منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإفخارستيا عشاء الرب سرّ الخلود وقوة استأصال جذور الشرّ

https://images.chjoy.com//uploads/im...0cc866b219.jpg


كل مخلوق يبحث دائماً ويُفتش بضرورة احتياجه الطبيعي عن الغذاء الذي يتناسب مع طبيعته ليتقوى وينمو ويقدر على أن يعيش بصحة جيدة تظهر فيه، فالطيور تختلف عن الأسماك وعن الإنسان والحيوان، فكل واحد له غذاءه الخاص الذي يتناسب مع طبيعته المخلوق بها، وهكذا الإنسان نفسه، فالإنسان الذي يحيا حسب الأرض مولود من الناس له طعامه الخاص الذي يتناسب مع طبيعة جسده، أما الإنسان المولود من فوق له غذاء حي آخر فوقاني من عند أبي الأنوار ليتقوى ويحيا حسب ما يتناسب مع حاجة طبعه الجديد الذي ناله من الله في المسيح الذي يستمر في لبسه بقوة التوبة المستديمة: [ وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق ] (أفسس 4: 24)
لذلك من يدخل في سرّ حياة التوبة ويحيا لله بأمانة الإيمان الحي كإنسان جديد مولود من الله، فأن كل اهتمامه الأساسي والرئيسي هو أن يعمل للطعام الذي يُعطيه ابن الإنسان الله الكلمة المتجسد: [ أعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يُعطيكم ابن الإنسان لأن هذا الله الآب قد ختمه ] (يوحنا 6: 27)
وعلينا أن ندقق يا إخوتي في كلام الرب يسوع منذ بداية حديثة لنقدر أن نستوعب معنى كلامه لكي يتم استئصال الشرّ من قلوبنا، وننمو نمواً صحيحاً سليماً ناجحاً في حياة التوبة ونحيا كخليقة جديدة تنمو باستمرار وبلا توقف، فأن لم نستوعب كلام الرب لنا لن نقدر أن نحيا حياة مستقيمة حسب ما نلنا منه، لذلك علينا دائماً حينما نقرأ ما يقوله لنا الرب ندقق فيه جيداً جداً ونصغي بآذان قلوبنا لنتعرف على مشيئته بدقة وتدقيق لكي نحيا:
  • [ فلما رأى الجمع أن يسوع ليس هو هُناك ولا تلاميذه (في الموضع الذي أكلوا فيه الخبز) دخلوا هم أيضاً السفن وجاءوا إلى كفرناحوم يطلبون يسوع، ولما وجدوه في عَبر البحر، قالوا لهُ: "يا مُعلِّم متى صرت هُنا؟". أجابهم يسوع وقال: "الحق أقول لكم؛ أنتم تطلبوني ليس لأنكم رأيتم آياتٍ، بل لأنكم أكلتم من الخبز (حسب حاجة الجسد) فشبعتم. أعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطكم ابن الإنسان، لأن هذا الآب قد ختمه". فقالوا لهُ: "ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله؟" ] (يوحنا 6: 24 – 28)
ولننتبه لكلام الجموع هنا لأنه عن جد خطير، لأنهم يبحثون عن أعمال حسب الجسد، لأنهم ظنوا أن شخص ربنا يسوع يطالبهم بالقيام ببعض الأعمال للحصول على الحياة الأبدية حسب العهد القديم والناموس، وباعتقادهم أنهم قادرون على القيام بذلك، ولا عجب لأنهم ظنوا أن أعمال الناموس تخلصهم، وهذه هي أساس مشكلتنا كلنا في كل الأجيال، فأحياناً نفكر في أعمال نقوم بها حتى يرضى الله عنا ويعطينا الحياة الأبدية، فنحاول أن نطبق أعمال الناموس في حياتنا الشخصية، ولا نسعى أن ننال ونقبل نعمة الله الموهوبة مجاناً لنا منه، بل نبحث عن أعمال خارجية حسب الجسد لنستحق بها أن نأخذ شيئاً منه وننال الحياة الأبدية وبذلك نقع تحت اللعنة: [ لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به ] (غلاطية 3: 10)
  • لذلك أجاب الرب نفسه على سؤالهم "ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله؟" وقال لهم: [ "هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذي هو أرسله" ] (يوحنا 6: 29)
لذلك الرسول الواعي المُدرك لسرّ الخلاص وعمل المسيح المبارك، في رسالة رومية وبالأكثر غلاطية رد على من يُريد أن يعود لأعمال الناموس حسب الجسد قائلاً بموجب إعلان الله لهُ بسرّ الحياة في المسيح يسوع:
  • [ لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه، لأن بالناموس (غرضه وهدفه) معرفة الخطية... إذاً نحسب أن الانسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس ] (رومية 3: 20 و28)؛ [ فماذا نقول: أن الأمم الذين لم يسعوا في إثر البرّ أدركوا البرّ، البرّ الذي بالإيمان. ولكن إسرائيل وهو يسعى في إثر ناموس البرّ لم يدرك ناموس البرّ. لماذا؟ لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان بل كأنه بأعمال الناموس، فانهم (لذلك) اصطدموا بحجر الصدمة. كما هو مكتوب ها أنا أضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة (شخص المسيح الله الكلمة المتجسد) وكل من يؤمن به لا يخزى ] (رومية 9: 30 – 33)
  • [ إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس، لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما ] (غلاطية 2: 16)
  • [ أريد أن اتعلم منكم هذا فقط: أبأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان.. فالذي يمنحكم الروح ويعمل قوات فيكم أبأعمال الناموس أم بخبر الايمان (الأعمال التي حسب مشيئة الله هي ثمرة الإيمان الحي).. لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به ] (غلاطية 3: 2، 5، 10)
وبعد أن جاوب الرب على الجميع وطالبهم بالإيمان به: [ فقالوا لهُ: "فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟" أباؤنا أكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: أنه أعطاهم (موسى) خُبزاً من السماء ليأكلوه". (ولنلاحظ المستوى الجسدي الذي يتحدث به الناس لمسيح الحياة!!!)؛ فقال لهم يسوع: "الحق الحق أقول لكم: ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يُعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، لأن خُبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة العالم". فقالوا لهُ: "يا سيد أعطنا في كل حين هذا الخبز". فقال لهم يسوع: "أنا هو خبز الحياة. من يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً (مطلقاً)، ولكني قلت لكم: "أنكم قد رأيتموني ولستم تؤمنون"، كل ما يُعطيني الآب فإليَّ يُقبل، ومن يُقبل إليَّ لا (ومن المستحيل) أخرجه خارجاً، لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني، وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له الحياة الأبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير." ] (يوحنا 6: 32 – 40)

وبعد كلامه المبارك كان اليهود يتذمرون عليه بسبب كلامه على انه الخبز النازل من السماء، لذلك ركز على أنه هو بشخصه وذاته الخبز الحقيقي الحي، ليس خبز الموت الذي يغذي أعضاء الجسد البيولوجية التي تشيخ في النهاية وتفنى في التراب حسب الفساد الذي فيها، بل حسب الإنسان الجديد الذي يتجدد حسب صورة خالقه: [ الحق الحق أقول لكم: "من يؤمن بي فله حياة أبدية، انا هو خبز الحياة، آبائكم أكلوا المن في البرية وماتوا، هذا هو الخبز النازل من السماء (يتكلم عن نفسه) لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم"، فخاصم اليهود بعضهم بعضاً قائلين: "كيف يقدر هذا أن يُعطينا جسده لنأكل؟"
فقال لهم يسوع: "الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه، كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب، فمن يأكلني يحيا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كمل أكل آباؤكم المن وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد ] (يوحنا 6: 47 – 58)
  • ولذلك مكتوب: [ وأما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون ] (إشعياء 40: 31)
  • [ الذي يُشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك ] (مزمور 103: 5)
[ وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال: "خذوا كلوا هذا هو جسدي". وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: "اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" ] (متى 26: 26 – 28)
لذلك يا إخوتي لن تكون هناك توبة حقيقية مستمرة يُستأصل فيها الشر من جذره إلا بالتناول من المن الحقيقي السماوي الذي يُعطى لنا خلاصاً وغُفراناً للخطايا وحياة أبدية؛ فالتوبة كما رأينا هي حياة تجديد مستمر، أي تبعية الرب في التجديد، ومستحيل تقوى وتُثبت بدون تناول من جسد الرب ودمه حسب إعلانه هو وليس حسب كلام إنسان، لأنه صادق في عطيته، والحياة عادةً تطرد الموت، والنور حينما يُشرق تهرب الظلمة حتماً وبالضرورة، لأنه يبددها:
  • [ والنور يُضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه ] (يوحنا 1: 5)
  • [ ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام ] (لوقا 1: 79)
لذلك علينا أن نتوب توبة حقيقية ثم نتقدم للتناول بإيمان حي واثق بالمسيح يسوع، الذي قال أن كل من يأكله يحيا به ويثبت فيه وله الحياة الأبدية وهو بشخصه يقيمه في اليوم الأخير لأنه صار الحياة الكامنة فينا، والتي تعُلن في الزمان الأخير: [ أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يُعلن في الزمان الأخير ] (1بطرس 1: 5)

يقول القديس أمبروسيوس: [ لا يجوز لأي شخص وهو في الخطية (لا يُريد أن يتوب عنها متهاوناً فيها ومستمر بعناد في التلذذ بها لأنها هي حياته).. أن يشترك في الأسرار.. فأن داود يقول في مزموره: "على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا.. كيف نرنم ترنيمة الرب في أرضٍ غريبة" (مزمور 137: 2 و4).
أن كان الجسد لا يزال يُقاوم الذهن (الجديد) ولا يخضع لإرشاد الروح القدس، فأنه لا يزال في أرضٍ غريبة، لم يخضع لكفاح المُزارع، لهذا لن يُثمر ثمار المحبة والاحتمال والسلام... فإذا كانت التوبة غير عاملة فيك، فخيرٌ لك ألا تتقدم للأسرار، لئلا تحتاج إلى توبة عن هذه التوبة (المزيفة) الغير عامله، ولكنك تحتاج (وانت على هذه الحال) إلى هذه الكلمات: "انقضوا؛ انقضوا، حتى الأساس منها" (مزمور 137: 7)، وداود يواسي هذه النفس البائسة قائلاً: "يا بنت بابل الشقية". حقاً أنها شقية لأنها بنت بابل، حيث رفضت بنوتها لأورشليم أي السماء (وتمسكت بالخطية في بابل أرض السبي)، ومع ذلك فأنه يدعو لها بالشفاء قائلاً: "طوبى لمن يُكافئك مكافأتك التي جازيتنا. طوبى لمن يُمسك أطفالك ويدفنهم عند الصخرة" (مزمور 127: 9). أي يدفن أفكارهم الفاسدة الدنسة المضادة للمسيح، فقد قيل لموسى: "أخلع نعليك من رجليك" (خروج 3) فكم بالأولى يلزمنا نحن أن نخلع من أرجلنا الروحية رباطات (شهوات) الجسد، ونُنظف خطواتنا من كل ارتباطات العالم ]؛ [ لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم ] (1يوحنا 2: 16)

ونجد صدى كلام القديس أمبروسيوس في رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل كورنثوس: [ إذاً من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس. لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مُميز جسد الرب، من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون. أننا لو حكمنا على أنفسنا لما حُكِمَ علينا. ولكن إذ قد حُكم علينا نؤدب من الرب لكي لا نُدان مع العالم ] (1كورنثوس 11: 27 – 32)

ولكي نفهم قول الرسول لازم نرجع لما قاله الرب عن الإيمان به أنه هو خبز الحياة، لأن بدون إيمان يستحيل ارضاؤه، فبدون أن يكون لنا رغبة صادقة بنية القلب للتوبة متقدمين بإيمان أن الرب هو حياتنا وترياق الخلود الأبدي، فأن تناولنا سيكون بغير استحقاق لأننا غير مميزين الخبز السماوي النازل من فوق من عند أبي الأنوار ليكون هو حياتنا وغذاءنا الدائم، فلا يظن أحد أنه قادر على اقتلاع جذور الشر في أعماق القلب بأعماله أو قدرته أو بمعرفته أو شطارته، لأن الخطية مرض عضال يصيب النفس ويشل طاقاتها الروحية ويأصل ويجذر فيها الشر والرغبة للخضوع الدائم لها كعبد: [ أجابهم يسوع الحق الحق أقول لكم: "أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية ] (يوحنا 8: 34)، ومنذ متى كان المريض قادر على تشخيص حاله وشفاء نفسه، لأن في حالة الخطية وتملكها يصبح الإنسان تحت سلطانها الذي يظهر في القلب بالاضطراب الداخلي وعدم الراحة والسلام، بل وقد يصل الإنسان لحد الاكتئاب والحزن المدمر للنفس، وعدم الشعور بالسعادة والانحصار في الذات، لأن نتائج الخطية مرعبة لا تترك النفس أبداً إلى أن تتحطم تحطيماً لتُحفظ للموت الأبدي، مثل الأسد الذي يتربص لفريسته حتى يوقعها في الشرك ولا يتركها إلا مسحوقة العظام جيفة لا أمل فيها ولا رجاء كما قيل عن لِعازر بعد موته 3 أيام: [ قد أنتن ]...

ولكن شكراً لله الطبيب الأعظم الذي أتى ليطبب النفوس الشقية المريضة بالخطايا والذنوب، فمجرد أن تشعر النفس بندائه وتُدرك يقيناً حاجتها الشديدة إليه كطبيب فتأتي إليه مسرعة بالإيمان ليُنقذها ويخلصها، فأنه يشدها ويطهرها ويقدسها ويهيأ إنائها ويعطها دواء الخلود لراحتها فيه، أما ان امتنعت أنها تنال الدواء تحت اي حجة فأنها لا تحصل على شفاء تام من شوائب الشر التي تلوثت بها سابقاً قبل أن تتوب وتؤمن، ولذلك يعود الكثيرين بعد إيمانهم للشرّ بسهولة، لأنهم تحت حجج التقوى الغاشة لا يتقدمون للتناول لأنهم يقولون اننا غير مستحقين بعد أن ضعفوا وسقطوا بسبب عدم تحفظهم !!! ولا أدري يا ترى من يقول هذا متى يكون مستحق !!!
فلنتب الآن ونؤمن بمسيح القيامة والحياة ونتقدم لنتناول باستمرار ودوام من ترياق الخلود الذي يعمل فينا سراً ويطرد الموت ليثبت فينا الحياة، فعلينا أن نُكمل توبتنا ونوثقها بلا توقف وذلك باستمرار التناول من الخبز الحي السماوي الذي يتناسب مع طبيعتنا الجديدة التي نلناها في معموديتنا، وبذلك نتقوى ولا يغلبنا شر ولا يمس جوهرنا فساد ويظل القلب طاهر مقدس إذ تجذرت وتأصلت فيه حياة الخلود، حياة شخص الرب يسوع نفسه، الذي هو قداستنا وطُهرنا الحقيقي، لأنه يشع فينا نور قداسته وبهائه أن أطعناه وقبلناه طبيب نفوسنا، لأنه هو حياتنا وشفاؤنا ورجاؤنا وقيامتنا كلنا.


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من أروع ما اختبرت ...وتعلمت..





https://images.chjoy.com//uploads/im...f4b1b9ae57.jpg
غالبا" ما يكون الألم هو الوسيلة التي بها يشكلنا الله بنعمته لنصير على شبه ابنه ، معطيا" ايانا بالتدريج ، الشجاعة والعطف والقناعة والسكينة التي اليها كلنا نتوق ولأجلها نصلي ، وبغير الألم،لاينجز الله فينا وبنا كل ما يريده لنا .



أأنت واحدا" من الذي، ن يدربهم الله عن طريق الألم والمعاناة ؟ فبنعمته نستطيع أن نتحمل الآلام بصبر ( 2 كو12 : 9 ) . انه يستطيع أن يحول التجربةالى بركة ،ويستخدمها لاجتذابك الى داخل كلمته ويستطيع أيضا أن يعلمك الدروس التي يقصد لك أن تتعلمها ويعطيك سلامه في وسط مصاعبك.


يقول لنا الكتاب المقدس :"احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة "( يع 1 :2) فان الله يصنع منك أكثر من كل ماتصورته ممكنا" ، سامحا" بأن تجتاز في كور المشقة لكي تتنقى وتترقى وفي استطاعة المسيح أن يحيل التجارب المؤلمة والشديدة انتصارات مؤكدة ومجيدة،

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الاعتراف .. للأنبا مكاريوس

https://images.chjoy.com//uploads/im...07f8bab3a8.jpg




1- حاسب نفسك
2- اعتذر لربنا
3- اعترف في الكنيسة

في الاعتراف :

1- ابدأ بالخطايا الكبيرة

2- متجبش سيرة حد في الاعتراف لان الاعتراف هي شكوي النفس من النفس


3- اختصر الوقت لان الاعتراف الكويس يأخذ دقيقتين ثلاث


الغرض من محاسبة النفس ان بكرة يكون افضل من اليوم
كل صباح تمر به اجعلة اعادة خلق

قول لربنا اسف شوهت صورتك اسف كسرت وصيتك
طالما ليس عندك نية الاخفاء قول عنواين ولا تحكي التفاصيل في الاعتراف
قول اخطئت

ليس مطلوب من الانسان ان ينتصر ولكنه مطلوب منه ان يجاهد
بعض الخطايا مرتبطة بالنفس وبالطبع وبطول المدة
الشيطان يهمه انك تيأس

الخطية لها دواء وهي التوبة والاعتراف ام اليأس ليس له دواء
الشيطان يساعد الراغبين في الخطية
اي خطية ليست له عقوبة وقتية خطره

المدمن والبخيل والغضوب لا يستطيع ان يتخلص من خطيته بقرار
ولكنه ممكن يبدأ رحلة للتخلص من هذه الخطايا

الخاطئ يخطي عفوا. كلمة طلعت، تصرف حصل بعفوية
الخاطي العادي يخطئ عفوا او جاهلا
الفاجر هو من يصر علي الخطأ
الفاجر يخطط، يمارس، يعتاد

التوبة سليمة هسأل نفسي سؤال
لوجت فرصة اغلط هغلط ولا لا ممكن تقول اه هاغلط او يمكن ويمكن او تقول دي اخر مرة لو قلت اخر دي اخر مرة تحسب توبة سليمة حتي ولو غلطت بعد دقائق

انبا مكاريوس

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القربانة !!

https://files.arabchurch.com/upload/i...8692094665.jpg




• القربانة مستديرة كالدائرة التي بلا بداية أو نهاية إشارة للمسيح الذي لا بداية أيام له ولا نهاية.

كما أن الاستدارة تشير إلى قرص الشمس والمسيح هو شمس البِرّ.
• مخبوزة من دقيق القمح النقي إشارة للمسيح بلا خطية (يو46:8). ل لكنه سُحق لأجل آثامنا (إش5:53). وبياض الدقيق يشير نقاوة المسيح

• يوضع خمير في القربانة إشارة الخطية. التي حملها السيد المسيح .وعندما تدخل القربانة الفرن تموت الخميرة، والمسيح دان الخطية بالجسد (مت6:16، 12 + رو3:8) .

• لا يوضع ملح في القربان لأن الملح يحفظ الأشياء من الفساد. والمسيح لا يحتاج أن يصلحه أحد.

• ختم القربانة عبارة عن صليب كبير محاط باثني عشر صليبًا إشارة للمسيح وحوله 12 تلميذ ورقم 12 يشير لبني الملكوت (12سبط في العهد القديم، 12 تلميذ في العهد الجديد): 12= 3 (المؤمنين بالثالوث) × 4 (كل العالم).

• وحول الختم نقرأ عبارة "آجيوس أوثيئوس.." أي "قدوس الله قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت". إشارة إلى الله القدوس الذي وسط شعبه فلن يتزعزع.

• خلال إعداد القربانة تثقب 5 ثقوب إشارة لآلام المسيح (ثقوب اليدين والرجلين والحربة).

• يخبز القربان في حجرة تسمى بيت لحم ملحقة بالكنيسة إشارة لميلاد الرب في بيت لحم ومعناها بيت الخبز. والرب هو خبز الحياة (يو6)

• تتلى المزامير أثناء خبز القربان لأن فيها رموز واضحة عن السيد المسيح.
• الجزء الأوسط من القربانة يسمى اسباديقون decpotikon أي السيدي إشارة للسيد المسيح .

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحد مرفع الجبن



متى 14:6-21



الأرشمندريت/ سلوان أونر - اليونان



يتغرّب الإنسان
عن الله عندما يجف من الإنسان نبع المسامحة والغفران فيصبح الابن غريباً، وسبب ذلك
أنه لم يعمل مشيئة الله ووصاياه ولم يغفر خطايا الآخرين أو سامحهم.


ويقول إنجيل
اليوم: "
إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أيضاً أبوكمالسماوي" (متى 14:6).




الأمر المؤلم
مسيحياً هو أننا نشعر بأن على الله واجب أن يغفر لنا خطايانا فنطلب منه بجرأة وبدون
تردد، مفترضين أنه جزيل الرحمة،


وهو كذلك،
ومن جهة ثانية لا نشعر بواجب أن نغفر نحن لمن أساءا إلينا فنقابل خطاياهم وأخطائهم
بقسوة ولا نسامحهم، ناسين أو متناسين أن الله عادل أيضاً.




إذا تسألنا
كم مرة يومياً نطلب من الله الغفران والمسامحة عن خطايانا؟ طبعاً الجواب لمرات لا تقاس
كما هي رحمته،


وكم مرة نسامح
نحن الذين أخطاؤا و أساءوا إلينا أو أدانونا وتكلموا بالسوء علينا أو خانونا؟


نجد أنها
لمرات قليلة أو معدومة عند البعض. سأل بطرس الرسول كم مرة يجب أن نسامح أخينا الإنسان
هل لسبعة مرات؟


فينال الجواب
لسبعة وسبعين مرّة والمقصود أن نسامح باستمرار ولعدد كبير غير محدود، كان الأجدر به
أن لا يسأل عن عدد المرات التي يجب أن يسامح بل إلى متى سنسامح؟


لأن هنا الصعوبة،
فعدد المرات التي نغفر فيها ككمية تحول الواجب في تطبيقها إلى حاجة ومصلحة فنغفر مرة
أو أكثر لكي نصل إلى إرضاء الذات بأننا قمنا بواجبنا نحو الله و الآخر،


وفي هذه الحالة
لا يكون للغفران علاقة بوصايا المسيح بل بأسلوب أخلاقي اجتماعي رفيع.




بالمسامحة
والغفران نصبح في شركة مع الآخر، نتصادق معه ونضعه بمكانة الأخ. و بالمقابل، الأخ الذي
نسامحه على أعماله التي بلبلت الوحدة بيننا وبينه وبين المجتمع يشعر بأنه محبوب فيصطلح
ويشعر بسلام ويقبل المسامحة والغفران، وهكذا تكون الفائدة مضاعفة.






مسامحة الآخر
كعمل محبة لا يمكن تفسيره بأنه إذلال للذات، بل طريقة فعالة لمواجهة الشرّ. والصعوبة
تكمن بكيف سنسامح؟


تتم المسامحة
عندما يستطيع الإنسان أن يخرج من هذا العالم الأرضي ليقول بأنه جزءاً من العالم السماوي،
الذي يفكر كما يريده الله، وبالتالي سيجد نفسه يسامح بسهولة لأنه قَبِلَ أن يكون ابن
السماء لا ابن الأرض.




يستخدم الإنسان
وسائل مختلفة لمواجهة الكوارث الطبيعية، أما الكوارث الآتية من الإنسان القريب فيواجهها
بوسائل أخرى مختلفة بالأسلوب لكن متشابها بالمبدأ، وكما أن مبدأ حماية الطبيعة هو الحب
كذلك مبدأ حماية الأخر من الشر والشيطان هو المحبة والمسامحة.


فلنستند على
المحبة في حياتنا لأنها الداعم الأساسي لكي نغفر للآخر. أما الذي لا يستطيع أن يغفر
فهذه إشارة بأن مقياس محبته مختلّ وناقص، وعليه التشبث بالبعد السماوي أكثر من الأرضي
لكي يُكمل هذا النقص أو الخلل.




أحبائي، الكلام
في إنجيل اليوم عن محبة الآخر ومسامحته واضحاً فلنحاول أن نعيشه يومياً، و لننتبه أننا
نصلي يومياً


"واغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن
لنا عليه
"
فإذا لا نطبق الكلام الذي نصليه فنحن نكذب والله يعرف ذلك وسيحاسبنا عليه.


فلننتبه ولنحاول
مجاهدين أن نسامح الذين أساءوا إلينا ولو بقليل. حتى يسامحنا الله على خطايانا الكثيرة




Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مريم العذراء
الأمّ الحزينة


https://upload.chjoy.com/uploads/1355948625853.jpg

مريم هي من سبط يهوذا، والدها يواكيم بن يونان بن لعازر من قبيلة داوُد، وامّها حنّة. حبلت بيسوع وهي عذراء، وكرّست حياتها لتربيته ورعايته. وحين بلغ سنّ الرجولة، وبدأت آمالها تتجسّد فيه، ألقي القبض عليه وحُكِمَ عليه بالإعدام صلباً كأشدّ المجرمين شرّاً.
الموقف الأوّل :
مريم تشهد بنات أورشليم يبكين ويلطمن يائسات، وهي تتبعه صامتة على عادتها وتتأمّل من دون أن تدرك عمق ما يحدث. سيف اجتاز قلبها كما أنبأها سمعان الشيخ. وهي تتأمّل الألم وبشاعة البشريّة.

https://upload.chjoy.com/uploads/1375887498531.jpg

كثيراً ما نتهاون مع الشرّ ولا نراه لأنّنا لا نتأمّل الحياة ولا ننتبه إلى الشرّ الّذي يحاول إغواء الناس وقتل الأبرياء، وإزالة أثر الله في الحياة، فنبكي ونلطم من دون أن ندرك.
الموقف الثاني :
مريم عند صليب ابنها والحزن يغمر قلبها. الأناجيل لا تقول شيئاً أكثر عن هذه الوقفة. كانت تقف. ومَن يقف يسمع؛ يرى؛ يعاين. لقد أثارت هذه الوقفة مشاعر الفنّانين من رسّامين وموسيقيّين فألّفوا روائع الأعمال الفنيّة انطلاقاً من جملة وجيزة: وكانت مريم تقف عند الصليب. ما الّذي كانت تفكّر به مريم في وقفتها؟ دائماً كلمات سمعان الشيخ وكأنّها لازمة لأنشودة حزنٍ لا ينتهي: «وأنتِ سيخترق قلبك سيف ...» (لو 2: 35).


https://upload.chjoy.com/uploads/1376233185911.jpg

فلنتوقّف نحن أيضاً أمام الصليب مع مريم ولنتأمّل. ما الّذي سنشاهده؟ ما الّذي سنسمعه؟ ما الّذي سنراه؟ ولكن أين الصليب؟ إنّه في كلّ بائسٍ تلتقيه. في كلّ مريض وكلّ معوز وكلّ حزين. هل يمكنك التوقّف للتأمّل أم تتوقّف فقط للفرجة كما يتوقّف الناس أمام بيتٍ يحترق أو حادث سيّارة؟


https://images.chjoy.com//uploads/im...0655487fd6.jpg

الموقف الثالث :
«يا يوحنّا هذه أمّك!» (يو 19: 27). لم تناقش مريم رغبة ابنها عند سماعها هذه الجملة. كانت تعلم أنّه يحبّها، وأنّه في أصعب لحظات حياته، لم يتقوقع في آلامه، بل فكّر بها وقلق عليها. لقد منح يسوع أمّه للإنسانيّة من خلال يوحنّا. إنّها أمّنا مريم.
مريم أمّنا، وكما تعلّم الأمّ أولادها فلسفة الحياة، تعلّمنا أنّ أفضل خدّام الله هم أشخاص عاديّون «نظر إلى تواضع أمته» وأنّ خطط الله أحداث غير عاديّة تتمّ من خلال أشخاصٍ عاديّين. وأنّ قيمة الإنسان في نظر الله تكمن في مدى استجابته لكلّ ما هو غير متوقّع


https://images.chjoy.com//uploads/im...be083e6a0e.jpg

وأخيراً يا صديقي: أيّ موقفٍ من هذه المواقف الثلاثة تعيشه أو عشته، وما الّذي ينبغي عليك أن تفعله؟


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح والصلاة


https://images.chjoy.com//uploads/im...0e438f6b8e.jpg

أهم مراحل اقتحام الله لعالمنا ، العلامة الكبرى ، السر الأكبر ، هو يسوع " الكلمة صار بشراً وحلّ بيننا " . المسيح هو سر اللقاء بالله . بما أنه إله ، فهو كلمة الله الكبرى ? الكلمة ? الموجهة إلى الإنسان . وبما إنه إنسان ، فهو جواب الإنسان الأكبر الموجه إلى الله . إنه النعم السامية ، الصلاة الكبرى ، طوال حياته ، على الصليب ، على المذبح ? سر العهد ? الافخارستيا ? هو ، مذّاك ، الحضور الأكبر بيننا لابن الله المتجسد لاجلنا والمائت لاجلنا والقائم من الموت لاجلنا وهو يشفع بنا دائماً ? صلاتنا الكبرى ، الشخصية والجماعية ، هي إذن القداس . فالمسيح يدعونا فيه وينتظرنا ليصلي معنا .

إن القديس يوحنا فم الذهب ترجم شعور الكنيسة العميق وشعور المسيحيين الحقيقيين بقوله : " لا شيء أقوى من الصلاة ولا شيء يشبهها . " إن مقدرة الإنسان على مخاطبة الله أكبر دليل على أنه صورة الله . وصلاة المسيحي هي اشتراك في حوار الكلمة الأزلية مع الآب بالروح القدس . هو روح المسيح بالذات الذي يصلي فينا بأنات لا توصف " ( روم 8 /26 ) . والصلاة وحدها تضمن لنا نعمة الثبات في المحبة ، لأن الثبات في الصلاة بالنسبة للرجل الراشد مطلق للسعادة الحقيقية . والصلاة أيضاً تضع الإنسان في احترام عميق واعتراف بحقارته أمام الله القدوس . ولكن في الوقت نفسه ترفع الإنسان فوق كل خليقة لتضعه أمام الخالق وجهاً لوجه . وفي الصلاة يتحدث الإنسان إلى الله . فهي إذاً لقاء مع الله فحوار معه . ما أكثر الناس الذين يجدون أعذاراً لئلا يصلوا ، فأنت لا تقول ، لا حاجة لي لأن أظهر حبي ، حبي لخطيبتي لأنها تعرفه . فلا تقل : لا حاجة إلى التحدث إلى الله لأنه يعرف أني أحبه . وأنت لا تقول أيضاً : ليس لدي الوقت الكافي لأنفرد لحظة بخطيبتي وأتحدث معها عن مستقبلنا . فلماذا تقول ليس لدي دقيقة واحدة للصلاة . وهذا لا يهم ، فإني أقوم بعملي وهذا صلاة أيضاً . إن الحب يتطلب التوقف مجاناً . فإذا كنت تحب فيجيب أن تجد الوقت للحب . فالصلاة هي توقف وهي إعطاء الوقت لله في كل يوم وكل أسبوع . إن الفتاة المخطوبة التي تبدأ رسائل خطيبها إليها تتناقص يوماً بعد يوم تعلم أن حبه لها في خطر . وأنت إذا لم تتحدث يومياً مع الله يصبح حبك له في خطر . إذا لم تعد تصلي فلن تعرف يسوع المسيح ولن تسمعه يحدثك في حياتك . لأنك حتى تراه وتفهمه ، يجب أن تنظر إليه وتصغي إليه في مواعيد يومية .

والصلاة : هي الالتفات إلى الله ، فإذا لم تصلِ فإنك تلتفت إلى نفسك . والصلاة هي الاتصال بالله . فإذا لم تصلي تبقى وحدك . وبما أن الإنسان بحاجة إلى إله فإنك تقف بجانب الإله . وإذا عشت وحدك بعيداً عن الله ، فإنك تعيش بدونه . وإذا عشت بدون الله فإنك تنساه ببطء . وإذا نسيت الله تنتهي بنكران وجوده .

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لأية غاية كان يسوع يصلي ؟

https://images.chjoy.com//uploads/im...99490d299a.jpg


مم يتألف هذا الحوار بين الآب والابن والروح القدس ؟

- يصلي يسوع أولاً لينير طريق رسالته ويوجهها : إلى أين أرسله أبوه ؟ " وفي الليل المظلم يصلي في مكان قفر " .

- يصلي يسوع لاجل رسله ، لاجل كنيسته الفتيّة : " سمعان ، سمعان ، صليت لاجلك كيلا يزول إيمانك " ( لو 22/ 31 ? 32 ) .

- يصلي يسوع لكي يشكر أباه : " فتهلل بالروح القدس وقال : أشكرك يا أبي ، يا سيد السماء والأرض لأنك أخفيت سرك عن الحكماء والفهماء وأظهرته للأطفال . نعم يا أبت ، هكذا كانت المشيئة أمامك " ( لو 10 / 21 ) .

- يصلي يسوع لينال الشجاعة على حمل الصليب ، وفقاً لمشيئة الآب " فسقط أرضاً وراح يصلي : يا أبت ، لا كمشيئتي ، لكن كمشيئتك " ( متى 26 / 39 ) .

- يصلي يسوع لكي ينال خلاصه ، أي قيامته ، وقيامتنا . ليلة خميس الأسرار : " رفع يسوع عينيه إلى السماء وقال : يا أبت ، قد أتت الساعة ، مجّد ابنك ليمجدك ابنك بما أعطيته من سلطان على جميع البشر حتى يهب الحياة الأبدية لمن وهبتهم له " ( يو 17 / 1 ? 2 ) .

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف نصلي ؟

https://upload.chjoy.com/uploads/1354307183692.jpg


لو تأملنا حقيقة في صلاتنا لرأيناها بعيدة عن روح الإنجيل . فبالواقع غالباً ما تكون صلاتنا تجارة مع الله ، نريد أن نكسب بالصلاة شيئاً مادياً . وكثيراً ما تكون صلاتنا طلباً . بينما هي في الحقيقة مثول مجاني أمام الله " أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ? " وغالباً ما نفهم صلاتنا أخذاً مع أنها تقدمة أيضاً . هي تقدمة حياتنا ونفوسنا كلها وتقدمة حياة العالم . وإذا حدث لنا أن لا نصلي لنحصل على شيء على الأقل فإننا نصر على تسجيل بعض الرضى الحسي . وهنا يخيب ظننا وإحساسنا فنترك كل جهد ، ونقول : لم يعطني شيئاً ? وأشعر بأنني " أتحدث في الفراغ . ولم أحس به ? " عندما نصلي لا نشعر بشيء إلا بنعمة خاصة لأن كل شعور يأتي من الحواس والواقع فالصلاة هي حضور أمام شخص لا يقع تحت الحواس أو الاحتكاك المادي . ولهذا لا نستطيع أن نصلي حقيقة طالما ننتظر من الصلاة بعض اللذة . فالصلاة غالباً ما تكون الرضى بالانزعاج أمام الله . فعندما يسحقك التعب ، وترهقك المسؤوليات والهموم ، ويغمرك العمل ، ويأتي إليك الآخرون من كل صوب عندئذٍ يلزمك التوقف والتجرد تماماً أمام الله وتقبل بالعجز البشري أمام الله . عندئذٍ تشعر بأن إضاعة وقتك هدراً في حضرته تعالى هي فعل إيمان ومحبة وسجود . وهذا هو أساس الصلاة . يجب أن تريد الصلاة ، لأن الرغبة في الصلاة ، صلاة . فحاول أن تكون حاضراً أمام الله ، حاول أن تبقى أمامه الوقت الذي قررته ولا تقل أبداً " لا أستطيع الصلاة ولا أعرف أن أصلي " لأن قبول محاولة الصلاة هي صلاة ، وقيمة صلاتك هي في الجهد الذي تطلبه منك الصلاة ، أما بالنسبة لله فقيمتها في عمل الروح القدس فيك.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الصلاة مستجابة
https://upload.chjoy.com/uploads/1354398493841.jpg



هذه حقيقة أكدها لنا المسيح عندما قال : " اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتح لكم ، كل ما تطلبونه باسمي تنالونه ? حتى الآن لم تسألوا باسمي شيئاً " . ومع هذا فأنت تصلي دون أن تلمس جواباً ، وتتذمر كثيراً من أن صلاتك لم تستجب ، فلأنك قلبت الأدوار ، إذ تطلب من الله أن يحقق إرادتك ويتمم مخططك ، ويضع نفسه في خدمتك . بينما الصلاة هي على عكس ذلك تماماً ، هي الطلب من الله أن يتمم أرادته ويحقق مخططه وتضع نفسك تماماً في خدمته . لا يطلب منك أن تغيّر الله وأن تأمر الله ، بل أن تتغيّر أنت وترتبط فيه وتخضع لإلهاماته . إذا أردت الاستماع إلى الموسيقى من الراديو ، يجب أن تفتحه أولاً ثم تفتش عن المحطة والموجة المطلوبتين . وإذا أردت أن تحتك بالله يجب أن تصلي ، أي أن تضع نفسك تحت تصرفه وتتركه ينقل إليك نعمته ومحبته ، وهو يعطيك ما يراه خيراً لك . أنت لا تستنكر جمال هدية تهديها إلى من تحب . كذلك الله إن حبه لا متناه ، لذا لا يستطيع أن يحدّ هديته لك على الأشياء الأرضية ، فهو يعطي ذاته فلا يحق لك أن تطلب من الله : أن يجعلك تربح ورقة يانصيب أو أن تنجح في امتحانك وأن يزداد دخلك ، إلا إذا أضفت قائلاً : " إذا رأيت يا إلهي فيه مجدك وازدياد حبي لك ولقريبي " . ثم ثق بالله وأعلم أنه لا يريد إلا خيرك وصلاحك وأعلم أنه ، إن لم يلبِ رغبتك ، فإن حبه يجيبك وإنما بطريقة مختلفة . إن الله لا يعطي إلا إذا طلبت منه لأنه يحترم كثيراً حريتك .


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

هناك عدة أنواع وطرق للصلاة .

1- صلاة طلب : هي ضرورية للحصول على الخلاص الأبدي . ويجب أن تشمل هذه الصلاة تلك التي علمنا إياها يسوع المسيح " اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا ، كما نحن نغفر لمن أساء إلينا ? " يجب أن نطلب من الله ، بالإضافة إلى نعمته ، عفوه ، في صلاة ندامة وتكفير . وعلينا أن نصلي لأجل خلاص القريب ، وهو في خطر الموت وخاصة إذا كان في خطر الانزلاق في الخطيئة ، ونصلي من أجل موتانا .

2- الصلاة الشفهية : نعبّر عنها بالكلام الذي نلفظه . ولكي تكون هذه الصلاة صالحة يجب ، على الأقل ، أن نوقظ فينا الصلاة العقلية أي اللقاء مع الله . ليس لهذه الصلاة نمط معين ، وإنما المهم هو التعبير عنها بأساليب مختلفة حسب حالة الفرد الشخصية . اقترح على عدة فنانين رسم لوحة لمنظر واحد ، فجاء المنظر واحداً إنما مختلف الأطراف من فنان لآخر . ولاحظ عدة أزواج أن تعبيرهم عن الحب يختلف من عائلة إلى أخرى . وهكذا أشكال الصلاة ، فإنها تختلف من إنسان إلى آخر ، باختلاف الثقافة والسن والطباع . فلا تحتقر شكلاً من هذه الأشكال ، فكلها مقبولة أمام الله ، شرط أن لا ننسى الهدف ، فأنت تخطئ بكل كيانك وتحب بكل كيانك ، فينبغي أن تصلي بكل كيانك . فاجعل جسدك يصلي واترك نفسك تصلي واترك الروح القدس يعمل فيك .

3- الصلاة الجمهورية : ( هي صلاة الجماعة المؤمنة في الكنيسة ? الذبيحة ) . إن أكبر فرح وسرور يستطيع أبناء العائلة الواحدة أن يقدموه لأبيهم هو أن يجتمعوا معاً ويعيّدوه . هكذا هي الصلاة الجمهورية والصلاة الطقسية ، فهي ليست طريقة اختيارية بل تعبير طبيعي بالنسبة لأبناء الله الملتزمين بنفس الحب . كل صلاة حقيقية يجب أن تكون شخصية وجماعية معاً . يمكن أن تكون منفردة أو في جماعة ، وهذان الشكلان من الصلاة متكاملان . لا ينبغي للإنسان أن يذوب في جماعة ولا أن ينقطع عنها . فعليه أن يصلي في قلبه ، وفي صمته ، وفي غرفته ، بأسلوبه وحسب حاجته : " إذا أردت أن تصلي أدخل إلى مخدعك وأغلق بابك عليك وصل لأبيك سراً ? " ( متى 6/6 ) . ولكن لا ينسى أنه من واجبه العودة إلى الجماعة لينضم إليها في الصلاة فيستند إليهم ويسندهم : " إذا أجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون بينهم " ( متى 18/20 ) . إذا أهملنا كل صلاة فردية ، تصبح الصلاة الجماعية سريعاً خارجية عنا ، آلية ، وفي كل الأحوال غير شخصية . وإذا فعلنا العكس ، أي إذا أهملنا الصلاة الجمهورية ، تصبح الصلاة الفردية ، وقد عُزلت عن كل صلاة جماعية ، ضيقة أنانية . ففي داخل جماعة كنسية يجب أن تعلم من جديد ، وبدون انقطاع الطريقة الحقيقية للصلاة .

4- صلاة تأمل : وأخيراً كلما تعمق الحب ، قلّت الحاجة إلى التعبير عنه بالحركات والكلام ، وظهرت الحاجة إلى الصمت، والصلاة تتبسط . إن صلاتك لا تكون أقل قيمة إذ تشعر برغبة إلى الكلام ? بل بالعكس ? تكون صلاتك أقوى إذا شعرت بالرغبة إلى النظر والتأمل والحب بصمت .


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

لنزيل كل ما يشوّه الصلاة ، كثيرة هي الصلوات المشوّهة ، للإله المشوّه ، الصلوات الكاذبة لإله كاذب .

1- الصلاة السحرية : أطباء مشعوذون يجمعون الأموال من جرّاء الإيمان بالخرافات يقولون لك : يكفي أن تردد عشر مرات أو خمسين مرة أو مئة صلاة سحرية فيذوب السرطان كالسمنة على النار . كثيرون هم المسيحيون الذين يتقدمون من الله أو من العذراء كمن موزّع أوتوماتيكي وجد لخدمة حاجاتهم ونزواتهم . يردّدون صلاة ، يقومون بتساعية وينتظرون الأعجوبة التي يجب أن تحدث بسرعة . وإن لم تحدث اضطرموا غيظاً وتركوا الله ? إلى المرة القادمة . كلا الله ، الإله الحقيقي ليس " خاتم علاء الدين " ، كما أنه لا وجود " لعبارات فعّالة " .

2- سلاسل من الصلوات : تصلك رسالة تأمرك بان تردد صلاة معينة عدّة مرات وأن تكتبها عدّة مرات وتوزعها على عدة أشخاص . وهكذا تتساقط عليك العجائب . فإن رفضت أن تصلي أو قطعت السلسلة ، انهالت عليك الضربات بغزارة ? هذه الحماقات ، هل تستحق التوقف عندها ؟ أقطع هذه السلاسل وأرم بهذه الصلوات الكاذبة في النار ?

3- الشموع المصلية : القناديل وإن كهربائية وإلكترونية ، والشموع مهما كانت كبيرة ، فهي ليست صلاة في حدّ ذاتها ، الإنسان وحده يصلي . لا شك في أن النفس المصلية ذات الإيمان الصحيح والمتزن تستطيع أن تعبّر عن طلبتها بواسطة شمعة . فالعذراء وابنها يبتسمان لها ، وليس فقط تاجر الشموع . لكن كل هذه الشموع ، من دون نفوس مصلية ؟ كل هذه القناديل ? في غياب الأنوار الحية ، أنوار الإيمان المشع ؟ تودّون أن تصلوا بين الأنوار ؟ ادفئوا بالأحرى أجساد وقلوب الشيوخ والفقراء والمنبوذين " فالديانة الطاهرة النقية عند الله أبينا هي أن يعتني الإنسان بالأيتام والأرامل في ضيقتهم " ( يع 1/27 ) .

4- الصلاة الثرثرة : ترداد العبارات واختيار الكلمات الطويلة وعدّ الصفحات المطوية وتحريك الشفاه حيث تضيع النصوص وتتدافع وغالباً ما تتشوّه ، كل هذا يذكرنا بما يأخذ الرب على اليهود : " هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فبعيد عنّي " ( اش 29/13 ) . ويقول يسوع : " لا تثرثروا في صلواتكم كالوثنيين ، فإنهم يتصورون أنه لكثرة كلامهم يستجاب لهم فلا تعملوا مثلهم " ( متى 6 / 7 ? 8 ) ، " ليس من يقول : يا رب ، يا رب ، يدخل ملكوت السماوات ، بل من يصنع إرادة أبي الذي في السماوات " ( متى 7/21 ) .

5- الصلاة إلى جوبيتر : يشق البرق حجب الليل ويندلع الرعد بقوة : فنسرع إلى النذر . يقترب الفحص : نعترف ونتناول على عجل ، لكي ننجح ، كما لو كان الله جوبيتر ، يرعد ويدير العالم وهو مستعد لأن ينزل أو أن يحبس المطر أو أن يرسل الطقس الجميل ، الحياة أو الموت ، الصحة أو المرض ، الشهادة أو الرسوب تبعاً لنزوات غضبه أو حبّه .

6- الصلاة التجارية : إن نجحت قضيتنا يا رب ، نقدم لك ? أي : الويل لك إن لم تنجح القضية ? مع أنني أعطيت الكاهن حسنة قداس لكي يكون الطقس جميلاً ويصحو يوم زفاف ابنتي ? صليت كثيراً لكي يحبني ، فلم يحب سوى فلانة ? إذاً لن اصلي بعد اليوم ? إله هؤلاء الناس الكاذب هو إله تاجر جالس وراء مكتبه . بما أنني اشتري، فما عليه إلا أن يسلم البضاعة ، أعطِ تعطَ . شريعة العرض والطلب والسعر العادل . ألم أدفع ما عليّ ؟ ليس الله متجر سعر محدود .

إذا أردت أن تقدم لله تقدمة ، عربون طلب أو شكر ، فافعل ذلك قبل أن تعرف النتيجة ، مرفقاً ذلك بصلاة : " كما تريد أنت وبالوقت الذي تريد وبالسبل التي تريدها ? "

7- الصلاة الأنانية : كل الانحرافات وخيبات الأمل في الصلاة تعود إلى ما يلي : نعتبرها وصفة طبّية لسعادتنا الصغرى . بينما الإله الحقيقي هو محبة ? محبة الآخرين وهو يعد لنا السعادة ، سعادته الأبدية . كتب الكاردينال سالياج بهذا الصدد : نحن نميل إلى أن نجعل من الصلاة آلة وسيلة للهروب من نتائج أعمالنا ، لتخفيف الألم ، لاتقاء مصيبة . نطلب الشفاء لا الصبر ، نطلب الغنى لا الشجاعة . نطلب السلام لا المحبة . نطلب من الله عجائب تساعدنا على الكسل واللامبالاة وعلى تبرير أخطائنا . والله لا يجترح عجائب من هذا النوع ? عبثاً نضاعف الزيارات التقوّية والاحتفالات ، فلن يستجاب لنا طلب ، إن لم نبدأ ونطلب ارتدادنا ? هل صليتم لتتغلبوا على نزعاتكم وبخاصة على البغض واحتقار القريب ؟ هل صليتم لتتجنبوا الافتراءات والنميمة ؟ باختصار ، هل صليتم لتكونوا مسيحيين ومسيحيات أفضل ؟

8- حبس القديس انطونيوس البدواني : " ساحبسك في الخزانة حتى توجد لي ما أضعت ? " غالباً ما نسمع هذه العبارات ، بهذه العبارات نكون قد حكمنا عليه بالسجن المؤبد ، وذلك لكثرة الأشياء الضائعة . لما لا نحرره ونطلب منه التفكير والإلهام ، ألا ترون أنه يعمل محرراً أكثر منه محبوساً ؟

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلوا لتصيروا مسيحيين أفضل


هذا مفتاح السر ، الكلمة النهائية . الله أب ، أبونا ، يقول يسوع : " إذا صليتم ، قولوا أبانا ? " عناية هذا الأب تلبس زنابق الحقل وتقوت طير السماء ، فبالأحرى أن تهتم بالإنسان ، ابن الله ، وبكل شعرة من رأسه . لكن هذه العناية تسعى وراء هدف واحد : تمجيد الابن النهائي ومعه كل جسده السري المسيحيون . ليست العناية إذاً ، كما يظن العديد من المصلين ، تسهيل الطريق وإقصاء الصعوبات من حياتنا ، ومنع السلاح من أن يكون فتّاكاً ، والجراثيم من أن تهدم صحتنا ، والطيارات من أن تسقط ، والبركان من أن تقذف الحمم ، ومحفظة النقود من أن تنزلق خارج الجيب المثقوب ، والشمس من أن تطلع ، والمطر من أن ينزل . الغاية هي سعادتنا الأبدية عوضاً عن الحياة الصغيرة الناعمة التي نشتهيها كلّ بمفرده . ليست غاية الصلاة إذاً أن نحمل الله على العمل بإرادتنا ، بل أن نعمل نحن بإرادته : " إذا صليتم فهكذا قولوا : أبانا ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ? " تقول الكنيسة في إحدى صلواتها : يا رب ، بحنانك ، أصغ إلى صلواتنا ، ولكي تستجيب طلباتنا ، اجعلنا نطلب ما يلذ لك . ما عدا ذلك ، كل صلاة وهم هي ، وذلك لأن الله يحبنا .



Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فلنؤمن ? ومن ثمّ نصلي

https://images.chjoy.com//uploads/im...33b00dee1e.jpg

إنني أسمع الاعتراضات تتوالى : لا وقت لدي للصلاة . لا اعرف كيف أصلي . لا أستطيع . أنا شارد الذهن ? يا من قبلت عماد المحبة ، هل كرّست قليلاً من الوقت فتساءلت : من أنا ؟ هل قررت يوماً أن تقضي بعض الوقت في الصلاة ؟ ?


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله يعلم سلفاً كل ما يلزمنا
https://upload.chjoy.com/uploads/1354487726042.jpeg

يقول لنا يسوع : إن أباكم عالمٌ بكل ما تحتاجون قبل أن تسألوه " ( متى 6/8 ) . هذا أكيد وأفضل مما نعلم نحن ? لذا فالغاية من صلاتنا ليست إعلام الله بل فتح قلوبنا . ذلك لا يعني أن الآب والابن والروح القدس لا يعلمون ما في قلوبنا ، لكن قلبنا يستنير عندما نفتحه تماماً كما نفتح نوافذ الغرفة . فيتغيّر للحال وبخاصة عندما ينفتح لله . وعي هذه الرغبة يصبح صرخة ، يصبح حرية . وعندما تستفيق الحرية ، يكون الله دائماً حاضراً ليمد لها يده . " اطلبوا تعطوا ، اسألوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم ? لأن من يطلب يعطى ومن يسأل يجد ومن يقرع يفتح له " ( متى 7/7 -8 ، لو 11/9 ? 10 ) . بهذه الوصايا الحنونة يقرع الله بابي ، يحترم حريتي كل الاحترام وينتظر دعائي . يترقب صراخي لكي يأتي إلى نصرتي " يا رب إليك صرخت أسرع إليّ " .

إذا صليت اترك إرادة الله تمكث فيك وتحل محل إرادتك ? أترك محبة الله تغمرك عوض حبك لذاتك ? وأن يتحقق بواسطتك مخطط الله وحبه ، في البشر ?

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر


https://upload.chjoy.com/uploads/1354487790631.jpg

ـ حسناً قلت يا رب في سفر أشعياء النبي (55 : 8 ـ 9 ) 8

"لأَنَّ
أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ
الرَّبُّ. 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا
عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ"




و ما أكثر الأمثلة في الكتاب المقدس
التي تصب في مفهوم هذه الآية سواءً من العهد القديم أو العهد الجديد ففي
مثل الفريسي و العشار نرى أن الفريسي المعروف عنه أنه مدقق في الشريعة و
يضيق على نفسه من أجل تنفيذ الوصية حسبما قال بولس الرسول في سفر أعمال
الرسل (26 : 5 ) 5عَالِمِينَ بِي مِنَ الأَوَّلِ، إِنْ أَرَادُوا أَنْ
يَشْهَدُوا، أَنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا الأَضْيَقِ عِشْتُ
فَرِّيسِيًّا. و الفريسي إنسان محترم يقول له الناس سيدي سيدي كما ورد في
(متى 23: 7 ) و هو رجل صوم و صلاة و يدفع العشور أما العشار فكان معروفاً
عنه أنه من طائفة محتقرة من الناس مشهورة بالظلم و القسوة و كان معروفاً أن
كل إنسان عشار هو إنسان خاطئ لذلك لما دخل السيد المسيح إلى بيت زكا
العشار تذمر الناس و قالوا كيف يذهب و يبيت في بيت رجل خاطئ هذه كانت
نظرتهم عنه لكن فكر الله عكس ذلك تماماً على الرغم أن صلاة الفريسي كانت
طويلة و ابتدأها بالشكر إذ قال اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ
مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ،و فيما
يقول هذا وقع نظره على العشار و قال وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ أَصُومُ
مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. فتميزت
صلاته بالفخر و الأنا و البر الذاتي و أيضاً تميزت بإدانة الآخرين و فيها
الكبرياء بأنه فوق مستوى سائر الناس ذاكراً فضائله أمام الله و يدين الناس
في نفس الوقت و للأسف مازالت هذه النفوس المشابهة لذلك الفريسي موجودة إلى
وقتنا هذا التي لها مظاهر التقوى لكن من داخلها تشكر الله أنها ليست مثل
باقي الناس الغير متعلمين الجاهلين الفقراء و لامثل تلك العائلة أو ذلك
الشخص وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ
يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ
قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ


صلاة قصيرة لكنها
معبرة ، فوقوفه من بعيد و نظره منكساً نحو الأرض و قرع الصدر , كلها
تعابير عن الندم و الأسف و التواضع ، فالواقف من بعيد كانت صلاته قريبة من
الله لأنه قالها بانسحاق روح كما يقول المزمور (51 : 17 ) 17ذَبَائِحُ
اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ و ما أجمل الجملة التي قالها السيد المسيح
في نهاية هذا المثل 14أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ
مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ،
وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ
».

ـ و أيضاً في مثل الغني و
أليعازر : يقول المثل 22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ
إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ
، ربما
أقيمت لهذا الغني حفلات تأبين و قصائد شعر تمدح سيرة حياته ذاكرةً فضائله
واصفةً مدى عظمته و مكانته المرموقة في المجتمع ـ هذه نظرة الناس ـ لكن
نظرة الله تختلف تماماً عن ذلك و هذا ما تبين لنا من خلال مصيرهما فالغني
رَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى
إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فأليعازر الذي كانت
الكلاب بمثابة أصدقاء له إذ كانت تلحس قروحه الجلدية و ينتظر معها الفتات
الساقط من مائدة الغني , لذلك السيد المسيح لم يقل للذين عن اليسار في (
متى 25 : 41 ) اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ
الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ
، لأنهم خاطفين أو
ظالمين أو زناة أو متكبرين بل لأنهم لم يطعموا الجائع و لم يسقوا العطشان
........ فكان مصير أليعازر مختلفاً عما كان يظنه الناس بأنه هل يعقل بأن
الغني سوف يكون مصيره هكذا ....... لكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر .

ـ
أيضاً عندما نقرأ في ( مرقس 12 : 41 ) 41وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ
الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي
الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا.
42فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا
رُبْعٌ.و في هذه الحادثة كان السيد المسيح هو الذي يراقب ليس أحد آخر و ما
زال المسيح يراقب إلى الآن و بمنظور إلهي أما من المنظور البشري ماذا يساوي
هذان الفلسان أمام قطع النحاس الملقاة داخل الخزانة من قبل مجموعة من
الأغنياء إذ كانوا يلقون كثيراً لكن ليس من عوزهم , أي قيمة ما وضع لا يؤثر
على ميزانيتهم العامة ظانين أن ما ألقوه هو الكثير و إذا حسبنا القيمة على
أيامنا هذه قد تكون ألوف أو مئات الألوف لكن ماذا تشكل أمام الملايين و
مئات الملايين فمن المنظور البشري كان هذا كثيراً أما من المنظور الإلهي
يختلف تماماً إذ أن السيد المسيح دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ
لَهُمُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ
قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِن جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ،
44لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ
إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا
».

هذا يرينا
أن صدى قطع النحاس و هي ترن نازلة إلى الخزانة لم يسمعها الله بل كان صوت
الفلسين مدوياً في مسامع الله : فالله هو الذي يسد العوز و ليس أحد سواه
لذلك حسابات البشر قد تختلف في أحيان كثيرة عن حسابات الله

ـ حتى
في العهد القديم كان هذا المفهوم جلياً جداً و في عدة مواضع يذكرها الكتاب
المقدس ففي سفر الخروج إصحاح 14 تظهر بكل وضوح أن حسابات و مقاييس البشر
تختلف عن مقاييس الله إذ تذمر اليهود على موسى النبي عندما وصلوا في
ترحالهم و هم نازلون عند البحر عند فم الحيروث أمام بعل صفون إذ قالوا له
«هَلْ لأَنَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ أَخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي
الْبَرِّيَّةِ؟ هذا ما تراه عيون البشر لكن الله إله قوي يستطيع أن ينقذ و
يخلص شعبه و سلطانه ليس فقط على البشر بل حتى على الطبيعة بما فيها من بحار
و أنهار و جبال , فعلق أرضاً على مياه البحر و عبر شعب إسرائيل في وسط
البحر على اليابسة و مجد الله اسمه في فرعون و مركباته و فرسانه و أنقذ
شعبه المتذمر على موسى بأنهم حسب منظورهم و حساباتهم أنهم هالكين لا محالة
لأن البحر من أمامهم و فرعون و مركباته و فرسانه من خلفهم
لكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر
ـ
أيضاً حادثة حصلت مع أليشع النبي و غلامه جحزي في سفر أخبار الملوك الثاني
الإصحاح السادس عندما حاصر ملك آرام الموضع الذي يقيم فيه رجل الله أليشع (
دوثان ) بخيل و مركبات و جيش ثقيل للقضاء على أليشع و من معه فماذا يفعل
هذا الرجل لوحده أمام هذه الأعداد المهولة من الجيش و العسكر حتى قال له
غلامه جحزي «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟» فمن الفكر و النظرة
البشرية أنهم هالكون هالكون لا محالة لكن الله له رأي آخر يتجلى في رد
أليشع على غلامه حجزي إذ قال له : «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا
أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ
». 17وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا
رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ
». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ
الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ
نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ. 18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ
إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «اضْرِبْ هؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى».
فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. و من هنا نرى أن حسابات جحزي (
البشر ) تختلف عن حسابات الله
فالأمر الذي يجب أن ندركه أن مقاييس الله غير مقاييس البشر بل يجوز عكسها تماماً

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تعامل الرب مع المرأة السامرية

https://upload.chjoy.com/uploads/135448779072.jpg
 

نلاحظ أن الدافع الذي دفع الرب يسوع للذهاب إلى السامرة كان هو المحبة الموجودة في قلبه نحو الخطاة "وكان لا بد له أن يجتاز السامرة" (يوحنا 4: 4). لقد اجتاز السامرة تعمداً لأنه أراد أن ينقذ امرأة من براثن الخطية، مع أنه كان في إمكانه أن يتخذ طريقاً آخر غير طريق السامرة. وقد كانت هناك عدة حواجز تقف حائلاً أمام ربح السامرية ولكن الرب حطم بمحبته وحكمته هذه الحواجز. ورابح النفوس ينبغي أن يعمل مدفوعاً بمحبته للنفوس الهالكة، وينبغي أن يكون حكيماً في تعامله مع البعيدين. لقد وقفت عدة حواجز أمام ربح السامرية



1- حاجز التعصب:



كان السامريون متعصبين ضد اليهود، كما كان اليهود متعصبين ضد السامريين. وكان تعصب السامريين معروفاً حتى أنهم رفضوا

مراراً أن يقبلوا المسيح، حتى قال يعقوب ويوحنا للمسيح "يا رب أتريد أن نطلب أن تنزل نار من السماء وتأكلهم" يقول إنجيل يوحنا "لأن اليهود لا يعاملون السامريين"

(يوحنا 4: 9).





2- حاجز الدين:



كان السامريون يعبدون بكيفية تختلف كل الاختلاف عن الكيفية التي يعبد بها اليهود. كانوا لا يؤمنون إلا بكتب موسى، ويعبدون في هيكل منافس لهيكل أورشليم كما قالت السامرية للمسيح "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه"

(يوحنا 4: 20).



وقد حطم يسوع بحكمته هذا الحاجز المنيع





3- حاجز الجنسية:

اعتبر اليهود السامريين أنهم غرباء، حتى أن الرب يسوع نفسه بعد أن شفى الرجال العشرة البرص، ورجع واحد منهم كان سامرياً ليشكره. قال "ألم يوجد من يرجع ليعطي مجداً لله غير هذا الغريب الجنس.."

(لوقا 17: 18).



لكن الرب لم يمنعه هذا الحاجز من الحديث إلى نفس ضائعة هالكة. لقد تحدث الرب إلى السامرية معلناً أن هذه مشيئة الآب. أن يربح البعيدين. وقد قال هذه الكلمات صريحة للتلاميذ حينما دعوه ليأكل معهم "قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يوحنا 4: 34).







كيف تعامل الرب مع السامرية؟

كان الأسلوب الذي استخدمه الرب في ربح المرأة السامرية أسلوباً حكيماً للغاية فالمسيح هو "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة".. فقد تدرج الرب في حديثه مع السامرية محركاً إرادتها، وعواطفها، وفكرها حتى أوصلها إلى الاعتراف الكامل بخطاياها، وأعدها لإعلان ذاته لها. والآن تعال معي نرى مراحل تعامل الرب مع السامرية





أ- خاطبها موجهاً الكلام إلى إنسانيتها



"فقال لها يسوع أعطيني لأشرب" (يوحنا 4: 7).

هو الذي كال بكفه المياه يطلب من امرأة سامرية غريبة الجنس أن تعطيه ليشرب. لماذا؟ ليرفع قدرها.. ليريها حاجته إلى شيء يمكن أن تقدمه له. ففي تعاملك مع أي نفس احذر التعالي.. بل ارفع من مستوى من تتحدث إليه إلى مستوى من يستطيع تقديم خدمة لك







لقد خاطب المسيح إنسانيتها.. أنت إنسانة، وأنا إنسان... ويمكنك تقديم خدمة لي أنا الإنسان العطشان. لقد كان المسيح عطشاناً لا إلى الماء، بل إلى خلاص هذه السامرية المسكينة





ولقد كان رد فعل السامرية هو التعجب من ذلك اليهودي الذي يتنازل لمستوى طلب خدمة من امرأة سامرية فقالت له "كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية. لأن اليهود لا يعاملون السامريين"

(يوحنا 4: 9).



ب- خاطبها موجهاً الكلام إلى دافع حب الاستطلاع فيها





"أجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حياً" (يوحنا 4: 10).



قد دفعها لاستطلاع حقيقة شخصه "من هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب" ودفعها لاستطلاع حقيقة ما يمكنها أن تأخذه منه "لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حياً" وقد امتلأت المرأة دهشةً لكلام الرب يسوع فقالت له "يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة. فمن أين لك الماء الحي"

(يوحنا 4: 11).



هنا نتعلم درساً هاماً هو أن توجيه الأسئلة التي تثير حب الاستطلاع هام جداً في ربح النفوس. فعلى رابح النفوس أن يثير حب المعرفة في النفس التي يريد ربحها للمسيح لتتفتح لسماع كلامه



ج- خاطبها موجهاً الكلام إلى حاجتها



إن كل نفس تحتاج إلى الارتواء فأمور العالم لا تروي الروح البشرية

"أجاب يسوع وقال لها: "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يوحنا 4: 13و14).



مع أن المرأة لم تدرك تماماً طبيعة الماء الذي يقدمه لها الرب، لكنها أحبت أن ترتوي منه فقالت للرب "يا سيد أعطيني من هذا الماء لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي"

(يوحنا 4: 15).



وعلى رابح النفوس أن يثير الشوق في النفس التي يتعامل معها لتطلب ماء الحياة الأبدية بتعظيم قيمة خلاص الله... الذي يحوي الغفران، والسلام، والفرح، والحياة الأبدية



د- خاطبها موجهاً الكلام إلى ضميرها



"اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى هنا" (يوحنا 4: 16).



هنا يضع الرب إصبعه على مكان الداء كطبيب ماهر. لم يقصد الرب أن يجرح مشاعر السامرية بل على العكس مدح صدقها.

(يوحنا 4: 17و18).



إن توجيه الحديث إلى ضمير الخاطئ لقيادته للاعتراف بأنه في حاجة إلى الخلاص أمر هام. فالخطية المكتومة هي العقبة والمانع الذي يمنع الكثيرين عن نوال الخلاص



لقد قصد الرب بكلامه أن ترى المرأة شرها، والحياة الساقطة التي تحياها، وحاجتها إلى الغفران



وقد أجابت المرأة "ليس لي زوج"

(يوحنا 4: 17).



وهنا أمسك المسيح بيدها برفق مشجعاً إياها على الاعتراف الكامل بخطيتها فقال: "حسناً قلت ليس لي زوج. لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق"

(يوحنا 4: 17و18).

ما أكثر حنان الرب، لقد رأى في هذه المرأة الساقطة ناحية منيرة "هذا قلت بالصدق" ومدح هذه الناحية، وهكذا قادها إلى الاعتراف بخطيتها إذ قالت له: "يا سيد أرى أنك نبي" (يوحنا 4: 19). وباعترافها بأنه نبي اعترفت بخطيت





هـ- أخيراً خاطبها موجهاً الكلام إلى روحها





أرادت المرأة أن تغير موضوع الحديث بعد أن أعلن لها المسيح خطيتها "الذي لك الآن ليس زوجك"، فسألت الرب يسوع سؤالاً قصدت به إثارة الخلاف، وكثيراً ما يلجأ الخاطئ الذي يرى شر قلبه وحاجته للخلاص إلى فتح موضوعات تختلف فيها الآراء في المذاهب المسيحية وقصده الهرب من مواجهة المسيح





وهنا تظهر حكمة الرب يسوع التي يجب أن يتعلمها رابح النفوس، وهي أن لا يعطي فرصة للنفس التي يتعامل معها للتهرب من الموضوع الرئيسي، موضوع قبول المسيح مخلصاً. لقد قالت المرأة السامرية للمسيح "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه"

(يوحنا 4: 20).





"قال لها يسوع يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب. أنتم تسجدون لما لستم تعلمون. أما نحن فنسجد لما نعلم. لأن الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يوحنا 4: 21-24).



هنا أراها الرب يسوع أنه



* ليس المهم هو مكان السجود.

* بل المهم معرفة الإله الذي نسجد له.

* وأن السجود الحقيقي ينبغي أن يكون بالروح ووفقاً للحق الإلهي.



لقد سقطت كل أسلحة المرأة، واعترفت بشرها، واعترفت بأن المسيا المنتظر هو الذي سيخبرها بكل شيء... أصبحت الآن مستعدة لمعرفة حقيقة المسيا إذ قالت "أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء"

(يوحنا 4: 25).





وهنا أعلن الرب ذاته للمرأة باعتباره المسيا الآتي إلى العالم إذ قال لها "أنا الذي أكلمك هو"

(يوحنا 4: 26).



وإذ قبلت المرأة المسيح مخلصاً لنفسها. نست كل شيء يخص حياتها المادية، وأسرعت تنادي باسمه للآخرين



"فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: هلموا أنظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح؟" (يوحنا 4: 28و29).



لقد تعلمت المرأة كيف تربح الآخرين للمسيح الذي ربحها واستطاعت أن تجذب إليه أهل مدينتها "فخرجوا من المدينة وأتوا إليه"

(يوحنا 4: 30).

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأسر الروحي

https://upload.chjoy.com/uploads/135776195221.jpg

الخورية سميرة عوض ملكي



خَبِر البشر الأسرَ منذ بداية التاريخ. ما
من كتاب تاريخ لا يحكي عن الأسر، وطالما الحروب باقية الأسر باقٍ.


لكن بمقابل
هذا الأسر الزمني ثمّة أسر آخر، قليلون جداً هم الذين ييميّزونه ألا وهو الأسر الروحي
أو أسر الخطيئة. وكما أن الأسر الزمني مرتبط بالحرب الزمنية، هكذا أيضاً الأسر الروحي
مرتبط بالحرب مع الشيطان، لأنّ الخطأة هم، في نهاية الأمر، أسرى إبليس الذين اقتنصهم
بفخّه، وجعلهم رهن إرادته (2تيموثاوس 26:2).


فالشعب اليهودي،
مثلاً، كان يعتبر نفسه حرّاً لمجرّد أنّه من ذرية إبراهيم ولم يُستعبد لأحد قط. إلا
أن السيّد المسيح قَلَب مفهومهم هذا رأساً على عقب، وأوضح لهم أنّ كلّ مَن يعمل الخطيئة
هو عبد للخطيئة، وبأن العبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أمّا الابن فيبقى


"فإن حرّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 34:8).

بماذا نختلف نحن عن الشعب اليهودي؟ هل ندرك
حقاً هذا الأسر الروحي الذي يتحدّث عنه السيّد المسيح؟


هل نترك أنفسنا
عبيداً فنُطرَد من البيت، إن الغالبية الساحقة من البشر تشعر بالشفقة لرؤيتها عصفوراً
سجيناً في قفص وتقول: "يا لهذا العصفور المسكين، لقد سلبوه حريته، كبّلوا جناحيه
اللذين خلقهما الله ليطير بهما ويكون حرّاً طليقاً".


بالحقيقة،
مَن يستحقّ الشفقة هو نحن البشر. إذ ليس كلّ أسير عبداً وليس كلّ طليق حرّاً. نحن،
مثل الشعب اليهودي، نعتبر أنفسنا أحراراً لمجرّد أننا أحرار بالجسد.


نشفق على
تكبيل جناحي العصفور ولا نأسف على الأجنحة الكثيرة التي أعطانا إياها الله لنحلّق بها
من عبودية الجسد إلى حرية الروح. فطالما نسلك بحسب الجسد ستبقى الروح أسيرة لأنّ الجسد
يشتهي ضدّ الروح والروح ضدّ الجسد، على ما يقول الرسول بولس


"وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي
هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ
خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ،
وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ
أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ
" (غلاطية 19:5-21).


إن أعمالاً
كهذه لا بدّ أن تأسر الروح وتمنع تلك الأجنحة من التحليق وبلوغ ثمار الروح التي هي
"
مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ
تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ
" (غلاطية 22:5-23).





إنّ المفتاح الوحيد الذي يطلقنا من هذا الأسر
هو حبّ الله لنا، لأنّه مهما رفض الإنسان هذا الحبّ، إلاّ إنّ الله لا يكفّ عن عرضه،
وطالما أنّ الإنسان قابل للرجوع يبقى الله منتظراً.


فالله لم
يرسل أنبياءه ليشجبوا الخطيئة ويبيّنوا جسامتها إلا لكي يوجّه للناس دعوة أكثر عمقاً
إلى التوبة. إن حبّ الله هو المفتاح والتوبة هي الباب الذي ندخل منه إلى البيت حيث
ينتظرنا الآب فنناديه "أبّا" أيها الآب.


ومتى نلنا
الروح لا شيء في العالم يقدر علينا، لأنّ الله وهب ذاته لنا ونحن نحيا فيه.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القلـق:
أسبابه وعلاجه

بقلم قداسة البابا شنوده الثالث



القلق شعور يقع فيه كثير من الناس. وقد يكون
حالة مؤقتة، شيئاً عارضاً ويزول. أو قد يصبح طبعاً عند البعض، أو مرضاً نفسياً يحتاج
إلى علاج.


«« الإنسان الروحي، أو الإنسان السَّويّ،
نراه باستمرار يعيش في سلام قلبي مهما كانت الظروف الخارجية ضاغطة. وتملك البشاشة على
تصرفاته والفرح الداخلي والإطمئنان.

أمَّا القلق فهو ضد السلام والفرح، وضد البشاشة
والإطمئنان. وهو ضد الإيمان أيضاً، أقصد الإيمان بحفظ اللَّه ورعايته. هوذا دواد النبي
يقول للَّه في المزمور: "
إن سِرْت
في وادي ظلّ الموت، لا أخاف شرَّاً، لأنَّك أنت معي
".

ويقول أيضاً:
"
إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي.
وإن قام عليَّ قتال، ففي ذلك أنا مطمئن
"...

«« في القلق يتصوَّر الإنسان أو يتخيل أمور
سيئة جداً يتوقَّع أن تحدث، ورُبَّما لا تحدث على الإطلاق! ولكنه بسبب تخيلاته وتوقعاته
يصير قلقاً، ويستمر قلقه...

«« وللقلق أسباب كثيرة. منها أن يكون الإنسان
قد ارتكب غلطة كبيرة أو خطية مخجلة، ويخاف أن تنكشف. وانكشافها يسبب له عاراً أو فضيحة،
أو إساءة إلى سمعته. فيظل قلقاً:

هل سينكشف الأمر؟ هل ستُعرف الحقيقة؟ وإن
عُرِفت، ماذا سيحدث؟ يا للهول! ويزداد القلق...

من أجل هذا، نسمع أن بعض الذين ارتكبوا جريمة
قتل يحومون في الأيام الأولى حول مكان الجريمة، ليتأكدوا من أنهم لم يتركوا أي أثر
يدل عليهم، وأن أمرهم لم يُكتشف بعد... وكل ذلك من مشاعر القلق التي في داخلهم...


«« هناك قلق عند البعض حسب طبيعتهم، كالأطفال
إذ يخافون فيقلقون. وأيضاً بعض النساء: إذا غاب ابن أو ابنة لواحدة منهنَّ، تظل في
قلقٍ عليه: ما سبب غيابه أو تأخره؟ هل حدث له سوء؟! وتظل قلقة حتى يرجع.

ومن نفس النوع، بعض صغار النفوس الذين يضطربون
بسرعة، ولا يعرفون كيف يتصرَّفون، فيقلقون. ولذلك فإن اللَّه يأمرنا أن نُشجِّع صغار
النفوس، ونسند الضعفاء.

«« القلق أيضاً يتعب الفتيات اللائي ينتظرنَ
الارتباط الزوجي، بحيث مَن يأتي ليخطب واحدة منهنَّ، تظل في قلق: هل تعجبه أم لا تعجبه؟
هل يكمل أم يمضي ولا يعود؟!

أتذكَّر أنني كنت أذهب للوعظ في إحدى مدن
الوجه البحري منذ 45 عاماً، وأتتني فتاة تطلب الإرشاد. وقالت لي إنها خائفة جداً.

سيأتي عريس لمقابلتها، وهى مرتبكة لئلا لا
تعجبه فيمضي كما مضى غيره... وهكذا كان حالها مع كل مَن يأتي لخطبتها. فقلت لها:
" يا ابنتي، مُجرَّد مقابلتك له بهذا الارتباك والانزعاج، رُبَّما يجعله يخاف
من الارتباط بكِ! ".

نصيحتي للبنات في مقابلة العرسان، أن تكون
لهنَّ ثقة بالنَّفس ولا يقلقنَ. وإن ذهب الخطيب، سيرسل اللَّه مَن هو أفضل.

«« هناك قلق آخر قد يصيب بعض المرضى وهم ذاهبون
إلى الكشف الطبي: هل سيكشف الطبيب عن مرض يصعب شفاؤه؟ وهل هذا الكشف هو بدء قصة طويلة
في التعامل مع المرض والأطباء؟

وهل هو بدء طريق الآلام؟ لهذا يقلق البعض
في الذهاب إلى المستشفى، أو إلى طبيب أخصائي في مرض مُعيَّن. أو يقلق جداً في الدخول
إلى حجرة العمليات، وفي قلقه تكثر صلواته ونذوره. ورُبَّما لا يكون الأمر خطيراً، وسيخرج
معافى بالأكثر!

«« نوع آخر من القلق يتعب التلاميذ في قُرب
الامتحانات: رُبَّما أسئلة الامتحان ستكون صعبة ولا يستطيعون الإجابة! وأيضاً رُبَّما
تكون النتيجة على غير ما يريدون. ويظل القلق يتعبهم فيرتبكون. وفي كل ذلك يحتاجون إلى
مَن يطمئنهم ويريح نفوسهم، تماماً مثلما يحتاج المريض المضطرب إلى ابتسامة رقيقة من
الطبيب المُعالج وعبارة طيبة تزيل قلقه.


«« وكما يقلق التلميذ في انتظار النتيجة،
كذلك بنفس السبب يقلق الكبار أيضاً. فالمُرشح في الانتخابات قد يقلق في انتظار النتيجة:
هل يفوز أم لا يفوز؟

والذي يقدّم على وظيفة، قد يمر بمرحلة القلق
أيضاً: هل سيتم تعيينه أم لا يقبلونه؟ وكذلك الذي في منصب كبير، رُبَّما يقلق إذا عرف
أن هناك تغييرات مقبلة: فهل سيبقى في منصبه أم يتركه. وإن أصابه التغيير، فماذا سيكون
مصيره بعد ذلك؟

«« كل هؤلاء يقلقهم التفكير في المستقبل كيف
يكون؟ فلنعمل نحن كل ما نستطيعه على قدر طاقتنا. أمَّا المستقبل فلنتركه في يد اللَّه
ولا نقلق. حتى إن كان هناك شيء رديء في المستقبل فمن الممكن أن يتغيَّر إلى الأفضل.

على أن كبار السن قد يقلقون خوفاً من المستقبل،
إذ يحسبون ما قد تأتي به الشيخوخة من أمراض أو من ضعف... وقد يتفرَّق أبناؤهم حسب أماكن
وظائفهم وبيوتهم. ولكن لا داعي للقلق فبيوت المسنين منتشرة حالياً، وفيها كل أنواع
الرعاية العادية والصحية والترفيهية أيضاً.


«« على أن البعض قد يقلق من جهة تدابير الأعداء
وما قد يصدر عنهم من خطط ومؤامرات وأذى واعتداء. وداود النبي حورب بهذا الأمر أيضاً.

فقال في المزمور: "
يارب، لماذا كثر الذين يحزنونني. كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه
!! " غير أنه بالإيمان
يتدارك الأمر، ويبعد القلق عن نفسه، فيقول: "
وأنت يارب هو ناصري، مجدي ورافع رأسي. بصوتي إلى الرب صرخت فاستجاب لي ... ".

نعم، بالإيمان يثق الإنسان بحفظ اللَّه له،
فلا يقلق.

«« هناك أشخاص يقلقون بسبب الوهم، مثال ذلك
الذين يتشائمون من الرقم 13 ومضاعفاته، أو الذين يقلقون من خوف الحسد ومن عيون الحاسدين،
أو أولئك الذين يؤمنون بحساب النجوم، فيقلقون من جهة تعاملهم مع شخص مولود في نجم مُعيَّن
لا يستريحون له!!


«« والبعض يقلقون من جهة التجارب، والمشاكل
التي يظنون أنها بلا حلّ، بينما عند اللَّه حلول كثيرة. وكل باب مُغلق، له عند اللَّه
مفاتيح لا تُحصى. فالإتكال على اللَّه ومعونته يخلص الإنسان من القلق...


وعلى كل مَن تصادفه ضيقة، ألاَّ يُبالغ في
القلق والخوف. فيواجه الأمور بالحرص والرجاء في اللَّه، وليس بالقلق

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
نحن في سنة يوبيلية في عيلة مار شربل، افتتحناها وأردناها أن تكون سنة رضاً.
وحسب البرنامج، دخلنا اكثر وأكثر في هذا الرضا.
?انتَ ابني الحبيب عنكَ رضيت?. اليوم أتكلّم عن علامات الرضا في حياتنا.
سؤال يجب أن يكون هاجس، نسأل ذواتنا كل يوم، هل انت راضٍ عنّي اليوم يا رب؟. كالولد الذي يطلب رضا والده.
الرضى الذي نبتغيه نحن المسيحييّن اليوم، عندنا له مرآة،
مكان، ايقونة، نرى وجهنا فيها، وعندنا صورة نطبعها فينا على مدى أيام
حياتنا ومقياس نقيس عليه، لا نبقى في الهواء، أو بإحساس الغموض، عندنا
مقياس معروف من هوَ، لهُ اسم: هو شخص اسمه يسوع المسيح.
عندما نحكي عن الرضا وهي كلمة مألوفة، كلمة من ثقافتنا من
إطارنا الاجتماعي. لكن كلمة الرضا أوسع وأعمق بكثير من الثقافة ومن
مجتمعنا. مقياسنا نحن المسيحييّن ونحن بالذات عيلة مار شربل والرضا الذي نطلب هو الرضا ذاته الذي اعطاه الآب لابنه يسوع.
ثلاثة ظروف في حياة الرب يسوع نسمع فيها عن رضا الله.
1- المعمودية:لما
أطلَّ يسوع على المجتمع، وأرانا وجهه، تعمّدَ معموديّة الخطأة، التوبة،
معمودية يوحنا. اتى يتعاضد مع بشريتنا الخاطئة والضعيفة، وأتى ينتظر دوره
كي يأتي يوحنا ويسكب على رأسه ماءً عادية. في هذا المكان، في فعل الطاعة
هذا والطواعية والانسياق الذي عمله يسوع، استحق أن يسمع صوتَ الآب يقول
له: ?أنتَ ابني الحبيب عنكَ رضيت?.
هنا في هذا المكان، ببداية رسالة يسوع وبهذا الفعل، وهل
نقدّر هذا الفعل الكبير الذي اعتبر فيه يسوع نفسه خاطئ مع الخطأة، بهذا
الإذلال الذي عاشه هناك، استحق ?انت ابني الحبيب عنك رضيت?.
2- التجلّي:
عندما كان مع التلاميذ الثلاثة، بطرس، يوحنا ويعقوب وظهر يسوع على حقيقته،
بوهجه ونوره على التلاميذ. في هذا الوقت والمكان والزمان تذوق التلاميذ
مجدَ يسوع وسمعوا الكلام ?هذا هوَ ابني الحبيب عنه رضيت فله
اسمعوا?. هنا، لحظة المجد، كُشِفَ عن وجه يسوع المنير الحلو. في يوم
الجمعة العظيمة قلنا، ?لا منظر له فنشتهيه?، حمل آثامنا
فرذلناه، شوَّهناه ولم يعد بامكاننا النظر إليه، لكن بالتجلّي عاش
التلاميذ أختباراً آخر، يسوع الممجّد، النور، الحقيقة الإلهية وهناك سمعوا
الكلام الموجه لهم، وهذا ما جعلهم قادرين على حمل عبء الصليب?
?له اسمعوا?.
3- في مكان ثالث، في إنجيل يوحنا. النزاع في بستان الزيتون.
يوحنا يقول خرج مع تلاميذه، ويقول (يو 12) ?الآن نفسي
مضطربة فماذا أقول: يا أبتِ نجّني من تلكَ الساعة وما أتيت إلاّ لتلكَ
الساعة?، فانطلق صوتٌ من السماء يقول ?قد مجّدتُه
وسأُمَجّدُه?. يظن البعض انه رعد ويسوع يقول، هذا الصوت لأجلكُم ليس
لأجلي. وهذا بمعنى أني رضيتُ عنه وسأرضى أكثر، لأنّه سيذهب إلى أقصى رسالة
الحبّ، وهناكَ على الصليب سيرفع يديه لأجلنا، هناك قد مجّدته اليوم
وسأمجّده ايضاً، سيظهر حبّ الآب. وعندما يقوم من بين الأموات هناك مجدي
سيكتمل به لكن أولاً، على الصليب.
هذه ثلاث مواقع، يقول لنا الآب هذه هي الصورة، المرآة
والأيقونة، التي تستشفّوا منها لتفهموا رضايَ عليكُم، تقتدوا فيها وتصيروا
مثلها، تتركوا هذه الصورة تُنسَج وتُحيَّك في قلوبكم لكي تصيروا انتم
ايضاً من الذين يقول لهم الآب ?انتَ ابني الحبيب الذي عنه
رضيت?.
إذاً، رضا الله علينا يكون بقدر ما صورة يسوع الإبن تنطبع في قلوبنا.
صوت الآب سُمِعَ منذ بداية حياة يسوع، في وسط آلام يسوع وعذابه
وخوفه، الذي عاشه في نزاعه وهناك تشدّدَ بهذه الكلمة والتلاميذ ايضاً:
?سأمجّدُه، مجّدْتُهُ وسأمجِّدُهُ?. والمكان الثالث ساعة
المجد سابقة وقتها، ساعة التجلّي. إذاً رضا الله قادر ان يتبعنا في كلّ ظروف حياتنا،
بالعزّ والخوف والفرح والحزن، وليس فقط عندما نخطئ أو عندما نكون في
حالة النعمة، هو في كلّ اوقات حياتنا. هذه الثلاث نقاط ما هي إلاّ دلائل
ظاهرة، يوم بعد يوم، والآب كان يرضى عن الإبن في كل دقيقة وكل لحظة لأنّه
في كل عمل كان يعمله يسوع كان يحقق رضا الله في حياته. هذه الصورة لها ملامح دقيقة ومواقف للتبنّي لرضا الله نتحقق منه من خلال بعض العناصر التي عاشها يسوع وهي :
1- يسوع عاش علاقة مميّزة، حميميّة مع الآب.
كان كلّما تسنح له الظروف يختفي عن الأنظار. ويجدوه أمّا في الجبل
يصلي أو في الصحراء أو في القفر وفي الليل? يستفيد من كل لحظة
انعزال ليلتقي بابيه ويعيش هذه الحياة الحميميّة، الخاصة بينه وبين الآب.
هذا كان النفس الوحيد ليسوع لكي يقدر ان يستمر ويتحمل كل شيء، مثل حاجة
النوم والطعام والشراب لنا، كان يسوع بحاجة ليستنير من اباه ويجلس معه.
وهذا وقت ضروري في حياة يسوع، وقت مكوّن لرسالة يسوع.
تنجح رسالته على الأرض، ويقدر أن يعمل إرادة الله لأنّه كان يقدر أن يعيش هذه العزلة وهذا الصمت مع الآب لهذا استطاع أن يكمل للآخر.
يسوع يعلّمنا هذا. وانتمائنا لعيلة مار شربل هو لهذه الحاجة،
لوقت الصمت والتأمل والحياة الخاصة مع الآب والابن والروح القدس، الصلاة
الداخلية لكي مثل يسوع نعيش حميميتنا، وهناك بهذه المواقع نرى هل الرب
راضٍ عنّا.
هنا في هذا المكان، اسألهُ، هل انتَ راضٍ عني يا ربّ؟ ويسوع
يعلّمنا كم هذا ضروري جدّاً لحياتنا الروحية إذا أردنا أن نستمر لنموت
فيها لأن حياتنا الروحية تكمل معنا.
2- موقف ثان نتأمل بيسوع لنرى قدرتنا على عيشه: كلمة ?ما جئتُ لأعمَل مشيئتي بل مشيئة أبي? كلمة للتأمل.
كان بينه وبين الآب تناغم كيفما سارت الأمور، فكان هاجسه رضا الآب ?اعمل إرادة الذي أرسلني?. وهمّه العيش في طاعة الآب، في طواعية لإرادة الآب،
حتى في نزاعه قال ?أبعد عنّي هذه الكأس? ثم ?لا مشيئتي
بل مشيئتك?، وايضاً على الصليب ?لماذا تركتني? ثمّ
?بين يديكَ استودعُ روحي?.
مهما كانت ظروف حياتنا إذا اردنا أن نكون أبناء للاب سؤالنا
اليومي ?هل يا ربّ انا أطيعك? ?ماذا تريد منّي
لاعمل?؟ ما هيَ مشيئتك عليَّ؟
سؤال نسأله في يومياتنا قبل اعمالنا وبعدها، وبالصلاة ?أنا يا ربّ أريد وأرغب أن أعمل مشيئتك لكن علّمني كيف أتمّمها?.
المهم ان يكون عندنا الرغبة والصدق. وأتفحّص كل يوم ما يغلي في أعماقي،
وهل أنا حقيقة أعيش طاعة يسوع لأبيه، هل بعلاقاتي، عملي، فكري وقولي أعيش
إرادة الآب عليَّ. مسأله أحلّها بيني وبين يسوع وبين الآب والروح القدس
الذي يلهمنا لنرى حقيقة انفسنا.
3- يسوع تمّمَ رضا الآب عليه عندما عكس رحمته على البشريّة من خلال أعماله وأقواله.
العجائب التي عمِلَ، لطافته مع الطفل، مع الخاطئ? كان يسوع التعبير والتجسيد الكامل لرحمة ولمحبة وشفقة الآب علينا.
يسوع قال أنا لا احكم عليكم، مع أنه هو وحده من سيحكم علينا، لكن قال ذلك
لكي لا نحكم نحن بعضاً على بعض لأنه يعرف جبلتنا وكم نحن نحكم بكثرة على
بعضنا. وهنا مجال كبير لفحص الضمير. هنا موقع الخطيئة الحقيقيّة، لأن لا
رحمة في أحكامنا. إذا اردنا أن نلبس صورة يسوع ونفتش عن رضا الله، علينا
أن نلبس أحشاء الرحمة ،يكون عندنا نظر يسوع وسمعه وفكره الذي يرفع الإنسان
ولا يحطمه. نحن لسنا كذلك، لكننا قادرين مع يسوع وإذا تأمّلنا بوجهه ان
نصير، ونسأل الرب يسوع القائم من الأموات أن يقيمنا من الجورة التي وقعنا
فيها. وهو سيقيمنا برحمته. مَن منّا بلا خطيئة، مَنْ منّا لم يغطّسهُ يسوع
برحمته مرّات عديدة. إذا نحن عشنا من رحمة الآب، لماذا لا نعكس هذه الرحمة
كما عكسها يسوع من الآب، نعكسها نحن من يسوع إلى اخوتنا.
هنا مجال إذا اردنا أن نعيش مع يسوع، ليس بالشعارات، فعلينا أن ندخل إلي حنايا قلبنا، إلى الزوايا المعتّمة فينا وهناك في الأول نطلب رحمة الربّ علينا ونطلب أن يكون لدينا قلب ونظر وسمع الرحمة وأحشاء تعرف أن تحبّ وتعطي وتستر.
4- موقع آخر نفحص فيه ذواتنا لنقيس رضا الرب عنّا. يسوع قدّمَ ذاته.
هو قال لا أحد يأخذ حياتي أنا أعطيها أبذلها. نحن الآباء
والأمّهات منّا نتذوق الشيء القليل من هذه المحبة تجاه ابنائنا لكن يسوع
يحبّنا اكثر بكثير، حتى بذل الذات. هذا الشيء مطلوب منّا. إذا كنا أشخاص
نريد حقاً إرضاء الآب والابن والروح القدس، فهذه القربانة التي نتناولها
كل يوم، هناك، على مذبح الربّ، نتعلّم من يسوع الذي قدم ذاته، اتعلم كيف
اكون انا بدوري، هذه القربانة، اتحول لها وأصير مثلها قربانة ابذل نفسي في المواقع التي انا فيها،
اكسر من كبريائي وشموخي واسأل هل هذه القربانة تحوّلني فأعرف بدوري كيف
أعطي بدون مقابل بلا حساب، دون أن أمنّن، أعطي من كياني وتفكيري. المحبّة الحقيقيّة تكون عندما أعطي من كياني ومن حياتي ومن وقتي ومن كلمتي وبسمتي. في كلمة الصلح التي أضعها، وعندها أتحوّل لقربانة يسوع.
5) يقول القديس بولس ?هو صلحنا وسلامنا? ونحن كنّا في العداوة.
نحن كنا نعيش في العداوة، وفي لحظة بإمكاننا أن نعود إلى هذه
العداوة، إلى العهد القديم. أتى يسوع ليصالح البشريّة بعضها مع بعض لكي لا
يعود هناك خلاف وزعل، ليضع الصلح والسلام في بيوتنا واوطاننا، في هذه
الأرض الملطّخة. أتى يسوع ليزرع في قلبنا وحياتنا وأرضنا وبيوتنا، أتى
يعلّمنا الصعب، أذا احببنا مَن يحبنا فأي فضل لنا. أتى يسوع يعلّمنا
الأساس لنعيش. ما أحلى أن تنتشر المحبّة بين الجماعات، يسوع هوَ الضمانة،
هو الضامن، هو فيه ومعه، بموته وقدرته حمل خطايانا، هو الذي أخذ وامتصّ
الحقد الذي فينا ووضع كل هذا على الصليب.
واليوم نحن عندنا قدرته، يسوع القائم من بين الأموات وضع
فينا السلام والقدرة على الاعتذار والصفح والمبادرات الخيّرة وأنتم
رسالتكم هي هذه، وهذه شهادتكم.
هنا يسوع ينتظرنا لنرى رضا الآب عنّا، هو ينتظرنا، فنرى إذا كنّا أشخاص سعاة سلام وهذا بحاجة لبطولة وليس لخنوع، الإنسان الذي يلجم نفسه ويعض على جرحه هذا إنسان بطل.
في هذه المواقع الخمسة نرى إذا الله راضٍ عنّا، إذا كان عندنا هاجس أن نرى رضى الله علينا، نعمل عملية فحص ضمير في هذه النقاط الخمس.
لكن يبقى الأهم لا تنسوا أن تتأملوا في وجه يسوع وهذا كفيل أن يوصلنا إلى كل هذه المواقع التي شرحت بطريقة طبيعية بديهية.
نطلب من الروح القدس أن يطبع صورة يسوع فينا، فكلما انطبعت صورة يسوع فينا كلّما تحوّلنا لنصير ابناء الله، وعندها لا بدّ أن اسمع هذه الكلمة ?انتَ ابني الحبيب عنكَ رضيت?.
علامات الرضا: لنرى إذا كان الربّ راض:
1- ان نحب بعضنا البعض، هذه كلمة مستهلكة، محبتنا هي بوحدتنا،
اولاً وحدة مع الذات. أنا واحد أم اكثر. الوحدة بالعمل والعيلة، اصعب شيء
في المحبة أن تكون واحد. إذا وجدت هذه الوحدة فهذه علامة من علامات رضى
الله.
2- لا وحدة بدون مصالحة.
الغلط مسموح لكن ليس مسموحاً أن نبقَ في الغلط، في الخطيئة، المهم ان نطلب
السماح ولا نبقَ في الخطيئة. لا احد لا يُخطئ. لكن إذا خطئنا، فلنعرف كيف
نأخذ المبادرة للمصالحة والاعتراف. كل هذا يولد الفرح على وجوهنا.
?إفرحوا وأقول لكم إفرحوا?.
كل هذا يتطلّب أن اكسر وأنسى ذاتي، أن أعرف حجم ذاتي
بموضوعيّة، وبدون أن أذلل ذاتي، انسى ذاتي من أجل الآخرين، قيمتي بعطائي،
ليس بما آخذ.
للعيش الحقيقي في رضا الله، اسأل هل عندي القدرة لأنسى ذاتي؟
والإنسان الذي ?يرضى الله عنه? هو إنسان سعيد يشكر الله في كل وقت.
والذي يعرف كيف يشكر هو أكثر إنسان يعيش في رضا الله.
يشكر على المحنة وعلى المصيبة كما يشكر على النعم. والذي يعرف يشكر يرى كثرة نعم الله وخيراته.
نتكل على الله في كلّ شيء. فالإنسان المسيحي الملتزم يهمّه اولاً الغاية التي نحوها نذهب. لا نتلهّى بالأرض ولكن ننظر للأبعد. نحن مسافرين، ليس لدينا هنا مدينة باقية. نحن سنرحل، فلنعش بجديّة، نعم، لكن لا ننسى غايتنا، نخزّن لقجّة السماء، لأنه هناك موطننا وهناك احضان الآب تنتظرنا. ننظر إلى الغاية ومن أجلها ننظم سلَّم أولوياتنا. فبالتنظيم سنكون حقيقة نعيش وننفذ رضا الله في حياتنا.
آمين.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بركة يعقوب لأبنائه


https://images.chjoy.com//uploads/im...f545cfcedf.jpg








كانت بركة أبينا يعقوب لأبنائه الأسباط الاثنى عشر مليئة بالمعاني المسيانية.. التي تشير إلى السيد المسيح بمنتهى الوضوح.. تعالوا معًا نشبع بكلمة الله، ونتأمل في هذه المعاني:





"ودعا يعقوب بنيه وقال: اجتمعوا لأُنبئكُم بما يُصيبكُم في آخر الأيام. اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا إلى إسرائيل أبيكم" (تك49: 1-2)





إن آخر الأيام التي يتكلم عنها الأب يعقوب هي أيام مجيء المسيا.





(1) رأوبين








"رأوبين، أنت بكري، قوتي وأول قدرتي، فضْل الرِّفعة وفضل العزِّ" (تك49: 3)





+ إنه يرمز للبّر الذاتي والكفاية البشرية.. إنه "بكري وقوتي وأول قدرتي".. لذلك ليس له نصيب مقدس مع الرب بسبب هذا البر الزائف، وهذا رمز للفريسيين الذين وبخهم السيد المسيح بقوة.





+ لذلك قيل: "لأنه هو البكر، ولأجل تدنيسه فراش أبيه، أُعطيت بكوريته لبني يوسف بن إسرائيل، فلم يُنسب بكرًا" (1أخ5: 1). إن كل مَنْ يعتمد على مهاراته وقدراته البشرية يُحرم من نعمة الله.











(2) ، (3) شمعون ولاوي








+ يشيران إلى الكتبة والكهنة.. إنهما "أخوان، آلات ظُلم سيوفهما" (تك49: 5).. لأن الكتبة والكهنة قد ظلموا المسيح، وجمعوا عليه مجمعًا ظالمًا.. لذلك قيل: "في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي" (تك49: 5).. "لأنهما في غضبهما قتلا إنسانًا (ربنا يسوع المسيح)، وفي رضاهما عَرقبا ثورًا (الذبيحة المقدسة)" (تك49: 6).





+ لقد أسلموا المسيح حسدًا، وبغضب شديد أرادوا أن يصلبوه، وإذ هم قد فرحوا وسروا بأنهم تخلّصوا من المسيح.. كان هذا الرضا بمثابة تقديم الذبيحة المقدسة التي هي ربنا يسوع المسيح على الصليب المقدس.. فتحقق فيهم هذا القول النبوي: "في غضبهما قتلا إنسانًا وفي رضاهما عَرقبا ثورًا".





(4) يهوذا








+ هو السبط الذي تجسد منه السيد المسيح، لذلك قيل في النبوات: "لأن يهوذا اعتز على إخوته ومنه الرئيس" (1أخ5: 2).. والنبوة الخاصة بيهوذا تشير بكل وضوح إلى ربنا يسوع المسيح فتقول:





+ "يهوذا، إياك يحمد إخوتك" (تك49: 8): لأن منه يأتي "المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد. آمين" (رو9: 5).





+ "يدك على قَفَا أعدائك" (تك49: 8): لأن السيد المسيح انتصر على الشيطان.





+ "يسجد لك بنو أبيك" (تك49: 8): لأنه هو الله الظاهر في الجسد فيحق له السجود والعبادة.





+ "يهوذا جَرو أسد" (تك49: 9): وقيل عن السيد المسيح: "الأسد الذي من سبط يهوذا" (رؤ5: 5).





+ "من فريسة صعدت يا ابني" (تك49: 9): هو أسد بسبب قيامته بقوة، وهو فريسة لأنه صُلب عن ضعف، ولكن بالصليب غلب الشيطان، وحطم مملكته، ثم صعد من هذه الفريسة بالقيامة من الأموات.





+ "جثا وربض كأسد وكلبوة" (تك49: 9): لأنه مات ودفن في القبر.





+ "مَنْ يُنهضه؟" (تك49: 9): مَنْ يستطيع أن يقيمه من الموت. إنه سيقوم بقوته الذاتية الإلهية.





+ "لا يزول قضيب من يهوذا" (تك49: 10): قضيب الملك لأن السيد المسيح هو "ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ19: 16).





+ "ومُشترع من بين رجليه" (تك49: 10): أي واضع شريعة من نسله.. والسيد المسيح نسل يهوذا، وهو واضع شريعة الكمال للعهد الجديد.





+ "حتى يأتي شيلون" (تك49: 10): شيلون هو اسم نبوي للمسيا ومعناه "الأمان".





+ "وله يكون خضوع شعوب" (تك49: 10): لأن كل الأمم وليسو اليهود فقط قد خضعوا للمسيح، وصار له في كل مكان كنيسة وشعب مجتمع يحبه ويخدمه ويعبده بالحق.





+ "رابطًا بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن أتانه" (تك49: 11): الكرمة والجفنة هي سر الإفخارستيا، والجحش ابن الأتان هو الكنيسة التي ركبها المسيح، ودخل بها إلى أورشليم السمائية، وقد ربط هذه الكنيسة المجيدة بسر دمه الطاهر في التناول من الإفخارستيا، فصارت علامة الكنيسة المسيحية الحقيقية هي الارتباط بالقداس والإفخارستيا.





+ "مُسوَد العينين من الخمر" (تك49: 12): إشارة إلى وضوح رؤية العين بسبب التناول من جسد الرب ودمه.. "عرفاه عند كسر الخبز" (لو24: 35).





+ "مُبيض الأسنان من اللبن" (تك49: 12): إشارة إلى قوة الأسنان بسبب الشبع من اللبن الروحي.. الذي هو كلام الله "سقيتُكم لبنًا لا طعامًا، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون" (1كو3: 2).. والأسنان هنا ترمز إلى الكلام الخارج من فم الإنسان، يكون هذا الكلام قويًا مؤثرًا لأنه شبعان بكلمة الله "الغذاء العقلي".





(5) زبولون





"زبولون، عند ساحل البحر يسكن، وهو عند ساحل السفن، وجانبه عند صيدون" (تك49: 13)





+ يرمز إلى الكرازة بإنجيل المسيح بين الأمم (ساحل البحر)، ومن خلال الأسفار في البحر عدة مرات (ساحل السفن).








(6) يساكر








"يساكر، حمار جسيم رابض بين الحظائر. فرأى المحل أنه حسن، والأرض أنها نزهة، فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدًا" (تك49: 14-15)





+ إشارة إلى أتعاب الخدمة واحتمال أثقال الآخرين، والأرض النزهة هي الأرض المخصبة التي أنتجب قمحًا وعنبًا لجسد الرب ودمه الأقدسين، وهذان هما أكبر مُشجِّع لأن نحنى أكتافنا لحمل الآخرين.








(7) دان





"دان، يَدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل. يكون دان حيَّة على الطريق، أفعوانًا على السبيل، يلسع عَقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء" (تك49: 16-17)





+ إنه السبط الذي سيأتي منه (ضد المسيح) في آخر الأيام، فهو "حيَّة على الطريق" إشارة إلى فعل الشيطان. ولذلك يختم النبوة عنه بكلمة "لخلاصِك انتظرت الرب" (تك49: 18).








(8) جاد








"جاد، يزحمه جيش، ولكنه يزحم مؤخره" (تك49: 19)





+ يشير إلى الجهاد الروحي.





(9) أشير








"أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك" (تك49: 20)





+ يشير إلى ثمار الجهاد الروحي، وفيض النعمة.





(10) نفتالي








"نفتالي، أيِّلة مُسيَّبة يُعطي أقوالاً حسنة" (تك49 :21)





+ يشير إلى النفوس حديثة العهد بالعبادة الروحية الحقيقية، وهي نفوس رقيقة مرهفة "آيلة مُسيَّبة".








(11) يوسف





"يوسف، غصن شجرة مثمرة، غصن شجرة مثمرة على عين" (تك49: 22)





+ يوسف كلمة معناها "يزيد"، وهو يشير إلى الثمر المتزايد، كمثل السيد المسيح الذي أثمر بتعبه وصليبه وأنتج شعبًا عظيمًا.. والعين هي ينبوع الروح القدس الذي يعطي النعمة في الكنيسة.





+ "أغصان قد ارتفعت فوق حائط" (تك49: 22): الحائط كان من المفترض أنه يعوق نمو الشجرة، ولكنه صار لها سورًا. فكل ما قابل يوسف من ضيقات كان من شأنه أن يعوق نموه الروحي، ولكنه صار دعامة لهذا النمو.. وكذلك بالنسبة للسيد المسيح كانت كل الضيقات والآلامات التي قابلته سببًا في خلاص الإنسان.





+ "فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام" (تك49: 23): إنهم الشياطين وأعوانهم من الكتبة والفريسيين ورؤساء الشعب الذين مرروا السيد المسيح، ورموه بأفظع الاتهامات، واضطهدوه حتى الصليب.





+ "ولكن ثبتت بمتانة قوسه، وتشددت سواعد يديه" (تك49: 24): لأنه قام من الأموات منتصرًا على شوكة الموت والجحيم والخطية والشيطان.








(12) بنيامين








"بنيامين، ذئب يفترس. في الصباح يأكل غنيمة، وعند المساء يُقسِّم نهبًا" (تك49: 27)





+ إنها نبوة عن بولس الرسول الذي كان في بداية حياته يأكل غنيمة.. حيث كان يضطهد المسيحيين، وفي نهاية حياته كان يُقسِّم نهبًا.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يسوع المسيح الإله والابن
https://upload.chjoy.com/uploads/1358025560211.jpg

1- ناسوت المسيح

سُمي الإله المتجسد يسوع المسيح. أما يسوع فهو كلمة عبرانية معناها " الله يخلص". وقد أطلق هذا الاسم على ابن الله المتجسد نظراً للمهمة الخلاصية التي أتي ليقوم بها، والتي تعبر عن هويته ورسالته معاً6 . لذلك قال الملاك لمريم عندما بشرها: "ها أنت تحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع" 7.والملاك الذي ظهر ليوسف قال له متكلماً عن العذراء: "ستلد ابناً فتسميه يسوع لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم" 8. فاسم يسوع يعني أن الله نفسه حاضرٌ في شخص ابنه الذي صار إنساناً لافتداء البشر افتداءً شاملاً ونهائياً من الخطايا. أما كلمة المسيح فتعني الممسوح9 ، وقد كان الأنبياء والملوك والكهنة في العهد القديم يمسحون بزيت مقدس ينالون بواسطته نعمة لإتمام رسالتهم 10، ولذلك كانوا يدعون مسحاء الربّ. ولكن هؤلاء لم يكونوا سوى صورة ورمز ليسوع الذي هو وحده مسيح الروح القدس الذي حلّ على إنسانيته فجعل منه نبياً أنبأ بحقيقة الله كاملة11 .

تعتقد الكنيسة الكاثوليكية 12أن للمسيح طبيعتين: إلهية وإنسانية متحدتين في شخص واحد، شخص ابن الله المتجسد وأن هذا الاتحاد قائم بدون انقسام أو انفصال أو تحول أو اختلاط.أي أن كل من هاتين الطبيعتين تحتفظ بصفاتها الخاصة، فلا تفقد الطبيعة الإلهية صفاتها الإلهية ولا تفقد الطبيعة الإنسانية صفاتها الإنسانية 13، لكنهما متحدتان في شخص واحد14 .

فحين نعترف15 في قانون الإيمان "ربّ واحد، مولود وحيد" فإننا نؤكد أن يسوع المسيح هو ابن الله المولود الوحيد وهي تعني لاهوتياً الكائن الذي لا يماثله كائن آخر، أي لا يوجد مصدر آخر له. وهنا تكمن هرطقة آريوس، حيث أنه لم يستطع التمييز بين فعل الولادة والخلق، الذي كان يُعبَر عنه، في اللغة اليونانية، بذات الفعل. ولهذا يُعتَبر خطراً الكلام عن الله بواسطة التعابير البشرية 16، حيث أن الولادة تختلف عن الخلق. ولأجل عدم الوقوع في مثل هذه الهرطقات استعمل اليونان لفظة حيث أنها تعني الكائن الذي لا يماثله في كيانه كائن آخر. كما أنها تستعمل للدلالة على أن يسوع هو ابن الله المولود وليس ابنه بالتبني 17.

أما عبارة "إله من إله" فقد استعملها آباء المجمع للدلالة على كائن واحد وعلى أقنومين، وذلك للتعبير عن الاختلاف بين عمل الله الآب، وعمل الله الابن من دون وجود أية فوارق بين الاثنين في الجوهر18 .فعمل الأقنوم الثاني يتميز عن باقي الأقانيم حيث أنه كشف لنا بالتجسد عن سر الله متخذا طبيعة بشرية.إن هذه الخاصة لا تنطبق على أقنوم الآب بالرغم من تشابههما في الجوهر الإلهي.

وكذلك تأتي عبارة "مولود غير مخلوق" كرد مباشر على زعم آريوس الذي اعتقد بأن المسيح هو مخلوق كسائر البشر. فقد كان بعض اليونانيين يفكرون بأن كل من هو مولود هو مخلوق ، فجاء الرد من قبل المجمع المسكوني الأول ليميز في الإيمان المسيحي بين الولادة والخلق. حيث أن العرف الطبيعي لا ينطبق على شخص المسيح.

وأخيراً تأتي عبارة "مساوٍ للآب في الجوهر" التي كانت من أهم قرارات مجمع نيقية وذلك لدحض عقيدة آريوس وأتباعه، فإن هذا الأخير اعتقد بأن الابن مخلوق وبالتالي الآب ليس مخلوق. فجوهر الآب مختلف عن جوهر الابن. حيث أن مفهوم الجوهر للكائنات في الفكر اليوناني يقوم على الأساس الذي لا يتغير، فلكل جوهر خاصته19 التي لا نستطيع تبديلها بين الكائنات، هذا الأساس الثابت، إذا ما أضيف إليه خصائص الصورة20 نحصل على الفرد. فآريوس جعل من الصورة جوهر، فاعتبر أن المولود هو مخلوق وبالتالي لا يكتسي بالطبيعة الإلهية والجوهر الإلهي لدى الآب، فصورة الابن هي الولادة وصورة الآب هو صانع الخلاص والتاريخ.

2- المجامع التي تطرقت إلى ناسوت المسيح

أنكرت الهرطقات الأولى ناسوت المسيح الحقيقي أكثر مما أنكرت لاهوته، ومنذ العهد الرسولي شدّدت العقيدة المسيحية على التجسد الحقيقي لابن الله، لكن استفحال هذه الهرطقات أدى بالكنيسة إلى عقد عدة مجامع للدفاع عن إيمانها بألوهية الكلمة المتجسد ووحدته مع الآب في الجوهر. وهنا لا بد من الكلام عن المجامع المسكونية الأربعة الأولى التي تطرقت إلى هذه المواضيع.

1. مجمع نيقية 325.

خلال سنة 325 اجتمع في نقية حوالي 318 أسقفاً، كان هدفهم دراسة عقيدة آريوس. فحكموا عليه وأعلنوا أن تعاليمه مناقضة للإيمان القويم، وأوجزوا إيمانهم في القسمين الأول والثاني من القانون الذي لا يزال يتلى حتى يومنا هذا.أعلن آباء المجمع أن يسوع المسيح ليس كائناً وسيطاً بين الله والبشر، بل هو الله ذاته في شخص الكلمة والابن الوحيد، الواحد مع الآب في الجوهر21 . وأعلنوا الحرم على الذين يقولون إنّ ابن الله مخلوق وإنه من غير جوهر الآب.

2. مجمع القسطنطينية 381

عقد هذا المجمع إزاء بدعتين:

الأولى منهما كانت لأبوليناريوس الذي قال بأن طبيعة المسيح البشرية ليست كاملة 22، إذ لم يكن يحتوي على نفس بشرية. فأعلن المجمع أن المسيح هو إنسان كامل وإله كامل.

أما الثانية فكانت إزاء بدعة مكدونيوس الذي ادعى أن الروح القدس مخلوق، فأعلن آباء المجمع ألوهيته، وثبت قانون الإيمان النيقاوي وأكمله.

3. مجمع أفسس 431

أقيم هذا المجمع لدحض البدعة النسطورية التي كانت ترى في المسيح «شخصاً إنسانياً مقترناً بشخص ابن الله الإلهي»23 ففي المسيح شخصان متميزان غير متحدين. فجاء المجمع المسكوني الثالث معلناً أن المسيح الكلمة قد اتحد بالجسد اتحاداً اقنومياً. فأن الأقنوم الثاني هو ذاته شخص المسيح الذي يعتبر شخصاً واحداً في طبيعتين.والعذراء مريم أصبحت والدة الإله بالحبل البشري، وبالتالي يجوز لنا أن ندعوها والدة الإله . والمسيح هو شخص واحد في طبيعتين، طبيعة إلهية وطبيعة بشرية.

4. مجمع خلقيدونية 451

عقد المجمع المسكوني الرابع إزاء أصحاب الطبيعة الواحدة الذين يعتقدون بأن ليس المسيح بعد التجسد سوى طبيعة إلهية. فدحض آباء المجمع هذه البدعة مؤكدين بقاء الطبيعتين الإلهية والإنسانية، متحدتين في شخص واحد وأقنوم واحد بدون اختلاط ولا تحول ولا انقسام ولا انفصال.«فطبيعته الإنسانية مكونة من نفس عاقلة وجسد، أما جوهره هو جوهر الآب من حيث اللاهوت، وجوهره جوهرنا من حيث الناسوت...، فهو يشبهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة 24، وولده الآب قبل جميع الدهور من حيث الألوهة 25» .


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يسوع المسيح الأقنوم المتجسد
https://upload.chjoy.com/uploads/1354487790631.jpg

بواسطة الخطيئة انفصل الإنسان عن الله وأضحى مهمشاً غير قادر أن يُنهض نفسه من الهوة التي سقط فيها. لم يكن قادراً أن يرتفع إلى الله ولذلك شاء الله من فيض محبته أن ينحدر بنفسه إلى الإنسان، وذلك لكي يعيد الشركة بين الإنسان ونفسه. فبالتجسد أخذ الله طبيعتنا البشرية المنحطة وضمها إلى لاهوته، لتسري فيها حياة جديدة فتشددها وتنعشها وتعيدها إلى نقائها الأولي.

1 - حُبل به من الروح القدس

إن هذه الكلمات تلغي فكرة تدخل رجل في الحبل، أي أن يسوع الإله والإنسان، لا يُعرف له أبٌ سوى الله الآب26، فحين البشارة سألت مريم الملاك: « كيف يكون ذلك وأنا لا أعرف رجلاً؟ » فأجابها الملاك: « الروح القدس يأتي عليك 27» .

ففي عمل الثالوث الخلاصي كان لا بد من اشتراك الأقانيم الثلاثة في عملية الفداء، فعمل الله الذي أوحي في الكتاب المقدس أولاً، أوحي من خلال الابن ثانيةً، وبالاشتراك مع عمل الروح. فإن عمل الآب هو الخلق وعمل الابن هو الفداء، أما عمل الروح فهو تأليه الإنسان. «فالآب هو كالذراع من حيث تأتي القوة والحركة: الابن هو كاليد التي تنفذ الحركات الدقيقة في العمل؛ والروح كالأصبع التي تؤمن العمل النهائي28» .

إن الروح القدس أُرسل إلى حشا العذراء ليقدسه ويخصبه إلهياً، فأصبحت رسالة الروح تواكب رسالة الابن وترافقها29 ، وبما أن ابن الآب الوحيد قد حبل به في أحشاء العذراء مريم فهو ممسوح من قبل الروح القدس، منذ بدء وجوده البشري، حيث أنه ظهر تدريجياً لعدد من الناس، وكما ستظهره لاحقاً حياته المليئة بالأعاجيب 30.

2- تجسَّد من مريم العذراء

كما ذكرت سابقاً، إن الله من صميم محبته قرر أن ينحدر إلى الإنسان ليخلصه، إلا أنه ? وهو يحترم حرية الإنسان ? أراد أن يريد الإنسان خلاص نفسه. فبدأ بتهيئة الإنسانية تدريجياً إلى اقتبال الخلاص. وأدت هذه التهيئة إلى مريم العذراء، حيث بدأت منذ العهد القديم31 وأوجزت رجاءها في العهد الجديد في نشيد التعظيم "تعظم نفسي الربّ32-33 "، الذي يعد أنه مليء بالإشارات التي ترمز إلى العهد القديم. وهكذا فإن مريم « هي المثال الأعظم والصورة الأولى للإيمان المسيحي34 » ، وهي « بقبولها للخلاص الذي جعله الله بنعمته ممكناً هو إذاً لحظة أساسية في حدث الخلاص».35

فمريم العذراء هي والدة الله، وهذا ما يعلنه لنا العهد الجديد في العديد من الشهادات 36، وهو ما أعلنه مجمع أفسس سنة 431 كما ذكرت سابقاً، وبالإضافة إلى ذلك فهي أمنا وتتشفع لنا في السماء. إن هذا الاعتقاد لا يمكن إزالته من تراث الصلوات في الكنيسة ، ومن التراث الشعبي المسيحي الذي اعتاد المسيحيون في كنائسهم على ترداده.

وأخيراً وليس آخراً، لا بد من التكلم عن بتولية مريم ، فمنذ إعلان الصيغ الأولى للإيمان في الكنيسة، كان الاعتراف بأن حبل مريم هو بقوة الروح القدس وبدون أي زرع من رجل، وقد أكد على ذلك القديس إغناطيوس الأنطاكي في أوائل القرن الثاني حيث قال في رسالته إلى السميرنيّين (1-2): « اتضح لي أنكم على أشد اليقين في ما يتعلق بربنا الذي هو في الحقيقة من ذرية داوود بحسب الجسد 37، وابن الله بحسب إرادة الله وقدرته 38، ومولود حقاً من عذراء (...) وقد سُمّر حقاً من أجلنا في جسده في عهد بنطيوس بيلاطوس (...) فتألم حقاً، وحقاً قام أيضاً»39 .

3 - صُلب من أجلنا ومات

يُعتبر السر الفصحي لموت المسيح وقيامته محور عملية التبشير التي قام عليها عمل الرسل والكنيسة من بعدهم، وذلك من خلال الصليب علامة الخلاص المميزة. حيث أن موت يسوع عليه كان في نظر اليهود دينونة ولعنة من قبل الله 40، أما في نظر الرومانيين فهو عار ومدعاة للسخرية والاحتقار41 . ولهذا كانت مهمة الكنيسة المسيحية الناشئة صعبة، إلا أنها كانت دائماً تتذكر إرادة الله وتصميمه الخلاصي، الذي أظهره أثناء العشاء السري42 . فموت المسيح لم يكن نتيجة الصدفة بل هو في سر تصميم الله، حيث أن المسيح مات من أجل خطايانا متخذاً صورة العبد المتألم 43، وذلك ليكفر عن خطايا البشر التي تلت الخطيئة الأصلية وكانت عاقبتها الموت 44. « إن موت المسيح في الوقت نفسه هو ذبيحة فصحية تتم فداء للبشر ذلك بالحمل الذي يرفع خطيئة العالم، وهو ذبيحة العهد الجديد التي تعيد الإنسان إلى الشركة مع الله مجرية المصالحة بينهما بالدم الذي يُراق عن الكثيرين لمغفرة الخطايا45 » .

وبعد أن مات المسيح دفن في القبر بجسده من دون أن ينال أي فساد46 ـ وتعتقد الكنيسة الكاثوليكية أنه في مدة إقامة المسيح في القبر بقي شخصه الإلهي ملازماً لنفسه وجسده اللذين فصلهما الموت 47.وحين مات المسيح انحدر بنفسه المتحدة بالشخص الإلهي، إلى مقر الأموات حيث منحهم بشرى الخلاص. وتعتقد الكنيسة الشرقية بأن انحدار المسيح إلى مملكة الموت هو حدث الخلاص الجوهري48 . فكل الأجيال الذين ماتوا من قبل يسوع خلصوا في موته. وقد شمل موته الخلاصي أيضاً جميع آلام التاريخ وضحاياه.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 02:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإله القائم، الديّان
https://images.chjoy.com//uploads/im...bbf5e4542a.gif


1 - قام - صعد إلى السماء

« نحن نبشركم بأن الوعد الذي صار لآبائنا قد حققه الله لنا، نحن أولادهم إذ أقام يسوع49 » .

بهذا الكلام توجه القديس بولس إلى الجمع المحتشد في المجمع بمدينة إنطاكية، حيث بشرهم بالحقيقة التي تمثل جوهر الإيمان المسيحي. هذا ما اعتقدته وعاشته الجماعة المسيحية الأولى، وتناقله التقليد على أنه حقيقة جوهرية. فمعظم شهادات العهد الجديد تركز على القيامة التي من دونها تكون البشارة فارغة والإيمان باطل، كما ورد على لسان القديس بولس؛ إذ إننا نكون، في رجائنا، أشقى الناس أجمعين 50.

« إن أقوال القيامة في العهد الجديد تتسم بتحفظ ملحوظ، فبخلاف الكتابات المنحولة اللاحقة والتصاوير والرسوم الكثيرة، لا يعرف العهد الجديد أيّ وصف لحدث القيامة عينه. 51» لكنه يوجد بعض الصيغ الاعترافية الصغيرة التي تتضمن شهادة إيمانية، مثل الشهادة التي أعلنها بولس للكورنثيّين في رسالته الأولى: « إن المسيح قد مات من أجل خطايانا، على ما في الكتب، ودُفن، وقام في اليوم الثالث، على ما في الكتب، وتراءى لكيفا، ثم للإثني عشر52» .

وتراءى يسوع للعديد من النساء القديسات منهم مريم المجدلية وثم إلى الرسل وحثّ القديس بطرس على تثبيت إخوته في الإيمان. وكان يسوع يقيم علاقات مباشرة مع إخوته عن طريق اللمس وتقاسم الطعام. فهو يدعوهم إلى الاعتراف بأنه ليس روحاً، بل جسداً صُلب واستُشهد، إذ إنه لا يزال يحمل علامات الصلب53 . لكنه أصبح ممجداً أي لم يعد محصوراً في الزمان والمكان، لكن بإمكانه الحضور في أي زمان ومكان، « إذ إن ناسوته لم يعد مقيداً بالأرض بل أصبح في عهدة الآب الإلهية54 » . كما يوجد فكرة جوهرية أخرى يجب التركيز عليها، وهي أن قيامة المسيح لم تكن عودة إلى الحياة الأرضية، كما كانت الحال بالنسبة إلى القيامات التي أجراها خلال حياته العلنية، فهؤلاء كانوا سيموتون مجدداً في وقت ما. أما قيامة يسوع فمختلفة جوهرياً، فهو في جسده الممجد ينتقل إلى حياة أخرى بعد الموت، إذ أصبح مملوءاً من الروح القدس55 .

فالقبر الخالي واللفائف التي كانت مطروحة بالقرب منه تشهد على أن المسيح أفلت من قيود الموت والفساد بقدرة الله وهي « مبدأ وينبوع قيامتنا الآتية 56» .

كما أن القيامة تثبت حقيقة ألوهة المسيح الذي قال: « إذا ما رفعتم ابن البشر فعندئذ تعرفوني أني أنا هو 57» . فهي تحقيق القصد الإلهي، كما أعلن بولس لليهود: « ونحن نبشركم بأن الوعد الذي صار لآبائنا قد حققه الله لنا، نحن أولادهم، إذ أقام يسوع، على ما هو مكتوب في المزمور الثاني: أنت ابني وأنا اليوم ولدتك 58» .

كما ذكرت سابقاً إن المسيح بقيامته حصل على جسد ممجد، لكن مجده خلال فترة الأربعون يوماً سيبقى مستوراً عليهم بستار الإنسانية العادية59 حتى « يدخل ناسوته دخولاً نهائياً في المجد الإلهي الذي ترمز إليه السحابة والسماء حيث سيجلس...على يمين الله60 » فهو بموجب ارتفاعه أصبح « ضابط الكون 61» ، فكل شي سيخضع له، والسحابة التي أخذت يسوع عن أعين تلاميذه تشير منذ العهد القديم إلى حضور الله الذي يتخطى الزمان والمكان، فيسوع دخل مجد الله.

في تصور لوقا الإنجيلي حول روايته صعود يسوع إلى السماء 62، هناك أربعين يوماً تفصل بين قيامة المسيح وصعوده إلى السماء، وهذا العدد باستعماله في العهد القديم يشير إلى زمن خاص مقدس مع مسيرة شعب الله في الصحراء ومكوث موسى على جبل سيناء ومسيرة إيليا إلى جبل حوريب وصيام يسوع في البرية.كل ما سبق يدل على بدء زمن جديد هو زمن الكنيسة، يتحد مع زمن يسوع خلال هذه الأربعين يوماً. وبعد صعوده سيتابع عمله بواسطة روحه القدوس في الكنيسة وفي التاريخ 63.

2 - يأتي ليدين الأحياء والأموات

من خلال العديد من الأنبياء، والذي كان آخرهم يوحنا المعمدان، أُعلنت الدينونة الأخيرة. ومن خلال كرازة يسوع كشف عن هذه الدينونة، حيث سيتم كشف سلوك كل فرد، وسيعلن سرّ قلبه، ويحاسب كل إنسان بحسب أعماله.

والمسيح بكونه فادي العالم فله الحق بأن يحكم على أعمال البشر، وقد « اكتسب هذا الحق بصليبه 64» . وتؤمن الكنيسة الكاثوليكية بأن الابن لم يأتِ ليدين، بل ليخلص65. وكل إنسان يرفض نعمة الله المجانية فإنه يحكم على ذاته ويدين نفسه. فالإنسان يستطيع بملء إرادته أن يُهلك نفسه إلى الأبد66 برفضه لروح المحبة 67.

إن مجيء يسوع في المجد والدينونة العامة سيكونان حدثاً واحداً 68سيكون الفصل الأخير لانتصار المسيح على الخطيئة والموت. « سيأتي ابن البشر في مجد أبيه مع ملائكته.وعندئذ يجازي كل واحد بحسب أعماله 69» .


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإنسان في عالمنا المعاصر
https://images.chjoy.com//uploads/im...e88ab25b54.jpg

صورة الإنسان المعاصر:

إن دارسي العلوم الإنسانية من فلاسفة وعلماء اجتماع وآداب ولاهوت، يشيرون إلى أن حياة الإنسان المعاصر مطبوعة بمظاهر تميزها عن حياة الإنسان فيما سبق، وقبل الدخول في تراثنا اللاهوتي عن الإنسان سنحاول هنا أن نستطلع بعضا من مظاهر حياة إنسان اليوم.

1- التغير وعدم الاستقرار: إن في الكون والطبيعة والمجتمعات البشرية نظام ثابت أبدي، هذا النظام كان سنداً مُطَمئِناً للإنسان في حياته.. لكن الإنسانية فقدت هذا السَنَد في عصرنا إذ اصبح كل شيء خاضعٌ للتغير.

فنلاحظ أن "في المضمون البشري تطور وتغير عميق وسريع. ففي الحضارة الدينية الماضية كان المعنى الروحي "مُستَلَم" مثل وديعة تعطيها الأجيال القديمة إلى الجديدة. أمّا في هذه الحضارة فالإنسان المعاصر يرى ذاته مسؤولاً ويجب عليه أن يتأكد ويعيد التفكير بشكل نقدي-نبوي في كل ما قد حققته الأجيال السابقة". إن التغيرات كثيرة وعميقة إلى درجة أن الإنسان المعاصر خلال فترة حياته مجبر أن يعيش لوحده الخبرات التي في القديم كان يعيشها عشرين أو ثلاثين جيلاً معاً".

2- رفض العقائد: هناك جفاء لأي شكل من أشكال الحقيقة والمبادئ والقواعد المطلقة. فإنسان اليوم يرفض العقائد والتقليد: فمنذ عصر الإشراق في القرن الثامن عشر وبعد، أصبح الإنسان أكثر صداً وممانعةً في قبول أي تأكيد أو حقيقة إذا لم تأتي منه أو على الأقل إذا لم يستطيع اختبارها وفهمها وذلك باختبارها هو بنفسه؛ وعنده رفض عميق لكل ما وصله من الماضي، رفض لأي شكل من أشكال التقليد. فبدلا من فكرة التراث وَضَعَ كلمة التطور والتقدم، وبالتالي فان "الكمال"، والنموذج الذي يسعى إليه، لا يأتيه من الماضي بل النموذج هو في ما سيكونه في المستقبل. لذلك فالإنسان المعاصر متوجه إلى المستقبل، إلى الجديد، يريد تجديد كل شيء، واضعاً بالشك ومعارضاً كل ما وصل إليه من الماضي: في حقل الدين والقانون والتربية والأخلاق والسياسة والاقتصاد.

3- التحرر: بعد أن تخلص الإنسان من أي رباط مع الماضي ومن ثقل الحقيقة والقوانين المطلقة، يشعر الإنسان المعاصر بالتحرر بشكل كبير، وفي كل مظاهر حياته: السياسية والاجتماعية والدينية والأخلاقية والاقتصادية، لذلك فهو بما انه حر يطالب لذاته بحق تحقيق ذاته كما يريد، إن كان بانسجام أو بتعارض مع التقليد، والمجتمع والنظام القائم.

4- العَلمَنَة: في بدء العصور الحديثة وضع الإنسان الله، بشكل منهجي، بعيداً عن السياسة والعلم والفن والأخلاق والقانون وشيئا فشيئا عن أي مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية (وأصبحت الديانة قناعة شخصية). بنفس الوقت وبواسطة العلوم والتقنية اندفع لاكتشاف وغزو العالم، فاهتمامه لم يعد موجها نحو السماء بل نحو الأرض: إن المنظور ما فوق الأرضي اختفى من فكره وعمله وأعطى مكانه للمنظور الأرضي العالمي.

إن نتائج العلم جعلت الإنسان المعاصر يثق بالتقدم غير المحدود للبشرية. فالعلماء والبسطاء اليوم، يعتقدون أن المشاكل التي تُقلِق الإنسان ستُحَل لاحقاً أو متأخراً. فبالعلم سيصل الإنسان إلى معرفة دوماً أكبر عن المادة، وبمساعدة التقنيات سيستطيع السيطرة عليها بشكل أكمل دوماً. إن التفاؤل الذي غزا النفوس في القرن الثامن عشر مع عصر الأنوار ما زال يشد الناس حتى في عصرنا هذا. الإنسان المعاصر يشعر انه ناضج، واعِ. فقد تعلم أن يصنع كل شيء وحده، وان يحكم نفسه بنفسه وان يحل مشاكله دون الرجوع إلى أي كائن متعالِ.

في السابق عندما كان الإنسان ما زال ضعيفا كان يلتجئ إلى الإله كي ينتصر على الجوع والمرض والبؤس والفوضى الاجتماعية، والظلم والحروب والقمع السياسي والاقتصادي... بينما اليوم يستطيع أن يحصل على نفس النتائج وأحياناً أفضل من السابق عندما يعود إلى أشخاص مثله: الطبيب والاجتماعي والمهندس والمحامي والسياسي. إنسان اليوم يرى نفسه سيداً، ليس فقط سيد اليوم ولكن سيد المستقبل أيضا. فهو يعتني نفسه بنفسه، يبرمج ويعمل مشاريع معتمدا فقط على قوته ومصادره التي يضعها العالم بين يديه. هكذا فان الإنسان اليوم اصبح لا-متدين. وعدم التدين اصبح السلوك المسيطر في الحضارة وفي الحياة المعاصرة. لقد وُضِعَ الله بعيداً أولاً في السياسة ثم في العلم والفلسفة والأخلاق والتربية وشيئا فشيئا عن كل الأعمال البشرية. إن الدين غائب عن الحياة العملية وأيضا النظرية. الإلحاد هو بدون شك السلوك المسيطر في الإنسان المعاصر.

5- العملية: لقد غدا الإنسان المعاصر عملياً بشكل واضح: فهو محمول نحو الفعل، عمل-إنتاج-شغل.. فالحركة هي التي تسحره وتتشربه كلياً. ولم يعد يجد وقتا للتفكير والتأمل بل لم يعد يهمه ذلك مطلقا. حتى عندما يفكر ويتأمل ويدرس فهذا دوماً يكون موجهاً نحو نتيجة عملية. "إن التحول من النظرية البحتة إلى نظرية العمل أمرٌ أكيد وثابت في الفكر المعاصر بشكل عام. انه ليس فكراً تأملياً، بل فكرٌ عامل. العقل لا يتوجه ناحية الإدراك والفهم، بل يتجه إلى الإنتاج. لم يعد يجتهد ليلتقط الجوهر الثابت للواقع، بل اصبح يريد أن يعرف ليحوِّل.. الفكر المعاصر هو فكر للإنتاج والعمل.

إنه عملي: وكلمة الواقع أصبحت مرادفة للحركة. فالإنسان لم يعد يصحح أفكاره ويراجع نفسه مقارنةً مع الأفكار والحقائق الأبدية الثابتة بل أصبح يقارن أفكاره بحسب فعلها ونتائجها. "الإنسان اليوم غدا نفعياً، انه يقبل كل ما يُعرَض عليه فقط إذا اتضحت له المنفعة والفائدة لذاته ولمجتمعه. وكل ما لا يحقق ذلك يرميه، حتى ولو كان له ماضٍ طويل أو قصير من المجد".

6- التاريخية: الإنسان المعاصر إنسان تاريخي، إن عنده حِسّ كبير بالتاريخ فالواقع بالنسبة له هو في حركة مستمرة ولا يوجد شيء ثابت أو نهائي أو دائم، وهو يسعى إلى الاختصار دوما اكثر. حتى أن وجوده نفسه بحالة تحول مستمر.

كان الفكر الكلاسيكي ينظر للإنسان على انه كائن "طبيعي"، مجهز بمزايا غير متغيرة وراسخة مثل الطبيعة. أمّا الفكر المعاصر فقد رفض هذا المفهوم وأظهر الدور الجوهري الذي تلعبه التاريخية بين العناصر التي تشكل كيان الإنسان.. فالتاريخية ليست فقط من المعطيات الموضوعية، بل أصبحت بنية معارفية، شكل من أشكال فهم الواقع.

ولقد نتج عن هذا الوعي التاريخي ضرورة إعادة المناقشة والبحث في أي مذهب وحكمة أو بنية سابقة.. ومناقشة أي محاولة لتحديد ما هي الثوابت على مَرّ الزمن وما الذي يبقى في تغير مستمر.

7- رفض العلوم المجردة: نتيجة لما سبق، يقف الإنسان المعاصر ضد كل العلوم المجردة والمبادئ الميتافيزيقية (الميتافيزيقيا علم ما وراء الطبيعة، شعبة من الفلسفة تشمل علم الوجود وعلم أصل الكون وتكوينه). فبعد أن أزاح كانط Kant الميتافيزيقيا من الفكر النظري وكومط Comte ربطها بفترة الإنسانية التي كانت قاصرا، وأيضا منذ أن استطاع العلم الحصول على شرح وحل للمشاكل التي كانت سابقا تختبئ خلف علم ما وراء الطبيعة، لم يعد الإنسان يرى علم الميتافيزيقيا علم العلوم بل أهملها وأنكرها ووضع نفسه بين أيدي العلم ووضع ذاته في خدمته.
الإنسان المعاصر ينظر فقط إلى النتائج: انه واقعي، وعملي. والعلم ونتائجه الذائعة بهرته وسلبته. بينما الميتافيزيقيا بالعكس، لا يمكنها أن تعطي نتائج، ولا تُنتِج أشياء للاستهلاك، ولا تضمن رخاء العيش. لذلك فهو يَعتبر أنها معرفة لا أهمية لها. وحتى لا يمكنها أن تكون مسلية، لأنها مليئة بأشياء غامضة وغير مفهومة..


8- الخيالية: إن انسياق الإنسان بالتطور التقني والعلمي ورخاء العيش دوما نحو الأفضل، أَوصَلَه إلى نظرة ثقة وتفاؤل بالمستقبل. فهو واثقٌ من نفسه لأنه: يملك تقنيات في تحسن واكتمال دائم، وقد تعلّم استغلال موارد الطبيعة بشكل اكثر فعالية وبتطور دائم ، واصبح يستطيع التحكم بمجرى التاريخ. فإنسان اليوم يضع مشاريع كبيرة وطموحة للمستقبل؛ انه يهدف إلى تحقيق غايات كبيرة في مجتمعه حيث لن يعود هناك بؤس ولا ظلم ولا جهل ولا مرض ولا عنصرية ولا أفضليات بل سيكون هناك مجتمع كامل سيجعل الجميع فرحين كلياً وسعداء.

9- الضياع: إن الإنسان المعاصر اصبح ضائعا وغير مطمئناً. لقد أضاع كل مبدأ ثابت يستعين به على توجيه ذاته ولم يعد باستطاعته أن يُوجِدَ قيم قياسية يؤسس عليها أحكامه. فلم يعد يعرف أن يفرق بين الخير والشر، بين الحق والزيف، بين الجمال والبشاعة، بين النزاهة والخِسَّة، بين المفيد والمؤذي، بين المسموح والمحظور، بين الاحتشام والخلاعة.. الخ. لم يعد متأكداً من أي شيء؛ ليس لديه أي مركز ثابت يستند اليه، يعيش كما المعلق في الهواء. فالأمور الأكيدة القديمة في ثقافته وآدابه قد انهارت؛ والقيم التي تأسست عليها حضارتنا قد تفتتت واضمحلت؛ والمرجعيات اللازمة للتطور والعمل فقدت أهميتها.

وحتى المسيحيين أصيبوا بهذا الضياع، "الأزمة التي يمر بها العالم المسيحي اليوم هي أزمة يقين. فالقلق والاضطراب والضياع الذي أصابه نَتَجَ من تكاثر وانتشار أفكار وفرضيات جديدة في حقل اللاهوت، وتفسير الكتاب المقدس والأخلاق، كثير من المسيحيين رأوا انهيار كل الثوابت القديمة ودخلوا في نفق مظلم، كل شيء فيه غير أكيد. فلم يعودوا يشعرون بأنهم متأكدين من أي شيء، ولا حتى من الحقائق الأساسية في الإيمان والأخلاق".

10- الانحراف والخيبة: إن الإنسان المعاصر غدا عبداً لميوله: الأنانية، اللذة، الحسد، الشهوات الحسية، الكذب، الجشع، النصب. ولكي يرضي ميوله الكثيرة فهو يستخدم أي واسطة. لا يهمه كثيراً إذا كان يتسبب بتخريب الجمال الطبيعي، أو إهانة الآخرين، أو الإضرار بحقهم، وقد تصل الأذية إلى حد حرمانهم حقهم الأساسي في الوجود. فالمهم أن تنتصر اللذة والرفاهية.

إن المجتمع الاستهلاكي يُدرِّب ويُحرِّض دوافع الأنانية، والإثارة الجنسية، والتكبر، والعنف.. بينما لا نرى تشجيعاً للقيم الأخلاقية والروحية التي تحافظ على صحة المجتمع. هكذا فالإنسان المعاصر، بدلا من أن يتطور نحو الأعلى، يغوص دوما إلى الأسفل، ويصبح دوما اكثر انحرافا، انه فاسد الأخلاق ويجد نفسه غارقا في بحر من الانحراف.
وتتضح، أخيرا، على الإنسان المعاصر ملامح الخيبة، والكآبة واليأس. فالمفكرون والأدباء والفلاسفة واللاهوتيون يجمعون على أن واحداً من ملامح إنسان العصر هو الكآبة.


تندرج أيضاً صعوبات مجتمعنا الشرقي المسيحي في العالم العربي تحت هذه النقاط العامة الموجودة في المجتمعات المعاصرة. فمن البيان الختامي للمؤتمر الأول للبطاركة والأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط الذي انعقد في أيار 1999 نفهم بعض الأمور:

1- إن عصر العولمة والمعلوماتية والاتصالات السريعة، جعلت الشعوب تتقارب، وتتداخل الثقافات، وتتمازج القيم، وتتغير أنماط الحياة، وتضاءل الالتزام بالإيمان. ويبدو أن الروح الدنيوية والاستهلاكية والنزعة المادية بدأت تطغى على الروح والقيم المسيحية.

2- ومن الناحية الكنسية، فان كنائسنا المتعددة والتي حَمَلَت تراثات غنية تعيش بشكلِ جُزُر منعزلة هَمُّ كل منها الحفاظ على مميزاتها وامتيازاتها.

3- كذلك فان القلق يساور البعض حيال المستقبل والمصير بسبب الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو تعثر السلام أو تضاؤل الديموقراطية أو الخوف على الحرية وحقوق الإنسان وكرامته، وهذا ما يدفع كثيرين إلى الهجرة التي وصفها البطاركة في رسائلهم بأنها نزيف يهدد جماعاتنا ومستقبلها من جهة، ومن جهة أخرى يعرضها للضياع والذوبان.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
توجهات الإنسان المعاصر
https://images.chjoy.com//uploads/im...cd61d58a87.jpg

من هذه المظاهر التي استعرضناها والتي تميز حياة الإنسان المعاصر، نكتشف أن الإنسان اليوم أكثر مما سبق، يتخطى وضعه الذاتي Autotranscendance ويريد أن يرتفع بذاته دوماً نحو الأمام، نحو الأكثر، ونحو الأفضل فهو في حالة تغير وتحول مستمر. ولقد توقف الفلاسفة والمفكرين طويلا عند هذا الميل في الإنسان، وهذه النزعة تمثل إنسانيته الناضجة، فمن الفلاسفة مَن رأى أن الإنسان يتخطى وضعه الذاتي ليحقق ذاته بشكل أكمل، ومنهم من رأى أن الإنسان يتخطى وضعه الذاتي ليحقق مجتمعاً أكمل، ومنهم من رأى في تخطي الإنسان لوضعه الذاتي إنشدادٌ وتحقيق لذاته الإنسانية في الله.. وسنعالج هذه النقاط فيما يلي:

1- التفسير المتمحور في الذات:

قلنا أن الطبيعة الإنسانية العاقلة تتميز بتخطي الذات، فالإنسان مشدود نحو تحرير نفسه من عبودية الجهل، والخطأ، والخوف، والميول. لكن هذا الجهد لتخطي الذات لا يعني انه خروج من الذات وتحول إلى شخص آخر. فان دافع الإنسان لتخطي ذاته يحدو الإنسان للحصول على وجود اكثر حقيقية، وليصل إلى تحقيق أغنى وأكمل لذاته ولإمكانياته.

فالإنسان يحاول الحصول على مستوى أفضل من المعرفة، ومن الثقافة الحضارية، والرفاهية، لكن دون أن يرمي في البحر ما كان يعرفه وتعلمه، وما يستطيع فعله وما يمتلكه. إن تخطي الذات ليست تضحية بالنفس لكي نربح شيئا آخر: إنها بالأحرى وقبل كل شيء بحثٌ لأجل شخصية أكثر كمالاً.

إن المفكرين الوجوديين أمثال نيتشه Nietzsche وسارتر Sartre وهيدغر Heidegger ، يقولون أن الإنسان يستطيع تخطي ذاته بقواه الذاتية فقط. لكن الخبرة تعلمنا أن محاولاتنا تُحبَط في اكثر الأحيان: فإننا لا نحوز العلم، ولا التملك، والسلطة، ولا ما نرغب به. وان تخطي الذات كهدف بحد ذاته دون وجود غاية تُوَجِّهُهُ وتَسمو به هي محاولة لا معقولة ولا جدوى منها لأنها تصب في الفراغ..

2- التفسير المتمحور في الإنسان:

كثير من المؤلفين بعد ماركس Marx وكومط Comte رأوا أن تخطي الذات حركة لتخطي حدود الفردية والأنانية ومحاولة لخلق إنسانية جديدة متحررة من البؤس الفردي والتفاوت الاجتماعي، وهذا هو الشرط لتحقيق السعادة الكاملة.

ماركوس Marcuse يقول إن تعالي وتطور إنسان هذا العصر يكون بسعيه إلى: المعرفة، العلم، التقنية والعملية؛ وهو مثل غارودي Garaudy الذي يؤكد أن نضوج الإنسان ذو طابع تاريخي وزمني بحت ولا يكون على المستوى الميتافيزيقي (الفائق الطبيعة): انه الاندفاع نحو مستقبل المجتمع الأفضل من المجتمع الحالي.
أمّا بلوك
Bloch فيعتقد أن تخطي الذات نابع من أن الإنسان يسعى إلى "ما ليس بعد"، هذا المدى من الإمكانيات الذي يجده الإنسان أمامه. والأمل هو أن يحقق الإنسان إمكانياته التي ليست محققة بعد وهو أمرٌ بشري بحت ولا علاقة لله بالأمر.


إن ما يحمله هذا التفسير من حقيقة هي ان حركة تخطي الذات لها أيضا بعد اجتماعي: فالإنسان ككائن اجتماعي ينمو. ومن ناحية أخرى فان هذه النظرية بتخطي الذات على المستوى الاجتماعي تواجه اعتراضات كثيرة نابعة من تنظيم المجتمع مهما كان نوعه: اشتراكيا كان أم رأسماليا.

فما لاحظناه من حركة تخطي الذات يتضمن البعدين الفردي والاجتماعي ولهذا السبب فان ماركس Marx واتباعه الذين يقفون فقط عند البعد الاجتماعي، يعطون تفسيراً لتخطي الذات لا يمكن قبوله لأننا حتى ولو فرضنا أن الإنسانية من خلال تطورها البطيء ستصل إلى تحقيق ذاتها كاملة ولن يبقى هناك احتياجات ناقصة وسيكون تساوٍ بين الناس فان ذلك لن يحل المعضلة الفردية ومتطلبات الإنسان الحالية.

وفي الحقيقة لن يستطيع الإنسان أن يعطي معنى لوجوده إذا وضع ثقته بعناصر كونية، فان كل ظواهر العالم لها وقت وتنتهي فيه. ولن يستطيع الإنسان أيضا أن يعطي معنى لوجوده إذا وضع ثقته بالإنسان الآخر لأنه هو أيضا محدود وزائل. ولذلك على الإنسان أن يبحث في منحى آخر ليجد المعنى الحقيقي لتخطي ذاته ولمعرفة معنى وجوده.

3- التفسير المتمحور في الإله:

كثير من الباحثين يعطون لتخطي الذات هدف ومعنى إلهي: فالإنسان مدفوع من داخله باستمرار ليتخطى ذاته ويتخطى حدود واقعه، لأنه مدفوع من قِبَل إرادة أعلى منه ليفعل ذلك، وهذه الإرادة هي الله. فالله بسخائه وطيبته وكماله وحضوره في كل مكان، يوجه نحوه كل الخلائق وخصوصاً الإنسان.

يَظهر الإنسان للاّهوتي كارل راهنر Rahner ككائنٌ منفتح في جوهره، ولا ينغلق على ذاته أبداً ويقف عند "النهاية". وفي هذه الإنفتاحة غير المتناهية يكمن تخطي الذات: فهي تجعل الإنسان منطلقا دوما نحو الأمام. لكن هذا لا يُقصد به إنفتاحة نحو الفراغ، مثلما يجزم معلمه هيدغر Heidegger ، ولا هي إنفتاحة موجَّهَة نحو مستقبل لن يصبح واقعاً أبداً، كما تخيل غارودي Garaudy وبلوك Bloch ، بل هي إنفتاحة تصبّ في المطلق، هذا المطلق الذي يكون لانفتاحة الإنسان كالختم الوحيد القادر على إغلاقها وتماسكها. إن التفسير المتمحور في الإله لحركة تعالي الإنسان على ذاته فيه الإجابة النهائية لبحث الإنسان عن المعنى الجوهري والحقيقي لانشداده وتعاليه بشكل متواصل، لأن هذه الحركة تقود الإنسان نحو الذي هو أساس كل معنى وكل قيمة، انه الله.

بما أن التفسير المتمحور في الإله لتعالي الإنسان يحدد معنى تعاليه في الله، فقد ظهرت ضد هذا التفسير صعوبة كبيرة وهي: إن هذا التفسير ينفي واقعية الله ككائن موجود لأنه تأكيدٌ منطلقٌ من الذات. فاليوم يوجد فلاسفة يؤكدون أن من غير الممكن معرفة الله ولا يمكن برهنة وجوده اطلاقاً، ويقولون أن فكرة الإله بالتالي هي فقط تشخيص لاحتياجات وخيالات الإنسان السامية: وبمعنى آخر، إن الله اختراعٌ من فكر الإنسان.

رداً على هذا يكرر اللاهوتيون أن جوابهم على حركة تعالي الإنسان لذاته نحو الله لا تفترض أنها تريد أن تبرهن وجود الله في الأصل، ولكن مع ذلك فان حركة تعالي الإنسان هذه نحو الله هي نفسها تبرهن وتعطينا وثيقة أكيدة لواقعية الله. فان تخطي الإنسان لذاته هي حركة وبالتالي فان أي حركة تفترض غاية وهدفا. وبما أننا وجدنا سابقا أن لا الأنا ولا الإنسانية يستطيعان إعطاء معنى لهذه الحركة، فلا يبقى احتمال آخر إذاً إلا الاعتراف بأن المعنى الأخير لتعالي الذات الإنسانية، وبالتالي المعنى الأخير للإنسان، موجود خارج الإنسان نفسه وهو موجود في الله، بل هو الله. لأن الإنسان لا يخرج من حدود وجوده الشخصي لكي يغوص في اللاشيء، بل يخرج من ذاته لكي يلقي بنفسه في الله، الذي هو الكائن الوحيد الذي يستطيع حمل الإنسان إلى الكمال وتحقيق ذاته الدائم.

كما يُخطئ فلاسفة كثيرون إذ يجعلون حركة تخطي الإنسان لذاته الأفقية (أي البعد التاريخي) تعارض حركة تخطيه لذاته العمودية (أي الميتافيزيقية)، كما لو أن الأمر يتعلق بتوتر متعاكس، بينما هو بالأحرى انسجام، لان حركة التعالي الأفقي تأخذ معنى وواقعية فقط من التعالي العمودي، وإلا لأصبح الإنسان أداة لا جوهر له.

وبالنسبة للمفكر المسيحي، فان إلحاح الفلسفة على أن تخطي الذات الأفقي يتقوى ويتدعّم ويتلازم مع الحركة العمودية، يجد أفضل تأكيد له على المستوى التاريخي في الوحي الإلهي. والوحي يعلّمنا أن الله، رغم سقطاتنا، وذنوبنا، وبرودتنا، ومقاومتنا له، بقي يريد أن يشفي غليلنا في طموحنا لنكون مثله، فأدمجنا في حياته الإلهية ذاتها، بشكل غامض في هذه الحياة الحاضرة، لكن في وضوح ساطع بالرؤيا الإلهية في الحياة المستقبلية.

باختصار نقول أن المسيحي يعرف بالتأكيد أن المعنى الحقيقي والنهائي للإنسان هو الله نفسه، وهذا التأكيد ليس متعاكسٌ بل هو منسجمٌ بشكل تام مع التطلعات البعيدة النظر للعقل البشري، إن هذا التأكيد يجده في ذاته نفسها إذا فهم المعنى العميق الموجود فيها للخبرة المنتشرة في كل مكان عن تخطي الذات وتعالي الإنسان في مجالات الحياة كافةً.


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الفكر الكتابي والمسيحي حول الإنسان
https://images.chjoy.com//uploads/im...351e28b82b.jpg


رأينا في القسم الأول أن المعنى الحقيقي لذات الإنسان وكماله البشري يجده في الله فقط. وهذا ما يُعلِّمه الكتاب المقدس ومن بعده المفكرين المسيحيين معتمدين تعليم الوحي الإلهي بان الإنسان هو "صورة الله" ومثاله. وهذا هو تعليم الإيمان الأساسي حول الإنسان.

وبما أن موضوعنا لاهوتي، فسأبدأ بتعريف بسيط لعلم اللاهوت. ان علم اللاهوت يعتمد على مبدأين: الأول هو معطيات الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، والثاني هو المبادئ الفلسفية التي يعتمدها اللاهوتي ليبني عليها فَهمه وشرحه وتعليمه لتاريخ الله الخلاصي، وان اختلاف المبادئ الفلسفية التي يعتمدها اللاهوتي ستؤدي حتما إلى اختلاف في النتائج والتعليم، وهكذا يُخلق التباين وأحيانا التشويش في ما بين اللاهوتيين وتعاليمهم المختلفة. لكن ومن ناحية أخرى إن هذه هي الطريق الوحيدة لتطور علم اللاهوت الذي يحاول في كل عصر أن يعيد شرح الإيمان المسيحي وعقائده لأبناء كل عصر وبحسب تطور مفاهيمهم الفكرية والعلمية.

في هذا القسم الثاني من حديثنا سنبدأ بعرض معطيات الكتاب المقدس المتعلقة بموضوعنا، ثم سنكتشف تعليم الآباء اليونان والسريان من خلال تعليم غريغوريوس النيسي ومار أفرام، بعد عرض المبادئ الفلسفية التي اعتمدها آباء الكنيسة في الشرق ليبنوا عليها اللاهوت الذي مازالت كنائسنا تعيش منه. وهو في نفس الوقت جواب كنائسنا عن تساؤل الإنسان ويمكن أن يكون جواباً ممكناً حتى في عصرنا اليوم للمسيحي المؤمن.


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا أشعر أحياناً بأن صلاتي غير مستجابة؟!..

https://images.chjoy.com//uploads/im...aed7ac558e.jpg



" ويجيء
الروح أيضاً لنجدة ِ ضُعفِنا.


فنحن لا نعرفُ كيف نصلي كما يجب،

ولكن الروح يشفَعُ لنا عند الله بأناتٍ لا توصف.

والله الذي يرى ما في القلوب يعرف ُ ما يريده الروح،

وكيف أنهُ يشفعُ للقديسين بما يوافقُ مشيئتَه.

ونحن نعلم ُ أنَ اللهَ يعملُ سويةً مع الذين يُحبونهُ
لخيرهم في كل ِ شيء،


أُولئكَ الذينَ
دعاهم حسب قصدِ هِ...." (
رومة 8/ 26-28)




" ما
أصابتكُم تجرَِبة ٌ فوقَ طاقةِ الإنسان، لأنَ اللهَ صادقٌ فلا يُكَلِفُكُم من التجاربِ
غير ما تقدرونَ عليهِ، بل يهبُكُم مع التجربةِ وسيلة َ النجاةِ منها والقدرة َ على
احتمالها..." (1
كورنتس
10/13)






لماذا لدينا جميعا ً تكرار خبرة الصلوات غير المستجابة؟



سأعطيكم بكل
خضوع وببساطة خبرتي الشخصية وليس لي شيء آخر أعطيكم إياه. فقد علمتني صلواتي غير المستجابة
بشأن قلة إيماني أولاً. فوجدت نفسي بصحبة الرسل
وقلة إيمانهم ودهشة يسوع بشأن ذلك:




"وتعجب
من عدم إيمانهم.. فلامهم على قلّة إيمانهم وقساوة قلوبهم"..


لقد تعلمت
أن الله حرّ وإنه لم يكن آلة في خدمتي وإنه يعمل ما هو خير لصالحي.




كلمة القديس
بولس: "
كل الأعمال تعمل معاً للخير للذين يحبون الله"، ساعدتني كثيراً في الثقة في كل ما يحد ث لي
من أحداث أو صعاب غير متوقعة.


كما تعلمت
أن الله أحياناً، ليس على عجل، فهو يأخذ وقته.. فقد انتظرت مرة، 16عاماً حتى اكتشفت
أنه استجاب لي...


لكن في نفس
الوقت ... تعلمت أن الله يستجيب أحياناً بطريقة مختلقة عما ننتظر!!...







(نقلاً عن كتاب "رفاق الكرمة" ? العدد
48)




Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لكن نجّنا من الشرير،آمين
التجارب الواردة في الطلبة السابقة مباشرة للصلاة الربانيّة، أثارها ويثيرها الشيطان الذي يسمى هنا الشرّيركما قال المسيح، وفي هذه الطلبة يريد منّا المسيح أن نطلب من الله الآب كي يخلصنا من الشرير.
الشيطان ليس قوة وهميّة، وليس حالة الشرّ كما تعلّم الفلسفة والأخلاق الإنسانيّة، لكنّه شخص خاص؛ فقد كان ملاكًا وفقد الشركة مع الله فأصبح روحًا مظلمة. جاء المسيح إلى العالم ليُبطل أعمال الشيطان لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال ابليس(1يو8:3). ظهر الشيطان في الصحراء ليجرّب المسيح، وقد خلق عثراتٍ كثيرًة. وهذا ما رآه كثير من القدّيسين وحاربوه بقوّة المسيح.
في هذه الطلبة للصلاة الربانية، يُوصَفُ الشيطان بالشرير، وتدّل هذه الكلمة على معانٍ كثيرة. في معناها الأول، الشّرير هو ذاك الذي يتعذب بالجسد من الأتعاب لأن هذه الصفة تأتي من الفعل أتألم، ولاحقاً دلّت كلمة الشّرير وتدّل على التعاسة والشرّ والدناءة . مع هذه الطلبة دَعينا الشيطان شريرًا، وخاصّة بالمعنى كليّ المكر الذي يستخدم كلّ شيء ليجعل الإنسان دائمًا بعيدًا عن الله. وفي مكان آخر دعا المسيح الشيطان شريرًا كما في مثل الزارع يأتي الشّرير ويخطف ما قد زُرع في قلبه (مت 19:13).
وصف الرسل أيضًا الشيطان بالشرّير المولود من الله يحفظ نفسه والشرّير لا يمسّه (1يو18:5). ودعوة الشيطان بالشّرير يدّل أن الشرّ ليس حالة طبيعية لطبيعتنا، بل هو نتيجة اختيارنا. لم يجبل الله الإنسان لأن يكون سيئًا، بل هذا الشرّ قد دخل كنتيجة للخطيئة، وللعصيان لله الخيّر وإطاعًة للشيطان الشّرير. المَكر صفة معروفة للشيطان أيّ عنده شرّ بالغ، هو يحاربنا باستمرار دون أن نظلمه. الشيطان شّرير في طبيعته، لهذا لا يستطيع أن يتوب. بينما الإنسان يتوب ويقبل محبة الله. بعد ذلك وصف المسيح الشيطان بالشّرير ليعلّمنا أنّه لا يجب أن نتخاصم مع البشر لأيّ سبب سببوه لنا، لأنهم ليسوا هم من يهاجموننا بل الشيطان سبب الشرّ. فهو يحرّض البشر أن يؤذونا. ولهذا ينبغي علينا أن نحوّل عداءنا إلى الشيطان وليس إلى الناس.
شرّ الشيطان كبير. وهو ماكرٌ أيضًا، ومحتال، يعمل فينا لأن نخطئ ونبتعد عن الله. نعرف من العهد القديم أن الجبّلة الأولى سقطت في الخطيئة بفكر صالح أيّ بأمل التأله، تظاهر الشيطان أنه يهتم بتألههم وأرشدهم لطريق آخر مختلف عن ذاك الذي أرشدهم إليه الله. الشيطان هو لاهوتيٌ أيضًا، لكنّه يحرّف الأمور، فهو لاهوتيٌ سيء. أرشد الإنسان، قبل ارتكاب الخطيئة، بأن الله محبٌ للبشر وسيغفر له الخطيئة التي سيقترفها. لكن بعد ارتكاب الخطيئة أوحى إليه أن الله قاسٍ ولن يغفر له أبدًا. وبهذه الطريقة يحاول أن يرميه في اليأس والقنوط. وأيضًا يحارب الإنسان من خلال الأهواء والأفكار والتخيلات والرغبات وحوادث الحياة وبكلّ الحالات التي يعيشها الإنسان. وفي كلّ حالة يتناسب بطريقة ليرمي الإنسان إما في اللامبالاة أو في اليأس.
الحرب الكبيرة للشيطان ضدّ الإنسان التي تُظهر شرّه هي حرب الأفكار. شرّه هو حرب الأفكار. وبسبب هذا بالضبط يتعلّم الإنسان في الكنيسة مواجهة الأفكار، وبهذا الأمر يتمّ التدريب. وهذا منهج النسك. ففي كتب النسك الكنسيّة مثل الفيلوكاليا والييرونديكون وأعمال الآباء القديسين، يستطيع الإنسان أن يجد الطرق التي يحارب الشيطان بواسطتها.
وطبعًا يلعب الأب الروحي دورًا مهمًا في هذا. وبصورة عامة، تواجَه الأفكار إما بالاحتقار الذي يتمّ بالإيمان بالله، أو بطردها وخاصة بصلاة يسوع ياربّ، يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ، وبتنمية الأفكار الصالحة تجاه كلّ مطلب من الإنسان.
بهذه الطلبة للصلاة الربّانية، يعلّمنا المسيح أن نطلب من الله أن يخلّصنا من الشّرير، فالشيطان لديه قوة كبيرة وخبرة كثيرة، فهو مجّندٌ أبدي، أما الإنسان فضعيف وعديم القوة. الله وحده يستطيع أن يساعدنا في هذه الحرب طالما أنّ المسيح انتصر على الشيطان وأعطى الإمكانيّة لكلّ إنسان بقوته أن ينتصر عليه. شرّ الشّرير يواجَه بحكمة الله الكلي الحكمة.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح ونحن


لا توجد بَرَكة إلا حيث يسكن المسيح. حيث يبارك المسيح تكون الراحة السماوية. وحيث يدير المسيح نظره الكريم يكون الفرح الحقيقي الذي لا يوصَف. بمحبته غير المنقطعة واتضاعه العظيم، وبمعجزاته، يحبّنا المسيح منبّهاً إيانا بشكل غير مرئي ومذكّراً بوجود حياة في ملكوت السماوات.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التوبة والتجدد


أن يكون المرء في حالة من العبودية للخطيئة وأن تقف كآبته حاجزاً يمنعه من التركيز، يعني أنه لم يتجدد بمخلصنا يسوع المسيح وأنه بعيد عنه.

لكن انبعاثه الروحي يكون عندما "يرجع إلى ذاته" ويشعر بأن روحه بعيدة عن الله ويدرك خطيئته، ويتضرّع إلى أبينا السماوي بدموع التوبة ليغفر له ويعيده إلى فرح مسيحنا الإلهي.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الاهتمام الروحي


عندما يمارس المسيحي الاهتمام اليَقِظ، يشفي روحه ولا يسمح لها بالضياع... لا تتركوا أرواحكم تضلّ في مادة هذا العالم وفي أشيائه الفانية. ليس للحياة قيمة إن لم نهتمّ بأرواحنا.

لهذا، لا تتركوا أرواحكم تضلً فتخسروها. اقرؤوا الأناجيل بعناية، لأن هذه كُتبَت بنعمة الله ومجده ليقرأها المؤمنون فتتألّق حياتهم.

في أيام أعياد القديسين، على المسيحيين أن يصلّوا بحرارة أكبر بندم ومحبة ويتوسّلوا شفاعة القديس أمام الله لخلاص نفوسهم. عند المسيحيين، أعياد القديس هي رسائل وقورة لتذكيرهم بالعذابات العظيمة التي اختبرها القديسون بسبب الإيمان بالمسيح.

لقد مجّدهم الله فاتّسع لهم مكان في ملكوت السماوات. فلنكرّم القديسين ونطلب مساعدتهم، لكي يقوونا في صلاتنا، ونصير أكثر اطمئناناً إلى أن صلاتنا مسموعة من الله.

النفس البريئة بلا سوء في داخلها. الرداءة صفة الشرير الذي يسعى بكل وسائل الشرّ إلى تحويل الإنسان عن طريق الفضيلة وعن الله. بالتالي، نحتاج إلى انتباه وجهد عظيمين لكي تسود النفس روح بريئة طاهرة.

كم من الاهتمام يمارس الناس ليخلّصوا نفوسهم؟ ما هي الأدوية التي يستعملونها ليحموا أنفسهم من جراثيم الخطيئة التي تهاجمها وتهددها؟ ومع هذا،



أشار السيّد إلى العلاجات:

المحبة، الصلاة الحارّة، والتواضع.

على الناس أن يستعملوها كلها، ملتمسين في الوقت نفسه معونة الله التي بها وحدها تتجدد النفس وتتحرر من جراثيم الخطيئة... ينبغي التخلّص من خطيئة النفس: العُجب، الطمع، قلة الصبر، والتخيّل الرديء.



افحصْ نفسك واسعَ إلى تزيينها بالمحبة والتواضع والحنو والرجاء. اطلبْ إعادة ولادة لذاتك، متنوّراً بصوت الإنجيل ومستعيناً بالله. تقدّم، بخوف الآب السماوي ومحبته، إلى بذر بذور كلمة الله في أرض جيدة. تعهّد الموهبة التي أعطاك إياها المسيح لخلاص نفسك.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
علينا أن نطيع الله


للتقدّم على طريق المسيح، يحتاج الإنسان إلى طاعة وصايا الله، إلى جانب أمور أساسية أخرى. اتبعوا الطريق المستقيمة التي رسمها ربنا يسوع المسيح، ولا تتركوا الخطيئة تطوّق أنفسكم...

الطريق التي تتبعها أغلب المجتمعات اليوم موجَّهة نحو الخطيئة. سبب هذا هو تطور فهم خاطئ للحضارة يجهد الرؤساء لتوجيه الجنس البشري إليه، محاولين أن يخلقوا طريقة جديدة للحياة مختلفة عن تلك التي وصفها الربّ.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحبوا إخوتكم وسامحوهم
https://images.chjoy.com//uploads/im...87435ea369.jpg


من بين واجباتكم الدينية محبة الإخوة ومسامحتهم. إذا قمتم بذلك، تمتلئون فرحاً وصحة في النفس والجسد. سامحوا وصلّوا لكي تكون حياتكم هادئة. لا تفعلوا لإخوتكم ما لا تريدونهم أن يفعلوه لكم، ولا تردّوا الشر بشر.

الأعمال الحسنة والمحبة نحو القريب تؤدّي إلى نهاية مقدسة لكل الذين يتضرّعون في داخلهم: "خلصني يا مسيحي". بالصلاة والمحبة يخلصون.

إن عندكم لتأكلوا، فدائماً اعطوا الفقير ليأكل.



Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اسألوا الغفران من الله









توسّلوا دائماً إلى الله ليسامحكم. إنه يعرف كل الأعمال المخفية والأفكار التي لا يعترف بها الناس، ربما خجلاً أو لافتقادهم للقوة لقول الحقيقة.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تعهدوا الصبر

https://images.chjoy.com//uploads/im...0f376546d1.jpg

الصبر عطية إلهية، منحة من الآب السماوي... بالصبر ومحبة الإخوة تنتصرون على تجارب الحياة المستمرّة. عندما يُفتَقَد الصبر، يخمد صلاح النفس وتنمو الخطيئة.

الصبر يزيّن النفس بماسات ليست من الأرض بل من أورشليم العلوية. الصبر يزيد من طاعة الكلمات الإلهية التي كُتِبَت في الماضي، وتُكتَب الآن، وسوف تكتَب في المستقبل.

الصبر هو المحبة والطاعة. مارسْ الصبر بمحبة أخيك. مارسْ الصبر لتنفع نفسك. إن لم تهتم لنفسك تفقد صبرك.

يزيد الصبر عندما يهتمّ الإنسان بالله. يجب أن يزيد الصبر لا أن ينقص، إذ عندما ينقص تنمو الخطيئة في حياة الإنسان وينشأ الشر. الصبر هو كلمة عذبة، نَفَس لطيف، سلاح لا يُغلَب، زينة لا تُقَدَّر للرجل، بركة من الله. خلال حياته على الأرض وتعليمه للجموع، لو لم يكن لسيدنا يسوع المسيح صبر في نفسه، ما الذي كان حدث؟

لقد أتى إلى الأرض ليخلّص القطيع التائه ويرفعنا بصبره، ومن ثم ليذهب إلى الجلجلة من أجلنا نحن الحقيرين الطائشين.

يسود الصبر بهدوء مثمراً في حياة الإنسان الذي لا يؤذي أحداً ولا يتعرّض لأحد، المكتفي بالقليل، والمطيع لوصايا الآب السماوي.


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كونوا مؤمنين


كونوا مؤمنين إيماناً كالصخرة لا يتزعزع، حتى لا يخيفكم شيء... يكون سعيداً مَن له إيمان عميق في ذاته، ويركّز اهتمامه على الطريق الصالح، ويسعى إلى تحسين وضع نفسه وتكييف فكره مع الصلاح... تكمن سعادة الإنسان في الإيمان بالله وفي الأعمال الصالحة التي يعملها بمحبة. نحن نشفي أولئك الذين يثقون بنا ويأتون إلينا بإيمان.

Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
احفظوا الأصوام المحددة
https://images.chjoy.com//uploads/im...4ad057ecd7.jpg


الصوم الأربعيني الكبير هو أعظم الأصوام وعلى كل مسيحي أن يحفظه من دون تذمر. مَن يملك صحة جسدية لا ينبغي عليه أن يشتكي من الصوم ولا عذر له في عدم احترامه. على المسيحي أن يلتزم بالخدم الكنسية بشكل ثابت خلال الأربعين المقدسة.

على الإنسان أن يحفظ صوم الأربعاء والجمعة. يتّشح البعض بالسواد في صوم السيدة، أول خمس عشرة يوم من آب، لكي يكرّموا والدة الإله. لكن هذا بلا معنى إن لم يرافقه صوم وصلاة.



Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اعترفوا وتناولوا

https://images.chjoy.com//uploads/im...66a4b2c7e9.jpg

اعترفْ، واشترك في المناولة المقدسة طالما أنت تمارس محبة الآخرين وتقدّم لهم كل الخير القادر عليه. هذا يكون لشفاء النفس والجسد.


Mary Naeem 21 - 08 - 2014 03:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اقرأ الكتب الدينية
https://images.chjoy.com//uploads/im...b5a83739e7.jpg


ما الكتب التي تقرؤها؟ اقرأْ الكتب الدينية. علينا أن نبدأ كل أعمالنا في الدنيا بقراءة من الإنجيل. على المسيحيين الراغبين في إظهار طاعة لكلمة الله أن يقرؤوا ويدرسوا ناموس الإنجيل بعناية كلمة فكلمة ساعين إلى فهمه كاملاً ممعنين النظر في الكلمات ذات الفحوى الأساسي. أدرس أعمال الرسل... كل سفراء المسيح، أي الرسل والقديسين، عندهم حكمة اكتسبوها بنزول الروح القدس عليهم. اقرأ مدائح والدة الإله.



الساعة الآن 03:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025