيم حفلات رقص، ولا نزين الشوارع ولا نبهج عيوننا، ولا نُطرب أسماعنا بموسيقى صاخبة، ولا نلذذ أنوفنا بروائح أنثوية غير لائقة، دعونا لا نفسد حاسة التذوق، ولا نسمح لحاسة اللمس أن تتلذذ بلمس أشياء غير لائقة. هذه الحواس التي يمكن أن تكون مداخل سهلة للخطية؛ لنكن غير متخنثين بلبس الملابس الناعمة والكثيرة الثمن، والتي لا نفع لها. ولا نتزين بأحجار ثمينة وبذهب لامع، وبأصباغ تشوه الجمال الطبيعى الذي خُلِقَ على صورة الله، ولا للهزء والسكر الذي يصاحبه دائمًا الفسق والدعارة (انظر رو13:13)، لأن التعاليم الشريرة تأتى من المعلّمين الأشرار، أو بكلام أفضل، لأن البذرة الشريرة تنبت نباتًا شريرًا، فلا نفترش الفرش الناعم الذي يرضى لذّات البطن والشهوات العابرة.

ولا نُقبِل على شرب الخمور الممزوجة برائحة الزهور، ولا على الطعام الشهى الذي يتفنن الطهاه في طهيه. ولا نُدهن بطيب غالى الثمن. لا ندع الأرض والبحر يقدمان نفاياتهما الثمينة كهدية ـ لأنى أسمى الرفاهية نفاية ـ دعونا لا ننافس أحدنا الآخر في إرتكاب المعاصى، فكل شئ زائد عن الحاجة الضرورية هو إفراط. بينما يوجد آخرون ـ من نفس طينتنا وطبيعتنا ـ يتضورون جوعًا، وهم في غاية العوز.



6 ـ فلنترك كل هذه الأمور للوثنيين ولإحتفالات الوثنيين، الذين تسر آلهتهم برائحة شواء الذبائح، ويقدمون لها العبادة بالطعام والشراب، فهم مخترعون للشر، وكهنة وخدام للشياطين. أما نحن الذين نقدم عبادتنا "للكلمة"، إن كان يجب أن نستمتع بشئ، فلنستمتع بالكلمة، بالناموس الإلهى وبالشواهد الكتابية خاصةً تلك التي تحدثنا عن موضوعات مثل موضوع إحتفال اليوم، حتى تكون متعتنا قريبة من ذاك الذي جمعنا معًا للإحتفال به (أى المسيح) وليست بعيدة عنه.

هل تريدون (لأنى أنا اليوم سوف أقدم لكم المائدة يا ضيوفى) أن أضع أمامكم رواية هذه الأحداث (الميلادية) بأكثر غزارة وأجمل كلام أستطيعه لكى تعرفوا كيف يستطيع شخص غريب[7] أن يُغذى مواطنى البلد، وساكن الريف أن يغذى سكان المدينة، والذي لا يهتم بالمتع أن يُغذى أولئك الذين يسرون بالمتعة، ومَن هو فقير وليس له بيت ولا يملك أى شئ أن يغذى أولئك المشهورون بسبب غناهم.



افتتاحية تعليمية عن الله (الثيولوجيا):



سوف أبدأ بالآتى: نقوا عقولكم وآذانكم وأفكاركم أنتم الذين تبتهجون بهذه الأشياء، لأن حديثنا سيكون حديثًا مقدسًا عن الله؛ حتى حينما تغادرون المكان تكونون قد استمتعتم حقًا بسماع تلك الأمور المبهجة التي لن تنتهى ولا تخبو.



سوف يكون الحديث ملىء تمامًا وفي نفس الوقت سيكون موجزًا، حتى لا تتضايقوا بسبب غياب بعض الحقائق، كما أنه لن يكون مملاً بسبب الإطالة الزائدة.



7 ـ الله كان كائنًا دائمًا وهو كائن في الحاضر وسيكون دائمًا إلى الأبد، أو بالحرى، هو كائن دائمًا. لأن "كان" و "سيكون" هى أجزاء من الزمن ومن طبيعتنا المتغيرة. أما هو فهو "كائن" أبدى، وهذا هو الاسم الذي أعطاه لنفسه عندما ظهر لموسى " أنا هو الكائن" (خر 14:3). لأنه يجمع ويحوى كل "الوجود"، وهو بلا بداية في الماضى، وبلا نهاية في المستقبل؛ مثل بحر عظيم لا حدود لوجوده، لا يُحد ولا يُحوى، وهو يتعالى كلية فوق أى مفهوم للزمان وللطبيعة، وبالكاد يمكن أن يُدرك فقط بالعقل ولكنه إدراك غامض جدًا وضعيف جدًا، ليس إدراك لجوهره، بل إدراك بما هو حوله[8]، أى إدراكه من تجميع بعض ظواهر خارجية متنوعة، لتقديم صورة للحقيقة سرعان ما تفلت منا قبل أن نتمكن من الإمساك بها، إذ تختفى قبل أن نُدركها.

هذه الصورة تبرق في عقولنا فقط عندما يكون العقل نقيًا كمثل البرق الذي يبرق بسرعة ويختفى. أعتقد أن هذا الإدراك يصير هكذا، لكى ننجذب إلى ما يمكن أن ندركه، (لأن غير المدرك تمامًا، يُحبط أى محاولة للإقتراب منه). ومن جهة أخرى فإن غير المدرك يثير إعجابنا ودهشتنا، وهذه الدهشة تخلق فينا شوقًا أكثر، وهذا الشوق ينقينا ويطهرنا، والتنقية تجعلنا مثل الله. وعندما نصير مثله، فإنى أتجاسر أن أقول إنه يتحدث إلينا كأقرباء له باتحاده بنا، وذلك بقدر ما يعرف هو الذين هم معروفين عنده. إن الطبيعة الإلهية لا حد لها ويصعب إدراكها.

وكل ما يمكن أن نفهمه عنها هو عدم محدوديتها، وحتى لو ظن الواحد منا أن الله بسبب كونه من طبيعة بسيطة لذلك فهو إما غير ممكن فهمه بالمرة أو أنه يمكن أن يُفهم فهمًا كاملاً. ودعنا نسأل أيضًا، ما هو المقصود بعبارة "من طبيعة بسيطة"؟ لأنه أمر أكيد أن هذه البساطة لا تمثل طبيعته نفسها، مثلما أن التركيب ليس هو بذاته جوهر الموجودات المركبة.



8 ـ يمكن التفكير في اللانهائية من ناحيتين، أى من البداية ومن النهاية (لأن كل ما يتخطى البداية والنهاية ولا يُحصر داخلها فهو لانهائى). فعندما ينظر العقل إلى العمق العلوى، وإذ لا يكون لديه مكان يقف عليه، بل يتكئ على المظاهر الخارجية لكى يكوّن فكرة عن الله، فإنه يدعو اللانهائى الذي لا يُدنى منه باسم غير الزمنى. وعندما ينظر العقل إلى الأعماق السفلى وإلى أعماق المستقبل فإنه يدعو اللانهائى باسم غير المائت وغير الفانى. وعندما يجمع خلاصته من الإتجاهات معًا فإنه يدعو اللانهائى باسم الأبدى لأن الأبدية ليست هى الزمان ولا هى جزء من الزمان لأنها غير قابلة للقياس. فكما أن الزمان بالنسبة لنا هو ما يُقاس بشروق الشمس وغروبها هكذا تكون الأبدية بالنسبة للدائم إلى الأبد.



نكتفى الآن بهذا الحديث الفلسفى عن الله، لأن الوقت الحاضر غير مناسب، إذ أن موضوع حديثنا الآن هو عن تدبير التجسد وليس عن طبيعة الله (ثيؤلوجيا). ولكن عندما أقول الله فأنا أعنى الآب والابن والروح القدس. لأن الألوهية لا تمتد إلى ما يزيد عن الثالوث وإلاّ كان هناك حشد من الآلهة، كما أنها لا تحد بنطاق أصغر من الثالوث حتى لا نتهم بأن مفهومنا عن الألوهية فقير جدًا وهزيل، وحتى لا ينسب إلينا أننا نتهود بالحفاظ على الوحدانية، أو أننا نسقط في الوثنية بتعدد الآلهة.

إذ أن نفس الشر موجود في الاثنين اليهودية أو الوثنية، حتى إن كان موجودًا في إتجاهين متعارضين. هذا إذَا هو "قدس الأقداس"[9] المخفى عن السيرافيم وهو الذي يُسبّح بنشيد الثلاثة تقديسات، والثلاثة يُنسب إليها لقب واحد هو الرب والإله، كما تحدث عن ذلك أحد سابقينا[10] بطريقة جميلة وسامية جدًا.



Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
خلق العالم العقلى


https://images.chjoy.com//uploads/im...915af5300e.jpg

ولكن حيث إن حركة التأمل الذاتى لا تستطيع وحدها أن تشبع "الصلاح"[11]، بل كان يجب أن يُسكب الصلاح وينتشر خارج ذاته، لكى يكثر الذين ينالون من إحسانه (لأن هذا كان أساسيًا للصلاح الأسمى)، لذلك فإن الله فكر أولاً في خلقة الملائكة والقوات السمائية. وفكره هذا صار عملاً تحقق بواسطة كلمته واكتمل بواسطة روحه. وكذلك أيضًا خُلقت المخلوقات النورانية الثانية، كخُدام للنور الأول، الذين ندركهم كأرواح عقلية أو كنار غير مادية وغير فانية، أو كطبيعة أخرى تقترب بقدر الإمكان من كل الوصف السابق. وأريد أن أقول، إنهم لم يكن في إستطاعتهم أن يتحركوا نحو الشر، بل كانوا يستطيعون أن يتحركوا فقط نحو الخير لأنهم موجودون بالقرب من الله ويحصلون على الإنارة بالإشعاعات الأولى من الله، لأن الأرضيين يحصلون على الإنارة الثانية.

لكنى مضطر للتوقف عن إعتبارهم أنهم لم يكن في استطاعتهم بالمرة أن يتحركوا ناحية الشر بل أتكلم عنهم فقط على أنه كان من الصعب أن يتحركوا نحو الشر بسبب ذاك الذي بسبب بهائه سمى يوسيفوروس[12]، ولكنه صار ظلمة ودُعى ظلمة بسبب كبريائه، هو والقوات التي تحت رئاسته، وصاروا خالقين للشر بتمردهم على الله، وأيضًا صاروا محرضين لنا على الشر.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
خلق العالم المادى:

10 ـ هكذا خُلق هذا العالم العقلى من فيض صلاح الله، بقدر ما أستطيع أن أتفكر في هذه الأمور وأتناول أمورًا عظيمة بلغتى الفقيرة. وبعد أن وجد خليقته الأولى في حالة حسنة، فكر في إبداع عالم ثانى، عالم مادى ومنظور، وهذا العالم هو منظومة مركّبة بين السماء والأرض وكل ما هو موجود بينهما، وهى خليقة جديرة بالإعجاب حينما ننظر إلى جمال كل شئ فيها، وهى أكثر جدارة بالإعجاب حينما نلاحظ التوافق والإنسجام بين المخلوقات وبعضها، إذ يتوافق الواحد مع الآخر والكل فيما بينهم في نظام جميل لكى يُكوّنوا كمنظومة كاملة متكاملة لعالم واحد. وهذا لكى يوضح أنه يستطيع أن يحضر إلى الوجود ليس فقط طبيعة شبيهة به بل وطبيعة مختلفة تمامًا عنه.

لأن الكائنات العقلية هى شبيهة بالألوهية، وتُدرك فقط بواسطة العقل؛ أما كل المخلوقات التي تُعرَف بالحواس الجسدية فهى مختلفة تمامًا عن الألوهية، وأكثر هذه المخلوقات ابتعادًا هى تلك التي بلا نفس وعديمة الحركة.

لكن قد يقول أحد المندفعين، ما الذي يعنينا من كل هذا؟ وقد يتساءل أحد من المشاركين في الاحتفال من المؤمنين المتحمسين "أُنخس الحصان لكى تصل إلى الهدف"، "حدثنا عن العيد وعن الأمور التي من أجلها إجتمعنا اليوم ". هذا ما سوف أفعله. حالاً، رغم أنى قد ابتدأت بأمور عالية إضطرنى إليها حبى لها بالإضافة إلى ما يحتاجه حديثنا عن العيد.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
خلق الإنسان:

11 ـ إذًا، فالعقل والجسد (المادى) المتميزين الواحد عن الآخر، يظلان كل واحد ضمن حدود طبيعته، ويحملان في ذاتهما عظمة الكلمة الخالق، وهما مسبحان صامتان وشاهدان مثيران جدًا لعمله الكلى القدرة. لم يكن بعد يوجد كائن مكون من الاثنين (العقل والحس) معًا، ولا أى إتحاد من هذه الطبائع المتضادة، إنه مثال أسمى للحكمة والتنوع في خلق الطبائع، ولم يكن معروفًا بعد كل غنى الصلاح. ولأن الكلمة الخالق قرر أن يظهر غنى هذا الصلاح، ويخلق كائنًا حيًا واحدًا مكونًا من الاثنين معًا، ـ أى من الطبيعتين المنظورة وغير المنظورة ـ لذلك خلق الإنسان. ولقد خلق الجسد من المادة التي كانت موجودة، الجسد وبعد ذلك وضع فيه نفخة منه التي عُرفت بأنها نفس عاقلة وصورة لله، ثم أقامه على الأرض كعالم ثانٍ عظيم في صغره؛ ملاك آخر، عابد مركب[13].

له معرفة كاملة بأعماق الخليقة المنظورة، أما الخليقة غير المنظورة فيعرفها جزئيًا فقط؛ ملك على الموجودات التي على الأرض ولكنه تحت سلطان الملك الذي في الأعالى. أرضى وسماوى، زمنى ومع ذلك غير مائت. منظور ولكنه عقلى. في وضع متوسط بين الوضاعة والعظمة. هو نفسه روح وجسد في شخص واحد. روح بسبب النعمة التي وُهبت له، وجسد لكى يسمو الإنسان بواسطته. الواحد لكى يحيا ويمجد الله المحسن إليه، والآخر لكى يتألم وبالألم يتذكر، ويتم إصلاحه إذا تكبر بسبب عظمته. كائن حى يتدرب على الأرض لكى ينتقل إلى عالم آخر، وكأن غاية السر هو أن يصير إلهًا[14] بميله إلى الله. فإنى أرى أن نور الحق الذي نناله هنا ولكن بقدر معين يتجه بنا لكى نرى ونختبر بهاء الله. الذي هو بهاء ذاك الذي كوننا[15]، والذي سوف يحلنا ثم يعيد تكويننا بطريقة أكثر مجدًا[16].

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الحالة الفردوسية للإنسان


https://images.chjoy.com//uploads/im...7dc0cddfbe.jpg


12 ـ هذا الكائن (أى الإنسان) وضعه الخالق في الفردوس (أيًا كان هذا الفردوس)، وقد كرمه بهبة حرية الإرادة، لكى يكون تمتعه بالله عن اختيار حر، بفضل عطية الله الذي غرس فيه هذه الحرية، ولكى يفلّح النباتات الخالدة التي تعنى المفاهيم الإلهية، الأكثر بساطة والأكثر كمالاً معًا، عاريًا في بساطته وحياته غير المصطنعة، وبدون أى غطاء أو ستار، لأنه كان من الملائم لذاك الذي في البداية (أى الإنسان الأول) أن يكون هكذا.

وأيضًا أعطاه ناموسًا ليظهر به حرية اختياره. هذا الناموس كان وصية من جهة النباتات التي يمكن أن يأكلها، والنبات الذي يجب أن لا يلمسه. هذا النبات الأخير كان شجرة المعرفة، وذلك ليس بسبب أنها كانت شريرة حينما غُرست في البداية، ولا حُرمت على الإنسان عن حسدٍ (من ناحية الله، ولا ندع ألسنة أعداء الله تتحدت هكذا، كما لا نقلد الحية!).





السقوط:

وهذه الشجرة كانت يمكن أن تكون صالحة لو أن الإنسان أكل منها في الوقت المناسب (لأن الشجرة، بحسب رؤيتى، كانت هى رؤية الله التي هى مأمونة فقط بالنسبة لأولئك الذين تكملوا بالتمرن والنسك للإقتراب منها بدون مخاطرة)، لكنها ليست صالحة للذين لم يتدربوا بعد وللشرهين من جهة الشهوة، وذلك كالطعام القوى الذي ليس له فائدة للذين مازالوا ضعفاء ويحتاجون إلى اللبن (انظر عب12:5).

لكن بسبب حسد إبليس وإغوائه للمرأة التي استسلمت لكونها أكثر ضعفًا، وبدورها حرضت آدم لأنها كانت ذات تأثير عليه، وأسفاه على ضعفى! (لأن ضعف أبى الأول هو ضعفى)، إذ نسى الوصية التي أُعطيت له، واستسلم للأكل من الثمرة المهلكة، وهكذا طُرد في الحال من الفردوس ومن شجرة الحياة ومن حضرة الله بسبب خطيته، ولبس الأقمصة الجلدية ربما يعنى أنه لبس الجسد الأكثر غلاظة، والقابل للموت والمناقض للأول)[17].



وكأول نتيجة، شعرا بالخزى وإختفيا من وجه الله. وهنا حصل الإنسان الأول على ربح له وهو الموت، وقطع الخطية، حتى لا يصير الشر خالدًا، وهكذا فإن العقاب تحول إلى رحمة[18]، لأنى أعتقد أن الله يفرض العقاب بدافع الرحمة.




Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تدبير الله للخلاص

https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg



13 ـ وبعد أن عاقب الله الإنسان أولاً ـ بطرق كثيرة، لأن خطاياه كانت كثيرة (من التي نبتت من جذر الشر، والتي نشأت من أسباب مختلفة وفي أزمنة متفرقة)، أدبه بالكلمة، والناموس، والأنبياء، والإحسانات، والتهديدات، والفيضانات والنيران، والحروب، والانتصارات، والهزائم، والعلامات في السماء، وعلامات في الهواء وفي الأرض وفي البحر، وبتغييرات مفاجئة للأمم والمدن والشعوب ـ كل هذه الأمور كانت تهدف لإبادة الشر ـ وأخيرًا إحتاج الإنسان لدواء أكثر قوة لأن أمراضه كانت تزداد سوءً:

مثل قتل الأخ والزنى والقسم الكاذب، والجرائم الشاذة، وأول وآخر كل الشرور أى عبادة الأصنام وتحويل العبادة إلى المخلوقات بدلاً من الخالق (انظر رو18:1ـ32). وبما أن هذه كانت تحتاج إلى معونة أكبر، لذلك حصلت على مَن هو أعظم. ذلك هو كلمة الله ذاته ـ الأبدى الذي هو قبل كل الدهور، وهو غير المنظور، غير المفحوص وغير الجسدى، البدء الذي من البدء، النور الذي من النور، مصدر الحياة والخلود، صورة الجمال الأصلى الأول، الختم الذي لا يزول، الصورة التي لا تتغير، كلمة الآب وإعلانه[19]، هذا أتى إلى صورته[20]،

وأخذ جسدًا لأجل جسدنا، ووحد ذاته بنفس عاقلة لأجل نفسى لكى يطّهر الشبه بواسطة شبهه، وصار إنسانًا مثلنا في كل شئ ماعدا الخطية إذ وُلد من العذراء التي طُهّرت أولاً نفسًا وجسدًا، بالروح القدس (لأنه كان يجب أن تُكرم ولادة البنين وأيضًا أن تنال العذراوية كرامة أعظم)، وهكذا حتى بعد أن اتخذ جسدًا ظل إلهًا، إذ هو شخص واحد من الاثنين، ياله من اتحاد عجيب، الكائن بذاته يأتى إلى الوجود، غير المخلوق يُخلق[21]، غير المحوى يُحوى بواسطة نفس عاقلة تتوسط بين الألوهة والجسد المادى. ذاك الذي يمنح الغنى يصير فقيرًا، فقد أخذ على نفسه فقر جسدى، لكى آخذ غنى ألوهيته.

ذاك الذي هو ملئ يخلى نفسه، لأنه أخلى نفسه من مجده لفترة قصيرة، ليكون لى نصيب في ملئه. أى صلاح هذا؟! وأى سر يحيط بى؟! إشتركت في الصورة؛ ولم أصنها، فاشترك في جسدى لكى يخلّص الصورة ولكى يجعل الجسد عديم الموت.

هو يدخل في شركة ثانية معى أعجب كثيرًا من الأولى، وبقدر ما أعطى حينئذ الطبيعة الأفضل، فهو الآن يشترك في الأسوأ[22]. هذا العمل الأخير (التجسد) يليق بالله أكثر من الأول (الخلق)، وهو سامى جدًا في نظر الفاهمين.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اتضع لأجلك فلا تحتقر تواضعه




https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg


14 ـ ما الذي سوف يقوله المعترضون والمجدفون على الألوهية، أولئك المشتكون ضد كل الأمور الجديرة بالمديح، أولئك الذين يجعلون النور مظلمًا، والذين لم يتهذبوا بالحكمة، أولئك الذين مات المسيح لأجلهم باطلاً، أولئك المخلوقات غير الشاكرة الذين هم من صنع الشرير؟ هل تحوّل هذا الإحسان إلى شكوى ضد الله؟ هل تنظر إليه على أنه صغير بسبب أنه اتضع لأجلك؟

وهل تعتبره صغيرًا لأنه هو الراعى الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف (يو11:10)، والذي أتى ليطلب الخروف الذي ضلّ فوق التلال والجبال والتي كانت تقدم فيها ذبائح لآلهة غريبة، وعندما وجده، حمله على منكبيه ـ اللتين حمل عليهما خشبة الصليب، وأعاده إلى الحياة الأسمى، وعندما أعاده حسبه مع أولئك الذين لم يضلوا أبدًا؟ هل تحتقره لأنه أضاء سراجًا الذي هو جسده، وكنس البيت، مطهرًا العالم من الخطية، وفتش عن الدرهم، أى الصورة الملكية التي دُفنت وغطتها الشهوات.

وجمّع الملائكة أصدقاءه؛ عندما وجد الدرهم جعلهم شركاء في فرحه والذين جعلهم أيضًا مشاركين في سر التجسد؟ فبعد سراج السابق الذي أعّد الطريق، يأتى النور الذي يفوقه في البريق، وبعد "الصوت" أتى "الكلمة" وبعد صديق العريس جاء العريس، صديق العريس الذي أعد الطريق للرب شعبًا مختارًا، مطهرًا إياهم بالماء ليجهزهم للروح القدس؟ هل تلوم الله على كل هذا؟ هل على هذا الأساس تعتبره وضيعًا لأنه شد الحزام على وسطه وغسل أرجل تلاميذه (يو4:13)، وأظهر أن التواضع هو أفضل طريق للرفعة؟ لقد اتضع لأجل النفس التي إنحنت إلى الحضيض لكى يرفعها معه، تلك النفس التي كانت تترنح لتسقط تحت ثقل الخطية؟ كيف لا تتهمه أيضًا بجرم الأكل مع العشارين وعلى موائد العشارين (انظر لو27:5)، وأنه يتخذ تلاميذًا من العشارين، لكى يربح... وماذا يربح؟ خلاص الخطاة.

وإن كان الأمر هكذا، فيجب أن نلوم الطبيب بسبب أنه ينحنى على الجروح ويحتمل الرائحة النتنة لكى يعطى الصحة للمرضى، أو هل نلوم ذاك الذي من رحمته ينحنى لكى ينقذ حيوانًا سقط في حفرة كما يقول الناموس (انظر تث40:22، لو5:14).



15 ـ المسيح أُرسل، لكنه أُرسل كإنسان لأنه من طبيعة مزدوجة[23]. لأنه شعر بالتعب وجاع وعطش وتألم وبكى حسب طبيعة كائن له جسد. وإذا استعمل تعبير "أُرسل" عنه، فمعناه أن مسرة الآب الصالحة يجب أن تعتبر إرسالاً، فهو يرجع كل ما يختص بنفسه إلى هذه الإرسالية، وذلك لكى يكرم المبدأ الأزلى وأيضًا لأنه لا ينبغى أن يُنظر إليه على أنه مضاد لله. فقد كتب عنه أنه سُلم بخيانة وأيضًا سلّم ذاته،

وأيضًا كتب عنه أنه أُقيم بواسطة الآب وأنه أُصعد، ومن جهة أخرى أنه أيضًا أقام ذاته وصعد. فما ذكر أولاً في كل عبارة فهو من إرادة الآب (أنه سُلِّم وأنه أُقيم)، أما الجزء الثانى من كل عبارة فيشير إلى قوته هو. فهل تفكر في الأمور الأولى التي تجعله يبدو وضيعًا، أما الثانية التي ترّفعه فأنت تتغافل عنها. وتضع في حسابك أنه تألم، ولا تحسب أن هذا الألم تم بإرادته. انظر فحتى الآن لا يزال الكلمة يتألم.

فالبعض يكرمونه كإله ولكن يخلطون بينه وبين الآب، والبعض الآخر يحقرونه كمجرد جسد ويفصلونه عن اللاهوت. فعلى مَن يصب جام[24] غضبه بالأكثر؟ أو بالأحرى مَن هم الذين يغفر لهم؟ هل الذين يخلطونه بطريقة جارحة أم أولئك الذين يقسمونه؟ فالأولون كان يجب أن يميزوا (بين الأقانيم) والآخرون كان يجب أن يوحدوه[25] (مع الآب). الأولون من جهة عدد الأقانيم والآخرون من جهة الألوهية. هل تتعثر من جسده؟ هذا ما فعله اليهود.

ربما تريد أن تدعوه سامريًا؟ ولن أذكر ما قالوه عن المسيح بعد ذلك (انظر يو48:8) هل تنكر ألوهيته؟ هذا لم يفعله حتى الشياطين. للأسف كم أنت أقل إيمانًا من الشياطين! وأكثر جهلاً من اليهود! فهؤلاء اليهود قد فهموا أن اسم ابن يدل على أنه مساوى في الرتبة (أى مساوى لله)، أما أولئك الشياطين فعرفوا أن الذي طردهم هو إله، لأنهم إقتنعوا بذلك بسبب ما حدث لهم. أما أنت فلا تعترف بالمساواة ولا تقر بلاهوته. كان من الأفضل أن تكون إما يهوديًا أو شيطانًا (لو عبّرت عن ذلك بطريقة مضحكة)، عن أن يتسلط على ذهنك الشر والكفر وأنت أغلف وبصحة جيدة.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كل هذا لأجلى


https://images.chjoy.com//uploads/im...7e5178f79b.jpg



بعد قليل سوف ترى يسوع ينزل ليتطهر في الأردن (مت17:3) لأجل تطهيرى أنا، أو بالحرى ليقدس المياه بطهارته (لأنه لم يكن في إحتياج إلى التطهير ذاك الذي يرفع خطية العالم). وإنشقت السماوات، وشهد له الروح الذي من نفس الطبيعة الواحدة معه؛ وسنراه يُجرب وينتصر على التجارب ويُخدم من الملائكة (انظر مت 1:4ـ11)، ويشفى كل مرض وكل ضعف (مت23:4)، ويمنح الحياة للأموات (وليته يهبك الحياة أنت الذي مت بسبب هرطقتك)، ويطرد الشياطين (مت33:9) أحيانًا بنفسه وأحيانًا أخرى بواسطة تلاميذه.

ويُطعم بخبزات قليلة آلاف من البشر (مت14:14)، ويمشى على البحر كأرض جافة (مت25:14)، ويُسلّم ويُصلب صالبًا خطيتى معه، وقُدم ذبيحة كحمل، وأيضًا قدم ذاته ككاهن يقدم ذبيحة، ودُفن كإنسان وقام ثانية كإله، ثم صعد إلى السموات لكى يعود ثانية في مجده. كم من الأعياد توجد لأجلى في كل سر من أسرار المسيح! وغاية كل هذه الأسرار تجديدى وتكميلى أنا لكى أرجع إلى حالة آدم الأولى.



17 ـ إذًا، أرجوكم إقبلوا حمله في داخلكم (كما حملته العذراء في بطنها)، وإقفزوا فرحًا أمامه إن لم يكن مثل يوحنا المعمدان وهو في بطن أمه (لو1:1)، فعلى الأقل مثل داود أمام تابوت العهد (2صم 14:6). وعليك أن تحترم الإكتتاب الذي بسببه كُتبت أنت في السموات. واسجد للميلاد (لو1:2ـ5) الذي بواسطته فُككت من ولادتك الجسدية. واكرم بيت لحم الصغرى التي أرجعتك مرة أخرى إلى الفردوس.

واسجد لطفل المزود الذي به تغذيت باللوغوس (الكلمة) بعدما كنت ضالاً. اعرف قانيك كما يعرف الثور قانيه، والحمار معلف صاحبه، حسب قول إشعياء (3:1)، ذلك إن كنت من الطاهرين الذين يكرمون الناموس وينشغلون بترديد أقواله باجترار، واللائقين للذبائح. أما إن كنت من أولئك الذين لا يزالون نجسين ولم يكن يحق لهم أن يأكلوا من المقدسات، وغير لائقين لتقديم الذبائح، وهم من الأمم الوثنيين، فإسرع مع النجم وقدم هدايا مع المجوس ذهبًا ولبانًا ومرًا كما لملك وإله ولواحد قد مات لأجلك.

مجّده مع الرعاة، وسبحه مع خورس الملائكة، ورتل تسابيحك مع رؤساء الملائكة. فليكن هذا الإحتفال مشتركًا بين القوات السماوية والقوات الأرضية. لأننى أؤمن أن الأجناد السماوية يشتركون في التمجيد معنا، ويحتفلون بالعيد العظيم معنا اليوم، لأنهم يحبون البشر ويحبون الله، كما كتب داود عن أمثال هؤلاء الذين صعدوا مع المسيح بعد آلامه لكى يستقبلوه وهم ينادون أحدهم الآخر ان يرفعوا الأبواب الدهرية (مز7:24ـ9).


Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حياة القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات
https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg


(النازينزى 330 ـ 390م)



مقدمة



القديس غريغوريوس هو أحد آباء الكنيسة الكبار، معلمو العقيدة الذين تعتمدهم الكنيسة الأرثوذكسية فى كل العالم كشهود أمناء للإيمان المستقيم.



وتظهر قيمة القديس غريغوريوس فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أمرين أساسيين على الأقل. الأمر الأول: أن القديس غريغوريوس هو صاحب القداس الغريغورى المعروف باسمه فى الكنيسة القبطية، والذى يجد فى نفوس المُصلين محبة خاصة لأنه يُناجى المسيح ابن الله الوحيد مناجاة طويلة فى قداسه تأسر قلوبهم وترتفع بهم إلى مشاركة السمائيين. والأمر الثانى: أن القديس غريغوريوس هو أحد الآباء القليلين الذين تأخذ الكنيسة فى تحليل الخدام منهم الحِل، مع الرسل القديسين والقديس مارمرقس. والقديس غريغوريوس هو الوحيد الذى أطلقت عليه الكنيسة الأرثوذكسية لقب "الناطق بالإلهيات" بعد القديس يوحنا الإنجيلى الرسول، وذلك بسبب عظاته وخطبه اللاهوتية الشهيرة عن ألوهية المسيح وعن الثالوث القدوس، التى ألقاها فى القسطنطينية فى السنوات القليلة التى قضاها هناك. وهو أحد ثلاثى آباء كبادوكية بآسيا الصغرى مع القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية والقديس غريغوريوس أسقف نيصص. وقد حمل معهما شعلة إيمان مجمع نيقية ومواصلة الدفاع عنها بعد نياحة القديس أثناسيوس.





نشأته ودراسته:

وُلد القديس غريغوريوس حوالى سنة 330 فى بلدة نازينز بمقاطعة كبادوكية بآسيا الصغرى التى كان والده غريغوريوس أسقفًا لها. وكانت أمه "نونة" امرأة مسيحية حقيقية من أنبل النساء المسيحيات فى القرون الأولى للمسيحية. كان لـ"نونة" تأثير قوى جدًا فى نشأة غريغوريوس على الإيمان ومحبة الله ومحبة القداسة. هذه المرأة استطاعت بصلواتها وقداستها أن تحوّل زوجها غريغوريوس الأب من اعتناقه لبدعة خارج الكنيسة إلى الإيمان المستقيم. هذه الأم القديسة كرّست ابنها وهو فى بطنها لخدمة الله.

ويقول عنها القديس غريغوريوس ابنها " كانت زوجة بحسب فكر سليمان، خاضعة لزوجها بحسب ناموس الزواج. وفى نفس الوقت كانت معلّمة لزوجها وقائدة له إلى الإيمان الحقيقى... فعندما تنشغل بالله وعبادته، كانت تبدو كانها لا تعرف شيئًا بالمرة عن أى مهام أرضية أو منزلية. وعندما تكون عاملة فى بيتها كانت تبدو كأنها لا تعرف شيئًا عن الممارسات الدينية: كانت كاملة فى كل شئ.

لقد غرست الاختبارات فى قلبها ثقة لا حدود لها فى فاعلية الصلاة المؤمنة؛ وبالصلاة انتصرت على أحزانها وأحزان الآخرين، بالشكر لله"[26]. وقال عنها ابنها غريغوريوس فى أحد أشعاره: " ولولوا أيها الأموات، أيها الجنس المائت؛ ولكن حينما يموت شخص مثل "نونة" وهى تصلى فأنا لا أبكى"[27].



ومنذ نعومة أظافره ربته أمه بتعاليم الكتاب المقدس وتسابيح الكنيسة وصلواتها. درس أولاً فى نازينزا، وعندما بدأ يشب قرر بتشجيع أمه وبتأثير حلم رآه أن يكرّس حياته متبتلاً للمسيح. ثم أكمل تعليمه فى قيصرية كبادوكية حيث تعرّف هناك على باسيليوس فى صباهما. ثم ذهب إلى قيصرية فلسطين ومنها إلى الأسكندرية حيث كان القديس أثناسيوس أسقفًا دون أن تتاح له فرصة لقائه. لم يمكث غريغوريوس كثيرًا هناك بل سافر بحرًا قاصدًا أثينا ليكمل درساته.

أثناء سفره حاصرت السفينة عاصفة رهيبة وكاد ركابها بمن فيهم غريغوريوس يغرقون. ولأن غريغوريوس لم يكن قد اعتمد بعد، فقد انزعج بشدة خوفًا من الموت بدون معمودية، وفى صلاة حارة جدد عهد تكريسه ناذرًا نفسه من جديد لخدمة الله إذا أعطاه الله الفرصة للنجاة من الغرق. وفى أثينا توثقت علاقته بباسيليوس الذى كان يدرس أيضًا هناك. ووصف غريغوريوس عمق المحبة والصداقة التى جمعت بينه وبين باسيليوس بقوله كنا روحًا واحدة فى جسدين. ورغم محاولة كثيرين إقناعه بالإقامة الدائمة معهم فى أثينا ليعمل مدرسًا للبلاغة، فإنها غادرها وهو فى الثلاثين من عمره تقريبًا ورجع إلى نازينز، حيث كان لا يزال والده غريغويورس أسقفًا. وبعد عودته نال سر المعمودية وله من العمر ثلاثون سنة تقريبًا.



غريغوريوس الناسك:



بعد ذلك ألقى غريغوريوس نفسه بكل قواه ليحيا الحياة النُسكية بأشد صرامة، ولكنه فى نفس الوقت استمر يعيش فى نازينز ممارسًا الحياة النُسكية فى المدينة ومساعدًا لوالده فى أعمال الأسقفية. ولشدة شوقه لحياة التأمل والخلوة لم يبق فى المدينة كثيرًا، بل انطلق إلى جبال البنطس حيث قضى فترة فى العبادة والتأمل مع صديقه باسيليوس. وهناك تفرغا تمامًا لدراسة الكتب المقدسة والصلوات والتسابيح. وفى دراستهما للكتاب المقدس كان المبدأ الأساسى عندهما أن يفسرا الكتب المقدسة ليس حسب آراءهما الشخصية بل على أساس الخطوط التى وضعها الآباء والمعلمون السابقون عليهما فى التفسير.

وقرأ كلاهما تفاسير أوريجينوس للكتاب وانتفعا بها مع تحاشى أى أفكار قد تكون غريبة عن المألوف. ومن تفسيرات أوريجينوس للكتاب والاقتباسات التى أخذاها منها وضعا الناسكان الصديقان غريغوريوس وباسيليوس كتابًا مكونًا من سبعة وعشرين جزءً أعطوه اسم "فيلوكاليا" Philocalia أى "محبة الصلاح". وهذا الكتاب لا يزال موجودًا إلى الآن بلغات عديدة بالإضافة إلى الأصل اليونانى. وقال عنه القديس غريغوريوس فى إهدائه الكتاب لأحد أصدقائه أن الكتاب قُصد به ليكون عونًا للدارسين فى تأملاتهم الروحية.



ولكن غريغوريوس لم يبق لفترة طويلة فى المرة الأولى التى ذهب فيها للخلوة مع باسيليوس، فبعد حوالى ثلاث سنوات عاد إلى نازينز، ربما بسبب مشاكل فى إيبارشية والده استدعت رجوعه.





غريغوريوس الكاهن:

بعد عودته وبقاءه لبعض الوقت يعاون والده الأسقف فى خدمة الإيبارشية الذى كان قد بلغ حوالى تسعون عامًا، وبإلحاح من شعب نازينز قام والده الأسقف بسيامته كاهنًا رغمًا عنه فى احتفال كبير فى عيد الميلاد عام 361م. ولم يكن غريغوريوس مستريحًا أو راضيًا بالمرة عن السيامة، إذ قال عن الطريقة القهرية التى تمت بها، بعد سنوات طويلة، إنها "عمل استبدادى" وأنه يلتمس الغفران من الروح القدس عن قوله هذا (انظر Carm, de vita, I, 345).



وبعد سيامته مباشرة هرب إلى بنطس ليستأنف الحياة التأملية مع صديقه باسيليوس ولكنه لم يبق هناك سوى ثلاثة أشهر تقريبًا عاد بعدها إلى نازينز لشعوره باحتياج والديه المسنين واحتياجات كنيسة نازينز. وألقى عظة عيد الفصح فى كنيسة نازينز فى عام 362م، وفى هذه العظة دافع عن هروبه قائلاً إنه من النافع أن يخاف الإنسان فى البداية من دعوة الله العظيمة كما فعل موسى وإرميا، كما أن استجابة الإنسان لصوت الله حينما يدعوه مثلما حدث مع هارون وإشعياء لها فائدة، وفى الحالتين ينبغى أن يكون الهروب أو الموافقة بروح خاشعة: بسبب ضعف الإنسان فى حالة الهروب أو بسبب اعتماده على قوة الله فى حالة قبول الدعوة.

وانتهز غريغوريوس الفرصة ليكتب رسالة طويلة عن هروبه يوضح فيها باستفاضة فهمه لطبيعة ومسئوليات الخدمة الكهنوتية وأسباب هروبه بعد السيامة ورجوعه السريع، صارت مرجعًا لكل الآباء الذين كتبوا عن الكهنوت بعده.



وعندما صار يوليانوس إمبراطورًا سنة 361، حاول عن طريق حاكم المنطقة أن يرسل فرقة مسلحة للاستيلاء على كنيسة نازينز. ولكن الأسقف المُسن بمساعدة ابنه غريغوريوس وشعب الكنيسة رفضوا بجرأة تنفيذ أوامر الإمبراطور، ولما شعر الوالى بوجود مقاومة شديدة أُضطر لسحب القوة المُسلحة. ولم تتكرر هذه المحاولة من الدولة بعد ذلك. وكان لموقف غريغوريوس الأب وغريغوريوس الابن فى مقاومة يوليانوس الجاحد دفاعًا عن الإيمان المستقيم دور كبير لتحويل نظر الإمبراطور عن مهاجمة الإيمان وممتلكات الكنيسة فى مقاطعة كبادوكية كلها. وبعد أن تولى الإمبراطور فالنس الآريوسى عرش الإمبراطورية كان يوسابيوس أسقف قيصرية هو رئيس أساقفة كبادوكية؛

فأرسل إلى غريغوريوس يدعوه إلى قيصرية لمساعدته فى مقاومة الآريوسية فاعتذر غريغوريوس لأنه كان يعلم بوجود خلاف بين المطران يوسابيوس والكاهن باسيليوس. وكتب غريغوريوس خطابات إلى يوسابيوس وباسيليوس واستطاع أن يصالح بينهما سنة 365م، فذهب باسيليوس إلى قيصرية لمساعدة يوسابيوس.





غريغوريوس الأسقف:

بسبب وجود صراع بين أنثيموس أسقف "تايانا" الذى اعطاه الإمبراطور فالنس فرصة أن يسيطر على مقاطعة كبادوكية كلها بجعل تايانا مقر رئاسة الأساقفة بدلاً من قيصرية ـ فلكى يقوّى القديس باسيليوس الذى كان أسقفًا لقيصرية مركزه فى مواجهة الخطة الإمبراطورية قام بإقامة أسقفيات عديدة فى المنطقة المتنازع عليها بينه وبين أنثيموس. ومن بين هذه الأسقفيات "سازيما"، قرية فقيرة وصغيرة جدًا وجميع سكانها من الأجانب واللصوص، قام بسيامة صديقه غريغوريوس أسقفًا لها بعد ضغط شديد من باسيليوس ووالد غريغوريوس المُسن سنة 372م.

ولكنه لم يذهب لاستلام هذه الإيبارشية تحاشيًا للصدام واستعمال العنف مع الأسقف أنثيموس. وتسبب هذا الموقف مع باسيليوس فى تأزم العلاقات بينهما لدرجة كادت تؤثر على الصداقة العميقة التى كانت تجمعهما.



عاد غريغوريوس إلى خلوته مفضلاً حياة الهدوء والتأمل. وبعد ذلك استجاب غريغوريوس مرة أخرى لتوسلات أبيه أن يظل فى نازينز ويخدم فيها كأسقف معاون له، فاستمر فترة فى نازينز يعظ ويرعى الشعب. وألقى عظة سنة 372م فى حضور والده حدّث فيها الشعب بكل صراحة عن مشدود بين الحياة التأملية وبين الاستجابة لداعى العمل الرعوى بدعوة الروح القدس. وهكذا وقف مساعدًا أمينًا بجوار والده الوقور الذى كان قد وصل إلى سن المائة وكان له فى الأسقفية 45 عامًا.



وفى سنة 374م انتقل والده فألقى عظة مؤثرة جدًا فى جنازة والده التى حضرها القديس باسيليوس (Orat. XVIII). قال فيها موجهًا الحديث لوالدته التى كانت ما تزال تعيش: " هناك حياة واحدة فقط هى أن نرى الله، ويوجد موت واحد فقط ـ الخطية؛ لأن هذه هى هلاك النفس. وكل ما هو غير ذلك الذى لأجله يجهد الكثيرون أنفسهم، هو حلم يحجب عنا الحق، إنه وهم خادع للنفس. فحينما نفكر هكذا، يا أمى، فلن نفتخر بالحياة ولن نخاف الموت" وفى نفس السنة انتقلت أمه.



وبعد أن ظل حوالى سنة يرعى كنيسة نازينز، اعتزل مرة أخرى فى خلوته المحببة سنة 375م حيث ذهب إلى "سلوكية" فى "إشوريا" وقضى هناك حوالى أربع سنوات بالقرب من كنيسة القديسة "تِكلا". وبينما هو هناك فى خلوته وصله خبر وفاة القديس باسيليوس سنة 379م فأرسل رسالة إلى غريغوريوس أسقف نيصصا شقيق القديس باسيليوس يعبّر فيها عن حزنه الشديد وفقدانه وخسارته العظيمة بانتقال باسيليوس.



غريغوريوس رئيس أساقفة القسطنطينية:

فى عام 379م دُعى القديس غريغوريوس ليذهب لإنقاذ كنيسة القسطنطينية من الحالة المزرية التى وصلت إليها طوال أربعين عامًا تحت رئاسة أساقفة آريوسيين. لذلك لجأ إليه أرثوذكس العاصمة المتبقين لكى يأتى لمساعدتهم بعد أن صاروا عددًا قليلاً وأيدهم فى إلحاحهم عدد من الأساقفة الأرثوذكس يحثونه على قبول الدعوة. وأيدهم الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وبعد أن قاوم الدعوة لمدة من الوقت فإنه أخيرًا شعر أن إرادة الله أن يذهب إلى القسطنطينية لكى يملأ الفراغ الإيمانى إلى أن يتمكن أرثوذكس العاصمة من اختيار رئيس أساقفة لهم. ورغم أن المرض كان قد أحناه، وثيابه البسيطة وببساطة حياته كناسك إلاّ أنه لم يعجب شعب العاصمة المحبون للمظاهر، بل أن البعض هزءوا به واحتقروه.

ولكنه رغم كل هذا نجح بقوة وعظه ومقدرته اللاهوتية وجهاده المخلص هناك أن يجعل من القطيع الصغير المتبقى هناك كنيسة مزدهرة وقوية فى الإيمان والحياة المسيحية، وحقق انتصار إيمان نيقية مرة أخرى. ولكى يخلد ذكرى نصرة الإيمان هذه فإنه أعطى للكنيسة الصغيرة ـ التى كانت جزءً من منزل أحد أقربائه فى المدينة ـ اسم "أناستاسيا" التى تعنى القيامة، وفيها قدم عظاته مع خدماته الليتورجية للشعب. وتجمعت حوله كل جماهير القسطنطينية لتسمع عظاته التى تركزت معظمها حول ألوهية المسيح وعقيدة الثالوث القدوس مع الدعوة إلى حياة تقوية تليق بالإيمان المستقيم. وبسبب نجاحه الباهر فى الانتصار على البدعة الآريوسية فى المدينة حاول الآريوسيون أن يستأجروا قاتلاً لاغتياله.

وهذا دليل ساطع على انتصاره عليهم فى ضمائر شعب المدينة. ويخبرنا القديس جيروم أنه جاء من سوريا إلى القسطنطينية ليستمع إلى خطب غريغوريوس اللاهوتية. وأنه تعلّم شخصيًا من غريغوريوس فى تفسيره للكتاب المقدس. وقد توّج الإمبراطور ثيؤدوسيوس انتصار إيمان نيقية الذى حققه غريغوريوس فى نفوس الشعب حينما دخل القسطنطينية فى عام 380م، وأسقط الأسقف الآريوسى ديموفيلوس وكهنته وسلّم "كاتدرائية الرسل" للقديس غريغوريوس قائلاً:

"نسلّم هيكل الله هذا لك بأيدينا كمكافأة لأتعابك". وعندئذٍ طلب الشعب أن يصير غريغوريوس رئيسًا لأساقفة القسطنطينية، فرفض بإصرار. وعندما اجتمع المجمع المسكونى فى القسطنطينية سنة 381م اُختير غريغوريوس من آباء المجمع بطريركًا. ورأس اجتماع المجمع لفترة كبطريرك للقسطنطينية. ولكن حينما اعترض أساقفة مصر ومقدونية الذين وصلوا متأخرين على قانونية انتخابه لأنه أسقفًا لـ"سازيما" فلايجوز نقله إلى أسقفية أخرى بحسب قرارات مجمع نيقية. فإنه قَبِل هذا الاعتراض رغم ان مجمع القسطنطينية كان بقراره قد ألغى ارتباطه بسازميا التى لم يستلمها أصلاً، ولكنه كان زاهدًا فى المناصب.



سنواته الأخيرة:

رجع إلى نازينز واستمر يقوم بأعمال الكنيسة هناك لفترة إلى أن تمكن من ترتيب اختيار أسقفًا للمدينة، ثم اعتزل هو فى ضيعة أسرته فى أريانز حيث قضى السنوات الأخيرة من حياته فى خلوة وهدوء دون أن يقطع اتصالاته مع قادة الكنيسة فى ذلك الوقت بواسطة الرسائل فكان يهتم اهتمامًا شديدًا برعاية الفقراء والأسر التى فى منطقة إقامته، صارفًا وقته بين الصلاة والتأمل وقراءة الكتب المقدسة إلى أن انطلق لرؤية الإله الذى كان يهيم بحبه سنة 390م. وتعيد له الكنيسة يوم 25 يناير.



(مراجع السيرة : N.P.N. Fathers, Vol. 7, p. 187-200



Philip Schaff, History of The Church, Vol. 3, p908-920).



فليبارك المسيح إلهنا هذا الكتيب لبنيان كنيسته بشفاعة والدة الإله وصلوات الرسل والشهداء والقديسين والقديس غريغوريوس، وصلوات قداسة البابا شنودة الثالث، والمجد والسجود للآب والابن والروح القدس.







Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مــيــلاد الـمخلص


يقول داود النبى " انفخوا في رأس الشهر بالبوق ليوم عيدنا المبهج"[1]. إن الوصايا الخاصة بتعليم الملهم من الله (داود النبى) هى على أية حال، قانون لكل من يسمع. إذًا فلأن يوم احتفالنا المفرح قد أتى، فيجب علىّ أنا أيضًا أن أطبق هذا القانون، وأصير نافخًا بالبوق لهذا اليوم المقدس.
إن بوق الناموس كما يشير الرسول بولس هو الكلمة. لأنه يقول لا ينبغى أن يكون صوت البوق غير واضح[2]. بل يجب أن تكون الأصوات مميزة، لكى تكون واضحة لكل مَن يسمعها. إذًا لندع نحن أيضًا أيها الاخوة صوتًا بهيًا يُسمع في الأفق البعيد، وهو ليس بأقل أبدًا من صوت البوق القرنى.
يرجع ذلك أيضًا لأن الناموس الذي سبق ورسم الحقيقة من خلال رموز وظلال، شرّع أمرًا بإطلاق صوت الأبواق في يوم عيد المظال[3]. وموضوع هذا الاحتفال (أى الاحتفال بميلاد المسيح) هو سر عيد المظال الحقيقي. في هذا الاحتفال اتحدت الخيمة البشرية بذاك الذي لأجلنا لبس الجسد الإنسانى. وأجسادنا التي تتحلل بالموت تعود مرة أخرى إلى حالتها، بواسطة ذاك الذي أقام مسكننا منذ البداية. لنُردد نحن أيضًا كلام المزمور متهللين معًا، بصوت داود العظيم " مبارك الآتى باسم الرب "[4].
وكيف يأتى؟ بالطبع ليس كما بسفينة أو بعربة، لكنه عبر إلى الحياة الإنسانية ووهبها حياة نقية بلا فساد. " الرب هو الله وقد أنار لنا. أوثقوا الذبيحة يُربط إلى قرون المذبح "[5].
وعلى أية حال نحن لا نجهل أيها الاخوة، السر المختفي في هذه الكلمات، أن كل الكون هو مسكن لخالق الكون. عندما دخلت الخطية، أُغلقت أفواه أولئك الذين سادت عليهم، وصمت صوت الفرح، وتوقفت الترنيمة اللائقة بالاحتفالات، طالما أن الجنس البشرى لم يحتفل مع القوات السمائية، ولهذا أتت أبواق الأنبياء والرسل، والتي دعاها الناموس (قرنيات)، لأنها تصنع من القرن الحقيقي لحيوان وحيد القرن.
هذه الأبواق بُوّقت بكلمة الحقيقة بقوة الروح، حتى ينفتح السمع الموصود بالخطية، ويقام احتفال لائق، هذا الذي من خلال الإعداد أو التهيئة لمظلة الكون كله، يمكن للمحتفلين فيه أن يعزفوا أو يرنموا معًا، بالاشتراك مع القوات السمائية التي تقف حول المذبح السمائى.
لأن قرون المذبح العقلى هى القوات الفائقة والمتميزة للطبيعة العاقلة، رئاسات، وسلطات، وعروش، وربوبيات. هذه القوات تشترك في بهجة هذا الاحتفال بانضمامها إلى الطبيعة الإنسانية في ثوبها الجديد، الذي تجدد بتغيير الأجساد في القيامة. لأن كلمة (puk£zomai) تعنى أتجمل أو أرتدى شيئًا جديدًا، كما يفسرها كل من يعرف هذه الأشياء.
إذًا هلم ننهض أنفسنا للنشوة الروحية، ولنضع داود في بداية الخورس كقائد وقمة هذا الخورس الخاص بنا، ولنقل معًا تلك الآية العذبة الإيقاع، التي صلينا بها منذ قليل، لنكررها مرة أخرى " هذا هو اليوم الذي صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه"[6]. في هذا اليوم يبدأ الظلام في التراجع وينحصر ذلك الليل الممتد أمام النور الغامر انحصارا دائمًا.
إن هذا التدبير المتعلق بهذا الاحتفال، حيث تستعلن الحياة الإلهية داخل الحياة الإنسانية في هذه اللحظة، لا يكون من قبيل المصادفة يا اخوتى ولا هو أمر تلقائى، أن الكون بكل ما فيه من ظواهر يروى سرًا لأكثر الناس فطنة، وكأنه يصرخ ويقول لذاك الذي يمكن أن يسمع ما يريد أن يقول له في هذا اليوم الذي تعظّم بمجيء الرب، إذ الليل قد انقطعت أوصاله أو بُتر. وأنا أعتقد أننى أسمع الكون يروى شيئًا مثل هذا.
أيها الإنسان، وأنت ترى كل هذا، فلتفكر في الأمر المختفي الذي تُعلنه لك تلك الظواهر الكونية. أرأيتم الليل (ليل الخطية) الذي تمادى حتى أحلك فترات ظلامه، لقد توقف هناك عن المضى، وبدأ مرة أخرى في التراجع؟
ضع في اعتبارك أن ليل الخطية الردئ لم يعد قادرًا اليوم على المضى قدمًا، ذلك بعد أن بلغ مداه في الاتساع، ووصل إلى أقصى درجات الشر، من خلال ابتداع جميع أنواع الشرور، التي ستضطر من الآن فصاعدًا، إلى الانكماش والاختفاء.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا لم يظهر الرب متجسدًا منذ البداية؟

https://images.chjoy.com//uploads/im...9b3df10959.jpg


أرأيت أن إشراقه النور، تمتد أكثر، وأن الشمس تشرق بصورة تفوق المعتاد؟ فكر في استعلان النور الحقيقي، الذي يُنير بأشعة البشارة كل المسكونة. وحيث إن الرب لم يستعلن من البداية، لكنه في هذه الأزمنة الأخيرة منح الإنسانية إعلان ألوهيته، فإن ذلك قد يجعل المرء يفكر منطقيًا في هذا السبب، وهو أن ذاك الذي كان ينبغى أن ينزل إلى داخل الحياة الإنسانية، للقضاء على الخطية، كان يجب عليه أن ينتظر بالضرورة حتى يكتمل نبت الخطية التي زرعها العدو، وحينئذٍ دعا إلى وضع الفأس على أصل الشجرة كما يقول الإنجيل[7].
فالأطباء المتميزون في عملهم، لا يقدمون للمريض أى مساعدة من خلال الأطعمة حتى عندما يزداد ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى الحد الأقصى. أما عندما تختفي أعراض المرض وتتضح مسبباته فيبدأ الأطباء في ممارسة عملهم، ورويدًا رويدًا يتشدد المريض ويتعافى من مسببات المرض التي تبدأ في التراجع.
هكذا المسيح أيضًا، ذاك الذي يداوى جميع الذين أصاب المرض نفوسهم، فقد انتظر حتى تظهر جميع علل الشر الذي أسر طبيعة البشر، حتى لا يبقى أى شر من الشرور ـ التي كانت مختبئة بلا شفاء ـ وإلاّ فكان سيعالج فقط المرض الظاهر. إن الإنسانية لم تكن قد فسدت بالكامل وسقطت في شرورها حتى في زمن نوح ولذلك فلو كان الرب قد ظهر في تلك الفترة لما كان قد شفى الإنسانية بالكامل، ذلك لأن نبتة شرور سدوم لم تكن قد نبتت بعد.
ولم يُستعلن الرب أيضًا في زمن هلاك سدوم، لأن شرور كثيرة كانت لازالت مختبئة داخل الطبيعة الإنسانية. حقًا فأين كان فرعون المقاوم لله؟ أين كانت شرور المصريين الغير المروضة أو التي لم تُقمع؟
وأيضًا لم تكن هذه اللحظة وأقصد زمن شرور المصريين هى اللحظة المناسبة لإصلاح كل شئ، أن يتحد الكلمة بحياتنا، بل كان لابد أن تظهر شرور الإسرائيليين.
وأيضًا كان يجب أن تستعلن وتظهر إلى الوجود مملكة الأشوريين، وتباهى نبوخذ نصر الذي كان يشتعل خفية. كان ينبغى أن يسقط ـ مثل شئ خبيث ـ ذلك الخداع المؤدى لقتل الأبرار، وأن تسقط كل أشواك النبات، من جذرها الشيطانى. كان ينبغى أن يشتد نباح اليهود ضد قديسى الله، هؤلاء الذين قتلوا الأنبياء، ورجموا المرسلين، وأخيرًا ارتكبوا جريمة حمقاء حيث قتلوا زكريا بين الهيكل والمذبح[8].
ثم تُضاف إلى هذه القائمة، الجرائم والقتل الذي ارتكبه هيرودس ضد أطفال بيت لحم. إذًا فبعد أن استعلنت كل قوة الشر بكل جذرها الخبيث وازدادت الوقاحة في رغبات الغنوسيين الشريرة والمتنوعة والممتدة في كل جيل،
عندئذٍ، كما يقول الرسول بولس لأهل أثينا، تغاضى الله عن أزمنة الجهل، وأتى في أواخر الأيام[9]، عندما لم يكن هناك أحد لديه معرفة، أو لديه رغبة البحث عن الله. فعندما فسد الجميع ورجسوا[10]، عندما انتشر الشر في كل مكان[11] وكثر الظلم، عندما بلغت ظلمة الخطية أقصى حد لها، عندئذٍ استعلنت النعمة. وهنا أشرقت أشعة النور الحقيقي علينا، وأشرق شمس البر على الجالسين في الظلام وفي ظلال الموت[12]،
وقتها قصف رؤوس كثيرة للتنين، مُسقطًا إياه بقدمه، وسحقه وطرحه أرضًا. ولا ينبغى لأحد وهو ينظر إلى الشرور الحالية، أن يعتقد أن الكلام الذي يقول، إن الرب في أواخر الأزمنة أشرق كالشمس في حياتنا، هو كلام كاذب.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بماذا نفسر عمل الشيطان بعد مجيء الرب؟

https://images.chjoy.com//uploads/im...66a4b2c7e9.jpg


ربما سيقول المعترض على هذا الكلام، إن ذاك الذي انتظر طوال هذه الفترة حتى يُستعلن الشر ويزداد، ثم ينتزعه من جذوره، من الطبيعى له أن يقضى عليه كليةً، وألا يبقى له أى بقية في حياتنا. إلاّ أنه لا يزال القتل يُرتكب بجرأة وأيضًا السرقة والزنا بل وأسوأ الجرائم. غير أن شكوك مَن يقول هذا الكلام يمكن أن تتبدد بمثال من الأمثلة المعروفة.
فمثلاً عندما نقتل ثعبانًا، فإننا نرى أنه لا يموت كليةً عندما يموت رأسه، فبينما يموت الرأس، يظل باقي الجسد حيًا ويعلن عن غضبه، دون أن تنقصه القوة، هكذا صنع ذاك الذي قتل التنين. فإن الله سحق رأس التنين عندما نمى الوحش وتضخم في كل الأجيال، بمعنى أنه سحق القوة المبطلة للصلاح والتي لها رؤوس كثيرة،
ولكنه لم يتكلم بعد عن باقي الجسد، وسمح أن تبقى الحركة في الوحش الميت، كدافع للأجيال القادمة لممارسة الفضيلة. فما هى الرأس التي سحقت؟ هو هذا الذي أحضر الموت إلى البشر، بواسطة مشورته الشريرة، والذي بلدغته، قطّر في الإنسان سمه المميت.
إذًا فالرب قد نقض سلطان الموت، وسحق قوة رأس الحية، كما يقول النبى، أما باقي جسد الوحش فلا يزال منثورًا داخل حياة الإنسان ويجعل حياتنا باستمرار مُجمدة، ببثور الخطية، على قدر ما يتواجد الإنسان داخل مجالات الشر. إن قوته بالطبع هى بعد ميتة، بعد أن صار الرأس بلا نفع. ولكن عندما يعبر أو يمر الزمن وتتوقف الأجزاء المتحركة عن الحركة عند نهاية هذه الحياة، عندئذٍ يبطل وينتهى الذيل وآخر جزء للعدو، وهذا هو الموت. وهكذا سيتم الاختفاء التام للشر، طالما أن الجميع سيدعون إلى الحياة بالقيامة من الموت. الأبرار سينتقلون إلى الحياة السمائية الطوباوية، بينما الخطاة الأشرار سيُسلمون إلى جهنم.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بشارة فرح يوم الميلاد

https://images.chjoy.com//uploads/im...4ad057ecd7.jpg



لنعد إلى فرح اليوم الذي بشر به الملائكة الرعاة، والتي أخبرت به السموات المجوس، هذا اليوم الذي يعلو فيه صوت النبوة الذي يُنادى بأمور كثيرة ومختلفة، حتى أن المجوس صاروا مبشرين لعهد النعمة. لأن ذاك الذي يُشرق شمسه على الأبرار والظالمين، والذي يُمطر على الصالحين والطالحين، حمل نور المعرفة وندى الروح، إلى الأفواه الغريبة أيضًا، حتى أن مع شهادة المتضادات أو المتقابلات، تصير الحقيقة لدينا مؤكدة.
اسمع بلعام المنجّم وهو يُبشر الأجناس الأخرى بإلهام فائق قائلاً: " يبرز كوكب من يعقوب"[13]. رأيت المجوس الذين انسحبوا من بنى جنسهم، وتبعوا النجم الجديد في المشرق بحسب نبؤة أجدادهم، ذلك النجم الذى يختلف وحده عن طبيعة بقية النجوم، والذي تحرك وتوقف، بحسب ما يريد هو، فتارة يريد شيئًا وتارة أخرى يريد شيئًا آخر.
بينما بالنسبة للنجوم الأخرى هناك مجموعة منها موضوعة في فلك غير سيّار، في وضع ثابت، والنجوم الأخرى لا تتوقف إطلاقًا عن الحركة، هذا النجم تحرك وقاد المجوس، وتوقف حيث أشار إلى المكان (حيث كان الصبى) اسمع إشعياء وهو يصرخ قائلاً: " لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا "[14].

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العذراء تصير أمًا وتبقى عذراء


http://www.peregabriel.com/gm/albums...f-Jesus-17.jpg


فلتعرف من النبى نفسه، كيف وُلد الولد وكيف نُعطى ابنًا. ترى، هل ولد حسب الناموس الطبيعى؟ يُجيب إشعياء النبى بالنفي. فخالق الطبيعة لا يصير عبدًا لها. أخبرنى إذًا كيف ولد الولد. ها هو يقول " ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل"[15]. يا للعجب ما هذه المعجزة! العذراء تصير أمًا وتبقى عذراء.
أرأيت تجديد الطبيعة. فبالنسبة للنساء الأخريات، مَن هى عذراء، لا تعتبر أمًا، أما عندما تصير أمًا فإنها لا تحمل بعد صفة عذراء. إلاّ أن الصفتين هنا (أى في حالة العذراء مريم) تتفقان وتلتقيان. هى نفسها أم وعذراء، فلا البتولية أعاقت الميلاد، ولا الميلاد أبطل البتولية.
كان ينبغى لذاك الذي أتى إلى حياة الإنسان، لكى يجعل الجميع بلا فساد أو لكى يُطهر الجميع، أن يبدأ بتطهير أو تنقية تلك التي خدمت ميلاده. العادة لدى البشر أن يدعوا تلك التي ليست لها خبرة الزواج "بالعفيفة".
العليقة والعذراء:
هذا هو ما يبدو لى، قد فهمه أولاً موسى العظيم، بالظهور الإلهى الذي حدث له في العليقة المشتعلة عندما اشتعلت فيها النار ولم تحترق. لأنه قال: " أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم"[16]. أعتقد أنه لا يُعلن بكلمة "أميل" عن حركة مكانية، بل يعنى بها عبور الزمن.
بمعنى أن هذا الذي اُستعلن آنذاك في هذه المعجزة من خلال النار والعليقة، بعدما عبر الزمن المتوسط، ظهر هذا السر بوضوح في العذراء. فكما أن العليقة كانت مشتعلة آنذاك إلاّ أنها لم تحترق، هكذا هنا أيضًا العذراء تلد النور، لكنها لا تُصاب بأى ضرر.
الآن إن كانت العليقة هى انعكاس لجسد العذراء، فلا تخجل أو تستحى لأجل هذا اللغز. لأن كل جسد يتقبل الخطية، هو خطية بالضبط من حيث أنه هو جسد فقط[17]، إذ الخطية في الكتاب تأخذ اسم الشوكة.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 02:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ولادة يوحنا المعمدان قبل ميلاد المسيح وشهادة زكريا

https://images.chjoy.com//uploads/im...f2100b5640.gif



والآن قد يكون الوقت قد حان لنُشير إلى زكريا الذي قُتل بين الهيكل والمذبح، كشاهد للأم العفيفة أو النقية. فزكريا كان كاهنًا، وليس فقط كاهنًا، لكنه كان يحمل موهبة النبوة[18]، التي أُعلنت قوتها في الإنجيل. فعندما أعدت النعمة الإلهية الناس لكى لا يعتبروا ولادة العذراء للكلمة أمرًا مستحيلاً، فقد هيئ لقبول هذا الأمر لدى غير المؤمنين بواسطة معجزات قليلة، مثلما حدث على سبيل المثال مع العاقر المسنة التي أنجبت ولدًا (أليصابات).
وكان ذلك مقدمة لمعجزة العذراء (أن العذراء تلد). وكما أن أليصابات لم تَصْر أمًا بقوتها الطبيعية إذ أنها كانت قد بلغت سن الشيخوخة دون أن تنجب ولدًا، فإن ولادة الولد تُنسب إلى الإرادة الإلهية، هكذا فإن ألم البطن العذراوية التي لا تُصدق صارت مُصدقة بالإشارة إلى التدبير الإلهى.
إذًا فلأن الولد الذي أتى من العاقر سبق ذاك الذي أتى من العذراء، هذا الابن الذي ارتكض بابتهاج في بطن أمه حين سمعت صوت تلك التي حملت الرب في أحشائها، فقد إنفك آنذاك صمت زكريا بواسطة الإلهام النبوى عندما وُلد السابق للكلمة. وكل ما قاله زكريا شكّل نبوءة للمستقبل.
إذًا فذاك الذي قاده الروح النبوى لمعرفة الأمور المخفية، قد فهم سر البتولية في الميلاد الذي بلا فساد، لم يعزلها أو يفرز الأم البتول وهى داخل الهيكل، من المكان المُعد سابقًا للعذارى من قبل الناموس، أراد أن يُعلّم اليهود بأن خالق الكل وملك الكون، بالإضافة لكل الأمور الأخرى، قد وضع على نفسه التزامًا تجاه الطبيعة الإنسانية ليوجهها وفق إرادته، وكما يرتأى له، ولا تسود عليه هذه الطبيعة، إذ أن في سلطانه وفي قدرته أن يخلق ميلادًا جديدًا.
هذا الميلاد لن ينزع عن تلك التي صارت أمًا صفة البتولية أى أنها تبقى عذراء. ولهذا لم يفرزها أو يعزلها داخل الهيكل من مكان سكنى العذارى. وهذا المكان، كان هو الموضع بين الهيكل والمذبح. إذًا لأنهم سمعوا (أى اليهود) أن ملك الكون سيولد كإنسان بحسب التدبير، قتلوا ذاك الذي أعطى الشهادة (أى زكريا) لهذا الميلاد، الكاهن الذي كهن بالقرب من نفس المذبح[19]، بسبب الخوف من أن يصيروا عبيدًا لملك.
لقد ابتعدنا عن موضوعنا قليلاً، بينما كان ينبغى لحديثنا أن يتوجه نحو بيت لحم حيث بشارة الفرح. لو أننا بالحق رعاة حقيقيون مُتيقظون ونسهر من أجل خدمة رعيتنا، فحينئذٍ سيكون صوت الملائكة الذي بشّر بهذا الفرح العظيم مُوجه لنا[20].
تسبيح الملائكة:
إذًا لنرفع نظرنا إلى الجند السمائى، لننظر خورس الملائكة، ولنسمع تسبيحهم الإلهى. وما هو تسبيح المحتفلين؟ هو أن يصرخوا " المجد لله في الأعالى". ولماذا تُسبّح الملائكة الله الذي تراه في سموه؟ لأنهم يقولون إن السلام قد حلّ على الأرض. قد صاروا ممتلئين بالفرح لأنهم رأوا " على الأرض السلام". هذه الأرض التي لُعنت سابقًا، التي أنبتت شوكًا وحسكًا، التي صارت مكانًا للتشاحن والنزاع وموضعًا لنفي المحكوم عليهم، هذه الأرض استقبلت السلام.
يا للعجب ما هذه المعجزة! " الحق من الأرض نبت والبر من السماء يطلع"[21]. إن هذا الثمر قد أثمرته أرض البشر. وهذا قد حدث لكى تستعلن الإرادة الصالحة تجاه البشر، الله اتحد بالطبيعة الإنسانية، لكى يسمو الإنسان إلى سمو الله.
وإذ نسمع هذه الأمور لنذهب إلى بيت لحم، ولنرَ هذا المشهد الجديد، كيف تفرح العذراء لأجل هذا الميلاد، كيف أن تلك التي ليس لها علاقة بالزواج، هى الآن ترعى الطفل المولود. أولاً من تكون هذه، ومن أي مصدر سنسمع عن الأمور المتعلقة بها، ومن سيرويها لنا.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 03:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قصة عن نشأة مريم العذراء


http://www.peregabriel.com/gm/albums...f-Jesus-17.jpg


سمعت قصة منحولة تروى الآتى: والد العذراء كان معروفًًا بحياته الصارمة وفقًا للناموس، ومعروفًا بفضائله. ووصل إلى مرحلة الشيخوخة دون أن ينجب ولدًا، لأن إمرأته لم تكن في وضع يسمح لها بالولادة.
والناموس كان يُكرّم الأمهات، وهذا التكريم لم تكن العاقرات يحظين به. هذه المرأة سارت في خُطى أم صموئيل كما تحكيها الروايات. تدخل إلى قدس الأقداس، تتضرع إلى الله، ألا تفقد بركات الناموس، دون أن تكون قد خالفت الناموس أبدًا، بل أن تصير أمًا وتكرس ابنها لله. تشددت وتقوت بالعلاقة الإلهية وأخذت النعمة التي طلبتها. وعندما ولدت الطفلة سمتها مريم، لكى تُعلن بهذا الاسم أنها كانت عطية إلهية.
عندما كبرت مريم قليلاً بحيث لم تعد تحتاج إلى رضاعة، سلمتها أمها على الفور لله، لكى تفي بوعدها، وأودعتها الهيكل. وتعهد الكهنة مريم داخل الهيكل، كما كان صموئيل، وعندما كبرت فكروا فيما ينبغي أن يفعلوه بهذا الجسد المقدس حتى لا يخطئوا إلى الله، بأن يلزموها أو يقيدوها بالناموس الطبيعى، وأن يخضعوها عن طريق الزواج، لذاك الذي سوف يأخذها، إلاّ أن هذا سيكون أمرًا غير مقبول على الإطلاق.
لأنه كون إنسان ما يصير سيدًا على إنسانة نُذرت لله فهذا يُعد تدنيسًا للمقدسات، إذ أن النواميس حددت أن الرجل هو سيد المرأة. غير أنه بالنسبة للكهنة لم يكن الشرع يسمح بأن تعيش امرأة معهم داخل الهيكل أو تخالطهم، وأن يرونها في المقدسات، ولكن التقوى أو الورع لم يغب عن هذا الأمر بجملته.
وبينما هم يُفكرون فيما ينبغى أن يُقرروه تجاه هذه الأمور، أتاهم إرشاد من الله أن يُعطونها لشخص،على أن تكون مخطوبة له، أما هذا الإنسان فيجب أن يكون لائقًا بالمحافظة على بتوليتها. وجدوا أن ما طلبوه كان يتوفر في يوسف، من نفس سبط العذراء، وخُطبت مريم حسب نصيحة الكهنة. وظلت العلاقة في إطار الخطوبة. عندئذٍ استقبلت مريم البشارة السرية من جبرائيل.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 03:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سلام لك أيتها الممتلئة نعمة


http://www.peregabriel.com/gm/albums...f-Jesus-17.jpg


وكلام البشارة كان يحمل بركة "سلام" يقول: " سلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك"[22]. والكلام للعذراء الآن هو عكس الكلام الذي قيل لحواء. فحواء أُدينت لأجل خطيتها بالألم والوجع في الولادة[23]، بينما في حالة العذراء فقد طرد الفرح الحزن.
بالنسبة لحواء سبقت الأحزان ألم الولادة، أما في حالة العذراء فإن الفرح يُبعد الألم. يقول لها الملاك "لا تخافي" لأن انتظار الألم يُثير الخوف بالنسبة لأية امرأة، كما أن الوعد بأن يكون ألم المخاض سهلاً، يطرد الخوف. قال لها "ها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع" وسيخلّص شعبه من خطاياه.
وبماذا أجابت مريم؟ اسمع كلام العذراء الطاهرة النقية. الملاك بشرها بالولادة وهى قد ثبتت على بتوليتها، مُقررة أنه أمر أفضل لها أن تبقى عذراء نقية، لكنها لم تظهر شك تجاه بشارة الملاك، ولا المعرفة قد غابت عنها. وقالت إنها لم تعرف رجلاً " كيف يكون لى هذا وأنا لست أعرف رجلاً".
كلام مريم هذا هو يعد دليلاً لأولئك الذين حكوا القصة المنحولة، لأنه لو أن يوسف كان قد تزوجها، فكيف تفاجأ أو تدهش عندما يخبرها الملاك بالميلاد، مادام كان من المنتظر أن تصبح مريم أمًا في وقت ما بحسب الناموس الطبيعى؟
ولكن لأن الجسد الذي خصص لله، كان ينبغى أن يُحفظ دون أن يمسه شئ، مثل نذر مقدس لله، فإن لسان حالها كما لو كان قد قال لجبرائيل: حتى ولو كنت ملاك، وحتى ولو أتيت من السماء، وأن ما أراه لا ينتمى إلى عالم الإنسان، إلاّ أننى لم أعرف رجلاً لأن هذا مستحيل. وكيف سأصبح أمًا بدون معرفة رجل؟ أما يوسف فقد عرفته كخطيب، وليس كرجل.
الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلى تظلّلك:
فماذا قال جبرائيل؟ وأية غرفة عرس سيقدم لهذا الزواج النقي؟ "الروح" يقول الملاك " الروح القدس يحل عليك وقوة العلىّ تُظللك". آه أيتها الأحشاء الطوباوية التي جذبت الخيرات الكثيرة للنفس الإنسانية بسبب تلك النقاوة الوفيرة.
إن النفس النقية هى فقط التي يمكنها أن تقبل حضور الروح القدس بالنسبة لسائر البشر الآخرين، أما هنا (في حالة العذراء)، فالجسد صار إناء للروح القدس. "قوة العلى تظللك" ماذا يعنى هذا الكلام السرى؟
يعنى أن "المسيح هو قوة الله وحكمة الله"[24] كما يقول الرسول بولس. إذًا فقوة الله العلى، الذي هو المسيح يكوّن جسدًا لنفسه في بطن العذراء بحلول الروح القدس عليها.
بمعنى أنه كما أن ظل الأجسام يأخذ شكل الجسم الذي يسبق، هكذا فإن ملامح وصفات ألوهية الابن ستُستعلن في حينها، ستظهر في قدرته عندما يولد، فالصورة والختم والظل وبهاء المصدر سيُستعلن بأعمال معجزية.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 03:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
نعود لنراقب أسرار المذود


https://images.chjoy.com//uploads/im...5b702b6444.jpg

غير أن الخبر المفرح الذي حمله الملاك، يحثنا على أن نعود إلى بيت لحم ونرصد أو نراقب أسرار المذود. وما هو هذا السر؟ هو أن هناك طفلاً مُقمطًا في لفائف، مُضطجعًا في هدوء وراحة داخل المذود، والعذراء التي ظلت عذراء حتى بعد الولادة، تلك الأم العفيفة، ترعى طفلها. ولنردد نحن مع الرعاة كلام النبى " كما سمعنا هكذا رأينا في مدينة رب الجنود في مدينة إلهنا"[25].
هل حدثت هذه الأحداث مصادفةً، كما هى هكذا وصارت تُروى عن المسيح، أم أن للقصة بعدًا آخرًا؟
ما المعنى بالنسبة للكلمة من حيث أن أخذ المغارة مأوى له، واضطجع في مذود، ودخل الحياة الإنسانية وخاصةً في الوقت الذي تتم فيه عملية تعداد للسكان بهدف جمع الضرائب؟ صار واضحًا أنه كما حررنا من لعنة الناموس بأن صار هو نفسه لعنة لأجلنا[26]، وحمل على نفسه جراحاتنا، لكى نُشفى نحن بجراحاته[27]، هكذا حدث مع الدين الذي كان علينا، لكى يحررنا من قيود الخطية التي قيدت الجنس البشرى، الذي كان مُدانًا بالموت. ولكنه عندما تتطلع نحو المغارة حيث ولد المسيح،
ضع في ذهنك شكل الحياة المظلمة التي كان البشر يحيون فيها، تلك التي كانت في القباء أو السراديب، حتى جاء ذاك الذي ظهر للسالكين في الظلمة والجالسين في ظلال الموت[28].
ذاك الذي حمل أرتال خطايانا، قمط جيدًا في لفائف. إن المذود حيث ولد الكلمة، هو اسطبل للحيوانات غير العاقلة، حيث يعرف الثور قانيه والحمار معلف صاحبه[29]. الثور هو ذاك الخاضع لنير الناموس، بينما الحمار هو ذلك الحيوان الذي يحمل وينقل الأشياء، ذلك المحمّل بخطايا العبادة الوثنية.
وبالطبع فإن أنسب طعام وحياه بالنسبة للحيوانات هو العشب الأخضر "المنبت عشبًا للبهائم"[30]، هكذا يقول النبى، بينما الحيوان العاقل يأكل الخبز ولهذا فإن خبز الحياة الذي نزل من السماء، وُضع في المذود، والذي هو مأوى الحيوانات غير العاقلة، لكى يتناول الغير العاقلين طعام عقلى ويصيروا عاقلين أو حكماء.
إذًا فقد صار الرب داخل المذود بين الثور والحمار (أى بين اليهود والأمم) وسيطًا للاثنين، لكى ينقض حائط السياج المتوسط أى العداوة، ويخلق الاثنين في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا[31]، مُبطلاً النير الثقيل للناموس، ومُبطلاً نير ناموس الأمم أيضًا مُحررًا إياهم من ثقل العبادة الوثنية.
لنرفع أعيننا نحو العجائب السمائية، لأنه ليس أنبياء وملائكة فقط قد أخبرونا بهذا الخبر المفرح، بل السموات أيضًا بمعجزاتها تُرنم ترنيمة المجد من أجل هذه البشارة المفرحة

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 03:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بين اليهود والمجوس


https://images.chjoy.com//uploads/im...dcf84b1e80.jpg



المسيح طلع من سبط يهوذا لأجلنا[32] كما يقول الرسول بولس، أما اليهود فلم يستنيروا بذلك الذي أشرق عليهم. لم يكن للمجوس صلة أو علاقة بعهود الموعد، وكانوا غرباء عن بركة الآباء، لكنهم سبقوا الشعب الإسرائيلى في المعرفة وعرفوا دلالة النجم السمائى، ولم يجهلوا طبيعة الملك الذي كان في المذود.
لقد حمل المجوس معهم هدايا، بينما هؤلاء (أى اليهود) تآمروا عليه. المجوس سجدوا له، بينما الآخرون طاردوه. المجوس فرحوا عندما وجدوا ذاك الذي كانوا يبحثون عنه.
والآخرون اضطربوا عند ولادة ذاك الذي تنبأ عنه الأنبياء. لأن متى البشير يقول " حتى جاء ووقف حيث كان الصبى. فلما رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا"[33] بينما هيرودس لما سمع " اضطرب وجميع أورشليم معه"[34].
المجوس قدموا له لبانًا كما لإله، كرموه بذهب، إشارة إلى المقام الملوكى، والألم الذي ينتظره بحسب التدبير، أعلنوا عنه بالمر، وفقًا للنبوات. بينما الآخرون حكموا عليه بالإعدام طوال فترة طفولته، وهو الأمر الذي لأجله، قد أدانهم كما يبدو لى أنه، لا بسبب قساوتهم فقط، بل من أجل حماقتهم أيضًا.

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 03:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قتل أطفال بيت لحم


https://images.chjoy.com//uploads/im...bed0337da0.jpg


فلأى سبب حدث قتل الأطفال (أطفال بيت لحم)؟ ما الهدف الذي لأجله تجرأوا على ارتكاب تلك الجريمة الحمقاء؟ لأن الإنجيل يُخبرنا بأن ظاهرة سمائية معجزية جعلت المجوس يدعون المولود ملكًا "أين هو المولود ملك اليهود". ماذا إذًا؟ ألا تؤمن أن العلامة التي أخبرت عن مكان ولادة المسيح هى علامة حقيقية، أم أنك تعتبر أن كل ما قيل لا صحة له؟ فإن كان قد جعل السموات تخضع، فإن هذا لا يُعد البتة أمرًا يفوق قدرتك وفهمك، فإن كان قد أعطاك سلطانًا على حياته (على الأرض) وموته، فإن الخوف منه لا مُبرر له.
لأن ذاك الذي سلك أو تصرّف هكذا حتى يكون خاضعًا لسلطانك، لأى سبب يتآمرون عليه؟ لماذا صدر هذا الأمر الشنيع، هذا القرار البشع ضد أطفال بيت لحم، بأن يُعدم الأطفال المولودون حديثًا؟ أى ظلم اقترفوا؟ أى سبب قد أعطوا لكى يرتكب الموت أو العقاب في حقهم؟ جريمتهم الوحيدة، هى أنهم ولدوا ورأوا النور.
ولهذا كان يجب أن تمتلئ المدينة بالجلادين وأن يجتمع حشد من الأمهات والرضع، وجمع من الأقارب قد أتى لكى يقفوا إلى جوارهم ويشددهم، وهو أمر طبيعى أن يأتى هذا الجمع ليساندوا الوالدين في هذه الكارثة. مَن يستطيع أن يصف هذه المصائب؟ مَن يستطيع أن يروى لنا هذه الحالة المأساوية ويضعها أمام أعيننا؟
مَن يمكنه أن يصف هذه المشاعر الحزينة المختلطة، والمناحة التي حدثت بسبب قتل الأطفال، وموقف الأمهات والأقارب والآباء المستحقين للشفقة وهم يصرخون أمام تهديد الجلادين؟ كيف يمكن للمرء أن يرسم صورة للجلاد وهو يقف بالقرب من الرضيع ويحمل سيفه مستلاً من جرابه، بنظرة مملوءة شرًا وقتلاً ويسحب الطفل نحوه بيد، وباليد الأخرى يرفع السيف ليهوى به على عنقه، بينما من الجهة الأخرى نرى الأم وهى تجذب طفلها نحوها، وتضع عنقها هى تحت سيف الجلاد بدلاً من طفلها، لكى لا ترى يد الجلاد وهى تقتل طفلها أمام عينيها؟
أيضًا كيف يمكن للمرء أن يقص أو يروى الاختبارات التي جازها الآباء؟ نداء أبنائهم المرتفع بالصراخ، واحتضانهم لأبنائهم بشدة، وأشياء أخرى مثل هذه فعلوها معًا؟ مَن يستطيع أن يصف لنا هذه النكبة كثيرة الأبعاد، وآلام المخاض المضاعفة للأمهات اللاتى ولدن للتو، والطبيعة المكتوية بالآلام؟ كيف كان الطفل التعس ملتصق بثدى أمه، وكيف استقبل في أحشائه الضربة المميتة؟
كيف يمكن وصف الأم الحزينة وهى تعطى ثديها للطفل، وابنها يُسفك دمه وهو على صدرها؟ ومرات كثيرة عندما كان الجلاد يهوى بسيفه على الطفل، كان السيف يُصيب الأم مع طفلها، ويصنع الدم مجرى له من جرّاء إصابة الأم وجرح الطفل المميت.
وكان الأمر الأحمق الذي أصدره هيرودس هو ألا يطبق قرار القتل على الأطفال المولودين حديثًا فقط، بل والأطفال من سن عامين[35]، (لأنه كُتب من سن عامين فيما دون)، كارثة أخرى يريد أن يُركز عليها النص الإنجيلى، لأن كما هو معروف، مرات كثيرة خلال فترة العامين يمكن أن تصير المرأة ذاتها أم لطفلين.
مشهد فظيع هنا أيضًا، حيث اثنان من الجلادين ينشغلان بأم واحدة، فجلاد يسحب الطفل الذي يركض حول أمه، والآخر ينزع عنها رضيعها الذي في أحضانها. ما هو الطبيعى في هذا الأمر ألا تُعانى هذه الأم التعيسة؟ ألا يتمزق قلبها بين طفليها ويعتصر الألم أحشائها أيضًا على طفليها، وهى لا تعرف أيًا من الجلادين تُلاحق، حيث الواحد يسحب طفل إلى هذه الجهة والآخر يسحب الطفل الآخر إلى جهة أخرى لكى يذبحه؟
هل ستركض نحو المولود حديثًا؟ فبكاءه لم يعد له جدوى ولا ينم عن تعبير معين. لكنها تسمع الطفل الآخر وهو يصرخ نحوها باكيًا، وبصوت متقطع. ماذا تفعل؟ كيف تتجاوب؟ وإلى أى صرخة تستجيب؟ ومع أى صرخة توّحد صرختها؟ وعلى أى موت تنوح وتحزن، طالما أن طبيعتها تكتوى بالتساوى لمقتل الاثنين؟ (وأمام هذه المشاهد الحزينة يبزغ نور جديد ويظهر في الأفق خبر يبعث على الفرح العظيم ويُنسينا الآلام).

Mary Naeem 04 - 09 - 2014 03:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لنفرح بالميلاد وإشراق شمس البر


https://images.chjoy.com//uploads/im...495e4f0049.gif


فلنُبعد أسماعنا عن النواح والعويل من أجل ذبح الأطفال، ولنتوجه بأذهاننا نحو أفكار أكثر بهجة وفرحًا، تلك التي تتناسب بالأكثر مع بهاء هذا الاحتفال، وإن كانت راحيل تصرخ بشدة كما يقول النبى[36]، تبكى وتنوح لأجل ذبح أولادها. إلاّ أننا في هذا اليوم (الميلاد) الذي نحتفل فيه يقول سليمان الحكيم، يجب أن ننسى المصائب. فأى احتفال هو أكثر فرحًا من احتفالنا اليوم؟
الذي فيه يبدد شمس البر، ظلام الشر الذي للشيطان، ويُنير الكون بنفس الطبيعة التي لنا، فكل ما سقط في هذه الطبيعة يجعله يقوم، وكل من هو في حرب يُقاد للسلام، والمرذول أو المرفوض يعود إلى الشركة، وكل من سقط من الحياة، يعود إلى الحياة مرة أخرى، وكل من خضع لنير العبودية وسُبى يعود إلى مقامه الملوكى، وكل من كان مقيدًا بقيود الموت يعود محررًا إلى كورة الأحياء.
الآن وبحسب النبوة، تُسحق أبواب الموت النحاسية[37]. وتُقطّع عوارض الحديد، التي أمسكت الجنس البشرى في سجن الموت، الآن كما يقول داود النبى يفتح باب البر[38]. اليوم يسمع جميع المحتفلين في كل المسكونة ترانيم مفرحةً. فبإنسان واحد دخل الموت إلى العالم، وبإنسان أتى الخلاص. الأول سقط في الخطية، والثانى أقام ذاك الذي سقط. المرأة دافعت عن المرأة. الأولى فتحت الباب للخطية، والثانية (العذراء) خدمت الطريق المؤدى إلى البر. الأولى قبلت مشورة الحية، والثانية منحتنا المقدرة على سحق الحية أو إبطالها، وولدت خالق النور.
الأولى أتتنا بالخطية بواسطة الأكل من الشجرة، والثانية بواسطة الخشبة أتتنا بالخلاص بدلاً من الخطية.


الساعة الآن 03:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025