منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الكنيسة والفكر السياسي


https://images.chjoy.com//uploads/im...87435ea369.jpg

للخروج من الانحطاط في مفهوم السياسة والممارسة السياسية، نواصل تعليم الكنيسة حول الشأن السياسي، وكيفية تصرّف السياسيين والحزبيين في خدمة الخير العام. موضوع اليوم: الخلقية السياسية.
فيما الكنيسة تعتمد على العلمانين في ادارة الشؤون الزمنية السياسية، اي النشاط الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي والاداري والثقافي الهادف الى الخير العام، فانها تذكرّهم بمبادئ الحياة السياسية، ليمارسوها ممارسة ملائمة لروح الانجيل.
ليس للمسيحي حياتان متوازيتان : حياة روحية قائمة بذاتها وحياة علمانية لها نهجها الخاص، وتجهل الواحدة الاخرى. بل ينبغي على الاولى ان تروحن الثانية وتملأها قيما" روحية وانسانية وخلقية ، فتضحي الحياة واحدة ببعدين: الواحد عامودي متصل بقيم الروح، والثاني أفقي متصل بالافعال اليومية، حيث المسيحي يبث الروح المسيحية في النظام الزمني. ذلك ان البشرى الانجيلية تنير جميع الشؤون البشرية، من اقتصاد وسياسة وتجارة وقضاء وادارة واعلام وسواها، وهي كلها وسائل معدة، في آن معا"، لان تبني الاسرة البشرية ، وتقودها الى خيرها وسعادتها وكرامتها (الارشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان،112).
وفيما الكنيسة تعترف باستقلالية الشؤون الزمنية، فانها بتعليمها، وحكمها الادبي على صلاح الافعال وشرها، تدعو الذين يقومون بخدمة الشأن العام ان يحسنوا التصرف بعقل سليم، انسجاماً مع الحياة الفائقة الطبيعة التي تسمو هذا العالم بقيمها الروحية والانسانية والخلقية ما يجب ان يقوموا به او لا يقومون (البابا يوحنا بولس الثاني: تألق الحقيقة،59).
يمتاز لبنان بخصائص سياسية ثلاث على المستويين الافقي والعامودي.
افقياً، لبنان دولة ديموقراطية يريدها كل ابنائها، وديموقراطيته قائمة على امكانية العيش المشترك كهدف واساس للسلطة الشرعية ( مقدمة الدستور اللبناني).
عامودياً، على مستوى توزيع السلطات، لبنان يعتمد العدالة والانصاف في توزيع السلطات بموجب الميثاق الوطني والصيغة اللبنانية وفقاً للمادة 95 من الدستور، يتم التوزيع بحسب نسبة الطوائف اللبنانية.
هي الممارسة السياسية السليمة التي تجمع دائماً بين الافقي والعامودي. فان فُقد احدهما وقع الخلل في الكيان اللبناني، وانهارت الهوية والرسالة. لا بدّ، على مستوى الفكر السياسي، من فهم ما يسمى " بالطائفية السياسية" كتعبير عن توزيع السلطات.
الديموقراطية والطائفية مترابطتان. لولا التعدد الطائفي لما كانت الديموقراطية التي هي نظام سياسي يقوم على التعددية والعيش المشترك. لقد علّمنا الاختبار، في سنوات الحرب، ان لا المسيحيون لوحدهم ولا المسلمون لوحدهم معدّون لممارسة الديموقراطية ضمن حدودهم. كفانا انتقاداً غبياً للطائفة (المطران انطوان حميد موراني: الارشاد الرسولي " رجاء جديد للبنان" في ابعاده اللاهوتية والروحية والانتروبولوجية، صفحة 239).
من الضرورة تحديد الديموقرتطية ومعرفة الجانب الذي تعوق فيه الطائفة الديموقراطية السليمة.
الديموقراطية هي ارادة العيش معاً والاتحاد بين الجميع، لكن الطائفية تحول الى حدّ ما دون الوحدة الافقية في العيش المشترك. فكيف التوفيق بين الطائفية، التي هي اساس الديموقراطية، وشرها الذي يعيق فعلياً الديموقراطية؟
السبيل الاول، توعية جميع اللبنانيين الى واقعهم السياسي في خيره وشره، واعطاؤهم ثقافة سياسية شاملة وموضوعية، ينشأ على اساسها الالتزام السياسي والانتماء الكامل الى لبنان في بُنيته، لا على اساس تعصّبي او جزئي. فيكون العمل بموجب العقل الساعي الى الخير العام، والى تجاوز الحدود الطائفية لصالح الكفاءة والخير العام.
السبيل الثاني، تحويل التعددية الطائفية الى اساس تعددي للدولة يحمي الديموقراطية والحرية الدينية. وتبقى الممارسة السياسية وفقاً للدستور بعيدة عن التجاذبات والحسابات الطائفية.
السبيل الثالث، جعل الثقافة معياراً للحصول على وظيفة، فلا يعود الفرد محتاجاً اللجوء الى طائفته لهذه الغاية. هذا السبيل يقتضي افراغ الطائفية من مضمونها، وجعلها في حالة عدم النفع على مستوى الحصول على وظيفة.
كل هذه المعايير تدعو المواطنين لحسن اختيار ممثليهم في السلطة السياسية، ولتقييم عملهم ومحاسبتهم ومساءلتهم.
****

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الغطاس او اعتماد المسيح


http://peregabriel.com/gm/albums/use...Baptism-10.jpg

نمجّد ونشكر سرّ تدبيرك يا يسوع الحبيب
يا من تنازلت من ملكوتك باتضاع عجيب
تَهابُ الملائك أمرَ لاهوتك السامي الرهيب
وتجثو امامك بخوفٍ وارتعاد واحترام مهيب
http://www.peregabriel.com/gm/albums...0582793mu6.jpg

وأحنيت ذاتك نحو التجسد واقتبلت العار
واتلدتَ بالفقر متردياً في ثوب الاحتقار
وقد صرت مثلنا ومعنا ترددت نحنُ الاشرار
لكي ترفعنا من حضيض الظلام لدار الانوار

http://peregabriel.com/gm/albums/use...cc-Cybjorg.jpg

يا باري الكل يا من كابدت من اجل الانام
فقراً وعُرياً وجوعاً وتعباً باكمل اهتمام
ايها المجوب عن السارافيم صفوف الاضطرام
واليوم اقبلت نحو الاعتماد بورع واحترام

http://peregabriel.com/gm/albums/use...mal_icon02.jpg

ولما عاينك النبيّ البتول ابن العاقر
آتياً تعتمد وانت القدوس النقي الطاهر
فمانعَ قائلاً إني لمحتاج ايها القادر
ان اعتمد منك لكي تكسوني ثوباً فاخر

http://peregabriel.com/gm/albums/use...Baptism-05.jpg
http://peregabriel.com/gm/displayima..._display_media
فجاوبتَ البتول فخرَ القصّاد باحتشام عظيم
دعني اعتمد لانقذ آدم من سجن الجحيم
احنيتَ رأسك واعتمدتَ منه باتضاع جسيم
وفتحت لنا بسرّ اعتمادك ابواب النعيم

http://peregabriel.com/gm/albums/use...m_of_jesus.jpg
http://peregabriel.com/gm/displayima..._display_media
يا لسرٍّ عجيب كيف المصنوع يمنحُ الصانع
سرّ الاعتماد وهذا امرٌ يُذهلُ المسامع
وكيف العالي فوق الاردن ينحني خاضع
ومن يوحنا يَقبل العماد ساجداً طائع
http://peregabriel.com/gm/albums/use...5881351jq1.jpg

والآن نطلب من فيضِ رحمتك وجودِكَ العميم
بسرِّ اعتمادك إغفرْ خطايا جمعنا الاثيم
واحفظ كنيستك وأبعد عنها كل رأي سقيم
وامنح بنيها ان يتشبثوا برأيها المستقيم
http://peregabriel.com/gm/albums/use...f_the_Lord.jpg

وشرّف رأسها الحبر الاعظم اساس الايمان
واحفظ بنيها المسيحيين من كل طغيان
واشف المرضى وامنح الخطأة صفحاً وغفران
واذكر الموتى في ملكوتك كنز الاحسان

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قليلون هم من يعرفون أن في ليلة 5-6 كانون الثاني عيد يسمآ بالعامية : الدايم دايم أو الغطاس وبالفصحى تسميه الكنائس المسيحية الدنح او ذكرى إعتماد السيد المسيح في نهر الأردن

أعزائي القرّاء على العادات الشعبية في هذه الليلة التي هي عادات جميلة توارثنها من أجدادنا و ما زلنا نورثها للأحفاد على أمل ألا تضيع منا هذه العادات اللطيفة


- تسمى هذه الليلة بالدايم دايم لأن روايات الأقدمين تقول أن في مثل هذه الليلة يزور المسيح كلّ الأرض التي تنحني لإستقباله حتى بشجرها إلا شجرة التين التي سبق أن لعنها لذا تعجن الأمهات في البيوت عجينة صغيرة دون إضافة الخميرة لها و تعلفنها في الشجر دون شجرة التين طبعا.. أملا بإلتماس البركة من المسيح المار عند منتصف الليل و استعمالها لتبريك للمعجن الذي كان عمود البيت القروي و رأسماله .

- ومن العادات الأخرى أن يفتح القرويون في مثل هذه الليلة كل ما يملكون من خوابي زيت وحبوب و كل موؤنهم و ذلك لإلتماس البركة و دوام وجودها في البيت و مثل كلّ عيد من الأعياد ، يقدم المحتفلين بهذا العيد انواع شتى من الحلويات و أكثرها شهرة هة :

العوامات و الزلابية التي تغطٍ في الزيت المغلي ثم بالقطر لتصبح من ألذ الأنواع التي يتهافت عليها

الكبار قبل الصغار..

و من المعروف ان الأجراس تدق عند منتصف الليل و تقام القداديس الإحتفالية أحتفالا بالذي سيمر في هذه الليلة.. سيمر دون أن يترك أحد إلا أن يزروه.. و يزور كل منزل و كلّ قلب.. مهم أن يستقبل بالترحاب فيطيل زيارته.

و دايم دايم في دياركم كلّ محبة و سلام و طمأنينة هذه الليلة

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 


http://www.peregabriel.com/gm/albums...32_1339892.gif
التنشئة المسيحية عيد الغطاس






عيد الغطاس أو الدنح
والأحد الأوّل من زمن الدنح
لوقا 3: 15-22
يوحنا 1: 29-34
أولاً، عيد الغطاس أو الدنح ( 6 كانون الثاني)
يحمل هذا العيد بعدين تدلّ إليهما اللفظتان: لفظة غطاس تعني نزول الرب يسوع الى مياه الأردن ليقبل المعمودية من يد يوحنا. ولفظة دنح السريانية، تعني ظهوره عند معموديته ابناً لله ومن جوهر الإله الواحد والمثلث الأقانيم.
رواية الحدث يوردها إنجيل لوقا 3: 15-22:
وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار.في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ. وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: “أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت.”
1. يسوع ينزل الى مياه الأردن ويقبل المعمودية من يد يوحنا، أسوة بالشعب كله. هذا هو عيد الغطاس. كان الشعب يتقاطر من كل فلسطين إلى يوحنا المعمدان لسماع كرازته وكان عندهم بمثابة نبي كبير، حتى اعتقدوا أنه المسيح الآتي. كان يعلن لهم إقتراب ملكوت الله، ويدعوهم إلى التوبة عن الخطايا، وتغيير المسلك. وكان يمنحهم المعمودية بماء الأردن، التي كانت علامة للتوبة وتدعو إلى الرجوع عن الخطيئة. لم تكن لمعمودية يوحنا قيمة اسرارية كالتي هي اليوم لسرّ المعمودية. فأسرار الخلاص السبعة، ومنها سرّ المعمودية، تفجرت وتأسست من موت المسيح الفادي وقيامته، وكذلك وُلدت الكنيسة، اداة الخلاص الشامل وعلامته.
أمّا معمودية يوحنا فكانت فقط فعل توبة وتواضع أمام الله بإقرار التائب أنّه ارتكب الخطايا، ويطلب التنقية منها، ويعد بتغيير مسلكه المنحرف، وكأنه يموت عن خطاياه بنزوله الى الماء، ويقوم لحياة جديدة بخروجه منها. هكذا وصف يوحنا معموديته: "أنا أعمّدكم بالماء". أما عن معمودية يسوع فيقول: "يأتي من هو أقوى مني، هو يعمّدكم بالروح القدس والنار" (لو 3: 16). الماء يرمز الى الولادة الجديدة، والنار ترمز الى قوة الروح القدس التي تمحو الخطايا، والروح القدس هو الحياة الإلهية فينا على صورة المسيح.
2.المعمودية المسيحية هي "الولادة الثانية من الماء والروح"، كما حدّدها الرب يسوع لنيقوديمس. وهي التي بواسطتها " يدخل المعمَّد والمعمَّدة ملكوت الله" (يو 3 : 5)، أي في شركة المحبة والإتحاد مع الله من خلال محبّته التي تنسكب بالروح القدس في قلوب المعمّدين ، وفي شركة مع جميع الناس بواسطة الكنيسة التي هي سرّ الشركة، وهم فيها أعضاء حيّة.
مفاعيل سرّ المعمودية هي الولادة لحياة جديدة بالمسيح ونيل النعمة الإلهية التي تتضمن: محو الخطيئة الأصلية وغفران الخطايا الشخصية، البنوّة لله بالإبن الوحيد، العضوية في جسد المسيح التي تجعل المعمّد او المعمّدة هيكل الروح القدس، الإنتماء الى الكنيسة والمشاركة في كهنوت المسيح العام المثلث: النبوءة والكهنوت والملوكية، فالتكرّس للعبادة المسيحية. في عيد الغطاس، نجدد مواعيد المعمودية ونلتزم بعيش مفاعيلها.
3. يسوع يظهر بألوهيته على نهر الأردن، ويظهر سرّ الله الثالوث. هذا هو عيد الدنح.
"فلمَّا ٱعْتَمَدَ، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت" (لو 3: 22).
هذه شهادة إلهية ليسوع الذي مشى بين الخطأة، وكأنه واحد منهم، وطلب معمودية التوبة من يوحنا، هو الذي لم يعرف خطيئة. وكشفت هذه الشهادة كل مضامينها وأبعادها.
يسوع أراد بهذه المبادرة أن يكون واحداً منا في كل شيء، ويضع نفسه في عداد الخطأة، وهو بدون خطيئة، لكي يحمل على كتفه ثقل خطيئة البشرية جمعاء. اراد أن يقيم شركة كاملة مع الجنس البشري، وأن يحقق تضامناً حقيقياً مع الأنسان، ومع حالته. لقد استبق بذلك سرّ الصليب، أي قبول الموت فدىً عن خطايا كل أنسان.
بإخلائه ذاته الى هذا الحدّ، أراد يسوع أن يعيش بالكلية تصميم محبة الآب، التي هيا إرادة ونيّة لدى أقانيم الثالوث الأقدس. بفعل الحب هذا ظهر الروح القدس بشبه حمامة، واستقّر فوق يسوع، وكان صوت الآب على مسمع الجميع :" أنت هو إبني الحبيب". الكل فعل حب من الله : تصميم الآب، وتجسّد الإبن كفعل طاعة للآب محب، وحلول الروح القدس، محبة" في قلب انسانية يسوع وقلب كل أنسان مؤمن.
ثانياً، الأحد الأول من زمن الدنح- شهادة يوحنا المعمدان
يوم معمودية يسوع كانت الشهادة الالهية عن الوهيته، وعن تكريس ذاته فادياً للبشر، محققاً سرّ محبة الله الخلاصية. وفي اليوم التالي كانت شهادة يوحنا المعمدان، كما يرويها
إنجيل يوحنا 1: 29-34.
في الغَدِ رأَى يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم. هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لكِنِّي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِٱلمَاء ِ لِكَي يَظْهَرَ هُوَ لإِسْرَائِيل». وشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً كَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاء، ثُمَّ ٱسْتَقَرَّ عَلَيْه. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي أُعَمِّدُ بِٱلمَاءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنْزِلُ ويَسْتَقِرُّ عَلَيْه، هُوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ القُدُس. وأَنَا رَأَيْتُ وشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ ٱلله.
يشهد يوحنا المعمدان أن يسوع هو "ابن الله" الذي أصبح "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم"، والذي "سيعمّد بالروح القدس". من أين هذه الشهادة وما هي أبعادها؟
1. شهادته أن يسوع هو ابن الله، أتته من الصوت الذي سمعه ساعة اعتماد يسوع: "أنت إبني الحبيب، بك سررت" (لو22:3) ومن رؤيته "الروح النازل من السماء والمستقرّ عليه" (يو 32:1). ولهذا، لما رأى يسوع في صف الخطأة، آتياً اليه لطلب المعمودية، تردد يوحنا، كما يروي متى الانجيلي: "كان يوحنا يمانعه قائلاً: انا المحتاج ان اعتمد منك! وانت تأتي اليّ؟ فأجاب يسوع: دعني الآن، فهكذا يحسن بنا أن نتمّ كل برّ. حينئذ تركه يعتمد" (متى 14:3-15).
نحن بالمعمودية أصبحنا أبناء لله بالإبن الوحيد. فيجدر بنا أن نعيش مقتضيات بنوّتنا لله من خلال الإتحاد الكامل معه بالصلاة وسماع كلام الحياة وتقديس بنعمة الأسرار.
2. وشهادته ان يسوع هو "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم"، فاستمدّها من جواب يسوع على ممانعته ومن سببها. وقد ادرك ان المسيح هو قدوس الله الذي هو بدون خطيئة، وجاء الى العالم ليصنع ارادة الذي أرسله، ليتمّم ما طلبه اليه الآب فعله. فمن أجل طاعة الآب، إرتضى أن يصير إنساناً. أخلى ذاته وتواضع من أجلنا، لكي يكون واحداً منا، وأطاع حتى الموت على الصليب (راجع فيليبي 7:2)، حاملاً خطايا كل انسان، مكفّراً عنه، ومتمّماً عدالة الله، وفادياً للجنس البشري بأسره. اما وصفه بحمل الله فمأخوذ من العهد القديم، من حمل الفصح (خروح:12) ومن نبوءة اشعيا عن "عبد يهوه" الذي "حمل آلامنا ... وطُعن بسبب معاصينا، وسُحق بسبب خطايانا، ونزل به العقاب من أجل سلامنا، وبجرحه شفينا" (أش 4:53-5). المسيح هو حمل الله، حمل الفصح الجديد، الذي يقدم ذاته لكي يخرجنا من ظلمة الموت، و"يفتدينا من سيرتنا الباطلة" (1بطرس 18:1). ولقد سمع يوحنا صوت الملائكة يقول: " مستحقّ هو الحمل المذبوح ان يأخذ القوة والغنى والحكمة والقدرة والكرامة والمجد والبركة" (رؤيا 12:5).
إننا مدعوون لنفتح نفوسنا لنعمة الغفران بممارسة سرّ التوبة. وبالتالي نحمل رسالة الغفران والمصالحة تجاه جميع الناس.
3. وشهادته انه "سيعمّد بالروح القدس"، أتته من وحي إلهي: "انا ما كنت أعرفه. لكن الذي أرسلني لاعمّد بالماء هو قال لي: من ترى الروح ينزل ويستقر عليه، هو الذي يعمّد بالروح القدس" (يو 23:1). استخلص يوحنا شهادته من إدراكه ان الروح الذي استقرّ على يسوع كان علامة ان المسيح يمتلك الروح القدس بملئه منذ الازل. المسيح لم يقبل الروح القدس يوم معموديته، لانه كان مستقراً عليه دائماً.
كان يدرك يوحنا من خلال مناداته : "توبوا فقد اقترب ملكوت السماء"، انه بمنح معمودية الماء للتوبة، بذلك يعدّ طريق المسيح الى القلوب، من خلال المسلك الصالح (راجع متى 2:3-3). لكن تغيير القلب الداخلي، بمحو الخطايا ومنح الحياة الجديدة، هو بقوة الروح القدس الذي يحقق ثمار الفداء.
هذه رسالتنا نحن المسيحيين ان يعمل كلٌ من موقعه، بالكلمة والعمل والمسلك، لاعداد طريق المسيح الفادي الى القلوب. والذين هم مقامون في الاسقفية والكهنوت، فانهم بشخص المسيح وبإسمه يكرزون بكلمة الانجيل ويقيمون الاسرار الخلاصية، لكن المسيح هو نفسه الكلمة التي تولّد الايمان وتصلح التفكير والتصرّف، وهو نفسه يؤتي الاسرار ثمارها ونعمها، اما الروح القدس فيحقّق مفاعيل الكلمة وثمار الاسرار ونعمها في نفوس المؤمنين. لذلك نحن نعيش حالة رجاء وانتظار لتجلّيات عمل الروح في الكنيسة والمؤمنين والعالم. ولهذا السبب، ننتظر ونعمل جاهدين من أجل مستقبل أفضل في حياتنا وفي الكنيسة والعالم.
ثالثاً، رسالة البابا بندكتوس السادس عشر في يوم السلام العالمي (اول كانون الثاني 2012)
موضوع الرسالة: تربية الشبيبة على العدالة والسلام.
في الأحد الماضي تكلمنا عن التربية ومضامينها. أما اليوم فنتكلّم عن المسؤولين عن هذه التربية. وهم:
1. العائلة
تشكل المكان الأوّل للنضوج في التربية على العدالة والسلام، لأنّ الوالدين هم أوّل المربّين، ولأن العائلة هي الخلية الأصلية للمجتمع. فيها يتعلّم الأولاد القيم الإنسانية والمسيحية التي تمكّنهم من العيش معاً بشكل سلمي وبناّء، في العائلة نتعلم التضامن واحترام القواعد والغفران وقبول الآخر. وهي المدرسة الأولى للتربية على العدالة والسلام. إن حضور الأهل عنصر أساسي لتأمين هذه التربية.
2. المؤسسات التربوية
لها دور خاص في تربية الأجيال الطالعة على العدالة والسلام. إنها تربي على احترام كرامة كل شخص وإعطائه قيمته في كل المناسبات. تساعد كل طالب على اكتشاف دعوته، وتواكبه في تثمير العطايا التي أنعم الله بها عليه. وفيها يُفسح المجال للإنفتاح على السمو فوق شؤون الأرض. والمؤسسة التربوية هي مكان الحوار والإصغاء والإتحاد، وتذوّق فرح العيش معاً بالمحبة والحنان والعطف على الآخر، وبالمشاركة الفعلية في بناء مجتمع اكثر أنسانية وأكثر أخوّة.
3. المسؤولون السياسيون
يلعبون دورهم في تربية الشبيبة على العدالة والسلام، بمساعدتهم الفعلية للعائلات والمؤسسات التربوية، لتتمكن من ممارسة حقها وواجبها في التربية؛ وبالدعم الملائم للأمومة والأبوة؛ وبتعزيز الوسائل المعيشية لحاجات الأهل؛ بتقديم صورة صافية عن العمل السياسي كخدمة حقيقية لخير المجتمع.
4. وسائل الإعلام
تساهم في تربية الشبيبة على العدالة والسلام : فهي ليس فقط تنقل الخبر، بل تكوّن الرأي العام وذهنيات السامعين والمشاهدين والقرّاء. بين التربية والإعلام رباط وثيق، ينبغي العمل على أن يكون هذا الرباط إيجابياً.
5. الشبيبة نفسها
مسؤولة عن تربيتها الذاتية على العدالة والسلام، بقبول ما يُقدّم لها من سائر المسؤولين عن التربية، وبحسن إستعمال حريتها.


Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يوبيل القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل


https://upload.chjoy.com/uploads/1354487661012.jpg



ما عرف القديس بولس عن حياة يسوع على الارض[1]
معرفة يسوع، كما معرفة كل شخص، نوعان: خارجية وداخلية. المعرفة الخارجية تقف عند مظهره الخارجي واقواله وافعاله وتصرفاته، ويسميها بولس الرسول " المعرفة حسب الجسد" (2كور5/16). اما المعرفة الداخلية فهي معرفة الشخص بالقلب من خلال حياة الصداقة معه. انها معرفته في داخله وجوهره، وهي المعرفة الحقيقية. هذا التمييز أجراه يسوع بسؤاله المزدوج لتلاميذه: " من يقول الناس اني انا ابن البشر؟ - وانتم، من تقولون اني هو؟" (متى16/13 و15). كم من علماء يعرفون يسوع في تفاصيل شخصيته واقواله وافعاله! وكم من اشخاص بسطاء امّيين عرفوه في صميم حقيقته من دون ان يعرفوا تلك التفاصيل! " فالقلب يكلّم القلب". الى هذه المعرفة التي بلغها بولس، يدعونا هذا الرسول. فهو عرفه اولاً بالقلب، ثم بالتفصيل من الرسل والكنيسة الناشئة.
عرف بولس الرسول تفاصيل من كلمات يسوع وافعاله، فجعلها قاعدة حياة منتقلاً هكذا من معرفة العقل الى محبة القلب والتزام الحياة. نعطي بعض الامثلة:
أ- مجانية الخدمة ومساندة المؤمنين
فيما يسوع يطلب من الجماعة ان تعتني بمعيشة من هو مكرّس لحمل انجيله اليها بقوله: " كونوا في ذلك البيت تأكلون وتشربون مما عندهم. لان الفاعل يستحق اجرته" (لو10/7)، يؤكد بولس هذا الحق بقوله: " ان الذين يخدمون الهيكل، فمن الهيكل يقتاتون. والذين يخدمون المذبح، فالمذبح يقاسمون. وربنا ايضاً هكذا امر: ان الذين ينادون ببشارته، فمن بشارته يعيشون". لكنه يعلن تخلّيه عن هذا الحق، للتأكيد على واجب التبشر بالانجيل، لانه مفروض عليه من الله، ولا يقوم به عن هوى شخصي، من اجل مكسب وأجر. وهذه هي مدعاة فخره. ولهذا يقول: " الويل لي ان لم ابشّر" (1كور9/13-17).
ب- قوة الرسالة من الله
يستوحي بولس الرسول من كلام الرب يسوع عن " المساكين بالروح" (متى5/3) و"البسطاء الاطفال" (متى11/25)، فاكّد ان الله يختار جهّال العالم ليخزي الحكماء، وضعفاء العالم ليخزي الاقوياء، والوضيعة أحسابهم في العالم، والمنبوذين، والذين ليسوا بشيء، ليبطل المعدودين، لكي لا يفتخر بين يديه كل ذي جسد" ( 1كور1/27-29). وبهذا يتوجّه الى المسيحيين والمكرسين في الكهنوت والحياة الرهبانية بالقول: " انظروا دعوتكم، يا اخوتي، فانه ليس فيكم كثيرون حكماء بحسب الجسد، ولا فيكم كثيرون اقوياء، ولا فيكم كثيرون من ذوي الحسب الشريف" ( 1كور1/26). لقد اختبر بولس في عمله الرسالي ان الودعاء وبسطاء القلوب هم المنفتحون على معرفة يسوع.
ج- الجهوزية في تتميم ارادة الله
من تاكيد الرب يسوع عن جهوزيته لتتميم ارادة الآب عندما قال: " طعامي ان اعمل بمشيئة الذي ارسلني، وان اتمم عمله" (يو4/34)، وعن روابط القرابة الروحية معه من خلال هذا العمل، بقوله: " ان من يعمل بمشيئة الله، فذاك هو اخي واختي وامي" (مرقس4/35)، كانت دعوة بولس الرسول الى التشبّه باخلاق المسيح الذي " واضع نفسه وأطاع الآب حتى الموت على الصليب" (فيليبي2/5 و8). فجعل الصليب محور كرازته على انه " حكمة الله وقدرته".

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رسالة بولس الرسول الى تلميذه تيطس:2/11-3/7
https://upload.chjoy.com/uploads/1354487661073.jpg

الولادة الجديدة بنعمة الرحمة والفداء



لأَنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس، وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الـحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلـهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة.تَكَلَّمْ بِهـذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد. ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس. فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والـحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ولـكِنْ لـَمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر، خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ الـمِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس، الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الـحَياةِ الأَبَدِيَّة.
عرف بولس الرسول الرب يسوع معرفة القلب. يتحدث عن " نعمة الله التي ظهرت لنا بالمسيح". وهي نعمة الفداء بسرّ موته وقيامته: لقد بذل نفسه عنا، ليخلّصنا من كل اثم، ويطهرّنا لنفسه شعباً جديداً يتنافس بالاعمال الصالحة". انه يشرح في ذلك قول يوحنا المعمدان عن يسوع " هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يو1/29).
ونعمة الله هي " الرحمة" التي من فيضها تبررنا، لا من اعمالنا، بل من الفداء بالمسيح هذا الذي غسل خطايانا بدمه وافاض علينا الحياة الالهية بالروح القدس، بقيامته. ويُجري ذلك في انسان كل زمن وجيل ومكان بالمعمودية التي هي " غسل الميلاد الجديد والتجدد بالروح القدس". ان بولس يشرح شهادة يوحنا المعمدان الذي قال: " انا اُرسلت لاعمّد بالماء، اما الآتي بعدي، وكان قبلي، لانه أقدم مني، فهو يعمّد بالروح القدس" (يو1/30 و33).
اما مفاعيل النعمة الالهية والميلاد الجديد من المعمودية فهي: الطاعة والخضوع للرؤساء، الاستعداد لكل عمل صالح، الامتناع عن الشتم والخصومة والعصيان والاستعباد للشهوات، وعن الحسد والضغينة والحقد (تيطس3/1-3).
ميزات " شعب الله الجديد"، المولود بالمعمودية المتفجّرة من موت المسيح وقيامته، هي: التنافس بالاعمال الصالحة، تقديس الذات بالنعمة، العيش في الرجاء واستحقاق ميراث الحياة الدائمة (تيطس2/14؛3/7).

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بالمعمودية اصبحنا ابناء الله بالابن الوحيد (يو1/29-34)


http://www.kobayat.org/data/document...6jan2009-1.jpg


شهد يوحنا المعمدان ان يسوع الذي يعمّد بالروح القدس هو ابن الله الذي اشركنا ببنوته للآب، لا في الطبيعة والجوهر، بل بالنعمة والهبة.
ماذا تعني بنوتنا لله من الناحية اللاهوتية، وماذا تقتضي منا على مستوى الحياة، وما الهدف الذي ينير دربنا؟
لقب ابن الله يعني في شهادة يوحنا المعمدان ما كان يعنيه في العهد القديم، أي البنوة بالتبني التي تقيم بين الله وخليقته علاقات مودة وحياة حميمة خاصة . فلا يتعدى اللقب بشرية الانسان. وقد كان يطلق على الملوك مثل سليمان: " يا داود أقيم من يخلفك من نسلك، وانا اثبّت عرش ملكه الى الابد . انا اكون له اباً وهو يكون لي ابناً" (2صموئيل 7/12-14)؛ وعلى ابناء شعب الله: " انتم ابناء للرب الهكم....لانك شعب مقدس للرب الهك ، وقد اختارك الرب لتكون له شعباً خاصاً من بين جميع الشعوب التي على وجه الارض" ( تثنية 14/1-2)؛ وعلى الشعب المختار: اسرائيل هو ابني البكر . قلت لك ( الرب لفرعون بلسان موسى ): "اطلق ابني ليعبدني ، وان أبيت ان تطلقه فهاءنذا قاتل ابنك البكر " ( خروج4/22-23)، وعلى ملائكة الله التي تشكل بلاطه الملوكي: " واتفق يوماً ان دخل بنو الله ليمثلوا امام الرب " (ايوب1/6).
بهذا المعنى نحن اصبحنا بالعمودية " ابناء الله "، حسب لاهوت القديس بولس الرسول. هو الروح القدس الحال فينا يجعلنا خاصة الله: " من لم يكن فيه روح المسيح فما هو من خاصته " (روم8/9)، ويجعلنا ابناء الله: " ان الذين ينقادون لروح الله يكونون ابناء الله. انتم لم تتلقوا روح العبودية، بل روح التبني به ننادي: ابّا، يا ابتِ؛ وهذا الروح نفسه يشهد مع ارواحنا بأننا ابناء الله " (روم8/14-16)، وورثة الله وشركاء المسيح في الميراث: " اذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده ايضاً " (روم8/17).
بنوتنا لله تأتينا من ابن الله المتأنس: " ارسل الله ابنه مولوداً لامرأة، مولوداً في حكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فنحظى بالتبني " ( غلاطية 4/4-5). هذا ما تفعله فينا المعمودية.
لكن شهادة يوحنا تضيف على مفهوم العهد القديم وجهاً الهياً يسمو الحدود البشرية : " يأتي بعدي رجل قد تقدمني، لانه كان قبلي". لم يكن قبله من ناحية التاريخ البشري، بل من ناحية الوجود الالهي، وشهادته تستند الى اعلان الصوت من السماء: "انت ابني الحبيب". وعندما يعترف سمعان ? بطرس ان يسوع " هو المسيح ابن الله الحي" ( متى 16/16)، فأنه بفضل الوحي الالهي يعلن كل الوهيته (متى16/17). والسيد المسيح يسمينفسه "الابن " بمفهوم البنوة الالهية الكاملة : هو الابن الذي يعرف الآب (متى11/27)، ويفوق كل الخدام الذين ارسلهم الله قبله (متى21/33-39). ويميز بين بنوته وبنوة التلاميذ: " اني صاعد الى ابي وابيكم " (يو20/17). لم يستعمل قط صيغة ابانا لتشمله معهم بل اباهم وحدهم: " كونوا انتم كاملين، كما ان اباكم السماوي كامل هو" (متى5/48)، " لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسألوه " (متى6/8)، " صلوا انتم هذه الصلاة: ابانا الذي في السموات ..." (متى6/9). عندما يعنيه الامر يقول " ابي": ليس من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات ، بل من يعمل بمشيئة ابي الذي في السموات " ( متى7/21).
من الناحية الخلقية علينا كأبناء واجب الخضوع والطاعة لله، والاتكال على عنايته الوالدية، والبحث عن ارادته، والسماع لنداءاته، والقيام بالرسالة التي أوكلها الينا، والمحافظة على الشبه الالهي فينا، ولنا في " الابن الوحيد"، الابن بالامتياز ، كل القدوة.
من الناحية الاسكاتولوجية نعلم اننا الى الله خالقنا ومخلصنا ومقدسنا نحج في مسيرة الدنيا. الكنيسة المنظورة ترمز الى البيت الابوي الذي يسير نحوه شعب الله. انها بيت جميع ابناء الله، المفتوح على مصراعيه ليستقبل الجميع. في هذا البيت نعيش بنوتنا لله بكل ابعادها ومقتضياتها. وفي طقوسها نستبق ليتورجيا السماء، كما يرويها يوحنا الرسول في كتاب الرؤيا (الفصل 19).
***

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
انجيل القديس لوقا 3: 15-22، معمودية يسوع

http://www.peregabriel.com/gm/albums...32_1339892.gif




وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والـجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: "أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ". وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. واذ كانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: "أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب، بِكَ رَضِيت".
تنبأ يوحنا المعمدان، بفعل الروح القدس الذي كان يملاءه، عن الفرق بين معموديته ومعمودية يسوع المسيح العتيدة. معمودية يوحنا " بالماء"، كرمز للتوبة الداخلية من دون ان تغسل النفس من الخطايا، ومن دون ان تملأها بالحياة الجديدة، خلافاً لمعمودية يسوع العتيدة التي ستتم " بالروح القدس والنار". ما يعني ان الروح القدس ينقي النفس ويطهّرها من خطاياها، كما تفعل النار؛ ويعطي الحياة الجديدة بحلوله على المعمّد. عن هذه المعمودية تكلّم يسوع عندما قال: " جئت ألقي على الارض ناراً، واودّ ان تكون اشتعلت" ( لو12: 49). ويوم معمودية الكنيسة في العنصرة، ظهر الروح القدس على الكنيسة الناشئة " بألسنة من نار وملأ الحاضرين" ( اعمال 2: 3-4).
اراد الرب يسوع ان يعتمد من يوحنا، لا لانه خاطىء ويلتمس التوبة لغفران خطاياه، بل لكي يتضامن مع كل الخطأة، ليحمل خطاياهم، فيكفّر عنها بموته على الصليب، ويجري المصالحة مع الله، ويستحق الغفران لكل انسان يتوب. بهذه المبادرة اراد ان يخضع بالكلية لارادة ابيه الخلاصية، قابلاً معمودية موته لمغفرة خطايانا. فكان حلول الروح القدس عليه، بشكل حمامة، ليعضد بشريته في عملية الفداء، وكان صوت الآب، جواباً على قبوله لارادته: " انت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (لو3: 22).
وهكذا كان " الدنح" او ظهور يسوع المسيح للعالم على انه ابن الله وفادي الانسان، وظهور الآب الذي ارسله لتحقيق تصميم الخلاص، وظهور الروح القدس قدرة الله التي مكنت يسوع الانسان من تتميم عمل الفداء بموته على الصليب.
واتسّع هذا " الظهور" ليشمل حقائق اخرى. فالمسيح الممتلىء من الروح القدس سيصبح ينبوع عطية هذا الروح للجنس البشري باسره. و"انفتاح السماوات" عند اعتماده يعني ان يسوع فتحها للشركة الكاملة بين الله والبشر بطاعته، من بعد ان اغلقها آدم بمعصيته. و" نزول يسوع في الماء وحلول الروح القدس" يعلنان الخلق الجديد [1].
***

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
انجيل القديس يوحنا 1: 92-34، يسوع حمل الله

http://www.peregabriel.com/gm/albums...32_1339892.gif


في الغَدِ رأَى يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَال: "هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم. هـذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنِّي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالـمَاء ِ لِكَي يَظْهَرَ هُوَ لإِسْرَائِيل". وشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: "رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً كَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاء، ثُمَّ اسْتَقَرَّ عَلَيْه. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي أُعَمِّدُ بِالـمَاءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنْزِلُ ويَسْتَقِرُّ عَلَيْه، هُوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ القُدُس. وأَنَا رَأَيْتُ وشَهِدْتُ أَنَّ هـذَا هُوَ ابْنُ الله".
هي شهادة ثانية ليوحنا المعمدان يعلن فيها سرّ المسيح انه " حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29)، بعد شهادته الاولى عن معمودية يسوع بالروح القدس والنار (لو3: 16). ويرفقها بشهادة ثالثة ان يسوع هو "ابن الله" ( يو1: 34).
المسيح حمل الله
بوحي من الروح القدس غداة اعتماد يسوع في نهر الاردن، حيا المعمدان يسوع بأنه " حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29). بيسوع تكتمل المعمودية التي كان يمارسها يوحنا للتوبة، كعلامة خارجية وممارسة تقوية، لانه " سيعمّد بالروح القدس" ( يو1: 33) لمغفرة الخطايا والولادة الجديدة.
المسيح " حمل الله" هو الذي يكفّر عن خطايا الجنس البشري برمّته، بقبول صليب الفداء، وكأنه الخاطىء بامتنياز ( انظر 2 كور 5: 21). لقد حمل خطايا جميع البشر مع صليبه، ومحاها بدمه، وصالح الآب مع البشرية باسرها، وأفاض بقيامته الروح القدس الذي يحقق ثمار الفداء في التائبين، فيمنحهم الحياة الجديدة بقيامة القلوب. والكل بواسطة خدمة الكهنة التي تسلّمتها الكنيسة يوم احد قيامة الرب من بين الاموات: " ظهر على التلاميذ في مساء الاحد، ونفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس من غفرتم خطاياهم غُفرت لهم، ومن أمسكتم خطاياهم اُمسكت عليهم" ( يو 20: 19 و22 و23).
ب- بالمسيح تمت المصالحة مع الله
الانتماء الى الكنيسة يجعل المسيحيين، بحكم دعوتهم ورسالتهم، " سفراء المسيح للمصالحة" ( 2 كور 5: 20). انها مبادرة الهية حرة ومجانيّة يقوم بها الله تجاه البشر اجمعين، من اجل ترميم الشركة معهم، من بعد ان جرحتها الخطيئة وكسرتها وافسدتها. فكانت نتيجتها، على ما يقول بولس الرسول في رسالته هذا الاحد، الكبرياء الذي يحول دون معرفة الله وطاعة المسيح، والمعصية التي تنكر الطاعة لله ولوصاياه، والافكار الخاطئة (انظر 2 كور 10: 4-6).
المصالحة هي ثمرة الفداء الذي أجراه يسوع ابن الله بآلامه وموته على الصليب تكفيراً عن خطايا جميع الناس. وهي الغفران الجاري من صدر يسوع المطعون بالحربة، والمرموز اليه بالدم والماء، علامة الافخارستيا والمعمودية ( يو19/35)، وها يوحنا المعمدان الذي أعلن ان يسوع هو " حمل الله" الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29)، عاد واضاف انه " ابن الله" ( يو1: 34). هكذا تكتمل بشريته بالوهيته. " فلو لم يأخذ المسيح الاله الطبيعة البشرية، لَما تمّ الخلاص لنا. فلا فائدة لنا من القول انه انسان بدون الالوهية، كما انه لا خلاص لنا، اذا فصلنا الطبيعة البشرية عن الالوهية" ( القديس كيرللس الاورشليمي، العظة 12، 1).
هذه المصالحة الالهية هي عمل الله الثالوث: فالآب ابو المراحم ارادها لانه امين لعهده الخلاصي ولذاته، والابن، المرسل من الآب، استحق بموته غفران الخطايا، والروح القدس، الذي أفاضه الآب، حققها في التائبين الآن وهنا. وقد سلّم الله كنيسته خدمة الكهنوت لتمنح الحلّ والغفران للتأئبين.
ان " ظهور" الله الثالوث عند معمودية يسوع من يوحنا في نهر الاردن، جعل المعمدان يشهد ان يسوع " هو الذي سيعمّد بالروح القدس" ( يو 1: 33)، ما يعني انه يجري، بقوة الروح القدس، ولادة الانسان الجديدة، بالموت عن الخطيئة والقيامة لحياة النعمة. هذا ما اكدّه بولس الرسول: " من كان في المسيح، فهو خليقة جديدة: لقد زال القديم، وصار كل شيء جديداً. والكل من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح، وأعطانا خدمة المصالحة" ( 2كور 5: 17-18).
من يختبر المصالحة يصبح أداتها وسفيرها. اختبرها الرسل اولاً يوم قيامة الرب يسوع، اذ اعطاهم " سلام" الخلاص ونفخ فيها الروح القدس، روح القيامة، مبدأ الحياة الجديدة (يو20/19 -21). ثم منحهم خدمة المصالحة ليوزّعوها كسفراء له ( 2 كور 5: 20). ومن ينالها من الله ملزم بمنحها للمسيء اليه شخصياً، كما علّمنا الرب يسوع في الصلاة الربيّة: " اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، كما نحن نغفر لمن خطىء الينا" ( متنى6: 12).

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
واجب الشهادة للمسيح
https://upload.chjoy.com/uploads/1354487726073.jpeg

انجيل القديس يوحنا 1: 35-42
في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ واثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ. ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: "هَا هُوَ حَمَلُ الله". وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع. والتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: "مَاذَا تَطْلُبَان؟" قَالا لَهُ: "رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟". قالَ لَهُمَا: " تَعَالَيَا وانْظُرَا". فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذـلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر. وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: "وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ الـمَسِيح". وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: "أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة".


تظهر من هذا النص أهمية الشهادة للمسيح، وهي حفظ الايمان به، وعيشه، وإعلانه، واتّباعه على طريق اعلان الحقيقة بشجاعة، وصنع الخير لجميع الناس، وقبول الصليب وسط الاضطهادات التي تنالها الكنيسة باستمرار. ومعلوم ان الخلاص الابدي منوط بالشهادة للمسيح، على ما يقول الرب في الانجيل: "من يعترف بي امام الناس، اعترف به امام أبي الذي في السماء. ومن ينكرني امام الناس، انكره امام أبي الذي في السماء" (متى 10: 32-33).
اعتبر يوحنا المعمدان من واجبه ان يشهد للمسيح امام تلاميذه، على انه "حمل الله" الذي سيفتدي العالم. ويعلمنا انه من واجبنا نحن ايضاً ان نشهد لله في القول والعمل، معربين بذلك عن ايماننا الذي من طبعه ان يُشرك الغير بحقيقة الله المتجلّية في شخص المسيح.
امام بيلاطس، يسوع أعلن أنه اتى الى العالم ليشهد للحقيقة (يو 37:18). على المسيحي، يقول بولس الرسول "ألاّ يخجل من اداء الشهادة للربّ (2 طيم 8:1). من واجبه اذن الشهادة لايمانه بدون التباس بوجه الجميع. ان يشهد المسيحي للحقيقة هو واجب عدالة، لانه بالمعمودية لبس المسيح، وبالميرون نال قوة الروح القدس (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 2471-2472).
الاستشهاد هو الشهادة العليا لحقيقة الايمان. انه شهادة تبلغ الى الموت. فالشهيد يشهد للمسيح، المائت والقائم، لاتحاده به برباط الحب. يشهد لحقيقة الايمان والعقيدة المسيحية. يحتمل الموت بفعل القوة الروحية. لنا في البطريرك القديس اغناطيوس الانطاكي خير مثال بقوله وهو في طريقه الى الاستشهاد: "دعوني اصبح مأكلاً للوحوش. فبواسطتها يُعطى لي الوصول الى الله" (رسالته الى اهل روما، 1:4).
ان أعمال شهداء الكنيسة تشكل ارشيف الحقيقة المكتوب بالدم.

Mary Naeem 02 - 09 - 2014 05:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تجنّب الاساءة للحقيقة والعدالة والمحبة


https://upload.chjoy.com/uploads/1354487790631.jpg


من واجب كل مسيحي، لكي يكون شاهداً للمسيح، ان يتجنب كل الاساءات ضد
الحقيقة، ولاسيما:
- اداء شهادة الزور امام المحكمة، بقول كلام مخالف للحقيقة، من أجل الحكم ظلماً على
بريء، أو تبرئة مذنب، أو زيادة العقوبة التي تقع على المتّهم. خطورة شهادة الزور انها تحمل القاضي على انتهاك العدالة والانصاف في حكمه.
- انتهاك سمعة الاشخاص وكرامتهم بكلام يسبب لهم ضرراً معنوياً ومادياً من دون حقّ، مثل الحكم الجائر على شخص يُتهم بآفة اخلاقية، من دون اساس كاف او موضوعي؛ والنميمة بكشف عيوب الغير لاشخاص يجهلونها ومن دون سبب لذلك؛ والافتراء بكلام مخالف للحقيقة، يسيء الى سمعة الآخرين ويتسبب ياحكام كاذبة عليهم. كل هذه الامور تسيء الى الحقيقة والى فضيلتَي العدالة والمحبة.
- تثبيت شخص في شرّ اعماله وخبث سلوكه، بالاطراء او التملّق او المجاملة.
- التبجّج او التباهي بفعلة سيّئة او بسلوك مشين او بجرم قبيح.
- الكذب في قول او فعل مخالف للحقيقة بقصد التضليل والخداع، وهو اساءة جسيمة لفضيلتَي المحبة والعدل. وهو عنف حقيقي على الغير، وشرٌ ينطوي على بذار الانقسام والخلاف والعداوة. الكذب ابو الشرور: يهدم الثقة بين الناس ويمزّق نسيج العلاقات الاجتماعية.
- الاستهزاء بالغير والانتقاص بطريقة مسيئة من كرامته بتشويه كلامه او نمط من سلوكه (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 2476-2486).
3. ثمرة الشهادة للمسيح:
ان الشهادة التي أدّاها يوحنا عن المسيح امام التلميذين سببت لهما التعلق المحب
بشخص يسوع، ومعرفته عن قرب، وفرح العيش معه طيلة ذاك النهار. كما انها جعلت اندراوس شاهداً بدوره امام أخيه سمعان: " لقد وجدنا المسيح". فأتى سمعان ليرى "المسيح" ففاجأه بمعرفته المسبقة، وبتغيير اسمه لرسالة لم يُفسح عنها الرب في حينه: "نظر اليه يسوع وقال: انت سمعان بن يونا! ستُدعى الصخرة – بطرس".
واذا اكملنا قراءة النصّ الانجيلي، نجد شاهداً آخر جديداً هو فيليبس الذي التقاه يسوع في الغد وقال له: "اتبعني". فيليبس هذا شهد ليسوع امام نتنائيل قائلاً: "ان الذي كتب عنه موسى والانبياء، قد وجدناه، وهو يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة" (يو 45:1). ولما اتى نتنائيل الى يسوع، فاجأه هو ايضاً بمعرفته المسبقة: "قبل ان يدعوك فيليبس، يا نتنائيل، وانت تحت التينة، رأيتك" (يو 48:1). ويصبح نتنائيل شاهداً جديداً للمسيح، اذ قال: "يا معلم، انت هو ابن الله، انت هو ملك اسرائيل" (يو 49:1).
نرى ان الشهادة ليسوع تتّسع وتتطوّر تصاعدياً: فهو حمل الله حامل خطايا العالم بشهادة يوحنا المعمدان، والمسيح المنتظر بشهادة اندراوس، والذي كتب عنه موسى والانبياء بشهادة فيليبس، وابن الله وملك شعبه بشهادة نتنائيل. هذا يعني ان معرفة سرّ المسيح لا حدّ لها، بل تنفتح دائماً الى ملامح جديدة وآفاق جديدة، ترتبط بحالة كل انسان وعمره وظروف حياته، كما وبإيمانه ورجائه ومحبته، التي هي في اساس اللقاء بالمسيح.
اندراوس وبطرس وفيليبس ونتنائيل اصبحوا كلهم رسل المسيح، شهوده وشهداءه، فيما الشاهد الاول يوحنا المعمدان كان المرسَل امامه والشهيد السابق له.
لكن الشهادة للمسيح تقتضي ثلاثة عاشها تلميذا يوحنا: الايمان بالمسيح، والذهاب اليه، والاقامة معه. فالتلميذان، عندما سمعا شهادة يوحنا، "تبعا يسوع، وذهبا اليه، واقاما معه ذلك النهار" (راجع يو 38:1-39).

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 02:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
روحانية الانتظار

زمن المجيء

الأب رفيق خوري

مقدمة:

كلمة الانتظار موجودة بغزارة في نصوص المجيء والميلاد في الليتورجية وفي أناجيل الطفولة. فالزمن والنصوص بنوع عام مفعمة بكلمة الانتظار أو بمفردات أخرى مشتقة وتحمل نفس المعنى (الشرق، الرغبة).
والانتظار هو أولاً حالة نفسية. حالة تقف على الحدود بين من هو قائم وما لم يتم بعد. الانتظتر إذاً من الحركات الأساسية في حياة الإنسان، وهو مصدر حيوية. إن لم تنتظر فأنت ميت.
هنالك انتظارات قصيرة الأمد أي يومية (نجاح، مناسبة، موعد...) وانتظارات كبرى (موت، حياة). هنالك انتظارات المجتمع والكنيسة (السلام والسينودس) وهنالك انتظارات عالمية وانتظارات كونية (تحقيق ملكوت الله).
المهم أن نعيش هذه الانتظارات. قل لي ماذا تنتظر أقول لك من أنت. انتظاراتنا تعرّفنا. غناك هو غنى انتظاراتك.
ليس الانتظار حالة سلبية بل التزام والتزام بالعمل.
زمن المجيء مناسبة للدخول في عالم انتظاراتي. وهذا عمل يحتاج إلى صدق وجرأة. دخول في عالم النتظاراتي لا سيما تلك الخفية منها وغير المعلنة.
أي كهنوت أنتظر؟ ما هي الصورة الواعية للكهنوت الذي أنتظره حقيقة وبعيداً عن المثاليات؟ هل المسيح موضع انتظار حقيقي في حياتي؟ كيف؟ بأي شكل؟ ما هو المسيح الذي أنتظره؟
نلاحظ أن الانتظار في أناجيل الطفولة أمر عملي ومعاش (حتى ولدت ابنها البكر). وإن هذا الأمر العملي والمعاش تحياه جمهرة كبيرة من الأشخاص (مريم ويوسف وزكريا وأليصابات وسمعان وحنه وهيرودس والمجوس والرعاة). شخص يسوع لا يُذكر كثيراً لكن من الواضح أنه في وسط كل هذه الحركة وهو محرّكها غير المنظور.

ميزات هذا الانتظار.
= المتوقع وغير المتوقع في مسيرة الانتظار.
يحدث ما لم يحدث في الحسبان وما يحدث يقلب كل الحسابات الموجودة (يوسف ومريم مثلاً). لذا يحدث الخوف والاضطراب عند الإنسان، يقابله التطمين من فبل الله (لا تخف يا يوسف – لا تخافي يا مريم...). ثم أن غير المتوقع يكون أقل بكثير من المتوقع (انتظار كبير وتحريك المجموس من آخر الدنيا لرؤيا طفل صغير في المذود). لكن عند التدقيق يظهر أن غير المتوقع أكبر بكثير من المتوقع (هذا الطفل هو الإبن الوحيد. هو الكلمة).
وهذا يفترض مساحة إيمان كبيرة في الحياة. نحن بحاجة إلى قدر كبير من الإيمان لتطبيق ذلك على حياتنا ولنقبل ونرى أنّ غير المتوقع أكبر من المتوقع وأفضل منه. الموضوع موضوع مسيرة إيمان عميقة ومستمرة.
الله شريك في هذا الانتظار. الله طرف أساسي في هذا الانتظار وهو موجود في الطريق معنا وبالخصوص في المنعطفات، حيث الرؤيا غير واضحة تماماً. وشراكة الله معنا تصبح حواراً مكوّناً لمسيرة الانتظار. الله شريك لكنه في الواقع أكثر من شريك.
هو المحرّك والفاعل الأول في مسيرة الانتظار. وإن غاب الله عن المسيرة فإنها تصبح موتاً لا حياة (هيرودس). هذا يعني أن مركز الانتظار في حياتنا يجب أن يكون الله لا الأشخاص. وهنا الباب مفتوح للتساؤل عن موقع الله في انتظاراتي... أخيراً الله شريك ومحرك مزعج. يوجه المسيرة إلى ما يريده هو لا إلى ما أريد أنا. يعركس المسيرة.
هذه هي قصة انتظاراتنا. من هنا ينتج توتر بين ما نريد نحن وما يريد الله. الواقع أنه يجب علينا أن نضع انتظاراتنا على موجة انتظارات الله لا العكس. وهذا أمر يحتاج إلى إمكانية استشفاف مشيئة الله أو قراءة مشيئة الله والتنصت إلى مشيئة الله... وكل ذلك يحتاج إلى قدر كبير من الصمت والهدوء الداخلي والتفكير.

مزايا الانتظار.

= الحركة.
عكس ما نفكر. انتظار أمر ما (الكهنوت) لا يعني الجلوس ريثما... الانتظار حركة وما ننتظره يجب أن ندفع ثمنه غالياً. الانتظار أمر نشط وعامل وحيوي ومتوهج. لاحظ الحركة الجغرافية في أناجيل الطفولة (ناصرة، بيت لحم، عين كارم، مصر، ناصرة، بلاد فارس، القدس، العودة من طريق أخرى...) وترافق هذه الحركة الخارجية حركة أخرى داخلية يسعى الأشخاص من خلالها إلى الارتفاع إلاى إرادة الله. هذا هو الأساس: ارتداد مشاريعنا إلى مشاريع الله. الحركة إذاً ليست بدوافع روحية وإلهية، أي البحث عن إرادة الله. نشاط إذاً لكنه نشاط مع الله وفي الله ومن أجل الله (لاحظ الفرق بين المجوس (مع الله) وهيرودس (ضد الله)).

= السهر.
السهر جزء من روحانية الانتظار. راجع حارس الليل في نبؤة أشعيا. حارس الليل يعيش حالة ترقب واستنفار وانتباه. سهر لقراءة علامات الأزمنه. سهر عاشه أشخاص الميلاد لقراءة ما يقوله الله لهم في حياتهك. وليس سهلاً أن نقرأ "الشيفرة" الخاصة بالله. ليس سهلاً أن نلتقط موجات الله (راجع إيليا النبي).
والسهر المذكور يسير في اتجاهين: سهر داخلي على ما يجري في داخلنا أولاً. عن ساهرة على ذاتي: هل أنا حاضر في حركات قلبي؟ هل أعرف أين وكيف تتوجه رياحي الداخلية؟ هذا السهر الداخلي يتطلب الصمت والتأمل والصدق والجرأة في مواجهة الات. ثم سهر خارجي (عين ثانية) على الله.
السهر لسماع ما يريده الله. لسماع "دقة الباب" الخفيفة. وسهر قوي لأن صوت الله ليس ضجيجاً ولا عاصفة بل نسمة عليلة.
ومن التفاعل بين السهرين المذكورين تتكون روحانية الانتظار.

= الصبر.
بذور الانتظار تنضج دون سرعة. مطلوب في عملية الانتظار الصبر على أنفسنا والصبر على الله. فالله له مواسم وأوقات. تجري رياح الله بما لا تشتهي سفن الإنسان. انظر كم انتظر سمعان الشيخ (كم عمره) وحنه النبية (84سنة). انظر كم عانى المجوس (سفر، تفتيش، رجوع من طريق أخرى...).

= ارتداد.
أي تغيير اتجاه. وهذا واقع أساسي وملازم في مسيرة الانتظار. تغيير أفكار وتغيير اتجاه القلب. وهذا الارتداد لا يحصل إلا من خلال الأزمة والتوتر أي من خلال مواجهة الصعاب التي هي أساسية أيضاً في مسيرة الانتظار. انظر ارتداد مريم (فقد كانت لها تساؤلات عميقة قبل أن تقول نعم)،
انظر ارتداد يوسف (فقد كانت له مشاريع كبيرة قبل أن يتدخل الله). ثم انظر قصة شخص رفض الارتداد (هيرودس).

أنواع الانتظار.

= انتظار مزيّف.
مال وسلطة وجاه. لا أحد محصّن أمام هذه الانتظارات المزيفة. وكثيراً ما نوظف لخدمتها أفضل إمكاناتنا. المجال مفتوح للتساؤل حول انتظاراتي المزيفة.

= انتظار مشوّه.
انتظار خلاص النفوس مثلاً يمكن أن يأخذ أشكالاً مشوّهة. يمكن أن أعتقد أنه يحصل بوسائل بشرية أو بفنون بشرية أو بشكليات أو علاقات بشرية.

= انتظار بديل.
وهذا يحدث عادة بعد خيبة أمل أو فشل أو بعد طول انتظار. إنتظر الشعب أن يرجع إيليا من الجبل لكنه تأخر فصنع الشعب لنفسه عجلاً ذهبياً وعبده. والبدائل في حياة الكاهن كثيرة (البناء والمدرسة والحركة والتصليحات والمشاريع...).

= موت الانتظار.
هذه هي مصيبة المصائب. اليأس. عندها يتحول الإنسان إلى جثة متحركة. لكن لا حياة فيها. أنظر تلميذا عمواس قبل أن يلتقيا بالمسيح. كنا نأمل أن يخلص الشعب، لكن... المهم أن لا نخف أن تموت فينا بعض الانتظارات، ويجب أن تموت فينا بعض الانتظارات. المهم أن يبقى الانتظار فينا حياً.

= الانتظار الحقيقي.
الانتظارات الحقيقية هي التي يجب أن تبقى حاضرة فينا والتي يجب أن نعمل على نموها وتصحيحها وعيشها. وكل ذلك من خلال التأمل في كلمة الله.

خاتمة.
نختم بفرح الانتظار. والفرح سببه المسيح الذي هو مركز وبؤرة ومحرك كل ما قيل عن الانتظار. فرح يتفجر عند مريم بنشيد تعظم نفسي الرب ونشيد تبارك الله على فم زكريا.
- ماذا يعني كل ذلك لي شخصياً، الآن وهنا؟
- ماذا يقول لي الإنجيل بالنشبة لانتظاراتي؟

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 02:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال القديس أغسطينوس عن:
أخلى ذاته من أجلي | من أجلك صار طفلاً

+ بأي كلمات نبارك الله، وأي شكر يمكننا أن نقدمه له؟!

لقد أحبنا حتى أنه هو الكائن الأزلي الأقدم من كل المسكونة ذاتها صار في السن أصغر من كثير من خدامه في العالم!
كطفل كان يصيح في طفولة غير متكلمة، وهو "الكلمة " الذي بدونه تعجز كل فصاحة البشر عن الكلام!

أنظر يا إنسان ماذا صار الله من أجلك؟!
احفظ في قلبك درساً من هذا الإتضاع العظيم مع أنه المعلم كطفل لا يتكلم!
لقد كنت (يا آدم) في الجنة في احد الأيام فصيحاً تعطي كل حي اسمه أما خالقك فمن أجلك رقد بغير كلام لا يدعو حتى أمه باسمها.

أنت إذ وجدت نفسك في فردوس مليء بالفاكهة أهلكت نفسك بعدم الطاعة وهو في طاعة جاء كشخص مائت إلي مسكن حقير صغير حتى بموته يمكن أن يعيد الحياة إلي من مات!

أنت مع كونك إنسان أردت أن تكون إلهاً فضللت! وهو مع كونه الله أراد أن يكون إنساناً لكي يرد ذلك الذي ضل !

الكبرياء البشرية هبطت بك إلي أسفل لكيما بالاتضاع الإلهي وحده ترتفع إلي فوق!

+ خالق الزمان يولد في زمن معين! هذا الذي من غير أمره الإلهي لا يجري يوم في مجراه قد اختار لنفسه يوماً لتجسده!
صانع الإنسان إنسان، ووضع من ثديي آمه..!.
هذا الذي كان قبل جميع الأجيال والذي بغير ابتداء كان ابناً لله وجد من المناسب أن يصير في هذه الأيام الأخيرة ابناً للإنسان!
هذا الذي ولد من الأب وليس بمخلوق أخذ جسداً من امرأة هو صنعها قبلاً.

صار جسداً لكي يظهر نجاسات الجسد!
من أجل هذا "خرج العريس من خدره، وأبتهج مثل جبار ليسرع في طريقة "مز18.

لطيف كعريس وقوي كجبار! محبوب ومرعب! هادئ وعنيف!

جميل للصالحين وجاف بالنسبة للأشرار! ملأ أحشاء أمه! وهو لا يزال باقياً في حضن أبيه!

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 02:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مِذود القديس فرنسيس الأسيزي
الأب فراس لطفي الفرنسيسكاني

كيف اكتشف القديس فرنسيس فكرة المذود؟



سؤال يجيب عليه أحد المختصِّين في تاريخ العصور الوسطى بجامعة القديس أنطونيوس البادواني الحَبريّة في روما، الأب بييترو ميسَّا.

إذا أردنا معرفة الأحداث التي جرت في حياة القديس فرنسيس لا بدَّ من العودة إلى مصادر موثَّقة، وفي حالتنا هذه، إلى كتابات القديس نفسه، أو إلى الكتابات التي كتبها آخرون. وتعتبر الوثيقة التي كتبها توماس من تشيلانو،

بمناسبة إعلان قداسة فرنسيس عام 1228م، أي بعد مرور عامين على وفاته؛ هي الأقدم، يحدِّثنا فيها الكاتب عن فرنسيس في قرية كريتشو، المكان الذي جسَّد فيه فكرة المذود.



ولقد ورد في هذا النص أنه في عام 1223م أراد فرنسيس :" أن يتذكّر الطفل الذي ولد في بيت لحم،

كي يعيش بشكل حسّي المعاناة التي قاساها المولود الجديد (يسوع) في ظروف ينقصها كل ما هو ضروري؛ وكيف أنه وُضع في مذودٍ حقير ممدَّداً على التبن بين حمار وثور".
كان فرنسيس مدفوعاً بروحانيةٍ يمكن تسميتها "الواقعية المسيحية"، أي تلك النظرة التي تعطي الاحترام اللازم للجسد والتي تتعارض مع من يبالغ بإعلاء شأن الروح على حساب الجسد،

كتلك البدع التي كانت سائدة العصر آنذاك (الكاتاريين، على سبيل المثال الذين كانوا يؤمنون بأنّ الروح ينتمي إلى عالم القداسة، أما الجسد فإلى عالم الشرّ).


ولكي يحقِّق فرنسيس رغبته، طلب من رجلٍ في قرية كريتشو أن يُعيره مغارته مع الحمار والثور. وفي ليلة عيد الميلاد توافد سكان القرية إلى ذلك المكان بالشموع والمشاعل،

وأقيمت هناك ذبيحة القداس الإلهي. وتذكر المصادر التاريخية أن فرنسيس، بما أنه كان برتبة شماس إنجيليّ، قام بقراءة الإنجيل المقدس، ثمَّ "ألقى على الحاضرين عظة، تحدّث فيها بكلماتٍ رقيقةٍ عذبة مشيداً بالمولود الإلهي، الملك الفقير، وبمدينة بيت لحم الفقيرة".
لم يكن في مذود فرنسيس سوى الثور والحمار والمعلف. أما مريم ويوسف فلم يكونوا هناك.

وكأني به قصد أن يترك لنا المكان فارغاً لنملأه نحن بحضورنا. وكان الجمهور يشارك في القداس ويصغي لفرنسيس عظته عن يسوع طفل بيت لحم. لقد كان مذوداً "إفخارستياً" بامتياز!
ولكن، كيف تمّ الانتقال من ليلة الميلاد في قرية كريتشو سنة 1223م إلى المذود الذي نعرفه اليوم؟
كان لِما قام به فرنسيس في تلك الليلة صداه الكبير،
لدرجة أن كريتشو أصبحت ذات أهمية كبرى في تاريخ الفرنسيسكان. ولقد كتب توماس من تشيلانو: "أصبحت كريتشو وكأنها بيت لحم الجديدة".

وبسرعة كبيرة تمَّ بناء مصلّى صغير في ذلك المكان، حيث رُسمَت مشاهد ميلادية معبِّرة عن ذلك الحدث الفريد. وفي وقت قصير انتشرت عادة عمل المذود في كلّ مكان: يكفي على سبيل المثال لا الحصر، أن نذكر الهدية الرائعة (مجسَّم يمثّل المذود) التي قدمها أرنولفو دي كامبيو إلى البابا نيكولاو الرابع الفرنسيسكاني في أواخر القرن الثالث عشر،
لتوضع في كنيسة مريم الكبرى في روما، ويمكننا اليوم التأمل بروعة جمالها في متحف البازيليك نفسه. وقد قام أرنولفو دي كامبيو بعمل المذود في عام 1291م، في الحقبة التي لم يعد فيها تواجد يذكر للحضور اللاتيني الغربي في منطقة فلسطين، مع سقوط آخر حملة صليبية في المنطقة كان قد قادها جوفاني من عكّا. وبدأت تظهر، وبشكل بديهي وتلقائي، الحنين والرغبة عند الغرب في تجسيد ذكرى الأماكن المقدسة.

وفي عام 1581م تمّ للمرة الأولى وبشكل علني إعلان كريتشو على أنها أول مذودٍ في التاريخ، وكان ذلك على يد الفرنسيسكاني الإسباني خوان فرنسيسكو الذي كان يقطن دير آراشيلِّي في روما.
ولكن هل كان لهذا علاقة في اختراع فرنسيس لفكرة المذود ولقائه بالسلطان المُسلم الملك الكامل؟
لا نجد في المصادر الفرنسيسكانية صلة مباشرة بين الحدثين (أي مذود كريتشو وحدث لقاء فرنسيس بالملك الكامل)، لكن فرنسيس اختار عيش الحدثين اللذين يبدو وكأنهما في حالة من التناقض فيما بينهما: المذود الإفخارستيّ في كريتشو عام 1223م ولقائه مع السلطان الملك الكامل الذي كان الأخ الأكبر والخليفة للسلطان الشهير صلاح الدين الأيوبي.
وكما صار المذود اليوم رمزاً للهوية المسيحية، صار لقاء فرنسيس بالسلطان رمزاً للحوار (الأول من نوعه) بين الأديان.

ويمكننا القول أن المذود ولقاء قديس أسيزي بالسلطان، حدثان ينتميان إلى الخبرة المسيحية التي عاشها فرنسيس في حياته آنذاك. لقد عرف فرنسيس كيف يجمع بين الهوية والحوار بطريقة فريدة لا مثيل لها، تماماً كما علّم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني؛ الرجل ذو الهوية الثابتة، وصاحب المبادرات الشجاعة في الحوار،
كتلك التي حملت اسم "روح أسيزي". وهذا ما اقترحه البابا الحالي بنديكتس السادس عشر أيضاً، بأسلوبه الخاص، في محاضرته في جامعة راتيسبون في ألمانيا، وخلال زيارته التاريخية إلى تركيا.


وأخيراً، كيف تقيّم، باعتبارك دارساً للتاريخ، الجدل الحالي (على الأخص في أوروبا) المذود والرموز الدينية الأخرى؟
وللإجابة على هذا السؤال، ينبغي علينا، قبل كلّ شيء، أن نعرف ونفهم واقع ماضينا وحاضرنا، بتعقيداته وتناقضاته، بعيداً عن الشعارات. إذ لا وجود لحوار بدون هوية، كما يشهد بذلك مثال فرنسيس الأسيزي. فإيمانه الذي جعله يحتفل بليلة الميلاد في مغارة كريتشو، هو نفسه الذي دفعه للقاء السلطان آنذاك.


إذن فالمشكلة تكمن اليوم في الجمع بين الهوية والحوار، تماماً كما فعل فرنسيس نفسه. ولم تكن صدفة، تلك التي دعت البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لجعل أسيزي، مدينة القديس فرنسيس، مكان إشعاعٍ ونبوءة ترمز للمصالحة بين الهوية والحوار؛
لأن فيها عاش القديس فرنسيس خبرته المسيحية.
وخلاصة القول، أنّ ما يقترحه القديس فرنسيس اليوم هو "هوية سمحاء"، أو بعبارة أخرى إيماناً ناضجاً يمكنه أن يكون مضادّاً حيوياً لكل تعصّب يحاول تعميم الجزء على حساب الكلّ. ويكمن عامل التحدّي هنا في إيجاد نقاط علاّم تساعدنا على عيش كلّ ما قلناه سابقاً، ويمكن للمذود أن يكون وبحقٍ إحدى تلك العلامات النادرة.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
The Christmas Story: The Birth of Jesus


http://llerrah.com/images/stargraphic4.gif

The Story of Christ's Birth
Luke 2:1-20

And it came to pass in those days that a decree went out from Caesar Augustus that all the world should be registered. This census first took place while Quirinius was governing Syria.

So all went to be registered, everyone to his own city.
Joseph also went up from Galilee, out of the city of Nazareth, into Judea, to the city of David, which is called Bethlehem, because he was of the house and lineage of David, to be registered with Mary, his betrothed wife, who was with child.

http://llerrah.com/images/josephmary.gif

So it was, that while they were there, the days were completed for her to be delivered.
And she brought forth her firstborn Son, and wrapped Him in swaddling cloths, and laid Him in a manger, because there was no room for them in the inn.

http://llerrah.com/images/jesusmanger.gif
Now there were in the same country shepherds living out in the fields, keeping watch over their flock by night.
And behold, an angel of the Lord stood before them, and the glory of the Lord shone around them, and they were greatly afraid.
Then the angel said to them, �Do not be afraid, for behold, I bring you good tidings of great joy which will be to all people. For there is born to you this day in the city of David a Savior, who is Christ the Lord.

http://llerrah.com/images/angelwithjesus.gif
And this will be the sign to you: You will find a Babe wrapped in swaddling cloths, lying in a manger.�
And suddenly there was with the angel a multitude of the heavenly host praising God and saying:


� Glory to God in the highest,
And on earth peace, goodwill toward men!�
http://llerrah.com/images/angelspraising.gif
So it was, when the angels had gone away from them into heaven, that the shepherds said to one another, �Let us now go to Bethlehem and see this thing that has come to pass, which the Lord has made known to us.�

And they came with haste and found Mary and Joseph, and the Babe lying in a manger.
Now when they had seen Him, they made widely known the saying which was told them concerning this Child.
And all those who heard it marveled at those things which were told them by the shepherds.

http://llerrah.com/images/marybabyjesus.gif

But Mary kept all these things and pondered them in her heart.
Then the shepherds returned, glorifying and praising God for all the things that they had heard and seen, as it was told them.

http://llerrah.com/images/shepardstar.gif
http://llerrah.com/images/starbar.gifhttp://llerrah.com/images/starbar.gif
http://llerrah.com/images/starbullet1.gif


Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن أن:
الله نزل إلى مستوانا ليعرفنا بلاهوته


+وكما أن المعلم الرحيم الذي يعني بتلاميذه إذا لم يستفد بعضهم من المواد العالية ينزل إلي مستواهم ويدرسهم على أية الحالات بمناهج ابسط
هكذا فعل أيضاً كلمة الله لأنه إذ رأي أن البشر قد رفضوا التأمل في الله وبعيون متجهة إلي أسفل كما لو كانت قد غطست في العمق كانوا يبحثون عن الله في الطبيعة وفي عالم الحس مدعين آلهة لأنفسهم من البشر المائتين ومن الشياطين لهذا فإن مخلص الجميع المحب كلمة الله أخذ لنفسه جسداً
وكإنسان مشي بين الناس وقابل حواس كل البشر في منتصف الطريق لكي يستطيع كإنسان أن يحول البشر إلي ذاته ويركز حواسهم في شخصه
ومن ثم إذ يراه الناس كإنسان فإنه يقنعهم بالأعمال التي عملها انه ليس إنساناً فحسب بل هو الله أيضاً وكلمة الله الحقيقي وحكمته...

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الميلاد المجيد
25 كانون الاول

من كتاب الافراميات

بياناً قد بان حبُّ الرحمن نحوَ الانسان

لما أشرقت شمسُ النعمة والسر استبان

ومن قد تاقت اليه الانبيا من قديم الزمان

ببيتَ لحم بدا وشاهدهُ الكل مُشاهَدةَ العيان


مغارة بيت لحم دخلت مريم ويوسفُ البار

لأن ليس لهما مأوى سواها لحال الافتقار

لحال الافتقار وقرب الميلاد حلاَّ في دار

مغارةٍ ضاقت ليولد فيها الغنيُّ الجبار

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...5yvR4INhu6pROQ
ولدت مريم ووضعت طفلها بمذود البهيم
طفلاً صغيرا إلهاً قديراً محدثاً وقديم
غدا محتاجاً حليب والدته بنتِ يواكيم

وكلٌّ يحتاج الغِذا من فيض فضلهِ العميم


مولودٌ قبلَ أمهِ العذراء من حضن الآب

وكان اتلادُهُ قبلَ اتلادِها يا لأمر عُجاب

لم يزل قديماً محدثاً حاوياً صفات الاعجاب

بالقماط احتوى ويحوي الدنيا كما نص الكتاب

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...YOvNUCGLr_9wnQ
مَن رأى مغارةً تَحوي ضمنها الهاً وانسان
طفلاً تردّى بخلقان القماط كالفقير المهان
فعندَ الملائك مجيدٌ مهابٌ قديرٌ ديان

وعندَ والدتهِ محمولٌ على يديها ومُضان

https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...-Manger-03.jpg
وأبدت نحوه حباً غريباً بما لا يوصف
تُقبِّل وجهَهُ بحشمةٍ ووَجْد جُلّ ان يُعرف
ان الغارق في بحرِ الحب لا يتكلّف

ووالدةُ الحب ألا يكون حبُّها أسمى واشرف

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...C9Qm6_FDgr7cDg
تأملت مريم بصفات ابنها تأملاً دقيقاً
فوجدت فيه من كل وجه سراً عميقاً
فهتفت ولدي ناجِ فؤاداً وقلباً رقيقاً

ولمعاطاتي لك في المربى أبِن لي طريقاً

http://www.intellibible.com/wp-conte...t_1024x768.jpg
إن قلتُ فجنودُ السما تُبدي التعظيم
دليلاً على أن اصلَك السامي خلاف يواكيم
وان قلتُ ربي ها انت تبكي لكل عارضِ ذميم

دليلاً انك انسانٌ تام ما الرأيُ القويم

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...jqnZRvzg9Y4x0g
ان كنت اهابك فكيف يمكني فعلُ من يربّي
وان لا اهابك فجنودُ عرشك قد حاطت بي
وما الحقُّ الا كما انت حقاً ألهمتَ قلبي

أخدمك كابني وأعبدك كربّي وهذا حسبي

http://www.kfary.com/pic/2010126254216-ky.jpg
مغارة بيت لحم ما الذي جرى بكِ وكم قد سعدتِ
هل انتِ السما ام فوقَ السما علوتِ وسُدتِ
كراسي ملائكة السما فرغتْ وانت وجدتِ

مصاف ترتيبهم وعز تمجيدهم كم تمجدتِ


ألملاكُ اتى رعاةً كانوا يسهرون نُوَبا

على مراعيهم فخافوا رُعباً وراموا هَرَبا
فقال لا تخافوا ان حاملٌ أمراً عجبا

أبشركم بمن جاء مخلصا مسيحا ورباً

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...-3qcKObjynMiRw
اني مبشرٌ بفرحٍ عظيمٍ لكم ولأمتكم
فالمسيحُ الذي انظرتم اتلد في بلدتكم
وهذه علامةٌ مني اليكم لمسرتكم

تجدون طفلاً بمذودٍ فيهِ تمامُ بغيتكم

http://www12.0zz0.com/2010/12/10/06/705864433.jpg
ومع تمام الكلام ظهرت ملائك تُسبّح وتقول
المجدُ لله في العلا وفي الارض السلام المقول
وفي بني الانسان تمامُ المسرّة والرضى والقبول

لأن المخلص وافى والضلال ولى بخمول

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A..._hQ2yA51kyhDJ1
وبعد أن ذهبت ملائكةُ السما من عند الرعاه
قالوا قوموا نذهب ونُبصر ما قد سمعناه
ذهبوا فوجدوا مثلَ ما سمعوا من ملاكِ الله

طفلاً بمذودٍ ومريمَ أمهُ ثم يوسف اباه


وأخبروا بكلما قد سمعوهُ عن الصبي العجيب
وكل من سمعوا تعجبوا من كلام الرعاة الغريب
والرعاة رجعوا كمن قد عاين فعل الله الرهيب

حيارى ممجدين مستبشرين في ورود خير قريب

http://www.iraqup.com/up/20101215/xu..._360406839.jpg
هذا ومريم عقلها غارقٌ تأملاً بما يُرى
من فيضِ العطا من جزيلِ الندى وما بقلبها سرى
مريمُ افرحي كفاكِ فخراً فيما قد جرى

ربُّكِ ابنُكِ هل من عقلٍ مثلَ هذا درى

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:J...246ea5.jpg&t=1
مريمُ خصَّكِ المولى بحظٍ وفرح صنوان
بمثلِهما ليس يحظى احدٌ من بن الانسان
افرحي بالرب الذي ولدتهِ في مِلء الزمان

وحل الأسرى من قيودِ الخطا وأسرِ الشيطان

http://eld3wah.net/html/scholars/Ebn...ngasa/img1.jpg
افرحي يا من وحدكِ للملا مبدا الافراح
ومنك بزغت بَشرى الاماني شبهَ صبح لاح
افرحي وفرّحي عبداً وافى يرجوكِ السماح

وأنجديه لكي يختم عمرَه فَرحاً بالصلاح

http://www.st-joseph-haifa.org/UserF...BabyJesus1.jpg

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ميلاد الربّ يسوع

http://www.peregabriel.com/gm/albums...f-Jesus-09.jpg


إنجيل القدّيس لوقا 2/1-20

روحانيّة التجسّد
بميلاد ابن الله إنسانًا، عاد إلى كلّ إنسان بهاء إنسانيّته، ومنح الله العالم هبة السلام، وأعطى معنى للحياة البشريّة وللوجود التاريخيّ. هذا ما أنشده الملائكة ليلة الميلاد: «المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر» (لو 2/14).

أوّلاً، لوحة الميلاد
1. الاطار التاريخيّ

«صدر أمر من أغوسطس قيصر لتُكتتب شعوب المسكونة كلّها» (لو 1/1).
الاحصاء المسكونيّ يشكّل الاطار التاريخيّ للميلاد الذي يحدّد زمان هذا الحدث المحوريّ لتاريخ الخلاص، ويتّخذ منه معناه وأبعاده في التصميم الالهيّ.
فتاريخيًّا عرفنا أنّ ميلاد ابن الله إنسانًا حدث في بيت لحم، أثناء ولاية الامبراطور أغوسطس قيصر على المملكة الرومانيّة، وقوريناوس على المنطقة الجغرافيّة في المملكة، المعروفة بسوريا، ومن ضمنها فلسطين، وفي مناسبة الاحصاء المسكونيّ.
ولاهوتيًّا ندرك أنّ التاريخ البشريّ، وما فيه من أحداث، هو في خدمة تصميم الله الخلاصيّ، بحيث يتحقّق تصميم الخلاص، المكتوم في الله منذ الأزل، في أزمنة محدّدة. هذا يعني أنّ يد الله العليا والخفيّة هي التي تقود تاريخ البشر. ونفهم أيضّا أنّ ابن الله الأزليّ يلج تاريخ البشريّة، عبر إحصاء مسكونيّ يتسجّل فيه إنسانّا مولودّا في عائلة من الناصرة مقدّسة، لكي يفتدي البشريّة جمعاء، ويسجّل أسماء المؤمنين المخلَّصين به في «سجلّ الحياة الأبديّة».

2. حدث الميلاد


«وهما هناك، تمّت أيّام مريم لتلد، فولدت ابنها البكر، ووضعته في مذود» (لو 2/6-7).
مكان ميلاد ابن الله، بالطبيعة البشريّة، بيت لحم مدينة داود، لأنّه المسيح الذي ينتمي إلى سلالة داود الملوكيّة، من جهة يوسف ومريم المنتمين إليها، ومن جهته هو بوصفه الملك الموعود والمنتظر الذي «يجلس على عرش داود أبيه، ويملك إلى الأبد، ولا يكون لملكه انقضاء» (لو 1/32-33).
المكان مذود بيت لحم رمز الفقر والتواضع، بالنسبة إلى أورشليم، مدينة داود هي أيضًا، حيث مجد ملكه، ورمز الغنى والقوّة. يولد في بيت لحم الوادعة فقيرًا، ويُصلب في أورشليم المتكبّرة ليغنيها بالفداء والخلاص. هذه علامة أنّ سرّ المسيح لا يُقبل إلاّ في القلوب المتواضعة، الفقيرة إلى الله وقيم الملكوت، وأنّه يفتدي كلّ غنى ومجد وسلطة.
المكان بيت لحم، لا الناصرة بلدة يوسف ومريم، من حيث أتيا ليتسجّلا في الاحصاء، وسلكا مسافة 150 كلم تقريبًا، مشيًا على مدى أربعة أو خمسة أيّام. إنّه دليل على أنّ هذا الذي لم يولد في بلدته وبيته، ليس من هذا العالم، ويريدنا ألاّ نكون من هذا العالم، التائه في شرّه وخطيئته، كما سيقول عن نفسه وعنّا في صلاته الكهنوتيّة الأخيرة: «أنا لا اصلّي لتخرجهم من العالم، بل لتحفظهم من الشرّير، لأنّهم ليسوا من العالم، كما أنّي أنا لست من العالم. أيّها الآب، قدّسهم بحقّك، فإنّ كلمتك هي الحقّ» (يو 17/15-17).
وهذا دليل أيضًا أنّ مملكته التي يتسلّم زمامها، مولودًا في مدينة داود الملك أبيه بالنسب، ليست من هذا العالم، كما سيقول لبيلاطس ردًّا على سؤاله أثناء المحاكمة: «أنت ملك اليهود؟ - إنّ مملكتي ليست من هذا العالم» (يو 18/33-36). مملكته، التي يبدأها في بيت لحم، هي ملكوت الله الذي زرعُه وبدايته الكنيسة (الدستور العاقائديّ: في الكنيسة، 5)، هذه «العلامة والاداة للاتّحاد بالله ولوحدة الجنس البشريّ» (الدستور العقائديّ في الكنيسة، 1؛ رجاء جديد للبنان، 19). وهكذا تمّت نبوءة ميخا التي ترقى إلى ما بين 750 و687 قبل الميلاد: «وأنتِ يا بيت لحم، إنّك أصغر عشائر يهوذا، ولكنْ منك يخرج ملك يرعى شعبي، وأصوله منذ القديم، منذ أيّام الأزل» (ميخا 5/1).
وهذا دليل أخيرًا أنّ يسوع لم يولد من زرع بشريّ، بل من عذراء متزوّجة وقد حبلت به بقوّة الروح القدس، كما جاء في البشارة لمريم وفي البيان ليوسف. ولهذا تعمّد لوقا القول في رواية الميلاد: «صعد يوسف مع مريم خطّيبته وهي حبلى (لو 2/5) علمًا أنّهما تساكنا بعد بيان الملاك له: «أخذها إلى بيته ولم يعرفها فولدت ابنها البكر وسمّاه يسوع» (متّى 1/24-25)، هذا الذي سيكون «البكر لإخوة كثيرين» (روميه 8/29)، أبناء شعب الله الجديد «الذين ليسوا من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله ولدوا» (يو 1/31). إنّه يدشّن الأزمنة الجديدة، إذ، لكونه «ابن الله الوحيد» (يو 1/14) و«صورة الله الذي لا يرى»، هو «بكر جميع البرايا» (كولوسي 1/15). مريم البتول الأمّ، في بيت لحم، ستصبح يوم موته على الصليب، في أورشليم، أمّ البشريّة جمعاء المتمثّلة بشخص يوحنّا (يو 19/26-27)، وستكون «أيقونة الكنيسة» التي هي «أمّ وبتول» بالنعمة. «أمٌ» تلد بالكرازة والمعموديّة لحياة جديدة، و «بتول» أعطت إيمانها لعريسها وتحفظه كاملاً ونقيًّا (الدستور العقائديّ: في الكنيسة، 63-64؛ التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، 507).

3. ليتورجيّا السماء

«مجد الربّ أشرق عليهم... وبغتة ظهر مع الملاك كثير من جنود السماء، يسبّحون الله ويقولون: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر» (لو 2/9و13-14).
إنّه ظهور إلهيّ في ليتورجيّة سماويّة تحتفل بحدث َ تمّم، وجمع الماضي والحاضر والمستقبل، هو ميلاد المسيح، ابن الله، الذي «يسير بالأزمنة إلى تمامها، فيجمع في ذاته كلّ شيء ممّا في السموات وما في الأرض» (أفسس 1/10).
في طفل المذود كان الله نفسه حاضرًا، ومعه نزل الجنود السماويّون من السماء إلى الأرض، يحتفلون بدخول المسيح يسوع إلى العالم، كما يقول بولس الرسول، مستندًا الى المزمور 97: «قال الله، عند إدخال الابن إلىالعالم: لتسجد له جميع ملائكة الله» (عبرانيين 1/6).
«الليتورجيّا» تعني، من حيث اللفظة الأصليّة، «العمل العام» أي «خدمة يقوم بها الشعب لصالحه»، وفي التقليد المسيحيّ تعني مشاركة شعب الله في «عمل الله». المسيح، الفادي والكاهن الأعظم، هو الليتورجيّ الأوّل الذي يواصل في الكنيسة، ومعها وبواسطتها، عمل فدائنا (التعليم المسيحيّ، 1066). الليتورجيّا التي نحتفل بها، في كنائسنا على الأرض، تواصل خدمة الملائكة، وتستبق ليتورجيّا أورشليم السماء وتتذوّقها (المرجع نفسه 1088). إنّنا بالمهابة والجمال والتقوى نقيم الاحتفالات الليتورجيّة ونشارك فيها.

4. البشارة لرعاة بيت لحم


«أبشركم بفرح عظيم، يكون للعالم كلّه: لقد وُلد اليوم لكم المخلص الذي هو المسيح الربّ» (لو 2/10-11).
للرعاة الفقراء والبسطاء كانت بشرى الملاك، وهي أوّل إعلان لانجيل الخلاص. اللفظة الأصليّة هي «أؤنجلكم»، أي «أبشركم»؛ استعملها الربّ يسوع، من كلمات أشعيا، في هيكل الناصرة: «روح الربّ عليّ: مسحني وأرسلني لاؤنجل المساكين» (لو 4/8).
«فقراء» أو «مساكين» الانجيل هم الناس المفتقرون إلى الله، إلى نعمه وخيراته وتجلّياته؛ هم المتواضعون الودعاء الذين، بروح الطفولة، يفتحون عيونهم وعقولهم وأياديهم وقلوبهم إلى الله وعطاياه؛ هم الناس المرهقون تحت نير الظلم والاستضعاف والاستعباد. لا يستطيع الانجيل أن يصل إلى القلوب المتحجّرة والعقول المنطوية على ذاتها. ولا يستطيع الناس الممتلئون من ذواتهم والمكتفون بحالهم وحالتهم والناقمون واليائسون أن يقبلوه، ويسيروا على هدي الحقيقة والرجاء.
مضمون «البشارة السارّة»- الانجيل- هو «الفرح العظيم» لجميع الناس بأنّ المسيح المولود يأتي ليحمل اليهم التحرير والخلاص. كلّهم مدعوّون إلى هذا «الفرح العظيم». كلّهم يحتاجون اليه، وهو مقدَّم للجميع، «للعالم كلّه». البابا يوحنّا بولس الثاني جدّد النداء في بداية حبريته: افتحوا الأبواب للمسيح! بل شرّعوها لقوّته الخلاصيّة! افتحوا حدود الدول، والأنظمة الاقتصاديّة والسياسيّة، والحقول الواسعة: حقول الثقافة والحضارة والانماء. لا تخافوا ! فالمسيح يعرف ما في داخل الانسان. وحده يعرفه (22 تشرين الأوّل 1978).
اليوم ولد لكم المخلّص. هو «يوم» الله يصبح «يوم الانسان». إنّه بداية الزمن المسيحانيّ، زمن الخلاص، ونهاية الأزمنة السابقة واكتمالها، والزمن الأخير الحاسم لخلاص جميع الناس. كلّ يوم من حياتنا صدى لهذا «اليوم»: هو عمّانوئيل «الله معنا» لخلاصنا. هذه هي رسالة الكنيسة تواصلها كلّ يوم بإعلان إنجيل الخلاص والتحرير.
هذا المخلّص هو «المسيح الربّ» الذي مسحه الروح القدس في طبيعته البشريّة، المتّحدة بالشخص الالهيّ، نبيًّا وكاهنًا وملكًا، والذي يشرك في مسحة الروح شعب الله الجديد، جاعلاً إيّاه شعب الأنبياء والكهنة والملوك، على ما سيكتب بطرس الرسول: أمّا أنتم فإنّكم ذرّية مختارة وجماعة ملوكيّة كهنوتيّة، وأمّة مقدّسة، وشعب اقتناه الله للاشادة بآيات الذي دعاكم من الظلمات إلى نوره العجيب. لم تكونوا بالأمس شعب الله، وأمّا الآن فإنّنكم شعبه (1 بطرس 2/9-10). هو «االربّ» الذي يخلّص بقدرته الالهيّة، يعطي الخيرات ويحرّر من الشرور.

5. شهادة الرعاة


«سيروا بنا إلى بيت لحم لنرى الكلمة التي كلّمنا عنها الربّ... وبعد أن رأوا، أخبروا بما قيل لهم عن الطفل... ثمّ رجعوا وهم يسبّحون الله ويهللون» (لو 2/15،17،20).
في صمت الليل وبساطة القلوب، سمع الرعاة بشرى الربّ. إعلان الخلاص يأتي من الله بالوحي، لا من عقل الانسان. نحن بحاجة إلى الصمت وبساطة القلب لكي نسمع الله الذي يتكلّم. فأسرعوا ليروا، وقد أعطاهم الملاك «علامة». إنّها قصّة كلّ يوم أحد: الربّ يوحي ويتجلّى تحت علامات الخبز والخمر في القدّاس، والمؤمنون «يسرعون ليروا».
رأى الرعاة العلامة فآمنوا وأخبروا بكلّ ما سمعوا. المسيحيّة خبر مفرح تحمله لجميع الناس: «إذهبوا في الأرض كلّها وأعلنوا بشارتي إلى الخلق أجمعين» (مر 16/15). وعادوا يسبّحون الله ويهلّلون، مواصلين بدورهم الليتورجيّا الملائكيّة.
وهكذا أصبح الرعاة، وقد «أشرق عليهم مجد الربّ»، أوّل من استودعهم الله بشرى الخلاص، وأوّل المشاهدين المتأمّلين لسرّ الكلمة، وأوّل المبشّرين «بالفرح العظيم»، وأوّل المسبّحين لله في ليتورجيّة العهد الجديد.
ونحن، في الميلاد، نواصل السماع والرؤية ونقل الخبر ورفع آيات التسبيح، من أجل عالم يتخبّط في الظلمات، وقد وافاه «الشارق من العلى» (لو 1/78).

***

ثانيًا، الخطّة الراعويّة
يفتتح المجمع البطريركيّ المارونيّ نصوص الملفّ الثالث حول آفاق المستقبل تحت عنوان «حضور الكنيسة في عالم اليوم»، بالنصّ الخامس عشر، فيحدّد عالم اليوم بالنسبة إلى الكنيسة المارونيّة.
تقتضي الخطّة الراعويّة أن نعيش روحانيّة التجسّد التي تطبع الكنيسة المارونيّة، انطلاقًا من عقيدة مجمع خلقيدونيا (سنة 451).
أ- يتشاور أبناء الرعيّة وأفراد الأسرة وأعضاء الجماعة الديريّة والمنظّة الرسوليّة والمؤسّسة واللجان الراعويّة، في ضوء روحانيّة التجسّد، بشأن حضورهم في زمانهم ومكانهم، شهودًا لمحبّة الآب التي تظلّل الجميع، ولنعمة الابن الوحيد التي تخلّص الجميع، ولقوّة حلول الروح القدس التي تحيي وتجدّد الجميع. كيف يبلورون في الواقع هذا الحضور وهذه الشهادة؟
ب- يوصي المجمع البطريركيّ في النصّ 15، مستعملاً كلمات البابا يوحنّا بولس الثاني (رسالة الفادي، 42-43)، بأن نندمج، نحن المسيحيّين، بحكم روحانيّة التجسّد، في صميم حياة الشعوب الذين نعيش معهم وبينهم، بحيث نكون «آيات إنجيليّة» بأمانتنا لوطننا وشعبنا وثقافتنا الوطنيّة، ثقافة الحوار والتلاقي والديموقراطيّة والوفاق، مع الاحتفاظ بكنز الحريّة التي أكسبنا إيّاها المسيح. نتشاور ونفكر معًا ونرسم خطّة نلتزم بها معًا.
ج- خطّتنا الراعويّة هي أن تبقى الجماعة المسيحيّة حاضرة في عالمها العربيّ، لا من أجل ذاتها ومصالحها، بل من أجل رسالة خلاصيّة تسلّمتها من المؤسّس الالهيّ. فالعالم العربيّ، عالمنا، يبحث عن ذاته، وعن صيغة لوجوده، وعن موقع له في عالم اليوم، وهو بحاجة إلى الاستقرار والسلام. إنسانه متألّم، فيلجأ الى التعبير عن ذاته عن طريق العنف أو التطرّف أو العدوانيّة أو التعصّب، إذ يرى نفسه مهدّدًا في هويّته وشخصه وكيانه (رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك: الحضور المسيحيّ في الشرق؛ النصّ المجمعيّ 15، عدد 17).

صلاة
ليلة الميلاد، يُمّحى البغضُ، ليلة الميلاد، تزهرُ الأرضُ
ليلة الميلاد، تدفن الحربُ، ليلة الميلاد، ينبت الحبُ
عندما نسقي عطشان كأس ماء، نكون في الميلاد
عندما نكسو عرياناً ثوب حبّ، نكون في الميلاد
عندما نكفكف الدموع في العيون، نكون في الميلاد
عندما نفرش القلوب بالرجاء، نكون في الميلاد.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الولادة الأزلية للمسيح

https://images.chjoy.com//uploads/im...d948150388.jpg


يقول بعض الناس أن الله لا يمكن أن يتزوج لينجب ونحن نقول معهم حاشا أن يتزوج الله وينجب. فحينما نقول أن الابن مولود من الآب لا نقصد أبداً أي مفهوم جسدي، بل هي بنوة وولادة روحية. يمكن تشبيهها بولادة شعاع النور من الشمس، أو ولادة الماء من نبع أو ولادة الفكر من العقل وهذا ما تقوله اللغة العربية.. فيقال أن هذا "من بنات أفكار فلان" أو أن فلان لم ينطق "ببنت شفة" فهل يتزوج العقل أو الشفة لينجبوا بنات؟! هذا ما يسمى ولادة إنتسابية، وكما نقول أن فلان ابن مصر فهل تزوجت مصر لتنجبه. هنا لا مجال للعلاقات الجسدية. ونلاحظ في هذه الولادة من الآب فروق عن الولادة بالجسد:
1- الابن في البشرية متأخر في الزمان عن أبيه الذي أنجبه. ولكن هذا ليس للمسيح فنور الشمس موجود طالما كانت الشمس موجودة. وهكذا بالنسبة لابن الله.
2- الولادة بالجسد تعني إنفصال الابن المولود عن كلا الأب والام وطالما هناك انفصال فهناك تعدد أما المسيح الابن فهو لا ينفصل أبداً عن أبيه كما أن نور الشمس لا ينفصل عنها. هنا الآب والابن واحد لذلك قال المسيح أنا في الآب والآب فيَّ (يو10:14) وقال "أنا والآب واحد" (يو30:10)
لماذا يستخدم الكتاب لقب الابن للمسيح
1- المسيح هو قوة الله وحكمة الله (1كو24:1) وهذه القوة والحكمة نابعة، خارجة كأنها مولودة من الله باستمرار منذ الأزل وإلى الأبد. ولقب كلمة الله يشير لأنه لا إنفصال بين الآب والابن فهو كلمة خارجة بدون إنفصال، وليس كالبنوة الجسدية إذ حينما يولد الابن الجسدي ينفصل عن أبويه. أما ابن الله فهو كلمة الله، هو في الآب، وخارج من الآب من دون إنفصال، وكيف ينفصل الله عن قوته أو عن حكمته.
2- تعبير الابن هو أقرب التعابير في اللغة لبيان العلاقة الوثيقة بين الله غير المنظور وبين المسيح الذي هو صورة الله غير المنظور (كو15:1). والمسيح يقول من رآني فقد رأى الآب (يو9:14). تعبير الابن هو أقرب تصوير بشري لعلاقة لا يُعَبَّر عنها بالكلام البشري لشرح أن الآب والابن واحد في الجوهر وأن الابن له كل ما للآب. وأن الابن هو حكمة الله الخارجة من الله الآب لتخلق الكون وهو قوة الله الخارجة من الله الآب لتحفظ وتدير الكون.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان المسيحي بوحدانية الله
https://images.chjoy.com//uploads/im...915af5300e.jpg


كما حددها قانون الإيمان "نؤمن بإله واحد" وحاشا أن نؤمن بثلاثة آلهة فهذا يتعارض مع أبسط قواعد العقل والمنطق. والله لا شريك له في ألوهيته ولكننا نؤمن أن الله له ثلاثة أقانيم. وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية لا مثيل لها في العربية وهي تشير لخواص الله الذاتية. كل أقنوم له عمله الخاص وكل منهم متميزاً عن غيره تمييزاً واضحاً ولكن بلا تناقض ولا إنفصال. فكلٍ يعمل ليس بمعزل عن الأقنومين الآخرين بل بإتحاد كلي معاً. فالأقانيم متحدة دون أختلاط أو امتزاج ودون افتراق أو انقسام. وهذا يسمو على فكر البشر. وتعبير الآب والابن يظهر المحبة التي تربط بين الأقانيم. فالآب هو ينبوع المحبة (كلمة آب تعني مصدر وينبوع) فالله محبة. والابن يتلقى هذه المحبة فهو المحبوب (أف6:1) والروح القدس هو روح المحبة. ولقد ظهرت طبيعة هذه المحبة على الصليب. ووجود 3 أقانيم يحل مشكلة ليس لها حل..
فإن كان الله واحد بلا أقنومية، والله حين خلق البشر أحبهم، فهل صفة المحبة أدخلت على الله بعد أن خلق البشر.. لو حدث هذا يكون الله متغير.. حاشا فصفة المحبة كانت في الله قبل خلق البشر، داخل الأقانيم، ثم ظهرت تجاه البشر أولاً في خلقه البشر ثم في الفداء على الصليب.
وإذا كان فهم حقيقة الثالوث صعب فلننظر في داخلنا كبشر فنحن مخلوقين على صورة الله. مع الفارق الرهيب. فالله كائن حي عاقل. كائن بذاته. حي بروحه القدوس. عاقل ناطق بحكمته أي اقنومه الثاني (اللوغوس= الكلمة) والإنسان كائن حي عاقل. والفارق بين الإنسان المحدود والله غير المحدود أن الله بروحه حي ويحيي، وبعقله قادر أن يخلق كل شئ. أما الإنسان فهو حي بروحه ولا يستطيع أن يعطي حياة بل أن حياته انفصلت عنه بسبب الخطية وهو بعقله قادر أن يستوعب فقط ما يجعله قادراً على أن يعيش ويعرف الله.
ولذلك قيل "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك26:1) فقوله على صورتنا فهذا لأننا ثالوث في واحد (ذات وعقل وروح= كائن عاقل حي، وهذا يقال عن الله.وقوله كشبهنا فهذا لأن الله:
ذات كائن ولكنه هو كائن بنفسه لا يعتمد على آخر، ولم يخلقه آخر، ووجوده لازم لاستمرارية الكون، أما الإنسان فوجوده معتمد على الله، الله أوجده ويحفظه. وهو موجود اليوم وغير موجود غداً. وعدم وجوده لن يؤثر في الكون. والله لذلك أزلي أبدي لكنه أشرك الإنسان في أبديته:

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح يعلن أنه ابن الله


https://images.chjoy.com//uploads/im...7dc0cddfbe.jpg


راجع لو49:2+ مر11:1 (هذا إعلان الآب عن ابنه)+ يو16:2+ يو43:5+ يو37:10+ يو2:14،3+ مت63:26،64+ يو22:5،23+ يو40:6+ يو35:9-37)
الكلمة اللوغوس
يقصد بالكلمة العقل الإلهي المنفذ لمشيئة الله والمعبر عن مقاصد الله تعبيراً صادقاً كاملاً (عب3:11). ولقد كانت كلمة اللوغوس معروفة عند اليهود واليونانيين وتشير للحكمة العاملة منذ الأزل لدى الله وأنها ترشد النفوس للحق وتحييها. وكما أننا نعرف الإنسان من كلامه، هكذا عرفنا الله عن طريق كلمته اللوغوس. واللوغوس هو نطق الله العاقل أو عقل الله الناطق.
واللوجوس كلمة يونانية متعددة المعاني مشتقة من الفعل LeƔw بمعنى ينطق، والمقصود به النطق العاقل ومنها أخذت الكلمة الإنجليزية LOGIC ومعناها المنطق وليس معناها النطق العادي الذي هو PRONOUNCIATION بمعنى التلفظ أو طريقة التلفظ. لذلك قيل عن الأقنوم الثاني عقل الله أو حكمة الله (1كو24:1) أو نطق الله أو معرفة الله وإذا فهمنا هذا فهل يصح أن يقال أن المسيح مخلوق فكيف خلق الله عقله، وهل يعقل أن الله كان لفترة من الوقت بدون عقل أو بدون حكمة. وبأي حكمة وبأي عقل خلق لنفسه عقلاً وحكمة. لذلك فعقل الله أو كلمته هو أزلي كما أن الله أزلي. والله موجود بذاته وموجود بكلمته وعقله أي بأقنومه الثاني.
وبعقل الله خلقت جميع المخلوقات. وبهذا نفهم أن ولادة الابن هي ولادة أزلية، ولادة طبيعية أي من طبعه كما أن من طبع النار أن يتولد منها حرارة كذلك من طبع الله أن تتولد منه قوة خالقة وحكمة أزلية. هي ولادة من جوهره فكل ما للآب هو للابن فهو مساوٍ للآب في الجوهر أو هو من نفس الجوهر. وإن كان قد نُسِبَ للابن بعض نواحي الضعف البشري كالتعب والألم والجوع والعطش والموت فهذه أمور تدخل في موضوع التجسد ولا علاقة لها بالطبيعة الإلهية إلا من حيث أتحاد اللاهوت بالجسد الذي يتألم. والابن سُمّى لوجوس بمعنى نطق الله، فما يظهر من حكمة الإنسان يظهر فيما ينطق به. والمسيح أظهر لنا كل ما للآب لذلك قال من رآني فقد رأى الآب (يو9:14). وواضح أنه لا إنفصال بين النطق وبين العقل.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأقانيم فيها تمايز
https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg


فالآب ليس هو الابن، والابن ليس هو الروح القدس.. وهكذا
كل اقنوم له شخصيته وعمله ولكن دون إنفصال "وفي الإنجليزية يترجم أقنوم PERSON " ولكي نفهم التمايز بين الأقانيم مع الوحدة القائمة بينهم. فأنا أحيا بروحي وأشعر بحواسي وأعيش بجسدي وهذا يتم بلا إنفصال بين الجسد والروح والحواس. ولكن العقل والروح والحواس والجسد كل له عمل مستقل عن الآخر ولكن بدون إنفصال. فحينما توجد مشكلة أمامي كإنسان، أفكر في حلها بعقلي وأحاول بيدي ولكن بدون روح فأنا ميت.

وبنفس المفهوم فهناك تمايز في الأقانيم لكنهم مرتبطين معاً في وحدة. وعلى الرغم من الصفات الإلهية المشتركة والوحدة بين الأقانيم إلا أن هناك أعمالاً معينة تنسب للآب وأعمالاً تنسب للابن وأعمالاً تنسب للروح القدس.
الفرق بين بنوة المسيح لله وبنوتنا لله
كل المؤمنون يعتبرون أولاد لله يو12:1+ غل26:3، 6:4،7+ 1يو29:2) ولكن ولادة المسيح وبنوته للآب هي من طبيعته الإلهية والأقنومية، أما بنوتنا لله فهي بالانتساب، وبالنعمة، وباستحقاقات صليب المسيح والشركة معه نحن العبيد البطالون أعطتنا النعمة مجاناً أن يطلق علينا أولاد الله إذا قبلنا الإيمان بالمسيح وعمل فينا الروح القدس لنصنع البر. نحن نصير أبناء باتحادنا بالمسيح الابن في المعمودية، حين نموت معه ونقوم متحدين به (رو3:6-5)

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
إعلان الأناجيل عن ولادة المسيح

https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg


نظر الإنجيلي يوحنا الحبيب اللاهوتي إلى المسيح في أزليته وقبل تجسده. بينما أن متى ولوقا تحدثا عن ولادته بالجسد، بينما أن مرقس بدأ بيوحنا المعمدان كسابق للمسيح. ويوحنا بدأ بأزلية السيد المسيح لأن هدف إنجيله أن نؤمن بأن المسيح هو ابن الله (يو31:20). بدأ يوحنا إنجيله وهو يرى المسيح ليس في طبيعة البشر بل في طبيعة الله، وليس منفرداً عن الله بل قائماً مع الله في صلة ذاتية كلية وأزلية.
ليس إلهاً ثانياً بل واحداً مع الله الآب. رأى المسيح وهو اللوغوس أي عقل الله الناطق ونطق الله العاقل. فهو الألف والياء، أليس هو كلمة الله أي كل الحروف وكل تشكيلات الأسماء والكلمات والمعاني والأفعال والتعبيرات التي خرجت وتخرج عن الله لتعبر عن الله وعن مشيئته وتعلنه لنا نحن البشر.
هنا يوحنا رأى الابن الكلمة قبل الزمن، وقبل كل خليقة ، فالزمن والخليقة هما من أفعاله، فهو الذي صنع كل شئ، الخليقة المنظورة وغير المنظورة.
والكنيسة تقرأ الآيات (يو1:1-18) كل صباح في إنجيل باكر لتقدس اليوم كله بهذا البدء الأزلي وبنفس المفهوم تصلي الكنيسة هذه الآيات في صلاة مرور أسبوع على ميلاد طفل لتقدس حياته. هي إعلان أن الله هو بدايتي وحياتي فأحذر أن يكون لي حياة أخرى سواه فتكون نهايتي حزينة. وهذه الآيات (يو1:1-18) لخصها بولس الرسول بقوله "الله ظهر في الجسد" (1تي16:3)
فبينما كان متى ولوقا مهتمين بإظهار تجسد المسيح وأنه ابن آدم وإبراهيم بالجسد أراد يوحنا أن يظهر أن المسيح كان موجوداً قبل أن يتجسد من العذراء مريم، وأنه كان كائناً قبل أن يتجسد، كان كائناً مع الآب، مولوداً منه منذ الأزل.

ويوحنا اللاهوتي عبَّر عن طبيعة المسيح الإلهية على قدر ما يمكن للغة الإنسانية أن تُعبِّر عن تلك الطبيعة التي هي فوق إدراك البشر.
وسنبدأ بولادة المسيح الأزلية (يو1:1-18) ثم يلي ذلك ولادة المسيح بالجسد من العذراء مريم (مت1:1-23:2+ لو1:1-38:3)

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
والكلمة صار جسدًا ( يو 1 : 14 )


http://www.peregabriel.com/gm/albums...s-baby-10g.jpg





إنّ ما تعانيه الكنائس الشرقيّة من تخويف وترهيب وتهديد وقتل وتهجير من مناطق وبلدان إنثقفت حضاراتهم بمسيحيّتهم واغتنت شعوبهم من حضورهم وإرثهم وإيمانهم، لهو دعوة الى إعادة التفكير والتأمل بحدث تجسّد ابن الله الوحيد. فإذا كان التجسّد قد تحقق بقصد فداء البشريّة، فإنّ آلام المسيحيّين وعذاباتهم وشهادة الدّم التي يؤدنها، تحمل في عمقها وجوهرها الرجاء بالخلاص. ولكننا نتساءل اليوم كيف يمكننا في ظلّ الأوضاع الانسانية والاقتصادية وخاصة الأوضاع السياسية والدينية، ان نتكلم على سر التجسد وما يعنيه لنا وللبشرية جمعاء، وهل يمكننا أن نبشر ونشهد ونعلن للناس بطريقة بسيطة وعميقة معنى سر تجسد السيد المسيح ، ومعنى الخلاص الذي حققه في عالم فقد كل رجاء بالخلاص؟!


أنّ ابن الله الوحيد بتجسّده قد لبس جسدنا. يعني ذلك انّ كلمة الله اتّخذ طبيعتنا الانسانيّة بجميع اجزائها الجوهريّة والمتمّمة ليشفيها كلّها. هذا الايمان بالتجسد الحقيقي لابن الله الأزلي، هو العلامة المميزة للايمان المسيحي، لأنه في هذه الجسدانية حقق خلاصنا. اذا كان الله ، كما تقول الرسالة الى العبرانيين ، قد أرسل في ملء الزمن ابنه الوحيد لخلاص البشر(عب1 : 1- )، فان تجسد كلمة الله في التاريخ وفي الانسانية والجسدانية، هو تتويج وتحقيق نهائي لهذا الخلاص.


لم تعد كلمة الله، التي تعود الشعب سماعها وتردادها طوال فترة تاريخ الخلاص، مجرد كلمة، بل أصبحت بفعل التجسد "العمانوئيل " أي "ألله معنا ". فيسوع المسيح هو كلمة الله الوحيدة، والاعلان الكامل عن هوية الله الحقيقية، لأنه صورة الله غير المنظور. هذا هو معنى التجسد : انه حضور الله الدائم بين البشر. انه سر لقاء الله بالانسان، وسر خلاص الانسان المحقق في شخص يسوع المسيح ابن الله المتجسد والمائت والقائم من بين الأموات.

ان ايمان الكنيسة بهذه الحقيقة الخلاصية عرضها على مر التاريخ للاضطهاد الدائم، والشهادة حتى الموت. ولم تكن الاضطهادات التي عانت منها الكنيسة خارجية فقط، بل لقد ظهرت الكثير من المذاهب[1] والبدع والهرطقات[2] منذ بداية الكنيسة، حاولت أن تجزّىء المسيح بين انسانية والوهية، منكرة بذلك ناسوت المسيح الحقيقي كالغنوصية والظاهرية[3].

لم تستطع هذه المذاهب والبدع وغيرها من الحركات الدينية المنشقة عن سلطة الكنيسة من أن تفهم كيف اتحدت الالوهية بالانسانية دون أن تنقص من الله شيئا، ودون أن تغير في جوهره وكيانه، ودون أن تذوب الانسانية بالالوهية. هذه الحقيقة الايمانية اضطرت الكنيسة أن تدافع عنها وتوضحها في المجامع المسكونية التي عقدتها في القرون الأولى في وجه هذه الهرطقات التي كانت تزورها وتحرف فيها[4].

حدد المجمع المسكوني الرابع، المنعقد في مدينة خلقيدونية سنة 451 عقيدة التجسد. وقد أكد أباء المجمع بأن الله اتحد بالجسد البشري اتحادًا حقيقيًّا في صلب الطبيعة، وبأن هذا الاتحاد بين الأُلوهية والبشرية هو اتحاد من نوع خاص بحيث لا تسيطر فيه طبيعة على طبيعة ولا تغيرها. فالطبيعة البشرية لم تذب بالطبيعة الالهية، انما بقيت طبيعة بشرية، والطبيعة الالهية بقيت الهية. ومع ذلك فالاتحاد بين الطبيعتين هو اتحاد في تمام الكمال. لقد صار الله انسانًا حقا وبقي الهًا حقًا.

عندما يتكلم اللاهوت عن سر التجسد فهو يقصد بذلك سر ابن الله الذي صار انسانًا. انه اتحاد الطبيعة الالهية بالطبيعة الانسانية في شخص يسوع المسيح كلمة الله المتجسد، " ففيه يحل جميع كمال الالوهية حلولا جسديًّا" (قو 9: 2). فيسوع هو الأُقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي أتى الى عالمنا، مع انه موجود منذ الأزل ، ولبس انسانيتنا وأخذ جسدًا يشبه جسدنا، ونفسًا كنفسنا في أحشاء الطوباوية مريم العذراء أم الله.

الله اللامتناهي تنازل وأخلى ذاته متخذا صورة الانسان." فمع أنه في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة ، بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد، وصار على مثال البشر، وظهر في هيئة انسان، فوضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب "( فل 2: 6-8 ). فمع أنه في البدء كان غنيًّا، لأنه هو الله، وهو البداية والنهاية، صار بعد ذلك فقيرًا من أجلنا نحن خليقته وصنع يديه، حين صار انسانًا وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. لقد أصبح اله الكلي القدرة، بفعل تجسده، خاضعًا لضعف بشريتنا ومحدوديتها وخاضعًا لحدود التاريخ والزمن والناموس مع أنه اله التاريخ وسيد الكون.

ولكن تجسد الله لا يعني انحداره الى الخطيئة، كما وأنه لا يعني عودة الى التراب والموت. انه تجسد غايته خلاص الانسان والبشرية من ظلمة الموت والخطيئة. انه تجسد في سبيل تأليه البشرية وارتقائها الى عالم الازلية والخلود، بعد أن كانت قد طردت من الفردوس السماوي بسبب معصيتها وسقطتها وتمردها على مشيئة الله ووصاياه.

لقد استعبدت الخطيئة الانسان لدرجة أن أصبح من المستحيل عليه التحرر من نير عبوديتها ومن الموت المرتبص به. لذلك كان التجسد الوسيلة الوحيدة القادرة على اصلاح الشر الذي سببته الخطيئة للبشرية وللخليقة كلها. ووحده التجسد قادر على مصالحة الانسانية الخاطئة مع الله الخالق، ومنحها السعادة الحقة والسلام الحقيقي والحياة الطوبانية، حياة القداسة والتأليه. تجسد ابن الله وذاق الموت لكي ينال البشر الحياة الروحية في الله الآب.

صار الله انسانًا ليصير الانسان بدوره الهًا، فأصبحنا بذلك شركاء في الطبيعة الالهية . يسوع المسيح، كلمة الله الأزلي، هو هذا الاله الانسان الذي قاد البشرية، بتجسده وموته وقيامته في عودتها الى أحضان الله. مات المسيح من اجلنا بعدما أخذ على نفسه حقارتنا وفقرنا لكي يمنحنا كل غناه. وبسبب موته جعل المصالحة بين البشرية والله ممكنة . يسوع هو الطريق الذي يقود الى الآب، والنور الذي ينير حياتنا لتكون مقدسة لا عيب فيها.


http://www.peregabriel.com/gm/displa..._display_media



يسوع المسيح هو محرر الانسان وفاديه. انه المخلص من عبودية الخطيئة وسلطان الموت. انه مصدر الحياة الجديدة في العالم الجديد والسماء الجديدة في ملكوت الله. يسوع المسيح ابن الله المتجسد هو التعبير الحقيقي والأصلي والكامل لمحبة الله لنا، تلك المحبة التي لا تبغي ولا تريد الا خير وأمان وسلام من تحب. " هكذا أحب الله العالم حتى انه جاد بابنه الوحيد لتكون له الحياة الأبدية "(يو3 ، 16)

ان الله كشف لنا في يسوع المسيح سر محبته، وقدس كل ما هو بشري. فالخلاص الذي حققه بتجسده ليس خلاصًا روحيًّا للنفس البشرية فحسب انما هو خلاص الانسان في كل كيانه الروحي والجسدي. في يسوع المسيح صار لنا الخلاص والفداء التام ." مريضة، كانت طبيعتنا تطلب الشفاء، وساقطة، أن تقال عثرتها، وميتة، أن تبعث حية. كنا فقدنا امتلاك الخير، فكان لا بد من اعادته الينا. وكنا غارقين في الظلمات فكان لا بد من رفعنا الى النور، وكنا أسرى ننتظر مخلصًا، وسجناء ننتظر عونًا ، وعبيدًا ننتظر محررًا. هل كانت هذه الدواعي بدون أهمية ؟ ألم تكن تستحق أن تحرك عطف الله الى حد أن تنزله حتى طبيعتنا البشرية فيعودها، اذ أن البشرية كانت في حالة جد بائسة وجد تعسة؟" ( غريغوريوس النيصي، خطاب 15 ، 3 ) . هذه هي الحقيقة التي نحن مدعوون الى أن نعلنها ونشهد لها في حياتنا وفي تصرفاتنا، فيسوع الناصري هو المسيح ابن الله، وكلمته المتجسد لخلاص العالم من الألم والشر والخطيئة والموت .


1- من هذه المذهب؛ المونوفيزيّة وهو يُنسب الى أوطيخا الذي يقول بوحدة طبيعة المخلّص وينكر التساوي في الجوهر بين جسد المسيح وجسد الانسان.

2- من ابرز هذه الهرطقات نذكر الاريوسيّة والنسطوريّة. كانت الاريوسيّة تُعلّم ان الكلمة ليس ازليًّا كالآب، انما أوجده الآب مباشرة قبل الزمن. ليس الابن من جوهر الآب، لكنّه اصبح انسانًا كاملاً بمعنى انّ الانسان في المسيح اتخذ الكلمة مكان النفس البشريّة. فيسوع لم يكن له نفس بشريّة.
امّا النسطوريّة فتؤمن بانّ المسيح مكوّن من شخصين، شخص الهي هو الكلمة، وشخص بشري هو المسيح. لم يكن هناك اتحاد بين طبيعة بشريّة واقنوم الهي، بل مجرّد صلة بين شخص بشري واللاهوت.

3- بدعة قديمة أنكرت واقع التجسّد ولم تنسب الى المسيح إلا الظواهر البشريّة.

4- المجامع المسكونيّة هي المجامع التي عُقدت للحفاظ على ايمان الكنيسة ورفض كل تعليم يُناقض جوهر هذا الايمان. والمجامع المسكونيّة هي سبعة؛ نيقيا الأوّل 325، القسطنطينيّة الأوّل 381، أفسس 431، خلقيدونيا 451، القسطنطينيّة الثاني 553، القسطنطينيّة الثالث 681 ونيقيا الثاني 787.
الخوري سيمون جبرايل


Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح يقود التاريخ البشري نحو الانسنة والسلام

http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_10989ws.jpg





من انجيل القديس لوقا 1/ 1-20


"قال لوقا البشير: في تلك الايام، صدر أمر من اغوسطس قيصر بإحصاء كل المعمورة. جرى هذا الإحصاء الاول، عندما كان كيرينيوس والياً على سوريا. وكان الجميع يذهبون، كل واحد الى مدينته، ليكتتبوا فيها. وصعد يوسف من الجليل، من مدينة الناصرة، الى اليهودية، الى مدينة داود تدعى بيت لحم، لانه كان من بيت داود، وعشيرته، ليكتتب مع مريم خطيبته، وهي حامل. وفيما كانا هناك، تمت أيامها لتلد، فولدت ابنها البكر، وقمتطه، واضجعته في مذود، لانه لم يكن لهما موضع في فاعة الضيوف.



وكان في تلك الناحية رعاة يقيمون في الحقول، ويسهرون في هجعات الليل على قطعانهم. فاذا بملاك الرب قد وقف بهم، ومجد الرب أشرق حولهم، فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك: لا تخافوا! فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله، لانه ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب، في مدينة داود. وهذه علامة لكم: تجدون طفلاً مقمطاً، مضجعاً في مذود!". وانضم فجأة الى الملاك جمهور من الجند السماويين يسبحون الله ويقولون: " المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر".




ولما انصرف الملائكة عنهم الى السماء، قال الرعاة بعضهم لبعض: "هيا بنا، الى بيت لحم، لنرى هذا الامر الذي حدث، وقد أعلمنا به الرب". وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في المذود. ولما رأوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم في شأن هذا الصبي. وجميع الذين سمعوا، تعجبوا مما قاله لهم الرعاة. أما مريم فكانت تحفظ هذه الامور كلها، وتتأملها في قلبها. ثم عاد الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا، حسبما قيل لهم".



لوحة الميلاد تكشف ان الله يقود مجرى التاريخ. فالبشرية في مسيرة خلاص شخصي وجماعي يشمل جميع الوقائع الزمنية. الكنيسة تحمل " انجيل هذه البشرى السارة، وتشهد له في حياة ابنائها وبناتها ومؤسساتها.
اولاً، مضامين لوحة الميلاد الانجيلية





1. الله يقود مجرى التاريخ



حدث الميلاد يظهر ان الله هو الذي يقود مجرى التاريخ، بحيث يتحقق في واقعاته تصميم الخلاص. بمناسبة الاحصاء العالمي يحصل ميلاد الرب في بيت لحم، فتتم نبؤة ميخا التي قالها قبل الميلاد بسبعماية سنة عن " الحامل" التي تلد في بيت لحم من " يقف ويرعى شعب الله بعزّة الرب، ويعظمة اسم الرب الاله، ويتعاظم الى اقاصي الارض" ( ميخا 5/1-3). ان الذي أمر بالاحصاء، هو المتسلط على العالم، اغسطوس قيصر، لكن المولود الوضيع في بيت لحم هو سيد السماء والارض، ابن الله الذي صار انسانا، كما اعلن الملاك للرعاة: " ابشركم بفرح عظيم، يكون للعالم كله: لقد ولد اليوم لكم المخلص الذي هو المسيح الرب، في مدينة داود" ( لو2/10-11). داود هو رمز هذه الملوكية من جوانب ثلاثة: الجانب البيولوجي: يوسف ومريم هما من سلالة داود، والمولود الالهي " من زرع داود في الجسد" ( روم1/3) يحصى في هذه السلالة؛ الجانب الجغرافي: بيت لحم هي مدينة داود؛ الجانب الاجتماعي: فقر مذود بيت لحم لا قصور اورشليم التي هي مدينة داود بامتياز: " انت، يا بيت لحم، أصغر عشائر يهوذا، ولكن منك يخرج من يكون متسلطاً على اسرائيل" ( ميخا 5/1).

وتتحقق نبؤة اشعيا، السابقة للميلاد هي ايضاً بسبعماية سنة: " يؤتيكم الرب نفسه اية: ها ان العذراء تحبل فتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" ( اشعيا 7/14). فيستعمل لوقا عن قصد لفظة " خطيبة يوسف حبلى" ( لو2/5)، على الرغم من المساكنة الزوجية حسب الاصول القانونية منذ ستة أشهر. هذه للدلالة على ان مريم هي عروسة الروح القدس، " قوة العلي التي ظللتها" ( لو1/35)، لا يوسف، وانها العذراء الام، وان يوسف زوجها الشرعي هو ابو يسوع بالشريعة لا بالطبيعة.

ولدت البتول " ابنها البكر". لفظة " بكر" تعني المولود الاول الذي لا يعقبه اخوة، بل الذي ينبغي ان " يقدم للرب فدية وولاء للرب الذي حرر شعبه" ( خروج13/1-16). وسيقدم هذا البكر نفسه للاب على الصليب ذبيحة فداء عن البشرية جمعاء. ومعه " كبكر بين اخوة كثيرين" ( روم8/29) يبدأ شعب الله الجديد خلقاً جديداً يدشن الازمنة الجديدة للعهد المسيحاني. انه " بكر الآب" اي " ابن الله الوحيد" ( يو1/18؛ 1 يو4/9)، الذي صار ابن البتول بالجسد البشري، "ليكون، وهو صورة الله الذي لا يرى، بكر جميع الخلائق"، ( كولسي1/15)، و"ليكون، وهو الذي كان قبل الكل وبه كل شيىء كوّن، رأس الكنيسة والاول والبكر القائم من بين الاموات" ( كولسي 1/17-18).

لقد بدت علامات الخلاص والفداء في البتول الام التي تلد بدون وجع المخاض، هي التي سافرت طيلة خمسة ايام من الناصرة الى بيت لحم ( 150 كلم)، وهي التي، وحدها وبدون مساعدة من احد، " ولدت ابنها البكر ولفته بالقماتات ووضعته في مذود"، فتكللت بمجدين: البتولية والامومة الالهية. كما ظهرت شروط الفداء في فقر المولود الالهي ووداعته، وقد وُضع في مذود للبهائم، هو " الذي سيخلي ذاته أخذأً صورة عبد، ويطيع حتى الموت على الصليب" ( فيليبي2/7-9).

2. مسيرة خلاص البشرية



عندما ولد يسوع في بيت لحم كان ظهور ملائكي في سمائها، بمثابة ليتورجية سماوية احتفلت بالحدث الذي "يسير بالازمنة الى تمامها" ( افسس 1/10)، ماسكاً زمام ماضي البشرية والكون وحاضرها ومستقبلها حتى نهايتها الاخيرة ( Eskaton). " فالمسيح المولود هو هو امس واليوم والى الابد" ( عبر13/8). وقد أنشد جنود السماء: " المجد لله في العلى وعلى الارض السلام، للناس الذين يحبهم" ( لو2/14)، محتفلين بذاك الذي تنبأ عنه اشعيا: " الشعب السائر في الظلمة أبصر نوراً عظيماً... وفرّت للامة الفرح... لانه قد ولد لنا ولد واعطي لنا ابن، فصارت الرئاسة على كتفه. دُعي اسمه عجيباً مشيراً، الهاً جباراً، أبا الأبد، رئيس السلام، لنمو الرئاسة ولسلام لا انقضاء له، على عرش داود مملكته، ليقرّها ويوطدها بالحق والبر من الآن والى الابد. غيرة الرب تصنع هذا ( اش 9/1-2؛5-6). ان ليتورجيا الارض في الكنائس تواصل هذا الاحتفال بالحدث الخلاصي. والناس ذوو الارادة الحسنة يلتزمون بعمل الخلاص على اختلاف مستوياته: الروحية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية، السياسية والانمائية.

بلغت البشرى الى الرعاة، وهم رمز الناس المهمشين والفقراء والمستضعفين والاخيرين في الفئات الاجتماعية والرحل وغير المستقرين، سواء على الصعيد المادي ام الروحي ام الخلقي ام الاجتماعي. هؤلاء الذين قال عنهم الفادي الالهي يوم اعلن رسالته في مجمع الناصرة: " روح الرب عليّ مسحني وارسلني لابشر المساكين" ( لو3/18). وقد أظهر تضامنه الحسي والمعنوي والاجتماعي معهم بولادته في مذود لعدم وجود موضع له حيث نزل والداه ( انظر لوقا 2/7). لهؤلاء قال الملاك: " ابشركم بفرح عظيم" هو ميلاد من يأتي ليحمل لهم التحرير والخلاص. كانت البشرى لشعب زمانه المنتظر بشوق هذا التحرير الخلاصي، وهي " للعالم كله" ولكل شعب يلتقي في اي زمان هذا النداء ويسعى الى عيشه. لفظة " ابشركم" تعني " انقل اليكم خبراً مفرحاً. هذا ما تعنيه لفظة " انجيل" ومنها " الانجلة"، لا بالمعنى السلبي الذي تأخذه اليوم لفظة " تبشير"، اي " اقتناص" الناس لدين او مذهب لغايات سياسية او مصالح بشرية واجتماعية.

رسالة الكنيسة هي " الانجلة" اعني نقل بشرى الخلاص لجميع الناس، والشهادة لهذا الخلاص في نشاطاتها ومؤسساتها الروحية والثقافية والاجتماعية والانسانية، والحكم الادبي على اداء بشري زمني، بما فيه الاداء السياسي في ما يتعلق بالخلاص لجميع الناس في مختلف مضامينه، دون ان تتدخل الكنيسة في " تقنيات " هذا الاداء او تتلون باي لون سياسي حزبي او فئوي.

نسمع اليوم من يقول: " على الكنيسة الاّ تتعاطى الشأن السياسي". هؤلاء يخلطونه من جهة بين المبادىء التي تعلنها الكنيسة والتقنيات التي يمارسها السياسيون؛ ومن جهة ثانية لا يريدون تطبيق المبادىء على ممارستهم، فينحرفون عن الخير العام وكرامة الانسان وحقوقه، وعن العدالة الاجتماعية والوفاق، وعن كرامة شعب ومصلحة وطن ودولة. فلا بد من التعاون المخلص بين السلطة السياسية والكنيسة.

انها بشرى-انجلة دائمة: " اليوم ولد لكم المخلص" (لو2/11). انه يوم الله الذي يصبح يوم الانسان، اليوم الخلاصي والنهيوي: بداية العهد المسيحاني الذي انتهت معه مسيرة التحضير الطويلة في العهد القديم، وبداية الزمن الاخير والحاسم لخلاص جميع الناس. اليوم، دخل في التاريخ عالمُ الله النهائي، لا بالمفهوم السياسي والقومي، بل بمفهوم الخلاص المسيحاني. فالله وحده الرب، ولا اله سواه: " انا الاول وانا الاخر، ولا اله غيري ( اشعيا44/6). توجهوا اليّ فتخلصوا يا جميع اقاصي الارض" ( اشعيا45/22). ويجيب الشعب بصلاة المزمور: " أنصرنا يا اله خلاصنا اكراماً لمجد اسمك، وانقذنا واغفر خطايانا من اجل اسمك" (مو79/9). وعندما سأله الرسل في آخر لحظة، قبيل صعوده الى السماء: " أفي هذا الزمن تعيد المُلك الى اسرائيل"؟ ( اعمال1/6)، صحح نظرتهم وامالهم، وحدثهم عن مملكته الروحية وقوتها: " الروح القدس ينزل عليكم، فتنالون قوة وتكونون لي شهوداً حتى اقاصي الارض" ( اعمال1/8).

مملكته ذات سلطان كهنوتي وخلاصي. فالمولود، كما اعلنه الملاك، هو " المسيح الرب", لفظة" مسيح" تعني ذاك الذي مُسح كاهناً ونبياً وملكاً، واصبح ينبوع المسحة الكهنوتية والنبوية والملوكية لشعب الله الجديد، الذي قبل بدوره هذه المسحة بالمعمودية، باب الاسرار كلها. الكنيسة تعمل بسلطان هذه المسحة المثلثة، وتشهد لمفاعيلها.

لفظة " الرب" تشمل الالوهة وسلطان المسيح الخلاصي. ففي المفهوم البيبلي، لقب " الرب" المتصل بالله يعني دائماً وفي ان الالوهة والعمل الخلاصي. اما الكنيسة فهي " اداة الخلاص الشامل"، بفضل حضور الله فيها وعمله بواسطتها.

3. مسؤولية المخلصين



تلقى " رعاة بيت لحم" خبر الحدث والوحي وقالوا بعضهم لبعض: " هلّم بنا الى بيت لحم لنرى الحدث الذي اخبرنا به الرب" ( لو1/15). فاسرعوا الى المكان، ورأوا الحدث، واخبروا عن الوحي الذي قيل لهم عن الطفل (لو2/16-17). " فحفظته مريم في قلبها" واضحت قدوة لكل نفس تصغي وتتأمل في كلمة الله، وتتعمق في الايمان اكثر فاكثر. نحن مدعوون لنصغي مثل مريم والرعاة، ونؤمن بما نسمع ونعلن بدورنا الخبر. فكل خبر من عند الله سارّ، ولذا ينبغي ان نقبله في القلب ونعلنه بالكلمة والعمل. هذا ما جرى مع الرعاة الذين واصلوا نشيد الملائكة، اذ " رجعوا وهم يمجدون الله ويسبحون" ( لو2/20). فكانوا اول المستودعين بشرى المخلص، واول المعلنين الفرحين للبشرى، واول الممجدين لله والمسبحين" على كل ما سمعوا ورأوا".

عندما دخل البكر الى العالم، سجدت له جميع ملائكة الله" (عبرانيين1/6). وفي الارض سجد له يوسف، وسجدت مريم لمن ولدت، وسجد رعاة بيت لحم، وسيسجد المجوس من المشرق. هكذا تلتقي ليتورجيا السماء وليتورجيا الارض. ويلتقي الله والبشر، والرب والرعاة، في من هو اله حق وانسان حق. بهذا يتمجد الله في السماء ويحلّ السلام في الارض.



4. لوحة الميلاد انجيل الانسنة والسلام



بميلاد ابن الله انساناً ، عاد لكل انسان بهاء انسانيته ، ومنح الله العالم هبة السلام ، وأعطى معنى للحياة البشرية وللوجود التاريخي.

" يسوع ابن يوسف من الناصرة " (يو1/45) هكذا أحصي السيد المسيح مخلص العالم في اول احصاء للعالم المعروف. انه ينتمي الى الجنس البشري, انساناً بين الناس ، مواطناً في هذا العالم ، خاضعاً للشريعة ، لكنه مخلص العالم. .

اوريجانس يفسّر المعنى اللاهوتي لاحصاء يسوع المسيح : " أحصي مع الجميع ، فاستطاع ان يقدس الجميع . مع كل الارض اكتُتب في الاحصاء ، فقدّم للارض الشركة معه . كتب كل اناس الارض في كتاب الاحياء ، بحيث ان من يؤمن به يُحصى في السماء مع القديسين حول من له المجد والسلطان الى دهر الدهور " (حارس الفادي ،9).

انشد الملائكة ليلة ميلاده : " المجد لله في العلى ، وعلى الارض السلام ، والرجاء الصالح لبني البشر ".

المجد لله : " مجد الله الانسان الحي " يقول القديس ايريناوس . ابن الله المتجسد هو هذا الانسان الحي ، وقد "صار بكراً لاخوة كثيرين " ، على ما كتب القديس بولس الى اهل روما ، " لكي يكونوا على مثال صورة هذا الابن " (روم 8/29). وهكذا يكون كل انسان " مجد الله الحي ". هذه هي الانسنة الجديدة .



كتب خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة الاولى " فادي الانسان ":

" لقد نفذ المسيح ، فادي العالم ، الى سرّ الانسان ودخل قلبه " ( فقرة 8). وتابع من تعليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني " ان المسيح آدم الجديد ، باظهاره سرّ الآب ومحبته ، كشف بجلاء الانسان للانسان عينه وابان له سمو دعوته. ان سرّ الانسان لا يتضح الاّ في سرّ الكلمة المتأنس. ذاك الذي هو صورة الآب غير المنظور ( كولسي1/15) هو عينه الانسان الكامل الذي اعاد الى ابناء آدم الشبه الالهي الذي شوهته منذ ذاك الحين الخطيئة الاولى . ولما كان قد اتخذ الطبيعة البشرية دون ان يذيبها فيه ، فقد رفعها بذات الفعل الى مقام عظيم.لانه هو ابن الله الذي بتجسده قد انضمّ نوعاً ما الى كل انسان . لقد اشتغل بيدي انسان ، وفكرّ بعقل انسان ، وعمل بارادة انسان ، وأحب بقلب انسان.لقد ولد من عذراء وصار حقاً واحداً منا مشابهاً لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة "(الكنيسة في عالم اليوم،22). انه الانسان الجديد، فادي الانسان .

" السلام على الارض" : عندما يستعيد الانسان انسانيته ، أي صورة الله فيه ، يعيش بسلام مع الخلق اجمع . "فالسلام مع الله سلام مع الخليقة كلها. و" المسيح سلامنا" (افسس 2/14). لقد " بشر بالسلام الاباعد والاقارب " ( افسس 2/17)، و " حقق السلام بدم صليبه " ( كولسي 1/20). السلام عطية من الله ، وقد ائتمننا عليها . لكن السلام هو " ثمرة العدالة " ( اشعيا 32/17)، وهو " انماء الانسان والمجتمع الذي اصبح الاسم الجديد للسلام " ( البابا بولس السادس : ترقي الشعوب،87)..

" الرجاء للبشر " : اعطى ابن الله المتجسد معنى لحياة الانسان ووجوده . الرعاة جاؤوا مسرعين ورأوا مريم ويوسف والطفل في المذود . ولما رأوا آمنوا بما قيل لهم من الملائكة ، واخبروا بما قيل لهم عن الطفل ، ورجعوا مهللين فرحين يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا (لو1/16-20). ما ينقص الناس بالاكثر ، بل ما يحتاجون اليه ، ليس فقط الوسيلة للعيش ، بل الاسباب للعيش . ينقصهم الرجاء ، والرجاء هو ان نؤمن ان للحياة معنى . التزامنا، في الالف الثالث ، ان نعطي الناس اسباباً للعيش .


ثانيا، الخطة الراعوية



مع ميلاد الرب يسوع تنتهي الخطة الراعوية من التأمل معاً في موضوع " كنيسة الرجاء"، وهو مضمون النص الاول من نصوص المجمع البطريركي الماروني. وقد بلغنا الى "آفاق الرجاء" (الفقرات29-30).
ذروة الرجاء تجسّد ابن الله ليكون " عمانوئيل"_ الله معنا، الذي وعد الكنيسة بأن " ابواب الجحيم، قوى الشر، لن تقوى عليها" ( متى16/18). الرجاء التزام، والالتزام برهان على مصداقية الرجاء.

الرجاء، في خطتنا الراعوية، هو التزامنا جميعاً ككنيسة في متابعة المسيرة المجمعية بتقبل التعليم وتطبيق التوصيات، بالاتكال على الروح القدس الذي يقود الكنيسة الى كل حق وخير وجمال. ان العمل الكنسي المشترك يتطلب تضحيات جمّة، منها التخلي عن الانانيات بكل اشكالها، وتبني الموقف الذي اوصى به الرب يسوع: " الكبير فيكم فليكن خادم الجميع، ومن فقد نفسه من اجلي، حفظها لحياة الابد".

بعد التأمل معاً في كنيسة الرجاء طيلة زمن الميلاد، يدعونا النص المجمعي ان نقول لابن الله المتجسد في مغارة بيت لحم، ما قاله له تلاميذا عماوس، يوم قيامته: " إبقَ معنا يا رب" (لو24/29). لكنه هو يقول لنا: ابقوا انتم معي، "لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئاً" ( لو15/5). هذه هي دعوة المستقبل التي تعيدنا الى عمق هويتنا، وتجدد حاضرنا، وتحقق حضورنا الفاعل في عالم اليوم.

صلاة



ليلة الميلاد، يُمّحى البغضُ، ليلة الميلاد، تُزهر الارضُ





ليلة الميلاد، تدفنُ الحربُ، ليلة الميلاد، ينبتُ الحب.ُّ



عندما نسقي عطشان كأس ماء، نكون في الميلاد.

عندما نكسو عرياناًً ثوبَ حبّ، نكون في الميلاد.

عندما نكفكفُ الدموعَ في العيون، نكون في الميلاد.

عندما نفرشُ القلوبَ بالرجاء، نكون في الميلاد.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تأمل ميلادي
للمتروبوليت باسيليوس منصور

يا سيّد السلام، كيف أحدّثك في عيد ميلادك وكيف أتوجه إليك في مجيئك. هل أستطيع أن أنظر إليك في تواضعك الأقصى إن نفسي في اضطراب عظيم يفوق جيشان البحر.
فهل تسمع من لا يسمع ذاته، هل تميل مسمعك الى الصوت الأقوى إننا نعرف أنك تسكن في القلوب الوديعة والمتخشعة التي اعلنت لنبيّك أنك لا ترذلها.

أتيت لتعطينا سلامك فهل استطعنا أن نفهم سنيه الأولى؟
إن العالم لا يجعلنا نسمع مقولتنا إليك لأنك تسمع للمنصتين إليك في صمت ومهابة بعواطف صادقة ومشاعر نقيّة وأنت آتٍ في سكون وهدوء الهواء العليل عند كلِّ صباح الى مساكنك لتهدء عاصفة إضطراب آلامنا لعلنا في هدوء حضورك نستطيع أن ندرك ما لا يدرك بكل آلات العالم والدنيا.

لقد صرت مثلنا يوم إمتلأت كؤوس يأسنا ومرارتنا وما بخلت علينا بكل نعمتك نحن الجاحدين محبتك والذين قست قلوبنا أمام رأفتك وغلظت رقابنا أمام لطفك ووداعتك.
أتيت لتلقي سلاماً ولكنَّ السلام طار من نفوسنا ومن بيئاتنا وبدلاً من أن نبحث عنه عندك تهنا في توجهاتنا وطالما نحن في درب غير دربك ونطلب أن نجد المفقود في ظلال نورٍ غير نورك باطلاً نتعب ونكدُّ.

يا سيّد السلام علمنا كيف نقتني المقدرة على الإستجابة لصوتك لا تترك لنا الحريَّة أن نختار بينك وبين غيرك.
أنت تعرف أن عقولنا ما تجاوزت مرحلة الطفولة وبعضنا لم تولد عقولهم بعد.
هل تخاطب أنت البصر أم البصيرة، والبصيرة الفاقدة العقل قلب أعمى، عميت قلوبنا عن معرفتك فتعال الى هياكلك التي اخترتها لك في قلوبنا واطرد منها التجار والصيارفة وباعة الحمام الذين تاجروا بما وهبتني إياه ولم يشفقوا عليَّ أنا المسكين اليائس في غيابك.

بعثر مال الصيارفة الذين به استبدوا بي وتمكنوا بفكري. لقد حوّلوا سلامي الى خداع حتى بت بلا جناحين لأطير كالحمام.

والى من أطير أو أهرب أو التجيء إلا إليك أنت الآتي لتطلبني كخروف ضلَّ عن باقي القطيع.
وماذا أقول في أيامنا هذه قد ضلَّ القطيع كله لأنّه يظن أنك ساكن في العلو أعلى من سحاب السماء ونجومها ولا يعرفون أنك تسكن في قلوبنا.
ألم تنبهنا الى ذلك إذ قلت ملكوت الله في داخلكم ولكنهم لن يسمعوا لأنك ما أتيت على لعب الأطفال، أحصنة وطائرات ودبابات وسياط قاهرة بل أتيت متنكباً جناح الرحمة والعطف واللين واللطف والمحبة، أتيت لتعطي كلَّ شيء،
يا سيِّدي ألم يقل لك أحد قبل أن تأتي الى العالم أن الذي يأتي الى العالم ويعطي كلَّ شيء يفرح به الناس ولكنهم لا يسمعون له كلهم،
ألم يخبرك أحد عن الظلام الذي سرّ به الناس أكثر من نورك لأن نورك يفضح أعمالهم.
بكل تأكيد كنت تعرف أن سلامك اقوى من نارهم وأن سيفك أكثر رأفةً من حنان العالم، وأن نارك التي اشتهيت إضطرامها أبرد واكثر سلاماً من هوائهم العليل.
ماذا أقول لك، سامحني، على أن أقول علمني كيف أسمع ما تقوله لي.
أنت المسامح الناس عن هفوات ألسنتهم. سامحني إن كنت تجرأت وتأملت بمجيئك ووصفت قمم سلامك وتجرأت عليك بالأسئلة يا من جعلتنا نتجرأ عليك لأجل خلاصنا. سامحني إن كلمتك بصيغة الأمر أنا الذي خطيئتي أمامي في كل حين.

قال لنا قديسك أنك أتيت لنتبادل الأدوار. نعم هكذا يفعل المحبون دائماً لا يقتنعون بأن محبوبهم يفعل السوء أو فيه سوء لأن المحبة تلقي بالمحبين على الرجاء.
لقد جربتنا في فردوسك ولكن لعلنا بعدغربتنا ومرارتنا في هذه الدار نعود الى رشدنا لنرى رؤية لا سقوط فيها ولا موت ونطمئن في دار لا غربة بعدها لأنك أنت الوطن الذي نجد فيه مجداً وسلاماً ومسرّة.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حدث الميلاد
https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg


" ولد اليوم لكم المخلص الذي هو المسيح الرب، في مدينة داود" ( لو2/11).

الاله، ابن الله، صار انساناً في زمان ومكان واسرة محددين. انه الحدث التاريخي الاساسي الذي يلي عمل الخلق. هو عمل الخلاص او الخلق الثاني والجديد.

أ- الزمان محدد بعهد اغسطس قيصر على رأس الامبراطورية الرومانية، واثناء ولاية قوريناوس حاكم المنطقة الجغرافية المعروفة بسوريا. اغسطس قيصر هو الامبراطور الروماني Octavius ابن شقيق قيصر ملك روما ( 78-44 قبل المسيح) وابنه بالتبني، ولذا يحمل اسم " قيصر." اما اسم "اغسطس" فهو لقب ناله من مجلس الشيوخ سنة 27 قبل المسيح، من بعد ان كسر Antonius في معركة Actium سنة 31، ووحّد الاميراطورية الرومانية، بعد ان كانت اثنتين: الغربية بقيادة Octavius والشرقية بقيادة Antonius. دام عهد Octavius الذي اصبح اسمه اغسطس قيصر من سنة 31 قبل المسيح الى سنة 14 بعد المسيح. انه مؤسس الامبراطورية الرومانية، وحاكم العالم المعروف، فكان عهد السلام الداخلي والانماء الاقتصادي والثقافي واعادة الترميم الشامل؛ واعلن اغسطس قيصر السلام العالمي، فكرس له مجلس الشيوخ " مذبح السلام" ( Ara Pacis) سنة 13 قبل المسيح؛ وفي عهده نالت روما لقب "سيدة العالم "Caput Mundi). وهو الذي امر باحصاء المسكونة كلها بين سنة 7 و6 قبل المسيح. في هذه الاثناء ولد ابن الله انساناً وسُجل باسم " يسوع ابن يوسف من الناصرة" (يو1/45؛ لو3/23)، في دائرة نفوس الامبراطورية. بهذا القيد انتمى يسوع، ابن الله وابن مريم، الى الجنس البشري، انساناً بين الناس من سكان هذا العالم، خاضعاً للشريعة وللمؤسسات المدنية، ولكن " مخلصاً للعالم" ايضاً. وهكذا تاريخ البشر يمهّد للتدخل الالهي فيه، فينسجم مع تاريخ الخلاص.

ب- المكان محدد هو بيت لحم، الملقبة بمدينة داود (لو2/4)، الى جانب اورشليم مدينة داود بامتياز، لان داود الملك استولى عليها وجعلها مجيدة. يسوع الذي ينتمي الى سلالة داود، اراد بالتدبير الخلاصي ان يكون انتماؤه وضيعاً في بيت لحم، بدلاً من الانتماء الى مجد داود الملوكي في اورشليم. فكان ان ولد في مغارة تستعمل مذوداً للبهائم، بسبب كثرة الوافدين للاحصاء، وبسبب حاجة مريم الى مكان بعيد عن الانظار لتلد ابنها. لقد وضعته في فقر المذود وحالة وضيعة للغاية، فيظهر فقر المسيح منسجماً مع فقر امه (لو1/48)، ومع فقر الرعاة الذين اعلنوه وسجدوا له، فبات الفقر يشكل غنى روحياً وخلقياً في حياة المؤمنين والكنيسة.

داود نفسه الذي من بيت لحم، والابن الثامن والاصغر ليسّى، وراعي الغنم، اختاره الله ومسحه ملكاً على يد صموئيل (1صمو16/1-13). هذا الفقير الوضيع اصبح، بنعمة الله واختياره ومسحته، البطل المحبوب، وقدوس اسرائيل، والملك التيوقراطي بامتياز، والشاعر والنبي، ورمز المسيح (1042-971 قبل المسيح). هذه قيمة فقر المسيح الذي " افتقر وهو الغني ليغنينا بفقره" (2كور8/9)، ودعانا بولس الرسول لنتخلق بخلقية هذا المسيح ( فيليبي2/5-8)، بولس الرسول اكّد حقيقة تاريخية قديمة وجديدة، هي ان الله اختار جهال العالم ليخزي الاقوياء، واختار الوضيعة احسابهم في العالم والمنبوذين والذين ليسوا بشيء ليبطل المعدودين، لكي لا يفتخر بين يديه كل ذي جسد" (1كور1/27-29). ويعقوب الرسول اشترط فضيلة الفقر لدخول الملكوت: " اما اختار الله فقراء العالم، الاغنياء بالايمان، ليكونوا ورثة الملكوت الذي وعد به الله من يحبونه؟" ( يعقوب2/5). وجعل السيد المسيح هذا الشرط في رأس دستور الخلاص: " طوبى للفقراء بالروح، فان لهم ملكوت السموات" ( متى5/3). وهكذا تمت نبوءة ميخا ( سنة 700 قبل المسيح): " وانت يا بيت لحم، انك اصغر عشائر يهوذا، ولكن منك يخرج لي من يكون قائداً لشعبي واصوله قديمة، منذ ايام الازل" (ميخا5/1).



ج- الاسرة محددة هي عائلة يوسف ومريم الزوجين البتولين، من الناصرة وكلاهما من سلالة داود. هذه العائلة تسجلت في الاحصاء المدني العام، مع كل ما للابوة والامومة من مفاعيل على حياة يسوع ورسالته. شخص الابن الاله يتأنس آخذاً جسداً من مريم، وبالتالي هي ام هذا الشخص في طبيعته البشرية، وتدعى ام الاله " Theotokos"، كما اعلنها مجمع افسس ( سنة 431). فالامومة تشمل الشخص بكامله، ولا تقتصر على الجسد، ولا على الطبيعة البشرية وحدها. لقد حبلت مريم بشخص هو ابن الله، الواحد مع الآب في الجوهر. انها في الحقيقة ام الله المتأنس، الذي غذته بحليبها وسكبت في قلبه حبها وحنانها وقيمها، وربّته وتعهدته وشاركته في رسالة الفداء (انظر كرامة المرأة،4).

يوسف زوج مريم، الذي لم يولد المسيح من زرعه بل بقوة الروح القدس، هو ايضاً ابو يسوع في الشريعة مع كامل حقوق الابوة، وقد اختاره الله لذلك. زواج يوسف بمريم ( متى1/16؛ لو1/27) هو المرتكز القانوني لابوته ليسوع. مريم نفسها تسمي يوسف ابا يسوع (لو2/48). لقد اقيم يوسف، بقرار من الارادة الالهية، حارس ابن الله واباً في نظر الناس. فكان كلمة الله خاضعاً ليوسف خضوعاً متواضعاً، يطيعه ويؤدي له كل الواجبات التي يجب على الابناء ان يؤدوها لوالديهم (البابا يوحنا بولس الثاني: حارس الفادي،8).

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

مع حدث ميلاد الكلمة الالهي انطلقت نداءات:

أ-" نور مجد الرب اشرق في قلب الليل". الطفل الالهي في المذود يشع في ظلمة الليل، لكي يشع في القلوب والعقول وفي ظلمات العالم الروحية والاجتماعية والثقافية والسياسية. فيسوع المولود هو " ضياء مجد الله وصورة جوهره " ( عبرا1/3)، وسيقول عن نفسه: " انا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يجد نور الحياة" (يو8/12). انه النور بشخصه وكلامه ومثله. في ظلمة الألم والفقر والظلم واليأس والضياع والاستضعاف، ظلمات يلفها الصمت الذي يسدّ الآفاق، اشرق المسيح كلمةًَ لكل من هو في ظلمة. فهو محط الانتظارات " انه الكلمة الخارجة من الصمت" (القديس اغناطيوس الانطاكي). كلمة خلاص يعلنها الله بالملاك: " ابشركم بفرح عظيم يكون للعالم كله، لقد ولد لكم اليوم المخلص، وهو المسيح الرب!" انه "الدنح" اي ظهور الله للعيان. في كل ظلمة ليل من حياتنا يظهر الله. في صمت التأمل والانتظار يظهر الله؟ الصمت باب الشفاء، " فعالم اليوم مريض من الضجيج" (Kierkegaard). تنبأ كاتب سفر الحكمة قبل ميلاد المسيح بثلاثين سنة: " بينما كان صمت هادىء يخيّم على كل شيء، وكان الليل في منتصف سيره السريع، وثبتْ كلمتك القديرة من السماء، من العروش الملكية، كالمحارب العنيف في وسط الارض الملعونة" ( حكمة 18/14-15). انها الكلمة التي صارت بشراً (يو1/14). انها كلمة الانجيل، انجيل الخلاص. انها كلمة السلام والرجاء، كما انشد الملائكة: المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر". المسيح مجدنا، المسيح سلامنا، المسيح رجاؤنا! ينشد الناس في الميلاد الاغنية الالمانية Stille Nacht للشاعر Gruber: " ايها الليل الصامت! الكل يصمت، فقط زوجان تقيان يسهران. وانت ايها الطفل اللطيف والحبيب تنام في هذا السلام السماوي". في الصمت نسمع الله يتكلم. انه حاجة من حاجات يومنا.

ب- " اسرع الرعاة الى بيت لحم ليروا الكلمة... ولما رأوا اخبروا بالكلمة. والذين سمعوا تعجبوا من الكلمة... وعاد الرعاة يسبحون الله ويهللون" ( لو2/15-20).

الرعاة الفقراء، الصامتون، البعيدون عن ضجيج المدينة، الساهرون على ماشيتهم سمعوا الكلمة ورأوا نورها. فاسرعوا الى بيت لحم. لقد رأوا واخبروا وسبّحوا. قاموا باول ليتورجيا في العهد الجديد: حول الكلمة الالهي، يسوع المسيح الاله والانسان، بحضور يوسف ومريم. جماعة الرعاة ترى الطفل وتؤمن بالمخلص، تخبر بالكلمة وتشهد لها بالاعمال، تسبّح الله وتعود الى حقل العمل بفرح ورجاء. ليتورجيا المغارة في بيت لحم تتواصل في ليتورجيا القداس في كنائسنا. جميلة مغارة الميلاد قرب المذبح وبتواصل معه.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ليتورجيا الميلاد
https://images.chjoy.com//uploads/im...0cc866b219.jpg

ليتورجيا الميلاد، ككل ليتورجيا، وقفة تأمل: يوسف، المؤتمن على " السّر المكتوم في الله منذ الدهور" ( افسس3/9)، يتأمل في هذا السّر الذي بدأ يتحقق امام عينيه، سرّ مجيء ابن الله الى العالم، بما فيه من تجرّد وتحرير للعالم، ومن فقر يغني كل انسان ينفتح بالافتقار من الذات الى غنى المسيح. ويتأمل يوسف، كمستمع، في ما اخبر رعاة بيت لحم ( لو2/15-16) وما رواه مجوس المشرق ( متى2/11).

مريم، الصامتة المتأملة، " تحفظ في قلبها كل هذه الكلمات". تسجد لمن ولدت، وهي " ام خالقها"، وتستقي الحياة من الذي وضعته انساناً، وهي "ابنة ولدها" (البابا يوحنا بولس الثاني، ام الفادي،10). تتأمل في وجه من هو ثمرة بطنها، ثمرة حب الله للبشر وحب مريم له، باسم البشرية جمعاء. ما من ولد يولد لولا تبادل الحب بين والديه. بكلمة " نعم، انا امة الرب" اعطت مريم كل حبها لله، بعد ان سبق وسكبه في قلبها بالروح القدس، فأصبح الكلمة بشراً. تأملت هذا المولود منها الذي يحقق الوعد الذي قطعه الله قديماً للبشر في اعقاب خطيئة آدم وحواء. فها " نسل المرأة" يسحق رأس الحية، وينتزع الخطيئة التي القت بثقلها على تاريخ الانسان على هذه الارض ( تك3/15) ( ام الفادي،11). في ليتورجيا القداس، مريم الحاضرة قرب مائدة الكلمة وجسد الرب ودمه، تقودنا الى عمق هذا التأمل وتعيننا على عيش ما نتأمل فيه. وفي تلاوة مسبحة الوردية، مريم تكشف لنا وجه ابنها يسوع الذي يشع منه الفرح والنور، والذي يفتدي ويغفر، ويقيم الانسان من الموت ويشركه بمجد السماء.

الرعاة المنذهلون، يرون ويخبرون، و" يقدمون حملاً وضيعاً لحمل الفصح، بكراً للبكر، وذبيحاً للذبيح" (القديس افرام). وراحوا يهللون لمن رأوا فيه " راعي الرعاة".

مجوس الشرق يسيرون على هدي النجم الى من هو شمس الكون، على هدي العلم الى من هو الحكمة الالهية، من قراءة علامات الازمنة انتقلوا الى عمق الايمان، وهم من الشعب الوثني، فسجدوا له وقدموا الهدايا رموزاً: الذهب لملك الملوك، والبخور للكاهن الازلي، والمر حنوطاً للفادي الالهي الذي يموت من اجل بشرية جديدة.

ليتورجيا القداس تأوين للتجسد والفداء، وينبوع ثمارها الروحية والاجتماعية.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تبادل عجيب
https://images.chjoy.com//uploads/im...f4b1b9ae57.jpg

بالميلاد تمّ التبادل العجيب: الاله المتجسد يهبنا الوهيته، ونحن بشخص مريم ويوسف نبادله بشريتنا. الارض وهبته مغارة وهو بادلها كنيسة ومائدة خلاص. الامبراطورية قدمت له شعباً محصياً وارضاً موحَّدة وسلاماً شاملاً، وهو بادلها مملكة سماوية تعطي ممالك الارض سيادة الحق وكرامة العدل وقدسية الانسان. الرعاة هدوه حملاً من ماشيتهم، وهو بادلنا ذاته حملاً فصحياً. المجوس هدوه رموزاً، وهو بادلنا النبوءة والكهنوت والملوكية. اما قمة التبادل فهي ان " الاله صار انساناً ليؤله الانسان"
(القديس امبروسيوس)

ولهذا نهتف ونقول: " ولد المسيح، هللويا!".

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا جاء السيد المسيح إلى عالمنا؟
جاء ليخلص ما قد هلك



هذا يوضحه الإنجيلى بقوله: "لأن أبن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو10:19) وهذ1 يعنى الخطاة الهالكين. ولماذا جاء يخلصهم؟ السبب أنه أحبهم على الرغم من خطاياهم!! وفى هذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3). أذن هو حب أدى إلى البذل، بالفداء
قصة ميلاد المسيح إذن، هى فى جوهرها قصة حب.
أحب الله العالم، العالم الخاطئ، المقهور من الشيطان، المغلوب من الخطية……العالم الضعيف العاجز عن أنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذى لا يفكر فى حب نفسه حباً حقيقياً، ولا يسعى إلى خلاص نفسه……بل العالم الذى فى خطيته أنقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين، فأصبح عالما ضائعاً. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ، بل ليخلصه،

فقال: "ما جئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو47:12).

لم يأت ليوقع علينا الدينونة، بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت، فجاء يموت عنا. ومن أجل حبه لنا، أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، وصار إنساناً.



كانت محبة الله لنا مملوءة أتضاعاً، فى ميلاده، وفى صلبه.
فى هذا الأتضاع قبل أن يولد فى مذود بقر، وأن يهرب من هيرودس، كما فى إتضاعه أطاع حتى الموت، موت الصليب، وقبل كل الآلام والإهانات لكى يخلص هذا الإنسان الذى هلك.


رأى الرب كم فعلت الخطية بالإنسان!!! فتحنن عليه..
كان الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله قد أنحدر فى سقوطه إلى أسفل، وعرف من الخطايا ما لا يحصى عدده، حتى وصل إلى عبادة الأصنام "وقال ليس إله".."الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (مز 1:14-3).. ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة.

الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!!!!

فجاء فى محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعاً الهالك هو الإنسان الذى عصى الله وتحداه،
وكسر وصاياه، وبعد عن محبته، "وحفر لنفسه آباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر 13:2)……ولكن الله كما أختبره داود النبى "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب أثامنا، وإنما.كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا" (مز10:103-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 14:103).





حقاً إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلى مستوى.
جاء الرب فى ملء الزمان، حينما أظلمت الدنيا كلها، وصار الشيطان رئيساً لهذا العالم(يو30:14) وأنتشرت الوثنية، وكثرت الأديان، وتعددت الآلهة. ولم يعد للرب سوى بقية قليلة، قال عنها إشعياء النبى:"لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة"(إش9:1)




وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع، يخلصه من الموت ومن الخطية.وقف العالم أمام الله عاجزاً، يقول له: "الشر الذى لست أريده، إياه أفعل"…… "ليس ساكنا فى شئ صالح" ……"أن أفعل الحسنى لست أجد" (رو 17:7-19). أنا محكوم على بالموت والهلاك. وليس غيرك مخلص (إش 11:43). هذا ما تقوله أفضل العناصر فى العالم، فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء، ولا يفكرون فى خلاصهم!!




إن كان الذى يريد الخير لا يستطيعه، فكم بالأولى الذى لا يريده؟!
إنه حقًا قد هلك ……لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض للهلاك، وإنما من قد هلك.لأن "أجرة الخطية هى الموت" (رو 23:6).



والرب فى سمائه أستمع إلى آنات القلوب وهى تقول: قلبى قد تغير: الله لم أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبه لا أبحث عنها ولا أفكر فيها، ولا أريدها. لماذا؟؟ لأن "النور جاء العالم، ولكن العالم أحب الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو19:3). وما دام قد أحب الظلمة أكثر من النور، إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!!!

هذا العالم الذى يحب الظلمة، جاء الرب ليخلصه من ظلمته. "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا. والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعنى أنه هو يرفضهم. بل على العكس يسعى إليهم، لكى يخلصهم من هذا الرفض. "لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 4:2).



كذلك جاء يطلب الوثنيين الذين يعبدون آلهه أخرى غيره. هم لا يعرفونه. ولكنه يعرفهمويعرف ضياعهم. وقد جاء لكى يطلبهم "النور أضاء فى الظلمة. والظلمة لم تدركه" (يو 5:1) ولكنه لم يتركهم لعدم إدراكهم له. إنما جاء ليعطيهم علم معرفته.

وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم: "عرفتهم أسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به، وأكون أنا فيهم" (يو 26:17).


ما أكثر ما أحتمل الرب لكى يخلص ما قد هلك.
لست أقصد فقط ما أحتمله على الصليب ولكنى أقصد أيضًا ما أحتمله أثناء كرازته من الذين رفضوه، حتى من خاصته!!! التى لم تقبله. حقًا ما أعجب هذا أن يأتى شخص ليخلصك، فترفضه وترفض خلاصه. ومع ذلك يصر على أن يخلصك!!!!


حتى الذين أغلقوا أبوابهم فى وجهه، صبر عليهم حتى خلصهم. كان فى محبته وفى طول أناته، لا ييأس من أحد..جاء يعطى الرجاء لكل أحد، ويفتح باب الخلاص أمام الكل."يعطى الرجاء حتى للأيدى المسترخية وللركب المخلعة" (عب 12:12). "قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 20:12). إنه جاء ليخلص، يخلص الكل.


وكل هؤلاء مرضى وضعفاء وخطاة، ومحتاجون إليه. وهو قد قال: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ما جئت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مر 17:2).
من أجل هذا، لم يجد المسيح غضاضة أن يحضر ولائم الخطاة والعشارين ويجالسهم ويأكل معهم ويجتذبهم إليه بالحب. ويقول للمرأة التى ضبطت فى ذات الفعل: "وأنا أيضًا لا أدينك" (يو 11:8) لأنه ما جاء ليدينها بل ليخلصها.

وهكذا قيل عنه إنه "محب للعشارين والخطاة" (مت 19:11).
بل إنه جعل أحد هؤلاء العشارين رسوًلا من الأثنى عشر (متى). وأجتذب زكا رئيس العشارين للتوبة وزاره ليخلصه هو وأهل بيته، وقال: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضا إبن لإبراهيم" (لو 9:19).


فتزمروا عليه قائلين: "أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ" ولكنه كان يطلب ويخلص ما قد هلك.
إنه لم يحتقر الخطاة مطلقا، فالأحتقار لا يخلصهم!



إنما يخلصهم الحب والأهتمام، والرعاية والأفتقاد، والعلاج المناسب..العالم كله كان فى أيام المسيح "قصبة مرضوضة وفتيلة مدخنة". فهل لو العالم فسد وهلك، يتخلى عنه الرب؟! كلا بل يعيده إلى صوابه.
حتى الذين قالوا إصلبه، قدم لهم الخلاص أيضاً. وقال للآب وهو على الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو 34:23). ولماذا قال: "أغفر لهم"؟.لأنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. ولهذا فتح باب الفردوس أمام اللص المصلوب معه..
لم يكن ينظر إلى خطايا الناس، إنما إلى محبته هو.لم ينظر إلى تعدياتنا، إنما إلى مغفرته التى لا تحد. أما تعدياتنا فقد جاء لكى يمحوها بدمه. وحينما كان ينظر إليها، كان يرى فيها ضعفنا. لذلك قال له المرتل: "إن كنت للآثام راصداً يا رب، يا رب من يثبت؟! لأن من عندك المغفرة" (مز 130).

إنه درس لنا، لكى لا نيأس، بل نطلب ما قد هلك.
هناك حالات معقدة فى الخدمة نقول عنها: "لا فائدة فيها"، فنتركها ونهملها كأن لا حل لها، بل نقول إنها من نوع الشجرة التى لا تصنع ثمراً، فتقطع وتلقى فى النار (يو 10:3).

أما السيد المسيح فلم ييأس مطلقاً، حتى من إقامة الميت الذى قال عنه أحباؤه إنه قد أنتن لأنه مات من أربعة أيام (يو 11).
وهذا درس لنا أيضاً لكى نغفر لمن أساء إلينا. لأن الرب فى تخليصه ما قد هلك، إنما يغفر لمن أساء اليه. فالذى هلك هو خاطئ أساء إلى الله. والرب جاء يطلب خلاصه……!! كم ملايين والآف ملايين عاملهم الرب هكذا، بكل صبر وكل طول أناة، حتى تابوا وخلصوا. وبلطفه أقتادهم إلى التوبة (رو 4:2).


كثيرون سعى الرب إليهم دون أن يفكروا فى خلاصهم.وضرب مثالاً لذلك: الخروف الضال، والدرهم المفقود (لو15).

ومثال ذلك أيضا الذين يقف الله على بابهم ويقرع، لكى يفتحوا له (رؤ 20:3). وكذلك الأمم الذين ما كانوا يسعون إلى الخلاص، ولكن السيد المسيح جاء لكى يخلصهم ويفتح لهم أبواب الإيمان. ويقول لعبده بولس: "إذهب فإنى سأرسلك بعيداً إلى الأمم" (أع21:22)


لما ذكر القديس بولس هذه العبارة التى قالها له الرب صرخ اليهود عليه قائلين إنه: "لا يجوز أن يعيش" (أع 22:22).ولكن هداية الأمم كانت قصد المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.


جاء الرب يغير النفوس الخاطئة إلى أفضل.غير المؤمنين جاء يمنحهم الإيمان.والخاطئون جاء يمنحهم التوبة. والذين لا يريدون الخير جاء يمنحهم الإرادة. والذين رفضوه جاء يصالحهم ويصلحهم. وهكذا كان يجول يصنع خيراً (أع38:10).


حتى المتسلط عليهم إبليس جاء ليعتقهم ويشفيهم.

لذلك نحن نناديه فى أوشية المرضى ونقول له: "رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين. عزاء صغيرى النفوس، وميناء الذين فى العاصف". كل هؤلاء لهم رجاء فى المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.إنه عزاء الهالكين وأملهم.


لذلك دعى أسمه "يسوع" أى المخلص، لأنه جاء يخلص. ولذلك فإن ملاك الرب المبشر ليوسف النجار، قال له عن العذراء القديسة: "ستلد أبناً، وتدعو أسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 21:1). مجرد إسمه يحمل معنى رسالته التى جاء من أجلها، أنه جاء يخلص ما قد هلك…….


جاء يبشر المساكين، يعصب منكسرى القلوب. ينادى للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق"(إش 1:61).


ما أحلاها بشرى جاء المسيح بها. لم يقدم للناس إلهاً جباراً يخافونه.بل قدم لهم أباً حنوناً يفتح لهم أحضانه، يلبسهم حلة جديدة. ويضع خاتماً فى أصبعهم، ويذبح لهم العجل المسمن (لو 15). إلهاً يخلصهم من خطاياهم، ويمسح كل دمعة من عيونهم.


وهكذا أرتبط الخلاص بأسم المسيح وبعمله وفدائه. فإن كنت محتاجاً للخلاص، فأطلبه منه: يخلصك من عاداتك الخاطئة، ومن طبعك الموروث، ومن خطاياك المحبوبة، ومن كل نقائصك. ينضح عليك بزوفاه فتخلص، ويغسلك فتبيض أكثر من الثلج. هذه هى صورة المسيح المحببة إلى النفس، الدافعة إلى الرجاء.


فإن أردت أن تكون صورة المسيح، أفعل مثله. أطلب خلاص كل أحد. أفتقد سلامة أخوتك. وأولاً عليك أن تحب الناس كما أحبهم المسيح، وتبذل نفسك عنهم فى حدود إمكاناتك كما بذل المسيح. وتكون مستعداً أن تضحى بنفسك من أجلهم. بهذا تدخل فاعلية الميلاد فى حياتك.


ثم أنظر ماذا كانت وسائل المسيح لأجل خلاص الناس. أستخدم طريقة التعليم، فكان يعظ ويكرز، ويشرح للناس الطريق السليم، حتى يسلكون بالروح وليس بالحرف. وأستخدم أيضاً أسلوب القدوة الصالحة. وبهذا ترك لنا مثالاً، حتى كما سلك ذاك، ينبغى أن نسلك نحن أيضاً
( 1يو 6:2). وأستخدم المسيح الحب، وطول الأناة، والصبر على النفوس حتى تنضج. كما أستخدم الأتضاع والهدوء والوداعة. وأخيرًا بذل ذاته، مات عن غيره، حامًلا خطايا الكل………




فأفعل ما تستطيعه من كل هذا. وأشترك مع المسيح، على الأقل فى أن تطلب ما قد هلك، وتقدمه للمسيح يخلصه.


وعلى الأقل قدم صلاة عن غيرك ليدخل الرب فى حياته ويخلصه. والصلاة بلا شك هى عمل فى إمكانك.


ولا تكن عنيفاً ولا قاسياً فى معاملة الخطاة، بل تذكر قول الرسول: "أيها الأخوة إن انسيق إنسان، فأخذ فى زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة" (غل 1:6).
كما إستخدم الرب روح الوداعة فى طلب الناس وتخليصهم……….

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حقاً إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلى مستوى

https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg



جاء الرب فى ملء الزمان، حينما أظلمت الدنيا كلها، وصار الشيطان رئيساً لهذا العالم(يو30:14) وأنتشرت الوثنية، وكثرت الأديان، وتعددت الآلهة. ولم يعد للرب سوى بقية قليلة، قال عنها إشعياء النبى:"لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة"(إش9:1)




وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع، يخلصه من الموت ومن الخطية.وقف العالم أمام الله عاجزاً، يقول له: "الشر الذى لست أريده، إياه أفعل"…… "ليس ساكنا فى شئ صالح" ……"أن أفعل الحسنى لست أجد" (رو 17:7-19). أنا محكوم على بالموت والهلاك. وليس غيرك مخلص (إش 11:43). هذا ما تقوله أفضل العناصر فى العالم، فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء، ولا يفكرون فى خلاصهم!!




إن كان الذى يريد الخير لا يستطيعه، فكم بالأولى الذى لا يريده؟!
إنه حقًا قد هلك ……لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض للهلاك، وإنما من قد هلك.لأن "أجرة الخطية هى الموت" (رو 23:6).



والرب فى سمائه أستمع إلى آنات القلوب وهى تقول: قلبى قد تغير: الله لم أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبه لا أبحث عنها ولا أفكر فيها، ولا أريدها. لماذا؟؟ لأن "النور جاء العالم، ولكن العالم أحب الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو19:3). وما دام قد أحب الظلمة أكثر من النور، إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!!!

هذا العالم الذى يحب الظلمة، جاء الرب ليخلصه من ظلمته. "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا. والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعنى أنه هو يرفضهم. بل على العكس يسعى إليهم، لكى يخلصهم من هذا الرفض. "لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 4:2).


كذلك جاء يطلب الوثنيين الذين يعبدون آلهه أخرى غيره. هم لا يعرفونه. ولكنه يعرفهمويعرف ضياعهم. وقد جاء لكى يطلبهم "النور أضاء فى الظلمة. والظلمة لم تدركه" (يو 5:1) ولكنه لم يتركهم لعدم إدراكهم له. إنما جاء ليعطيهم علم معرفته.

وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم: "عرفتهم أسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به، وأكون أنا فيهم" (يو 26:17).


Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قصة ميلاد المسيح إذن، هى فى جوهرها قصة حب

https://images.chjoy.com//uploads/im...b5a83739e7.jpg


أحب الله العالم، العالم الخاطئ، المقهور من الشيطان، المغلوب من الخطية……العالم الضعيف العاجز عن أنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذى لا يفكر فى حب نفسه حباً حقيقياً، ولا يسعى إلى خلاص نفسه……بل العالم الذى فى خطيته أنقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين، فأصبح عالما ضائعاً. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ، بل ليخلصه،

فقال: "ما جئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو47:12).

لم يأت ليوقع علينا الدينونة، بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت، فجاء يموت عنا. ومن أجل حبه لنا، أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، وصار إنساناً.



كانت محبة الله لنا مملوءة أتضاعاً، فى ميلاده، وفى صلبه.
فى هذا الأتضاع قبل أن يولد فى مذود بقر، وأن يهرب من هيرودس، كما فى إتضاعه أطاع حتى الموت، موت الصليب، وقبل كل الآلام والإهانات لكى يخلص هذا الإنسان الذى هلك.


رأى الرب كم فعلت الخطية بالإنسان!!! فتحنن عليه..
كان الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله قد أنحدر فى سقوطه إلى أسفل، وعرف من الخطايا ما لا يحصى عدده، حتى وصل إلى عبادة الأصنام "وقال ليس إله".."الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (مز 1:14-3).. ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة.

الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!!!!
فجاء فى محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعاً الهالك هو الإنسان الذى عصى الله وتحداه،
وكسر وصاياه، وبعد عن محبته، "وحفر لنفسه آباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر 13:2)……ولكن الله كما أختبره داود النبى "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب أثامنا، وإنما.كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا" (مز10:103-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 14:103).

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
السر الجديد والعجيب
https://images.chjoy.com//uploads/im...9b3df10959.jpg



أنا أنظر سراً جديداً وعجيباً. أُذناي تدوِّي بأنشودة الرعاة، مزمِّرين لا بأغنية رخيمة، بل مرنِّمين بكل قوة ترنيمة السماء. الملائكة يرتِّلون، ورؤساء الملائكة يمزجون أصواتهم في تناغم. الشاروبيم ينشدون تسبحتهم البهيجة، والسيرافيم يمدحون مجده. الكل متآزر في إطراء هذا العيد المقدس، وقد نظروا اللاهوت هنا على الأرض، والإنسان هناك في السماء. الذي هو فوق، الآن يسكن من أجل فدائنا هنا أسفل، والذي كان أسفل ارتفع بموجب الرحمة الإلهية.

بيت لحم، في ذلك اليوم، تُماثِل السماء، إذ تسمع من النجوم أصداء الأصوات الملائكية؛ وعِوَضاً عن الشمس، تطوي شمس البر بيت لحم من كل صوب. ولا تَسَلْني كيف؟ فحين يشاء الله، فإن نظام الكون يخضع. لقد شاء، وملك القدرة نزل وافتدى. الكل يتحرَّك طاعةً لله. في هذا اليوم، الكائن الأزلي، يصير على ما لم يكن عليه، إذ ليس نتيجة فقدان اللاهوت صار إنساناً، ولا نتيجة الازدياد تحوَّل الإنسان إلى إله. بل هو الكلمة صار جسداً؛ وطبيعته بسبب عدم تأثُّرها بقيت بلا تغيير (من تعبيرات القديس كيرلس الكبير).

حينما وُلد، أنكر اليهود ميلاده المعجزي، والفرِّيسيون بدأوا يُفسِّرون الكتب المقدسة زيفاً، والكتبة تكلَّموا مناقضين لِمَا يقرأون. هيرودس فتش عن الذي وُلد، لا لكي يسجد له، بل لكي يقتله. اليوم الكل يُعلِن العكس. فلأتكلَّم مع صاحب المزامير: «لا نُخفي عن بنيهم إلى الجيل الآخِر» (مز 78: 4). وهكذا أتى الملوك، ونظروا الملك السماوي الذي حلَّ على الأرض دون أن يستحضر معه ملائكة ولا رؤساء ملائكة ولا عروشاً ولا سلاطينَ ولا سيادات، بل خرج من رَحِم طاهر، سالكاً طريقاً جديداً مقفراً.

بَيْد أنه لم يتخلَّ عن ملائكته، ولا تركهم معوزين إلى عنايته، ولا بسبب تجسُّده انفصل عن اللاهوت. ها هوذا ملوك يأتون ليسجدوا للملك السماوي الممجَّد، وجنود ليخدموا إله قوات السماء، ونساء ليسجدن لِمَن وُلد من امرأة محوِّلاً آلام الولادة إلى فرح، وعذارى أتين إلى ابن العذراء ليُشاهدن ببهجة ذاك الذي هو واهب اللبن… والأطفال ليعبدوا مَن صار طفلاً صغيراً فيتهيَّأ من أفواه الأطفال والرضعان سُبْحٌ. الأطفال أتوا إلى الطفل الذي أوجد شهداء بسبب غضب هيرودس، ورجالٌ أتوا إلى مَن صار رجلاً ليشفي تعاسات عبيده، ورعاة إلى الراعي الصالح الذي وضع حياته من أجل خرافه، وكهنة إلى مَن صار رئيس كهنة على طقس ملكي صادق، وعبيد إلى مَن «أخذ صورة عبد» حتى يُبارك عبوديتنا بجعالة الحرية، وصيَّادون إلى مَن اختار من وسط الصيَّادين صيَّادين للناس، وعشَّارون إلى مَن دُعِيَ من بينهم إنجيلياً مختاراً، ونساء خاطئات إلى مَن بسط قدميه لدموع التائبة؛ وإني لأجمع الكل معاً. كل الخطاة أتوا حتى يتطلَّعوا إلى حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المولود من الآب قبل كل الدهور، وُلِد من العذراء من أجلي
https://images.chjoy.com//uploads/im...66a4b2c7e9.jpg



فما دام الكل يفرحون، أنا أيضاً أريد أن أفرح. أنا أيضاً أرغب أن أُشارِك في بهجة المرنِّمين، أن أحتفل بالعيد؛ ولكني سأشترك، ليس بنقر الأوتار، ولا بموسيقى المزمار، ولا بحمل المشاعل، بل بحمل مهد المسيح بين أذرعي. فهذا هو كل رجائي، هذا هو حياتي وخلاصي، مزماري وقيثاري. وعندما أحمله، وأنال من قوته موهبةَ كلامٍ، آتي أنا أيضاً مع الملائكة مرنِّماً: «المجد لله في الأعالي»، ومع الرعاة «وعلى الأرض سلام للناس ذوي المسرَّة».

في هذا اليوم، الذي هو مولود الآب بما لا يُنطق به، وُلد من العذراء لأجلي، بطريقة يعجز اللسان عن روايتها. مولودٌ، بحسب طبيعته، من الآب قبل كل الدهور – على أية حالٍ يعرف الذي ولده – وقد وُلد ثانيةً في هذا اليوم من العذراء بما يفوق نظام الطبيعة – على أية حال يعرف قوة الروح القدس – ميلاده السماوي حقيقي، وميلاده هنا على الأرض حقيقي. كإله هو حقاً مولود من الآب، وهكذا كإنسان هو حقاً مولود من العذراء. في السماء هو وحده مولود الآب الوحيد، وعلى الأرض هو وحده مولود العذراء الوحيد.

وكما أنه في الولادة السماوية، يُعتبر ادِّعاءُ وجود أُمٍّ هرطقةً؛ هكذا في الولادة الأرضية (بالنسبة لميلاد المسيح)، فإن ادِّعاء وجود أب هو تجديفٌ. الآب وَلَدَ في الروح، والعذراء وَلَدَت بلا دنس. الآب وَلَدَ بدون تحديدات الجسد، لأن الذي ولده هو اللاهوت؛ والعذراء لم تعاني فساداً في وضعها، إذ أنها ولدت معجزياً.

مِن ثمَّ فإنه ما دام هذا الميلاد السماوي لا يمكن وصفه، فمجيئه بيننا في هذه الأيام لا يسمح بالتفحُّص بالفضول الشديد. بالرغم من معرفتي بأن عذراءً وَلَدَت ابناً في تلكم الأيام، وبالرغم من اعتقادي بأن الله وَلَدَ الابن قبل كل الأزمان؛ إلاَّ أنني تعلَّمتُ أن أوقِّر طريقة هذا الميلاد في صمت، وأن أقبل ألاَّ أسْبر غور هذا الأمر بفضول الحديث بالكلام. فإنه مع الله نحن لا نفتش عن نظام الطبيعة، بل نسند إيماننا على قوة الله الذي يعمل.

لا مراء في أنه من خصائص الطبيعة أن تلد المرأة المتزوجة، لكن حينما تظل عذراء غير متزوجة بكراً حتى بعد أن تحمل طفلاً، فهنا أمر يفوق الطبيعة. أما بخصوص ما يحدث وفقاً للطبيعة، فيحقُّ لنا أن نسأل؛ أما ما يفوق الطبيعة فنحن نكرِّمه في سكون، لا على أنه شيء لابد من تجنُّبه أو تجاوزه، بل كأمر فائق يعلو على كل عقل.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ابن الله الوحيد تجسَّد، لكي يمسك بأيدينا ويقودنا ويُمجِّد طبيعتنا


https://images.chjoy.com//uploads/im...4ad057ecd7.jpg

ماذا ترى سأقول لكم؟ وبأي شيء سأُخبركم؟ ها إني أرى أُماً قد وَلَدَت، وأرى طفلاً أتى إلى النور بالميلاد. طريقة الحَبَل به أمر لا أُدركه. لقد غُلِبَت الطبيعة هنا، وحدود النظام الثابت قد تنحَّت جانباً. لقد شاء الله، وليس بحسب الطبيعة قد حدث هذا الأمر (تجسُّد ابن الله). الطبيعة هنا قد استكانت، بينما مشيئة الله تعمل. الابن الوحيد الذي قبل الدهور، الذي لا يمكن أن يُدرَك أو يُفهَم، البسيط اللاجسدي؛ قد لَبِسَ الآن الجسد الذي ألبسه أنا، الذي هو جسد مرئي قابل للفساد. ولأي سبب؟ حتى بمجيئه وسطنا يُعلِّمنا، وحتى بتعليمه يمسك بأيدينا ويقودنا إلى ما لا يمكن أن يراه الناس، إذ طالما يعتقد الناس بأن العيون أكثر صدقاً من الآذان، فهُمْ يشكُّون في كل ما لا يَرَوْنه. لذا فقد تنازَل ليُظهِر نفسه في حضورٍ جسدي حتى يُبدِّد كل شك.

لقد وُلد من عذراء، تلك التي لم تكن تعرف قصده، ولا بقيت معه لكي يحدث هذا، ولا ساهمت فيما قد صنعه؛ لكنها كانت الأداة البسيطة لقوته المخفية.


هذا هو ما فَعَلَته فقط، والذي تعلَّمته من الملاك غبريال ردّاً على سؤالها: «كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرف رجلاً»؟ حينئذ ردَّ عليها الملاك: «الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العليّ تُظلِّلكِ».

وبأي كيفية كان العليُّ معها، الذي بعد حين خرج منها؟ لقد كان مثل الصانع الماهر الذي يحصل على مادة خام مناسبة، يصيغ لنفسه إناءً جميلاً؛ هكذا المسيح، وقد وجد الجسد والنفس المقدَّسَيْن اللذين للعذراء، يبني لنفسه هيكلاً حياً، وبحسبما كانت مشيئته كوَّن هناك إنساناً من العذراء، وإذ لَبِسه الله وُلِدَ في ذلك اليوم. غير محتسب أي خزي من دناءة طبيعتنا. فإنَّ لِبْسه ما قد صنعه، لم يكن بالنسبة له انحطاطاً.

فلتتمجَّد دائماً هذه الصنعة، التي صارت رداءً لخالقها. تماماً مثلما حدث في خلقة الجسد الأولى، لم يكن ممكناً أن يُصنَع الإنسان قبل أن يدخل الطين إلى يدي الله؛ هكذا أيضاً لم يكن ممكناً أن يتمجَّد هذا الجسد الفاسد، إلاَّ بعد أن يصير أولاً ثوباً لخالقه.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 03:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تأملات في الميلاد
للراهب القمص متى المسكين

لا يوجد أعجب من أن يكون المسيح هو: » الله ظهر في الجسد! «(1تي 16:3) ساكن السموات، والسموات غير طاهرة لديه، ورجلاه تطآن أرض شقائنا.
النور والساكن في النور، يغْشَى عالمنا ويضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت.
بهاء مجد الله ورسم جوهره، يتشبَّه بنا، ويأخذ شكل العبد. الجالس على كرسي مجده، يتقبَّل تسبيحات ملائكته، ينزل إلى الدروب والحارات يبحث عن الخاطئ بين الطين والأوحال.
الوجه المضيء الذي كان لا يراه إنسان ويعيش، نظرناه من خلف غلالة الصليب وذُقنا واشتركنا فيه. مصدر الطهر والقداسة والجلال، يتآخى مع الخطاة ويجلس مع العشَّارين والزناة.
الذي لا تثمِّنه تلال من ذهب، وجبال الماس تُسترخص؛ يبيعه الإنسان بثلاثين من الفضة. يُسْكِت ملايين الهاتفين مجداً، ويأمر فتصمت ربوات المسبِّحين؛ ليسمع بكاء مسكين، أو أنين إنسان مظلوم مُهان.
والأُمُّ تنسى رضيعها، وهو لا يتخلَّى عمَّنْ اتكل عليه ولا إلى لحظة.
ديان الأرض كلها، وقاضى المسكونة طُرًّا؛ رَضِيَ بظلم هيرودس، وقَبِلَ حكم بيلاطس، وقَبِلَ أن يُصلب.
راهن عليه الفريسيون والكتبة، وتحدَّاه رؤساء الكهنة أن ينزل عن الصليب إن كان هو ابن الله؛ وكان هو الله، وما نزل.
رهانُهم أرادوا به أن يُداروا ظلمهم، وتحدِّيهم كان ليخفوا جريمتهم؛ فقَبِلَ أن يخسر الرهان ليؤكِّد ظلمهم، وتحدَّى التحدِّي بقيامته.
ربُّ الحياة ومعطيها، بالحب مات على الصليب، ليهب الحب والحياة لكل خاطئ آمَنَ بالحياة، ومعطيها!
فهل يُنسب لله بعد ذلك ظلمٌ بعد أن قَبِلَ بموته الظلم وغفر لظالميه!
لا تعجب أن يقبل الله الموت بالجسد ظلماً، بل اعجب: كيف أمات الموتَ لَمَّا قام بجسده حيًّا، وأحيا به المائتين ظلماً!؟ وحياته التي أقام بها الجسد، بالسر أسكنها في خبزة محبة، نأكلها فيسكن فينا سر الحب والقيامة.
ثم ليزيد العجبَ عجباً، جعل كلَّ مَنْ يؤمن أن الله قادرٌ أن يغفر للفاجر فجره، يُحسَب له إيمانه برًّا!!
لأنك إن آمنتَ بالله وحسب، فالكل يؤمنون؛ ولكن أن تؤمن بأقصى رحمته، يُحسب إيمانك لك برًّا. لذلك، ألبَسَ اللهُ ابنَه جسداً ليحمل على صليبه بالموت أشنعَ الخطايا وعارها؛ فكلُّ مَنْ آمن بموته وعاره، صار إيمانه له برًّا.
عجيب هو المسيح هذا الذي صُلِب من أجل الخطاة والزناة والفجَّار، ليؤكِّد لك أن الله رحيمٌ.
الله لما رأى أن خطاة الأرض استنفدوا كلَّ حقِّهم في الحياة، أرسل ابنه ليحمل كل خطاياهم ويجدِّد للعالم حقهم في الحياة.
عجيب هو المسيح الذي قَبِلَ اتهام رؤساء اليهود، حينما نسبوا إليه جميع الخطايا، وطلبوا أن يُصلَب؛ فقَبِلَ راضياً ولم يحتج، ليدفع على الصليب ثمن كل الخطايا رسمياً، وبحكم القانون.
ثم عجبي على الذي يرفض الصليب ويهينه،
وكأنه يحجز كل خطاياه للحكم!!!

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل

https://images.chjoy.com//uploads/im...bb483a95e1.jpg

القديس بولس اللاهوتي الاول في الكنيسة: كنيسة الله [1]

القديس بولس اول لاهوتي كشف سرّ الكنيسة. اللفظة اليونانية الاصلية Ekklesia تعني الاجتماع الداعي اليه الله. وهي اياها باللاتينية Ecclesia، ومنها اشتقت اسماء اللغات التي هي من اصل لاتيني: بالفرنسية Eglise، بالايطالية Chiesa، بالاسبانية Iglesia. المعنى نفسه نجده في لفظة " كنيسة" بالعربية، وهي من الاصل السرياني" كنوشتو"، من فعل " كانش" اي جَمَع، " دعا الجماعة لتلتئم". في العهد القديم، كانت اللفظة تعني " جماعة شعب الله التي كان يدعوها". وكان نموذجها الشعب المجتمع في سفح جبل سيناء. اما في العهد الجديد فهي جماعة المؤمنين بالمسيح الجديدة، التي يجمعها الله امامه من كل الشعوب.

بولس الرسول هو اول مؤلف لكتابة مسيحية استعمل فيها لفظة Ekklesia- كنيسة، وهي الرسالة الى اهل تسالونيكي، كتبها سنة 50 من كورنتس، موجّهة الى "كنيسة التسالونيكيين التي في الله الرب يسوع المسيح" (1تسا1/1). وكذلك فعل في رسائل اخرى: الى كنيسة اللودِقيين (كولسي4/16)، الى كنيسة الله التي في كورنتس (1كور1/2؛2كور1/1)، الى الكنيسة التي في غلاطية (غلا1/2). انها كنائس محلية. لكن بولس قال في موضع آخر انه اضطهد " كنيسة الله" التي لا تعني جماعة محلية محددة، بل كنيسة الله عامة.

ليست " كنيسة الله" فقط مجموع الكنائس المحلية المختلفة، بل " كنيسة الله" التي تسبق كل الكنائس المحلية، وتتحقق فيها.

ولانها " كنيسة الله" وهو يدعوها لتجتمع، فهي واحدة بكل تعابيرها المحلية. ان وحدانية الله هي التي تخلق وحدة الكنيسة في كل الامكنة التي تتواجد فيها. في رسالته الى اهل افسس توسّع بولس الرسول في مفهوم وحدة الكنيسة، فسمّى الكنيسة " عروسة المسيح" (افسس4/4-7، اا-16؛5/23-30).

وادرك بولس الرسول ان الكنيسة مرتبطة بالكلمة الحية وباعلان المسيح الحيّ، القائم من الموت، الذي فيه وبه ينفتّح الله على كل الشعوب، ويجمعها في شعب الله الوحيد. نجد في اكثر من موضع من كتاب اعمال الرسل التزامهم " باعلان كلمة الله بجرأة (اعمال4/29 و31)، "بالمناداة بكلمة الرب" (اعمال 8/25). لكن هذه الكلمة هي صليب المسيح وقيامته اللذين يشكّلان السّر الفصحي. هذا السّر أحدث عند شاول تغييراً حاسماً في حياته على طريق دمشق، واصبح محور كرازته، الصليب والقيامة: قررت ان لا اعرف بينكم شيئاً إلاّ يسوع المسيح، واياه مصلوباً" ( 1كور2/2) و " ان كان المسيح لم يقم، فتبشيرنا فارغ، وفارغ ايمانكم" (1كور15/14).

ان تحقيق سرّ الفصح فينا، وانتماءنا الى كنيسة الله يتمّان في سرّي المعمودية والقربان، ويدخلاننا في حضارة المحبة المسيحية. وهكذا نكون كنيسة محلية من جهة، ومؤمنين يدعوهم الله ويجمعهم في جماعة واحدة هي كنيسته، من جهة اخرى.

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
نص الرسالة وشرحها: عبرانيين1/ 1-12.



إِنَّ اللهَ كَلَّمَ الآبَاءَ قَدِيْمًا في الأَنْبِيَاء، مَرَّاتٍ كَثِيرَة، وبأَنْواعٍ شَتَّى، وفي آخِرِ هـذِهِ الأَيَّام، كَلَّمَنَا في الابْن، الَّذي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيء. وبِهِ أَنْشَأَ العَالَمِين. وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَتَمَّ تَطْهِيرَ الـخَطايَا، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ الـجَلالَةِ في الأَعَالِي، فصَارَ أَعْظَمَ مِنَ الـمَلائِكَة، بِمِقْدَارِ ما الاسْمُ الَّذي وَرِثَهُ أَفْضَلُ مِنْ أَسْمَائِهِم. فَلِمَنْ مِنَ الـمَلائِكَةِ قَالَ اللهُ يَومًا: "أَنْتَ ابْنِي، أَنَا اليَومَ وَلَدْتُكَ"؟ وقَالَ أَيْضًا: "أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وهُوَ يَكُونُ ليَ ابْنًا"؟ أَمَّا عِنْدَمَا يُدْخِلُ ابْنَهُ البِكْرَ إِلى العَالَمِ فَيَقُول: "فَلْتَسْجُدْ لَهُ جَمِيعُ مَلائِكَةِ الله!". وعَنِ الـمَلائِكَةِ يَقُول: "أَلصَّانِعُ مَلائِكَتَهُ أَرْوَاحًا، وخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَار". أَمَّا عَنِ الابْنِ فَيَقُول: "عَرْشُكَ يَا أَلله، لِدَهْرِ الدَّهْر، وصَولَجَانُ الاسْتِقَامَةِ صَولَجَانُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ البِرَّ وأَبْغَضْتَ الإِثْم. لِذـلِكَ مَسَحَكَ إِلـهُكَ، يا أَلله، بِدُهْنِ البَهْجَةِ أَفْضَلَ مِنْ شُرَكَائِكَ". ويَقُولُ أَيْضًا: "أَنتَ، يَا رَبّ، في البَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْض، والسَّمَاوَاتُ صُنْعُ يَدَيْك. هِيَ تَزُولُ وأَنْتَ تَبْقَى، وكُلُّهَا كَالثَّوبِ تَبْلَى، وتَطْوِيهَا كَالرِّدَاء، وكالثَّوبِ تَتَبَدَّل، وأَنْتَ أَنْتَ وسُنُوكَ لَنْ تَفْنَى".



يؤكد بولس الرسول ان المسيح، ابن الله المتجسّد، هو كلمة الآب الوحيدة والكاملة والنهائية. به قال كل شيء، ولن تكون كلمة اخرى غير هذه. ذلك ان الله كشف واوحى كل ذاته بالابن الذي صار انساناً، لانه " شعاع مجد الله وصورة جوهره" (عبرانيين1/3). بينما في الكلمات السابقة المتنوّعة التي " كلّم به الله الآباء قديماً في الانبياء، مرات كثيرة، وبانواع شتَّى"، فقد كشف واوحى ذاته بشكل جزئي. هذه الكلمات المتنوعة كانت احلاماً ورؤىً واختبارات وظهورات في الطبيعة وفي قلب الانسان، وعلى يد انبياء، فضلاً عن موسى وابراهيم.

يقول القديس يوحنا الصليبي في شرحه لمطلع هذه الرسالة: " ما قاله الله جزئياً للانبياء، قاله كله وبكامله في ابنه، كاشفاً لنا كل ما هو هذا الابن. من يريد اليوم ان يسأله او يرغب في رؤية او وحي، فهو ليس فقط يرتكب حماقة، بل اساءة الى الله" ( انظر كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية،65).

وينكشف لنا وجه آخر من سرّ الكلمة، هو المسيح الفادي الذي " اتمّ تطهير الخطايا"، وهو الملك الثابت ملكه الى الابد، كما اعلن الملاك جبرائيل لمريم (لو1/33). وبعدما اتمّ تطهير الخطايا، جلس عن يمين الجلالة في الاعالي" ( عبرانيين1/3).

Mary Naeem 03 - 09 - 2014 04:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تجسّد كلمة الله (لوقا2/1-20)


وُلد كلمة الله بحسب الجسد البشري ليرمم صورة الله في الانسان، المخلوق اصلاً على صورته (تكوين1/26)، وقد شوّهها الانسان بخطيئته. فكان كلمة الله المتجسد فادي الانسان ومخلّص العالم. وسيقول آباء الكنيسة: " تأنس الله ليؤلّه الانسان".

لوحة الميلاد تكشف مضامين سرّ الكلمة المتجسّد، من خلال الاقوال والاحداث:

هذا الكلمة المتجسّد هو " المخلص، المسيح الرب"؛ وهو " مجد الله" الظاهر في صورة الانسان المرممة ببشرية المسيح؛ وهو السلام على الارض" و " الرجاء للبشر".

هذه الكلمة قالها الملاك للرعاة، وهؤلاء تنادوا للذهاب الى بيت لحم ليروا الكلمة، وعندما وصلوا أخبروا بالكلمة، ومريم حفظت في قلبها كل ما قيل عن الكلمة. اما الرعاة فعادوا فرحين بالكلمة، ممجّدين الله بها، ومسبحين على ما سمعوا ورأوا بشأنها.

يقول القديس مكسيموس المعترف (+662):

" وُلد كلمة الله مرة واحدة بحسب الجسد. ولكنه بحبه للبشر يودّ ان يولد باستمرار بالروح في الذين يحبونه. يصبح طفلاً صغيراً ويتكّون فيهم مع الفضائل، ويظهر بمقدار ما يتضّح له ان من يقبله جدير به. غير انه يظلّ مستتراً عن الجميع، بسبب عظمة سرّه".

ولكن، كيف يولد عند الذين يحبونه؟ انه مثل حب الزرع، اذا وقع في الارض الطيبة، أثمر "الواحد مئة". الارض الطيبة هي القلب البشري المحب، مثل مريم العذراء التي قبلت كلمة الله، اولاً "بالايمان والرجاء والمحبة"، ثم فبلته جنيناً في حشاها. وكان يكبر فيها وهي فيه " بحفظها الكلمة في قلبها والتأمل فيها" (لو2/19). انها القدوة في كيف نسمع كلام الله: نحفظه في العقل والذاكرة، ثم نتأمله في القلب، فيظهر في الموقف والمسلك. مريم اعطت كلمة الله جسداً بشرياً، اما نحن فنعطيها امتداداً في حياتنا، ونموذجنا بولس الرسول الذي قال: " انا حيّ! لا انا! بل المسيح حيٌّ فيَّ" ( غلا2م20).


الساعة الآن 08:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025