منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بالإيمان نتحصن ضد إبليس

https://images.chjoy.com//uploads/im...915af5300e.jpg

القراءة التي تُتلى عليكم اليوم تدعوكم إلى الإيمان الحقيقي، فتقدم لكم الطريق الذي فيه يُسر الله بك إذ قد تؤكد أنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب 11: 6).

كيف يُقبل إنسان على خدمة الله إن لم يؤمن أنه واهب المكافأة؟!

كيف تختار شابة حياة العذراوية أو يعيش شاب في تعقل ما لم يؤمن أن للعفة إكليلاً لا يفنى؟! (1 بط 5: 4)

الإيمان بمثابة عين تنير كل ضمير وتهب الفهم، إذ يقول النبي: “إن لم تؤمنوا لا تفهموا” (إش 7: 9 LXX). الإيمان يسد أفواه الأسود (عب 11: 34)، كما حدث مع دانيال، إذ يقول الكتاب عنه: “فاصعد دانيال من الجب، ولم يوجد فيه ضرر، لأنه آمن بإلهه” (دا 6: 23).

هل يوجد ما هو مرعب أكثر من الشيطان؟ نعم، فإننا في مقاومته لا نجد درعًا سوى الإيمان (1 بط 1: 9)، إذ هو ترس خفي ضد عدو غير منظور، يرشق سهامًا متنوعة في ليلٍ بهيمٍ (مز 11: 2) تجاه غير المتيقظين. فإذ لنا عدو غير منظور يلزمنا الإيمان كعدة حربية قوية، إذ يقول الرسول: “حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة” (أف 6: 16). فإذ يصوب إبليس سهم الشهوة الدنس الملتهب، يُقدم الإيمان صورة الدينونة، فيبرد الذهن وينطفئ السهم.



Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان في حياة إبراهيم

https://images.chjoy.com//uploads/im...7dc0cddfbe.jpg

إن لي كثيرًا أقوله عن الإيمان، ولا يكفيني اليوم كله لوصفه كما ينبغي. إنما لنكتفِ بإبراهيم كمثال من العهد القديم، ناظرين أننا قد صرنا أبناءه بالإيمان. لقد تبرر ليس فقط بالأعمال ، بل وأيضًا بالإيمان. فمع أنه صنع أعمالاً صالحة كثيرة، لكنه لم يُدع خليل الله إلاّ عندما آمن. وهكذا كما تبرر هو تتبرر أنت أيضًا.

لقد مات جسده فعلاً من جهة النسل، وشاخت سارة، ولم يوجد بعد أي رجاء لهما لإنجاب أبناء. وإذ وعد الله الشيخ بابن، فإن إبراهيم “إذ لم يكن ضعيفًا في الإيمان لم يعتبر جسده وهو صار مماتًا” (رو 4: 19) إذ لم يتطلع إلى ضعف جسده، بل إلى قوة من وعده، إذ حسب الذي وعده صادقًا (عب 11: 11). هكذا بغير تردد اقتنى ابنه من الجسدين اللذين ماتا فعلاً.

وعندما اقتنى ابنه أُمر أن يقدمه ذبيحة، ومع أنه سمع الكلمة “بإسحق يُدعى لك نسل” (تك 21: 12؛ 22: 2)، قدم ابنه الوحيد لله مؤمنًا أنه قادر أن يقيمه من الأموات (عب 11: 19). وإذ ربط ابنه ووضعه على الحطب، قدمه فعلاً بالنيّة، لكن خلال صلاح الله الذي أعطاه حملاً عوض ابنه، تقبّل (إبراهيم) ابنه حيًا.

وإذ آمن إبراهيم في هذه الأمور ختم بره “وأخذ علامة الختان ختمًا لبرّ الإيمان الذي كان في الغرلة” آخذًا وعدًا أن يكون “أبًا لجمهور من الأمم” (رو 4: 11؛ تك 17: 5).




إبراهيم أب لأمم كثيرة

6. إذن ليتنا نرى كيف صار إبراهيم أبًا لأمم كثيرة؟ (رو 4: 17، 18) فبالنسبة لليهود هو أب لهم كما هو معروف، إذ هم نسله حسب الجسد.

لكننا إن أخذنا بالنسل حسب الجسد تكون الأقوال باطلة. لأنه حسب الجسد إبراهيم ليس أبًا لجميعنا، إنما نحن صرنا أبناء لإبراهيم على مثال إيمانه.

كيف؟ وبأية طريقة؟ إنه بحسب البشر لا يُعقل قيامة إنسان من الأموات، ولا يُصدق أن يأتي نسل من شيخين متقدمين في السن كالأموات. هكذا أيضًا عندما كُرز بالمسيح أنه صُلب على شجرة، وإنه مات وقام آمنا نحن. فعلى مثال إبراهيم، بإيماننا صرنا أبناء له.

ويتبع إيماننا أننا نتقبل مثله الختم الروحي، إذ نُختن بالروح القدس خلال المعمودية، ليس في غرلة الجسد بل في القلب، كقول إرميا: “اختتنوا للرب في غرلة قلوبكم” (راجع إر 4: 4). وقول الرسول “بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية…” (كو 2: 11، 12).



Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

إن حفظنا هذا الإيمان نتحرر من الدينونة ونتزين بكل أنواع الفضائل.

عظيم هو السير على البحر فبطرس إذ كان إنسانًا مثلنا له جسد ودم ويقتات بطعامٍ، عندما قال له يسوع: “تعال” (مت 14: 29) آمن وسار على المياه في أمان أكثر مما لو كان على الأرض، وارتفع جسده بفعل سمو إيمانه.

ومع أن سيره على المياه كان فيه أمان طالما هو مؤمن، فإنه عندما شكّ في الحال بدأ يغرق. وعندما رأى يسوع – مخفف الآلام – هلاكه قال له: “يا قليل الإيمان لماذا شككت؟” (مت 14: 31) وإذ تقوّى من جديد بالذي أمسكه بيمينه. وعاد إليه إيمانه وهو ممسك بيد السيد، عاد إلى سيره على المياه.

وقد أُشير إلى هذا بطريق غير مباشر إذ يقول: “ولما دخل السفينة” (مت 14: 36)، إذ لم يذكر أن بطرس سبح وعبر، بل نفهم أنه رجع إلى السفينة مرة أخرى نفس المسافة التي جاءها ليقابل يسوع.



Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بالإيمان يخلص الغير أيضًا

https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg


نعم، الإيمان هكذا هو قدير، حتى أنه ليس فقط المؤمن وحده هو الذي يخلص، بل ويخلص البعض بإيمان الآخرين. فالمفلوج بكفر ناحوم لم يكن مؤمنًا، لكن الذين أحضروه كانوا مؤمنين ودلّوه من السقف (مر 2: 4)، إذ كان مرض نفسه مشتركًا في مرض جسده.

لا تظن أنني أتهمه باطلاً، فإن الإنجيل نفسه يقول: “ولما رأى يسوع إيمانهم – وليس إيمانه- قال للمفلوج: قم” (مت 9: 2، 6).

الحاملون آمنوا والمريض بالفالج انتفع ببركة الشفاء!

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أختا لعازر
https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg

أتريد دليلاً أقوى على أن البعض يخلص بإيمان آخرون؟! لعازر مات (يو 11: 14-44).

ومضى عليه يوم واثنان وثلاثة، وانحلت عضلاته، ودّب الفساد فعلاً في جسده. كيف يمكن لميت له أربعة أيام أن يؤمن، ويطلب بنفسه من المخلص؟

ولكن ما نقص عند الميت، وُجد عند أختيه الحقيقيتين، فعندما أتى الرب سجدت الأخت أمامه. وعندما قال: “أين وضعتموه؟” أجابته: “يا سيد قد أنتن، لأن له أربعة أيام”. فأجابها: “إن آمنتِ ترين مجد الله”. كأنه يقول لها: ليكن عندك الإيمان الذي يقيم جثة الميت.

كان لإيمان الأختين قوة عظيمة هكذا حتى أعاد الميت من أبواب الجحيم! إن كان للبشر بالإيمان – واحد لحساب الآخر – يمكن أن يقوم الميت،

أما يكون النفع أعظم إن كان لك إيمان خالص لأجل نفسك؟! بلى، حتى وإن كنت غير مؤمن أو قليل الإيمان فإن الله محب البشر يتعطف عليك عند توبتك.فمن جانبك يليق بك أن تقول بذهن أمين: “أؤمن يا سيد، فأعن عدم إيماني” (مر 9: 24).

أما إذا حسبت أنك مؤمن بحق، لكنك لست في كمال الإيمان، فإنك محتاج أن تقول مثل الرسل: “يا رب زد إيماننا” (راجع لو 17: 5). فإذ لك نصيب من جانبك، تتقبل النصيب الأعظم من الله.

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان العقائدي

https://images.chjoy.com//uploads/im...7e5178f79b.jpg



كلمة “الإيمان” من جهة اللفظ واحدة، لكنها تحمل معنيين متمايزين. يوجد نوع من الإيمان عقائدي dogmatic يحمل قبول النفس لأمورٍ معينة. وهو مفيد للنفس كقول الرب: “إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة” (يو 5: 34).

وأيضًا من “يؤمن بالابن لا يدان بل انتقل من الموت إلى الحياة” (يو 3: 18، 5: 24).

يا لمحبة الله المتحننة! لأنه كان الأبرار لسنوات طويلة موضع سروره، وما اقتنوه خلال السنوات العديدة لإرضائه يمنحه لك يسوع في ساعة واحدة. فإنك إن آمنت أن يسوع المسيح رب، وأن الله أقامه من الأموات تخلص، وينقلك في الفردوس الذي أدخل فيه اللص.

لا تشك في إمكانية هذا، لأن الذي خلص اللص على هذه الجلجثة المقدسة بعد ساعة واحدة من إيمانه هو بنفسه يخلصك بإيمانك (لو 23: 24).

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان بحسب النعمة من الروح القدس

https://images.chjoy.com//uploads/im...ed6233e9f4.jpg

يوجد نوع آخر من الإيمان يمنحه المسيح كهبة للنعمة، “فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد، ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء” (1 كو 12: 8، 9).

هذا الإيمان المُعطى هو نعمة من الروح القدس وليس مجرد إيمان تعليمي، إنما يعمل أعمالاً فوق طاقة الإنسان. فمن له هذا الإيمان ويقول لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك ينتقل (راجع مر 11: 23). من يقول هذا بإيمان أنه يكون ولا يشك في قلبه يتقبل نعمة.

وقد قيل عن هذا الإيمان: “لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل” (مت 17: 20). وحبة الخردل صغيرة الحجم لكنها متقدة في عملها حتى أنه وإن كانت تُزرع في موضع صغير لكن بنموها يصير لها مجموعة أغصان عظيمة تؤوي الطيور (مت 13: 32).

هكذا أيضًا للإيمان فاعلية عظيمة في النفس في لحظة سريعة، فعندما تستنير تتمتع برؤى خاصة بالله، إذ تراه قدر ما تستطيع، وتهيم فوق رباطات العالم، وترى الدينونة ونوال المكافأة الموعود بها قبل نهاية هذا العالم. ألك الإيمان في الله الذي من جانبك[4] حتى تتقبل منه ذاك الإيمان الذي يعمل ما هو فوق حدود البشر؟!

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أهمية قانون الإيمان الكنسي

https://images.chjoy.com//uploads/im...0cc866b219.jpg

عندما تتعلم “الإيمان” والاعتراف به، أطلب هذا الإيمان وحده الذي تسلمه لك الكنيسة الآن ، واحتفظ به، هذا المشيٌد من كل الكتاب المقدس تشييدًا قويًا.

فإذ لا يستطيع الكل أن يقرأ الكتاب المقدس (بكامله)، فلكي لا تهلك النفس بسبب الجهل لحرمانها من المعرفة بسبب نقص تعلمها… نلخص كل تعليم الإيمان في سطورٍ قليلة.

هذا الملخص أريد منك أن تتذكره عندما أتلوه عليك، وتردده أنت بكل اجتهاد. فلا تكتبه على ورق، بل انقشه بذاكرتك في قلبك، واحذر لئلا يسمعه أحد الموعوظين…

إنني أرغب في تقديمه لك كعونٍ يسندك كل أيام حياتك، لا تطلب آخر سواه حتى إن تغيّرنا نحن أنفسنا ونقضنا هذا التعليم الحالي، أو جاءكم ملاك مقاوم مغيرًا شكله إلى ملاك نوراني (2 كو 11: 54) لكي يضللكم. “ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما” (غل 1: 8-9).

أنصت الآن إذا حدثك ببساطة ناطقًا قانون الإيمان.

أودعه في ذاكرتك، وفي الوقت المناسب سأثبت كل بند من بنوده ببراهين من الأسفار المقدسة، لأن بنود الإيمان لم تُجمع حسبما يبدو صالحًا في عيني إنسان، بل جمعت البنود الهامة الواردة في الكتاب المقدس كله مكونة تعليمًا للإيمان واحدًا كاملاً.

وكما تحمل حبة الخردل أغصانًا كثيرة في حبة واحدة صغيرة، هكذا يحتضن الإيمان كل معرفة الصلاح الواردة في العهد القديم والعهد الجديد مسطرًا في كلمات قليلة…

يا إخوة، انظروا وتمسكوا بالتقاليد التي تتسلمونها الآن. اكتبوها على ألواح قلوبكم.

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان كوديعة

https://images.chjoy.com//uploads/im...f4b1b9ae57.jpg


كرموها (التقاليد) لئلا يُهلك العدو من يتراخى، أو يشوِّه أحد الهراطقة إحدى الحقائق المسلمة إليكم. فإن الإيمان يشبه إيداع الأموال في مصرف (مت 25: 27، لو 19: 23) كما نفعل نحن الآن، لكن اطلبوا الحسابات المودعة من الله.

وكما يقول الرسول: “أوصيك أمام الله الذي يحي الكل، والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس بنطس بالاعتراف الحسن أن تحفظ هذا الإيمان المسلم إليك بلا دنس إلى ظهور ربنا يسوع المسيح” (راجع 1 تي 13: 14).

لقد تسلمت الآن كنز الحياة، ويطلب السيد منك أن تودعه إلى مجيئه، “الذي سيبينه في أوقاته، المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب، الذي وحده له عدم الموت، ساكنًا في نور لا يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس، ولا يقدر أن يراه، الذي له (المجد) والكرامة والقدرة” (1 تي 6: 15-16) إلى الأبد. آمين.

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 02:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عن الإيمان

القديس أفراهاط الحكيم الفارسي




بناء الإيمان [يتكون الإيمان من أمور عديدة، ويبلغ إلى الكمال بأنواع كثيرة. إنه يشبه بناءً يُبنى بقطع كثيرة من الأعمال البارعة، يرتفع إلى القمة.
لتعلم يا عزيزي أن الحجارة تُوضع في أساسات المبنى، ويرتفع البناء كله فوق الحجارة حتى يتم. هكذا الحجر الرئيسي ربنا يسوع المسيح هو أساس كل إيماننا. عليه يتأسس الإيمان. عليه يقوم كل بنيان الإيمان حتى يكمل.
فالأساس هو بدء كل البناء... بنيانه لا يمكن أن تزعزعه الأمواج، ولا تؤذيه الرياح، ولا تسقطه العواصف، لأن البناء يُشيد على صخرة الحجر الحقيقي.
إن كنت قد دعوت المسيح الحجر، فهذا القول ليس من عندي، فقد سبق الأنبياء وتنبأوا عنه ودعوه "الحجر"[1].]

البناء الكامل
[لتسمع الآن عن البناء الذي يقوم على الحجر، والبناء الذي يُشيد على الحجر. فالإنسان أولاً يؤمن، وعندما يؤمن يحب، وعندما يحب يرجو، وعندما يرجو يتبرر، وعندما يتبرر يصير تامًا، وإذ يتم يكمل... عندئذ يصير بيتًا وهيكلاً مسكنًا للمسيح،

كقول إرميا النبي: "هيكل الرب، هيكل الرب، هيكل الرب هو، إن أصلحتهم إصلاحًا طرقكم وأعمالكم" (إر 7: 4-5).
مرة يقول بالنبي: "أسكن فيهم وأسير فيهم" (لا 26: 12، 1 كو 3: 16، 2 كو 6: 16). وقال الرسول الطوباوي: "أنتم هيكل الله، وروح المسيح يسكن فيكم" (راجع 1 كو 3: 16).

أيضًا قال ربنا لتلاميذه: "أنتم فيٌ وأنا فيكم". (يو 14: 20)[2]]


تهيئه بناء الإيمان لساكنه
[إذ يصير البيت مسكنًا، يبدأ الإنسان يهتم بأن يتعرف على متطلبات ذاك الذي يسكن البناء... فإن كان البيت خاليًا من كل الأمور الصالحة لا ينزل الملك فيه، ولا يسكن في وسطه. إنه يطلب أن يكون البيت فيه كل متطلبات الملك ولا ينقصه شيء.
فإن نقص شيء في البيت الذي ينزل فيه الملك يُسلم الحارس للموت، لأنه لم يُعِدْ الخدمة اللائقة بالملك. هكذا يليق بالإنسان الذي يصير بيتًا. نعم، إذ يصير مسكنًا للمسيح يليق به أن يكون حريصًا على ما يلزم لخدمة المسيح الذي يسكن فيه، وعلى ما يسُر به.
فإنه أولاً يقيم مبناه على حجر الإيمان كأساس. وعلى الإيمان يشيد كل البناء. فلكي يكون البيت عامرًا يتطلب هذا صومًا طاهرًا، وهذا يثبت بالإيمان.
توجد حاجة إلى الصلاة الطاهرة أيضًا، خلالها يٌقبل الإيمان. هذا يستلزم أيضًا الحب الذي ينشئه الإيمان.
علاوة على هذا فالصدقة مطلوبة، والتي تقدم خلال الإيمان.
يحتاج أيضًا إلى التواضع الذي يزينه الإيمان.
يختار أيضًا البتولية التي يحبها الإيمان.
يربط نفسه بالقداسة التي تُغرس بالإيمان.
يهتم أيضًا بالحكمة التي تطلب أيضًا بالإيمان.
يشتاق أيضًا إلى الكرَمْ الذي يصير بالإيمان سخيًا.
يطلب البساطة من أجل (المسيح الساكن فيه) هذه التي تختلط بالإيمان.
يطلب أيضًا الصبر الذي يكمل بالإيمان. ويقٌََدر طول الأناة التي يسألها بالإيمان.
يحب الحزن (الندامة) الذي يعلنه بالإيمان.
يبحث أيضًا عن الطهارة التي يحفظها الإيمان.
كل هذه الأمور يطلبها الإيمان المؤسس على صخرة الحجر الحقيقي، أي المسيح. هذه الأعمال تُطلب من أجل المسيح الملك الساكن في البشر المبنيين بهذه الأعمال[3].]
[يتحدث الرسول عن الإيمان أنه مرتبط بالرجاء والمحبة، قال: هؤلاء الثلاثة يثبتون: الإيمان والرجاء والمحبة. وقد أظهر بخصوص الإيمان أنه يُوضع أولاً على أساس أكيد[4].]رجال الإيمان
[هابيل، بإيمانه قُبلت تقدمته.
وأخنوخ، بإيمانه سُر به، ونًزع من الموت.
نوح، إذ آمن حُفظ من الطوفان.
إبراهيم، بإيمانه نال بركة وحُسب له برًا.
اسحق، بإيمانه صار محبوبًا.
يعقوب، بإيمانه حُفظ.
يوسف، بإيمانه جُرب في مياه النضال، وخُلص من تجربته، وأقام الرب معه عهدًا، إذ قال داود: "جعله شهادة في يوسف" (مز 81: 5).
موسى أيضًا بإيمانه تمم أعمالاً قوية عجيبة. بإيمانه أهلك المصريين بعشرة ضربات. وبالإيمان شق البحر، وعبر بشعبه، بينما غرق المصريون في وسطه. بالإيمان طرح خشبة في المياه المرة فصارت حلوة. بالإيمان انزل منًا أشبع شعبه.

بالإيمان بسط يديه وهزم عماليق، كما كُتب: "كانت يداه ثابتتين في إيمان إلى غروب الشمس" (خر 17: 12 ترجمة بشيتو السريانية Pechito).

أيضًا بالإيمان صعد إلى جبل سيناء عندما صام مرتين أربعين يومًا. أيضًا بإيمان هزم سيحون وعوج ملكي العموريين[5].]


أعمال الإيمان العجيبة!
[لتقترب، أيها الحبيب، من الإيمان لأن قدراته كثيرة جدًا. الإيمان أصعد (أخنوخ) إلى السماء، وغلب الطوفان. جعل العاقر تنجب.

إنه نجىٌَ من السيف، وأصعد من الجب، أغنى الفقراء، وحلٌ الأسرى، وخلص المضطهدين، وأطفأ النار، وشق البحر، وزعزع الصخر، وأعطى العطاش ماءً للشرب، وأشبع الجياع. إنه أقام الموتى وأخرجهم من الجحيم، وهدٌأ الأمواج، وشفى المرضى.
قهر الأعداء وحطم الحصون. سدٌ أفواه الأسود، وأطفأ لهيب النار. أنزل المتكبرين وكرَّم المتواضعين. كل هذه الأعمال القديرة صنعها الإيمان[6].]


بنود الإيمان
[هذا إذن هو الإيمان...
أن يؤمن الإنسان بالله، رب الجميع، خالق السماوات والأرض والبحار وكل ما فيها. خلق آدم على صورته، وأعطى الناموس لموسى، وأرسل روحه على الأنبياء، وبعد ذلك أرسل مسيحه إلى العالم.
أيضا يؤمن الإنسان بالقيامة من الأموات.
علاوة على هذا يؤمن بسرّ العماد.
هذا هو إيمان كنيسة الله[7].]

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بر الإيمان – كيرلس الكبير
+ «فقال للمرأة: إيمانك قد خلَّصكِ، اذهبي بسلام» (لو 7: 50).

«يا جميع الأُمم صفقوا بأيديكم، هلِّلوا لله بصوت الحمد» (مز 47: 1)؛ ذلك لأن المخلِّص قد أعدَّ لنا طريقاً جديداً للخلاص لم يطأه القدماء.


فالناموس الذي رسمه موسى الكلِّي الحكمة كان لاستنكار الخطية وإدانة التعدِّيات، ولكنه لم يُبرِّر أحداً على الإطلاق. وها الفائق الحكمة بولس يكتب قائلاً: «مَن خالف ناموس موسى، فعلى شاهدَيْن أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة» (عب 10: 28).

ولكن ربنا يسوع المسيح بعد أن أزال لعنة الناموس، وأكَّد على عجز وعدم فاعلية الوصية التي تدين، صار رئيس كهنتنا الأعظم حسب قول المغبوط بولس (عب 6: 20)، لأنه صار يُبرِّر الفاجر بالإيمان، ويُطلِق أسرى الخطية أحراراً، وهذا ما قد سبق وأعلنه لنا على فم أحد أنبيائه القديسين:

«في تلك الأيام وفي ذلك الزمان يقول الرب: يُطْلَب إثم إسرائيل فلا يكون، وخطية يهوذا فلا توجد، لأني أغفر لِمَن أُبقيه» (إر 50: 20).

أما تحقيق هذا الوعد فقد صار لنا عند تجسُّده، كما تؤكِّد لنا الأناجيل المقدسة. فعندما دعاه أحد الفرِّيسيين، ولكونه ودوداً ومُحبّاً للإنسان ومُريداً أنَّ «كل الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون» (1تي 2: 4)، لبَّى رغبة الداعي وحقَّق له أُمنيته. وإذ دخل إلى عنده واتَّكأ على مائدته، للوقت دخلت امرأة تلطَّخت حياتها بالعيوب المشينة. وكمَن أفاق بصعوبة من الخمر والسُّكر،


هكذا بدأت هي تحس بتعدِّياتها، وقدَّمت توسُّلاتها إلى المسيح كقادرٍ على تطهيرها وتخليصها من كل عيبها، وتحريرها من كل خطاياها السابقة ”كصفوح عن الآثام وغير ذاكر للخطايا“ (عب 8: 12).

وإذ تجرَّأت على الاقتراب إليه، غسلت رجليه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها، ثم أيضاً دهنتهما بالطِّيب.

وهكذا نجد أن امرأة كانت من قبل خاطئة ومنغمسة في الخطية، لا تخفق في أن تجد سبيل الخلاص، لأنها لجأت لِمَن يعرف كيف يُخلِّص، وله القدرة أن يرفع من أعماق النجاسة. فهي، إذن، لم تُخذَل في تحقيق غايتها.

أما الفرِّيسي الجاهل، فيُخبرنا عنه الإنجيل المبارك أنه أُعثر وقال في نفسه: «لو كان هذا نبياً لَعَلِمَ مَن هذه الامرأة التي تلمسه وما هي! إنها خاطئة» (لو 7: 39). فالفرِّيسي كان معتزّاً بنفسه وعديم الفهم تماماً؛ إذ كان أحرى به أن يضبط هو حياته الخاصة ويُزيِّنها جدِّياً بكل الجهادات الفاضلة، لا أن يحكم على الضعفاء ويدين الآخرين.

ولكننا، إذ نلتمس له العذر، نقول إنه نشأ على عوائد الناموس وأخضع نفسه لسلطانه ومتطلباته إلى أبعد حدٍّ، فأراد بدوره أن يُلزِم رب الشريعة نفسه بأن يخضع لأوامر ونواميس موسى، لأن الناموس أمر بحفظ المُقدَّس نفسه بعيداً عن النجس؛ بل إن الله أيضاً لام رؤساء الشعب اليهودي بسبب مخالفتهم هذا الأمر. فقد تكلَّم على فم أحد أنبيائه القديسين قائلاً:


«لم يميِّزوا بين المُقدَّس والنجس» (حز 22: 26)؛ إلاَّ أن المسيح أتى لأجلنا، لا ليُخضعنا للعنات أحكام الناموس، بل ليفتدي أولئك الخاضعين للخطية برحمة فائقة على الناموس،

فالناموس وُضِعَ «بسبب التعدِّيات»، كما يُصرِّح الكتاب: «لكي يستدَّ كل فم، ويصير كل العالم تحت قصاص من الله. لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرَّر أمامه» (رو 3: 20،19؛ غل 3: 11).

لأنه ما من أحدٍ بلغ حدّاً في القوة، أعني من القوة الروحية، بحيث أمكنه أن يُتمِّم كل ما أُمِرَ به وصار بلا لوم. أما النعمة التي صارت لنا بالمسيح، فهي تُبرِّر، وإذ أَلغَت حُكْم الناموس الواقع علينا، حررتنا بواسطة الإيمان.

فذلك الفرِّيسي المغرور الجاهل لم يَرَ في يسوع أنه قد وصل حتى إلى مستوى نبي؛ أما الرب فقد اتخذ من دموع المرأة فرصة لكي يكشف له عن السرِّ أي طريق الخلاص. فهو يُلمِّح للفرِّيسي ولكل المجتمعين في بيته أنه: لكونه كلمة الله أتى إلى العالم في شبهنا لا «ليدين العالم بل ليَخْلُصَ ”به“ العالم» (يو 3: 17). إنه أتى ليعفو عن المديونين بالكثير أو بالقليل، ويُظهِر رحمته للصغير والكبير، حتى لا يحرم أي واحد، مهما كان، من المشاركة في جُوده.

وكدليل ومَثلٍ واضح لنعمته، فقد عفى عن هذه المرأة غير المتعففة وحرَّرها من آثامها العديدة بقوله: «مغفورة لكِ خطاياكِ». وإنه جدير بالله حقاً أن يُصرِّح بمثل هذا القول! إنها كلمة مصحوبة بسلطان علوي. لأنه إذا كان الناموس قد أدان الواقعين في مثل هذه الخطايا، فمَن هو يا تُرى القادر أن يحكم بأمور تعلو على الناموس إلاَّ ذاك فقط الذي سَنَّه؟!

فالرب في نفس الوقت، حرَّر المرأة من أوزارها، ثم وجَّه نظر الفرِّيسي ومَن كانوا مدعوين معه إلى أمورٍ أسمى، حتى يُدركوا أن الكلمة ”الكائن إلهاً“ ليس هو كواحدٍ من الأنبياء، بل هو يفوق حدَّ البشرية بما لا يُقاس، حتى بالرغم من أنه قد صار إنساناً.

ويمكننا أن نقول لمَن دعا الرب: لقد تثقَّفتَ أيها الفرِّيسي بالأسفار المقدسة، والمفروض بطبيعة الحال أنك تعرف الوصايا المُعطاة على يد موسى عظيم الحكماء، وقد درستَ أقوال الأنبياء؛ فمَن ذاك، إذن، الذي سلك طريقاً متعارضاً مع الناموس وحرَّر الآخرين من المعصية؟


مَن نادى بتحرير مَن تجاسر وكسر علانية الأوامر الموضوعة؟ فتعرَّف، إذن، بمتابعة الحقائق ذاتها على الواحد الذي هو أعلى من الأنبياء والناموس، واذكر أن واحداً من الأنبياء القديسين قد أعلن عنه هذه الأمور قديماً عندما قال: «مَن هو إلهٌ مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبه، فإنه يُسرُّ بالرأفة» (ميخا 7: 18).

لذا فقد تعجَّب واندهش أولئك المتكئون على مائدة الفرِّيسي في رؤيتهم للمسيح مخلِّص الجميع حائزاً على مثل ذلك السلطان الإلهي، ومستخدماً تعبيرات ليست من حق الإنسان البشري،

ومِن ثمَّ قالوا: «مَن هو هذا الذي يغفر الخطايا أيضاً»؟ أترغب في أن أُخبرك: مَن هو؟ إنه ذاك الكائن في حضن الله الآب، والمولود من طبيعته الجوهرية، الذي به صار كل شيء إلى الوجود، صاحب السلطان العلوي، وله يخضع كل ما في السماء وما على الأرض.


إلاَّ أنه اتخذ لنفسه هيئتنا، وصار رئيس كهنتنا الأعظم حتى يُقدِّمنا لله أطهاراً بلا عيب، فنخلع الطبيعة العليلة التي للخطية ونلبسه هو كطبيعة ذات رائحة ذكية،

حيث يقول بولس الرسول ذو الحكمة العالية: «نحن رائحة المسيح الذكية لله» (2كو 2: 15). وهو الذي تكلَّم على فم النبي حزقيال قائلاً:


«وأنا أكون لكم إلهاً وأُخلِّصكم من كل نجاساتكم» (حز 36: 29،28). وهوذا التتميم الفعلي لِمَا قد وُعِدَ به قبلاً بواسطة الأنبياء القديسين. فاعترفْ به إلهاً وديعاً ومتعطِّفاً على البشر. امسك بطريق الخلاص.

اهرب لحياتك من الناموس الذي يقتل، واقبل الإيمان الذي هو أسمى من الناموس. فقد قيل إن «الحرف يقتل»، أي أن الناموس يحكم بالموت، «أما الروح فهو يُحيي» (2كو 3: 6)، أي أن التطهير الروحي الذي بالمسيح يهب الحياة الأبدية.

لقد ربط الشيطان أهل الأرض بحبال الإثم؛ أما المسيح فقد فكَّهم من عقالهم. إنه قد صيَّرنا أحراراً، وأبطل طغيان الخطية، وأبعد المشتكي على ضعفاتنا. وهكذا تمَّ قول الكتاب:


«كل إثم سيسد فاه» لأن «الله هو الذي يُبرِّر» و«هو الذي يدين» (مز 106: 42؛ رو 8: 33). وهكذا يتم ما يرجوه صاحب المزمور الملهم بالوحي الإلهي عندما يُناجي المسيح مُخلِّص الجميع قائلاً:


«لتُبَد الخطاة من الأرض، والأشرار لا يكونوا بعد» (مز 104: 35)، لأنه لا يُعقل أن نقول عن إنسانٍ مُلهم بالروح إنه يلعن الضعفاء الخاطئين، فلا يليق بالقديسين أن يلعنوا إنساناً أيّاً كان، وإنما يرجو ذلك من الله؛


لأنه قبل مجيء المخلِّص كنَّا جميعاً تحت سلطان الخطية، ولم يكن واحدٌ قد عرف ذاك الذي هو بالطبيعة والحق إله: «الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس مَن يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد» (رو 3: 12). ولكن لأن الابن الوحيد الجنس (مونوجينيس) أخلى ذاته وتجسَّد وتأنَّس (أي صار إنساناً)، فقد باد الخطاة ولم يوجدوا بعد (أي أزال سلطان الخطية من على الإنسان، فلم يَعُد عبداً أسيراً للخطية)، لأن القاطنين على الأرض قد تبرَّروا بالإيمان، واغتسلوا من دنس الخطية بالمعمودية المقدسة، وصاروا شركاء الروح القدس، بعد أن تحرَّروا من يد العدو، وكأنهم أَجْبروا فلول الشياطين أن يهربوا ليظلُّوا هم تحت نير المسيح.

فهبات المسيح تصعد بالبشر إلى قمة الرجاء الذي طالما انتظروه، وإلى أبهج الأفراح.

فها المرأة التي كانت مُلطَّخة بأدناسٍ عديدة، ومستحقة لكل ملامة بسبب أفعالها الشائنة، تتبرر، حتى يكون لنا نحن أيضاً ثقة أكيدة بأن المسيح سيرأف بنا عندما يرانا مُقبلين إليه، جاهدين أن نفلت من أشراك الإثم.

لنَمثُل أمامه نحن أيضاً، ولنذرف دموع التوبة. لندهنْه بالطيب، لأن دموع التائب هي رائحة ذكية لدى الله. واذكر مَن قال:

«اصحوا أيها السكارى، وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر» (يوئيل 1: 5)، لأن الشيطان يُسكِر القلب ويُهيِّج العقل باللذة الخاطئة، دافعاً الناس إلى الانغماس في مهاوي الشهوات الحسية.

ولكن ما دام لنا وقت، فلنستيقظْ، وكما يقول الفائق الحكمة بولس: «فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبَطَر (أي اللهو والاستخفاف بالنعمة) والسُّكر، لا بالمضاجع والعَهَر…» (رو 13: 13،12)،


«جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة» (1تس 5: 5).

لا تضطرب إذا ما تفكَّرتَ في جسامة خطاياك السالفة؛ بل اعلم تماماً، أن النعمة ما زالت تفوقها عِظَماً، فهي الكفيلة بأن تُبرِّر الأثيم وتغفر ذنوب الفاجر.

فالإيمان بالمسيح هـو ضامن لنا بكل هذه البركات العظيمة، لأنه الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، ويدعونا للانطلاق إلى المنازل العلوية، ويرقَى بنا لميراث القديسين، ويجعلنا أعضاء في ملكوت المسيح، الذي به وله مع الله الآب ومع الروح القدس، المجد والسلطان إلى أبد الآباد آمين.

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اطلب الايمان

قال القديس بولس الرسول فى (2كو-13-5) جربوا انفسكم هل انتم فى الايمان امتحنوا انفسكم
فلبيس مجرد الايمان العقلى او الايمان الاسمى هو ايمان حقيقى. انما الايمان هو هو حياة يحياها الانسان فى الله.تظهر فى كل افعاله وكل مشاعره

وحياة الايمان هى تسليم الحياة تسليما كاملا فى يد الله والثقة بعمله معك ومع الكنيسة
والايمان يشق فى البحر طريقا ويفجر من الصخرة ماء والكتاب يقول كل شئ مستطاع للمؤمن
فهل لديك الايمان العملى الذى تستطيع به كل شئ فى المسيح؟ ام ان ايمانك لايصمد امام الاحداث؟ طيب ان كنت كذلك يا بنى ماذا تفعل ؟ والرب يقول ليكن لك حسب ايمانك.

الحل هو ان تسكب نفسك امام الله وتكلمه بصراحةقائلا:انا يا رب اؤمن . ولكن لم اصل الى حياة الايمان العملى بعد .
ايمانى كالقصبة المرضوضة التى لم تشأ محبتك ان تقصفهاوكالفتيله المدخنة التى لم يشأ حنوك ان يطفأها.
اقبلنى يا رب اليك بضعفى اعن يا رب ضعفى اما الايمان العملى فاعطنى اياه كهبة من عندك لاتقل لى يارب اعطيك حسب ايمانك ولا تجعل ايمانى شرطا لعطاياك بل ليكن الايمان هو العطية ذاتها.
اعطنى ان اسلم لك حياتى واثق بتدبيرك يكفينى انى اؤمن انك ستعطينى الايمان.
اليس الايمانايضا عطية صالحة نازلة من فوق ولا احد يستطيع ان يؤمن بدون نعمتك؟

آتقول لى آمن فقط. حتى هذا الايمان اريده منك حتى لا اظن ان بشريتى فعلت شئ بدونك
اؤمن انك ستعطينى وليتنى اخرج الان من حضرتك
وقد قلت :
اؤمن انك اعطيتنى
فيتحول ايمانى من رغبة وطلبه الى واقع حياة

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اطلب الايمان

قال القديس بولس الرسول فى (2كو-13-5) جربوا انفسكم هل انتم فى الايمان امتحنوا انفسكم
فلبيس مجرد الايمان العقلى او الايمان الاسمى هو ايمان حقيقى. انما الايمان هو هو حياة يحياها الانسان فى الله.تظهر فى كل افعاله وكل مشاعره

وحياة الايمان هى تسليم الحياة تسليما كاملا فى يد الله والثقة بعمله معك ومع الكنيسة
والايمان يشق فى البحر طريقا ويفجر من الصخرة ماء والكتاب يقول كل شئ مستطاع للمؤمن
فهل لديك الايمان العملى الذى تستطيع به كل شئ فى المسيح؟ ام ان ايمانك لايصمد امام الاحداث؟ طيب ان كنت كذلك يا بنى ماذا تفعل ؟ والرب يقول ليكن لك حسب ايمانك.

الحل هو ان تسكب نفسك امام الله وتكلمه بصراحةقائلا:انا يا رب اؤمن . ولكن لم اصل الى حياة الايمان العملى بعد .
ايمانى كالقصبة المرضوضة التى لم تشأ محبتك ان تقصفهاوكالفتيله المدخنة التى لم يشأ حنوك ان يطفأها.
اقبلنى يا رب اليك بضعفى اعن يا رب ضعفى اما الايمان العملى فاعطنى اياه كهبة من عندك لاتقل لى يارب اعطيك حسب ايمانك ولا تجعل ايمانى شرطا لعطاياك بل ليكن الايمان هو العطية ذاتها.
اعطنى ان اسلم لك حياتى واثق بتدبيرك يكفينى انى اؤمن انك ستعطينى الايمان.
اليس الايمانايضا عطية صالحة نازلة من فوق ولا احد يستطيع ان يؤمن بدون نعمتك؟

آتقول لى آمن فقط. حتى هذا الايمان اريده منك حتى لا اظن ان بشريتى فعلت شئ بدونك
اؤمن انك ستعطينى وليتنى اخرج الان من حضرتك
وقد قلت :
اؤمن انك اعطيتنى
فيتحول ايمانى من رغبة وطلبه الى واقع حياة

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان أنواعه ونتائجه


« الإيمان هو مستوى أعلى من العقل:
العقل البشري محدود، ولا يدرك سوى الأمور المحدودة التي تدخل في نطاق إمكانياته.
فهو يستطيع أن يوصلك إلى مُجرَّد معرفة وجود الله، وإلى معرفة بعض صفاته. ولكن الإيمان يكمل معك الطريق إلى أقصاه.
وهكذا فإنَّ الإيمان بالوحي يكمّل ما لم يصل إليه العقل ..

«« العقل قد لا يدرك أشياء كثيرة ولكنه يقبلها:
فليس من طبيعته أن يرفض كل ما لايدركه.
بل حتى في المحيط المادي في العالم الذي نعيش فيه،
توجد مثلاً مخترعات كثيرة لا يدركها إلا المتخصصون
ومع ذلك فالعقل العادي يقبلها ويتعامل معها، دون أن يدرك كيف تعمل وكيف تحدث.
والموت يقبله العقل ويتحدَّث عنه، ومع ذلك فهو لا يدركه
ولا يعرف كيف يحدث افتراق الروح عن الجسد!
فإن كان العقل يقبل أموراً كثيرة في عالمنا، وهو لا يدركها
فطبيعي لا يوجد ما يمنعه من قبول أمور أخرى أعلى من مستوى هذا العالم ..

«« العقل لا يدرك ( المعجزة ) كيف تتم، ولكنه يقبلها ويطلبها بل يفرح بها.
وقد سميت المعجزة معجزة، لأنَّ العقل يعجز عن إدراكها وعن تفسيرها.
ولكنه يقبلها بالإيمان، الإيمان بوجود قوة غير محدودة أعلى من مستواه
يمكنها أن تعمل المعجزة التي يعجز العقل عن إدراكها. وهذه القوة هى قوة الله القادر على كل شيء ...
وكمثال للمعجزات التي نقبلها جميعاً دون أن ندركها:
معجزة خلق الكون من العدم، ومعجزة القيامة العامة من الأموات..
إننا نحترم العقل ونستخدمه.
ولكننا في نفس الوقت ندرك حدود النطاق الذي يعمل فيه.
ولا نوافق العقل المغرور الذي يريد أن يعي كل شيء، رافضاً كل ما هو فوق مستوى إدراكه ...

«« الإيمان أيضاً هو مستوى فوق الحواس:
إنه قدرة أعلى من قدرة الحواس التي لها نطاق مُعيَّن لا تتعداه. فالحواس المادية تدرك الماديات.
غير أن هناك أموراً غير مادية، تخرج عن نطاق قدرة الحواس المادية من نظر وسمع ولمس وشم ...
وحتى قدرة الحواس بالنسبة إلى الأشياء المادية،
هى محدودة أيضاً. وكثيراً ما تستعين الحواس بعديد من الأجهزة لمعرفة أشياء مادية أدق من أن تدركها حواسنا البشرية الضعيفة.

«« وهكذا فالحواس لا تدرك ما لا يُرى، أي غير الماديات وغير المرئيات
كالأرواح مثلاً
سواء كانت أرواح بشر، أم أرواح الملائكة، أو الشياطين ...
وعدم إدراك الحواس لها، لا يعني عدم وجودها، إنما يعني أن قدرة الحواس محدودة.

«« لذلك فإنني عجبت من رائد الفضاء الملحد
الذي قال إنه صعد إلى السماء ولم يرَ الله !!
ظاناً أنه في تهكمه يمكن أن يرى الله بهذه العين الجسدية القاصرة التي لا ترى كثيراً من الماديات!
كما أن الله في كل مكان، في السماء وفي الأرض وما بينهما، ولا يحدّه مكان.
فإن كان لم يرَ الله على الأرض، فطبيعي أنه لا يراه على القمر
ولا في أي موضع. إنَّ الله لا يراه أحد إلا بالإيمان.

«« إنَّ الإيمان قوة في ذاته، كما يمنح صاحبه قوة:

وكل مَن آمن بفكرة، يعطيه الإيمان بها قوة لكي ينفذها. من هنا فإنَّ المصلحين ـ في كل زمان ومكان ـ آمن كل منهم بفكرة
فجاهد بكل قوة لتنفيذها، مهما احتمل من مشقة، ومهما صبر.

المهاتما غاندي مثلاً، آمن بحق بلاده في الحرية
وآمن بسياسة عدم العنف. ومنحه ذلك الإيمان قوة عجيبة استطاع بها أن يُحرِّر الهند
وأن يعطي الحقوق للمنبوذين ليتساووا مع إخوتهم.
وأمكنه أن يحتمل الكثير لكي لا يسلك بعنف هو وأتباعه، ولا أن يلاقوا العنف بالعنف. إيمانه بالفكرة أعطاه القوة لتنفيذها ...

«« بل حتى الإيمان بالعلم يصنع الأعاجيب:

مثال ذلك روَّاد الفضاء. وكمثال لإيمانهم ما درسوه عن منطقة انعدام الوزن في الفضاء، وكيف أن الإنسان يمكنه أن يمشي في الجو دون أن يسقط!
فمَن من الناس يجرؤ أن يمشي في الجو دون أن يخاف؟
أمَّا الذي جعلهم ينفذون ذلك، فهو إيمانهم الأكيد ببحوث العلماء الذين قالوا بهذا. فمنحهم الإيمان شجاعة...
حقاً إنَّ الفرق بين أشجع الناس وأخوف الناس هو الإيمان ...

«« ومن جهة الإيمان بالله، فهو على أنواع:

هناك إيمان سطحي، نظري، عبارة عن عقائد مُعيَّنة يعتنقها الشخص
دون أن يكون لها تأثير في حياته. فيكون له اسم المؤمن
دون أن يكون له قلب المؤمن.

وهناك أيضاً إيمان المناسبات، يظهر فقط في أماكن العبادة، وفي أوقات الصلاة والاستماع إلى العظات الدينية، ثم تنتهي فاعليته
ولا يكون له الدوام في باقي ظروف الحياة ...

وهناك إيمان قوي لا يتزعزع، مهما حاربته الشكوك أو حلَّت به الضيقات. وإيمان آخر مبني على الخبرات مع الله وعمله ...

«« أمَّا الإيمان العملي، فهو الإيمان الذي يمارسه الإنسان في كل يوم، فهو بالنسبة إليه حياة يحياها وله نتائج هامة جداً ...

«« من نتائج الإيمان الحقيقي:
السلام الداخلي.
إذ يكون القلب مملوءاً بالسلام والهدوء.
لا يضطرب مطلقاً، ولا يقلق، ولا يخاف.
لأنه يؤمن بعناية الله وحمايته له، مهما كانت الظروف المحيطة تبدو مخيفة ومزعجة!
فالقلب المؤمن لا يستمد سلامه من تحسن الظروف الخارجية، إنما من حفظ الله وعنايته.

«« يخاف الشخص الذي يشعر أنه واقف وحده. أمَّا الذي يؤمن أن الله معه، فإنه لا يخاف. فإن قَلَّ إيمانه، ودخله الشك في حفظ الله له، حينئذ يخاف.
الشك يضعف الإيمان، وضعف الإيمان يؤدي إلى الخوف.
والخوف يؤدِّي إلى الانهيار والضياع. ففي كل مرَّة تخاف
وبّخ نفسك على قلة إيمانك. وقل لنفسك :
أين هو إيماني بأنَّ الله موجود، وأنه هو الحافظ والمعين.

«« نرى فاعلية الإيمان أيضاً وسط الضيقات:

إن ضيقة واحدة قد تصيب اثنين: أحدهما مؤمن، والآخر غير مؤمن. فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق
ويتصوَّر أسوأ النتائج، وتزعجه الأفكار.
أمَّا المؤمن فيُقابل الضيقة بكل اطمئنان.
ويقول:
" هذه المشكلة سيتدخَّل الله فيها ويحلّها وتزول ".
وقد تسأله كيف سيتدخَّل الله؟ وكيف يحلّها؟
فيجيبك:

أنا لا أعرف كيف؟ ولكنني مؤمن أنَّ الله يهتم بنا أكثر مما نهتم بأنفسنا.
وعند الله حلول كثيرة. وهو قادر أن يفتح كل باب مُغلَق.

إنَّ المؤمنين ما كانوا يخافون حتى من الاستشهاد، لإيمانهم بأنه يوصلّهم إلى حياة أخرى أكثر سعادة، وهى أبدية.

«« أيضاً من أهم نتائج الإيمان:
نقاوة الحياة و حُسن السِّيرة :

فالإنسان المؤمن يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله.
لأنه يؤمن أنَّ الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله.
لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه.
بل أن المؤمن يُدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها عقله
ولا شهواتها تسكن في قلبه.
وذلك لأنه يؤمن تماماً بأنَّ الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار.
لذلك يعمل المؤمن على حفظ ذاته نقياً طاهراً
سواء بالعمل أو اللسان، أو بالفكر أو بمشاعر القلب

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمــان

بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب


يُعِّرف بولس الرسول الإيمان بأنه :
الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى (1)
ويحدد يوحنا الرسـول هدف الإيمان فيقول
"أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح هو ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه"(2)
وقد كتبت الأناجيل الأربعة لشرح طريق الخلاص ..
واتفقوا على أن الإيمان هو بدء الطريق إلى الله
وأنه أول الشروط اللازمة للخلاص حسب قول الرب فى إنجيل مرقس
"من آمن واعتمد خلص"(3)
وأيضاً فى إنجيل يوحنا
"لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(4)

لذلك كان العنصر الأساسى لصنع معجزات الشفاء هو سؤال المريض عن إيمانه

فيقول رب المجد لبارتيماوس أعمى أريحا

"إيمانك قد شفاك"(5)

وللأبرص الذى شفى

"إيمانك خلصك"(6)

ولنازفة الدم

"ثقى يا إبنة إيمانك قد شفاك"(7)

وللأعميين

"بحسب إيمانكما يكون لكما"(8)

ولكى يكون لك إيمان قوى وكامل

حاول تطبيق التدريبات الآتية :
ـ1ـ لا يكن لك إيمان ضعيف كما حدث مع والد الصبى الذى كان عليه روح شـرير أخـرس

" فقال له يسـوع إن كنت تستطيع أن تؤمن كل شئ مستطاع للمؤمن.

فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال أؤمن يا سـيد فأعن عدم إيمانى.
فلما رأى يسوع أن الجمع يتراكضون

إنتهر الروح النجس قائلاً

له أيها الـروح الأخرس الأصم أنا آمرك أخرج منه ولا تدخله أيضاً. فصرخ وصرعه شـديداً وخرج ..."(9)
(1)-(عب11: 1). (2)- (يو20: 31). (3)- (مر16: 16).
(4)- (يو3: 16). (5)- (لو18: 42). (6)- (لو17: 19).
(7)- (مت9: 22) (8)- (مت9: 29). (9)- (مر9: 23- 26).
+ + +
ـ2ـ لا تخف من شئ البتة ما دمت ماسكاً فى يد المسيح ومتكلاً على الله فى كل أمورك ..
فالخوف يُوِّلد الشك .. والشك ضد الإيمان ..
فعندما أتى المسيح إلى التلاميذ ليلاً ماشياً على المياه اضطربوا "ومن الخوف صرخوا.
فللوقت كلمهم يسوع قائلاً تشجعوا. أنا هو لا تخافوا فأجابه بطرس وقال يا سيد إن كنت أنت هو فمرنى أن آتى إليك على الماء فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتى إلى يسوع.
ولكن لما رأى الريح شديدة خاف وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلاً يارب نجنى.
ففى الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليلى الإيمان لماذا شككت ؟ "(1)
ـ3ـ يجب أن تختبر إيمانك ..
هل هو إيمان قوى كامل .. أم إنه إيمان نظرى أى أنك لك اسم فى الإيمان ولكن ليس لك أفعال تثبت بها إيمانك !
لذلك يقول بولس الرسول

"اختبروا أنفسكم. هل أنتم فى الإيمان. امتحنوا أنفسكم"(2)

والقديس يعقوب الرسول يقول
"والشياطين يؤمنون ويقشعرون"(3).


ففى أحد المرات لم يستطع تلاميذ الرب أن يخرجوا شيطاناً من إنسان مصروع فسألوا الرب عن سر ذلك فقال لهم

"لعدم إيمانكم"(4).


ـ4ـ وفى حياتنا العملية نقابل بعض اختبارات الإيمان وقد تكون صعبة المنال بالنسبة لنا فنقول فى أنفسنا

[ معقول هذه المسألة تحل ؟]

فيبدأ الشك يتغلغل فى نفوسنا ويقل إيماننا.

وقد نصل إلى اليأس من تحقيق أغراضنا أو حل مشاكلنا.
فنسمع صوت الله يقول لنا

"هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شئ مستطاع "(5)

وفى مرة أخرى قال

"كل شئ مستطاع للمؤمن"(6).ـ
لذلك قال رب المجد لتلاميذه

"الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل"(7).

(1)- (مت14: 26- 31). (2)- (2كو13: 5). (3)- (يع2: 19).(4)،(7)- (مت17: 20). (5)- (مت19: 26). (6)- (مر9: 23).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
ففى الحال مد المسيح يده وأمسكه
وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت ؟
وقد نُفذت هذه الآية حرفياً عندما نُقل جبل المقطم من وسط مدينة القاهرة إلى أطرافها فى عصر البطريرك ابرآم بن زرعة (62) والقديس سمعان الخراز.
معجزة نقل جبل المقطم

ـ5ـ ونسأل أنفسنا هل إيماننا مقترن بالأعمال أم لا ؟
إن القديس يعقوب الرسول يتكلم عن الإيمان العامل بالمحبة فيقول

"ما المنفعة يا اخوتى إن قال أحد أن له إيماناً وليـس له أعمال. هـل يقدر الإيمان أن يخلصه ؟! إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومى فقال لهما أحدكم إمضيا بسلام استدفئا واشـبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسـد فما المنفعة ؟
هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت فى ذاته
(1).ـ
(1)- (يع2: 14- 17).

ـ6ـ ذكر المسيح لتلاميذه أمثلة من الإيمان العملى فى الطبيعة فقال
"أنظروا إلى طيور السماء إنها لا تزرع
ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها ألستم أنتم بالحرى أفضل منها ..
تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل ولكن أقول لكم إنه
ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها فإن كان عشب الحقل الذى يوجد اليوم
ويطرح غداً فى التنور يلبسه الله هكذا
أفليس بالحرى جداً يلبسكم أنتم يا قليلى الإيمان"(1).
ـ7- يجب أن تدرب نفسك فى تقوية الثقة بالله ..
أى بصدق مواعيد الله ..
وقد أعطانا الله أمثلة كثيرة فى الكتاب المقدس ..

فقد وعد الله إبراهيم أن يعطيه نسلاً بعدما شاخ، وقد تم الوعد فى حينه وأعطاه اسحق(2) ..
ووعد الله أمنا حواء بأن نسلها سيسحق رأس الحية(3).
وقد تحقق هذا الوعد على الصليب فى ملء الزمان.
ووعد الله إيليا وقت المجاعة بأنه سيعوله

وعاله عند امرأة صرفة صيدا(4)،
ووعد الله أنه سيسكب روحه على كل بشر(5)،
وفعل ذلك فى يوم الخمسين ومازلنا هياكل روحه القدوس(6).ـ
لذلك ضع فى قلبك دائماً أن الله صانع الخيرات وأن " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله"(7).
وأن الله يحب البشر ويعاملهم كأولاده بحنان، وقال "هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك، هوذا على كفى نقشتك"(8)

ـ8ـ قد يهتز الإيمان وقت الضيقات أو التجارب لكن ثَبِّت قلبك نحو الله ولا تخف شيئاً،
فإن الذين يضطهدونك لهم حكم على الجسد فقط ولكن النفس لا يستطيعون أن يفعلوا بها شيئاً
وبما أن الإنسان سـيموت فالأفضل له أن يموت
(1)- (مت6: 26- 30) (2)- (تك21: 1- 3). (3)- (تك3: 15).
(4)- (1مل17: 3- 6). (5)-(يوئيل2: 28). (6)- (أع2: 1- 4)
(7)- (رو8: 28). (8)- (أش49: 15).


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


شهيداً حافظاً للإيمان، من أن يموت ناكراً للإيمان وليس له مكان فى الحياة الأبدية.
لذلك قال لنا رب المجد

"لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد
ولكن النفـس لا يقدرون أن يقتلوها
بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد
كليهما فى جهنم..
فكل من يعترف بى قدام الناس أعترف
أنا أيضاً بـه قدام أبى الذى فى السموات.
ولكن من ينكرنى قدام الناس أنكره أنا أيضاً قـدام أبى الذى فى السموات"(1).

لقد كان الشهداء يتمسكون بالإيمان بالرغم من المغريات التى تقدم لهم لكى يتركوا الإيمان

أو العذابات المتنوعة التى ينالوها على فترات متنوعة فيأخذون أكاليل الشهادة وهم فرحين ومعلنين إيمانهم بالرب يسوع.

ـ9ـ تمسك بفاديك ومخلصك الرب يسوع ولا تنفصل عنه لأى سبب كان

كما كان يفعل بولس الرسول ويقول
"من سيفصلنا عن محبة المسيح.
أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عرى
أم خطر أم سيف
كما هو مكتوب إننا من أجلك نمات كل النهار.
قد حسبنا مثل غنم للذبح ولكننا فى هذه جميعها يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا"(2).

ـ10ـ احتفظ بإيمانك إلى أخر نسمة فى حياتك، فإن الشياطين تحارب حتى النفس الأخير ..

فقد جاءوا للقديس مكاريوس الكبير وقالوا له فى الساعة الأخيرة من حياته
[ طوباك يا أبو مقار .. لقد وصلت للسماء !! فقال له : اللهم ارحمنى فإنى خاطئ ]ـ
فلما سأله تلاميذه وأخبرهم بأن الشياطين جاءت لكى تسرق إكليلى !! ـ

(1)- (مت10: 28- 33). (2)- (رو8: 35).

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فضيلة الإيمان

http://www.peregabriel.com/gm/albums..._7021326_n.jpg



الخطايا ضدّ الإيمان

لم يكن عيش الإيمان سهلاً أبداً.

من خلال قراءة الإنجيل المقدّس يلاحظ الإنسان أنه منذ اللحظات الأولى للتبشير نجد عراكاً بين قبول الإيمان ورفضه. إن حادث القيامة فجّر هذا الواقع

(مت 17:28؛ مر 11:16؛ لو 13:24؛ يو 24:20-29).

وإذا ما تصفّحنا تاريخ الكنيسة لوجدنا الواقع نفسه لأن الإيمان يتطلّب ارتداداً كليّاً ويومياً.

والحياة تؤكّد وجود ذرة من الإيمان في أعماق كل ملحد ووجود ذرة من الإلحاد في أعماق كل مؤمن.

وإذا ما بحث الإنسان عن جواب لهذا الواقع فعليه أن

يبحث عنه لا في الله الذي لم يتوقف عن تقديم عطاياه بل

في الإنسان الذي يبقى حراً لا لقبول الإيمان فحسب بل للثبات فيه والمحافظة عليه أيضاً.

أ‌-خطايا الإهمال:

قد يخطئ الإنسان ضدّ الإيمان بالإهمال أي بالتغاضي عن كل ما يلزم للمحافظة على الإيمان والنمو فيه.

كعدم القيام بالتزامات المعمودية ومتطلبات الحياة المسيحية

أو عدم التجاوب مع الهامات الروح القدس...

أو بعدم الغيرة الرسولية أو بسلوك طريق لا يتناسب مع الحياة المسيحية.

ب‌-خطايا بالفعل:

والمقصود بذلك الخطايا المباشرة والتي تهدف الإيمان نفسه:

1- الإلحاد:

وهو الرفض الصريح للوحي رغم وعي الإنسان ومعرفته بواجب اتباعه. ومن الضروري التمييز بين:

- الإلحاد الغير إرادي: وهو حالة أولئك الذين دون ذنب منهم لم يسمعوا بالوحي ولم تصلهم البشارة.





- الإلحاد الشخصي: هو حالة من لا يهتم بالوحي ومن يرفض سماع كلام الله عن لامبالاة وإهمال وهذه هي تجربة الإنسان المعاصر.







- الإلحاد الإرادي: هو رفض الوحي رفضاً إرادياً. ولقد عبّر السيد المسيح بوضوح عن هذا الواقع:



»والنور يُشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات... جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته...« (يو5:1، 11).

أما بالنسبة لخلاص هؤلاء فإن المجمع يؤكد

»بأن الذين دون خطأ منهم يجهلون المسيح وكنيسته،

وإنما يفتشون عن الله بنية صادقة

ويجتهدون في أن يكملوا بأعمالهم إرادته

التي تعرف لديه من خلال أوامر ضميرهم، هم أيضاً يبلغون إلى الخلاص الأبدي«

(نور الأمم16).

2- الجحود:

وهو رفض كامل وواعٍ لحقائق الإيمان من قِبل شخص كان يؤمن بها سابقاً.

3- الهرطقة:

وهي رفض لحقيقة من حقائق الإيمان إلا أنه من الصعب التمييز بين الجاحد والهرطوقي لأن

من يرفض عقيدة معينة فإنما يرفض ضمناً باقي الحقائق بكونها مرتبطة بعضها ببعض.

فكيف يمكن، على سبيل المثال، اعتبار من يرفض عقيدة التجسّد مؤمناً.





4- الشك:



هو اعتبار حقيقة أو عقيدة دينية خاطئة. والشك بهذا المعنى يعادل أحياناً الهرطقة. ولكن هناك شكّ إيجابي هو التساؤل الذي يطرحه الإنسان أمام صعوبة معينة. ويهدف هذا النوع من الشك إلى التوضيح والاستفسار، إنه البحث عن الحقيقة. يبقى هذا النوع من الشك منفتحاً على الإيمان ولا يتجاهل التزامات الإيمان. إن غياب هذا النوع من الشك قد يشير إلى نوع من الروتينية واللامبالاة، لأنه لابد لإيمان واعٍ أن يهز كياننا.

خاتمة

وفي الختام نقتطف هذه الفقرة حول الإيمان من الرسالة الرعوية لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك: »الحضور المسيحي في الشرق شهادة ورسالة«:

»إن انتقال الإيمان من مجرد واقع راثي إلى قبول شخصي رهن، نوعاً ما، بالتعمّق في الإيمان وتثقيفه. لأن جهل الإيمان أو السطحيّة فيه قد تؤدي إلى فقدانه، خاصة في إطار التحوّلات العميقة في أنماط الحياة في المجتمع الحالي، حتى في شرقنا

حيث تغيّرت الأجواء التقليدية التي أسهمت في الماضي في المحافظة على الإيمان ودعمه. إن جهل الإيمان هو جهل المؤمن لنفسه.

وعندما يجهل المؤمن نفسه يفقد هويته ودعوته ورسالته، وتفقد الجماعة المؤمنة أصالتها لتتحوّل إلى مجرّد جسم اجتماعي انسلخ عن التفاعل الحيّ مع أصوله الإلهية. وفي هذا المجال لا يسعنا إلا أن نشيد بكل الجهود المبذولة

والمبادرات الرامية إلى نشر الثقافة الدينية والوعي الكنسي والخبرة الروحية لدى المؤمنين البالغين عن طريق الحركات المسيحية المتعددة، والمؤسسات المناسبة، والمراكز والمعاهد المتخصّصة«






Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فضيلة الإيمان (2)

بقلم: الأب رمزي نعمة

ثالثاً: التفكير اللاهوتي

http://www.peregabriel.com/gm/albums...3715447ck2.jpg


1) ماهيّة الإيمان




أ‌-حسب الرسالة إلى العبرانيين:

"فالإيمان قوام الأمور التي تُرجى وبرهان الحقائق التي لا تُرى" (1:11).

ب‌-حسب المجمع الفاتيكاني الأول:

"فضيلة فائقة الطبيعة يفيضها الله في نفس الإنسان

وتمكّننا بمعونة النعمة الإلهية من قبول الحقائق التي أوحى بهاالله

ليس بكونها حقائق (ممكن أحياناً فهمها) بل بناء على كلام الل

ه أعني حتى ولو قصر العقل عن إدراكها

لأن الله الذي أوحى بها لا يغش ولا يُغش".

ج‌-حسب المجمع الفاتيكاني الثاني:

إن طاعة الإيمان أمر واجب لله الموحي (رو26:16؛ راجع رو 5:1؛ 2كور 5:10-6)،

وبهذه الطاعة يفوّض الإنسان أمره إلى تدبير الله بكامل حريّته، فيُخضع له عقله وإرادته إخضاعاً تاماً، ويقبل، عن رضى، الحقائق التي يكشفها له.

لكن لكي يؤمن بهذا الشكل، فهو بحاجة إلى نعمة الله السابقة والمساعدة، وإلى معرفة الروح القدس الداخلية، التي تحرّك القلب وتردّه إلى الله

وتفتح بصيرة العقل وتعطي الجميع العذوبة في قبول الحقيقة والإيمان بها.

وهذا الروح بالذات لا يفتأ يكمّل الإيمان بمواهبه، لكي يعمّق فهم الوحي يوماً بعد يوم.

2) خصائص الإيمان

بناء على ما سبق، لفضيلة الإيمان أربعة خصائص أساسية:



‌أ.فضيلة فائقة الطبيعة:

الإيمان فضيلة مفاضة من الله الخالق. إنها مبادرة إلهية وهبة مجانية من نعمته تعالى:

- هو عطية من الله بدونها لا نستطيع ارضاءه

"بغير الإيمان لا يرضى الله من أحد لأن الذي يقترب إليه لابدّ أن يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يبتغونه" (عب 6:11).

- هو عطية مجانيّة

"لا أحد يأتي إليّ ما لم يجتذبه أبي" (يو 44:6).

وأكّد بولس مجانيّة الإيمان:

"لأن الخلاص جاءكم بالإيمان، فليس ذلك منكم بل هو هبة من الله"

(أف 8:2).

ولا تعتمد هذه الهبة على حكمة بشرية بل على قدرة الله (1كور5:2).

ودعوة الله إلى الإيمان ليست قهراً وإرغاماً لأنها تتطلّب مشاركتنا الحرّة بدليل وجود مؤمنين وغير مؤمنين ووجود تفاوت في الإيمان.

‌ب. أن الإيمان جواب حرّ:

لا يوجد "إيمان" إلا كموقف حرّ يختار من خلاله الإنسان بكامل حريته ودون إكراه، أن يتبع الله المخلّص وابنه الحامل رسالة الخلاص.

يوجّه الله نداء الإيمان إلى كل إنسان وعلى الإنسان الجواب بالإيجاب أو الرفض على هذا النداء.

ولهذا نجد في العالم مَن يؤمن أو مَن يرفض الإيمان ويقاومه.

يشدّد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني على أهمية وضرورة الجواب الحرّ والشخصي باعتباره لقاء شخصي بين الله الذي يوجّهه والإنسان الذي يؤمن.

وينطلق المجمع من موضوع الكرامة الإنسانية معتبراً الإيمان التزاماً شخصياً من شخص إلى شخص: شخص يوجّه النداء وشخص يلبّي النداء ويعطي الجواب.

فالإيمان بهذا المعنى هو موقف وعلاقة شخصية وليس إيمان بأحكام شريعة معيّنة ولا إيمان بكتاب معيّن.

‌ج. أن الإيمان هو جواب حرّ يقوم على دور العقل والإرادة:

بما أن الإيمان هو جواب حرّ على دعوة الله فللعقل والإرادة دور هام.

يقوم دور العقل على المعرفة إلا أنه لا ينحصر فيها ولا يتوقف عليها. باستطاعته أن يتوصّل إلى:

- اكتشاف ضرورة وأهمية الحقائق الإيمانية للخلاص فالله هو كشفها.

- إثبات بأنه ثمة لا تناقض بين الإيمان ومعطيات العقل السليم.

ويقوم دور الإرادة على إصدار فعل ثقة بالله بدعم من نعمته. وتشبه هذه الثقة ثقة الطفل بأمه فهو يرضى بأن تحمله معها حيث تشاء.

وتشبيه آخر هو الشمع الذائب الذي يترك نفسه مطاوعاً بين يديّ الفنان ليجعل منه التحفة التي يريدها. وعبّر بولس الرسول عن هذه الثقة بقوله:

"اعلم بمن آمنت" (2تيم 12:1).

وقال فرنسيس الأسيزي: "إلهي وكل شيء لي".

‌د. أنه إيمان موجّه نحو الكنيسة وفي الكنيسة ومن خلال الكنيسة:

بينما ركز المجمع الفاتيكاني الأول على دور الكنيسة التي تقبل الإيمان وتحافظ عليه، نرى المجمع الفاتيكاني الثاني يتطرّق إلى موضوع خلاص كل إنسان حتى أولئك الذين لا ينتمون إلى الكنيسة المنظورة.

3) بُعدان أساسيان لفضيلة الإيمان

أ- بُعد شخصي مركزه السيد المسيح:

إن البُعد الأول للإيمان هو البُعد الشخصي ويُدعى كذلك لأن الإيمان هو علاقة شخصية بين الله والإنسان. ويرتكز هذا البُعد على السيد المسيح

لأن الإيمان هو قبول خطة الله الخلاصية ولكن بوساطة ابنه المسيح يسوع.

1-معطيات الوحي الإلهي:

(أ‌) الإيمان هو قرار شخصي حرّ وواعٍ لقبول واتباع السيد المسيح. إنه خيار جذري (يو 24:8) وخيار مبني على العجائب (يو11:2)


وخيار حرّ (يو36:6؛ 37:12).

(ب‌) معطيات الوحي الإلهي:

- هو المسيح الإله الفادي والمخلّص (يو25:11؛ يو 30:20).

- حقيقة أساسية: قيامة المسيح. هذه الحقيقة مرتبطة بحقيقة ثانية ألا وهي كلمته المعلنة. "كتبت هذه لتؤمنوا!" (يو31:20) .

- ثمرة الإيمان هي الاتحاد بالله بوساطة المسيح، اتحاداً قادراً على تغيير الإنسان.

- إنه الاتحاد الذي يعبّر عنه بولس الرسول: بالتقرّب إلى الله بفضل المسيح (روم 1:5-2، أف 11:3-12)

ويعبّر عنه يوحنا: بتعرّف الإنسان على يسوع وثمرة ذلك إقامة الله فيه، "من اعترف بيسوع هو ابن الله أقام الله فيه وأقام هو في الله" (1يو15:4).

- قادر على التغيير: يعبّر بولس الرسول عن هذه الفكرة بتعليمه حول "التبرير"

(غلا 1:3-5، روم 1:5-2).

يعبّر يوحنا عنها بتعليمه حول التشبّه بحياة الله وامتلاك حياة الله (يو 36:3؛ 40:6؛ 25:11).

(ج) الإيمان هو جواب على مبادرة مجانية من الثالوث الأقدس:

- الآب: هو الذي يجذب.

- الابن: هو الذي يعرّفنا على الآب ونحصل بوساطته على الإيمان.

- الروح القدس: هو الذي يعلّم كل شيء.

2- معطيات اللاهوت

تساعدنا معطيات الكتاب المقدس على فهم البُعد الأخلاقي للإيمان، فالإيمان هو أساس الحياة الأخلاقية،

إذا كان إيماناً مرتكزاً ومؤسساً على الرجاء والمحبة أي إذا كان قائماً على حقيقة إلهية. فلا يكفي الإيمان بمعزل عن الأعمال كما يظن بعض المسيحيين ونستنتج ثلاثة أبعاد للإيمان من الناحية الأخلاقية:

(أ‌) الإيمان دعوة إلهية شخصية

- يعني الاعتراف بأن الله هو المصدر الوحيد للإيمان كفضيلة إلهية.

- هو عطية من الثالوث أي أن الله يعطي نفسه للمؤمن.

- الإيمان كدعوة يتطلّب من المؤمن النمو المستمر في التواضع (1كور 31:1، 2تس 13:2).

(ب‌) الإيمان هو الجواب الذي يعطيه الإنسان لله، وذلك يعني انه:

- هو خيار جذري من قِبَل الشخص لله "لقد عرفنا الحبّ" (1يو16:3) "وآمنّا" (1يو16:4).

- الإيمان هو ارتداد وهو تغيير عقلية: من عقلية أرضية زمنية إلى عقلية المسيح (رسالة العبرانيين 13).

- الإيمان هو ذبيحة إذ فيه الألم الناتج عن عدم الوضوح من جهة والصراع مع العالم من جهة أخرى إذ أنه عالم متعلمن.

(ج) الإيمان هو اتحاد شخصي بين الله والمؤمن

- بالنسبة للقديس توما الإكويني: العنصر الأساسي في الإيمان هو الانتماء إلى شخص نتبعه بناء على كلمة منه.

وما الحقائق المثبتة إلا العنصر الثانوي للإيمان.

- يشبّه القديس توما أيضاً الإيمان بالزواج البتولي بين المسيح والمؤمن. لا شك أنه تشبيه عام إذ أنه من غير الممكن أن نضع المسيح

والإنسان على قدم المساواة:

إن عمل الله الخلاصي يسبق عمل الإنسان فيغيّره داخلياً ويرفعه إلى مستوى فائق الطبيعة جاعلاً إيّاه "خليقة جديدة"

هذا هو المفعول السرّي للفضيلة المفاضة. وأكثر من ذلك تقوم فضيلة الإيمان المفاضة على مساعدة الإنسان في الالتزام للعيش بمقتضى الحياة الجديدة.

ب- بُعد كنسي: تتم الوحدة بين الله والإنسان من خلال الكنيسة (نور الأمم9). ويعرّف المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الكنيسة بأنها الواسطة التي وضعها لله لخلاص البشر: هي سرّ أو دليل أو إرادة للاتحاد الوثيق بالله ولتوحيد الجنس البشري (نور الأمم1).

وهذا يعني أن البُعد الكنسي للإيمان المسيحي هو عنصر أساسي وكياني. وهذا ما يعلّمه الوحي الإلهي والتفكير اللاهوتي.

1- معطيات الوحي الإلهي:

لقد سبق وأشرنا إلى أن الإيمان في العهد القديم هو بمثابة "عهد" بين الله والإنسان.

وتدعو الأناجيل الإزائية إلى قبول البشارة بالإيمان كأساس للدخول في ملكوت الله

(مر15:1)

وفي الوقت ذاته فإن هذه البشارة هي التي تعطي الحياة لجماعة التلاميذ (مت 19:28-20).

ويفرض الإيمان في أعمال الرسل الانتماء إلى جماعة المؤمنين (4:4، 32؛ 14:5؛ 7:6) كما أن العماد يتضمن طابع جماعي وطريقة عيش مشتركة.

ويركّز بولس الرسول على العلاقة القائمة بين الإيمان والكنيسة:

فالكنيسة هي التي تنقل رسالة الإيمان. وهي نفسها التي من خلال المعمودية تعطي الروح القدس مصدر الإيمان.

أمّا يوحنا الإنجيلي فإنه يركّز على وحدة المؤمنين كعلامة مميزة تدفع الآخرين إلى الإيمان (20:17-21). إن وحدة الإيمان تأخذ وحدة الأب مع الابن نموذجاً لها.

2- معطيات اللاهوت:

يؤكد اللاهوتيون أن الإيمان يحيا عبر الكنيسة وأن الكنيسة تحيا بالإيمان.

(أ‌) الإيمان يحيا من خلال الكنيسة: إن الوساطة الكنسية هي التي تؤمن وجود الإيمان وتساعد على نموه بطرق مختلفة:

- من خلال السلطة التعليمية الكنسية، فللكنسية منذ عهد الرسل وإلى اليوم دور نبوي من خلال الكرازة والوعظ والتبشير.

- من خلال الأسرار المقدسة: فالكنيسة بكونها سرّ وعلامة وأداة خلاص لجميع البشر هي التي تنقل الإيمان خاصة من خلال المعمودية والإفخارستيا.

ويرتبط هذا الإيمان ارتباطاً وثيقاً بالمسيح الذي يعمل بقوّته الذاتية بغض النظر عن الاستعداد البشري ويرتبط أيضاً بالكنيسة التي تعمل بقوة المسيح كما أرادها.

- من خلال الشهادة: يدعو المجمع المسكوني الكنيسة "نور الأمم"

أي تلك التي بحياتها وشهادتها تقود الأمم من الظلمات إلى النور.

- من خلال تجسيد الإيمان: إن الإيمان الحي هو ذلك الإيمان المقترن بالأعمال. فعلى الكنيسة أن تواصل أعمال المحبة على مثال الذي جاء ليخدِِم لا ليُخدَم.

(ب‌) تحيا الكنيسة بالإيمان: يعطي الإيمان الوحدة الظاهرية والداخلية للكنيسة: فللكنيسة من الناحية الظاهرية، رسالة واحدة، وأما من الناحية الداخلية فالإيمان هو مشاركة جميع المؤمنين لعطية الروح القدس الواحدة والمُفاضة فيهم جميعاً. كما أن الإيمان يساعد الكنيسة على اتمام واجباتها من خلال رسالتها الثلاثية:

- رسالة كهنوتية: الاهتمام بتوزيع الأسرار التي هي قنوات نِعَم.

- رسالة نبوية: الاهتمام بكلمة الله من خلال إعلانها وعيشها.

رسالة ملوكية: الاهتمام بأعمال المحبة كتعبير صادق للإيمان الحي. من واجب الكنيسة تحضير المؤمنين للقاء مع الآب من خلال الخدمة في المحبة.



Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فضيلة الإيمان

بقلم: الأب رمزي نعمة

http://www.peregabriel.com/gm/albums..._7169208_n.jpg



قد يثق إنسان بآخر لصدقه وعلمه ونزاهته وتماسك منطقه.

وعلى هذا تبنى علاقة المعلم والطالب، الطبيب والمريض، المحامي والموكّل. وإن كانت شهادة الناس صادقة فشهادة الله أعظم.

هناك ثقة أخرى بين الإنسان والله ونسميها الإيمان.

ونؤمن بالله لأنه كشف لنا عن قدرته ومصداقيته وعلمه وصداقته بشكلين متكاملين.

الشكل الأول هو كشفه عن ذاته من خلال الطبيعة والخليقة المنظورة التي تعكس قدرة الله وكماله. والشكل الثاني من خلال كلام الأنبياء ولاسيما كلام ابنه يسوع المسيح، صورة الله المنظورة، صورة بهاء مجده.

الشكل الأول يقودنا إلى الإيمان الطبيعي بالله الخالق والمجازي، وهذا يعتمد على تفكير الإنسان. والثاني يقودنا إلى الإيمان الفائق للطبيعة بالإله المثلث الأقانيم المحب للبشر الذي أحب خليقته حتى تجسّد وصار شبيهاً بها ليفتديها

وينير الطريق أمام الإنسان التائه

والإيمان الفائق للطبيعة يعتمد، ليس على قدرة الإنسان للوصول إلى الله

وإنما على تنازل الله الذي أنعم على الإنسان بأن دعاه كي يسلّم ذاته ليسوع المسيح تسليماً كاملاً.



أولاً: تعليم الكتاب المقدّس

1) العهد القديم

في العهد القديم الكلمة العبرية ..... ترادف في العهد الجديد الكلمتين اليونانيتين "بيستيس pistis" و "بيستيوين pisteuein" والتي تترجم إلى العربية بالكلمتين "آمن" و "الإيمان".

والتي تعني: الشعور بالأمان والارتياح (أش 7، 9؛ 28 ، 16)

الشعور بالثقة (حز1:4، 5)

ونستخلص تعليم العهد القديم حول مفهوم الإيمان من خلال حادثتين أساسيتين:

أ‌- دعوة إبراهيم: ونفهم من هذا الحدث أن الإيمان يعني قبول إرادة الله بكونها إرادة خلاصية.

"بالإيمان لبّى إبراهيم الدعوة فخرج إلى بلد قدّر له أن يناله ميراثاً، خرج وهو لا يدري إلى أين يتوجّه.

بالإيمان نزل إلى أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وأقام في الخيام مع اسحق ويعقوب الشريكين في الميراث الموعود عينه" (عب 11/8-9).

ب‌- قصة العهد: لقد أقام الله عهداً مع شعبه.

"أنا أكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً".

إنه عهد مبني على الأمانة المتبادلة. فالإيمان هنا يعني قبول كلمة الله والعمل بموجبها.

ولهذه الكلمة بعدين: بُعد لاهوتي، وذلك يعني توصيل الحقيقة الإلهية والوحي الإلهي للبشرية، وبُعد أخلاقي وذلك يعني إعلان شريعة حياة أي جواب الإنسان على هذه الحقيقة الموحاة.

فبالنسبة للعهد القديم، إن رجل الإيمان، أي الرجل الذي يؤمن

هو عضو في الجماعة التي تأسست على العهد في جبل سيناء.

الإيمان هو طريقة حياة الإنسان الملتزم بالله، الذي يقول "آمين" لله

والذي يتطلّع لله كدليل له انطلاقاً من الثقة التي ولدت من جراء تذكار حي لقيادة الله في الماضي.

يكشف الله لنا ذاته بأنه القدّوس، والذي يحب، إنه الأمين والذي يَعِد، أنه الصادق..

ويجيب الإنسان على هذا الوحي بطاعته لله واحترامه وتعبّده ومخافته من خلال أعمال المحبة والثقة والأمانة والرجاء والانتظار والصبر والقبول.

بهذا المعنى نفهم أن الإنسان يؤمن وهو مؤمن بقدر ما ينفتح بكامل شخصيته نحو الله الذي يوحي نفسه.

إن المؤمن هو ذاك الذي يبني علاقة شخصية مع الله. ويتنازل عن مركزية "الأنا" ليثق بالله دون حدود ويطيعه بمحبة كاملة.

تلحق معان مختلفة بكلمتي "إيمان" و "صدق" في العهد القديم.

فمثلاً في تك 6:15 و عد 12:20، و حز 22:78 الإيمان هو الثقة في وعد الله. وفي حز 31:14، 9:19

الإيمان بالله هو أخذه مأخذ الجد وفي أش 16:28

الإيمان هو الاعتماد الكلي على الله. وفي أش 10:43

وفي حز 13:27 الإيمان والتصديق ينظر إليهما بالمعنى الذهني

وفي حك 2:12 يعني الإيمان الإخلاص للشريعة.

وللإيمان في العهد القديم ثلاث أبعاد:

بُعد مستقبلي: وذلك يعني الثقة بأن ما وعد الله به سوف يتحقق

بُعد ماضي: وذلك يعني إلقاء نظرة على الماضي الذي هو تاريخ خلاص البشرية. وما الهدف من تذكّر الماضي إلا الالتقاء بمحبة الله الخلاصية من خلال كل ما عمله لشعبه (جا 50:44).

بُعد حاضر: وذلك يعني اكتشاف علامات الأزمنة بطريقة تترجم هذا الإيمان إلى عمل وواقع.

2) العهد الجديد

لا شكّ أن هناك تكامل حول مفهوم الإيمان في العهد القديم والعهد الجديد. فالإيمان هو قبول كلمة الله بكونها كلمة خلاصية في العهدين.

لكن هنالك مفهوم جديد للإيمان في العهد الجديد

ويعود ذلك إلى التحوّل الواضح في تاريخ الخلاص:

فالإيمان يعني إعطاء جواب لله الذي أظهر نفسه عن طريق ابنه يسوع المسيح.

‌أ. الأناجيل الإزائية: في الأناجيل الإزائية لا يعني الإيمان مجرد قبول الشريعة وكلام الله كما كان في العهد القديم، بل الإيمان يعني قبول شخص السيد المسيح الذي بوساطته يريد الله أن يحقق الخلاص.

ويدل الإيمان (التصديق) أيضاً على أمور معينة مثل الإيمان بالمجيء الثاني (مر21:13)، والإيمان بالعجائب (مر5:2)

والثقة بالله (مر22:11).

ويأتي الإيمان من سماع الكلمة (روم14:10-21).

والإيمان هبة (أف8:2، فل29:1)

والإيمان معناه معرفة الله (غل 9:4)

الإيمان هو رجاء الخلاص والحياة (روم 8:6).

‌ب. بولس الرسول: جاءت بشارة القديس بولس في فترة ما بعد قيامة السيد المسيح، وركّز تبشيره على يسوع القائم من بين الأموات.

لذا فالإيمان الحقيقي هو ذلك الموجّه نحو المسيح القائم والممجد.

ليس الإيمان بالنسبة للقديس بولس أو للأناجيل الإزائية مجرد قبول فكري للوحي، إنما هو العطاء الكلي لشخص المسيح والاتحاد الكامل به.

لذا نرى القديس بولس يركّز على الإيمان بيسوع المسيح الذي هو

مصدر الخلاص إذ ليس الإيمان بالشريعة وبأعمال الشريعة هو الذي

يعطي الخلاص.

‌ج. يوحنا الرسول: يُعتبر تعليم يوحنا حول الإيمان من أكمل تعاليم العهد الجديد حول هذا الموضوع.

إنه الإنجيل الذي كُتب من أجل إحياء الإيمان (31:20).

ويوضّح يوحنا أن الإيمان هو عطية من الله.

وأن الله يترك الحرية للإنسان بالقبول أو عدمه، وتقع المسؤولية كاملة على الإنسان الذي بإمكانه أن يقبل أو أن يرفض الإيمان.

وأن خطيئة أعداء المسيح الكبرى هي أنهم رفضوا هذه العطية (9:16).

ويركّز يوحنا على أهمية الشهادة للمؤمنين الذين باتباعهم وصايا الله بمحبة ووحدة يشهدون أمام العالم عن حقيقة الإيمان (21:17).

ومن المعروف أن الصفة الغالبة للإيمان في العهد الجديد وخاصة في إنجيل يوحنا هي الثقة الشخصية القائمة على التصديق:

"أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي" (1:14)،

"صدقيني أيتها المرأة" (21:4).

ويرى يوحنا أن الإيمان هبة البنوّة لله "أما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله" (يو12:1).

الإيمان هو الإيمان الشخصي بيسوع (يو 11:2، 16:3).

إن أفعال المسيح تقودنا إلى الإيمان به (يو 10:14، 11:10، 36:5).

وقد كتب إنجيله ليؤمن الناس به (يو 35:19، 20-31).

‌د. أعمال الرسل: ويظهر الإيمان في أعمال الرسل كانتماء إلى مجموعة الرسل أي إلى مجموعة الكنيسة الأولى.

مما سبق نستخلص مفهوم الإيمان في العهد الجديد:

- الإيمان هو الانتماء إلى يسوع المسيح المخلّص المائت والقائم من بين الأموات.

- الإيمان هو الانتماء إلى شخص يسوع المسيح ورسالته.

- الإيمان هو الانتماء إلى يسوع المسيح من خلال الكنيسة التي هي "جماعة المؤمنين" والأسرار التي وضعها هو بنفسه كقنوات لنعمه. إنها أسرار الإيمان.

ثانياً: تعليم الكنيسة

1) المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول

علماً بأن الكتاب المقدس يضفي معان متعددة لكلمة الإيمان، إلا أن التعليم الكنسي الرسمي يستعمل هذا الإصلاح بمعنى تقني خاص. والإيمان حسب ما قرره المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول، هو موافقة العقل، بتأثير النعمة

على حقيقة أوحاها الله، لا لأننا نفهمها، بل لأن الله

الذي لا يمكن أن يغش أو أن يُغش، قد أوحاها وهكذا يقبل المسيحيون سرّ الثالوث الأقدس في الله الواحد بالإيمان

أي أنهم يقبلونه، لا لأنهم يفهمونه، بل لأن الله قد أوحى به.

إن الذي أوحى به قد بلغنا إياه عن طريق ابنه الإلهي يسوع المسيح بوجه خاص (عب 1:1-2)

الذي اعتمدناه بفضل أعماله الخارقة. وقد أكد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني تعليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول هذا (الوحي الإلهي 4-5).

يستقر الإيمان في العقل كفضيلة وفعل. ولكن الإرادة أيضاً تساهم في فعل الإيمان لأن الحقائق التي يوافق عليها العقل تفتقر إلى تلك البديهية التي تقرر عادة موافقة العقل.

وتدخُّل الإرادة ضروي لدفع العقل لقبول الحقيقة الموحاة. وعليه "فمن طبيعة فعل الإيمان ذاته أن يتميز بالطوعية لأن الإنسان الذي افتداه المسيح المخلص ودعاه إلى التبني، لا يستطيع أن يتبع الله الذي أوحى إن لم يجتذبه الآب واضعاً بالله إيمانه بكامل وعيه وحريته" (الحرية الدينية 10).

ولأن الإيمان يعتمد على سلطة الله الموحية وليس على البديهية الداخلية للحقيقة، فهو غامض، إلا أنه مع هذا ثابت ومؤكد.

وبالإضافة إلى ذلك، فالإيمان، في بدايته وتطوّره، هو من فعل نعمة الله. وقد حدّد المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول موضوع الإيمان بقوله:

"بموجب الإيمان الإلهي والكاثوليكي علينا أن نؤمن بكل شيء وارد في كلمة الله سواء كان موجوداً في الكتاب المقدس أو كان قد نقل إلينا، والذي أعلنت الكنيسة أنه موحي من قبل الله إما بقرار رسمي أو عن طريق تعليمها العادي والعام".

وقد حدد المجمع نفسه ضرورة الإيمان: فبدون الإيمان من المستحيل ارضاء الله (عب 6:11).

وعلى الأقل، فإن فضيلة الإيمان ضرورية للأطفال بينما على البالغين أن يوجهوا حياتهم تجاه الله بأفعال الإيمان.

2) المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني

وقد أضاف المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني توضيحات أخرى. إن على كل تلميذ للمسيح واجب نشر الإيمان بحسب قدرته (دستور عقائدي في الكنيسة– 12). والأساقفة هم وعّاظ الإيمان بلا منازع. وهم يعظون الإيمان الذي يجب على المسيحيين أن يصدقوه ويمارسوه. إن من أهداف التعليم المسيحي جعل الشخص المعمد أكثر وعياً بنعمة الإيمان (التربية المسيحية –2).

إن الروح تسند حِسّ الإيمان بين شعب الله. ويتوغل الإيمان في حياة المؤمن جميعها. وقبل أن يستطيع الناس المجيء إلى الليتورجيا (الطقسيات) يجب أن يُدعوا إلى الإيمان والهداية.


Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
واجبات الإنسان نحو الإيمان
نستخلص مما سبق أن الإيمان هو هبة من الله تعالى وهو في الوقت ذاته قرار وجواب حرّ من قِبل الإنسان.
من خلال عرض هذه الواجبات نود توضيح المعنى العميق "لواجب إعطاء الجواب" من خلال الخيار الحرّ للإيمان.

كانت الكنيسة، سابقاً، تعطي الأولوية لحفظ الشرائع الكنسية كواجب من واجبات الإيمان. وإن كانت هذه الشرائع تعكس إرادة الله إلا أن الإيمان الحي لا يتوقف على مجرد طاعة خارجية لها.

ولذا نرى المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في عرضه للإيمان يحارب فكرة الحدّ الأدنى للخلاص داعياً إلى كمال الحياة في الإيمان وأهمية العمل للنمو في الإيمان.

أ‌- قبول الإيمان: إن الإيمان لضروري للخلاص:

إذا كانت محبة الآب تريد الخلاص للبشر أجمعين وإذا كان الإيمان هو اللقاء بالله المخلص فجميع البشر بالتالي مدعوون إلى الإيمان.

1- معطيات الوحي الإلهي:
تؤكد لنا الأناجيل الإزائية بأن الإيمان ضروري للدخول في ملكوت الله (مر 15:1).

ونرى السيد المسيح يطلب الإيمان للقيام بالعجائب (مت 28:9؛ مر 35:5). ولقد علّمنا بأمثاله أنه لا غنى عن الإيمان للخلاص
(مثل الزارع: لو 12:8؛ يو 24:8؛ 24:5؛ 25:11-26؛ مر 15:16-16).

أما الفكرة البارزة في الكرازة الأولى في سفر أعمال الرسل فهي العلاقة القائمة بين الإيمان والخلاص.

إن الخلاص بالنسبة لبولس الرسول هو ثمرة الإيمان بيسوع المسيح وبأحكام الشريعة (روم 26:3-28؛ غلا 16:2). وبالنسبة ليوحنا الرسول فإن العلاقة بين الإيمان والخلاص أساسية ويؤكدها من خلال تعميقه فكرة النور والظلمة (يو 20:3؛ 1يو 5:1)

وفكرة الحياة (يو 12:1؛ 15:3؛ 36:16) وفكرة الحكم والقضاء (يو 18:3).

2- معطيات اللاهوت:
إن الإيمان كفضيلة ضروري لكل إنسان حتى الصغير منهم. وأما الإيمان "كحدث وفعل" فإنه ضروري للإنسان البالغ.

ومن هنا السؤال بماذا نؤمن؟

الإيمان الضمني: على الإنسان أن يؤمن ضمنياً بكل الحقائق التي أوحاها الله لا لسبب إلا لأن الله هو الذي أوحاها.

الإيمان الصريح:

كإيمان صريح لابد من الاعتراف بوجود الله وبأنه يجازي الإنسان على أعماله (عب 1:11)

وإن الإنسان غير المؤمن والذي لا شريعة له فهو بطبيعته شريعة لنفسه حسب تعليم بولس الرسول (روم 9:2-17).

أما بالنسبة للإنسان المسيحي فالوصية تطلب منه أن يؤمن:

- بكل الحقائق التي وردت في قانون الإيمان

- بالأسرار الضرورية للمسيحية: المعمودية، الإفخارستيا والتوبة

- بوصايا الله العشر وأبانا الذي...

ولكن المؤمن الحقيقي لا يتوقف على الحدّ الأدنى و ينظر إلى "الكم" في إيمانه بل يسعى إلى الحدّ الأعلى وإلى النوعية.

ب. نشر الإيمان:

هناك دور "نبوي" لكل عضو في الكنيسة بناء على قول السيد المسيح: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.." (مر16:6). وإنه لواجب علينا أن نؤدي هذا الدور بإخلاص واقتناع داخلي. مازال الله الذي كلمنا سابقاً بوساطة الأنبياء ومن ثم بوساطة ابنه مازال يكلمنا اليوم بوساطة الكنيسة.
فالكنيسة التي تصغي لكلمة الله من واجبها أن تعلن وتنشر هذه الكلمة. وعندما نقول كنيسة لا نقصد السلطة الكنسية، بل كل عضو في الكنيسة. لأنه بحكم المعمودية يُصبح على كل مؤمن "أدبياً" بأن يؤدي هذا الدور النبوي لأنه كما نال معرفة الخلاص مجاناً فعليه أن يعطي الخلاص مجاناً.
إلا أنه واجب على المعمّد أن يقوم بنشر الإيمان لأن السيد المسيح طلب ذلك صراحة لدى قوله "اذهبوا وتلمذوا كل الأمم" لا شك أن دور الإعلان والتبشير يختلف من شخص لآخر. إلا أنه واجب على كل إنسان أن يؤديه بحسب مركزه ودوره في المجتمع.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نعلن؟

إن أنجح تبشير عُرف على مدى الأجيال هو شهادة الحياة التي هي ثمرة المعمودية والميرون (راجع "نور الأمم" 11، 12).

- إن الوسائل الأساسية لإعلان الإيمان هي الاحتفالات الليتورجية. لا شك أن رسالة التبشير بالمعنى الحصري على المستوى المحلي أو العالمي هي دعوة خاصة ولقد أصدرت الكنيسة العديد من الوثائق لهذه الغاية:

قرار مجمعي في نشاط الكنيسة الإرسالية، 1965.

دعوة رسولية من أجل إعلان الإنجيل للبابا بولس السادس، 1975

إرشاد رسولي في واجب تلقين التعليم المسيحي في عصرنا للبابا يوحنا بولس الثاني، 1979.

§ العلمانيون المؤمنون بالمسيح للبابا يوحنا بولس الثاني، 1988

§ رسالة الفادي للبابا يوحنا بولس الثاني 1990

- أما بخصوص وسائل القيام برسالة نشر الإيمان: فهناك وسائل تقليدية كالتبشير والكرازة والوعظ والتعليم الديني وحركات الشبيبة. إلا أن الكنيسة تدعو إلى استغلال وسائل الإعلام الحديثة (راجع عدد 45 من دعوة رسولية من أجل إعلان الإنجيل وقرار مجمعي في وسائل الإعلام الاجتماعية)..

ج‌- نمو الإيمان:

تُعتبر رسالة السيد المسيح وكرازة الرسل دعوة ملّحة إلى ضرورة إنضاج الإيمان والنمو فيه.

1- معطيات الوحي الإلهي: يظهر جلياً من خلال قراءة الإنجيل المقدس كيف أن السيد المسيح كان يوبّخ قلة الإيمان (مت 25:8-26).
وقدّم الأمثال للإشارة إلى حيوية الإيمان (راجع مثل حبة الخردل مت 2:13-23) كما ونراه يقبل الصلاة من أجل ازدياد الإيمان (لو5:17).

يتضح من خلال كرازة الرسل أن النمو هو ثمرة طبيعية للإيمان الحي (راجع قو 9:1-10؛ فل 9:1-10؛ أفس 14:3-19؛ عب 1:6-2). كما ودعا الرسول بطرس إلى النمو في النعمة وفي معرفة المسيح يسوع (2بط 18:3).

2- معطيات اللاهوت: ما بين الشرارة الأولى للإيمان واكتماله ونضوجه، شوط طويل يجتازه الإنسان عبر مراحل حياته. وللإنسان دور في نمو الإيمان كما له دور في نشوئه.
وقد صلى يسوع كي لا ينقص إيمان بطرس الذي عليه أن يثبّت إخوته (لو 32:22).

وإذا كان نشوء الإيمان هو تعاون نعمة الله وإرادة الإنسان، فإن فقدان الإيمان هو مسؤولية الإنسان ومسؤولية مجتمعه. وكلما زادت مسؤولية المجتمع قلّت مسؤولية الفرد في فقدان الإيمان (مثل البلاد الشيوعية الملحدة).

يشبه الإيمان بذرة لا تقدر أن تعيش إلا إذا واصلت النمو والكفاح. وإذا لم ينمي المؤمن إيمانه بأفعال إيمان وبحياة رصينة جادة فإن تجربة النكوص والانعكاس ومعاودة الاعتماد على التفكير الذاتي وارادة، بدلاً من الاعتماد على حكمة الله التي تكلّمنا بشكل سريّ وتحملنا إلى حيث لا ندري. وبما أن الإيمان يعني اللامنظور فإن الإنسان محمول إلى الارتداد إلى الأشياء الملموسة والمنظورة.
الإيمان هو قفزة خطرة خارجاً عن العالم وفوقه بشكل معاكس للجاذبية الأرضية التي تحاول دائماً إرجاعنا إليها. لذلك يبقى الإيمان مجالاً يجب الدفاع عنه بعزم وثبات.

العمل على النمو في الإيمان هو مسؤولية الفرد والجماعة وهذه بعض الخطوات لنمو الإيمان:

1- ممارسة الصلاة والاتحاد بالله

2- القيام بأفعال إيمان نؤكد فيها إيماننا. ويتم ذلك في مراحل العمر الأساسية وعند التجاوب والشكوك، وعندما يُطلب من المسيحي الشهادة عن إيمانه، وأهم فعل إيمان هو إعلانه عند ساعة الموت. ولا ننسى أن المسيحي يعلن عن إيمانه بالكلام والأعمال. وكلما صلينا أو قمنا بعمل صالح لمجد الله فإنما نعلن عن إيماننا عملياً.

3- ممارسة الأسرار ولا سيما الاعتراف والمناولة.

4- دراسة الكتاب المقدس: يقول إيرونيموس "من يجهل الكتاب المقدس يجهل المسيح".

5- الثقافة الدينية بالمطالعة والدراسة.

6- التبشير بالإيمان: نشر وتقوية إيمان الغير ينمّي إيماننا الشخصي.

د. الثبات في الإيمان: لقد منحنا الله هبة الإيمان. إنها هبة مجانية لا نستحقها إنما يجب علينا المحافظة عليها.

1- معطيات الوحي الإلهي: دعا السيد المسيح أتباعه إلى ضرورة الصلاة والسهر (لو 22:21) والحذر من الأنبياء الكذبة (مت 15:7) والوقوف بحزم أمام الاضطهادات (يو 1:16-4).
ولم يكفّ الرسل الأطهار عن حثّ المؤمنين والمسيحيين الأولين على الثبات في التعليم الصحيح (راجع أع 29:20؛ 2قور 3:11؛ روم 17:16؛ 2بط 17:3؛ 2بط 1:2؛ 2يو 11:7؛ يهوذا آية 20).

2- معطيات اللاهوت: سارت الكنيسة على خطى المسيح داعية إلى الثبات في الإيمان مندّدة بالتعاليم الخاطئة (نور الأمم 25) ومحذّرة من المخاطر التي تقود إلى إضعاف الإيمان أو هجره. كالاطلاع على الكتب التي تقاوم الإيمان المسيحي.

أما بخصوص العلاقة مع غير المسيحيين من جهة والمسيحيين غير الكاثوليك من جهة أخرى فإن المبدأ العام للكنيسة هو الاحترام والمحبة والانفتاح والتعاون. إلا أن ذلك لا يعني اللامبالاة الدينية

ولا التنازل عن العقائد في سبيل التقارب والوحدة (راجع قرار مجمعي في الحركة المسكونية وبيان في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية). ومن الوسائل الضرورية للثبات في الإيمان تؤكد الكنيسة على دور المدرسة المسيحية وباقي المؤسسات التعليمية.

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقوال عن الإيمان للقمص بيشوي كامل

http://www.peregabriel.com/gm/albums...hgallery-8.jpg



+ الإيمان هو القوى المحركة للسفينة فى وسط بحر هذا العالم المتلاطم . +
أساس إيماننا الأرثوذكسى يختلف عن أى إيمان . فهو ليس مجرد إيمان بقوة الله وعظمته وسلطانه وأن السموات تحدث بمجده والفلَكَ يخبر بعمل يديه ..

+ إنما يعنى أن هناك إضافة الهية غير محدودة لبشريتنا المحدودة هذه الإضافة اللانهائية لله لطبيعتنا الضعيفة أعطت الانسان المسيحى أن يدخل فى اللانهائيات، ويعمل بامكانيات الله اللانهائية.

+
المسيحية ليست أخلاقيات بل هى حياة المسيح فى البشر.

+ الأخلاقيات بدون المسيح تضخيم للذات . ولكن فى المسيح هى رائحة المسيح الذكية.

+ ليس عدو للانسان ولا للخدمة أخطر من الذات.

+ الانسان العادى إرادته تقف عند حد . أما المسيحى فالاراده عنده = إرادته الضعيفة + إرادة الله فيه .
وهنا يرتفع مستوى إرادتنا إلى ما لا نهاية إلى الموت .

+
الإرادة المسيحية تصل إلى الذبح " من أجلك نمات كل النهار " .

+
الإيمان بالمسيح المذبوح لأجلنا فى ذبيحة القداس يلهب قلبنا فتدرك بذل الله إلى المنتهى .. إلى الذبح ..

+
محصلة صومنا = صوم ربنا يسوع بلا أكل + صومنا الضعيف = صوماً عظيماً جداً ومقبولاً .

+
احتمال المسيح إلى ما لانهاية على الصليب + احتمالى البشرى المحدود الضعيف = احتمال بالمسيح رئيس إيماننا ومكمله = احتمال إلى ما لا نهاية ..

+
نحن نملك امكانية نقل الجبال .. وإن كانت المسيحية لا تدعو للحركات التظاهرية البهلوانية لكى تنقل كل يوم جبلاً ولكن نحن نملك إمكانية نقل الجبال ..
لنا أن ننقل جبال الكراهية من على قلوبنا وقلوب الآخرين بالمسيح الموجود فينا
.

+
المسيح هو الحياة .. وثباتى فيه يعنى حياتى الأبدية. وانفصالى عنه يعنى موتى.

+ الإيمان المسيحى مبنى على وجود الله فى حياتنا ، معنى ذلك أننا بالإيمان نحصل على إمكانيات غير محدودة لله الحال فينا
فنستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينا ، ونكتشف أن لنا فى المسيح قامة أكبر بلا مقارنة من قامتنا البشرية
.

+
إن القوة فى المسيحية ليست قوة السيف ولكنها قوة الإيمان والصلاة إن قوة السيف تنهار أمام الجارية . أما قوة الإيمان فتعبر التجربة بالصلاة .

+
فى هذا العصر المادى يجحد البعض المسيح الذى فداهم بدمه من أجل المال أو الجنس . وعنهم يقول معلمنا بولس الرسول : " يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه "


( عب 6 : 6 ) .

+
فهل يظن هؤلاء المساكين أن المال أو شهوة الجنس أغلى من دم المسيح وأغلى من الروح القدس الذى سكن فينا بمسحة الميرون !!

+
كان أحـد القديسـين ساكناً فـى وسـط المدافن ، فرأى منظر ملائكة محيطين بانسان ميت جحد المسيح قبل موته ثم سمع صوت العذراء تقول لهم :
( انزعوا ميرون ابنى يسوع المسيح منه ).

لا أمان بدون إيمان .

+
الإيمان هو قوة الموتور التى تحرك سفينة الخدمة وسط بحر العالم المتلاطم .

+ الإيمان هو لثمر رقم 7 من ثمار الروح القدس تعطى بالامتلاء بروح الله بالصلاة ، والتوبة ، وأعمال المحبة .

+
الإيمان شجرة تنمو باستمرار .

+
الإنسان يريد أن يرى بعينيه ليؤمن .. ولكن إيمان إبراهيم هو ثقة فى كلام الله قبل أن يرى أوعكس ما يرى.

آمن بأنه ذاهب إلى أرض تفيض لبناً وعسلاً وهو لم يرها ..

آمن بنسل وإمرأته عاقر .. آمن بقيامة اسحق رغم ذهابه ليذبحه .

+
الإيمان جعل شخصية إبراهيم عظيمة ..

+
ضعف الإيمان جعل لوط حقيراً .

+ عندما انتصر الرب .. انتصر لنا ..

+
فالنصرة حدث ماضٍٍٍٍٍ فى حياتنا . وما علينا إلاً أن نكتشفه بالإيمان.

+
لولا الشهداء ما بقى لنا إيمان وما ظهرت قوة المسيحية وقوة الوصية وحلاوة الصليب وقوته وحكمته ..

+ السلبية ينطوى تحتها الخوف .. قلة الإيمان .. الإحساس بالضعف .. الأنانية .. وضعف الشخصية .


+
أما الإيجابية ففيها قوة الإيمان . الثقة بالله .. المحبة الإحساس بآلام الآخرين .. قوة الشخصية .

+
البركة التى تؤخذ من الله تؤخذ بالطاعـة ، والإيمـان كإبراهيم .. وتؤخذ بالجهاد والصراع فى الصلاة حتى مطلع الفجر كيعقوب.



+
الحرية أخذتها فعلاً بالمعمودية. لذلك فالإيمان مع العمل إثبات إيمانى بأنى حرّ.

+
كل مواجهة مع المسيح هى صلاة تجديد..

وكل صلاة هى خبرة إيمانية ..


وكل خبرة إيمانية هى حياة أبدية.

+
السير فى البرية ليس فيه أمان إلاَّ إذا آمنا أن الله موجود معنا لا يفارقنا.

منــاجاة:

سمعان لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب..

أى ضمان أعظم من هذا .. أريد هذا الضمان أن لا أرى الموت قبل أن أعاين المسيح.. بالإيمان.. وبعد الموت بالعيان.

+
الإيمان : ليس هو نظرية.. بل قوة قادرة على تغيير الحياة.

+ هذه القوة تبدأ بمواجهة مع أنفسنا داخل أنفسنا فى حضرة الله بكل صبر وطول أناة وبصلاة.

+ النفس المؤمنة ، تملك كنوز الحكمة والمعرفة والغنى... التى هى يسوع المسيح.

+ بالايمان نغلب القلق ، ونحطم الخوف.

+
إيماننا الحى هو الرد العملى والبرهان الواضح على صحة الطريق المسيحى ، وحاجة النفس البشرية إليه.

+ حين نستخدم أسلوب الحسابات نقف عن عمل الله.
ويتخلى الله عنا...

لقد استخدم فيلبس هذا الأسلوب... ومد الرب يده الأمينة فبارك فى القليل ليصبح كثيراً ويفيض.

+ كنيستنا غنية بالإيمان ، ولا يليق أن نضيع هذا التراث بضعفنا . ليتنا نسلم السلاح (الإيمان) لأولادنا .

+ ليتنا نسلمهم روح الرضى والشكر والثقة المطلقة فى إله محب وقادر على كل شئ

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان الصحيح بربنا يسوع المسيح
«فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن اللّـه الحي»
http://www.peregabriel.com/gm/albums...ormal_0726.jpg

(مت 16: 16)

قال المهاتما غاندي المفكّر الهندي الشهير لمبشرين غربيين: «أريد مسيحكم لا مسيحيتكم» وطُلب إليه مرة ليلقي خطاباً في جمهور من الناس من مختلف الأديان والمذاهب،
ففتح الإنجيل المقدس وقرأ موعظة الرب يسوع على الجبل، وصرّح بأنه يقرأها باستمرار.

إن المهاتما غاندي ومن شابهه من قادة الفكر والشعوب، والفلاسفة والعلماء، غير المسيحيين الذين تعرّفوا على الرب يسوع عبر الأجيال، من خلال تعاليمه الإلهية الأدبية،
وسيرته الطاهرة النقية، رأوا فيه نبياً عظيماً، ومصلحاً اجتماعياً كبيراً، ليس إلاّ، وبتبني هذه الآراء تورّط بعض المبتدعين المعاصرين والقدامى فحوّلوا بشارة الخلاص إلى إنجيل اجتماعي
وانحطوا إلى درك الهرطقة، وضلوا طريق الحق، وتستّروا تحت الاسم المسيحي في نشر بدعهم الشنيعة، ومسيحيتهم زائفة والمسيح براء منهم وهم المعنيون بقوله:
«كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم (يوم الدين) يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرّح لهم إني لم أعرفكم قط، اذهبوا عني يا فاعلي الإثم»(مت7: 22و23)
ويحذرنا الرب يسوع أيضاً من الضالين والمضلين قائلاً:
«احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم»(مت7: 15و16).

أما الرسول بولس ففي هذا الصدد يكتب إلى أهل الإيمان في غلاطية قائلاً:
«غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحوّلوا إنجيل المسيح، ولكن إن بشّرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشّرناكم، فليكن أناثيما، كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضاً إن كان أحد يبشّركم في غير ما قبلتم فليكن أناثيما»(غلا1: 7 ـ 9).

أجل لقد سما الرب يسوع بالإنسان إلى المُثل العليا، فأعطى الطوبى للمساكين بالروح ولأنقياء القلب، والودعاء وغيرهم من الأتقياء،
وأبغض الخطية ودانها، ولكنه أحب الخاطئ ودعاه إلى التوبة، فلم يكتفِ بإدانة خطية الزنى مثلاً بل دان النظرة الشهوانية الشنيعة التي هي أصل هذه الخطية وبدؤها بقوله:
«قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم»(مت5: 27 ـ 29) ووضع الرب يسوع القاعدة الذهبية في كيفية معاملة الإنسان أخاه الإنسان بقوله:
«فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم بهم. لأنه هذا هو الناموس والأنبياء»(
مت7: 12).
وكانت حياة الرب يسوع على الأرض وفقاً لتعاليمه المقدسة، ولم يرَ العالم شخصاً تاريخياً أو حتى خيالياً تمثّلت فيه صفات الرب يسوع المسيح العجيبة وأخلاقه السامية ولن يرى.

وقد أقام له المجد، من ذاته مثالاً صالحاً للبشر بسيرته الطاهرة وسريرته النقية مبرهناً بذلك على إمكانية تطبيق وصاياه الإلهية
وتعاليمه السماوية التي تؤدي بحافظها إلى الكمال الإنجيلي، فليس ناموس الرب يسوع خيالياً لا يمكن العمل به، ولا هو عبء ثقيل يستحيل حمله، فنير الرب هيّن وحمله خفيف والرب يسوع يدعونا للاقتداء به قائلاً:
«تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم، لأن نيري هيّن، وحملي خفيف» (مت11: 28 ـ 30).

أجل إنه لأمر خطير جداً، وبعيد عن روح الإنجيل المقدس، أن نعتقد أن الرب يسوع مساو لموسى وإيليا وسائر الأنبياء، فهو ليس مجرد إنسان بار ونبي عظيم، بل هو معصوم من الخطأ حتى أنه تحدّى مرة أعداءه وأعلن أمامهم وأمام أتباعه قائلاً:
«من منكم يبكّتني على خطية»(يو8: 46) وإن عصمة المسيح من الخطية تدل دلالة واضحة على أنه أسمى من إنسان وقد قال له المجد مرة:
«ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله»(مت19: 17)، والرسول بولس يكشف النقاب عن ألوهته بقوله: «وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، اللّه ظهر في الجسد، تبرّر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أُومِن به في العالم، رُفع في المجد»(1تي3: 16)،
وآية الرسول بولس هذه هي خلاصة عقيدة التجسّد الإلهي. ويوضّح لنا الرسول يوحنا الغاية القصوى من كتابة الإنجيل المقدس بقوله:
«وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللّه ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه»(يو20: 31). وقد وجّه الرب يسوع أنظار أتباعه بكل وضوح للتأمّل بشخصه الإلهي، فهو ابن اللّـه الوحيد، وقد جاء من السماء لخلاص البشرية قائلاً:
«لأنه هكذا أحبّ اللّه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية»(يو3: 16)
كما أعلن الرب للملأ أنه هو نور العالم (يو8: 12 و9: 5) وأنه «الطريق والحق والحياة»(يو14: 6)
وأنه «القيامة والحياة»(يو11: 25) «ومن آمن به ولو مات فسيحيا»(يو11: 25).

وفي ضواحي قيصرية فيلبس لم يسأل يسوع تلاميذه عن رأيهم في تعاليمه السامية، ولا عن رأيهم في معجزاته الباهرات،
ولكنه سألهم عمّا يقوله الناس عنه، ثم عمّا يقولون هم عن شخصه الإلهي قائلاً:
«من تقول الناس عني أني أنا ابن الإنسان، فقالوا: قوم يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء. فقال لهم: وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال:
أنت هو المسيح ابن اللّـه الحي، فأجاب يسوع وقال له: طوبى لك يا سمعان بن يُونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات. وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (مت 16: 13 ـ 18)

http://www.peregabriel.com/gm/albums...l_0820%7E0.jpg

وقد أعطى الطوبى لسمعان بطرس لأن لحماً ودماً لم يعلنا له تلك الحقيقة الإلهية، والعقيدة الإيمانية السمحة بل السماء التي شهدت ليسوع على أثر عماده من يوحنا، إذ انشقّت السموات وهبط الروح القدس على هامة يسوع مثل حمامة ليميّزه عن الجمهور، وجاء صوت الآب من السموات قائلاً: «أنت ابني الحبيب الذي به سررت»(مت3: 17 ومر 1: 11 ولو3: 22). كما أعلن الآب السماوي شهادته عن ابنه ثانية يوم تجلّي الرب يسوع على الجبل أمام ثلاثة من تلاميذه وظهر معه موسى وإيليا قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا»(مت17: 5).
فالمسيح يسوع ربنا أسس دينه المبين على العقيدة السمحة القائلة إنّه ابن اللّـه الوحيد. فقد جاء إلى العالم ليملأ قلوب الناس وأفكارهم بشخصه الإلهي
فكل شخص لا يؤمن بأن يسوع المسيح هو ابن اللّـه الحي يعدّ غريباً عن المسيح، وكذلك فإن كل مؤسسة تدّعي بأنها في عداد كنائس المسيح ولا تؤمن بأن يسوع المسيح هو«اللّه ظهر في الجسد»(
1تي3: 16)
على حد تعبير الرسول بولس، وهو مساو للآب في الجوهر، على حد تعبير قانون الإيمان النيقاوي، فتلك المؤسسة لا تمتّ إلى المسيح بصلة. والمسيح أزلي أبدي وقد صرّح بذلك بقوله:
«قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن»(يو8: 58) وكلمة أنا كائن هي ذات الكلمة (اهيه) التي أطلقها اللّه تعالى على ذاته قائلاً لموسى:
«هكذا تقول لبني اسرائيل أهْيهْ أرسلني إليكم»(خر3: 14). كما أن الرب يسوع صرّح بمساواته للّه الآب بقوله:
«من رآني فقد رأى الآب»(يو14: 9) «كل ما للآب هولي»(يو16: 15) «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي»(يو14: 6).
وقال أيضاً: «وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حقّ لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب»(
يو8: 14) ولما نهج سرّ المعمودية المقدس وجعله باباً للدخول إلى حظيرته أي كنيسته المقدسة أظهر مساواته للآب والروح القدس، وبيّن عقيدة الثالوث الأقدس الإله الواحد بقوله لتلاميذه: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس»(مت 28: 19).
حقاً إن الإيمان الصحيح بربنا يسوع المسيح لخّصه مجمع نيقية المسكوني الأول (325م) في قانون الإيمان الذي وضعه مستنداً بذلك على قوانين الإيمان المختصرة الموضوعة من الرسل الأطهار وتلاميذهم الآباء القديسين، والتي كان يتلوها كل من يتقدّم لنيل سر المعمودية المقدس في بدء طقس هذا السر
وقانون الإيمان النيقاوي هذا يتلوه المؤمنون صباح مساء وفي كل مرة يرفعون فيها الصلاة للّه وبه يعلنون إيمانهم بالرب يسوع المسيح المولود من الآب قبل كل الدهور، فهو ابن اللّـه الوحيد
وقد وُلد بالجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم، وخلّص العالم بآلامه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء، وسيأتي في اليوم الأخير ليدين الأحياء والأموات ذلك الذي ليس لملكه انقضاء.

أجل إن التبشير بسيرة الرب يسوع الصالحة ومُثله الأدبية السامية دون إعلان حقيقة الإيمان بألوهته وبنوته الأزلية للآب السماوي
هو انتقاص من قدره، وابتعاد عن ينابيع تعاليمه الإلهية وأوامره السماوية، بل نكرانه وهو القائل:
«وأقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الإنسان قدّام ملائكة الله، ومن أنكرني قدام الناس يُنكَرُ قدام ملائكة اللّه»(لو12: 8 و9).

فنحن في حال مواجهة مع ضمائرنا، وقلوبنا، وأفكارنا، فعلينا أن نسأل أنفسنا سؤالاً مهمّاً جداً يقرر الجواب عليه مصيرنا الأبدي، فهل نحن نؤمن إيماناً صحيحاً بالمسيح يسوع ابن اللّـه الوحيد؟
وهل نقبله مخلّصاً لنا وللعالم؟
لقد شكّ الرسول توما مرة بقيامة الرب يسوع من بين الأموات، ولكنه لازم إخوته التلاميذ فتحنن عليه الرب يسوع وظهر له في اليوم الثامن من قيامته، وخاطبه بحنان وعاتبه عتاباً لطيفاً، فسجد توما أمامه
«وقال له: ربّي وإلهي، قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت، طوبى للذين آمنوا ولم يروا»(
يو20: 28 و29).

أيها الأحباء:
نحن لم نرَ الرب يسوع بعيوننا المجردة، ولكننا نراه بعيون الإيمان ونؤمن به بأنه ابن اللّه الوحيد ومخلّص العالم، كما علّمنا له المجد بإنجيله المقدّس، وكما تسلّمنا من الرسل الأطهار والآباء الأبرار.
فلنسأله ليزيد إيماننا ويؤهّلنا كي نقرن الإيمان بالأعمال الصالحة فإن يعقوب الرسول يقول:
«هكذا الإيمان أيضا إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته، لكن يقول قائل أنت لك إيمان وأنا لي أعمال، أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني، أنت تؤمن أن اللّـه واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل إن الإيمان بدون أعمال ميت»(يع2: 17 ـ 20).
ألم تعترف الشياطين به قائلةً: «ما لنا ولك يا يسوع ابن اللّـه أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذّبنا»(
مت8: 29 ).
أي قبل يوم الدينونة،???؟ ولكنه كان ينتهرها ويأمرها لتخرج من الناس.

لننتهز أيها الأحباء فرصة قدوم الصوم الأربعيني المقدس فنجدّد عهدنا مع الرب يسوع ابن اللّـه الوحيد، ونحمل صليبه المقدس ونتبعه، كما فعل آباؤنا الذين ولدونا بالجسد، والذين ولدونا بالروح
وقد كانوا جميعاً أبراراً عاملين بوصايا الرب ومتمسكين بفرائضه من صوم وصلاة وتوزيع الصدقات، وأن نبتعد عن الضالين والمضلّين المعاصرين الذين انحرفوا عن جادة الحق، وجددوا البدع والهرطقات القديمة التي حرمتها الكنيسة المقدسة منذ فجر وجودها،
وعبر الدهور والأجيال، وأن نطلب إلى اللّـه ليزيدنا إيماناً، ويرسل إلينا روحه القدوس الذي قال الرب يسوع عنه:
«وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم»(يو14: 26) ويقول الرسول بولس:
«لذلك أعرفكم أن ليس أحد وهو يتكلّم بروح اللّـه يقول يسوع أناثيما. وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلاّ بالروح القدس»(1كو 12: 3).

وأخيراً علينا أن نقرن إيماننا الصحيح بربنا يسوع المسيح بقداسة السيرة لتكون مسيحيتنا نقيّة وحقيقية، غير مزيّفة، بل مرضية عنها لدى مسيحنا الذي أوصانا قائلاً:
«فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات»(مت 5: 16)

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
"متى جاء ابن الإنسان ألعلّه يجد الإيمان على الأرض".
https://images.chjoy.com//uploads/im...07f8bab3a8.jpg


هذا قول للسيّد الربّ من إنجيل لوقا، الإصحاح 18، الآية 8. حركة الإيمان، في التاريخ، إذاً، هي إلى شبه زوال! وطالما الإيمان موقف كياني لدى الإنسان حيال ربّه، فالسؤال مطروح ما إذا كانت هناك علامات خارجيّة واضحة تدلّ عليه بامتياز.
هناك علامات كثيرة، في هذا الشأن، ولكنْ ملتبسة. ازدهار الحركة العمرانيّة في الكنيسة، الاهتمام بإنشاء الجوقات، امتلاء الكنائس بالناس في بعض الأحيان، النشاطات الكنسيّة، التنظيم الكنسي، المؤسّسات الإنسانيّة في الكنيسة، التعليم الديني... هل هذه المسائل وسواها من وجوه الحياة في الكنيسة مؤشِّرات إيمانيّة أم لا
هل معنى النهضة، على هذه الصعد، أنّ ثمّة حالة إيمانيّة منتعشة عندنا؟ ليس بالضرورة! الشجرة تُعرف من ثمارها. وثمار الإيمان الفضائل. كلّ هذه الوجوه التي ذكرناها قد يكون بعض من وراءها ناسٌ أصحابُ فضيلة وقد لا يكون.
ليس المهم أن تكون عندنا مؤسّسات ذات طابع إنساني، مثلاً، في الكنيسة. المهم كيف تُدار؟ ما الذي يجري فيها؟ كيف يُعامَل الإنسان المحتاج فيها؟... المؤسّسات ذات الوجه الإنساني في الكنيسة قد يطغى عليها، بيسر، الطابع التجاري وطابع المحسوبيّة.
ولا التعليم الديني دليل سلامة وعافية، فقد يقف عند حدود المعلومات والتلقين. ولكن أتتحوّل المعرفة النظريّة، تلقاء، إلى فضيلة؟ الشيء نفسه يقال، مع فارق في طبيعة الموضوع، عن الاهتمامات الخرى.
ولا واحدة من هذه الاهتمامات لها قيمة إيمانيّة في ذاتها، لا الحركة العمرانيّة ولا ازدحام الكنائس بالناس في المواسم ولا الأنشطة الكنسيّة ولا التنظيم. كلّها قد يطغى عليها بسهولة الطابع الاجتماعي الطائفي الورقي. المضمون الروحي لهذه الأبعاد، لا ظاهرها، هو المعيار.
هنا، إذا لم يكن إحساسُك خَرباً، تلاحظ، بوضوح، أنّ الناس، في الكنيسة عادوا لا يختلفون كثيراً، في الواقع، عن الناس خارج الكنيسة.
لا محبّة مسيحيّة، بالمعنى الصارم للكلمة، تميِّزهم، بالأحرى أنانيّات جماعيّة في أكثر الحالات، ولا تقوى ولا وداعة ولا تواضع ولا تمسّك بالحقّ ولا معرفة للذات ولا ميل إلى الصفح الكبير... تلقى الكثيرين بينهم أصحاب أهواء وأنانيّات واستكبار وتسلّط... وأصحاب الفضائل المسيحيّة، في الحقيقة، بينهم قلّة عزيزة.
اسمع لهم، بعامة، تفرح، انظر إلى ما يفعلون وكيف يعيشون تحزن! "يقولون ولا يفعلون".
مسيحهم في مكان وميسحيّتهم في مكان آخر. وهذا يرافقه، بعامة، حالٌ من عدم الحسّ بالتقوى والقداسة والتوبة. هناك، بالأحرى، وضع أدنى إلى الموات الداخلي طاغ فيهم.
هذا يبعث على الشعور بأنّ الإيمان، بالأحرى، يُتعاطى بينهم إسميّاً وشكليّاً. شعارات! الإيمان الحيّ الفاعل قلّما تجده، واقعاً، بين الناس. الشكل موجود ولكن ليس المضمون بعدُ واضحاً.
إذا كان الذهبيّ الفم في زمانه قد قال عندما ترى كيف يعيش المسيحيّون تقول هؤلاء ليسوا أتباع المسيح، بل أعداؤه، فهذا يصحّ علينا اليوم أكثر بكثير من ذلك الزمان.
أكثر الناس يغارون على الإيمان، إذا غاروا، كشعار طائفي قَبلي فيما سعيهم العميق دهري أهوائي. إذاً هناك تدهور وسريع! هناك تراجع كبير! زمن الآباء ولّى! والأمور، فيما يبدو، سائرة باطّراد إلى الأسوأ. العطب، في النفوس، أشدّ وأقسى من أن يواجَه بتدابير البشر العاديّة، كأن تزيد الكهنة وتُحسِن إعدادَهم لأنشطة أوفر وأكثر تنظيماً وتضع برامج تعليميّة وتنظيميّة جديدة وعصريّة.
الخلل الأساس في النفوس لا في النصوص والتقارير. والنفوس واهية. لا قوّة شكيمة داخليّة فيها بعد.
لم تعد في الأجنّة قوّة على الولادة الروحيّة. أَيُداوَى السرطان في النفس بالمسكِّنات؟ ما قيمة الإنجازيّة إذا لم يكن القلب إلى الملكوت؟ الشغف بالدهريّات أطاح الميل إلى الإلهيّات!
إذا كان هذا هو ما نشعر، بعامة، أنّه يعتور السعي في كنيسة المسيح عندنا، فإنّ ثمّة مؤشّراً بيِّناً يدلّ على أنّنا في أزمة إيمانيّة عميقة.
لم يعد الإيمان بيسوع، بيننا، قوّة روحيّة لحياة جديدة إلهيّة بشريّة بقدر ما أضحى جملة قناعات ذات طبيعة فكريّة نفسانيّة يلتزمها الناس، استنسابيّاً، حين تكون موافقة لمراميهم ويستبعدونها حين تكون مخالفة لأهوائهم. ولا نبالغ إذا استخلصنا، في هذا السياق، إلى ذلك، أنّ ميزة هذا الزمن هي أنّ الناس، المسمَّين على الإيمان، يتعاطونه تلفيقيّاً وفردانيّاً.
كلٌّ يجعل مقاييس خاصةً لذاته فيه وله تبريراته في شأنه.
الكذب والجشع والبخل والنميمة والشراهة وظنّ السوء والغيرة والحسد والوقيعة قلّما تجد مَن يخلو منها أو لا يبتدع أسباباً تخفيفيّة لها متى تعاطاها.
الكذب لونه أبيض والجشع أداة عيش والبخل اقتصاد والنميمة غيرة على الأخلاق والشراهة حفظ للصحّة وظنّ السوء تنبُّه من المفسدين والغيرة حركة طبيعيّة في النفس والحسد فضح لأسواء الآخرين والوقيعة تنبيه للناس من تآمر الآخرين عليهم.
هذه وغيرها تسير يداً بيد ومعايير التقى بين الناس. مَن يتعاطون تلك الأمور هم أنفسهم، بكلّ ضمير مرتاح، مَن يتردّد على الكنيسة ويساهم القدسات ويصوم ويصلِّي... هذه، في وجدانه، لا تتعارض، في العمق، وتلك. وماذا تقول عن الزّنى والفسق والفجور؟
هذه طُبِّعت إلى حدّ بعيد حتى لا تجد، بعدُ، إلاّ ما ندر، مَن تعني له العفّةُ شيئاً.
وفي ظنّي ويقيني أن تغييب العفّة من هاجس الإنسان هي، بالضبط، أعظم مؤشّر على أنّ الإيمان بيسوع يموت. مستحيل على الإنسان أن يكون مسترسلاً في روح الزّنى وأن يكون مؤمناً في آن.
قل لي ماذا تظنّ في جسدك وكيف تتعاطاه أقل لك ما إذا كنتَ مؤمناً أم لا. الجسد هو منصّة الشهادة للإيمان، والعفّة هي الشهادة

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
"إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني" (لو 9: 23).




ولا يحسبنّ أحدٌ أنّ الزّنى هو أن تدخل في علاقات لا تجيزها الشريعة وحسب. روح الزّنى له علاقة بالفكر، باللباس، بالعطور، بالنظر، بالسمع، بالأكل، بالخيال، باللمس، بالضحك، بالماكياج، بالسلوك، بالإحساس.
وراء كلّ شغف بأمور الجسد روح زنى! ما دمت تنظر إلى الجسد باعتباره لحماً ومُعطًى بلاستيكيّاً فلا يمكنك أن تسلك كمؤمن أصيل. وما دمت تعتبر أنّ الجسد جسدك وأنت تتصرّف به كما يحلو لك فأنت أبعد ما تكون عن ربّك.
إذا لم يرسخ في وجدانك أنّ الجسد هو هيكل الروح القدس وأنّك أنت لست لنفسك بل للذي افتداك بدمه فأنت، في أعماقك، إنسان شرود مهما بدوت مستقيماً.
إذا كان لنا أن نتحدّث عن فضيلة محوريّة تعبِّر عن التزام حيّ حقيقيّ بالإيمان بالربّ يسوع فهذه الفضيلة هي، بلا أدنى شكّ، العفّة! كلّ الفضائل، في سعي الإنسان المؤمن، تتمحور في هذه الفضيلة. ما لم تصبّ كلّها في العفّة وما لم تنطلق كلّها منها فتلك الفضائل إما أن تكون أوهاماً أو يصرعها روح الزّنى ويفسدها برمّتها.
لا شكّ، اليوم، أن تفشّي روح الزّنى، على النحو الذي نشهد، يطيح الإيمان بالربّ يسوع ويضرب المؤمنين في الصميم.
لقد بات روح الزّنى مطبّعاً في حياتنا لدرجة أنّ الناس اعتادوه بل لدرجة أنّ الناس باتوا يعتبرونه من مستلزمات الصحّة النفسيّة وقلّما يحسّون، في أعماقهم، بأنّهم يُفسدون أنفسهم ويطعنون إيمانهم بربّهم. الإيمان وروح الزّنى، أخيراً، تعايشا ! لا فقط في وجدان العامة بل حتى في وجدان الرعاة ! الكنيسة، في الواقع، تُفرَغ من مضمونها !
الباقي قطيعٌ صغير ومتحف!

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وجهان للإيمان بيسوع

http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_010.jpg

للإيمان بالربّ يسوع وجهان. الوجه الأوّل هو وجه العناية الإلهيّة. الله يعتني بأخصّائه عناية كاملة. لا يكفّ عن الاهتمام بهم في كل تفصيل. لا يتخلّى عنهم ولا للحظة. نعمة الله تشملنا من كل جهّة.

الله لا يغيب عن أحبّائه البتّة. يعزّيهم. يشدّدهم. يقوّيهم. يعطيهم روحه القدّوس. مستحيل على المؤمن بالربّ يسوع، على السالك بأمانة معه، أن لا يشعر بدفء الحضرة الإلهيّة، بعناية يسوع، بمحبّته الرقيقة العميقة.

ولكن هناك وجه آخر للإيمان بالربّ يسوع. يسوع وإن لم يتخلّ عن أحد منا ولا للحظة، فإنّه يعطينا أن نختبر الضعف البشري، كما هو، في كل مناسبة. نختبر لاشيئيّتنا، عجزنا.

يعطينا أن نختبر واقعنا كبشر. لا يلغي هذا الواقع. هو حاضر دائماً ولكن في ضعفنا، في آلامنا، في ضيقاتنا. نعرفه فيها. الإنسانُ يُتعبُه هذا الواقع. يُقلقه. يعرِّضه للشكّ. يتوهّم، في قرارة نفسه، أنّ عناية الله تلغي الضعف. ثمّة شيء فيه، في كل حال، يشتهي هذا الأمر.

وقد يعثر آخرون ويسقطون لأنّهم يجدون أنفسهم، بعقلهم وحسّهم، غير قادرين على التسليم بهذا التضاد. كيف يختبر الإنسان عظمة الله في ما هو منتهى الضعف، في المرض والموت؟! أليست العظمة والشقاء نقيضين؟! أليست الحياة والموت ضدّين؟!

يوحنّا المعمدان كان مثالاً لهذا التقابل بين ما لله وما للإنسان، بين اليقين والشكّ. هو الذي قال فيه الربّ يسوع إنّه ليس في مواليد النساء أعظم من يوحنّا المعمدان. وهو المرسَل من الله ليهيِّئ طريق الربّ. وقد أُعطي من فوق أن يميِّز مسيح الربّ. ومع ذلك، لما كان في السجن، أرسل اثنين من تلاميذه إلى يسوع يسأله: "أأنت هو الآتي أم ننتظر آخَر؟"

بإزاء هذا الواقع التناقضي الذي يتولّد عن الإيمان بيسوع فينا يحاول إبليس أن يستغلّ الظرف. يعرف حدودنا كبشر ويعرف ضعفنا. لذا حين يملأنا يسوع من تعزياته، يحاول إبليس أن يوقعنا في الاستكبار. "لقد صرتَ قدّيساً!".

وحين يعطينا الربّ الإله أن نختبر ضعفنا، يحاول إبليس أن يلقي الشكّ في نفوسنا. يحاول أن يوقعنا في اليأس. ولكنْ، إذا كان الربّ الإله قد ارتضى أن يُظهر قوّته في ضعفنا وأن يُظهر نوره في ظلمتنا وأن يُظهر عافيته في سقمنا، فإنما هذا من أجل خلاصنا.

من دون هذين الوجهَين المتكاملَين، من دون هذين البُعدَين الخلاصيَّين، لا طاقة للإنسان على أن يحيا في الإيمان بالربّ يسوع. إنما العمر معطى لنا لننمو، في آن، في نعمة الله وفي الوعي العميق لحقيقة وجودنا كبشر. هكذا كلّما ازداد وعي الإنسان لهشاشته ولم ييأس، كلّما تجلّت فيه عظمة الله.

العالم يرى في المؤمنين بشراً عاديّين. غيرُ المنظور، من جهة الإيمان، لا يراه إلاّ المؤمنون. يتألّمون كما يتألّم سواهم. يعانون كما يعاني غيرهم. يموتون كما يموت الآخَرون. لذا لا يصدِّق العالم أنّ الله فيهم. أما المؤمن فله وربّه غير حكاية. كلّما كان إحساس الإنسان العميق أنّه مفرَغ من الوجود الذاتي كلّما كان ربّه مالئاً له بصورة سرّية تفوق مدارك البشر. الشعور الكياني بأنّنا لا شيء هو منتهى الواقعية.

فلا نعجبنّ إذا كان أخصّاء الله محسوبين كلا شيء في العالم. على أنّ وجع أحبّة الله الأكبر ليس اعتبار العالم لهم نكرة. وجعهم، بخاصة، آت من المعاناة الدهرية للكنيسة. هذا أعظم الخطر عليهم. في الكنيسة الدهرية يختبرون أفظع العداوة. الكنيسة الدهرية شبه كنيسة المسيح ولكنْ في الشكل. تُعتبر بيت أحبّة الله، والحقيقة غير ذلك. حقيقتها أنّها مضطهِدة المؤمنين وممرمرتهم. هذه كامنة في النفوس أولاً. لها مظاهرها في مؤسّسة الكنيسة ولكنّها واقع روحي كياني. روح الكنيسة الدهرية غير روح كنيسة المسيح.

الكنيسة الدهرية روحُها روح العالم، فيما كنيسة المسيح روحُها روح الربّ القدّوس. الكنيسة الدهرية تتكلّم باسم الله ولكنّها دائماً ما تعمل على قتل الله في نفوس عباد الله. من هنا القول "تأتي ساعة يظنّ فيها كلّ مَن يقتلكم أنّه يقدِّم عبادة لله".

صورةٌ عن الكنيسة الدهرية كانت أمّةَ إسرائل في زمن يسوع. ولكنْ هذه صورة من صور في تاريخ علاقة الله بالإنسان، خصوصاً في تاريخ علاقة يسوع بالمؤمنين. الشجرة تُعرف من ثمارها. الكنيسة التي لا ترون فيها محبّة أصيلة هي كنيسة دهرية. لذا أوصى يسوع تلاميذه: "أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم". هذه ركيزة الإيمان، ركيزة كنيسة المسيح. الكنيسة التي ترى فيها الناس يبذلون أنفسهم بعضهم من أجل البعض الآخَر، هذه تكون كنيسة المسيح.

أما الكنيسة التي تسود فيها الأنانية والفردية والحسد، الكنيسة التي همّ الناس فيها أمجاد العالم، ويستغل البعضُ فيها البعضَ الآخَر، والكبارُ الصغار، وتُهمَل فيها تعاليمُ الآباء القدّيسين، ويصير فيها مامون (أي حبّ المال) سيِّداً، هذه تكون الكنيسة الدهرية.

ما حصل ليسوع مع اليهود إنما حصل على امتداد تاريخ الكنيسة ولا يزال إلى اليوم. الأشخاص تغيّروا أما الروحيّة فواحدة. الكنيسة الدهرية تُفرِغُ كنيسة المسيح من مضمونها. التمييز، طبعاً، غير ممكن إلاّ بروح الربّ. تتطلّع فيها، في الكنيسة الدهرية، بحثاً عن إيقونة حيّة للمسيح فلا تجد، مع أنّ الشكل الخارجي يوحي بحضور كنيسة المسيح فيها. تلقاها باردة، نفسانية، ميتة، بلا روح.

حين دخل يسوع الهيكل وصنع سوطاً من حبال وطرد الصيارفة وباعة الحمام وتجّار الهيكل إنما أراد أن ينقّي كنيسته من الدهرية.

الذين قتلوا يسوع، في نهاية المطاف، كانوا أهل بيته. في الكنيسة الدهرية قُتل المسيح ويُقتل المؤمنون بالربّ يسوع كلَّ يوم. هذا علينا أن نعيه جيّداً. هذا علينا أن نتوقّعه في كل حين.

الصراع مستمر مع الدهرية في كنيسة المسيح. ليس الذين في العالم هم أعداء المسيح بل الذين فيهم روح العالم. الأنبياء الكذبة والمعلِّمون الكذبة والرؤساء الكذبة والمؤمنون الكذبة هم الذين يُفسدون كل ما هو أصيل في كنيسة المسيح. الصراع مستمر ليس بين قوم وقوم وحسب بل في كل نفس أيضاً.

لذا على كل واحد أن يحذر أولاً في نفسه روح الدهرية، منحى الشكلية. إذا لم يتغيّر القلب، إذا لم يتطهّر، إذا لم يكن الهاجس كلُّ الهاجس، المسيح وكلمة المسيح وإرادة المسيح فما المنفعة؟! وعلينا، أيضاً، أن ننتبه وننبّه من سريان روح الدهرية بين المؤمنين. هذا بحاجة إلى يقظة، إلى صحو، إلى جهاد، إلى تضحية. هذا بحاجة إلى بذل دم. المؤمن يبذل نفسه من أجل أن يتنقّى ومن أجل أن يساعد الآخَرين على التنقية. هذا عمله.

يبقى أنّ مَن يسيرون في هذا الطريق يختبرون ما اختبره يسوع. "تتركوني وحيداً، لكني لست وحدي لأنّ الآب معي". كثيراً ما يجد المؤمن الحقّاني نفسه وحيداً. طبعاً لله شهود. هؤلاء نتعزّى بهم. لكنّهم جميعاً يختبرون رفض العالم لهم وحرب الكنيسة الدهرية عليهم. يختبرون الغربة، غربة يسوع في خاصّته.

وإلى ذلك يختبرون هشاشتهم. المهم ألاّ تخور عزائمنا، أن نثبت إلى المنتهى، أن نعرف أنّه ليست لنا ههنا مدينة باقية، أن لنا هذا الكنز في آنية خزفية، عن قصد، ليكون فضل القوّة لله لا منّا، حاملين في الجسد كل حين إماتة الربّ يسوع لكي تُظهَر حياة يسوع في جسدنا المائت (2 كو 4)

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تقليد الايمان الرسولي
http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_012.jpg
القديس ايريناؤس



رغم أن الكنيسة منتشرة فى كل العالم، منتشرة فى كل المسكونة من أقاصيها إلى أقاصيها، فقد استلمت من الرسل وتلاميذهم الإيمان بإله واحد، الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض والبحار وكل ما فيها؛
والإيمان بالمسيح يسوع الواحد، الذى هو ابن الله، الذى تجسد لأجل خلاصنا؛ والإيمان بالروح القدس الذى أعلن التدبير بواسطة الأنبياء، أى بمجيء المسيح وميلاده العذراوى وآلامه وقيامته من بين الأموات،
وصعود ربنا المحبوب المسيح يسوع إلى السماء جسديًا، وظهوره ثانيةً من السماء فى مجد الآب لكى يجمع كل الأشياء فى نفسه ولكى يقيم أجساد كل البشر إلى الحياة، لكى تجثو للمسيح يسوع ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كل ركبة،
بحسب مشيئة الآب غير المنظور، ولكى يعترف كل لسان له، ولكى يجرى دينونة عادلة للجميع ولكى يطرد أرواح الشر والملائكة الذين تعدوا وصاروا مضادين وكذلك الأثمة والأشرار ومخالفى الناموس والدنسين،
ويطرح الجميع فى النار الأبدية؛ ولكن فى نعمته سوف يهب الحياة ومكافأة عدم الفساد والمجد الأبدى لأولئك الذين حفظوا وصاياه وثبتوا فى محبته سواء منذ بداية حياتهم أو منذ وقت توبتهم.
هذه الكرازة وهذا الإيمان تحفظه الكنيسة باجتهاد رغم أنها مُشتتة فى كل العالم، تحفظه بكل اجتهاد كما لو كانت كلها تسكن فى بيت واحد، وهى تؤمن بهذا وكأن لها عقل واحد وتكرز وتعلّم وكأن لها فم واحد، ورغم أن هناك لغات كثيرة فى العالم، إلاّ أن معنى التقليد واحد، وهو هو نفسه.
لأن نفس الإيمان تتمسك به وتسلّمه الكنائس المؤسسة فى ألمانيا، وأسبانيا، وقبائل قوط، وفى الشرق، وفى ليبيا، وفى مصر، وفى المناطق الوسطى من العالم.

ولكن كما أن الشمس وهى مخلوقة من الله، هى واحدة، وهى هى نفسها فى كل المسكونة، هكذا أيضًا نور كرازة الحق، الذى يضيء على كل الذين يرغبون أن يحصلوا على معرفة الحق.

ولن يستطيع أى واحد من القادة فى الكنائس، مهما كان له موهبة فائقة فى الفصاحة أن يعلّم تعاليم مختلفة عن هذه (لأنه ليس أحد أعظم من الرب والسيد)؛ ومن الجهة الأخرى، فإن مَنْ عنده نقص فى قوة التعبير لن يسبب ضررًا للتقليد.

لأن الإيمان هو نفسه على الدوام واحد لا يتغيّر بل يظل هو نفسه كما هو، فلا يستطيع ذلك الشخص الذي يمكنه أن يتحدث عن التقليد حديثًا طويلاً أن يعمل أية إضافة عليه، كما أن الشخص الذى لا يستطيع أن يتكلّم سوى القليل، لا يمكن أن يُنقض منه شيئًا.
استودع الرسل فى يدى الكنيسة بفيض كبير جدًا كل الأمور المتصلة بالحق، حتى يستطيع كل من يرغب أن يستقى منهاماء الحياة .

فالكنيسة هى الباب المؤدى إلى الحياة لذلك ينبغى أن نمسك بكل ما يتصل بالكنيسة بكل اجتهاد، وهكذا نمسك بتقليد الحق. فلو افترضنا أنه أُثير جدال بخصوص مسألة هامة عندنا، ألا ينبغى أن نلجأ إلى أقدم الكنائس التى أسسها الرسل، ونعرف منهم، ما هو يقينى وواضح من جهة هذه المسألة التى أمامنا؟
لأنه كيف كان ينبغى أن يكون الحال لو أن الرسل أنفسهم لم يتركوا لنا كتابات. ألا يكون ضروريًا ـ فى هذه الحالة ـ أن نتبع التقليد الذى سلّموه لأولئك الذين ائتمنوهم على الكنائس؟ وهذا هو المنهج الذى قبلته شعوب كثيرة من بين البرابرة الذين يؤمنون بالمسيح، فهؤلاء إذ كانوا حاصلين على الخلاص مكتوبًا فى قلوبهم بواسطة الروح بدون ورق أو حبر،

وهم يحتفظون بالتقليد القديم مؤمنين بالإله الواحد خالق السماء والأرض وكل ما فيها، بالمسيح يسوع، ابن الله، الذى بسبب محبته الفائقة جدًا نحو الخليقة، تنازل ليُولد من العذراء. وبعد أن وحّد الإنسان بالله من خلال نفسه، وبعد أن صُلِب على عهد بيلاطس البنطى، فإنه قام ثانية ورُفع فى المجد، وسوف يأتى ثانيةً بمجد عظيم.

وهو مخلِّص الذين خَلِصوا، كما أنه هو ديَّان الذين يُدانون؛ والذين يغيّرون الحق ويحتقرون الاب ومجيء المخلص هؤلاء سيرسلهم إلى النار الأبدية.

والذين آمنوا بهذا الإيمان دون أن يقرأوا أية وثائق مكتوبة، هؤلاء من جهة لغتنا هم برابرة، ولكن من جهة العقيدة، والأخلاق، ومعنى الحياة، هم حكماء جدًا فى الحقيقة .

وذلك بسبب الإيمان؛ وهم يُرضون الله مدبرين كل سلوكهم بكل بر، وتعفف وحكمة. فلو أن أحدًا حاول أن يكرز لهؤلاء الناس بمبتدعات الهراطقة، مستعملاً لغتهم الخاصة، فإنهم يصمّون آذانهم فى الحال، ويهربون بعيدًا، غير محتملين حتى أن ينصتوا إلى حديث المجدّفين.
وهكذا بواسطة تقليد الرسل القديم هذا، فإنه ذهنهم لا يحتمل أن يتصور أى تعليم من التعاليم التى ينادى بها هؤلاء الهراطقة الذين لم تنشأ فى وسطهم لا كنيسة ولا تعليم عقيدى فى أى وقت أبدًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
+ عن كتاب ضد الهرطقات للقديس إيرينيوس أسقف ليون
+ ترجمة د. نصحى عبد الشهيد
المصدر : مدونة كتابات الآباء القديسين

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القلق و الإيمان



http://www.peregabriel.com/gm/albums...l_1319%7E0.jpg

هذا زمان القلق بامتياز! لا عندنا فقط، في الوقت الحاضر، بسبب الأزمة السياسيّة الراهنة، بل في كل العالم. كل شيء موفور بوفرة ومع ذلك القلق متفشّ على أحدّ ما يكون القلق.

لِمَ ذلك؟ لأنّ إنسان اليوم، بعدما حقّق إنجازات هائلة، لا سيّما على صعيد العلوم، استبانت طاقاته لعينيه كبيرة فزاد اتكاؤه على نفسه وانتفى أو صار اتكاؤه على ربّه صورياً، أو اقتصر على الحالات القصوى أو ما بعد الحياة الدنيا. شعوره بالقوّة تعاظم.

جانب أساسي في علاقة الإنسان بربّه شعوره بالضعف والقصور وهو، في الحقيقة العميقة، ضعيف ترابي مهما حقّق من إنجازات أو حَسِب نفسه قويّاً.

فاجأني صديق لي طبيب لما قال إن نسبة معرفة الطبّ الحديث بالجسد لا تتعدّى الخمسة في المائة. تعاطي الإنسان الدنيا كان دافعاً طبيعياً قويّاً لاتّكاله، بشكل متزايد، حتى في أقل التفاصيل، على الله ليحيا ولا يموت قلَقاً وهلعاً. الله، لعينيه، كان المُمسك بكل شيء، المُطْلِقَ له بمقادير، كما يرغب وكما يشاء.

لذا حَسِب رِضَى الله عنه ضرورةً لضبط العناصر وتيسير أمور الدنيا إليه. لكن لمّا أَخذ الإنسان يفكّ أحاجي الطبيعة، بما أُوتي من مواهب، تفتّحت لديه، أخذ يغترّ ويتعثّر. انتفخ. أخذت تشتمله تجربة الغنى عن الله.

والمتفلسفون، بين الناس، أسكرتهم أعمال أيديهم فشرعوا يطلقون النظريات كأنّها اكتشافات داعين إلى التحرّر من إله حسبوه ابتداعاً بشرياً لا يُطْلِقُ منه، في فهمهم، إلاّ تعزيزُ النزعة العلمية في الناس.

ولكنْ عرف الإنسان شيئاً وغابت عنه أشياء. غروره مال به إلى تأليه نفسه، إلى الإقفال على نفسه. "نقطة التحوّل الكبرى أن يصير الإلهُ الوحيد هو الإنسانَ نفسَه Homo homini dues" كما عبّر الألماني فيورباخ. ثقته المفرطة بنفسه زكّت إيمانه بذاته من دون الله.

تسلّل الشكّ إلى قلبه. هان إلهه في عينيه. والغرور يوهم الكِبَر فيُمسي صاحبُه ضِفدعاً انتفخ وظنّ نفسه كبيراً حتى انفجر. والشكّ، متى انبعث في الكيان، نفث قلقاً، أدخله حلقة مفرغة.

جعل الإنسانَ مُسْتَأسَراً لذاته. الشكّ، هنا، ليس شكَّ تسآل بل شكُّ وجود. إذا أحببت الحقّ ساءلت. هذه بديهية. شكُّك، والحال هذه، تلقائي ومآله اليقين. أما إذا كان الحقّ فيك غرورَك وانتِشاءَك بنفسك فشكُّك مآله الاستبعاد ?استبعاد الله عن أفقك? لتبقى أنت وحدك سيّد موقفك. هكذا انفتح الإنسان على أزمة وجود في التاريخ.

ركَن إلى نفسه، لكنَّ نفسَه لم تبثّه الأمان. استرسل في ما لنفسه طمعاً في سكون القلب والسلام على سجيّته وكما تسوِّل له أهواؤه، فألفى القلقَ فيه عميقاً حتى إلى لجج مضنية فلجأ إلى المسكّنات. تغرّب عن نفسه وعن حقيقة نفسه. فقط مَن يحسب نفسه غير موجود هذا يعرف نفسه خير معرفة (القدّيس نيلوس السينائي).

استكبارُك، أي اعتبارك ذاتك كبيراً في ذاتك، يقزّمك وجودياً ويلقيك في وحشة. حتى مَن يُفتَرَضُ بهم أن يكونوا أعزّة لديك تجدهم، كيانياً، غرباء عنك لأنّك، في اغترارك، لا تأنس إلاّ بذاتك والآخرون لك امتداد. كيانياً، تصير منقطعاً عن سواك. في المقابل، يقضّك القلق حتى إلى أعماقك. السبب أنّك مفطور على الآخر.

الغربة والعزلة قلق لا محالة. في امتدادك صوب الآخر تتعافى وتَكمُل وتجد الأمان. فقط حين تستقرّ في حشا أخيك ويستقرّ أخوك في حشاك يبثّ كل منكما الآخر، في العمق، الدفء والسكون والأمان. كلٌ، إذاً، فقير، في المبدأ، إلى أخيه، متّجهاً، فطرياً، صوبه. به يستغني ويتملأ كيانُه بهجة. يكون في الراحة.

أما الاستكبار فإفقار للذات حتى إلى العدم. كيانياً، فقاقيع صابون. الاستكبار وجود عدمي مغلق!

الأمان، إذاً، في الوداد كائن. ولكنْ، لكي تَأْمن عليك أن تؤمن. لا علاقة ممكنة بين الكائن والكائن إلاّ بالإيمان. طبعاً هناك إيمان يَلزم العلاقة بين الإنسان والله، وإيمان للعلاقة بين الإنسان والإنسان. حتى تعاطي الإنسان الخليقة، بعامة، يحتاج إلى بعض الإيمان. فإذا كنتَ لا تؤمن بالكرسي، بمعنى، أي لا تأمن له فإنّك لا تجلس عليه.

وإذا كنت لا تأمن للدرب فإنّك لا تسير عليه. هذا مستوى من الإيمان يتمثّل في الشعور، وأحياناً غير القابل للتفسير، بالأمان. هناك مستوى آخر يطال العلاقة بين الإنسان والإنسان. هنا أنت بحاجة، في أقل اعتبار، إلى عنصرَي التصديق والثقة وإلاّ لا تأمن لمَن هو بإزائك. فأنت لا تذهب، مثلاً، إلى الطبيب إن لم تصدِّق ما قاله لك جارك في شأنه بناء على ثقتك به.

ولا أنت تسلك في إرشادات الطبيب وتتابع زياراتك إليه إن لم تكن لك ثقة به. ثمّ هناك علاقات أعمق مع مَن تحب. هذا لا تُسلمه نفسك وتحسب ذاتك وإياه واحداً إن لم تؤمن أنّه صنو نفسك، أنّه محبّ لك أصيل وأنّه يبادلك الموقف عينه. حبّ من دون إيمان، بهذا المعنى، مستحيل.

لا محبّة حيث لا إيمان. وهناك مستوى يطال العلاقة بين الإنسان والله. إن لم يصدّق الإنسان الله، إن لم تكن له ثقة به، إن لم يكن مستعداً لأن يُسلمه أمره، إن لم يكن راغباً في السلوك في كلمته، بكلام آخر، إن لم يكن مؤمناً بالله، لأنّ هذا هو معنى الإيمان بالله، فلا يمكن أن تكون له علاقة به. كذلك إن لم تُسلم الله نفسك لا يمكنك أن تحبّ أيّاً كان، حتى عدوّك.

إذاً بغير الإيمان لا محبّة وبغير المحبّة لا أمان وبغير الأمان أنت مرميّ في القلق ولو ملكت العالم كلّه وحقّقت تقدّماً علمياً مرموقاً.

القلق، في التشخيص، مرض في الكيان لا يُشفى منه إلاّ مَن سلك في الإيمان بالمسيح يسوع. في القلق خوف على ما لديك والتماسٌ قَلِقٌ لِما ليس لديك. في القلق رائحة موت ولا رجاء قيامة فيه. سَأَم يتأتّى من كونك لا تذوق الجدّة، بل كل ما يأتيك جديداً متى اقتنيتَه صيّرتَه عتيقاً بما فيك. يهمّك أن تضع يدك على كل شيء وما تضع يدك عليه تقتله في نفسك. نفسك لجّة موت تمسي.

القلق لا يعرفك شَبِعاً. إما جائعاً وإما متخماً هكذا يلقاك. أما جوعك فلا ما يملأه لأنّه جوع إلى ما اسقطّه من حسابك. القلق غربة عن الذات بالتملؤ من الذات. القلق أنك تشكّ في كل الخلق ولا صديق لك ولا واحد، فقط معارف ورفاق طريق. القلق تمسّك بالعقل في موقف خال من التعقّل.


والجواب هو الإيمان.


أريدكم أن تكونوا بلا همّ. تعالوا إليّ... وأنا أُريحكم. لا تخافوا! مَن منكم إذا اهتمّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة. لا تهتمّوا للغد. سلامي أُعطيكم لا كما يعطيكم العالم. مَن أَهلك نفسه يجدها. كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء. حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شيء؟

اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه وهذه كلّها تزاد لكم. فقراء ونُغني كثيرين. ملقين كل همّكم عليه. الربّ يرعاني فلا شيء يعوزني. اهتمام الجسد موت. اهتمّوا بما فوق لا بما على الأرض.

المؤمن الحقّ لا يقلق لأنّه يعرف أنّ شعرة من رؤوسكم لا تسقط من دون إذن أبيكم الذي في السماء. يعرف أنّ كل شيء، بلا استثناء، يعمل معاً للخير للذين يحبّون الله. يعرف أنّه لا شيء يفصله عن الحبيب، لا موت ولا حياة. ليحدث ما يحدث. ما همّ! طالما أنّي ولو سلكت وسط ظلال الموت لست أخشى شرّاً لأنّك أنت معي...

المؤمن الحقّ يسلك في الحبّ كل يوم، لذلك لا يخاف ولو خاف. إذا خاف فمن فعل الطبيعة لأنّه ضعف البَشرة. مثل هذا الخوف يدفعه إلى ربّه لا عنه، لذا يستدعي الخوفُ الأمانَ بيسوع. كل ما هو ضعف البَشَرة يأتيه، بتواتر، مستدعياً قوّة القائل: "قوّتي في الضعف تُكمَل".

أما خوف الغرور وضعف المستكبر فلجّة لا قرار لها، صرخة تتبدّد في الهواء، نداء استغاثة تُسَدُّ الأذن عنه.

إنما السيرة أن نُفرغ ذواتنا ونلتمس السيّد، بالإيمان، في كل شيء. فيه نجد ذواتنا كل يوم ونجدها بوفرة.

هذه حكمة الأطفال دون حكماء هذا الدهر. حكمة الصغار أنهم يصدّقون كلمة الخلاص... يؤمنون فيأمنون.

"فليكن الله صادقاً وكل إنسان كاذباً" (رو 3: 4)

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان والأدوية
للأرشمندريت توما بيطار
في الرسالة الثلاثين من رسائل الشيخ يوسف الهدوئي، أخبر عن رجل سويسراني ترهَّب لسنوات وكان يعاني أمراضاً ثلاثة رهيبة غير قابلة للشفاء. وقيل أنفق الرجل ثروة على الأدوية.
هذا جاء إلى الشيخ فقال له الشيخ إنه سيستعيد عافيته للحال لو كان ليؤمن، فقط، بأن الله قادر على شفائه. واجه الشيخ صعوبات ولمّا يتمكّن من إقناع الرجل.
لم يشأ المريض لا أن يغادر الشيخ ولا أن يؤمن إلى أن تدخّل الله وسمع الرجلُ صوتاً يقول له بوضوح: "لماذا لا تسمع وتُشفى؟" إذ ذاك أذعن. قال له الشيخ أن يترك معرفته جانباً وأن يتناول من الطعام عكس ما قيل له. قال إنه سيموت. لن تموت بإذن الله.
كُلْ مرة في اليوم بدل عشر مرّات، كما كان يفعل. امتحنه الله ثلاثة أيام. بعد ذلك جاء إلى الشيخ وقال له:
"لقد تعافيت بالكامل وعدتُ كما وُلدت!"
كان لديه أدوية وعلبتان من الحقن فقال له الشيخ أن يلقي بها في الوادي ففعل. من ذلك الوقت عاش معافى. وقد علّق الشيخ على ما حدث بالقول:
"لا تظنّ أني أنا فعلت ذلك...الإيمان هو الذي له قوة على صنع ذلك".
طبعاً الشيخ صلّى ولكن ما كانت صلاته لتفعل لو لم يكن المريض مؤمناً. كائناً من كان المصلّي من أجل مريض، لا يستطيع أن ينفع من هو مقابله في شيء إن لم يكن هذا الأخير مؤمناً.
ألم يقل الإنجيل عن يسوع في وطنه إنه لم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة لعدم إيمانهم (مر 5:6 - 6)؟ صلاة قديس لإنسان لا يؤمن لا تفعل شيئاً وصلاة إنسان عادي لإنسان مؤمن تفعل الكثير من حيث إن كل شيء مستطاع للمؤمن (مر 23:9).
هذا موقف أول عبَّر عنه الشيخ يوسف. وله موقف ثان عبّر عنه في الرسالة التاسعة والأربعين. قال: "أناس عديدون أتوا إليّ، وبالصلاة والصوم برئوا." ثم أردف: "أما الآن فالرب لا يسمع لي لكي أتكلّم عن الأودية والأطبّاء وأرفق بالآخرين". ثم ختم كلامه بالملاحظة: "أما الآن فأنا، أيضاً، أتعلّم أن كلا الأدوية والنعمة ضروريان".
هذا الكلام بحاجة إلى توضيح.
لا أريد أن أتكلّم على غير المؤمنين. لهؤلاء مع ربّهم جدليّة أخرى. أكتفي بالكلام على أبناء الإيمان.
هؤلاء متى استعانوا بالأدوية والأطبّاء فإنهم يفعلون ذلك بإيمان أن يسوع قادر أن يشفيهم بوساطتها. للأدوية والأطبّاء، في هذا الإطار، وجه إلهي بلا شك.
لذا ننظر إليها كفعل رحمة من فوق، كتعزية، كرفق بالناس. هذا يجعل الشافي ربَّنا في كل حال، حتى لغير المؤمن، إذ هو المشرق شمسَه على الأشرار والصالحين والممطر على الأبرار والظالمين (متى 45:5).
على أن للإيمان، في فعل الأدوية والأطبّاء، تأثيراً نلقاه في سيرة المؤمن ولا نلقاه في سيرة غير المؤمن. غيرُ المؤمن قد يُشفى بالأدوية ولكن عن رأفة لله به.
أما المؤمن فيُشفى عن إيمان، بالأدوية ومن دون أدوية. الشفاء، لهذا، هو بالإيمان بيسوع. لا يَنسب الشفاء للدواء بل ليسوع. لذا إذا تناول حبّة دواء فإنه يرسم عليها إشارة الصليب لأنه يعرف أن ما ليس من الإيمان فهو خطيئة (رو 23:14).
التجربة دائماً هي أن يصير الطبيب والدواء، عملياً، المتّكأ، ولا يعود للإيمان محل من الإعراب. يصير واقع المؤمن كواقع غير المؤمن. يموت الإيمان لديه كاتِّكالٍ على الله، كتسليمٍ له. كلّ الهمّ ينصبّ، إذ ذاك، على الطبيب والدواء.
هذا يُفضي إلى فك ارتباط بين الإيمان بيسوع والإعتماد على الأطباء والعلاجات. لا يعود المرء، عملياً، متكّلاً على ربه ولا يعود، تالياً، مستعداً لأن يقبل من يده كل شيء. يعرف أن الطبيب عالجه والدواء شفاه، دون ان يكون لديه مانع أن يقول إن الله أعانه، لكن إن لم ينجح الطبيب ولم تفعل الأدوية فإنه يحزن وييأس.
الإيمان، في هذه الحال، لا يمدّ صاحبه بالقوة الداخلية ولا يجعله يقبل لأنه، عملياً، إيمان نفسانيّ، وتالياً غير موجود كحقيقة كيانية. هو مجرّد شعور مبهم لديه.
والتجربة، أيضاً، أن يدمن، من يظنّ نفسه مؤمناً، الأطباء والأدوية. ينتقل من طبيب إلى طبيب، ومن دواء إلى دواء ولا يتوقّف عند حدّ. هنا كلما زاد اتكاؤه على العلاجات كلما وهنت نفسه. تحترق أعصابه ويتعرّض للإنهيار ولا يجد في الإيمان بيسوع حِفظاً لتماسك نفسه.
ويروح يبحث عن العلاج الأنجع فلا يجده، ولا يجد في الإيمان جواباً ولا شفاء. عملياً يفقد ثقته التي ظنّها لديه بالله ومسيحه.
المؤمن، بالفعل لا بالإسم، هو من يعرف أن يستعين بالإدوية وأن يستغني عنها أيضاً.
الأدوية، أحياناً، لا تنفع، لا فقط لأن المرء لا يصيب الطبيب المناسب والدواء الناجع، هذا يمكن أن يحدث، ولكن لأن الرب الإله يريدنا أحياناً، أن نُشفى بالإيمان لا بالأدوية.
هو يتركنا، إلى حين، نجرِّب الأدوية على غير طائل حتى تحتدّ نفسنا في علاقتنا به إلى أن نبلغ حداً نكون معه مستعدين لأن نسلمه أنفسنا بالكامل. المرأة النازفة الدم التي أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تستفد شيئاً، ما كانت لتأتي إلى يسوع بحرقة وحدّة نفس وإيمان، لتمسّ ثوبه وتشفى، لو لم تيأس من الأطبّاء والعلاجات.
الرجل الراهب السويسراني الذي جاء إلى الشيخ يوسف الهدوئي لم تخرجه الأدوية من معاناته. هناك قوم يشفيهم الرب الإله بالأدوية والأطباء لأن هذا يناسبهم وهناك قوم يشفيهم الرب الإله بالإيمان البحت من دون أدوية ومن دون أطباء. هذا ما يناسبهم وهذا ما عليهم أن يدركوه، بعد حين، وإلا وُجدوا يخبطون خبط عشواء في ما هم يفعلون.
ليس للإنسان أن يختار ما هو نافع له من تلقاء نفسه. عليه أن يتعلّم كيف يقرأ في كتاب الله، من خلال ما جريات أموره وسير حياته. الله يعرف ما الموافق للإنسان، الإنسان لا يعرف. الإنسان قصير النظر، الله بعيد النظر.
الإنسان يهتم بشفاء جسده، إذا كان مريضاً، الله يهتم له بشفاء النفس والجسد معاً.
الإنسان غالباً ما يهتم بأمور هذا الدهر، الله يهتم بخلاص الإنسان، يريده أن يُشفى كيانُه، يريد أن تكون له الحياة الأبدية. حكمة الله غير حكمتنا وطرقه، تالياً، غير طرقنا.
فقط بالإيمان يقتني الإنسان حكمة الله، ويُخضع مشيئته لمشيئة الله.
فإن لم يفعل فليس لأن الله يود أن يحرمه الحياة على الأرض. لا يشاء الرب الإله أن يأخذ أحداً من ههنا إلا بعد أن يكون قد عاين، في قلبه، كسمعان الشيخ، مسيح الرب.
أما الذين يموتون قصراً وقهراً فليس موتهم من الله بل من عنادهم وإصرارهم على أن تسري الأمور كما يرومون وإلا يحزنون وييأسون ويرتحلون ولمّا يطالعوا وجه السيّد في حياتهم. الحاجة إلى واحد.
والواحد نبلغه بالإيمان، بالثقة بالله، بالتسليم.
بغير ذلك نعيش في الظلمة ونموت في الظلمة!
أو لعلّ السيد يخلّصنا، أو بعضاً منا، بالمعاناة...في الساعة الأخيرة!

Mary Naeem 30 - 08 - 2014 03:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان يهذّب الإنسان
بقلم الأرشمندريت/ سلوان أونر - اليونان
الإيمان لا نرثه بالولادة بل هو خبرة العيش مع الله، يكبر أو يقلّ بقدر حفظنا لوصاياه وبقائنا بقربه، وله تأثير على حياة الإنسان وتصرفاته اليومية فيهذبها في:
1. تصرفاته الكنسية: عندما يكون الإنسان مؤمناً حقيقةً فهو يصون كل ما يختص بالله، محاولاً، أن يساعد في بناء وتنظيم وصيانة الكنيسة إن كانت مساعدة جسدية أو مادية، أن يعمل على نشر تعليم الكنيسة والحفاظ عليها لأنه بذلك يحفظ جسد المسيح من الأمراض أو من هجوم الأشرار، أن يتعامل مع المقدسات باحترام ووقار لأنها تخص الله، أن يتعامل مع الأساقفة والكهنة باحترام لأنهم خدام الهيكل فلا يتطاول بالحديث على شخصهم لأن عندهم سر الكهنوت المعطى من الله بواسطة كنيسته ونعمة الروح القدس، وبقدر احترامه للسر فهو يحترم خدامه، فيحاول عدم التفكير بضعفاتهم الشخصية لأنهم مازالوا بشر تحت نير الخطيئة، فيحمي نفسه من خطيئة الإدانة، أن يفكر بتصرفاته في الكنيسة، كيف يدخلها، كيف يقبّل الأيقونات، كيف يتابع الخدمة بصمت وصلاة لا بثرثرة ومراقبة للناس؟؟!!
2. بعلاقته مع الآخر: عندما يكون الإنسان مؤمناً فهو يعمل على أن يتواضع فلا ينظر للآخرين نظرة تعالي وكبرياء بل كلها احترام ووقار للشخص الآخر، وهذا يظهر في طريقة حديثه وأسلوب تعامله مع كل من حوله،
أن يبادل المحبة بكل مقابل يقدمه الآخر لأنه بذلك يكسب ذاته والآخر، أن يخدم كل محتاج لأن إيمانه يقول له: أنت، بذلك، تتعلم المحبة، أن يحمي عينه ولسانه من التطاول على الآخر فلا يقع في خطيئة الإدانة.
يكسب الإنسان الوقار والأخلاق الحسنة عندما يسعى أن يحسّن درجة إيمانه، وإن كان إيمانه حقيقياً فحتماً سينعكس على كل تصرفاته وكلامه وحياته فالإيمان يهذّب الإنسان، ولهذا نقول أن الإيمان يصنع العجائب.
الإيمان يتقوى بالممارسة الكنسية والعكس صحيح فلكي نقوي إيماننا علينا بقدر ما نستطيع أن نعيش في الكنيسة ونمارس أسرارها شغفاً وحباً بالله لا لشيء آخر وهذا يقوي إيماننا وبالتالي يهذّبنا، لنأخذ مثلاً بعضاً من أبناء مدارس الأحد، والأخص المرشدين، ولنراقب ممارستهم الكنسية، لا لكي ندينهم بلا لنطالبهم بالأفضل، وطريقة تعاملهم مع كل ما يخص الكنيسة ومحبة الآخر، عندها سنعرف أي إيمان يملكون للرب ولكنيسته،
وأيضاً سنعرف حقيقة هدف خدمتهم، هل ليعيشوا مع الحبيب الرب يسوع ويخدموه، أم ليمضوا وقتاً فارغاً، أو لهدف آخر لا تعرفه الكنيسة؟.
نحن لا نحتاج الإيمان، من جهة ثانية، لنصبح خلوقين بل لنحب المسيح وكنيسته، وليس كل إنسان خلوق هو مؤمن، ولكن الأخلاق العالية هي دلالة على عمق وحقيقة هذا الإيمان، هكذا نجد أن الإيمان يؤثر على المؤمن فيجعله إنساناً مسيحياً مهذّباً خلوقاً يليق بأن يسمّى ابن الله.

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 03:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شجرة عقيمة

https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpg
ما ورد في الكتاب المقدس ومن ضمنه العهد الجديد لماذا لعن الــرب يسوع شجرة التين لأنه لم يجد فيها ثمراً مـــــع أنه لم يكن وقت التين (مر 11 : 13 ،14).

المقصود بالقول ( لم يكن وقت التين) هو أنه لم يكن وقت جمع أو جني التين وليس المقصود وقت الإثمار ، فكان يجب أن يكون فيها تين لم يقطف بعد. يظهر ثمر التين قبل أوراقه – بعكس معظم الأشجار – فإذا ظهرت الأوراق بدون الثمار فلا يرجي من الشجرة ثمر. ( لم يجد شيئاً إلا ورقاً). ينضج التين على مرحلتين : في الربيع ينضج ثمر مبكر ُيسمي في فلسطين ( ديفور) أما المحصول الرئيسي فينضج في الصيف .



وهذه الشجرة لم تكن تحمل ثمراً ناضجاً أو غير ناضج ، أي أنها شجرة عقيمة فكان يجب أن تقلع إذ (لماذا تبطل الأرض). معلومة : هذه هي الآية الوحيدة من آيات الرب يسوع التي تحمل صفة القضاء الدينونة فبعدما كان يسوع جائعا يلتمس شيئا ياكله فراى التينة التي كانت بلا ثمر فالتينة تشير الى اليهود الذين رفضوا الرب يسوع وسيصلبوه بعد هذه الحادثة لذلك الرب لعنهم لانهم سيصلبوه لاحقا ويقتلوه وهكذا عندما نقرا الكتاب المقدس يجب ان نعرف ماهي الرموز والى ما تشير ولا نحاول تفسيرها حرفيا كما وردت بالكلمات بل الى ما ترمز اليه من معاني

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 03:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مقال الأنبا إرميا “فهمت وسأحاول”



?

.
يقولون: “لا يوجد أقوى من التواضع، لأنه لا شىء يمكن أن يقهره” ففى طريق الحياة نلتقى كثيرين، ولٰكن أعظم من نلقاهم هم المتواضعون! فهم يتعاملون ببساطة لا تخلو من العمق، ومحبة تحمل إيمانًا عميقًا بأن جميع البشر هم خليقة الله، وأنه لا فارق بين إنسان وآخر، بل الإنسانية تربطها جميعًا حياة واحدة، تسعى فيها نحو النمو والنجاح والبناء. والمتواضع ليس شخصًا ضعيفًا كما يعتقد البعض. كذٰلك هو يُدرك إمكاناته ومواهبه حقيقةً، ويؤمن بأنها هبات من الله له يستخدمها بكل أمانة لخدمة الآخرين ومجتمعه ونفسه، فلا تجده متباهيًا بها أو بأعماله طالبًا المديح، وإنما شاكرًا لله، مقدمًا لكل إنسان حقه. والإنسان المتواضع يحتمل أتعاب الآخرين، وربما طريقتهم الفظة، بكل لطف ووداعة وطول روح.. كان الشاب يشعر بحزن شديد وأسى مصحوبين بغضب عارم بسبب تصرفات والده العصبى، وأفعاله التى تسبب له وللأسرة كثيرًا من الحرج فى أوقات ثورته؛ حتى صار البيت جحيمًا بسبب المشكلات ولم يكُن صديقنا هو من يعانى فقط، بل كانت الأسرة بكاملها لا تستطيع التفاهم معه، يئنون من كلماته القاسية التى تشعرهم بالألم والخجل أمام جيرانهم وأصدقائهم الذين أصبحوا يتجنبون زيارتهم! وفى ذات يوم، غادر الشاب منزله حاملًا همومه، لا يعرف إلى أين يتجه، حتى وصل إلى إحدى الحدائق العامة، التى اتسمت بالهدوء بعد مغادرة الزائرين إذ كان الوقت يقترب من المغيب.. كان الهدوء يكتنف المكان، وكانت أفكار صديقنا تجول حائرة تبحث عن سلام وسْط الصمت من حوله.. فإذا الفتى ينفجر باكيًا، وتخرج منه كلمات لا يُفهم منها إلا: “يا رب”! وإذا رجل تجاوز الخمسين من عمره يقترب إلى الشاب الباكى، ويجلس إلى جواره حتى هدَأ قليلًا، ثم بادره قائلًا: الحياة لا تستحق أن نحياها بكل هٰذا الألم. لم يَدرِ الشاب هل يتحدث بمشاعره وآلامه إلى ذٰلك الغريب، أو يصمت! ولٰكنه لم يستطِع أن يوقف سَيل كلماته التى اندفعت منه معبرة عن آلامه الشديدة لتصرفات والده نحو أسرته بكاملها. استمع الرجل إليه وما إن انتهى سأله: أتريد مساعدة والدك وأسرتك؟ أجاب: بكل تأكيد، قال: إذًن.. قُم بمسؤوليتك تجاهه! أجاب الشاب وعلامات التعجب تعلو وجهه: مسؤوليتى؟ لا أفهم ما تعنيه!! بدأ يوضح الرجل للشاب أن له دورًا ومسؤوليةً نحو أسرته ووالده، وأن استخدام بعض الوسائل البسيطة قادر على التأثير فى البشر ليسعَوا نحو تغيير ما فى ذواتهم من عيوب. لم يفهم الشاب ما يقصده الرجل، الذى أدرك ما يفكر فيه فاستمر فى كلماته وقال: إن الغضب والعصبية التى نراها فى إنسان ما قد لا يحتاجان إلا إلى كلمات طيبة تتخطاهما. دعنى أسألك: هل التقيتَ والدك وأنت تبتسم؟ أتحدثتَ إليه وأنت تشعره بأنك تحبه؟ أتمُد إليه يد المعاونة دون أن يسألك؟ يا بُنى، إن المحبة الحقيقية الصادقة التى يحملها قلب الإنسان المتواضع تستطيع أن تغيِّر؛ لأنها تحمل فى داخلها محبة الله، كما أن اللطف والكلمات اللينة الرقيقة تستطيع أن تحطم صخور الغضب. كُن فى الحياة: متواضعًا، محبًا، تُسرع بالكلمات اللطيفة نحو كل أحد؛ وحينئذ ستختفى كثير من صخور تعرقل خطواتك فى طريق الحياة. أجاب الشاب: فهِمتُ وسأحاول. وعاد إلى المنزل وإلى الحياة يحمل فى أعماقه كلمات ذاك الحكيم الذى التقاه فى الحياة، ليبدأ هو بها مرحلة جديدة من طريقه. ربما ستبحث، قارئى العزيز، عن نهاية القصة: تُرى، ماذا تتوقع أن تكون نهاية أو بالأحرى بداية رحلة من التواضع والمحبة واللطف. إن طريق الحياة يمتد بنا نحو أنواع متعددة من البشر، كلٌّ يحمل على كاهله أحمالًا ثقيلة. فامدُدْ لهم جسور الأمل والسعادة بكلمات لطيفة لينة وقت أعاصير غضبهم، وانشُر شراع المحبة لتصل السفن إلى المَرفأ الحقيقى؛ فالمحبة بلطف ووداعة من قلب متواضع هى طريق ممتد نحو السعادة! * الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى.

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 03:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
انا اسمي مكتوب


https://images.chjoy.com//uploads/im...99360ebe1f.jpg
لاحظت منتهي الفرح و الساعدة عند الناس انهم يلاقوا اسمائهم علي "كان" الكوكاكولا...
تخيل لو لاقيت اسمك مكتوب علي العربيات المرسيدس او اتنقش علي احجار كريمة .. اكيد حاجة تفرح برضه
لكن بالرغم من انها حاجة تفرح .. إلا ان كل الناس دي عارفة كويس ان الاسم ال علي الكوكاكولا اكيد اكيد ميقصدهاش هي بشخصها ... في آلاف الناس ال اسمها زي اسمك. لكن الفرحة ال ما تتوصفش انك تلاقي اسمك مكتوب علي حاجة مشهورة و كمان انت بس المقصود بيه ...

اسمك مكتوب في السما و مش مجرد تشابه اسماء .. ده انت فعلا.. لانك تنتمي للسما ولأنك محبوب جدا هناك .."


بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السموات" لو ١٠: ٢٠ مش بس كده ... ده ربنا من كتر حبه ليك ناقش اسمك علي أيديه .. "هوذا على كفي نقشتك. اسوارك امامي دائما." اش ٤٩ : ١٦
وزي ما في ناس لسه مش لاقيه أسمائها علي الكوكاكولا لغاية دلوقتي ... و ممكن تطلب من الشركة ان اسمها ينزل لمجرد انها تفرح شوية و تحطها علي البروفيل ... خليك مهتم ان اسمك يكون في سفر الحياة .. لو مش تأكد اطلب و توب ... و لو تعرف حد اسمه مش مكتوب صليله و اطلب عنه علشان ربنا يكتب اسمه في سفر الحياة
و سعتها فعلا تختبر ان حياتك احلي مع .. يسوع ..
"واما انا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل." يو ١٠: ١٠
سامر الضعيف - الحياة الافضل


Mary Naeem 01 - 09 - 2014 03:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ربي يسوع....

https://images.chjoy.com//uploads/im...7e5178f79b.jpg

أنت تعلم أنني أحبك

أما سقطاتي وتهوراتي فهي بسبب الضعف

أسندني فأخلص

أعني فأشفى من ضعفاتي

توبني فأتوب وأفرح بك

لا تغضب مني

لا تبعدني عن طريقك

لا تحكم علىّ بشدة

ترأف عليّ وسامحني

أمنحني عقلاً وقوة وفهماً

لأهرب بالكمال من كل أمر رديء للمضاد

اهرب إليك يا إلهي القدوس

ألوذ بحضنك وبحبك

اللهم احمني من نفسي

أذكر أنني عمل يديك

لقد أضعت سنيناً طويلة من عمري

الوقت سُرق مني

مضى الصيف والحصاد وأنا خالي الوفاض

كثيرون نموا في حياتهم وروحانياتهم

ومازلت أنا قزماً أحبي على الأرض

وأتلذذ بملاذ الدنيا الباطلة



ربي يسوع...



هبني أن أكون جاداً في تدبير الوقت

هبني أن ألتفت إليك فأخلص

هبني أن أفرح بلقياك وأتمتع بك

هبني أن أسعد بالإنجيل وفرصة الصلاة

هبني أن أستفيد بالخلوة وأن أتكلم معك باستمرار

هبني أن أخدمك بنقاوة وأمانة ومحبة حقيقية

أعط أن يكون الوقت معي وليس ضدي

كل دقيقة أستفيد بها نمواً وإنتاجاً وحباً

ولا تكون كل دقيقة تمر بي شاهداً ضدي بل معي

قدس الوقت

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 03:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
النعمة الغنية
https://images.chjoy.com//uploads/im...ed6233e9f4.jpg

"وإذ كان لم يَزَل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله"
(لو 15: 20 )

ما أروع هذا الـمَثَل الذي يكلمنا عن النعمة الغنية المتفاضلة من إله كل نعمة للابن الضال المسكين؛ الذي بحسب الناموس يستحق كل لعنة وبُغضة. فهو الابن المسرف الزاني الذي يستحق أن "يرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت" (تث 21: 18 -21) لكونه عاصياً ومارداً. أما النعمة فلها طريق آخر؛ طريق ثلاثي كالآتي:

...
(1) الترحيب العجيب : إذ يقول المسيح "وإذ كان لم يَزَل بعيداً، رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله". فالذي قطع الرحلة كلها هو الآب ذو القلب العافي الكبير، الذي غطاه تماماً بالقبلات آلتي تعنى أن الآب قد سامح ابنه.

(2) التأهيل العجيب : فالآب لم يكتفِ بالترحيب، بل عمل كل ما يلزم للتأهيل، وهذا التأهيل كالآتي:

أ - أخرجوا الـحُلة الأولى وألبسوه: والـحُلة الأولى ترمز إلى شخص المسيح نفسه الذي صار كساء المؤمن أمام الله.

ب - اجعلوا خاتماً في يده: والخاتم يشير إلى ختم الروح القدس وسُكناه في المؤمن الذي يؤكد له أنه صار ابناً لله.

ج - حذاء في رجليه: يفصله عن نجاسات الأرض لكي يسلك السلوك الجديد.

ما أعجب هذه القصة ! فلقد رأى الآب ابنه الراجع بعيني النعمة، وركض نحوه برجلي النعمة، وعانقه بذراعي النعمة، وقبّله بشفتي النعمة، ثم قال لعبيده أروع كلمات النعمة، وقدم لابنه وليمة النعمة.

أتظل أيها القارئ العزيز بعد هذا محروماً من النعمة الغنية آلتي أنعم بها الآب علينا في المحبوب؟ ألا تحب أن يكون لله نصيب في موسيقى النعمة الشجية آلتي ترن في أسماعنا؟

ويختم المشهد بهذه العبارة الجميلة آلتي تدل على أن الأفراح آلتي نبدأها هنا تستمر معنا لنواصلها عن قريب في مكان أمجد؛ في بيت الآب في السماء.

أسرع أيها العزيز ليكون لك نصيب في هذه النعمة الغنية، فإن إله كل نعمة ينتظرك

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 03:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 



https://files.arabchurch.com/upload/i...5794349489.png

كنوز مخفية في سفر التكوين

قصة الفداء في أسماء




لم تأت الأسماء في العهد القديم من فراغ بل كان موحى بها من الله نظراً لما تحويه من معان روحية جميلة خصوصاً للذين يدرسون ويتعمقون في فهم الله. فقصة الفداء مثلاً جاءت تفاصيلها بشكل خفي من خلال وضع معاني هذه الأسماء، والتي ورد ذكرها في الإصحاح الخامس من سفر التكوين، مع بعضها البعض، وإليكم ترتيب معاني هذه الأسماء المعبرة وما تنتهي إليه من لوحة خالدة عن الفداء العظيم

.

الاسم الأول هو " شيث " ومعناه المعّن أو محتّم أو مكتوب، ثم يأتي ابنه من بعده واسمه " أنوس " ومعناه إنسان، ثم يأتي ابنه " قينان " واسمه يحمل معنى الأسى والحزن، ثم يتبعه ابنه " مهللئيل " ومعناه الله المسبّح أو المبارك ثم يأتي ابنه " يارد " ومعناه ينزل ثم " أخنوخ " ومعناه تعليم ثم يأتي " متوشالح " ومعنى اسمه " موته سوف يرسل " ثم نأتي إلى اسم " لامك " ومهناه اليائس أو البائس وأخيراً اسم " نوح " ومعنى اسمه " راحة " . فإذا وضعنا معاني هذه الأسماء معاً نحصل على الآتي: " مكتوب للإنسان الأسى والحزن ولكن الله المبارك نزل إلينا (تجسّد) معلماً إيانا أنه بموته سيرسل للإنسان البائس الراحة " .

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 03:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حين ننتظر الرب ننجو

https://images.chjoy.com//uploads/im...f4b1b9ae57.jpg

في مفارق الطرق نقف حائرين الى اين نتجه واي طريق ٍ نسير . إن سرنا يمينا ً قد يكون اليسار هو الطريق الصحيح ، وإن سرنا يسارا ً قد يكون اليمين هو الاصوب والاسلم . نقف حيارى خائفين مترددين نخشى ان نخطو خطوة ، نبحث عن علامات ارشاد ، ندقق النظر ، نصيغ السمع ، ونتمنى ان نجد من يُرشد ، ومن يوجه ، ومن يقود . وفي حياتنا الروحية نقف ايضا ً في مفارق طرق ٍ ونواجه نفس الحيرة ، ونلجأ الى الله . يقول اشعياء النبي في الاصحاح 30 : 21
" وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً : «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ . اسْلُكُوا فِيهَا». حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ. "
عندما نحتار لا نبحث عن الارشاد الا من الله وحده . نذهب اليه ، نبحث في كلمته ، نمتلئ به ، نتفرس في وجهه ، يُسمعنا صوته ، يوجهنا الى طريقه ، يقودنا بيده ، يسير امامنا . لا تسرع في اللجوء الى اصحاب الرأي والفكر والمشورة في العالم . العالم مليء ٌ بالطرق الخاطئة والآراء الخطرة والافكار التي تقود الى الضلال ، أما المسيح فهو الطريق الوحيد ، الطريق الآمن ، الطريق الأمين . حين نسمع صوته يأتي الينا من الخلف ، يوجهنا الى الطريق ، حالا ً يجب ان نسلك ونميل يمينا ً أراد او يسارا ً . انت تسعى نحو مشيئته وتبحث عن قصده ، وهو يريد ان تحقق مشيئته وتنفذ قصده ، فاختلي به ، اطلب وجهه ، انتظره ، انتظر الرب . وانت تقف وحولك طرق ومسالك كثيرة لا تتعجل ، انتظر الرب . قل مع داود : " إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي . مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي . إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي ، مَلْجَإِي ، لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرًا. " ( مزمور 62 : 1 ، 2 ) فطريقه طريق الخلاص ومسلكه ُ مسلك بِر . حين ننتظر الرب ننجو ، حين نتبع طريقه ُ نخلُص . ابتعد عن مشورة الاشرار ولا تسمع توجيهات أخرى بل اتبع الله واسلك في طرقه ِ المستقيمة .

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 04:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الرجاء – القديس خوسيماريا





أمّا في ما يخصّني، وهذا ما أريده لكم، إنّ الطّمأنينة بأن أحسّ وأعرف ذاتي إبنًا لله، تملأني رجاءً حقيقيًّا،

هذه الفضيلة الفائقة الطّبيعة الّتي، إذا ما نُفِثت في الخلائق، تتوافق مع طبيعتنا، ممّا يجعلها أيضًا فضيلة جدّ بشريّة.
إنّي سعيد، وقوّي بيقين السّماء الّتي سنصلها، إذا ما بقينا مخلصين حتّى اللّحظة الأخيرة، للسّعادة الّتي سنحظى بـها، “لأنّ الرّبّ صالح، ولأنّ إلى الأبد رحمته.
” هذا اليقين يدعوني إلى الإدراك أنّ وحده، ما يحمل الطّابع الإلهيّ، يُظهِر ختم الأبديّة الّذي لا يُمحى، وله قيمة لا تزول، لهذا السّبب،

لا يبعدني الرّجاء عن أمور الأرض، بل يقرّبني، على العكس، من هذه الحقائق نفسها، بطريقة جديدة، بطريقة مسيحيّة، محاولة إكتشاف روابط الطّبيعة السّاقطة، وفي كلّ شيىء، بين الله الخالق والله المخلّص.
أَصْدِقَاءُ الله, 208



علينا أن نمتلك المفهوم الإلهيّ للأشياء، دون أن ننسى النّظرة الفائقة الطّبيعة، متيقّنين أنّ يسوع يُحسِن استعمال حقاراتنا لتمجيده تعالى.
لهذا السّبب، عندما تشعرون بتغلغل محبّة الذّات في ضميركم، والتّعب، والإحباط، وثقل الأهواء، فبادروا إلى ردّة فعل سريعة، واصغوا إلى المعلّم، دون أن تتأثّروا بواقع الإنسان التّعيس ؛ لأنّ ضعفنا البشريّ سيرافقنا طوال حياتنا.
أَصْدِقَاءُ الله, 194



فيك، يا ربّ، وضعت رجائي”. – ووضعت، مع الوسائل البشريّة، صلاتي وصليبي. – فما خاب رجائي، ولن يخيب أبداً: “لن أخزى إلى الأبد”.
طريق, 95



يجب أن ننمو بالرّجاء، إذ سوف نثبت في الإيمان حينها، الّذي هو “التّيقّن بالأمور الّي نرجو حدوثها، وكأنّها بالفعل حدثت. الّتي لا ترى كأنّها ظهرت.” ( 30- عب 11 : 1 ) أن ننمو في هذا الرّجاء،
هذا يعني التّوسّل إلى السّيّد بأن يضاعف فينا محبّته، لأنّا لا نثق كلّيًّا إلاّ بمن نحبّ بكلّ قوانا. إذن، إنّ الله يستحقّ محبّتنا.

وقد لاحظتم مثلي، أنّ الّذي يحبّ، يعطي ذاته بثقة، بتناغم رائع، حيث ينبض القلبان بحبّ واحد متشابه.

فما هو إذن مصير حبّ الله ؟ ألا تعلمون أنّ المسيح مات من أجل كلّ واحد منّا ؟ أجل، إنّه لأجل قلبنا الصّغير المسكين أن قد تمّت تضحية يسوع الخلاصيّة.
والسّيّد يحدّثنا غالبًا عن الثّواب الّذي استحقّه لنا بموته وقيامته. “إنّ المنازل في بيت أبي كثيرة، وإلاّ لكنت أقول لكم : أنا ماضٍ لأعدّ لكم مكانًا، وإذا انطلقت لأعدّ لكم مكانًا، أعود أيضًا وآخذكم إليّ، لتكونوا أنتم حيث أكون أنا.” ( 31- يو 14 : 2 –3) إنّ السّماء هي نـهاية طريقنا الأرضيّ.
ويسوع المسيح قد سبقنا إليها، وهو ينتظر وصولنا، برفقة القدّيسة العذراء، والقدّيس يوسف، الّذي أبجّله كثيرًا، والملائكة.
أَصْدِقَاءُ الله, 220



ما أجمل عندما يقول لنا أبونا : “أجل، أيّها العبد الأمين، الصّالح، فقد كنت أمينًا على القليل، فسأقيمك أمينًا على الكثير. أدخل فرح سيّدك.

أن تعيش الرّجاء ! هذه معجزة النّفس المتأمّلة. نحن نعيش في الإيمان والرّجاء والمحبّة ؛ والرّجاء يقوّينا. أتذكرون القدّيس يوحنّا ؟ “كتبت إليكم أيّها الشّبّان، لأنّكم أقوياء، ولأنّ كلمة الله ساكنة فيكم، ولأنّكم غلبتم الشّرّير.”

إنّ الله يستعجلنا : فالأمر يتعلّق بشباب الكنيسة الدّائم، وشباب البشريّة كلّها. وعلى مثال الملك ميداس، الّذي كان يحوّل كلّ شيء يلمسه ذهبًا، تستطيعون أنتم أن تجعلوا البشريّ إلهيًّا.
ولا تنسوا أنّ الحبّ، بعد الموت، يأتي لملاقاتكم.

وفي حبّ الله، ستجدون، بالزّائد، كلّ أنواع الحبّ الشّريف الّذي كنتم عرفتموه على الأرض. وقد رأى الرّبّ، أن نقضي هذه الحقبة الصّغيرة من وجودنا، في العمل،

وعلى مثال ابنه البكر،” في صنع الخير.” لذلك، علينا أن نبقى متيقّظين، لسماع النّداءات، الّتي كان القدّيس إغناطيوس الإنطاكي يشعر بها في نفسه، عند اقتراب ساعة استشهاده :

تعال إلى الآب”، عد إلى أبيك، فهو ينتظرك بفارغ الصّبر.
لنسأل سيّدتنا، أن تضرم فينا الشّوق المقدّس، لأن نسكن كلّنا في المنزل الأبويّ.

ولا شيء يعود فيقلقنا، إذا ما قرّرنا، أن نوطّد في قلبنا، الشّوق إلى الوطن الحقيقيّ : إنّ السّيّد يقودنا بنعمته، وبمعيّة هواء مناسب، يقود زورقنا نحو شاطىء مشرق.
أَصْدِقَاءُ الله

,

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 04:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان هو رجاء

يحاول قداسة البابا في هذه الرسالة اظهار المسيحية على أنها دين مبنيّ على الرجاء. وقد أعطى أمثلة عديدة من الكتاب المقدس ومن حياة الكنيسة ليؤكد على أنه مهما اشتد الظلم والإضطهاد، ومهما تعاظمت شكوك الإنسان وهمومه يبقَ لنا الرجاء بالخلاص. فالسيد المسيح نال الخلاص من أجلنا، ونحن لا نزال نرجو ثمرات هذا الخلاص في الحياة الأبدية.
ان كلمة "رجاء" توازي في الكتاب المقدس كلمة "إيمان"، ومن لديه الرجاء يعيش بطريقة مميزة، لأن حياة جديدة أُعطيت له. هذا الرجاء متأتٍّ من اللقاء الحقيقي بالله في المسيح يسوع، لقاء يحوّل في الداخل الحياة والعالم. إن المسيح يكشف لنا من هو الإنسان وما يجب أن يعمل ليكون حقاً إنساناً. انه يدلنا على الطريق والحقيقة والحياة التي نبحث عنها جميعًا. إنه الراعي الحقيقي الذي يقودني ويساعدني على اجتياز طريق الوحدة النهائية، لأنه مرّ بهذه الطريق ونزل الى مملكة الموت وانتصر عليه. يسوع المسيح هو رفيق الدرب الذي يعطيني الأمان بحيث " لا أخاف سوءًا" ( مز 22: 4).
وإنّ هذا الإيمان يرتبط بالرجاء الذي هو جوهر الحقائق المرجوّة والبرهان عن الحقائق التي لا ترى. ليس الإيمان إنجذاباً شخصياً نحو الخيور الآتية فحسب بل أنه يعطينا منذ الآن شيئًا من الواقع المنتظر. هكذا عاش المسيحيون إيمانهم المليء بالرجاء منذ عصر الاضطهادات وعلى مرِّ العصور، لأنهم يعرفون أنهم يمتلكون خيرات أفضل من الخيرات الآنية. لذلك كانوا قادرين على ترك كل شيء، لأنهم وجدوا أساسًا لحياتهم، أساسًا باقيًا، لا يستطيع أحد أن ينزعه منهم.
وهكذا أيضاً من رجاء الذين مسّهم المسيح ظهر الرجاء للاخرين الذين كانوا يعيشون في الظلمة واليأس " بدون رجاء وبدون اله في العالم" (اف 2: 12). وعد المسيح لهم لم يكن فقط حقيقة منتظرة بل حقيقة حاضرة في حياتهم. هذا ما جعل إيمانهم بالرجاء إيمانًا حيًّا ومثمرًا. لقد أظهر الله ذاته في المسيح، وأشركنا منذ الآن في جوهر الخيور الآتية. وانتظار الله هو إنتظار خيور مستقبلية إنطلاقًا من حاضر هو هنا. ولكن أن نعرف كيف ننتظر فذلك يتطلب منا الثبات حيث نحن اينما كنّا لنستطيع نوال " تحقيق الوعد" (عب 10: 36).
إذاً التفكير بالإيمان والرجاء يدور بكامله حول حياة الإنسان وموته. ولكن هناك تناقض صريح في حياة الإنسان؛ فمن جهة نحن لا نريد أن نموت، ولا من يحبنا يريد لنا أن نموت. ومن جهة أخرى لا نرغب في البقاء في الوجود بنوع غير محدود. كلنا نريد الحياة الحقيقية التي لا يصل إليها الموت، إنما في الوقت عينه لا نعرف الى أي شيء نحن مدعوون. نحن نريد الحياة السعيدة والأبدية، نريد الخلاص ولكن ليس الخلاص الذي نسعى إليه خلاصًا فرديًّا أنانيًّا، إنما خلاصًا جماعيًّا، لأننا " بالرجاء خلصنا جميعًا" ( رو 8: 24) .

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 04:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الرجاء المسيحي الحقيقي

http://www.peregabriel.com/gm/albums...2528162529.jpg



قبل أن نتكلم عن الرجاء المسيحي وعمّا يمكن أن يقدمه الى العالم لا بد من نلقي نظرة سريعة على الدوافع التي أدّت الى أزمة الإيمان في العصور الحديثة وبالتالي أدّت الى أزمة الرجاء المسيحي. تظهر هذه الأزمة بوضوح تام خاصة عند فرنسيس باكون. يرى باكون أن الإختراعات والإكتشافات التي بدأت منذ زمن قريب ما هي إلاّ بداية لاكتشافات جديدة ينتج عنها عالم جديد هو مملكة الإيمان. للرجاء عند باكون شكلاً جديدًا يسميه الإيمان في التطور. والتطور يُبنى على العقل والحرية، عقل هو قوة خير وللخير، وحرية تقود الإنسان الى كماله. انهما الأساس الجديد للجماعة البشرية الجديدة.
أما عمانوئيل كانط فيؤكد على أن الثورات، وبخاصة الثورة الفرنسية، استطاعت تسريع زمن العبور من إيمان الكنيسة الى إيمان العقل أي الى "مملكة الله". ليس ملكوت الله هذا هو ذاته الملكوت الذي بشّر به يسوع المسيح، إنما الملكوت الذي يصل الى حيث أيمان الكنيسة تخطاه الزمن واستعيض عنه " بالإيمان الديني" أي الإيمان العقلي. وفي هذا الملكوت هناك، مع النهاية الطبيعية لكل شيء، امكانية وجود نهاية مضادة للطبيعة فاسدة من الناحية الأخلاقية.
ومع كارل ماركس وثورته البروليتارية ساد الإعتقاد أنه بمجرد انتزاع أملاك الطبقة السائدة وسقوط السياسة وباشتراكية وسائل الإنتاج تتحقق أورشليم الجديدة. اعتقد ماركس أنه بتنظيم الإقتصاد يترتب كلّ شيء. خطأُه الحقيقي هو المادية، نسي أن الإنسان يبقى إنسانًا. نسي الإنسان ونسي أن الحرية تبقى دائمًا حرية حتى في الشر.
ونتساءل نحن المسيحيين ماذا نستطيع بعد أن نرجو خاصة في ظلِّ الاوضاع التي نعانيها؟ وماذا يمكننا أن نقدم للعالم الذي فقد الرجاء والإيمان؟
قبل كل شيء لا بدّ من أن نؤكد بأن التقدم يعطي إمكانيات جديدة للخير ولكنه يُنتج أيضاً إمكانيات سحيقة ومخيفة للشر لم تكن سابقًا. إذا لم يرافق التقدم التقني تقدمًا في تربية الإنسان الأخلاقية، في نمو الإنسان الداخلي، فهذا ليس تقدمًا إنما تهديد للإنسان والعالم.
في هذا التقدم الصحيح والمعافى يلعب العقل البشري دورًا أساسيًّا في التمييز بين الخير والشر. هكذا فقط يصبح العقل عقلاً بشريًّا حقًا لا عقلاً متسلطًا. يصبح العقل بشريًّا فقط إذا كان بإمكانه أن يدل الإرادة والحرية على الطريق، وإلاّ يصبح تهديدًا له ولكل مخلوق. إن الملكوت العقلي المحقق بدون الله ينتهي مؤكدًا بالمخرج الفاسد لكل شيء على ما يصف كانط. العقل بحاجة إذًا الى الإيمان ليكون هو ذاته كاملاً. والإنسان بحاجة الى الله وإلا بقي بدون رجاء.
يخطىء كل من يعتبر ان الإنسان يُفتدى بالعلم، هذا نوع من الرجاء الكاذب. صحيح انه باستطاعة العلم أن يساهم كثيرًا في أنسنة العالم والبشرية، ولكن باستطاعته أيضًا أن يهدم الإنسان والبشرية، إذا لم يكن الله موجودًا فيه وفي تقدمه. ليس العلم من يفتدي الإنسان بل المحبة التي تجلّت في يسوع المسيح. عندما يختبر الإنسان في حياته حبًّا كبيرًا، عندئذٍ تكون ساعة الفداء، فيعطي إذاك معنى جديدًا لحياته. "لا الموت ولا الحياة لا الأرواح ولا القوات، لا الحاضر ولا المستقبل، ولا الكواكب ولا السماوات، ولا الأعماق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلني عن محبة الله التي في المسيح يسوع " (رو 8: 38 ? 39).
لذلك نقول، من لا يعرف الله من خلال يسوع المسيح، وإن استطاع أن ينعم بأنواع عديدة من الرجاء، هو في الواقع وفي العمق بدون رجاء، فالرجاء الحقيقي الرجاء الكبير للإنسان هو الله فقط. ومن مسّه الحب يفهم حقيقة ما هي الحياة في عمقها. فالحياة بكاملها علاقة بمن هو نبع الحياة، بمن هو ذاته الحياة والحب. وبقدر ما نكون متحدين به يصبح بمقدورنا أن نصير حقًّا للآخرين، للجميع. يقول القديس مكسيموس المعترف بأن من أحب الله أحب أيضاً قريبه بدون تحفظ، عندها يصبح غير قادر على الإحتفاظ بغناه، فيوزعه مثل الله معطيًا كل واحد ما هو بحاجة إليه.
إذاً الله هو أساس الرجاء لا أي اله، بل الإله الذي يحمل وجهًا بشريًّا والذي احبنا غاية الحب. ليست مملكته شيئًا نتخيله ما وراء الطبيعة، حاضر في مستقبل لا يتحقق أبدًا، بل مملكته حاضرة حيث هو محبوب وحيث حبه يضمنا إليه. وحده حبه يعطينا أمكانية الثبات والرجاء في عالم هو بطبيعته غير كامل.

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 04:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التنشئة على الرجاء
https://images.chjoy.com//uploads/im...0cc866b219.jpg

المكان الأول والأساسي للتنشئة على الرجاء هو الصلاة. إن لم يعد هناك أحد يسمعني، فالله يسمع. وإن لم يعد بوسعي الكلام مع أحد، أستطيع الكلام مع الله من خلال الصلاة. فالصلاة هي لقاء مع الله. الإصغاء اليه والكلام معه هما ثمرة الصلاة. لا تعني الصلاة خروج الإنسان من التاريخ والإنعزال عن العالم، بل هي عملية تطهير داخلي تجعلنا نتحد بالله وبالتالي بالناس أيضًا. ولكي تنمّي الصلاة هذه القدرة المُطِّهرة يجب أن تكون شخصية علائقية وفي الوقت ذاته في شراكة مع صلاة الكنيسة في وحدة رجاء. فالرجاء المسيحي الحقيقي هو دائمًا رجاء شخصي وللآخرين.
إن العمل الإنساني الجدي هو أيضًا رجاء، لأننا بالتزامنا به نساهم في جعل العالم أكثر إنسانية. حتى وإن لم يعد لي شيئًا أرجوه، إما بسبب الأوضاع السياسية والإقتصادية وإما بسبب الفشل الذي يمكن أن أتعرض له في حياتي، فأنا اؤمن بأني قادر على تحرير حياتي والعالم من كل الأوبئة التي تستطيع أن تهدم الحاضر والمستقبل. إن عملي المرتكز على وعود الله والرجاء المسيحاني يعطيني الشجاعة على المساهمة البنّاءة لملكوت الله.
والألم هو رجاء لأنه جزء من الحياة الإنسانية. طبعًا يجب النضال ضدّ الألم البشري وفعل كل ما في الامكان للتحفيف منه. وإذا كانت إزالة الألم من العالم ليست من إمكانيتنا، فالله استطاع ذلك بصيرورته إنسانًا وبتألمه معنا. نحن نؤمن بأن هذا الله موجود لذلك رجاؤنا كبير بالإنتصار على الشر والشفاء من الألم. ما يشفي الإنسان ليس تلافي الألم بل إمكانية قبوله وإيجاد معنى للحياة بالإتحاد بالمسيح الذي تألم بحب لا متناه. إذا لم يستطع كل شخص أن يجد معنى للألم كطريق تطهير ونضج وكطريق رجاء فلا يقدر أن يقبل ألم الآخر. والمجتمع الذي ليس قادرًا أن يجعل الألم موضوع مشاركة هو مجتمع قاس وغير إنساني. إن قبول الألم حبًّا بالخير والحقيقة والعدالة هو الذي يبني مقياس الإنسانية.
يبقى أن نشير الى أن الإيمان بالدينونة هو رجاء بعدالة الله. إن الدينونة تدعو الى المسؤولية أمام عدالة الله ونعمته. النعمة لا تنفي العدالة ولا تحوّل الخطأ الى حق. اللقاء بالمسيح هو العمل الحاسم للدينونة، في هذا اللقاء يذوب كل كذب ويظهر الإنسان على ما هو عليه حقيقة. اللقاء به يحولنا ويحررنا ليجعلنا حقًّا ما يجب أن نكون. دينونة الله هي رجاء، إن من حيث هي عدالة أو من حيث هي نعمة. العدالة تجعلنا ننتظر خلاصنا "في خوف الله والرعدة" (في 2: 12) والنعمة تسمح لنا أن نرجو الخلاص في لقائنا بالديان البارقليط. وإذا كان الرجاء والحب المتجسد في شخص المسيح، يصل الى ما وراء الطبيعة، فإنه بالصلاة يُبقي الاحياء والأموات متحدين فيما بينهم ما بعد حدود الموت. لذلك بصفتنا كمسحيين لا نتساءل كيف نُخلّص ذواتنا، بل ماذا علينا أن نفعل ليَخلُص الآخرون.

Mary Naeem 01 - 09 - 2014 05:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فضيلة الرجاء (1)

بقلم: الأب رمزي نعمة



الرجاء فضيلة هامة للإنسان بشكل عام. فلولا الأمل لما زرع الفلاح كرمه

ولما بنى الإنسان بيته ولما دفع المسيحيون، إبان الاضطهاد، ثمن إيمانهم بالاستشهاد، ولما تغلّب المؤمنون على صعوبات الحياة. ذلك أن لكل فاعل هدف.

وهدف الإنسان هو نيل المكافأة وهذا ما يجعله يجازف على تحمّل الصعوبات التي يجدها رخيصة بالنسبة للمكافأة التي ينتظرها.


وإذا كانت المكافأة بشرية كان الرجاء فضيلة إنسانية

وإذا كانت عند الله أو كانت الله نفسه فيكون الرجاء فضيلة إلهية، فائقة الطبيعة.

وفقدان الأمل بالمكافأة يقود إلى هبوط العزيمة واليأس. وإذا يئس الإنسان من المكافأة العليا ألا وهي الحصول على الحياة الأبدية في السماء

وقبل ذلك- على غفران الخطايا- فمعنى ذلك أنه لا يؤمن بها أو أنه لا يجد العزيمة

للطموح إليها. فبذلك يستبدل الهدف العالي بهدف آخر أقرب منه منالاً فيستسلم للملّذات

وإذا نهته نفسه عنها عاش بقوة كبريائه يكابد حياة شاقة لا نور فيها ولا هدف

وكأنه ضحية ما يسميه القدر الذي لا يستطيع حياله إلا الاستسلام.

وعبّر الشاعر ألفرد دي فيني عن هذه الحالة بقوله للإنسان على لسان ذئب يقف عند حافة الموت:

»أيها الإنسان سِر بحِملك الشاق سِر في الدرب الذي خطّه لك القدر، ثم افعل ما فعلت، متّ بصمت وحذر«.



أولاً: الرجاء في الكتاب المقدس

1) الرجاء في العهد القديم

كان الله رجاء إسرائيل في العهد القديم، (ار8:14، 13:17)

ويجب على الإنسان أن يجعل الله معقد رجائه حتى عندما يحجب وجهه (أش 17:8)

أي عندما يسحب رضاه. وسبب الرجاء هو أن الله مُخْلِصٌ لوعوده، وتشهد أعماله الجبّارة في الماضي على قدرته على المساعدة.

إن موضوع رجاء الآباء المذكورين في الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم كان النسل الكبير العدد والحصول على الأرضالتي وعدوا بها


(تك 8:17، حز 8:3، الخ).

وجاء دمار مملكة إسرائيل عام 721ق.م. ومملكة يهوذا عام 587ق.م. ضربة شديدة لآمال شعب الله.


غير أن الأنبياء أحيوا تلك الآمال بطريقة مختلفة.

فقد تحدّث إرميا عن عهد جديد يكتبه الله في قلوب شعبه (31:31، 38:32-41).

ووعد حزقيال أن الله سيتذكر عهده مع إسرائيل (حز 59:16-63).

إن الله سيعطي شعبه قلباً جديداً وروحاً جديدة (حز 25:36-28).

ولكن رجاء إسرائيل لم يمتد إلى ما بعد الموت. إن أولئك الذين ينزلون إلى الحفرة لا ينتظرون رحمة الله (أش 18:38).


وعندما يموت إنسان فلن يوقظ من نومه (أي 21:14).

وفقط في نهاية هذه الحقبة من التاريخ نجد تلميحاً للبقاء الشخصي بعد الموت (حك 5:5، 2مل 46:12)

وللرجاء في العهد القديم بُعدين:

أ‌-على المستوى الاجتماعي:ملحمة العهد القديم هي تاريخ مواعيد الله وتحقيقها رغم العقبات التي وضعها الإنسان في سبيلها وجحوده لها.

وانتظار تحقيق هذه المواعيد هو الرجاء بعينه. ومن بينها مواعيد زمنية مثل الخروج من مصر، عبور البحر الأحمر واحتلال المدن الكنعانية

وبلوغ أرض الميعاد، وبعد السبي، حينما تحطّمت أحلامهم الزمنية

بدأ يدب فيهم أمل العودة، وإلى جانب تلك المواعيد الزمنية

كان الله يحضّر الشعب لأكبر وعد قطعه على نفسه ألا وهو إرسال ابنه ليخلّص الشعب العبري والعالم كله من الجهل والعجز الروحيين

ولاسيما من الإثم والخطيئة التي تقف حائلاً دون بلوغ السعادة.

وعبّر الأنبياء عن انتظارهم للمسيح المخلّص الروحي

بينما بقي الشعب الجاهل ينتظر مسيحاً زمنياً.

وسبب الرجاء بالله هو قوّته (كلما شاء صنع) وجودته الوالدية

»لو نسيت المرأة رضيعها، لا أنساكم أنا يقول الرب«،

ووفاؤه لقسمه »إني أفي بقسمي الذي أقسمته لإبراهيم« (تك 3:26).



ب‌-على المستوى الفردي:يدعو كتاب المزامير لوضع الرجاء في الله: »طوبى للإنسان الذي يتوكّل على الرب« (مز33).

ويقول المزمور 30: »بك اعتصمت يا رب فلا أخزى إلى الأبد، بصلاحك نجّني. أرهف مسمعك نحوي بادر إليّ وأنقذني. كن لي ملجأ عزيزاً

. يا رب ما أعظم إحسانك الذي ادخرته لمن يتقونك، أجزلته للذين يعتصمون«.

ويشير المزمور 5 إلى الذي يتكّل على الثروات:

»هوذا الرجل الذي لم يتخذ الرب له حصناً، إنما اعتمد على وفرة ثرائه واعتز بأهوائه«.



فيخاطب ذلك الإنسان قائلاً: »

لذا فإن الله إلى الدهر يهدمك، ويقلعك، من خيمتك ينزعك، من أرض الأحياء يستأصلك«.

وفي البداية لم يكن محدداً كيف سيبارك الله الصالحين. وفي سِفر الحكمة (23:2؛ 9:3) يبيّن أن الله: »خلق الإنسان للخلود«.

وعندما يموت الرجاء الأرضي يولد الرجاء السماوي. فعندما قرر إبراهيم التضحية باسحق، ابن الموعد، تجلّى رجاؤه بالله، الذي يستطيع أن يمنحه أفضل من اسحق.

وعندما مات رجاء الرسل بمسيح يكون قائداً زمنياً، بدأ يولد من رماد آمالهم المحروقة الرجاء بمسيح روحي جاء يخلّص العالم من الخطئية.



2) الرجاء في العهد الجديد

لم ينتهِ رجاء المسيحيين بمجيء المسيح وتجسّده. بل بدأ رجاء آخر بعودته مرة أخرى في نهاية العالم وقبلهاعند نهاية حياتنا ليعطينا المكافأة المنتظرة.

وتعبر الكنيسة عن هذا الرجاء، بشكل خاص، في زمن المجيء (قبل عيد الميلاد)، إذ تضاعف انتظارها

واشتياقها لمجيء السيد الذي أعطى وزنات لعبيده وسافر لمدة غير محدودة وسيعود للحساب. وآخر كلمة انتهى بها الوحي المدوّن في العهد الجديد هي كلمة »ماراناتا« أي تعال أيها الرب يسوع.

أ‌-الانتظار والسهر:عبّر يسوع عن انتظار المسيحيين وسهرهم من خلال هذا المثل:

»لتكن أحقائكم مشدودة وسرجكم موقدة

وكونوا مثل رجال ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له للوقت. طوبى لأولئك العبيد الذي إذا جاء سيدهم وجدهم ساهرين.

الحق الحق أقول لكم إنه يشدّ وسطه ويتكئهم ويدور يخدمهم« (لو 37:12).

إن محبتنا للمسيح وإيماننا برجوعه ليمنحنا المكافأة لهما الفتيل والزيت اللذان يشعلان قنديل الرجاء في ظلمة ليل البشرية.

ب‌-ركائز الرجاء في العهد الجديد:

- وعد الله وأمانته: »نحن واثقون من نيل العون في حينه« (عب 16:4). »والذي وعد هو أمين« (عب 23:10)

ومن ناحية أخرى فإن المواعيد تحوّلت، بعد التجسّد، من الشعب العبراني إلى الكنيسة.

- قدرة الله: الله وحده قادر على منح الخلاص الذي يستحيل بدونه. »إني عارف بمن آمنت وواثق بأنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم« (2تيم 12:1).



- محبته: مادام الله يحبنا فإنه لن يبخل علينا بقدرته. »الله الآب أحبنا وأعطانا الرجاء مجاناً« (2تس 13:2).

- علاقتنا الحميمة بالمسيح: رأس جسد الكنيسة. قال القديس أغسطينوس معلقاً:

»نحن منذ الآن معه في السماء. هو رأسنا ونحن جسده. وبما أنه صعد إلى السماء فلسنا منفصلين عنه«.

وهو سبب رجاؤنا والقادر على تحقيقه.

- الروح القدس:هو عطية الآب لنا ويجعلنا نجرّب مسبقاً حلاوة السعادة الأبدية. »قد أنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وجُعلوا مشتركين في الروح القدس وذاقوا كلمة الله الطيبة..« (عب4:6-5).

- موت المسيح وقيامته: بموته استحق يسوع المسيح غفران خطايانا لبلوغ الخلاص. ثم أن قيامته صورة لقيامتنا، سبب رجائنا.

قال أغسطينوس: »نحن نعاين في قائدنا ما نرجوه لأنفسنا«.

وتلخّص القديسة تريزيا الأفيلية ركائز الرجاء بقولها:

»الله يعرف كل شيء ويقدر على كل شيء ويحبني«.

لقد تطوّر مفهوم الرجاء خصوصاً في كتابات بولس وإبراهيم هو نموذج الرجاء لأنه »آمن راجياً على غير رجاء« (روم 18:4).

ويخلص المسيحي بالرجاء الذي لا ترى غايته (روم 24:8).

والرجاء هو ثمرة الفضيلة الثابتة والمعاناة الصابرة (روم 4:5) وفي النهاية تثبت ثلاثة أشياء هي الإيمان والرجاء والمحبة (1كور 13:13) وهدف الرجاء المجد والقيامة (1كور 19:15).

والرجاء يميّز المسيحي عن شعوب الأمم الذين هم بلا رجاء، خصوصاً في الحياة بعد الموت (أف 12:2، 1تيم 13:4).

الرجاء مرساة تقودنا إلى ما وراء الحجاب (عب 19:6). وعلى المؤمن أن يعطي دليلاً على ما هو عليه من الرجاء (1بط 15:3).

ثانياً: تعليم الكنيسة

إن الرجاء هو تلك الفضيلة التي نثق بوساطتها ثقة ثابتة بأن الله القادر على كل شيء، والذي يفي بوعوده سيعطينا برحمته السعادة الدائمة والوسائل لبلوغها.

إن المسيحيين يرجون الحصول على جزء من المجد الإلهي ورفقة القديسين، وذلك الرجاء متأصّل في رحمة الله وقدرته على خلاصنا.

إن ثبات رجائنا غالباً ما يُرمز إليه في الفن بمرساة. ومهما كانت صلابة الرجاء يتوجب علينا أن نعمل لخلاص نفوسنا بخوف وارتجاف بسبب الفساد البشري.

وعلى الأقل أن فضيلة الرجاء المُفاض عن طريق المعمودية ضرورية للأطفال بينما أعمال الرجاء ضرورية للبالغين لأنهم لا يستطيعون توجيه أعمالهم تجاه الله والسعادة الأبدية بدون رجائها. فاليأس من الخلاص وافتراض الحصول عليه دون جهد شخصي معناه ارتكاب خطيئة ضد الرجاء.

فالرجاء بصفته فضيلة وفعل يستقر في الإرادة. وكما يفسح الإيمان الطريق للرؤية يفسح الرجاء الطريق للامتلاك في الحياة المقبلة





الساعة الآن 02:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025