منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:33 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الكفارة في المسيحية تميزها وتفردها

« في هذا هي المحبة، ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا و أرسل ابنه كفارة لخطايانا » (1يو10:4)
يظن البعض أن الكفارة في المسيحية لها جذور وثنية، لأن العديد من الديانات الوثنية في العالم تتضمنها. إلا أنه هناك فارق كبير وجوهري بين الكفارة في الوثنية، والكفارة في المسيحية، اختلاف في السبب والمصدر والطبيعة.

أولاً: سبب الكفارة : في الوثنية تُقدم الكفارة للإله لمحاولة استرضائه لأنه حاد ومتقلب المزاج. أما في المسيحية فسبب الكفارة هو بر الله وقداسته.

ثانيا: طبيعة الكفارة : في الوثنية، أية هدية تصلح أن تُقدَم للإله لتكون كفارة. أما في المسيحية فإن الكفارة تقضى بموت بديل لأن « أجرة الخطية هي موت »، « وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة » (رو23:6، عب22:9). فكان يلزم ذبيحة طاهرة بلا عيب ولا دنس. وما كانت تصلح الذبائح الحيوانية، بل كان يلزم أن يكون الفادي إنساناً
(1تى5:2) . فكم هي كريمة حقاً تلك الكفارة!

ثالثاً : مصدر الكفارة : في الوثنية مصدر الكفارة هو الإنسان وأعماله، أما في المسيحية فهو الله، الذي أرسل ابنه كفارة
(1يو10:4) ، والذي « قدمه .. كفارة » (رو25:3) . فإن كان بر الله وقداسته استلزما الكفارة، فإن محبة الله ونعمته جهزتاها. ولقد رأى الله في الأزل الـحَمَل الذي يصلح له « حَمَل الله » (1بط18:1) ، وفى ملء الزمان أرسله (غل4:4) ، وهو بذل نفسه فدية فوق الصليب (تى14:2) .

ويعترض البعض على فكرة الكفارة بالقول: هل من العدل أن البريء يُضرب من أجل الأثمة؟ والإجابة طبعاً ليس هو عدلاً لو كان البريء أُجبر عليه، أما عندما يُظهر المسيح استعداده الكامل طوعاً واختياراً بأن يدفع هذه الغرامة نيابة عنى، فهذا لا يتعارض مع العدل في شيء. لقد قبل المسيح ذلك بسرور، إذ كان يعلم أن موته وحده فيه تمجيد الله وفيه خلاص الإنسان.

وبهذا العمل استراح الله. نتذكر أنه في العهد القديم كثيراً ما أعلن غضبه على الخطية، حيث التهمت النيران آلتي تمثل غضب الله، ملايين الذبائح، ولم تستطع تلك الذبائح أن تُسكت غضب الله. حتى جاء المسيح وفى ساعات الظلمة الرهيبة احتمل دينونة الله الكاملة على الخطية، واستطاع أن يقول « قد أُكمل » وبذلك سكن غضب الله إلى الأبد.





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:34 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الكفارة والبدلية

« وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل .. كل العالم أيضا » (1يو2:2)
إن الكفارة لها جانبان؛ جانب إلهي وآخر إنساني. ويأتي الجانب الإلهي في المقام الأول، فهو الجانب الذي يشبع قلب الله ويسترضيه، أما الجانب الإنساني فهو يأتي في المقام الثاني والثانوي.

حينما استعلن الرسول بولس غرض الإنجيل في رسالة رومية، نجد أن أول ذكر لموت المسيح كان مصاحباً للجانب الإلهي ولاسترضاء الله « كفارة بالإيمان بدمه »
(رو25:3) . ولا نجد فكرة البدلية التي تخص الإنسان إلا في نهاية الإصحاح الرابع « أُسلم من أجل خطايانا ».

في الجانب الإلهي للكفارة، نجد أوسع دائرة .. دائرة العالم هي التي تؤخذ بعين الاعتبار وتبرز في المشهد، ولكن حينما يتكلم عن البدلية فالدائرة تضيق جداً لتشمل المؤمنين فقط، إنها « خطايانا » أو « خطايا كثيرين » وليس « كل العالم ».

وبالرغم من أن المؤمنين هم فقط الذين تمتعوا بالكفارة، غير أنه كان على المسيح أيضاً أن يقدم تعويضاً لله عن كل خطايا العالم. إن الله يجب أن يعوّض عن كل خطية ارتُكبت في حقه من الإنسان، يجب أن يعوّض عن جميع الإهانات التي أنتجتها الخطية، وهو قد عُوِضَ تماماً بموت المسيح، وبناء على ذلك فهو يستطيع الآن أن يغفر خطايا الإنسان بدون أدنى تنازل عن صفة واحدة من صفاته أو طبيعته.

إن كلمة « كفارة » تثير كثير من الغضب والهزء والاحتقار ممن يقاومون بشارة الإنجيل، وهم عندئذ يفترضون ما تعنيه هذه الكلمة عند الوثنيين .. « تهدئة لغضب قوة غاضبة ومُعادية ومتعطشة للدماء وذلك عن طريق إراقة الكثير من الدماء ».

ولكن في الإنجيل ارتقت هذه الكلمة إلى مستوى أعلى وأعظم، إنها ما زالت تحمل معنى المفهوم العام للاسترضاء أو القبول أمام الله عن طريق الذبيحة، ولكن ليس هناك أي أساس في جعل الله معادياً أو متعطشاً لإراقة الدماء. إنه قدوس وبار في كل طرقه. وطبيعته تحتم أن كل صفاته تكون متوافقة دون تنازل صفة عن أخرى. ويجب تطبيق ذلك بكل دقة حينما يكون الأمر متعلقاً بتوقيع عقوبة، ولكن ذلك ليس ضد الإنسان بل في صفه وجانبه. فما يطلبه البر والعدل قدمته المحبة والرحمة. لقد قدم الله بنفسه التعويض الذي يرضيه ويناسبه.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:35 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الله ظهر في الجسد
« وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد ... » (1تى16:3)
نعم « الله ظهر في الجسد » .. الله الذي في جوهر لاهوته « لم يره أحد من الناس، ولا يقدر أن يراه » (1تى16:6) . لكنه، له المجد، سبق وفى شبه إنسان مرة، وفى شبه ملاك مرة أخرى، سُرَّ أن يُظهر ذاته للبشر، فقيل عنه « ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو فيما بين النهرين ... » (أع2:7) ، ثم عند بلوطات ممرا (تك18). كذلك كان يتكلم مع موسى « وجهاً لوجه » (خر11:33) . لقد تفضل متنازلاً في غنى نعمته وأعلن ذاته بظهوره في هيئة الإنسان ظهوراً وقتياً في العهد القديم قبل التجسد، رغم أنه في جوهر لاهوته لا يُرى.

إن هذا عجيب ولا شك. وكم هو أعجب أن يتنازل له المجد، عن طريق التجسد الفعلي، فيظهر في الجسد - لا إلى حين، بل إلى الآن! لأنه من وقت أن تجسد سيظل ظاهراً في الجسد إلى أبد الآبدين، كما قيل عنه « فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا »
(كو9:2) .

وماذا كان أول مظهر له في الجسد؟ « طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود »
(لو12:2) - يا لروعة هذا المشهد! على أنه تم في حدود المألوف ظاهرياً، ولم يكن فيه أية ظاهرة غريبة، ولكنه كان ينطوي على حوادث سرية أبعد من أن تراها عين بشرية، فقد تمت نبوات وجرت على الأرض عجائب وآيات - كما هو مكتوب « ولكن يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل » (إش14:7) « الذي تفسيره الله معنا » (متى23:1) .

فالذي أحاطت بحدود مظهره طولاً وعرضاً، يدا امرأة، هو الذي قيل له « هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك »
(1مل27:8) . ألم يكن في ذلك عجب؟ نعم. وكل العجب، لهذا بادرت السماء فأرسلت فرقة من جندها أدت له تحية الاستقبال التي دوى رنينها حينئذ في قبة السماء، ولا تزال أصداؤها تدق على أوتار القلوب، وكأن الملائكة لازالت تشدو « المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة » (لو14:2) .

إن الطفل الذي حواه مذود بيت لحم، بالناسوت، هو الذي « عمل العالمين » باللاهوت
(عب2:1) هو الذي « كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان » (يو3:1) . حقاً « عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد ». وكيف لا نكون أتقياء، وقد بدأ الرب الطريق لعمل الخلاص لنا بهذا التواضع الفريد « آخذاً صورة عبد » (فى7:2) .





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:36 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
الله كلمنا في ابنه !!

الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه ... (عب1: 1،2)

نعم في آخر أيام الأنبياء أو في آخر تدبير الناموس، كلمنا الله « في ابنه ». عبارة ما أسماها ـ فالكلام في ابنه ـ معناه لا كلام بعده. وهل بعد أن تكلم « الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب » هل بعده كلام؟ وما معنى « في حضن الآب؟ ». معناه بكل بساطة أنه الوحيد الذي له فكر الآب. فقد أعلن لمعلم الناموس (نيقوديموس) قائلاً « الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم، ونشهد بما رأينا ». فإن كلامه وشهادته يتسمان بالسرمدية. إن كان هو الخالق فللخليقة بداية « في البدء » (تك1: 1) وإن كان « صانعا » فذلك كان « منذ أوائل الأرض » (أم8)، أما ما يعلمه وما رآه فذلك سرمدي. وفي كلامه مع نيقوديموس أظهر معلم إسرائيل جهله بالأرضيات مع أنها كانت من دائرة « المُعلنات ». ألم يتكلم حزقيال عن مستلزمات الملكوت الألفي حيث يقول الرب « وأرش عليكم ماءً طاهراً فتُطَهرون من كل نجاساتكم ». ثم يقول الرب لنيقوديموس « إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون » أي إن كنت قلت لكم « مُعلنات موسى » (تث29: 29) « ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟ » ومَنْ ذا يستطيع أن يتحدث عن السماويات؟ الجواب « وليس أحد صعد إلى السماء (ليعرف السماويات) إلا الذي نزل من السماء (حيث يسكن)، ابن الإنسان الذي هو في السماء ». ولماذا نزل وهو ساكن الأبد؟ نزل متجسداً لكي يُرفع على الصليب « كما رفع موسى الحية في البرية » رمزاً له، ليس فقط « لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية » « لأنه هكذا (بهذا المقدار) أحب الله العالم حتى بذل (أعطى عطيته التي لا يُعبَّر عنها) ». هنا يُرفع الستار لنرى بعضاً مما كلمنا به الله « في ابنه » هنا نسمع نبضات محبة الله، فقد أعلن الابن ما لم يكن التدبير القديم يقوى على احتماله « لأنه هكذا أحب الله العالم ».

إن الناموس أقام سياجاً يمنع اختلاط الإسرائيلي بالعالم، ولم يكن ممكناً أن يُنقض « حائط السياج المتوسط » إلا بموت الرب يسوع، لكن هل خطر ببال أحد القديسين قديماً أن يصلي إلى الله لكي يرسل ابنه لكي يموت عن ذنب البشر؟ إن الله فعل هذا من تلقاء نفسه « في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا » (1يو4: 10)!


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:38 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المتألم القدوس

فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا. البار من أجل الأثمة (1بط3: 18)

الابن هو الذي في حضن الآب قبل كون العالم أتى في ملء الزمان مولوداً من امرأة « ولكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة ... من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد » (عب2: 9) أتى ليخلص ويفدي، من ثم مات من أجل الأثمة، لقد مجَّد أباه على الأرض، العمل الذي أعطاه إياه الآب ليعمله قد أكمله. كان موته كذبيحة عن الخطية لأجل مجد الله. الراعي الصالح بذل نفسه لأجل الخراف بذلاً كاملاً لا حد له، بذلاً كان باعثاً آخر لأن يحبه الآب « لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً ... هذه الوصية قبلتها من أبي » (يو10: 17،18).

موت الصليب فريد في بابه وليس له نظير، لا يتكرر بسبب فاعليته الأبدية. أي إنسان في وسعه أن يعبّر عن هذه الأحزان أو يصف هول آلام الجلجثة حينما المسيح حمل خطايا الكثيرين في الساعة الرهيبة لما ملأ الضعف نفسه، لما يبست مثل شقفة قوته، ولصق لسانه بحنكه، وانفصلت كل عظامه، وذاب قلبه وسط أمعائه. آه، يا لعمق حزنه وقوة آلامه التي لا يعبّر عنها!

وقد دان الله « الخطية في الجسد » فصرخ المسيح متألماً « إلهي إلهي لماذا تركتني، بعيداً عن خلاصي عن كلام زفيري؟ إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدو لي » (مز22: 1،2). حينما كسر العار قلب المُحب، وضُرب القدوس وجُلد ودقت المسامير في يديه ورجليه، لم يقف بجانبه ملاك يشدده ولا مُحب ولا صديق يطيّب خاطره ويعضده، ومنعت الشمس عن أن تُنير مشهد ذاك الكامل في إيمانه، كما يدل عليه صراخه، مُبرراً يهوه ساجداً له، مُخاطبأً إياه « وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل » (مز22: 3). وهكذا استطاع الابن أن يمجد الله.


قاسى ربي كلَ هذا
وتحمَّلَ العنا بل وسيفُ العدلِ جازَ فيه
كي أنجو أنا نكسَ الرأسَ أخيراً
مائتاً عن الخطاهْ فلك نجثو بحبٍ
أيها الربُ الإله

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:39 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المحبة الإلهية

مياه كثيرة لا تستطيع أن تُطفئ المحبة والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقاراً (نش8: 7)

لا شيء يستطيع أن يطفئ المحبة الإلهية. إن الرب يسوع واجه مياهاً كثيرة، ولكنها لم تقدر أن تطفئ محبته. إنه واجه السيول ولكنها لم تقدر أن تغمر محبته. وفي الصليب « رفعت الأنهار صوتها » ولكن وُجد أن المحبة الإلهية أقوى من صوت مياه كثيرة. هناك أحزان الموت أحاطته وطوفان الأشرار جعله مكتئباً، ولكن هذه كلها لم تقدر أن تجعله يتخلى عن محبته (مز18: 4)، فقال « المياه قد دخلت إلى نفسي » (مز69: 1) ولكنها لم تستطع أن تغمر المحبة التي كانت في قلبه. وكل لجج وتيارات الله جازت فوقه (يون2: 3)، أما المحبة فإنه لم يتجاوزها شيء قط. « مياه كثيرة » لم تستطع أن تطفئ محبته لعروسه، والسيول لم تغمرها.

إن محبته انتصرت، ومحبته ثابتة. وحسناً نرنم « الذي أحبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه.. له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين » (رؤ1: 5،6).

والمحبة لا يمكن أن تُشترى « إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقارا ». وحقاً فإن المسيح قد تخلى عن « كل ثروة بيته » وتخلى عن الممالك والعروش والتيجان، ولكنه أعطى أيضاً أكثر من ذلك، إنه « بذل نفسه »، وعندما أعطى نفسه فقد برهن على محبته.

« ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه » (يو15: 13). وإذ نتجاوب مع تلك المحبة العظيمة، فإنه يتطلع إلى المحبة. فلا شيء بخلاف المحبة من كل قلوبنا ستُرضي محبة قلبه. قد نقدم نحن تعب أيدينا، فضتنا وذهبنا، وأعمال الرحمة، وأجسادنا حتى تحترق، ولكن ما لم تكن هناك المحبة فإنها تُحتقر احتقاراً.

إن محبة المسيح تنشئ محبة، فنحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً. وهذه هى محبته لنا:

1 - محبة أعطتنا مكاناً في قلب المسيح « اجعلني كخاتم على قلبك »

2 - محبة تضعنا في حِمى ذراعه القوية « كخاتم على ساعدك »

3 - محبة قوية كالموت.

4 - محبة لها غيرة شديدة « الغيرة قاسية كالهاوية »

5 - محبة تشتعل بلهيب متقد « لهيبها لهيب نار لظى الرب »

6 - محبة لا يمكن أن تنطفئ

7 - وأيضاً محبة لا يمكن أن تُشترى.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:40 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المحبة والبغضة

« الإنسان لا يعلم حباً ولا بغضاً. الكل أمامهم » (جا 1:9)
تأمل أيها القارئ العزيز، والصليب أمام عينيك، القول « الإنسان لا يعلم حباً ولا بغضاً. الكل أمامهم ». ألم يُستعلنا كلاهما، الحب والبغض، كما لم يُستعلنا من قبل؟

« البُغضة »!! ما الذي جعل الله المبارك يغير موقفه من ذاك الذي سُرّ قلبه به والذي انفتحت له السماوات لتعلن ذلك السرور؟ هناك إجابة واحدة على هذا السؤال. إنها الخطية. لقد وُضعت الخطية على ذلك القدوس المتألم بسببي وبسببك أيها القارئ .. وهنا أُعلنت كراهية الله الشديد للخطية. إنني أعلم البغضة الشديدة جداً عندما أرى الله ينظر إلى خطاياي الموضوعة على ذاك الابن كُلى القداسة - هذا العزيز والغالي والمحبوب.

دعنا نتأمل دون تكرار للكلام في هذا الأمر الخطير. ثم دعنا نتحول إلى المحبة التي تتأجج بكل لمعانها أيضاً هناك.

مَنْ يستطيع أن يقيس المحبة التي لا حدود لها من نحونا، والتي لكي تتجه إلينا دون أي معطل أو عائق، حجب الله وجهه عن ذاك الذي خلال أزلية لا سنين لها كان دائماً لذة الله، مالئاً لحضن الآب - ذاك الـمُعادل له في الأقنومية، والواحد في الجوهر، لكنه تحول عنه بل قد « سُرَّ بأن يسحقه بالـحَزَن ». تأمل هذه الكلمات التي قيلت عن ذلك الذبيح ومركزه عند الله. قدّر هذه المحبة ــ إن استطعت ــ التي أُعلنت هناك؛ المحبة التي في قلبه والتي لا يذكر عنها إلا كلمة « هكذا » ـ « هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد »
(يو16:3)

لذلك ونحن نتأمل الصليب، أنسمع الكلمات التي تخرج من فم الجامعة « الإنسان لا يعلم حباً ولا بُغضا »؟ صمتاً يا جامعة صمتاً، لا تنطق بمثل هذه الكلمات ونحن أمام هذا المشهد. كنت معذوراً في ذلك اليوم عندما نظرت إلى الأمور المشوشة الباطلة التي تحت الشمس، لكن بالنظر إلى الصليب حيث تمت أشنع خطية وتجسمت الخيانة التي لا تُغفر، نستطيع أن نقول « الإنسان لا يعلم حبا »، أما نحن فنعلم « بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا ... ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا » (1يو9:4، 10، 16).


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:40 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المخلص الوحيد

فأجابت النساء اللاعبات وقلن ضرب شاول ألوفه وداود ربواته (1صم18: 7)

إن موقف الفتى الراعي داود في حربه مع جليات لأجل إسرائيل يذكّرنا بموقف أعظم وقفه لأجلنا على الصليب ربنا يسوع الذي قال: « أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف » (يو10: 11).

فداود خاطر بحياته واضعاً نفسه في كفه مقتحماً ميدان المبارزة بجرأة معدومة النظير وضرب جليات وخلَّص إسرائيل الذي ظل في تعيير العدو أربعين يوماً. وهكذا كان قد مضى على دخول الخطية في العالم وسيادة الشيطان عليه وتعييره له مدة أربعين قرناً، ولم يستطع أحد أن يبرز لمقاتلة هذا العدو المُستبد حتى جاء ذلك الفتى السماوي فدخل المعركة العُظمى التي لم يقدر سواه أن يدخلها. لقد ربط الشيطان في البرية، وسحق رأسه على الصليب، وأرسل جميع المنسحقين في الحرية.

لقد فرح الملك والجيش والأمة بخلاصهم وخرجت النساء في مظاهرات ليُبدين هذا الفرح، لكن لنلاحظ الغلطة التي ارتكبتها الإمرأة الجاهلة التي كانت يوماً ما علة السقوط. فقد رنمت « ضرب شاول ألوفه وداود ربواته » فهل هذا صحيح؟ فأي عمل قام به شاول حتى يذكر اسمه في هذا المقام؟ وأي خلاص أجراه للأمة وقتئذ حتى استحق أن يقرن اسمه بالمدح مع اسم مخلص الأمة الوحيد؟ كيف جاز للمرأة حينئذ أن تعطيه شيئاً من المدح ولا تخصص المدح كله لداود؟

ولكن بينما ننحي باللائمة على المرأة، ننسى ما هو حاصل في المسيحية التي ارتكبت نفس الغلطة .. فمَنْ الذي كان على الصليب ووضع حياته عن الخراف؟ أليس هو ربنا يسوع وحده؟ ألم يدخل المعركة وحده؟ ألم يخرج من المعركة ظافراً وبيده رأس الشيطان؟ مَنْ هو الذي أعتقنا نحن من عبودية إبليس؟ أليس هو يسوع وحده. لكن ويا للأسف! فكم هم المُعتبرون في المسيحية مُخلصين وشفعاء؟ كثيرون! وكم هم الممدوحون منها؟ بلا عدد! يجب أن نسقط على وجوهنا .. لأنه كما لم يستحق المدح سوى داود وحده، هكذا وبصورة أعظم جداً ـ لا يستحق المدح منا إلا ربنا العزيز المبارك، ذاك الذي ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص. ذاك الذي قال عن نفسه إنه الأول والآخر. البداية والنهاية. الحي، وكان ميتاً وها هو حي إلى أبد الآبدين.




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:42 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المخلص يطلب الخلاص!

خلصني يا الله لأن المياه قد دخلتْ إلي نفسي، غرقتُ في حمأة عميقة … تعبتُ من صراخي (مز69: 1-3)

مَنْ الذي يطلب الخلاص هنا؟ إنه الأسد الخارج من سبط يهوذا، الذي ليس بأحد غيره الخلاص!! غير أن الأشرار عند الصليب سخروا منه وتهكموا عليه « أما نفسه فما يقدر أن يخلصها ». ونحن نعلم أنه لو كان الأمر يتوقف على قدرته في أن يخلص نفسه، ما كان أسهل ذلك عليه، لكن المسيح لم يستعمل قوته عند الصليب. كان في مقدوره لو استعمل قوته أن يفني الإنسان، بل والشيطان، لكن ما كان يصلح هذا لفدائنا. بل لكي يفدينا كان لا بد من دفع الثمن. والثمن كان أن يذوق بنعمة الله الموت. إن الكبش الذي قدمه إبراهيم عوضاً عن إسحاق ابنه كان مُمسكاً في الغابة بقرنيه، أي لم يكن مُصرحاً له باستخدام قوته. فليس هنا مجال استخدام القوة، والمسيح « صُلب من ضعف ».

إنه يقول: « خلصني يا الله ». وذلك لأنه جاء لا ليخلص نفسه، بل ليخلص الآخرين عن طريق موته. لذا فإن المخلِّص يطلب في ع1 الخلاص، والفادي يطلب في ع18 الفداء! ومستجيب الدعاء يطلب في ع13، 16، 17 سرعة الاستجابة!‍‍

ثم يقول: « غرقتُ في حمأة عميقة وليس مقر ». لقد كانت كارثة كبرى أن تغرق أعظم وأشهر باخرة في التاريخ: الباخرة تيتانيك. لكننا هنا نجد الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته يقول « غرقت ». لقد هبَّت عليه في كل رحلة حياته رياح كثيرة، وهاجمته عواصف عاتية، فصمد. لكننا هنا في الجلجثة نجد معبود القلب يغرق!

وما هذه الحمأة العميقة التي غرق فيها سيدنا القدوس؟ إنها حمأة خطايانا المُرعبة؛ من نجاسات تقشعر لها الأبدان! من خيالات الإنسان الدنس، وأقواله النجسة، وأفعاله الخبيثة … الكذب والنفاق، الغضب والبغضة، أفعال الرجال الأشرار على مرّ الزمان، وشرور النساء الساقطات على مدى تاريخ الجنس البشري. بل ولماذا نذهب بعيداً؟ فكِّر في الخطايا التي في داخلنا. نعم، خطاياي أنا وخطاياك أنت أيها القارئ العزيز!!

تأملي يا نفسي وأطيلي التفّرس في هذا المشهد الرهيب!

تأملي سيدك القدوس وهو غارق لأجلك في طين حمأة الخطية!!

تأملي واسجدي أمامه بكل الورع والخشوع.




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:43 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المرأة وقارورة الطيب

تقدمت إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو متكئ (مت26: 7)

في هذا الأصحاح (مت26) تتكشف لنا عدة قلوب: قلب رئيس الكهنة، وقلوب الشيوخ والكتبة، وقلب بطرس، وقلب يهوذا. ولكن يوجد قلب واحد على وجه الخصوص يختلف عن قلوب الآخرين، وهو قلب المرأة التي أحضرت معها قارورة الطيب الكثير الثمن لتدهن به جسد الرب يسوع. ربما كانت في فترة ما خاطئة عظيمة - خاطئة جاهلة كل الجهل، ولكن عينيها انفتحتا لتريا في يسوع نوعاً من الجمال، قادها لأن تؤمن أنه لا شيء يُعتبر غالياً تمسك نفسها عن إنفاقه في سبيل هذا الشخص. بالاختصار، كان لها قلب للمسيح.

إنها بمقارنتها بالآخرين تقف في جمال وفي لمعان نادرين. فبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة يتآمرون ضد المسيح « في دار رئيس الكهنة »، كانت هى تدهن جسده « في بيت سمعان الأبرص ». وبينما كان يهوذا يتعاهد مع رؤساء الكهنة ليبيع يسوع مقابل ثلاثين من الفضة، كانت هى تسكب الطيب الغالي من القارورة على شخصه. يا له من فرق شاسع! لقد كانت مشغولة بجملتها بهدفها، وكان هدفها هو المسيح.

إن الذين لا يعرفون قيمة المسيح وجماله، قد يحكمون على تضحيتها هذه بأنها تبذير. إن أولئك الذين يبيعونه بثلاثين من الفضة قد يتكلمون عن « إعطاء الفقراء » ولكنها لم تُصغِ إليهم. ولم يكن تذمرهم وهمسهم شيئاً بالنسبة إليها. لقد وجدت كل شيء لها في المسيح. قد يتذمر البعض، ولكنها هى تتعبد وتحب. لقد كان يسوع لها أكثر من كل الأشياء في العالم. لقد شعرت أنه لا شيء يُعتبر تبذيراً ما دام يُنفق عليه. قد يساوي - له المجد - ثلاثين من الفضة في نظر الشخص الذي له قلب للمال، ولكنه بالنسبة لها كان يُفضَّل عن كل ما في عالمنا هذا، لأنه كان لها قلب للمسيح.

يا لها من امرأة سعيدة! ليتنا نتمثل بها، وليتنا نجد مكاننا عند قدمي الرب، مُحبين مُعجبين وساجدين لشخصه المبارك. ليتنا ننفِق ونُنفَق في خدمته، حتى ولو حكم علينا المدّعون بأن خدمتنا « إتلاف ». إن الوقت يقترب سريعاً عندما لا نندم على أي شيء عملناه لأجل اسمه. نعم، في ذلك « الصباح الصحو المُضيء » لو وُجد مكان لبادرة أسف واحدة، فإنما ذلك لأننا - أثناء وجودنا هنا على الأرض - لم نكرس أنفسنا أكثر لخدمته. فيا ليت الرب يمنحنا قلباً للمسيح.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:44 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسكين الأعظم

طوبى للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب (مز41: 1)

يُفتَتَح الكتاب الأول لسفر المزامير (مزمور 1-41) بتطويب الرجل البار، وهو تطويب لا ينطبق تمام الانطباق إلا على شخص المسيح وحده. ولكن حمداً لله فإن هذا الكتاب عينه يُختَم بالمزمور الحادي والأربعين، الذي يطالعنا بتطويب أعمّ وأشمل، هو تطويب مَن ينظر نظرة الإيمان إلى المسكين.

لا يكلمنا هذا المزمور عن العطف على المساكين بصفة عامة، ولا حتى مساكين المؤمنين، بل إن التطويب هو لِمَن ينظر إلى المسكين. إنه شخص واحد مُعرَّف، ومع أن غناه لا يُحد، إلا أنه أيضاً وصل في مسكنته إلى ما لم يبلغه سواه. فهل تعرفت على هذا الشخص العجيب؟

آه أيها الأحباء، يذوب القلب فينا ونحن نتكلم عن ذاك المجيد « العليّ المرتفع ساكن الأبد » وكيف افتقر وصار مسكيناً !!

ولكن لماذا صار مسكيناً؟ يخبرنا الرسول قائلاً: « فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غنيٌّ لكي تستغنوا أنتم بفقره » (2كو8: 9).

وفي إنجيل لوقا عند مشهد الصليب، نرى نظرة الإيمان، ونظرة عدم الإيمان. « وكان جميع معارفه ونساءٌ كُنَّ قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك (هذه هي نظرة الإيمان بالمخلِّص) ». ونقرأ أيضاً « وكان الشعب واقفين ينظرون (وهذه هي نظرة عدم الإيمان) والرؤساء أيضاً معهم يسخرون به » (لو23: 35، 49).

كما يحدثنا الإنجيل عينه عن المذنبين اللذين صلبا مع المسيح، وعن نظرتيهما المتباينة لذلك المصلوب. لقد نظر اللص التائب بالإيمان إلى المخلِّص فنال باسمه غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين، وما أعجب نظرة ذلك اللص للرب يسوع الذي كان معلقاً إلى جواره في ضعف. لكنه رأى فيه رباً، وفي أثماله مجداً، وفي إكليل الشوك تاجاً، وفي خشبة الصليب عرشاً!! أما زميله الآخر فقد نظر إلى المسيح نظرة عدم إيمان فمضى إلى أبدية العذاب لأنه احتقر المُخلِّص.

قارئي العزيز: ليت تكون لنا هذه النظرة للرب يسوع المسيح!


فإنه وهو الغني
لأجلنا قد افتقر وملء حُب أزلي
على الصليب قد ظهر

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:45 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسكين الحكيم

. مدينة صغيرة فيها أُناس قليلون فجاء عليها ملك عظيم وحاصرها .. ووجد فيها رجل مسكين حكيم فنجى هو المدينة بحكمته (جا 9: 13-15)

يقرر الحكيم أنه رأى هذه الحكمة « وهي عظيمة عندي ». وهل هناك عظمة نظير أن الذي ليس لعظمته استقصاء يأتي لكي يصنع بنفسه تطهيراً لخطايانا!!

هذه المدينة الصغيرة هي الكرة الأرضية التي هي فعلاً أمام الكواكب الأخرى ليست إلا شيئاً صغيراً لا يُذكر. ثم « فيها أُناس قليلون » وهنا نرى قصة أبوينا الأولين حيث لم يكن على كوكبنا إلا هما فقط.

وهنا يظهر في المشهد ذلك المخرِّب الأكبر إبليس، الذي كان في البداية ملاكاً عظيماً، لذلك يقول عنه الحكيم هنا « ملك عظيم » الذي بغوايته لحواء وسقوطها جذبت رجلها وراءها وهكذا وضع ذلك العدو يده على كل العائلة البشرية.

لكن شكراً لله « وُجد (في المدينة) رجل مسكين حكيم ».

فهو أولاً: الرجل الحقيقي. لأن الإنسان بالسقوط قيل عنه « وأما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفرا يولد الإنسان » (أي11: 12). فكان لا بد من إنسان « شريف الجنس » (لو19: 12). « الإنسان الثاني الرب من السماء » (1كو15: 47). رجل رفقة الله (زك13: 7).

ثانياً: مسكين. وهنا تذوب قلوبنا، فالذي له السماوات والأرض « أخلى نفسه آخذاً صورة عبد ... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (في2: 6-8)، لذلك نقرأ عن صلاته (بروح النبوة) قبل تجسده إنها « صلاة لمسكين إذا أعيا وسكب شكواه قدام الله » (مز102).

ثالثاً: حكيم. فهو الحكمة الأزلي متجسداً (أم8). ولقد نجى المدينة بحكمته. ذلك لأن الحكمة تضع كل شيء في مكانه الصحيح. ومَنْ غيره استطاع أن يعطي للعدل الإلهي مكانه اللائق به؟ ومَنْ غيره استطاع أن يجمع بين محبة الله وقداسته في مشهد تعدينا على الله؟

لكن ماذا كان موقف المدينة (العالم) من هذا المخلص؟ يقول: « وما أحد ذكر ذلك الرجل المسكين ». فكم من دول يُدعى عليها اسمه. ولكنها تتنكر له وتتجاهله. ولكن شكراً لله لأنه لا يترك نفسه بلا شاهد، فهناك نفوس لا تُحصى متفرقة في هذا العالم تجتمع إلى اسمه لتتعبد له، إلى أن يأتي ويُنهي هذا المشهد المُظلم.



مراد أمين


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:46 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح الذي نزل وصعد

« بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي » (عب3:1)
أيهما أعجب يا ترى - ابن الله في مذود بيت لحم كطفل صغير أم ابن الإنسان عن يمين الآب في الأعالي؟ وأيهما أعجب وأروع - أن ترى المشير العجيب الإله القدير رئيس السلام، الأب الأبدي (أو أب الأبدية) طفلاً يولد لنا وابناً نُعطاه، أم ابن الإنسان، وفيه الناس المصنوعون من تراب الأرض جالساً عن يمين الله؟

إن رئيس الكهنة كان يدخل مرة واحدة كل سنة إلى قدس الأقداس، ولكن مَنْ ذا الذي كان يجرؤ أن يسكن هناك أو يتخذ مكانه بجوار الكاروبيم حيث يظهر مجد العلي؟ أما يسوع، ابن الإنسان فقد صعد إلى الأعالي، وبما له من سلطان خاص وحق شخصي مُضافاً، تبوأ العرش مكللاً بالمجد والكرامة. فهو بأجنحة المحبة المطلقة المقتدرة نزل من السماء، ولكن لكي يرجع إلى السماء ويجلس في يمين العظمة - كرئيس الخلاص - لم تكن القدرة المطلقة والمحبة بكافيتين. لقد كان من السهل نسبياً (إن جاز لي أن أستعمل هذا التعبير عن تلك المعجزة العُظمى) على ابن الله أن يُخلى نفسه وينزل إلى أرضنا ولكنه لكي يرجع إلى السماء - كمن أكمل العمل الذي لأجله نزل من السماء - كان لزاماً عليه أن يصطبغ بصبغة الآلام وأن يموت موت الصليب على خشبة العار واللعنة.

وليس كالنزول كان الصعود، لأن الذي قبل بالنعمة المطلقة أن ينوب عنا، كان لزاماً عليه أن يحمل حملنا ويرفع جُرمنا ويهزم عدونا، ولذلك انحصرت نفسه أن يصطبغ بصبغته. ومن اللحظة التي ظهر فيها في أورشليم، كان يعلم أن هيكل جسده المقدس سيُنقض وكان يتطلع إلى الموت الذي سيموته على خشبة الجلجثة. وليس كما نزل صعد لأنه جاء كابن الله ولكنه رجع ليس فقط كابن الله المتجسد، ابن داود، والبكر بين أخوة كثيرين. وليس كما نزل صعد لأنه جاء وحده كالراعي الصالح مدفوعاً بدافع الحب والعطف الذي لا حد له نحو الخروف الضال الهالك في البرية، ولكنه رجع حاملاً ذلك الخروف على منكبيه فرحاً متهللاً باستحضاره إلى البيت السماوي الأبدي، ورجع ليس فقط منتصراً، بل كمن خرج باكياً حاملاً مبذر الزرع، رجع بالترنم حاملاً حزمه. فبقيامته قد أُعطيت له العروس، الكنيسة، التي أُقيمت معه لتجلس فيه في السماويات. فله كل المجد.

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:47 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 

المسيح العجيب

مَنْ صدَّق خبرنا؟ (إش53: 1)

في أضيق ظروف العيش وُلد، لكن الفضاء من فوقه عطرته هللويات جُند السماء. كان مهده مذوداً للبهائم، لكن من فوقه كان نجم لامع يهدي خطوات المجوس من المشرق ليسجدوا له. كان مولده على خلاف قوانين الحياة، وكان موته على خلاف قوانين الموت. وحياته وتعليمه كان فيهما معجزة الدهور أغلقت على التفكير والتفسير.

لم يكن يملك حقول قمح، ولا مصايد أسماك، لكنه استطاع أن يرتب مائدة لخمسة آلاف ولأربعة آلاف أكلوا خبزاً وسمكاً وفضل عنهم ما يملأ القفف والسلال. لم يمشِ في حياته على بساط وردي جميل يليق بكرامة قدميه، لكنه مشى يوماً على مياه البحر فحملته طائعة كما حملت تلميذه أيضاً بناء على كلمة خرجت من شفتيه.

كان صليبه أفدح الجرائم جميعاً، لكن من جانب الله لم يكن ثمن أقل من آلامه الكفارية يمكن أن يصنع لنا الفداء. وقبيل أن مات، بكت عليه حفنة من الأوفياء، لكن الشمس اتشحت بظلمة كثيفة السواد. ومع أن الناس لم يرتعدوا من أجل خطاياهم، لكن الأرض تزلزلت تحتهم من هول ما حدث. وكل الطبيعة احترمته عرفاناً، إلا العُصاة والخطاة فقد رفضوه نكراناً.

خطية أو شبه خطية لم تمسسه، ولم يكن ممكناً أن يرى جسده فساداً. لمدة ثلاث سنين، تكلم كارزاً، لم يكتب فيها كتاباً، ولم يبنِ هيكلاً، ولم يترك مالاً يورث. لكنه بعد قرابة ألفي عام لم يَزَل الشخصية التي تحتل مركز تاريخ البشرية. ولم يَزل موضوع الكرازة الممتد عبر القرون. ولم يَزل المحور الذي حوله تدور عظائم المتغيرات وحوادث الدهور. ولم يَزل صوت كلمته هو الباعث والبعث الجديد في حياة الملايين.

هل كان هذا ابن مريم: مجرد إنسان بين الناس، وهو الذي طبق صيته الآفاق، مئات من السنيين؟ هل كان دم الجلجثة مجرد دم بشري، وهو الذي جرى لفداء الخطاة، فصنع العجب في الأفراد والجماعات والشعوب حكاماً ومحكومين، كل هذه القرون؟ وهل يستطيع إنسان عاقل أن يسكت أو يكتم العجب وهو يقول « ربي وإلهي »؟


يسوعُ وحـدهُ حَـوَى
جميعَ أوصافِ الكمالْ وهو العجيبُ في البها
والعزِّ أيضاً والجـلالْ



sama smsma 18 - 06 - 2012 04:48 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح المقام والممجد

ولكن الذي وضع قليلاً عن الملائكة يسوع نراه مُكللاً بالمجد والكرامة من أجل ألم الموت لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد (عب2: 9)

إنني أقوم بزيارات لبيوت مختلفة وأجد في كثير من هذه البيوت صورة يحبها الناس كثيراً .. صورة الصليب وعاصفة مُخيفة تهب حوله وامرأة قديسة يبدو عليها الحزن والألم والبؤس متعلقة بالصليب، ،اليأس مطبوع على وجهها. والناس يظنون أن هذه هى المسيحية. ولكن هل هذه هى المسيحية حقاً؟ !! إنها صورة مشوّهة ناقصة للمسيحية. وربما يقول أحد القرّاء الآن: هل تستهين بالصليب؟ كلا أيها القارئ العزيز، بل إني أقول مع الرسول بولس « حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ».

ولكن دعني أسألك: هل مثل تلك الصورة تعلمني المسيحية؟ كلا على الإطلاق. ولماذا؟ لأن حقيقة المسيحية هى أن العاصفة قد عبرت وأن المخلص اجتازها وقام منها. والإيمان يقود النفس ليس إلى أسفل صليب فارغ خالِ ولكنه يقودني إلى قدمي المخلص المرتفع حيث ليس هناك عدو أو شر. فالعاصفة قد انتهت وقوات الشر اندحرت. وبدلاً من أن تكون النفس في قلق وخوف ومرارة، تصبح مُمتلكة لسلام إلهي ثابت في يقين من الخلاص لأنه بالمسيح المُقام الذي اجتاز الموت والدينونة وهو الآن في يمين الله.

إن المسيحية تُخبرنا عن شخص مبارك غالب منتصر عن يمين الله بعد أن حطم قوة العدو، وقد رفعّه الله، ومخلصاً يعطي التوبة وغفران الخطايا لكل من يؤمنون باسمه. فالقيامة إذاً هى التي يجب أن نعرفها.

وإنني لا أستغرب ما أحدثه الشيطان من ضجة في سفر الأعمال الأصحاح الرابع عندما بشّر الرسل وعلموا الناس الحق، لأنهم بماذا بشروا؟ « في يسوع بالقيامة من الأموات » (أع4: 2). فلو كانوا قد بشروا بيسوع كمن عاش على الأرض فقط، لما اهتم الشيطان بالأمر لأنه مات. ولكن الرسل نادوا بأن الله قد أقامه من الأموات. لقد واجه الموت، ولم يكن للموت عليه حق، وأباده وهو الآن حي مُقام من الأموات بالبر عن يمين الله. وهو الحياة والبر والقداسة والفداء لكل نفس تؤمن به. ولذلك لا عجب أن الشيطان حاول في ذلك اليوم أن يضع الرسل في السجن، لأن القيامة التي كانوا يُنادون بها هى البرهان القاطع على أن المسيح قد هزمه وألغى قوة الموت. وإذ أُزيل الموت الذي هو أجرة لخطية الإنسان، برهنت قيامة المسيح على أن الخطية قد أُزيلت.





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:49 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح الملك

أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي (مز2: 6)

يحدثنا المزمور الثاني عن المسيح، بل إن سبب تسميته المسيح (وتعني الممسوح) واضحة هنا في قول الآب: « أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي » (مز2: 6).

ويُخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع مُسح ثلاث مرات:

1ـ المسحة للخلق (أم8: 23). وهذه تمت في الأزل. فالرب مُسح لكي يُبدع الكون والخليقة. لكن الخليقة فسدت بسبب سقوط الإنسان، فمُسح الرب أيضاً مسحة للفداء.

2 ـ المسحة للفداء: وَرَدت في إشعياء61: 1. ولقد اقتبس الرب يسوع هذا الجزء مطبقاً إياه على شخصه الكريم (لو4: 18).

3 ـ المَسحَة للمُلك (مز2: 6): وما أحلى هذا المرسوم من الآب، عن مسحة المُلك قائلاً: « أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي ». فالرب مُسح ليملك على كل شيء.

ونلاحظ أن المسحة الأولى (المسحة للخلق) ارتبطت ببداية الزمان (تك1: 1). والمسحة الثانية، المسحة للفداء، ارتبطت بملء الزمان (غل4: 4)، والمسحة للمُلك مرتبطة بنهاية الزمان، أو ما يسميه الوحي « تدبير ملء الأزمنة » (أف1: 10).

ونجد هذه المسحات كلها في آية واحدة في عبرانيين1 « جعله وارثاً لكل شيء (كالملك) الذي به أيضاً عمل العالمين (الخالق) ... بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا (الفادي) » (عب1: 2،3).

ومسحة ملء الزمان تمت عند معمودية المسيح من يوحنا، عندما « مسحه الله بالروح القدس والقوة » (أع10: 38). وهذه المسحة وردت في الأناجيل متى ومرقس ولوقا. وهي الأناجيل التي تتحدث عن المسيح باعتباره الملك والنبي والكاهن على التوالي. وفي العهد القديم كان كل من الأنبياء والكهنة والملوك يُمسحون. فالأنبياء سُموا مُسحاء في مزمور105: 15 (قارن مع 1مل19: 16)، وكذلك كان الكهنة يُمسحون (لا8: 12)، وكذلك أيضاً الملوك (1صم10: 1،6؛ 16: 13). والمسيح شغل هذه الوظائف مجتمعة: النبي والكاهن والملك. وهو مُسح باعتباره النبي ليبشر، وباعتباره الكاهن ليفدي، وباعتباره الملك ليحكم.

ونلاحظ أن داود أيضاً قد مُسح ثلاث مرات: في بيت، ثم في حبرون، وأخيراً في حبرون أيضاً (1صم16؛ 2صم2؛ 5).

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:50 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح رجل الأوجاع

« يسوع ابن الله ... مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية » (عب14:4، 15)
نعم لقد كان يسوع رجل الإيمان الذي لا يتزعزع، وقد عاش ليس فقط أمام الآب، بل بالآب. وهو رئيس الإيمان ومكمله. فهو قد صار أمام الخراف. وهو السابق المتقدم، اختبر كل صعوبة واجتاز كل ضيقة وذاق كل حزن. يعرف الطريق في كل تفاصيلها وكل ناحية من نواحي ضيقها.

أكان إبراهيم نزيلاً وغريباً في أرض الموعد كأنها غريبة؟ هوذا يسوع الذي تعيَّن وارثاً لكل شيء لم يكن له أين يسند رأسه.

هل رفض موسى كنوز مصر؟ هوذا يسوع قد عُرض عليه كل العالم بجميع ممالكه ومجده، فرفضه بشمم وإباء لا نظير له.

هل اختبر داود الممسوح من الرب، كم هو مؤلم أن يكون مرفوضاً ومُبغضاً ومُضطهداً من المتكبرين الأشرار؟ هوذا سيدنا له المجد، كم لاقى واحتمل من عداوة ومقاومة ونكران للجميل!

هل ذرف إرميا دموع الحزن المرير بسبب عدم توبة أورشليم واطمئنان يهوذا الكاذب وانسياقهما وراء أضاليل الأنبياء الكذبة؟ هوذا يسوع وقد لمح من بعيد ما ينتظر إسرائيل من دينونة أعظم بسبب ارتدادهم، بكى على المدينة وأحب الأمة بقلب أمين حزين. لقد شاركنا يسوع في كل أحزاننا وأوجاعنا واحتمل جميع أمراضنا. وكم من مرة تأوه وتنهد إزاء التعاسة التي في العالم بسبب الخطية التي تقود للموت، العدو الأكبر والأخير، وبينما هو يعترف بما في هذا كله من عدل إلهي، كان قلبه يفيض بالحب والحنان تجاه المتألم.

لقد كان يسوع في كل أيام جسده رجل أوجاع ومُختبر الـحَزَن. ولكنه في بستان جثسيمانى دخل في اختبار مختلف عن آلامه وجهاده السابق. إنه كان يرى الصليب منذ البداءة وقد ثبَّت وجهه كالصوّان صوب أورشليم لكي يذهب ويتألم هناك. ومجرد تصوُّر ذلك الكأس المريع الذي كان ينتظره، كان يملأ نفسه بالجزع والرُعب الشديد، وكان منحصراً حتى تكمل صبغته
(لو50:12) .

وعندما جاء اليونانيون إلى العيد، اضطربت نفسه، ذلك لأن عيّنة أو عربون الحصاد الماثل في الأمم المتسائلين ذكّره بأن حبة الحنطة كان لابد لها أن تموت أولاً، وعندئذ صرخ إلى الآب « أيها الآب نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ».



ادولف سافير


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:50 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح في قمة المجد

المسيح الذي هو في يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة له (1بط3: 21،22)

لم يَقُم الرب يسوع المسيح من بين الأموات فحسب، بل صعد إلى السماء من حيث جاء. وهو هناك اليوم، لا كائناً روحياً غير منظور وغير ملموس، بل إنساناً حياً في جسد ممجد من لحم وعظام. إنه في هذا الجسد يحمل إلى الأبد الجروح التي حصل عليها في الجلجثة، وهي براهين رائعة وأبدية لمحبته لنا.

إن ربنا هو في يمين الله، أي في مكان:

القوة، فاليد اليُمنى هي، على العموم، أقوى من اليد اليسرى، لذا أصبحت مقترنة بمفهوم القوة (مت26: 64)

الكرامة، لأن المسيح « ارتفع بيمين الله » (أع2: 33، 5: 31).

الراحة، وإذ أكمل المسيح عمله « جلس عن يمين العظمة في الأعالي » (عب1: 3، 8: 1، 10: 12). وهذه الراحة هي راحة الرضى والاكتفاء، لا الراحة التي هي عكس التعب.

الشفاعة، يتحدث بولس عن المسيح القائم عن يمين العظمة حيث يشفع لنا (رو8: 34).

التفوق، « عن يمينه في السماويات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمىّ، ليس في هذا الدهر فقط، بل في المستقبل أيضاً ... » (أف1: 20، 21).

السلطة، في عبرانيين1: 13 يخاطب الله ابنه بهذا القول « اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك ». وهذه السلطة يؤكدها بطرس بشكل بارز في 1بطرس3: 22 « الذي هو في يمين الله ... وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة له ».

ملائكة وسلاطين وقوات: يُقصد منها، ولا شك، جميع الكائنات السماوية بمختلف رتبها. إنها كلها تعمل خادمة المسيح المُقام والممجد. كان هذا، إذاً، اختبار ربنا في تألمه من أجل الخير. فالناس رفضوه في شهادته من خلال نوح قبل التجسد، وفي مجيئه الأول بوصفه ابن الإنسان. لقد اعتمد في مياه الموت المُظلمة في الجلجثة، لكن الله أقامه من بين الأموات ومجّده عن يمينه في السماء. فمقاصد الله الأزلية، أن الآلام لا بد أن تسبق الأمجاد.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:51 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح مثالنا
فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً. الذي .. أخلى نفسه ... وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 5-8)
ما أكثر حرصنا على كرامتنا. نحن نتكلم ونكتب عن الموت والقيامة، ونعترف بأننا مُتنا وقُمنا مع المسيح، ولكن دع أحداً يخدش كرامتنا وما أسرع ما نبرهن على ضآلة اختبارنا لقوة هذه الحقائق المباركة. فإن كنا بالحقيقة نؤمن بأن أخلاقنا السيئة والحسنة منها قد انتهت في صليب المسيح، وإن كنا بالحقيقة نؤمن بأننا قد مُتنا مع المسيح فلن نشعر بما يُسمّى « إساءة » والسبب بكل بساطة هو لأنها تمس أنفسنا. وإن كنا بالحقيقة نعيش في قوة الموت والقيامة، فلن نشعر إلا بما يمس كرامة المسيح، لا بما يمس كرامتنا نحن.

إننا في زمن الكلام الرنان والسلوك بالتهاون. ما أجمل ما نقوله وما نكتبه، وما أقل تأثير ما تنطق به شفاهنا وما تجري به أقلامنا على سيرتنا وفي قلوبنا. لنرجع إلى الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي حيث نرى المسيح كمثالنا. إنه « أخلى نفسه » ولم يبارح النير عنقه، وهو لم يستعفِ من حمله. لقد نزل واتضع حتى إلى تراب الموت. لم تظهر فيه مُطلقاً أية مقاومة لإرادة الآب. لما جاء إلى العالم قال « أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت » (مز40: 8) وأثناء سيره في هذا العالم كان يقول « طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني » (يو4: 34). ولما أوشك أن يبارح العالم قال « لتكن إرادتك » فكل طريقه هنا في العالم كان بحسب مشيئة أبيه.

وإنه لتملأني الدهشة عندما أجد قوماً يسألون الله أن يجبرهم على التواضع. إنه من امتيازنا أن نتطلع إلى الله لكي يملأنا من الفكر الذي في المسيح حتى بنعمته نستطيع أن نتواضع.

لقد كان المسيح مُطيعاً حتى الموت، وهو مثال لنا لأننا مقدسون لطاعة المسيح، لكي نُطيع كما أطاع هو، بنفس الروح وعلى نفس المبدأ وهو بنفسه يقول « تعلموا مني » (مت11: 29) في طريق إنكار النفس والتواضع والطاعة حتى الموت. ويا لها من نعمة أن نقترب منه وأن نتعلم منه.

sama smsma 18 - 06 - 2012 04:52 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح يتألم بسبب الخزي الذي تحمله أحباؤه

لا يخز بي منتظروك يا سيد رب الجنود، لا يخجل بي ملتمسوك يا إله اسرائيل. لأني من أجلك احتملت العار. غطى الخجل وجهي (مز69: 6، 7)

عندما ترك الرب يسوع عبيد الرؤساء الدينيين يمسكونه، لا بد أن يكون تلاميذه قد تساءلوا عدة أسئلة. لقد رأوا سيدهم يُعامَل مثل أدنى الأشرار! كيف يمكن أن الذي في عيونهم كان هو المزمع أن يفدي اسرائيل (لو24: 21) تُساء معاملته إلى هذه الدرجة؟ لماذا لا يستخدم قوته التي بها صنع آلاف المعجزات التي كانوا شهوداً لها؟ ألم تكن تلك المعجزات تبرهن على أنه هو المُرسل من الله، المسيا الموعود به؟ هل لم يَعُد الله بعد معه؟

إن الصلاة الحارة موضوع عددي التأمل اليوم، تُظهر انشغال الرب بينما كان يُقاد من محكمة إلى محكمة إلى أن وصل إلى مكان عذابه؛ لقد كان يفكر في تلك الأسئلة التي كان تلاميذه يتساءلونها، وفي الخزي الذي كانوا يشعرون به بسبب ما حدث له!

إن السبب في ذلك هو أنه أحب محبة عميقة أولئك الرجال والنساء الذين على مدى أكثر من ثلاث سنوات تبعوه في جميع أسفاره! لقد أحبهم محبة بشرية لأنه كإنسان كامل كان عُرضة لنفس انفعالاتنا. كم من روابط نشأت على طول المراحل التي قطعها، وكم من الأخطار تشاركوا فيها، وكم من انتصارات أُحرزت، وكم من إعلانات قيلت!

نعم، لقد تركوا كل شيء لأنه كان لهم إيمان به، وكان الرب يفكر في خيبة الأمل التي كان يمكن أن يشعروا بها لو ظنوا أنهم كانوا مخدوعين! لقد سبق أن أخبرهم مقدماً بما كان ينتظره، وسبق أن شجعهم بأن قال لهم « لا تضطرب قلوبكم » (يو14: 1). ومع ذلك فإن مخلصنا العزيز يعلم جيداً المشاعر الإنسانية، وصلى إلى أبيه حتى لا يكّل الذين آمنوا به من العار بسببه.

وهكذا فإن هذا الألم من جهة خاصته يُضاف إلى آلامه التي احتملها من قِبَل البشر. وكونها مُعلنة لنا، يُظهر جانباً من جوانب محبة الرب لنا.


مُبدع الكونِ القدير
سُمرّ فوق الصليب فرَّ عنه كل خلٍ
مثل إنسان غريب أمسكوا الرب يسوع
أوثقوه بالحبال واقفاً وقفة عبدٍ
وهو رب مُتعال



sama smsma 18 - 06 - 2012 04:53 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المسيح: مَنْ هو؟

وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟ (مت16: 15)

لقد تساءل الرب عن رأي الناس فيه قائلاً « مَنْ يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ » (مت16: 13)، لكنه لم يكن مشغولأً بما يقوله الكهنة ولا رؤساء الكهنة عنه إذ كان يعرف أنهم يظنون أنه يتصرف تحت سلطان الشيطان.

وحين كان في الجليل كان يسأل أيضاً عما تقول عنه الأمة، وهناك تبعته جموع كثيرة فتساءل أيضاً عما تقول عنه تلك الجموع التي تبعته وآمنت به إذ رأت الآيات.

ومن الإجابة نفهم أنهم انقسموا من جهته « قوم يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء » (ع14). وهذه الأفكار لم تكن أفكاراً رديئة. فالرب يسوع أعلن بنفسه أنه ليس من بين المولودين من النساء مَنْ هو أعظم من يوحنا المعمدان، وكان اليهود يعتبرون إرميا أعظم الأنبياء وأيضاً إيليا الذي كان بحق نبياً عظيماً. لكن بهذه الأفكار برهنوا على أنهم لم يعرفوا الرب يسوع ولم يقبلوه كمن هو بالحقيقة ابن الله وملك اسرائيل. واليوم أيضاً هناك مئات الآلاف من البشر الذين يعرفون الرب يسوع كالمعلم العظيم أو الرجل الصالح الذي لم يستطع أحد أن يعيش حياة صالحة مثله. لكن ما هذا إلا إظهار حقيقي لعدم إيمانهم به، ونرى نتيجة ذلك مُعلنة في يوحنا2: 24،25 « لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ... لأنه علم ما كان في الإنسان ». فكل مَنْ له هذه الأفكار عن الرب يسوع ولا يقبله حقاً كالمسيح ابن الله سوف يهلك هلاكاً أبدياً.

وهكذا نرى بوضوح أنه حتى الذين تبعوه لم يقبلوه كما هو في حقيقة شخصه كملك اسرائيل. كما هو مذكور في مزمور2 أن ملك اسرائيل هو ابن الله. فسأل الرب تلاميذه « وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟ » فماذا سمع منهم؟ لقد أجابه سمعان بطرس قائلاً « انت هو المسيح ابن الله الحي ».

ويا لها من إجابة رائعة « أنت هو المسيح ». فهذا يعني قبل كل شيء أنه « ملك اسرائيل ». فكلمة « مسيح » في اليونانية هى كلمة « مسيا » في العبرية وكلتاهما تعني « الشخص الممسوح » وهذا اعتراف بأنه الملك الذي أعطاه الله لإسرائيل.

لكن شهادة بطرس ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فلم يَقُل أنت ابن الله المولود على الأرض، بل « أنت هو المسيح ابن الله الحي ». لقد قال بطرس إن الرب يسوع هو ابن ذاك الذي هو الحياة في ذاتها بل ومصدر كل حياة.


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:54 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المطيع الأعظم

« مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به » (عب8:5)
لقد عصى آدم المسكين حتى الموت، بالمباينة على خط مستقيم مع نقيضه الأعظم الإنسان الثاني، آدم الأخير، الذي أطاع حتى الموت. ومع ذلك فالابن في كيانه الأزلي، وفى مقامه الذاتي السرمدي، وفى جلاله الشخصي الملازم له، وهو أقنوم إلهي، وبصفته هذه لم يكن له شأن بالطاعة. ولهذا السبب عينه قيل عنه في عبرانيين 8:5أنه تعلم الطاعة مما تألم به. أعنى أنه له المجد لم يكن يعرف الطاعة حتى جاء وصار إنساناً. كان يعرف جيداً معنى الطاعة وكيف تكون في حالة الآخرين، في حالة كل مخلوق، أما هو فلم يكن مخلوقاً بل الخالق. غير أنه إذ صار إنساناً ارتضى بكل إخلاص وولاء أن يقوم بواجبات الإنسان. ومن أول واجبات الإنسان الطاعة لله.

وتبارك اسم سيدنا، فقد أظهر طاعة لا مثيل لها ومجَّد أباه في كل فكر من أفكار قلبه وفى كل كلمة من كلمات فمه وفى كل خطوة من خطوات طريقه. وقد أخضع يوحنا المعمدان لطلبته بقوله المأثور « يليق بنا أن نكمل كل بر ». وواجه الشيطان بشيء واحد هو الطاعة. وهذا في الواقع هو الفارق العظيم بين الرب يسوع كإنسان وبين كل إنسان آخر. فما من إنسان أطاع على طول الخط نظيره. والطاعة هي مميز أسمى بكثير من عمل المعجزات. ففي مقدور أي إنسان أن يعمل معجزات إذا أعطاه الله القوة. ومن هنا نرى المكانة الخطيرة التي تحتلها الطاعة من الأول إلى الآخر. فمنذ فجر التاريخ نرى الإنسان الأول يتنكب طريقها، وإذا بالخراب الشامل يحل بالعالم على الأثر. وعندما جاء الإنسان الثاني، الرب يسوع الذي هو من السماء، كان هو الإنسان المطيع الكامل الذي جاء للإنسان ليس بالبركة المجانية الكاملة فقط، بل وأيضاً بالكفارة والسلام بدم صليبه إذ هو يمحو خطايا الخطاة محواً تاماً متى آمنوا. وقد نزل الروح القدس من السماء كالشاهد لشخصه العزيز ولعمله المبارك للفداء الأبدي ومصالحة الخليقة في مجيئه الثاني. ومن هنا كانت الطاعة شوق النفس وتصميمها وسرورها بمجرد أن تعرف الرب يسوع وتعترف به.


يا عجباً من فضلِ مَنْ
قـام بمجــد الآب بعــد اتضـــاع طائعـــاً
للموت والعذابْ



sama smsma 18 - 06 - 2012 04:55 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المعلَّق ملعون من الله

وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فقُتِل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة ... لأن المعلَّق ملعون من الله (تث21: 22،23)

يُرينا الروح القدس في هذه الآيات نبوة عن الطريقة التي كان سيموت بها المخلص حاملاً لعنة خلائقه، فلقد عُلِّق بين الأرض والسماء كأنه لا يستحق أيّاً منهما! وقد علَّم الناموس أن تعليق المجرمين المذنبين على خشبة، كان علامة على كونهم تحت لعنة الله. وفي كل مرة عُلِّق مُذنب على خشبة العار، كان هذا يُعَد، بحسب كلمات الناموس، مكروهاً من الله القدير، وتعلَّم الشعب أن الله ينظر إلى الأرض بغضب وامتعاض شديدين طالما ظل جسد المذنب معلَّقاً بغير أن يواري من أمام عينيه. ولكن الأمر في حقيقته كان يتضمن معنى رمزياً يشير بالنبوة إلى شخص سيُعلَّق على خشبة، وعليه سينسكب الغضب الإلهي ضد الخطية، وسيتعامل الله معه في تلك اللحظات الرهيبة كأنه الخطية مجسَمة (2كو5: 21)، وكل ما تستحقه الخطية من عقاب وسحق ودينونة سيقع عليه، ولكن في آلامه الكفارية هذه ستوضع نهاية اللعنة والدينونة على عالم فاجر أثيم.

إن لعنة الناموس هي الموت، الذي هو أجرة كسر الوصية، ولكن « المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا » (غل3: 13) وهكذا يُرينا الرسول بولس كيف أن هؤلاء الذين كانوا تحت اللعنة لكسرهم الناموس قد افتُدوا وتحرروا منه، ولكن لم يتم هذا بواسطة حفظ المسيح للناموس من أجلنا، بل بصيرورته « لعنة لأجلنا ». فالصليب بكل عاره وخزيه كان هو الحكم الصادر عليه، ذاك الذي في حياته أظهر طاعة كاملة فاستحق كمال البركة.

ويا لها من إشارة مُلذة وقيّمة لأنها تُرينا نعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي صار لعنة لأجلنا « لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح » (غل3: 14).

لقد وعد الله أن يبارك إبراهيم، وأن يبارك به كل العالم. وبركة إبراهيم الحقيقية هي الخلاص بالنعمة بواسطة الإيمان. وفي البداية كان يجب دفع أجرة الموت المقررة عند الله، لذلك صار المسيح لعنة لكي يمتد خلاص الله بالنعمة إلى اليهود والأمم على السواء، وهكذا في المسيح (نسل إبراهيم) تتبارك جميع شعوب الأرض (غل3: 16).




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:56 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المنظر العجيب

« وكل الجموع ... لما أبصروا ما كان رجعوا وهم يقرعون صدورهم » (لو48:23)
يا له من مشهد عجيب! هذا الذي رآه الجموع في ذلك اليوم الرهيب. ابن الله القدوس الأمين البريء، بأيدي أثمة فجار يؤخذ إلى الصليب وهناك يقاسى كل أنواع التعذيب والسخرية والآلام الـمُبرحة. فرأسه الكريم مكلل بإكليل الشوك! ويداه ورجلاه الطاهرة قد ثُقبت بالمسامير.

وتغيب الشمس في رابعة النهار، وتغطى الظلمة وجه كل الأرض لمدة ثلاث ساعات. والجمع الواقف ينظر باندهاش قائلاً « لِمَ كان ذاك؟! » لماذا هذه الظلمة الدامسة؟

ورؤساء الأمة الأشرار أعزوا هذه الظلمة إلى غضب الله الشديد على المسيح وحسبوه « مُصاباً مضروباً من الله ومذلولا »
(إش4:53) . وخرجت من فمه الكريم تلك الصرخة المدوية « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » ولكن كيف يُنسى من الله هذا القدوس؟! وكيف يكون هذا؟ فهذا الشخص الكريم لم يُعانِ آلاماً مُبرحة من البشر فقط، بل عانى وتألم الآلام الكفارية من يد عدل الله بسبب خطايانا!! وواجه الله في يوم حمو غضبه، فأرسل الله ناراً فسرت في كل عظامه (مراثى13:1) . ونحن الآن نفهم ونقدّر هذه الآلام على قدر طاقتنا المحدودة، ولكن الجمع الواقف حينذاك لم يكن ليفهم هذا الأمر الرهيب، ورجع الجميع وهم يقرعون صدورهم مدركين أن الذي مات على الصليب، لم يكن مستحقاً كل هذه الآلام.

ولنا أن نتخيل مشاعر وأحاسيس أولئك النسوة اللائى تبعنه من الجليل، وهن واقفات من بعيد ينظرن رب المجد متألماً مصلوباً على الصليب


وإذ نـــــراك فديــــــة
يا ربنا الفادي الحبيــب أُوثقـــت كالذبيحـــة
حتى إلى عود الصليب لتُضرب عــن ذنبنــا
وتحمـل الحكــم الرهيـب نهتف مـن أعماقنــا
أحببتنــــا حتــى الـــــدم مجداً لك مجـداً لـك
بالقلـــب نشـــدو والفـــم يا حَمَــــل اللـــه لــك
نشـــدو بأسمــى نغمـــــة


sama smsma 18 - 06 - 2012 04:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
المنظر العظيم

اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة (خر3: 5)

الصليب حَدَث فريد، تخطَّى العقل وتجاوز الفكر؛ أمامه خشعت الإنسانية وتملكها العَجَب.

خضع له الزمان وإليه انصاع التاريخ، فقفز الزمان صعوداً، ووثب التاريخ قُدماً بديل انحدار الوراثية، وغدا مسارهما صحيحاً، بولادة الإنسان الجديد ذا الطبيعة الإلهية، هروباً من فساد الطبيعة، وابتعاداً عن عالم الشر.

الصليب - بشرياً - أفظع جريمة ارتُكبت ضد أقدس إنسان؛ بطلها، والمحرِّض، والمنفذ هو الإنسان والشيطان.

الصليب حادثة هزت الكون وما زالت، أثارت الأجيال وما برحت، جمعت الله والإنسان في أصعب مكان: الله يمتشق سيفه ويضرب، والإنسان يُجهِّز خشبة ويصلب، والمسيح، موضوع الضرب والصلب، يخترقه السيف وتمزقه المسامير؛ فيتفجر الخلاص من قلب المصلوب كاملاً، ويرضى الله، ويغتسل الإنسان ويتمتع.

الصليب يجسِّد حب الله، وينطق بمكنون قلبه، ويكشف فكره الأزلي؛ ويعلن هدف تجسد الرب يسوع المسيح، أن يكون ذبيحة فداء عن الإنسان. أسس الصليب علاقة جديدة بين الله والإنسان، لم تستند إلى مجهود الإنسان وأعماله وتقواه، إنما على مبدأ مجانية النعمة، الواهبة المتفاضلة، التي تطفئ غضب الله، وتستجيب لمطالب عدله، وتحوله ثوب بر يكتسيه الإنسان الذي فشل في كتابة حرف واحد في ملحمة خلاصه. لكن الرب حبَّر قصة الخلاص بتلك الساعات المريرة القاسية مصلوباً، متألماً ثم مائتاً، بحيث صرخ في نهاية الصليب « قد أُكمل ». فقد دفع المسيح كل شيء فنال الإنسان كل شيء.

في الصليب قُسم العالمين قسمين، وشُقَّت طريقان: سماوية مجيدة، وجهنمية هالكة.

ووجِدت جماعتان: واحدة آمنت فتمتعت بالخلاص، وأخرى رفضت فاستحقت الهلاك.

أيها القارئ العزيز:

هل فهمت معنى الصليب؟



sama smsma 18 - 06 - 2012 04:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النزول المزدوج

لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب. (في2: 7،8)
.

هل ندرك إلى أي درجة اتضع حبيبنا؟! اسمعه في هذا المزمور يقول تلك الكلمات العجيبة « أما أنا فدودة لا إنسان ». إنها مسافة لا تُقاس، تلك المسافة التي بين قول الرب قديماً لموسى في خروج 3: 14 « أهية » وهي بعينها نفس العبارة التي قالها للذين أتوا ليقبضوا عليه في البستان « أنا هو« ، وقوله بعد ساعات معدودة في الجلجثة « أنا دودة »!

وليمكننا فهم تلك المسافة بصورة أفضل دعنا نقسمها إلى نزولين لا نزول واحد. وما أعظمهما من نزولين نزلهما المسيح من أجلي ومن أجلك!

النزول الأول من السماء إلى الأرض، من حضن الآب إلى مزود بيت لحم. وذاك الذي لا بداية أيام له ولا نهاية حياة، يقول عنه الملاك للرعاة « تجدون طفلا ». واللابس النور كثوب، يصفه الملاك للرعاة بهذا الوصف « مقمّطا » والذي يقول عنه سليمان إن السماء وسماء السماوات لا تسعه، يقول عنه الملاك « مضجعاً في مذود ».

تفكري يا نفسي في أعجوبة الأعاجيب هذه. إنه أمر فوق المدارك أن الله العظيم يُقال عنه تجدون طفلاً، واللابس النور يلبس أقمطة كأي طفل صغير، بل ويضجع في المذود، كما لم يحدث مع باقي الأطفال. والذي لا تسَعه السماء وسماء السماوات لم يولد في بيت ذهبي أو حتى ترابي، بل وُلد في مذود إذ لم يكن له موضع في المنزل!!.. فما أعظم هذا الاتضاع! لاق بالنبي أن يقول « من صدق خبرنا ولمن استُعلنت ذراع الرب » (إش53: 1).

لكن هذا كله كان فقط المرحلة الأولى في اتضاعه، وليس كل الاتضاع. حقاً لقد صار إنساناً، وهو يقول عن نفسه أكثر من مرة إنه إنسان « أنا إنسان كلمكم بالحق » (يو8: 40). الله العظيم رضي أن يقول عن نفسه إنه « إنسان ». لكن هناك مرحلة ثانية يعبر عنها هنا بالقول « أما أنا فدودة لا إنسان ». في خطوة الاتضاع الأولى، نزل من السماء إلى الأرض « وُضع قليلاً عن الملائكة » لكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة وُضع أيضاً قليلاً عن البشر . « أما أنا فدودة لا إنسان »، وذلك عندما مضى إلى الجلجثة، وعُلق فوق الصليب!

ما أعجب هذا النزول المزدوج والتواضع المثنى: فالمسيح لم يتجسد فقط بل إنه مات. ليس فقط ضمه مذود بل ضمه أيضاً قبر، ليس فقط لفوه بالأقمطة بل أيضاً لفوه بالأكفان. محيى الرميم الذي له وحده عدم الموت سيق للصلب واللحد!!





sama smsma 18 - 06 - 2012 04:58 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النعمة

والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا... مملوءاً نعمة وحقا (يو1: 14)

إن « الكلمة » هو المعبِّر عن الله. والمسيح ـ تبارك اسمه ـ كالكلمة مملوء نعمة. إننا هنا لا نرى النعمة منسكبة على شفتيه (مز45) ولا خارجة من فمه (لو4) أو صادرة بأعماله المجيدة (لو13: 17)، ولكنه هو كمستودع وآنية النعمة كلها. ليس فقط كالينبوع بل كالمستودع كله.

وهنا نسأل ما هي النعمة؟ إنها ليست مجرد إحسان الله لمن لا يستحق الإحسان، وبدون عمل منه (هذا ينطبق عليها كوصف)، ولكن النعمة في طبيعتها هي نفسها محبة الله الظاهرة في مشهد الإنسان، عاملة فيه، ومنتصرة على الشر الكائن في داخله. ليس بمحاربة الشر وإدانته والقضاء عليه، بل بالارتفاع فوقه، والإحاطة به، والتعمّق فيما تحته. إنها غلبة الشر بالخير لا بالقضاء عليه (إن القضاء على الشر ينتهي منه، لكن الغلبة بالخير على الشر تبقيه مغلوباً، وهذا مجد أكثر).

إنها المحبة أي طبيعة الله .. المحبة التاعبة العاملة في مشهد الإنسان والخطية، المحبة المجاهدة والمنتصرة على الشر.

إن النعمة شيء يرتبط بعلاقة الله مع الإنسان، وليست كائنة بين الأقانيم. إنها ترتبط بحاجة الإنسان وتفترض وجود الشر ونتائجه (ليست هكذا المحبة إذ أنها كائنة بين الأقانيم قبل الشر). لأنه إن كان العالم لم يعرف الكلمة، وخاصته رفضته (الإنسان بدون النعمة)، فقد كان ضرورياً أن تأتي النعمة إلى المشهد، أي محبة الله متسامية ـ بما هي في ذاتها ـ فوق حالة الإنسان هذه، ومتخذة فرصة من حالة الإنسان لتعبِّر عن نفسها وبطريقة تسمو فوق الشر وتتعمق إلى ما تحته. هل عظُم شر الإنسان؟ النعمة أعلى منه. هل تعمَّق؟ إنها تصل إلى ما تحته، إنها أعمق منه.

كما نلاحظ أن النعمة تأتي بالارتباط مع الكلمة صائراً جسداً وليس قبل ذلك. إن فكر النعمة في الله كائن في الأزل (2تي1: 9). ولكن النعمة في حقيقتها كموجودة فعلاً، يرتبط بظهور الكلمة في الجسد. قد يكون الله قد تعامل قديماً مع البشر، وأظهر مَنْ هو، وذلك على مبدأ النعمة. ولكن ظهور النعمة في طبيعتها وحقيقتها لم تكن إلا بتجسد الكلمة « وإنما أُظهرت الآن بظهور مخلصنا » (2تي1: 9).




sama smsma 18 - 06 - 2012 04:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
النقطة السامية

الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين (رو8: 32)

في جنوب فرنسا، في مقاطعة برفنس Provence ، توجد مضايق فردون Verdon وهى عبارة عن منفذ طبيعي رائع في الأرض طوله ثلاثون كيلو متراً وله صخور يزيد ارتفاعها على ثلاثمائة متر. وهناك في مكان معين يوجد ما يطلق عليه: النقطة السامية. وإذا انفصلنا عنها بضعة أمتار يميناً أو يساراً، يختفي عنا هذا المنظر الرائع.

إن النقطة السامية هى الصليب، والأصحاح الثامن من الرسالة إلى المؤمنين في رومية يقدمه لنا من زاويتين عظيمتين:

* أن الله أرسل ابنه (ع3)

* أن الله لم يشفق على ابنه (ع32)

وسواء في الإرسال أو في الترك، فقد قدّم الله أقصى ما يمكن، متخطياً بذلك كل ما هو طبيعي بين الناس « ... يشفق الإنسان على ابنه الذي يخدمه » (ملا3: 17).

« ابنه » بهذا يريد الروح القدس أن يقنعنا بعُظم محبة الله لنا بإظهار عُظم تضحيته وهى أن يعطي وأن يترك مَنْ هو موضوع محبته اللانهائية.

ومن جانب المسيح المحبة أيضاً لا نهاية لها « المسيح هو الذي مات ... مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح » (ع34: 35)؟

هذه المحبة الإلهية، وهذه الأعمال التي لا يمكن إنكارها والتي تبرهن عليها، توضع في مواجهة جميع الآلام التي اجتازها ويجتازها المؤمنون على الأرض « أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف » (ع35). عددها سبعة أي ملء الألم.

فأنت يا مَنْ تجتاز الحزن العميق مهما كانت صورته، وأنت يا مَنْ يهاجمك إبليس وبهذا الحزن عينه يحاول أن يحجب عنك محبة الله ومحبة المسيح، سوف تفهم في هذا محبة الله غير المتغيرة: محبة الآب الذي لم يشفق على ابنه، ومحبة المسيح الذي مات لأجلك. وحينئذ نستطيع أن نهتف مع الرسول بولس « ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا (أو نكون أعظم من منتصرين) بالذي أحبنا » (ع37).




sama smsma 18 - 06 - 2012 05:00 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
إله واحد ... ووسيط واحد

لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع ... (1تي2: 5،6)

أمامنا حقين عظيمين وهما الأساس الذي به يتعامل الله مع الناس في نعمته. أولاً هناك إله واحد وثانياً هناك وسيط واحد.

فالإله الواحد - هذا الحق قد أُعلن إعلاناً كاملاً قبل مجيء المسيح، ووحدانية الله هى الحق العظيم الأساسي الذي نتعلمه من العهد القديم، وهى الشهادة العظيمة المُعطاة لإسرائيل، كما نقرأ « اسمع يا اسرائيل الرب إلهنا رب واحد » (تث6: 4).

وبينما حافظت المسيحية على هذا الحق العظيم حفظاً كاملاً - بأن هناك إلهاً واحداً - فإنها استحضرت أيضاً حقاً مساوياً إذ أعلنت أن هناك وسيطاً واحداً بين الله والناس. وهذا الحق الأخير تتميز به المسيحية.

وهناك ثلاث حقائق هامة أمامنا ترتبط بوصف الوسيط:

أولاً: فهو واحد. فإن كان الله واحدأً، فهناك أمر له أهمية مساوية لهذا الحق. لنتذكر وحدانية الوسيط، هناك وسيط واحد ولا غيره. وكل الأنظمة المسيحية المشوشة قد أنكرت هذا الحق العظيم وأنقصت من مجد الوسيط الواحد بوضع وسطاء كثيرين من الرجال والنساء.

ثانياً: والوسيط الواحد هو إنسان ليكون الله معروفاً للناس. فالإنسان لا يمكنه أن يرتفع إلى الله. ولكن الله في محبته يستطيع أن ينزل إلى الإنسان. ولقد نزل إلينا حتى لا يشعر أي واحد منا - مهما كان بؤسه وشقاؤه - بأن الله في صلاحه ليس قريباً منه. فقد نزل إليه، ومحبته تجد مجالها في شقائه وبؤسه. وليست هناك حاجة ما إلا وقد سددها بحضوره.

وثالثاً: إن هذا الوسيط بذل نفسه فدية لأجل الجميع. فإن كان الله مُعلناً كالله المخلص الذي يريد أن جميع الناس يخلصون (ع4) فإن قداسته يجب أن تتبرهن ومجده يبقى. وقد تم هذا بصورة كاملة بعمل المسيح الكفاري. إن عظمة الله وبره ومحبته وحقه وكل ما هو عليه قد تمجد بالعمل الذي أكمله المسيح. وكل ما عمله كنا نحتاج إليه، ودمه في متناول أرذل الخطاة كيفما كان. والإنجيل يقول للعالم « وكل من يُرِد فليأت ». ومن هذا الوجه نقول إن المسيح مات لأجل الجميع - بذل نفسه فدية لأجل الجميع .. إنها ذبيحة كافية للخطية - لكل من يأتي - فقد « ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد ».





sama smsma 18 - 06 - 2012 05:01 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
امتحان إبراهيم

بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرّب. قدم الذي قَبِل المواعيد وحيده (عب11: 17)

من رحمة الله أنه قال لإبراهيم « اذهب إلى أرض المُريا » (تك22: 2) حيث طلب منه تقديم إسحاق. ولماذا هذه الفرصة؟ وما الداعي لمسيرة الثلاثة أيام؟ حقاً إنها كانت رحمة عظيمة، لأن هذه الفرصة أعطت إبراهيم مجالاً فيه يفحص نفسه. وهذا ما يعمله الرب أحياناً مع المؤمن. فيُدخله في ظرف ضيق ويتأنى عليه. ومع أن الخلاص مرتب، والمنفذ موجود ولكنه يطيل آناته، ولو ثلاثة أيام، يكون المؤمن في هذه الفرصة فحص نفسه.

وذُكرت أيضاً الثلاثة أيام في حادثة يوسف. إذ في اليوم الثالث تذكَّروا ما عملوه مع أخيهم وقالوا بعضهم لبعض: « حقاً إننا مُذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع » (تك42: 21). فالحادثة نُسيت ولكنهم تذكروها تحت الضغط. فإن كان هؤلاء البُلداء تذكّروا ما عملوا، فكم بالحري إبراهيم، لا بد أنه تأكد في هذه الفرصة أن الله لم يطلب منه تقديم إسحاق، إلا لأنه رأى أن حالته تستدعي ذلك. وفي اليوم الثالث بعد أن نضجت أفكاره، رفع عينيه. وهنا نرى أن إبراهيم قد شفى قلبه، ومن ثم يتعين أنه وإن كان قد وصل إلى المكان الذي يذبح فيه إسحاق، ولكنه لن يرجع بدونه. ولذا قال للغلامين « اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما » (تك22: 5). فإن إيمانه كان بهذا المقدار قوياً حتى وثق بأنه وإن كان يذبح الولد، ولكن الله قادر على الإقامة من الأموات. فالعيشة في مخافة الرب توجد الثقة.

ثم سأل إسحاق عن الذبيحة « فقال إبراهيم الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني » (تك22: 8). وإن كنا قد رأينا طاعة إبراهيم الكاملة، فلا يفوتنا أن نرى أيضاً طاعة إسحاق الكاملة. الذي مع أنه كان قادراً على أن يدافع عن نفسه، ولكنه سلّم ورضيَ أن يُربط وهو يرى بعينيه السكين التي بعد قليل سيُذبح بها. ولكننا لا نستغرب ذلك لأن الوحي قصد بهذه الحادثة أن تكون رمزاً لمَنْ هو أعظم من إسحاق، ربنا يسوع المسيح، الذي أمام الصليب قال للآب: « .. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك » (لو22: 42). وقَبِلَ أن يُنفذ فيه حكم الموت تتميماً لمشيئة الآب، وحباً لنا نحن الخطاة.




sama smsma 18 - 06 - 2012 05:02 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أمجاد المسيح الأزلية

الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره (عب1: 3)

المسيح من قبل الأزمنة هو « بهاء مجده ورسم جوهره » فأينما تطلع الرسول رأى المسيح، الذي هو النور. فبدون المسيح هناك الظلمة، والظلمة الدامسة. انظر إلى نهاية الزمن تقع في لُجة من الحيرة والارتباك. انظر إلى بداءة العالم تغشاك لُجة من الجهل وعدم المعرفة. انظر إلى ما قبل البداءة تتولاك غمرة من المجهول الذي لا يمكن فهمه إلا متى جاء نور الإعلان السماوي الإلهي لمعونتنا. ومَنْ هو النور؟ المسيح هو النور. الله السرمدي غير المحدود يعلن نفسه في المسيح. فالابن هو النور الذي يُعلِن، والله هو المُعلَن فيه. المسيح هو « بهاء مجده ورسم جوهره ». فبواسطة مجد الله نفهم نوره الذي لا يُدنى منه. ولا يخطرن ببالنا أن المسيح نور يضيء شيئاً ليس نوراً، لأن « الله نور ». الآب نور ولكنه ليس كذلك لنا بغير وساطة النور الذي هو المسيح. أما بغير المسيح فهو بالنسبة لنا ظلمة بسبب البهاء الفائق الذي لا يمكننا احتماله. فذلك « الشمس » هو فائق المجد، رائع البهاء، عظيم الجلال لدرجة لا يمكن احتمالها ولذلك هو يشرق لنا في المسيح الذي هو واحد معه. قد أعطاه الله في حكمته وقوته العجيبة لجميع العالمين لكي يستطيعوا أن يروا فيه بهاء وإشعاع وفيض مجده. إن مجد إله اسرائيل كان يظهر بين الكاروبيم، حتى أنه عندما أُخذ التابوت نطق شعب الله بهذه الكلمة المؤلمة « إيخابود » - أي « زال المجد » وهذه كلها كانت رموزاً. ولكن عندما وُلد يسوع من العذراء مريم « رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب »، « مجد الله في وجه ابنه يسوع المسيح »، وبهاء المجد هذا هو رسم جوهره، الحي الحقيقي، حتى إن مَنْ يرى الابن فقد رأى الآب. ففي يسوع نعاين القوة والحكمة والصلاح والقداسة والمحبة والحق التي كلها غير محدودة. كل ما في الآب هو في الابن. واللاهوت مُعلن لنا في الابن الذي هو صورة الله غير المنظور. فكالابن، وفي صورة الابن ظهرت لنا الحياة الأبدية التي كانت عند الآب. والذي أعلن لنا الله الذي لم يره أحد قط هو الكلمة. والكلمة هو الله (يو1). هو الإله الحقيقي والحياة الأبدية.




sama smsma 18 - 06 - 2012 05:02 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أمجاد المسيح المتنوعة

بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي. (عب1: 3)

يستعرض الروح القدس في مطلع الرسالة إلى العبرانيين أمجاداً متنوعة لربنا المعبود، فيطالعنا بوصف سباعي لأمجاد الابن؛ ففي البداية نراه كالوارث، والخالق لكل شيء، بهاء مجد الله ورسم جوهره، والحامل لكل شيء بكلمة قدرته، فما هي الصفات الأخرى التى يليق أن توضع بجانب هذه الأمجاد السامية؟ أ يمكن أن يجد الحق العظيم الخاص بالفداء مكانه بين هذه الحقائق السامية العجيبة؟ نعم أيها الأحباء، فى وصف هذه التيجان الكثيرة التي تتوج رأسه، في وصف مجده كابن الله، نجد حق الفداء المبارك يحتل مكانه بينها « بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس ».

إنه لا يتكلم عنه هنا كالحامل للخطية، ولا يتناول بالضبط موضوع جعله خطية لأجلنا، فذلك موضوع يناقشه الرسول بالتفصيل بعد ذلك فى الرسالة، وإنما هو يشير هنا مجرد إشارة إلى الحق العظيم أنه - له المجد - صنع تطهيراً لخطايانا، صنع الفداء كاملاً، صنعه بنفسه، ليس بواسطة ملاك أو أى شخص آخر. ابن الله نفسه، هو الذى صنع وتمم تطهير الخطايا.

تأمل في السلسلة التي يحتل الفداء مكانه بينها! تأمل في ابن الله المبارك باعتباره « بهاء مجد الله ورسم جوهره » ثم تأمل في الفداء. إنهما فكران متلازمان في هذا الاستعراض الكتابي الجميل. إننا نتكلم عن ابن الله، ليس فقط باعتباره الذي عمل العالمين، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، ولكننا بنفس العبارة نتكلم عنه كمن صنع تطهيراً للخطايا. وهل يمكن أن يكون هناك أدنى شك في أن تطهير الخطايا هو أمر أكيد وكامل، أمر إلهي وممجد لله تماماً ككل صفة من الصفات الأخرى وكل شعاع آخر من أشعة المجد الإلهي الذي يطالعنا به هذا الجزء المبارك من كلمة الله؟ إن تطهير الخطايا يقرنه الله مع مجد ابنه، مع كل ما هو كالخالق والحامل لكل شىء والمعادل له فى كل شيء.

وأخيراً نراه راجعاً إلى حيث كان قبلاً، إلى ذلك المجد الذى كان له عند الآب قبل إنشاء العالم. راجعاً إلى هناك بما له من حق خاص، ليس فقط مدعواً إلى هناك بمجد الآب كما نعلم أن ذلك كان حقاً أيضاً، بل آخذاً مكانه هناك فى قوة حقه كابن الإنسان وابن الله الذى له الحق فى كل شىء، ليس فقط باستحقاقه الإلهى، بل كابن الله الذى تمم فى عبر الزمن عمل الفداء، وبذلك جلس فى يمين العظمة فى الأعالى.




sama smsma 18 - 06 - 2012 05:03 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
أمجاد المسيح كما ترى في التابوت

فيصنعون تابوتاً من خشب السنط ... وتغشيه بذهب نقي .. وتصنع عليه إكليلاً من ذهب حواليه .. وأنا أجتمع بك هناك وأتكلم معك من على الغطاء (خر25: 10-22)

إن كانت خيمة الاجتماع تُعلن بروعة فائقة أمجاد المسيح وكمالاته، فإن التابوت بصفة خاصة يستعرض أمامنا شخص المسيح وعمله الفريد؛ وفيه يمكننا أن نرى أمجاداً سُباعية:

1 - مجد لاهوته: الذهب النقي الذي يغشي خشب السنط من الداخل ومن الخارج، يكلمنا عن البر الإلهي وعن لاهوت ربنا يسوع المسيح.

2 - مجد إنسانيته: فالتابوت كان مصنوعاً من خشب السنط، ولأن الخشب مأخوذ من الأرض، لذلك نرى فيه رمزاً لشخص المسيح المجيد الذي صار إنساناً كاملاً، مع خلوه التام من الخطية، لأنه قدوس قداسة مطلقة ذات قداسة الله لأنه هو الله.

3 - مجد المسيح كالوسيط: كان كرسي الرحمة هو مكان اللقاء الإلهي « وأنا أجتمع بك هناك وأتكلم معك من على الغطاء » (خر25: 22). ويقول الكتاب « لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع » (1تي2: 5،6). فهو الجواب على صرخة أيوب قديماً « ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا ».

4 - مجد تجسده: كان يوجد بداخل التابوت « قسط من ذهب فيه المن » (خر16: 33؛ عب9: 4). والمن يكلمنا عن المسيح في أيام جسده واتضاعه، الشخص الذي في نعمة عجيبة تفوق المدارك « أخلى نفسه آخذاً صورة عبد »، واتخذ هيئة بشرية كاملة قدوسة.

5 - مجد بشريته الكاملة القدوسة: كان يوجد بداخل التابوت لوحي الشريعة (خر25: 16) والوصايا العشر المنحوتة على هذين اللوحين كشفت عجز وخراب الإنسان، ولكن المسيح هو الشخص الفريد الذي وطأت قدماه الأرض واستطاع أن يقول « أن أفعل مشيئتك يا لهي سُررت. وشريعتك في وسط أحشائي ».

6 - مجد قيامته: وهذا ما نراه في عصا هرون التي أفرخت والتي كانت موجودة داخل التابوت أيضاً (عب9: 4) وهى رمز جميل لشخص المسيح المُقام من الأموات والصاعد إلى قمة المجد (عدد17: 8؛ 1كو15: 4،20،23).

7 - مجد المسيح في الوقت الحاضر وهو في يمين عرش العظمة: نقرأ في خروج25: 11 « وتصنع عليه (التابوت) إكليلاً من ذهب حواليه » والمسيح له مجده الذي كان له قبل مجيئه (يو17: 5). وهناك مجد قد أُعطى له في القيامة « وأعطاه مجدا » (1بط1: 21).





sama smsma 18 - 06 - 2012 05:04 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
« أنا عطشان «

بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان (يو19: 28)

إنه « المفجر عيوناً في الأودية بين الجبال تجري. تسقي كل حيوان البر » (مز104) الذي يجعل القفر غدير مياه وأرضاً يبساً ينابيع مياه » (مز107). هو الذي نادى شعبه قديماً « أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه » (إش55)، وهو الذي في أيام جسده وقف ونادى قائلاً: « إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب » (يو7). ومن قمة المجد يقول ليوحنا الرائي « أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا » (رؤ21)، « مَنْ يعطش فليأتِ ومن يُرد فليأخذ ماء حياة مجانا » (رؤ22).

ذلك الشخص عينه الذي جلس يوماً على البئر في السامرة يبسط يده لإمرأة قائلاً: « أعطيني لأشرب » (يو4). وكانت نفسه ممتلئة عطشاً وشوقاً لخلاص هذه المرأة الخاطئة.

على أن العطش الحقيقي كان هناك على الصليب. اسمعه يقول في المزمور « يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي » (مز22) وأيضاً « يبس حلقي » (مز69) وأيضاً « في عطشي يسقونني خلا » (مز69). هناك على الصليب « لما رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان » (يو19).

وما الذي حدث لما قال: « أنا عطشان » يقول الكتاب « وكان إناءُ موضوعاً مملوءاً خلاً فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه ». ونحن نعلم أن الرب يسوع في بداية أحداث الصليب قدموا له خلاً ممزوجاً بمرارة كمخدر لتخفيف الآلام، فلما ذاق لم يُرِد أن يشرب لكي يكون في كامل الإحساس بالألم. أما الآن فبعد أن رأى كل شيء قد كمل، كانت هناك نبوة واحدة لم تتم وهي القائلة « في عطشي يسقونني خلا ». وكان إتمام النبوة والكتاب أمراً كريماً في عينيه، وأهم عنده من مجرد إرواء العطش الحرفي الذي كان يعاني منه، لذلك نقرأ « فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان ».


مُروي العطاش قد عطشْ
والخل أيضاً قد شَربْ وهكذا تمَّ الكتابْ
وكلُّ ما عَنهُ كُتبْ
إنه لكي يرحمنا من العطش الأبدي في بحيرة النار كان هناك في موضع الجفاف. فله كل المجد.




sama smsma 18 - 06 - 2012 05:05 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
« أنت ابني «

إني أُخبر من جهة قضاء الرب: قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك (مز2: 7)

لقد اقتُبست هذه الآية الهامة في العهد الجديد ثلاث مرات عن شخص الرب يسوع (أع13: 23؛ عب1: 5؛ 5: 5)، وهذه المرات الثلاث ارتبطت بالتجسد أو بناسوت المسيح، ولكن كل اقتباس منها له اتجاه محدد.

في أعمال13 يقول الرسول بولس: « إن الله ... أقام يسوع، كما هو مكتوب أيضاً في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك ». وهو يقصد بذلك أن الله أقام المسيح لإسرائيل، وليس أقامه من الأموات، ولو أن القيامة وردت في ع34 حيث يُشار أن الله « أقامه من الأموات ».

وفي عبرانيين5: 5 يقول الرسول: « كذلك المسيح أيضاً لم يمجِّد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك »، وذلك بالارتباط برفعته كرئيس كهنة (بالقيامة من الأموات).

وفي عبرانيين1: 5،6 يقول الرسول: « لأنه لمَنْ مِنْ الملائكة قال قط: أنت ابني أنا اليوم ولدتك؟ وأيضاً: أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً؟ وأيضاً متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله؟ » وذلك بالارتباط بمجيئه ثانية لكي يملك.

أي أن هذه الآية الهامة شملت الأزمنة جميعها: الماضي (أع13)؛ والحاضر (عب5)؛ والمستقبل (عب1). ثم إنها عند اقتباسها في أعمال13 ارتبطت بالفكرة المبدئية، أعني التجسد وظهور المسيح في الجسد، وعند اقتباسها في عبرانيين5 ارتبطت بالفكرة التالية أعني قيامة المسيح من الأموات، وعند اقتباسها في عبرانيين1 ارتبطت بالفكرة النهائية وهي مجيء المسيح ثانية للمُلك. إنها آية عظيمة مرتبطة بهذه الأفكار المجيدة: التجسد، والقيامة، والمجيء الثاني.

وهناك دلالة أخرى في عبرانيين1 لهذا الاقتباس، أعني بها سمو المسيح وتفوقه عن الملائكة « لأنه لمَنْ من الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك؟ » ثم يقول: « لمَنْ من الملائكة قال قط: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك ». نعم أي ملاك قيل له بالمفرد: أنت ابني؟ وأي ملاك يجرؤ أن يجلس في محضر الله؟ مُحال (قارن لوقا1: 19). أما المسيح فإنه جالس في ذات عرش الله، وذلك لأنه ابن الله. وهذا وذاك من أقوى الأدلة القاطعة على مُعادلة الابن للآب.


sama smsma 18 - 06 - 2012 05:05 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
انتظار المسيح لله

انتظاراً انتظرت الرب. فمال إليَّ وسمع صراخي.. (مز40: 1)

إن ربنا المعبود يسوع المسيح هو بحق « عطية الله » لنا التي لا يُعبَّر عنها، فيه ما نحتاج وأكثر. فنفوسنا القلقة المتعجلة تجد علاجها وراحتها عندما تتعلم هذا الدرس الثمين؛ انتظار الرب؛ من هذا الشخص الفريد. لقد عاش الرب يسوع « ثلاثين سنة » يعلم تماماً « مَنْ هو » في حين عرفه المُحيطون به بأنه « النجار » (مر6: 3)، « ابن النجار » (مت13: 55). وطوال هذه السنوات التي كان فيها له المجد في ما لأبيه، كان ينتظر التوقيت الإلهي للظهور العلني والخدمة. فلا نقرأ في سنوات الصمت تلك عن خدمة جهارية، أو عظة، أو معجزة واحدة. وهو القائل بروح النبوة ـ كالعبد الكامل والمُطيع ـ « الرب من البطن دعاني. من أحشاء أمي ذكر اسمي، وجعل فمي كسيف حاد، في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبريا ». ثم يضيف « في كنانته أخفاني » (إش49: 1،2). لقد أخفاه حتى « الميعاد » الإلهي لظهوره علانية للناس، وهو كالعبد الفريد أطاع وانتظر. ثم بعد خروجه للخدمة نراه يضبط ساعته دائماً على ساعة السماء. ففي عُرس قانا الجليل قال للمطوَّبة مريم: « لم تأتِ ساعتي بعد » (يو2: 4)، وعندما حانت ساعة العمل لم يتأخر وأنقذ العُرس. وبعدها نسمعه يقول لإخوته الذين طلبوا منه أن يصعد ظاهراً إلى العيد « وقتي لم يَكمُل بعد » (يو7: 8).

وفي الجلجثة، مُحتملاً كل رموز العار في سواده، كان لسان حال قلبه بروح النبوة، هذه الكلمات التي تعوِّل على الله في أقسى الظروف، وتنتظره بصبر كامل « انتظاراً انتظرت الرب، فمال إليَّ وسمع صراخي، وأصعدني من جُب الهلاك من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجليَّ. ثبَّت خطواتي، وجعل في فمي ترنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا. كثيرون يرون ويخافون ويتوكلون على الرب » (مز40: 1-3).

وكم كان قاسياً على نفسه البارة القدوسة أن يسمع بأذنيه وهو مُعلَّق على الصليب عبارات كهذه « قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده » (مت27: 43). ولكنه وثق في توقيت الله الذي لا يخزي منتظريه قط، وقد « حتم بالأوقات المعينة » (أع17: 26).

وهو الآن في قمة المجد، يجلس منتظراً حتى توضع أعداؤه تحت قدميه، فنحن في زمان « صبر المسيح » (1تس3: 5).





sama smsma 18 - 06 - 2012 05:06 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
بجلدته شُفيتم

« الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ... الذي بجلدته شُفيتم » (1بط24:2)
الرسول بطرس وهو يقتبس من أقوال النبي إشعياء، نراه يسترسل قليلاً في موضوع تلك الآلام التي وقعت على الرب نيابة عنا، فيسرد أوجهاً مختلفة من آلام المسيح في تلك الساعات المظلمة حتى تضطرم فينا حرارة التعبد، ونحن نقرأ عن ذاك الذي حمل في جسده خطايانا على الخشبة، فيقول « المسيح .. تألم لأجلنا ... الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر، الذي .. إذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم (أمره) لمن يقضى بعدل. الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة... الذي بجلدته شُفيتم ». فتلك الضربات الشافية لنا، جاءت على المسيح الخاضع الوديع من يد ذاك الذي يقضى بعدل، جاءت على « الذي لم يفعل خطية ».

يا لظلمة الجلجثة! ظلمة موحشة في رابعة النهار. إن عين الإيمان تخترق تلك الظلمة الكثيفة التي غطت الأرض من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة. وبالكاد نستطيع أن نرى تلك الضربات الشديدة الـمُبرحة غير المنظورة والفائقة الإدراك.


مجروح لأجل الخطا
مسحوق لأجل الآثـام بحُبره صـارَ الشفـــا
عليه تأديب الســـلام
إن عصا التأديب النازلة على « شخص آخر » هي التي استطاعت أن تأتى لنا بالشفاء. فبدون الصليب وضرباته، ما كان يمكن أن يكون هناك بلسم من جلعاد للمجروحين. إنه عندما قُطعت شجرة اللعنة، شجرة الجلجثة، وطـُرحت في مياه مارة، حينئذ فقط صارت المياه عذبة وصالحة لإطفاء عطش الخطاة التائبين وإنعاش قلوب القديسين المثقلين.

وهكذا يصل إلينا صوت المتألم المضروب قائلاً لنا « أنا الرب شافيك »
(خر26:15) . والذي جُرح لأجل معاصينا هو الذي « يجبر كسر شعبه ويشفى رض ضربه » (إش26:30، 17:57، 18).

إن كل بركة لنا تفيض من ذلك المتألم القدوس على خشبة لعنة الجلجثة. وبضرباته شُفينا، وشجرة الموت تصبح شجرة حياة في وسط فردوس الله - هي المسيح نفسه وبأكلنا منه لن نجوع أبداً.



sama smsma 18 - 06 - 2012 05:07 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
بذل الابن الوحيد

« ثم مدّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه » (تك10:22)



هنا نرى قلب الوحي المقدس كله، المشهد؛ أب مُحب يبذل لأجل مجد الله وطاعته، ابناً وحيداً محبوباً فيه قَبِل أبوه كل المواعيد. هو أقوى وأوضح مشهد في كل الوحي لِما عملته محبة الله لأجلنا « بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا » (1يو9:4، 10).

وعندما نتأمل في مشهد بذل اسحق في تكوين 22 نجد:

أولاً: الابن الوحيد المحبوب اسحق، معنى اسمه يضحك، ولكنه ضحك من صُنع الله « قالت سارة قد صنع الله إلىَّ ضحكاً، كل مَنْ يسمع يضحك لي » وهذا هو قصد الله في إرسالية الابن الوحيد كما هتف المرنم « انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن انفلتنا ... حينئذ امتلأت أفواهنا ضحكاً وألسنتنا ترنماً ... عظـَّم الرب العمل معنا وصرنا فرحين » (مز7:124، 2:126، 3).

ثانياً: المكان المعيَّن من الله لتقديم اسحق على المذبح في جبل الـمُريا، ومعناه « يهوه يرأه أي الرب يدبر ». ما أروع التعيين الإلهي حتى للمكان لكي يعلن الله أن هذا المشهد الرمزي في تقديم إبراهيم لاسحق هو صورة لما دبره الله في الأزل
(عب14:9) في مشورات المحبة بين الآب والابن لصنع الفداء والكفارة.

ثالثاً: في الطريق إلى مكان إقامة المذبح (ع6) وضع إبراهيم حطب المحرقة على اسحق، صورة لذاك « الذي خرج حاملاً صليبه ». ثم الأمر الـمُذهل « أخذ بيده النار والسكين » لأن الروح القدس كان ينظر إلى الحقيقة لا الرمز. في أية ذبيحة؛ السكين أولاً ثم النار، لكن في ربنا يسوع المسيح على الصليب، النار كانت أولاً.

رابعاً: الكبش الذي قدمه الله لينوب عن اسحق « كبش مُمسك في الغابة بقرنيه » (ع13). القرن يشير إلى القوة، وأية قوة كانت تستطيع أن تُمسك ربنا يسوع المسيح. إن قوة العالم كله والشياطين ما كانت تستطيع أن تجعل يداً تمتد إليه
(يو6:18) . لم تكن هناك إلا قوة محبته الفائقة للآب المبارك ولنا « ليفهم العالم أنى أحب الآب وكما أوصاني الآب هكذا أفعل » (يو31:14) « أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها » (أف25:5) .


sama smsma 18 - 06 - 2012 05:09 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
بركات الدم الثمين

بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب9: 22)

هذه بعض البركات التي يتحصل عليها المؤمن نتيجة سفك دم ربنا يسوع المسيح:

الفداء: « عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حَمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح » (1بط1: 18، 19).

الاغتسال: « الذي أحبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه » (رؤ1: 5).

التطهير: « ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية » (1يو1: 7).

غفران الخطايا: « الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غني نعمته » (أف1: 7).

التبرير: « فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص من الغضب » (رو5: 9)

التقديس : « لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب » (عب13: 12).

المصالحة والسلام: « أن يُصالح به الكل لنفسه عاملاً الصُلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات » (كو1: 20).

الكمال: « لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين » (عب10: 14).

القُرب: « ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح » (أف2: 13).

ثقة الدخول للأقداس: « فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع » (عب10: 19).

الغلبة: « وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت » (رؤ12: 11).


خلني قُرب الصليب
حيث سال المجرى إذ دمُ الفادي الحبيب
داء نفسي أبرا قد محا عند الصليب
دَمُ ربي إثمي وعن القلب الكئيب
زال كل الهم

sama smsma 18 - 06 - 2012 05:10 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
بِركة سِلوام

... وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب اغتسل في بِركة سلوام. الذي تفسيره مُرسل. فمضى واغتسل وأتى بصيرا (يو9: 6،7)

يعتبر الكتاب المقدس أن كل البشر عميان من الناحية الروحية (2كو4: 4؛ أع26: 16-18). ومعلوم أن ما افتقده الإنسان منذ الولادة لا يمكن أن يقويه أو يحسنه بالمران. فالذي وُلد أعمى لا يمكنه أن يحسن بصره. ونحن قد ولدنا عُصاة من البطن، وحُبل بنا بالخطية، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين، وكان يستحيل أن نخلِّص أنفسنا أو أن يخلصنا إنسان.

والطريقة التي بها شفى الرب ذلك الإنسان لافتة للنظر، ولم يعملها الرب مع أي شخص قبل ذلك الرجل أو بعده، وهي لم تكن لمجرد امتحان طاعة هذا الرجل، بل كانت صورة للحق الذي يُعلنه ذلك الأصحاح (يو9).

إن ما عمله المسيح مع هذا الرجل يُعطي أحد الأدلة على لاهوت المسيح. فنحن نعرف أن الله خلق الإنسان في البداية من الطين (أي33: 6)، وها المسيح، بوضعه الطين على عيني الأعمى، كأنه يكمل ما نقص من خلقة ذلك الرجل.

لكن الطين وحده ما كان يكفي لمنح البصر للأعمى. فكان ينبغي أيضاً أن يغتسل في بِرْكة سلوام. ولماذا التركيز على بِرْكة معيَّنة بالذات؟ لأن الأهمية تكمن في معنى الاسم « سلوام »، « الذي تفسيره مُرسل ». ويعتقد البعض أنها سُمّيت كذلك، إشارة إلى أن الماء مُرسل من السماء. لكن الفصل يوضح، بل كل الإنجيل يؤكد، أن المُرسَل الحقيقي من السماء هو يسوع. كما قال بفمه الكريم في ذلك الأصحاح عينه: « ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار » (ع4). فالرب يسوع هو سلوام الحقيقي. وعندما يكشف لنا الروح القدس عن ذلك المُرسَل من الآب، عندئذ فقط يزول العمى الروحي.

إذاً فنحن في ع6، حيث صنع المسيح طيناً وطلى به عيني الأعمى، نرى المسيح باعتباره الله الخالق، ولكن في ع7، حيث نقرأ عن « سلوام الذي تفسيره مُرسل »، فإننا نجد المسيح الفادي. ولإعطاء ملكة البصر للإنسان في البداية، كان يكفي الطين، ولكن لإعادته للإنسان الذي حُرم منه، وولد أعمى، كان يلزم أيضاً « بركة سلوام ». نعم كان يمكن لله في لاهوته أن يلاشي الخاطئ من الوجود بموجب عدله، وأن يخلق بشراً من نوع جديد، بموجب قوته وسلطانه. وأما أن يخلِّص الخطاة، فكان يلزمنا الفادي الذي أتى مُرسلاً إلينا من عند الآب.





الساعة الآن 09:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025